أحداث الثلاثاء 30 حزيران 2015
مفخخات «داعش» تضرب الحسكة… وتجدد معارك «عاصفة الجنوب»
لندن – «الحياة»
قتل 12 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين الأحد نتيجة تفجير تنظيم «داعش» ثلاث عربات مفخخة داخل مدينة الحسكة في شمال شرقي سورية، بالتزامن مع اشتباكات بين التنظيم و «وحدات حماية الشعب» الكردي في ريف الرقة عاصمة «داعش»، في وقت تجددت المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في درعا ضمن معركة «عاصفة الجنوب» السوري.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «12 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها» قتلوا نتيجة تفجير «داعش» أمس «ثلاث عربات مفخخة استهدفت قوات النظام في منطقة النشوة في القسم الجنوبي من مدينة الحسكة وفي منطقة غويران في جنوب شرقي المدينة». وأحصى «المرصد» مقتل تسعة عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» أمس خلال الاشتباكات مع قوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها في المدينة.
وشن «داعش» الخميس هجوماً على مدينة الحسكة التي تتقاسم قوات النظام و «وحدات حماية الشعب» الكردية السيطرة عليها، وتمكن من دخولها والسيطرة على اثنين من أحيائها الجنوبية على الأقل، النشوة والشريعة، ما تسبب بنزوح أكثر من 60 ألف شخص منها، وفق الأمم المتحدة.
وتواصلت الإثنين المعارك العنيفة بين الطرفين وتحديداً في الأحياء الجنوبية، وفق «المرصد».
وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) الإثنين بأن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة دمرت شاحنة مفخخة لإرهابيي تنظيم داعش عند جسر النشوة الشريعة، ما أدى إلى سقوط الكثير من القتلى والمصابين بين صفوفهم».
واستقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية إضافية إلى المدينة منذ بدء هجوم المتطرفين، وتمكنت من صد تقدمهم، من دون أن تتمكن من طردهم.
وأشار «المرصد» إلى «تنفيذ الطيران الحربي غارات عدة على نقاط تمركز عناصر التنظيم في محيط المدينة الرياضية وحي النشوة»، بعدما ذكر السبت أن مقاتلين أكراداً انضموا إلى القتال إلى جانب قوات النظام في المدينة، لكن تدخلهم يقتصر إلى حد بعيد على الدفاع عن الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم، لا سيما الشمالية منها.
وقال الجيش النظامي أنه استعاد السيطرة على حي سكني رئيسي في مدينة الحسكة الاستراتيجية بعد أيام عدة من سقوطه في أيدي «داعش». وأفاد التلفزيون السوري في خبر عاجل بأن الجيش طرد المتشددين من حي نشوة الجنوبي في المدينة.
ويحاول «داعش» منذ شهر السيطرة على الحسكة، مركز محافظة الحسكة التي يبلغ عدد سكانها حوالى أربعمئة ألف شخص. وكان تقدم إليها في مطلع حزيران (يونيو) قبل أن يضطر إلى الانسحاب في مواجهة قوات النظام التي حظيت حينذاك أيضاً بدعم كردي.
وبات التنظيم يسيطر على نحو نصف الأراضي السورية منذ بروزه في سورية عام 2013.
عائلات 20 من «داعش» إلى تركيا
إلى ذلك، أشار «المرصد» إلى أن «ما لا يقل عن 20 عائلة من عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، دخلوا إلى الجانب التركي من الحدود، عبر منطقة الراعي الحدودية والواقعة في الريف الشمالي لحلب عند الحدود مع تركيا أول أمس». وأكدت أن بين العوائل التي تمكنت من الدخول، 13 امرأة إحداهن طبيبة من الجنسية التونسية، فيما وردت معلومات أولية عن توقيف السلطات التركية لخمسة أشخاص منهم.
على صعيد متصل، أشار «المرصد» إلى انخفاض في دوريات «الحسبة» الموجودة داخل مدينة الرقة، وسط غياب شبه كامل لعناصر «الحسبة النسائية» في المدينة بعد نحو أسبوعين من نقل التنظيم عائلات المقاتلين غير السوريين من مدينة الرقة، إلى مناطق سيطرته بريف حلب الشمالي الشرقي لأنها «أكثر أماناً» من الرقة التي يشهد ريفها اشتباكات بين «وحدات حماية الشعب» الكردي المدعمة بالفصائل المقاتلة وقوات التحالف من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى.
في دير الزور المجاورة، قال «المرصد» أن التنظيم أعدم رجلاً في الريف الشرقي بفصل رأسه عن جسده بوساطة سيف، «ثم تم صلبه على أن يبقى مصلوباً ليوم واحد، وليرتفع إلى 5 عدد الإعدامات التي نفذها التنظيم اليوم في ريف دير الزور»، حيث بعد إعدامه 4 أشخاص في مدينة الميادين، هم رجل أعدمه التنظيم بتهمة «قطع الطريق»، وآخر بتهمة «تجارة المخدرات» والاثنان الأخيران هما رجل وزوجته بتهمة « السحر» حيث قام التنظيم بفصل رؤوسهم جميعاً عن أجسادهم، بواسطة سيف، ومن ثم صلب الرجل الذي أعدم بتهمة «قطع الطريق» في مدينة الميادين، بينما اصطحب الجثث الثلاث الأخرى معه.
في الرقة، استمرت الاشتباكات بين «وحدات حماية الشعب» المدعمة بطائرات التحالف والفصائل المقاتلة من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في الريف الجنوبي لمدينة تل أبيض الحدودية والواقعة في شمال مدينة الرقة، وأسفرت الاشتباكات عن مصرع 9 عناصر من التنظيم جثث معظمهم لدى «الوحدات».
في حلب، قالت شبكة «الدرر الشامية» أن «الثوار قتلوا عدداً من قوات الأسد، بينهم ضابط، في عملية خاطفة في ريف حلب الجنوبي». وأفادت مصادر ميدانية بأن «مجموعة من الثوار نجحت في التسلل إلى نقطة السيرياتيل، والتي تتمركز فيها قوات الأسد في جبل الحص بريف حلب الجنوبي، وتمكنت من قتل 10 عناصر، بينهم ضابط، والاستيلاء على دبابة ورشاش».
وقال «المرصد» أن «اشتباكات متقطعة دارت بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني ولواء القدس الفلسطيني من طرف آخر على أطراف مبنى البحوث العلمية بمحيط حي حلب الجديدة غرب حلب بالتزامن مع مواجهات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث من طرف آخر، في محيط قلعة حلب بحلب القديمة». وأصيب شاب دون سن العشرين بطلق ناري قرب الحدود السورية – التركية، واتهم نشطاء حرس الحدود التركي بإطلاق النار عليه قرب الحدود السورية – التركية في منطقة عفرين، أثناء محاولته عبور الحدود نحو الجانب التركي.
في الوسط، فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بساتين حي الوعر في حمص، في حين استمرت الاشتباكات بين عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في محيط حقلي شاعر وجزل بالريف الشرقي لحمص، «ما أدى إلى مقتل وجرح عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومصرع عدد من عناصر التنظيم في القصف والاشتباكات»، وفق «المرصد».
في جنوب البلاد، استمرت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي الفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين موالين من طرف آخر عند أطراف ريف القنيطرة الشمالي، قرب الحدود الإدارية مع ريف دمشق الجنوبي الغربي، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين، وفق «المرصد» الذي أشار إلى «مقتل عنصر على الأقل من المسلحين الموالين للنظام وقد وردت أنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين». كما استهدفت «جبهة النصرة» مراكز قوات النظام في سرية طرنجة بريف القنيطرة، بالتزامن مع قصف لقوات النظام على تمركزات وآليات لمقاتلي «النصرة» والفصائل، من دون ورود معلومات عن إصابات.
«عاصفة الجنوب»
وفي درعا، قالت «الدرر الشامية» أن المواجهات تجددت أمس في جبهة حي المنشية ومناطق عدة بريف درعا «تزامناً مع قصف كثيف بالبراميل المتفجرة من طيران الأسد، في حين استشهد قائد لواء شهداء نوى متأثراً بجروحه».
وأفادت مصادر ميدانية بأن «الفصائل المقاتلة تخوض مواجهات مع قوات الأسد المتمركزة في عدد من الحواجز العسكرية في حي المنشية بمدينة درعا، ذلك بعد استهدافها بوابل من قذائف ﺍﻟﻬﺎﻭﻥ ﻭﺭﺍجمات ﺍﻟﺼواريخ ﻭمدفع جهنم، ترافق ذلك مع قصف بالدبابات طاول الأحياء المحررة في درعا البلد».
وعلى صعيد آخر، «قامت فصائل الثوار صباح اليوم بقصفٍ براجمات الصواريخ استهدف كلًّا من تل عرار ومجبل الطعاني، حيث تتمركز فيهما قوات الأسد شمالي بلدة عتمان، بالتزامن مع قصف مدفعي من جانب عناصر النظام استهدف بلدة عتمان»، وفق «الدرر» التي أشارت إلى شن مروحيات النظام حملة من القصف على مدن درعا وريفها.
وأكد «المرصد» أن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى، في حي المنشية بمدينة درعا، ترافق مع قصف متبادل بين الطرفين، كما استشهد طفل وسقط عدد من الجرحى، نتيجة قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة طفس، بينما ألقى الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في بلدة بصر الحرير».
في ريف دمشق، أفاد «المرصد» بمقتل مقاتل من الكتائب الإسلامية خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية، في حين نفذت قوات النظام حملة دهم لمنازل مواطنين في بساتين بلدة جديدة عرطوز، ما أدى إلى اعتقال عشرات المواطنين بينهم نازحون في البلدة، وفق نشطاء من المنطقة، كذلك نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في أطراف مدينة حرستا من جهة إدارة المركبات. وأشار «المرصد» إلى أن مقاتلات النظام شنت غارات على مناطق في حي جوبر شرق دمشق «الذي يشهد اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى منذ أشهر في محاولة كل طرف، بسط سيطرته على الحي في شكل كامل».
«داعش» يقطع رأسي امرأتين للمرة الأولى في سورية
بيروت – أ ف ب
ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الثلثاء) أن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) نفذ عمليتي إعدام بقطع الرأس في حق امرأتين للمرة الأولى في سورية.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «تنظيم الدولة الإسلامية أعدم امرأتين بقطع الرأس في محافظة دير الزور»، وهي المرة الأولى التي يوثق فيها المرصد قتل نساء بهذه الطريقة على يد التنظيم في سورية.
موسكو تقترح حلفاً ضد «الإرهاب» بدل إسقاط الأسد
موسكو – رائد جبر { أنقرة – يوسف الشريف – لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
اقترحت موسكو أمس تشكيل تحالف دولي- إقليمي ضد «الإرهاب» بدل التركيز على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، مع إقرارها بـ «إخفاقاته العسكرية»، فيما اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن تشكيل التحالف يتطلب «معجزة»، لكنه تحدث عن دعم إضافي من روسيا للنظام، في وقت عقد مجلس الأمن القومي التركي برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان اجتماعاً للبحث في خطط لتدخل عسكري وإقامة منطقة آمنة ضد «داعش» وكيان كردي شمال سورية، مع توقع إقراره «تغيير قواعد الاشتباك» على الحدود. (للمزيد)
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه المعلم أمس، إن بلاده تعتبر أن الحرب الفعالة ضد الإرهاب والتطرف ترتكز على توحيد جهود جميع بلدان المنطقة، مضيفاً أن لروسيا «علاقات طيبة مع كل الأطراف في المنطقة التي أعلنت استعدادها لمحاربة الإرهاب، وهذا يخص السعودية والأردن وتركيا، ونحن ندعو جميع الأصدقاء، بما في ذلك سورية، لفعل ما بوسعها لإطلاق حوار بناء مع جميع الأطراف المعنية، وروسيا مستعدة للمساهمة في إنجاح هذا الحوار». وأضاف: «عندما يتعلق الأمر بعدوانية الإرهاب الدولي، ندرك أنه قد تكون هناك إخفاقات عسكرية، لكن نحن على ثقة أنه في نهاية المطاف الشعب السوري سينتصر».
