أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاربعاء، 01 آب 2012


إعلان «مجلس الأمناء» يعزز انقسام المعارضة

نيويورك – راغدة درغام؛ دمشق، بيروت، حلب، جدة، طهران – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

استمرت المواجهات العنيفة امس في مدينة حلب فيما استقدمت قوات النظام و»الجيش السوري الحر» مزيدا من التعزيزات تمهيدا لـ «معركة طويلة الامد قد تستمر اسابيع عدة»، كما قال مصدر امني سوري. ونفذ مقاتلو المعارضة هجمات على مواقع امنية وادارية وتمكنوا من السيطرة على قسمين للشرطة في حي الصالحين جنوب المدينة وباب النيرب في الجنوب الشرقي. وقالت المعارضة ان اربعين عنصرا من الشرطة على الاقل قتلوا في المعارك التي استمرت ساعات وانتهت بسيطرة المقاتلين على القسمين. كما وقعت اشتباكات في حي الزهراء قرب فرع المخابرات الجوية اضافة الى هجمات على مقر المحكمة العسكرية وفرع حزب البعث في المدينة.

جاء ذلك فيما كان ائتلاف معارض جديد يعلن عن نفسه في القاهرة باسم «مجلس الامناء الثوري السوري»، وعقد مؤتمره التاسيسي امس، وكلف المعارض هيثم المالح تشكيل حكومة انتقالية مقرها القاهرة. وقال المالح انه قبل التكليف وسيتشاور مع المعارضة في الداخل والخارج لتشكيل هذه الحكومة. ويعد المالح (81 عاماً) من ابرز المعارضين للنظام السوري منذ ايام الرئيس السابق حافظ الاسد وامضى سنوات طويلة في السجن. وكان قد استقال من «المجلس الوطني السوري» في 13 اذار (مارس) الماضي منتقدا اداء هذا المجلس. وقال امس ان «مجلس الامناء» الجديد سيكون بديلاً من «المجلس الوطني» الذي «اخفق في مساعدة الثورة السورية» حسب قوله. واوضح انه لا يدعو الى تدخل عسكري في سورية او الى غزو على الطريقة الليبية، بل يطالب بحماية دولية عن طريق حظر جوي يمنع استخدام النظام لطائراته في قصف مواقع المعارضة. وبهذا الاعلان يتكرس انقسام المعارضة السياسية للنظام السوري.

ونفت «القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل» ومكتب التنسيق والارتباط وكافة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات والكتائب والسرايا التابعة لها في بيان موافقتها على لائحة تتضمن أسماء للحكومة الانتقالية السورية. واكدت ان لا علاقة لها بهذه اللائحة وتعتبر نشرها تصرفاً غير مسؤول ومصادرة لرأي الآخرين وحق جميع القوى الثورية والوطنية في اختيار الشخصيات الملائمة ومحاولة مغرضة للتشويش وخلق شرخ بين القوى الوطنية والثورية.

وحذّر مجلس الوزراء السعودي من تدهور الأوضاع الإنسانية في سورية، نتيجة المجازر وأعمال القتل والعنف وتزايد أعداد اللاجئين النازحين، وطالب في الجلسة الاسبوعية التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام ضد أبناء الشعب السوري. ونوّه بتجاوب مواطني المملكة والمقيمين فيها مع الحملة السعودية لجمع التبرعات لنصرة الشعب السوري الشقيق، التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين، معبراً عن الأمل بأن تسهم هذه الحملة في تلبية الحاجات الضرورية لأبناء الشعب السوري، وتخفيف معاناتهم جراء ما يعيشونه من أوضاع مأسوية، هم فيها بأمس الحاجة إلى الغذاء والدواء والكساء والمأوى.

ورحب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بدعوة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية لبحث مستجدات الوضع الخطير في سورية. واكد خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية بلغاريا نيكولاي ملادنوف في مقر الجامعة بالقاهرة ما ذكره سابقاً من ان ما يجري في سورية يرقى إلى مستوى جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي.

في المقابل، اعلن مسعود جزائري نائب رئيس اركان الجيش الايراني ان ايران «لن تسمح للعدو بالتقدم في سورية»، لكنه اشار الى ان طهران لا ترى ضرورة للتدخل في الوقت الحالي. وقال ان كل فصائل المقاومة هم اصدقاء لسورية بالاضافة الى القوى التي لها وزنها على الساحة الدولية. و»سنقرر وفقا للظروف كيف سنساعد اصدقاءنا والمقاومة في المنطقة. لن نسمح للعدو بالتقدم».

وفي نيويورك، قوبلت مبادرة وزير الخارجية الفرنسي بالدعوة الى جلسة طارئة لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية «باستفسارات حول مدى إمكان تحقيق خرق في الموقف الروسي حيال سورية»، بحسب ديبلوماسيين. وتراجعت فرنسا والدول الغربية عن التحرك لعقد الجلسة بينما تركزت الأنظار على التحضيرات الجارية للتصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة غداً الخميس «يرحب بقرار جامعة الدول العربية وتحديداً لجهة دعوة الرئيس السوري الى التنحي عن السلطة لتسهيل عملية انتقال سياسي» في سورية. وقال ديبلوماسيون إن هذه الفقرة «ستجعل مهمة الدول العربية أكثر صعوبة في تسويق مشروع القرار بين المجموعات الإقليمية الأخرى لا سيما وأن الجمعية العامة لم تتبنّ قراراً في السابق يدعو رئيس دولة الى التنحي». وشددت مصادر غربية على «ضرورة أن تقوم الدول العربية بواجبها كاملاً في حشد الأصوات وراء مشروع القرار لأن الأغلبية الكبيرة التي صدر بها قرار الجمعية العامة في شأن سورية في شباط (فبراير) الماضي لا تبدو مضمونة الآن». ولم يستبعد ديبلوماسيون إدخال مزيد من التعديلات على مشروع القرار «لضمان أصوات أكبر عدد من الدول، إلا في حال قررت الدول العربية التمسك باللغة القوية في مشروع القرار كما هي الآن». وكانت السعودية أعدت مشروع القرار بالتشاور مع مجموعة الدول العربية ثم أجريت مشاورات مع عدد من المجموعات الإقليمية في الجمعية العامة وبينها مجموعة الدول الأوروبية.

وفي موازاة تصويت الجمعية العامة على مشروع القرار سيبحث مجلس الأمن غداً الخميس أيضاً في «مستقبل بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية – (أنسميس) مع اتجاه قوي في المجلس لسحب المراقبين نهائياً». وقال ديبلوماسي غربي إن «قرار مجلس الأمن ٢٠٥٩ نص على تجديد أخير لبعثة المراقبين بتفويض من ٣٠ يوماً ينتهي في ١٩ الشهر الحالي إلا في حال توقف استخدام السلاح الثقيل والعنف، وهو ما لم يحصل». وأضاف أن بعض أعضاء مجلس الأمن «يريد إبقاء وجود رمزي للأمم المتحدة في سورية».

وينص مشروع القرار العربي الى الجمعية العامة بصيغته النهائية على «إدانة زيادة السلطات السورية استخدام السلاح الثقيل والقصف العشوائي من الدبابات والمروحيات في المراكز السكنية» ويدين «بشدة استمرار انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع وممنهج من السلطات السورية ضد المدنيين وارتكاب المذابح والقتل والاعتقال والتعذيب» كما «يدين كل العنف بغض النظر عن مصدره ومرتكبيه والأعمال الإرهابية». ويطالب مشروع القرار كل الأطراف بالتطبيق الفوري لقراري مجلس الأمن ٢٠٤٢ و٢٠٤٣ ويدعم «بالكامل مطالبة المبعوث (الخاص المشترك كوفي انان) بأن الخطوة الأولى من وقف العنف يجب أن تأتي من السلطات السورية». ويشدد على ضرورة «مراقبة السلطات السورية التزاماتها بموجب القانون الدولي في شأن الأسحلة الكيماوية والبيولوجية ويطالبها بعدم استخدام هذه الأسلحة أو نقلها الى أطراف من غير الدول». ويدعو القرار الى «عملية سياسية بقيادة سورية بعد حوار بين السلطات السورية وكل أطياف المعارضة» ويدعو الأطراف الى «العمل مع المبعوث الخاص المشترك لتطبيق الخطة الانتقالية المتفق عليها في مجموعة العمل من أجل سورية في جنيف في ٣٠ حزيران يونيو» ويطلب من المبعوث «تركيز جهوده على إيجاد آلية سلمية لتطبيق الانتقال السياسي لتحقيق دولة مدنية ديمقراطية». كما يشجع مشروع القرار «الدول على تبني عقوبات مماثلة للتي تبنتها جامعة الدول العربية» (في شأن سورية).

واتهمت الحكومة السورية الدول التي تدعو الى عقد اجتماعات لمجلس الأمن والجمعية العامة بأنها تهدف الى «تأمين التغطية السياسية لأعمال المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وجرائمها». واتهمت هذه «المجموعات بشن الاعتداءات على المدنيين والممتلكات العامة والخاصة وخصوصاً في دمشق وحلب» وأنها «ارتكبت، مدعومة بالمال والسلاح جرائم فظيعة». وقالت إن «عدداً كبيراً من المرتزقة تجمع في حلب واتخذ من السكان دروعاً بشرية وقتل المدنيين».

اوباما واردوغان يريدان تسريع الإنتقال من دون الأسد

أنقرة، لندن- «الحياة»، رويترز

قال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن أردوغان والرئيس الأميركي باراك أوباما ناقشا كيفية العمل معاً للإسراع بالانتقال السياسي في سورية خلال مكالمة هاتفية بينهما لبحث الأزمة. في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن «المنطقة تشهد تغيراً كبيراً، فإما القبول بشرق أوسط جديد أو القبول بالفوضى»، موضحاً أن التغيير الذي تشهده المنطقة «يعد الأهم والأكبر في المئة عام الأخيرة».

كما شدد أوغلو على أن أنقرة «لن تسمح بلبننة سورية». وتأتي تصريحات وزير الخارجية التركي قبيل زيارته المرتقبة إلى إقليم كردستان العراق اليوم لبحث أنشطة أكراد سورية في مناطق الشمال السوري مع مسعود بارزاني رئيس الإقليم.

وقال بيان صادر عن مكتب أردوغان «تناولت المحادثات تنسيق جهود الإسراع بعملية الانتقال السياسي في سورية بما في ذلك ترك بشار الأسد السلطة وتنفيذ المطالب المشروعة للشعب السوري». وذكرت تقارير إعلامية تركية أن أردوغان وأوباما تحدثا لمدة 36 دقيقة.

وأضاف البيان «أبدى الزعيمان قلقهما المتزايد إزاء الأوضاع الإنسانية التي تزداد سوءاً في سورية بسبب هجمات النظام السوري الذي يستهدف شعبه ووحشية النظام وفي الآونة الأخيرة في حلب».

وناقش أردوغان وأوباما أيضاً الحاجة للعمل معاً لمساعدة المدنيين الذين يحاولون الفرار من العنف في سورية.

وقال البيان «اتفق رئيس الوزراء أردوغان والرئيس أوباما على تنسيق الجهود لمساعدة السوريين الذين يضطرون إلى الفرار إلى تركيا ودول مجاورة».

وأشاد أوباما بـ «سخاء الأتراك» في الوقت إلى تستقبل فيه تركيا حوالى 44 ألف سوري هربوا من أعمال العنف في بلادهم في عشر مخيمات للاجئين.

في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية التركي إن «المنطقة تشهد تغيراً كبيراً، فإما القبول بشرق أوسط جديد أو القبول بالفوضى».

وكرر داود أوغلو حديثه عن أن بلاده «لن تسمح في حال من الأحوال بوجود أي منظمات إرهابية على حدودها سواء كان حزب العمال الكردستاني أم تنظيم القاعدة أم غيرهما، ووجود مثل تلك المنظمات على حدودها سيعطيها المشروعية والحق للدفاع عن نفسها، وسيكون من حقها أيضاً اتخاذ كل التدابير اللازمة».

كما شدد الوزير التركي في تصريحات إلى الصحافيين في أنقرة ليلة أول من امس، على أن تركيا «لن تسمح بلبننة سورية، «مشيراً إلى أن «الفوضى وبقاء السلطات الحالية في سورية من شأنها تحويل البلاد إلى لبنان جديدة، وتقضي بالتالي على وحدة وتماسك سورية واستقلاليتها».

وقال داود أوغلو أيضاً إن السلطات التركية تعلم عدد وأماكن مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين تسللوا إلى سورية، معترضاً على المصطلح الجغرافي الجديد وهو «شمال سورية» وقال «لا توجد في سورية منطقة اسمها شمال سورية، هناك كتلة حدودية واحدة لتركيا تمتد من القامشلي وحتى اللاذقية على مسافة 900 كيلو متر،» وأشار إلى أن الحزب الديموقراطي الكردستاني السوري «متناقض في مواقفه، فبعد أن كان بالأمس يتعاون مع النظام السوري، نجده اليوم يحاول الاستفادة من الفراغ الموجود في البلاد».

وأضاف أن أنقرة «منذ البداية توقعت أن الحال مع سورية سيكون أصعب بكثير من ليبيا ومصر.. وأمامنا ثلاثة خيارات: الأول أن نقف إلى جانب نظام الأسد، لكن ما الذي سيحدث لشعبيتنا في حال وقفنا إلى جانبه؟»، قالها متسائلاً. واستطرد «الخيار الثاني: سياسة عدم التدخل، كما كان الوضع في العراق، والثالث ـ هو السياسة التي تتخذها الحكومة التركية حالياً إزاء سورية».

وأشار الوزير في سياق رده حول إمكانية إقامة منطقة عازلة لاستيعاب عدد اللاجئين السوريين، إلى انه في حال وصل عدد هؤلاء إلى 100 ألف فإن مثل هذا الأجراء يمكن أن يتخذ، قائلاً «هذه المنطقة يمكن أن تقام في سورية وليس في تركيا بواسطة المجتمع الدولي». وأوضح أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا يبلغ 43 ألفاً، و 26 جنرالاً سورياً و500 عسكري، بينهم 180 ضابطاً.

كما اعتبر أوغلو أن الأزمة السورية بمثابة امتحان جاد لمنظمة الأمم المتحدة، لكنها بطيئة في معالجتها، معتبراً أن أحداث سورية تملي الضرورة لعملية إصلاح شاملة للمنظمة الدولية. وقال «لو قامت الأمم المتحدة باتخاذ موقف واضح لما قام الأسد بهذه الجرائم».

سكان في حلب «تتوزعهم الولاءات»: لسنا مع أحد

حلب، ريحانلي (تركيا) – رويترز

عزز الجيش السوري من حملته لطرد مقاتلي المعارضة من حلب، حيث قال المقاتلون إنهم صامدون وتعهدوا بجعل المدينة «مقبرة النظام».

وقال مقاتل شاب يدعى محمد وهو يتحسس الذخيرة التي يضعها في سترته: «كنا نعلم دائماً أن حلب ستكون مقبرة النظام… دمشق هي العاصمة لكن لدينا هنا ربع سكان البلاد وكل قوتها الاقتصادية».

لكن تفوق القوات الحكومية على الأرض بالأسلحة الثقيلة حال دون تحقيق المعارضين نجاحاً يذكر في الاحتفاظ بمناطق حضرية. وكان المعارضون قد حققوا تقدماً كبيراً في دمشق قبل أسبوعين لكن القوات الحكومية استعادت أغلب المناطق التي سيطروا عليها.

ويقول خبراء عسكريون إن مقاتلي المعارضة مسلحون تسليحاً خفيفاً للغاية ويفتقرون لقيادة جيدة مما يجعل من الصعب عليهم التغلب على الجيش الذي تقصف مدفعيته المدينة في أي وقت شاء وتسيطر طائراته على الأجواء.

وقال رجل وصف نفسه بأنه الناطق باسم «ثورة حلب»: «بالأمس كانوا يقصفون المنطقة بمعدل قذيفتين كل دقيقة. لم نستطع التحرك على الإطلاق». وأضاف: «ليس صحيحاً على الإطلاق أن قوات النظام في صلاح الدين»، وذلك في تكرار لنفى نشطاء ما أعلنته الحكومة من أن قواتها استعادت السيطرة على حي صلاح الدين الذي يقع في جنوب غربي حلب وتمر عبره طرق تعزيزات الجيش السوري القادمة من الجنوب.

وفي مدينة تنقسم فيها الولاءات مثل حلب حيث تؤيد قطاعات من السكان النظام بدا البعض حذراً من التحدث علانية في وجود المقاتلين الذي جاء الكثيرون منهم من مناطق محيطة بالمدينة.

وسئل رجل كان يقف عند مركز للشرطة تضرر بشدة من نيران القصف أي الجانبين يؤيد فقال: «لسنا مع أحد. نحن مع الحق». وعندما سئل أي جانب هو جانب الحق أجاب: «الله وحده».

ففي حين يرحب بعض سكان حلب بقدوم مقاتلي المعارضة يبدو البعض متوجساً من المقاتلين.

وفي بعض المناطق الفقيرة على مشارف المدينة، يتجمع رجال بثيابهم التقليدية البيضاء على أعتاب منازلهم ويتحدثون عن أوضاعهم في المدينة قبل حلول موعد الإفطار.

البعض متحمس لسيطرة المعارضة، لكنهم يقرون بأن الحرية لم تجلب الراحة التي كانوا ينشدونها.

وقال جمعة، وهو عامل بناء تكسو التجاعيد وجهه ويبلغ من العمر 45 عاماً «يمكنني أن أقول إن 99.9 في المئة من الناس لا يصومون. كيف نصوم ونحن نسمع دوي المورتر والمدفعية وهي تضرب مناطق مجاورة ونسأل إن كان الدور القادم علينا».

وأضاف: «يكاد لا يكون لدينا أي كهرباء أو ماء، وزوجاتنا وأبناؤنا تركونا هنا لحراسة البيت وذهبوا إلى مكان أكثر أمناً. إنه رمضان حزين».

ورغم ذلك يشعر جمعة بالحماسة وهو يرى مقاتلي المعارضة في شوارع ثاني أكبر المدن السورية: «معنوياتي مرتفعة. عندما أراهم من عتبة منزلي أشعر بأن النظام بدأ يسقط أخيراً».

لكن جاره عمرو يرى الوضع بشكل مختلف، ويقول متذمراً: «كل ما لدينا الآن هو الفوضى».

واعترض بعض الرجال بشدة على ذلك الرأي، وقال أحدهم: «لكنهم يقاتلون ليخلصونا من القمع».

هز عمرو رأسه قائلاً: «ما زلت مقموعاً… فأنا بين خيارين. أريد فقط أن أعيش حياتي».

وفي حين تهرع مجموعات من الأطفال لتحية مقاتلي الجيش السوري الحر في شاحناتهم، يتشبث آخرون بأيدي أمهاتهم ويحملقون في الأرض.

ويشعر مقاتلو المعارضة، وأغلبهم من الريف، بالحيرة أمام مظاهر الاستقبال المتضاربة.

قال مقاتل اسمه مصطفى جاء من قرية مجاورة للقتال في حلب: «أعتقد أن الكثير من الحلبيين يريدون التخلص من النظام لكنهم يريدون منا نحن أبناء الريف أن نقوم بهذا نيابة عنهم… أن نفقد أقاربنا ووظائفنا. إنهم يريدون هذا من دون أن يعانوا هم أنفسهم».

وفي كل يوم، تخرج من المدينة شاحنات وسيارات أجرة مكتظة بالأسر والمخدات والبطاطين. وفي أحد الأزقة، كانت هناك أسرة تنقل كل متاعها من في شاحنة نقل، وقال الأب: «سنتوجه إلى الريف».

ويبدو أن مقاتلي المعارضة مشغولون بمحاولة إدارة أجزاء المدينة التي يسيطرون عليها… فهم يتابعون الآن حركة المرور ويبتسمون لسائقي سيارات الأجرة الذين يلوحون لهم ويتبادلون معهم المزاح، ويقول بعضهم: «ما رأيكم في القيام بدور الحكومة؟».

وتتكدس أكوام من القمامة بعضها مرتفع لدرجة أن بعض مقاتلي المعارضة يستخدمونها كحواجز طرق.

وحين يوقف المقاتلون شاحناتهم في الشوارع يخرج سكان ويطلبون منهم المساعدة في الحصول على البنزين. ويلح البعض عليهم لفتح المزيد من المخابز حتى تقل طوابير المنتظرين لشراء الخبز.

وأوقف البعض مقاتلين في «الجيش السوري الحر» وطلبوا منهم فعل شيء لمواجهة النقص في الخبز والوقود. وما زال مقاتلو المعارضة يسيطرون على قطاعات من المدينة ويتحركون في هذه المناطق وهم مسلحون بالبنادق ويرتدون ملابس مموهة في استعراض للثقة.

لكن المواجهات العنيفة أدت إلى سقوط العشرات بين جرحى وقتلى. وامتلأت المستشفيات والعيادات الموقتة في أحياء يسيطر عليها المعارضون في شرق حلب بضحايا سقطوا خلال أسبوع من القتال.

وبالإضافة إلى المتطوعين الذين يأتون من مناطق ريفية لدعم مقاتلي المعارضة، هناك أيضاً متطوعون من بلدان إسلامية يريدون «نصرة» أشقائهم في سورية.

ومن هؤلاء عبد الله بن شمر الذي انطلق مع صديق ليبي في رحلة عبر التضاريس الجبلية التي تفصل جنوب تركيا عن سورية.

وقال بن شمر (22 سنة) ذو اللحية الخفيفة والمتخصص في الهندسة متحدثاً لرويترز في بلدة ريحانلي التركية والتي لدى سكانها العرب روابط تاريخية مع سورية: «من واجبنا الذهاب إلى بلاد الشام العظيمة (سورية) والدفاع عنها ضد الطغاة… الذين يرتكبون المذابح ضد شعبها».

ويتوجه شمر وصديقه إلى سورية في إطار تدفق صغير ولكنه متنام لمتشددين عرب إسلاميين عقدوا العزم على الانضمام للثورة المستمرة منذ 16 شهراً. لكن وجودهم يزيد بواعث قلق الدول الغربية التي حذرت من نمو «القاعدة» في سورية.

ويقول بن شمر وصديقه الليبي سالوم إنهما يسيران على نهج أسلافهما.

ووصل بن شمر وصديقه وهما من الطبقة المتوسطة إلى تركيا هذا الأسبوع. وكانا قد التقيا أول مرة في بلدة برايتون البريطانية قبل عدة سنوات أثناء حضور دورة لغات.

وقال عدة قادة لمقاتلي المعارضة في شمال غربي سورية إنه خلال الشهور القليلة الماضية انضم أشخاص منهم ليبيون وكويتيون وسعوديون وأيضاً مسلمون من بريطانيا وبلجيكا والولايات المتحدة بأعداد ثابتة إلى قوات الجيش السوري الحر.

ويشكل هؤلاء الأشخاص ما تصفه مصادر المعارضة بتدفق سريع لكنه ما زال صغيراً لمقاتلين أجانب إلى سورية. ومن بين هؤلاء شبان سوريون ولدوا في الغرب بعد فرار عائلاتهم من الاضطهاد.

وتوجه معظمهم إلى محافظة حماة في وسط سورية حيث يوفر لهم بعض الجهاديين ممن لهم خبرة في أفغانستان التدريب الأولي على التعامل مع البنادق الآلية وحرب العصابات.

وتقول مصادر المعارضة إن المئات من الجهاديين الأجانب يعملون الآن في مدينة حماة وهي مركز كبير للثورة. وتوجه البعض للقتال في دمشق لكن أعدادهم أصغر من أن تغير ميزان القوة الذي يميل في شكل كبير لمصلحة قوات النظام.

وشبه ديبلوماسي غربي يتابع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية بالأوروبيين المؤمنين بالمثالية والذين توجهوا إلى إسبانيا عام 1936 للمساعدة في القتال ضد الجنرال فرانسيسكو فرانكو لكنهم لم يتمكنوا في نهاية المطاف من مضاهاة قوات الدكتاتور فرانكو.

وقال سالوم إنه حارب مع قوات المعارضة الليبية في معركة الزاوية قرب طرابلس قبل سقوط معمر القذافي العام الماضي. ورفض الإفصاح عن المكان الذي سيتوجه إليه في سورية لكنه قال إن واجبه الديني يتحتم عليه مساعدة السوريين الذين يحتاجون المساعدة.

وقال: «أشقاؤنا السوريون في حاجة إلى أي مساعدة يمكن أن يحصلوا عليها لأن المجتمع الدولي تخلى عنهم خلافاً لما حدث في ليبيا».

وأضاف سالوم (24 سنة) والذي قال انه ترك جامعة طرابلس في ليبيا حيث كان يدرس الكيمياء: «إنهم يرحبون بنا وينتظروننا بشغف. نريد أن نخبرهم بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة لتحرير هذه الأرض من طغيان الأقلية».

وقال سالوم الذي ينوي الانضمام إلى وحدة تسمى كتائب أحرار الشام أن المشاركة في الجهاد من أسمى طموحاته كمسلم. وذكرت مصادر بالمعارضة السورية أن معظم المقاتلين الأجانب انضموا إلى هذه الوحدة.

وأضاف سالوم: «نتابع نجاحات مجاهدينا السوريين في الأسابيع الماضية. النصر من عند الله». وكان سالوم جالساً على حشية عليها جهازا إرسال واستقبال وجهاز آي فون وأجهزة اتصالات أخرى.

وفي تصريح يراعي على ما يبدو بواعث قلق الدول الغربية الداعمة لهم يقول زعماء المعارضة السورية أنه في حين أن الجهاديين العرب الذين يتوافدون ببطء على سورية محل ترحيب إلا أن أعدادهم لا تذكر وهم يتحركون من منطلق المثالية والتقوى. ويقولون إن وجودهم لن يغير شكل الانتفاضة.

وقال يونس خضر وهو قائد عسكري لكتيبة من مقاتلي المعارضة تسمى «أحفاد النبي» في منطقة عندان غربي حلب: «معظمهم من الشبان المستائين من القتل الطائفي الذي يمارسه النظام. يحملون لواء الوحدة الإسلامية ويأتون إلى سورية بدافع المثالية وغالباً من دون تدريب أو خبرة قتالية ملموسة».

واستشهد خضر بقضية صابر الحجي وهو طالب ليبي كان يدرس الفقه الإسلامي وانضم للمعارضة السورية كمقاتل وقتل في حلب.

وقال: «نكن احتراماً كبيراً للحجي. كان رجل دين وإخلاصه للإسلام يأتي في المقام الأول ولهذا فهو نموذج للكثير منا». وأضاف: «فليرحمه الله ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء».

آراء متضاربة لسكان حلب في مقاتلي المعارضة

رويترز

لا أضواء ملونة ولا حشود تتدفق على الأسواق لشراء الاحتياجات خلال شهر رمضان في حلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. تتراكم القمامة على جوانب الطرق ويمر سريعا قلة قليلة من الأشخاص يبدو عليهم القلق.

وفي حين يرحب بعض سكان حلب بقدوم مقاتلي المعارضة يبدو البعض متوجسا من المقاتلين الذين سيطروا على أجزاء من هذه المدينة القديمة التي ظلت لشهور على هامش الانتفاضة التي اندلعت ضد الرئيس بشار الأسد قبل 16 شهرا وهزت أغلب أجزاء البلاد.

انتقلت المعركة المسلحة إلى حلب هذا الشهر وتدفق إليها مقاتلون من الريف بهدف “تحرير” المركز الاقتصادي لسورية وسكانها البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة. قصف الجيش بعض المناطق بطائرات الهليكوبتر الحربية والمدفعية والمورتر.

وفي بعض المناطق الفقيرة على مشارف المدينة يتجمع رجال بثيابهم التقليدية البيضاء على أعتاب منازلهم ويتحدثون عن أوضاعهم قبل حلول موعد الإفطار.

البعض متحمس لسيطرة المعارضة لكنهم يقرون بأن الحرية لم تجلب الراحة التي كانوا ينشدونها.

قال جمعة وهو عامل بناء تكسو التجاعيد وجهه ويبلغ من العمر 45 عاما “يمكنني أن أقول أن 99.9 في المئة من الناس لا يصومون. كيف نصوم ونحن نسمع دوي المورتر والمدفعية وهي تضرب مناطق مجاورة ونسأل إن كان الدور القادم علينا.” وأضاف “يكاد لا يكون لدينا أي كهرباء أو ماء وزوجاتنا وأبناؤنا تركونا هنا لحراسة البيت وذهبوا إلى مكان أكثر أمنا. إنه رمضان حزين.”

ورغم ذلك يشعر جمعة بالحماسة وهو يرى مقاتلي المعارضة في شوارع ثاني أكبر المدن السورية. قال “معنوياتي مرتفعة. عندما أراهم من عتبة منزلي أشعر بأن النظام بدأ يسقط أخيرا.” لكن جاره عمرو يرى الوضع بشكل مختلف. قال متذمرا “كل ما لدينا الآن هو الفوضى.” واعترض بعض الرجال بشدة على ذلك الرأي وقال أحدهم “لكنهم يقاتلون ليخلصونا من القمع.” هز عمرو رأسه قائلا “ما زالت مقموعا.. فأنا بين خيارين. أريد فقط أن أعيش حياتي.”

وفي حين تهرع مجموعات من الأطفال لتحية مقاتلي الجيش السوري الحر في شاحناتهم يتشبث آخرون بأيدي أمهاتهم ويحملقون في الأرض.

ويشعر مقاتلو المعارضة وأغلبهم من الريف بالحيرة أمام مظاهر الاستقبال المتضاربة. فقد قال مقاتل اسمه مصطفى جاء من قرية مجاورة للقتال في حلب “أعتقد أن الكثير من الحلبيين يريدون التخلص من النظام لكنهم يريدون منا نحن أبناء الريف أن نقوم بهذا نيابة عنهم. أن نفقد أقاربنا ووظائفنا. إنهم يريدون هذا دون أن يعانوا هم أنفسهم.”

وفي السوق الواقع في حي على مشارف المدينة كانت أغلب المتاجر مغلقة والمفتوح منها لا يعرض أكثر من البضائع المعلبة. وفي كل يوم تخرج من المدينة شاحنات وسيارات أجرة مكتظة بالأسر والمخدات والبطاطين. وفي أحد الأزقة كانت هناك أسرة تنقل كل متاعها من في شاحنة نقل. وقال الأب “سنتوجه إلى الريف.”

وفي الأزقة القريبة من وسط المدينة والمتجهة إلى مناطق أكثر ثراء تتوافر الخضروات الطازجة واللحوم والمكسرات.. لكن تغيب الرغبة في الشراء. يراقب البعض بتوجس مقاتلي المعارضة ببنادقهم الآلية وهم يفحصون بطاقات هوية المارين في شوارع مجاورة.

ويبدو أن مقاتلي المعارضة مشغولون بمحاولة إدارة أجزاء المدينة التي يسيطرون عليها. فهم يتابعون الآن حركة المرور ويبتسمون لسائقي سيارات الأجرة الذين يلوحون لهم ويتبادلون معهم المزاح ويقول بعضهم “ما رأيكم في القيام بدور الحكومة؟”

وتتكدس أكوام من القمامة بعضها مرتفع لدرجة أن بعض مقاتلي المعارضة يستخدمونها كحواجز طرق. وحين يوقف المقاتلون شاحناتهم في الشوارع يخرج سكان ويطلبون منهم المساعدة في الحصول على البنزين. ويلح البعض عليهم لفتح المزيد من المخابز حتى تقل طوابير المنتظرين لشراء الخبز.

قالت أم خالد “لا يسمحون لأحد بتجاوز دوره. ما من أحد أفضل من أحد الآن… لأول مرة أشعر أننا سواسية في هذه المدينة.”

وفي الشارع تجمع رجال لمشاهدة مقاتلي المعارضة وهم يتفقدون مركزا محترقا للشرطة اقتحموه في الأسبوع الماضي. وتملأ الأوراق والأحذية وقبعات الشرطة المبنى المحترق. هز أحدهم رأسه وهو يراقب المشهد. وهمس رجل “نحن حتى لا نعرف هؤلاء المقاتلين. لا يتحدثون إلينا كثيرا لكن الناس هنا يتقبلون من يمسك بمقاليد الأمور… لست مع أحد.. أنا مع الحق. والحق هو الله وحده.”

“الجيش الحر” يعدم اشخاصا موالين للنظام السوري في حلب

اقدم “الجيش الحر” على اعدام اشخاص موالين للنظام في حلب التي تشهد منذ 20 تموز معارك ضارية للسيطرة على المدينة، وذلك حسب صور التقطها احد الهواة وبثها ناشطون على موقع “يوتيوب”.

واظهر شريط الفيديو مسلحين يقتادون رجالا الى مكان فيه رجال مسلحون وهم يهتفون “الجيش الحر للابد”. واظهر الشريط ايضا المقاتلين وهم يحيطون باحد الاسرى الذي غطت الدماء وجهه وكان شبه عار قبل ان يضعه قبالة حائط. واصطف اخرون الى جانبه في حين ردد المقاتلون “الله اكبر”.

وبعد ذلك فتح المقاتلون النار على رجال قالوا انهم ينتمون الى عشيرة بري وكانوا يشاركون في القتال الى جانب قوات نظام بشار الاسد في حلب.

(ا ف ب)

أكراد سوريون يتدربون في كردستان العراق: ملء أي فراغ أمني بعد سقوط النظام

أعلن مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في “الحزب الديموقراطي الكردستاني” هيمن هورامي، أمس، أن قوات كردية قامت بتدريب أكراد سوريين في مخيمات إقليم كردستان العراق “لملء اي فراغ امني بعد سقوط النظام السوري”.

وقال هورامي، المسؤول في “الحزب الديموقراطي الكردستاني” بزعامة “رئيس” إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، ان “الشباب الأكراد السوريين عددهم قليل جدا، وتم تدريبهم تدريبات بدائية في مخيمات الاقليم”. واضاف ان هذه التدريبات التي تلقاها الاكراد السوريون على ايدي قوات كردية تهدف إلى “ملء أي فراغ امني بعد سقوط النظام السوري”.

من جهته، قال صالح مسلم، رئيس “حزب الاتحاد الديموقراطي” الكردي في سوريا والعضو في الهيئة العليا الكردية، ان التدريبات التي تلقاها الأكراد في كردستان العراق “كانت بهدف الحماية”، لكنه تحفظ على فكرة السماح لهم بدخول سوريا مجددا.

وأوضح مسلم، في اربيل، “نحن نقدر هذا، ولكن إذا كان هؤلاء يريدون الاندماج في أي مؤسسة في غرب كردستان، فإنهم بحاجة إلى تدبير معين، ولكن من يريد العودة إلى بيته هو مرحب به، ولكن ليس كمسلح”.

بدوره، قال عبد الحكيم بشار، رئيس “الحزب الديموقراطي” الكردي وعضو المجلس الوطني الكردي السوري، انه “في الوقت الحالي لا يوجد قرار سياسي بإعادة الأكراد المنشقين من الجيش السوري”. وأضاف “هم استكملوا تدريبهم، وعملهم ليس من اجل القتال ولكن من اجل حماية المناطق الإستراتيجية بعد سقوط النظام”.

وتأتي هذه التصريحات في وقت يزور رئيس “المجلس الوطني السوري” عبد الباسط سيدا اربيل لاقناع الهيئة العليا الكردية بالانضمام الى المجلس، بحسب ما اكدت قيادات كردية سورية. وتتكون الهيئة العليا الكردية المعارضة من “المجلس الوطني الكردي” الذي يشمل مجموعة احزاب كردية سورية و”مجلس الشعب لغرب كردستان” الذي يضم بدوره مجموعة احزاب. وتستضيف اربيل حاليا محادثات بين هذه القوى تتناول أوضاع الأكراد في سوريا.

وقال هورامي “نحن في الحزب الديموقراطي الكردستاني نهتم بالشأن السوري بسبب تواجد أكثر من مليوني كردي في سوريا”. وأضاف “نحن في الحزب الديموقراطي وحكومة الإقليم لن نتدخل في الشأن السوري، ولن نفرض أي صيغة سياسية حول كيف يجب أن يكون وضع الأكراد في سوريا، ولكن ساندنا توحيد الصف الكردي في سوريا ليكون داعما أساسيا للمعارضة السورية، ويكون داعما أساسيا للتغيير الايجابي في سوريا”.

وكانت “الهيئة الكردية العليا” ذكرت، في بيان عقب انتهاء اجتماعاتها مساء أمس الأول، انه “في الوقت الذي نؤكد فيه على كوننا جزءا من الشعب السوري وثورته من اجل الحرية والكرامة، نسعى من خلال مشاركتنا السلمية والفعالة في هذه الثورة نحو سوريا ديموقراطية تعددية”. وأضافت “نؤكد أن الأكراد في سوريا لا يشكلون خطرا، أو تهديدا يمس امن وسلامة دول الجوار، ولا يهدفون إلى الانفصال أو الانقسام في صفوف مجتمعنا السوري، وان ما حصل في بعض المناطق الكردية هو إجراء اضطراري حفاظا على السلم الأهلي”.

