أحداث الثلاثاء 27 حزيران 2017
قوات أميركية إلى شمال سورية… رداً على تركيا
موسكو، لندن، أنقرة – «الحياة»
قالت مصادر في المعارضة السورية إن أرتالاً عسكرية أميركية ستنتشر في مدينة تل أبيض شمال شرقي سورية، رداً على تهديدات أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بارسال قوات الى سورية. وتخوض «قوات سورية الديموقراطية» معارك ضارية ضد «تنظيم داعش» في الرقة. وتمكنت بعد 20 يوماً من المواجهات ضد التنظيم من السيطرة على ربع المدينة، معقل «داعش» الرئيس في سورية. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أميركا من أخطار «اللعبة السيئة»، متهماً إياها بما سماه «ممارسة نوع من الرحمة» حيال تنظيمات متطرفة.
وقال مسؤول إعلامي في «مجلس منبج العسكري»، إن أرتالاً عسكرية أميركية ستنتشر في تل أبيض (100 كلم شمال مدينة الرقة). ونقل موقع «سمارت» الإخباري المعارض عن مدير المكتب الإعلامي أحمد المحمد، قوله إن «التحركات والأرتال الأميركية التي ستصل تل أبيض هي رد على التهديدات التركية». وكان أردوغان قال أول من أمس، إن «القوات التركية حررت بالتعاون مع الجيش الحر ألفي كلم شمال سورية، وستفعل الشيء ذاته في الفترة المقبلة»، في تلويح بتحرك عسكري تركي ضد أكراد سورية.
في موازاة ذلك، أتهم لافروف أميركا بـ «ممارسة نوع من الرحمة» حيال «جبهة النصرة»، وحذر من أخطار «اللعبة السيئة» لواشنطن، ودعا إلى وضع «المخططات الخفية جانباً».
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو أمس، إن «ثمة دلائل جديدة ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية تكشف عن محاولات التحالف الدولي بقيادة واشنطن لتجنيب تنظيم جبهة النصرة الضربات». وحذر من النتائج الخطرة لـ «الانخداع بالحلة الجديدة التي أعلنتها جبهة النصرة (فتح الشام) وهذا لا يزيد على كونه لعبة سيئة للغاية يجب وضع حد لها». ودعا الوزير الروسي إلى «وضع أي معايير مزدوجة وأفكار أو مخططات مخفية جانباً من أجل توجيه الجهد المشترك لمحاربة الإرهاب بلا هوادة». وذكر لافروف بدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تشكيل «جبهة عالمية عريضة لمواجهة الإرهاب» معتبراً أن العمل المشترك في هذا الاتجاه يواجه عراقيل «يضعها الساعون للاصطياد في الماء العكر». كما أعرب الوزير الروسي عن أمله بنجاح الجولة المقبلة من مفاوضات آستانة المقررة يومي 3 و4 من الشهر المقبل.
وأعلنت الخارجية الكازاخية أن «البلدان الثلاثة الضامنة لوقف النار في سورية أكدت مشاركتها في الجولة المقبلة، إضافة إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ومبعوث أميركي بارز». وقال وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبدالرحمنوف، إن البلدان الضامنة لم تؤكد بعد موافقة طرفي النزاع على حضور الجولة المقبلة، مشيراً إلى اتصالات جارية في هذا الشأن.
وكانت وسائل إعلام رسمية روسية أكدت وجود «خلافات واسعة» بين تركيا وإيران حول تحديد خرائط المناطق وآليات الرقابة على وقف النار فيها. ونقلت عن أوساط ديبلوماسية روسية أن موسكو تعمل على تقريب وجهات النظر لإنجاح جولة المفاوضات.
وقال مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي، إن الوضع في سورية «أفضل مما كان عليه في الماضي» بفضل اتفاق «خفض التوتر». وأوضح في كلمة ألقاها من أمام مبنى حزب العدالة والتنمية في ولاية أنطاليا أمس، «في السابق كنا نذكر سورية من خلال الإدانات التي نطلقها بسبب رمي القنابل والقذائف على النساء والأطفال، الحمد لله بفضل المبادرة التركية مع روسيا وإيران تم إيقاف الاشتباكات في سورية إلى حدّ كبير». ولفت جاويش أوغلو إلى أنّه على رغم كون الأوضاع في سورية أفضل مما هي عليه في العام الماضي، إلا أنّ المشكلة السورية لا يمكن أن تنتهي من دون إيجاد حل سياسي».
ميدانيًا، تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» خلال 20 يوماً من المعارك الضارية ضد «تنظيم داعش» من السيطرة على ربع مدينة الرقة، معقل التنظيم في سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «سورية الديموقراطية» تمكنت حتى الآن من السيطرة على أربعة أحياء بالكامل هي المشلب والصناعة من الجهة الشرقية والرومانية والسباهية من الجهة الغربية. كما سيطرت على أجزاء من أحياء أخرى بينها حطين والقادسية (غرب) والبريد (شمال غرب) وبتاني (شرق).
«داعش» يخسر حي القادسية في الرقة
بيروت – رويترز
تقدمت «قوات سورية الديمقراطية» في الرقة أمس (الأحد) واستولت على حي القادسية بعد حملة كبيرة شنتها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وقالت القوات في بيان نشرته على أحد حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي إنها سيطرت على حي القادسية الواقع غربي الرقة.
وطردت «قوات سورية الديمقراطية» مقاتلي «داعش» من مساحات واسعة من الأراضي في شمال سورية على مدى الـ 18 شهراً الماضية.
وانتزع مسلحون من المعارضة السورية أيضاً مناطق من مسلحي التنظيم، بالإضافة إلى تقدم الجيش السوري هذا العام سريعاً في المناطق الصحراوية التي كانت خاضعة للتنظيم.
ويساعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تقدم «قوات سورية الديمقراطية» ضد «داعش» في حملة الرقة بالقصف المدفعي والغارات الجوية بما في ذلك ضربات تستهدف قادة التنظيم.
ومن جهة ثانية، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الغارات الجوية التي يشنها التحالف أسقطت أيضاً عدداً كبيراً من القتلى في صفوف المدنيين.
وقال المرصد أول من أمس إن ضربات التحالف الجوية في الرقة وحولها قتلت نحو 700 مدني حتى الآن هذا العام، فيما يقول التحالف إنه يبذل قصارى جهده لتجنب قتل المدنيين وإنه يحقق في جميع التقارير التي تتحدث عن ذلك.
واشنطن تحذر الأسد من شن هجوم كيماوي جديد
واشنطن – رويترز
قال البيت الأبيض إن الحكومة السورية تستعد فيما يبدو لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية بعد رصده تحركات تشير إلى هجوم محتمل، وحذر الرئيس السوري بشار الأسد بأنه سيدفع «ثمنا فادحاً» هو وجيشه إذا نفذ هجوماً من هذا النوع.
وأضاف البيت الأبيض أن سورية تقوم بتجهيزات مماثلة لتلك التي اتخذت قبل هجوم بالأسلحة الكيماوية في 4 نيسان (أبريل) الماضي وأسفر عن مقتل عشرات المدنيين، ما دفع الرئيس دونالد ترامب إلى إصدار أمر بتوجيه ضربة بصواريخ «كروز» على قاعدة جوية سورية.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر: «الولايات المتحدة حددت تجهيزات محتملة لنظام الأسد لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية سيؤدي على الأرجح إلى قتل جماعي لمدنيين بينهم أطفال أبرياء».
وأضاف «إذا نفذ الأسد هجوماً آخر بالأسلحة الكيماوية يتسبب في قتل جماعي فسوف يدفع هو وجيشه ثمناً فادحاً».
ولم يرد المسؤولون بالبيت الأبيض على طلبات للتعليق على الخطط الأميركية المحتملة أو المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى صدور البيان الخاص بالاستعدادات السورية.
وقال مسؤول مطلع على معلومات استخباراتية إن ضباطاً أميركيين ومن الحلفاء حددوا منذ فترة مواقع عدة يشتبهون في أن الحكومة السورية تخبئ فيها أسلحة كيماوية حديثة الصنع عن المفتشين.
واستند التقييم في جزء منه على المواقع والإجراءات الأمنية المحيطة بالمواقع المشتبه بها ومعلومات أخرى رفض المسؤول الكشف عنها.
وقال المسؤول إن تحذير البيت الأبيض استند إلى تقارير جديدة لما وصف بأنه نشاط غير طبيعي ربما يكون له صلة بتجهيزات لهجوم كيماوي.
وأضاف المسؤول الذي امتنع عن مناقشة المسألة باستفاضة إنه «على رغم أن المعلومات الاستخباراتية ليست حاسمة فقد قررت الإدارة سريعاً إصدار التحذير العلني لنظام الأسد في شأن عواقب الهجوم على المدنيين، وذلك في محاولة لمنع هجوم من هذا النوع».
ومن جهة ثانية، قالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي على «تويتر»: «أي هجمات مستقبلية على شعب سورية لن يوجه اللوم فيها على الأسد فحسب بل أيضاً على روسيا وإيران اللتين تدعمانه لقتل شعبه».
وأمر ترامب بالضربة على قاعدة «الشعيرات» الجوية في سورية في نيسان (أبريل) الماضي، رداً على هجوم قالت واشنطن إن الحكومة السورية نفذته باستخدام غاز سام أودى بحياة 70 شخصاً على الأقل في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، ونفت سورية تنفيذ الهجوم.
وكانت الضربة أقوى إجراء أميركي مباشر حتى الآن في الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أعوام في سورية، ما أثار خطر اندلاع مواجهة مع روسيا وإيران الداعمين العسكريين الرئيسيين للأسد.
ووصف المسؤولون الأميركيون التدخل حينها بأنه «لمرة واحدة» الهدف منه منع وقوع هجمات بالأسلحة الكيماوية في المستقبل، وليس توسعاً لدور الولايات المتحدة في الحرب السورية.
واتخذت الولايات المتحدة سلسلة إجراءات خلال الشهور الثلاثة الأخيرة كشفت عن استعدادها لتنفيذ ضربات ضد قوات الحكومة السورية والداعمين لها ومنهم إيران، وأمر ترامب أيضاً بتكثيف العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ومنح قادته العسكريين سلطة أكبر.