واعتبر المعلم في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن تشكيل التحالف «يحتاج الى معجزة لأن الأطراف الإقليمية دعمت الإرهاب في سورية»، فيما قال ديبلوماسي روسي لـ «الحياة» إن لافروف سيدفع خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي كيري في فيينا اليوم لترويج المبادرة الروسية، مستنداً إلى حصوله على «موقف إيجابي» من النظام السوري وإنه «سيطلب من كيري أن تقنع واشنطن حلفاءها بضرورة توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب بدلاً من مواصلة الحديث عن محاولات لإطاحة النظام الحاكم في دمشق».
وبحث مجلس الأمن القومي التركي في اجتماع دعا إليه أردوغان أمس الخطط العسكرية التي قدمها قائد الأركان الجنرال نجدت أوزال في شأن تشكيل منطقة عازلة في شمال سورية بطول 110 كيلومترات وعمق 30 كيلومتراً، تبدأ من جرابلس شرقاً وحتى مارع وعفرين غرباً. والهدف المعلن تارة هو منع تسلل عناصر تنظيم «داعش» ومنع قيام دولة كردية. وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية أن أنقرة أرسلت رسائل إلى موسكو وعدد من العواصم المهتمة في الشأن السوري، توضح موقفها من هذا التدخل وأنه لا يهدف أبداً إلى احتلال أراضٍ سورية أو قتال الجيش النظامي السوري أو إسقاط نظام الأسد.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو عشية الاجتماع إن بلاده «ستتخذ الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر المتعلقة بأمن الحدود»، في وقت نقلت صحيفة «ستار» الموالية للحكومة عن مصادر، قولها إن اجتماع مجلس الأمن القومي سيبحث القيام بعملية محتملة عبر الحدود، وإن احد الخيارات إقامة «منطقة آمنة». وقال شابان ديشلي مستشار داود أوغلو، إن الاجتماع سيسفر على الأرجح عن تغيير في قواعد الاشتباك للجيش التركي ووصف تقدم كل من القوات الكردية و «داعش» بأنه «خطير».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «12 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها» قُتلوا نتيجة تفجير «داعش» أمس «ثلاث عربات مفخخة استهدفت قوات النظام في منطقة النشوة في القسم الجنوبي من مدينة الحسكة وفي منطقة غويران في جنوب شرقي المدينة».
واستعادت قوات النظام سيطرتها على أجزاء من أحد أحياء المدينة، وفق «المرصد»، الذي قال: «تمكنت قوات النظام والمسلحون الموالون لها من استعادة السيطرة على نقاط عدة داخل حي النشوة الواقع في جنوب مدينة الحسكة»، لكنه أشار الى «استمرار الاشتباكات في محيط الحي، تزامنت مع قصف متبادل وغارات جوية شنها الطيران الحربي التابع للنظام واستهدفت نقاط تمركز عناصر التنظيم في المدينة».
بوتين يقترح على دمشق تشكيل تحالف إقليمي ضد “داعش” والمعلم أكّد تلقّي وعد روسي بدعم سياسي واقتصادي وعسكري
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
أبدت موسكو أمس رغبتها في جمع دمشق والرياض في تحالف واسع ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) يشمل أيضاً تركيا والأردن.
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي استقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس في الكرملين في حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن “موسكو تتلقى خلال اتصالاتها مع دول المنطقة التي تربطها بها علاقات طيبة جداً، إشارات تدل على استعداد تلك الدول للإسهام بقسطها في مواجهة الشر الذي يمثله داعش”. وأوضح أن ذلك “يتعلق بتركيا والأردن والسعودية”.
وأضاف أن “موسكو مستعدة لدعم دمشق إذا اتجهت الأخيرة إلى الدخول في حلف مع دول أخرى في المنطقة، بما فيها تركيا والأردن والسعودية، لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي”. وأقر بأن “تشكيل مثل هذا الحلف يعد مهمة صعبة التنفيذ، نظراً الى الخلافات والمشاكل التي شابت العلاقات بين الدول”.
وخاطب المعلم قائلاً: “ولكن إذا اعتبرت القيادة السورية هذه الفكرة مفيدة وممكنة، فإننا سنبذل كل ما في وسعنا من أجل دعمكم. ونحن سنعتمد على علاقاتنا الطيبة مع جميع الدول في المنطقة كي نحاول على الأقل تشكيل مثل هذا التحالف”. وأعرب عن اقتناعه بأن “محاربة الإرهاب والمظاهر البالغة التطرف تتطلب توحيد جهود كل دول المنطقة”. ودعا الأصدقاء جميعا “بمن فيهم الأصدقاء في سوريا، إلى بذل الجهود القصوى لإقامة حوار بناء مع جميع الدول المهتمة بمحاربة الإرهاب”. ولاحظ ان “من البديهي أن خلافات وحالات سوء تفاهم ومشاكل تحمل طابعا آنيا، تظهر من وقت الى آخر في العلاقات بين الجيران، لكن لا شك في ضرورة توحيد الجهود من أجل محاربة الشر الذي يهدد الجميع”. وخلص بوتين الى أن “تطورات الأوضاع المعقدة في سوريا، مرتبطة في الدرجة الأولى بالعدوان الذي يشنه الإرهاب الدولي. لكننا واثقون من انتصار الشعب السوري في نهاية المطاف. أما سياستنا الرامية إلى دعم سوريا والقيادة السورية والشعب السوري، فستبقى من دون تغيير”.
لافروف
الى ذلك، رأى لافروف أن “على كل دول المنطقة التخلي عن خلافاتها والتركيز على مكافحة الخطر المشترك المتمثل في تنظيم داعش”. وصرح في مؤتمر صحافي مشترك في موسكو مع المعلم: “الرئيس بوتين دعا إلى ضرورة تخلي كل دول المنطقة عن خلافاتها في شأن مختلف القضايا والتي كانت دوماً موجودة وربما بقيت، والتركيز على توجيه الجهود إلى مكافحة الخطر المشترك وهو الخطر الإرهابي”.
وقال إن “جهود سوريا وحدها لمكافحة داعش وأعوانه ليست كافية، لذلك تدعو موسكو كل دول المنطقة إلى تنسيق جهودها من أجل مكافحة هذا الخطر”.
ولفت الى أن “ذلك لا يعني إهمال مهمات أخرى وردت في بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012، وقبل كل شيء إقامة حوار سياسي بين السوريين أنفسهم من أجل التوصل إلى اتفاقات تعكس وفاقاً مشتركاً بين جميع الجماعات السورية”. وأبدى استعداد “موسكو لدراسة إمكان عقد لقاء تشاوري ثالث في موسكو من أجل وضع قاعدة متينة لمعاودة المفاوضات بين السوريين”، مشيراً إلى أنه بحث في هذه المسألة مع نظيره السوري.
وأعلن أن بوتين والرئيس الاميركي باراك أوباما اتفقا على عقد لقاء لوزيري خارجية البلدين للبحث في الجهود المشتركة الرامية إلى مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي. وأنه سيجري محادثات مع نظيره الأميركي في فيينا اليوم. وذكّر بأن الرئيسين الروسي والأميركي بحثا الأسبوع الماضي هاتفياً في مكافحة الإرهاب وخصوصاً تنظيم “داعش”.
المعلم
اما المعلم، فصرح أنه حصل على وعد من الرئيس بوتين بدعم سوريا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، مضيفاً أن الطريق الأسلم للتحضير لمؤتمر ناجح في جنيف يمر عبر موسكو. ودعا المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا إلى المشاركة في لقاء موسكو الثالث.
وقال إن “الرئيس بوتين أكد لي ضرورة إيجاد تحالف إقليمي لمكافحة الإرهاب”، معتبراً أن “تشكيل تحالف دولي من السعودية وتركيا والولايات المتحدة وقطر التي تآمرت على سوريا وموّلت الإرهاب سيتطلب معجزة حقيقية”. وتساءل: “هل يجب أن يسقط ضحايا في السعودية والكويت وفرنسا حتى يدرك المجتمع الدولي انتشار الإرهاب… قلنا لمن يدعمون الإرهاب في سوريا إن الإرهاب سيرتد عليكم”. وأكد أنه يمكن إنجاح إقامة التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب فقط في حال تخلي الدول التي تشجع الإرهاب عن دعمها للإرهابيين.
الوضع الميداني
ميدانياً، أعلن الجيش السوري أنه استعاد السيطرة على حي النشوة السكني الرئيسي في مدينة الحسكة الاستراتيجية بشمال شرق سوريا بعد بضعة أيام من سقوطه في أيدي “داعش” في هجوم خاطف طرد خلاله آلاف المدنيين.
وفي وقت سابق، قال مصدر في الجيش السوري إن مفجرين انتحاريين ينتمون الى “داعش” فجروا شاحنتين في حي الغويران الجنوبي الشرقي وشب حريق في صهاريج تخزين النفط وفي مصنع للنسيج بعدما قصفه المتشددون.
اسرائيل
على صعيد آخر، صرح وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون بان تقديم الدولة العبرية المساعدات الطبية والانسانية لمقاتلي المعارضة السورية يعتمد على قدرتهم على ابقاء الجهاديين بعيدين عن اسرائيل، وعدم التعرض للاقلية الدرزية.
وقال الناطق باسم يعالون: “عندما يصل شخص مصاب الى الجدار الامني، فعليك تقديم المساعدة”. واضاف: “تتحسن حاله فتعيده، وتوجه رسالة من خلاله: ان كنتم تريدون استمرار المساعدات الانسانية، عليكم ان تحرصوا على عدم وصول الجهاديين الى الحدود، وثانياً لا تتعرضوا للدروز”.
تركيا تدرس تدخلاً في سوريا بوتين لتحالف إقليمي ضد “داعش“
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم في الكرملين امس، تشكيل تحالف اقليمي يشمل دمشق وانقرة والرياض ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) ، فيما تتزايد المؤشرات من انقرة على امكان تدخل عسكري تركي في شمال سوريا لقطع الطريق على امكان قيام دولة كردية على الجانب السوري من الحدود وخصوصا بعد الانتصارات العسكرية التي حققها أكراد سوريا على “داعش”.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو: “إذا لحق أي ضرر بأمن الحدود التركية وإذا خلصت تركيا إلى أن حديقة السلام هذه مهددة، فهي مستعدة لمواجهة أي احتمال”. وأضاف: “سنتخذ الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر المتعلقة بأمن الحدود”.
وعبر مجلس الأمن القومي الذي اجتمع برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان في بيان، عن قلقه من خطر “الارهاب” الآتي من الحدود السورية. وقال إن تركيا قلقة من التغيرات السكانية في المنطقة، في إشارة واضحة الى نزوح سوريين عرب وتركمان في ظل القتال في الأسابيع الاخيرة.
ونقلت صحيفة “ستار” الموالية للحكومة عن مصادر أن اجتماع مجلس الأمن القومي سيبحث القيام بعملية محتملة عبر الحدود. وقالت إن من الخيارات التي يمكن طرحها إقامة “منطقة آمنة” تمتد 110 كيلومترات مع سوريا.