وقال صالح مسلم “هناك ثلاث مدن وبعض المناطق الصغيرة في عفرين وديريك وكوباني تحت ادارة الشعب، وليست ادارة حزب معين، وهم يمثلون جميع الاحزاب، وقد وضعوا ايديهم على جميع مؤسسات الدولة وطردوا مسؤوليها”. واضاف ان “الاكراد في غرب كردستان ليسوا معادين لتركيا ولا يخططون لشيء ضد تركيا”، مؤكدا انه “لا يوجد مسلح واحد تابع لحزب العمال الكردستاني في سوريا كلها وغرب كردستان”.

كما نفى وجود اتفاقات مع النظام السوري، قائلا “نحن عضو في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة للحكومة السورية، ومعارضتنا مع معارضة هيثم المناع وعبد العزيز الخير، ولكن أسلوبنا أننا ندعو إلى ثورة سلمية وليس الى ثورة مسلحة”.

السكان منقسمون بين الترحيب والتوجس من المعارضين المسلحين

حلب: استعدادات متبادلة لمعركة طاحنة.. وطويلة

تستقدم قوات النظام السوري و”الجيش السوري الحر” مزيدا من التعزيزات الى مدينة حلب، تمهيدا لـ”معركة طويلة الامد” بحسب مصدر امني سوري، في وقت نفذ المقاتلون المعارضون هجمات على مواقع امنية وادارية وتمكنوا من السيطرة على اثنين منها.

وافاد مصدر امني في دمشق بان الطرفين المتقاتلين يقومان بحشد المزيد من “التعزيزات من اجل معركة حاسمة في حلب قد تستمر اسابيع عدة”. وقال ان “الجيش النظامي يحاصر الاحياء التي يسيطر عليها الارهابيون ويقوم بقصفها، لكنه لا يستعجل شن هجوم على كل منها” لاسترجاعه، موضحا ان المقاتلين المعارضين يستقدمون تعزيزات من تركيا الى حلب بعدما تمكنوا من السيطرة على حاجز عسكري استراتيجي في عندان التي تبعد نحو خمسة كيلومترات شمال غرب المدينة الاثنين.

وتمكن المقاتلون المعارضون من السيطرة على قسمين للشرطة في حلب بعد ساعات من المعارك، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد “هاجم مئات الثوار مخفرين للشرطة في حي الصالحين (في جنوب المدينة) وباب النيرب (جنوب شرق)، فقتل اربعون عنصرا من الشرطة على الاقل في معارك استمرت ساعات وانتهت بسيطرة المقاتلين على القسمين”.

وكان المرصد افاد سابقا عن اشتباكات في حي الزهراء (في غرب المدينة) قرب فرع الاستخبارات الجوية وعن هجمات للمقاتلين المعارضين على مقر المحكمة العسكرية وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي.

في الوقت نفسه، تستمر الاشتباكات في اطراف حي صلاح الدين (جنوب غرب) واحياء اخرى. وسمعت أصوت أسلحة ثقيلة في صلاح الدين، كما تصاعدت سحب الدخان الأسود بعد هجوم مروحيات الجيش السوري على أحياء شرقي حلب، للمرة الاولى منذ اندلاع المواجهات في حلب، وقامت طائرة “ميغ” حربية مقاتلة بقصف المنطقة ذاتها.

وقال الجيش السوري قبل يومين إنه استرجع السيطرة على صلاح الدين، لكن التلفزيون الرسمي السوري قال إن الجنود ما زالوا يلاحقون “فلول الإرهابيين” هناك.

من جهته، قال القيادي في المعارضة المسلحة في حلب عبد الجبار العكيدي إن المقاتلين يهدفون إلى السيطرة على المدينة، حياً تلو الآخر، عبر التوجه نحو وسط المدينة، معربا عن اعتقاده بأن هذا الهدف قد يتحقق “خلال أيام لا أشهر”. وأضاف “النظام يحاول منذ 3 أيام استعادة صلاح الدين، لكن محاولاته فشلت وقد منيت قواته بخسائر كبيرة بين الجنود والأسلحة والدبابات، وأجبرت على الانسحاب”.

وقال العكيدي إن أكثر من 3000 مقاتل يحاربون في حلب، لكنه رفض اعطاء عدد دقيق. وفي حين يرحب بعض سكان حلب بقدوم مقاتلي المعارضة يبدو البعض متوجسا من المقاتلين الذين سيطروا على أجزاء من هذه المدينة.

البعض متحمس لسيطرة المعارضة لكنهم يقرون بأن الحرية لم تجلب الراحة التي كانوا ينشدونها. ويقول جمعة وهو عامل بناء تكسو التجاعيد وجهه ويبلغ من العمر 45 عاما “يمكنني أن أقول أن 99.9 في المئة من الناس لا يصومون. كيف نصوم ونحن نسمع دوي المورتر والمدفعية وهي تضرب مناطق مجاورة ونسأل إن كان الدور القادم علينا؟”. وأضاف “يكاد لا يكون لدينا أي كهرباء أو ماء وزوجاتنا وأبناؤنا تركونا هنا لحراسة البيت وذهبوا إلى مكان أكثر أمنا. إنه رمضان حزين”.

وبالرغم من ذلك يشعر جمعة بالحماسة وهو يرى مقاتلي المعارضة في شوارع ثاني أكبر المدن السورية. قال “معنوياتي مرتفعة. عندما أراهم من عتبة منزلي أشعر بأن النظام بدأ يسقط أخيرا”. لكن جاره عمرو يرى الوضع بشكل مختلف. قال متذمرا “كل ما لدينا الآن هو الفوضى”. واعترض بعض الرجال بشدة على ذلك الرأي وقال أحدهم “لكنهم يقاتلون ليخلصونا من القمع”.

وهز عمرو رأسه قائلا “ما زلت مقموعا.. فأنا بين خيارين. أريد فقط أن أعيش حياتي”. ويقول مقاتل اسمه مصطفى جاء من قرية مجاورة للقتال في حلب “أعتقد أن الكثير من الحلبيين يريدون التخلص من النظام لكنهم يريدون منا نحن أبناء الريف أن نقوم بهذا نيابة عنهم.. أن نفقد أقاربنا ووظائفنا. إنهم يريدون هذا دون أن يعانوا هم أنفسهم”.

وفي السوق الواقع في حي على مشارف المدينة كانت أغلب المتاجر مغلقة والمفتوح منها لا يعرض أكثر من البضائع المعلبة. وتتكدس أكوام من القمامة بعضها مرتفع لدرجة أن بعض مقاتلي المعارضة يستخدمونها كحواجز طرق. وحين يوقف المقاتلون شاحناتهم في الشوارع يخرج سكان ويطلبون منهم المساعدة في الحصول على البنزين. ويلح البعض عليهم لفتح المزيد من المخابز حتى تقل طوابير المنتظرين لشراء الخبز. وتقول أم خالد “لا يسمحون لأحد بتجاوز دوره. ما من أحد أفضل من أحد الآن… لأول مرة أشعر أننا سواسية في هذه المدينة”.

وتسببت العمليات العسكرية خلال اليومين الماضيين بنزوح حوالى مئتي الف شخص من حلب، بحسب الامم المتحدة. وذكرت المتحدثة باسم اللجنة العليا للاجئين ميليسا فليمينغ ان بعض المدنيين يفضلون عدم مغادرة المدينة ويسعون الى ايجاد ملجأ في المدارس والسكن الجامعي، لانهم يعتبرون ان الخروج من المدينة تترتب عليه اخطار كبيرة.

(“السفير”، أ ف ب، رويترز)

اشتباكات لأول مرة في محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين بدمشق

بيروت- (ا ف ب): شهدت دمشق فجر الأربعاء لأول مرة اشتباكات في محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ولفت المرصد في بيان إلى أن “المعلومات الاولية تشير الى سقوط قتيل على الاقل في صفوف القوات النظامية” نتيجة هذه الاشتباكات.

ويقع الحيان المسيحيان في قلب دمشق القديمة ويتميزان بوجود الكثير من الفنادق وبحركة سياحية لافتة، كما شهدا تظاهرات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد.

واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان هذه الاشتباكات “وقعت في مناطق كانت لا تزال تعد بعيدة جدا عن متناول المقاتلين المعارضين”.

واضاف انها بدات قرابة الساعة الثانية من فجر الاربعاء، مشيرا الى ان “اطلاق النار الكثيف خلال الاشتباكات يدل على اشتراك اعداد كبيرة من المقاتلين من الجهتين في المعارك”.

وافاد شاهد فرانس برس ان “مسلحين مجهولين هاجموا مركزا للجيش النظامي مقابل باب شرقي” ، مشيرا الى ان “الاشتباكات استمرت زهاء ربع ساعة”.

وكان البابا بنديكتوس السادس عشر اعلن في نداء بعد صلاة الاحد في مقره الصيفي في كاستيل غاندولفو القريبة من روما انه يتابع “بقلق الاحداث المفجعة واعمال العنف المتزايدة في سوريا ونتاجها المؤسف من قتلى وجرحى”.

واضاف “اجدد ندائي الملح لوقف كل اعمال العنف واراقة الدماء” موصيا في الوقت نفسه ب”عدم ادخار اي جهد وخاصة من قبل المجتمع الدولي للتوصل الى تسوية سياسية عادلة للنزاع”.

قائد الجيش السوري الحر يهاجم ائتلافا جديدا للمعارضة

القاهرة- (رويترز): هاجم قائد الجيش السوري الحر الاربعاء تشكيل ائتلاف سياسي جديد خارج سوريا يخطط لاقامة حكومة انتقالية ووصف زعماءه بانهم انتهازيون يسعون لتقسيم المعارضة والاستفادة من المكاسب التي حققها مقاتلوها.

وأعلنت مجموعة من 70 ناشطا سوريا في المنفى انشاء “مجلس الثورة السورية” في مؤتمر صحفي في القاهرة يوم الثلاثاء.

ويمثل ظهور التحالف الجديد أحدث مسعى للمعارضة السورية المنقسمة للاتفاق على بديل سياسي للرئيس بشار الاسد الذي تحاول قواته إخماد انتفاضة مسلحة مضى عليها 16 شهرا.

وكثف الجيش السوري حملته العسكرية لطرد مقاتلي المعارضة من مدينة حلب في شمال سوريا باستخدام طائرات هليكوبتر حربية واسلحة ثقيلة اخرى.

وقال العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر في تسجيل مصور بثته قناة العربية التلفزيونية الاخبارية إن السياسيين الذين شكلوا الائتلاف الجديد “أصابهم حمى التسلق على الفرص وإغتنام المناصب الذي دعاهم ان يعلنوا انشاء وتأسيس حكومة انتقالية في محاولة صريحة وواضحة لركوب ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا”.

واضاف قائلا “لكنهم في الواقع يحاولون اعادة احياء نظام الاسد الساقط في إتخاذ قرار من دون الرجوع الى الشعب الذي بذل الدم والدموع لكي يحصل على استقلاله من عصابة الاسد المجرمة.”

وقال الاسعد ان الاعلان عن خطط لتشكيل حكومة انتقالية يهدف بشكل رئيسي إلي “إرضاء الخارج وضرب الداخل بعضهم ببعض وتفكيك يد الشعب الضاربة والمتمثلة في الجيش السوري الحر.”

وساعد الاسعد في انشاء الجيش السوري الحر بعد انشقاقه عن جيش الاسد ولجوئه الي تركيا العام الماضي.

وقال هيثم المالح رئيس الائتلاف الجديد انه سيبدأ حوارا مع جميع اعضاء المعارضة بما في ذلك الجيش السوري الحر بشان تشكيل حكومة انتقالية.

واضاف المالح -وهو عضو بارز بالمعارضةالسورية- قائلا في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء “سيكون لدينا بالتأكيد اعضاء من الجيش الحر في الحكومة الجديدة”.

وتحث دول غربية وعربية منذ اشهر المعارضة السورية على الاتحاد. وفي حين ان المجلس الوطني السوري هو صوت دولي للمعارضة إلا ان نشطاء على الارض يشتكون من ان قياداته الذين يعيشون في المنفى ليس لهم صلة تذكر بما يحدث في سوريا.

وردا على تشكيل الائتلاف الجديد قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري لرويترز إن عملية تشكيل حكومة انتقالية عملية صعبة وتحتاج إلى مشاورات مع جميع أعضاء المعارضة السورية ومقاتلي المعارضة والجيش السوري الحر.

واضاف قائلا “لكن إذا خرجت كل جماعة لتعلن منفردة تشكيل حكومة جديدة دون محادثات وبحث فإن هذا يعني أن ننتهي إلى سلسلة من الحكومات الضعيفة التي لا تمثل أحدا ولن تكون قادرة على أن تعني أي شيء أو أن تفعل أي شيء.

“هدفنا النهائي هو تشكيل حكومة تمثل وترضي جميع أعضاء المجتمع السوري”.

مقاتلو المعارضة السورية حصلوا على صواريخ أرض-جو

واشنطن- (رويترز): قال تقرير لمحطة تلفزيون (إن.بي.سي. نيوز) إن مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد حصلوا للمرة الاولى على عدد محدودة من صواريخ أرض-جو.

وقال التقرير الذي اذيع ليل الثلاثاء إن الجيش السوري الحر حصل على حوالي 24 صاروخا سلمت اليهم عبر تركيا الجار الشمالي لسوريا والتي تطالب حكومتها الاسلامية المعتدلة برحيل الاسد.

وتشير الدلائل إلى أن الحكومة الامريكية- التي قالت انها تعارض تسليح مقاتلي المعارضة- غير مسؤولة عن تسليم الصواريخ.

لكن مصادر بالحكومة الامريكية تقول منذ اسابيع ان حكومات عربية تسعى للاطاحة بالاسد -من بينها السعودية وقطر- تحث على تقديم مثل هذه الصواريخ المضادة للطائرات والتي تعرف ايضا باسم (مانباد) وتطلق من على الكتف.

وبدا في الايام القليلة الماضية ان قوات الحكومة السورية صعدت عملياتها الجوية ضد مقاتلي المعارضة وخصوصا حول مدينة حلب وهو ما يجعل حاجة المقاتلين الي صواريخ مانباد أكثر إلحاحا.

ولم يتضح بعد على وجه التحديد نوع صواريخ مانباد التي سلمت الي المقاتلين السوريين ولم تقدم (إن.بي.سي نيوز) تفاصيل.

وحتى إذا كان المقاتلون قد حصلوا على الصواريخ فمن غير الواضح هل لديهم التدريب لتشغيلها بفعالية ضد القوات الجوية للاسد في المستقبل القريب.

وفي اعقاب الاطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قدر بعض خبراء المخابرات أن ما بين 10 آلاف إلي 15 ألف صاروخ مانباد نهبت من مخازن اسلحة الحكومة الليبية. ولم يعرف المكان الذي ذهبت اليه معظم هذه الصورايخ.

ويخشى مسؤولون امريكيون كثيرون فكرة تسليح مقاتلي المعارضة السورية بصواريخ مانباد مشيرين الي انها يمكن بسهولة ان تستخدم ضد اهداف غير الحكومة السورية بما في ذلك الطائرات المدنية.

معارضون سوريون يعدمون اشخاصا موالين للنظام السوري في حلب

بيروت- (ا ف ب): اقدم متمردون سوريون تابعون للجيش السوري الحر الثلاثاء على اعدام اشخاص موالين للنظام في حلب التي تشهد منذ 20 تموز/ يوليو معارك ضارية للسيطرة على المدينة، وذلك حسب صور التقطها أحد الهواة وبثها ناشطون على موقع يوتيوب.

وأظهر شريط الفيديو مسلحين يقتادون رجالا إلى مكان فيه رجال مسلحون وهم يهتفون “الجيش الحر للابد”.

وأظهر الشريط ايضا المقاتلين وهم يحيطون باحد الاسرى الذي غطت الدماء وجهه وكان شبه عار قبل أن يضعه قبالة حائط. واصطف اخرون الى جانبه في حين ردد المقاتلون “الله اكبر”.

وبعد ذلك فتح المقاتلون النار على رجال قالوا انهم ينتمون الى عشيرة بري وكانوا يشاركون في القتال الى جانب قوات نظام بشار الاسد في حلب (شمال).

ومن ناحيته، قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان “عشيرة بري موالية لنظام الاسد”. واضاف “ان الرجل الذي قتل اسره المقاتلون” مضيفا “لا القانون الدولي ولا الاسلامي يسمح باعدام اسير، هذا اجرام وانتقام”.

واوضح عبد الرحمن ان هذه العشيرة ساعدت القوات النظامية لقمع الانتفاضة في حلب.

ويشار إلى أن عشيرة بري تنتمي إلى الطائفة السنية في حين ان العلويين يهيمنون على نظام الاسد. واشار عبد الرحمن الى انه كون النظام يسمح لهذه العشائر السنية في المشاركة بالمعارك الى جانب الجيش فهذا “يعني انه يريد ادخال البلاد في حرب اهلية”.

استقالة القنصل السوري في ارمينيا.. وائتلاف معارض جديد يكلف المالح بتشكيل حكومة انتقالية

آلاف السوريين محاصرون في حلب ومزيد من التعزيزات تمهيدا لمعركة ‘طويلة الأمد’

قرب حلب ـ دمشق ـ عمان ـ وكالات: تستقدم قوات النظام السوري والجيش السوري الحر مزيدا من التعزيزات الى مدينة حلب (شمال) تمهيدا لـ’معركة طويلة الامد’ بحسب مصدر امني سوري، في وقت نفذ المقاتلون المعارضون هجمات على مواقع امنية وادارية وتمكنوا من السيطرة على اثنين منها.

جاء ذلك فيما اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الثلاثاء ان الاف المدنيين الذين لا يستطيعون مغادرة حلب التي تشهد معارك عنيفة، يلجأون الى الجامعات والمساجد في العاصمة الاقتصادية للبلاد.

وقالت المفوضية في بيان ‘مع تعرض حلب اكثر مدن سورية اكتظاظا لعنف اعمى يلجأ الاف السكان المذعورين الى مدارس ومساجد ومبان عامة’.

ويسجل الهلال الاحمر العربي السوري ومنظمات اخرى يوميا نزوح حوالى 300 اسرة تحتاج الى مساعدة عاجلة بحسب المفوضية.

ففي 32 مدرسة تم تسجيل ما بين 250 و350 شخصا، في حين لجأ سبعة الاف شخص الى مساكن الطلبة في الجامعات، اي ما مجموعه ما بين 15 و18200 شخص حاليا في المدارس والجامعات.

وافاد مصدر امني في دمشق لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان الطرفين المتقاتلين يقومان بحشد المزيد من ‘التعزيزات من اجل معركة حاسمة في حلب قد تستمر اسابيع عدة’.

وقال ان ‘الجيش النظامي يحاصر الاحياء التي يسيطر عليها الارهابيون ويقوم بقصفها، لكنه لا يستعجل شن هجوم على كل منها’ لاسترجاعها، موضحا ان المقاتلين المعارضين يستقدمون تعزيزات من تركيا الى حلب بعد ان تمكنوا من السيطرة على حاجز عسكري استراتيجي في عندان التي تبعد نحو خمسة كيلومترات شمال غرب المدينة الاثنين.

في الوقت نفسه، تستمر الاشتباكات في اطراف حي صلاح الدين (جنوب غرب) واحياء اخرى.

الا ان صحافيا في وكالة فرانس برس موجودا قرب حلب ذكر ان حدة القصف انحسرت الثلاثاء في المدينة، ولم تسمع اصوات انفجارات قوية كما الايام الماضية.

وتسببت العمليات العسكرية خلال اليومين الماضيين بنزوح حوالى مئتي الف شخص من حلب، بحسب الامم المتحدة.

في القاهرة اعلن عن ولادة ائتلاف معارض جديد يحمل اسم مجلس الامناء الثوري السوري، قام بتكليف هيثم المالح بتشكيل حكومة سورية انتقالية في المنفى، وفي وقت لاحق انتقد المجلس الوطني السوري الائتلاف الجديد.

وعقد مجلس الامناء الثوري السوري مؤتمره التأسيسي في القاهرة الثلاثاء، وفي ختام اعماله اعلن هيثم المالح ان هذا الائتلاف الذي يضم معارضين غير حزبيين، طلب منه تشكيل حكومة انتقالية مقرها القاهرة.

وقال المالح ‘كلفني الاخوة بقيادة حكومة انتقالية وان ابدأ بالتشاور مع المعارضة في الداخل والخارج’ معتبرا ان ‘المرحلة الحالية تتطلب منا التعاون مع المعارضة في الداخل والخارج لتشكيل حكومة انتقالية’.

وكان المالح استقال من المجلس الوطني السوري المعارض في 13 اذار (مارس) الماضي منتقدا اداء هذا المجلس.

ويعد المالح (81 عاما) من ابرز المعارضين للنظام السوري منذ ايام الرئيس السابق حافظ الاسد وامضى سنوات طويلة في السجن.

دبلوماسيا، اكد البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بحثا في ‘تنسيق الجهود لتسريع الانتقال السياسي في سورية’.

واوضح ان اوباما واردوغان اللذين تحادثا هاتفيا اتفقا على ان تشمل العملية الانتقالية رحيل الرئيس السوري، معبرين عن ‘قلقهما المتصاعد تجاه الهجمات الوحشية التي يشنها النظام السوري على شعبه واخرها في حلب’.

في كردستان العراق، اعلن مسؤول كردي عراقي كبير ان قوات كردية قامت بتدريب اكراد سوريين في مخيمات اقليم كردستان العراق ‘لملء اي فراغ امني بعد سقوط النظام السوري’.

في طهران، اعلن نائب رئيس اركان الجيش الايراني الجنرال مسعود جزائري ان ايران ‘لن تسمح للعدو بالتقدم في سورية’، لكنها لا ترى ضرورة للتدخل في الوقت الحالي، حسبما نقلت عنه صحيفة ‘شرق’ الثلاثاء.

وصرح جزائري ‘في الوقت الحالي ليس من الضروري ان يتدخل اصدقاء سورية وتقييمنا هو انهم لن يحتاجوا الى ذلك’.

وكانت صحيفة ‘الوطن’ القريبة من النظام السوري اوردت الاثنين ان ايران حذرت تركيا من رد ‘قاس’ .

وفي انشقاق جديد استقال القنصل السوري في ارمينيا احتجاجا على القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد في سورية، وتوجه الى دبي، كما اعلن مصدر من وزارة الخارجية الارمينية الثلاثاء.

واوضح هذا المصدر لوكالة فرانس برس ان قنصل سورية في ارمينيا محمد حسام حافظ ‘استقال وانضم، كما اعلم، الى المعارضة للاسد’.

واضاف ‘امس (الاثنين) توجه الى دبي’.

ونقلت وزارة الخارجية الارمينية الاثنين عن مذكرة دبلوماسية لسفارة سورية في يريفان ان حافظ ‘غادر منصبه’ بدون مزيد من التفاصيل.

وتعذر الاتصال بالسفارة السورية في الجمهورية السوفييتية السابقة للحصول على تعليق.

وتأتي هذه الاستقالة بعد انشقاق شخصيات عدة من النظام، خصوصا اربعة من مسؤولي البعثات الدبلوماسية في لندن وبغداد والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.

مناف طلاس نجم هوليودي

صحف عبرية

ترفع المعركة في سوريا الى الصدارة التاريخية نجوما جديدة. مناف طلاس مثلا، الجنرال الفار، الذي يناسب مظهره بطلا في فيلم هوليودي اكثر منه ادارة ثورة، يتراكض بين تركيا، السعودية وفرنسا كي يجند لنفسه المؤيدين. طلاس يريد أن يكون رئيس الحكومة المؤقتة القادم، وعلى حد قوله فان السعودية وتركيا ايضا، التي التقى وزير خارجيتها يوم الخميس الماضي، يعتبرانه، مرشحا مناسبا.

من الجهة الاخرى، فان خالد مشعل، الذي ترك سوريا قبل بضعة اشهر، لا يزال يبحث عن عائلة تتبنى حماس. وقد التقى هذا الشهر ‘على نحو مفاجيء’ مع زعيم الاخوان المسلمين محمد بديع. وحسب تقرير في صحيفة ‘روز اليوسف’ المصرية عرض مشعل نقل معلومات هامة عن انتشار الجيش السوري، ‘المعلومات التي يمكنها أن تحسم المعركة في سوريا’، شريطة أن تحرر اسرائيل نحو 220 سجينا من حماس. ويسعى مشعل الى نقل المعلومات الى الولايات المتحدة من خلال زعيم الاخوان المسلمين، الذي حسب ‘روز اليوسف’ بدأ منذ الان باجراء الاتصالات مع الامريكيين. وتروي تقارير اخرى من مصر بان مشعل اقترح على مرسي المساعدة في الحرب ضد الارهاب في سيناء.

هل الازمة في سوريا كفيلة بان تحدث انعطافة في مكانة مشعل ومكانة حماس الدولية ايضا؟ ففي الاسبوع الماضي التقى برئيس وزراء تركيا، رجب طيب اردوغان في حديث طويل استغرق خمس ساعات. ولم تتسرب بعد تفاصيل عن هذا الحديث، ولكن حليف ايران حتى وقت اخير مضى يبحث عن شركاء جدد، وتركيا كفيلة بان تكون هي التي تتوسط بين حماس والادارة الامريكية. فبعد كل شيء، اذا كانت الادارة الامريكية مستعدة لأن تتعاون مع رئيس مصري من الاخوان المسلمين، فان بوسعها أن تكسب ايضا من اعتراف مشروط بحماس، كفيل بان يمس بمجال النفوذ الايراني.

مثل هذا السيناريو لا يخفى عن ناظر ايران، التي رغم تصريحاتها عن دعمها غير المتحفظ للاسد، تبحث لنفسها عن مواطيء قدم اقليمية بديلة، لعهد ما بعد الاسد. موضع اهتمامها ونشاطها ينصب الان على الاقليم الكردي في العراق، الكفيل بان يكون حلقة الاتصال بين ايران وبين الاقلية الكردية في سوريا، والتي تأمل عبرها في التأثير على سوريا المستقبلية.

قيادة الاقليم الكردي، برئاسة رئيسه مسعود برزاني، تخوض صراع جبابرة ضد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على خلفية ما يسمى ‘السلوك الدكتاتوري’ للمالكي المدعوم من ايران. ولكن بين زعيم الاقليم الكردي، برزاني، والرئيس العراقي جلال طالباني المريض، يدور ايضا صراع سياسي. طالباني، المقرب من القيادة الايرانية، أحبط مؤخرا نية برزاني ومؤيديه تنحية المالكي، فيما ان برزاني، المقرب من تركيا أكثر، يواصل مساعيه لتغيير بنية السيطرة في العراق.

غير أن برزاني بالذات أثار حفيظة الاتراك عندما كشف النقاب في مقابلة مع شبكة ‘الجزيرة’ بان ثوارا اكراد سوريين يتدربون في كردستان ويعودون الى سوريا للمشاركة في الصراع ضد النظام. ومع أن تركيا تشجع الصراع ضد الاسد، الا أنها تخشى من أن تقيم اقلية كردية مسلحة ومدربة اقليما كرديا مستقلال في سوريا، مثل الاقليم الكردي في العراق، يقوده حزب العمال الكردي، الـ بي.كي.كي، الذي تدير تركيا ضده حرب ابادة.

يوم الاربعاء سيصل وزير الخارجية التركي احمد داوداوغلو الى أربيل عاصمة الاقليم الكردي ليوضح لبرزاني بان تركيا لن توافق على ان تؤدي المساعدة العسكرية للثوار الاكراد في سوريا الى اقامة اقليم مستقل او يفتح مجال نشاط جديد لحزب العمال الكردي. وذلك بعد أن نشر اردوغان تهديدا، عشية سفره للمشاركة في احتفالات الالعاب الاولمية في لندن، بان ‘تركيا ترى من حقها الطبيعي التدخل في سوريا اذا ما أدى نشاط أطر ارهابية الى المس بأمنها’.

الصراعات الكردية الداخلية، والخلافات بين الاكراد وتركيا، تمنح ايران فرصة للعب دور سياسي جديد. ففي الاسبوع الماضي دعت الى طهران برهام صالح، النائب الكردي لطالباني، ونوشيروان مصطفى، زعيم الحركة الكردية للتغيير، التي تأسست في 2009 كمعارضة لقيادة طالباني، لفحص امكانية عقد حلف مع المعارضة الكردية. التقدير الايراني، كما يبدو، هو أن مثل هذا الحلف كفيل بان يشكل ليس فقط حلقة اتصال مع الاقلية الكردية في سوريا، التي أصبحت جهة ذات مغزى في الصراع ضد الاسد، بل وايضا كوسيلة ردع وحتى تهديد ضد تركيا التي تعكرت علاقاتها مع ايران على خلفية سياسة تركيا ضد الاسد. ايران، التي لم تعد واثقة كم من الوقت يمكنها أن تعتمد على طالباني، بسبب عمره وحالته الصحية، تتطلع ايضا الى أن تضمن ان يواصل العنصر الكردي في النسيج السياسي العراقي التأييد لحكومة المالكي وعلى اي حال لمكانة ايران في العراق.

وهكذا، بينما يدفع مئات المواطنين السوريين كل يوم الثمن بحياتهم في المعركة على حلب ودمشق فان من سيصمم التحالفات الاستراتيجية بعد سقوط الاسد قد تكون بالذات النجوم الجدد.

تسفي بارئيل

هآرتس 31/7/2012

عين تركية مفتوحة على الاكراد ومغمضة على تدفق المتطوعين الاجانب يوميا

الجيش الحر يدرب متطوعين من مخيمات اللاجئين في قاعدة عسكرية تركية

لندن – ‘القدس العربي’: شعارات ‘قائدنا للابد سيدنا محمد’، ‘لا اسلام بدون جهاد’ والحمد لله تظهر على صورة التقطت على المعبر الحدودي في باب الهوا قرب الحدود مع تركيا، والتي كتبها جهاديون تابعون للقاعدة في سورية ـ فالتنظيم بدأ يغير مسار المعركة في سورية. فيما بدأ الجيش الحر عمليات بحث عن متطوعين في مخيمات اللاجئين في تركيا لتلقي التدريب في قاعدة عسكرية تركية في اضنة.

وقالت ‘التايمز’ ان ضباط الجيش السوري الحر يقومون بجولات في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا بحثا عن متطوعين لتدريبهم في قاعدة عسكرية داخل تركيا، في اشارة على تلقي المعارضة المسلحة دعما من الخارج.

وبحسب ناشط قال ان ضباطا في الجيش الحر شوهدوا في المخيمات وهم يبحثون عن متطوعين في نهاية الاسبوع الماضي. وقال الناشط ‘كان ضباط الجيش الحر بالزي العسكري ولم نكن نعرفهم من قبل’، واضاف ان جنود شرطة اتراك كانوا برفقتهم. وقام ضباط الجيش الحر بالطلب من العائلات ترشيح ابناء لها كي يذهبوا لدورة تدريبية عسكرية. وقيل للشباب انهم سيتلقون التدرييات في قاعدة عسكرية تركية قرب اضنة والتي تبعد 60 ميلا عن الحدود السورية. وقال الناشط ان الضباط حضروا مرة اخرى لجمع معلومات عن المرشحين وان كانت لديهم خبرة عسكرية في القوات النظامية السورية.

دعاية

واعتبر متحدث باسم الخارجية التركية الحديث عن تدريب بالدعاية، حيث قال ان بلاده لا تسمح للجيش الحر العمل من داخل اراضيها وموقفها لم يتغير، واضاف ان قصصا من هذا النوع لا اساس لها. ولكن التقارير عن زيارة ضباط الجيش الحر للمخيمات تأتي بعد تصريحات غير مؤكدة نسبت لمسؤول قطري قال فيها ان قاعدة في اضنة ستتحول الى مركز عمليات، حيث نقلت رويترز عن المسؤول قوله ان عسكريين اتراك سيديرونها وبدعم قطري وسعودي.

وقال المسؤول ان مركز العمليات في اضنة تمت اقامته بعد زيارة نائب وزير الخارجية السعودي الامير عبدالعزيز بن عبدالله آل سعود لتركيا. ونقلت عن متحدث باسم الخارجية السعودية نفيها زيارة الامير لتركيا، مشيرا الى ان الموقف السعودي المعروف هو دعم الشعب السوري انسانيا وماليا ودعوة المجتمع الدولي لمساعدته على حماية نفسه ان لم يكن المجتمع الدولي قادرا على حمايتهم. واضاف ان النظام السوري يستورد كل انواع الاسلحة لقتال وقمع شعبه وكأنه يواجه حربا مع عدو وليس ضد شعب اعزل من السلاح. ونقلت عن باحث تركي قوله انه ليس مقتنعا بالنفي التركي وان الحكومة التركية منقادة طوعا نحو النزاع في سورية لانها تريد الانخراط في النزاع.

تعزيزات على الحدود

من ناحية اخرى ذكرت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان القوات التركية ارسلت تعزيزات على الحدود مع سورية بعد الانتصارات التي حققتها المعارضة المسلحة، وتعبيرا عن مخاوفها من وقوع عدد من القرى السورية وبموافقة من الاسد، بيد مقاتلي المعارضة الكردية في تركيا ‘بي كي كي’. ومع ان المسؤولين الاتراك وصفوا التحرك بانه عمل روتيني الا ان مسؤولا قال انه من غير الممكن ان تتصرف تركيا وكأن شيئا لا يحدث. ومن هنا يفهم ان التعزيزات هي تعبير عن استعدادات تركية للضرب في العمق السوري حالة قامت البي كي كي بعمليات من داخل سورية. ويضاف للعامل الكردي مخاوف تركيا من استمرار تدفق المقاتلين الاجانب من اراضيها الى سورية وهدفهم انشاء دولة اسلامية، وتركز معظم التحليلات على خطر القاعدة والاسلاميين المتزايد في سورية.

فجهود الجيش الحر انشاء جيش نظامي ستأخذ وقتا، لكن جيش القاعدة المحترف موجود في سورية ففي تقرير مطول في صحيفة ‘الغارديان’ اعده مراسلها غيث عبد الاحد من دير الزور وقابل فيها عددا من الجهاديين.

وقال انه في الوقت الذي لا يمكن فيه التفريق بين المقاتلين في ‘فرقة الغرباء’ عن بقية المقاتلين امام مكتب للحكومة في بلدة محسن، الا ان ابو خضير وجماعته يقاتلون تحت راية القاعدة، واختاروا الاسم من قصيدة تمجد ايام اسامة بن لادن، زعيم التنظيم السابق في جبال افغانستان، وهم جزء من مجموعات اخرى جهادية متواجدة في شرق سورية. وعلى خلاف تنظيمات اخرى تصر ‘الغرباء’ على رفع الراية السوداء وهي شعار القاعدة.

ويشير التقرير انه معروف للجميع ويتبادل الناس النكات حول السيارات المفخخة والقنابل المحلية الصنع.

وما يميز تنظيمه انه يتعاون مع المجلس العسكري للجيش الحر حيث لديهم اوامر واضحة من قيادة القاعدة بتقديم الدعم في كل اشكاله له ومن ضمن ذلك خبرتهم الطويلة في تصنيع القنابل في العراق واماكن اخرى.

ويروي التقرير قصة ابو خضير الذي كان ضابطا في فرقة آليات عاملة على الحدود، وقرر الانشقاق وبدأ يشارك في المعارك مستخدما مسدسا وبندقية صيد وعرف بشجاعته وشراسته في كل انحاء دير الزور وكان اول من انشأ تنظيما تابعا للجيش الحر في المنطقة.

ويضيف انه بدأ بالشعور بالاحباط من غياب تنظيم المقاتلين وعدم قدرتهم على مواجهة قوات النظام، ولهذا استجاب لعرض مجموعة من المقاتلين الاسلاميين المنظمين في قرية قريبة والتي استدعت خبير متفجرات من دمشق وبعد ايام من العمل قدمت له شاحنة مفخخة كعربون صداقة، حيث نقل الشاحنة قريبا من قاعدة عسكرية فشل الجيش الحر بالسيطرة عليها وفجروها عن بعد وتركت اثرا مدمرا عليها.

ويقول ابو خضير ان الشاحنة المفخخة كلفتهم 100 الف ليرة سورية، مشيرا الى خبرة القاعدة في عمليات كهذه، ولهذا قرر الانفصال عن الجيش الحر، واقسم الولاء لجبهة النصر، واطلق لحيته فيما بعد. وقارن بين تنظيمه الجديد والقديم قائلا ان الجيش الحر يفتقد التنظيم ولا انضباط نابع من التدين، وكل شيء فوضى مشيرا الى ان القاعدة لديها نظام ولا احد يستطيع خرقه وحتى الامير. وعلاوة على ذلك يتمتع تنظيم القاعدة بالخبرة التي يشهد بها العالم وهي ما يفتقدها الجيش الحر. وكما يقول فقد بدأ عدد المجموعة صغيرا لكنه ‘ما شاء الله’ وهو اخذ بالتزايد بسبب وصول عدد من الناشطين المغتربين (الاجانب) والذين احضروا معهم خبراتهم. ويقول انهم من اليمن والاردن والسعودية والعراق، مضيفا ان اليمنيين احسن دينا اما العراقيون فهم الاسوأ. ويرى ان هدف التنظيم هو اقامة دولة اسلامية وليست سورية، وليس لمن لا يرتكب اثما ما يخافه.