مخاوف من ربط نصر الله الحرب مع إسرائيل بضمان نجاح إيران باقتطاع نفوذ في سورية
بيروت – وليد شقير
قالت مصادر نيابية لـ «الحياة» إن المواقف التصعيدية للأمين العام لـ «حزب الله» الجمعة الماضي جاءت في توقيت سيء للبنان ومحاولات القوى السياسية والسلطة فيه إقناع الجهات الأميركية المعنية في الكونغرس بصرف النظر عن فرض عقوبات جديدة على الحزب، هناك مخاوف من أن تمس بوضع لبنان المصرفي. وتعتبر المصادر أن تهديد نصر الله «بفتح الأجواء لمئات الآلاف من المقاتلين من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان إذا شنت إسرائيل حرباً على سورية أو لبنان»، وفق ما قال في خطابه في يوم القدس، يقحم لبنان مرة أخرى في الحرب الدائرة في سورية التي اتفق أهل الحكم على النأي بالنفس عنها.
وأضاف المصدر النيابي أن المتابع للتطورات في سورية يكتشف أن كلام نصر الله جاء في سياق الدور الذي يلعبه في سورية والذي يفرض على اللبنانيين أن يتحملوا تبعاته، في وقت يستند الاتجاه الأميركي إلى فرض عقوبات مالية على الحزب ومؤيديه إلى استمرار الحزب في التدخل في سورية وغيرها من الدول تحت العباءة الإيرانية.
وسأل المصدر: «ما دخل لبنان بمقتضيات المواجهة التي تخوضها إيران ومعها الحزب وسائر الميليشيات الموالية لها، في جنوب شرقي سورية وفي المنطقة المحاذية لحدود الجولان السوري المحتل، والصراع على النفوذ في هذه المنطقة في سياق محاولات الاتفاق بين الجانبين الروسي والأميركي على توزيع تواجد القوى العسكرية الخارجية في مناطق التهدئة السورية المفترضة، ومنها تلك المنطقة؟ فإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية تحرصان على إبعاد إيران عن مناطق التماس السوري- الإسرائيلي، فيما تريد إيران إبقاء موقع قدمها في تلك المناطق، ورقة في يدها، في سياق تقاسم الميدان السوري، وهو الأمر الذي يتسبب على الدوام بضربات إسرائيلية لمواقع التواجد الإيراني و «حزب الله» والقوات السورية الموالية للنظام. وتفيد المعلومات بأن الجانب الإسرائيلي واكب المفاوضات الأميركية- الروسية التي حصلت قبل أسبوعين في الأردن وتناولت المناطق الآمنة في سورية وركزت على تحديد وجود حلفاء أميركا في المنطقة الجنوبية (درعا)، وصولاً إلى معبر التنف على مثلث الحدود السورية -الأردنية- العراقية، وأن إسرائيل اشترطت أن يشمل الاتفاق إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود معها مسافة 50 كيلومتراً. وتشير المعلومات نفسها إلى أن «حزب الله» والميليشيات الموالية لإيران تتواجد على بعد 3 كيلومترات من الحدود مع الجولان المحتل في مواقع تابعة للنظام السوري (مدينة البعث)، ومنها تنطلق قنابل تسقط أحياناً في الجولان، وعليها تسقط قذائف إسرائيل حيث مواقع سورية وأخرى تابعة للحزب حيث تجمعات لمقاتلين له ولحلفاء طهران.
تجاهل للجهود الرسمية
ويقول المصدر النيابي لـ «الحياة»، إن كلام نصر الله يتجاهل كل الجهود الرسمية اللبنانية للتخفيف من انعكاسات الأزمة السورية عليه، وتداعيات الخلافات العربية حول سورية على علاقاته العربية ولا سيما الخليجية، لكن الأكثر خطراً هو ذهابه بعيداً في الاستهزاء بسعي الدولة اللبنانية إلى تفادي المزيد من العقوبات الأميركية في ظل أوضاع لبنان الاقتصادية الصعبة التي تحاول الحكومة بشق النفس وضع خطط لمواجهتها من جهة ولحماية البلد عبر المساعدات من جهة أخرى ومنها المساعدات للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لأن صيانة الأمن لها كلفة عالية تساهم تلك المساعدات في خفض فاتورتها على المالية العامة.
ورأى المصدر النيابي أن أكثر الأسئلة حرجاً التي واجهت الوفد النيابي الذي زار واشنطن الشهر الماضي لاستكشاف مسألة العقوبات على الحزب للتحذير من مسها بالمنظومة المصرفية اللبنانية هو: هل أن المساعدات التي تقدمها واشنطن للجيش منذ 10 سنوات ساعدت في توسيع رقعة سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها وهل هذه السيادة هي أكبر حجماً مما كانت عليه قبل السنوات العشر الماضية؟
ويشير المصدر إلى أن الإجابة اللبنانية لم تكن شافية للمسؤولين الأميركيين في الكونغرس، في وقت يتابعون موقف الدول الخليجية المنزعجة من تأثير «حزب الله» على القرار اللبناني. ويلفت المصدر النيابي اللبناني إلى أنه سبق كلام نصر الله زيارة قامت بها مندوبة أميركا في الأمم المتحدة نيكي هايلي المنحازة بقوة للدولة العبرية، إلى إسرائيل، مطلع الشهر الجاري، شملت انتقالها إلى الحدود مع لبنان مع نائب رئيس الأركان الإسرائيلي وضابط كبير من قوات «يونيفيل» حيث طرحت أسئلة على الأخير استناداً إلى ما أبلغه به الإسرائيليون عن استمرار تواجد «حزب الله» على الحدود وزيادته ترسانته العسكرية والصاروخية، ما دفع بها إلى إبداء ملاحظات انتقادية للقوات الدولية.
وأوضح المصدر أن سعي إدارة دونالد ترامب إلى خفض المصاريف الخارجية والعسكرية انعكس خفضاً لمساهمتها في تمويل «يونيفيل» قبل أشهر، ما دفع الأخيرة إلى خفض القوة البحرية التابعة لها، وإلى قرار البيت الأبيض بإلغاء مبالغ كانت خصصت للقوات المسلحة اللبنانية، لهذا العام والعام المقبل، وعد مسؤولون أميركيون بتعويض بعضها من موازنة وزارة الدفاع، لمواصلة دعم الجيش في مكافحته الإرهاب وحفظ الحدود الشرقية. وذكر المصدر أن إدارة ترامب أبقت على 19 مليون دولار للتدريب وقيمة أسلحة معينة وعلقت مبلغ 85 مليون دولار.
وتابع المصدر: أما في ما يخص السعي اللبناني لمواصلة الجهود لدى الكونغرس الأميركي في شأن العقوبات على الحزب فإن رغبة مسؤولين لبنانيين بزيارة العاصمة الأميركية ومنها زيارة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قوبلت ببرودة من السلطات المعنية في واشنطن إذ دعت إلى التمهل في إتمامها.
وينتهي المصدر إلى القول إن كلام نصر الله فضلاً عن أنه يضر بالمصالح اللبنانية مع دول الخليج بفعل الهجوم الذي شنه عليها يزيد من توريط لبنان في الحسابات الإيرانية للمعركة التي يخوضها الحزب في سورية من دون أن يكون للبلد أي مصلحة في ما يترتب عليها. والدليل على ارتباط مواقفه بالحسابات في الميدان السوري هو تطمينه مناصري محور المقاومة في لبنان، بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تحدث قبل أيام عن «مصلحة إسرائيل في أن يستمر الهدوء على الجبهة اللبنانية لأعوام طويلة إلى الأمام».
الإعلام الأمريكي: إيران والسعودية تتجهان نحو صدام عسكري مباشر
ترامب لا يمانع وبوتين سيجدها فرصة لإنعاش الاقتصاد الروسي
لندن ـ «القدس العربي» من محمد المذحجي: كتبت بعض وسائل الإعلام الأمريكية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية تتجهان نحو حرب مباشرة، وأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا يحاول منع ذلك، وأن روسيا موافقة على هذا السيناريو.
وكتبت مجلة «فوربس» الأمريكية أن طهران والرياض تقتربان بسرعة من حرب عسكرية مباشرة، ما سيؤدي إلى اختلال في تصدير النفط وعودة أسعاره إلى 100 دولار.
وأضافت أنه يمكن للولايات المتحدة أن تزيد من كمية إنتاج نفطها الصخري حتى تتمكن من أن تجبر النقص في كمية النفط المعروض للبيع، وأن ذلك سيكون لصالح الميزان التجاري الأمريكي وللاستقرار السياسي في الولايات المتحدة.
وأوضحت أن إيران والسعودية تخوضان حربا بالنيابة منذ سنوات عديدة لحل خلافاتهما السياسية، وأن تلك الحرب لم تؤثر على أسعار النفط كثيراً، لأن الرياض وطهران لا تريدان أن تؤثرا سلباً على أسواق النفط، وخاصة عرض نفط منطقة الخليج العربي، لكن مؤشرات خطيرة بدأت تظهر توضح أن البلدين يتجهان نحو صدام عسكري مباشر.
وقالت «فوربس» إن الشركات النفطية الكبرى في الولايات المتحدة ستكون أكبر رابح لسيناريو التصعيد بين طهران والرياض.
وأضافت أن أي تصعيد بين إيران والسعودية من هذا النوع يعزز مكانة أمريكا كمصدر مطمئن موثوق به في أسواق النفط العالمية أكثر من السابق، وأنه كلما ازداد التصعيد في الخليج العربي وطالت فترته، ستزداد حصة الشركات النفطية الأمريكية في الأسواق.
ولفتت المجلة الأمريكية النظر إلى أن هذا الموضوع يفسر عدم رغبة البيت الأبيض في منع حدوث صدام عسكري مباشر بين إيران والسعودية.
وشددت على أن روسيا أيضاً موافقة على مثل ذلك السيناريو، لأن ارتفاع أسعار النفط سينقذ الاقتصاد الروسي من أزمته الحالية.
وعلى الصعيد ذاته، طالبت وسائل إعلام أمريكية أخرى مثل «نيويورك تايمز» و»واشنطن بوست» الرئيس الأمريكي بأن يحاول منع التصعيد الخطير بين الرياض وطهران.
وتجدر الإشارة إلى أن السعودية أعلنت الأسبوع الماضي تصديها لـ3 قوارب إيرانية حاولت تفجير إحدى المنصات النفطية في حقل «مرجان» النفطي في الخليج العربي قبل ما يقارب 10 أيام.