وأفاد مستشار داود أوغلو، شابان ديشلي، إن الاجتماع سيسفر على الأرجح عن تغيير في قواعد الاشتباك للجيش التركي، ووصف تقدم كل من القوات الكردية ومتشددي “داعش” بأنه “خطير”.
وأوردت صحيفة “صباح” المؤيدة للحكومة إن السياسة قد تتغير للسماح للقوات التركية بمهاجمة مقاتلي “داعش” القريبين من الحدود.
وقال مسؤول حكومي بارز: “لن تتخذ تركيا أي خطوة احادية الجانب على الجانب السوري بمعزل عن قوات الائتلاف الدولي. موقفنا واضح في هذا الشأن … لكننا حريصون ألا تخضع معابر حدودية لسيطرة الدولة الإسلامية أو وحدات حماية الشعب (الكردية)”.
من جهة اخرى، قال القيادي البارز في “حزب العمال الكردستاني” مراد كارايلان لموقع إخباري كردي على الإنترنت إن الحزب سيرد على أي تدخل للجيش في مناطق كردية داخل سوريا.
واشنطن
وفي واشنطن، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر، إن ثمة “تحديات لوجستية خطيرة” تتعلق باقامة مناطق عازلة في سوريا، لكنه لم ير أي أدلة دامغة على أن الأردن أو تركيا اللتين لهما حدود مشتركة مع سوريا تبحثان في اقامة مثل هذه المناطق.
طهران
وفي طهران، حذر السفير الإيراني لدى تركيا علي رضا بيكدلي من أن أي انتهاك لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة سيؤدي إلى فقدان القدرة التركية على حفظ السلام في سوريا. واوضح إن قضية التدخل العسكري في سوريا طرحت مرارا وكذبها المسؤولون الأتراك، و”نأمل في أن تستخدم إيران وتركيا إمكاناتهما للتوصل إلى السلام والاستقرار”.
بوتين يقترح تحالفاً ضد الإرهاب يجمع سوريا والسعودية
تقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، باقتراح مثير: تجاوز الخلافات بين سوريا وتركيا والسعودية والأردن «لمحاربة الشر المطلق للإرهاب»، فيما شكك وزير الخارجية السوري وليد المعلم بإمكانية حصول هذا الأمر، «الذي يحتاج إلى معجزة كبيرة جدا».
وجاءت تصريحات بوتين خلال زيارة المعلم الى موسكو حيث تلقّى الوزير السوري تأكيدات من الكرملين باستمرار الدعم الروسي لدمشق عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.
وأكد بوتين، خلال لقائه المعلم في موسكو، أن «سياستنا التي تهدف إلى دعم سوريا والقيادة السورية والشعب السوري لم تتغير»، مضيفاً «نحن مقتنعون بأن الشعب السوري سينتصر في نهاية المطاف».
وأعرب عن قناعته بأن «محاربة الإرهاب والمظاهر الغاية في التطرف تتطلب توحيد جهود كافة دول المنطقة». ودعا «جميع الأصدقاء، بمن فيهم الأصدقاء في سوريا، إلى بذل الجهود القصوى لإقامة حوار بنّاء مع جميع الدول المهتمة بمحاربة الإرهاب».
وقال بوتين «من البديهي أن خلافات وحالات سوء تفاهم ومشاكل تحمل طابعا آنياً، تظهر من وقت إلى آخر في العلاقات بين الجيران، لكن لا شك في ضرورة توحيد الجهود من أجل محاربة الشر الذي يهدد الجميع». وأضاف «نستخلص من اتصالاتنا مع جميع الدول المجاورة لسوريا، التي تربط بيننا وبينها علاقات متينة، من دون أي استثناء، أن هذه الاتصالات تدل على أن الجميع مستعدون للمساهمة بقسطهم في محاربة تنظيم داعش، واقصد هنا بطبيعة الحال تركيا والأردن والسعودية».
وتابع بوتين «من هنا ندعو أصدقاءنا في سوريا لبذل كل ما في وسعهم لإطلاق الحوار الوثيق مع جميع دول الجوار، الراغبة في محاربة الإرهاب»، موضحاً «من المفهوم أن تكون هناك خلافات وتناقضات بين دول الجوار، ولكن لا بد من تضافر الجهود من اجل محاربة هذا الشر المطلق، وهو الإرهاب». وقال «إذا رأت القيادة السورية جدوى وفائدة في مثل هذا التحالف عبر توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب فنحن سنبذل كل ما في وسعنا في هذا المجال، وسنستغل علاقاتنا المتينة مع جميع دول المنطقة لمحاولة إنشاء مثل هذا التحالف».
المعلم ولافروف
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، «حصلت بصراحة على وعد من الرئيس بوتين بدعم سوريا، سياسياً واقتصادياً وعسكريا».
وتحاول روسيا جمع أطراف النزاع السوري على طاولة محادثات مشتركة للتوصل إلى حل سياسي. وقال المعلم، الذي يغادر موسكو غداً، إن مباحثاته مع المسؤولين الروس «تمحورت حول سبل إيجاد الحل السياسي للوضع في سوريا».
وشكك المعلم بإمكانية قيام ائتلاف جديد لمحاربة الإرهاب. وقال «استمعت باهتمام بالغ لما قاله بوتين حول الوضع في سوريا، وضرورة قيام تحالف دولي إقليمي من اجل مكافحة الإرهاب. اعرف عن الرئيس بوتين انه رجل يصنع المعجزات، لكن التحالف مع تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب يحتاج إلى معجزة كبيرة جدا».
وسأل «كيف تتحول هذه الدول، التي تآمرت على سوريا وشجعت الإرهاب وموّلته وسلّحته، إلى حليف لمكافحة الإرهاب؟». وأضاف «هل يجب أن يسقط ضحايا في السعودية والكويت وتونس وفرنسا حتى يدرك المجتمع الدولي انتشار الإرهاب. كنا نقول باستمرار، وخاصة لمن يدعمون الإرهاب في سوريا، إن هذا الإرهاب سيرتد عليكم. هل الآن تعلّموا بعد هذه الضحايا أم يجب أن يسقط المزيد؟».
وقال لافروف، من جهته، «جاء في اللقاء مع بوتين أنه لابد من اعتماد التحليل الموضوعي للأوضاع الراهنة، وإجراء الاتصالات مع جميع القوى الإقليمية المعنية، بما فيها الدول المجاورة، كالسعودية وتركيا والأردن، واستنتاج أن جميع هذه الدول تدرك خطورة تزايد النشاط الإرهابي المتمثل بما يسمى الدولة الإسلامية وغيره من التنظيمات الإرهابية، ولا بد لجميع الدول في المنطقة التخلي عن الخلافات في ما بينها، والتركيز على مهمة تضافر الجهود من أجل محاربة التهديد العام، وهو الإرهاب».
وأضاف لافروف أن «نجاحنا في هذا المجال قد يكون الخطوة التالية ضمن إطار العملية السياسية فيما يخص تطبيق إعلان الدول الثماني في تموز العام 2013، والذي يدعو كلا من حكومة الجمهورية العربية السورية وجميع القوى المعارضة في سوريا إلى تضافر الجهود من اجل محاربة الإرهاب».
وأكد أن «هذه المهمة لا تزال ملحّة، لكن مع الأخذ في الاعتبار مدى توسع تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، وعدم الاكتفاء بالجهود السورية بل نوجه الدعوة إلى جميع الدول في المنطقة لتنسيق الجهود من أجل محاربة الإرهاب، لكن ذلك لا يعني إهمال إيجاد حلول وتطبيق البنود الأخرى لإعلان جنيف المؤرخ في 30 حزيران العام 2012، ومن هذه البنود ضرورة إطلاق الحوار السياسي السوري – السوري من أجل التوصل إلى الحلول التوافقية التي تعكس التوافق بين جميع القوى السورية».
وأكد دعم بلاده المستمر لسوريا. وقال «روسيا، كما أكد بوتين، ستواصل دعمها للشعب والحكومة السورية من أجل حل القضايا الاجتماعية والاقتصادية في ظل الظروف الحالية الصعبة وتعزيز القدرات السورية الدفاعية لمواجهة الخطر الإرهابي».
ودعا «جميع القوى الخارجية إلى التخلي عن محاولاتها لإسقاط النظام السوري خلافا لإعلان جنيف»، مشيراً إلى أن «مواقف بعض الدول بدأت تتغير بشكل تدريجي ما يعطي إمكانية التوصل إلى رؤية مشتركة، لأن خطر الإرهاب بات يهدد الجميع، ولابد من تضافر الجهود لمحاربته وهو ما أعلنته روسيا منذ البداية».
وحذر «من خطورة التعامل مع القوى المتطرفة المتشددة ودعمها بهدف تحقيق المكاسب الآنية، حيث تظهر كثير من الأمثلة كيف تحول مثل دعم الإرهاب إلى نزاع دام واسع النطاق»، لافتاً إلى أن «هذا الموضوع تناوله الرئيس بوتين في مكالمته الهاتفية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأن المواقف المشتركة لدى روسيا والولايات المتحدة هي عدم السماح بتطبيق داعش لمشروعه الخلافة، وتوحيد جهود جميع الدول لمحاربة الإرهاب».
وأعلن انه يعتزم أن يلتقي نظيره الأميركي جون كيري في فيينا، اليوم، لبحث ملفي الإرهاب ومكافحة «داعش». وقال «الأسبوع الماضي بحث الرئيس الروسي هذا الموضوع هاتفياً مع أوباما»، مؤكداً أن «الرئيسين الروسي والأميركي طلبا من كيري ومني عقد لقاء لتبادل وجهات النظر حول طريقة تضافر قوانا بالشكل الأكثر فاعلية» لمكافحة التنظيم.
(«سانا»، «سبوتنيك»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
المعارضة تستنزف النظام في درعا والقنيطرة
رامي سويد
وضعت قوات المعارضة السورية قوات النظام في محافظتي درعا والقنيطرة، جنوب البلاد، في موقف صعب مع تصعيد عملياتها العسكرية في ريف القنيطرة الشمالي، تزامناً مع إعادة إطلاق عملياتها العسكرية في مدينة درعا؛ بهدف حسم المعركة المستمرة في المدينة منذ أكثر من ثلاث سنوات لصالحها. وتواصل غرفتا عمليات قوات المعارضة في ريف القنيطرة الشمالي هجومهما العسكري ضد قوات النظام المتبقية في المنطقة، بعد أن انقسمت قوات المعارضة العاملة في المنطقة إلى قسمين: الأول هو “جيش الفتح” في الجبهة الجنوبية، المؤلف من “جبهة النصرة” وحركة “أحرار الشام”، أما القسم الثاني فيتألّف من اتحاد تشكيلات “الجيش السوري الحر” في القنيطرة، والتي تعمل جميعها تحت اسم غرفة عمليات “عاصفة الحق” التي أعلنت أنها تخوض معارك ضد قوات النظام في ريف القنيطرة الشمالي بهدف السيطرة على المنطقة وفتح طريق يصل مناطق سيطرتها في ريف القنيطرة بمناطق سيطرة قوات المعارضة في غوطة دمشق الغربية، والتي تقع جميعها تحت حصار خانق من قبل قوات النظام.
وتضم غرفة عمليات “عاصفة الحق” التابعة لقوات المعارضة في ريف القنيطرة، فصائل “الجيش الأول” في “الجيش السوري الحر” وجبهة “أنصار الإسلام” وغرفة عمليات “الفاتحين” وغرفة عمليات ألوية “سيف الشام” التي تخوض منذ أيام معركة ضد قوات النظام أطلقت عليها معركة “نصرة حرائرنا”.