يعملون لليوم التالي

وينقل التقرير عن ناشط قوله ان الاسلام يلعب دورا مهما في الثورة منذ البداية خاصة فيما يتعلق بالخطاب الطائفي الذي يمثله عدنان العرعور والذي يقدم خطابا ‘هستيريا’ في هذا الاطار لكنه يدعم المقاتلين. ويضيف قيادي من الجيش الحر ان الدين مهم في فرض الالتزام، وحتى لو لم يكن المقاتل متدينا فانه لا يستطيع عصيان الدين. ويعود نشاط القاعدة في دير الزور القريبة من الحدود العراقية الى اكثر من عقد، وتتواجد فيها عدد من القبائل التي مثلت ملجأ للجهاديين الهاربين من الامريكيين والقاعدة. وكانت المنطقة معبرا للجهاديين الذي مروا منها وبمباركة من النظام السوري الذي كان يحاول التأثير على المشروع الامريكي هناك.

وينقل تجربة جهادي اسمه اسامة قاتل في العراق بدافع وطني لحماية الاخوة العراقيين لكنه عندما عاد تأثر بافكار القاعدة وظل هكذا حتى اندلعت الثورة السورية حيث شارك في تظاهراتها ثم انضم للجيش الحر الذي قال ان بعض مقاتليه اشداء اما البقية فكانوا يجلسون في الغرف ‘يدخنون ويتبادلون النميمة ويتحدثون عبر سكايب’. وبعد ان ضج من خلافاتهم حول المال والقيادة اصبح مهتما بمجموعة تعمل في شهيل والتي اعتبرت العاصمة الحقيقية للقاعدة حيث تعرف على مجموعة هناك يقودها جهادي سعودي قاتل في العراق وكان افرادها العشرون يركبون سيارات ‘اس يو في’ التي ترفرف من عليها راية القاعدة. وقال ان المجموعة منظمة بخلاف الجيش الحر الذي ينقسم الجنود العشرة فيه الى ثلاث مجموعات بسبب خلافاتهم.

ومقارنة بذلك فالقاعدة في الشهيل منظمة وقائدها السعودي عالم بالدين ويمكن للعنصر فيها ان يتعلم دراسة القرآن او صناعة المتفجرات. ولكن قيادات في الجيش الحر في البلدة قالوا ان علاقاتهم مع القاعدة كانت صعبة في البداية ولكنهم تعاونوا مع جماعات اخرى. ووجه القيادي نقده الى ممارسات القاعدة وهي انها تقوم باعدام من تقبض عليه حالا بدون محاكمة حيث عبر عن خشيته من ان يعيد التنظيم ما عمله في العراق.

مع ان مقاتلا في القاعدة يقول انها حذرة من عدم تكرار اخطاء العراق التي تعترف انها ارتكبتها. لكن حديثه لم يقنع طبيبا في البلدة.

الجهاديون وحلب

بعيدا عن دير الزور، حيث تدور معركة حلب التي هجرها سكانها ولم يبق فيها الا المقاتلون. قالت ‘الغارديان’ ان المقاتلين الاجانب قد ينضمون للمقاتلين فيها، حيث اشارت الى ان جهاديين اجانب عبروا الحدود التركية مع سورية منذ اسبوعين، وقالوا انهم يفكرون بالسفر الى حلب والدفاع عنها. وتقول الصحيفة ان عددا من سكان القرى السورية والمهربين قالوا ان المقاتلين في معظمهم جاؤوا من القوقاز والباكستان وبنغلاديش ودول الخليج.

ونقلت عن مسؤولين في المعارضة المسلحة قولهم ان شهر تموز (يوليو) شهد يوميا عبور ما بين 10 ـ 15 جهاديا الى سورية، حيث يحاولون الانضمام الى المقاتلين الاجانب البالغ عددهم ما بين 200 -300 جهادي اجنبي. ونقل عن مهرب قوله ان جنسياتهم متعددة ‘هناك من جاء من تونس واوزبكستان والباكستان’ واضاف انهم ‘يقولون ان السوريين هم اخوانهم وهم ذاهبون لمساعدتهم’. وتقول الصحيفة ان بعض الجهاديين اخبروا سكان القرى الحدودية انهم سيحاولون البحث عن الجماعات الجهادية السورية التي تشارك ايديولوجيتهم وتجربتهم في العراق والعمل معهم. وتشير الى موقف النظام من الغزو الامريكي حيث سهل دخول الجهاديين حيث تنقل عن مستشار سابق في الحكومة العراقية، قوله ان استراتيجية النظام اثناء الغزو كانت تقوم على مسارين، الاول، مساعدة البعثيين او محاولة دخول جهاديين للعراق والذين لم يكونوا بقادرين على فعل هذا بدون معرفة من النظام.

ونقلت عن مقاتل سابق في العراق قوله ان ‘الاخوة الذين انضموا الينا في العراق طاروا اولا لدمشق وقامت المخابرات السورية بتسهيل سفرهم للحدود’. وتقول ان المقاتلين السوريين يخشون من ان يضيف وصول الجهاديين الاجانب ملمحا اخر لا يريدونه للثورة التي استلهمت مثالها من الانتفاضات العربية في مصر وتونس.

وتقول الصحيفة ان النظام الذي استخدم فزاعة الجهاديين منذ اول تظاهرة سلمية في مدينة درعا قبل عام قد تحققت الآن مع بداية تصدع اركان النظام. ويقول مسؤولون في الجيش الحر يقيمون في تركيا ان هناك اربع كتائب جهادية اجنبية من بينها فرقة جهادية ليبية مع ان عدد الفرق الاجنبية قد يكون اعلى. ويقول مسؤول في الجيش الحر ‘هم معنا ولكن لاسباب غير صحيحة فهم يتعاملون مع الحرب على انها اكبر من سورية، انهم تكفيريون’.

ويقول التقرير ان تدفق الجهاديين لسورية جاء بعد حملة التفجيرات التي نفذتها القاعدة في العراق، ونقلت عن مسؤول في الاستخبارات العراقية قوله ان القاعدة في العراق وجدت في الحرب الاهلية وعدم الاستقرار في سورية عامل قوة لها، حيث قال ‘كانوا يدخلون العراق من سورية اما الان فهم يسافرون في الاتجاه الاخر’ واضاف ان الوضع خطير في المنطقة فقد صنع السوريون وضعا يعانون منه الآن.

الأردن يتجه نحو تنسيق ‘أكبر’ مع الجيش السوري الحر وشفافية ‘ميدانية’ تشرح ما يحصل على الحدود وحضور لإجتماعات برعاية الأمير بندر

بسام البدارين

عمان ـ ‘القدس العربي’ غياب الأضواء الإعلامية طوال يومين ماضيين عن نقطة الحدود الملتهبة بين الأردن وسورية لا يعني عمليا عدم حصول ‘مستجدات’ أو عودة هذه الحدود إلى طبيعتها تماما فالتصريحات التي تبنى ‘لمصدر عسكري أردني مجهول’ في الإعلام العربي تكاثرت الأسبوع الماضي على نحو يوحي بأن ‘الشفافية’ تقرر أن تكون جزءا من الإستراتيجية الأردنية في التعاطي مع تداعيات الحدود السورية.

بالعادة لا تصدر تصريحات عن مسائل مهنية أو عسكرية بصورة إنفرادية في الأردن إلا عبر بيانات رسمية مدروسة بعناية فائقة لكن ظهور تعليقات تخص ملفات ‘أمنية’ بحتة على الحدود في وسائل إعلام عربية مؤخرا من بينها الجزيرة وغيرها خطوة توحي بما يراد سياسيا ورسميا أن يوحى به وهو سيناريوهات متعددة ومفتوحة في هذه الحدود الساخنة.

عند الحفر بصورة أعمق يتبين بأن التفسيرات ‘العسكرية المهنية’ التي نقلتها مؤسسات إعلام عربية مؤخرا عن تفاصيل الإشتباك اليتيم بين الجيشين السوري والأردني مالت إلى التفصيل وإكتست بمصداقية تجاوزت التعليقات المدنية التي صدرت عن الحكومة.

هنا يمكن ببساطة ملاحظة بان الحكومة تحدثت عن إطلاق نار بالهواء فجر الجمعة الماضية لتأمين لاجئين إستهدفهم الجانب السوري فيما جاء المصدر العسكري لكي يبلغ الجزيرة عن إطلاق نار ليس على الجنود السوريين ولكن على مواقعهم بحيث تم فعلا تدمير مركزيين للجيش السوري بدون تقصد توجيه النار على أي جندي سوري.

يوحي ذلك بمشهد عسكري أردني في غاية الإحتراف عمليا فالمؤسسة العسكرية الأردنية تقول ضمنيا بأنها لن تسمح بإصابة جنودها ولا بإطلاق الرصاص داخل الأرض الأردنية حتى لو كان الهدف منع تنقل اللاجئين.. هنا تقوم المؤسسة العسكرية بواجبها في إنفاذ قرار إنساني وسياسي على مستوى القيادة تحدث عنه العاهل الملك عبدلله الثاني شخصيا وهو إستقبال اللاجئين.

لكن يقرأ من بين أسطر تعليقات المصادر العسكرية الأردنية المنشورة أن النار الأردنية أخطأت قصدا جنود النظام السوري وإستهدفت مراكز لوجستية تعود لهم وكل ما عملت له لفت نظرهم لإن الجاهزية للرد واردة في حالة إستهداف الأردنيين أو أرضهم.

الرسالة الأردنية في جانبها العسكري والسياسي تقول ضمنيا لجيش بشار الأسد: لا تحاول إختبارنا… بالفعل أربعة أيام بعد حادثة الجمعة الماضية التي تخللها تبادل لإطلاق النار لم تشهد الحدود أي نشاط عسكري سوري نظامي ولم يطلق الرصاص على لاجئين سوريين لعدة أمتار قبل الشيك الفاصل الأردني.

بالمقابل تدفق المئات من اللاجئين ووصلوا فعلا وتولى الجيش الحر بالتنسيق مع الأردنيين حمايتهم وفي مكتب رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونه قال أحد الوزراء: تعرف دمشق حجم الضغوط التي تمارس علينا للإنقلاب ضدها وعليها أن تضبط أدائها العسكري على حدودنا.

المصدر العسكري الأردني الذي تحدث للجزيرة كشف النقاب عن معلومات يتداولها السياسيون والنشطاء في الواقع عندما أشار لهبوط عام في معنويات الجيش النظامي السوري الموزع بطريقة غير مهنية وغير محترفة على أماكن متعددة وبدون تزويد وإمداد في منطقة درعا المحاذية للأردن ومحيطها والتي يسيطر عليها عمليا الجيش السوري الحر وفقا للأردنيين.

عمان هنا حصريا أرادت إبلاغ الجميع بعدم وجود جيش سوري حقيقي أصلا بالمنطقة.. لذلك ألمح المصدر: توغلنا قليلا بعد إطلاق النار علينا ودمرنا مركزين للجيش النظامي، الأمر الذي لم تتحدث عنه الحكومة سياسيا وإعلاميا خصوصا وأنها لا زالت ‘آخر من يعلم’ عندما يتعلق الأمر بالقضايا الإستراتيجية.

رئيس الوزراء الأردني وفي أكثر من جلسة مؤخرا قال بأن الملف السوري هو الهم الأكبر الذي يشغل بال بلاده ومؤسساتها ملمحا لمرحلة صعبة جدا ومعقدة لابد من تجاوزها وفي عمق مجلس السياسات الذي يعتبر المؤسسة الأكثر أهمية في صناعة إستراتيجيات الدولة تحسب الإحتمالات بالتفصيل الممل بموازين الخسارة والمكسب إذا ما حصل تحول أكبر في الموقف الرسمي من الصراع الدائم في سورية.

الأنظار تترقب ما وصفته مصادر في السفارة الأمريكية للقدس العربي بـ’إجتماع مهم للغاية’ سيعقد قريبا في السعودية على مستوى القمة والزعماء والأردن سيشارك بصورة أساسية في هذا الإجتماع , ومن المتوقع أن تعقبه إجتماعات فنية ومهنية ذات طابع أمني بين عدة دول تستضيفها السعودية وتشارك بها تركيا ويقودها وراء الكواليس نجم الأمن الجديد في الرياض الأمير بندر بن سلطان. وعلى الأرض وبوضوح إتخذ الأردنيون إحتياطات لأسوأ الإحتمالات على الحدود مع سورية والفرصة متاحة اليوم فيما يبدو لتغيير قواعد لعبة التنسيق مع الجيش السوري الحر عبر توسيع مساحات التنسيق العملياتي تحت حجة بأن رجال الجيش الحر هم الموجودون عمليا في الميدان على جبهة واسعة من الحدود الطويلة مع الأردن.

بمعنى آخر يقول الأردنيون بأن الوضع الميداني على الأرض قد يجبرهم على توسيع قواعد التواصل مع الجيش السوري الحر بمحاذاة سبع قرى على الأقل يفصل بين جناحيها الأردني والسوري شيك حديدي فقط.. لذلك يعتقد خرجت وعبر الجزيرة تحديدا الرسالة الأردنية التي تقول عمليا وضمنيا بأن الجيش النظامي في الواقع ‘غير موجود’ على الحدود مع الأردن فهذا الواقع قد يستثمر لاحقا.

السياسي الأردني المخضرم ممدوح العبادي يصر على إعتبار حادثة الجمعة الماضية شكل من اأشكال الإحتكاك وليس الإشتباك العسكري لكن الدوائر التي تحدثت عن الموضوع خصوصا للإعلام الخليجي توحي ضمنيا بأن الشفافية المفاجئة في المسألة الحدودية قد تمهد لشيء ما قريبا.

انقسام جديد في المعارضة: «أمناء الثورة» يكلّف المالح تشكيـــل حكومة انتقاليّة

في خطوة اعتبرها «المجلس الوطني السوري» تهدف إلى «إضعاف المعارضة»، شكّل معارضون سوريون «مجلس أمناء الثورة السورية»، وكلّفوا هيثم المالح بتشكيل حكومة سورية انتقالية

كلف معارضون سوريون في القاهرة، يوم أمس، هيثم المالح بتشكيل حكومة سورية انتقالية. وقالت مصادر في المعارضة السورية إن معارضين سوريين دشَّنوا، خلال اجتماع عُقد في أحد فنادق القاهرة، ما يُعرف بـ«مجلس أمناء الثورة السورية»، الذي كلَّف المعارض هيثم المالح بتشكيل حكومة سورية انتقالية تُدير سوريا عقب سقوط النظام الحالي. وقال المالح إنه «سيبدأ سلسلة من المشاورات مع المعارضة في داخل سوريا وخارجها لتشكيل حكومة انتقالية، ووضع برنامج عمل لها وآلية لتنفيذ خططها».

في المقابل، وصف «المجلس الوطني السوري» اعلان «مجلس أمناء الثورة السورية» عزمه على تشكيل حكومة انتقالية بـ«المتسرّع»، معتبراً أنّ من شأن هذه الخطوة «اضعاف المعارضة». وقال رئيس المجلس الوطني، عبد الباسط سيدا، «كنا نتمنى الا تكون هذه الخطوة».

من ناحيته، قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، إن تركيا لن تسمح بـ«لبننة» سوريا، محذراً من أن بلاده قد تتدخل على الحدود السورية لحماية العدد الهائل من اللاجئين السوريين من أي هجوم مسلّح قد ينفذه النظام ضدهم. وأكد أن بلاده لن تسمح بأن تفرض أي حقائق قد تتشكل على الأرض في شمال سوريا، لأن ذلك يهدد بتقسيمها على خطوط مذهبية، وقال «إذا برزت أي حقائق على الأرض بسبب الفوضى في سوريا فهذا سيهدد وحدتها». وقال إن «العمّال الكردستاني» وحزب الاتحاد الديموقراطي التابع له، استغل فرصة الفراغ في البلدات والقرى الكردية بعد انسحاب قوات النظام السوري من المناطق، التي يسكنها الأكراد. واتهمهما بأنهما وصوليان «فقد تعاونا مع (الرئيس السوري بشار) الأسد في الماضي، واليوم يحاولان ملء الفراغ في السلطة هناك». وكشف أن الاستخبارات التركية تعرف عدد مقاتلي حزب العمّال الكردستاني، الذين انتقلوا من شمال العراق إلى سوريا وأين يتمركزون.

ومن المتوقع أن يبحث داوود أوغلو في زيارته، اليوم لكردستان العراق هذه المسألة. وجدد القول إنه «إذا لم يستعد الأمن في حلب وحولها فسيشكل ذلك خطراً على تركيا». وتوقّع الوزير التركي أن تتخذ تركيا إجراءات أكثر قسوة إذا تسببت الاشتباكات في حلب بأزمة لجوء كبرى إلى تركيا. وقال «قد نحتاج لنجد طريقة لاستضافة هؤلاء اللاجئين ضمن سوريا»، ملمحاً إلى اضطرار تركيا الى إقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية لمعالجة أزمة اللاجئين المتفاقمة.

ونفى داوود أوغلو تقارير عن قاعدة سرية في تركيا بالتعاون مع السعودية وقطر لإدارة المساعدات العسكرية والاتصالات للمتمردين السوريين قرب الحدود. وأضاف أن أسلحة المعارضة هي من منشقي الجيش السوري ومن الهجمات على قواعد الجيش النظامي.

من جهتها، رحبت جامعة الدول العربية، في بيان، بدعوة وجهتها فرنسا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات في سوريا. ولفت البيان إلى أنّ الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال إنّه «سوف تكون هناك مواجهة صريحة للموقف الحالي للعرض على مجلس الأمن، في ما يتعلق بالمرحلة الانتقالية، من حكم الرئيس السوري بشار الأسد إلى حكومة ديموقراطية». وقال البيان إن الدول العربية ستطرح على الاجتماع، أيضاً، «الأحداث التي تدور منذ أيام في حلب، وأماكن أخرى».

في سياق آخر، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف عن القلق حيال الوضع «الحرج» في حلب، متهماً بعض وسائل الإعلام بالانحياز والعمل على تعويض ما لم تستطع المعارضة السورية تحقيقه، بينما قررت السلطات الروسية نقل سوريا من لائحة الدول التي تواجه وضعاً سياسياً واجتماعياً معقداً إلى قائمة الدول التي تواجه حالة طوارئ أو نزاعاً مسلحاً. وأفادت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» أنّه «تماشياً مع مرسوم أصدره رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف في 26 تموز، تقرر اعتبار سوريا في حالة طوارئ أو نزاع مسلح».

من جهته، أعلن نائب رئيس اركان الجيش الايراني، الجنرال مسعود جزائري، أنّ إيران «لن تسمح للعدو بالتقدم في سوريا». وصرح جزائري «في الوقت الحالي ليس من الضروري أن يتدخل أصدقاء سوريا، وتقييمنا هو أنهم لن يحتاجوا لذلك». وتابع أنّ «كل فصائل المقاومة هم اصدقاء لسوريا، بالاضافة الى القوى التي لها وزنها على الساحة الدولية». ومضى يقول «سنقرر وفقاً للظروف كيف سنساعد أصدقاءنا والمقاومة في المنطقة».

إلى ذلك، دعا وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، الى بقاء الجيش السوري على تماسكه عندما يفقد الرئيس السوري بشار الأسد سيطرته على الحكم في البلاد. وقال بانيتا، خلال مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، «أعتقد انه من المهم عندما يرحل الأسد، وسوف يرحل، أن يتم الحفاظ على الاستقرار في ذاك البلد». وأضاف أنّ «الطريقة المثلى للحفاظ على هذا النوع من الاستقرار هو بالحفاظ على أكبر عدد ممكن من الجيش والشرطة، بالإضافة إلى القوات الأمنية»، معرباً عن أمله في «أن ينتقلوا إلى حكومة ديموقراطية، وهذا أمر أساسي». وقال «من المهم ألا نرتكب الأخطاء عينها التي ارتكبناها في العراق، وخاصة عندما يتعلق الأمر بأمور مثل المواقع الكيميائية، فإن الجيش السوري يقوم بمهمة جيدة جداً في ما يتعلق بحماية هذه المواقع، وإذا توقف عن ذلك فجأة فسيكون وقوع هذه الأسلحة الكيميائية في الأيدي الخاطئة، أي حزب الله أو متطرفين آخرين في تلك المنطقة». وأضاف أن الولايات المتحدة تقدم مساعدة «غير قاتلة للثوار في سوريا، بما في ذلك أجهزة اتصال». لكنه أوضح أن دولا أخرى تقدم مساعدة عسكرية مباشرة أكثر، «ولذا لا جدل حول أن الثوار يحصلون بطريقة أو بأخرى على الدعم الذي يحتاجون إليه بغية الاستمرار بهذا القتال».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

جهاديون أجانب يدخلون سوريا للاشتراك في معركة حلب

عبدالاله مجيد

ثارت حالة من الاستياء بين قيادات الثورة السورية وذلك بعد عبور عشرات الجهاديين الأجانب إلى سوريا للمشاركة في معركة حلب ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد وفقًا لما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية، وتعم حالة الاستياء بسبب اعتناق هؤلاء المقاتلين النظرة الجهادية.

عبر عشرات الجهاديين الأجانب الى الأراضي السورية عن طريق تركيا خلال الأسبوعين الماضيين، وأعلن بعضهم أمام سوريين في المناطق التي مروا بها أنهم يعتزمون التوجه الى حلب للمشاركة في معركة حاسمة ضد قوات النظام.

 وقال سوريون من سكان هذه المناطق، ومهرب تركي تحدثوا لصحيفة الغارديان إن العديد من هؤلاء المقاتلين دخلوا قادمين من منطقة القوقاز فيما وصل آخرون من باكستان وبنغلاديش ودول أخرى.

 وبحسب سوريين من السكان المحليين تعاملوا مع الوافدين الجديد، فإن المقاتلين الأجانب يعتنقون نظرة جهادية الى العالم تميّزهم عن غالبية القادة الآخرين في المعارضة السورية المسلحة وأن ذلك يثير استياء بالغًا بين قيادات الثورة.

ويقول قادة ميدانيون داخل سوريا إن نحو 15 الى 20 مقاتلاً اجنبيًا يعبرون الى سوريا كل يوم منذ منتصف تموز (يوليو) محاولين الانضمام الى نحو 200 ـ 300 مقاتل أجنبي في سوريا.

وقال المهرب التركي لصحيفة الغارديان إن بين المقاتلين الأجانب “تونسيين ، ورجالاً من اوزبكستان ايضًا ومن باكستان ، وهم يقولون إن السوريين اشقاء وسيمدون لهم يد العون”.

 وأكد بعض الوافدين الجدد للسكان المحليين أنهم سيحاولون الانضمام الى جماعات سورية تشاركهم على الأقل جوانب من عقيدتهم الجهادية وقاتل افرادها ضد القوات الاميركية في العراق.

 واسفر تسلل المقاتلين السوريين الى العراق خلال العمل المسلح الذي شهدته المناطق السنية في الفترة الواقعة بين 2004 و2007 عن دروس في العنف تعلمها هؤلاء في محافظة الانبار المتاخمة للحدود السورية غرب العراق. وكانت الأجهزة الأمنية للنظام السوري تسهل عبورهم الحدود وتقوم بدور القناة للمقاتلين الأجانب الوافدين.

وقال مستشار سابق في الحكومة العراقية إنه كان هناك جانبان للتحركات السورية في العراق، الجانب الأول هو دعم النظام السوري البديهي للبعثيين العراقيين ثم هناك أدلة الأشخاص الذين يُلقى القبض عليهم لدى تسللهم عبر الحدود.  واضاف المستشار السابق “أن المعلومات الاستخباراتية كانت تبين بقوة أنهم ما كانوا ليتمكنوا من التسلل لولا مساعدة النظام السوري”.

وقال مقاتل قديم في حرب العراق “إن الاشقاء الذين جاؤوا للانضمام الينا (في العراق) ، وخاصة من بلاد المغرب ،  جميعهم وصلوا الى مطار دمشق وقامت الاستخبارات السورية بتوجيههم الى الحدود”.

  مجموعات عدة غير سوريّة باتت تقاتل قوات الأسد

ونقلت صحيفة الغارديان عن المقاتل إن هؤلاء الأجانب “كانوا يعبرون الحدود مثلما كنا نحن نعبرها وكان ضباط الاستخبارات السورية مسؤولين عن عمليات العبور”.

وبعد نحو 18 شهرًا على اندلاع الانتفاضة السورية عاد شبح المقاتلين السوريين الذين تمرسوا في العراق يلقي بظلاله على الانتفاضة في سلسلة من الاشتباكات التي شهدتها مناطق في شمال سوريا وخاصة خلال الاسبوعين الماضيين في وقت تخوض قوات النظام والمعارضة المسلحة مواجهة حاسمة للسيطرة على حلب.

ويخشى قادة المعارضة المسلحة أن يضيف الوافدون الجدد بعدًا لا يريدونه على الانتفاضة السورية التي استوحت الثورات الشعبية في بلدان عربية أخرى اسقطت حكّامها الاستبداديين ولكنها في سوريا تطورت الى نزاع مسلح.

ومنذ بوادر الثورة الأولى في مدينة درعا جنوب سوريا ، صورها النظام وماكنته الدعائية مؤامرة تنفذها جماعات جهادية بدعم غربي وخليجي.  والآن إذ بدأت مؤسسات النظام وسلطته تتفكك فإن ما كان النظام يدعيه وقتذاك يتحقق في جانب منه الآن.  ويثير هذا استياء العديد من قادة المعارضة المسلحة الذين يقولون إنهم سيقاتلون الوافدين الجدد إذا حاولوا أن يفرضوا أنفسهم. وقال ابو مناف ، وهو قائد ميداني برتبة رائد من ادلب إن النظام كان دائمًا يربط الانتفاضة بالاسلاميين وهي لم ترتبط بهم وقتذاك ولا ترتبط بهم الآن.  واوضح ابو مناف أن الانتفاضة “كانت انتفاضة شارع مثلها مثل الانتفاضات الأخرى”.

وأوضح مسؤولون في الجيش السوري الحر في جنوب تركيا إن هناك على الأقل اربع مجموعات لا تنتمي الى الجيش السوري الحر تقاتل قوات النظام ، بينها كتيبة من المقاتلين الليبيين ، رغم أن العدد قد يكون اكبر.

وتنشط هذه المجموعات بصفة خاصة في تفجير العبوات الناسفة ضد قوات النظام ، وهي مهارات اكتُسبت في العراق.  ومن ابرز الجماعات في هذا المجال جبهة النصرة واحرار الشام اللتان اكدتا اتفاقهما مع جوانب من نظرة تنظيم القاعدة الى العالم.

وقال ضابط في الجيش السوري الحر عن هذه الجماعات “إنها معنا ولكن للأسباب الخطأ فهي ترى هذه الحرب شيئًا أكبر من سوريا”.  واضاف أنها جماعات “تكفيرية”.

ويرى محللون أن الجهاديين بدأوا يركزون اهتمامهم على سوريا لأسباب متعددة ، منها انتماء اقطاب النظام الى الطائفية العلوية التي تُعد بنظرهم فرعًا مارقًا من المذهب الشيعي.

يضاف الى ذلك أن لدى جماعة الاخوان المسلمين السورية حسابات تريد تسويتها مع النظام بعد اكثر من ثلاثين عامًا على مقتل نحو 20 الف شخص في حملة الرئيس السابق حافظ الأسد لسحق الانتفاضة التي اندلعت في مدينة حماة وقتذاك.

ويأتي نشاط الجهاديين في سوريا ، رغم أنه ما زال محدودًا ، في وقت توعدت جماعة دولة العراق الاسلامية ، فرع تنظيم القاعدة في العراق ، بحملة تفجيرات صيفية اوقعت الاسبوع الماضي اكثر من 100 قتيل في يوم واحد من الهجمات التي شهدتها مناطق متفرقة من العراق.  وقال وكيل وزارة الداخلية العراقي حسين علي كمال إن الجهاديين في العراق يستمدون القوة من انعدام الاستقرار في سوريا.

ونقلت صحيفة الغارديان عن كمال إن الجهاديين كانوا يأتون الى العراق من سوريا وهم الآن يتحركون في الاتجاه المعاكس.  واضاف “أن السوريين اوجدوا هذه الطرق وهي الآن تُستخدم ضدهم.  فإن لدى النظام السوري تاريخًا طويلاً مع القاعدة ولدينا أدلة على تواطؤهم المباشر معهم”.

وحذر المسؤول العراقي من أن الوضع خطير اقليميًا ولا بد من مواجهته.  واشار الى ان النظام السوري يتحمل قسطًا من المسؤولية عن “الوضع الذي يعاني منه الآن”.

القاعدة تدعم صفوف الثوار لفرض السيطرة على شرق سوريا

أشرف أبو جلالة

باتت مجموعة أبو خضر واحدة من بين عدة منظمات جهادية بدأت تفرض وجودها في شرق سوريا، وهم جماعة يقاتبون بإسم تنظيم القاعدة ويطلقون على أنفسهم “الغرباء” ويقومون بمساعدة الثوار من الجيش السوري الحر.

القاهرة: بات من الصعب التفريق بين رجال ذلك الشخص الذي يعرف بأبي خضر وبين أفراد أي من الألوية الأخرى التي تشارك في الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا حالياً، نظراً لتشابه أزياء القتال التي يرتديها كلا الطرفين وكذلك اللحى التي يطلقها الأفراد جميعهم.

وأفادت في هذا السياق صحيفة الغارديان البريطانية، بأن مجموعة أبو خضر ليسوا أفراد عاديين في الجيش السوري الحر، بل إنهم يخوضون القتال بإسم تنظيم القاعدة، ويطلقون على أنفسهم “الغرباء” بعد أن أثنت قصيدة جهادية شهيرة على عصر أسامة بن لادن ورفاقه في جبال أفغانستان، وهم يعتبرون من بين عدة منظمات جهادية بدأت تضع موطئ قدم لها في شرق سوريا مع احتدام الصراع ودخوله عامه الثاني.

وأعقبت الصحيفة بنقلها عن أبي خضر قوله:”بعض الناس قلقين من حمل الرايات السوداء. فهم يخشون قدوم أميركا ومحاربتنا. ولهذا نحن نحارب في السر. ولم نمنح بشار والغرب ذريعة تبرر لهم أفعالهم ؟ لكن وجودهم أمر معلوم في مدينة موحسن. لدرجة أن المارة يمزحون معهم بشأن السيارات المفخخة والعبوات الناسفة”.

وأضاف أبو خضر أن رجاله يعملون عن قرب مع المجلس العسكري الذي يقود ألوية الجيش السوري الحر في المنطقة. وأكمل حديثه بالقول: “نتقابل تقريباً كل يوم. ولدينا تعليمات واضحة من قيادة تنظيم القاعدة بضرورة أن نساعد الجيش السوري الحر في حال كان بحاجة لذلك. ونحن نساعدهم بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة. وتتركز موهبتنا الأساسية في عمليات تصنيع القنابل، التي نمتلك فيها قدراً كبيراً من الخبرات بفضل ما كان نفعله بهذا الشأن في العراق وأماكن أخرى”.

وكان يعمل أبو خضر كضابط في قوة ميكانيكية على الحدود السورية يطلق عليها “سلاح الجمال” حين قام بحمل السلاح ضد النظام. وكان يواجه قوات الأمن بمسدس وبندقية صيد خفيفة، ما أكسبه شهرة باعتباره واحداً من أجرأ وأشجع الرجال في دير الزور، وقد ساعد بالفعل في تكوين واحدة من أوائل كتائب الجيش السوري الحر.

لكنه تحدث بعد ذلك عن خيبة الأمل التي انتابته نتيجة لعدم تنظيم صفوف الجيش السوري الحر وعدم قدرته في الوقت ذاته على استهداف النظام. ودلل على ذلك بإخفاقه في شن هجوم على موقع عسكري حكومي في موحسن، وقال بهذا الخصوص :” حين هاجمنا الموقع من خلال الجيش السوري الحر، حاولنا أن نفعل كل شيء، لكننا أخفقنا. وحتى بوجود حوالي 200 رجل يهاجمون من عدة جبهات، لم يتمكنوا من إصابة جندي حكومي واحد وأهدروا بدلاً من ذلك مبلغاً يقدر بـ 1.5 مليون ليرة سورية ( 14500 جنيه إسترليني ) على إطلاق الذخيرة على الجدران”.

ثم أشار أبو خضر إلى أن “مجموعة من المقاتلين الإسلاميين المخلصين والمنظمين عرضوا بعد ذلك تقديم المساعدة، واستدعوا خبيراً من دمشق، وبعد يومين قاموا بتسليمي شاحنة ملغومة بطنين من المتفجرات”. ثم أوضح أن رجلين قادا الشاحنة وتركوها على مقربة من بوابة القاعدة وقاموا بتفجيرها عن بعد، وقد نجم عن ذلك دوي انفجار هائل، وغادر الجيش في اليوم التالي وتم تحرير مدينة موحسن.

وتابع أبو خضر حديثه قائلاً :”كلفتنا تلك السيارة المفخخة 100 ألف ليرة سورية وشارك في تنفيذ العملية أقل من 10 أشخاص. وكانت جاهزة لدينا بعد وصول خبير المفرقعات بيومين. ولم نهدر في غضون ذلك طلقة واحدة. وهذا دليل على أن القاعدة تمتلك خبرات في تلك النشاطات العسكرية وتعلم كيف لها أن تتعامل مع أمور كهذه”.

وعقب هذا الإنفجار، انفصل أبو خضر عن الجيش السوري الحر والتحق بتنظيم القاعدة في سوريا، الذي يعرف بـ”جبهة النصرة”. وقام بعد ذلك بإطلاق لحيته وتبني اللغة الدينية للشخص الجهادي وأصبح قائداً لإحدى كتائب القاعدة. وأكمل بقوله:”لا يعمل الجيش السوري الحر وفق قواعد ولا يوجد به نظام ديني أو عسكري. ويحدث كل شيء هناك بصورة عشوائية. أما القاعدة فلها قانون لا يمكن لأحد أن يخرقه”.

ورداً على سؤال أحد الناشطين، الذي رفض الكشف عن هويته، بخصوص فكر القاعدة وما تسعى لتنفيذه في سوريا، قال أبو خضر: “هدف القاعدة هو تأسيس دولة إسلامية وليس دولة سورية. وهؤلاء الذين يخشون التنظيم يخشون تنفيذ أحكام الله. فإذا لم ترتكب معاصي، فلن يكون هناك مجالاً أو مبرراً لأن تتملكك مشاعر الخوف”.

بعدها، أعقبت الصحيفة بتأكيدها أن اللغة الطائفية والدينية لعبت دوراً بارزاً في الثورة السورية منذ بداياتها. وهو ما شدد عليه ناشطون وكذلك قائد آخر في الجيش السوري الحر بدير الزور، حيث قال:”الدين هو أفضل طريقة لفرض النظام. وحتى إن لم يكن المقاتل متديناً، فلن يكون بمقدوره أن يعصي أمراً دينياً أثناء المعركة”.

القاعدة تسلح المقاتلين للسيطرة على شرق سوريا

وختمت الغارديان في نهاية حديثها بنقلها عن شيخ قروي يدعى سالم أبو ياسر، وهو قائد إحدى ألوية الجيش السوري الحر، قوله إنهم يجدون صعوبة في التعامل مع تنظيم القاعدة، نظراً لالتزام الجهاديين بالسرية واحتقارهم الجيش السوري الحر، وإن قال في الأخير إنهم بدؤوا ينفتحون الآن ويتعاونون مع جماعات ثوار أخرى.

موظف سوري يعمل مع الحكومة نهارًا وقائداً في الجيش الحر ليلاً

أشرف أبو جلالة

كشفت مقابلة أجرتها شبكة سي بي إس الأميركية، عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، مع مواطن سوري، يدعى حسام، عن الحياة المزدوجة التي يعيشها في خضم الثورة التي تشهدها بلاده للمطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد، وذلك بعد كشفه عن عمله كموظف حكومي وتعاونه في الوقت نفسه مع الجيش السوري الحر، حيث يعمل كقائد وكشخص متخصص في تصنيع القنابل لمواجهة القوات النظامية.

حسام متحدثاً إلى الشبكة الأميركية بعد الاستعانة بمؤثر بصري لإخفاء هويته

أشرف أبو جلالة من القاهرة: في هذا الحوار المثير، الذي نجحت الشبكة الأميركية في إجرائه مع حسام من سريره في المستشفى، الذي قدم إليه قبل بضعة أيام في مدينة طرابلس اللبنانية لكي يزيل طلقة نارية سكنت كتفه الأيسر، أضاف قائلاً: “كنت عضواً في حزب البعث الحاكم. وقد أصبت في معركة وأنا أقاتل كقائد محلي مع الجيش الحر، الذي يسعى إلى الإطاحة بالأسد الذي يفترض أنني أعمل لديه، وأنني موالٍ له أثناء تواجدي في الوظيفة”.

