أحداث الجمعة، 02 تشرين الثاني، 2012
الصين لا تذكر الأسد في خطتها لحل من أربع نقاط
لندن، بيروت، دمشق، باريس، الدوحة، القاهرة – «الحياة»، رويترز، ا ف ب، ا ب
تخلت الصين عن تمسكها بالرئيس السوري بشار الأسد وقدمت الى المبعوث المشترك الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي اقتراحاً من اربع نقاط تتناول تعيين الاطراف المعنية محاورين مفوضين لـ «صوغ خريطة طريق للإنتقال السياسي» وتشكيل «جهاز حكم انتقالي بقاعدة عريضة»، من دون الإشارة الى الأسد. في وقت رد رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا على تخلي الولايات المتحدة عن الاعتراف بالمجلس ممثلاً للمعارضة السورية بـ»اتهام الغرب بالتخلي عن الشعب السوري» ما شجع في تنامي الارهاب والتطرف.
وجاء في بيان نُشر على موقع السفارة الصينية في القاهرة امس ان وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي قدم الى الابراهيمي في بكين الاربعاء الماضي اقتراحه الرباعي لحل سياسى للنزاع السوري، داعياً المجتمع الدولي الى العمل بسرعة ملحة ومسؤولية أكبر للتعاون الكامل مع وساطة الإبراهيمي ودعم جهوده وتحقيق تقدم حقيقي في تنفيذ بيان اجتماع وزراء خارجية جنيف لمجموعة العمل الخاصة بسورية وخطة أنان المكونة من ست نقاط وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. .
وأُعلن في القاهرة أمس ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي سيُجري الاحد محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقر الجامعة. واكد نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي ان العربي سيبحث مع لافروف في «الرؤية الروسية للتعامل مع الوضع الحالي في سورية ويطلع منه عن قرب على «نية» روسيا ومبادرتها في شأن «الحل السوري». وردا عن سؤال تناول جدوى الحلول الديبلوماسية في سورية، قال بن حلي: «ليس امامنا سوى الحلول الديبلوماسية»، مؤكداً ان «البديل سيكون خراب سورية وانهيارها».
ومع تكرار الحديث عن تنامي دور متطرفين اسلاميين في القتال ضد القوات النظامية في سورية خصوصاً في ضوء تصريحات ادلت بها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، اعتبر سيدا ان «المجتمع الدولي هو المسؤول عن تزايد التطرف في سورية لعدم دعمه الشعب السوري»، وان الزيادة هي «بسبب عدم فاعلية المجتمع الدولي وليست سبباً له».
ورأى سيدا ان «المجتمع الدولي يجب ان يوجه الى نفسه النقد ويسأل نفسه ماذا قدم الى الشعب السوري وكيف ساعد السوريين ليوقفوا القتل بشكل جنوني». اضاف «رغم سعينا لضمان الا يحظى التطرف الاسلامي بتأثير، الا ان نقص الدعم المادي للمجلس الوطني السوري من قبل المجتمع الدولي يجعل امكاناتنا محدودة اكثر مما نرغب».
وجاءت تصريحات سيدا قبيل اجتماع منتظر للمعارضة السورية سيُعقد في الدوحة الأحد المقبل لتوسيع اطار المنضمين الى المجلس الوطني والبحث في امكانات تشكيل حكومة سورية في المنفى.
وقال سيدا عن تداول اسم المعارض رياض سيف لتولي رئاسة هذه الحكومة «اعتقد ان علينا انتظار انعقاد الاجتماع لنعرف ما اذا كان (سيف) المرشح الامثل للفترة الانتقالية»، مؤكداً ان قراراً كهذا «يعود الى الشعب السوري».
وكان سيف طرح أمس مشروع «هيئة المبادرة الوطنية السورية» ليناقش في اجتماعات الدوحة ومن ابرز بنودها تشكيل «حكومة موقتة من التكنوقراط» لتامين الاعتراف الدولي والبدء في التخطيط لمرحلة ما بعد الأسد. مؤكداً على «قيام سورية المدنية التعددية الديموقراطية». على ان لا يبدأ الحل السياسي إلا بتنحية بشار الأسد ورموز السلطة وضمان محاسبة المسؤولين منهم عن دماء السوريين».
ميدانيا، قتل 28 جندياً نظامياً على الاقل، بعضهم تعرضوا للتصفية على ايدي مقاتلين معارضين هاجموا حواجز عسكرية شمال سورية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، «ان الهجمات التي قتل فيها ايضاً خمسة مقاتلين معارضين، استهدفت حاجزي ايكاردا على طريق حلب – سراقب، وحاجز حميشو على طريق سراقب – اريحا».
وتقع هذه الحواجز في شمال وغرب مدينة سراقب الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، والتي تتواجد فيها خمس كتائب مقاتلة، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي.
وبث ناشطون شريطا مصورا على موقع «يوتيوب» الالكتروني، يظهر عددا من المقاتلين المعارضين متحلقين حول نحو عشرة جنود نظاميين مستلقين على الارض جنبا الى جنب بعد اسرهم على حاجز حميشو. وبعدما وجه المقاتلون المعارضون ركلات الى الجنود المرميين ارضا، يسمع صوت اطلاق نار كثيف وعدد من صيحات التكبير مع انتقال المصور الى مكان آخر.
واشار المرصد ايضا الى ان ثلاثة ضباط بينهم عقيد قتلوا «اثر اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا حاجز المعصرة بمحيط بلدة محمبل» في محافظة إدلب.
في غضون ذلك، شنت الطائرات الحربية المقاتلة، التي كثف النظام استخدامها في الايام الاخيرة، غارات جديدة على مناطق في ريف العاصمة السورية، استهدفت اربع منها ضاحية الشيفونية في محيط مدينة دوما، اضافة الى محيط مدينة حرستا وبلدتي كفربطنا وعربين للقصف. ونقل المرصد عن ناشطين في هذه المناطق ان غالبية سكان الغوطة الشرقية التي تقع فيها المناطق المذكورة، نزحوا عنها.
عراقيو سورية يعايشون انهيار البعث مرتين
في المشهد الأول «لا تبدو دمشق شبيهةً ببغداد، فالظروف مختلفة، والوجوه أكثر تسامحاً، ونظام الأسد لم يشـــغل نفسه في استعراضات حزبية واسعة النطاق كما فعل صدام حسين، والبعث السوري كأنه ينتمي إلى منظومة قيميّة مختلفة تماماً عن بعث العراق». هكذا تحدث العراقيون أول مرة حين دخلوا دمشق وحلب بكثافة بعد العام 2003 هرباً من تداعيات نهاية تجربة البعث العراقية في بغداد على يد قافلة دبابات أميركية.
كان البعثيون ورجال المخابرات والأمن في نظام صدام أول الواصلين إلى دمشق، فقد توقعوا مبكراً حدوث انــتقامات وحــمامات دم، وبعض كبارهم نقلوا عائلاتهم إلى سورية قبل بدء الاجتياح الأميركي.
لكن دمشق ليست غريبة في مشهدها الثاني، فهنا عزلة «بعثية» لا تختلف عن العزلة التي فرضها بعث العراق، صور عائلة الأسد متوافرة في الساحات والشوارع، على غرار صور صدام، ويافطات «حزب البعث العربي الاشتراكي» و «وحدة حرية اشتراكية» و «تحرير فلسطين» تتسلق البنايات العتيقة وتنتشر على الجدران، والأغاني «الوطنية» التي تتغزل بالرئيس «المحبوب الحكيم» تُعيدُ التذكير بالعقود البعثية العراقية التي «تبخرت» في ساعات.
كانت الموجةُ الكبرى من العراقيين المتوجهين إلى سورية قدمت بين عامي 2006 و2008، حيث أصبحت الحرب الطائفية العراقية «معلنةً» وواضحة، وأغلقت عناوين أحزاب الإسلام السياسي الآفاق العراقية إلى أمدٍ غير معلوم.
كانت رحلة النزوح العراقية الكبرى تتزامن مع «الاستفتاء على الأسد». عبارة «منحبك» التي انتشرت في كلِّ مترٍ في الشوارع والحارات السورية، صدمت اللهجة العراقية أول الأمر، غير أنَّ العراقيين سرعان ما اكتشفوا أنَّها ترجمة لعبارة الاستفتاء على صدام حسين «نحبك والله نحبك». كل شيء اذاً على ما يرام، والعراقيون الباحثون عن الأمن سوف يجدونه في المكان نفسه الذي اختبروه على امتداد عقدين، «تحت ظلِّ البعث السوري» المختلف والمنفتح والمتخم بالشعارات والقضايا القومية.
في المشهد الثالث، دمشق أكثر عمقاً من البعث، إنَّها مدينة قادرةٌ على استدراج أيّ إنسان إلى غرامها، ولهجة أهلها سلسة وجميلة إلى حد كادت تُنسي العراقيين لهجاتهم. دمشق طيبةٌ وودودةٌ إلى درجة ان تغفر لمليون عراقي رفْعَهم أسعارَ العقارات إلى أضعاف ما كانت عليه، وإحراق الاسواق.
ومع هذا، فإنَّ العراقيين الذين قد يواجهون كلاماً غليظاً أو يائساً من سائق التاكسي أو البقال أو الجار في البناية، كانوا يردُّون بثقة المجرب: «نحن ضيوف الأسد»، وكانت تلك الجملة كفيلة بردعِ من يحاول «التشبيح» على الغرباء، لكنها خلفت نوعاً من الشك والتحفظ مع السكان.
الغرباء الذين لم يكن يحقُّ لهم العمل أو التملك في سورية، لم يكونوا ضيوفاً ثقال على أيّ حال، فقد ساهـــمت القوة المالية التي حملوها معهم من العراق والمساعدات الدولية التي اهتمت بهم، في تقليل آثار الإرهاق الماليِّ الذي تسببه كتلةٌ بشرية كهذه على أيِّ مجتمع. وكانت دمشق بدورها قد فتحت أبواب مدارسها ومستشفياتها وكلياتها أمامهم مجاناً، لتشذب مشاعر الاختلاف عن المواطنين الأصليين.
في المشهد الرابع، كانت الجموع العراقية، التي تنوعت بين بعثيين سابقين وضباط جيش وعائلات من الطبقة الوسطى، سُنَّة وشيعة وأكراد وعمال وموظفين هاربين، تكتشف صورة مختلفة عن ذلك النظام المتماسك، فالفساد يكاد يكون الصورة الأكثر وضوحاً في كل مفاصله، يبدأ من ضابط الجوازات في المنفذ الحدودي أو المطار، الذي يطالب برشوة علنيّة، ولا ينتهي بكبار موظفي الدولة.
سيدفع العراقيون منذ ذلك الحين ضرائب سريّة مختلفة عن تلك المعلنة رسمياً لوجودهم في سورية، وسوف يتعايشون مع مؤسسات فاسدة وأنظمة أمن أكثر فساداً، وتلك بدورها ليست صورة غريبة عليهم، فهم طوال عقد التسعينات وحتى ما بعد سقوط نظام البعث العراقي، يتعاملون مع مفهوم السلطة الموازية، حيث تستظل بؤر الفساد ومواخير السراق والمرتشين بعباءة البناء الصارم للأمن والعقيدة والأهداف العليا.
لكن في سورية صار هناك اعتقاد راسخ بأن العراقيين جلبوا معهم عاداتهم الفاسدة إلى الدولة المضيفة.
في المشهد الخامس، عندما بدأت العلاقة بين أهل الدار والضيوف تتخذ منحى أكثر حميمية، أخذ العراقيون يطلعون على واقع شعبي مختلف عن ذلك الذي يختبئ في الصدور رعباً وشكاً وتماهياً، فـ «منحبك» تلك تحصد يومياً زخماً من التهكم الشعبي، وتنتمي إلى منظومة «السخرية المرة» التي تداولها العراقيون عن صدام ونظام حكمه، وأصبح «القائد العادل» هو نفسه الذي وزع السلطات الكبرى ومراكز الاقتصاد على أقاربه وأصدقائه وأبنائه.
في صميم التعايش بين شعبين متشابهين في الهموم وفي السخرية من الواقع، كان البعث السوري قد أصبح نسخة طبق الأصل من البعث العراقي، فالشعارات العريضة تصلح للاحتفالات بمولد الزعيم ومولد الحزب فقط، والانتماء الحزبي هو المعيار الوحيد للنجاح أو الفشل، والعدو الإسرائيلي الذي يغتصب الجولان هو نفسه العدو الإيراني الذي يريد تصدير الثورة إلى العراق، ومن ثم العدو الأميركي الذي ينوي تقويض «التجربة العسكرية العراقية الفذة».
مهرجان الشعارات البعثية في سورية، كان يغذي خيال العراقيين باستمرار، فالبعثي العراقي الذي حكم بردائه العسكري «الزيتوني» ومسدسه وكرشه المتهدل حيَّهُ السكني، ونظر إلى أبناء الحي من موقع القوي المتحكم بالمصائر بحثاً عن «غير المنتمين» إلى الحزب كمشكوك في وطنيتهم، وإلى نساء الحي باعتبارهن أهدافاً متاحةً لصاحب الشارب الأسود الفاحم المفرط في وسامته، كان اختفى من المشهد بشكل مريب عندما اقتحمت 10 دبابات أميركية أسوار بغداد يوم 7 نيسان (ابريل) 2003 مطيحة بكل عنفوانه المزعوم.
وهو (البعثي العراقي) لا يختلف عن نظيره السوري إلا بالرداء «الزيتوني» والشارب المتفحم، ولا يبدو إنَّ مصيرهما سيكون مختلفاً في نهاية المطاف.
كان العراقيون يدركون تماماً أنَّ انهيار البعث لم يكن يرتبط بالاحتلال الأميركي، فالبعث كان وضع بقايا تجربته تحت قدمي صدام حسين العام 1990، وانتهى عملياً منذ ذلك الحين، ليتحول إلى مليشيات تدعم سلطة رئيس الدولة وتفتش في الضمائر وتحت الأسرّة وفي الدواليب عمن تسول له نفسه المساس بـ «الذات الرئاسية»، ولم يكن سلوك البعث السوري مختلفاً.
في المشهد السادس، تَحَلَّق عشرات الآلاف حول مكاتب الهجرة إلى أوروبا أو أميركا، لكن دمشق كانت قد طبعت بعد سبع سنوات وأكثر العراقيين بطابعها وسحرها. لم يعد بمقدور معظمهم المغادرة حتى بعد أن بات مشهد الأمن العراقي أكثر قبولاً من السنوات التي سبقت، فانخرطوا في مشهديّة تماهت مع السلطة وأتاحت أن يستثمر بعض البعثيين العراقيين الهاربين إلى الماضي، حاجةَ مواطنيهم إلى الإقامة الآمنة، فأجبروهم على الانضمام إلى حركة «محمد يونس الأحمد» التي احتضنها الأسد، مقابل الحصول على الإقامة.
لم تكن الهموم الشعبية والحساسيات التاريخية والمذهبية والقومية غائبةً عن المشهد السوري-العراقي السابع، فينكشف أمام العراقيين شعبٌ يُعاني حدَّ الوجع. كل الأحاديث عن قيمة الأمن ومخاطر الحرب الطائفية و «القبول بالحمى عندما ترى الموت»… لم تكن تقنع السوريين بالتعايش مع النظام، كان السوريون قد تخلوا تماماً عن تحفظهم مع ضيوفهم، بدأوا للمرة الأولى الحديث عن حقهم في نظام ديموقراطي يتيح للأكثرية الحكم حتى لو كانت أكثرية مذهبية: «لماذا يسمح العالم بما حصل معكم في العراق ولا يسمح لنا؟»، هكذا تساءَل شباب خلال تدخينهم الشيشة في مقهى بباب توما:
«ماذا عن استعانة النظام البعثي بالأقليات لقمع الأكثرية؟ وعن القمع الممنهج الذي لا يستثني أحداً إلا المقربين من النظام؟ وعن عمليات سرقة للمال العام تتم تحت ضوء الشمس في وقت يرزح الشعب تحت ظل الفاقة؟».
مع سقوط نظام بن علي، ومن ثم نظام مبارك، كان العراقيون ما زالوا يستمعون إلى من يقول بأن سورية مختلفة، وإنَّ النظام أكثر تعقيداً من التعرض لانهيارات مشابهة، لكن سقوط القذافي المروع، بدا وكأنه أسقطَ المخاوف وأنهى دعاوى الاختلاف.
لم يكن السوريون يتوقعون مع بداية الثورة سيناريو مبارك أو بن علي أو حتى صالح، فأقصى أمانيهم كانت تكرار سيناريو القذافي وتحمُّل تداعياته.
لكن الثورة امتدت إلى ما هو أبعد من حمام الدم الليبي، فبات الموت عنواناً للمدن والقرى السورية الجميلة الوادعة. لم تعد دمشق تشبه نفسها، لم تعد هنالك حكايات يسمعها العراقيون، فالبعث ينهار مرتين، والمشهد الأخير يمتد أفقه إلى مجاهل تسكنها الأمنيات والمخاوف، ولم يعد هنالك عراقيون، ليشهدوا.
واشنطن مع توحيد معارضة الداخل في سوريا
للضغط على الأسد والتصدي للتيارات الجهادية
واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات
الادارة الأميركية تريد دوراً خارجياً لـ”المجلس الوطني السوري”
المعارضة تلقت 40 مليون دولار من ليبيا وقطر والإمارات
أفادت مصادر اميركية مطلعة ان تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن تجاوز واشنطن الدور القيادي لـ”المجلس الوطني السوري” تهدف الى التمهيد لمؤتمر الدوحة الذي ستشارك فيه شخصيات وقوى سورية مختلفة بين 3 تشرين الثاني و7 منه لاختيار بنية جديدة وأفضل تمثيلا للمعارضة السورية، وخصوصا من القيادات العسكرية والتنظيمات العاملة على الارض مثل لجان التنسيقيات المحلية.
ويقول المسؤولون الاميركيون انهم يشعرون بخيبة أمل عميقة لأن “المجلس الوطني السوري” الذي يعاني انقسامات لم ينجح في جذب شخصيات عسكرية وسياسية من الداخل وتحديدا من الطائفة العلوية ومن الاكراد، لكنهم أوضحوا ان القرار الاميركي لا يعني عزل “المجلس الوطني السوري” الذي سيكون ممثلا في التركيبة القيادية الجديدة، من غير أن يقودها، وسيناط به دور خارجي مهم، أي مواصلة الاتصال بالدول التي لا تزال على علاقة جيدة مع نظام الرئيس بشار الاسد مثل روسيا والصين والهند وغيرها.
وأشار المسؤولون الاميركيون الذين تحدثت معهم “النهار” الى ان علاقاتهم مع المجلس تتدهور منذ أشهر، وخصوصا بعد مؤتمر القاهرة، حيث برزت خلافات مع السفير روبرت فورد الذي ينسق الجهود الاميركية المتعلقة بسوريا (والذي سيمثل واشنطن في مؤتمر الدوحة) في شأن توسيع جبهة المعارضة، وتعمق الخلاف أكثر بعد الغاء زيارات لممثلين للمجلس لواشنطن. لكن أهم مظاهر التوتر بين واشنطن والمجلس كان رفض وزيرة الخارجية الاجتماع مع ممثلين للمجلس خلال زيارتها لتركيا، حين ارتأت الاجتماع مع شخصيات مستقلة. وسوف يشارك في مؤتمر الدوحة ممثلون لفرنسا وتركيا والسعودية وبريطانيا، الى جامعة الدول العربية.
وفي الاشهر الأخيرة أشرف السفير فورد على اتصالات أجرتها الولايات المتحدة مع ممثلين للمعارضة في الداخل وخصوصا ممثلين للجان التنسيق المحلية والمجالس البلدية وبعض قيادات “الجيش السوري الحر” من أجل توسيع دائرة المعارضة، وخصوصا تلك الناشطة ميدانيا، كي تقدم اليها الدعم الاميركي غير العسكري لمساعدتها في ادارة المناطق “المحررة” ولا سيما في شمال غرب سوريا، وتوفير الخدمات الامنية (قوات شرطة محلية) والخدمات البلدية العادية.
وتأمل واشنطن في أن تنبثق من مؤتمر الدوحة بنية وطنية جديدة للمعارضة (يتحدثون عن “هيئة” ويتفادون الاشارة الى كلمة “مجلس”) تضم شخصيات سياية وعسكرية وممثيلن للجان التنسيق مؤلفة من 50 شخصية معظمهم من الداخل، على ان يحظى “المجلس الوطني السوري” بتمثيل يصل الى الثلث: كذلك تأمل في ان تشكل الهيئة القيادية الجديدة مجلسا مصغرا من الخبراء والتكنوقراط يراوح عددهم بين سبعة و10 أفراد تكون وظيفته التنسيق مع الدول التي تضمها مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” والمنظمات الدولية مثل الامم المتحدة وجامعة الدول العربية في توزيع المساعدات الانسانية والتقنية. وعن التقارير الصحافية التي أوردت ان واشنطن تريد لاحقا تطوير البنية القيادية الجديدة الى تشكيل “حكومة منفى” برئاسة المعارض السوري المعروف رياض سيف، قالت المصادر لـ”النهار” ان هذه التقارير مبالغ فيها، وانه من السابق لأوانه الحديث عن حكومة منفى.
وشددت المصادر الاميركية على أن الاولويات الراهنة لواشنطن هي توحيد المعارضة في الداخل، ودعمها في التصدي للتيارات الجهادية والاسلامية المتطرفة وتحديدا تلك التي قدمت الى سوريا من الخارج، الى زيادة الضغوط السياسية على نظام الاسد من طريق ضمان وجود مناطق محررة خارجة عن سيطرة هذا النظام.
ويؤكد المسؤولون الاميركيون، الذين يعترفون بأن دولا معنية بالنزاع السوري مثل السعودية وقطر وتركيا وغيرها توفر السلاح لبعض قوى المعارضة دوما، ان ادارة الرئيس باراك أوباما لا تعتزم تغيير موقفها الرافض لتزويد المعارضة المسلحة عتادا قتاليا، وتحديدا تزويدها صواريخ مضادة للطيران تحمل على الاكتاف، خوفا من وقوعها في أيدي تنظيمات ارهابية يمكن ان تستخدمها ضد الطيران المدني.
أموال المجلس
في غضون ذلك، نشر “المجلس الوطني السوري “تقريرا ماليا مفصلا عن مداخيله ونفقاته، أظهرت ان مجموع ما تلقاه من هبات بلغ 40 مليون دولار نصفها من ليبيا والنصف الآخر من قطر والامارات، أنفق منها نحو 30 مليونا ذهب نحو 90% منها الى عمليات الاغاثة.
وقال في البيان انه “بلغت قيمة الهبات المستلمة – من أول تأسيس المجلس (تشرين الاول 2011) الى الآن – من دول العالم مشكورة 40,4 مليون دولار”، موزعة كالآتي: 5 ملايين دولار من الامارات و15 مليونا من قطر و20,4 مليونا من ليبيا”.
الوضع الميداني
ميدانيا، قتل أكثر من 150 شخصا في أعمال عنف في سوريا أمس بينهم جنود نظاميون تولى مقاتلون معارضون تصفيتهم في محافظة ادلب، يبنما واصلت الطائرات الحربية السورية غاراتها مستهدفة خصوصا ريف دمشق.
وتحدثت منظمة العفو الدولية التي تتخذ لندن مقرا لها عن “جريمة حرب محتملة” قد يكون المقاتلون المعارضون ارتكبوها في شمال غرب سوريا، اذا ما ثبت ما أظهره شريط فيديو عن تصفيتهم جنودا نظاميين بعد أسرهم على حواجز هاجمها المقاتلون. ص11
لقاء ثلاثي
وفي القاهرة، أعلنت جامعة الدول العربية أن لقاء ثلاثياً يضم الامين العام للجامعة نبيل العربي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي سيعقد مساء الاحد المقبل في مقر الجامعة للبحث في مستجدات الاوضاع في سوريا.
وأكد نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي استمرار الجهود والتحركات الديبلوماسية التي تجريها الجامعة العربية للتعامل مع الوضع في سوريا . ووصف الاوضاع الحالية فى سوريا بأنها غير مقبولة وأنها دخلت مرحلة النفق المظلم “ونسعى الى ايجاد مخرج من هذا النفق”.
وأعلنت مصادر ديبلوماسية ان الرئيس المصري محمد مرسي سيلتقي لافروف.
موسكو: الأسد سيصمد
* في موسكو، أعرب وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف عن اعتقاده أن الجيش السوري قادر تماماً على مواجهة المعارضة المسلحة، مشيراً إلى أن مسألة إرسال قوات روسية إلى سوريا في مهمة حفظ سلام ليست مطروحة للنقاش حالياً.
ونقلت عنه وكالة “نوفوستي” الروسية للانباء تعليقا على ما يتردد من أن الجيش السوري لم يعد قادراً على القتال، إنه “قيل منذ سنة إن الجيش السوري لا يستطيع أن يجبه الثوار… ولكن هذا بعيد عن الحقيقة”. ورأى أن الرئيس السوري بشار الأسد سيستمر في موقفه، رافضاً ترك منصبه رئيساً للجمهورية، إدراكاً منه أن هذا يعني الإنتحار و”لذلك سيصمد حتى النهاية”.
وسئل هل روسيا مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا اذا قرر مجلس الأمن ذلك، فأجاب إن “هذه المسألة تعود إلى الرئيس (فلاديمير بوتين)… ولم تطرح بعد ولا تطرح الآن”.