وكان قائد جبهة “أنصار الإسلام” أبو المجد الجولاني المنضوية في غرفة عمليات “عاصفة الحق” قد أعلن في بيان مصوّر، أمس الإثنين، أن قوات “عاصفة الحق” تستهدف مواقع السرايا 160 و120 والمشاة، وحاجز الشرطة العسكرية في ريف القنيطرة الشمالي.
أما “جيش الفتح” في الجبهة الجنوبية، فقد أعلن في بيان له، يوم الأحد، أنّ مقاتليه تمكّنوا من السيطرة على سرية عباس في ريف القنيطرة، بهدف فتح طريق لمناطق سيطرة المعارضة في غوطة دمشق الغربية، مؤكّداً أن قواته تواصل محاولات اقتحام سرية طرنجة القريبة من سرية عباس التي سيطر عليها جيش النظام.
وتساهم هذه السرايا التي تهاجمها مختلف فصائل قوات المعارضة، بفرض حصار على مناطق سيطرة قوات المعارضة في مدخل غوطة دمشق الغربية، وتحديداً في البلدات الواقعة إلى الشرق من بلدة حضر التي تسيطر عليها قوات النظام السوري وتسكنها غالبية درزية موالية للنظام، الأمر الذي زاد من حساسية المعركة الجارية في المنطقة.
وتسيطر قوات المعارضة على عدة بلدات في المنطقة تعاني جميعها من حصار قوات النظام السوري، كبلدات بيت جن وبيت سابر وبيت تيما. وكانت قوات المعارضة متمثلة بـ”جيش الحرمون” قد تمكنت من السيطرة على نقطتين استراتيجيتين على أطراف بلدة حضر، هما، تل أحمر شرقي وتل أحمر غربي، لتصبح في وضع ميداني جيد مكّنها من مهاجمة سرايا قوات النظام التي تفرض الحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدخل غوطة دمشق الغربية.
ويوضح المنسق العام لألوية وكتائب “توحيد العاصمة”، وهي أحد التشكيلات المنضوية في “جيش الحرمون”، أبو كنان الشامي، لـ”العربي الجديد” أن “الاشتباكات تتواصل بشكل شبه يومي، ولو أن وتيرتها انخفضت عما كانت عليه يوم الجمعة الماضي. وقد دفع النظام يومها بقوة كبيرة، لكن قوات المعارضة تمكّنت من الرد”، مشيراً إلى أن “النظام لا يزال منذ أيام يحشد ويعزز قواته قرب التلول الحمر عند أطراف ريف القنيطرة الشمالي، المتاخم لمناطق سيطرة قوات المعارضة في مدخل غوطة دمشق الغربية”.
وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي تواصل فيه قوات النظام تعزيز تواجدها العسكري منذ أيام في المناطق المتاخمة للتلول الحمر (تل أحمر شرقي وتل أحمر غربي)، إذ تسعى قوات النظام لاستعادة السيطرة عليها بهدف إفشال محاولات المعارضة الرامية لفتح طريق إمداد يربط ريف القنيطرة بالغوطة الغربية للعاصمة السورية.
وجاءت تطورات ريف القنيطرة الشمالي بالتوازي مع إعادة قوات المعارضة السورية لإطلاق معركة “عاصفة الجنوب” التي ترمي إلى إكمال سيطرة قوات المعارضة على مدينة درعا، إذ هاجمت قوات المعارضة مناطق تمركز قوات النظام في حي المنشية وسط مدينة درعا، لترد قوات النظام بقصف منطقة درعا البلد التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
ويشير عضو المجلس العسكري الأعلى في “الجيش السوري الحر” أيمن العاسمي لـ”العربي الجديد”، إلى أن قادة الفصائل اتفقوا جميعاً، يوم الأحد، على استئناف معركة “عاصفة الجنوب” الرامية للسيطرة على مدينة درعا على أسس جديدة؛ لتلافي الأخطاء السابقة التي ساهمت في فشل قوات المعارضة في تحقيق تقدم كبير في المدينة. ويؤكد العاسمي، أن هناك ضوءاً أخضر من غرفة “موك”، والتي تشارك فيها أطراف إقليمية ودولية، وتقدم الدعم العسكري والمالي لما تعتبره فصائل معتدلة، في ضوء إدراكها صعوبة تحييد أو استثناء أي فصيل فاعل على الأرض في هذه المعركة.
وحول المعارك التي حصلت في الأيام الماضية، يؤكّد العاسمي أنّ “التقدم الذي أحرزته كتائب المعارضة، حتى الآن، حصل في المحور الجنوبي، كما حصل تقدم من الجهة الشمالية الغربية”. ويرى العاسمي، أن “النظام يستشرس في الدفاع عن درعا لأسباب عدة؛ أولاً، بسبب رمزيتها، كونها مهد الثورة، وخسارتها تشكل ضربة معنوية وسياسية كبيرة له، وثانياً، أنّها مدينة حدودية، وفقدانها يعني انقطاع صلته بالعالم الخارجي من جهة الجنوب”. والأهم من ذلك، بحسب العاسمي، أن “سقوط النظام في درعا يمهد تلقائياً لسقوطه في دمشق، لأن فقدانه بقية مرتكزاته في المحافظة، وهي قليلة، تتمثل في قرى خربة غزالة وأزرع والصنمين، تصبح مسألة وقت، ومن ثم يكون مقاتلو المعارضة على تماس مباشر مع قواته في دمشق، مع عمق مفتوح من الجنوب إلى الحدود الأردنية، خصوصاً إذا ترافق ذلك مع تقدم مماثل لمقاتلي المعارضة من جهة القنيطرة، حيث تلتحم قوات المعارضة في كلتا المحافظتين، وتطبق على النظام في دمشق من الجهتين الجنوبية والغربية”.
ويعتبر العاسمي، أنّ “هذه الأهمية لمدينة درعا، تفسر إصرار النظام على التمسك بها، وتسخيره معظم سلاحه الجوي لقصفها، حتى إنه أسقط على المدينة 75 برميلاً متفجراً، في اليوم الأول لمعركة عاصفة الجنوب، خلال خمس ساعات فقط”، مشيراً إلى سقوط 95 مقاتلاً معارضاً حتى الآن”.
بوتين يقترح تحالفاً بين نظام الأسد والأردن والسعودية وتركيا!
عبسي سميسم
تأتي زيارة وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم إلى موسكو، بالتزامن مع ازدياد تعقيدات المشهد السوري، والذي يبدو أنه يتجه نحو التصعيد العسكري، وسط غياب لأي رؤية لحل سياسي، وسط تكتل القوى الداعمة للنظام في مواجهة القوى الداعمة للمعارضة، ودخول الحكومة التركية على خط التهديد بالتدخل العسكري في سورية.
ولم يتغير الموقف الروسي حيال القضية السورية، إذ لا تزال موسكو تشدّد على موقفها الداعم للنظام، وتحاول مساعدته من باب محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). غير أن اللافت في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع وزير خارجية النظام السوري، دعوة الأول نظام بشار الأسد إلى الدخول في حلف لمحاربة تنظيم “داعش” مع دول أخرى في المنطقة بما فيها تركيا والأردن والسعودية، زاعماً أن موسكو تتلقى خلال اتصالاتها مع دول المنطقة التي تربطها بها علاقات طيبة جداً، إشارات تدل على استعداد تلك الدول للإسهام بقسطها في مواجهة الشر الذي يمثله “داعش”، مشيراً إلى أن ذلك “يتعلق بتركيا والأردن والسعودية”.
واعتبر أن تشكيل مثل هذا الحلف يعد مهمة صعبة التنفيذ، نظراً للخلافات والمشاكل التي شابت العلاقات بين الدول، إلا أنه دعا جميع الأصدقاء “بمن فيهم النظام في سورية إلى بذل الجهود القصوى، لإقامة حوار بناء مع جميع الدول المهتمة بمحاربة الإرهاب”.
ورأى أن ما يوجد بين نظام الأسد ودول الجوار هي “خلافات وحالات سوء تفاهم ومشاكل تحمل طابعاً آنياً، تظهر من وقت لآخر في العلاقات بين الجيران، لكن لا شك في ضرورة توحيد الجهود من أجل محاربة الشر الذي يهدد الجميع”.
كما أكد بوتين أن سياسة موسكو اتجاه القيادة السورية ستبقى دون تغيير، وأضاف: “نحن متضامنون مع نضال الشعب السوري، ونقدم لكم كافة أنواع الدعم من أجل تعزيز قدراتكم على مواجهة هذا الشر، وسنواصل تقديم هذا الدعم”.
في المقابل، انتقد وزير خارجية النظام السوري سياسة واشنطن، قائلاً إنّ الولايات المتحدة “لا تُخفي دعمها للإرهابيين”. وزعم أن الأميركيين أرسلوا أخيراً إلى جنوب سورية 2100 مقاتل مدجج بأحدث الأسلحة الأميركية، معتبراً أن ذلك “من مظاهر الكيل بميالين من جانب واشنطن لدى التعامل مع القضية السورية”.
ويبدو أن موسكو تسعى للعب على وتر محاربة الإرهاب من خلال محاولاتها إطالة عمر النظام السوري، عبر إنشاء تحالف للدول الداعمة للنظام وفي المقدّمة إيران والعراق، ودعوة الدول الداعمة للمعارضة السورية للدخول في هذا التحالف، في محاولة منها لحرف الأنظار عن أهداف الثورة السورية في إسقاط النظام، وتحويل القضية في سورية إلى مجرد تجميع جهود للقضاء على تنظيم “داعش”، مستغلة فشل التحالف الدولي في تحقيق انتصار ملموس على التنظيم.
في هذه الأثناء، قال نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هشام مروة، إن “رؤية الائتلاف لمكافحة الإرهاب التي تستند إلى استئصال شأفة الإرهاب في سورية، لا يمكن أن تتحقق بدون تشكيل هيئة الحكم الانتقالية التي تقود السوريين لتفكيك الإرهاب والقضاء عليه”.
وأكد أن “إرهاب النظام السوري هو منطلق الإرهاب في سورية؛ وهو من استدعى الإرهاب إلى سورية سواء من خصومه أو مؤيديه”، مشيراً إلى أن رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة يوفر المناخ الحقيقي للقضاء على تنظيم “داعش”.
وأوضح مروة أن “أي تحالف يهدف إلى القضاء على الإرهاب يحتاج إلى قوى جادة موجودة على الأرض للقضاء على الإرهاب؛ وهي بالتأكيد ليست النظام، بل هي هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات التي نص عليها بيان جنيف”.
في الإطار نفسه، أكّد عضو “إعلان دمشق” كمال الطويل، لـ “العربي الجديد” إنّ “بيان وزراء الداخلية في كل من العراق وسورية وإيران الذي يدعو لتشكيل تحالف لمحاربة (داعش)، بالتزامن مع تصريح الخارجية الإيرانية أن روسيا وإيران ما زالتا متفقتين على الأسد، كلها تصب في أن زيارة وليد المعلم إلى موسكو تندرج في إطار تأكيد التوافق الإيراني الروسي على دعم نظام الأسد وتشكيل حلف لمحاربة إرهاب داعش، ووضع الغرب أمام خيار إما النظام أو داعش”.
ورأى الطويل أن الوضع في سورية ذاهب إلى مزيد من التصعيد العسكري، بعد نجاح النظام باللعب على الورقة الكردية العربية، وإدخال “داعش” إلى حدود السويداء، الأمر الذي سيساهم بابتعاد الحل السياسي في المدى القريب.
وعن فرص تشكيل جسم سياسي تمثيلي للقوى الفاعلة على الأرض من خلال مؤتمر الرياض، قال الطويل إن السعودية تتمهل بعقد مؤتمر الرياض كي تكون نسبة نجاحه عالية. واستبعد أن ينتج عن مؤتمر الرياض جسم سياسي جديد، متوقعاً أن ينتج عن المؤتمر تمثيل أكبر للمعارضة سيكون الائتلاف الجسد الأكبر فيه، ولكن ليس كجسم واحد، وإنما بتمثيل سياسي من عدة قوى.