ثم مضت الشبكة تشير إلى أن حسام يعيش بهذا الشكل منذ 13 شهراً في غرب سوريا، بالقرب من محافظة حمص. وتابع حديثه بالقول: “أعمل مع حكومة الأسد نهاراً، وفي الليل ألتحق بالثوار. وقد رُشحت للمنصب الذي أشغله حالياً في الحكومة مرتين. وأنا لست خائفاً. كما إنني سعيد لخوضي غمار القتال منذ البداية. وكانت تتمثل مهمتي في توفير الحماية لقلعة الحصن والناس من حولها”. وهي البناية التي يعود تاريخها إلى ما قبل 1000 عام، ويزعم أن قوات الأسد قامت بنسفها بالفعل.

ورغم سعادة حسام بالكشف في تلك المقابلة عن كامل اسمه، إلا أن الشبكة رفضت ذكر الاسم بالكامل في هذا التقرير، خشية تعرّض أسرته التي لا تزال في سوريا لأية مخاطر.

أشار حسام، متحدثاً للشبكة من خلال مترجم، إلى أنه كانت له يد، بفضل المنصب الذي يشغله في الحكومة، في منح قروض حكومية ومساعدات أخرى إلى المزارعين في المنطقة. وأضاف أن منصبه ساعده على معرفة كثير من التفاصيل المتعلقة بالطريقة التي يعمل من خلالها حزب البعث، وأنه ثار على النظام بسبب ما كان يشاهده.

وأكمل حسام بقوله: “لم أحب الطريقة التي كان يتعامل من خلالها الأسد مع المدنيين، إضافة إلى أنه كان يميّز بين طوائف الشعب، فكان يذهب الجزء الأكبر من المساعدات المرتبطة بالقطاع الزراعي إلى العلويين الذين يشكلون أقلية. بينما كان يُخَصَّص مقدار ضئيل للسنة (الذين يشكلون الغالبية في المنطقة التي يقطنها حسام وفي البلاد بشكل عام)”. كان هذا الإهمال من جانب الحكومة بحق السنة، ومن بينهم حسام، من ضمن الأسباب التي دفعتهم إلى حمل السلاح ضد نظام بشار الأسد.

رغم صعوبة التحقق من روايات حسام، شأنها شأن الكثير من المعلومات التي تخرج من سوريا، إلا أنها تتطابق مع تقارير مستقلة. وعاود حسام ليقول إنه كان يترأس وحدة قوامها 20 رجلاً لحماية القلعة من وابل نيران مروحيات ودبابات النظام.

أضاف أن تخصصه هو العبوات الناسفة، التي تستخدم إلى جانب رشاشين وبعض القذائف الصاروخية للدفاع عن القلعة التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر، والتي سبق لمنظمة اليونسكو أن صنفتها باعتبارها من الأماكن التي تحظى بقيمة عالمية كبرى.

ولفت حسام في سياق حديثه كذلك إلى أنه أصبح خبيراً في صناعة المتفجرات، مشيرًا إلى أن المكونات التي يستخدمها تتوافر بسهولة في السوق المحلية. وعن إصابته الأخيرة، قال حسام إن أحد زملائه قاده على متن دراجة بخارية قرب الحدود، بعد استبعاد إمكانية تلقي العلاج داخل مستشفى في سوريا خشية إلقاء القبض عليه. وأوضح أنه استعان بإحدى الطرق السرية كي يتمكن في الأخير من بلوغ طرابلس، وختاماً أكد أنه سيعود إلى ساحة القتال حين يتعافى من أجل إلحاق الهزيمة بالأسد.

اجتماع خليجي “استثنائي” في جدة لبحث الوضع في سوريا

سلطان عبدالله

يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا “استثنائيا” في جدة في الثاني عشر من أغسطس لتنسيق الموقف الخليجي تجاه أجندة مناقشات الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي المقرر عقده في مكة المكرمة، والتي تهدف إلى بحث الأوضاع على الساحة السورية.

سيطالبون بتحمل مجلس الأمن مسؤولياته لحماية الشعب السوري

الرياض: يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا “استثنائيا” في جدة في الثاني عشر من أغسطس لتنسيق الموقف الخليجي تجاه اجندة مناقشات الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي المقرر عقده في مكة المكرمة والتي تهدف إلى بحث الأوضاع على الساحة السورية.

وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لـ “ايلاف” إن وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي سيعقدون اجتماعا استثنائيا في الثاني عشر من شهر أغسطس في جدة على ساحل البحر الأحمر لبحث تنسيق الموقف الخليجي تجاه اجندة مناقشات الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي المقرر عقده في مكة المكرمة خلال يومي 14 و15 من أغسطس 2012 والتي تهدف إلى بحث الأوضاع والأحداث التي تشهدها العديد من دول العالم الإسلامي.إضافة إلى بحث المستجدات على الساحة السورية والمسيرة السلمية”.

وأضافت المصادر أن الوزراء سيتطرقون” خلال الاجتماع إلى الأوضاع الإقليمية والدولية لاسيما الوضع المتأزم في سوريا ومواصلة نظامها عدم استجابته إلى مطالب شعبه والمجتمع الدولي بوقف أعمال العنف والتمسك بخطة أنان المبعوث الدولي المشترك”.

وسيبحث الوزراء – طبقا للمصادر- “ما انتهى إليه الأمر بعد إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية وتبادل وجهات النظر حول إمكانية أن يوجد وضع جديد لحل هذه الأزمة أو يؤسس على مسيرة أخرى أو منظور آخر”.

وقالت المصادر” إن وزراء خارجية دول المجلس” سيطالبون المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته لحماية المدنيين ووقف إراقة دماء الشعب السوري الشقيق ودعم قرارات مجلس الجامعة العربية بشأن الوضع في سوريا”.

كما سيكون الملف النووي على طاولة المحادثات “الخليجية” بعد خروج المفاوضات الأخيرة بين إيران ومجموعة (5+1) في موسكو دون تحقيق أي تقدم ملموس لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع النووي الإيراني “.

 كما سيبحث الاجتماع الانتهاكات الإيرانية المتكررة لسيادة  دولة الإمارات العربية المتحدة على الجزر الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى وابو موسى).

كما سيستعرض وزراء خارجية التعاون “الأوضاع في اليمن وكيفية تجاوز العراقيل لتنفيذ المبادرة الخليجية وقرارات المجلس الأعلى والمجلس الوزاري لأوجه التعاون مع اليمن”.

ويضم مجلس التعاون الخليجي في عضويته كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان .

الجيش الحر اعتمد الجرأة والحيلة للاستيلاء على أكبر مخفر للشرطة في حلب

أ. ف. ب.

تحلّى المعارضون المسلحون في حلب بالكثير من الجرأة والحيلة خلال نجاحهم في السيطرة على اكبر قسم للشرطة في مدينة حلب التي لازال النظام يدكّها بالطائرات والمدفعية للسيطرة عليها.

حلب: اعتمد الجيش السوري الحر على الحيلة وتسلح بكثير من الجرأة في عمليته للاستيلاء على اكبر قسم للشرطة في مدينة حلب (شمال) والقضاء على رئيس القسم المعروف بمشاركته في قمع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

ويؤكد احد قادة “لواء المجاهدين” الناشط ضمن الجيش السوري الحر في شمال سوريا ان المعركة من اجل الاستيلاء على قسم الشرطة المركزي في حي الصالحين في جنوب حلب كان هدفا رئيسا للمقاتلين المعارضين الذين ارادوا وصل المناطق التي يسيطرون عليها داخل المدينة ببعضها.

وقد حصلت محاولة اولى لذلك في 26 تموز/يوليو انتهت باستسلام خمسة عناصر قام زملاؤهم باطلاق النار عليهم من الخلف على رصيف المخفر لدى خروجهم منه، بحسب ما يقول المقاتلون المعارضون.

وبدأ الهجوم الاثنين الساعة 23,00 (19,00 ت غ)، وقد قدم معظم المهاجمين من حي المرجة المجاور لحي الصالحين (جنوب)، ومن حيين الصاخور (شرق) والشعار (وسط). واكد مقاتلون لوكالة فرانس برس انهم “جاؤوا بشكل عفوي من مناطق اخرى بعد ان سمعوا ان هناك معركة كبرى تتحضر”.

عناصر من الجيش الحرّ وقد غنموا سيارة تابعة لمركز شرطة حلب

وتولى قيادة العمليات مقاتل من المرجة يدعى امير ابو حمزة.

وبحسب المعلومات التي جمعها مراسل لوكالة فرانس برس في المدينة، تم ارسال مجموعات مختلفة في الوقت نفسه الى مكان الهجوم مع مهام محددة. واتخذ عدد كبير من القناصة مواقع لهم للرد على كل محاولة تقدم من الطرف الآخر.

في هذا الوقت، عملت مجموعات اخرى صغيرة على اطلاق النار عشوائيا مع التفوه بتعليقات ساخرة بصوت عال ضد العناصر النظاميين لالهائهم، ما سمح لمقاتلين آخرين بالتقدم بهدوء من المبنى واطلاق قذيفة مضادة للدبابات وقنابل يدوية الصنع عليه.

وقتل عنصرا شرطة ليلا خلال محاولتهما الخروج من القسم. الساعة 5,20 (2,20 ت غ)، بدأت المروحيات قصف مواقع الجيش الحر. قرابة السادسة (3,00 ت غ)، نجح المقاتلون في التمركز امام المخفر.

بعد ثلاثة ارباع الساعة، تتوقف سيارة في المكان وينزل ركابها قارورة غاز موصولة بمتفجرات وبصاعق. الا ان عناصر الجيش الحر لم يتمكنوا من تفجيرها.

قرابة الساعة 8,30 (5,30 ت غ)، يشاهد مراسل وكالة فرانس برس ان رئيس المخفر العميد علي ناصر الذي شارك، بحسب المقاتلين المعارضين، في حملة القمع منذ بدايتها قبل اكثر من 16 شهرا، مقتولا مع شرطي آخر على بعد مئة متر من المركز الذي حاولا الخروج منه على ما يبدو.

وبدت جثة الضابط بسروال ابيض على الرصيف وقد مزقها الرصاص.

وقال المقاتلون لفرانس برس ان خمسة جنود سلموا انفسهم الى الجيش الحر.

الساعة العاشرة والنصف صباح الثلاثاء (7,30 ت غ)، دخل المقاتلون القسم واشعلوا النار فيه.

وفي شريط فيديو بثه ناشطون على شبكة الانترنت، يمكن رؤية رجال مسلحين امام مبنى المخفر في حي الصالحين، وسط سماع اصوات طلقات نارية وصيحات نصر. بينما تبدو اكياس رمل عند مدخل القسم.

بعد ساعة، يقول مراسل فرانس برس، مرت مروحية وقصفت المكان، ما ادى الى تفريق حشد جاء ليتحقق من سقوط المخفر.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعين عنصرا من الشرطة قتلوا في معركة الاستيلاء على قسم الشرطة في حي الصالحين وقسم آخر في حي باب النيرب المجاور. كما قتل ثمانية مقاتلين معارضين.

واستولى المقاتلون المعارضون اليوم ايضا، بحسب المرصد، على قسم للشرطة في حي هنانو (شمال شرق).

لماذا لا يطرد الاردن السفير السوري؟

نهاد إسماعيل

السفير السوري في الأردن لا يفكر في الانشقاق عن النظام لأنه جزء لا يتجزأ من آلة القتل الأسدية في سوريا لذا البديل الوحيد هو طرده من عمان واغلاق السفارة.

تاريخ دامي وأيدي ملطخة بدماء

قبل عدة اسابيع طالب سياسيون ومثقفون وإعلاميون وأكاديميون ونشطاء أردنيون السلطات الأردنية بطرد السفير السوري من عمان واستدعاء السفير الأردني من دمشق احتجاجا على ما وصفوه بأنه جرائم يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد ضد المدنيين السوريين.

 واستهجن بيان وقعته 100 شخصية “صمت الحكومة الأردنية عما يجري على حدودها الشمالية، حيث لم يصدر عنها أي بيان يدين تلك المجازر وينتصر لعذابات الضحايا والمشردين”.

وطالب الموقعون على البيان الحكومة بطرد السفير السوري الشبيح بهجت سليمان من عمان وإعادة السفير الأردني من دمشق وعدم إغلاق الحدود أمام اللاجئين السوريين وإفساح المجال لهم للدخول إلى الأردن هربا من القتل والملاحقة والاعتقال.

وبرر الموقعون طلبهم بما قالوا إنه “مضي النظام السوري في قتل المزيد من أبناء الشعب المطالبين بالحرية والكرامة والعدالة”.

 قتل النظام أكثر من 18 الف سوري منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام عصابة دمشق اواسط مارس آذار 2011. ناهيك عن تشريد مئات الآلاف وارتكاب المجازر. السفير السوري بهجت سليمان كان أحد أعمدة نظام البطش والقمع منذ الثمانينات وساهم في مجازر النظام وفي تسهيل دخول القاعدة الى العراق لمحاربة الأميركان والذي حدث ان ارهاب القاعدة قتل من العراقيين أكثر مما قتل الأميركيون بعشرات المرات. ولا يزال هذا السفير يتآمر على الأردن وأمن الأردن ويسهل دخول المندسين والعملاء للأردن لخلق البلبلة وزعزعة أمن الأردن.

لعب بهجت سليمان ادوارا قمعية مختلفة منها رئيس فرع الأمن الداخلي وشارك في أعمال البطش أيام الأسد الأب واستمر ايضا بعد ان ورث بشار منصب ابيه. لاحظوا كيف أن نظام جمهوري ثوري اصبح بقدرة قادر نظام وراثي فاسد. كان بهجت سليمان يفتخر بقدراته على البطش وتعذيب المناوئين له خاصة من الاخوان المسلمين. والآن يلعب الشبيح بهجت سليمان دور الجاسوس حيث حول السفارة السورية في عمان الى وكر للتجسس على المعارضين السوريين والمؤيدين للثورة وحتى الاعلاميين الأردنيين الداعمين للثورة السورية.

وكر للتجسس على النشطاء

وحسب مواقع سورية معارضة “يزرع بهجت سليمان الجواسيس الجدد من المخابرات السورية ويسهل دخولهم للأردن بأسماء وجوازات مستعارة لمتابعة ناشطي الثورة والمنشقين واللاجئين والنازحين ونقل اخبارهم. وهذا ما حذا بالأمن الاردني للتدقيق في اسماء وجوازات السوريين القادمين من سورية للإقامة او لدخول الاردن بصورة مؤقتة ولا عتب على السلطات الاردنية بإعادتهم عند الشك بهم مع عائلاتهم، وكان هو السبب في اعادة الاعداد الكبيرة من السوريين.”

 واستطاع السفير بهجت سليمان أن يقوم بتجنيد ما يستطيع من ضعاف النفوس من القوميين واليساريين الأردنيين وحتى من السياسيين المؤيدين للنظام السوري وخاصة البعثيين منهم والاعلاميين والصحفيين اصحاب الاقلام التي تدافع عن نظام المجازر وتبرر القمع والذبح بحجة ان الثورة السورية هي مؤامرة صهيونية امبريالية. ويقوم السفير بتسهيل ارسالهم لسورية بدعوة رسمية يُفرش لهم السجاد الاحمر ويُستقبلوا في فنادق الخمسة نجوم وتُكب عليهم الهدايا والرشاوي للظهور على الفضائيات السورية – بتكرار ممل – لكيل السباب والشتائم لحكام قطر والسعودية على رأس القائمة ثم للتحريض على العصابات المسلحة الارهابية التي تفتك بالشعب السوري على حد زعم النظام واجهزته الامنية.

أكذوبة الممانعة والمقاومة

 طبعا لا يصدق أحد أكذوبة الارهابيين المسلحة سوى الساذجين والبسطاء الذين يتمتعون بدرجة عالية من الغباء والولاء لحزب البعث الشعاراتي. ورغم المجازر والمذابح لا يزال هناك مجموعات من بقايا اليسار والبعث الأردني تؤيد عصابة دمشق وتصفق وتطبل وتزمر للشبيح بهجت سليمان. هؤلاء القوميون الذين غسلت ادمغتهم بشعارات المقاومة التي لا تقاوم والممانعة التي لا تمانع والتحرير التى لم تحرر شبرا مربعا واحدا من الجولان لا تزال تصدق شعارات الكذب والدجل. ونعرف منهم بالتحديد 675 شخصية أردنية وقعت وثيقة مؤخرا تدافع فيها عن عصابة دمشق وتعلن الولاء لبشار الأسد ووليد المعلم ولبثينة شعبان الصحاف. فمنذ هروب الجيش السوري من الجولان قبل اربعة عقود ونيف لم يطلق الجيش السوري رصاصة واحدة على تلك الجبهة. ورغم الترسانة العسكرية الهائلة مني هذا الجيش الجرار بالهزائم ضد اسرائيل وحتى ضد الأردن في ايلول عام 1970. نسي القوميون المؤيدون للمجرم بشار الأسد وسفيره الشبيح بهجت سليمان ان الجيش السوري يتشاطر فقط على اللبنانين والفلسطينيين وعلى الشعب السوري ولكنه يرتعد خوفا من اسرائيل. قتل هذا الجيش من اللبنانيين والفلسطينيين أكثر مما قتلت اسرائيل منذ 1967.

ما هو مطلوب من الأردن

 وأقدر أن هناك اعتبارات دبلوماسية حساسة تمنع الحكومة الأردنية من أخذ اجراء حاسم ضد السفيرالشبيح.

 ولكن لا يستطيع الأردن الاستمرار في دور الحياد الحذر والرمادية وبدأنا الآن نرى مواقف أكثر حزما تجاه الحالة السورية وهذا تطور ايجابي حيث سيساهم في ايقاف المجازر واسقاط عصابة دمشق.

في هذه اللحظات التاريخية الهامة على الأردن ان يقف مع الشعب السوري ضد الدكتاتورية بدون تحفظ وتردد. والمطلوب الأن اتخاذ خطوتين هامتين الأولى: تزويد الجيش السوري الحر باسلحة مضادة للدبابات والمروحيات.

والخطوة الثانية المطلوبة هي ان يطرد الأردن بهجت سليمان ويعيده الى قلب العروبة المتهالك والفاسد في دمشق ويتم اغلاق وكر التجسس والتخريب.

اعلامي عربي – لندن

الأقليات في سورية… حتى الحياد ليس خياراً آمناً!

THE INDEPENDENT

يُعتبر الحياد في سورية الأمل الوحيد بالنسبة إلى الفلسطينيين كي ينقذوا أنفسهم من الحرب الأهلية الجديدة التي تحاصرهم، لكن يعمد الجيش السوري الحر إلى زيارة مخيماتهم بشكل دوري ويدعوهم ذلك الجيش إلى القتال معه، كذلك، تعجّ مخيماتهم بـ«مخابرات» النظام السوري التي تدعوهم بدورها إلى القتال معها.

اليوم، وسط تفاقم المأساة في حلب، لا بد من تذكر الأقليات، إنهم الفلسطينيون الموجودون في سورية (أكثر من نصف مليون منهم)، و1.5 مليون مسيحي (يعيش أكبر عدد منهم في حلب)، وهم مواطنون سوريون ويبدو أنهم يجلسون الآن على فوهة بركان.

لا ترغب أي فئة من تلك الأقليات في “التعاون” مع نظام بشار الأسد، لكنّ اتخاذ موقف حيادي يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان جميع الأصدقاء.

لم تحتج الأقليات إلى بيع رغيف خبز لشخص نازي في فرنسا المحتلة كي تُعتبر عميلة، ولكنها كانت تساعد في “دفع عجلة الأحداث” وفق المقولة الألمانية القديمة، فبشار الأسد ليس هتلر، لكن ما لنا إلا أن ندعو الله كي يحمي الفلسطينيين والمسيحيين في سورية خلال هذه الأوقات المريعة.

لا بد من استخلاص بعض الدروس في هذا المجال: حارب نصف مليون لاجئ فلسطيني في لبنان إلى جانب المسلمين اليساريين خلال الحرب الأهلية التي امتدت بين عامي 1975 و1990، لكن تمثّلت مكافأتهم بانتشار مشاعر البغض ضدهم، وارتكاب أعمال قتل جماعي بحقهم، واحتجازهم في النهاية داخل مخيّماتهم، ودعم اللاجئون الفلسطينيون في الكويت غزو صدام حسين في عام 1990 وتمّ إجلاء مئات الآلاف منهم إلى الأردن في عام 1991، وذُبح الفلسطينيون الذين أقاموا في العراق منذ عام 1948 أو طُردوا من البلد على يد “المقاومة” العراقية بعد الغزو الأميركي في عام 2003.

بالتالي، يُعتبر الحياد في سورية الأمل الوحيد بالنسبة إلى الفلسطينيين كي ينقذوا أنفسهم من الحرب الأهلية الجديدة التي تحاصرهم، لكن يعمد الجيش السوري الحر إلى زيارة مخيماتهم بشكل دوري ويدعوهم ذلك الجيش إلى القتال معه، كذلك، تعجّ مخيماتهم بـ”مخابرات” النظام السوري التي تدعوهم بدورها إلى القتال معها، لكن تخضع وحدتان فلسطينيتان عسكريتان لسيطرة النظام مباشرةً (هما منظمة “الصاعقة”، وهي واحدة من أكثر الميليشيات فساداً بعد التدخل العسكري السوري في لبنان في عام 1976، وجيش التحرير الفلسطيني)، فمنذ شهرين، اغتيل 17 عنصراً من جنود جيش التحرير الفلسطيني المدرّبين في سورية، ثم في الأسبوع الماضي، قُتل 17 جندياً آخر من جيش التحرير في دمشق.

قال لي شخص في منتصف العمر من كوادر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: “يقول البعض إن الجيش السوري الحر قتلهم لتحذيرهم وإبعادهم عن النظام، لكن يدّعي البعض الآخر أن النظام قتلهم لتحذيرهم وإبعادهم عن الجيش السوري الحر، وكل ما يمكننا فعله هو التمسك بالحياد، ويجب أن يتذكر الجميع أن بعض الفلسطينيين في المخيمات السورية ينتمون أيضاً إلى جهاز “المخابرات” التابع للنظام السوري، وقد أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة أنها ستقاتل إلى جانب النظام”.

من المعروف أن معظم الفلسطينيين في سورية هم من المسلمين السُّنة مثل أغلبية الشعب السوري ومعظم أعضاء المقاومة،

والمسيحيون هم مواطنون في سورية ولا تضم أي قوة معادية للأسد أغلبية منتمية إلى هذه الديانة، ولا شك أن استقرار وضع بشار الأسد (لم يعد هذا الأمر مؤكداً الآن بأي شكل) هو ما تفضّله هذه الفئة المرعوبة من النظام الذي سينشأ بعد حقبة الأسد، فثمة 47 كنيسة وكاتدرائية في منطقة حلب وحدها، إذ يظن المسيحيون أن السلفيين يحاربون مع الثوار وهم محقون في ذلك.

ثمة دروس يمكن أن يستخلصها هؤلاء أيضاً، فعندما عمد جورج بوش الابن المسيحي إلى إرسال جحافله إلى العراق في عام 2003، أدت التداعيات الوحشية اللاحقة إلى تفتيت واحدة من أقدم الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط: المسيحيون العراقيون، وكان البابا شنودة القبطي في مصر يدعم حاميه مبارك قبل يومين من سقوط الدكتاتور، ولن ينسى مسلمو مصر هذا الموقف، وبالتالي، ما الذي يستطيع مسيحيّو سورية فعله إذاً؟

عندما أعلن البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي بعد بدء الانتفاضة السورية أن بشار الأسد يجب أن يحصل على “وقت إضافي”، أثار سخط المسلمين السُّنة في بلده، لكن يكفي أن نشاهد التلفزيون السوري لرصد الأداء المسيحي بكل سهولة.

في الأسبوع الماضي، جاء دور الأسقف الماروني في دمشق كي يخاطب السوريين، فما كانت كلماته الأولى؟ أراد أن يشكر التلفزيون السوري الرسمي لأنه سمح له بالتحدث، فأكد أن المسيحيين يحترمون شهر رمضان وأنهم تعلموا كيفية تجديد إيمانهم انطلاقاً من إيمان المسلمين في شهرهم المبارك (إنه تصريح منطقي جداً ولكنه صدر بكل وضوح في الوقت الذي يشعر فيه أتباع ذلك الأسقف الصالح بخوف شديد من هؤلاء المسلمين الذين تحدث عنهم).

ثم بارك الأسقف في نهاية عظته جميع “المدنيين والمسؤولين والجنود السوريين” فكانت العبارة قاتلة، إذ لا شك أنه يعني بكلمة “المسؤولين” هؤلاء التابعين لبشار الأسد، ويعني بالجنود جنود النظام.

أفترض أننا قد نضطر إلى تطبيق النصيحة المسيحية القديمة: “أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله”، لكن يجب ألا ننسى أن بشار الأسد ليس قيصر!

لكن كاتبا مسيحيا لبنانيا أطلق موقفاً صائباً عندما اعتبر أن المسيحيين السوريين يطبّقون على الأرجح نصيحة القديس بولس (تيموثاوس الأولى 2-1 ): “فأطلب قبل كل شيء أن تقيموا الدعاء والصلاة والابتهال والحمد من أجل جميع الناس، ومن أجل الملوك وأصحاب السلطة، حتى نحيا حياة مطمئِنّة هادئة…”، فمن غير بشار الأسد يمثل “السلطة” حتى الآن في سورية؟

معركة حلب مستمرة.. والجيش الحر يتوقع حسمها نهاية رمضان

العقيد الكردي لـ«الشرق الأوسط»: الاكتظاظ السكاني يحد من توسع دائرة القصف.. والنظام يستقدم كتائب المشاة للاقتحام

بيروت: كارولين عاكوم

في اليوم الـ11 من بدء معركة حلب التي يصفها نائب قائد الجيش الحر، العقيد مالك الكردي، بـ«أم الهزائم»، بالنسبة إلى النظام السوري، وبعد 4 أيام على محاولة قوات النظام استعادة السيطرة على المدينة، من دون إحراز أي تقدم، يؤكد الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن المعركة تتجه يوما بعد يوم لصالح الجيش الحر الذي أصبح يسيطر على 90 في المائة من الريف، ونحو 60 في المائة من المدينة.. متوقعا أن تحسم مع نهاية شهر رمضان المبارك.

وفي حين أكد مصدر أمني في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية أن القوات النظامية سيطرت على جزء من حي صلاح الدين في مدينة حلب، نفى الكردي الأمر مؤكدا استمرار سيطرة الجيش الحر على الحي إضافة إلى أحياء حلبية أخرى، ولا سيما منها الباب وأعزاز، حيث لا تزال دبابات النظام المدمرة شاهدة على ذلك، وهذا ما أكده أيضا رئيس المجلس العسكري في حلب، التابع لـ«الجيش السوري الحر» العقيد عبد الجبار العكيدي، لوكالة الصحافة الفرنسية بالقول: «القوات النظامية لم تتقدم (مترا واحدا)».

أشار الكردي إلى أن يوم أمس شهدت منطقة تل أبيض معارك بين الجيشين، وتمكنت كتائب الجيش الحر من مهاجمة مراكز قوات الأمن والشبيحة. ويشير الكردي إلى أن هذا القصف الذي يستهدف المدينة بهدف التهجير ومن ثم توسيع دائرة قصفه العشوائي لحلب، لا يزال محدودا، نظرا إلى الاكتظاظ السكاني، كما أن سلاح الدبابات يبقى غير فعال في اقتحام المدن، الأمر الذي جعل الجيش النظامي يعد العدة لاستقدام كتائب المشاة وزجها في المعركة لاقتحام مدينة حلب، مضيفا: «لكن ذلك لن يكون لصالح قوات النظام، التي وإن كانت تتفوق علينا بالأسلحة، فنحن نتفوق عليها بالإرادة القتالية والمعنويات المرتفعة، إضافة إلى أن الأمر سيؤدي إلى المزيد من الانشقاقات في صفوف عناصرها».

من جهة أخرى، أعلن العقيد هيثم درويش، وعدد من القيادات العسكرية الميدانية، عن توحيد عدة كتائب للثوار بمدينة حلب وريفها، تحت راية تشكيل عسكري جديد سموه لواء الفتح، وذلك ضمن ما قالوا إنه «المعركة الحاسمة لتحرير مدينة حلب وريفها من قوات النظام».

وعلى صعيد الاشتباكات المستمرة على أرض حلب، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بشن معارضين مسلحين، فجر أمس، هجوما بالقذائف على مقر المحكمة العسكرية في حلب، كما شهدت اشتباكات مع الجيش بالقرب من مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء، لافتا إلى أن المقاتلين هاجموا فرع حزب البعث الحاكم بالمدينة.

وأضاف المرصد في بيان أن المقاتلين «هاجموا قسم شرطة الصالحين وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم» في المدينة، لافتا إلى أن قذائف القوات النظامية سقطت على أحياء صلاح الدين، والفردوس والمشهد (جنوب) والأنصاري (جنوب غربي المدينة). كما ذكرت قناة «الجزيرة» أن الجيش الحر استطاع السيطرة على مخفر حي الصالحين بحلب، وقتل العميد علي نصر، وأسر ضابط برتبة مقدم وجنود. وأضاف أن هناك اشتباكات عنيفة تدور قرب المخفر المؤلف من طبقتين، الذي اندلعت فيه النيران.

بدورها، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن حي صلاح الدين الذي يعتبر المعقل الرئيسي للمعارضين المسلحين، تعرض للقصف صباحا من قبل مروحيات قوات النظام. كما تعرضت أحياء الصاغور والفردوس والمشهد والأنصاري للقصف المدفعي.

بينما أشارت معلومات إلى أن القصف بالمروحيات والمدفعية الثقيلة أدى إلى نزوح قرابة مائتي ألف شخص خلال الأيام القليلة الأخيرة من حلب، التي بلغ عدد سكانها نحو 2.5 مليون نسمة، وفق الأمم المتحدة.

وأورد المرصد خبر مقتل قائد كتيبة من الجيش الحر إثر إصابته برصاص قناصة في حي المرجة، كما قتل أيضا عدد من عناصر الشرطة في قسم حي باب النيرب، إثر اشتباكات مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة، مشيرا إلى ورود معلومات تفيد بسيطرة المعارضة على قسم الشرطة في حي مساكن هنانو، حيث الاشتباكات استمرت لساعات طويلة.

كما تعرضت أيضا، بحسب المرصد، أحياء طريق الباب والميسر وأحياء الصاخور والشعار وأحياء صلاح الدين والمرجة والفردوس لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات الحوامة في القصف، ودارت اشتباكات عنيفة في بلدة حريتان وأحياء الميسر والإذاعة بين القوات النظامية والجيش الحر.

وليلا، تعرضت بلدة عنجارة للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها على البلدة، وفق ما أفاد به المرصد، وأسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى. كذلك، هاجم الجيش الحر في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، قسم شرطة الصالحين وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، ووقعت اشتباكات في حي الزهراء قرب فرع المخابرات الجوية وفي حيي المرجة وباب النيرب، بينما خرجت مظاهرات مسائية في أحياء بالمدينة وعدة بلدات وقرى بريفها.

تصعيد في مناطق سورية عدة.. و«الجيش الحر» يعتبر جبل الزاوية «منطقة محررة»

المجلس الوطني السوري يعلن دير الزور والشيخ مسكين ومخيم درعا والمعضمية.. «مناطق منكوبة»

بيروت: ليال أبو رحال

واصل النظام السوري تصعيد عملياته العسكرية في عدد من المناطق التي استهدفها بالقصف والحصار الخانق، وتحديدا في درعا ودير الزور وإدلب وريف دمشق. فيما أعلن المجلس الوطني السوري كلا من دير الزور، والشيخ مسكين، ومخيم درعا، وطريق السد، والمعضمية، بريف دمشق مناطق منكوبة، مطالبا منظمات الإغاثة العربية والإقليمية والدولية بالتحرك العاجل لإعانة من تبقى من سكانها، ومساعدة اللاجئين والنازحين منها، وتقديم العون لهم، وإحباط محاولات النظام لقتل مزيد من الضحايا من خلال القصف والحصار.

وتتعرض مدينة دير الزور، وفق المجلس الوطني، لـ«حصار خانق منذ أكثر من شهر يقوم به النظام المجرم مما أدى إلى حدوث نقص كبير في المواد الغذائية والطبية بما في ذلك الأدوية ومستلزمات العمليات الجراحية». وكانت قوات الأمن السورية قد صعدت في الأيام الأخيرة هجومها على المدينة من خلال القصف مستخدمة الطائرات والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

وفيما قدر المجلس الوطني عدد النازحين من دير الزور وريفها بنصف مليون نسمة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «اشتباكات دارت قرب دوار حمود العبود بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين أعطبوا ناقلة جند مدرعة. كما دارت اشتباكات في محيط دوار التموين وقسم الشرطة الغربي وسمع دوي انفجار شديد عند دوار الدلة». وأشارت لجان التنسيق المحلية في سوريا إلى قصف على حيي الحميدية والشيخ ياسين خلف أضرارا جسيمة بالمنازل السكنية، وتعرضت قريتا سفيرة تحتاني ومحيميدة لقصف عنيف.

وفي درعا، تجدد القصف على أحياء مختلفة في المدينة، وهزت انفجارات عدة أحياء المدينة، فيما تعرض حي طريق السد ومخيم النازحين للقصف من قبل القوات النظامية. كما تعرضت بلدات طفس والغارية الغربية لقصف عنيف أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

وكان «المجلس الوطني» قد تحدث عن تعرض مخيم درعا، الذي يقطنه لاجئون فلسطينيون ونازحون من الجولان السوري المحتل، وحي طريق السد، لهجوم وحشي شاركت فيه أكثر من 50 دبابة وعربة «بي إم بي»، وتم اقتحام المخيم من كافة المحاور بعد فرض حصار عليه، متهما النظام باستخدام المدنيين دروعا بشرية لاقتحام الأحياء السكنية.

وقال المجلس الوطني إن «جرائم النظام الأسدي وصلت حدا لم يشهده العالم منذ العصور المظلمة، وإن صمت المجتمع الدولي على ما تقوم به الطغمة المجرمة ساعدها على الاستمرار في غيها ومواصلة القتل والإبادة، حيث أصبح الشعب السوري رهينة في يد النظام يقوم كل يوم بذبح المئات منه دون أن يتوقع رد الفعل اللازم ممن يصفون أنفسهم بحماة الحرية والإنسانية.

وفي مدينة إدلب، دارت اشتباكات عنيفة فجر أمس في أحياء المحراب والجامعة فيما سقطت قذائف عدة على قرى بريف إدلب. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن قصف بلدة معرشورين، وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة بعد قطع التيار الكهربائي. كما طال قصف عنيف بالصواريخ والمدفعية الثقيلة بلدة كورين في ظل حرکة نزوح کبيرة للأهالي باتجاه القر المجاورة.

وقال مصدر قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»: «القوات النظامية باتت متعبة جدا في إدلب بعدما أصبحت منطقة جبل الزاوية محررة بالكامل». وذكر أن وحدات من «الجيش الحر» تحاصر بلدة الرامية حيث توجد وحدات الإنزال الجوي التابعة للفوج 47، ومنعتها من إكمال سيرها نحو مدينة حلب، مشيرا إلى اشتباكات وقعت، تكبد فيها الجيش النظامي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وفي العاصمة دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في أحياء التضامن، والقزاز، ومخيم اليرموك بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة بعدما هاجموا حواجز للقوات النظامية بقذائف «آر بي جي». وأشار إلى مقتل ستة من عناصر اللجان الشعبية الموالين للنظام في منطقة جرمانا حيث كانوا يقومون بنصب حواجز في محيط منطقتهم إثر هجوم على حاجزهم فجر أمس من قبل مسلحين مجهولين.

من ناحيتها، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأمن السورية قامت بحملة دهم واعتقالات في حي جوبر، وأقامت بعض الحواجز، كما قامت بحملة مداهمات مماثلة في مخيم اليرموك.

وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن حاصرت مدينة دير العصافير وسط تخوف الأهالي من اقتحامها، فيما اقتحمت الدبابات مدينة يلدا من جهة مخيم اليرموك، حيث دارت اشتباکات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر. وذكرت لجان التنسيق أن قوات الأمن أقدمت على إعدام شخصين ميدانيا ووضعت جثتيهما على الدبابات أثناء اقتحامها للبلدة في ريف دمشق.

وفي مضايا، استهدف قصف عنيف البلدة من المحاور والحواجز المحيطة بها، فيما طال قصف بالطيران المروحي زملكا.