روسيا تتهم التحالف بالتردد في ضرب مواقع «جبهة النصرة» و«هيئة تحرير الشام» ترفض وجود أي قوات دولية في سوريا
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الإثنين، تحالفا تقوده الولايات المتحدة بتجنب ضرب مواقع لجماعة «جبهة النصرة» التي غيرت اسمها داخل سوريا.
وتعد الجماعة التي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» أحد أقوى فصائل المعارضة في سوريا، وكانت تحت اسمها القديم تصنف كجماعة إرهابية بسبب صلاتها بتنظيم «القاعدة».
وفي وقت سابق هذا العام قالت عدة فصائل معارضة منها جبهة فتح الشام، إنها ستوحد صفوفها مع استمرار الاشتباكات بين المتشددين الإسلاميين وجماعات معارضة أكثر اعتدالا في مناطق الشمال الغربي. وأعلن بيان أصدرته الفصائل الإسلامية تشكيل «هيئة تحرير الشام».
ومن الفصائل الموقعة على الانضمام للهيئة كذلك «جماعة نور الدين زنكي» و»جماعة لواء الحق» و»جيش السُنة» و»جبهة أنصار الدين».
وقال لافروف في مؤتمر صحافي «ما زلنا نرى تطبيق معايير مزدوجة. قلت بالفعل إن لدينا تصورا كاملا يستند إلى خبرة قتال المتشددين في سوريا بأن ما يطلق عليه جبهة النصرة أو أيا كان اسمه عادة ما ينجو من ضربات قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودول أخرى تتعاون معه».
وأضاف «في الآونة الأخيرة ظهرت دلائل جديدة على أن جبهة النصرة في ثوبها الجديد أُسقطت من قائمة المستهدفين. ونحن نعتبر ذلك لعبة في غاية الخطورة يتعين أن تتوقف».
الى ذلك قالت هيئة تحرير الشام في بيان لها أمس، «إنها لم تكن جزءًا ولا طرفاً مشاركا أو موافقا على مؤتمر الأستانة منذ بداية انعقاده وإلى الآن، وعليه فإنها غير ملتزمة بما ينص عليه الاتفاق، وأن المؤتمر جاء متوجاً لروسيا الإجرام بغسل جرائمها وباعتبارها طرفا ضامنا بجانب إيران المجرمة، علماً أنهما كانتا السبب الرئيس لمعاناة الشعب وتشريده وقتله».
وأضافت الهيئة في بيانها أن «الدول الراعية والضامنة لمؤتمرات جنيف والأستانة أعطت الفرصة لنظام الأسد بأن يتفرغ للمناطق الواحدة تلو الأخرى، فيجمد سلاح الثورة والجهاد، وتطلق بندقية التهجير والتوسع لصالح النظام، وهذا ما يتم الآن من تجميد منطقة إدلب وما حولها في سبيل تفرغ نظام الأسد لتهجير الغوطة ودرعا وتوسيع سيطرته في المناطق الشرقية باتجاه دير الزور».
وتابعت الهيئة «فلن نترك إخواننا في المناطق الأخرى يتألمون ونحن آمنون، يواجهون العدو في مناطقهم وهو آمن محمي بقوى دولية في مناطقنا، ولن نقبل كذلك بتسليم الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص الشمالي وغيرها من المناطق المحررة في الجنوب للقوات الروسية والإيرانية».
وأشارت الهيئة إلى أن الشعب الثائر ليبحث عمن يخفف معاناته ويساهم في تحقيق أهداف ثورته لا أن ينقل الصراع الدولي للداخل السوري، وبالتالي فإن الهيئة لا ترضى بأي تدخل خارجي يقسم البلاد لمناطق نفوذ تتقاسمها الدول، أو أن تحول لساحة جلب مصالح من طرف واحد على حساب الشعب ثم يسلم على طبق من ذهب لنظام الأسد.
وكانت الرئاسة التركية كشفت النقاب عن تفاهم يقضي بوجود قوات من جيوش ثماني دول في سوريا، وفق المناطق الجغرافية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إنه يتم العمل على آلية تقضي بوجود قوات روسية وتركية في منطقة إدلب، وإيرانية وروسية في محيط دمشق، وأردنية وأمريكية في درعا، وهناك مقترح روسي لإرسال قوات محدودة من قرغيزيا وكازخستان إلى سوريا.
«قسد» تسيطر على 25 في المئة من الرقة… ونائب قائد قوات التحالف الدولي: لن نسعى إلى محاربة النظام السوري أو القوات الموالية له
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»:تمكنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» خلال 20 يوماً من المعارك وبدعم أمريكي من السيطرة على نحو 25 في المئة من مدينة الرقة، معقل تنظيم «الدولة ـ داعش» في سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتخوض قوات سوريا الديمقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) منذ السادس من حزيران/يونيو معارك داخل مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، في اطار حملة عسكرية واسعة بدأتها قبل نحو ثمانية اشهر بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «سيطرت قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء الهجوم على المدينة على نحو 25 في المئة منها». وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية حتى الآن من السيطرة على اربعة احياء بالكامل هي المشلب والصناعة من الجهة الشرقية والرومانية والسباهية من الجهة الغربية. كما سيطرت على اجزاء من احياء اخرى بينها حطين والقادسية (غرب) والبريد (شمال غرب) وبتاني (شرق). وتركزت اشتباكات الاثنين، وفق المرصد، في حي القادسية.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية ايضا على معمل السكر واجزاء من قاعدة عسكرية سابقة للجيش السوري يطلق عليها «الفرقة 17» عند اطراف المدينة الشمالية. وتسعى قوات سوريا الديمقراطية، بحسب عبد الرحمن، الى عزل وسط المدينة عن احيائها الشمالية والتضييق على عناصر تنظيم «الدولة» فيها. وتتواجد قوات سوريا الديمقراطية منذ نحو اسبوعين عند الاطراف الشرقية للمدينة القديمة في وسط الرقة حيث يتوقع ان تخوض اشرس المعارك ضد الجهاديين.
وتعد احياء وسط المدينة الاكثر كثافة سكانية، ما يعقد العمليات العسكرية لا سيما وأن تنظيم «الدولة» يعمد الى استخدام المدنيين كـ«دروع بشرية»، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته. ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديمقراطية بالغارات الجوية والتسليح والمستشارين العسكريين على الارض.
ومنذ سيطرة تنظيم «الدولة» على مدينة الرقة في العام 2014، يعيش سكانها في خوف دائم من احكام الجهاديين المتشددة. ويغذي هؤلاء الشعور بالرعب من خلال الاعدامات الوحشية والعقوبات من قطع الاطراف والجلد وغيرها التي يطبقونها على كل من يخالف احكامهم او يعارضها.
الى ذلك أكد الميجور جنرال روبرت جونز نائب قائد قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة» في سوريا والعراق أن سقوط الرقة السورية، أو عاصمة ما يسمى دولة الخلافة، أصبح مسألة وقت، مشيراً إلى أن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» تحرز تقدماً.
وأضاف في ايجاز صحافي امس الاثنين أن 274 ألفاً من النازحين تركوا الرقة والمناطق المحيطة بها حتى الان، مشيراً إلى المحنة التي يتعرضون لها، حيث أن الامم المتحدة ليس بوسعها العمل في شمال سوريا بالطريقة التي يمكن أن تعمل بها في العراق.
وتسعى المنظمات غير الحكومية جاهدة من أجل تقديم المساعدة للنازحين، غير أن هناك حاجة إلى تقديم المزيد من الدعم. ويبذل مجلس الرقة المدني المؤقت، الذي تم تشكيله حديثاً، قصارى جهده من أجل مساعدة السكان.
وقال إن المسؤولين الذين التقى بهم في المجلس يبذلون قصارى جهدهم من أجل تقديم المساعدات للسكان، والاستعداد لإدارة المنطقة، مشيراً إلى أنه يتعين أن يكون هناك استعداد تام للمساعدة من أجل إنقاذ السكان من أيدى احتلال تنظيم «داعش».
وأكد جونز أن قوات التحالف لن تسعى إلى محاربة النظام السوري أو القوات الموالية له، بل ينصرف تركيزها فقط على هزيمة «داعش» فى سوريا والعراق، الذي يشكل أكبر تهديد للمنطقة والعالم، مشيراً إلى أن التحالف يواصل مناشدة الاطراف كافة تركيز اهتمامها على تحقيق هذا الهدف.
وأشار إلى أن التحالف يتواصل مع الروس بشأن مناطق تخفيف الصراع لضمان تحقيق الأمان البرى والجوي، بينما تواصل طائرات التحالف القيام بعملياتها عبر سوريا، مستهدفة عناصر «داعش» مع توفير الدعم الجوي للقوات البرية من شركاء التحالف.
وفيما يتعلق بالوضع في العراق، فقد انطلقت قوات الأمن العراقية الأسبوع الماضي إلى البلدة القديمة في الموصل، مؤكداً أن المراحل النهائية لتحرير المدينة من «داعش» سوف تكون صعبة، حيث أن فلول تنظيم «داعش» ليس لديهم ما يخسرونه، لذا فهم يقاتلون بشراسة. وأوضح أن القوات العراقية كانت على مسافة 50 متراً من مسجد النوري قبل إقدام تنظيم «داعش» على تدميره، مؤكداً أنها تحقق تقدما ممتازًا، وتواصل العمل من أجل حماية المدنيين. وقال إن هناك الكثير من الحديث عن حدوث دمار في غرب الموصل، وللأسف فإن ذلك يعد أحد الجوانب الثانوية لعملية تحرير المدينة.
وقال جونز إن هناك بوادر مشجعة ظهرت خلال زيارته لشرق الموصل الاسبوع الماضي، حيث لاحظ أن الأمور تعود إلى طبيعتها يوما بعد يوم، مؤكدا أن حالة الأمن جيدة بالمنطقة، وهو ما يسمح بقيام فرق العمل بعمليات إزالة مخلفات وآثار احتلال تنظيم «داعش».
وأوضح أن ما يلفت الانتباه أن الأسواق، التي تمت زيارتها، تشهد حركة تجارية نشطة، حيث تزخر المتاجر بكل أنواع السلع، فضلاً عن شيوع الاحترام المتبادل بين السكان وقوات الأمن.
وأضاف أن أكثر من 190 ألفاً من النازحين عادوا إلى منازلهم في الموصل، من خلال جهود الحكومة وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي الرامية إلى استعادة الخدمات الأساسية.