المعارضة السورية تطرق أبواب عون وبري!
ربيع حداد
بالعودة في الذاكرة الى الوراء، مع بدايات الثورة السورية، يبرز بوضوح موقف كل من الرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون، موقف الأول الأكثر وضوحاً في تناول الموضوع تجلّى في 31 آب في العام 2013، حين دعا إلى ضرورة إجراء حركة تصحيحية في سوريا عمادها الإصلاح، بالإضافة إلى دعوة الأفرقاء اللبنانيين إلى ضرورة إيجاد وسائل إخراج التداخلات اللبنانية في المسألة السورية، فيما موقف عون الأبرز يأتي على قاعدة أن الثلاثاء القادم ستنتهي في سوريا. تحت هذين السقفين، مواقف عديدة واتصالات وفيرة، تنطوي على ما هو غير معلن، لكنه يبدو فيه بعض التناقض.
الرجلان وعلى تناقض مواقفهما من الأحداث في سوريا، ما زالا الحليفين الأوثق لـ”حزب الله”، المقاتل الشرس على الأرض السورية لحماية النظام والحفاظ على بقائه. في سياق تحليلي فإن عون يراهن على الحسم العسكري في سوريا، ولذلك يسلّف النظام والحزب المواقف التي يريدانها، أما برّي فأغلب الأحيان يلتزم الصمت، مفضلاً عدم الدخول في تلك الإشكاليات، لكنه لا يترك مناسبة إلّا ويظهر فيها بمشهد المتمايز عن الحزب، إن عبر تشديده على مسألة الحل السياسي للأزمة، أو لجهة رفضه التدخل في سوريا، وأكثر من ذلك إبحاراً في التحليل، قد يكون صمت برّي انتظاراً لاستنزاف الحزب في سوريا وإضعافه لعلّه يرثه في المستقبل.
بعيداً عن التحليل، لدى الرجلين كوادر في حزبيهما وقواعد شعبية، بعضها يؤيد موقف قيادته حول سوريا، والبعض الآخر يعارضه، وعلى هذه القاعدة تسري الأحوال في صفوف الجمهور، فجمهور حركة “أمل” يخالف عاطفياً رأي رئيسه، يغلب عليه التجييش المذهبي، يحمّسه على الإندفاع نحو القتال، تحت ستار “حزب الله”، وحماية الشيعة، لكن أبو مصطفى ما زال قادراً على الإمساك بزمام الأمور، ولجم أي “شطحات” عاطفية من قبل الحركيين، وأبرزها حين وزّعت صور لآليات عسكرية لحركة “أمل” تشارك في معارك القلمون، حينها سارع مسؤولو الحركة إلى نفي أي تدخل عسكري لهم في سوريا، وعليه فإن برّي يهندس مواقفه بعناية ودراية، من دون الدخول في اشتباك مع أي من الأطراف.
في المقابل فإن عون إتخذ موقفاً متماهياً مع “حزب الله”، جاهر في دعمه للنظام السوري، وفي تكفير وشيطنة المعارضة السورية، حتى الجمهور العوني يتماهى إلى حدّ كبير مع “الجنرال” لكن لا يخفى أن هناك مواقف وأصواتاً داخل “التيار الوطني الحرّ” ترفض ما يجري في سوريا وتدخل “حزب الله” وما استدرجه من ارتدادات على الساحة اللبنانية، وهي تعبّر بمناسبات عديدة بأنها ضد التدخل في سوريا.
وعلى الرغم من تناقض المواقف داخل كل فريق، إلّا أن هناك أسئلة أساسية بالنسبة إليهم في ظلّ هذه الحرب، ما هو مصير الأقليات؟ وهذا ما يعتبره الفريقان أسئلة مشروعة في ظل استعار الحرب المذهبية، ومن هنا تشير مصادر بارزة لـ”المدن” إلى أنه خلال إجتماع بين شخصية لبنانية مؤثرة وعدد من ممثلي المعارضة السورية، طرحت الشخصية أسئلة تعبر عن هواجس هذين الفريقين بالتحديد، سائلة عن مصير الشيعة والعلويين والمسيحيين في سوريا، فكان ردّ المعارضة السورية مقسوماً إلى قسمين، سياسياً قدم الإئتلاف نظرته الكاملة حول أهمية الحفاظ على النسيج المجتمعي السوري، أما العسكر أو الفصائل المسلحة، فسألوا عن مواقف أطراف شيعية معارضة لما يقوم به “حزب الله”، بما أنهم لم يسمعوا بأطراف ذات تمثيل ولها موقف مغاير لـ”حزب الله”، حينها طرحت الشخصية اسم بري، وقدّمته على أساس أنه يرفض القتال ضد الشعب السوري، ويتمايز عن “حزب الله”، ويصرّ على الحل السياسي ووحدة الأراضي السورية، حينها أرسلت المعارضة رسالة إلى برّي مع قيادي كبير في تيار “المستقبل”، تؤكد فيها تمسكها بحماية كل مكونات الشعب السوري، وتطالبه بموقف أو برسالة على الأقل تؤيد طموحات الشعب السوري ولا تكفره، خصوصاً أنه باعتبار المعارضة فإن النظام انتهى، ولا بد من التنسيق مع طرف شيعي غير “حزب الله”.
على ضفة “التيار الوطني الحرّ”، تشير المصادر إلى لقاء تضعه في خانة “الصدفة”، وتقول أنه غير رسمي حصل بين قياديين من “التيار” بينهم نواب، مع عدد من مسؤولي المعارضة السورية، وأثناء اللقاء طرح أحد المعارضين سؤالاً على النائب العوني عن موقفهم من الثورة السورية، حينها اعتبر النائب أن ما يتعرض له السوريون هو نفسه ما تعرض له العونيون في مرحلة الإحتلال السوري للبنان، وتشير المصادر إلى أن النائب حرص على تقديم صورة أخرى وموقف آخر لما هو معلن، مؤكداً أن ليس كل أعضاء “التيار” يؤيدون تدخل “حزب الله” في سوريا، أو حتى يؤيدون بطش النظام السوري بشعبه، وتضيف المعلومات أنه جرى إتفاق بين الطرفين على لقاء آخر للبحث أكثر في ما يمكن التنسيق بشأنه.
“داعش” يقطع رأسي امرأتين للمرة الاولى في سوريا
بعد اتهامهما بالسحر والشعوذة
أ. ف. ب.
بيروت: نفذ تنظيم “داعش” عمليتي اعدام بقطع الراس في حق امرأتين للمرة الاولى في سوريا بعد اتهامهما بـ “ممارسة السحر”، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “اعدم تنظيم الدولة الاسلامية امرأتين بقطع الرأس في محافظة دير الزور، وهي المرة الاولى التي يوثق فيها المرصد قتل نساء بهذه الطريقة على يد التنظيم في سوريا”.
واوضح عبد الرحمن ان المرأتين اعدمتا مع زوجيهما بالطريقة نفسها.
وقال ان احدى العمليتين تمت امس الاثنين في مدينة دير الزور في شرق سوريا، إذ “اقدم عناصر التنظيم على فصل رأس كل من الرجل وزوجته التي كانت ترتدي النقاب عن جسديهما، عن طريق ضرب عنقيهما بالسيف بعد اتهامهما بالسحر والشعوذة”.
كما وثق المرصد اقدام عناصر من التنظيم الاحد على اعدام “رجل وزوجته بتهمة السحر بفصل راسيهما عن جسديهما بواسطة سيف في قرية حطلة في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور”.
وسبق للتنظيم ان نفذ اعدامات عدة طالت نساء رجما بتهمة الزنى، او رميا بالرصاص بتهم مختلفة.
على صعيد آخر، وثق المرصد السوري لحقوق الانسان اقدام تنظيم الدولة الاسلامية على صلب ثمانية اشخاص أحياء في محافظة دير الزور، بينهم فتيان اثنان دون الثامنة عشرة، منذ بدء شهر رمضان بسبب تناولهم الطعام في شهر الصيام لدى المسلمين.
وقال المرصد في بريد الكتروني الثلاثاء “وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في محافظة دير الزور قيام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الميادين بصلب خمسة أشخاص امس وهم أحياء على سور مقر الحسبة (الشرطة التابعة للتنظيم المسؤولة عن تطبيق الشريعة) في المدينة”.
وعلق التنظيم في اعناق الرجال الخمسة لوحات صغيرة كتب على كل منها “يصلب يوماً كاملاً ويجلد سبعين جلدة بسبب إفطاره في رمضان”.
وبذلك يرتفع عدد الاشخاص الذين نفذ بهم تنظيم الدولة الاسلامية “هذا العقاب” منذ بدء شهر رمضان الى ثمانية، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن “هذا هو العدد الذي تمكنا من توثيقه، قد توجد حالات اخرى في مناطق اخرى لم نعلم بها”، مشيرا الى ان الهدف من هذه الممارسة “التشهير بالاشخاص الذين يفطرون وتلقين الآخرين درسا”.
وذكر انه يتم انزال الاشخاص في نهاية اليوم، “لكن لا يمكن التكهن بالاثر الذي يتركه الصلب عليهم نفسيا وجسديا نتيجة التعليق الطويل في الحر والاهانات التي يتعرضون لها”.
واشار المرصد الى ان اطفالا كانوا موجودين في ساحة “الصلب” وشاهدوا كل تفاصيل العملية.
واقدم تنظيم الدولة الاسلامية قبل اربعة ايام على صلب رجل آخر حياً في ساحة الجرداق في مدينة الميادين بالطريقة نفسها وللسبب نفسه.
كما علق الاسبوع الماضي فتيين دون سن الـثامنة عشرة حيين على سور مقر “الحسبة” في شارع البوكمال في مدينة الميادين، مع لوحة في عنق كل منهما كتب عليها “مفطر في رمضان”.
وبحسب المرصد السوري، نفذ تنظيم الدولة الاسلامية خلال سنة في سوريا اكثر من ثلاثة آلاف اعدام صلبا او شنقا او ذبحا او رجما او رميا بالرصاص بتهم عدة تتراوح بين الكفر والمثلية الجنسية و”قتال الدولة الاسلامية” و”التجسس للنظام النصيري” والسحر وغيرها.
موسكو تدعو الأسد للتعاون في محاربة «داعش».. مقابل الدعم
«طبول الحرب» التركية في سوريا تخفت أمام تردد الجيش
بيروت: ثائر عباس- سامي عمارة: موسكو
انعقد مجلس الأمن القومي التركي، أمس، لبحث التطورات عند الحدود التركية – السورية، غير أن اندفاع أنقرة نحو التدخل في سوريا لإقامة منطقة آمنة ومنع قيام أي دولة كردية، لجمه عدم حماسة الجيش للقيام بهذه المهمة.
وخفتت {طبول الحرب} التركية التي قرعت بشدة مؤخرا مع تردد الجيش في اتخاذ أي قرار خصوصا خلال الفترة الانتقالية التي تمر بها البلاد، وبانتظار تشكيل الحكومة الجديدة.
وقالت مصادر تركية إن «الجيش لا يرغب في دعم المعارضين السوريين الذين يحاربون كلا من تنظيم داعش ونظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، انتظارا لمعرفة موقف البرلمان الجديد».
من جهة أخرى، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو أمس، عن استعداد بلاده لدعم دمشق شريطة التحالف مع دول أخرى في المنطقة، بما فيها تركيا والأردن والسعودية، في محاربة تنظيم داعش.