وفي حمص، تعرضت مناطق ريف المدينة الشمالي لقصف صاروخي وإطلاق نار وتحديدا قرية الغنطو ومدينة تلبيسة، بالتزامن مع تحليق للطيران المروحي فوق تلك المناطق. وفي الرستن، استهدف قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ المدينة منذ ساعات الفجر الأولى، مما أدى إلى مقتل شخص على الأقل وإصابة عدد من الجرحى. كما استهدف قصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة حي الخالدية.

بارزاني يتوسط لتحقيق تقارب بين المجلسين الوطنيين العربي والكردي

مصدر كردي سوري يرحب بتغير مواقف تركيا

أربيل: شيرزاد شيخاني

تستعد أربيل لاستقبال عدد من الشخصيات السورية والتركية في إطار مبادرة من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني للتوسط بين قادة الطرفين بهدف توحيد الجهد المعارض الداخلي والدولي، وتقريب مواقف المجلسين الوطنيين العربي والكردي من جهة، والموقف التركي من أكراد سوريا من جهة أخرى.

وأكد مصدر مقرب من بارزاني لـ«الشرق الأوسط» أنه «يسعى لإجراء وساطة بين المجلسين الكردي والعربي فيما ينتظر وصول وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى أربيل لضمه إلى طاولة المحادثات التي يرتب لها حاليا بهدف تحقيق تفاهم مشترك بين الأطراف المذكورة، وصولا إلى تفعيل الجهد المعارضي السوري بالداخل والخارج».

وبينما أكدت مصادر متعددة في الهيئة الكردية العليا بسوريا وصول قادة وممثلي الأحزاب الكردية السورية إلى أربيل، أشارت مصادر في رئاسة إقليم كردستان إلى أن «الرئاسة تنتظر وصول رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا اليوم (الأربعاء) إلى أربيل للمشاركة في اجتماع سيرعاه الرئيس بارزاني لتوحيد موقف المجلسين»، تمهيدا لإشراك أوغلو، والذي يفترض وصوله اليوم أيضا، بالمبادرة التصالحية.

وكانت الأحزاب الكردية الـ11 الممثلة في المجلس الوطني الكردي السوري قد وقعت اتفاقا مع مجلس شعب غرب كردستان التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو أحد أهم الأحزاب السياسية الكردية التي لها نفوذ على الأرض داخل المناطق الكردية، تحت رعاية الزعيم الكردي مسعود بارزاني عرف باتفاق «هولير»، ويقضي بتوحيد الموقف الكردي في الداخل والخارج، وتمخضت عنه تشكيل الهيئة الكردية العليا التي أصبحت اليوم المرجع الأساسي والوحيد للقرار الكردي في سوريا. وأشارت صحيفة «باس» الكردية المستقلة التي تصدر في أربيل، إلى معلومات حول أن أوغلوا يحمل معه مشروعا من ست نقاط سيعرضه على قادة الأحزاب الكردية السورية، ينبئ بتغيير موقف تركيا من الحقوق القومية للأكراد في سوريا، ويقضي باستعداد تركيا للاعتراف بأي كيان كردي يتشكل بعد سقوط النظام الحالي بسوريا، سواء كان حكما ذاتيا أو فيدرالية أو أي نوع من أنواع الإدارة الذاتية.

وبحسب الصحيفة الكردية فإن «المشروع التركي يؤكد على عدم الاعتراف بأي قرار أو إجراء يهدف إلى إقامة كيان إداري مستقل عن دمشق قبل سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، مقابل استعدادها للاعتراف بأي كيان بهذا الشكل بعد سقوط ذلك النظام، على شرط أن ينص الدستور السوري القادم على حق الأكراد بتشكيل ذلك الكيان المستقل».

وبحسب المشروع فإن تركيا تدعو المجلس الوطني السوري إلى عدم السماح بقيام أي كيان كردي مستقل تحت إشراف حزب العمال الكردستاني بسوريا، وفي حال تأسيس أي كيان بهذا المضمون فإن تركيا ستشن الحرب ضده. وتنص الفقرة الأخيرة من المشروع التركي على أن تتعاون تركيا مع رئيس إقليم كردستان فيما يتعلق بالشأن الكردي في سوريا.

وردا على هذا الموقف التركي الجديد قال شيرزاد اليزيدي، المتحدث الرسمي باسم مجلس شعب كردستان التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي: «إذا صحت المعلومات بهذا الشأن، فإن الموقف التركي يعتبر تغييرا إيجابيا،

الجيش الحر يؤكد التزامه بالقوانين الدولية في معاملة أسرى النظام

دعا الصليب الأحمر لزيارتهم بشكل دوري لطمأنة ذويهم

بيروت: بولا أسطيح

أكدت كتائب الفاروق التابعة للجيش السوري الحر التزامها الكامل بمقتضيات القوانين الدولية في معاملة أسرى النظام السوري و«شبيحته»، مشددة على أنها تؤمن لهم كامل احتياجاتهم من غذاء وعلاج طبي.

وفي فيديو مصور بث على موقع «يوتيوب»، أعلن قائد هذه الكتائب، الملازم أول عبد الرزاق طلاس، التزام عناصر الجيش السوري الحر باتفاقية جنيف الرابعة لمعاملة الأسرى وبملحقاتها، لافتا إلى أنه يتم احتجاز الأسرى في أماكن بعيدة قدر الإمكان عن ساحات العمليات الحربية، حيث من الممكن أن تتعرض حياتهم للخطر.

وأعرب طلاس عن استعداد كتائب الفاروق لاستقبال وفد من الصليب الأحمر وبشكل دوري للتأكد من وضع الأسرى وشروط احتجازهم وطمأنة ذويهم، وأضاف: «وإذ كنا نلتزم بالمعاملة الإنسانية للأسرى، نؤكد أننا نثور على نظام همجي عذب المعتقلين بطرق وحشية أودت بحياة كثيرين منهم، وبالتالي نحن لا يمكن لنا أبدا أن نسلك سلوك من نثور ضده».

وأكد المقدم المظلي خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن «موقف قائد كتائب الفاروق هو الموقف العام لمجمل الكتائب الثائرة في سوريا والتابعة للجيش السوري الحر»، موضحا انتساب معظم الأسرى العسكريين الذين يلقى القبض عليهم إلى صفوف الجيش الحر. وأضاف: «نحن لا نجبر أحدا على ذلك، بل نخير من لم تتلطخ يداه بالدم بين الانضمام إلى صفوفنا أو العودة إلى منازلهم، شرط عدم الالتحاق مجددا بالجيش النظامي».

وشرح الحمود أن «من يتبقى من الأسرى هم من الشبيحة الذين تتم إحالتهم إلى محكمة ثورية مكوّنة من قضاة متخصصين، يحكمون عليهم بعد تحقيقات واسعة ووفق ثوابت وقرائن، كما يحصل في أي محكمة عالمية»، مشددا على أن الجيش الحر «يقوم بالمستحيل لعدم التعاطي مع الأسرى كما يتعاطى النظام السوري مع أسرى المعارضة، باعتبار أن الثوار لا يمكن أن يعتمدوا نفس السياسات التي يعتمدها الظالم الذي ثاروا عليه».

وإذ أكد الحمود أنه ودون أدنى شك هناك عناصر غير منضبطة تتصرف من تلقاء نفسها، مشوهة صورة الجيش الحر، شدد على أن القيادة في الجيش الحر تعاقب من يرتكب أفعالا فردية ومن تلقاء نفسه لا تتوافق مع القواعد العامة التي يتبعها الجيش الحر.

وتأتي تعهدات الجيش الحر بينما كانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» قد دعت في وقت سابق الحكومة السورية إلى السماح على الفور لمراقبي الأمم المتحدة بالدخول إلى السجون المركزية في محافظتي حمص وحلب، لتفقد أوضاع السجناء «الذين ربما يواجهون خطرا على حياتهم خشية الانتقام العنيف، في أعقاب حدوث اضطرابات بالسجون».

وكان تقرير صادر عن المنظمة عينها، مطلع يونيو (تموز) الماضي، قال: «إن الحكومة السورية تمارس سياسة التعذيب على نطاق واسع». وأضاف التقرير أن المنظمة التقت بأكثر من 200 معتقل سابق، وتمكنت من تحديد 27 مركز اعتقال، على الأقل، عبر سوريا. ويفصل التقرير في ذكر طرق التعذيب المتبعة، واختفاء الأشخاص، وإلقاء القبض العشوائي على الأفراد. ويقول التقرير: «إن ما يرتكبه النظام يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية».

عبد الرزاق طلاس: وجه «الجيش الحر» الشاب

نجم حمص.. الذي سطع اسمه منذ بداية الانشقاقات

عبد الرزاق طلاس

بيروت: بولا أسطيح

يعد الملازم أول عبد الرزاق طلاس، قائد «كتيبة الفاروق» التابعة للجيش الحر والناشطة في محافظة حمص، من أصغر القادة العسكريين المنشقين والفاعيلن على الأرض في الداخل السوري. فمنذ انشقاقه في 30 مايو (أيار) 2011 سطع اسمه وذاع صيته ليتولى وبعد فترة قيادة «كتيبة الفاروق» الشهيرة، التي ضجت بها وسائل الإعلام العالمية بعد تمكنها من السيطرة على أجزاء كبيرة من حمص، خاصة خلال معارك بابا عمرو.

يوم بدأت المظاهرات والمتظاهرون يجوبون الشوارع والمدن، شعر طلاس بأنه لم يعد ينتمي إلى المؤسسة العسكرية التي تصدهم؛ بل لهذه الجماهير الثائرة. وهو – وبحسب ما يسرد عن نفسه – خرج في 30 مايو 2011 مع مجموعة من أصدقائه الضباط في مدينة الصنمين (حيث كان يخدم)، وراحوا يتجولون بسيارتهم حول المتظاهرين الذين اشتبهوا في أن السيارة لمخبرين. أحاط بهم الشبان وحاولوا التهجم عليهم، فما كان من طلاس إلا أن اعتلى ظهر السيارة وكشف عن صدره صارخا بالجموع المحيطة: «أنا معكم.. أنا عبد الرزاق طلاس من الرستن».. وتراجع المتظاهرون بعد أن تأكدوا من هويته. ويسمي طلاس تلك اللحظة بـ«الانشقاق الأول عن الجيش».

هو الناطق الإعلامي باسم «كتيبة الفاروق»، وقائدها في الوقت ذاته. فطلاس الذي يتمتع بكاريزما ساهمت، إلى حد بعيد، في شهرته في الداخل السوري كما في خارجه، كان نجم أكثر من فيلم وثائقي أعدته وسائل إعلام عالمية، جال مراسلوها مع القائد الشاب في شوارع حمص حيث كانت الجماهير تحمله على الأكتاف والنسوة يهللن له ويأخذنه بالأحضان، حسب ما تظهره مقاطع الفيديو التي يعج بها موقع «يوتيوب»، وهي المشاهد التي تؤكد الموقع الذي تمكن طلاس من الارتقاء إليه سريعا بصفته قائدا ذا كفاءة ومحبوبا.

ولعل الفيديو الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي والذي يظهر فيه طلاس ممسكا بيد أحد المراقبين الدوليين الذين كانوا يقومون بزيارة لأحياء حمص المنكوبة، زاد من شهرة القائد الشاب الذي ظهر بمشاهد متتابعة محاولا أن يحمي العناصر الدوليين من إطلاق نار من قبل القوات النظامية باتجاههم.

وقد أثارت لحية الملازم أول طلاس تعليقات كثيرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث تكثر الصفحات الداعمة للقائد الشاب. وقد رد طلاس على منتقدي لحيته قائلا: «لقد وصلني بعض من هذه النقاشات. وأقول للمهتمين (عن حسن نية غالبا) بأن اللحية بالنسبة لي هي حرية شخصية. وأرجو أن يتفتح ذهن الذين يحكمون على شخص من خلال شكله وليس من خلال سلوكه لاستيعاب الحرية الفردية للأشخاص. وأسألهم هل كان في سلوكي ما يوحي بأني أعمل لتيار أو حزب ما؟ أم إنني كنت على الأرض مع كل السوريين وأدافع عن كل السوريين؟ وأعيد الآن وبالفم الملآن: أنا إنسان مسلم.. وفقط مسلم مثل أي من المسلمين الذين يمارسون واجباتهم الدينية تجاه ربهم».

وفي آخر إطلالاته منذ أيام، أصدر طلاس بيانا متلفزا نفى فيه أن يكون تلقى أي دعم من العقيد الركن المنشق مناف طلاس. وبحسب الفيديو، أكد عبد الرزاق طلاس أن مصدر الدعم الوحيد هو ثقة الشعب السوري الحر، على حد تعبيره.

السعودية تطلق غدا أول جسر إغاثي للاجئين السوريين باتجاه الأردن

بينما سجلت التبرعات المادية 108 ملايين دولار

الرياض: بدر القحطاني

تتأهب نحو 40 شاحنة إغاثية في ثلاث مدن سعودية للتحرك صوب مخيم المفرق (شمال الأردن)، تحمل كل شاحنة نحو 20 طنا من المواد الغذائية واللوازم المعيشية التي تبرع بها السعوديون ضمن حملة خادم الحرمين الشريفين لنصرة الشعب السوري.

ووجه الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا بتسيير الجسر البري الأول لنقل المساعدات الإغاثية للشعب السوري الشقيق والذي سيتم تدشين انطلاقه مساء الغد بحسب بيان نشرته وزارة الداخلية أمس، الذي أضاف: «إن الحملة أولت إرسال الدفعة الأولى من التبرعات العينية لتلبي احتياجات الأسرة السورية في رمضان، وتسعى في التنسيق مع الجهات الإنسانية ذات العلاقة في الأردن لترتيب عملية توزيعها مع بداية الأسبوع القادم».

وأكدت الحملة تواصل تسيير الجسر الإغاثي البري من المملكة إلى مناطق تواجد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة عبر شاحنات محملة بالمساعدات الإغاثية، مشيرة إلى أنها لا تزال تستقبل التبرعات النقدية على الحسابات البنكية الخاصة، إلى جانب التبرعات العينية لدى مستودعات الأمانة العامة للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا بمدينة الرياض وجدة على مدى 24 ساعة. يأتي ذلك في وقت فاقت فيه التبرعات المالية 108 ملايين دولار.

ميدانيا، امتلأت المستودعات الخاصة بفرز المواد العينية وتصنيفها في الرياض بأطنان من التمور والطحين، إلى جانب الأرز والسكر والزيوت والملابس.

«ومن الأشياء التي تم التنبيه عليها ألا تقل صلاحية المواد الغذائية عن 9 أشهر، ليتسنى التعامل معها وتوزيعها بشكل مريح. حيث تفرز مرة ثانية ويتم التأكد من صلاحيتها وتستبعد أي مواد غذائية صلاحيتها أقل من 9 أشهر»، بحسب ما أوضح يوسف الرحمة مدير التنسيق والمتابعة في اللجان الإغاثية المشرف على التبرعات العينية لحملة نصرة التبرعات في سوريا.

وأشار الرحمة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المواقع الرئيسية التي ستصل إليها المساعدات في الأردن ستكون بمخيم المفرق، أما في لبنان فستكون التبرعات للاجئين السوريين في منطقة «البقاع» وشمال لبنان بمنطقتي «عكار» و«البيرة»، إلى جانب المخيمات القابعة في الحدود التركية التي لجأت إليها جموع من السوريين. بينما «ستسلك التبرعات طريق البحر للمواقع التي سيصعب الوصول إليها برا».

وقال: «سيتم إرسال المواد الرئيسية كالأرز والسكر والزيوت والطحين والتمور والمعلبات بأنواعها، إلى جانب العصيرات والحليب»، مضيفا: «إن بعض المواد التي تحتاج إلى تبريد لم نرسلها للمستودعات، ولكن تم الاتفاق مع المتبرعين كشركات الغذاء والألبان أن يحتفظوا بها في مواقعها لديهم، وسننقلها مباشرة من مستودعاتهم إلى مناطق اللاجئين».

هيثم المالح لـ «الشرق الأوسط»: «المكتب التنفيذي» فشل في تحقيق أي شيء للشعب

النشار: نواة الحكومة هي الحراك الثوري والمجالس العسكرية والمجلس الوطني

القاهرة: سوسن أبو حسين بيروت: يوسف دياب

استبعد هيثم المالح رئيس مجلس أمناء الثورة السورية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن يثير تأسيس مجلس أمناء الثورة السورية أي اعتراضات أو خلافات بين المعارضة السورية أو المجلس الوطني، وكشف عن أنه سيتم التشاور لعقد اجتماع قريب للمعارضة يعقبه إعلان تشكيل الحكومة السورية. بينما برز اعتراض ضمني من المجلس الوطني السوري على هذه الحكومة، بتأكيد عضو المجلس سمير النشار أن ما أعلنه المالح هو مبادرة شخصية منه، مشددا على أن «النواة الصلبة للحكومة تتشكل من الحراك الثوري، والمجالس العسكرية المنضوية تحت قيادة الجيش الحر والمجلس الوطني».

وحول رؤيته، قال المالح: «أعتقد أن الحديث عن معارضة لنا غير صحيح»، وأفاد: لو أن المجلس الوطني قد تمكن من تحقيق أهداف الثورة لما كان هذا المشروع. وتابع قائلا: إن «المجلس الوطني ليس ككيان، وإن المكتب التنفيذي، فشل في تحقيق أي شيء للشعب السوري، والأمر الوحيد الذي حصده هو الاعتراف الدولي فقط».

وردا على سؤال عما إذا كان تشاور مع المجلس الوطني السوري، أجاب المالح «لقد تشاورت مع كل أطياف المعارضة، ورئيس المجلس الوطني الدكتور عبد الباسط سيدا قال منذ أيام سنتوافق على شخصية توافقية تقود الحكومة». وعما إذا كانت هذه الحكومة بديلا عن المجلس الوطني في المرحلة المقبلة، أشار إلى أن «الحكومة هي جهاز تنفيذي على الأرض، أما المجلس الوطني فهو الإطار السياسي والوجه التمثيلي لإرادة كل أطياف المعارضة في المرحلة المقبلة، بحيث يكون أشبه ببرلمان يتولى عملية الرقابة والمحاسبة للحكومة وأدائها».

أما عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير النشار، فلفت إلى أن «موضوع الحكومة لم يجر النقاش فيه بشكل جدي بعد، إنما هناك حديث عن أفكار مماثلة». وأوضح أن «ما أعلنه الأستاذ هيثم المالح بشأن الحكومة هو عبارة عن مبادرة مقدمة منه، وهو يتصل بشخصيات ويطلب منها الانضمام إليه».

وقال النشار لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كمجلس وطني سوري لدينا فكرة أولية توافقنا عليها في مؤتمر (الأمانة العامة للمجلس) الدوحة، وهي نواة صلبة للحكومة، بحيث تتشكل من الحراك الثوري – أي تنسيقيات الثورة، والمجالس العسكرية المنضوية تحت قيادة الجيش السوري الحر والمجلس الوطني السوري، وهؤلاء وحدهم يشكلون نواة صلبة لأي حكومة». وأضاف: «إذا توافقت هذه المكونات على حكومة مؤقتة يمكن حينها تشكيلها على أن تتوسع فيما بعد، لتضم أطياف أخرى سياسية وممثلين عن المجتمع المدني في الداخل والخارج ورجال الأعمال وشخصيات وطنية كبيرة قد يتم التوافق عليها».

وحول ما إذا كان المجلس الوطني يوافق على أن يكون المالح رئيسا لهذه الحكومة، قال نشار «رئيس الحكومة الانتقالية يجب أن يكون شخصية وطنية توافقية معارضة ملتزمة بأهداف الثورة منذ بدايتها، هذا المعيار هو المطلوب والذي يفترض أن يجري النقاش حوله وهذه الصفات قد تنطبق على الكثير من الشخصيات السورية».

من جانبه، أكد الدكتور إبراهيم المرعي عضو المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس أنه لم يصدر أي تصريح رسمي حتى ظهر أمس عن المجلس، وقال إن هيثم المالح نفسه أعلن أنه لم يتم التشاور مع أي أطراف في الداخل أو في المجلس الوطني. واعتبر المرعي الإعلان عن الحكومة الانتقالية «مجرد فقاعات»، وأنه تم استغلال تصريح واشنطن وأنقرة بأنهما تحتاجان لحكومة انتقالية. وأضاف: «هناك غموض حول الشخصيات وتضاربات في المواقف».

وفي رد على إعلان المالح عن تأسيس المجلس الحكومي من القاهرة، أعرب عبد الأحد اسطيفو عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري عن اعتقاده بأن «هذه المحاولات غير جدية، وما هي إلا أرانب جديدة تخرج من قبعات من يعادي ثورة الشعب السوري، لأنها تعمينا عن هدفنا الأساسي المتمثل في إسقاط النظام».

ونفى اسطيفو أي علاقة للمجلس الوطني بالتشكيلات الحكومية التي تناقلتها وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية. ووصف اسطيفو هذه التسريبات بأنها «بالونات اختبار وقنابل معدة لتفجير المعارضة السورية» معتبرا إياها «قضايا تلهينا عن الهدف الأساسي المتمثل في محاربة هذا النظام المجرم».

وقال اسطيفو في تصريح لشبكة مراسلي المجلس الوطني السوري إن المجلس «لن يعلن أي تشكيلة حكومية إلا بالتنسيق والتشاور الكامل مع قوى الداخل السوري وفصائل الحراك الثوري، وستضم في حال إعلانها المؤسسة العسكرية التابعة للجيش السوري الحر إضافة إلى القوى السياسية المتمثلة في المجلس الوطني السوري». وأكد اسطيفو في اتصال معه أمس من إسطنبول أن «المجلس الوطني لن يعلن عن تشكيلة حكومية إلا من على الأراضي السورية المحررة».

وأكد فهد المصري، مسؤول الإعلام المركزي للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن لا علاقة للقيادة في الداخل بمشروع الحكومة الانتقالية الذي طرح في القاهرة، داعيا هيثم المالح إلى التمعن في مشروع الإنقاذ الوطني الذي تقدمت به القيادة المشتركة في الداخل.

وفي غضون ذلك، أصدر العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قائد المجلس العسكري في حمص وريفها، بيانا أعلن فيه أن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، ومكتب التنسيق والارتباط، وكل المجالس العسكرية في المدن والمحافظات، والكتائب والسرايا التابعة لها، تنفي نفيا قاطعا صحة المزاعم التي تناولتها عدة وسائل إعلامية حول لائحة تتضمن أسماء مقترحة للحكومة الانتقالية السورية المقبلة، وقال مؤكدا: «لا نتبنى هذه اللائحة أو غيرها، ولا علاقة لنا بالمطلق بنشرها، ونعتبره تصرفا غير مسؤول ومصادرة لرأي الآخرين وحق جميع القوى الثورية والوطنية في تطوير مشروع الإنقاذ الوطني الذي اقترحناه، وفي اختيار الشخصيات الوطنية الملائمة، ومحاولة مغرضة من أطراف معينة للتشويش، ومحاولات بائسة لخلق شرخ بين القوى الوطنية والثورية». وأضاف: «نشير إلى أن هذه اللائحة المنشورة من الأسماء كانت واحدة من عشرات اللوائح التي عرضت علينا على أنها مسودات للنقاش والدراسة من أطراف وطنية متعددة، ولم نتبنها، ولن نتبنى أي مشروع أو مقترح لا توافق عليه جميع القوى الثورية على الأرض. ونشدد مرة ثانية على أن أي مشروع أو حكومة يشكل هنا أو هناك لن يرى النور إن لم يتبن كامل مطالب الثورة دون أي نقصان أو مواربة، ولم يحظ بموافقة قوى الثورة الفاعلة على الأرض وموافقة القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل».

واعتبر سعد الدين مشروع المرحلة الانتقالية مشروعا يعلن الهيكلية والمؤسسات في الفترة الانتقالية عقب سقوط الأسد ونظامه، وأن «المشروع المطروح ليس خارطة طريق للبرامج التنفيذية، وإن عدم إعلاننا البرامج التنفيذية والخطط، شيء مقصود؛ احتراما منا لباقي أطياف الثورة السورية المجيدة على الأرض».

وأوضح البيان أن «الثورة السورية قضية داخلية بحتة بين نظام قاتل وشعب ثائر، ونؤكد أن الحكومة السورية الجديدة المقبلة حكومة وطنية بامتياز، ومسؤولة، وتعي التزاماتها الوطنية والإقليمية والدولية».

كما أكد البيان على أن «مشروع المرحلة الانتقالية لا يعني إسقاط الدولة؛ بل إسقاط النظام، لأن المشكلة في بنيته غير القابلة للإصلاح. ومشروع المرحلة الانتقالية لا يعني استثناء أحد من العاملين في الدولة، وبشكل خاص الكفاءات والخبرات، إلا من تلطخت أياديهم بدماء السوريين وبالفساد. ومشروعنا لا يعني تحطيم الدولة؛ بل صيانتها والعمل من خلال المؤسسات الدستورية والشرعية».

من جهة أخرى، وعن مواقف الدول العربية والإقليمية المعنية بالأزمة السورية وما إذا كانت راضية عن الحكومة المقترحة، قال المالح: «بعد انتهاء المشاورات سنستشف الوضع العام.. وأنا أزور بشكل دائم جامعة الدول العربية وأتشاور معها في هذا الأمر».

وحول طبيعة الحلول للخلاص من نظام الأسد، وعما إذا كانوا يعولون على خروج قرار من مجلس الأمن، قال المالح: نحن لن نراهن على الخارج إطلاقا وشهدنا في المرحلة الماضية أن ما يسمى بالمجتمع العربي والدولي دورهم غير فاعل وأعطوا مهلا للنظام للمزيد من القتل والتنكيل بالشعب السوري ولذا نحن نراهن على قوانا الداخلية والجيش السوري الحر وعلى الثوار في الداخل والمعارضة المتواجدة هنا وهناك من أجل المساعدة في إسقاط النظام. وأضاف المالح: سوف يسقط هذا النظام قريبا، وليس ببعيد.. وأنا أعتقد هذا، وسبق أن ذكرت أن نظام بشار الأسد سوف ينال مصير القذافي. وعما إذا كان الأسد سوف يحتمي بالجبل في سوريا ومن ثم تشكيل دولة علوية، قال المالح: لا أعتقد ذلك وليس أمامه فرصة للهرب. وحول دور الجامعة العربية خلال المرحلة القادمة قال: أولا سوف نطالب العالم بالاعتراف بنا كمعارضة ممثلة للشعب. وكشف عن لقاء يعقده اليوم (الأربعاء) مع الدكتور نبيل العربي لعرض نتائج المؤتمر وتأسيس مجلس أمناء الثورة، مشيرا إلى أن لديه اتصالات قديمة مع الدكتور العربي. وأضاف: سوف أسلمه وثائق المجلس وسندعو إلى اجتماع للمعارضة قريبا سوف يعقبه إعلان تشكيل الحكومة.

وكان المالح قال في المؤتمر الصحافي أمس إن المجلس سوف يتواصل مع الجميع في الداخل والخارج سياسيين وعسكريين لإسقاط نظام بشار الأسد. وردا على سؤل لـ«الشرق الأوسط» حول انشقاق مناف طلاس، قال المالح إن الإخوة المنشقين سيكون لهم دور بكل تأكيد، ولكن لم نتواصل مع طلاس بعد، ويمكن التعامل معه من خلال التكتل العسكري وكذلك المجلس العسكري الذي أعلن في حلب.

وردا على سؤال حول الاعتراف بمجلس الأمناء، قال المالح إن «المعترفين بالمجلس الوطني هو اعتراف بحق الشعب السوري في التغيير». وأضاف: «لا خلاف مع المعارضة، والجميع يتفق على الثوابت، وهي إسقاط النظام. والأصل في المعارضة هو الخلاف، ومن ثم نعمل على التوافق من أجل سيادة وصيانة وحدة الشعب السوري والأرض وتحرير كل شبر من العصابة الأسدية».

وردا على سؤال آخر لـ«الشرق الأوسط» حول تعامل المجلس مع المنشقين من حزب البعث السوري، قال المالح إن حزب البعث به انشقاق، وكل من انشق من الجيش والدبلوماسيين هم من حزب البعث، ونرحب بهم، ومبدأ التعاون مع حزب البعث متروك للتعارف على من ارتكب جرائم ضد الشعب السوري وسوف نجد الحلول ونرضي جميع الأطراف ومن ارتكب جرائم سيحال إلى القضاء.

وردا على مسألة التعدد الطائفي، أوضح المالح أن الطائفية حديثة العهد في سوريا، مشيرا إلى أنه منذ فجر الإسلام تعايش الجميع في سلام لأن القاعدة الأساسية في سوريا قائمة على الاعتدال. وقال: لا توجد أي حساسية من القوميات أو حتى الطوائف، وكل تحت مظلة سوريا الموحدة، مؤكدا أن مجلس أمناء الثورة مفتوح لمن يرغب في الانضمام.

المالح أول رئيس لحكومة سورية معارضة

اعتقل مرات كثيرة بسبب آرائه المعارضة.. وخرج عام 2011 لكبر سنه

القاهرة: مي مجدي

يعد هيثم المالح (82 عاما) أحد أبرز النشطاء الحقوقيين والسياسيين في سوريا منذ نهاية خمسينات القرن الماضي، ويعمل ناشطا في منظمة العفو الدولية منذ 1989، كما يعد من أبرز وجوه الثورة الشعبية السورية.

بدأ المالح مشواره السياسي والحقوقي كمحام عام 1957، بعد أن حصل على بكالوريوس في القانون ودبلومة في القانون الدولي، وفي عام 1958 دخل السلك القضائي، لكنه لم يستمر طويلا فيه، نظرا لمواقفه المناهضة للنظام السوري آنذاك، مما دفع به إلى العودة مرة أخرى إلى المحاماة.

تعرض المالح للاعتقال عدة مرات على خلفية نشاطه السياسي والحقوقي؛ ففي إحدى المرات اعتقل لمدة ست سنوات من 1980 إلى 1986 عندما طالب السلطات السورية بإجراء إصلاحات سياسية ودستورية، وخلال فترة اعتقاله قام بالإضراب عن الطعام عدة مرات.

كما اعتقل مرة أخرى يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2009، بعد مقابلة أجراها مع قناة «بردى» السورية (المعارضة)، وأحيل إلى القضاء العسكري، وحوكم بتهمة نشر أنباء كاذبة ومعلومات مضللة من شأنها «أن توهن نفسية الأمة»، حيث تحدث المالح، في حواره الهاتفي مع مذيع برنامج «بانوراما» على فضائية «بردى»، عن القبضة الأمنية التي تشتد من شهر إلى آخر، ومن سنة إلى أخرى في سوريا، وقال: «أحوالنا في هذا العام أسوأ من العام الماضي، فالاعتقالات تزداد..» وضرب مثالا باعتقال زميله مهند الحسني، لمجرد رصده للمحاكمات والأحكام التي كانت تصدر في محاكمات علنية.

وقد تم الإفراج عن المالح في الثامن من مارس (آذار) 2011 لأن عمره كان قد تجاوز السبعين، وقد تصادف الإفراج عنه مع قرار بعفو رئاسي في الذكرى السنوية لوصول البعث للسلطة، ولكن هذا العفو كان لا يشمل المعتقلين السياسيين.

وبعد الإفراج عنه، طالب النظام السوري بالتوقف عن اعتقال النشطاء السياسيين، مؤكدا حق كل مواطن سوري في التعبير عن رأيه، وأن السجناء السياسيين هم أصحاب رأي وقضية وليسوا دعاة عنف. كما دعا المالح عدة مرات الرئيس السوري بشار الأسد بضرورة رفع حالة الطوارئ المفروضة في البلد منذ وصول حزب البعث العربي الاشتراكي لسدة الحكم عام 1963.

تولى هيثم المالح منصب رئيس جمعية حقوق الإنسان في سوريا، التي أسسها هو وعدد من النشطاء الحقوقيين في يوليو (تموز) 2001، ومنح عددا من الجوائز التقديرية لدوره في الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا؛ فقد منحته اللجنة الاستشارية الوطنية الفرنسية لحقوق الإنسان جائزة تكريمية في عام 2004 عن البحث الذي قدمه عن التعذيب في سوريا، ومنح جائزة الكرامة السنوية بجنيف للمدافعين عن حقوق الإنسان في 2010، بالإضافة إلى جائزة هولندية منحت له عام 2006، ولكنه لم يتمكن من تسلمها لكونه ممنوعا من مغادرة بلاده.

قائمة بأسماء مجلس أمناء الثورة السورية

* هيثم المالح (الرئيس)

* نواف البشير – أيمن هاروش (نائبا الرئيس)

* لؤي زعبي – سعد عثمان – عثمان بدوي – أحمد جلال السيد – شواخ البرساني – محمد الطريفي – يوسف المنى – قاسم سويداني – أحمد التركاوي – قاسم سويدان – أحمد السياسة – مروان الدقر – يوسف الملا (الأعضاء)

مجلس أمناء الثورة السورية ينطلق من القاهرة ويؤسس مكاتب في لبنان والأردن والعراق

تكليف المالح بتشكيل حكومة انتقالية والتشاور مع المعارضة والجيش الحر

القاهرة: سوسن أبو حسين

بعد اجتماعات سرية دامت ثلاثة أيام للقوى السياسية السورية المعارضة، أعلن المعارض السوري المستقل هيثم المالح تشكيل مجلس أمناء الثورة، الذي يضم 15 شخصية، برئاسة المالح ونائبين للرئيس. وقال إن الهدف هو تأسيس هيئة محايدة تضم شخصيات من الداخل والخارج لها طابع الحياد والبعد عن الحزبية.

وأضاف المالح في مؤتمر صحافي عقد بالقاهرة، ظهر أمس، أنه تم الاتفاق، بعد إجراء انتخابات، على تشكيل مجلس رئاسي، الذي كلف بتشكل حكومة انتقالية، وأن يبدأ بالتشاور مع كل القوى السياسية في الداخل والخارج.

وتابع المالح أن المرحلة الحالية دقيقة ومفصلية للتخلص من العصابة التي تحكم سوريا، وقال: «نحن لا نريد فراغا إداريا أو سياسيا، والاتجاه سيكون بتشكيل حكومة انتقالية بعيدة عن الحزبية حتى لا تخضع للتجاذبات، وأن تكون توافقية». وأفاد بأن إعلانها سيكون في القريب، وأنه سيقوم بمشاورات ثم عقد اجتماع لبحث نتائج مشاوراته، وكشف عن تحويل مدينة حلب بعد التحرير لتكون مقرا لتحرير كامل الأرض السورية.

وتلا البيان الختامي للمؤتمر محمود السيد الدغين، عضو مجلس أمناء الثورة، الذي استهل بنوده بتوضيح لتعيين نائبين للرئيس هما نواف البشير من دير الزور وأيمن هاروش. وقال إن المجلس كلف هيثم المالح بتشكيل حكومة انتقالية، وأضاف أن مجلس أمناء الثورة يضم كل مكونات الشعب السوري من عشائر ومعارضة، وهدفه هو إسقاط النظام الفاقد للشرعية وبناء دولة القانون والمؤسسات والتعددية.

وتابع أن مقر المجلس سيكون في القاهرة، وله فروع في لبنان وتركيا والعراق، وبعد ذلك سوف ينتقل المجلس إلى الداخل فور تحرير سوريا. وقال إن أهداف وأسس المجلس تنص على اعتبار التراب السوري وحدة كاملة غير قابلة للتجزئة أو المفاوضة عليها، والعمل على تحرير الأراضي السورية المحتلة.

كما تنص على أن الشعب السوري واحد بكل مكوناته الدينية والقومية ويرتبط بعمقه العربي والإسلامي بشكل كامل، واعتبار الحراك السوري حراكا ثوريا محضا ضد سلطة فاقدة للشرعية وغير مؤهلة لقيادة الدولة، وأنه لا يشترط الاتفاق فيما بين أطياف المعارضة والثوار إلا فيما ينبغي الاختلاف فيه، كوجوب إيجاد آلية لإسقاط النظام ووجوب إيجاد مشروع سياسي بديل عن الأسد ومرتزقته، على أن يكون هذا المشروع متماسكا، مع حفظ التنوع الفكري والعقدي وتقبله الأغلبية وليس بالضرورة الإجماع.

كما تنص أهداف المجلس الجديد على تبنى مطالب الشعب السوري بإسقاط جميع أركان النظام الحاكم في سوريا، باستثناء آلية نقل السلطة بشكل كامل وتسليمها لحكومة انتقالية يتم تشكيلها من الكفاءات الوطنية، كي تقوم على إدارة المرحلة الانتقالية، لحين إجراء انتخابات حرة ونزيهة تنطلق من دستور جديد يضمن الحقوق والعدل والمساواة لجميع أبناء البلد الواحد من منطلق المواطنة الكاملة. ومن الأهداف أيضا تبني مطالب الشعب السوري المشروعة والعمل الدؤوب لتسريع التحرك الدولي بما يتناسب مع المستجدات، واتخاذ تحركات أكثر حزما لإيقاف سفك الدماء ووضع حد لـ«تمرد العصابة الأسدية العميلة للنظام الحاكم في إيران، ومشروعه الهادف للسيطرة على المنطقة، مع مراعاة الشرعية الدولية وجميع القوانين الإنسانية».