وأوضح أن 4 من بين 9 محطات معالجة مياه عادت إلى العمل، وأن 17 من بين 24 محطة طاقة تم اصلاحها، حيث تم توفير الطاقة الكهربائية لنسبة 50% من السكان، كما أعيد فتح 320 من بين 400 مدرسة بما يسمح بعودة 350 الف تلميذ إلى الفصول الدراسية.
وشدد جونز على أنه سوف تكون هناك بالتأكيد تحديات في الأيام المقبلة، غير أن هذه هي الصورة التي تبدو عليها الحياة بعد عملية التحرير، حيث أصبح بوسع العائلات التمتع بأساسيات الحياة والحرية والكرامة بعد فترة من المعاناة في ظل طغيان «داعش».
وفي ختام تصريحاته، قال إن عملية تحرير المنطقة الغربية من الموصل سوف تكون أكثر صعوبة بالطبع، غير أن تجاوب الشعب العراقي أمر استثنائي في هذه الظروف، ويجب أن يفتح مثال الرمادي طاقة الأمل في المستقبل.
من جهة أخرى أعلن مصدر عسكري عن استعادة السيطرة على منطقة الضليعيات السورية، الواقعة على مشارف منطقة حميمة، على الحدود الإدارية بين محافظتي حمص ودير الزور.
وقال المصدر في تصريح لوكالة الانباء السورية «سانا» نشرته امس الاثنين إن وحدات من الجيش السوري، بالتعاون مع الحلفاء، واصلت عملياتها في عمق البادية، «واستعادت السيطرة على منطقة الضليعيات على مشارف منطقة حميمة الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي حمص ودير الزور».
وأشار إلى أن العمليات أسفرت عن «القضاء على أعداد كبيرة من أفراد تنظيم داعش المدرج على لائحة الإرهاب الدولية وتدمير أسلحتهم وعتادهم»، مبيناً أن وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري قامت بإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم التكفيري في المنطقة.
من ناحية أخرى، قال مصدر عسكري في تصريح لـ«سانا» إن وحدات من الجيش وجهت ضربات مركزة على مقرات وتحركات تنظيم «داعش» في محيط منطقتي المقابر والبانوراما ومحيط الفوج 137 وحي الرشدية في مدينة دير الزور ومحيطها.
ولفت المصدر إلى أن الضربات أدت إلى «مقتل 18 إرهابياً من تنظيم «داعش» وتدمير عربة مدرعة وعربتين مزودتين برشاشين ثقيلين».
النظام السوري يشجع عناصره على فرض “الإتاوات” مقابل الولاء/ ريان محمد
الابتزاز والإتاوات والرشوة تحت ذرائع متعددة، مثل “الإكرامية” أو “شوفة الخاطر”، أو “ثمن فنجان قهوة”، هي ممارسات رائجة ومعهودة بالنسبة للسوريين، في ظل منظومة الفساد المكرسة من قبل النظام. إلا أن الصراع الدائر في البلاد فاقم هذه الظاهرة بشكل كبير، عقب انتشار الحواجز بشكل مكثف بين المدن وداخلها. وأصبح دفع الإتاوات من قبل المواطنين الذين يريدون اجتياز هذه الحواجز، أمراً واقعاً ويُمارس بشكل علني، إلى درجة أن بعض الحواجز “تجني أرباحاً” كبيرة من جراء ذلك. هكذا، بات السوريون يصفون بعض نقاط التفتيش بـ”حاجز المليون” بسبب ضخامة الإتاوات التي يتم جمعها يومياً. وكل ذلك على مرأى ومسمع قيادات النظام السوري، التي شرّعت هذه التجاوزات طوال عقود مضت.
ومن يزور مناطق النظام آتياً من لبنان عبر البوابة الحدودية السورية اللبنانية في ريف دمشق، يدرك ما تعنيه حواجز النظام وبأي شكل تؤخذ الإتاوات. ففي سيارات النقل العام على خط دمشق بيروت، وقبل الوصول إلى الحدود السورية، يجهز السائق حقيبة بلاستيكية تحتوي على عدد من علب السجائر مختلفة الأنواع. ويضع في جيبه بضعة أوراق نقدية سورية من فئة الألف ليرة، بحسب رواية سائق سيارة أجرة على خط دمشق بيروت، يدعى أبو عدي. ويضيف “نصل إلى البوابة الحدودية السورية، نأخذ البطاقات الشخصية والجوازات وما هي إلا لحظات حتى نعود مع ختم أوراق الدخول للركاب”. ويتابع أن “العملية تتم بسرعة كبيرة، لكن الحاجز يأخذ مقابل مرور كل شخص إتاوة بقيمة خمسمائة ليرة سورية”. ويؤكد أنه في حال “كان بين الركاب شخص مطلوب أمنياً وممكن أن يكون إرهابياً، فحينها تصبح التسعيرة إلى 30-40 ألف ليرة، ويتصرف عناصر الأمن وكأن اسم المطلوب لم يظهر لهم، وهذا يحصل عند الدخول أو الخروج”، وفق تعبير السائق نفسه. ويلفت إلى أن “عنصر الجمارك يكون حاضراً أيضاً بسؤاله لسائق سيارة الأجرة: ماذا بحوزتك اليوم؟”. وبمجرد أن يخبره بالتفاصيل، يبلغه عنصر الجمارك بالتسعيرة المطلوب تسديدها كإتاوة، وإلا سيكون البديل أن يذهب السائق إلى معاملة الجمرك وعندها سيدفع مبلغاً كبيراً. ويوضح أبو عدي أن “المشكلة ليست هنا، لكن على الرغم من أنك تدفع لهم، إلا أنهم يعاملون الشخص بقلة احترام”، وفق تأكيده.
ولا تنتهي عملية فرض الإتاوات عند المعابر الحدودية. في الداخل، تنتظر السائق حواجز عديدة وإتاوات جديدة. ويروي أبو عدي في هذا السياق، قائلاً “تتابع السيارة تقدّمها إلى دمشق، حيث يوجد العديد من الحواجز، وكلما مررنا على حاجز يقترب العنصر من نافذة السيارة وبنظرة غريبة وكأنه اكتشف وجود إرهابي بيننا ممزوجة بإحساس لا يخلو من التكبر والازدراء، ويقول: ماذا جلبت لنا معك؟ فأعطيه علبة سجائر ليضرب على السيارة، قائلاً لي: تحرّك تحرّك، في وقت يرمي فيه العلبة داخل برميل بجانبه يكاد يمتلئ بعلب السجائر، وهذا البرميل يُفرغ في كل نوبة تتراوح بين 6-8 ساعات”، وفق الرواية التي اعتاد سماعها السوريون. ويضيف السائق نفسه أن “هناك حاجزاً استثنائياً هو حاجز الفرقة الرابعة، وهذا يأخذ علبتيْ سجائر ذات نوعية فاخرة، إضافةً إلى تحويلنا إلى طريق فرعي يوصلنا إلى ساحة ترابية للتفتيش”. وهنا ينبه السائق الركاب قبل الوصول إلى الحاجز بأنه في حال كانت حقائبهم تحوي أشياء ثمينة، فعليهم أن يحملوها بأيديهم، لأنه سبق أن اشتكى ركاب كثر من فقدانهم لأشياء كانت بحقائبهم عقب التفتيش على هذا الحاجز. ويعلق أبو عدي قائلاً إن “هذه الحواجز تكلفني بكل سفرة نحو 15 ألف ليرة”، بحسب تعبيره.
ولا يختلف الوضع في دمشق كثيراً، إذ تنتشر الحواجز في جميع شوارع المدينة تقريباً. أما الإتاوات في العاصمة السورية فتفرض على سيارات النقل بغض النظر عما تحمله من بضاعة أو خردة أو أثاث منزلي لمواطن يحاول أن يجد مكاناً يؤويه. وقد تكون الحواجز المنتشرة في مناطق سوق الهال الحريقة، والحمدية والفحامة والحمرة والصالحية وغيرها في قلب دمشق، هي الأكثر تحصيلاً. وهناك يمكن أن تشاهد عناصر من تلك الحواجز وهي تسحب شيئاً مما تحمله تلك السيارات. وعلى حاجز الفحامة، يمكن مشاهدة عنصر أمني يمد يده عبر نافذة السيارة ويسحب منها قطعتين أو ثلاثاً تبدو كملابس أطفال. وفي الزبلطاني، يمكن رؤية عنصر يقف أمام سيارة محملة بالخضار، وينتقي منها بعض ما يحلو له.
وفي سوق الحمرا، يتحدث بائع ألبسة جاهزة لـ”العربي الجديد” عن سبب ارتفاع الأسعار، ويعزو ذلك إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية (الدولار يساوي 500 ليرة تقريباً). لكنه يفرد جزءاً كبيراً من حديثه عن الإتاوات التي يدفعونها لنقل البضاعة من الحريقة إلى الحمرا والمسافة بينهما مئات الأمتار. ويقول “إذا أخذوا قطعتين فقط سنضطر لتحميل سعرها على باقي البضاعة ونحن تجار تجزئة ما يعني أن الفارق سيكون واضحاً”، بحسب تعبيره. ويروي شخص آخر أنه منذ أيام، شحن إلى السويداء بضاعة من طرطوس وقد كلّفه الطريق 350 ألف ليرة، كناية عن المبالغ التي دفعها كإتاوات للحواجز، بحسب رواية تكشف عن معاناة مشتركة للتجار والمواطنين السوريين.
وفي هذا السياق، يقول الناشط في دمشق، عمر الشامي، إن “موضوع الإتاوات والرشوة ليس جديداً على النظام، ولكن هذه الممارسات كانت تُشاهد أكثر على المنافذ الحدودية البرية والجوية، وفي منافذ التهريب على طول الحدود السورية مع دول الجوار والتي تدار من قبل ضباط حرس الحدود والأمن العسكري، إضافة إلى دوريات الجمارك التي كانت تصطاد شاحنات النقل”. ويضيف أنه كان هناك مصدر تمويل آخر لضباط النظام، عبر فرض مبلغ مالي معين على المجندين الملزمين بالخدمة العسكرية الذين لديهم مطالب محددة تتعلق بفرزهم على الثكنات والحواجز، أو تتعلق بالإجازات، أو جعلهم يقضون خدمتهم في منازلهم مقابل مبالغ مالية، بحسب قول الشامي. ويشير إلى أن “هذا جانب من الفساد الذي سمح به النظام لتغطية ضعف الرواتب التي يتقاضاها عناصره وكسب ولائهم، في وقت يكون ملف فساده جاهزاً في حال ضعف ولائه أو بدأوا يشكون فيه”، على حد تعبيره.
ثراء غير مشروع
ويستطرد الشامي قائلاً إنه “في الأزمة وبسبب الحرب الذي احتاج بها النظام لأي شخص يدافع عنه، تم إطلاق يد أي شخص يواليه، مما تسبب بجمع ثروات هائلة لم يكونوا يحلمون بها، فعلى مستوى العناصر هناك من جمع عشرات الملايين، ومنهم من امتلك منزلاً وسيارة كانت حلماً بعيد المنال قبل الأزمة”، في إشارة إلى انتشار ظاهرة الثراء غير المشروع. ويضيف: “اليوم من الصعب تقدير حجم الإتاوات والفساد في حواجز النظام، إذ أنها تتوزع على الحواجز المنتشرة في مناطق سيطرته، والحواجز التي تحاصر مناطق المعارضة في دمشق وحمص، أو تلك التي تتم عبرها حركة المدنيين بين مناطقه ومناطق سيطرة المعارضة، وهذه تعتبر ذات مردود مادي أكبر بكثير”، وفق تعبيره. وهناك الكثير من الحواجز بين المحافظات في مناطق سيطرة النظام أصبحت تسمى نسبةً إلى الإتاوات التي تتقاضاها، كحاجز المليون في منطقة سلمية على الطريق الواصل بين حلب ودمشق، إذ لا يقبل الحاجز بأقل من مليون ليرة على كل شاحنة محملة بالبضائع.
العربي الجديد
سورية: المليشيات الكردية تُلْزم المقيمين والوافدين بالتجنيد العسكري/ عدنان علي
تشن الشرطة العسكرية التابعة لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية حملات دهم واعتقال بحثاً عن الشبان من عمر 18 عاماً وما فوق، في جميع المناطق التي تسيطر عليها شمال شرق سورية، في إطار قوانينها الجديدة الخاصة بالتجنيد للخدمة العسكرية. وذكرت مصادر محلية أن الحملة تستهدف ملاحقة المطلوبين لقانون “واجب الحماية الذاتية” أو التجنيد الإجباري الذي يطاول أهل المنطقة، إضافةً إلى جميع النازحين والوافدين من الداخل قبل عام 2011، وما يسمى بـ”عرب الغمر”. وأوضحت المصادر أن المطلوبين ما بين 18 و30 عاماً يخضعون لدورات تدريبية لمدة 45 يوماً قبل أن يساقوا للخدمة لمدة تسعة أشهر.
وقال الصحافي الكردي، رومان يوسف، لـ”العربي الجديد”، إن “وحدات الحماية” بدأت فعلياً في سحب المطلوبين للخدمة العسكرية دون تمييز بين مقيم ووافد، مشيراً إلى أن المجند يتقاضى خلال أداء الخدمة راتباً شهرياً يقدر بنحو 80 دولاراً أميركياً، بينما يتقاضى المتطوع في الوحدات راتباً يصل إلى 200 دولار في الشهر. وأوضح أن الشخص غير المقيم بشكل دائم في مناطق الإدارة الذاتية، يستطيع السفر وتجنب الخدمة العسكرية مقابل 200 دولار، معرباً عن اعتقاده بأن هناك نحو 10 آلاف شخص تطوعوا في صفوف “وحدات الحماية الكردية” و”قوات سورية الديمقراطية” خلال الفترة الماضية.
وعزا يوسف هذه القرارات إلى أن مناطق “الإدارة الذاتية” تضم مناطق واسعة وعدداً كبيراً من السكان وفيها أكثر من ألفي قرية، وكل قرية تحتاج إلى قوات حفظ النظام العام وشرطة، فضلاً عن القوات العسكرية التي تقاتل تنظيم “داعش” في الرقة وغيرها. ورأى أن الإجراءات الجديدة قد يكون أحد أهدافها “تشجيع العرب على الالتحاق بالخدمة في مناطقهم المحررة، لكونهم يعرفون المنطقة وأهلها، إضافة إلى الحاجة الماسة لتغطية المناطق المحررة والإمساك بالأرض حتى لا يكون هناك أي فراغ، فضلاً عن وجود رواتب جيّدة تغطي مصاريفهم ومعيشتهم”.
وحول ردود فعل الناس على هذه الإجراءات، قال يوسف إن هناك انتقادات من جانب مجموعات المعارضة السورية، وبعض التذمر، خاصةً من جانب الوافدين لهذه المناطق ممن هربوا أصلاً من الموت والقصف بحثاً عن حياة هادئة نسبياً، وليس للذهاب إلى الحرب والقتال مجدداً. وأشار إلى أن نصّ قانون الخدمة الإلزامية سيعدل على الأرجح باتجاه منح جميع المطلوبين للخدمة الذين بحوزتهم إقامات في تركيا أو في إقليم كردستان أو دول أوروبية أو عربية أخرى، إمكانية تأجيل الخدمة لمدة سنة قابلة للتجديد عدة مرات، بعد دفع رسم 200 دولار في كل مرة.
وتفيد مصادر كردية محلية بأن بعض المسؤولين في الإدارة استعانوا بدوائر النفوس التابعة لحكومة النظام السوري في كل منطقة للحصول على إحصائية دقيقة عن “عرب الغمر” في المنطقة، إضافةً لتشكيل لجان محلية في كل قرية من قرى المغمورين، بشمال سورية، لتسجيل أسماء المكلفين بالخدمة وتبليغهم بذلك خلال مدة أقصاها شهر للالتحاق بشُعب التجنيد التابعة للإدارة.
وكانت “الإدارة الذاتية” أعفت سابقاً سكان قرى المغمورين والنازحين من المحافظات الأخرى من الخدمة العسكرية. ويقدر عدد قرى عرب الحسكة بأكثر من 40 قرية تتوزع في محيط مناطق رأس العين والقامشلي وعامودا، وسكانها مواطنون عرب نُقلوا إلى محافظة الحسكة، بعدما غمرت مياه بحيرة سد الفرات بيوتهم عام 1974. ولم يستبعد ناشطون أن يكون قرار تجنيدهم محاولة من جانب الإدارة الذاتية الكردية لترحيلهم نحو محافظة الرقة، مشيرين إلى أن حملة التجنيد الجديدة سببها النقص الكبير في أعداد مقاتلي مليشيات “وحدات حماية الشعب” و”قوات سورية الديمقراطية”، لا سيما في ضوء مغادرة معظم شبان المحافظة العرب والأكراد هرباً من تجنيدهم في القتال.
وقال الناشطون إن حملة التجنيد طاولت لأول مرة طلاب كليات جامعة “الاتحاد” من محافظتي دير الزور والرقة. واعتقلت المليشيات نحو 40 شاباً، ونقلتهم إلى ما يسمى مقر القيادة العامة في حي الكلاسة بمدينة الحسكة. كما اعتقلت آخرين من طلاب كلية الهندسة المدنية في حي النشوة، جميعهم من مدينة الرقة. كما ألقت الشرطة العسكرية التابعة للإدارة الذاتية والتي تضاعف حجمها مرتين في الآونة الأخيرة، القبض على عشرات الشبان، من أبناء دير الزور والرقة، القاطنين في محافظة الحسكة، ممن تراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً بقصد سوقهم إلى الخدمة العسكرية، وذلك بعد تحديد الخامس من يوليو/ تموز المقبل، تاريخاً لمنحهم دفاتر تجنيد، وسوقهم إلى معسكرات التدريب، أو تأجيلهم إن كانوا طلاباً.
وتجدر الإشارة إلى أن قوانين “الإدارة الذاتية” الكردية لا تقتصر على مسألة الخدمة العسكرية. وسبق للإدارة منذ تشكلها قبل عدة سنوات أن أصدرت قوانين عدة تتعلق بحياة الناس اليومية سواء في التعليم أم القوانين والقضاء وغير ذلك، وهو ما تسبب في ازدواجية في التعليم والقوانين وعمل القضاء، في العديد من المناطق التي تخضع لسلطة مشتركة من جانب “وحدات الحماية الكردية” وقوات النظام السوري، كما هو حال محافظة الحسكة في أقصى الشمال الشرقي للبلاد.
وكانت “الإدارة الذاتية” لجأت إلى الاستيلاء على المدارس الابتدائية بحجة تدريس اللغة الكردية، ما دفع النظام إلى إغلاق جميع المدارس التي دخلتها “الإدارة الذاتية” والتي فرضت عليها اعتباراً من مطلع العام الماضي مناهج تعليمية خاصة بها تتضمن التعليم باللغة الكردية وحدها حتى الصف الثالث الابتدائي، ثم إدخال العربية إلى جانبها في الصف الرابع. وهذا الأمر دفع بحكومة النظام السوري إلى تهديد الكادر التعليمي بقطع الراتب والفصل من الوظيفة، لكل من يدخل إلى أي مدرسة تطبق مناهج “الإدارة الذاتية”. في المقابل، عمدت الأخيرة إلى تأهيل “مدرسين” على عجل، بعد إخضاعهم لدورة تدريبية قصيرة. وقد تسبب ذلك في اضطراب العملية التعليمية، ما دفع الكثير من الأهالي إلى نقل أبنائهم إلى المدارس الخاصة أو إلى مدارس النظام التي اكتظت بالطلاب، وبينهم أعداد كبيرة من العرب والآشوريين ممن لا يتقنون اللغة الكردية.
ويشكو الأهالي من أن مناهج “الإدارة الذاتية” الكردية تقوم على التعصب القومي للأكراد، وإهمال ثقافة المكونات الأخرى لسكان المنطقة. وقد دفع كل ذلك إلى زيادة الهجرة خارج المناطق الكردية وتفريغها بشكل مستمر من سكانها، وزيادة الهجرة من الريف إلى المدينة بغية تسجيل الأطفال في المدارس الخاصة التي تُدرّس مناهج التربية الرسمية.
وعلى الصعيد القضائي، لجأت “الإدارة الذاتية” إلى إحداث المحاكم منذ عام 2012 في بعض المناطق، كالقامشلي وعامودا والدرباسية والمالكية، ثم في الحسكة وعفرين وكوباني (عين العرب) ومنبج، وكانت تسمى بمحاكم الشعب. إلا أنه في شهر إبريل/ نيسان 2016، أصبحت تسمى بـ”دواوين العدالة”. وحتى ذلك التاريخ، كانت توجد محكمة النقض، التي تنظر في القضايا التي يتم الطعن فيها بعد صدور قرار محكمة الاستئناف. إلا أنه بعد ذلك، تم الاستغناء عن محكمة النقض، والاكتفاء بقرارات محكمة التمييز التي كانت تسمى سابقاً محكمة الاستئناف، وذلك بهدف الإسراع في البت بالقضايا المرفوعة، وكل ذلك في ظل الافتقار للقضاة والمحامين. وهذا الواقع، أي وجود نظامين قضائيين في المنطقة ذاتها يعمل كل منهما بآلية مختلفة، وانعدام التنسيق بينهما لعدم وجود اعتراف من قبل النظام السوري بالهيئات القضائية لـ”الإدارة الذاتية” الكردية، أوجد ازدواجيةً وتناقضاً في الأحكام، ما يفاقم من حالة عدم المساواة بين المواطنين.
العربي الجديد
البيت الأبيض يتوعّد الأسد في حال شنّ هجوماً كيميائياً
كشف البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أن النظام السوري يستعدّ، فيما يبدو، لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيميائية، محذرًا رئيس النظام بشار الأسد من أنه سيدفع “ثمنًا باهظاً”، هو وجيشه، إذا نفذ هجومًا من هذا النوع.
وأوضح البيت الأبيض أن سورية تعدّ تجهيزات مماثلة لتلك التي اتخذت قبل الهجوم الكيميائي الذي استهدف مدينة خان شيخون، في محافظة إدلب، في الرابع من إبريل/نيسان، وأسفر عن مقتل مئات المدنيين.
ودفع هذا الهجوم الرئيس دونالد ترامب إلى إصدار أمر بتوجيه ضربة بصواريخ “توماهوك” على قاعدة الشعيرات الجويّة.
وتعد الضربة أقوى إجراء أميركي مباشر حتى الآن منذ اندلاع الثورة في سورية، وهو ما أثار خطر اندلاع مواجهة مع روسيا وإيران الداعمين العسكريين الرئيسيين للأسد.
ووصف المسؤولون الأميركيون التدخل حينها بأنه “لمرة واحدة”، الهدف منه منع وقوع هجمات بالأسلحة الكيميائية في المستقبل، وليس توسعا لدور الولايات المتحدة في الحرب السورية.
وقالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي على “تويتر”: “أي هجمات مستقبلية على شعب سورية لن يوجه اللوم فيها إلى الأسد فحسب، بل أيضا إلى روسيا وإيران اللتين تدعمانه لقتل شعبه”.
(رويترز)
“حزمة من الوثائق” في محادثات أستانة
قالت وزارة الخارجية الكازاخستانية، إن الدول الضامنة لمحادثات واتفاقات أستانة، روسيا وتركيا وإيران، أكدت مشاركتها في الجولة المقبلة من المحادثات، المقرر انعقادها يومي 3 و4 يوليو/تموز المقبل، بالإضافة إلى مشاركة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وممثل رفيع عن الولايات المتحدة الأميركية.
وقال وزير الخارجية الكازاخستانية خيرت عبدالرحمنوف، الاثنين، إن ممثلاً عن الرئيس الروسي وممثل عن الخارجية الروسية سيحضران إلى أستانة، بالإضافة إلى نائبي وزيري خارجية تركيا وإيران. كما أعلن عبدالرحمنوف مشاركة وفد عن الأردن.
أما عن مشاركة وفدي الحكومة السورية وفصائل المعارضة السورية، فقال عبدالرحمنوف إن كازاخستان ما تزال تنتظر أن تقدم الدول الضامنة لكل طرف “تأكيدات نهائية” حول مشاركتهما.
ومن المقرر أن تشهد الجولة المقبلة “تثبت وقف إطلاق النار”، وتنسيق التفاصيل المتبقية في إطار اتفاق “مناطق تخفيف التوتر”، التي تم توقيعها بين الدول الضامنة في أيار/مايو الماضي، بحسب ما أفادت قناة “روسيا اليوم”.
في هذا السياق، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن المفوض الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف قوله، إن موسكو تعول على تبني حزمة من الوثائق بشأن “مناطق خفض التوتر في سوريا”، في ختام محادثات أستانة المقبلة.
وقال بوغدانوف إن “العمل المضني مستمر” لإعداد هذه الوثائق. وأشار إلى أن الأطراف أكدت مشاركتها في اللقاء المرتقب، مع أن موسكو لا تملك معلومات عن تشكيل جميع الوفود.
وأضاف “الأمور واضحة في ما يتعلق بوفدي إيران وتركيا، شأنهما شأن الوفد الحكومي (السوري)، أما تشكيل وفد المعارضة المسلحة فهذا الأمر يحتاج إلى تدقيق”. وأشار إلى إن ألكسندر لافرينتيف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي بشأن التسوية السورية، سيترأس الوفد الروسي في أستانة.
تيلرسون ولافروف ل”تعزيز وقف النار” في سوريا
دعا وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الاثنين، نظيره الأميركي ريكس تيلرسون خلال اتصال هاتفي، إلى العمل على منع “الاستفزازات” التي تستهدف قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.
وبحسب بيان للخارجية الروسية، فإن الاتصال جرى بـ”مبادرة أميركية”. وأضاف البيان أن “سيرغي لافروف طلب من واشنطن اتخاذ اجراءات للحؤول دون حصول استفزازات تستهدف القوات الحكومية السورية التي تقوم بعمليات ضد الارهابيين”.
وأوضح البيان أن لافروف وتيلرسون تطرقا أيضاً إلى “ضرورة تعزيز وقف إطلاق النار”، و”تكثيف مكافحة المجموعات الارهابية”.
ويأتي هذا الاتصال بعيد إعلان الجيش الاسرائيلي استهدافه مواقع للنظام السوري رداً على قذائف سقطت في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل، وأطلقت من القنيطرة، حيث تشهد المدينة معارك عنيفة بين قوات النظام والمعارضة.
حي جوبر الدمشقي.. نيران النظام متواصلة لاقتحامه
سلافة جبور-دمشق
مع اقتراب موعد الجولة الجديدة من المفاوضات السورية التي ستستضيفها العاصمة الكزاخية أستانا مطلع يوليو/تموز القادم، تحتدم المعارك شرق مدينة دمشق إثر إطلاق النظام السوري عملية عسكرية تهدف لاستعادة السيطرة على حي جوبر.
ولم يكد يمر شهر من الهدوء النسبي الذي شهدته العاصمة السورية مع دخول اتفاق خفض التصعيد حيز التنفيذ بالتزامن مع انتهاء المعارك في أحياء برزة والقابون وتشرين وحرستا الغربية ودخول قوات النظام إليها، حتى عادت أصوات القصف والطيران الحربي لتخيّم على أجواء المدينة، مع سقوط عشرات القذائف وطلقات الرصاص المتفجر في معظم أحيائها.
وتحت مسمى “إن وعد الله حق”، بدأت الآلة العسكرية للنظام منتصف الشهر الحالي شن هجوم من محاور عدة على حي دوبر الدمشقي الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة منذ أكثر من خمس سنوات، في محاولة لاقتحامه وفصله عن المناطق المحيطة به.
الحي الذي يقع بين حيي القصاع غربا والقابون شمالا، وبلدتي زملكا شرقا وعين ترما جنوبا، شهد على مر السنوات الماضية أعنف المعارك التي دمرت معظم أبنيته وبناه التحتية، وهجر عشرات الآلاف من سكانه الذين كان يقدر عددهم بحوالي ثلاثمئة ألف نسمة قبل عام 2011. ولا يزيد عدد الباقين عن أربعين عائلة تنزح إلى البلدات المجاورة كلما اشتد القصف، وتعود مع هدوء الجبهات.
عسكريا، يسيطر فيلق الرحمن على معظم حي جوبر الذي عجز النظام حتى اليوم عن اقتحامه رغم الغارات الجوية والقصف العنيف اليومي، مما دفعه إلى فصله عن الغوطة الشرقية عن طريق الالتفاف ومحاولة السيطرة على طريق المتحلق الجنوبي، الذي يقع بين جوبر من جهة وعين ترما وزملكا من جهة أخرى، وهو ما وصفته مواقع مقربة من النظام السوري بأنها “خطة جديدة ذات أبعاد إستراتيجية لا تعتمد على الهجوم من الأمام كما في السابق”.
وفي بيانات متعاقبة، أشار فيلق الرحمن لاستمراره في صد الهجوم الذي تشنه القوات النظامية والمليشيات الأجنبية المساندة لها على محاور قطاع طيبة ومجمع البشائر وكراش، ويترافق ذلك مع غارات جوية وقصف مدفعي مكثف، استهداف بعض النقاط بغاز الكلور السام، مما أوقع عدة إصابات بين صفوف المقاتلين.
وأكد الفيلق تمكنه من إيقاع خسائر بشرية في صفوف قوات النظام وتدمير عدة آليات ودبابات خلال الأيام الماضية. ويقول الناشط الإعلامي عمار سليمان إن المعركة بحي جوبر انطلقت صباح الخامس عشر من يونيو/حزيران الجاري بشن غارات حربية واستهدافه بصواريخ أرض-أرض، إلى جانب استهداف أطراف بلدتي زملكا وعين ترما الملاصقتين للحي.
ويضيف أنه مع رصد تحركات وحشود كبيرة على جبهات جوبر، بدأت محاولات الاقتحام بعد خمسة أيام من القصف العنيف، وذلك باستخدام الدبابات والآليات والأسلحة الثقيلة وبتغطية مكثفة من الطيران الحربي. وتتركز تلك المحاولات بشكل رئيسي على محور قطاع طيبة شمال شرق جوبر، ومحور وادي عين ترما جنوب الحي، وتستهدف السيطرة على المتحلق الجنوبي وحصار جوبر وفصله عن الغوطة الشرقية.
ويؤكد سليمان أن التحصينات الكبيرة على مختلف جبهات الحي من قبل فيلق الرحمن منعت النظام من التقدم خلال الأيام الماضية إلا لبضعة أمتار على محور عين ترما، وتمكن مقاتلو المعارضة من استعادتها بعد ساعات.
ورغم ذلك يبقى سكان الغوطة الشرقية متخوفين من احتمال تقدم النظام وفصل الحي عن بلداتهم، وبالتالي تضييق الخناق عليهم. ويقول أسعد وهو من سكان بلدة زملكا التي نزح إليها من جوبر منذ أربعة أعوام، “لا قوة يمكن أن تقف بوجه آلة النظام الحربية”، ويتمنى أن تثمر مفاوضات أستانا وجنيف اتفاقا جديدا يجنب جوبر والغوطة الشرقية معارك لن تؤدي إلا للمزيد من الموت والدمار.
ورغم استمرار المعارك بشكل يومي على جبهات البلدة، يستبعد الناشط الإعلامي حمزة عباس المقيم في بلدة عين ترما تقدم قوات النظام رغم القصف العنيف. ويقول إن هذا التقدم -في حال حدوثه- سيجبر المدنيين في عين ترما على النزوح لمناطق أخرى داخل الغوطة الشرقية، وهو ما اعتاده سكان الغوطة مرارا وتكرارا منذ سنوات.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
لقاء أستانا.. الدول الضامنة تنتظر رد المعارضة والأسد
العربية نت
أعلن وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرت عبد الرحمنوف، الاثنين أن #روسيا و #تركيا و #إيران و #الأردن أكدوا مشاركتهم في لقاء #أستانا المرتقب حول سوريا، كما أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان #دي_ميستورا مشاركته أيضًا.
في حين قالت وزير الخارجية الكازخستاني إن بلاده ما زالت تنتظر من الدول الضامنة تأكيداً نهائياً حول مشاركة وفد الحكومة السورية وكذلك المعارضة المسلحة.
وأفاد الوزير أنه من المنتظر أن ترسل الولايات المتحدة مندوباً رفيع المستوى يمثلها في اللقاء المرتقب.
يذكر أن روسيا كانت رجحت انعقاد الجولة المقبلة من محادثات أستانا في أوائل يوليو، دون أن يحدد تاريخ معين لها، وذلك بعد أن تأجلت إذ كان من المفترض أن تعقد في 12 و13 يونيو.
يذكر أن الجولة الأخيرة من المحادثات شملت توقيع اتفاق تخفيف التوتر في 4 مناطق.
ودعت الوثيقة إلى إنشاء مناطق #تخفيف_التوتر في محافظة #إدلب وإلى الشمال من #حمص وفي ا#لغوطة الشرقية وفي #جنوب_سوريا، بهدف وضع حد فوري للأعمال القتالية وتحسين الحالة الإنسانية، وتهيئة الظروف المواتية للنهوض بالتسوية السياسية للأزمة.
الائتلاف السوري المعارض يجدد التضامن مع سجناء حماة المركزي
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 26 يونيو 2017
روما- أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أنه “يؤكد تضامنه الكامل مع مطالب المعتقلين في سجن حماة المركزي، وفي المقدمة منها إطلاق سراحهم الفوري، إضافة إلى المعتقلين في كافة سجون ومعتقلات النظام السرية والعلنية، وإلغاء ما يسمى بمحكمة الإرهاب والمحكمة الميدانية وإلغاء كافة الأحكام الصادرة عنها”.
واشار الائتلاف، المعارض للنظام الحاكم في دمشق، في بيان إلى أن “يشدد الائتلاف ضرورة قيام مجلس الأمن الدولي بتبني قرار ملزم يقضي بتطبيق هذه المطالب وفقا لقراره السابق رقم 22 54 الصادر عام 2015، والسماح الفوري بدخول المراقبين الدوليين إلى أماكن الاحتجاز دون أي عوائق، والقيام بكل ما من شأنه إنقاذ حياة عشرات وربما مئات آلاف المعتقلين من ظروف مأساوية ورهيبة يرزحون تحتها في أقبية ومعتقلات النظام”
واضاف البيان “يذكّر الائتلاف في هذا السياق بالتقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية، في شهر شباط الماضي، حيث كشف جانباً من الجرائم الرهيبة التي يرتكبها النظام بحق المعتقلين في سجن صيدنايا العسكري، ووثّق التقرير وقوع عمليات إعدام جماعية وإبادة ممنهجة داخل السجن، وهي جرائم يجب أن يتم استحضارها دوماً عند النظر في قضايا المعتقلين في سجون النظام”.
وأعلن “التأكيد مجدداً على أن ملف المعتقلين والمفقودين سيظل من أهم الأولويات، ولن يكون محلاً للتفاوض أو المساومة تحت أي ظرف”.
الجيش الإسرائيلي يغلق المنطقة الحدودية مع سورية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 27 يونيو 2017
القدس- أعلن الجيش الإسرائيلي المنطقة المحاذية لمدينة القنيطرة في هضبة الجولان السورية “منطقة عسكرية مغلقة”.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان الثلاثاء إنه “يعلن المنطقة المحاذية لمدينة القنيطرة في هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة، خشية من تعرض مواطنين إسرائيليين للخطر جراء سقوط قذائف طائشة تطلق خلال المعارك الدائرة في الجانب السوري من الحدود”.
واضاف “يسمح للمزارعين دخول هذه المنطقة دون الاقتراب من السياج الحدودي”.
وتابع الجيش الإسرائيلي “يسري مفعول هذا الإعلان حتى إشعار اخر”.
وكانت المنطقة شهدت في الأيام القليلة الماضية حالة من التوتر بعد سقوط قذائف صاروخية على هضبة الجولان، وهو ما ردت عليه إسرائيل بقصف مواقع للجيش السوري.
أمريكا ربما تسلح وحدات حماية الشعب الكردية حتى بعد استعادة الرقة
من فيل ستيوارت
ميونيخ (رويترز) – ترك وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس يوم الثلاثاء الباب مفتوحا أمام احتمال تقديم مساعدة لأمد أطول لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا قائلا إن الولايات المتحدة ربما تحتاج إلى إمدادها بأسلحة ومعدات حتى بعد استعادة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية تهديدا لها قالت إن ماتيس أكد لها في رسالة أن الولايات المتحدة ستسترد الأسلحة التي قدمتها لهذه القوات فور هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي أول تصريح له بشأن الأمر لم يناقض ماتيس هذا الكلام بشكل مباشر.
وقال للصحفيين أثناء سفره بالطائرة إلى ألمانيا عندما سئل عن استرداد الأسلحة “سنفعل ما بوسعنا”.
لكن ماتيس أشار أيضا إلى أن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية مسلحة بشكل جيد حتى قبل أن تقرر الولايات المتحدة في الشهر الماضي تقديم المزيد من المعدات المتخصصة لهجومها على الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال أيضا إن المعركة ضد التنظيم ستستمر حتى بعد استعادة الرقة وركز إجاباته عن استرداد الأسلحة الأمريكية على أشياء يعتقد أن وحدات حماية الشعب الكردية لن تحتاجها بعد ذلك في المعركة.
وعن سؤال عما إذا كانت وحدات حماية الشعب الكردية ستعود إلى مستويات التسليح لما قبل خوض معركة الرقة بعد انتهاء القتال قال ماتيس “حسنا.. سنرى. هذا يعتمد على المهمة التالية. أقصد ليس الأمر وكأن القتال سينتهي بعد استعادة الرقة”.
وترى تركيا أن وحدات حماية الشعب الكردية امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا في جنوب شرق البلاد منذ منتصف الثمانينات. وتقول إن الإمدادات التي قدمت سابقا إلى وحدات حماية الشعب الكردية انتهى بها الحال في أيدي حزب العمال الكردستاني معتبرة أن أي أسلحة تزود بها هذه القوات تشكل تهديدا لأمن تركيا.
لكن الولايات المتحدة تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية حليفا أساسيا في حملة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة القاعدة الحضرية الرئيسية للتنظيم في سوريا.
ويلتقي ماتيس مع نظيره التركي فكري إشيق يوم الخميس في بروكسل.
وقال ماتيس إن الولايات المتحدة ستسترد في الأجل القريب الأسلحة التي لن تحتاجها وحدات حماية الشعب الكردية مع تطور المعركة.
وقال ماتيس “سنسترد (الأسلحة) أثناء المعركة ونصلحها. عندما لا يحتاجون إلى أشياء محددة سنستبدلها بشيء يحتاجونه”.
(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)
ماتيس: واشنطن ترفض زجها في النزاع السوري
أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن بلاده لن تسمح بزجها رغما عنها في النزاع السوري بعد إسقاط الطيران الأميركي مؤخرا طائرة سورية. وقال “نرفض أن يتم زجنا في النزاع السوري الذي نحاول وضع حد له من خلال الجهود الدبلوماسية”.
ووصل ماتيس صباح اليوم إلى ميونيخ الألمانية حيث سيلقي كلمة غدا حول العلاقات عبر الأطلسي.
وأضاف أمام الصحفيين المرافقين له بالطائرة، أن القوات الأميركية في المنطقة لن تفتح النار “إلا إذا واجهت العدو أي تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأدلى الوزير الأميركي بهذه التصريحات قبل أن يتهم المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر النظام السوري بالتحضير لهجوم كيميائي جديد، مما قد يفضي إلى رد عسكري من واشنطن.
وكانت قوات التحالف الدولي التي تقودها أميركا أسقطت مؤخرا طائرة عسكرية سورية كانت تقصف قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها قوات حماية الشعب الكردية وتحارب تنظيم الدولة.
وأثار الحادث توترا مع روسيا الحليف الرئيسي مع إيران لنظام بشار الأسد.
وقال ماتيس “إذا تعرض أحد لنا وقصفنا وفتح النار علينا عندها سنقوم بما علينا القيام به تطبيقا لمبدأ الدفاع عن النفس”.
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف بحث مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون عبر الهاتف الحاجة لتعزيز وقف إطلاق النار في سوريا استنادا إلى محادثات السلام التي جرت في أستانا عاصمة كزاخستان.
وقالت الوزارة الروسية في بيان إن لافروف دعا تيلرسون إلى استخدام نفوذه لمنع “الاستفزازات” لقوات الأسد في الصراع.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
الأسد يزور قاعدة حميميم الجوية الروسية باللاذقية
أعلن مكتب رئاسة النظام السوري في بيان أن بشار الأسد زار قاعدة حميميم الروسية الجوية قرب اللاذقية حيث تتمركز القوة الجوية الروسية العاملة في سوريا.