تردد الجيش يخفت أصوات «طبول الحرب» التركية
مسلم لـ «الشرق الأوسط»: سندافع عن أنفسنا كما دافعنا بمواجهة النظام و{داعش}
بيروت: ثائر عباس
خفتت بعض الشيء أصوات طبول الحرب التركية، بعد يومين من التسريبات الإعلامية التي أوحت بإمكانية قيام أنقرة بعمل عسكري في شمال سوريا يستهدف إجهاض فكرة «الدولة الكردية» وتنظيم «داعش» في الوقت نفسه. وانتقل المحللون الأتراك من فرضية التوغل التركي وإقامة المنطقة العازلة، إلى فرضية الدعم الجوي والمدفعي لعناصر «الجيش الحر» الذين يقاتلون «داعش» على غرار الدعم الأميركي للأكراد، فيما نبه أكراد سوريا والعراق إلى أن الدخول التركي «إعلان حرب» سيتصدون له.
وقد نشر الجيش التركي أمس الاثنين مدرعات عسكرية في نقاط على الحدود مع سوريا في ولايتي غازي عنتاب وكيلس التركيتين في غضون ذلك، تزامنا مع بداية مجلس الأمن القومي التركي اجتماعه برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، لمناقشة التطورات على الصعيدين المحلي والخارجي.
وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن قوات تابعة لقيادة الفوج الخامس المدرع تُجري دوريات على طول الحدود مع سوريا، ونشرت مركبات مدرعة في بعض النقاط القريبة من معبر «قره كامش» الحدودي، كما تُجري أحيانا دوريات راجلة في المنطقة، لمراقبة تطورات الوضع في الجانب السوري عن كثب.
وفي ولاية كيلس جنوب تركيا، نشر الجيش التركي عربات مدرعة على الخط الحدودي مع سوريا.
وفي حين اتهم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، أنقرة بنقل مقاتلي «داعش» من تل أبيض التي استولى عليها الأكراد مؤخرا، إلى كوباني حيث قاموا بهجمات أدت إلى مقتل 206 أشخاص»، نفى الناطق بلسان الخارجية التركية طانجو بيليتش بشدة هذه المزاعم، مؤكدا أن تركيا لم تتدخل إلا من خلال تقديم المساعدات واستقبال اللاجئين.
وبدا أمس أن الاندفاعة التركية نحو التدخل، قد لجمها عدم حماسة الجيش التركي للقيام بأي عمل في الفترة الانتقالية بين البرلمانين السابق والجديد الذي سيبدأ اليوم اجتماعاته الرسمية لانتخاب رئيس جديد له. غير أن مصدرا رسميا تركيا أكد لـ«الشرق الأوسط» أن كل الخيارات «متاحة أمام تركيا لحماية أمنها القومي» عادّا أن فكرة قيام «كيان انفصالي على الحدود أمر غير ممكن القبول به، أيا كانت الظروف، وتركيا لن تسمح به أيا كان الثمن».
وعقد أمس مجلس الأمن القومي التركي اجتماعا له لبحث التطورات عند الحدود. وكانت مصادر تركية كشفت أمس أن الجيش التركي لا يرغب في دعم المعارضين السوريين الذين يحاربون ضد كل من تنظيم «داعش» ونظام الأسد، انتظارا لمعرفة موقف البرلمان الجديد من خطوات مثل قصف مواقع «داعش» جوًا أو بالمدافع وتقديم دعم لوجيستي للمعارضين. وقالت المصادر إن الجيش يرى أنه «ليس من الممكن قانونيًا تقديم دعم لوجيستي بصورة سرية، فضلا عن أن طلب استخدام مدافع أو قوات جوية يتم تقييمه على أنه طريقة هجومية وليست طريقة يمكن اللجوء لها بهدف الدفاع ضد تهديد أمن الدولة. ولهذا السبب تشعر القوات المسلحة بقلق من ردود فعل دولية شديدة في حال اتخاذ هذه الخطوة، ولا ترغب في اتخاذ خطوة ما دامت لا تتعرض لهجمات».
وقالت المصادر إن الجيش لن يقدم على أي خطوة قبل تشكيل حكومة جديدة، لكنها توقعت زيادة التدابير الأمنية على الحدود وإرسال جنود إلى المنطقة، وزيادة فعاليات الاستخبارات في المنطقة، واستعداد قوات الجيش في إطار قواعد الاشتباكات، جازمة بأن «الجيش لن يدخل في حرب ما دام ليس مستهدفًا».
وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس، أنَّ «بلاده على أهبة الاستعداد، لكل الاحتمالات، حيال أي انتهاك يطال الحدود الجنوبية مع سوريا والعراق». وفي كلمته بحفل إفطار، مع ممثلي الأقليات الدينية ومنظمات المجتمع المدني، بمدينة إسطنبول، أوضح داود أوغلو أن «تركيا اتخذت كل التدابير اللازمة لمنع المساس بالاستقرار الذي تنعم به البلاد». ولفت رئيس الحكومة التركية، إلى أن القوات المسلحة متأهبة للحفاظ على أمن وسلامة الشعب، مضيفًا: «لا محل للقلق من أن تصل نيران الحروب الدائرة في المنطقة إلى تركيا، لأنها ستبذل ما بوسعها من جهود، من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة».
وفي المقابل، قال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صالح مسلم، لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التفكير، إن كان حقيقيا، فهو تفكير جنوني. وأكد مسلم أن المعلومات تشير إلى حشود تركية في الجانب المقابل من الحدود منذ وقت طويل. وأضاف: «جنون التدخل وارد، لكني لا أعلم مدى جديته، فالظروف الدولية غير مواتية له، وتركيا عضو في حلف الناتو ولا بد لها من موافقة الحلف على خطوة مماثلة، وهذا غير متوفر».
وإذ تحدث مسلم عن خلاف بين قيادة الأركان التركية والسياسيين حول هذا الموضوع، رأى أن «تركيا خائبة الأمل من الوضع في شمال سوريا، لأنها كانت تراهن على تغيير ديموغرافي لم يحصل، لأننا (الأكراد) لم نترك أرضنا»، مشيرا إلى أن «(داعش) كان من أدوات تنفيذ هذا المخطط التركي»، معتبرا أن «أي تدخل قد يحصل سيكون ثأريا لفشل هذه المخططات، وسيعني ازديادا في سقوط تركيا في المستنقع السوري». وردا على سؤال عن موقف الأكراد في حال حصل التدخل التركي، قال مسلم: «كما دافعنا عن أنفسنا ضد النظام، وضد (داعش)، فسندافع عن أنفسنا».
ونفى مسلم بشدة الاتهامات الموجهة للأكراد بالتطهير العرقي، قائلا: «مكونات المنطقة كلها موجودة، والناس ترى ما يحصل على الأرض»، مشيرا إلى أن «من هرب من مدينة (تل أبيض) إلى تركيا هم جماعة (داعش)، وقد عاد هؤلاء أنفسهم عبر تركيا إلى كوباني في الهجمة الأخيرة التي استهدفت المدينة، ولدينا الأدلة على ذلك من خلال بطاقات التعريف التركية والأسلحة التي وجدناها مع الأسرى الذين وقعوا بين أيدينا من أفراد التنظيم».
ونفى مسلم أيضا الاتهامات بالسعي لإقامة دولة كردية. وقال: «نحن تأسسنا في عام 2003، وأتحدى أيا كان أن يقدم ورقة أو وثيقة من عندنا عن مشاريع كهذه». وأضاف: «هذه كلها ذرائع، فنحن كنا من المعارضة، ولا نزال. ونحن جزء من الثورة، ونسعى مع إخواننا السوريين (المعارضين) لبناء سوريا جديدة ديمقراطية ولا مركزية». كما نفى أيضا وجود عناصر تنظيم «حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا داخل الأراضي السورية، معترفا في المقابل بوجود أكراد من تركيا «يقاتلون مع التنظيم، وكذلك أكراد من إيران والعراق من الذين شاركوا في تحرير مدينة كوباني».
في السياق، قال مراد كارايلان، أحد القادة البارزين للمتمردين الأكراد، في بيان أمس: «إذا كان هناك قرار بشن هجوم على الأقاليم في روجوفا (المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال سوريا)، فسيرقى إلى هجوم على الشعب الكردي.. ذلك التدخل سوف يجر تركيا إلى حرب أهلية».
المعارضة تدمر غرفة عمليات للنظام بدرعا
أعلنت المعارضة السورية المسلحة عن تدميرها غرفة عمليات النظام في حي المنشية بمدينة درعا، بينما أوقعت غارات طائرات النظام السوري عددا من القتلى والجرحى في كل من ريف حمص بوسط البلاد وريف إدلب بغربها، في وقت احتدمت فيه المعارك بين قوات النظام ومسلحي تنظيم الدولة في مواقع بالحسكة غربي سوريا.
وأوضحت غرفة عمليات عاصفة الجنوب أن عملية تدمير غرفة العمليات تمت باستخدام صاروخ محلي الصنع أطلقت عليه اسم “العاصفة”، وهو من نوع أرض/أرض، مشيرة إلى أن الصاروخ يزن قرابة ألف كيلوغرام ويـُستعمل للمرة الأولى في الجبهة الجنوبية ضمن الأسلحة المحلية الصنع لغرفة عمليات عاصفة الجنوب.
وفي ريف حمص لقي عدد من المدنيين مصرعهم وأصيب آخرون جراء استهداف طائرات النظام مدينة تلبيسة.
وقالت مصادر للجزيرة إن طائرات النظام السوري قصفت بالبراميل المتفجرة مدينة خان شيخون في ريف إدلب. ووفقا لأهالي المنطقة، فإن القصف استهدف تجمعات المدنيين في الحي الشمالي للمدينة، مما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى، كما تعرضت بلدة التمانعة في ريف إدلب لقصف مماثل ألحق أضرارا مادية في الممتلكات.
وفي حلب، ذكرت غرفة عمليات فتح حلب أن سرية المدرعات قصفت تحصينات لقوات النظام في منطقة الفاميلي هاوس في حلب. في المقابل، قصفت قوات النظام ببراميل متفجرة منطقة الليرمون، وريف بلدة ربيعة.
واستهدفت المعارضة معاقل تنظيم الدولة في قرية غزل بريف حلب الشمالي.
معارك الحسكة
من جانب آخر، تواصلت أمس المعارك العنيفة بين قوات النظام ومسلحي تنظيم الدولة في الحسكة، وتحديدا في الأحياء الجنوبية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الحربي نفذ غارات على نقاط تمركز لعناصر تنظيم الدولة في محيط المدينة الرياضية وحي النشوة.
وقال الجيش السوري إنه استعاد السيطرة على حي نشوة في مدينة الحسكة، وأكد أن “مفجرين انتحاريين” ينتمون لتنظيم الدولة فجروا شاحنتين في حي الغويران الجنوبي الشرقي، واندلع حريق في صهاريج تخزين النفط وفي مصنع للنسيج بعد قصف من مسلحي التنظيم.
وشن تنظيم الدولة الخميس الماضي هجوما على مدينة الحسكة التي تتقاسم قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية السيطرة عليها، وتمكن من دخولها والسيطرة على اثنين من أحيائها الجنوبية على الأقل، مما تسبب بنزوح أكثر من ستين ألف شخص منها، حسب الأمم المتحدة.
#سوريا… مقتل 40 من قوات النظام في مواجهات بدرعا
دبي – قناة العربية
لا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات النظام السوري وتنظيم “داعش”، في أطراف حي النشوة جنوب مدينة الحسكة بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين عناصر النظام ومقاتلي المعارضة وجبهة النصرة في حي المنشية في درعا. وقد قتل 40 من قوات النظام السوري في هذه المواجهات.