وكذلك نصت الأهداف على العمل من أجل الحفاظ على حرية وكرامة الشعب السوري، والعدل بين جميع أطيافه دون المساس بأي حق من حقوقه العقدية والفكرية، واعتبار حماية المدنيين أثناء الثورة (فترة الحراك الثوري) وبعدها ملزمة، ويعمل على تعميمها بين الهيئات الثورية، واحترام كل المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي أبرمتها السلطة الحاكمة في سوريا قبل انطلاقة الثورة الثورية في مارس (آذار) 2011، بما لا يتعارض مع مصالح الشعب السوري وثوابته الوطنية. مع التأكيد على عدم التفريط بهذه المصالح تحت أي ظرف من الظروف، وتعتبر أي اتفاقية بعد ذلك التاريخ غير ملزمة.

وجاء في أهداف المجلس الجديد التأكيد على علاقات حسن الجوار والأمن المشترك ودعم الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية، والتأكيد على احترام قواعد القانون الجنائي الدولي والقانون الدولي الإنساني، وكذلك احترام قواعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الموقع في عام 1948 والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الموقع في عام 1971، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

كما جاء في الأهداف تثمين دور المرأة السورية ومساهمتها في الثورة وفي جميع المجالات والحفاظ على كل مكتسباتها وصيانة حقوقها.

إلى ذلك، قال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» إنه «من المبكر» الحكم على اجتماع القاهرة، مشددا على أن الاجتماعات ما زالت مستمرة، ولم يخرج بيان رسمي منها بعد. وأضاف أنه على كل حال «يجب أن تكون هناك مصادقة من الأطراف السورية الأخرى على هذا التجمع» قبل الحكم عليه. ولفت الناطق إلى أن الاجتماعات ليست برعاية الجامعة العربية، بل ينظمها فرع الدوحة لمؤسسة «بروكينغز» الأميركية. ويذكر أن ممثلا عن الحكومة البريطانية المسؤول عن التعاطي مع المعارضة السورية حضر الاجتماع، بالإضافة إلى مسؤولين غربيين آخرين مهتمين بالشأن السوري.

تركيا ترفع حضورها الدبلوماسي والعسكري في الأزمة السورية

أردوغان وأوباما: لا مكان للأسد في سوريا المستقبل

بيروت: ثائر عباس

ترفع تركيا بشكل متزايد من وتيرة مواقفها من الأحداث الجارية في سوريا، حتى بات حديث «التدخل العسكري» و«المنطقة الآمنة» قاسما مشتركا على لسان قادتها السياسيين في الإفطارات المتنقلة التي تقام في أنقرة وإسطنبول. أما قادتها العسكريون، فهم بدورهم يغضون الطرف عن معلومات تتسرب عن الاستعدادات العسكرية التي يقوم بها الجيش عند الحدود المشتركة، خصوصا تلك القريبة من حلب حيث تدور أعنف المعارك للسيطرة على القطاع الحدودي الحيوي بين البلدين.

وبينما كان وزير الخارجية، داود أوغلو، يتحدث صراحة عن «إمكانية التدخل العسكري لحماية المدنيين»، أعلن مكتب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أنه اتفق مع الرئيس الأميركي على ضرورة «تسريع رحيل الأسد لمصلحة سوريا».

وتقوم الدبلوماسية التركية بدور ناشط جدا، ففي حين يفترض أن يتوجه داود أوغلو اليوم إلى كردستان العراق للبحث في أزمة الوجود الكردي المسلح عند الحدود مع سوريا، كان مساعد وزير الخارجية التركي لشؤون الشرق الأوسط خالد تشاويك يتجه إلى طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين تتمحور حول الوضع السوري.

وذكرت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية أن المسؤول التركي سيجري خلال هذه الزيارة محادثات مع وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، تتعلق بما تشهده المنطقة من تطورات، لا سيما الأوضاع الجارية في سوريا. وكانت السفارة الإيرانية في أنقرة أصدرت بيانا قالت فيه إن «الموضوع السوري سيهيمن على اللقاءات التي سيجريها مساعد وزير الخارجية التركي، خالد تشاويك». بينما قال الناطق بلسان الخارجية التركية سلجوق أونال لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة روتينية، وهي مخصصة للبحث في العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة عموما، ومن ضمنها سوريا.

وقال مصدر قريب من أردوغان لـ«الشرق الأوسط» إن الزعيمين اتفقا على أنه لا مكان للأسد في «سوريا المستقبل»، مشيرا إلى أن الطرفين اتفقا على ضرورة «تسريع الجهود المبذولة لإخراج الأسد من السلطة في سوريا، ووضع البلاد على سكة التغيير الديمقراطي».

وقال مكتب أردوغان في بيان أصدره، أمس، إنه ناقش والرئيس الأميركي باراك أوباما كيفية العمل معا للإسراع بالانتقال السياسي في سوريا. وأوضح أن المحادثة الهاتفية التي استغرقت 36 دقيقة «تناولت تنسيق جهود الإسراع بعملية الانتقال السياسي في سوريا، بما في ذلك ترك بشار الأسد السلطة وتنفيذ المطالب المشروعة للشعب السوري».

وأبدى الزعيمان قلقهما المتزايد إزاء الأوضاع الإنسانية التي تزداد سوءا في سوريا، بسبب هجمات النظام السوري الذي يستهدف شعبه ووحشية النظام، وفي الآونة الأخيرة في حلب. وناقش أردوغان وأوباما أيضا الحاجة للعمل معا لمساعدة المدنيين الذين يحاولون الفرار من العنف في سوريا إلى تركيا ودول مجاورة.

وفي إفطار جمع داود أوغلو مع رؤساء مكاتب الصحف التركية في أنقرة، أول من أمس، قال وزير الخارجية التركي إن القوات التركية قد تتدخل الأراضي السورية لحماية المدنيين الفارين من قوات النظام. وأضاف: «إذا كان ثمة 10 آلاف لاجئ يحاولون الفرار إلى تركيا وقوات النظام تطلق عليهم النار، فلا تركيا ولا أي دولة في العالم تستطيع البقاء متفرجة».

وأشار إلى أنه حض الأمين العام للأمم المتحدة في اتصال هاتفي أجرياه قبل أيام على ضرورة قيام الأمم المتحدة ومجلس الأمن بدورهما في حماية المدنيين السوريين. واعتبر أن عدم قيامهما بشيء «شوه مصداقيتهما». وأضاف: «تركيا لم تقم بشيء لحماية المدنيين في حلبجة، عندما قتل صدام حسين 5000 كردي بالأسلحة الكيماوية، لكنها مصممة على عدم السماح بتكرار الشيء نفسه في بلد مجاور آخر». واعتبر أن حلب هي أكثر مكان حساس في المنطقة. و«ضرب الانتظام العام فيها سوف يؤثر بشكل سلبي على الاستقرار في تركيا، ولهذا نتخذ كل الاحتياطات الممكنة».

وفي حين رفض داود أوغلو الخوض في تفاصيل ما تقوم به بلاده، اعتبر أن الهجمات التي يشنها النظام على حلب، لا تختلف عن الهجمات التي تشنها إسرائيل على غزة.

وأوضح داود أوغلو أن نحو 500 ضابط سوري انشقوا عن النظام وفروا إلى تركيا حيث يقيمون الآن، بينهم 28 عميدا و47 عقيدا.

مصادر دبلوماسية: مجلس الأمن يجتمع الأحد لمناقشة الوضع في سوريا

تجاذب فرنسي عربي على «أسبقية» التوجه إلى الجمعية العامة أو المجلس

باريس: ميشال أبو نجم

تجري باريس سلسلة اتصالات موسعة مع الأطراف الفاعلة في مجلس الأمن الدولي ومع عدد من الدول العربية وأمين عام الجامعة العربية تحضيرا لاجتماع مجلس الأمن الدولي على المستوى الوزاري، الذي أعلنت رغبتها أن ينعقد قبل نهاية الأسبوع الحالي.

وكشفت مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع في العاصمة الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» أن الموعد «المبدئي» لاجتماع مجلس الأمن حدد يوم الأحد المقبل. وتتواصل فرنسا التي تبدأ اليوم رئاستها لمجلس الأمن ولمدة شهر واحد، مع الأطراف الغربية (الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والبرتغال) وبعض العرب من أجل بلورة مسودة مشروع قرار يفترض أن يطرح على المجلس لمناقشته والتصويت عليه، في ظل مخاوف من أن يصل مثل، مشاريع القرارات السابقة، إلى طريق مسدود بسبب حق النقض (الفيتو) الروسي والصيني.

وتريد باريس التي عليها التعامل، بصفتها رئيسة مجلس الأمن، مع ثلاثة ملفات ساخنة هي: الوضع السوري بشكل عام، وعملية الانتقال السياسي، ومصير بعثة المراقبين الدوليين التي تنتهي فترة انتدابها في 20 أغسطس (آب) الحالي، والتجديد لقوة اليونيفيل في جنوب لبنان قبل 31 أغسطس الحالي (نهاية انتدابها)، من القرار (الجديد) أن يحقق أمرين: وقف العنف والقتل من جهة، وتسهيل عملية الانتقال السياسي في سوريا عن طريق إعادة إحياء «ورقة جنيف» التي تنص صراحة على عملية «الانتقال السياسي» بـ«المفهوم الغربي» لها كما ثبتها مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس في 6 يوليو (تموز) الماضي، أي برحيل الرئيس السوري عن السلطة؛ الأمر الذي نفته موسكو بشدة.

وحتى يوم أمس، لم تكن باريس قد بلورت مسودة المشروع الذي يحتاج لاتصالات عديدة بما في ذلك مع الطرفين الروسي والصيني لمعرفة مدى إمكانية الوصول إلى «رؤية» مشتركة.

ورغم العقبات التي تحول دون ذلك، فإن باريس تبدو «غير يائسة» من التوصل إلى تحريك موسكو. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أول من أمس، خلال وجوده في لندن لحضور إحدى مباريات الفرق الرياضية الفرنسية في الألعاب الأولمبية، أن «واجبه» يكمن في «مواصلة الضغوط، وآمل أن نتوصل إلى نتيجة؛ إذ إن فرنسا ستتسلم رئاسة مجلس الأمن وسنعمل من أجل قرار (جديد)». وبحسب هولاند، فإن واجبه هو «إقناع الذين ما زالوا متحفظين أو يمانعون في ممارسة ضغوط أقوى على سوريا في مجلس الأمن» في إشارة إلى روسيا والصين وإلى رغبة الغربيين وعديد من أعضاء المجلس في استصدار قرار تحت الفصل السابع يفرض عقوبات اقتصادية على سوريا أو يهدد بفرضها دون أن يذهب إلى إتاحة اللجوء إلى العمل العسكري ضدها.

غير أن رغبة باريس في التعجيل باجتماع لمجلس الأمن تثير «إشكالية» مع رغبة الجانب العربي في التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار يحظى بدعم واسع قد لا يقل عن 140 بلدا. ويريد الجانب العربي أن يتم التصويت على القرار في الجمعية العامة يوم الخميس المقبل بينما ترغب باريس في أن يؤجل للأسبوع اللاحق بحيث يتم التركيز على مجلس الأمن لينظر بعدها في التوجه إلى الجمعية العامة.

وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الأوسط» إن الجانب العربي طرح حججا مخالفة للتوجه الفرنسي؛ إذ أكد أنه «من الأفضل» أن يصدر قرار الجمعية العامة أولا بحيث يتم الاستناد إليه وللشرعية التي يكون قد اكتسبها بما يحمله من دعم سياسي ومقترحات «عملية» مثل الممرات والمناطق الآمنة وخلافها، عند التوجه إلى مجلس الأمن. وبحسب الجانب العربي، فإن الضغوط السياسية على روسيا والصين وقتها ستكون أقوى.

لكن الجانبين الفرنسي والعربي يخففان من أهمية هذه المنافسة. وقالت مصادر فرنسية وعربية إن المبادرتين «غير متعارضتين وتكمل كلتاهما الأخرى، وبالتالي ليس من تسابق بينهما».

أما الكلام الرسمي، فهو التعبير المتبادل عن دعم كل طرف لمبادرة الطرف الآخر. وبعد أن أيدت باريس أكثر من مرة المبادرة العربية وساندتها وتبنتها، أصدر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس بيانا رحب فيه بدعوة وزير الخارجية لوران فابيوس للمجلس من أجل الاجتماع سريعا على المستوى الوزاري. وينتظر أن يشارك العربي في الاجتماع المرتقب إذا ما انعقد على هذا المستوى.

قوات الأسد تفقد سيطرتها على معاقلها في ريف سوريا

عمليات القتل دفعت السكان لحمل السلاح.. وخلال أسابيع تشكلت 14 جماعة مقاتلة

الباب (سوريا): ليز سلاي

وصلنا في وقت متأخر إلى هذه البلدة الزراعية الصغيرة الواقعة وسط تلال ريف سوريا شرق حلب، حيث فسر غياب المظاهرات بمثابة إشارة ضمنية على دعم حكومة بشار الأسد.

لكن ما إن بدأت المعركة في مايو (أيار) حتى انتهت سريعا، على الأقل وفق معايير الثورة التي تدخل شهرها الـ17. واحتفل سكان البلدة باقتراب انتصارهم شبه الكامل على القوات الموالية للنظام بعد هروب آخر حامية للجيش من المدينة يوم الأحد، لنفاد إمداداتها من الغذاء وانخفاض معنويات جنودها.

وبذلك، أصبحت مدينة «الباب» أبعد نقطة في الرقعة الريفية الممتدة جنوبا من الحدود التركية نحو مدينة حلب تخرج عن سيطرة الحكومة خلال الأسابيع القليلة الماضية.

ألقى انحسار سلطة النظام في هذه المحافظة الشمالية بظلاله على المعارك الهادفة إلى السيطرة على مدن حمص ودمشق، وانضمت إليهم مدينة حلب خلال الأيام القليلة الأخيرة، حيث تشن الحكومة هجوما واسع النطاق لتحرير الأحياء التي تمكن الثوار من السيطرة عليها في الأيام الأخيرة.

وبرغم أن قوات الأسد سخرت كل مواردها لتعزيز قبضتها على الأحياء السكانية الرئيسية، فإنها لا تزال تواصل خسارة نفوذها في المناطق الريفية جراء سلسلة من المعارك غير المحسومة التي لم تبد قاطعة بعد، لكن ذلك يبدو أنه يعطي زخما للثوار. قصة معركة الباب، إحدى الجبهات التي تجاهلتها حرب تدور رحاها في جبهات عدة، تشير إلى أن سيطرة الحكومة كانت أكثر هشاشة مما كان يعتقد البعض، وأن ذلك اتضح بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية.

هذا الجزء من البلاد، الذي كان من المعتقد أنه محايد في الصراع، والذي تهيمن عليه الأغلبية السنية، دفعت عزلته عن الصراع في المناطق الأخرى الحكومة على التمسك بمزاعمها بأنها لا تزال تحظى بتأييد قطاعات واسعة من السكان غير العلويين.

يشير عمار عثمان (29 عاما) ناشط في اتحاد تنسيق مدينة الباب وضواحيها إلى أن تأخر محافظة حلب في اللحاق بركاب الثورة يعود بشكل كبير إلى إصرار الحكومة على منعها من القيام بذلك، لا لعدم رغبة أبنائها في ذلك.. وتعتبر حلب بسكانها، الأربعة ملايين نسمة، أكثر محافظات سوريا (الـ14) من حيث تعداد السكان والثراء، وقد وهبها موقعها على الحدود التركية ميزة استراتيجية تتجاوز دورها كمركز تجاري وزراعي في البلاد.

ويقول عثمان، الذي قضى 45 يوما في السجن العام الماضي لمشاركته في تنظيم المظاهرات: «كان النظام قويا للغاية هنا. فنشروا كثيرا من القوات الأمنية، لأنهم يعلمون أنهم لا يستطيعون تحمل خسارة حلب».

في 20 أبريل (نيسان) تسارعت وتيرة العنف في المناطق الأخرى، وبدأت محافظة حلب في التحرك، ليتغير كل شيء في مدينة الباب. في ذلك اليوم فتحت القوات الموالية للأسد نيرانها على المظاهرة التي أقيمت هنا للمرة الأولى لتقتل سبعة أفراد، وكان من بين القتلى عمار النجار (20 عاما)، طالب الهندسة الذي قاد المظاهرات السلمية في المدينة.

وبكى والده كمال الأسبوع الماضي بشدة وهو يتذكر وفاة ابنه، قائلا: «لم يكن يطلب سوى الحرية من الاستبداد، كان ذلك سلاحه الوحيد».

ويشير ياسر أبو علي، المتحدث باسم الثوار في المدينة إلى أن عمليات القتل دفعت سكان المدينة إلى حمل السلاح، وفي 20 مايو (أيار)، كانت جماعة «أبو بكر الصديق» الأولى التي تعلن عن تشكيلها. وخلال أسابيع تشكلت 14 جماعة أخرى. هذه الجماعات التي تحمل أسماء مثل «شهداء الباب» و«كتيبة الأنصار» و«كتيبة سلمان الفارسي» تصف نفسها جميعا بأنها جزء من الجيش السوري الحر، لكنها لا تتمتع باتصالات رسمية مع قيادة الجيش، في جنوب تركيا.

ويقول أبو علي: «نحن نعتمد على أنفسنا. فكل ما نمتلكه هنا اشتريناه بأموالنا الخاصة أو استولينا عليه من النظام».

لكن الثوار حشدوا ما يكفي من الأسلحة والذخيرة لشن هجوم لطرد القوات الحكومية من المدينة. وتوج هذا الجهد بتحرير مكتب البريد، الذي كان الأخير ضمن سلسلة المؤسسات الحكومية التي تسقط في قبضة الثوار، نظرا لتمركز قناص تابع للنظام على سطح المبنى إلى أن قتل بقاذفة آر بي جي على يد مقاتلي الجيش السوري الحر.. اللحظة التي وصفها وخلدها الكثيرون من أبناء مدينة الباب على «يوتيوب».

اندلعت احتفالات أهالي المدينة البالغ عدد سكانها 175000 نسمة، واحتشدت مجموعات الثوار في المباني الحكومية والمدارس والمؤسسات الأمنية التي تمت السيطرة عليها في الأيام السابقة، لرفع أعلام الثورة السورية وإقامة مقر جديد.

لكنه كان نصرا غير مكتمل، ففي الطرف الجنوبي للمدينة لا يزال معسكر الجيش معززا بشكل يصعب على الثوار المسلحين بالأسلحة الخفيفة السيطرة عليه. يوجد في المعسكر ما يزيد على 100 جندي، أقل عددا من الثوار الذين تزيد أعدادهم على 1000 مقاتل، لكنهم مسلحون بدبابات ومدفعية وقذائف هاون، ويحصلون على دعم من المروحيات الحربية، التي استخدمت بشكل متكرر خلال تراجع قبضة النظام على المناطق البعيدة.

على مدار الأسبوعين التاليين، قتل 75 شخصا خلال قصف المسلحين لمدينة الباب بالدبابات وقذائف الهاون، التي تعد خسارة كبيرة في هذا المجتمع الصغير في مثل هذه الفترة القصيرة. وفر أكثر من 50000 شخص من سكان المدينة إلى القرى النائية أو الحدود التركية التي تبعد 50 ميلا. أما من فضلوا البقاء في المدينة، فلا يعلمون إلى أين ومتى ستسقط قذائف المدفعية المقبلة؟! ارتفع صوت أميرة رجب، والدة عمار النجار، بالدعاء أثناء سقوط قذيفة هاون بالقرب من منزلها الأسبوع الماضي في إشارة إلى بداية يوم جديد من القصف، ثم انفجرت في البكاء.

لكن بينما كانت المدينة ترتعد فرائصها خوفا، كان هناك سيناريو أكثر إحباطا يتضح في معسكر الجيش الذي كانت تطلق منه القذائف. ففي يوم الجمعة سعى قادة المعسكر إلى التفاوض حول معبر آمن لرجالهم ومعداتهم. وافق الثوار، ثم أعدوا لهم كمينا دمروا خلاله دبابة وأجبروا البقية على العودة إلى القاعدة.

وقال أبو بكر، قائد الثوار الذي يرأس كتيبة أبو بكر: «لقد ارتكبوا كثيرا من المذابح، وقتلوا كثيرا من أبناء المدينة، ولن نسمح لهم بالهرب. نحن في حالة حرب، إضافة إلى ذلك، نحن لا نثق بهم. فربما يطلقون النار علينا».

وأوضح جنديان منشقان عن الجيش قبل يومين أن الطلب كان حقيقيا. فقد انقطع المعسكر المحاصر بالثوار عن العالم الخارجي، ونفد الطعام الموجود لدى الجنود. أما من أصيبوا في المصادمات فلم يتمكنوا من إجلائهم للعلاج. ويقول خليل اليوسف، الذي تسلق سياجين محيطين بالمعسكر ووصل إلى الثوار بعد التفاوض على خروجه مع ابن عم له في الجيش السوري الحر في دمشق: «الجنود هناك خائفون للغاية».

وفي وقت مبكر من صباح الأحد، وخلال نوم الثوار بعد محاولة فاشلة خلال الليل لإطلاق صواريخ محلية الصنع على المعسكر، شق الأفراد الناجون من الحامية طريق هربهم، وتكفلت المروحيات الحربية وطائرات مقاتلة بتغطية عملية الهروب.

هبت المدينة مرة أخرى، ونزال الثوار إلى الشوارع وهم يقودون دبابة وقطعة مدفعية وكميات كبيرة من الذخيرة التي خلفها الجنود الفارون، وأطلقوا النار في الهواء ابتهاجا، لكن بصورة متقطعة، لأنهم قالوا إنهم يخشون من نفاد الذخيرة.

وخلال ساعات عاودت المروحية الظهور وبدأت في إطلاق الصواريخ لتتوقف الاحتفالات ويسارع أهالي المدينة إلى داخل منازلهم مرة أخرى.

* خدمة «واشنطن بوست»

مظاهرات مسائية بعد سقوط 86 قتيلا

اشتباكات وقصف عنيف على حلب

                                            تتواصل الاشتباكات في مدينة حلب بسوريا، حيث تمكنت عناصر الجيش الحر من السيطرة على عدة مراكز أمنية بالمدينة، وقصف الجيش النظامي مناطق في حلب بطائرات هليكوبتر هجومية وطائرة ميغ، كما قصف أحياء أخرى في حمص ودير الزور وريف دمشق ودرعا وإدلب، مما أدى لمقتل 86 شخصا.

وأفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن عناصر الجيش الحر سيطروا على مخافر أحياء الصالحين وهنانو وباب النيرب, وأسروا عددا من جنود الجيش النظامي، وقد رصدت كاميرا الجزيرة جانبا من المعارك.

وقصفت مروحيات هجومية وطائرة ميغ ومدفعية سورية منطقتين بشرق مدينة حلب أمس الثلاثاء, وقال مراسل الجزيرة عمر خشرم إن الجيش النظامي استهدف فريق الجزيرة ثلاث مرات بالقصف خلال نصف ساعة أثناء تغطيتهم للمعارك في حلب.

وأضاف خشرم -من المستشفى حيث يتلقى العلاج من إصابته- أن مئات القتلى من المدنيين سقطوا جراء القصف على مدينة حلب.

ويقول الجيش الحر إنه بسط سيطرته على نحو 60% من المدينة وتم توحيد عدة كتائب للثوار فيها.

من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عناصر الجيش الحر شنوا هجوما بالقذائف على مقر المحكمة العسكرية في حلب التي شهدت اشتباكات مع الجيش بالقرب من مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء. وأضاف أن المقاتلين هاجموا فرع حزب البعث الحاكم في المدينة.

وبدورها، أوردت الهيئة العامة للثورة السورية أن حي صلاح الدين المعقل الرئيسي للمعارضين المسلحين تعرض للقصف من قبل مروحيات قوات النظام. كما تعرضت أحياء الصاخور والفردوس والمشهد والأنصاري للقصف المدفعي.

وكان الجيش السوري الحر أعلن السيطرة على نقطة إستراتيجية قرب حلب تربط المدينة بتركيا، مما يتيح لعناصر الجيش الحر نقل تعزيزات وذخيرة إلى المدينة. ويساعدهم على حرية التحرك من وإلى حلب.

قصف واعتقالات

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 86 شخصا قتلوا أمس الثلاثاء في سوريا، حيث قصف جيش النظام مناطق في حمص ودير الزور وريف دمشق ودرعا وإدلب. كما نفذ الجيش حملة اعتقالات في أحياء عدة بالعاصمة دمشق.

وقد وثقت الشبكة السورية في تقريرها سقوط 19 قتيلا في حلب، و13 في إدلب، و11 في حمص، وعشرة في دير الزور، وسبعة في درعا، وقتيل واحد في اللاذقية.

في غضون ذلك، خرجت مظاهرات مسائية تنادي بإسقاط النظام في حلب وفي أحياء الشعار والمرجة وطريق الباب وبلدات عين العرب وعندان ودارة عزة.

كما خرجت مظاهرات بدمشق في أحياء كفرسوسة وخالد بن الوليد والقزاز وركن الدين، وفي ريف دمشق في بلدات حرستا ويبرود وقدسيا وزملكا وعربين، وطالب المتظاهرون بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ونددوا بقصف الجيش النظامي لمدن وبلدات سوريا.

وفي حماة خرجت مظاهرات في كل من كفرزيتا وسلمية والمشتل وأحياء بابا قبلي والشيخ عنبر في المدينة.

كما خرجت مظاهرات في إدلب في بلدات تلمنس وجرجناز وكلَلَي وكفرنبل, وردد المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية وطالبوا بإسقاط النظام.

صواريخ للحر

من جهة أخرى، قالت محطة تلفزيون “أن بي سي نيوز” إن مقاتلي الجيش الحر حصلوا للمرة الأولى على عدد محدودة من صواريخ أرض/جو.

وقالت المحطة إن الجيش السوري الحر حصل على حوالي 24 صاروخا سلمت إليهم عبر تركيا الجار الشمالي لسوريا، ولم تحدد المحطة نوع الصواريخ التي سلمت للمسلحين.

 مشروع قرار أممي وقلق من وضع النازحين

“الوطني”: حكومة المالح خطوة متسرعة

                                            انتقد المجلس الوطني السوري المعارض تكليف مجلس الأمناء الثوري لهيثم المالح بتشكيل حكومة انتقالية. وفي الوقت نفسه حذرت مسؤولة إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي من أن سوريا تنزلق إلى مأساة إنسانية، فيما بدأت الأمم المتحدة مناقشة مشروع قرار يدين استخدام النظام السوري الأسلحة الثقيلة في المدن.

 وقال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سَيْدا إن “هذه خطوة متسرعة كنا نتمنى ألا تكون”، مضيفا أن “تشكيل هذه الحكومة أو غيرها بهذه الطريقة أمر يضعف المعارضة”.

 وذكر أن المجلس كان قد شكل لجنتين، إحداهما معنية بالتواصل مع الجيش الحر والقوى الثورية، والأخرى مع بقية الفصائل المعارضة إلى جانب المنظمات المدنية، وذلك من أجل الترتيب لحكومة انتقالية مؤقتة.

وكان مجلس الأمناء الثوري السوري قد كلف هيثم المالح بتشكيل حكومة يكون أهم أولوياتها دعم الجيش الحر والتنسيق بين قوى المعارضة لإسقاط نظام الأسد.

وفي تصريحات له، أعلن المالح تشكيل هيئة مجلس أمناء الثورة من 15 عضوا تحضيرا لتشكيل حكومة انتقالية. وأكد -خلال مؤتمر صحفي في القاهرة- أن الحكومة الانتقالية ستكون بعيدة عن الانتماءات الحزبية وتحرص على وجود توافق.

مأساة إنسانية

يأتي ذلك فيما حذرت مسؤولة معالجة الأزمات الدولية في الاتحاد الأوروبي كريستالينا جورجيفا من أن سوريا تنزلق إلى مأساة إنسانية على نطاق واسع، تعيد للأذهان الأحداث المروعة التي جرت في يوغسلافيا السابقة.

وأضافت أنه يجب منح المدنيين في سوريا إمكانية مغادرة مناطق القتال بطريقة منظمة وآمنة.

وبدورها حذرت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من خطورة الأوضاع في مدينة حلب وصعوبة الوصول إلى عشرات الآلاف من النازحين عن المدينة.

مناقشات

في غضون ذلك، بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء مناقشات حول مشروع قرار جديد يقضي بمنع استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا، ويدين أيضا أعمال العنف الجارية في الصراع المستمر منذ 17 شهرا.

ويطالب مشروع القرار -الذي تقدمت به السعودية- السلطات السورية بـ”الامتناع عن استخدام ونقل وإنتاج وتطوير أو الحصول على أي أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو أي مواد ذات صلة”، كما يدين مشروع القرار استخدام الحكومة للأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان.

كما يتهم الحكومة السورية باستخدام الدبابات والمروحيات والمدفعية الثقيلة دون تمييز ضد المدنيين السوريين، وعدم عودة القوات الحكومية السورية إلى ثكناتها، وفقا لخطة النقاط الست التي وضعها المبعوث الدولي للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان.

ترحيب عربي

وفي السياق ذاته، رحبت جامعة الدول العربية بدعوة فرنسا لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات في سوريا.

وقالت الجامعة -في بيان- إن الأمين العام نبيل العربي أعلن “ترحيبه بالدعوة الفرنسية لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية لبحث مستجدات الوضع الخطير في سوريا، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العمليات العسكرية الدائرة حاليا”.

وقال البيان إن الدول العربية ستطرح على الاجتماع أيضا “الأحداث المؤسفة التي تدور منذ أيام في حلب وأماكن أخرى، حيث يعتبر الأمين العام للجامعة العربية أنها ترقى إلى مستوى جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي”.

ومن المقرر أن تتولى فرنسا اليوم الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، حيث تخطط باريس لطلب عقد اجتماع عاجل بشأن سوريا ربما على المستوى الوزاري، في محاولة لإنهاء الجمود الدبلوماسي ومنع إراقة مزيد من الدماء.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه سيحاول إقناع روسيا والصين بدعم مزيد من العقوبات رغم رفضهما ذلك حتى الآن.

تركيا تحذر

وعلى صعيد متصل، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا لن تسمح بـ”لبننة” سوريا، محذراً من أن بلاده قد تتدخل على الحدود السورية لحماية العدد الهائل من اللاجئين السوريين من أي هجوم مسلّح قد ينفذه النظام ضدهم.

وأضاف أوغلو -في تصريحات نقتلها صحف تركية أمس الثلاثاء- أن بلاده لن تسمح بأن تصبح جارتها الجنوبية (سوريا) لبناناً آخر. وقال إنه إذا حاول الآلاف الفرار إلى تركيا وفتحت القوات السورية النار عليهم “فلا تركيا ولا العالم بأسره يمكن أن يبقى صامتاً تجاه مثل هذا الوضع”، داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياتها في هذا الشأن.

وأكد أن بلاده لن تسمح بأن تفرض أي حقائق قد تتشكل على الأرض في شمال سوريا، لأن ذلك يهدد بتقسيمها على خطوط مذهبية، وقال إنه إذا برزت أي حقائق على الأرض بسبب الفوضى في سوريا فهذا سيهدد وحدتها.

وقال أوغلو إن حزب العمّال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي التابع له استغلا فرصة الفراغ في البلدات والقرى الكردية بعد انسحاب قوات النظام السوري من المناطق التي يسكنها الأكراد، واتهمهما بأنهما وصوليان “تعاونا مع الرئيس السوري بشار الأسد في الماضي، واليوم يحاولان ملء الفراغ في السلطة هناك. ولكن هذا قد يقود إلى صدام بين مجموعات المعارضة السورية، ولا نريد لهذا أن يحصل”.

 حلب خاوية إلا من الثوار

                                            استهل مراسل صحيفة إندبندنت تقريره من داخل حلب بأن أهل المدينة فروا منها ولم يعد فيها غير مقاتلي الثوار ولم يعد يُرى هناك سوى دبابات النظام والأصوات الوحيدة المسموعة هي أصوات البنادق وهي تزمجر عبر الهواء وأصوات المحادثات المتعجلة بين المقاتلين عند مداخل البيوت.

وكان الهدوء الذي يسود المدينة يضطرب من حين لآخر من أصوات القذائف والهاونات التي تحطم المباني في الشوارع المجاورة ونداءات “الله أكبر” من قِبل الثوار بينما كانت سيارات الإسعاف تمر مسرعة. وقال المراسل إن التحدي هو السمة البارزة في أعنف ساحة قتال في الحرب الأهلية السورية الآن. ويعتبر حي صلاح الدين في حلب، النقطة المركزية الدموية في الصراع على أكبر المدن السورية والعاصمة التجارية، جائزة رمزية وإستراتيجية لكلا الطرفين.

والتقى المراسل بالشيخ توفيق شهاب الدين -قائد الثوار في الحي- وما أن سنحت له فرصة هذا اللقاء حتى بدأ يدحض “أكاذيب الأسد”. وعدد على أصابع يده الانتصارات التي تحققت. وقال “لقد دمرنا دبابتين وسبع عربات مدرعة وقتلنا مائتين من جنودهم. لقد هاجمونا بقوة مكونة من  ثلاثة آلاف ولم يستطيعوا الدخول. وسوف نتقدم إليهم قريبا. إنهم يعانون الآن”.

وفي تلك الأثناء شارك أحمد أخو الشيخ في الحديث وقال “لقد استشهد منا 15 وجرح أربعون. وقد حاولوا إحضار دباباتهم إلى هنا لكننا تصدينا لهم بقوة، ورجال الأسد يعرفون أننا بانتظارهم”.

وأشار المراسل إلى أن الثوار في حي صلاح الدين جاؤوا من عدد من الكتائب المختلفة، بالإضافة إلى أن مفرزة (أبو بكر) من قرية الباب كانت من بين أول المتطوعين لهذه الجبهة الشديدة الخطورة. وقال أحد قادة الثوار “نحن نأخذ فقط أفضل الأفراد الذين يرغبون في المجيء. ونحن سنفوز لكن الأسد مثل الثعبان الجريح سيظل يضرب. ونحن لا نريد أطفالا شجعانا يأتون ثم يعودون لأمهاتهم شهداء”.

وذكر المراسل أنه من الصعب التأكد من المكاسب التي حققها كل جانب في حلب، رغم أن بعضها واضحة الزيف مثل تأكيد التلفزيون الرسمي “سيطرته الكاملة على صلاح الدين”. ومن جانبها تزعم المعارضة أنها تسيطر على نحو 45% من المنطقة وقالت إنها ستستولي على البقية في الأيام القادمة. وجاس المراسل خلال بعض المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية مع الثوار التي على ما يبدو تحت سيطرتهم الكاملة.

المصدر:إندبندنت

استعدادات لمعركة “طويلة الأمد” في حلب

تركيا تؤكّد أنها لن تسمح بـ”لبننة” سوريا

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

“الجيش الحر” استولى على مراكز للشرطة في حلب

خلافات داخل المعارضة على حكومة انتقالية

تصاعدت حدة المعارك في حلب أمس. واعلن “الجيش السوري الحر” استيلاءه على ثلاثة اقسام للشرطة في المدينة، فيما تحدث مصدر امني سوري عن  حشود متبادلة لقوات النظام والمعارضة اللذين استقدما مزيدا من التعزيزات الى المدينة تمهيداً لـ”معركة طويلة الامد”.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 61 قتيلا هم 40 جنديا نظاميا وثمانية مقاتلين من المعارضة سقطوا في حلب، الى 13 مدنيا في مناطق اخرى. وتحدث عن تعرض حي الميسر في حلب “لقصف بالطيران الحربي”، مما “ادى الى تصاعد اعمدة الدخان منه”.

وعلى المستوى الداخلي، اعلنت شخصيات وفصائل سورية معارضة تأسيس “مجلس الامناء الثوري السوري”  الذي كلف المعارض هيثم المالح (81 سنة) تأليف حكومة انتقالية، الامر الذي اثار انتقاد رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض عبد الباسط سيدا  الذي علق عليها: “هذه خطوة متسرعة كنا نتمنى الا تكون”، مضيفاً ان “تشكيل هذه الحكومة او غيرها بهذه الطريقة امر يضعف المعارضة”.

تركيا

وفي أنقرة نقلت صحف تركية عن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أن أنقرة “لن تسمح بأن تصير جارتها الجنوبية لبنان آخر”. وقال إنه “إذا حاول الآلاف الفرار إلى تركيا وفتحت القوات السورية النار عليهم فلا تركيا ولا العالم بأسره يمكن أن يبقى صامتاً حيال مثل هذا الوضع”. ودعا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياتهما في هذا المجال.