“مجلس المبادرة الوطنية” محاولة لاستمالة الأقليات في سوريا
مناع لـ”النهار”: ليس المطلوب الانتقال من ديكتاتور إلى ديكتاتور
موناليزا فريحة
بسعيها الى بناء قيادة جديدة للمعارضة السورية على أنقاض “المجلس الوطني السوري”، تحاول الادارة الاميركية استمالة الاقليات التي لا تزال تدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومنع العناصر المتشددة من وضع يدها على الثورة، الا أن ردود الفعل الاولى تنذر بمزيد من التشرذم.
الاربعاء المقبل، غداة الانتخابات الرئاسية الاميركية، يلتقي زعماء من المعارضة السورية بأطيافها المختلفة في قطر من أجل انشاء قيادة جديدة تحل محل “المجلس الوطني السوري” الذي تنهكه الانقسامات الداخلية ولا يحظى باحترام كبير في اوساط المقاتلين الذين يشكلون العصب الحقيقي للثورة السورية. وبدا واضحاً في الايام الأخيرة أن الادارة الاميركية، وتحديداً وزارة الخارجية، منخرطة بقوة في الجهود الهادفة الى تكوين الهيئة الجديدة، آملة في معارضة موحدة تكون بديلاً محتملاً قابلا للحياة من النظام السوري. وفي هذا الاطار، التقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بعيداً من الاضواء في أيلول الماضي مجموعة من الناشطين السوريين الذين طلب منهم الحضور الى نيويورك.
ولم يكن اللقاء الاول من نوعه، وإن يكن الارفع مستوى. ففي الاشهر الاخيرة، قال ناشطون في المعارضة السورية إن الاميركيين حاولوا توسيع اتصالاتهم داخل سوريا، والتقوا قادة عسكريين وممثلين للمجالس المحلية، في محاولة لتجاوز “المجلس الوطني السوري” الذي كانت واشنطن اعترفت به ممثلاً شرعياً للشعب السوري.
ويقول مسؤولون أميركيون إن استياء الادارة الاميركية من “المجلس الوطني السوري” تزايد الصيف الماضي عندما اتضح لها أن أعضاءه الذين يعيش العدد الاكبر منهم في المنفى منشغلون بمشاحناتهم أكثر منه بحشد الدعم في الداخل السوري.
وتأخذ واشنطن خصوصاً على المجلس اخفاقه في استقطاب دعم واسع، وخصوصاً من الاقليتين العلوية والكردية، وهي على ما يبدو تضغط في اتجاه ضم ممثلين حقيقيين لهاتين الاقليتين الى “مجلس المباردة الوطنية” المتوقع اطلاقه في قطر. واستناداً الى تقرير أوردته مجلة “فورين بوليسي” لن تكون حصة “المجلس الوطني السوري” أكثر من 15 من أصل 51 مقعداً للمجلس الجديد الذي سيعد بمثابة حكومة انتقالية.
ومن الاسماء المتداولة للمجلس الجديد، رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب ورئيس “هيئة التنسيق الوطنية السورية للتغيير الديموقراطي” هيثم مناع، ممثلاً لمعارضة الداخل. كذلك، ستخصص ثلاثة مقاعد لـ”المجلس الوطني الكردي”، وحجزت مقاعد لست “شخصيات وطنية” لم يعرف ما اذا كان بينها علويون.
لم ترشح حتى الان تفاصيل كثيرة عن “مجلس المبادرة الوطنية”، ولا أين سيكون مقره،علماً أن تركيا استبعدت عن هذا الموضوع نتيجة المشاركة الكردية فيه.
مناع: كالزوج المخدوع
في أي حال، اختلفت ردود الفعل الاولى على المبادرة التي أطلقتها كلينتون، وراوحت بين التشاؤم و… الرفض.
فقال هيثم مناع الذي تتداول وسائل الاعلام اسمه عضواً في المجلس العتيد، في اتصال مع “النهار” من باريس، إنه “كالزوج المخدوع”، وإن أحداً لم يناقشه في هذا الأمر، في ما عدا “كلام من دولة كبيرة يهمنا أن تتجاوب”. وكشف أنه تلقى اتصالاً من السفارة الاميركية في باريس وطلبوا لقاءه اليوم “ولكن اذا كانوا سيبحثون معي في هذا الموضوع فانهم يضيعون وقتهم”. ففي رأيه إن المجلس المقترح لن يمثل الا “الجهة التي ارتهنت لتركيا وقطر”، بينما المطلوب “البحث عن هيكلية صحيحة للمعارضة… هناك مشكلة في غياب البرنامج المشترك. وحتى الديموقراطية لم تعد هدفاً مشتركاً لكل أطياف المعارضة. ففي حلب لم تعد القوى الديموقراطية هي النافذة، وإنما القوى الجهادية والسلفية… العلم الذي يحملونه والمجلس الشرعي لتطبيق الاحكام الاسلامية الذي ينشغلون بتأليفه لا يوحيان بأية ديموقراطية”.
وهو ليس متفائلاً بقدرة اجتماع قطر على تغيير الوضع “ففاقد الشيء لا يعطيه”. وعنده أن قطر صارت طرفاً في النزاع “وحتى في تسليح الجهاديين وتمويلهم، ويجب أن يتوقفوا عن ارسال الجهاديين الى سوريا”.
وفي ظل الوضع القائم حالياً، يحذر مناع من أنه “إذا لم يحصل توافق دولي للضغط على المتحاربين لوقف النار وفرض حل سياسي فان سوريا تتجه الى نفق مظلم”. وطالب بمؤتمر جنيف – 2 تعقد فيه مساومة تاريخية يتنازل بموجبها كل من الروس والغرب عن بعض شروطهم للتوصل الى حل، وإلا فان سوريا ستنتقل من “حكم ديكتاتور قائم الى حكم ديكتاتور قادم”، خصوصاً أن الاطراف الديموقراطيين هم الاضعف في المواجهات المسلحة.
“المجلس الوطني السوري”
وكان بديهيا أن يعتبر “المجلس الوطني السوري” المبادرة الاميركية محاولة لتقويضه.
ووصف المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن رضوان زيادة ، العضو في المجلس، المبادرة بأنها “خاطئة”، ورأى أن واشنطن تحاول تقويض المجلس منهجيا. وقال إن “المجلس الوطني السوري” لا يزال يناقش مسألة دعمه أو حضوره اجتماع قطر.
كذلك، قال العضو في المجلس عبد الرحمن الحاج إن هذا المجلس سيشارك في اجتماع الدوحة بشروط، محذراً من أنه إن لم تكن هناك خطوة إلى الأمام في اتجاه تأليف حكومة انتقالية فلن يشارك في الاجتماع.
سيدا: نحن منفتحون
وحمل رئيس” المجلس الوطني السوري “عبد الباسط سيدا في حديث الى “وكالة الصحافة الفرنسية” المجتمع الدولي مسؤولية “تزايد التطرف في سوريا” نظراً “الى عدم دعمه الشعب السوري”. وعلق على كلام كلينتون بانه “لم يعد ممكناً النظر الى “المجلس الوطني السوري” على انه الزعامة المرئية للمعارضة”، مؤكداً الاستعداد للعمل مع كل اطياف المعارضة السورية. وقال: “نحن منفتحون على العمل مع اية مجموعة وطنية هدفها الاساسي هو اسقاط النظام المجرم”، مشيراً الى ان المجلس “في حال توسع”، ومن هنا الاجتماع الذي سيعقده في الرابع من تشرين الثاني في العاصمة القطرية الدوحة، قبل الاجتماع الموسع للمعارضة الاربعاء المقبل.
وفي ما يتعلق بالشائعات عن ترشيح المعارض السوري رياض سيف لرئاسة حكومة انتقالية في المنفى، قال: “اعتقد انه علينا انتظار انعقاد الاجتماع لتقرير ما اذا كان المرشح الامثل للفترة الانتقالية. ترشيح اسماء من دون التشاور مع الفاعلين سيكون بمثابة تخط للمراحل”.
وكان المجلس ارجأ اجتماعه الذي كان مقرراً في تشرين الاول الى مطلع تشرين الثاني، لاقرار صيغة توسيع المجلس بعد ورود عدد كبير جداً من طلبات الانتساب.
المعارضة السورية تلقت 40 مليون دولار من ليبيا وقطر والامارات
نشر “المجلس الوطني السوري” اليوم، “تقريرا ماليا مفصلا” لكل مداخيله ونفقاته، اظهرت ان مجموع ما تلقاه من هبات بلغ 40 مليون دولار نصفها من ليبيا والنصف الثاني من قطر والامارات، انفق منها حوالى 30 مليونا ذهب حوالي 90 في المئة منها لعمليات الاغاثة.
وقال المجلس، في بيان، ان قيمة الهبات المستلمة من دول العالم بلغت 40,4 مليون دولار، موزعة كما يلي “5 مليون دولار من الامارات و15 مليون من قطر و20,4 مليون من ليبيا”.
واضاف البيان ان “مجموع المصاريف بلغ 29,7 مليون دولار، ومعظم المصاريف هي اغاثة (89 في المئة)، اما الباقي فهو مصاريف ادارية ودعم اتصالات”، مرفقا البيان بتقارير مفصلة تبين كيفية توزيع هذه المصاريف والجهات التي قبضتها وتوزعها الجغرافي.
وبحسب التقرير فان “اغاثة الداخل”، بما فيها “الحراك الثوري والمجالس العسكرية”، حصلت على 22,5 مليون دولار، فيما خصص لاغاثة اللاجئين في الداخل والخارج 3,8 مليون دولار، بينما كانت كلفة النفقات الادارية حوالى مليوني دولار وانفق ما مجموعه 1,3 مليون دولار على “دعم الاتصالات”.
ويظهر التقرير ايضا ان حصة “مكتب الاغاثة” في المجلس من هذه المصاريف كانت 42 في المئة بينما كانت حصة “الجيش السوري الحر-مكتب الارتباط” حوالى 10 في المئة، ومكتب اللاجئين 8 في المئة ولجان التنسيق المحلية 2 في المئة ومثلها تقريبا للمجلس الاعلى لقيادة الثورة السورية.
واودعت الاموال في حسابين احدهما في قطر للمساهمة القطرية والاخر في تركيا للمساهمتين الليبين والاماراتية.
(ا ف ب)
«حكومة فورد ـ سيف» على نار أميركية ـ قطرية .. والمقداد يهاجم أردوغان
لافروف في القاهرة الأحد: تسويق حل روسي لأزمة سوريا
يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القاهرة الأحد المقبل، لإطلاع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، على مقترحات موسكو لحل الأزمة السورية، فيما تمسك نائب الأمين العام للجامعة العربية احمد بن حلي، أمس، «بالحلول الديبلوماسية، لأن البديل سيكون خراب سوريا وانهيارها»، في الوقت الذي كشفت فيه بكين عن تفاصيل خطتها الجديدة لحل الموضوع السوري، تتضمن وقفاً لإطلاق النار في منطقة تلو الأخرى وعلى مراحل، وتشكيل جهاز حكومي انتقالي.
في هذا الوقت، اتهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في تصريح لـ«السفير» أمس، تركيا بتصعيد الإرهاب في سوريا، ورئيس حكومتها رجب طيب اردوغان بالتصرف مثل «تنظيم إخوان مسلمين»، معتبراً أن أنقرة، التي رفضت التنسيق مع دمشق بشأن الوضع على الحدود، «تحاول استثمار الوضع لتصعيد الإرهاب، واستغلال التطورات في سوريا بشكل يخدم مصالحها».
وتستقبل الدوحة، ابتداء من الغد، معارضين سوريين سيحاولون تأسيس هيئة قيادية جديدة تشكل بديلاً عن المجلس الوطني الحالي الذي باتت أهليته في تمثيل المعارضة السورية مثار خلاف دولي وعربي حاد، خصوصاً بعد كلام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الأول حول أن المجلس لا يمثل المعارضة.
وسيشارك في الاجتماع عشرات من القادة المعارضين ومسؤولي لجان التنسيق بحضور السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد، منسق المشروع. ونفى المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سوريا منذر خدام لـ«السفير»، أن تكون الهيئة أو شخصياتها قد تلقت أية دعوة للمشاركة في مؤتمر الدوحة.
وسيضمّ المجلس الجديد، الذي ترى مصادر أميركية أنه قد يتحوّل إلى «حكومة انتقالية» قادرة على التفاوض مع النظام السوري، 51 عضواً، بحسب مصدر مطلع لصحيفة «الغارديان» البريطانية أوضح أن اسم رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب سيكون مطروحاً لدخول الهيئة القيادية إضافة إلى ثلاثة من أعضاء «المجلس الوطني الكردي» وهيثم مناع من «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي».
وتعرّضت «حكومة فورد ـ سيف» في إشارة إلى رياض سيف النائب السابق إلى انتقادات قبل ظهورها على الساحة، حيث أن بعض المعارضين يشيرون إلى أن مثل هذه المبادرات ستفشل الآن بسبب تشرذم المعارضة. وكانت مهمة إنهاء المجلس بدأت على يد فورد. وفي تموز الماضي في القاهرة، تقدّم السفير الأميركي بمشروعه وانتقل للمرحلة الثانية باستخدام قطر، الطرف المموّل للمجلس للضغط عليه للقبول بفكرة حكومة رياض سيف. وتشير المعلومات الآتية من أنقرة إلى أن الحكومة التركية قلقة من المشروع الجديد، لأنها سبق واستثمرت جهودها في المجلس الوطني الحالي الذي سيؤدي دوراً محدوداً في المجلس الجديد. (تفاصيل صفحة١٥ ).
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 28 جندياً سورياً نظامياً على الأقل، بعضهم تعرّض للإعدام بأيدي مسلحين هاجموا حواجز عسكرية في شمال سوريا، في حين شنّ الطيران الحربي غارات جديدة على مناطق عدة، لا سيما في ريف دمشق». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان «حصدت أعمال العنف في كل المناطق السورية 86 قتيلاً».
المقداد
وقال المقداد، في تصريح لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر، إن تركيا «لم ترد على طلبات الجانب السوري للتنسيق الأمني والعسكري» بخصوص الحدود المشتركة، والتي شهدت توتراً وصل إلى قصف الجانب التركي مواقع عسكرية سورية.
وأوضح المقداد أن «سوريا لم تتلق أي رد على طلبها التنسيق الأمني العسكري مع الجانب التركي. على العكس يحاولون استثمار الوضع لتصعيد الإرهاب، واستغلال التطورات في سوريا بشكل يخدم مصالحهم». واعتبر أن حكومة رجب طيب اردوغان « تتعاطى معنا كتنظيم إخوان مسلمين»، مشيراً إلى أن الرد على طلب التنسيق كان «التصعيد وتعقيد الوضع عبر استمرار الحكومة التركية في دعم الإرهاب والإرهابيين في سوريا».
وكانت دمشق عرضت التنسيق الأمني، عبر وسيط روسي وإيراني، مع الجانب التركي بعد حادثة سقوط قذيفة هاون على بلدة حدودية تركية أدّت إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص.
لافروف في القاهرة
وأعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيبحثان مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في القاهرة الأحد المقبل، الرؤية الروسية للتعامل مع الوضع الحالي في سوريا، و«نية» موسكو ومبادرتها بشأن سوريا.
وكان بن حلي يردّ على سؤال عن رؤية الجامعة للاقتراح الروسي حول ضرورة التعامل مع الأزمة السورية وفق بيان «مجموعة الاتصال الدولية» في جنيف في 30 حزيران الماضي. وقال «بعد ذلك سيتم إعلان الموقف العربي منها».
وعن جدوى الحلول الديبلوماسية في سوريا، قال بن حلي «ليس أمامنا سوى الحلول الديبلوماسية»، مؤكدا أن «البديل سيكون خراب سوريا وانهيارها».
وأعلن أن «البند الأول على جدول الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب في 12 تشرين الثاني الحالي سيكون بحث الخطوات المقبلة للتعاون مع الوضع غير المقبول في سوريا»، والذي وصفه بأنه «دخل في مرحلة النفق المظلم، ونسعى إلى إيجاد مخرج لهذا النفق»، مشيراً إلى أن «لدى الإبراهيمي أفكاراً سيتم عرضها خلال مشاركته في اجتماعات وزراء الخارجية العرب».
بكين
وأعلنت بكين أنها قدمت «اقتراحات جديدة بناءة» لوقف العنف في سوريا. وتحدثت بالتفصيل عن خطة جديدة تتألف من أربع نقاط قدمها وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي للإبراهيمي، أمس الأول.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي «هناك اقتراحات جديدة بناءة مثل وقف إطلاق نار يعلن منطقة بعد منطقة، ومرحلة بعد مرحلة. أما النقطة الثانية فتقضي بأن تنتدب الأطراف ذات الصلة ممثلين مفوضين عنها وأن يقوموا بمساعدة الإبراهيمي والمجتمع الدولي بصياغة خريطة طريق للانتقال السياسي عبر المشاورات وتشكيل جهاز حكومي انتقالي بناء على احدث تطورات الموقف».
وأضاف «تنص النقطة الثالثة على أن يدعم المجتمع الدولي جهود الإبراهيمي من أجل تحقيق تقدم حقيقي في تنفيذ بيان جنيف وخطة (المبعوث السابق) كوفي أنان وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة»، فيما تدعو «الرابعة العالم للتحرك بإصرار وزيادة المساعدات الإنسانية لسوريا، من دون أن يتم تسييسها أو عسكرتها». وتابع إن «الاقتراحات تستند إلى آخر تطورات الوضع وجهود الأمم المتحدة وجهود الوساطة التي يقوم بها الإبراهيمي».
وقال هونغ لي «أصبح المزيد والمزيد من الدول يدرك أن الخيار العسكري لا يقدم مخرجاً، وأن التوصل إلى تسوية سياسية أصبح تطلعاً مشتركاً متنامياً». وأضاف «الاقتراح الصيني الجديد يهدف إلى بناء توافق دولي ودعم جهود الوساطة التي يبذلها الإبراهيمي، ودفع الأطراف المعنية في سوريا قدماً نحو تنفيذ وقف مبكر لإطلاق النار، وإنهاء العنف وإطلاق عملية انتقال سياسي يقودها الشعب السوري في موعد مبكر».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب،
رويترز، ا ش ا)
المعارضة السورية تلقت 40 مليون دولار مساعدات نصفها من ليبيا والبقية من قطر والامارات
بيروت- (ا ف ب): نشر المجلس الوطني السوري الخميس “تقريرا ماليا مفصلا” لكل مداخيله ونفقاته، اظهرت ان مجموع ما تلقاه من هبات بلغ 40 مليون دولار نصفها من ليبيا والنصف الثاني من قطر والامارات، انفق منها حوالى 30 مليونا ذهب حوالى 90% منها لعمليات الاغاثة.
وقال المجلس في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه انه “بلغت قيمة الهبات المستلمة -من اول تأسيس المجلس (تشرين الاول/ اكتوبر 2011) إلى الان- من دول العالم مشكورة 40,4 مليون دولار”، موزعة كما يلي “5 مليون دولار من الامارات و15 مليون من قطر و20,4 مليون من ليبيا”.
واضاف البيان ان “مجموع المصاريف بلغ 29,7 مليون دولار (…) معظم المصاريف هي اغاثة (89%) اما الباقي فهو مصاريف ادارية ودعم اتصالات”، مرفقا البيان بتقارير مفصلة تبين كيفية توزيع هذه المصاريف والجهات التي قبضتها وتوزعها الجغرافي.
وبحسب التقرير فان “اغاثة الداخل” بما فيها “الحراك الثوري والمجالس العسكرية” حصلت على 22,5 مليون دولار فيما خصص لاغاثة اللاجئين في الداخل والخارج 3,8 مليون دولار بينما كانت كلفة النفقات الادارية حوالى مليوني دولار وانفق ما مجموعه 1,3 مليون دولار على “دعم الاتصالات”.
ويظهر التقرير ايضا ان حصة “مكتب الاغاثة” في المجلس من هذه المصاريف كانت 42% بينما كانت حصة “الجيش السوري الحر-مكتب الارتباط” حوالى 10%، ومكتب اللاجئين 8% ولجان التنسيق المحلية 2% ومثلها تقريبا للمجلس الاعلى لقيادة الثورة السورية، في حين ذهب.
واودعت الاموال في حسابين احدهما في قطر للمساهمة القطرية والاخر في تركيا للمساهمتين الليبين والاماراتية.
وهي المرة الاولى التي ينشر فيها المجلس الوطني مثل هذا التقرير.
وتشكل المجلس الوطني السوري في تشرين الاول/ اكتوبر 2011 من ممثلين للاخوان المسلمين وتيارات ليبرالية واخرى قومية اضافة الى ممثلين للناشطين على الارض في الداخل وللاحزاب الكردية والاشورية، واعلن مؤخرا عن توجه لضم شريحة اوسع من المجموعات والتيارات المعارضة.
كلينتون تدعو إلى إصلاح واسع للمعارضة السورية
قالت انه قد حان الوقت لتجاوز المجلس الوطني وضم من يقفون في خطوط المواجهة
زغرب ـ(رويترز) – دعت الولايات المتحدةالأربعاء إلى إصلاح واسع للمعارضة السورية قائلة إنه قد حان الوقت لتجاوز المجلس الوطني السوري وضم من يقفون “في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم”.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في علامة على موقف أمريكي أكثر نشاطا في محاولة تشكيل معارضة جديرة بالثقة في مواجهة الرئيس بشار الاسد ان اجتماعا للمعارضة الاسبوع القادم في قطر سيكون فرصة لجذب المزيد من الناس إلى طاولة المحادثات وتوسيع التحالف ضده.
وأضافت خلال زيارة لكرواتيا “لا يمكن أن تكون هذه معارضة يمثلها أشخاص يتمتعون بخصال جيدة كثيرة لكنهم في كثير من الأمثلة لم يذهبوا إلى سورية منذ 20 او 30 او 40 عاما.
“يجب ان يكون هناك تمثيل لمن يقفون في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم في سبيل حريتهم.”
وتمثل تصريحات كلينتون انفصالا واضحا عن المجلس الوطني السوري الذي يتكون أغلبه من نشطاء معارضين في الخارج كانوا من أشد أنصار التدخل الدولي في الصراع السوري.
وعبر مسؤولون أمريكيون في تصريحات خاصة عن خيبة أملهم لعدم قدرة المجلس الوطني السوري على الخروج بخطة متماسكة وبسبب ضعف اتصاله بجماعات المعارضة المسلحة المتفرقة داخل سورية.
وعقد أعضاء بارزون في المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر ومجموعات معارضة أخرى اجتماعا في تركيا الأربعاء وتعهدوا بالوحدة وراء حكومة انتقالية خلال الأشهر القادمة.
وقال عمار الواوي القائد في قوات المعارضة لرويترز بعد المحادثات التي جرت خارج اسطنبول إن الانقسامات في صفوف المعارضة هي التي سمحت لقوات الأسد بالوصول إلى هذه النقطة.
وأضاف أن المعارضة متحدة على هدف إسقاط الأسد وأن الجميع بمن فيهم كل مقاتلي المعارضة سيتجمعون تحت لواء الحكومة الانتقالية.
وقال محمد الحاج علي وهو ضابط كبير منشق عن الجيش السوري في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع إن المعارضة ما زالت تواجه بعض الصعوبات بين السياسيين وجماعات المعارضة المختلفة وقادة الجيش السوري الحر على الأرض.
وأشارت كلينتون إلى مسعى أمريكي أشد قوة للمساعدة في تشكيل وجه المعارضة السياسية وذكرت أنه مع تزايد التوتر الطائفي اصبح من المهم ان يكون حكام سوريةالقادمون اكثر شمولا والتزاما بنبذ التطرف.
وقالت “ينبغي أن تكون هناك معارضة يمكنها التحدث مع كل شريحة وكل منطقة جغرافية في سورية.ونريد أيضا معارضة تواجه بقوة محاولات المتطرفين لخطف الثورة السورية.”
وأسفرت الانتفاضة السورية حتى الآن عن مقتل نحو 32 الف شخص وما زال العنف مستمرا دون هوادة. وقالت وسائل إعلام حكومية ونشطاء معارضون ان ستة اشخاص على الأقل قتلوا اليوم الأربعاء عندما انفجرت قنبلة بالقرب من ضريح شيعي في إحدى ضواحي دمشق.
وقالت كلينتون ان اجتماع المعارضة السورية في الدوحة يمثل فرصة لتشكيل قيادة جديدة واضافت ان الولايات المتحدة ساعدت في “تهريب” ممثلين لجماعات معارضة سورية من الداخل لحضور اجتماع في نيويورك الشهر الماضي بشأن توسيع تمثيل المعارضة.
وقالت في مؤتمر صحفي “اقترحنا اسماء ومنظمات نعتقد انها يجب ان تنضم إلى هيكل أي قيادة.
“وأكدنا أن المجلس الوطني السوري لم يعد من الممكن اعتباره القيادة الظاهرة للمعارضة. يمكنهم ان يكونوا جزءا من معارضة أكبر لكن هذه المعارضة يجب ان تضم اشخاصا من داخل سوريا وآخرين لديهم صوت شرعي يجب الاستماع إليه.”
وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها بجد منذ أشهر لصياغة تحالف معارض للاسد جدير بالثقة قائلين ان هذه الخطوة ضرورية في أي خطة يقولون انها يجب أن تنتهي بالإطاحة به.
لكن محاولات متكررة لتوحيد المعارضة كانت مخيبة للامال في حين يتهم منتقدون الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى بعدم التصرف بحزم كاف لمنع إراقة المزيد من الدماء.
وقالت حكومة الرئيس الامريكي باراك اوباما انها لا تمد المعارضة في الداخل بالسلاح وتقصر دعمها على المساعدات الإنسانية غير الفتاكة.
لكنها في الوقت نفسه تقر بأن بعض حلفائها يمدون المعارضة بالاسلحة وهو ما تقول روسيا الحليف الرئيسي للاسد إنه يظهر أن القوى الغربية عازمة على تقرير المستقبل السياسي لسوريا.
وقالت كلينتون انها تشعر بالأسف لكنها لم تفاجأ لفشل وقف اطلاق النار في سوريا الذي سعى إليه الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي خلال أيام عيد الاضحى. وألقى كل جانب في سوريا باللوم على الآخر في خرق الهدنة.
وقالت كلينتون “نظام الأسد لم يوقف استخدام الاسلحة المتطورة ضد الشعب السوري ولو ليوم واحد.”
اضافت “في الوقت الذي ندعو فيه المبعوث الخاص الابراهيمي لبذل كل ما بوسعه في موسكو وبكين لاقناعهما بتغيير موقفهما ودعم تحرك أقوى للأمم المتحدة .. فإنه لا يمكننا أن ننتظر ذلك.”
وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها لتشديد العقوبات على حكومة الاسد وتقديم المساعدات الانسانية للمتضررين من الصراع.
واشنطن تنتقد المجلس الوطني السوري وتؤكد وجود أشخاص أظهروا حس القيادة
واشنطن- (يو بي اي): قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية باتريك فنتريل ان المجلس الوطني السوري لم ينجح في توسيع قيادته، مشيراً إلى وجود أشخاص أظهروا حس القيادة ويريدون أن يكون لهم دور في مستقبل سوريا، لكنه شدد على ان أمريكا تلفت الانتباه إليهم إذ ان الشعب السوري هو وحده من يختار.
ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية الأمريكية عما إذا قررت أمريكا التخلي عن المجلس الوطني السوري والمساعدة في التوصل إلى شيء جديد ومحسّن، قال فنتريل ان “الشعب السوري هو من يختار تركيبة قيادته وممثليه، وفي ما يتعلق بالمجلس الوطني السوري، نحن لا نعارض أي دور له أو أي دور يحدد له في الدوحة، وبدلاً من تهميش المجلس فإن مؤتمر الدوحة يشكل فرصة له للانضمام إلى تركيبة سياسية لديها مصداقية أوسع داخل سوريا”.
ويشار إلى ان المقصود بمؤتمر الدوحة هو مؤتمر مجموعة (أصدقاء سوريا) المقرر إجراؤه الأسبوع المقبل في العاصمة القطرية.
وأضاف انه “بعد عدة أشهر، لم ينجح المجلس الوطني في توسيع قيادته.. في هذه الأثناء التقينا نحن وأصدقاء آخرين للشعب السوري بأشخاص أظهروا حس القيادة ويريدون أن يكونوا جزءاً من مستقبل سوريا”.
لكنه أوضح “نحن لا نختار أحداً وحده الشعب السوري قادر على ذلك، نحن نلفت الانتباه إلى عدد أكبر من المرشحين ليحدد الشعب السوري قيادته المستقبلية”.
وشدد على انه يتوجب على المعارضة أن تكون أكثر تنظيماً والتزاماً باستراتيجية، “ونحن لم نرى ذلك في المجلس الوطني السوري ولذا نساعد في تحديد بعض الأشخاص”.
ورفض فنتريل ذكر أسماء الشخصيات الجديدة، لكنه قال ان المطلوب هو قيادة سياسية أولية تضم أشخاصاً لا يقتصر تركيزهم على التنظيم بل يشمل تقديم خدمات “لأن المطلوب بعد سقوط (الرئيس السوري بشار) الأسد هو أن توجد تركيبات يمكن أن تقدم الحكم وتوفر الخدمات للناس”.
وسئل عن توقعاته بشأن مؤتمر مجموعة (أصدقاء سوريا) في الدوحة، فقال إن “ثمة حاجة ماسة لتشكيل تركيبة تمثل قيادة المعارضة…”، مشيراً إلى ان أمامها عمل سياسي وإداري للتواصل مع المجتمع الدولي والمساعدة في تنسيق التواصل والمساعدة.
ولفت إلى ان السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد سيترأس وفد الولايات المتحدة إلى الدوحة.
وصول الصحفي فداء عيتاني الى بيروت عائداً من اسطنبول
بيروت- (د ب أ): وصل مساء الخميس إلى بيروت الصحفي فداء عيتاني عائداً من اسطنبول، بعد أن أفرجت عنه مجموعة من المعارضة السورية كانت قد احتجزته قبل أيام في منطقة اعزاز السورية الحدودية مع تركيا.
وقال عيتاني في تصريح للإعلاميين لدى وصوله على أرض المطار إن “الثورة السورية شهدت في الأشهر الثلاثة الأخيرة شيئا غير مرضٍ”.
وكان عيتاني الذي يعمل لمصلحة قناة (إل بي سي) التلفزيونية اللبنانية، يغطي نشاط المعارضة السورية، عندما احتجزته مجموعة سورية معارضة منذ أيام في سورية، وأطلقت سراحه مساء الأربعاء.
ونقلت قناة (إل بي سي) التلفزيونية اللبنانية مساء الأربعاء عن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل قوله أن الصحفي فداء عيتاني الذي يعمل لصالحها والذي كانت تحتجزه مجموعة معارضة سورية لم يغادر الأراضي السورية إلى تركيا.
وقال شربل في حديث للقناة إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تواصل مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، كما أن وزير الخارجية عدنان منصور تواصل مع القائم بالأعمال بالسفارة اللبنانية بتركيا، وأن “وزير الخارجية التركي وعد ميقاتي بحل الموضوع خلال نحو ساعة”.
وكان شربل نفسه أعلن في تصريحات صحفية في وقت سابق أن الصحفي اللبناني أصبح داخل الأراضي التركية.
الطيران الحربي يواصل غاراته ومعارضون يقتلون 28 جنديا
واشنطن تطالب بضم معارضي الداخل للمجلس الوطني وتخشى محاولات المتطرفين ‘تحويل مسار الثورة’
دمشق ـ انقرة ـ بيروت ـ وكالات: واصلت القوات السورية غاراتها الجوية الخميس على بلدات في ريف دمشق في حين انفجرت سيارة خارج ثكنة عسكرية في بلدة بجنوب تركيا قريبة من الحدود مع سورية، في الوقت الذي طالبت فيه الولايات المتحدة المعارضة السورية بالتوسع ومقاومة محاولات المتطرفين ‘لتحويل مسار الثورة’ في سورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقالت جماعة معنية بمراقبة الوضع في سورية إن مقاتلين معارضين للحكومة قتلوا 28 جنديا الخميس في هجمات على ثلاث نقاط تفتيش حول بلدة سراقب التي تقع على الطريق السريع الرئيسي بين شمال وجنوب البلاد.
وأظهرت لقطات مصورة بعض هؤلاء القتلى وهم يتعرضون لإطلاق النار بعد استسلامهم. وسب المتمردون الجنود ووصفوهم بأنهم ‘كلاب الأسد’ قبل إطلاق النار عليهم وهم منبطحون على الأرض.
وتعليقا على تصريحات لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، حمل رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا المجتمع الدولي مسؤولية ‘وجود التطرف في سورية’ نظرا ‘لعدم دعم الشعب السوري’ في مواجهة نظام الرئيس بشار الاسد.
وكانت كلينتون صرحت في مؤتمر صحافي في زغرب انه لم يعد من الممكن النظر الى المجلس الذي يضم اكبر التيارات المعارضة السورية وابرزها الاخوان المسلمون ‘على انه ‘القيادة الاهم للمعارضة’، معتبرة انه ‘يمكن ان يكون جزءا من المعارضة التي يجب ان تضم اشخاصا من الداخل السوري وغيرهم’.
واعتبرت ان قيام ائتلاف واسع للمعارضة ‘بحاجة لبنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم، معارضة قادرة على مخاطبة اي طيف او مكون جغرافي في سورية’.
واضافت كلينتون ‘هناك معلومات مثيرة للقلق عن متطرفين يتوجهون الى سورية ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الان ثورة مشروعة ضد نظام قمعي، بما يحقق مصالحهم’.
تأتي تصريحات كلينتون اثر التقاء مجموعات عدة للمعارضة السورية في تركيا للعمل على تشكيل حكومة في المنفى تكون قادرة على النطق باسم المعارضة والحصول على اعتراف دولي بها.
وبرزت مؤخرا بشكل اكبر مشاركة مقاتلي ‘جبهة النصرة’ التي اعلنت مسؤوليتها عن عدد من التفجيرات الدامية في مدن سورية عدة، الى جانب المقاتلين المعارضين خلال اشتباكات ضد الجيش النظامي.
وتابعت وزيرة الخارجية الامريكية انه لهذه الاسباب تريد الولايات المتحدة مع شركائها في الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ‘مساعدة المعارضة على توحيد صفوفها في اطار استراتيجية فاعلة قادرة على التصدي لعنف النظام السوري والبدء بالاعداد لانتقال سياسي’.
يأتي ذلك في حين دعت مجموعات معارضة للرئيس السوري بشار الاسد تضم 150 معارضا وبينهم عدد من اعضاء المجلس الوطني السوري والقادة العسكريين في الجيش السوري الحر، الاربعاء خلال اجتماع في تركيا الى الاسراع في تشكيل حكومة في المنفى لتحسين تمثيلها وخصوصا الحصول على دعم افضل من الاسرة الدولية لقضيتها.
وقال المشاركون في المؤتمر الذي نظمه المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في بيان ان ‘المؤتمر اجمع على ضرورة وضع خلافاتنا الايديولوجية جانبا وتشكيل حكومة في المنفى ستتخذ شكل حكومة انتقالية للحصول على افضل دعم سياسي لثورتنا من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي’.
وذكرت صحيفة ‘الوطن’ السورية المقربة من السلطة انه في حلب ‘تتزايد البراهين على تنامي نفوذ مقاتلي القاعدة بين صفوف المسلحين لدرجة أن بعض اذرعها مثل ‘جبهة النصرة’ بات يقود ألوية الكتائب المنضوية تحت ما يسمى ‘المجلس العسكري الثوري’ بحلب في عملياتها المهددة للأمن والسلم الأهليين’.
الى ذلك شنت الطائرات الحربية ثلاث غارات جوية على قريتي تلمنس ومعرشمارين في محافظة ادلب (شمال غرب) فيما دارت ‘اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة ومقاتلين من جبهة النصرة’ في محيط معسكر وادي الضيف الواقع على بعد حوالى كيلومترين شرق معرة النعمان.
وتعرضت قرى الجبل الوسطاني للقصف من قبل القوات النظامية رافقتها اشتباكات بين الكتائب الثائرة والقوات النظامية في المنطقة، ودارت اشتباكات قرب قرية حيش.
وقالت الوكالة الاناضول ان انفجارا وقع امام محطة للوقود في قضاء الاسكندرون بمحافظة هاتاي، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل.
وفي ريف العاصمة، قامت طائرات مروحية بقصف منطقة الحجر الاسود ‘ما ادى لسقوط جرحى’ و اغارت على بلدة زملكا مما اسفر عن انهيار عدة مبان مستهدفة وخسائر بشرية، كما قصفت طائرة حربية محيط حرستا بريف دمشق بثلاث قذائف.
وتعرض حي السكري في حلب (شمال) وبلدات دير حافر والسفيرة وتل حديا بريفها للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الاربعاء الخميس ‘مما ادى لسقوط جرحى’ في حين شهدت عدة احياء اخرى في المدينة ‘اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة’.
وطاول القصف كذلك منطقة اللجاة وبلدات الغارة الغربية والمسيفرة في ريف درعا (جنوب) من بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس بينما تجدد القصف من قبل القوات النظامية على بلدة داعل صباح الخميس.
يأتي ذلك غداة مقتل 152 شخصا خلال اعمال العنف في عدة انحاء من البلاد بينهم 58 مدنيا و48 مقاتلا و46 جنديا، بحسب حصيلة محدثة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان.
كل من لديه عينان في رأسه يعرف بشار الاسد
صحف عبرية
هل أجرت سوريا واسرائيل في العام 2010 محادثات بحثت فيها امكانية التوقيع على اتفاق سلام يشمل انسحابا اسرائيليا كاملا من هضبة الجولان؟ تدعي التقارير التي نشرت مؤخرا وجاءت لتؤثر على نتائج الانتخابات في اسرائيل في كانون الثاني القريب القادم بان هذا ما حصل بالفعل. ولكن مثل هذه الاتصالات، التي هي بشكل عام سرية وغير مباشرة، استمرت لفترة طويلة. في أربع حكومات شاركت فيها على التوالي، في الاعوام 1996 وحتى 2005، طرحت اقتراحات للتنازل عن هضبة الجولان أو عن معظمها مقابل السلام مع النظام في سوريا.
من حيث المبدأ، فان الحكومات ذات التوجه اليميني شددت على حاجة اسرائيل لمواصلة الاحتفاظ بالجروف التي تشرف على بحيرة طبريا؛ أما الحكومات التي مالت أكثر الى القسم اليساري من الخريطة السياسية فقد كانت مستعدة لان تساوم على قاطع ضيق على طول الشاطيء الشرقي. اما الولايات المتحدة من جهتها فقد أوضحت بانها ستؤيد كل اتفاق يكون مقبولا من الطرفين. واذا كان التاريخ هذا يعلمنا شيئا، فهو ان الاسرائيليين، مثل المواطنين في الدول الديمقراطية الاخرى، يغريهم الايمان بالوهم بانه يمكن تحقيق سلام دائم من خلال التنازلات للطغاة، الذين هم بالصدفة ايضا اعداء ألداء.
في هذا الشأن كنا حزبي وأنا شاذين بعض الشيء، مثلما تشهد القصة التالية: بعد أن انتخب رئيسا للوزراء في 1990 وضع ايهود باراك الاتصالات مع سوريا عاليا في جدول أعماله. وفي المحادثات قبيل تشكيل الائتلاف كنت أمثل ‘اسرائيل بعليا’، الحزب الذي أقامه نشطاء سابقون ضد نظام الاتحاد السوفييتي. وكان شرطنا للانضمام الى الائتلاف الا تتم التنازلات للسوريين، الا اذا كانت بالتوازي أدلة على أن الدولة تجري اصلاحا ديمقراطيا. وسخر شركاؤنا في المحادثات الائتلافية بسذاجتنا. السلام، كما أوضحوا لنا، هو أمر يعقد بين الحكومات، وليس له اي صلة بالترتيبات الداخلية في المجتم.
ومع ذلك، أصرينا على أن نضم رسالة الى الاتفاق الائتلافي جاء فيها ان نواب ‘اسرائيل بعليا’ يؤمنون بانه يجب أن يكون توافق تام بين عمق التنازلات الاسرائيلية تجاه سوريا وبين مستوى الانفتاح، الشفافية والديمقراطية في سوريا. وبقدر ما هو معروف لي، فلا يزال يدور الحديث عن الوثيقة الرسمية الوحيدة في التاريخ الاسرائيلي التي تطالب بان تكون صلة ليس فقط بين السياسة الرسمية لاسرائيل وبين الطريقة التي يتعاطى بها الجيران العرب مع اسرائيل، بل وايضا بين السياسة والطريقة التي تتعاطى بها الدول المجاورة مع مواطنيها.
واستمرت محاولات تلطيف حدة ‘معارضتي’ للسلام، وبعد وقت قصير من انضمامه الى حكومة باراك كوزير للداخلية توجه اليّ متبرع امريكي يهودي كبير كان مشاركا في تنظيم محادثات خاصة بين اسرائيليين وبين م.ت.ف ياسر عرفات. واقترح ان يأخذني الى باريس للقاء زعيم عربي صاعد. أفكار هذا الشاب كما وعدني الامريكي، تشبه أفكاري. ويدور الحديث عن طبيب ومثقف يستخدم الانترنت، وهو مؤمن كبير بالحرية ومحب للسلام.
فضلا عن ذلك فانه مرشح لان يكون الرئيس التالي لدولته. فهل الزعيم الشاب والواعد هذا، سألت، سيصل الى الحكم في سياق ديمقراطي وسيوافق على الحكم وفقا للقوانين الديمقراطية؟ بالتأكيد لا، أجابني الامريكي، فقد عينه أبوه، حافظ الاسد. ولكن في اللحظة التي يصعد فيها الى الحكم، فانه سيقود سوريا نحو مستقبل ديمقراطي، كما وعدني المتبرع.
اما اليوم، فان كل من لديه عينان في رأسه، يعرف جيدا جدا من هو بشار الاسد: ليس أحدا يؤمن بالحرية، بل واحد يؤمن بالتأكيد مثل أبيه من قبله، بانه هو ايضا يمكنه أن يقتل كل يوم المئات من ابناء شعبه دون أن تمنعه الديمقراطيات الحرة في العالم من ذلك. لنفترض أن حركة سلام في اسرائيل حققت امنيتها قبل سنين وانه مقابل كل الجولان باستثناء قاطع ضيق، كانت سلالة الاسد مستعدة لان تتنازل عن بضع مئات من الامتار المربعة من الارض. فاي منفعة كانت ستنشأ لاسرائيل من ذلك او لسكان سوريا الذين يعانون؟ في ظروف العنف اليوم، كانت اسرائيل ستثير ضدها مزيدا من الاعداء المسلمون المتطرفون في سوريا والليبراليون الديمقراطيون في الدولة على حد سواء، ناهيك عن جموع المواطنين السوريين الذين يكافحون في سبيل حريتهم.
يطرح السؤال: هل الفظائع في سوريا، ناهيك عن النتائج البشعة للثورات في مصر، في ليبيا وفي تونس ـ أدت منذ الان بالحكومات الغربية ومصممي الرأي العام الى الكف عن الايمان الاعمى بالانظمة الدكتاتورية كقوة تضمن الاستقرار ويمكنها أن تحقق الاصلاحات؟ المتنافسان على الرئاسة في الولايات المتحدة تحدثا عن أهمية اشتراط الدعم المالي والدبلوماسي من العالم الحر بالحصول على أدلة على اصلاحات ديمقراطية في العالم العربي. ثمة احساس بان الناس بدأوا يفهمون الامر. توماس فريدمان كتب مؤخرا عن الاخوان المسلمين في مصر وعن الحكومة الجديدة في ليبيا فقال: ‘محظور علينا ان نسمح لهم بان يأتوا الينا ليقولوا: ‘نحن بحاجة الى المال، ولكن في هذه اللحظة سياستنا غير ناضجة لتنفيذ امور معينة. قدموا لنا خصومات”. وبدلا من ذلك، يقول فريدمان، علينا ألا نؤيد الا اولئك الذين يوجد تأكيد على أنهم زعماء اصلاحيون، اولئك الذين يريدون الانتقال الى طرفنا طواعية. وبتعبير آخر ‘لينكدج’ (رابط)، دون اي استثناء ودون أي خصومات.
كل شيء حسن وجميل، ولكن سياسة ‘اللينكدج’ ليست موضوعا لحملة انتخابية، لموسم او حتى لسنة. كما أنه لا مكان للتصرف هنا بانتقائية. هذه يجب أن تكون سياسة ثابتة وعديمة الهوادة تمتد الى سنوات عديدة وتطبق بذات التصميم على الجميع من العربية السعودية والسلطة الفلسطينية وحتى مصر وليبيا. حكومات العالم الحر يجب أن تعمل بطريقة العصا والجزرة من أجل تشجيع انتشار المؤسسات الحرة، حكم القانون وحكم المؤسسات الديمقراطية في كل مجالات الحياة المدنية. فقط في هذا الوضع الذي يكون فيه كمية هامة من المواطنين مستعدين للصراع من أجل الحفاظ على الحريات التي قاتلوا في سبيلها سيكون ممكنا الشروع في التخيل بنشوء حكومات في العالم العربي تمثل حقا مواطنيها. أو الحديث بأمل عن ربيع عربي يصمد.
نتان شيرانسكي
رئيس الوكالة اليهودية سابقا
معاريف 1/11/2012
جنبلاط ساخرا من وزراء خارجية فرنسا وروسيا والولايات المتحدة: يتناقشون ببرودة أعصاب حول مضامين جنيف في وقت تحترق سورية
بيروت – ‘القدس العربي’ من سعد الياس: بعدما بلغت حدة الخلافات الدولية درجة عالية في مواقفها من الازمة السورية، أدلى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط بتصريح جاء فيه ‘فوق أشلاء الشعب السوري وعلى حطام التراث السوري، يتبادل بعض أركان ما يسمى المجتمع الدولي النقاشات حول تفسيرات إتفاق جنيف المتوفي منذ أكثر من أربعة أشهر والملتحق بأمثاله من عشرات البيانات والمواقف النظرية التي لا تقدم ولا تؤخر. فها هما وزيرا خارجية فرنسا وروسيا يتناقشان بكل برودة أعصاب وهدوء في تفسير مضامين إتفاق جنيف، فهذا يصف بعض نقاطه بأنها كبقع جلد النمر، ويرد عليه الآخر مصححاً أنها أشبه بلعبة الشطرنج. وبين هذا وذاك، تطل وزيرة خارجية الولايات المتحدة لتحذر المعارضة من الجنوح نحو التطرف، متناسية أن التخاذل الدولي عن دعم المعارضة منذ إندلاع الثورة بهدف إسقاط النظام والامتناع عن الاعتراف بالمجلس الوطني السوري هما السببان الرئيسيان لانزلاق الوضع الراهن في سورية إلى ما هو عليه من قتل ودمار وتخريب’.
وأكد جنبلاط ‘إن الترف الفكري والنظري الذي يستمتع به المجتمع الدولي في الوقت الذي تحترق فيه سورية من أقصاها إلى أقصاها يقدم دليلاً جديداً على أن مخطط التدمير المنهجي لسوريا يسير على قدم وساق والضحية الأولى والوحيدة هي الشعب السوري المتروك لقدره يواجه وحيداً، وبشجاعة غير مسبوقة، آلة القتل والدمار، وهو يدرك أن الأثمان التي يدفعها اليوم، على قساوتها، تبقى أرخص من العودة إلى حقبة ما قبل الثورة’. واضاف ‘حبذا لو يخرج المجتمع الدولي من نادي النقاش النظري إلى ميدان العمل الفعلي فينقذ الشعب السوري مما يتعرض له، ويمحو من سجله وصمة عار لم يسجل لها مثيلاً في تاريخ الانسانية جمعاء، وهي تتمثل بالرصد اليومي لعدد القتلى الأبرياء دون أن يحرك ساكناً لا بل إنه يكاد يستمتع بالوقوف موقف المكتوف الأيدي والمتفرج’.
كلينتون تدعو لإصلاح المعارضة السورية.. والمجلس الوطني يحمل المجتمع الدولي مسؤولية التطرف
قالت ان فشل وقف إطلاق النار في سورية ‘لم يفاجئني’
زغرب ـ رويترز: دعت الولايات المتحدة الأربعاء إلى إصلاح واسع للمعارضة السورية قائلة إنه قد حان الوقت لتجاوز المجلس الوطني السوري وضم من يقفون ‘في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم، فيما حمل رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا الخميس المجتمع الدولي مسؤولية ‘تزايد التطرف في سورية’ نظرا ‘لعدم دعم الشعب السوري’ في مواجهة نظام الرئيس بشار الاسد.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في زغرب انه لم يعد من الممكن النظر الى المجلس الذي يضم اكبر التيارات المعارضة السورية وابرزها الاخوان المسلمين ‘على انه ‘القيادة الاهم للمعارضة’، معتبرة انه ‘يمكن ان يكون جزءا من المعارضة التي يجب ان تضم اشخاصا من الداخل السوري وغيرهم’.
واعتبرت ان قيام ائتلاف واسع للمعارضة ‘بحاجة لبنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم، معارضة قادرة على مخاطبة اي طيف او مكون جغرافي في سورية’. واضافت كلينتون ‘هناك معلومات مثيرة للقلق عن متطرفين يتوجهون الى سورية ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي، بما يحقق مصالحهم’.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في علامة على موقف أمريكي أكثر نشاطا في محاولة تشكيل معارضة جديرة بالثقة في مواجهة الرئيس بشار الاسد ان اجتماعا للمعارضة الاسبوع المقبل في قطر سيكون فرصة لجذب المزيد من الناس إلى طاولة المحادثات وتوسيع التحالف ضده.
وأضافت خلال زيارة لكرواتيا ‘لا يمكن أن تكون هذه معارضة يمثلها أشخاص يتمتعون بخصال جيدة كثيرة لكنهم في كثير من الأمثلة لم يذهبوا إلى سورية منذ 20 او 30 او 40 عاما. واضافت ‘يجب ان يكون هناك تمثيل لمن يقفون في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم في سبيل حريتهم’.
وتمثل تصريحات كلينتون انفصالا واضحا عن المجلس الوطني السوري الذي يتكون أغلبه من نشطاء معارضين في الخارج كانوا من أشد أنصار التدخل الدولي في الصراع السوري. وعبر مسؤولون أمريكيون في تصريحات خاصة عن خيبة أملهم لعدم قدرة المجلس الوطني السوري على الخروج بخطة متماسكة وبسبب ضعف اتصاله بجماعات المعارضة المسلحة المتفرقة داخل سورية’.
وعقد أعضاء بارزون في المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر ومجموعات معارضة أخرى اجتماعا في تركيا الأربعاء وتعهدوا بالوحدة وراء حكومة انتقالية خلال الأشهر القادمة.
وقال عمار الواوي القائد في قوات المعارضة لرويترز بعد المحادثات التي جرت خارج اسطنبول إن الانقسامات في صفوف المعارضة هي التي سمحت لقوات الأسد بالوصول إلى هذه النقطة.
وأضاف أن المعارضة متحدة على هدف إسقاط الأسد وأن الجميع بمن فيهم كل مقاتلي المعارضة سيتجمعون تحت لواء الحكومة الانتقالية.
وقال محمد الحاج علي وهو ضابط كبير منشق عن الجيش السوري في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع إن المعارضة ما زالت تواجه بعض الصعوبات بين السياسيين وجماعات المعارضة المختلفة وقادة الجيش السوري الحر على الأرض.
وأشارت كلينتون إلى مسعى أمريكي أشد قوة للمساعدة في تشكيل وجه المعارضة السياسية وذكرت أنه مع تزايد التوتر الطائفي اصبح من المهم ان يكون حكام سورية القادمون اكثر شمولا والتزاما بنبذ التطرف.
وقالت ‘ينبغي أن تكون هناك معارضة يمكنها التحدث مع كل شريحة وكل منطقة جغرافية في سورية. ونريد أيضا معارضة تواجه بقوة محاولات المتطرفين لخطف الثورة السورية’.
وقالت كلينتون ان اجتماع المعارضة السورية في الدوحة يمثل فرصة لتشكيل قيادة جديدة واضافت ان الولايات المتحدة ساعدت في ‘تهريب’ ممثلين لجماعات معارضة سورية من الداخل لحضور اجتماع في نيويورك الشهر الماضي بشأن توسيع تمثيل المعارضة.
وقالت في مؤتمر صحافي ‘اقترحنا اسماء ومنظمات نعتقد انها يجب ان تنضم إلى هيكل أي قيادة.
واضافت ‘وأكدنا أن المجلس الوطني السوري لم يعد من الممكن اعتباره القيادة الظاهرة للمعارضة. يمكنهم ان يكونوا جزءا من معارضة أكبر لكن هذه المعارضة يجب ان تضم اشخاصا من داخل سورية وآخرين لديهم صوت شرعي يجب الاستماع إليه’.
وقالت كلينتون انها تشعر بالأسف لكنها لم تفاجأ لفشل وقف اطلاق النار في سورية الذي سعى إليه الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي خلال أيام عيد الاضحى. وألقى كل جانب في سورية باللوم على الآخر في خرق الهدنة.
وقالت كلينتون ‘نظام الأسد لم يوقف استخدام الاسلحة المتطورة ضد الشعب السوري ولو ليوم واحد’.
واضافت ‘في الوقت الذي ندعو فيه المبعوث الخاص الابراهيمي لبذل كل ما بوسعه في موسكو وبكين لاقناعهما بتغيير موقفهما ودعم تحرك أقوى للأمم المتحدة .. فإنه لا يمكننا أن ننتظر ذلك’.
وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها لتشديد العقوبات على حكومة الاسد وتقديم المساعدات الانسانية للمتضررين من الصراع.
ومن جهته قال سيدا في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان ‘المجتمع الدولي هو المسؤول عن تزايد التطرف في سورية لعدم دعمه للشعب السوري’.
واضاف انه ‘في المناطق المحررة من ايادي النظام هناك حالة فوضى واحباط لان النظام ما زال يقتل بشكل جنوني ويستخدم كافة انواع الاسلحة طيران وقنابل عنقودية’.
وتابع ‘في مثل هذه الحالة من الطبيعي ان يتواجد التطرف من (…) بعض العناصر’.
وتأتي تصريحات سيدا ردا على ما اعلنته وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون من انها تنتظر من المعارضة السورية ان تتوسع الى ما هو ابعد من المجلس الوطني السوري وان ‘تقاوم بشكل اقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة’ في سورية.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في زغرب ‘هناك معلومات مثيرة للقلق عن متطرفين يتوجهون الى سورية ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الان ثورة مشروعة ضد نظام قمعي، بما يحقق مصالحهم’.
ورأى سيدا ان ‘المجتمع الدولي يجب ان يوجه لنفسه النقد ويسأل نفسه ماذا قدم للشعب السوري وكيف ساعد السوريين ليوقفوا القتل بشكل جنوني’. اضاف ‘حذرنا دائما المجتمع الدولي من ان التطرف قد يتزايد في حال استمر القتل’.
رغم ذلك اكد سيدا ان ‘الثورة باقية على مسارها، ولا زالت تدور حول الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للشعب السوري’.
واذ اعتبر ان ‘زيادة التطرف هو بسبب عدم فاعلية المجتمع الدولي، وليست سببا له’، قال انه ‘رغم سعينا لضمان الا يحظى التطرف الاسلامي بتأثير، الا ان نقص الدعم المادي للمجلس الوطني السوري من قبل المجتمع الدولي يجعل امكاناتنا محدودا اكثر مما نرغب’.
واكد سيدا ان ‘ثمة حال طبيعية من الفوضى والعجز بسبب استمرار الهجمات من قبل النظام’ على المناطق التي خرجت من سيطرته ‘وفي جو هكذا، من الطبيعي ان ينمو التطرف’، معتبرا ان سوريا ‘مجتمع متنوع، لذا في نهاية المطاف لن يتمكن مشروع اسلامي متطرف من التجذر في البلاد’.
ويشكل العرب نحو 90 في المئة من سكان سوريا، بينما تتوزع النسبة الباقية بين الاكراد والتركمان والشركس. كما يشكل المسلمون السنة نحو 80 في المئة من السكان، الى نحو 10 في المئة من العلويين وخسمة في المئة من المسيحيين واثنين في المئة من الدروز.
وتعليقا على قول كلينتون انه ‘لم يعد من الممكن النظر الى المجلس الوطني السوري على انه الزعامة المرئية للمعارضة (…) يمكن ان يكون جزءا من المعارضة التي يجب ان تضم اشخاصا من الداخل السوري وغيرهم’، اكد سيدا الاستعداد للعمل مع كل اطياف المعارضة السورية.
اضاف ‘نحن منفتحون على العمل مع اي مجموعة وطنية هدفها الاساسي هو اسقاط النظام المجرم’، مشيرا الى ان المجلس ‘في حالة توسع’، ومن هنا يأتي الاجتماع الذي سيعقده في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال سيدا ان المجلس يمثل حاليا ‘كل اطياف المجتمع السوري المتنوع، ومنها الاسلامية والليبرالية والعلمانية’، مشيرا الى ان ‘مجموعات كردية، اضافة الى مجموعات مدنية وعسكرية اخرى’ ستشارك في اجتماع الدوحة.
وفي ما يتعلق بالشائعات عن ترشيح المعارض السوري رياض سيف لرئاسة حكومة انتقالية في المنفى، قال سيدا ‘اعتقد انه علينا انتظار انعقاد الاجتماع للتقرير ما اذا كان (سيف) المرشح الامثل للفترة الانتقالية. ترشيح اسماء من دون التشاور مع الفاعلين (على الارض) سيكون بمثابة تخط للمراحل’.
واكد ان الاجتماع المقرر ‘سيناقش كل الاولويات ومنها المرحلة الانتقالية والشخص المخول ادارتها. في كل حال هذا قرار يعود الى الشعب السوري’.
المعارضون السوريون يخوضون معركة غير مرغوبة مع الأكراد في حلب
القسطل (سورية) ـ رويترز: بعد أسبوع من الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين للحكومة والمتمردين الأكراد في محافظة حلب السورية يشهد الجانبان هدنة هشة.
إنها حرب فرعية لا يريدها أي من الجانبين.
قال مقاتل من الجيش السوري الحر المعارض وهو يلتمس الدفء قرب نار على جبل مطل على بساتين من الزيتون وبيوت قروية قديمة ‘نريد مقاتلة النظام لكننا بدلا من ذلك نقاتل في جبهة جديدة لم نكن في حاجة إليها ولا نملك وقتا لها’.
وأضاف ‘يجب أن نقاتل في حلب.. ولكننا بدلا من ذلك نعسكر فيها’.
ويسلط هذا الموقف الضوء على مدى تشابك التحالفات والولاءات والمنافسات – المحلية والدولية – التي تعقد من الانتفاضة المناوئة للرئيس السوري بشار الأسد.
ويعتمد الجيش السوري الحر على دعم تركيا التي وفرت له ملاذا آمنا على حدودها وتقود الحملة الدبلوماسية على الأسد.
ويتحالف المتمردون الأكراد السوريون مع حزب العمال الكردستاني الذي يخوض صراعا طويلا مع الجيش التركي لإقامة إقليم كردي مستقل في جنوب شرق تركيا.
وأبقى الأكراد السوريون ميليشياتهم على الحياد إزاء الصراع السوري ويديرون مناطق كردية في محافظة حلب التي شهدت قتالا عنيفا في الحرب الأهلية. ويعتقد أن هؤلاء الأكراد أبرموا اتفاقات مع الحكومة والمعارضة من أجل الحفاظ على استقلاليتهم.
ويهدد هذا الصراع الجانبي بإضعاف مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون قوات الأسد الأفضل تسليحا.
وقتل العشرات من المعارضين والمقاتلين الأكراد التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي الانفصالي في الأسبوع المنصرم في اشتباكات بدأت في مدينة حلب وامتدت حاليا إلى المنطقة الريفية الواقعة على مسافة كيلومترات قليلة من تركيا.
ودارت اشتباكات عنيفة لعدة أيام على الجبل الذي يقسم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين من البلدات الكردية إلى المنطقة الشمالية الغربية بمدينة حلب.
وقال محمد حماده قائد وحدة تابعة لمقاتلي المعارضة على الجبل ‘لسنا ضد كل الجماعات الكردية ولكن هذه الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني تساعد النظام على مهاجمتنا وليس أمامنا خيار سوى التحرك’.
ورغم بعض التعاون قبل وقوع الاشتباكات إلا أن غياب الثقة كانت دائما سمة غالبة في كلا الجانبين.
فالمعارضون يتوخون الحذر من موقف الحياد الذي يتبناه حزب الاتحاد الديمقراطي ويعتقدون أنه يعمل مع الأسد بينما ينزعج بعض الأكراد من ممانعة المعارضة لقبول الاستقلال الكردي المحلي.
وربما حظي حزب الاتحاد الديمقراطي بقدر من الشعبية بعد أن شاهد السكان المحليون قوات الأسد وهي تدمر معاقل المعارضين.
وقال باران أفريني وهو نشط بالمعارضة الكردية في المنطقة اعتاد دعم المعارضين ‘لا أحب حزب الاتحاد الديمقراطي ولكنه اعتنى بالأكراد بخلاف المعارضين الذين دمرت مناطقهم بالكامل. الآن يعيد الكثير من الأكراد نظرتهم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي’.
وفي المناطق الكردية من مدينة حلب أكبر مدن سوريا قام مقاتلو حزب الاتحاد الديمقراطي بتقديم خدمات يومية مثل الخبز والأمن. ولجأ الآلاف من السكان الفارين من القصف اليومي في معظم مناطق المدينة إلى المناطق الكردية الهادئة.
ولكن عندما دخل المعارضون الأسبوع الماضي إلى المناطق الكردية ردت قوات الأسد بقصف هذه المناطق مما أثار اشتباكات.
ويهدد الصراع الداخلي بين المعارضين والأكراد بمزيد من انزلاق جيران سورية الى الحرب. وقد يؤدي تزايد نفوذ الأكراد إلى سيطرة حزب العمال الكردستاني التركي على مناطق في شمال سورية’.
محللون: النظام السوري يكثف غاراته الجوية لاستعادة زمام المبادرة في مواجهة المقاتلين
بيروت ـ ا ف ب: يقول محللون ومقاتلون معارضون ان الزيادة غير المسبوقة في الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية السورية منذ بداية هذا الاسبوع، تشكل محاولة يائسة من نظام الرئيس بشار الاسد لاستعادة زمام المبادرة بعد المكاسب التي حققها المقاتلون مؤخرا.
ويعتبر هؤلاء ان الغارات الجوية لا تستهدف ضرب مناطق يسيطر عليها المقاتلون بقدر ما تهدف الى اثارة الخوف والغضب لتأليب السكان المحليين ضد المقاتلين المعارضين الموجودين بينهم.
ويقول تشارلز ليستر، المحلل في مركز ‘آي اتش اس جاينز للارهاب والتمرد’ ومقره لندن ان ‘المقاتلين المعارضين حققوا مكاسب مهمة في الاسابيع القليلة الماضية لا سيما في شمال سوريا، والنظام يرى في الامر تهديدا جديا’.
ويضيف ان ‘زيادة الغارات الجوية مدفوعة من هذه المكاسب العسكرية المهمة’. وشهد الاثنين ‘اعنف الغارات’ الجوية منذ بدء النظام استخدام سلاح الطيران الحربي في نهاية تموز/يوليو الماضي، اذ تعرضت مناطق سورية عدة لأكثر من 60 غارة جوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واستمرت الغارات المكثفة خلال الاسبوع الجاري، مستهدفة مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في الضواحي الشرقية لدمشق ومحافظة إدلب في شمال غرب البلاد لا سيما في محيط مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول/اكتوبر.
كما شنت طائرة حربية مقاتلة الثلاثاء غارة هي الاولى على احد احياء دمشق استهدفت حي جوبر، في يوم تبنت احدى كتائب الجيش السوري الحر اغتيال احد اعضاء هيئة اركان القوات الجوية السورية.
واتت الغارات بعد فشل القوات النظامية في دفع المقاتلين المعارضين خارج مناطق سيطروا عليها في ريف العاصمة السورية، واكتسابهم مناطق جديدة في شمال غرب البلاد.
ويعتبر المحللون ان سيطرة المقاتلين على معرة النعمان الواقعة على الطريق بين دمشق وحلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ ثلاثة اشهر، كانت مكسبا مهما.
ويقول رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي ان ‘لجوء النظام الى هذا الاستخدام المفرط للغارات الجوية، دليل على انه يخسر المعركة’.
ويضيف في اتصال وكالة فرانس برس ان ‘الجيش (النظامي) لا يحظى بوجود عسكري على الارض في المناطق التي يقصفها بالطيران الحربي، لذا يلجأ الى تدميرها من الجو’.
لكن هذه الغارات هي ابعد ما تكون عن استهدافات لمواقع محددة للمقاتلين المعارضين، بل قصف عشوائي على المناطق المدنية، وغالبا بأقسى انواع المتفجرات، بحسب المحللين.
ويقول رياض قهوجي، رئيس مؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري التي تتخذ من دبي مقرا لها، ان القذائف التي تستخدمها الطائرات الحربية السورية ‘غبية وليست ذكية، وعندما تستخدمها فذلك يعني انك لا تحاول تحقيق اي تفوق تكتيكي’.
وفي الكثير من الاحيان تلقي هذه الطائرات ما يعرف بالبراميل المتفجرة التي تكون محشوة بالديناميت والوقود وقطع من الفولاذ، مما يتسبب بدمار واسع في المناطق المدنية، بحسب قهوجي.
ويشير المحللون الى ان الاستراتيجية خلف استخدام هذه البراميل هي قتل المدنيين وتدمير منازلهم وجعل حياتهم لا تطاق الى حد يدفعهم الى طرد المقاتلين المعارضين، او على الاقل وقف مدهم بالمساعدة.
ويقول قهوجي ‘يحاول (النظام) جعل السكان المدنيين غاضبين وخائفين الى درجة تجعل من المستحيل على المقاتلين المعارضين العثور على ملجأ آمن’.
ويضيف ان ‘الهدف الوحيد هو ترهيب السكان المدنيين على امل ان ينقلبوا على المقاتلين المعارضين’.
وفي غياب الدعم من المدنيين، لا يحظى المقاتلون المعارضون بأمل كبير في الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطرون عليها، بحسب ليستر الذي يضيف ‘اذا انقلب المدنيون ضد المقاتلين المعارضين، سيكون لذلك تاثير مهم على قدرتهم للاحتفاظ بالمناطق والتغلب على القوات النظامية’.
ويعتبر المراقبون ان هذه الاستراتيجية لم تحظ بتأثير كبير حتى الآن.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان ‘الطيران الحربي شن غارات جوية على معرة النعمان يوميا منذ ثلاثة اسابيع، منذ ان سيطر مقاتلو الكتائب الثائرة عليها. سقط العديد من الضحايا، لكن القوات النظامية لم تتمكن من الدخول مجددا الى المدينة’.
وفي الواقع، قد تكون استراتيجية النظام تؤدي الى عكس ما يبتغيه، وتستثير غضبا شعبيا، بحسب قهوجي الذي يقول ‘اللجوء الى القصف الاستراتيجي في حالات التمرد وضد مقاتلين معارضين لم يثبت نجاحه يوما. كل ما تقوم به هو اثارة غضب الناس وجعلهم يطالبون بالدم في المقابل’.
أبعاد المساعي الأميركية لتشكيل قيادة جديدة للمعارضة السورية
أشرف أبو جلالة
في ظل مساعيها الرامية إلى إيجاد مخرج للأوضاع المتفاقمة في سوريا منذ أكثر من عام ونصف، ها هي الولايات المتحدة تبذل جهوداً من أجل إعادة صياغة شكل المعارضة السورية، وهو ما تجلى بوضوح في تأكيد وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، على أن المجلس الوطني السوري ما هو إلا حفنة من الأشخاص الذين يعيشون في المنفى، والذين يجب استبدالهم بمجموعة أكثر تمثيلاً للمقاتلين الميدانيين.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: قالت كلينتون للصحافيين أثناء توجّهها إلى كرواتيا “لا بد أن يكون هناك تمثيل لهؤلاء المتواجدين على الخطوط الأمامية، الذين يقاتلون ويموتون من أجل نيل حريتهم”.
وتابعت “لا يمكن لهذه أن تكون معارضة ممثلة من جانب أشخاص يتسمون بسمات طيبة عدة، لكنهم لا يتواجدون في العديد من الحالات داخل سوريا من 20 أو 30 أو 40 عاماً”.
لفتت في هذا السياق صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أن المئات من شخصيات المعارضة سيجتمعون في العاصمة القطرية، الدوحة، خلال الأسبوع المقبل، ليبدأوا مساعيهم الرامية إلى تشكيل هيئة قيادية جديدة، ظاهرياً تحت رعاية جامعة الدول العربية، لكنها مدفوعة في حقيقة الأمر من جانب الولايات المتحدة الأميركية.
وأشارت كلينتون إلى أنها شاركت بفاعلية في التخطيط لذلك الاجتماع، وأنها أوصت كذلك بأسماء الأشخاص والجهات الذين يمكن إدراجهم في أية هيئة قيادية جديدة، خاصة وأنها ترى أن المجلس الوطني ليس شاملاً بما فيه الكفاية، وأنه يحتضن المتطرفين.
جاء موعد الاجتماع المزمع إجراؤه في قطر يوم الأربعاء المقبل ليثير الاهتمام، خاصة وأنه سيأتي في اليوم التالي لموعد إجراء انتخابات الرئاسة الأميركية، حيث يعني ذلك أن النتيجة التي ستتمخض عن هذا الاجتماع لن تستغل في الدعاية الانتخابية.
ورغم عدم توقع حدوث تغيير كبير في السياسة بغضّ النظر عن هوية المرشح الذي سيحسم الانتخابات لمصلحته، سواء كان أوباما أو رومني، إلا أن بعض المحللين يرون أن الولايات المتحدة قد تصبح أكثر انخراطاً في الأزمة من خلال تقديمها أسلحة، من بينها أسلحة مضادة للطائرات، إلى قادة المعارضة المناوئة لبشار الأسد.
وقال هنا عمر العظم، وهو أكاديمي سوري يعيش في الولايات المتحدة الأميركية، وينتقد المجلس الوطني السوري منذ فترة طويلة ” يأمل الأميركيون أن يتم تشكيل هيئة قيادية جديدة، يكون بمقدورهم العمل معها، والاعتراف بها، وكذلك التوغل بداخلها”.
ومع أن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون جلب قادة عسكريين من سوريا لحضور اجتماع قطر في الأسبوع المقبل، فإنه لا يوجد ما يضمن نجاح تلك الجهود بأسرها.
إلى ذلك، أفادت أيضاً صحيفة واشنطن بوست الأميركية بأن إدارة أوباما قضت الأشهر العديدة الماضية في إجراء مفاوضات دبلوماسية سرية، هدفها تشكيل هيئة قيادية جديدة للمعارضة السورية، تأمل أن تفوز بدعم جماعات الأقلية، التي مازالت تدعم الأسد.
تلك الإستراتيجية التي تريد الولايات المتحدة مباشرتها في الأسبوع المقبل في قطر يمكن النظر إليها باعتبارها محاولة أخيرة للحيلولة دون تمكين المتطرفين من الظفر باليد العليا في داخل المعارضة، ولمنع وصول الأزمة السورية إلى الشرق الأوسط الكبير.
مضت الصحيفة تنوه بحقيقة مشاعر الامتعاض التي عبّرت عنها هيلاري كلينتون بصورة رسمية تجاه المجلس الوطني السوري، الذي يزاول نشاطاته من خارج البلاد، حيث أكدت أنه يجب التوقف عن اعتبار المجلس “القائد الواضح” للمعارضة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم يتوقعون حضور ما لا يقلّ عن 50 من ممثلي المعارضة، كثيرون منهم من داخل سوريا، ذلك الاجتماع المقرر في قطر بغية اختيار مجلس تنفيذي، يضم من ثمانية إلى عشرة أشخاص. وأضاف المسؤولون أنه إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فستبارك جامعة الدول العربية تلك الخطوة خلال اجتماعها المقبل في القاهرة. وقد رفض المسؤولون الكشف عن أسماء أو هويات السوريين الذين سيحضرون الاجتماع لأسباب قالوا إنها أمنية.
من جهتهم، قال خبراء متخصصون في الشأن السوري إن تلك الخطة ستمهّد على ما يبدو الطريق لخطوة الاعتراف الدولي بوجود حكومة معارضة في البلاد. غير أن مسؤول أميركي رفيع المستوى علق على ذلك بقوله “ما زلنا بعيدين عن تلك المرحلة”.
وأضاف “ستقوم تلك الهيئة القيادية الجديدة بمهمة إحداث تقارب سياسي لبناء مصداقية أساسية بين المعتصمين وأنصار النظام، وستقوم كذلك بمهمة إدارية، تنطوي على توفير الخدمات الكهرباء بتنسيق مع الولايات المتحدة”.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/771287.html
تقرير: طائرات استطلاع إيرانية في الأجواء السورية
العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط»: وجودها ليس جديدا.. إنما عملها تكثف بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة
بيروت: كارولين عاكوم
«وزوازة» هو الاسم الذي اختاره السوريون للتعريف بالطائرات التي يقولون إنها إيرانية، والتي يلاحظ وجودها بشكل كبير في الأيام الأخيرة تحلق في الأجواء السورية، بحسب ما ذكرت قناة «CNN» الأميركية. وذكرت القناة أنه في الوقت الذي تسمع فيه بين الحين والآخر أصوات الانفجارات، تشاهد هذه الطائرات الصغيرة تحلق في الأجواء، وقد أطلق عليها الثوار اسم «وزوازة»، بسبب الأزيز الناجم عنها، ويقولون إنها نوع من الطائرات الفتاكة العاملة من دون طيار.
وفي حين قال مصدر قيادي في الجيش السوري الحر في حلب، إنه لا تتوافر معلومات دقيقة لديه حول هذا الأمر، أكد العقيد عارف الحمود نائب رئيس أركان الجيش الحر، لـ«الشرق الأوسط» وجود هذه الطائرات في سوريا، مضيفا: «إنه وإن كان تحليقها مكثفا في الفترة الأخيرة، فإن حضورها في الأجواء السورية ليس جديدا، بل كانت قد بدأت عملها منذ نهاية عام 2011 بعد أشهر قليلة من بدء الثورة، مع العلم بأن قوات النظام السوري لم تكن تملك هذا النوع من الطائرات قبل ذلك».
وأشار الحمود، إلى أن هذه الطائرات تقلع من مطار «أبو ضهور» في إدلب وتجول في الأجواء السورية بإشراف خبراء إيرانيين وروس، وهي معروفة بدقة المعلومات التي تنقلها. وعما إذا كان هناك أدلة تثبت أن هذه الطائرات إيرانية، قال الحمود: «هناك الكثير من العناصر في الجيش الحر الذين انشقوا من الدفاع الجوي يؤكدون لنا هذه المعلومات، إضافة إلى أن لدينا (عيونا) منتشرة أينما كان في سوريا».
كذلك، لفت تقرير قناة «CNN»، إلى أن الأيام القليلة الماضية قد شهدت أعنف الضربات الجوية، وهذا ما يؤكده نشطاء المعارضة، حيث إن الغارات الجوية تزايدت بشكل غير مسبوق منذ فشل هدنة وقف إطلاق النار في عيد الأضحى، مرجحين أن تزايد حدة القصف ودقته جاءا بمساعدة هذه الطائرات، التي يتهمون إيران بإرسالها للنظام السوري.
ويقول مقاتلو الجيش الحر، إنهم عثروا على هذه الطائرات في حلب، بينما وجدوا كتيبات تحمل صورة المرشد الإيراني علي خامنئي، الأمر الذي يبدو إثباتا لاتهامهم إيران بالوقوف وراء إرسالها إلى النظام السوري.
وبينما تنفي طهران تزويد النظام السوري بأي مساعدات عسكرية، لم تعلق على هذه الاتهامات الخاصة بالطائرات. وتعليقا على الفيديو الذي نشره بعض الناشطين يظهر طائرة من دون طيار، قال بعض خبراء الدفاع لـ«CNN» إنها تشبه طائرة «المهاجر 4» الإيرانية، وتشير المحطة إلى أنها لم تستطع التحقق بشكل مستقل من صدقية هذه الصور.
وقال المتحدث باسم البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة لـلقناة: «نشعر بقلق عميق من معلومات موثوقة بأن إيران تقدم الدعم العسكري للنظام السوري».
دمشق في حالة حرب: قصف وانفجارات وتحذيرات من كارثة إنسانية في الريف
1400 قتيل في ريفها خلال الشهر الماضي
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
شهدت العاصمة السورية دمشق أمس واحدا من أعنف الأيام قصفا ودمارا ودموية، إذ تحدث ناشطون عن دوي انفجارات وعن قصف عنيف طال أحياء الحجر الأسود والعسالي، تماما كمجمل مناطق الريف.
وقال ناشطون إن مروحيات الجيش النظامي السوري قصفت حيي الحجر الأسود والعسالي في دمشق، لافتين إلى أن مروحيات النظام ألقت عددا من البراميل المتفجرة على الأحياء الدمشقية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن انفجارين شديدين دويا في منطقة الحجر الأسود بمدينة دمشق.
وانفجرت عبوتان ناسفتان، أول من أمس، في منطقة المزة بدمشق، أسفرتا عن قتيل وعدد من الجرحى وأضرار مادية. وقال مصدر رسمي إن التفجير وقع قرب جامع الهدى في مزة جبل بدمشق، مما أدى إلى مقتل شخص ووقوع أضرار مادية في مكان الانفجار، بينما أشار ناشطون إلى أن الانفجار استهدف ثلاثة أكشاك يتهم أصحابها بأنهم من الشبيحة. بينما نفذت قوات الأمن عمليات مداهمة واعتقالات أمس في حارة الزيات قريبا من جامع المصطفى، كما شهد حيا بزرة وتشرين إطلاق نار كثيفا.. كما انفجرت عبوة ناسفة أمام ملعب الجلاء على أوتوستراد المزة، مما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى وأضرار مادية. وشمل القصف بالأمس مدن وبلدات السيدة زينب وجسرين ويلدا وبيت سحم بريف دمشق، مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى، كما وقعت اشتباكات في بلدة السيدة زينب. أما زملكا، فقد تعرضت لثلاث غارات صباحا استهدفت محيط الجامع الكبير، كما قصفت الطائرات بلدة كفربطنا «بالقنابل والصواريخ الفراغية وأحدثت دمار كبيرا، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى»، بحسب ما قاله ناشطون في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط». وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة عن التقرير الشهري الذي يعده مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، وقد تبين فيه أن 1404 أشخاص قضوا خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) بمعدل مقتل 45 شخصا يوميا. وقال الناشط ربال، من مجلس قيادة الثورة، لـ«الشرق الأوسط» إن الطيران الحربي قصف يوم أمس مدينة كفربطنا، مما أدى إلى انفجارات كبيرة، كما استكمل قصفه العشوائي لمدينة دوما، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى. وفي حرستا، أفاد الناشطون بأن طائرات الميغ تقصف المدينة بعنف، وسط اشتباكات متواصلة بين الجيشين «الحر»، و«النظامي» الذي حاول اقتحام المدينة من محاور عدة، كما قصفت طائرات الميغ بلدة جسرين بريف دمشق، وسط حالة من الذعر والهلع بين الأهالي.
وأضاف الناشطون أن النظام يقطع الكهرباء والماء، محذرين من «كارثة» إنسانية بسبب الماء الآسن المتدفق في شوارع المدينة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن 4 قتلى وجرحى سقطوا جراء القصف بالقنابل العنقودية بدير العصافير بريف دمشق. وقال سكان إن طائرات الميغ قصفت بلدة دير العصافير بالقنابل الفراغية والعنقودية، وسقط في البلدة أكثر من عشرة قتلى وعشرات الجرحى، وهناك ضحايا ما زالوا تحت أنقاض المباني التي سقطت على رؤوس ساكنيها.
إلى ذلك، شنت الطائرات الحربية ثلاث غارات جوية على قريتي تلمنس ومعرشمارينن في محافظة إدلب، وقتل 28 جنديا نظاميا سوريا على الأقل في هجمات شنها مقاتلون معارضون على حواجز عسكرية في شمال البلاد، بحسب ما أفاد المرصد. وقال المرصد: «قتل 28 عنصرا من القوات النظامية على الأقل، إثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب على ثلاثة حواجز للقوات النظامية غرب وشمال مدينة سراقب» الواقعة في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا.
وأشار إلى أن المقاتلين استهدفوا «حاجزي إيكاردا على طريق حلب سراقب، حيث تم الاستيلاء على عربات مدرعة من الحاجزين». كما «تم تدمير حاجز حميشو على طريق سراقب – أريحا». ونقل المرصد عن ناشطين في المنطقة أنهم «شاهدوا جثث عناصر القوات النظامية على الحواجز»، وأدت هذه الهجمات أيضا إلى مقتل خمسة من المقاتلين المعارضين. وأشار مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلى أن المقاتلين شنوا هجمات صباح اليوم على هذه الحواجز «التي تعرض محيطها للقصف بالطيران الحربي».
هذا ودارت «اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة ومقاتلين من جبهة النصرة» في محيط معسكر وادي الضيف الواقع على بعد نحو كيلومترين شرق معرة النعمان. وذكر ناشطون أن قتلى وجرحى من قوات النظام سقطوا في انفجار قرب كلية الحقوق بمدينة إدلب.
وفي غضون ذلك، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام قامت بإعدام أحد عشر شخصا من حي كازو في حماه، «حيث تم خطفهم يوم الأربعاء من قبل الشبيحة، وتم العثور عليهم الخميس وهم مذبوحون بالسكاكين».
وفي حلب، قصف الطيران الحربي بعنف بلدتي خان العسل وكفرناها بريف حلب، وألقى عددا من البراميل المتفجرة. وقال ناشطون سوريون إن اشتباكات عنيفة دارت في محيط فرع المخابرات الجوية بين الجيشين «النظامي» و«الحر» في مدينة حلب.
وأوضح المرصد أن حي السكري بحلب تعرض لقصف القوات النظامية فجر الخميس، بينما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في مناطق متفرقة من حلب. وتعرض حي السكري في حلب وبلدات دير حافر والسفيرة وتل حديا بريفها للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الأربعاء/الخميس، «مما أدى إلى سقوط جرحى»، في حين شهدت عدة أحياء أخرى في المدينة «اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة».
وطال القصف كذلك منطقة اللجاة وبلدات الغارة الغربية والمسيفرة في ريف درعا من بعد منتصف ليل الأربعاء/الخميس، بينما تجدد القصف من قبل القوات النظامية على بلدة داعل صباح يوم الخميس. ومن الرستن، تحدث ناشطون عن استمرار حصار المنطقة وسط قصف عنيف، قضى على ما تبقى من مبانيها.
ناشطون سوريون يتهمون النظام بتدبير تفجيرات في دمشق
كجزء من استراتيجيته لتخويف الأقليات
بيروت: «الشرق الأوسط»
طرح التفجير الذي استهدف قبل 3 أيام حي السيدة زينب في جنوب دمشق، حيث يوجد أحد أهم المقامات عند الطائفة الشيعية، الكثير من الأسئلة حول المستفيد من هذه التفجيرات التي تقع في أحياء ذات هوية طائفية معينة.
ففي مطلع الأسبوع، قتل أكثر من 11 شخصا بانفجار سيارة مفخخة في مدينة جرمانا، إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق، التي تقطنها غالبية درزية. وفي 20 من الشهر الماضي، سقط ما لا يقل عن 13 شخصا وأصيب عشرات آخرون، واحترقت عدة سيارات في تفجير وقع في باب توما – الحي الذي تقطنه غالبية مسيحية شرق دمشق.
ويعتبر الناشطون السوريون المناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد أن هذه التفجيرات مترابطة وتصب في خانة واحدة. وفي هذا الإطار، يقول علاء، وهو ناشط دمشقي: «سياق هذه التفجيرات واحد، استهداف أحياء تسكنها أقليات دينية ومذهبية بهدف تخويفها وإلصاق التهمة بـ(الجيش الحر)».
وفي حين يتهم الناشط المعارض النظام السوري بالوقوف وراء هذه الانفجارات، لا يستبعد استمرارها وتوسع نطاقها، ويضيف: «قد ينتقلون إلى استهداف الكنائس ودور العبادة، وربما يقدمون على اغتيال رجال دين مسيحيين وشيعة ودروز وعلويين، فالنظام السوري قد يفعل أي شيء لضمان الأقليات في صفه».
ويربط نادر، وهو من سكان حي باب توما الدمشقي، «بين حدوث الانفجار في الحي الذي نشأ فيه، وقرار المسيحيين – ولا سيما رجال الكنيسة – رفض العرض الذي قدمه لهم النظام بالتسلح للدفاع عن أنفسهم ضد الثوار».. ويقول الشاب المتعاطف مع الثورة: «أراد النظام أن يوجه رسالة إلى المسيحيين إما أن تكونوا معنا، أي تتسلحوا وتخوضوا الحرب إلى جانبنا، أو تموتوا عبر التفجيرات وما سواها».
ورغم إصراره على أن المسيحيين يقفون إلى جانب الثورة، يعترف نادر بأن «قسما لا بأس به من المسيحيين ما زال مترددا»، وهو لا يستبعد في هذا الصدد أن «تكون التفجيرات في الأحياء المسيحية هدفها تخويف هؤلاء ودفعهم إلى الوقوف إلى جانب النظام في حربه ضد الشعب السوري».
ويتساءل نديم، عضو تنسيقية دمشق جرمانا للثورة السورية: «لماذا تقع الانفجارات في المناطق التي لا يزال النظام يتمتع بنفوذ فيها؟»، ويضيف: «ولماذا لا نرى تفجيرات مماثلة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة؟ إذا كان النظام يتهم إرهابيين وتكفيريين بتدبير هذه التفجيرات، لماذا لا يفجر هؤلاء في مناطق أخرى؟».
ويعيش في مدينة دمشق نحو 4 ملايين نسمة، يشكل المسلمون السنة نحو 93% منهم، يليهم الأكراد الذين يشكلون 4% ويتمركزن في حي ركن الدين شمال المدينة. كما يقطن في دمشق أعدادا كبيرة من المسيحيين، أغلبهم من الروم الأرثوذكس الإنطاكيين والروم الملكيين الكاثوليك، ومن أشهر أحيائهم باب توما والقصاع.
وقد احتضنت العاصمة السورية – بعد وصول الرئيس حافظ الأسد إلى السلطة – آلاف العلويين، وهم يقيمون في عدة مناطق من أبرزها «منطقة 86» الواقعة في حي المزة غرب دمشق، بالإضافة إلى حي الورود ومنطقة الهامة وعش الورور وأماكن أخرى. كما توجد في المدينة جاليات إيرانية وعراقية تعتنق المذهب الشيعي الاثنا عشري، إضافة إلى الأرمن والشركس والسريان.
الاشتباكات بين العرب والأكراد تضيف مزيدا من التعقيد على الصراع في سوريا
تحذيرات من احتمال اندلاع حرب بين الأكراد أنفسهم
بيروت: ليز سلي*
يهدد القتال الدائر بين الأكراد والثوار العرب في شمال سوريا، الذي استمر لنحو الأسبوع تقريبا، بفتح جبهة جديدة في المعركة الدموية الدائرة بالفعل في سوريا من أجل السيطرة على البلاد، مما يبرز مدى تعقيد هذا الصراع الذي يهدد بتأجيج التوترات العرقية والطائفية في شتى أنحاء الإقليم.
قامت قيادة الجيش السوري الحر وممثلو الأكراد في تركيا ببذل جهود كبيرة يوم الأربعاء الماضي في المفاوضات الرامية لإنهاء هذه الاشتباكات، التي خلفت أكثر من 40 قتيلا من كلا الجانبين، فضلا عن احتجاز عشرات الرهائن الآخرين.
كشف اندلاع أعمال العنف عن وجود بعض الخلافات المتزايدة، التي لم يتم تسليط الضوء عليها كثيرا، بين قوات المعارضة السورية، ومعظمها من العرب، التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وبين الأكراد السوريين، الذين ينظرون إلى هذه الثورة باعتبارها فرصة لتوسعة نطاق تطلعاتهم القديمة بالحصول على الحكم الذاتي – أو ربما الاستقلال – في المناطق الكردية في شتى أنحاء الإقليم.
يقول جوست هلترمان، نائب مدير «برنامج دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في «مجموعة الأزمات الدولية»: «يمهد هذا الأمر الطريق لصراع سوف يندلع في المستقبل». يؤكد هلترمان أنه ما لم تقم المعارضة السورية، المنقسمة بالفعل، باتخاذ بعض الخطوات لمعالجة التطلعات الكردية بطريقة جدية، فسوف تكون هناك فرص كبيرة لاندلاع حرب عربية – كردية عقب حدوث أي تغيير في نظام الحكم في دمشق.
كانت هذه الاشتباكات صغيرة النطاق؛ إذا ما قورنت بالمعارك العنيفة التي تجتاح البلاد بين قوات الثوار والموالين للأسد. قالت لجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا إن 104 أشخاص على الأقل قد لقوا مصرعهم يوم الأربعاء الماضي، حيث قضى كثير منهم جراء الغارات الجوية التي تعتمد عليها الحكومة بصورة متزايدة لمحاولة سحق الثورة. لقي 7 أشخاص مصرعهم إثر انفجار قنبلة بالقرب من ضريح السيدة زينب، وهو موقع شيعي شديد الأهمية ويقع على مشارف العاصمة السورية دمشق. حذر الشيعة العراقيون من أن إلحاق أي ضرر بالضريح من شأنه أن يدفعهم للدخول في المعركة الدائرة في سوريا.
تضيف الاشتباكات بين العرب والأكراد بعدا جديدا للصراع الذي يهدد بالانتقال إلى الدول المجاورة لسوريا، بما في ذلك تركيا، التي أعربت عن مخاوفها المتنامية من الإصرار الذي يبديه الأكراد السوريون منذ انسحاب جيش الأسد من شمال شرقي البلاد في شهر أغسطس (آب) الماضي، مما أعطي الأكراد السيطرة الفعلية على هذه المنطقة.
اندلعت الاشتباكات يوم الجمعة الماضي، عقب ما بدا أنه سوء تفاهم بين وحدات الجيش السوري الحر، التي تقاتل لطرد القوات الحكومية من مدينة حلب في شمال البلاد، وبين الميليشيات السورية الكردية الرئيسية، والتي ظلت تؤكد باستمرار على سيطرتها على المناطق الكردية التي تقع شمالي البلاد.
قامت قوات الجيش السوري الحر بدخول حي الأشرفية الكردي في اليوم السابق بموجب ما أكدوا أنه اتفاق مع الجناح العسكري لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، المتحالف مع الميليشيات الكردية الموجودة في المناطق الحدودية مع تركيا.
وفي يوم الجمعة، قام الأكراد بتنظيم مظاهرات ضد الثوار، خوفا من أن يؤدي وجودهم في الحي إلى دفع الحكومة لتنفيذ بعض الأعمال الانتقامية التي قد تأتي في صورة غارات جوية أو قصف مدفعي. قام كلا الجانبين بتقديم روايات متضاربة عن كيفية اندلاع القتال بالضبط، ولكن مقطع فيديو قامت إحدى القنوات الإخبارية الكردية برفعه على الإنترنت يوضح جليا إطلاق بعض الأعيرة النارية على المتظاهرين، مما دفع «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي إلى الرد، وهو الأمر الذي لم ينته إلا بعد وقوع 30 قتيلا من صفوف الثوار و15 قتيلا من صفوف المقاتلين الأكراد، فضلا عن طرد الثوار من الحي.
وبعد مرور يومين، امتدت الاشتباكات إلى المنطقة الشمالية من محافظة حلب، حيث قام الثوار بطرد القوات الحكومية منذ أشهر. شهدت عمليات تبادل المئات من الرهائن، الذين قام الطرفان بإلقاء القبض عليهم في الاشتباكات التي وقعت في حلب، توترا كبيرا عقب عودة أحد الرهائن الأكراد مقتولا، حيث كانت علامات التعذيب التي قامت بها قوات الثوار تبدو واضحة على جسده. قام مقاتلو المعارضة في مدينة إعزاز الحدودية بإطلاق بعض القذائف على قرية قسطل جندو الكردية المجاورة. وفي صباح يوم الأربعاء الماضي، نصب مقاتلو «حزب الاتحاد الديمقراطي» كمينا لمقاتلي الثوار بالقرب من معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا الذي يسيطر عليه الثوار، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين.
تزيد الانقسامات التي تحدث في كلا الجانبين من تعقيد المعركة، وهو ما يثير بعض التساؤلات حول إمكانية احتواء أعمال العنف.
وصف العقيد مالك الكردي، المتحدث باسم الجيش السوري الحر في تركيا، الهجمات على الأكراد بـ«الخطأ»، مؤكدا أن الوحدات المتورطة في هذه الاشتباكات، التي رفض تسميتها، لا تخضع لسيطرة القيادة الرئيسية للثوار.
يقول بعض الأكراد إن مقاتلي جماعة «جبهة النصرة» المتشددة، التي يشتبه في تبنيها آيديولوجيات تنظيم القاعدة، بدأوا في إطلاق النار في مدينة حلب، مضيفين أن «لواء عاصفة الشمال»، وهي إحدى الوحدات التابعة للثوار، التي لا تخضع لقيادة الجيش السوري الحر، قام بشن هجمات على القرى الكردية انطلاقا من مدينة إعزاز التي يسيطر عليها الثوار.
اتهم أبو لؤي الحلبي، المتحدث باسم قوات الثوار في مدينة إعزاز، الميليشيات الكردية بالسعي لاستغلال مكاسب الثوار في شمالي البلاد لممارسة بعض الضغوط من أجل المطالبة باستقلالهم. يقول الحلبي، في إشارة إلى الحركة الكردية المتمردة التي تشن حربا على تركيا منذ عقود طويلة: «إن ما يحدث أمر في منتهي الوضوح، حيث بات الجيش السوري الحر على وشك الانتهاء من معركته في حلب، لذا تحاول قوات (حزب العمال الكردستاني) احتلال المنطقة لإقامة دولتهم المستقبلية».
ولكن الحركة السورية الكردية وصفت هذه الهجمات بأنها مؤامرة دبرتها تركيا لسحق التطلعات الكردية «والقضاء على الحرية النسبية التي يتمتع بها المواطنون الأكراد في كردستان الغربية»، في إشارة إلى المناطق الشمالية الشرقية من سوريا التي وقعت مؤخرا تحت سيطرة الأكراد. تنقسم ولاءات الأكراد بصورة كبيرة بين «حزب الاتحاد الديمقراطي» و«المجلس الوطني الكردي» الأكثر اعتدالا والذي سعى للتوصل إلى تسوية مع المعارضة السورية. يؤكد كاوا يوسف، من «حركة الشباب الكردي»، وهي جماعة معتدلة متعاطفة مع المعارضة السورية، أن التوترات تزداد الآن بين الأكراد بشأن النهج الذي ينبغي تبنيه في الصراع الدائر في سوريا. يضيف يوسف: «إنها تتحول إلى مشكلة كبيرة للغاية»، محذرا من احتمال اندلاع حرب بين الأكراد أنفسهم.
* ساهم في كتابة هذا التقرير أحمد رمضان وسوزان هيدموس
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
المجلس الوطني ينتقد «عمل الولايات المتحدة بشكل منهجي على تحطيمه»
معلومات عن إمكانية نقل مقره إلى سوريا وتشكيل هيئة قيادية جديدة للمعارضة في الدوحة
بيروت: بولا أسطيح القاهرة: صلاح جمعة
أثارت المواقف الأخيرة التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون؛ والتي اعتبرت بمثابة تحول نوعي في الموقف الأميركي من المجلس الوطني السوري، جملة من ردود الفعل داخل المجلس، الذي انتقد أعضاؤه ما سموه بـ«عمل الولايات المتحدة بشكل منهجي على تحطيمه»، محملين المجتمع الدولي مسؤولية «وجود التطرف في سوريا» نظرا «لعدم دعم الشعب السوري» في مواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت كلينتون أعلنت من كرواتيا أن المجلس الوطني السوري لم يعد يعتبر زعيما واضحا للمعارضة، كاشفة عن إعداد قائمة مرشحين للدخول في قيادة المعارضة السورية. وتحدثت عن «معلومات مثيرة للقلق عن متطرفين يتوجهون إلى سوريا ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي، بما يحقق مصالحهم».
وحمل رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا المجتمع الدولي مسؤولية «وجود التطرف في سوريا» نظرا «لعدم دعم الشعب السوري» في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد. وقال سيدا إن «المجتمع الدولي هو المسؤول عن وجود التطرف في سوريا لعدم دعمه للشعب السوري»، موضحا أنه «في المناطق المحررة من أيادي النظام هناك حالة فوضى وإحباط لأن النظام ما زال يقتل بشكل جنوني، وفي مثل هذه الحالة طبيعي أن يوجد التطرف من بعض العناصر».
بدوره، انتقد مدير مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري رضوان زيادة الموقف الأخير لكلينتون بشدة، معتبرا أنه يصب في خانة «عمل الولايات المتحدة الأميركية بشكل منهجي على تحطيم المجلس الوطني».
وفي حين أمل زيادة أن لا يكون الموقف الأميركي الأخير موقفا نهائيا، رجح أن تكون واشنطن تتصرف بهذا الشكل نتيجة مواقف المجلس الوطني المتمسكة بالجيش الحر والرافضة لأي حل سياسي قبل سقوط النظام. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «المجلس الوطني لم يكن أبدا – وكما يشاع – الولد المدلل للإدارة الأميركية؛ والتي لم تدعمه يوما ماليا واقتصر دعمها له سياسيا وخلال فترة محددة»، لافتا إلى أن المواقف الأميركية المتخاذلة من الثورة جعلت النقمة تتنامى في الداخل السوري من السياسة الأميركية المعتمدة في التعاطي مع الملف السوري.
وكشف زيادة أن الولايات المتحدة قد خصصت للمجلس الوطني في القائمة الجديدة التي تعدها للمرشحين لقيادة المعارضة السورية، 15 مقعدا وهو موضوع سيبحثه المجلس في الاجتماع العام الذي سيعقده في الدوحة خلال أيام. وقال: «هذا الاجتماع سيكون حاسما في أكثر من مجال من حيث إعادة الهيكلة وتجديد الروح الشبابية في المجلس، وكذلك من حيث البحث في الخطوات الواجب اتخاذها في المرحلة المقبلة».
وتحدث زيادة عن اجتماع بدأ البحث لعقده داخل سوريا يضم 300 شخصية سورية؛ 25% منها من أعضاء المجلس الوطني، و25% من أعضاء المجالس المدنية والثورية في المناطق المحررة، و25% من رجالات الدولة المنشقين ومن معارضة الخارج، و25% من القوى المسلحة ومن الجيش السوري الحر. وأضاف: «على أن تجتمع هذه الشخصيات ولمرة واحدة في الداخل السوري لاختيار حكومة منفى».
من ناحيته، استغرب المعارض السوري هيثم المالح المواقف الأخيرة للوزيرة كلينتون، التي اعتبرها «تدخلا سافرا في الشؤون السورية الداخلية»، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لتصدر قيادة المجتمع السوري لتشكل المعارضة التي تريد والتي تلبي طموحاتها. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أميركا تجد نفسها قادرة على إطلاق مواقف مماثلة لغياب الموقف الموحد لدى المعارضة السورية، التي بدلا من قيامها بالفعل نراها أسيرة ردود الفعل، كما أنها قد تعتقد نفسها اللاعب الوحيد على الساحة بغياب الأسرة العربية وأي مواقف حاسمة لجامعة الدول العربية».
وتوجه المالح لكلينتون قائلا: «يا ليتكم تهتمون بوقف المجازر التي ترتكب على يد نظام الأسد بدلا من مساعيكم للتدخل بشؤون المعارضة، فتسلحون الثوار ليضعوا حدا لبطش النظام القاتل».
وعن تخوف أميركا من دخول متطرفين على خط الثورة، قال المالح: «التطرف موجود أينما كان، لكننا نطمئن بأن معظم الشعب السوري في الوسط في التفكير والممارسات.. ونحن نواجه التطرف بمحاورة المتطرفين وليس بعزلهم».
وبدوره، قال المعارض السوري مؤمن كويفاتية، المنسق الإعلامي لاتحاد تنسيقية الثورة السورية بالقاهرة، إن «التآمر الدولي على الثورة السورية أصبح مكشوفا، وهناك مؤشرات لتصوير ما يجري على الأرض في سوريا حاليا على أنه حرب أهلية، وليس ثورة». موضحا أن «هناك قصورا في تشكيل المجلس؛ إلا أن المجلس في حد ذاته يمثل مظلة لكثير من أطياف المعارضة السورية»، معتبرا سحب الاعتراف به من جانب الولايات المتحدة لعبة مكشوفة للتآمر على الثورة السورية ومقدراتها.
وحول ما ورد بتصريحات كلينتون حول وجود عناصر إرهابية في سوريا، أوضح كويفاتية أن هذه العناصر هي من صنيعة النظام السوري نفسه، مشيرا إلى أن نظام الأسد هو من صنع ودعم حزب الله، وهو من سمح بدخول عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى الأراضي السورية لقتل الثوار. وتابع أن الولايات المتحدة لا تريد للثورة السورية النجاح، وأن موقفها الأخير من المجلس الوطني السوري هدفه تحويل سوريا إلى صومال جديد، معتبرا أن تدمير سوريا في حد ذاته يمثل هدفا استراتيجيا لأميركا وإسرائيل.
إلى ذلك، اتهم منذر خدام، المتحدث الإعلامي لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سوريا، جماعة الإخوان المسلمين والمجلس الوطني السوري – وبدعم من تركيا – بإفشال اتفاق الدوحة الأول لتشكيل الائتلاف الوطني السوري من قوى المعارضة في الداخل والخارج. ودعا خدام المعارضين السوريين، خاصة معارضي الخارج، إلى التحرر من سيطرة الدول والأجندات الخاصة، وامتلاك أجندة واحدة تلبي مطالب الشعب السوري.
وبالتزامن مع تصريحات كلينتون، ذكرت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أن المجلس الوطني السوري يخطط لنقل مقره إلى داخل سوريا في محاولة لإثبات أهميته بالنسبة للشعب السوري واستعادة ثقة المجتمع الدولي، وأن هذه الفكرة ستطرح خلال اجتماع الدوحة للإعلان عن إعادة هيكلته. ونقلت الـ«غارديان» عن قيادي في المعارضة السورية قوله: «تتركز المناقشة في الوقت الراهن حول ما إذا كان يتعين على المجلس الوطني أن ينقل مقره إلى داخل سوريا أم لا. وليس هناك ما يمنعه من الانتقال إلى شمال سوريا. فكيف يمكنك أن تدعي أنك تمثل السوريين إذا كنت خائفا من دخول سوريا؟». وأوضحت مصادر قيادية في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط» أنه لا يوجد شيء نهائي بعد في هذا الإطار، وأنه سيتم حسم الموضوع خلال الاجتماع العام الذي يعقده المجلس خلال أيام في الدوحة.
وفي سياق متصل، ذكرت الـ«غارديان» أن اسم رياض حجاب، رئيس الوزراء السابق الذي انشق عن النظام السوري، موجود على قائمة المرشحين لدخول الهيئة القيادية الجديدة للمعارضة السورية التي من المقرر أن يتم الإعلان عن تشكيلها الأسبوع المقبل. ونقلت الـ«غارديان» عن مصادر في المعارضة السورية أن الهيئة القيادية الجديدة التي سيطلق عليها اسم «مجلس المبادرة الوطنية»، ستتكون من 51 عضوا.
وكانت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية قد ذكرت أن المجلس الوطني السوري سيحصل على 15 مقعدا فقط في الهيئة الجديدة. وقال مصدر في المعارضة السورية للـ«غارديان» إن «تشكيل المجلس الجديد يأتي بوصفه محاولة واضحة لإزاحة المجلس الوطني».
الصين تقدم مبادرة من 4 نقاط لوقف العنف على مراحل في سوريا
دون ضمانات للالتزام بتنفيذها
واشنطن: هبة القدسي
وجدت مقترحات الصين لوقف العنف في سوريا ترحيبا تشوبه الشكوك في داخل الدوائر الدبلوماسية الأممية، وقال دبلوماسي غربي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «مجلس الأمن والأمم المتحدة يرحبان بأي مبادرة تهدف إلى وقف سفك الدماء في سوريا، والمهم هو القدرة على تنفيذها»، وأضاف أن «ما يحدث في سوريا أمر لا يجب السكوت عليه».. لكن الدبلوماسي الغربي – الذي رفض نشر اسمه – تشكك بشكل كبير في استجابة الحكومة السورية لتلك المقترحات، وقال إن المبادرة الصينية لا تقدم أي تدابير أو ضمانات تضمن قيام الحكومة السورية بالامتثال والاستجابة لوقف إطلاق النار في منطقة تلو الأخرى.
وكانت الصين قد تقدمت بمبادرة جديدة لوقف العنف في سوريا تتضمن أربع نقاط لوقف إطلاق النار في منطقة تلو أخرى ومرحلة تلو أخرى. ونصت المقترحات، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، على أن «تبذل كل الأطراف المعنية في سوريا كل الجهد لوقف القتل والعنف والتعاون الفعال مع جهود الوساطة التي يقوم بها الإبراهيمي، وأن تتخذ الأطراف المعنية خطوات فعالة لوقف إطلاق النار على سبيل المثال منطقة منطقة أو مرحلة مرحلة، وتوسيع مجالات وقف إطلاق النار وتحقيق فض الاشتباك، بما يؤدي في النهاية إلى وضع حد لجميع النزاعات المسلحة والعنف».
وتنص النقطة الثانية على أن «تقوم الأطراف المعنية في سوريا بتسمية ممثلين على وجه السرعة حتى يتسنى – بمساعدة الإبراهيمي والمجتمع الدولي – وضع خارطة طريق من خلال المشاورات لتحقيق التحول السياسي، وإنشاء هيئة حكم انتقالي حتى يمكن إنهاء الأزمة السورية في وقت مبكر. ولضمان انتقال آمن ومستقر وهادئ يجب الحفاظ على استمرارية وفعالية المؤسسات الحكومية في سوريا».
وتشير النقطة الثالثة إلى «ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي بسرعة وتعاون كامل مع جهود الوساطة التي يقوم بها الإبراهيمي، وإحراز تقدم حقيقي في تنفيذ البيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل في جنيف من أجل سوريا، وتنفيذ خطة السيد كوفي أنان المكونة من ست نقاط، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وتثمين الجهود الإيجابية التي تقوم بها جامعة الدول العربية ودول المنطقة بحثا عن تسوية سياسية». وطالبت النقطة الرابعة في المقترحات الصينية بأن «تقوم الأطراف المعنية باتخاذ خطوات ملموسة لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا»، وطالبت المجتمع الدولي بزيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وضمان «إعادة توطين اللاجئين خارج الحدود السورية، وتقديم المساعدات للمحتاجين داخلها».
ونصت الصين في مقترحاتها على أنه «يجب على الحكومة السورية ومختلف الأطراف تقديم التعاون الكامل مع عمل الأمم المتحدة والمؤسسات ذات الصلة والمنظمات المحايدة لتقديم المساعدة الإنسانية في جميع المناطق المتضررة من النزاع، وضمان سلامة موظفي تلك المنظمات». وطالبت الفقرة الأخيرة من المقترح بضرورة «عدم تسييس القضايا الإنسانية، وعدم عسكرة المساعدات الإنسانية».
وناقشت الصين مع الإبراهيمي تلك المقترحات عقب انهيار اقتراح بتطبيق وقف إطلاق النار في عيد الأضحى. وقال وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي خلال لقائه مع الإبراهيمي الأربعاء، إن «الاقتراح الصيني الجديد يهدف إلى بناء توافق دولي ودعم جهود الوساطة التي يبذلها الإبراهيمي، ودفع الأطراف المعنية في سوريا قدما نحو تنفيذ وقف إطلاق النار وإنهاء العنف وإطلاق عملية انتقال سياسي يقودها الشعب السوري». وأضاف تشي أن «المزيد من الدول أصبح يدرك أن الخيار العسكري لا يقدم مخرجا، وأن التوصل إلى تسوية سياسية أصبح تطلعا مشتركا متزايدا». وقد حث الإبراهيمي الصين على بذل المزيد للمساعدة في معالجة الأزمة بعد فشل المحادثات بين المسؤولين الفرنسيين والروس في باريس.
وتأتي مقترحات الصين لحل الأزمة السورية ووقف العنف بعد قيامها بالتصويت بـ«الفيتو» ثلاث مرات ضد قرارات في مجلس الأمن تدين حكومة الرئيس بشار الأسد، ومنعت الصين إلى جوار روسيا أي محاولات لتدخل خارجي وضغوط لدفع الأسد للتنحي عن السلطة. وبسبب مواقفها المساندة للحكومة السورية تعرضت الصين لانتقادات من الدول الغربية والعربية لفشلها في اتخاذ موقف أقوى حيال العنف في سوريا. ومع زيادة أعداد القتلى واللاجئين إلى خارج سوريا وتأزم الموقف السوري، بدأت الصين تحاول الظهور بأنها لا تميل لطرف دون آخر في الأزمة، وأنها تحث الحكومة السورية على إجراء مفاوضات مع المعارضة والاستجابة لمطالب التغيير السياسي.
تشابك خيوط الأزمة السورية في انتظار «الانتخابات الأميركية» و«مؤتمر الدوحة»
مراقبون: ما يحدث من جولات ومبادرات من قبيل «ملء الوقت».. والصدامات «البينية» للمعارضة مؤشر خطر
لندن: أحمد الغمراوي
تزداد الأوضاع السورية تأزما يوما بعد يوم.. وسط تصعيد متبادل للعنف، حيث كثف النظام غاراته الجوية على مختلف المناطق بصورة غير مسبوقة، وبخاصة بعد فشل مقترح المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في تنفيذ هدنة الأضحى، حيث ازدادت التفجيرات والاغتيالات في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ. إلى جانب ظهور ملمح سلبي «جديد» في المعارضة المسلحة، يتمثل في الاقتتال «البيني» للمعارضة المسلحة.
يأتي ذلك التصعيد الداخلي بالتزامن مع تعنت مطرد في الموقف الروسي المساند لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما تمثل بوضوح في تصريحات وزير الدفاع الروسي الأخيرة التي قال فيها صراحة إن «الأسد لن يرحل»، وإن «رحيله يعد بمثابة انتحار».. بينما تزداد هوة الفجوة بين الغرب وأبرز قواعد المعارضة السورية، وهو ما ظهر في تأكيد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على أن دور المجلس الوطني السوري كـ«زعيم» للمعارضة قد انتهى، مشددة على أنه ينبغي إحضار من هم في صفوف القتال الأمامية إلى الواجهة. ويقول أحد الدبلوماسيين لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم ذكر اسمه: «رغم جولات الإبراهيمي المكوكية على العواصم ذات الصلة، وبينها موسكو وبكين وطهران وبغداد وأنقرة وعمان وبيروت والقاهرة، إضافة إلى زيارته لدمشق، لكن مجهوداته لم تفرز أي نتائج ملموسة حتى الآن، بخلاف التأييد الدولي لمساعيه، في غياب خطط وآليات واضحة.. ورغم تعدد (المبادرات) الدولية لحل الأزمة، ومنها المصرية والإيرانية والتركية وأخيرا الصينية، لكن تلك المبادرات لم يتم التعامل بأي منها وظلت أفكارا غير واضحة المعالم». وبسؤاله عن سر عدم وضوح أي من تلك الرؤى، يقول الدبلوماسي إن «العالم للأسف غير جاد في حل القضية.. ولا تريد القوى العالمية (التورط) في صراعات في ما بينها بسبب الأزمة السورية، بأكثر من الصراعات الكلامية».
من جانبه، يرى الدبلوماسي السوري المنشق داني البعاج، أن ما يحدث حاليا إنما هو من قبيل «ملء الوقت» إلى حين انتهاء الانتخابات الأميركية من جهة، وتقييم نتائج مؤتمر المعارضة القادم بالدوحة من جهة أخرى.. ويدعم البعاج قوله بأن «المبادرات الكثيرة نتجت عن الفشل.. وهناك مثل سوري دارج يقول إن (كثرة الطباخين تحرق الطبخ)، والنظام – عبر نجاحه في تشتيت أبعاد الأزمة – سمح بأن يكون هناك عدد كبير من الطباخين، والنزاع بين هؤلاء هو ما يفشل أي تقدم». ويتابع البعاج، مندوب سوريا السابق لدى مجلس حقوق الإنسان، أنه «من الواضح – كما ظهر بالمناظرات الرئاسية الأميركية – أن أي إدارة قادمة ستكون ملتزمة بدعم المعارضة السورية، وإن اختلف شكل ذلك الالتزام. ولذلك فإن تصريحات كلينتون تعني أن واشنطن تريد دعم المعارضة بشكل أوسع وتريد تسريع توحدها، وفي انتظار نتائج مؤتمر الدوحة الذي سيكون – ربما – فرصة أخيرة للمجلس الوطني السوري، الذي فشل للأسف في تقديم أي شيء للشعب السوري في عام ونصف العام، ولم يعد يستطيع أن يدعي (شرعية تمثيل الشارع السوري). وقد يبرر ذلك التعنت الروسي مؤخرا، والذي يبدو كخطوة استباقية للتأهب لمواجهة مرحلة ما بعد اجتماع الدوحة والانتخابات الأميركية، أي أن جميع اللاعبين يجهزون أوراقهم على الطاولة قبل اللحظة الحاسمة». من جهة أخرى، يرى مراقبون أن بوادر الصدام بين أطراف المعارضة المسلحة، التي ظهرت مؤخرا في مخيم اليرموك بدمشق وفي مدينة عفرين بمحافظة حلب، إنما هي نتيجة لعدة أسباب، أولها طول أمد الأزمة السورية من جهة، وثانيا نجاح النظام في «وضع الدسائس بين معارضيه»، وثالثا عدم توافق المعارضة – سواء على المستوى السياسي أو العسكري – في تكوين «جسم صلب» ينجح في إدارة المعركة ضد نظام الأسد، وكذلك تخطي الخلافات البينية الطارئة.
ويشير هؤلاء إلى أن التصعيد الأخير في مستوى العنف على جميع المناطق السورية أسفر عن خفض مستوى التنسيق بين أجنحة المعارضة، وكذلك رفع من حدة التوتر لديهم في خضم القتال الشرس إلى الدرجة التي قد تدفعهم للتصادم أو التشاحن لأقل الأسباب.. وهو مؤشر لا يعد خطيرا في الوقت الحالي – نظرا لندرة هذه الصدامات – ولكنه قد يصبح كذلك على المستوى البعيد، وهو ما يعتقدون أنه قد يكون دافعا لأطياف المعارضة للتوحد في أقرب فرصة، لتجنب مصير قد يسفر عن «تشتت الثورة».
موسكو: الأسد يدرك أن رحيله بمثابة انتحار والنظام السوري قادر على مواصلة الحرب
تكشف عن وجود مقاتلين صينيين في سوريا تم تدريبهم على يد «القاعدة»
موسكو: سامي عمارة
أكدت موسكو الرسمية قدرة القوات الحكومية السورية على مواصلة القتال ضد فصائل المعارضة، وأن الرئيس بشار الأسد لن يرحل من تلقاء نفسه. وقال أناتولي سيرديوكوف، وزير الدفاع الروسي الذي ظهر اسمه مؤخرا «كشاهد» ضمن عدد من قضايا الفساد الذي تورط فيه كثيرون من ممثلي مؤسسته العسكرية، إنه من المبالغ فيه القول إن «الجيش السوري انحط ولم يعد بوسعه مواصلة الحرب».
وأعاد وزير الدفاع الروسي، الذي جاء إلى منصبه من مؤسسات تجارة الأثاث في لينينغراد ثم سان بطرسبرغ، إلى الأذهان ما قال إن المحللين طالما رددوه منذ قرابة نصف العام، حول أن القوات الحكومية السورية لم يعد بمقدورها مواجهة فصائل المعارضة المسلحة.. ليخلص إلى استنتاج مفاده أن التطورات اللاحقة أثبتت أنهم على غير حق.
غير أن الوزير الروسي سرعان ما اعترف بأن النزاع الدائر في سوريا اليوم لن يسفر عن أي خير للبلاد، مؤكدا أن «الرئيس بشار الأسد لن يرحل بنفسه، لأنه يدرك أن رحيله يعنى الانتحار.. الأمر الذي يفرض عليه الصمود حتى النهاية».
أما عن احتمالات مشاركة روسيا في إرسال قوات حفظ السلام إلى سوريا، فقال وزير الدفاع في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «ريا نوفوستي» إن «هذه المسألة تعود إلى الرئيس فلاديمير بوتين»، وإنها «لم تطرح بعد، ولا أحد يطرحها الآن».
وفي سياق ذي صلة نشرت صحيفة «النجم الأحمر»، لسان حال وزارة الدفاع الروسية، أخبارا سبق أن تناقلتها وسائل الإعلام الصينية، حول أن عددا من المسلمين الصينيين ينتمون إلى قومية «الأويغور» التحقوا بالمجموعات التابعة لتنظيم القاعدة، التي يقولون إنها تقاتل إلى جانب فصائل المعارضة المسلحة في سوريا.
وقالت الصحيفة الروسية إن هؤلاء المقاتلين الصينيين ينتمون إلى تنظيم «الحركة الإسلامية في تركستان الشرقية»، التي تتزعم الحركة الانفصالية في مقاطعة شينغ يانغ ذات الحكم الذاتي، والتي تعتبرها السلطات الصينية الرسمية «تنظيما إرهابيا».
واستطردت الصحيفة لتقول إن هذه المنظمة الصينية تتولى تجنيد هؤلاء المقاتلين وإرسالهم إلى سوريا، بينما نقلت عن أجهزة مكافحة الإرهاب في الصين تأكيدها على أن هذه المنظمة الإرهابية تعتمد في تمويل نشاطاتها على تهريب المخدرات والتجارة غير الشرعية في بيع وتهريب الأسلحة وخطف البشر، ويمارسون تدريباتهم في معسكرات تنظيم القاعدة في أرجاء متفرقة من العالم.
بن حلي: الأزمة السورية دخلت «نفقا مظلما» وموقف الجامعة سيتحدد عقب اجتماعات الشهر الحالي
قال إن الحل الدبلوماسي هو الخيار الوحيد لأن البديل سيكون «خرابا»
القاهرة: سوسن أبو حسين
قال السفير أحمد بن حلي، نائب أمين عام جامعة الدول العربية، إن الأزمة السورية دخلت في «نفق مظلم»، معربا عن اعتقاده أنه لا يوجد أمام الجامعة العربية سوى «الحلول الدبلوماسية» للتعامل مع الوضع الذي وصفه بـ«غير المقبول»، مشير إلى أن البديل «سيكون خرابا وانهيارا للدولة السورية» التي اندلعت فيها انتفاضة مسلحة ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ نحو 20 شهرا.
وتابع بن حلي خلال مؤتمر صحافي أمس، قائلا: «إن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي – العربي المشترك بلور، بعد المباحثات التي أجراها في موسكو والصين، مجموعة من الأفكار، سيتم عرضها بمشاركته في اجتماعات وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي».
وأوضح بن حلي أن الوضع السوري سيكون مطروحا أيضا على جدول أعمال وزراء الخارجية العرب والأوروبيين يوم 13 نوفمبر بمقر الجامعة العربية، في إطار المسعى العربي – الأوروبي للخروج مما سماه «النفق المظلم»، وإيجاد مخرج لحل الأزمة السورية.
وأعرب بن حلي عن بالغ الأسف والمرارة لعدم الالتزام بما تقرر، وقال: «في يوم عيد، بدلا من أن يحتفل الأطفال ويتمتعوا بالعيد، كانت تسقط عليهم الصواريخ والقنابل»، مؤكدا استمرار الجهود والتحركات الدبلوماسية التي تجريها الجامعة العربية للتعامل مع الوضع في سوريا، حيث تقرر أن يكون البند الأول على جدول الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب بحث الخطوات المقبلة للتعاون مع الوضع غير المقبول في سوريا.
وقال بن حلي إن الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، سيجري الأحد المقبل مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بمقر الجامعة بالقاهرة، في إطار الجهود الدبلوماسية المبذولة لوقف إراقة الدم في سوريا.
وتابع الأمين العام للجامعة: «سيبحث مع لافروف الرؤية الروسية للتعامل مع الوضع الحالي في سوريا، والاطلاع عن قرب على نوايا روسيا، وما مبادرتها بشأن سوريا، وبعد ذلك سيتم إعلان الموقف العربي منها».
وحول موقف الجامعة العربية من المبادرة الصينية التي قدمها وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي بعد زيارة الإبراهيمي، قال بن حلي: «إن موقف الجامعة سوف يتحدد بعد كل الاجتماعات والمشاورات التي ستجرى على مدار الشهر الحالي في الجامعة العربية لبلورة موقف جماعي عربي ودولي داعم للحل في سوريا».
قوات الأسد تواصل قتل المدنيين جواً وبراً ومصرع 28 جندياً من النظام في هجمات للمعارضة
قتل 28 جندياً سورياً نظامياً على الأقل على أيدي مقاتلين معارضين هاجموا حواجز عسكرية في شمال سوريا، في حين شن الطيران الحربي غارات جديدة على مناطق عدة لا سيما في ريف دمشق. وفي غضون ذلك، حمل رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا المجتمع الدولي مسؤولية تزايد التطرف في سوريا جراء محدودية دعم المعارضة السورية، وذلك رداً على تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حذرت فيها من تحويل المتطرفين “مسار الثورة”.
فقد قتل 28 جندياً نظامياً على الأقل أمس بعضهم تعرض للتصفية، لدى مهاجمة مقاتلين معارضين ثلاثة حواجز للقوات النظامية في محافظة دير الزور (شمال غرب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن هذه الهجمات التي قتل فيها أيضاً خمسة مقاتلين معارضين، استهدفت حاجزي ايكاردا على طريق حلب سراقب، وحاجز حميشو على طريق سراقب اريحا. وتقع هذه الحواجز في شمال وغرب مدينة سراقب الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، والتي تتواجد فيها خمس كتائب مقاتلة، بحسب ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي.
وبث ناشطون شريطاً مصوراً على موقع “يوتيوب” الالكتروني، يظهر عدداً من المقاتلين المعارضين متحلقين حول نحو عشرة جنود نظاميين مستلقين على الأرض جنباً الى جنب بعد أسرهم على حاجز حميشو.
ويسمع مصور الشريط يقول “هؤلاء هم كلاب (الرئيس السوري بشار) الأسد”، قبل أن يسأل مقاتل معارض جندياً أسيراً “ألا تعرف أننا من أهل هذا البلد؟”، ليرد عليه الجندي “والله العظيم ما ضربت (لم أطلق النار)”. وبعدما وجه المقاتلون المعارضون ركلات الى الجنود المرميين أرضاً، يسمع صوت إطلاق نار كثيف وعدد من صيحات التكبير مع انتقال المصور الى مكان آخر. أظهر شريط ثانٍ جثث الجنود النظاميين في المكان نفسه، في حين بدا أحد المقاتلين المعارضين وهو يرفع شارة النصر.
وأشار المرصد أيضاً الى أن ثلاثة ضباط بينهم عقيد قتلوا “إثر اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا حاجز المعصرة بمحيط بلدة محمبل” في محافظة إدلب.
في غضون ذلك، شنت الطائرات الحربية المقاتلة التي كثف النظام استخدامها في الأيام الأخيرة، غارات جديدة على مناطق في ريف العاصمة السورية، استهدفت أربع منها ضاحية الشيفونية في محيط مدينة دوما، إضافة الى محيط مدينة حرستا وبلدتي كفربطنا وعربين للقصف.
ونقل المرصد عن ناشطين في هذه المناطق أن غالبية سكان الغوطة الشرقية التي تقع فيها المناطق المذكورة، نزحوا عنها. وتشهد مناطق ريف العاصمة السورية تشديداً في الحملات العسكرية للقوات النظامية في الفترة الأخيرة، في محاولة منها لاستعادة مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.
وقصفت طائرات مروحية صباح أمس الحجر الأسود في جنوب العاصمة السورية، بحسب المرصد.
وفي محافظة إدلب، قتل أربعة أشخاص في قصف بالطيران الحربي على قرية معرشمشة، بحسب المرصد الذي أشار الى أن الطيران استهدف أيضاً قريتي الصرمان وأبو مكة “اللتين نزح إليهما الكثير من سكان القرى المحيطة بمعسكر وادي الضيف”.
ولا يزال محيط هذا المعسكر المحاصر والقريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، يشهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين الذين سيطروا على المدينة في التاسع من تشرين الأول، ما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية.
وفي دير الزور (شرق)، أفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن “مجموعة إرهابية مسلحة” فجرت أنبوباً لنقل النفط في منطقة التيم، ما أدى الى اندلاع حريق. واستهدفت حوادث تفجير عدة بنى تحتية في سوريا، ومنها أنابيب للنفط في دير الزور ومحافظة حمص (وسط) ومدينة بانياس الساحلية.
وحصدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة أمس 86 قتيلاً على الأقل، بحسب المرصد الذي أحصى سقوط أكثر من 36 ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس الأسد منتصف آذار 2011.
ويعتمد المرصد، ومقره بريطانيا، على شبكة من ناشطي حقوق الإنسان في كافة أنحاء سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. ويؤكد أن حصيلة القتلى والجرحى التي يوفرها تشمل المدنيين والعسكريين ومقاتلي المعارضة.
سيدا
ومع تكرار الحديث عن تنامي دور متطرفين إسلاميين في القتال ضد القوات النظامية في سوريا، حمل رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أمس المجتمع الدولي مسؤولية “تزايد التطرف في سوريا” نظراً “الى عدم دعم الشعب السوري” في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال سيدا في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن “المجتمع الدولي هو المسؤول عن تزايد التطرف في سوريا لعدم دعمه للشعب السوري”. وأضاف أنه “في المناطق المحررة من أيدي النظام هناك حالة فوضى وإحباط لأن النظام ما زال يقتل بشكل جنوني ويستخدم كافة أنواع الأسلحة من طيران وقنابل عنقودية”.
وقال “في مثل هذه الحالة من الطبيعي أن يتواجد التطرف من بعض العناصر”.
وتأتي تصريحات سيدا رداً على ما أعلنته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أنها تنتظر من المعارضة السورية أن تتوسع الى ما هو أبعد من المجلس الوطني السوري وأن “تقاوم بشكل أقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة” في سوريا.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في زغرب “هناك معلومات مثيرة للقلق عن متطرفين يتوجهون الى سوريا ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي، بما يحقق مصالحهم”.
ورأى سيدا أن “المجتمع الدولي يجب أن يوجه لنفسه النقد ويسأل نفسه ماذا قدم للشعب السوري وكيف ساعد السوريين ليوقفوا القتل بشكل جنوني”. أضاف “حذرنا دائماً المجتمع الدولي من أن التطرف قد يتزايد في حال استمر القتل”.
رغم ذلك أكد سيدا أن “الثورة باقية على مسارها، ولا زالت تدور حول الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للشعب السوري”. وإذ اعتبر أن “زيادة التطرف هو بسبب عدم فاعلية المجتمع الدولي، وليست سبباً له”، قال إنه “رغم سعينا لضمان ألا يحظى التطرف الإسلامي بتأثير، إلا أن نقص الدعم المادي للمجلس الوطني السوري من قبل المجتمع الدولي يجعل إمكاناتنا محدودة أكثر مما نرغب”.
وأكد سيدا أن “ثمة حالاً طبيعية من الفوضى والعجز بسبب استمرار الهجمات من قبل النظام” على المناطق التي خرجت من سيطرته “وفي جو هكذا، من الطبيعي أن ينمو التطرف”، معتبراً أن سوريا “مجتمع متنوع، لذا في نهاية المطاف لن يتمكن مشروع إسلامي متطرف من التجذر في البلاد”.
ويشكل العرب نحو 90 في المئة من سكان سوريا، بينما تتوزع النسبة الباقية بين الأكراد والتركمان والشركس. كما يشكل المسلمون السنة نحو 80 في المئة من السكان، الى نحو 10 في المئة من العلويين وخمسة في المئة من المسيحيين واثنين في المئة من الدروز.
وتعليقاً على قول كلينتون إنه “لم يعد من الممكن النظر الى المجلس الوطني السوري على أنه الزعامة المرئية للمعارضة يمكن أن يكون جزءاً من المعارضة التي يجب أن تضم أشخاصاً من الداخل السوري وغيرهم”، أكد سيدا الاستعداد للعمل مع كل أطياف المعارضة السورية.
أضاف “نحن منفتحون على العمل مع أي مجموعة وطنية هدفها الأساسي هو إسقاط النظام المجرم”، مشيراً الى أن المجلس “في حالة توسع”، ومن هنا يأتي الاجتماع الذي سيعقده في الرابع من تشرين الثاني في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال سيدا إن المجلس يمثل حالياً “كل أطياف المجتمع السوري المتنوع، ومنها الإسلامية والليبرالية والعلمانية”، مشيراً الى أن “مجموعات كردية، إضافة الى مجموعات مدنية وعسكرية أخرى” ستشارك في اجتماع الدوحة.
وفي ما يتعلق بالشائعات عن ترشيح المعارض السوري رياض سيف لرئاسة حكومة انتقالية في المنفى، قال سيدا “أعتقد أنه علينا انتظار انعقاد الاجتماع للتقرير إذا كان (سيف) المرشح الأمثل للفترة الانتقالية. ترشيح أسماء من دون التشاور مع الفاعلين (على الأرض) سيكون بمثابة تخطٍ للمراحل”.
وأكد أن الاجتماع المقرر “سيناقش كل الأولويات ومنها المرحلة الانتقالية والشخص المخول إدارتها. في كل حال هذا قرار يعود الى الشعب السوري”.
وكان المجلس ارجأ اجتماعه الذي كان مقرراً في تشرين الأول الى مطلع تشرين الثاني، لإقرار صيغة توسيع المجلس بعد ورود عدد كبير جداً من طلبات الانتساب.
وتشكل المجلس الوطني في تشرين الأول 2011 من ممثلين للإخوان المسلمين وتيارات ليبرالية وأخرى قومية، إضافة الى ممثلين لناشطين على الأرض في الداخل ولأحزاب كردية واشورية.
ويرأسه حالياً عبد الباسط سيدا الذي انتخب في حزيران لمدة ثلاثة أشهر، وتم التمديد له في مطلع أيلول.
وتأتي تصريحات كلينتون إثر التقاء مجموعات عدة للمعارضة السورية في تركيا للعمل على تشكيل حكومة في المنفى تكون قادرة على النطق باسم المعارضة والحصول على اعتراف دولي بها.
وبرزت في الفترة الأخيرة بشكل أكبر مشاركة مقاتلي “جبهة النصرة” التي أعلنت مسؤوليتها عن عدد من التفجيرات الدامية في مدن سورية عدة، الى جانب المقاتلين المعارضين خلال اشتباكات ضد الجيش النظامي.
وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية أنه لهذه الأسباب تريد الولايات المتحدة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية “مساعدة المعارضة على توحيد صفوفها في إطار استراتيجية فاعلة قادرة على التصدي لعنف النظام السوري والبدء بالإعداد لانتقال سياسي”.
سيرديوكوف
في غضون ذلك، أعرب وزير الدفاع الروسي، أناتولي سيرديوكوف، أمس عن اعتقاده بأن الجيش السوري قادر تماماً على مواجهة المعارضة المسلحة، مشيراً إلى أن مسألة إرسال قوات روسية إلى سوريا بمهمة حفظ سلام ليست مطروحة للنقاش حالياً.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي” عن سيرديوكوف، قوله حول الأحاديث عن أن الجيش السوري لم يعد قادراً على القتال، إنه “قيل منذ عام إن الجيش السوري لا يستطيع أن يجابه الثوار ولكن هذا بعيد عن الحقيقة”.
ورأى سيرديوكوف أن الرئيس السوري بشار الأسد سيستمر في موقفه، رافضاً ترك منصبه كرئيس للجمهورية، إدراكاً منه أن هذا يعني الانتحار. ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا لو قرر مجلس الأمن الدولي ذلك، قال إن “هذه المسألة تعود إلى الرئيس (فلاديمير بوتين) ولم تُطرح بعد ولا تطرح الآن”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال للصحافيين في ختام اجتماعه مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الابراهيمي في موسكو، إن روسيا تؤيد عودة مراقبي الأمم المتحدة العسكريين إلى سوريا وزيادة عددهم.
وبالنسبة لفكرة إرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا، قال لافروف إن هذا يتطلب قراراً دولياً وموافقة الحكومة السورية.
زمام المبادرة
ورأى محللون ومقاتلون معارضون أن الزيادة غير المسبوقة في الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية السورية منذ بداية هذا الأسبوع، تشكل محاولة يائسة من النظام السوري لاستعادة زمام المبادرة بعد المكاسب التي حققها المقاتلون أخيراً.
واعتبر هؤلاء أن الغارات الجوية لا تستهدف ضرب مناطق يسيطر عليها المقاتلون بقدر ما تهدف الى إثارة الخوف والغضب لتأليب السكان المحليين ضد المقاتلين المعارضين الموجودين بينهم.
وقال تشارلز ليستر، المحلل في مركز “آي اتش أس جاينز للإرهاب والتمرد” ومقره لندن إن “المقاتلين المعارضين حققوا مكاسب مهمة في الأسابيع القليلة الماضية لا سيما في شمال سوريا، والنظام يرى في الأمر تهديداً جدياً”. أضاف أن “زيادة الغارات الجوية مدفوعة من هذه المكاسب العسكرية المهمة”.
وشهد الاثنين “أعنف الغارات” الجوية منذ بدء النظام استخدام سلاح الطيران الحربي في نهاية تموز، إذ تعرضت مناطق سورية عدة لأكثر من 60 غارة جوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت طائرة حربية مقاتلة قد شنت الثلاثاء غارة هي الأولى على أحد أحياء دمشق استهدفت حي جوبر، في يوم تبنت إحدى كتائب الجيش السوري الحر اغتيال أحد أعضاء هيئة أركان القوات الجوية السورية.
وأتت الغارات بعد فشل القوات النظامية في دفع المقاتلين المعارضين خارج مناطق سيطروا عليها في ريف العاصمة السورية، واكتسابهم مناطق جديدة في شمال غرب البلاد.
واعتبر المحللون أن سيطرة المقاتلين على معرة النعمان الواقعة على الطريق بين دمشق وحلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ ثلاثة أشهر، كانت مكسباً مهماً.
وقال رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي إن “لجوء النظام الى هذا الاستخدام المفرط للغارات الجوية، دليل على أنه يخسر المعركة”. أضاف في اتصال الى وكالة فرانس برس أن “الجيش (النظامي) لا يحظى بوجود عسكري على الأرض في المناطق التي يقصفها بالطيران الحربي، لذا يلجأ الى تدميرها من الجو”.
لكن هذه الغارات هي أبعد ما تكون عن استهدافات لمواقع محددة للمقاتلين المعارضين، بل قصف عشوائي على المناطق المدنية، وغالباً بأقسى أنواع المتفجرات، بحسب المحللين.
وأكد رياض قهوجي، رئيس مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري التي تتخذ من دبي مقراً لها، أن القذائف التي تستخدمها الطائرات الحربية السورية “غبية وليست ذكية، وعندما تستخدمها فذلك يعني أنك لا تحاول تحقيق أي تفوق تكتيكي”.
وفي الكثير من الأحيان تلقي هذه الطائرات ما يعرف بالبراميل المتفجرة التي تكون محشوة بالديناميت والوقود وقطع من الفولاذ، مما يتسبب بدمار واسع في المناطق المدنية، بحسب قهوجي.
وأشار المحللون الى أن الاستراتيجية خلف استخدام هذه البراميل هي قتل المدنيين وتدمير منازلهم وجعل حياتهم لا تطاق الى حد يدفعهم الى طرد المقاتلين المعارضين، أو على الأقل وقف مدهم بالمساعدة.
وقال قهوجي “يحاول (النظام) جعل السكان المدنيين غاضبين وخائفين الى درجة تجعل من المستحيل على المقاتلين المعارضين العثور على ملجأ آمن. الهدف الوحيد هو ترهيب السكان المدنيين على أمل أن ينقلبوا على المقاتلين المعارضين”.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن “الطيران الحربي شن غارات جوية على معرة النعمان يومياً منذ ثلاثة أسابيع، منذ أن سيطر مقاتلو الكتائب الثائرة عليها. سقط العديد من الضحايا، لكن القوات النظامية لم تتمكن من الدخول مجدداً الى المدينة”.
وفي الواقع، قد تكون استراتيجية النظام تؤدي الى عكس ما يبتغيه، وتستثير غضباً شعبياً، بحسب قهوجي الذي يقول “اللجوء الى القصف الاستراتيجي في حالات التمرد وضد مقاتلين معارضين لم يثبت نجاحه يوماً. كل ما تقوم به هو إثارة غضب الناس وجعلهم يطالبون بالدم في المقابل”.
(ا ف ب، رويترز، يو بي اي)
اجتماع لمعارضين سوريين بعمان..وحجاب أبرز المشاركين
يمهد لاجتماع الدوحة المنوي انعقاده من أجل العمل على تشكيل حكومة انتقالية
دبي – العربية
عقدت مجموعة من المعارضة السورية اجتماعاً في عمّان حضره نحو 15 معارضاً وناشطاً سياسياً سورياً، أبرزهم رئيس الوزراء السوري المنشق عن نظام بلاده رياض حجاب، والناشط السياسي رياض سيف، إضافة لعضو المجلس الوطني أحمد العاصي الجربة.
وجاء الاجتماع التشاوري تمهيداً لاجتماع الدوحة المنوي انعقاده خلال أيام للإعلان عن تشكيل مجلس وطني سوري يضم نحو 50 شخصية معارضة تتوزع على النحو التالي: 14 من معارضي الداخل السوري، و15 من المجلس الوطني الحالي، إضافة إلى 3 أعضاء من المجلس الكردي، و22 عضواً من القوى المتنوعة لتشرف على تشكيل الحكومة الانتقالية المقبلة كممثل شرعي للشعب السوري.
وأكد الناشط السياسي السوري كمال اللبواني، أن المجتمعين اتفقوا على أن لا حوار قبل إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال اللبواني إن المبادرة جاءت لتوحيد “المعارضة السورية”، مضيفاً أن المبادرة ليست أمريكية ولا وجود لأي مؤامرة على الدولة السورية.
وأشار اللبواني إلى أن مقر الحكومة الانتقالية سيكون في الأردن إن وافقت السلطات الأردنية، وفي حال تعذر ذلك ستكون في أي دولة عربية أخرى.
وأعلن اللبواني أن المجتمعين لم يتوافقوا على شخص رئيس الحكومة الانتقالية المقبلة. كما أكد صعوبة تلميع المجلس الوطني الحالي وإعادة هيكلته بعد أن أخفق في تحقيق المطلوب خلال سنة ونصف منذ تشكيله.
126 قتيلا بسوريا والنظام يكثف القصف
أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن 126 شخصا قتلوا أمس الخميس بنيران الجيش النظامي، معظمهم في دمشق وريفها وإدلب وحلب، وذلك في وقت تحدث فيه ناشطون في عدة مناطق من البلد عن قصف بالطائرات والمروحيات مع استخدام البراميل المتفجرة.
وقال ناشطون إن الطائرات قصفت قرية تل أبيض في الرقة. كما قال ناشطون إن الجيش النظامي قصف بالمروحيات أحياء في حمص، أما في دمشق فقد قصفت قوات النظام حييْ العسالي والحجر الأسود بالبراميل المتفجرة، كما شمل القصف مدنا وبلدات في ريف دمشق.
وبث ناشطون صورا للقصف على الرستن والحولة ودير بعلبة في حمص، كما أكدوا وقوع انفجار في حي الفراية بحماة، في حين تواصل القصف المدفعي على المزارع الواقعة شمال طيبة الإمام بريف حماة وسط إطلاق نار كثيف.
أما محافظة دير الزور فشهدت قصفا من طائرات الميغ والمروحيات على مدينتيْ البوكمال والميادين وحييْ الجبيلة والحويقة، كما اقتحم جيش النظام بلدة شيرقاق بريف اللاذقية، وقصف بالدبابات والمروحيات قرية المارونيات، ومنطقة مصيف سلمى، وقرى بجبليْ الأكراد والتركمان، كما شن حملة لإحراق المنازل بقرية المشيرفة، وفقا لشبكة شام الإعلامية.
وبثت الشبكة صورا لتجدد القصف على بلدتيْ داعل وأم المياذن في درعا، وقالت إن جيش النظام اقتحم بلدات الملزومة والوراد، وشن حملة دهم وحرق للمنازل.
وأضافت أن القصف تواصل على مدن وبلدات كفرنبل والنيرب والتح وحاس ومعرة النعمان ومحمبل ومعرشمشة ودير سنبل في ريف إدلب.
تصعيد الاشتباك
من جهة أخرى، تزداد حدة الاشتباكات على جبهتيْ إدلب وحلب شمالي البلاد، إذ تجدد القتال في منطقة جمعية الزهراء قرب مبنى المخابرات الجوية بين الجيش الحر وجيش النظام في حلب.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدات خان العسل وكفرناها وسط قصف عنيف من الدبابات والطيران الحربي على المنطقة، بالتزامن مع معارك وقصف مدفعي مماثل على مدينة الأتارب.
ومن جهة أخرى، شهد الطريق السريع الذي يربط بين العاصمة دمشق ومدينة حلب المركز التجاري في سوريا قتالا عنيفا منذ أن قطع المعارضون الطريق الشهر الماضي.
وقالت جماعة معنية بمراقبة الوضع في سوريا -حسب ما نقلته رويترز- إن مقاتلين معارضين للحكومة قتلوا 28 جنديا أمس الخميس في هجمات على ثلاث نقاط تفتيش حول بلدة سراقب التي تقع على الطريق السريع الرئيسي بين شمال وجنوب البلاد.
وفي حديث للجزيرة، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد صفوت الزيات إن الثوار يتقدمون مع دخولهم اليوم الخامس بعد المائة في معركة حلب، فمع اتجاههم إلى دوار الليرمون الذي سيفتح لهم الطريق إلى إعزاز المحاذية لحدود تركيا، فإننا أمام انقلاب كبير في موازين القوى.
وأضاف أن الجيش الحر يقود اليوم معارك ضارية حول الفوج السادس وحول معسكر وادي الضيف وحول حاجز المعصرة في محمبل بريف إدلب، مؤكدا استمرار إستراتيجية محاصرة الحواجز والثكنات التابعة لقوات النظام لإنهاكها واستنزافها.
وفي المقابل، يزيد النظام استخدامه للقنابل العنقودية التي تسقطها طائراته الحربية حول مواقع الاشتباك، ورأى العميد الزيات أن هذه السياسة لا تهدف للقتل فقط بل لإنشاء مواقع مزروعة بالألغام تمنع انتشار الثوار.
وفي دمشق، التي تشهد تصعيدا وقصفا متواصلا في بعض الأحياء، واصل الجيش الحر تصديه لهجمات قوات النظام بمنطقة السيدة زينب التي شهدت أمس انفجارا أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، حسب ناشطين سوريين.
تزامنا مع رفض روسي لتنحي الأسد
الصين تقترح وقفا مرحليا للعنف بسوريا
قدمت الصين اليوم الخميس مبادرة جديدة لحل الأزمة السورية تتضمن وقفا لإطلاق النار في منطقة تلو الأخرى وعلى مراحل مع تشكيل جهاز حكومي انتقالي، في حين قال وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديكوف إن الرئيس السوري بشار الأسد لن يتخلى عن السلطة لأن ذلك قد يكون “انتحارا”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي إن المقترحات التي قدمتها بكين تدعو إلى وقف إطلاق النار في منطقة تلو الأخرى وعلى مراحل، إضافة إلى تشكيل جهاز حكومي انتقالي بناء على أحدث تطورات الموقف وخطة المبعوث السابق كوفي أنان المؤلفة من ست نقاط والقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن، وبيان جنيف لوزراء خارجية مجموعة العمل حول سوريا.
ويتضمن المقترح الصيني أربع نقاط، تدعو النقطة الأولى الأطراف المعنية في سوريا لبذل كل جهد لوقف القتال وأعمال العنف والتعاون بنشاط مع جهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي.
تقتضي الثانية تعيين محاورين مفوضين في أسرع وقت للتعاون مع الإبراهيمى والمجتمع الدولي على وضع خريطة طريق للانتقال السياسي وإقامة جهاز حكم انتقالي بقاعدة عريضة، مع ضمان انتقال آمن ومستقر وهادئ والمحافظة على استمرارية وفعالية مؤسسات الحكومة.
وتدعو الصين في النقطة الثالثة المجتمع الدولي إلى التعاون الكامل مع الإبراهيمى لتحقيق تقدم حقيقي في تنفيذ بيان اجتماع وزراء خارجية جنيف لمجموعة العمل الخاصة بسوريا وخطة أنان وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مع تقدير جهود الجامعة العربية ودول المنطقة.
ويأتي في النقطة الرابعة والأخيرة اقتراح بضرورة اتخاذ الأطراف المعنية خطوات ملموسة لتخفيف الأزمة الإنسانية وزيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري وضمان إعادة توطين ملائم للاجئين.
الموقف الروسي
من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن وزير الدفاع الروسي نفيه ما يقال بشأن عجز الجيش السوري النظامي عن القتال، وأوضح أنه قيل منذ عام إن الجيش السوري لا يستطيع أن يجابه الثوار “ولكن هذا بعيد عن الحقيقة”.
ورأى سيرديكوف أن الأسد سيستمر في موقفه رافضاً ترك منصبه رئيسا لسوريا إدراكاً منه بأن هذا يعني الانتحار.
ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا لو قرر مجلس الأمن الدولي ذلك، قال إن هذه المسألة تعود إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإنها لم تطرح بعد.
وفي وقت سابق، دافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استخدام النظام السوري القوة ضد الثوار، قائلا إن هناك حربا أهلية يشارك فيها من وصفهم بالمرتزقة الذين يقومون باعتداءات إرهابية واستفزازات، وإن من حق الحكومة الرد عليها.
ويأتي الموقفان الروسي والصيني بعد زيارة قام بها الإبراهيمي لموسكو وبكين حيث وصل صباح اليوم إلى القاهرة عائدا من بكين، وسيلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربي نبيل العربي وعددا من المسؤولين المصريين لبحث نتائج زيارته.
يذكر أن الاتفاق الذي عقد بجنيف نهاية يونيو/حزيران الماضي خلال اجتماع لمجموعة العمل التي تضم الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن ينص على إنشاء هيئة حكومية انتقالية تمثل فيها المعارضة والنظام، غير أن أعضاء المجموعة يختلفون على تفسير النص، ففي حين يستبعد الغربيون مشاركة الأسد، تؤكد روسيا والصين أن السوريين هم أصحاب القرار في تحديد مستقبلهم.
مدافع بسيطة تتصدى للطائرات السورية
أسقطت الدفاعات الأرضية التابعة لكتيبة “المرابطون” -وهي إحدى كتائب المجلس العسكري- مساء اليوم طائرة حربية من نوع “لام 39” على أتوستراد حلب/الرقة، بواسطة مدفع رشاش ثقيل من عيار 23 بالقرب من جب غبشة، وفق ما أفاد به قائد الكتيبة أبو عمار للجزيرة نت.
يأتي ذلك في وقت يبقى فيه الطيران الحربي عنصرا أساسيا في المعارك بسوريا، ويظل فيه التفوق الكبير في التسليح -وخاصة الطيران التابع للقوات النظامية- يشكل قلقا مستمرا للثوار الذين يقاتلون على عدة جبهات دون غطاء جوي، ويواجهون الطيران المعادي بمدافع رشاشة متوسطة وثقيلة تتوزع على مواقع مختلفة، في محاولات يائسة للتصدي للهجمات المتواصلة بواسطة الطيران الحربي والمروحي، أو على الأقل منع الطيار من الانخفاض.
ويستخدم الثوار مدافع رشاشة من عيار 14 ونصف وعيار 23 للتصدي للطائرات المعادية، في ظل غياب كامل لأنظمة الدفاع الجوي والرادارات، مما يجعل تدخل الطيران المروحي والحربي المعادي ممكنا وقويا في أي وقت.
وكانت الجزيرة نت مساء اليوم في كرم الجبل، وقد رافقت عناصر الدفاعات الأرضية التي أطلقت النار على الطائرات خلال تدخل الطيران في المعارك العنيفة الدائرة الآن في كرم الجبل.
ويقول ثائر من لواء عمرو بن العاص للجزيرة نت إن عناصر الكتيبة على أتم الجاهزية القتالية، وعلى استعداد دائم للتصدي لأي تدخل من الطيران في المعارك، مع علمه بأن دفاعات الثوار الأرضية بسيطة جدا أمام قوة الطيران لدى القوات النظامية.
وأوضح ثائر أن الثوار يطلقون النار على الطائرة عندما تنخفض وتضرب وتكون قريبة من الأرض، حيث يغتنمون هذا التوقيت ويباشرون إطلاق النار.
استخدام الطيران
وقال منسق “مركز حلب الإعلامي” يوسف صديق للجزيرة نت إن النظام السوري بدأ مع انتهاء الهدنة -التي لم يلتزم بها إلا بشكل محدود- باستخدام الطيران الحربي على نطاق واسع، خاصة في مدينة حلب وريفها، فارتكب مجزرة مروعة في حي المعادي خامس أيام العيد.
وأوضح صديق أن النظام السوري حاول الدفع بتعزيزات كبيرة على أكثر من جبهة، أهمها “العرقوب سليمان الحلبي” وجبهة العامرية، دون أن يتمكن من تحقيق أي إنجاز على الأرض ما عدا ارتفاع معدل الضحايا المدنيين، حيث استشهد أمس 47 مواطناً نتيجة قصف المدفعية والطيران الحربي.
وأشار صديق إلى أن الثوار طوروا مهاراتهم العسكرية للتصدي للطائرات باستخدام المضادات الأرضية، حيث تمكنت كتيبة “المرابطون” اليوم الخميس من إسقاط طائرة حربية قرب مطار كويرس العسكري على طريق حلب/الرقة شرق مدينة حلب.
وتجددت الاشتباكات بين الثوار والقوات النظامية في محيط مبنى المخابرات الجوية في جمعية الزهراء، حيث استمر الثوار في محاصرة المبنى لليوم الرابع، ولم يتوقف تدخل الطيران الحربي، فيما تعرض حي الليرمون -خاصة منطقة المعامل- للقصف المدفعي.
وتواصلت الاشتباكات في حي صلاح الدين مع هجمات للجيش الحر على مواقع للجيش النظامي في حي الحمدانية في الحي الرابع.
وشهدت جبهة كرم الجبل وسليمان الحلبي اشتباكات عنيفة، في حين قصفت القوات النظامية بالدبابات والمدفعية كرم الجبل.
وتعرض حي سليمان الحلبي وحي الصاخور وحي كرم الجزماتي وحي طريق الباب وقاضي عسكر وحي الميسر للقصف بالطائرات والمدفعية، مما سبب عشرات الإصابات في صفوف المدنيين.
مدافع بسيطة تتصدى للطائرات السورية
أسقطت الدفاعات الأرضية التابعة لكتيبة “المرابطون” -وهي إحدى كتائب المجلس العسكري- مساء اليوم طائرة حربية من نوع “لام 39” على أتوستراد حلب/الرقة، بواسطة مدفع رشاش ثقيل من عيار 23 بالقرب من جب غبشة، وفق ما أفاد به قائد الكتيبة أبو عمار للجزيرة نت.