وجددت قوات النظام قصفها لمناطق سيطرة داعش في حي النشوة في القسم الجنوبي لمدينة الحسكة، كذلك دارت اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردية وداعش في شرق المدينة وسط أنباء عن تقدم للوحدات الكردية.
أما في الرقة، فقد قتل 9 عناصر من داعش خلال اشتباكات خاضتها وحدات حماية الشعب الكردية المدعمة بطائرات التحالف الدولي والفصائل المقاتلة في الريف الجنوبي لمدينة تل أبيض الحدودية.
يأتي ذلك بعد تمكن داعش من استعادة السيطرة على مناطق وبلدات في ريف تل أبيض وفق شبكة سوريا مباشر.
في درعا، أكد قيادي في الجبهة الجنوبية أن معركة “عاصفة الجنوب” مستمرة حتى تحرير المدينة وبمشاركة كافة الفصائل، في حين جاء رد النظام من خلال أكثر من 1300 برميل متفجر وصاروخ فراغي حسبما وثق ناشطون .
كما أفيد عن خروج مشفى طفس الميداني عن الخدمة جراء استهداف الطيران المروحي له.
إلى ذلك، استمرت الاشتباكات العنيفة في محافظة القنيطرة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، حيث جددت قوات الأسد قصفها لمناطق في ريف القنيطرة الشمالي وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي القلمون في ريف دمشق سيطر الثوار على 3 نقاط لتنظيم “داعش”، واستولوا على أسلحة ثقيلة ومضادات طيران.
وأفادت الهيئة العامة للثورة أن قوات النظام فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بساتين حي الوعر في حمص، كما قصف الطيران المروحي للنظام بالأسطوانات المتفجرة المزارع الغربية في مدينة تلبيسة بريف حمص.
من جهتها، أشارت شبكة سوريا مباشر إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر النظام إثر اشتباكات مع تنظيم داعش في محيط منطقتي جزل وشاعر بريف حمص الشرقي، حيث دمر التنظيم دبابتين لقوات النظام.
داعش يحارب المعارضة السورية بالوقود
ريف حلب- العربية
منع تنظيم داعش دخول كافة المشتقات النفطية إلى مناطق الشمال السوري الواقع تحت سلطة المعارضة المسلحة ما أدى إلى ارتفاع غيرِ مسبوق في أسعار كافة المواد، وأدى إلى نفاد مخزون مادة الديزل في كل من #حلب و #إدلب و ارتفاع اسعار الوقود.
كما أعلنت المستشفيات حالة الطوارئ مع اقتراب نفاد مخزونها من مادة الديزل و عجزِها عن تأمينه إضافة إلى إعلانِ بعض الأفران توقـفها عن العمل أيضاً.
وشكا العديد من السكان في تلك المناطق من ارتفاع أسعار المواد كافة من الخبز إلى الوقود، وعرقلة عمل العديد من المرافق.
روسيا.. دعم للأسد وخلاف مع دمشق حول داعش
موسكو- العربية
كشفت محادثات وزير خارجية نظام الأسد، وليد المعلم في موسكو مع الرئيس الروسي ووزير الخارجية سيرجي لافروف عن خلاف بين موسكو ودمشق إزاء مبادرة موسكو بتشكيل تحالف إقليمي ودولي لمواجهة مخاطر داعش والجماعات الارهابية في المنطقة. إلا أن دعوة الكرملين التخلي عن الخلافات وتوحيد الجهود لمواجهة الارهاب وخطر تغلغل داعش، والتي جاءت نتيجة لمشاورات بين بوتين واوباما، اعتبرها المعلم غير قابلة للتحقيق.
واعتبر المعلم أن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل تحالف اقليمي ودولي لمكافحة الارهاب، بوجود تركيا والسعودية وقطر يحتاج معجزة لأن هذه الدول تتحمل مسؤولية إراقة دماء السوريين، بحسب تعبيره. وأضاف:” حصلت على وعد من الكرملين بدعم نظام الأسد اقتصاديا وسياسيا وعسكريا”
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي لافروف أن توسع داعش أصبح يحتاج لدعم جهود النظام السوري في مواجهة داعش، ودعا دول المنطقة لدعم نظام الأسد في هذه الصراع.، مؤكداً أن هذا لا يعني اهمال تسوية الأزمة السورية. وأضاف أن روسيا ستواصل جهودها لاطلاق حوار سوري- سوري لتحقق توافق بين أطراف النزاع . وجدد تمسك روسيا بضرورة تطبيق بيان جنيف.
وأكد لافروف أن المرحلة الحالية تستوجب توحيد الجهود لمكافحة داعش وجبهة النصرة، لأن حجم مخاطر هذه الجماعات يتجاوز الشرق الأوسط ويصل إلى افغانستان وشرق آسيا. قال إن بوتين بحث مع أوباما هذا الملف، إن لدى واشنطن وموسكو موقف موحد وهو عدم السماح لداعش بتحقيق مشروعاتهم التي تهدد المنطقة والمجتمع الدولي.
كما أعلن أنه سيلتقي مع كيري في فينيا للاتفاق على خطوات عملية.
ورغم عدم تمسك روسيا بعقد حوار موسكو الثالث إلا أن لقاء الوزيرين بحث عقد حوار ثالث في موسكو لدعم الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف 3، وحرص المعلم على دعوة المبعوث الدولي ديميستورا للمشاركة في هذا الحوار، فيما اعتبر لافروف أن حوارات موسكو نجحت في تحقيق توافق حول المبادئ العامة وحماية السيادة السورية، وتداركت أخطاء جنيف 2، التي تمثلت بتجاهل فصائل من المعارضة السورية.
ويعتقد فريق من الخبراء أن مبادرة موسكو بتشكيل تحالف لإقليمي لمواجهة مخاطر داعش هي الفرصة الأخيرة لنظام الأسد، والتي تحاول دعم حكومة دمشق في ظل انحسار نفوذ النظام وعدم قبول الغرب ودول مجاورة لبقاء الاسد في المرحلة الانتقالية.
سوريا.. انتحاريون من داعش يستهدفون مدينة الحسكة
عمان – رويترز
أعلن مصدر بالجيش السوري، اليوم الاثنين، أن مفجرين انتحاريين ينتمون لتنظيم داعش فجروا شاحنتين في قلب مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا واندلع حريق في صهاريج تخزين النفط ومصنعا للنسيج بعد قصف من جانب التنظيم.
ونقل التلفزيون الرسمي عن المصدر العسكري قوله إن المتشددين استهدفوا ميدانا مهما وقرب مسجد في حي الغويران الجنوبي الشرقي، وهو منطقة سكنية دخلها داعش منذ يوم الخميس في هجوم خاطف للسيطرة على مناطق تحت سيطرة الحكومة من المدينة.
ولم يكشف المصدر العسكري السوري تفاصيل عن الإصابات لكنه قال إن عددا من الضحايا سقطوا، مشيرا إلى اندلاع حريق في مصنع للنسيج وعدد من الصهاريج.
ودفع داعش بعشرات الانتحاريين لمهاجمة نقاط التفتيش التابعة للجيش في الأيام الأخيرة الأمر الذي مكنهم من التوغل في المدينة والسيطرة على مواقع.
وأكد تنظيم داعش تنفيذ التفجيرات الانتحارية، وذكر أنها استهدفت مواقع للجيش في الغويران. وأعلن في بيان أنه تقدم إلى مواقع جديدة في حي العزيزية بالمدينة.
وتنقسم الحسكة إلى مناطق تديرها بشكل منفصل حكومة الرئيس بشار الأسد والسلطات الكردية ويسكنها مزيج عرقي من العرب والأكراد.
وعاود تنظيم داعش الهجوم بعد أسبوع من الهزائم على يد القوات التي يقودها الأكراد بدعم من الضربات الجوية التي تنفذها قوات تقودها الولايات المتحدة.
مسؤولون بالمخابرات الأمريكية لـCNN: “البغدادي” يختبئ بين مدنيي الرقة.. وقد نتصيده بحال فراره من الأكراد
لندن، بريطانيا (CNN) — باتت جهود الولايات المتحدة لإخراج قائد داعش أبو بكر البغدادي، وغيره من كبار قادة تنظيم “الدولة الاسلامية” المعروف إعلاميا بـ”داعش” متركزة في منطقة الرقة السورية، عاصمة داعش المعلنة. حيث تراقب واشنطن حركة داعش بعدما أصبحت القوات الكردية على بعد 35 ميلاً شمال المدينة، الشيء الذي قد يزعزع قيادة داعش ويؤدي إلى إعادة تمركزها في منطقة أخرى.
انتشرت نظرية بين وكالات الاستخبارات الأمريكية أن البغدادي ما زال في الرقةـ ولكنه يختبئ بين السكان المدنيين، لعلمه بـ”قواعد الاشتباك” الأمريكية التي تمنع استهداف المدنيين. وفقاً لمسؤولين أمريكيين، وتُواصل القوات الأمريكية الخاصة بتكثيف المساعدة للقوات البرية الكردية للتقدم نحو الرقة.
يقول مسؤول أمريكي كبير: “معلومات المخابرات الأمريكية تجعلنا نعتقد أن البغدادي على قيد الحياة وفي كامل سيطرته،” مضيفاً أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخبارية من مصادر متنوعة تؤكد هذا الرأي. في حين أن المسؤول رفض تأكيد المعلومات التي تشير إلى أن واشنطن لا تزال تخترق اتصالات داعش أينما تمكنت، وفقاً لمسؤولين أمريكيين آخرين.
المسؤول وصف البغدادي بأنه يشبه “أيمن الظواهري أكثر من أسامة بن لادن”، مشيراً إلى أنه يشارك في عمليات يومية، مدركاً جيداً كيف يبقى بعيداً عن الأنظار. وكما هي الحال مع البغدادي، يُعتقد أن الولايات المتحدة ما زالت غير قادرة على تحديد موقع الظواهري، بالرغم من شكوكهم بأنه في مقر عملياته التقليدي في باكستان.
بن لادن، على سبيل المقارنة، كان بعيداً عن العمليات اليومية، لذا تمكنت الولايات المتحدة من تحديد موقع مخبأه وترقبه لفترة طويلة قبل شن الغارة عليه.
تصاعد القتال في المنطقة لم يغير وجهة النظر الأميركية بأن البغدادي وكبار قادة داعش ما زالوا في المدينة، وإنما يتوارون عن الأنظار حتى لا تتحدد مواقعهم. فلو عُثر عليهم في أحد المباني المدنية، فإن الولايات المتحدة ستواجه مضاعفات محتملة في تعريض المدنيين للخطر في حال قرروا قصف الموقع لتدميره.
يواصل التحالف استخدام الأقمار الصناعية لمراقبة وجود أي علامات لمواكب حربية يمكن تتبعها بطائرة بدون طيار مزودة بصواريخ هيلفاير، السلاح الأمثل لاستهداف العربات المتحركة. الولايات المتحدة لا تحكم بأن البغدادي يتحرك من موقعه، ولكن التقييم العام لحركته يقترح أنه يفعل ذلك بفهم شامل لكيفية البقاء بعيداً عن مرمى الولايات المتحدة.
وقد حددت الولايات المتحدة سلسلة من المباني في وسط مدينة الرقة يعتقد أنها تأوي مقر عمليات داعش، ولكنها لم تتمكن من قصفها بسبب المدنيين في المنطقة. ذُكر وجود مجمع كهذا لأول مرة من قبل صحيفة نيويورك تايمز.
في أثناء اقتراب القوات الكردية، لاحظت المخابرات الأمريكية تعزيزات في جبهة دفاع داعش على الجانب الشمالي من الرقة. وفقاً لأحد المسؤولين الأمريكيين، يشمل الدفاع جميع معدات معركة داعش التقليدية كالخنادق، والسواتر، وآلات متفجرة مرتجلة، وعوائق.