وإذ ذكّر بأن تركيا لم تستطع ان تفعل شيئاً لمنع مجزرة حلبجة في العراق عام 1988 حيث قتل 500 عراقي كردي، أعرب عن تصميمها على عدم السماح بتكرار هذه الواقعة في بلد آخر مجاور. كذلك أكد أن تركيا لن تسمح بأن تفرض أية حقائق قد تتشكل على الأرض في شمال سوريا، لأن ذلك يهدد بتقسيمها على خطوط مذهبية، قائلاً: “إذا برزت أية حقائق على الأرض بسبب الفوضى في سوريا فهذا سيهدد وحدتها… لن نسمح لأية مجموعات إرهابية بأن تزدهر على طول حدودنا، أكانت القاعدة أم حزب العمّال الكردستاني، فالطرفان يعتبران تهديداً ويجب إتخاذ جميع الإجراءات لوقفهما”.

تركيا لن تسمح بـ “لبننة” الأزمة وواشنطن تدعو الرئيس السوري إلى الرحيل “ليحمي نفسه

الجيش الحر يطهّر حلب من شرطة الأسد

                                            بدأ الثوار بتنفيذ ما تعهدوا به أمس من تحرير حلب في غضون أيام، واستولوا بعد معركة عنيفة ومباغتة على مركز الشرطة الرئيسي في المدينة حيث تمكنوا من القضاء على رئيس القسم العميد علي ناصر المعروف بقمعه للثوار المعارضين لنظام بشار الأسد.

دولياً، دعا وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الرئيس السوري إلى الرحيل إذا كان يريد حماية نفسه وحماية عائلته، معتبراً سقوطه مسألة وقت، ومشدداً على ضرورة الإبقاء على تماسك الجيش السوري عندما يفقد الأسد سيطرته في البلاد.

وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا لن تسمح بـ”لبننة” سوريا، محذراً من أن بلاده قد تتدخل على الحدود السورية لحماية العدد الهائل من اللاجئين السوريين من أي هجوم مسلّح ينفذه النظام ضدهم.

ميدانياً، يستمر النظام السوري في مجازره في مختلف المناطق السورية ولا سيما في مدينة حلب حيث سقط 20 شهيداً أمس في قصف بالمدفعية ومن المروحيات، وفي مدينة دير الزور حيث سقط برصاص كتائب الأسد في خلال الشهر الفائت أكثر من 300 شهيد منهم نساء وأطفال نشرت صور جثث بعضهم متفحمة.

وفي حلب تصاعدت حدة المعارك أمس، وأعلن الجيش السوري الحر استيلاءه على ثلاثة أقسام للشرطة في المدينة وسط حشود متبادلة من قوات النظام والجيش الحر اللذين استقدما مزيداً من التعزيزات الى المدينة تمهيداً لـ”معركة طويلة الأمد” حسب مصدر أمني سوري.

وكان الأبرز ميدانياً أمس استيلاء الجيش الحر على أكبر قسم للشرطة في مدينة حلب (شمال) والقضاء على رئيس القسم المعروف بمشاركته في قمع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الأسد.

ويؤكد أحد قادة “لواء المجاهدين” الناشط ضمن الجيش الحر في شمال سوريا أن المعركة كانت عنيفة ومباغتة من أجل الاستيلاء على قسم الشرطة المركزي في حي الصالحين في جنوب حلب الذي كان هدفاً رئيسياً للمقاتلين المعارضين الذين أرادوا وصل المناطق التي يسيطرون عليها داخل المدينة ببعضها.

وبدأ الهجوم الاثنين وقدم معظم المهاجمين من حي المرجة المجاور لحي الصالحين (جنوب)، ومن حيي الصاخور (شرق) والشعار (وسط). وأكد مقاتلون أنهم “جاؤوا بشكل عفوي من مناطق أخرى بعد أن سمعوا أن هناك معركة كبرى تتحضر”. وتولى قيادة العمليات مقاتل من المرجة يدعى أمير أبو حمزة.

وبحسب المعلومات التي جمعتها وكالة “فرانس برس” في المدينة، شاهد مراسل الوكالة رئيس المخفر العميد علي ناصر الذي شارك بحسب المقاتلين المعارضين في حملة القمع منذ بدايتها قبل أكثر من 16 شهراً، مقتولاً مع شرطي آخر على بعد مئة متر من المركز الذي حاولا الخروج منه.

وبدت جثة الضابط بسروال أبيض على الرصيف وقد مزقها الرصاص.

وفي شريط فيديو بثه ناشطون على شبكة الانترنت، يمكن رؤية رجال مسلحين أمام مبنى المخفر في حي الصالحين، وسط سماع أصوات طلقات نارية وصيحات نصر. بينما تبدو أكياس رمل عند مدخل القسم.

وقال مصادر معارضة إن أربعين عنصراً من الشرطة قتلوا في معركة الاستيلاء على قسم الشرطة في حي الصالحين وقسم آخر في حي باب النيرب المجاور، كما قتل ثمانية مقاتلين معارضين.

واستولى المقاتلون المعارضون أمس أيضاً، بحسب المرصد، على قسم للشرطة في حي هنانو (شمال شرق). (التفاصيل ص 14 15)

وقال قائد العمليات العسكرية لقوات المعارضة السورية في حلب إن مقاتلي المعارضة يهدفون الى التقدم نحو وسط حلب والسيطرة على أكبر مدن سوريا خلال أيام برغم أن قوات الأسد تتفوق عليهم بالأسلحة.

وقال العقيد عبدالجبار العقيدي الذي انشق عن الجيش السوري منذ ستة أشهر إن القوات الحكومية حاولت على مدى ثلاثة أيام السيطرة على ضاحية صلاح الدين في جنوب غرب حلب وإن الروح المعنوية لجنود الأسد تتراجع بطريقة متزايدة.

وأضاف العقيدي الذي كان يرتدي زياً عسكرياً أخضر مموهاً في مدرسة بحلب تحولت الى قاعدة لمقاتلي المعارضة، إنهم ليس لديهم أهداف للأشهر القادمة وإنما للأيام القادمة. وأضاف أنه في غضون أيام ستصبح حلب محررة.

وعلى المستوى الداخلي للمعارضة السورية، أثار إعلان ائتلاف جديد للمعارضة عزمه على تشكيل حكومة انتقالية برئاسة المعارض هيثم المالح استياء المجلس الوطني السوري الذي وصف هذه الخطوة بـ”المتسرعة” ومن شأنها “إضعاف المعارضة”. وقال رئيس المجلس الوطني عبدالباسط سيدا “هذه خطوة متسرعة كنا نتمنى ألا تكون”، مضيفاً إن “تشكيل هذه الحكومة أو غيرها بهذه الطريقة أمر يُضعف المعارضة”.

وأعلن في القاهرة أمس ولادة ائتلاف جديد للمعارضة السورية يحمل اسم “مجلس الأمناء الثوري السوري” قام بتكليف المالح تشكيل حكومة سورية انتقالية. وعقد مجلس الأمناء الثوري السوري مؤتمره التأسيسي أمس. وفي ختام أعماله، أعلن المالح أن الائتلاف الذي يضم معارضين مستقلين غير حزبيين، طلب منه تشكيل حكومة انتقالية مقرها القاهرة. وكان المالح استقال من المجلس الوطني السوري المعارض في 13 آذار الماضي منتقداً أداء المجلس.

دولياً، دعا وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الرئيس السوري إلى الرحيل إذا كان يريد حماية نفسه وحماية عائلته.

وقال بانيتا في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية على هامش جولته في الشرق الأوسط التي استهلها بزيارة تونس، إن الأسد “يعلم أنه يواجه مشكلة، ورحيله يُعد مسألة وقت”. وسئل عما يريد أن يقوله للأسد، فأجاب “أود أن أقول إنه إذا أردت أن تحمي نفسك وتحمي عائلتك فمن الأفضل لك أن ترحل”.

وأضاف أن الولايات المتحدة تقدم مساعدة “غير قاتلة” للثوار في سوريا، بما في ذلك أجهزة اتصال، لكنه أوضح أن دولاً أخرى تقدم مساعدة عسكرية مباشرة أكثر، “ولذا لا جدل حول أن (الثوار) يحصلون بطريقة أو بأخرى على الدعم الذي يحتاجون له بغية الاستمرار بهذا القتال”. كما دعا وزير الدفاع الأميركي الى بقاء الجيش السوري على تماسكه عندما يفقد الأسد سيطرته على الحكم في البلاد. وقال “أعتقد أنه من المهم عندما يرحل الأسد وسوف يرحل، أن يتم الحفاظ على الاستقرار في ذاك البلد”. وأضاف إن “الطريقة المثلى للحفاظ على هذا النوع من الاستقرار هو بالحفاظ على أكبر عدد ممكن من الجيش والشرطة، بالإضافة إلى القوات الأمنية. وقال “من المهم ألا نرتكب الأخطاء عينها التي ارتكبناها في العراق، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بأمور مثل المواقع الكيميائية، فإن (الجيش السوري) يقوم بمهمة جيدة جداً في ما يتعلق بحماية هذه المواقع، وإذا توقف عن ذلك فجأة سيكون وقوع هذه الأسلحة الكيميائية في الأيدي الخاطئة، أي “حزب الله” أو متطرفين آخرين في تلك المنطقة، كارثة”.

وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو إن تركيا لن تسمح بـ”لبننة” سوريا، محذراً من أن بلاده قد تتدخل على الحدود السورية لحماية العدد الهائل من اللاجئين السوريين من أي هجوم مسلّح قد ينفذه النظام ضدهم.

ونقلت صحف تركية أمس، تصريحات لداود أوغلو أدلى بها لمجموعة من الصحافيين ليل الأحد، قال فيها إن بلاده “لن تسمح بأن تصبح جارتها الجنوبية (سوريا) لبنان آخر”، وقال إنه “إذا حاول الآلاف الفرار إلى تركيا وفتحت القوات السورية النار عليهم فلا تركيا ولا العالم بأسره يمكن أن يبقى صامتاً تجاه مثل هذا الوضع”، داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياتها في هذا الشأن.

وإذ ذكّر بأن تركيا لم تستطع فعل شيء لمنع مجزرة حلبجا في العراق عام 1988 حيث قتل 500 عراقي كردي، أكد أنها مصمّمة على عدم السماح بتكرار هذه الواقعة في بلد آخر مجاور. وأكد أن بلاده لن تسمح بأن تفرض أي حقائق قد تتشكل على الأرض في شمال سوريا، لأن ذلك يهدد بتقسيمها على خطوط مذهبية، وأضاف “لن نسمح لأي مجموعات إرهابية بأن تزدهر على طول حدودنا، إن كانت القاعدة أو حزب العمّال الكردستاني، فالطرفان يعتبران تهديداً ويجب اتخاذ جميع الإجراءات لوقفهما”.

وكشف أن الاستخبارات التركية تعرف عدد مقاتلي حزب العمّال الكردستاني الذين انتقلوا من شمال العراق إلى سوريا وأين يتمركزون. ومن المتوقع أن يبحث داود أوغلو في زيارته غداً إلى كردستان العراق هذه المسألة.

وجدد القول إنه “إذا لم يستعاد الأمن في حلب وحولها فسيشكل ذلك خطراً على تركيا”، مشيراً إلى أن تركيا اتخذت جميع الإجراءات الضرورية للرد على أي تهديد أمني من الفراغ في السلطة في حلب.

وتوقّع الوزير التركي أن تتخذ تركيا إجراءات أكثر قسوة إذا تسببت الاشتباكات في حلب بأزمة لجوء كبرى لتركيا، وقال “قد نحتاج لنجد طريقة لاستضافة هؤلاء اللاجئين ضمن سوريا”، ملمحاً إلى اضطرار تركيا الى إقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية لمعالجة أزمة اللاجئين المتفاقمة.

في كردستان العراق، أعلن مسؤول كردي عراقي كبير أن قوات كردية قامت بتدريب أكراد سوريين في مخيمات إقليم كردستان العراق “لملء أي فراغ أمني بعد سقوط النظام السوري”.

وفي طهران، أعلن نائب رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال مسعود جزائري أن إيران “لن تسمح للعدو بالتقدم في سوريا”، لكنها لا ترى ضرورة للتدخل في الوقت الحالي، حسبما نقلت عنه صحيفة “شرق” أمس.

وبدأت شركة الطيران السورية هذا الأسبوع وقف رحلاتها المتجهة نحو أوروبا تدريجاً نتيجة حزمة العقوبات الأخيرة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا.

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي)

لأول مرة معارك بأحياء مسيحية بدمشق

الجيش السوري الحر , حلب , المخابرات الجوية , المحكمة العسكرية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شهدت دمشق صباح الأربعاء لأول مرة اشتباكات في محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين بين مقاتلي الجيش السوري الحر والقوات النظامية، بينما أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بسقوط 22 قتيلا في مدن سورية عدة.

ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إلى أن “المعلومات الأولية تشير إلى سقوط قتيل على الأقل في صفوف القوات النظامية” نتيجة هذه الاشتباكات.

من جهة أخرى قال تقرير تلفزيون بثته محطة “إن.بي.سي. نيوز”، الأربعاء، إن مقاتلي الجيش السوري الحر حصلوا للمرة الأولى على عدد محدود من صواريخ أرض-جو.

وأضاف التقرير أن الجيش السوري الحر حصل على حوالي 24 صاروخا سلمت إليهم عبر تركيا، الجار الشمالي لسوريا، والتي تطالب حكومتها برحيل الأسد.

وتشير الدلائل إلى أن الحكومة الأمريكية، التي قالت إنها تعارض تسليح مقاتلي المعارضة، غير مسؤولة عن تسليم الصواريخ.

لكن مصادر بالحكومة الأمريكية تقول منذ أسابيع إن حكومات عربية تسعى للإطاحة بالأسد، من بينها السعودية وقطر، تحث على تقديم مثل هذه الصواريخ المضادة للطائرات، والتي تعرف أيضا باسم (مانباد)، وتطلق من على الكتف.

وصعدت قوات الحكومة السورية عملياتها الجوية ضد مقاتلي المعارضة، في الأيام القليلة الماضية، خصوصا في مدينة حلب، وهو ما يجعل حاجة المقاتلين إلى صواريخ مانباد أكثر إلحاحا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 40 جنديا نظاميا قتلوا في معركة للاستيلاء على مركز للشرطة في حلب، بعد هجمات شنها الجيش السوري الحر الثلاثاء على مقر المحكمة العسكرية والمخابرات الجوية في المدينة، في حين قتل 93 مدنيا في مدن سورية عدة، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

الوطني يدين إعلان حكومة انتقالية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون الثلاثاء أن “الشعب السوري سيلفظ جميع من يتسابق لتشكيل حكومة لقطع الطريق أمام الآخرين”.

وقال غليون في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية” إن “هناك حاجة لتشكيل الحكومة.. لكنه ليس مستعجل لهذا الحد كي يتم إعلانها على وسائل الإعلام” مؤكدا أن الحكومة لا يتم تشكيلها بهذه الطريقة.

وأضاف أن تشكيل الحكومة بحاجة لمشاروات وليس للإعلان على وسائل الإعلام، مضيفا أن هذا نوع من التسابق على المناصب وفرض الواقع على الآخرين، وهذا قد يقود لكارثة، ويؤكد الاختلاف بين المعارضة وهذا ما حاولنا تجاوزه في عدة اجتماعات.

واعتبر غليون أنه “ينبغي العمل لاحتواء كافة هذه المبادرات، كما يجب أن تتكون الحكومة من الجيش الحر ومن الحراك الثوري”.

وقال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا ردا على سؤال لوكالة فرانس برس “هذه خطوة متسرعة كنا نتمنى ألا تكون”، مضيفا أن “تشكيل هذه الحكومة أو غيرها بهذه الطريقة أمر يضعف المعارضة”.

وأعلنت في القاهرة الثلاثاء ولادة ائتلاف جديد للمعارضة السورية يحمل اسم “مجلس الأمناء الثوري السوري” قام بتكليف المعارض هيثم المالح تشكيل حكومة سورية انتقالية.

العقوبات تكبل شركة الطيران السورية

الطيران السوري , سوريا , عقوبات اقتصادية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بدأت شركة الطيران السورية هذا الأسبوع وقف رحلاتها المتجهة نحو أوروبا تدريجيا نتيجة حزمة العقوبات الأخيرة التي فرضها الاتحاد الاوروبي على سوريا.

وأفاد مسؤول في الشركة لوكالة فرانس برس أن “الشركة بدأت تدريجيا هذا الأسبوع وقف رحلاتها المتجهة إلى دول الاتحاد الأوروبي نظرا لمنع هذه الدول الطائرات التابعة للشركة من الهبوط في مطاراتها بموجب حزمة العقوبات الأخيرة”.

وأوضح المسؤول أن الشركة السورية أوقفت لغاية الآن رحلاتها إلى باريس وبوخارست وبرلين وبروكسل ولارنكا واستوكهولم ومدن أخرى، لافتا إلى أن الوجهات المتبقية سيتم إلغاؤها تباعا حتى نهاية هذا الأسبوع.

وتنص حزمة العقوبات الجديدة التي أقرها الاتحاد الأوروبي في 23 يوليو، على منع منح تأشيرات دخول وتجميد أرصدة 26 شخصا وثلاث شركات جديدة تم ضمها إلى اللائحة السوداء.

وسيطبق هذا الإجراء في مرافىء الاتحاد الأوروبي ومطاراته وفي المياه الإقليمية الأوروبية بهدف منع طائرات “شركة الخطوط الجوية السورية من الهبوط في أوروبا”.

الأسد: مصير الشعب السوري متوقف على معركة حلب

وجه كلمة للجيش مشيداً بالجنود لمواجهتهم من سماهم بالعصابات الإرهابية

العربية.نت

قال الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأربعاء إن المعركة التي يخوضها جيشه حالياً ستحدد مصير البلاد، وأشاد بالجنود لمواجهتهم ما وصفه بالعصابات الإرهابية الإجرامية حسبما قالت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.

وأضاف أن قواته تخوض معركة في حلب يتوقف عليها مصير الشعب السوري، وأن الجيش يخوض معارك “بطولة وشرف” ضد “العدو”.

وذكرت الوكالة أن الأسد وجه إلى الجيش كلمة عبر مجلة “جيش الشعب” جاء فيها: “إن معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم.. معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا”.

المعارضة السورية: اغتيال دبلوماسي إيراني في دمشق

غليون يتهم مشكّلي هيئة الأمناء الثورية بالسعي لتقسيم المعارضة

العربية.نت

أفادت مصادر في المعارضة السورية أن دبلوماسياً إيرانياً اغتيل في العاصمة السورية دمشق.

وقالت مواقع إلكترونية معارضة إن كتيبة عمر الفاروق التابعة للجيش الحر هي من نفذت العملية بجانب أحد المطاعم في حي كفرسوسة.

وفي تطور لافت قالت محطة “ان بي سي” إن عناصر الجيش الحر تمكنوا من الحصول على عدد من صواريخ أرض جو عبرت من تركيا.

وأفادت مصادر بأن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وجيش النظام للسيطرة على مقر المخابرات الجوية في حلب، كما أفادت نفس المصادر عن سيطرة الجيش الحر على مقر قيادة الشرطة في حلب.

وقال ناشطون إن الجيش الحر شن هجوماً على فرع الأمن الجوي في مدينة حلب حيث تدور اشتباكات عنيفة مع جيش النظام كما أسفرت المواجهات عن سقوط ثلاثة مخافر للشرطة بينها مقر قيادة شرطة المدينة في قبضة مقاتلي الجيش الحر.

الهجمات المكثفة من قبل مقاتلي الجيش الحر على عدد من المواقع الأمنية والإدارية في محافظة حلب، تكللت بخسارة القوات النظامية لثلاثة مخافر للشرطة على الأقل في أحياء باب النيرب وهنانو والصالحين.

وامتدت الاشتباكات لتقترب من فرع المخابرات الجوية في حي الزهراء ومقر المحكمة العسكرية وفرع حزب البعث وغيرها من المقار الأمنية في المحافظة.

تبادل اتهامات

بدأت أطراف المعارضة السورية تبادل الاتهامات فيما بينها بعد إعلان تكتل سياسي عن تشكيل هيئة الأمناء الثورية تمهيدا لتشكيل حكومة انتقالية.

برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري والعضو في المجلس الحالي قال إنه يخشى أن تتحول المعارضة الى كرة تتقاذفها الدول والأهواء، مضيفا أنه لا يمكن تشكيل حكومة انتقالية بشكلٍ منفرد قبل التشاور مع جميع القوى والأطراف. ويجب ترك المصالح الخاصة وأن تكون حكومة تمثل الشعب.

أما هيثم المالح رئيس جبهة العمل الوطني السوري والمكلف بتشكيل الحكومة المؤقتة وفي لقاء مع “العربية” قال إن المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري يبدي تعنتا أمام تشكيل حكومة ائتلافيه مضيفا أنه سيواصل الجهود للتوصل إلى تفاهم ومنع تشرذم المعارضة.

وهاجم العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر في كلمة له بمناسبة تأسيس الجيش الحر، تشكيل حكومة انتقالية في هذه المرحلة معتبرا أنها محاولة لاحتكار القرار السياسي.

ميدانياً

هذا وقالت لجان تنسيق الثورة السورية إن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة وقعت في كل من شارع بغداد وباب توما في وسط دمشق فيما سمعت أصوات انفجارات في حي الصالحية وركن الدين والمهاجرين.

أما في العاصمة دمشق فأفادت شبكة شام عن قصف بالطائرات المروحية على حي جوبر، وأضافت أن رتلاً من الدبابات يحاصر حي التضامن تحضيراً لاقتحامه، وأضافت نفس المصادر أن قوات جيش النظام شنت حملة مداهمات على حيي القدم ومخيم اليرموك.

أما في ريف دمشق، فأفادت لجان التنسيق المحلية عن قصف عشوائي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية وعلى مضايا وحمورية وزملكا.

وفي محافظة حمص تجدد القصف على أحياء حمص القديمة حيث قصف حي الربيع العربي و بلدات الرستن وتلكلخ والحولة.

النظام السوري يترك القمامة في المدن والشعب يرد

شباب داريا وأطفالها يطلقون حملة تنظيف متظاهرين على وقع نظافة المدينة

دمشق – جفرا بهاء

يبدو ثوار سوريا وجيشها الحر كالأم التي تخاف على أبنائها، ويبدو خروجهم في حملة “إذا البلدية ما اشتغلت البركة بالشباب” في مدينة داريا بريف دمشق لتنظيف المدينة كمن يرعى بيته، خصوصاً بعد الحالة المزرية التي وصلت لها المدينة بسبب عقاب النظام لها بتكديس أكوام القمامة، لدرجة بات من الصعب الوقوف في وجه الأمراض التي تسببها تلك القمامة.

وتبدو المظاهرة التي هتفت لإسقاط النظام بعد الانتهاء من الحملة، ورفع أدوات التنظيف في تلك المظاهرة دليلاً جديداً على أن هناك شعبا لا يقهر..

حملة التنظيف اشترك فيها الأطفال والشباب والثوار وأفراد من الجيش الحر، غابت عنها البنادق وحضرت الروح الواحدة.

مظاهرة تحمل في طياتها وهتافاتها وتلاحم أبنائها الكثير من الروح الواحدة التي افتقدها الشعب السوري لسنوات طويلة، وإن كانت داريا أول من أطلق هتافا “وهي داريا هه” باللغة السورية الدارجة والتي تعني أن داريا موجودة هنا، فإنها لا تتخلى عن هتافها هذا في كل المظاهرات.

عرفت داريا بوقوفها في وجه النظام السوري مع بداية الثورة السورية، وسمع العالم كله بقصف داريا واقتحامها المتكرر، وفقدانها للكثير من أبنائها على مدة سنة و8 أشهر.

النظام السوري قرر أن يعاقب شعبه بالقمامة والحشرات والأمراض السارية المؤكدة، وهي بالتأكيد ابتكار جديد يحسب له على اعتبار أنه استنفذ الأساليب الأخرى من قتل وقصف واعتقال وتعذيب.

عبد الأحد اسطيفو: سنعلن عن تشكيلتنا الحكومية من الأراضي السورية المحررة

روما (31 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري عبد الأحد اسطيفو أي علاقة للمجلس الوطني بالتشكيلات الحكومية التي تناقلتها وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية

ووصف اسطيفو هذه التسريبات بأنها “بالونات اختبار وقنابل معدة لتفجير المعارضة السورية وإلهائها عن الهدف الأساسي الجماه لها والمتمثل بمحاربة هذا النظام المجرم” حسب تعبيره

وقال اسطيفو في تصريح لوكالة (آكي) الايطالية أن المجلس “لن يعلن أي تشكيلة حكومية إلا بالتنسيق والتشاور الكامل مع قوى الداخل السوري وفصائل الحراك الثوري، وستضم في حال إعلانها المؤسسة العسكرية التابعة للجيش السوري الحر اضافة الى القوى السياسية المتمثلة في المجلس الوطني السوري وغيره من قوى المعارضة السورية” وأكد أن “المجلس الوطني لن يعلن عن تشكيلة حكومية إلا من على الأراضي السورية المحررة” على حد قوله

وفي رد على اعلان مجموعات معارضة سلسلة من التشكيلات الحكومية المؤقتة والانتقالية في الأيام القليلة الماضية، أعرب اسطيفو عن اعتقاده أن “هذه المحاولات غير جدية و ما هي إلا أرانب جديدة تخرج من قبعات من يريد ان يلهي ثورة الشعب السوري عن هدفها الأساسي المتمثل في إسقاط النظام” حسب تعبيره

المعهد الدولي للسلامة المهنية: على الصحفيين الحذر لدى الذهاب لسورية

بروكسل (31 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وصف المعهد الدولي للسلامة المهنية سورية بـ”المكان الأخطر عالمياً” بالنسبة للعمل الصحفي، داعياً كافة العاملين في المجال الإعلامي إلى توخي الحذرواليقظة لدى محاولة الدخول إلى سورية والعمل في أماكن الصراع

وأشار بيان صدر عن المعهد ، وهو شبكة تعنى بتنسيق المعلومات ومساعدة الصحفيين والإعلاميين ، إلى أن هناك 19 صحفي وإعلامي قد لقوا حتفهم في سورية منذ بداية العام الحالي، فـ”هذا يشمل الصحفيين والمصوريين المحليين والأجانب، بالإضافة إلى تعرض العشرات إلى الاعتقال والمضايقات والتهديد”، حسب البيان

وأوضح بيان المعهد، ومقره لندن، أن الوضع المعقد في سورية يجعل من الصعب الحصول على معلومات موثوق بها

وتطرق البيان، الذي تلقت (آكي) الإيطالية نسخة منه، إلى ما يجري في حلب، شمال سورية، من مواجهات حالياً بين القوات السورية النظامية وقوات المعارضة المسلحة، باعتبار أنه “يثير الكثير من القلق بشأن سلامة الصحفيين وكافة العاملين في المجال الإعلامي”، وفق البيان

كما وجه البيان تحذيرات محددة للصحفيين الراغبين بالتوجه إلى سورية، ملفتا إلى أن ” هناك إزدياد مضطرد في عدد الصحفيين الدوليين الذين يدخلون سورية عن طريق تركيا”. ويحذر المعهد الصحفيين من مغبة الوقوع في براثن شبكات المهربين على الحدود السورية – التركية، وكذلك ضرورة الانتباه إلى خطورة العناصر المنتمية إلى تنظيم القاعدة والمتواجدين في عدة مناطق من الأراضي السورية، على حد وصفه

وناشد المعهد الصحفيين الذي يريدون التوجه إلى سورية بالمحافظة على أقصى درجات اليقظة وعدم التعامل إلا مع من يثقون بهم من النشطاء، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاتصالات والانتقال من منطقة إلى أخرى

ودعا المعهد للعمل على تنسيق التواصل بين كافة الصحفيين والإعلاميين الذين تواجدوا خلال الفترة الأخيرة في سورية من أجل تبادل الخبرات والمعلومات الضرورية

رابطة الصحفيين السوريين: النظام مستمر في استهداف الصحفيين والنشطاء الإعلاميين

روما (1 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت رابطة الصحافيين السوريين أن شهر تموز/يوليو الماضي “سجل ارتفاعاً كبيراً في سجل ضحايا الثورة السورية من الإعلاميين والصحفيين المواطنين” وفق بيان صادر عنها

وجاء في بيان الرابطة المكونة من صحافيين مستقلين أن “لجنة الحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السورية، والمعنية برصد الانتهاكات التي تطال الصحفيين والنشطاء الإعلاميين في سورية، وثقت مقتل سبعة صحفيين اثنان منهم عراقيان. لترتفع بذلك حصيلة شهداء الثورة السورية من الإعلاميين إلى 54 صحفياً وناشطاً إعلامياً منذ اندلاع الثورة في آذار/مارس” من العام الماضي

وتابع “كما واعتقلت قوات الأمن السورية الإعلامي المواطن وعضو لجان التنسيق المحلية سليم قباني، أثناء تواجده في العاصمة دمشق في الرابع عشر من الشهر الماضي، حيث كان يتحدث قباني مع عدة قنوات إخبارية عن الحراك السلمي والإعلامي للثورة السورية، وعمل في مجال تحرير الأخبار وتوزيعها على وسائل الإعلام، و ينشط من مدينة حمص” وسط البلاد

وفي نفس السياق “أصيب مراسل قناة الجزيرة الفضائية عمر خشرم في الثلاثين من الشهر الماضي في مدينة حلب أثناء اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر، حيث أصيب خشرم بشظايا قذيفة سقطت بالقرب منه أثناء تغطيته للأحداث في أحد أحياء مدينة حلب” في شمال سورية

وأشار البيان إلى أن “وكالة الأناضول التركية للأنباء أعلنت عن إصابة مصورها سنان غول بطلقة نارية، في الثلاثين من الشهر الماضي، أثناء تواجده في حي الشعار بمدينة حلب حيث تشهد المدينة مواجهات بين الجيش النظامي والجيش الحر. وغول يتلقى العلاج حالياً في مستشفى بمحافظة كيليس” جنوبي تركيا

وختم البيان بالقول “إن لجنة الحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، إذ تدين وتستنكر استمرار استهداف النظام السوري للصحفيين والنشطاء الإعلاميين، فهي تعتبر استهداف النظام للصحفيين ليس إلا استمراراً في غلق البلاد أمام الإعلام والإعلاميين، وذلك لمنع نقل وتصوير ما يجري في سورية من مجازر” و “إننا نكرر مطالبتنا كافة هيئات المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التدخل لحماية الشعب السوري، وحماية المراسلين الصحفيين والنشطاء الإعلاميين، أولئك الذين يساهمون في نقل مآسي الشعب السوري، وينشرونها للعالم أجمع كي يقف على حقيقة ما يجري في سورية منذ قرابة سنة ونصف من عمر الثورة” حسب تعبيره

مخاوف دولية على حياة الآلاف في حلب وتقاريرعن حصول”الجيش الحر” على صواريخ

مخاوف على حياة عشرات الآف المدنيين محاصرين بسبب القتال في حلب.

حذرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أن آلاف المدنيين لا يزالون محاصرين في مدينة حلب، المدين الكبرى الثانية والعاصمة الاقتصادية في سوريا.

وجاء التحذير مع استمرار عملية الجيش النظامي السوي ضد معاقل المعارضة المسلحة في المدينة لليوم الرابع على التوالي. وتفيد تقارير صحفية أميركية بأن المعارضة حصلت على صواريخ مؤخرا.

وقال ناشطون في حلب الثلاثاء إن إمدادات الطعام وغاز الطهي تقل في المدينة.

وأفادت التقارير بوقوع اشتباكات جديدة بين قوات الجيش النظامي السوري ومسلحي المعارضة وهجمات شنتها طائرات هيلوكبتر قاذفة.

غير أن المعارضة المسلحة تقول إنها أحكمت السيطرة على منطقة صلاح الدين المهمة في حلب.

وتقول تقديرات الأمم المتحدة إن 200 ألف شخص فروا من القتال في حلب خلال الأيام الأخيرة.

رحلة خطيرة

غير أن ميليسا فليمنغ، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة للاجئين، قالت الثلاثاء إن عددا كبيرا آخر من المدنيين لم يتمكن من مغادرة حلب بسبب افتقادهم الوسائل اللازمة للفرار، او شعورهم بأن رحلة الهروب ستكون خطيرة.

وتشير تقديرات إلى أن ما بين 15 ألفا إلى 16600 من سكان حلب لجأوا إلى المدارس والمساجد والمنشآت العامة في المدينة، حسبما قالت المتحدثة.

من ناحية أخرى، افادت تقارير صحفية أميركية بأن “الجيش السوري الحر” حصل لأول مرة على صواريخ أرض ـ أرض.

وقالت شبكة إن بي سي نيوز الأميركية مساء الثلاثاء إن الجيش حصل على ما يقرب من 24 صاروخا نقلت إليه عبر تركيا المجاورة.

ويمارس عدد من السياسيين والنواب والأميركيين ضغوطا على إدارة الرئيس باراك أوباما لتسليح المعارضة السورية التي تقاتل لخلع الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت وكالة رويترز إن المؤشرات تقول إن الحكومة الأميركية، التي تعارض تسليح المعارضين السوريين، ليست مسؤولة عن توصيل هذه الصواريخ إلى المسلحين في الداخل.

غير أن مصادر في الحكومة الأمريكية تقول خلال الأسابيع الأخيرة إن حكومات دول عربية مثل السعودية وقطر تضغط لتسليح “الجيش السوري الحر” بالصواريخ لمساعدتها في إسقاط الأسد.

BBC © 2012

الأسد: مصير سوريا معلق على المعركة مع “العصابات الإرهابية

بيروت (رويترز) – قال الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأربعاء إن المعركة التي يخوضها جيشه حاليا ستحدد مصير البلاد وأشاد بالجنود لمواجهتهم ما وصفها “بالعصابات الإرهابية الإجرامية”.

وقال بيان مكتوب بمناسبة عيد القوات المسلحة إن مصير الشعب ومصير البلاد وماضيه وحاضره ومستقبله يتوقف على هذه المعركة.

ويحاول الأسد القضاء على الانتفاضة السورية المستمرة منذ 17 شهرا ضد حكمه. ونقل مقاتلو المعارضة معركتهم في الشهر الماضي إلى العاصمة دمشق وسيطروا على عدد من المعابر الحدودية وهم الآن يخوضون معارك مع قوات الأسد في مدينة حلب المركز الاقتصادي للبلاد.

وقال الأسد إن الجيش أثبت من خلال مواجهة “العصابات الإرهابية” خلال الفترة الماضية تحليه بالصمود والضمير وأنه أمين على قيم الشعب.

وأضاف الأسد في تصريحات قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إنها نشرت في مجلة القوات المسلحة إن ثقته في القوات المسلحة كبيرة وإن الشعب يعتبرها المدافع عن قضيته العادلة.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

الطائرات السورية تقصف حلب ومقاتلو المعارضة يتحدثون عن مكاسب

حلب (سوريا) أول أغسطس آب (رويترز) – قصفت طائرات قتالية سورية ونيران المدفعية حلب حتى وقت متأخر من لليل الثلاثاء في الوقت الذي خاض فيه الجيش معارك للسيطرة على المركز التجاري للبلاد حيث قال مقاتلو المعارضة إن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد أجبرت على التراجع.

وفي صباح الثلاثاء تصاعدت سحب كبيرة من الدخان الاسود الى السماء بعدما أطلقت طائرات الهليكوبتر الهجومية نيرانها على الاحياء الشرقية للمرة الأولى منذ نشوب أحدث قتال في حلب وقصفت طائرة حربية من طراز ميج نفس المنطقة من المدينة في وقت لاحق.

وبعد حلول الليل سمع مراسلو رويترز في حلب دوي انفجارات في مكان ما قرب المدينة. وأضاءت القذائف السماء ليلا وطغت أصواتها على الأذان. وانطلقت سيارات تقل مقاتلي المعارضة يكبرون نحو القتال.

وأصبحت المعركة من أجل السيطرة على حلب محور تركيز الانتفاضة التي تفجرت قبل 16 شهرا ضد الاسد حيث يواجه مقاتلو المعارضة قوات الحكومة التي تعززها المدفعية وطائرات الهليكوبتر الحربية.

ودخل الصراع في سوريا مرحلة أكثر عنفا بكثير منذ 18 يوليو تموز عندما أسفر تفجير لمقر أمني عن مقتل أربعة من كبار المسؤولين في الدائرة المحيطة بالرئيس الأسد. ووصل القتال حلب خلال الأسبوع المنصرم وشن مقاتلي المعارضة هجوما على العاصمة دمشق في يوليو تموز لكن جرى صدهم.

وترددت أصداء المدفعية الثقيلة حول حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة الذي شهد بعضا من أسوأ الاشتباكات وأمطرت القذائف المنطقة خلال أغلب الوقت.