وأظهرت صور نشرها مكتب رئاسة النظام السوري وحسابات موالية للحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي، الأسد يجلس في قمرة قيادة طائرة حربية روسية في القاعدة التي تقع قرب اللاذقية.
وأوضح المكتب أن الأسد تفقد واحدة من أحدث وأهم الطائرات في العالم وهي “سو 35” الروسية الموجودة في قاعدة حميميم، كما اطلع على سلاح المدرعات الموجود في القاعدة، والتقى بالأطقم العسكرية القائمة عليه، وكان في استقباله رئيس هيئة الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف.
يشار إلى أن هذه الزيارة الثانية للأسد إلى قاعدة حميميم خلال عام حيث كان قد حضر في شهر يونيو/حزيران العام الماضي إلى القاعدة وكان في استقباله وزير الدفاع الروسي، إذ قال الأسد حينها إنه لم يكن يعلم من سيلتقي به.
وتبدو هذه الزيارة مشابهة لها إذ لم يظهر في الفيديوهات والصور أي رتبة عسكرية مرافقة لرئيس النظام السوري أو أي من الشخصيات المعروفة بالنظام، وهو ما وصفه معارضو بشار الأسد بالاستدعاء الروسي لبشار الأسد وليس الزيارة.
يذكر أن موسكو ودمشق وقعتا اتفاقية تستأجر بموجبها روسيا قاعدة حميميم مدى الحياة دون أي مقابل مادي أو تبعات قانونية بحق القوات الروسية الموجودة هناك.
وكانت موسكو أعلنت في أغسطس/آب 2016 عن خطط لتوسيع القاعدة تتيح بقاء الجنود الروس بشكل دائم فيها، ومضاعفة عدد المقاتلات المنتشرة بالقاعدة، وفقا للاتفاقية الموقعة بين موسكو ودمشق.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
فورين بوليسي: ترمب يتجاوز الخطوط الحمراء الروسية والإيرانية بسوريا
قالت مجلة فورين بوليسي الأميركية إن أميركا تجاوزت مؤخرا الخطوط الحمراء الإيرانية والروسية في سوريا، وتساءلت عن الأهداف الأميركية هناك في وقت تبدو فيه أهداف موسكو وطهران واضحة للجميع.
وأوضحت أن القوات الأميركية قصفت خلال الأسابيع الخمسة الماضية مباشرة قوات النظام السوري وحلفائه أربع مرات، وأسقطت له طائرات مسيرة وطائرة سوخوي-22، الأمر الذي هدد بدخول روسيا وأميركا في صراع فوق سوريا.
وعقب تلك الأحداث، أعلنت موسكو نهاية ترتيبات عدم الدخول في احتكاكات مع القوات الأميركية، وقررت معاملة الطلعات الجوية للمقاتلات الأميركية غرب نهر الفرات على أنها أعمال عدائية.
وأشارت إلى أن هناك احتمالات باحتكاكات جديدة بين مختلف القوى المقاتلة في سوريا، وأن منافسة على أراضي الخلافة الإسلامية بين النظام وحلفائه من جهة وبين قوات دفاع سوريا وحلفائها من المقاتلين العرب من جهة ثانية تتطور بسرعة.
وذكرت أن الأهداف التي تعمل روسيا وإيران من أجل تحقيقها واضحة؛ فروسيا تهدف إلى الهيمنة على الأجواء غرب الفرات لتمكين نظام الأسد من السيطرة على مناطق دير الزور الغنية بالنفط وغيرها من المناطق المجاورة، كما أن إيران تهدف إلى السيطرة البرية للوصول الآمن إلى البحر المتوسط.
ومضت تقول إنه ومع وضوح أهداف موسكو وطهران، فإن أهداف واشنطن ليست معروفة، وأمام أميركا إما الرضوخ لما تريده روسيا وإيران، أو مقاومة ذلك، ولا يوجد خيار ثالث.
ونقلت عن وكالة أنباء فارس الإيرانية أن سوء تفاهم مربك ووضع معقد بدأ للتو بشرق سوريا، وأن أياما عاصفة في الطريق، معلقة بأن هذه النقطة، وسط كثير من الغموض السائد، واضحة كوضوح الشمس.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
سوريا.. أميركا ترصد نشاطا كيمياويا مشبوها في “الشعيرات“
واشنطن – وكالات
رصدت واشنطن استعدادات من #النظام_السوري فيما يبدو لهجوم محتمل بأسلحة كيمياوية في مطار الشعيرات.
ومطار #الشعيرات هو القاعدة الجوية التي استخدمت لشن #الهجوم_الكيمياوي السابق في نيسان/إبريل الماضي على خان شيخون، وهو نفس المطار الذي هاجمته واشنطن في نفس الشهر.
وقال جيف ديفيز المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية #البنتاغون اليوم الثلاثاء إن المخابرات الأميركية رصدت نشاطا متزايدا في مطار الشعيرات السوري على مدى عدة أيام “ما يؤشر الى استعدادات لاستخدام محتمل للأسلحة الكيمياوية”، موضحاً “انطوى ذلك على طائرات معينة في حظيرة طائرات محددة نعرف أنها مرتبطة باستخدام أسلحة كيمياوية”.
وأضاف ديفيز أن واشنطن رصدت الأنشطة المقلقة قبل “يوم أو يومين”، ولم يوضح كيف جمعت الولايات المتحدة هذه المعلومات.
وكانت #الولايات_المتحدة قد وجّهت الاثنين تحذيراً إلى النظام السوري من مغبة القيام بهجوم كيمياوي جديد.
من جهته أكد مسؤول في البيت الأبيض أن جميع الوكالات المعنية، ومنها وزارة الدفاع والخارجية والـ “سي.آي.أيه” مشاركة في عملية التحذير الأميركي لسوريا.
أما سفيرة أميركا في الأمم المتحدة فأوضحت أن إدارة دونالد ترمب ترى نشاطاً في سوريا “مماثلاً” للاستعدادات للهجوم الكيمياوي على خان شيخون في 4 أبريل/نيسان الماضي.
وأوضحت السفيرة، نيكي هيلي، أن الهدف من تحذير واشنطن للنظام السوري “هو إرسال رسالة للأسد، وكذلك لروسيا وإيران ضد استخدام سوريا المحتمل لأسلحة كيمياوية”.
مقتل 57 بغارة على سجن الميادين السوري.. والتحالف يحقق
التحالف: تم التخطيط للغارات على الميادين بدقة لتفادي سقوط خسائر بين المدنيين
العربية.نت
قتل 57 شخصاً، غالبيتهم من المعتقلين المدنيين في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، استهدف فجر الاثنين سجناً لتنظيم #داعش في مدينة الميادين في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء فيما أعلن التحالف الدولي عن فتح تحقيق في المجزرة للوقوف على حقيقة ما حدث.
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس “استهدفت طائرات التحالف الدولي، فجر الاثنين، سجناً يتبع للجهاز الأمني في تنظيم داعش في مدينة الميادين” بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل “42 سجيناً مدنياً، فضلاً عن 15 عنصراً من تنظيم داعش ما بين سجناء وحرس”.
وقتل أيضا في القصف، وفق عبدالرحمن، “15 عنصراً من تنظيم داعش هم 11 سجينا وأربعة حراس”.
وكان السجن يضم نحو مئة معتقل، وهو مقسم إلى جزأين أحدهما مخصص للمدنيين وآخر للمعتقلين المتطرفين.
وعرض تنظيم داعش، بحسب المرصد، جثث القتلى في أحد شوارع المدينة.
بيان التحالف
فيما قال التحالف بقيادة الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء إنه نفّذ ضربات جوية على أهداف لتنظيم داعش في بلدة الميادين السورية هذا الأسبوع وإنه سيحقق في مزاعم مقتل عشرات في غارة جوية هناك أمس الاثنين.
وذكر الكولونيل جو سكروكا مدير الشؤون العامة في التحالف في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز “نفذ التحالف ضربات على منشآت قيادة وتحكم معروفة لداعش وغيرها من البنية التحتية للتنظيم في (الميادين) بسوريا يومي 25 و26 يونيو”.
وتابع “إزالة هذه المنشآت يعطل قدرة داعش على تسهيل التحريض على هجمات إرهابية ضد التحالف والقوات الشريكة لنا وفي بلادنا. جرى التخطيط لهذه المهمة وتنفيذها بدقة شديدة للحد من مخاطر وقوع أضرار جانبية أو احتمال إلحاق أذى بغير المقاتلين”.
مدينة الميادين
وشهدت مدينة الميادين خلال الأشهر الأخيرة تصعيداً للقصف الجوي من قبل #التحالف_الدولي، وهي التي شكلت خلال الفترة الماضية وجهة لعدد كبير من النازحين، بينهم عائلات متطرفين، وتحديداً من محافظة الرقة المجاورة ومدينة الموصل العراقية، حيث يتعرض التنظيم لهجمات بدعم من التحالف الدولي.
وأعلن التحالف الدولي قبل أسبوع مقتل #تركي_البنعلي، الذي نصب نفسه مفتيا لتنظيم داعش، في غارة جوية في 31 أيار/مايو في الميادين”.
ويسيطر تنظيم داعش على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور المحاذية للحدود العراقية، باستثناء أجزاء من مدينة دير الزور مركز المحافظة ومطارها العسكري، وبعض القرى القريبة من الحدود الإدارية مع الرقة.
سوريا.. قوات أميركية إلى تل أبيض
دبي – قناة الحدث
كشفت صحيفة الحياة أن أرتالاً عسكرية أميركية ستنتشر في مدينة #تل_أبيض شمال #سوريا.
وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سورية معارضة، أن هذا الانتشار يأتي رداً على تهديدات أطلقها الرئيس التركي، رجب طيب #أردوغان، بإرسال قوات إلى سوريا.
وتنتشر القوات الأميركية والقوات المتعددة الجنسيات ضمن التحالف الدولي، بالإضافة إلى تل أبيض في 6 نقاط شمال سوريا.
ويوجد قاعدتان رئيسيتان الأولى في الرميلان في الحسكة والثانية في عين العرب. أما الباقي فهي نقاط عسكرية منتشرة شمال سوريا، ضمن مناطق سيطرة سوريا الديمقراطية.
كما أشارت المصادر إلى أن الأميركيين يستحدثون نقطتين جديدتين في كل من الطبقة ومنبج.