يأتي ذلك في وقت يبقى فيه الطيران الحربي عنصرا أساسيا في المعارك بسوريا، ويظل فيه التفوق الكبير في التسليح -وخاصة الطيران التابع للقوات النظامية- يشكل قلقا مستمرا للثوار الذين يقاتلون على عدة جبهات دون غطاء جوي، ويواجهون الطيران المعادي بمدافع رشاشة متوسطة وثقيلة تتوزع على مواقع مختلفة، في محاولات يائسة للتصدي للهجمات المتواصلة بواسطة الطيران الحربي والمروحي، أو على الأقل منع الطيار من الانخفاض.
ويستخدم الثوار مدافع رشاشة من عيار 14 ونصف وعيار 23 للتصدي للطائرات المعادية، في ظل غياب كامل لأنظمة الدفاع الجوي والرادارات، مما يجعل تدخل الطيران المروحي والحربي المعادي ممكنا وقويا في أي وقت.
وكانت الجزيرة نت مساء اليوم في كرم الجبل، وقد رافقت عناصر الدفاعات الأرضية التي أطلقت النار على الطائرات خلال تدخل الطيران في المعارك العنيفة الدائرة الآن في كرم الجبل.
ويقول ثائر من لواء عمرو بن العاص للجزيرة نت إن عناصر الكتيبة على أتم الجاهزية القتالية، وعلى استعداد دائم للتصدي لأي تدخل من الطيران في المعارك، مع علمه بأن دفاعات الثوار الأرضية بسيطة جدا أمام قوة الطيران لدى القوات النظامية.
وأوضح ثائر أن الثوار يطلقون النار على الطائرة عندما تنخفض وتضرب وتكون قريبة من الأرض، حيث يغتنمون هذا التوقيت ويباشرون إطلاق النار.
استخدام الطيران
وقال منسق “مركز حلب الإعلامي” يوسف صديق للجزيرة نت إن النظام السوري بدأ مع انتهاء الهدنة -التي لم يلتزم بها إلا بشكل محدود- باستخدام الطيران الحربي على نطاق واسع، خاصة في مدينة حلب وريفها، فارتكب مجزرة مروعة في حي المعادي خامس أيام العيد.
وأوضح صديق أن النظام السوري حاول الدفع بتعزيزات كبيرة على أكثر من جبهة، أهمها “العرقوب سليمان الحلبي” وجبهة العامرية، دون أن يتمكن من تحقيق أي إنجاز على الأرض ما عدا ارتفاع معدل الضحايا المدنيين، حيث استشهد أمس 47 مواطناً نتيجة قصف المدفعية والطيران الحربي.
وأشار صديق إلى أن الثوار طوروا مهاراتهم العسكرية للتصدي للطائرات باستخدام المضادات الأرضية، حيث تمكنت كتيبة “المرابطون” اليوم الخميس من إسقاط طائرة حربية قرب مطار كويرس العسكري على طريق حلب/الرقة شرق مدينة حلب.
وتجددت الاشتباكات بين الثوار والقوات النظامية في محيط مبنى المخابرات الجوية في جمعية الزهراء، حيث استمر الثوار في محاصرة المبنى لليوم الرابع، ولم يتوقف تدخل الطيران الحربي، فيما تعرض حي الليرمون -خاصة منطقة المعامل- للقصف المدفعي.
وتواصلت الاشتباكات في حي صلاح الدين مع هجمات للجيش الحر على مواقع للجيش النظامي في حي الحمدانية في الحي الرابع.
وشهدت جبهة كرم الجبل وسليمان الحلبي اشتباكات عنيفة، في حين قصفت القوات النظامية بالدبابات والمدفعية كرم الجبل.
وتعرض حي سليمان الحلبي وحي الصاخور وحي كرم الجزماتي وحي طريق الباب وقاضي عسكر وحي الميسر للقصف بالطائرات والمدفعية، مما سبب عشرات الإصابات في صفوف المدنيين.
تبادل مخطوفين بين قرى بريف حلب
مدين ديرية-ريف حلب
أعلن ممثل بلجنة المفاوضات في قضية المخطوفين بسوريا التوصل إلى اتفاق يتم بموجبه الإفراج عن جميع المخطوفين بين بلدة “نبل” والبلدات والقرى المجاورة، في حين رفض ممثلو مدينة الزهراء بريف حلب شروط المفاوضات.
وكشف ممثل لجنة المفاوضات عن قرية ماير الشيخ أحمد للجزيرة نت، أنه من المقرر إطلاق المخطوفين في بلدة “نبل” فقط بعد توقف المفاوضات مع ممثلي بلدة الزهراء.
ويحتجز الجيش الحر ستين مخطوفا من “نبل” و”الزهراء” الشيعيتين بريف حلب، بينما يحتجز مسلحو البلدتين خمسين مواطنا من بلدات وقرى إعزاز وتل رفعت وكفر نايا ودير جمال وتنب وماير وحيان والأتارب.
وذكرت مصادر لجنة المفاوضات للجزيرة نت أن التفاوض مع مدينة الزهراء سيستأنف بعد الانتهاء من ملف المخطوفين من بلدة نبل. وتسببت الاشتباكات التي بدأت قبل ثمانية أشهر بين المسلحين في البلدتين والبلدات المجاورة إلى مقتل العشرات.
وكانت الأحداث قد بدأت بعد إطلاق النار العشوائي من قبل المسلحين المدعومين من الجيش النظامي في نبل والزهراء على قرية “ماير” المجاورة، لتتوقف الاشتباكات بعد اتفاق مصالحة تم بموجبه توقف مسلحي قرية نبل عن نصب الحواجز على الطريق العام والامتناع عن خطف المدنيين والتعرض لهم.
وقال أبو النور قائد كتيبة “ضياء الإسلام” المكلفة بحراسة القرية للجزيرة نت إنه منذ اندلاع الثورة السورية آثرت قرية ماير أن تحتضن النازحين في الشمال السوري، وظلت كذلك أكثر من عام، ولكن مدينتي نبل والزهراء لم يرق لهما السلوك الإنساني الذي انتهجته تلك القرية.
دعم إيراني
وشرعت كل من نبل والزهراء في نصب الحواجز على الطريق الدولي بين حلب وإعزاز بغية خطف المدنيين الذين تطلبهم القوى الأمنية، وبذلك أصبحت هاتان المدينتان شريكتين للنظام في وأد الحراك الثوري في مهده. وجاء التهديد المباشر لقرية ماير بعدما أمطر طيران النظام البلدة بوابل من قذائف المدفعية الثقيلة، حسب أبو النور.
وأوضح أن الهجوم على القرية أجبر سكانها على النزوح بعد تدمير منازلهم، ولم يبق فيها إلا بعض الشباب لحماية القرية، مؤكدا أن كل ما يشاع عن هذه القرية “المسالمة والأبية من الاعتداء على الجوار عار عن الصحة ونفخ في نار الفتنة التي يقوم البعض بالعزف على أوتارها”.
وأشار إلى أن اعتداءات قريتي نبل والزهراء متكررة على قرية ماير لأنهما أعطيتا الضوء الأخضر من النظام وزودتا بالأسلحة، ولكن ما إن يصل النبأ إلى مسامع الجيش الحر حتى يسارع إلى نجدة إخوانه وأهله، علما بأنه لا وجود له ولا لمقراته في القرية، وفي كل مرة يرتد “المعتدون على أعقابهم حتى باتوا معزولين اجتماعيا وديمغرافيا وذلك بحشر أنفسهم في خانة النظام”.
وكشف أبو النور أن هاتين القريتين زودتا بأسلحة ثقيلة من النظام ومن الإيرانيين، فهناك دبابات ومدافع هاون ورشاشات ثقيلة، فضلاً عن أن النظام منح بندقية لكل قادر على حمل السلاح ليكون “شبيحاً لديه عمل”.
وخلص بالقول إن سكان القرى المحيطة لم تدخر جهدا في إيجاد صيغة للمصالحة من أجل وقوف هاتين القريتين على الحياد على أقل تقدير، لكن إلى اليوم ما زالت تعشش في أذهانهم أحلام رومانسية بعودة النظام “البائد” إلى سابق عهده.
21 قتيلا بسوريا وتعزيزات عسكرية بحمص
إيهاب العقدي- الحدود التركية السورية – سكاي نيوز عربية
أفاد ناشطون أن أعمال العنف في سوريا أسفرت الجمعة عن 21 قتيلا أغلبهم في دمشق وريفها، في الوقت الذي قالت مصادر في المعارضة إن القوات الحكومية أرسلت تعزيزات لاقتحام أحد أحياء حمص القديمة.
وأفاد الناشط كنعان رحمة في اتصال مع سكاي نيوز عربية أن 14 مصفحة وعدة دبابات من طراز “تي 72” اتجهت من حي الغوطة في حمص باتجاه جورة الشياح فيما قال إنها محاولة لاقتحام الحي المحاصر منذ أشهر.
وكان مراسلنا على الحدود التركية السورية نقل عن مصادر المعارضة في وقت سابق أنها سيطرت على مدينة سراقب الاستراتيجية التي تعد حلقة ربط بين حلب وإدلب واللاذقية.
وأوضح أن قوات الجيش النظامي تركت أحد الحواجز، ما أدى إلى إحكام الجيش الحر سيطرته على عقدة مواصلات رئيسية كانت تعد الشريان الأساسي الذي تعتمد عليه القوات النظامية في الإمدادات اللوجستية من حلب.
ويأتي ذلك في سعي الجيش الحر للسيطرة عسكريا على نقاط الإمداد الرئيسية للجيش النظامي.
ويقطن مدينة سراقب 38 ألف شخص، وتعتبر من المدن التي تعتمد على الزراعة كمصدر معيشي، وهي قريبة من جسر الشغور الذي يشهد اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي.
وكانت قوات من الجيش السوري الحر قد أعلنت الخميس السيطرة على الطريق الرئيسي الذي يربط حلب بإدلب.ميدانيا، أفادت شبكة سوريا مباشر بوقوع إصابات أغلبهم من الأطفال في قصف لقوات النظام على مدينتي القصير و الحولة بحمص.
وأحصى ناشطون عددا من الجرحى في قصف استهدف محيط جامع ابراهيم الخليل بحي الحجر الأسود في العاصمة دمشق.
أما في ريف دمشق فقد سقط جرحى بقصف قوات النظام على مخيم الشمالنة الفلسطيني في السيدة زينب.
وفي درعا قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ مدينة بصر الحرير، أما في ريف حلب فقد أعلنت الشبكة إسقاط الجيش الحر طائرة للقوات النظامية في عنجارة.
المعارضة السورية: لا حوار قبل سقوط الأسد
اجتماع تشاوري في عمان تمهيداً للإعلان عن بديل للمجلس الوطني
دبي – قناة العربية
أكد المعارض السوري، كمال اللبواني، أن المعارضة لن تدخل في حوار قبل سقوط الرئيس بشار الأسد، وجاء ذلك بعد اجتماع ضم معارضين للنظام في عمان، على رأسهم رئيس الحكومة المنشق رياض حجاب، نقلا عن قناة “العربية”، الجمعة.
هذا ومن المقرر عقد اجتماع آخر في الدوحة خلال أيام للإعلان عن تشكيل مجلس وطني سوري يضم شخصيات معارضة من الداخل ومن المجلس الوطني والمجلس الكردي إلى جانب القوى المتنوعة الأخرى.
وإلى ذلك، حمّل رئيس المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا، المجتمع الدولي مسؤولية التطرف في سوريا نظرا لعدم دعم الشعب السوري في مواجهة النظام.
وشهدت العاصمة الأردنية عمان خطوات تحضيرية واجتماعات تشاورية استعدادا لاجتماع الدوحة المزمع عقده الأسبوع المقبل للإعلان عن هيكل جديد للمعارضة السورية، قد يصبح بديلا عن المجلس الوطني السوري.
وحضر الاجتماعات 15 معارضا سوريا وناشطا سياسيا أبرزهم رئيس الوزراء السوري المنشق حجاب، والناشط السياسي اللبواني.
وأكد اللبواني أن المجتمعين اتفقوا على دعم المبادرة التي تهدف إلى توحيد الجسد السياسي للمعارضة السورية.
وتطابقت تصريحات اللبواني مع معلومات صحافية نشرتها وسائل إعلام أمريكية أشارت إلى أن الولايات المتحدة تدعم تشكيل مجموعة جديدة من المعارضة السورية تضم شخصيات من معارضة الداخل بالإضافة إلى معارضة الخارج، وتكون بمثابة حكومة انتقالية.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد دعت إلى توسيع نطاق المعارضة السورية لتضم أشخاصا من داخل سوريا، معتبرة أن المجلس الوطني السوري لم يعد زعيم المعارضة السورية.
وقالت كلينتون: لايمكن أن يُنظر إلى المجلس الوطني كقائد للمعارضة، إنما يمكن أن يكون جزءا من المعارضة الكاملة التي تشمل أشخاصا من داخل سوريا ولهم صوت مشروع يجب أن يُسمع.
واعتبرت هذه التصريحات تغييرا جذريا في الموقف الأمريكي تجاه الأزمة السورية، ولهجة تنم عن نفاد الصبر تجاه الانقسام الحاد في صفوف المعارضة.
ويبقى أن نجاح مساعي بناء هيكل جديد وموحد للمعارضة السورية سيشكل تغيرا في مسار الثورة السورية في المرحلة القادمة.
زيتونة تحذر من تراخي الحراك السلمي في ثورة سوريا
الناشطة الحقوقية كشفت أن الثورة أحدثت انقلاباً في الذهنية الذكورية
بيروت – جيلان فطايري
حذرت مؤسِّسة “لجان التنسيق المحلية” في سوريا، المحامية والناشطة الحقوقية رزان زيتونة، من تراخي النشاط المدني بعد أن تعسكرت الثورة، مشددةً على أهمية دور النشاط السلمي في هذه الظروف.
ونقلت زيتونة، في حديثها لـ”العربية.نت”، إحساساً متصاعداً لدى قطاع واسع من السوريين “يشعرون بأن دورهم انتهى مع تعسكر الثورة”.
وشرحت أنه في حين كان النشاط السلمي في السابق يقتصر على التظاهر، فإنه حالياً يشتمل على مروحة واسعة من الأنشطة تساعد على صمود السوريين وتسهم بشكل مباشر في التخفيف عنهم، كمثل تنظيم شؤون الحياة اليومية في المناطق المحررة.
وفي سياق متصل، واصلت الناشطة حصدها للجوائز العالمية، وكان آخرها جائزة ابن رشد للفكر الحر التي كرمتها، حسب تأكيد المؤسسة المسؤولة عن الجائزة، لنشاطها الحقوقي السلمي حيث إنها رفضت فكرة عسكرة الثورة وآمنت بسلميتها.
وأكدت أن “هذه الجوائز هي لجميع السوريين المدهشين بتصميمهم وقوة إيمانهم بما يسعون لأجله”، مضيفةً أنها تشعر بالامتنان تجاه مَنْ يسعون إلى تكريم الحراك السوري من أجل الحرية وتثمّن عطاءهم لتسليط الضوء عليه عبر تكريم النشطاء.
وزيتونة، ابنة الـ35 ربيعاً التي أصبحت أيقونة في العمل الوطني، أعربت عن دهشتها من “التجربة الهائلة التي خاضها الشبان السوريون في الثورة خلال الأشهر المنصرمة”، مضيفةً أنهم يتمتعون بإمكانيات مذهلة ومن واجب كل المواطنين أن يشدّوا على أيديهم ليتابعوا شقّ طريقهم. وأضافت: “ليس لدينا أو لدى الجيل السابق تجربة مضيئة نقدمها لهم، يكفي أن لا نقف عقبة في وجوههم”.
انخراط النساء في الثورة
وعن دور المرأة في الثورة اعتبرت أن الشخصيات النسائية العامة من أديبات وفنانات وكاتبات لهن حضور قوي في الحياة والنشاط السياسي في الثورة، ما أضفى الكثير من الأمل والمحبة على جو التشنّج والاحتقان والآلام السائد.
كما كشفت زيتونة أن الثورة أحدثت انقلاباً أيضاً في الذهنية الذكورية المهيمنة في المجتمع السوري، كاشفةً أن الناشطات يؤكدن لها تغيير تصرفات زملائهم من الشباب وتجاوبهم معهن أكثر فأكثر.
يُذكر أن دور رزان زيتونة ليس مستجداً، فالناشطة بدأت مسيرتها في النضال الحقوقي للدفاع عن المعتقلين السياسيين في سوريا منذ عام ٢٠٠١ غداة انتخاب الرئيس بشار الأسد رئيساً للجمهورية خلفاً لأبيه حافظ الأسد والإعلان عن “ربيع دمشق”.
وتحدثت الناشطة عن تلك الفترة قائلةً إن الرئيس بشار الأسد لم يترك حتى هامشاً للأوهام في هذا المجال، إذ سرعان ما ضرب ربيع دمشق وزجّ برموزه في السجون، متسائلةً: “أين سيذهب بإرث 40 عاماً من الإجرام والقتل من غير أن يطيح ذلك بمملكته التي ورثها؟”.
ولم تفارق زيتونة أرض وطنها منذ ٢٠٠٢ حين منعها النظام من المغادرة، رغم التهديد اليومي لحياتها. وعن ذلك قالت الناشطة التي تحب السفر والترحال: “كنت قد قررت أنني حين أغادر سوريا سأغادرها إلى مهجر وليس إلى منفى!”.
انباء عن انسحاب القوات النظامية السورية من مدينة سراقب والعفو الدولية تدين “اعدام جنود” برصاص المعارضة
انسحبت القوات النظامية السورية فجر الجمعة من محيط مدينة سراقب في شمال غرب البلاد التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون والواقعة على تقاطع طريقين رئيسيين, بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد “انسحبت القوات النظامية من حاجز الويس العسكري الواقع شمال غرب مدينة سراقب والذي يعد آخر حاجز للقوات النظامية في محيط المدينة”، مشيرا الى ان المدينة الواقعة في محافظة إدلب ومحيطها “يعتبران الان خارج سيطرة النظام بشكل كامل”.
واوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، ان نحو 25 كيلومترا في محيط المدينة “بات خاليا من اي وجود للقوات النظامية” التي انسحبت فجر اليوم “من دون ان تعرف وجهتها”.
واشار عبد الرحمن الى ان هذه المدينة الواقعة على الطريق بين دمشق وحلب، من جهة، وحلب ومدينة اللاذقية الساحلية “باتت الوحيدة في شمال البلاد التي لا وجود نهائيا للقوات النظامية في داخلها او محيطها”.
من جهة أخرى، قالت المعارضة السورية أنها استطاعت توثيق مقتل قرابة مئة وخمسين شخصا برصاص القوات الحكومية يوم الخميس في مناطق عدة في سوريا.
وقالت لجان التنسيق المحلية ان اكثر من خمسين شخصا من بين هؤلاء لقوا حتفهم في ريف دمشق بالاضافة الى ثمانية وعشرين في إدلب واكثر من خمسة وعشرين في حلب.
وفي هذه الاثناء تحدثت منظمة العفو الدولية عن احتمال ارتكاب مقاتلي المعارضة جريمة حرب إذ اظهر شريط فيديو بُث على الانترنت قيامهم بتصفية جنود نظاميين بعد أسرهم.
وكانت وكالة رويترز للانباء إن مقاتلين معارضين للحكومة قتلوا ثمانية وعشرين جنديا يوم الخميس في هجمات على ثلاث نقاط تفتيش حول بلدة سراقب على بعد اربعين كيلومترا جنوبي حلب وسط انباء عن سقوط البلدة في يد المعارضة.
في غضون ذلك، شنت الطائرات الحربية غارات جديدة على مناطق في ريف دمشق استهدفت اربع منها ضاحية الشيفونية في محيط مدينة دوما، اضافة الى محيط مدينة حرستا وبلدتي كفربطنا وعربين بحسب نشطاء.
وفي دير الزور، قال التلفزيون الرسمي السوري إن “مجموعة ارهابية مسلحة فجرت انبوبا لنقل النفط في منطقة التيم ما ادى إلى اندلاع حريق”.
40 مليون دولار
من ناحية أخرى نشر المجلس الوطني السوري المعارض تقريرا ماليا مفصلا عن الأموال التي حصل عليها ونفقاته أظهر أن مجموع ما تلقاه من هبات بلغ 40 مليون دولار نصفها من ليبيا والنصف الثاني من قطر والامارات.
وقال المجلس في بيان إن” قيمة الهبات التي تسلمها منذ تأسيس المجلس في أكتوبر/تشرين الأول 2011 حتى الآن من دول العالم 40.4 مليون دولار أمريكي موزعة كما يلي: 5 مليون دولار من الامارات و15 مليون من قطر و20 مليون من ليبيا”.
وأضاف البيان أن ” مجموع النفقات بلغ 29.7 مليون دولار معظمها لجهود الاغاثة أما الباقي فهو مصاريف ادارية ودعم اتصالات”.
BBC © 2012
معارضون سوريون يقتلون 28 جنديا من قوات الأسد
بيروت (رويترز) – قالت جماعة معنية بمراقبة الوضع في سوريا إن مقاتلين معارضين للحكومة قتلوا 28 جنديا يوم الخميس في هجمات على ثلاث نقاط تفتيش حول بلدة سراقب التي تقع على الطريق السريع الرئيسي بين شمال وجنوب البلاد.
وأظهرت لقطات مصورة بعض هؤلاء القتلى وهم يتعرضون لإطلاق النار بعد استسلامهم. وسب المتمردون الجنود ووصفوهم بأنهم “كلاب الأسد” قبل إطلاق النار عليهم وهم منبطحين على الأرض.
وشهد الطريق السريع الذي يربط بين العاصمة دمشق ومدينة حلب المركز التجاري في سوريا قتالا عنيفا منذ أن قطع المعارضون الطريق الشهر الماضي. وتقع سراقب على مسافة نحو 40 كيلومترا جنوبي حلب.
في الوقت نفسه طرحت الصين مبادرة جديدة لحل الصراع الذي اندلع قبل 19 شهرا تتضمن وقفا لإطلاق النار ينفذ في منطقة تلو الأخرى على مراحل وتشكيل هيئة حكومية انتقالية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بكين قدمت الاقتراح إلى المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي الذي تجاهل طرفا الصراع إلى حد كبير دعوته لهدنة خلال عيد الأضحى.
من ناحية أخرى دعت الولايات المتحدة إلى إصلاح قيادة المعارضة السورية وضم شخصيات تحظى بثقة أكبر مشيرة إلى انفصال المعارضين الى حد كبير عن المجلس الوطني السوري المتمركز في الخارج.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الأربعاء إن اجتماعا للقوى الأجنبية المؤيدة للمعارضين في قطر الأسبوع المقبل سيمثل فرصة لتوسيع جبهة التحالف ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها حثيثا منذ أشهر لتشكيل تحالف معارض قوي بينما يعتمد الأسد على دعم روسيا وإيران إلى جانب الصين التي يعول عليها بشكل أقل. وباءت جميع الجهود الدولية الرامية لإنهاء العنف بالفشل.
وفقد الجيش السوري السيطرة على قطاعات من الأراضي في محافظتي إدلب وحلب لكنه يقاتل لاستعادة السيطرة على بلدات تقع على طرق إمدادات إلى مدينة حلب.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اثنتين من نقاط التفتيش التي تعرضت للهجوم حول سراقب تقعان على الطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب كبرى المدن السورية من حيث عدد السكان. أما النقطة الثالثة فتقع قرب طريق يربط بين حلب ومدينة اللاذقية الساحلية التي ما زالت قوات الأسد تسيطر عليها بشكل كبير.
وأضاف عبد الرحمن أن المعارضين لن يمكثوا عند نقاط التفتيش طويلا لأن الطائرات الحربية السورية عادة ما تقصف المواقع بعد دخول المعارضين لها.
وأشار إلى أن خمسة معارضين لقوا حتفهم في القتال بينما قتل 20 جنديا في الموقع الثالث بمن في ذلك من أطلق عليهم النار بعد استسلامهم.
وأظهرت اللقطات المصورة مجموعة من الرجال المذعورين المنبطحين على الأرض وبعضهم ينزف بينما يتجول المعارضون الذين أخذوا يركلون أسراهم.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة اللقطات المصورة من مصدر مستقل.
وقال المرصد السوري إن جماعة جبهة النصرة المعارضة التي تستلهم نهج القاعدة هي المسؤولة عن عملية الإعدام.
ويبرز وجود الجماعات الإسلامية المعارضة في الحرب السورية بشكل متزايد مما يثير قلق القوى الدولية في الوقت الذي تعكف فيه على بحث نوع الدعم الذي يمكن أن تقدمه للمعارضة.
وقالت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنها لا تزود معارضي الأسد في الداخل بالأسلحة وتقتصر مساعداتها على الإمدادات الإنسانية غير القتالية. ورغم ذلك أقرت إدارة أوباما بأن بعض حلفائها يقدمون مساعدات قتالية للمعارضة.
وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بكين “لقد أدركت المزيد من الدول أن الخيار العسكري لا يوفر أي مخرج (من الأزمة) وأن التسوية السياسية صارت تطلعا مشتركا بشكل متزايد.”
وأضاف أن الاقتراح الصيني الجديد يهدف إلى تحقيق توافق دولي ودعم جهود الوساطة التي يبذلها مبعوث السلام الأخضر الإبراهيمي.
من أوليفر هولمز
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)