تقدم الأكراد إلى داخل الرقة لمواجهة داعش ليس أمراً مؤكداً، ولكن الولايات المتحدة توفر المساعدة في هذا الموضوع.
تعتقد الولايات المتحدة أن الجماعات الكردية تسيطر على معظم الحدود من العراق غربا إلى كوباني في سوريا. ولذلك يظن بعض المسؤولين الأمريكيين أن تقدم داعش نحو كوباني في الأيام الأخيرة هو محاولة لتحويل مسار المقاتلين من الرقة الى الشمال.
وفقاً لمسؤولين أمريكيين إن الجهود لاستعادة الكوباني ليست مفاجئة، نظراً لأن الأكراد قد قطعوا الكثير من طرق وصول داعش إلى الحدود التركية.
يبقى القلق من انتقال داعش إلى الغرب للبحث عن معابر حدودية أخرى، مما قد يشكل تحدياً في زيادة الضربات الجوية الأمريكية إلى مناطق يُعتقد أن الصواريخ المضادة للطائرات وأنظمة الرادار من الحكومة السورية لا تزال ناشطة فيها، الشيء الذي قد يشكل خطراً محتملاً على طائرات التحالف الأمريكي.
مدير المرصد السوري: لا معلومات موثقة حول مصير الأب باولو
روما (29 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن عدم وجود أي معلومة موثقة حول مصير الأب الإيطالي اليسوعي باولو دالوليو، وقال إن “المعلومات التي يقدمها عناصر من التنظيمات المتطرفة غير موثوقة”، على حد تعبيره.
وكان الأب اليسوعي الايطالي قد اختفى في مدينة الرقة شمالي سورية في نهاية تموز/يوليو من العام 2013، ولم تعلن أي جهة عن خطفه أو مقتله
وقال عبد الرحمن لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لا توجد أي معلومة موثقة حتى الآن حول مصير الأب باولو”، وتابع حول ما أعلنه أحد عناصر جبهة النصرة المنشقين، “نحن لانثق بما يقال من الذين يشاركون بقتل أبناء الشعب السوري”، على حد تعبيره.
وكان أحد المنشقين عن جبهة النصر قد ادعى أن تنظيم داعش أعدم الأب باولو في قصر المحافظ في مدينة الرقة شمال سورية عقب خلاف بين التنظيمين المتشددين على مصير الاب الإيطالي. كما ادعى أنه رأى عملية الاعدام التي قال إنها تمت رميا بالرصاص.
الائتلاف الوطني: قادرون مع قوى الثورة مواجهة فراغ السلطة عقب انهيار نظام الأسد
روما (29 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكد قيادي في الائتلاف الوطني السوري المعارض “استعداد الائتلاف وقوى الثورة على مواجهة تحدي فراغ السلطة عقب انهيار نظام الأسد من خلال رؤية قانونية وأمنية وسياسية وخدمية ناجزة”، على حد تعبيره
وقال نائب رئيس الائتلاف، هشام مروة “لدينا خطط وإجراءات واضحة ومحددة حال سقوط نظام الأسد وانهيار منظومته الأمنية، الذي نراه بات وشيكاً بفعل التقدم العسكري المتوالي والسريع للثوار على الأرض”، ورأى أن “أهم التحديات التي ستواجهنا ستكون التحدي الأمني والتحدي الخدمي، وسيكون التعامل مع التحدي الأمني من خلال وزارة الدفاع ووزارة الداخلية في الحكومة السورية المؤقتة والكتائب الثورية الفاعلة على الأرض، ومن خلال تشكيل لجان أهلية لحفظ الأمن في الأحياء والقرى”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للإئتلاف
أما في قطاع الخدمات، فقد تحدث مروة عن “وجود خطط وتنسيق بين عدة جهات تنفيذية؛ لتغطية احتياجات الناس من خلال تأمين الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والمطالب الضرورية للحياة، وذلك من خلال الوزارات المعنية للحكومة المؤقتة، والمجالس المحلية، والمنظمات الإنسانية والدولية؛ بدعم الدول الشقيقة والصديقة”.
وأشار مروة إلى أن “الائتلاف كان يرجو نجاح العملية السياسية والوصول إلى انتقال سلمي للسلطة وما زال يسعى لذلك، إلا أن تعنت نظام الأسد وتشبثه بالحل العسكري، القائم على زهق الأرواح وتدمير البنى التحتية للبلاد؛ يفشل تلك المساعي، وكذلك الأطراف الدولية والإقليمية الداعمة لنظام الأسد كان لها الدور الأكبر في إفشال العملية السياسية في سورية، والتي ستكتشف فيما بعد أنها كانت تراهن على جواد خاسر”
آشوريو سورية يرفضون الخروج منها والأكراد ينتظرون رضوخ النظام لشروطهم في الحسكة
روما (29 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّدت مصادر من داخل مدينة الحسكة السورية التي يحاول تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة عليها أن المقاتلين الأكراد الذين يتقاسمون مع قوات النظام السيطرة على المدينة، يرفضون المشاركة في معارك الدفاع عنها ويكتفون بتعزيز دفاعاتهم في الأحياء ذات الغالبية الكردية شمال المدينة. وقال سياسي آشوري إن القوى الكردية تحاول انتزاع مكاسب قومية وسياسية من النظام المتهالك.
وقالت مصادر أهلية من مدينة الحسكة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن تعاظم خطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الحسكة والخوف من سقوطها بيده، اضطر النظام السوري، وعبر اللواء (محمد خضور) قائد المنطقة الشرقية لمفاوضة وحدات حماية الشعب الكردية، التي رفضت حتى الآن المشاركة في معارك الدفاع عنها رغم أنها تتقاسم قوات النظام في السيطرة على المدينة. واكتفت بتعزيز مواقعها ودفاعاتها في الأحياء ذات الغالبية الكردية شمال المدينة.
وقال مصدر سياسي آشوري لـ آكي “علمنا بأن الأكراد وضعوا شروطاً على النظام لقاء مشاركة قواتهم في معارك الحسكة، من هذه الشروط تسليم فوج كوكب بكامل سلاحه للقوات الكردية، وإخراج الميليشيات الموالية للنظام من المدينة أو نزع سلاحها، مثل الدفاع الوطني والمغاوير ومسلحي العشائر، ووضع المدينة عسكرياً تحت سلطة القوات الكردية، واقتصار سلطة النظام على الدوائر والمؤسسات الحكومية”، وفق تعبيره
من جهته قال سليمان يوسف، الباحث الآشوري السوري المهتم بقضايا الأقليات، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بدلاً من أن يوحد خطر داعش ونيرانه مكونات المدينة (عرب وآشوريين وأكراد وأرمن) في خندق واحد، أُدخلت الحسكة في البازار السياسي بين قوات الحماية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وبين النظام”. وأضاف “مطالب الأكراد لا تخلوا من أبعاد سياسية حساسة، إذا وافق عليها النظام فهذا يعني تسليم المدينة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وفي ضوء الامتيازات والمكاسب التي منحها النظام في السابق لهذا الحزب الكردي لا يُستبعد أبداً أن يوافق النظام السوري المأزوم على مثل هذه الشروط المهينة بحق السيادة الوطنية التي يتحدث عنها، لكن عدم اشتراك قوات الحماية الكردية في المعارك حتى الآن يعني بأن الخلاف الكردي مع النظام مازال قائماً”. ورأى أنه “بغض النظر عن الموقف السياسي من النظام القائم المطلوب إسقاطه باعتباره المسؤول الأول عن انزلاق البلاد إلى هذه الحرب الكارثية، كمعارض لهذا النظام، أرى أنه ليس من الأخلاق السياسية والوطنية أن يُساوم أي مكون سوري على قضايا مصيرية كقضية الدفاع عن الوطن والشعب والتصدي لخطر إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية” وفق قوله.
وأضاف “إن الشروط التي وضعتها قوات الحماية الكردية على النظام تعزز القناعة بأن ليس حزب الاتحاد الديمقراطي وحده، وإنما جميع القوى السياسية الكردية في سورية حتى تلك المنضوية في تشكيلات المعارضات مثل الائتلاف وغيره، لم تحسم بعد خيارتها بشكل نهائي من الأزمة السورية ومن النظام السوري، فالحركة الكردية في سورية، ترى من الأفضل لها أن تنتزع حقوقاً ومكاسب قومية وسياسية لأكراد سورية من نظام ضعيف مأزوم متهالك، بدلاً من المراهنة في حل ومعالجة القضية الكردية على معارضات عربية وإسلامية ضبابية في موقفها من الحقوق الكردية، قد تحكم سورية ما بعد الأسد” على حد تعبيره.
وحسب مصادر أهلية في مدينة القامشلي، فإن الآلاف من الآشوريين الذين نزحوا من مدينة الحسكة السورية إثر هجوم مُقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة قبل أيام رفضوا التوجه إلى الحدود التركية القريبة من القامشلي واللجوء إلى تركيا، رغم أن الدولة التركية كانت قد أعدت مسبقاً بالقرب من مدينة مديات السريانية التركية قبل عامين مخيماً خاصاً لإيواء النازحين الآشوريين السريان ومسيحيي الجزيرة السورية في حال انتقلت المعارك إلى مناطقهم واضطروا للنزوح، وفضّلوا الانتقال إلى القامشلي للبقاء داخل سورية.
وناشدت الأحزاب الآشورية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية المعنية للتحرك سريعاً بتحمل مسؤولياتهم تجاه النازحين الآشوريين وتجاه جميع النازحين السوريين من مدينة الحسكة، كما طالبت الأحزاب الآشورية في بيانات متعددة المجتمع الدولي بضرورة توفير ملاذ آمن للآشوريين داخل سورية.
ونزح الآلاف من المسيحيين السوريين الآشوريين (سريان ـ كلدان) من الحسكة الأسبوع الماضي بعد دخول مقاتلي تنظيم الدولة بعض أحيائها الغربية وخاصة إلى القامشلي وعامودا والدرباسية الأكثر أمناً، الأمر الذي استدعى استنفار الأحزاب والمنظمات والهيئات المدنية والمجتمعية والكنسية الآشورية السريانية لمساعدتهم وتم إيواء معظمهم في بيوت الأهالي والأديرة والكنائس والمدارس الخاصة.
وقام البطريرك السرياني افرام كريم بزيارة مفاجئة إلى القامشلي السبت قادماً من دمشق للاطلاع على أوضاع النازحين الآشوريين، وحثهم على ضرورة التمسك بمدينتهم وأرضهم والصبر على معاناتهم إلى جانب بقية مكونات الشعب السوري وتمنى أن يعود الأمن والسلام سريعاً.
وتؤكد مصادر أهلية أن مسالة تأمين متطلبات العيش والحياة اليومية لآلاف العائلات النازحة فوق طاقة وإمكانيات المنظمات الأهلية والمدنية الآشورية السريانية، ويخشى أهالي المدينة خاصة أن يستمر النزوح إلى حين بدء العام الدراسي الجديد.
وبموازاة العمل الإغاثي يستمر الآشوريون السريان من خلال تشكيلاتهم العسكرية المعروفة بـ (وحدات الحماية السريانية ـ السوتورو) والمتطوعين بالدفاع عن مدينة الحسكة إلى جانب مكونات سورية أخرى.
وكان تنظيم الدولة قد شن هجوماً على قرى نهر الخابور في شباط/فبراير الماضي وقام بقتل العشرات وخطف المئات من الآشوريين مازال مصيرهم مجهولاً، وهُجّر آلاف الآشوريين إلى مدينتي الحسكة والقامشلي.