وتوصل مراسلو رويترز الى انه لا الجيش السوري ولا مقاتلي المعارضة يسيطرون تماما على الحي الذي قالت الحكومة انها استعادت السيطرة عليه يوم الأحد.

ويشبه حي صلاح الدين ما وصفه أحد المراسلين بأنه “مدينة اشباح” فمتاجره مغلقة دون مؤشر على وجود حياة في المباني السكنية وشوارعه خالية في الغالب من حركة المرور.

وأطلق مقاتلو المعارضة وقد وضع بعضهم أقنعة تغطي الوجه بينما أخفى آخرون وجوههم بالأوشحة النيران في الشوارع على أعداء غير مرئيين. ونقل مدنيون جرحى ومقاتلون إلى مراكز طبية مؤقتة.

وقال التلفزيون الحكومي السوري يوم الثلاثاء إن القوات ما زالت تلاحق من تبقى من “إرهابيين” هناك وهو الوصف الذي يستخدمه النظام السوري في الإشارة إلى مقاتلي المعارضة.

وقال قائد لمقاتلي المعارضة في حلب إن هدف مقاتليه هو التقدم نحو وسط المدينة والسيطرة على منطقة تلو الأخرى وهو هدف قال إنه يعتقد بإمكانية تحقيقه “في غضون أيام وليس أسابيع”.

ويقول المعارضون انهم يسيطرون الان على قوس يغطي أحياء شرق وجنوب غرب المدينة.

وقال العقيد عبد الجبار العقيدي رئيس المجلس العسكري المشترك وهو أحد جماعات المعارضة العديدة في حلب ان النظام حاول على مدى ثلاثة أيام استعادة السيطرة على حي صلاح الدين لكن محاولاته باءت بالفشل ومني بخسائر فادحة في الارواح والاسلحة والدبابات واضطرت القوات الحكومية للانسحاب.

وقال العقيدي لرويترز في وقت متأخر من مساء يوم الإثنين إن أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل من المعارضة موجودون في حلب لكنه لم يستطع تحديد العدد على وجه الدقة.

وذكر تقرير لشبكة (ان.بي.سي نيوز) لم يعترض عليه أي مسؤول غربي أن مقاتلي المعارضة حصلوا على نحو 20 صاروخ أرض جو جرى تسليمها إليهم عبر تركيا المجاورة.

ولم يتضح أي نوع هي من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة أو ما إذا كان مقاتلو المعارضة قد تلقوا تدريبا على استخدامها لكن الصواريخ من الممكن أن تحدث تحولا في ساحة المعركة إذا تمكن مقاتلو المعارضة من استهداف العمليات الجوية للحكومة السورية.

وكان للقتال ثمن فادح بالنسبة لسكان حلب البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة المركز التجاري للبلاد والتي انضمت للانتفاضة في وقت متأخر.

ويقول مقاتلو المعارضة إنهم سيحولون حلب إلى “مقبرة” لحكومة الأسد. وفر آلاف السكان ومن تبقى منهم يعانون نقصا في الغذاء والوقود والخطر الدائم المتمثل في الإصابة أو الموت.

وقال جمعة وهو عامل بناء عمره 45 عاما شكا من عدم المقدرة على الصيام في رمضان “ليس لدينا أي كهرباء ولا ماء. تركتنا زوجاتنا وأولادنا هنا لحراسة المنزل وذهبوا إلى مكان أكثر أمنا.”

وتواجه المراكز الطبية المؤقتة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة صعوبة في استيعاب عشرات القتلى والجرحى بعد اكثر من اسبوع من القتال.

وتشير ارقام مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في جنيف الى ان ما يصل الى 18 الف شخص اضطروا الى مغادرة منازلهم في حلب وان كثيرا من السكان الفزعين يلتمسون المأوى في مدارس ومساجد ومبان عامة.

ويواجه مقاتلو المعارضة الذين يجوبون المناطق التي يسيطرون عليها في شاحنات خفيفة رافعين علم “الاستقلال” بألوانه الأخضر والأبيض والأسود مهمة شاقة في تحدي الجيش السوري المدجج بالسلاح حتى وإن كان ولاء بعض جنوده محل شك.

فالمعارضون المسلحون ببنادق كلاشنيكوف ورشاشات وقذائف صاروخية يواجهون جيشا يمكنه نشر مقاتلات وطائرات هليكوبتر ودبابات وعربات مدرعة وقذائف مورتر.

وتنقل تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي مدرعات في اتجاه الحدود لكنها لم تقدم اي مؤشر على عبور الحدود.

وأصبح اردوغان الذي كان يتمتع يوما بعلاقات وثيقة بالأسد أحد أشد منتقديه وطالب بتنحيه. وتحدث اردوغان هاتفيا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء.

وقال اردوغان في وقت متاخر الثلاثاء في خطاب شهري يبثه التلفزيون “إن شاء الله سوف يتحرر الشعب السوري الشقيق والشرق الأوسط قريبا من الدكتاتور الذي تلطخت يداه بالدماء ونظامه الذي قام على الدماء.”

وأضاف “الأسد وأعوانه الذين تلطخت أيديهم بالدماء يعرفون جيدا أنهم وصلوا إلى النهاية وأن مصائرهم لن تكون مختلفة عن المستبدين السابقين.”

وتحث الدول الغربية والعربية منذ شهور المعارضة السورية على وحدة الصف. وبدا أنهم أمس أكثر تفتتا عندما أعلنت مجموعة من النشطاء السوريين في الخارج تشكيل تحالف جديد للمعارضة هو “مجلس الثورة السورية” لتشكيل حكومة انتقالية في تحد للمجلس الوطني السوري الذي قالوا إنه فشل.

وهاجم رئيس الجيش السوري الحر التحالف السياسي الجديد ووصف زعماؤه بأنهم انتهازيون يسعون لشق صف المعارضة والاستفادة من مكاسب المقاتلين.

وقالت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة أمس إنها ستعقد اجتماعا لبحث الأزمة في سوريا هذا الأسبوع ويقول دبلوماسيون إن من المرجح أن تقترع على مسودة قرار سعودي يدين مجلس الأمن لعدم اتخاذه خطوة ضد دمشق.

من اريكا سولومون

(شاركت في التغطية يارا بيومي في بيروت وجوناثان بيرش في انقرة وياسمين صالح في القاهرة ومارك هوزنبول وتبسم زكريا في واشنطن ولويس شاربونو في الأمم المتحدة – إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

اسئلة واجوبة مع مروان حبش عن المعارضة السورية وخروج مناف

وكالة اكي الايطالية

أشارت أوساط سياسية أوربية (رفيعة) إلى وجود اتفاق غربي ـ روسي يضمن تنحّي الرئيس الأسد كنتيجة وليس كبداية، وذلك بإعلانه تسليم كامل صلاحياته لحكومة مؤقتة بقيادة المعارضة وشخصيات من النظام توافق عليها المعارضة، تُنجز تغيير للدستور وتعيد هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية وتهيئ المناخ لانتخابات برلمانية ورئاسية تمهد لخروج آمن للأسد، على أرضية (المصالحة الوطنية) بمعنى عدم تقديم مسؤولين كبار للمحاكمة.

ـ هل تعتقد أن المعارضة السياسية السورية يمكن أن تقبل بهذا الحل الوسط الذي يوقف نزيف الدم ويضمن زوال النظام خلال مدة محددة؟

ـ هل تعتقد أن خروج مناف طلاس مبرمج لصالح هذا الاتفاق؟

ـ هل يصلح طلاس لأن يكون الشخصية التوافقية لقيادة الحكومة؟

ـ بحال قبلت المعارضة السياسية بهذا الحل الوسط بضمانات تنحي الأسد ومحاكمة رموز حكمه، هل تعتقدون أن المحتجين والمعارضة المسلحة يمكن أن تقبل؟

ـ هل تعتقد أن بقاء الأسد كرئيس (شكلي) يمكن أن يطمئن الأقلية العلوية خصوصاً؟

ـ هل تتوقع أن يقبل النظام بمثل هذا الحل؟

   الأجوبة

 إن الهدف الرئيس الذي يجب أن تسعى إليه المعارضة بكل أطيافها وتلاوينها (سياسية -احتجاجية – مسلحة) وكل مواطن مخلص لوطنه ولشعبه، هو وقف نزيف الدم وعمليات التدمير والتهجير وانتصار قضية ثورة الحرية والكرامة، ومن المؤسف أن تعنت النظام ولجوئه للخيار العسكري- الأمني أفسح المجال وحوّل سورية إلى ساحة تبغي الدول الكبرى المتصارعة تحقيق مصالحها وأجنداتها ضاربة بعرض الحائط مصالح الشعب في سورية وغير مكترثة بالدماء المستنزفة، أو بالتجييش الخطير المدمر للمجتمع التي كان أهلها يتعايشون مع تنوعاتهم في إطار وحدة وطنية جامعة لا يتسنى لدول أخرى في المنطقة أن تحلم بها. كما وجدت بعض الجماعات فرصتها الملائمة  للابتزاز بهدف  تحقيق أجندة متخيلة لها.

  ومن الحقائق أيضاً، أن الأزمة العاصفة التي تمر بها سورية لم يعد بمقدور السوريين أو العرب  لوحدهم إيجاد الحلول المناسبة للتغلب عليها وتجاوزها، بل أصبحت بيد الدول الكبرى، ومراكز دراساتها السياسية والإستراتيجية تخرج علينا بين فترة وأخرى بمشاريع مفترضة لحل الأزمة السورية، ولا أرى دوراً فعالاً للمعارضة السياسية في داخل الوطن أو خارجه إلا التعاطي مع تلك المشاريع المقترحة والاكتفاء بإدخال  بعض التزيينات عليها. رغم أنها توصلت في مؤتمر القاهرة الذي انعقد تحت رعاية الجامعة العربية 2-3-2012 لرؤية سياسية مشتركة حددت فيها ملامح المرحلة الانتقالية وشددت على إسقاط رموز السلطة الأساسيين، ومحاسبة المتورطين منهم في قتل السوريين.

أكدت انتفاضة الشعب في سورية من أجل الحرية والكرامة على ثوابت هادية لها في مسيرتها ومن أهم هذه الثوابث لا اجتثات لأي مكون سياسي أو إثني أو ديني أو مذهبي، وإن سورية وطن لكل الجماعات الإثنية التي تعيش على أرضها (عرباً وغير عرب)، ولكل تلك الجماعات وللجنسين في المجتمع حقوقاً سياسية وثقافية واجتماعية متساوية، وللجماعات الدينية كامل الحرية في ممارسة طقوس عباداتهم، وللجميع حق الوصول إلى الثروة الوطنية من غير استثناء أو تمييز.

   ومن هذه المقولات أرى من واجب المعارضة بكل تلاوينها وأطيافها وهي تدرك بأن السياسة ليست حقداً أو تصفية حسابات، أن ترفض ما يردده بعض المعارضين الذين لا كار لهم في السياسة ، بأن فلاناً قفز من السفينة قبل أن تغرق، وعليها أن ترحب بكل من يضع نفسه في خدمة انتصار قضية الحرية والكرامة بغض النظر عن التوقيت والمكان، و لا أستطيع الأخذ بالنظرية القائلة بأن خروج  العميد مناف طلاس كان مبرمجاً، وهذا الأخذ يبقى من باب الافتراضات التي لا تصلح أخذها كحقائق.

ومعلوماتي عن العميد مناف طلاس أنه كان منذ بداية الثورة في تونس من دعاة الإصلاح في سورية، ومن دعاة حل الأزمة منذ بدايتها عن طريق الحوار وأنيط به مهمة الحوار مع المنتفضين ومع بعض القوى السياسية، وإن أي شخصية للقيادة في مرحلة انتقالية مفترضة يجب أن تلقى قبولاً وتأخذ دعماً من المحتجين ومن المعارضة المسلحة ومن المعارضة السياسية ، كما يجب أن تلقى قبولاً من الطيف الشعبي غير المشارك في الحراك الثوري، ودعماً عربياً ودولياً.

   كما أن هناك من يرى أن المرحلة الانتقالية يجب أن تقاد من مجلس أو هيئه مؤلفة من مدنيين وعسكريين لها مهام رئيس الجمهورية ووزارة وحدة وطنية بصلاحيات واسعة من المجلس أو الهيئة ومحددة زمنياً لبدء الانتقال نحو الدولة الديمقراطية العتيدة. وأن هذا المجلس أو الهيئة ضروري لإعادة الجيش إلى ثكناته وضبط الأجهزة الأمنية واستيعاب ما يعرف بالجيش الحر وبقية المسلحين وإنهاء كل المظاهر المسلحة.

     إذا كان من المؤسف للسوري أن يجد نفسه يتكلم عن طائفة ما، بعد أن قضى زمناً طويلاً يتكلم فيها عن الانتماءات السياسية لأبناء الوطن، ولكن الاستبداد بما يفرز من فساد وإرهاب و إدارة سيئة تضغط بثقلها الأمني على المجتمع أدت إلى تجييش خطير وظهرت بعض التوترات في بعض المناطق مع ثورة الشعب أنبأت بأن النظام من خلال ممارساته أشعل ناراً وحافظ على جمرها متوقّداً تحت الرماد، فما أن يلامسه الهواء حتى يلتهب مهدداً بحريق.

والنخب من أبناء الطائفة العلوية كغيرهم من أبناء الطوائف الأخرى، بل نسبتهم تفوق الآخرين في معارضتهم للنظام منذ تأسيسه في نهاية السبعينيات من القرن الماضي وأمضوا في المعتقلات عقوداً من الزمن ومنهم من قضى نحبه فيها، كما شاركوا في الحراك الثوري منذ انطلاقه وفي عمليات الإغاثة ومئات من شاباتهم وشبابهم دخلوا المعتقلات وتعرضوا للتعذيب والإهانة، كما أنهم في مواقع قيادية بالمعارضة السياسية، وعلى سبيل المثال المواقف الواضحة لمواطنين سوريين علويي المولد وللفنانة فدوى سليمان وللكاتب فؤاد حميرة، بانتصارهم لقضية الحرية. ويدرك كل عليم بأن طائفة النظام الموالية له تضم ومن جميع الطوائف كل الذين ارتبطت وترتبط مصالحهم باستمرار النظام الحالي.

ويدرك الجميع أن الضمانة الوحيدة والشعور بالأمن الحقيقي لكل أبناء الشعب هو صياغة دستور جديد ينتصر لقضية الحرية والمجتمع المدني ويشيد نظاماً ديمقراطياً فيه فصل حقيقي بين السلطات، ويؤكد أن سورية المستقبل ستبقى لكل مواطنيها دون تمييز أو إقصاء أو تهميش لأحد، وستبقى معتزة بتنوع جماعاتها الذين أحسنوا وسيحسنون التعايش في وطنهم.

   إن الوطن يمر في محنة حقيقية، ومع استمرار هذه المحنة وتفاقمها يبقى هشاً ومفتوحاً لكل صاحب أجندة كي يحقق أجندته، ولا يجوز الخطأ في تقدير خطوة تبقي مصلحة الوطن والشعب أقدس من أية سلطة ومنافعها، والأشخاص يضحون بمكاسبهم ومواقعهم إذا كان فيها الإنقاذ وإنهاء المحنة والمحافظة على وحدة الشعب وسلامة الوطن، وفي تاريخ سورية  مثالاً سيبقى  التاريخ يذكره وهو استقالة الرئيس أديب الشيشكلي شباط 1954من منصب رئاسة الجمهورية لمنع اقتتال الجيش مع بعضه ولمنع القوات الموالية له من استعمال العنف المسلح مع المدنيين المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظامه.

علم “العمال الكردستاني” يرفرف في ريف حلب وتدريب عسكري بالعراق

أكدت صور موثوقة، سيطرة حزب العمال الكردستاني على بلدات وقرى من ناحية  جنديرس التابعة لمنطقة عفرين، والواقعة شمال غرب مدينة حلب قرب الحدود التركية.ونصب الحزب حواجز تفتيش على مادخل بعض البلدات، كما وزع إعلامه على أغلب الدوائر الحكومية الموجودة بالمنطقة، ووزع مجموعاته المسلحة بين الحواجز والمفارز التي كانت للمخابرات السورية.

اكراد سوريون تدربوا في كردستان العراق “لملء الفراغ بعد سقوط النظام”

اعلن مسؤول كردي عراقي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان قوات كردية قامت بتدريب اكراد سوريين في مخيمات اقليم كردستان العراق “لملء اي فراغ امني بعد سقوط النظام السوري”.

وقال هيمن هورامي مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني “الشباب الكرد السوريون عددهم قليل جدا وتم تدريبهم تدريبات بدائية في مخيمات الاقليم”.

واضاف ان هذه التدريبات التي تلقاها الاكراد السوريون على ايدي قوات كردية تهدف الى “ملء اي فراغ امني بعد سقوط النظام السوري”.

من جهته، قال صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا والعضو في الهيئة العليا الكردية ان التدريبات التي تلقاها الاكراد في كردستان العراق “كانت بهدف الحماية”، لكنه تحفظ على فكرة السماح لهم بدخول سوريا مجددا.

واوضح في تصريح لفرانس برس “نحن نقدر هذا ولكن اذا كان هؤلاء يريدون الاندماج في اي مؤسسة في غرب كردستان، فانهم بحاجة الى تدبير معين، ولكن من يريد العودة الى بيته هو مرحب به ولكن ليس كمسلح”.

بدوره، قال عبدالحكيم بشار رئيس الحزب الديموقراطي الكردي وعضو المجلس الوطني الكردي السوري انه “في الوقت الحالي لا يوجد قرار سياسي باعادة الاكراد المنشقين من الجيش السوري”.

وتابع “هم استكملوا تدريبهم وعملهم ليس من اجل القتال ولكن من اجل حماية المناطق الاستراتيجية بعد سقوط النظام”.

وتاتي هذه التصريحات في وقت يزور رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا اربيل، عاصمة اقليم كردستان العراق، لاقناع الهيئة العليا الكردية بالانضمام للمجلس المعارض، بحسب ما اكدت قيادات كردية سورية لفرانس برس.

وتتكون الهيئة العليا الكردية المعارضة للرئيس السوري بشار الاسد من المجلس الوطني الكردي الذي يشمل مجموعة احزاب كردية سورية ومجلس الشعب لغرب كردستان الذي يضم بدوره مجموعة احزاب.

وتستضيف اربيل حاليا محادثات بين هذه القوى تتناول اوضاع الاكراد في سوريا.

واوضح هورامي في تصريحه لفرانس برس “نحن في الحزب الديموقراطي الكردستاني نهتم بالشأن السوري بسبب تواجد اكثر من مليوني كردي في سوريا”.

وتابع “نحن في الحزب الديموقراطي وحكومة الاقليم لن نتدخل في الشأن السوري ولن نفرض اي صيغة سياسية حول كيف يجب ان يكون وضع الاكراد في سوريا ولكن ساندنا توحيد الصف الكردي في سوريا ليكون داعما اساسيا للمعارضة السورية ويكون داعما اساسيا للتغيير الايجابي في سوريا”.

وقد اكدت الهيئة الكردية العليا في بيان عقب انتهاء اجتماعاتها مساء الاثنين انه “في الوقت الذي نؤكد فيه على كوننا جزءا من الشعب السوري وثورته من اجل الحرية والكرامة، نسعى من خلال مشاركتنا السلمية والفعالة في هذه الثورة نحو سوريا ديموقراطية تعددية”.

واضافت “نؤكد ان الاكراد في سوريا لا يشكلون خطرا او تهديدا يمس امن وسلامة دول الجوار ولا يهدفون الى الانفصال او الانقسام في صفوف مجتمعنا السوري، وان ما حصل في بعض المناطق الكردية هو اجراء اضطراري حفاظا على السلم الاهلي”.

وكانت تركيا اكدت الاحد انها ستتخذ “كافة الاجراءات” لمنع تمركز “خلايا ارهابية” في المناطق الحدودية مع سوريا حيث تتهم انقرة النظام السوري بتسهيل تمركز انفصاليي حزب العمال الكردستاني.

وفيما نشرت الصحافة التركية صور اعلام كردية رفعت في بلدات في شمال سوريا، اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان هذه المنطقة لم تصبح بالكامل تحت سيطرة المعارضين الاكراد.

وفي السياق ذاته، اكد صالح مسلم لفرانس برس ان “هناك ثلاث مدن وبعض المناطق الصغيرة في عفرين وديريك وكوباني تحت ادارة الشعب وليست ادارة حزب معين وهم يمثلون جميع الاحزاب وقد وضعوا ايديهم على جميع مؤسسات الدولة وطردوا مسؤوليها”.

واضاف ان “الاكراد في غرب كردستان ليسوا معادين لتركيا ولا يخططون لشيء ضد تركيا”، مؤكدا في الوقت ذاته انه “لا يوجد مسلح واحد تابع لحزب العمال الكردستاني (المتمرد) في سوريا كلها وغرب كردستان”.

كما نفى وجود اتفاقات مع النظام السوري، قائلا “نحن عضو في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة للحكومة السورية ومعارضتنا مع معارضة هيثم المناع وعبدالعزيز الخير ولكن اسلوبنا اننا ندعو الى ثورة سلمية وليست ثورة مسلحة”.

ويذكر ان الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد والحكومة المحلية في اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي تتبنيان موقفين متناقضين من الاحداث الجارية في سوريا.

وتدعو الحكومة الاتحادية في بغداد الى حل سلمي للنزاع المسلح المستمر منذ اذار/مارس 2011 وترفض تسليح المعارضة، في حين تتبنى سلطات اقليم كردستان موقفا اكثر حدة حيال النظام السوري.

مطالب بتفعيل “القضاء الثوري”… “الإعدامات الميدانية” برصاص الثوار القتل على الشبهة

تباينت آراء ناشطين سوريين منخرطين في صفوف الثورة السورية أو مؤيدين لها و متعاطفين معها حول قضية قرارات الإعدام الميدانية التي يقوم بها الثوار على الأرض فبينما أيد بعضهم هذه الإعدامات طالب بعضهم الآخر بضرورة تنظيم مثل هذه العمليات لما تمثله من خطورة حقيقية على مسار الثورة و تضاعف من حجم التحديات التي ستواجه المجتمع السوري في الفترة اللاحقة و قد رأى البعض منهم بأن هذه الإعدامات تتم ببعض الحالات دون أي مسؤولية تجاه المجتمع و الدولة و صرنا نحتار هل النظام الذي يرتكبها أم هم الثوار الذيني طلبون الحرية و قد أكد هؤلاء على تفهمهم الكبير لما يشعر به الثوار و لواقعهم الميداني و لكنا جميعا نسير على حقل من الألغام و لا نريد أن نخسر أخلاقنا التي نعتبرها رأسمالنا و هي ما يميزنا عن النظام الذي يفتقد للحد الأدنى منها.

كما طالب بعضهم بأن تكون عملية الإعدام منظمة بحيث تتوافق مع القانون و الدين خشية اي انتقام شخصي لا علاقة له بالثورة فضلا عن أن العالم كله يراقب هذه الثورة  و التاريخ سوف يسجل كل المفاصل الخاصة بها و لا نريد أن يكون هناك ما يعيبها علماً بأنه لاي ثورة إرهاصات و عيوب و أخطاء بحسب هؤلاء ..

تنظيم و شرعية ..

علي مقاتل ينتمي لأحد كتائب الجيش السوري الحر يرى بأن العديد من هذه الإعدامات تكون مبنية على وجهات نظر غير مثبتة و مدعمة بوثائق فضلا عن بعض تلك الإعدامات تتم بطريقة غير حضارية و فيها نوعاً من التشفي و أن غالبية من يقوم بذلك ليس من المنشقين عن الجيش السوري أو من المنظمين ضمن صفوف الجيش السوري الحر من المدنيين لكنهم خدموا في الوحدات العسكرية و لهم رتب عسكرية حيث أن عددا من هذه الإعدامات تتم باسم الجيش السوري الحر الذي يجهد البعض من قياداته و عناصره على تنظيم مثل هذه العمليات بحيث تكون مدروسة و ممنهجة و يوجد هناك قاضي أو أكثر و رجل دين و شهود و أقارب لضحايا المجرم و يتلى عليه الحكم قبل التنفيذ و أن يكون التنفيذ وفق الأعراف و الشرائع و القيم الأخلاقية بحيث لا يكون هناك أي نقطة سوداء بحق الثورة و العملية جل ما تحتاجه هو التنظيم ثم التنظيم و هذا ما تفتقد إليه بعض العناصر التي تدعي بأنها تنتمي للجيش السوري الحر و هم من الثوار المدنيون الذين شكلوا كتائب مسلحة بعد أن استفحل النظام في إجرامه و يضيف علي : لا يمنع أن تصور هذه العمليات برأيي إن كانت الغاية ردع بعض المخبرين و الشبيحة و القتلة و لكن لابد من أن يكون هناك حالة من التنظيم و المسؤولية لتكتسب تلك العمليات الشرعية من خلال تحليها بالأخلاق حيث لا أحد يختلف بأن من يعدم هو متورط غالبا بدم السوريين.

ذاكرة انتقامية ..

عبد الوكيل بيرقدار يرى بأنه طالما تم القبض على الشبيحة.. و رغم صعوبة الظروف إلا إني أتصور أنه هناك إمكانية لمحاكمة تشبه التحقيق و فيها توثيقاً للإعترافات .. ويمكن النطق بالحكم المستحق وتنفيذه دون ضجيج إعلامي أو حضور شعبي فأنا مع تحقيق الغاية .. وضد تشويهها أخلاقيا و كما أني ضد تأسيس لذاكرة تخبيء في داخلها مرجعية إنتقامية فقط على حساب تغييب العدالة ..

الشرع و الدين و الأخلاق ..

ميخائيل سعد الكاتب السوري و المعارض المعروف يقول : أنا ضد أي عمل يتجاوز القانون, التساهل الآن في قضية من هذا النوع سيفتح الباب على مصراعيه أمام تجاوزات أخرى. لا يكفي القول إن تاريخ هؤلاء سيء، وأنهم جماعة من المجرمين و أن الناس تصرفت الأن برد الفعل. هذا صحيح من جهة ولكنه من جهة أخرى خرق لسيادة القانون.

و يضيف سعد : أي محاكمة في هذه الاجواء، وخارج المحكمة، هي غير قانونية حتى لو كانت بوجود رجال دين أو متضررين، نحن نسعى لبناء دولة جديدة، ومن أول شروط بناء الدولة الجديدة هو تفعيل القانون و يمكن للثوار أن يرفضوا ذلك ولكن مع ذلك يجب القول أن الاعدامات الميدانية خطأ إذا كان بالإمكان اللجوء إلى المحاكم العادية فلماذا الثورية منها، ثم إن المحاكم الميدانية تحرم الشعب السوري من شيئين : الأول تطبيق القانون، والثاني كشف الحقيقة كاملة للناس وملابسات تحول هؤلاء الناس إلى مجرمين، يعنني اننا خسرنا فرصة ان يتعلم الشعب .

و في سؤال له عن مشاعر المتضرريين من الثوار و هم في حالة حرب يقول ميخائيل سعد : هنا قد يآتي دور رجل الدين لتهدئة الناس , فالناس تسمع للدين و للحرام والحلال و للشرع .

مكوى .. نار .. نظام ..

الناشط نزار الرفاعي يقول بأنه من مكانه البعيد عن سوريا حيث القتل و الدمار و التشريد و هو في دبي فإنه يستسهل القول بأن هذه التصرفات ليست من أخلاقنا و يجب أن يسجن هؤلاء أو حتى في بعض الأحيان يطلق سراحهم بينما من يكتوي بنار النظام لا يمكن أن يكون عادلاً بالمطلق و يسوق مثالا على ذلك بأن ما جرى لآل بري حقاً محتوما تم بعد محاكمة ميدانية واضحة المعالم و فيها اعتراف صريح من القتلى.

لا للتنظير .. نعم للتنظيم ..

صخر إدريس صحفي سوري يقول لا أستطيع التنظير من خلف المكتب وأنا بعيد عن الظروف المحيطة، ولكن بتجرد أنا ضد الإعدام الميداني للقوات الموالية للنظام بغض النظر مدنية أم عسكرية وذلك لعدة أسباب، أهمها حالة التوتر الزائد و الغليان الذي يعيشه الشعب السوري حالياً ، ونحن بأشد الحاجة إلى إخماد هذه الحالة، هذا بالإضافة إلى أن الإعدام بهذه الطريقة يضع الثوار في نفس خانة من يحاربوه، ويورطهم في مستنقع الممارسات التي ثاروا ضدها، و التي قد يستغلها النظام لتأجيج النزاع، وبما أن الثوار صاروا قوة ميدانية لايمكن تجاهلها وبالتالي من المؤكد أن هناك أسرى من طرفهم، أتوقع أنه من المفروض أن يقايضوا أو يفاوضوا على أسراهم، خاصة أنه هناك بعض الشخصيات الهامة التي ألقوا القبض عليها.

وفي النهاية و مما لاشك فيه أن القاتل والمقتول سوري وأتمنى من الجميع الإيمان بهذا المفصل الرئيسي الذي سيساعد يوماً في تقبل الأطراف لبعضها البعض.

كأس شربنا منها ..

عبد الله أبازيد ناشط سوري يصنف نفسه في خانة كل  ما يفعله الجيش الحرّ , لأجل الدفاع عن الشّعب السّوري , و استرداد حقوقهم , و ما دام القاتل لا يؤمن أصلاً بقيمٍ إنسانيّة , و سيبقى على موقفه من القتل الوحشي و طالما لا يجد مقاومة , فإنّ أيّاً من السبل الّتي يسلكها الجيش الحرّ للتخلّص من الشبّيحة و العواينية , فهي إنسانيّة بحت , لأنّه يدافع عن حقّه و حقّ الآخرين بالحياة , فالاعدام الميداني من قبل الجيش الحرّ , ليس تصرّفاً وحشيّا , لأنّه على حقّ, هو في حالة دفاع عن النّفس , و من واجبه أنْ يتخلّص من القتلة , لكن هذا لا يعني بالضرورة أن يتجرّد من أخلاقياته , هنالك تصرفات ربّما ليست اخلاقية , لكنْ علينا أنْ نتذكّر أيضاً أنّنا في معركة مع قتلة لا يؤمنون بالأخلاق , و آن لهم أنْ يتذوقوا من الكأس الّتي شربنا منه.

العدل ..

روشان بوظو صحفية سورية تقول : بصراحة أنا أدين القتل خارج القانون بكافة أشكاله, و خاصة الإعدامات الميدانية المصورة التي قد تسيء للثورة أكثر ما تفيدها.

و الآن نحن في حالة حرب و إجرام النظام لم يترك مكان للإنسانية و التعاطف و لللأسف قتل الشبيحة قد ينقذ أرواح الآلاف و لكن عندما يتم القبض عليهم أتمنى لو يتم حجزهم مثل الأسرى حتى انتصار الثورة و محاكمتهم محاكمة عادلة تتناسب مع جرمهم حتى لا ندخل بموضوع الثأر الشخصي و الانتقامات التي تودي بالبلد إلى ما لا يحمد عقباه.

مستقبل سوريا ..

الناشطة مروة الغميان و التي تعتبر من أوائل من ساهم في تفجير الثورة السورية و التي طالتها بعض الاتهامات العشوائية في فترة سابقة تقول : قولاً واحداً الشبيحة يستحقون الموت .. لكن ليس بهذه الطريقة .. ليس شفقة بهم .. أنما خوفاً و حصراً على سوريا و ثوارها , فثورتنا ثورة قيمة و مبدأ و قانون .. فكيف لنا أن نصل بسوريا لدولة العدل و القانون و الديمقراطية لو تعاملنا مع المجرمين بهذه الطريقة ؟!

و تضيف متسائلة ؟ ما هو  تأثير القتل بهذه الطريقة بشباب الثورة الذين ما رسوه على الشبيحة ؟!

استبعد أن القتل لن يترك في نفوسهم الأذى و أخشى عليهم من أثاره السلبية و استسهالهم القتل في المستقبل و إن استمر القتل بهذه الطريقة لن يكون هنالك ضابط له .. إنما ستغرق سوريا في دمائها أكثر مما هي عليه الآن و خاصة أن السلاح أصبح من السهل الحصول عليه و في متناول الجميع.

حقوق .. و عدل .. ودقة ..

إدريس الرعد ناشط سوري يرى بأنه و نظراً لتداخل الأمور وتسارعها وعدم القدرة على إيجاد أماكن آمنة لنقل المعتقلين أو الموقوفين أثناء الحسم تتجه معظم الدول إلى مبدأ المحاكم الميدانية بحق الموقوفين وتنفيذ هذه الأحكام بناءً على معطيات هذه المحاكم .. ولما لها من أهمية في حقن دماء الأبرياء وإيقاف ظلم الظالمين وإعادة الحقوق لأهلها تعتبر هذه المحاكم ضرورة ملحة في الثورة السورية وضامناً اساسياً لسرعة انتصارها إذا بُنيت هذه المحاكم على العدل وتوخي الدقة والثقة في إصدار القرارات وعادة تكون حاسمة وحازمة تلبي حاجة المجتمع لينتقل بجله إلى العمل المتضامن المتكامل من أجل حماية هذا المجتمع من تصفية الحسابات والدخول في مواجهات ومناوشات أهلية .. لذلك من الجدير لكل مجلس عسكري محكمة عسكرية ميدانية لمن يقع تحت أيديهم من أسرى في أرض المعركة يُتخذ في حقهم الأحكام بناءً على شهادات أهل المدينة وما ثبت بالدليل القاطع من دورهم في المشاركة في دم الثوار سواء بالقتل أو التعذيب أو المساعدة في القبض على الأحرار .. وتبقى لهذه المحاكم سلبيات لكنها لا تكاد تذكر امام إيجابياتها .. على أن تُنفذ احكامها بحزم مهما كان الحكم وأمام أعين الناس .

مسألة معقدة ..

عامر مطر الصحفي و المعتقل السابق لدى سجون النظام يرى بأن المسألة معقدة و يستهل كلامه بأنه شعر بالحزن أمام القتل الانتقامي، فالثورة قامت في وجه الظلم .. والإعدامات الميدانية الانتقامية ظلم , و آمل لو تمكن الثوار من سجنهم و تطبيق العدالة عليهم حينما تسمح الظروف بذلك و لكني أعرف أن الأمور صعبة فنحن في حالة حرب.

الشرعية الثورية مع العدالة ..

أحمد صلال صحفي سوري و معتقل في سجوم النظام أيضا يسترسل في توضيح وجهة نظره فيقول : الثورة السورية ثورة من أجل الحرية والعدالة والكرامة, وإنطلاقاً من هنا وتأسيساً عليه, فالحرية تعطي للمتهم حق في الدفاع عن نفسه, والعدالة من مستلزماتها محاكمة عادلة , والكرامة حق طبيعي يستوجب خضوع الإنسان للقانون, مما سبق أرفض الإعدامات الميدانية, و الشرعية الثورية تعطينا حق في الدفاع عن أنفسنا وممارسة الفعل الثوري من أجل مطالبنا الشرعية والمشرعنة, ولكن من غير الشرعي والمشرعن قتل أي إنسان دون أن يكون هناك قرار من مرجعية واضحة وثابتة فوضها الشعب بممارسة هذا الأمر الذي يعتبر من النظام العام الناظم للمجتمعات.

الشرعية الثورية لاتعطي في حال من الأحوال لأي كائن أن يقتل كائن آخر, الجيش الحر يفتقد لمحاكم وقوانين ومرجعيات واضحة ليمارس هكذا سلوكيات, من الأصح والأسلم إنتظار سوريا الغد صاحبة الشرعية الدستورية في ممارسة المحاسبة والقصاص وفقاً للقوانين المرعية.

الثورة من أجل الحرية والعدالة والكرامة لتكون شعاراتنا مكرسةً كسلوك وممارسة على ضوء الفعل الثوري.

مؤسسات ثورية ..

مها فاضل مواطنة سورية ترى بأن الإعدام الميداني تحت أي مسمى ما هو إلا جريمة قتل و لكن هناك شبيحة و مجرمون لابد و التخلص منهم لحماية الثوار و المتظاهرين فهذا دفاع عن النفس لكن كما هو واضح الموضوع معقد و لذلك وجود مؤسسات ثورية تنظم الأمر سوف يرفع الظلم عن اي متهم و يعبر عن روح القانون و العدالة التي تطالب بها الثورة.

نقاء الثورة ..

آرام عبد المسيح يقول بأن قتل أي معتدي على المتظاهرين و من ثم على افراد الجيش الحر الذين يواجهون عصابات الأسد أمر لابد منه و مهما كان دينهم و ثورتنا أثبتت للجميع لا طائفيتها حيث يعمل الثوار على التخلص من الشبيحة أياً كان دينهم أو توجههم و بالتأكيد فإن إقامة محاكم عادلة و منظمة تحت لواء الثورة و مكتملة العناصر القانونية و الشرعية أمر لابد منه للتأكيد على نقاء ثورتنا السورية.

مؤيد اسكيف – زمان الوصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى