أحداث الجمعة، 17 أيار 2913
“فايننشال تايمز”: قطر أنفقت 3 بليون خلال سنتين لدعم المعارضة السورية
لندن – يو بي أي
أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” أن قطر أنفقت ما يصل إلى 3 بليون دولار على دعم المعارضة في سورية على مدى العامين الماضيين، وهو ما يفوق بكثير ما قدمته أي حكومة أخرى.
ولفتت الصحيفة إلى أن زعماء المعارضة المسلحة داخل سورية وخارجها ومسؤولين إقليميين وغربيين أجرت مقابلات معهم في الأسابيع الماضية أكدوا تنامي دور قطر في الأزمة السورية وأنه أصبح مصدراً لجدل متصاعد.
وأضافت أن قطر، التي وصفتها بـ “الدولة الصغيرة ذات الشهية الضخمة”، هي أكبر مانح للمعارضة السياسية السورية، ومنحت أموالاً بسخاء للمنشقين السوريين بلغت 50 ألف دولار في العام للمنشق وأسرته وفقاً لبعض التقديرات، كما قدّمت كميات هائلة من الدعم الإنساني للاجئين السوريين، ودفعة مقدارها 150 دولاراً للكثير من المقاتلين في محافظة حلب في أيلول/سبتمبر الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر مقرّبة من الحكومة القطرية قدّرت بأن إجمالي إنفاق الأخيرة على الأزمة السورية بلغ 3 بليون دولار، في حين قدّرت مصادر دبلوماسية وأخرى في المعارضة المسلحة السورية بأنه بلغ مليار دولار على الأكثر.
السلطات التركية توقف مشتبهاً به رئيسياً في تفجيرات الريحانية
اسطنبول – يو بي أي
أعلنت السلطات التركية أنها أوقفت مشتبهاً به رئيسياً في تفجيرات الريحانية، فيما لا يزال البحث جارياً عن مشتبهين اثنين آخرين.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن حاكم إقليم هاتاي جلال الدين ليكيسيز قوله للصحافيين، إن “الشرطة أوقفت الليلة الماضية مشتبهاً رئيسياً في تفجيرات الريحانية التي وقعت في 11 أيار/مايو وهي تبحث عن اثنين آخرين فارين”.
وأشار إلى أن المشتبه بهم “حاولوا الفرار إلى سوريا بعد التفجيرات ولكنهم فشلوا في ذلك بسبب تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود”.
ويدعى المشتبه به الذي اعتقل أمس، محمد جينك وهو تركي من هاتاي ويشتبه أنه اشترى السيارتين اللتين استخدمتا في تفجيرات الريحانية التي قتل فيها 51 وجرح العشرات.
ويبلغ عدد المشتبه بهم المعتقلين حتى الآن في القضية 14، أحيل أربعة منهم إلى المحاكمة في أضنة للتحقيق معهم اليوم.
وجميع الموقوفين حتى الآن أتراك وليس بينهم أي سوري على الرغم من ان المسؤولين الأتراك أشاروا بإصبع الاتهام في التفجيرات إلى منظمة “اجيلجيلر” أو “المستعجلون” التركية التي لديها ارتباطات بأجهزة الاستخبارات السورية بالوقوف وراء تفجيري الريحانية.
تصميم دولي على عقد «جنيف – 2» لضبط المتطرفين
واشنطن – جويس كرم ؛ باريس – رندة تقي الدين
لندن، موسكو، بيروت، دمشق، واشنطن، نيويورك، باريس – «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب – بدت الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا مصممة على عقد «جنيف – 2» لاقرار تسوية سياسية في سورية، بعد ازدياد المخاطر من انهيار الوضع فيها وخروجه عن السيطرة ولمنع توجه المسلحين المتشددين الى دول مجاورة وروسيا ودول في الخليج. وبدا ان روسيا، التي تستقبل اليوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اصبحت مقتنعة باسناد دور الى مجلس الأمن لوقف الحرب الأهلية في سورية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لموقع وزارة الخارجية الالكتروني ان ايران يجب ان تشارك في «جنيف – 2» على «رغم رغبة الشركاء بتضييق دائرة المشاركين الخارجيين وبدء العملية مع مجموعة صغيرة جداً من الدول في اطار سيحدد مسبقا فرق التفاوض وجدول الاعمال».
وظهر القلق الدولي من «المتطرفين» خلال التصويت في الجمعية العامة ليل الاربعاء – الخميس على الاعتراف بـ»الائتلاف الوطني السوري» المعارض ممثلاً للشعب السوري الذي لم تؤيده 71 دولة في مقابل حصوله على دعم107 دول، في وقت بدأت تظهر ملامح الوحشية التي تتصرف فيها «جبهة النصرة» وفصائل متشددة مع كل من يعارضها اضافة الى كيفية استفادة متطرفين من الفلتان الأمني في سورية ودول الجوار، والتي ظهرت بوادره في تركيا التي شهدت تفجيرات خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي مع المذابح التي ارتكبها الموالون للنظام في بانياس وراح ضحيتها 145 قتيلاً بحسب الاحصائية الاخيرة لـ «المرصد السوري لحقوق الانسان».
ونشر «المرصد»، في حسابه الخاص على موقع «يوتيوب» أمس، شريطاً يبدو فيه رجلاً من «جبهة النصرة» وهو يقوم باعدام عناصر موالين للنظام السوري في محافظة دير الزور في شرق البلاد، من دون تحديد ما اذا كان هؤلاء جنوداً او تاريخ تصوير الشريط. وفي بريد الكتروني لاحق اوضح «المرصد»، نقلاً عن ناشطين في ريف دير الزور، ان الرجل الذي يظهر في الشريط المصور، هو «سعودي من جبهة النصرة معروف باسم قسورة الجزراوي»، وقد «لقي مصرعه على ايدي مسلحين من قرية المسرب في دير الزور نهاية آذار (مارس) الماضي». وكانت مواقع الكترونية جهادية افادت في وقت سابق ان تاريخ الشريط يعود الى العام 2012، ويظهر «اعدام جنود الاسد في مدينة التبني بريف دير الزور».
وفي الشريط الذي تبلغ مدته دقيقة و11 ثانية، يظهر شخص ملثم يقرأ بيانا مكتوبا، وقد جثم امامه عدد من الاشخاص المعصوبي العينين. ويقول «حكمت المحكمة الشرعية في جبهة النصرة في المنطقة الشرقية بدير الزور بالقتل على هؤلاء العسكر المرتدين لما قاموا به من مجازر ضد اهلنا واخواننا في سورية».
وفي واشنطن، تصدر الموضوع السوري لقاء استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مع اشارة الجانب التركي الى «توافق» مع البيت الأبيض للافساح في المجال لحل ديبلوماسي، وحديث أوباما عن «خطوات لتقوية المعارضة على الأرض التي تحارب للدفاع عن نفسها». كما أكد الرئيس الأميركي أن أي خطوات تتعلق بملف السلاح الكيماوي في سورية «ليست أمراً ستقوم به الولايات المتحدة بنفسها»، واعتبر أنه «ليس هناك وصفة سحرية للحل في سورية» انما شدد على رحيل الأسد من دون ان يستبعد الحل العسكري.
ودعا أوباما، في مؤتمر صحافي مع اردوغان، الى «دور تركي فاعل في المساعدة في المرحلة الانتقالية» والتحضير للمؤتمر المرتقب بين ممثلي المعارضة والنظام، وشدد على «ضرورة رحيل الأسد ونقله السلطة الى حكومة انتقالية والوصول الى سورية خالية من استبداد الأسد». وتحدث أوباما عن الخطوات الممكن اتخاذها للضغط على الأسد بينها «تقوية المعارضة السياسية وجعلها أكثر تمثيلاً لجميع السوريين». كما تطرق للمرة الأولى ومن دون اعطاء تفاصيل عن استعداد ادارته لاتخاذ «خطوات لتقوية قدرة المعارضة على الأرض والتي تحارب للدفاع عن نفسها».
وكان بارزا أيضا تطرق الجانبين الى موضوع السلاح الكيماوي الذي اعتبره الرئيس الأميركي تهديدا للولايات المتحدة واستقرار المنطقة، وقال أنه لا يزال ينتظر «معلومات محددة في هذا الشأن» قبل اشارته الى أن أي تحرك في هذا المجال (عسكري) يجب أن يحمل طابعاً دولياً «وليس شيئا يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة لوحدها».
وعلمت «الحياة» من مصادر قريبة من الجانب التركي أن أردوغان جاء بحثا عن موقف اميركي أكثر حزما من سورية، خصوصا في موضوع دعم المعارضة العسكرية، فيما أشارت مصادر أميركية الى أن الادارة طلبت من الجانب التركي التنسيق بشكل أكبر مع القيادة العليا لـ «الجيش الحر» التي يرأسها اللواء سليم ادريس.
ومع محادثات أوباما واردوغان انتقد الرئيس التركي عبد الله غل في تركيا أمس رد الفعل العالمي على الصراع في سورية. وقال إنه يقتصر على «الأقوال»، مضيفاً أن بلاده لم تتلق مساعدة تذكر لمواجهة تدفق الأعداد الهائلة من اللاجئين السوريين عليها. وابلغ غل الصحافيين في الريحانية حيث أسفر تفجير سيارتين ملغومتين عن مقتل 51 شخصاً ان «مساهمة المجتمع الدولي في المساعدات المالية التي تقدمها تركيا لمن يمرون بمواقف صعبة مجرد مساهمة رمزية».
وأكد بشير أتالاي نائب رئيس الوزراء التركي اعتقال أربعة مشتبه فيهم اول من أمس الأربعاء لصلتهم بالتفجيرين. وقال: «أحال مدعون أتراك ثمانية مشتبه فيهم إلى المحكمة لطلب اعتقالهم. واحتجز أربعة منهم واطلق سراح الأربعة الآخرين».
وفي نيويورك، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، بعد محادثات مع بان، انه «يدعم كليا» المشروع الاميركي – الروسي لعقد مؤتمر دولي يرتكز على بيان جنيف الاول وينص على تشكيل حكومة انتقالية في سورية. واضاف ان «المهم هو ممارسة ضغوط حقيقية على الاطراف كي تقدم اسماء لتشكيل حكومة انتقالية والبدء بمحادثات مفصلة». واوضح: «ما اخشاه هو ان تأخذ هذه العملية الكثير من الوقت. يجب ان نتحرك بشكل عاجل من اجل ممارسة ضغط على المشاركين كي يتفقوا على حكومة انتقالية مقبولة من الجميع».
وفي باريس، شدد الرئيس فرنسوا هولاند على ضرورة اقناع موسكو بان «مصلحتها تكمن في تنحي بشار الاسد»، مؤكداً ان باريس تشارك في الجهود الديبلوماسية الدولية للتوصل الى حل سياسي للنزاع السوري.
وقال في مؤتمر صحافي: «علينا ان نجري مناقشة صريحة مع روسيا لاقناعها بان مصلحتها، مصلحة المنطقة ومصلحة السلام، تكمن في تنحي الاسد». واعتبر ان حل النزاع السوري «لا يمكن ان يقوم به بلدان فقط، ينبغي ان يتم ذلك مع المجتمع الدولي برمته». واعتبر ان مؤتمرا مماثلاً وقد بات معروفا باسم «جنيف 2» «يمكن ان يشكل اطارا جيدا».
واعترف هولاند بوجود تهديدات للمصالح الفرنسية في العالم و»ان عمليات ضد المصالح الفرنسية قد افشلت».
وفي بشكك قال رئيس جهاز الامن الاتحادي الروسي (إف.إس.بي) ألكسندر بورتنيكوف ان تقديرات روسيا تشير الى ان حوالى 200 من مواطنيها يقاتلون في صفوف المعارضة السورية ويخشى ان يشنوا هجمات بعد عودتهم الى البلاد. وأضاف انه ما ان تنتهي الحرب في سورية سيمثل المقاتلون الاجانب العائدون الى بلادهم «بطبيعة الامور خطراً على بلدانهم الأصلية».
والى تل ابيب وصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جون برينان في زيارة غير معلنة تتناول الأزمة السورية وفق ما افاد مصدر رسمي اسرائيلي. والتقى برينان فور وصوله وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون.
وشملت المحادثات تبادلاً للمعلومات الاستخبارية بشأن الوضع في سوريا. وخلال اللقاء، جدد يعالون التأكيد ان اسرائيل «لن تسمح بنقل اسلحة» من سورية خصوصا الكيماوية الى «حزب الله».
وفي دمشق اوقفت قوات الامن أمس الممثلة المعارضة للنظام مي سكاف. وقال المحامي انور البني في اتصال مع وكالة «فرانس برس» «ان عناصر الأمن اوقفت الفنانة الحرّة مي سكاف أثناء ذهابها الى منزلها في مشروع دمر» شمال غربي دمشق.
قوات الأمن السورية تعتقل الممثلة المعارضة مي سكاف
دمشق – ا ف ب
اوقفت قوات الامن السورية الممثلة المعروفة والمعارضة للنظام مي سكاف، بحسب ما افاد محام ناشط في الدفاع عن حقوق الانسان.
وقال المحامي انور البني أن “عناصر الأمن قامت الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم (11,00 ت غ) باعتقال الفنانة الحرّة مي سكاف أثناء ذهابها لمنزلها في مشروع دمر” في شمال غرب دمشق.
واوضح ان سكاف “اتصلت بنجلها من خلال هاتفها الخليوي، وقالت له انها اوقفت على الحاجز واخذت منها بطاقة هويتها”، مشيرا الى ان كل محاولات الاتصال بها منذ ذلك الحين باءت بالفشل.
وكتب البني على صفحته الخاصة على موقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي ان “اعتقال الفنانة الحرّة مي سكاف يؤكد أن السلطات السورية تسعى وراء خنق كل صوت ثقافي وسياسي لتعطي بعض الحياة لنظريتها بأنها تحارب الإرهاب”.
وسكاف معروفة بمواقفها الناقدة للنظام السوري، وقد اعتقلت لثلاثة ايام في صيف العام 2012 بعد مشاركتها في تظاهرة في دمشق عرفت في ما بعد بـ “تظاهرة المثقفين”.
واكتسبت سكاف شهرتها في سورية من خلال مشاركتها في مسلسل “خان الحرير” التلفزيوني الذي ادت فيه دور امرأة قوية تقود تظاهرات.
كما شاركت في تجسيد لعمل مسرحي بعنوان “الموت والعذراء” للتشيلي ارييل دورفمان، وفيه تؤدي دور ناشطة ومعتقلة سابقة تلتقي من تعتقد انه كان سجانها ومغتصبها.
المدرسة الفرنسية في دمشق مستمرة في استقبال طلابها
أ ف ب
في دمشق، لا تزال مدرسة شارل ديغول الفرنسية تستقبل تلاميذها على رغم الأزمة القائمة منذ أكثر من عامين وانقطاع المساعدات التي كانت ترسلها الدولة الفرنسية، وذلك نتيجة تصميم الطاقم العامل فيها وذوي التلامذة وشغفهم بالثقافة الفرنسية.
في أحد صفوف الروضة، تحاول المعلمة فرنسين ديدلو كحال تلقين 18 طفلاً كلماتهم الأولى باللغة الفرنسية. وتقول «جميعهم لا يعبرون بعد بالفرنسية في شكل صحيح، لكنهم يحققون تقدماً جاداً». وتضيف هذه الفرنسية المتزوجة بسوري منذ 26 عاماً «أعتقد أنهم سيتمكنون من التحدث (بالفرنسية) في غضون بضعة أشهر».
وباستثناء المنح المخصصة لأربعين فرنسياً من أصل سوري، قطعت فرنسا عملياً مساعداتها عن المدرسة منذ أقفلت سفارتها في دمشق في آذار (مارس) 2012، احتجاجاً على قمع نظام الرئيس بشار الأسد الاحتجاجات المطالبة بإسقاطه. وباتت المدرسة تعتمد حصراً في تأمين استمراريتها على الأقساط التي يسددها ذوو التلامذة واحتياطها المالي الخاص.
في مكتبة المدرسة، تنتقي المعلمة في المرحلة التحضيرية ماري هيلين صالح بعض الكتب لتلامذتها. وتقول «أحزن لموقف فرنسا تجاه المدرسة. بين ليلة وضحاها، قطعت بلادي الإعانات، وفي وقت لاحق خسرنا المدرسين الفرنسيين الذين كانوا يشكلون جزءاً من الجهاز التعليمي». وتضيف هذه الأستاذة التي تعمل في المدرسة منذ 30 عاماً «المدرسة مستمرة لأنها تضم أولاداً وثقوا بفرنسا وبالنظام الفرنسي. أنا موجودة هنا من أجلهم ومن أجل ذويهم الذين يدعمون هذه المدرسة».
وتقع المدرسة في حي المزة الراقي في غرب دمشق، وزارها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في عام 2008 لتدشين مبانٍ جديدة.
وتضم حالياً قرابة 220 تلميذاً فقط، مقابل 900 كانوا يدرسون فيها قبل اندلاع النزاع السوري منتصف آذار 2011، وفق رئيسة مجلس إدارة المدرسة زينة فرا. وتوضح فرا «أخذنا على عاتقنا مسؤولية إبقاء هذه المدرسة على قيد الحياة لأننا متعلقون بالثقافة الفرنسية إلى حد كبير، ولم نرغب في أن نقطع صلتنا بفرنسا».
في الصف الثانوي الأول، يقدم ديمتري أرغرينوس دروساً عن الأديبين الفرنسيين ستندال وغي دو موباسان.
ويقول «أحمل الجنسية اليونانية، لكنني معجب بالثقافة والأدب الفرنسيين». وبالنسبة إليه «ما يثير الإعجاب هو الإرادة الصلبة للأهل بإبقاء هذه المدرسة على رغم الظروف الصعبة التي تختبرها سورية حالياً». وعلى وقع أصوات إطلاق النار الذي يتردد صداه في المدرسة، توضح تلميذته دورين حموي (15 عاماً) «عندما نأتي إلى هنا، ننتقل إلى عالم آخر».
وتؤكد فرا أن الإدارة «فتحت باب التسجيل للعام المدرسي المقبل، وحتى لو لم ينتسب أكثر من عشرة تلاميذ، لن نقفل أبواب هذه المدرسة».
ويعمل في المدرسة قرابة 80 شخصاً، بينهم 41 مدرساً وأمناء مكتبات. وخلال عامين، أقفلت فرنسا كل مؤسساتها في سورية، ومنها المركز الثقافي والمعهد الفرنسي للشرق الأوسط (إيفبو)، وذلك للتعبير عن موقفها المناوئ لنظام الأسد.
ورداً على سؤال لفرانس برس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الاتفاق الذي يربط المدرسة بالوكالة الفرنسية للتعليم في الخارج «علق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 تماشياً مع قرار الوزارة بإقفال السفارة وسحب كل موظفي الدولة الفرنسية في سورية».
ومنذ ذلك الحين، عهد بإدارة المدرسة إلى مدير متقاعد من الوكالة الفرنسية، مع استمرار العمل باتفاق التوأمة الذي يضمن مطابقة المنهج الدراسي المعتمد مع مناهج وزارة التربية الوطنية الفرنسية.
ويقول المدير ميشال لوبريتر (67 عاماً) «أنا موجود حيث أنا لأنني متقاعد، وتالياً لي كامل الحرية في تحركاتي». ويضيف هذا المسؤول الذي أمضى جزءاً كبيراً من مسيرته المهنية في العالم العربي «لدي شعور بأن تصرفي على هذا النحو، هو مساهمة مني في جعل مستقبل العلاقات بين سورية وفرنسا أفضل».
سفير أسوج يضيء على قناة الاتصال مع دمشق
هل يدفع الجمود المتواصل اسرائيل إلى تجديد اعتداءاتها؟
ريتا صفير
من مدينة كورونا الاسوجية هذه المرة، جدد وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف ثقتهما بالدعوة التي وجهاها في 7 ايار لعقد مؤتمر دولي يجمع النطام السوري والمعارضة استنادا الى بيان جنيف.
ويكتسب لقاء كورونا أهمية خاصة، كون اسوج هي ضمن الدول الاوروبية القليلة (بعد رومانيا وتشيكيا) التي تحافظ على حضورها ولو المتقطع في العاصمة السورية. ويعزو السفير الاسوجي المعتمد في سوريا والمقيم في لبنان نيكلاس كيبون ذلك الى العلاقات التي نسجتها بلاده مع المجتمع المدني السوري واعضاء في المعارضة فضلا عن اهمية الشروع في اتصالات رسمية تقتصر على مدير البروتوكول في الخارجية السورية للحصول على تأشيرات.
وتبدو الحاجة الى الابقاء على “قنوات تواصل” ولو في حدها الادنى، مهمة من وجهة نظر استوكهولم التي تعتبر ان “الاتصالات قد تبدو مفيدة في مرحلة مقبلة اذا اثمرت الجهود السياسية.”
عمليا تتجه الانظار الى احتمالات تحول التعهد الروسي – الاميركي بتسوية، واقعا في ظل الخلافات المتواصلة حول تفسير “بيان جنيف” وتحديد مصير الرئيس السوري في أي عملية انتقالية، في حين تتركز الرهانات على مجموعة عناصر سياسية وعسكرية من شأنها اعادة تحديد موازين القوى.
اولا- يتطلع الاطراف الى معطيات داخلية ومنها العنف المتمادي الذي يستخدمه نظام الاسد من خلال المجازر التي سيقت في المناطق العلوية الساحلية بهدف تحويلها كيانا مستقلا وهو عنف يفترض وقفه. وتناول التقرير الاخير لـ”مركز كارنيغي – اوروبا” هذه النقطة. كما اعتبر ان انقسام المعارضة السورية ما زال يلعب دورا فاعلا في جمود العملية التفاوضية وكذلك عدم قدرتها على التواصل مع “عناصر منطقية” تابعة للنظام.
ثانيا- ثمة نقاش يتناول “نسبة” المنطق في الموقف الروسي المزمن، في ظل الثمن الذي يلازمه وخصوصا على مستوى صورة روسيا لدى العرب وتأثيره على تفاقم نفوذ الاسلام الراديكالي في مرحلة ما بعد الاسد، وكذلك على الاسلاميين داخل روسيا واوروبا نفسها مع تنامي الدعوات الجهادية. ويتحدث البعض عن ” مؤشرات تعب” من الاسد في كل من طهران وموسكو.
ثالثا – ساهم الجمود المتواصل سوريا” في دفع اسرائيل الى اتخاذ المبادرة عبر الغارات التي استهدفت “اصول” النظام، وسط معطيات عن اثر بالغ ومعظمه نفسي، على الاسد وفريقه خلفته غارات 5 ايار الماضي.
رابعا – يبدو ان خيار رفع الحظر عن تسليح المعارضة والذي يتوقع ان يعاد طرحه على بساط البحث الاوروبي نهاية الجاري، لن يتبدل في ظل الانقسام المتواصل حياله فضلا عن رغبة الاطراف الغربية في تفادي “حرب بالواسطة” مع روسيا وايران على ارض سورية. وبحسب مصادر اوروبية فان استراتيجية النظام الراهنة تقضي بمواصلة الحفاظ على دمشق مع تأمين ممر الى الساحل السوري ولبنان.
ما هي انعكاسات هذا التحول على لبنان؟
لا شك في ان الحسابات التي يجريها “حزب الله” تأخذ حيزا واسعا من النقاش في الدوائر الغربية وخصوصا لجهة احتمال اندلاع نزاع سني – شيعي، على خلفية تدخل الحزب في سوريا وسعيه الى الحفاظ على ممر القصير الاستراتيجي. وهي تتزامن مع تساؤلات عن دخول عناصر متشددة الى لبنان ولا سيما المخيمات وسط شبه فراغ رسمي تعيشه البلاد. من هنا، ثمة خشية كبيرة من اللااستقرار المحلي.
أوباما يتعهّد وأردوغان الضغط لرحيل الأسد
لكنه يقرّ بعدم وجود “وصفة سحرية” للحل
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ
صرح الرئيس الاميركي باراك أوباما عقب محادثات اجراها مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في البيت الابيض أمس، بأن الولايات المتحدة وتركيا ستستمران في زيادة الضغوط على النظام السوري والعمل مع المعارضة السورية، لكنه لاحظ انه لا “وصفة سحرية” لوضع حد للازمة السورية. وطالبت موسكو باشراك ايران في مؤتمر جنيف – 2، بينما قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه يجب اقناع روسيا بأن من مصلحتها التخلي عن الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع ضيفه التركي: “سنواصل تشديد الضغط على نظام الاسد والتعاون مع المعارضة السورية. ان رئيس الوزراء (اردوغان) كان في طليعة جهود المجتمع الدولي لضمان حصول عملية انتقالية نحو سوريا ديموقراطية من دون بشار الاسد”.
وبعدما رحب بـ”الكرم الفريد” للاتراك الذين يستقبلون نحو 400 الف لاجىء سوري على اراضيهم، اكد اوباما ان “تركيا ستضطلع بدور مهم وقت تجمع ممثلين للنظام والمعارضة في الاسابيع المقبلة”، في اشارة الى “عملية جنيف” التي اعيد احياؤها بمبادرة من واشنطن وموسكو بدعوتهما الى تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا.
واضاف الرئيس الاميركي والى جانبه رئيس الوزراء التركي: “نحن متوافقان على وجوب رحيل الاسد، عليه ان يسلم السلطة الى هيئة انتقالية، انه السبيل الوحيد الذي يتيح لنا معالجة هذه الازمة”. لكنه استدرك قائلاً: “لا وصفة سحرية في مواجهة وضع بالغ العنف والتعقيد كما هو الحال في سوريا. لو كان الامر كذلك لكنا كما اعتقد رئيس الوزراء (اردوغان) وانا اتخذنا تدابير وانتهى الموضوع… عوض ذلك، علينا ان نعرض (النظام السوري) لضغط دائم وندعم المعارضة. اعتقد ان خيار المحادثات في جنيف… يمكن ان يؤدي الى نتائج”.
وعن احتمال استخدام نظام الاسد اسلحة كيميائية والذي كان اوباما اعتبره بمثابة “خط احمر”، ابدى الرئيس الاميركي استعداده لاتخاذ “تدابير اضافية” عند الضرورة، “سواء ديبلوماسية او عسكرية لان هذه الاسلحة الكيميائية في سوريا تهدد ايضاً امننا على المدى البعيد، وكذلك (امن) حلفائنا وجيراننا”.
وقال اردوغان، الذي كان دعا اوباما اخيرا الى اتخاذ موقف اكثر حزما من النظام السوري: “اننا متفقون تماما مع الولايات المتحدة على امرين: وضع حد لهذا الوضع الدامي في سوريا وتلبية المطالب المشروعة (للسوريين) من طريق تأليف حكومة جديدة”.
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية إدراج قائد “جبهة النصرة” في سوريا ابو محمد الجولاني على لائحة الارهاب.
لافروف
وفي موسكو، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع قناة “الميادين” الفضائية التي تتخذ بيروت مقراً لها، ان ايران يجب ان تشارك في مؤتمر دولي مقترح حول سوريا، لكن دولا غربية تهدف الى وضع قيود على المشاركين وربما التحديد المسبق لنتيجة المحادثات. وقال: “يجب اضافة لاعبين اساسيين لم يكونا في جنيف العام الماضي هما ايران والعربية السعودية”، كذلك عبر عن “سعادته لرؤية الاردن ولبنان، ومن حيث المبدأ كل دول الجوار السوري. ولا يجوز من منطلق رغبات جيوسياسية استبعاد بلد مهم مثل ايران من عملية التسوية في سوريا، لانها لاعب مهم”. وكشف انه لم يتم حتى الان التوصل الى اتفاق على اشراك ايران.
وسئل عن تصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري في روما وعن التصريحات التي أدلى بها الاخرون، فأجاب لافروف بأن “اقناع المعارضة أمر صعب، وخلافا للحكومة السورية التي أدلت بتصريح ايجابي ردا على المبادرة الروسية – الاميركية، فان رد فعل المعارضة اتسم بالضبابية وقالت إنها ترحب من حيث المبدأ باي مبادرة ولكن على الاسد ان يرحل اولا”. وطلب ان “يتحلى الجميع بالواقعية لا بالمزاجية. واي شروط مسبقة ليس من شأنها الا ان تطيل أمد دوامة العنف وسفك الدماء”.
واعتبر ان “حزب الله ليس منتجا مستورداً، انه منتج محلي يعكس تطور الواقع السياسي اللبناني، وهو تجسيد للحالة الشيعية في لبنان. وبحسب فهمي للأمر، فان حزب الله لا يملك أهدافا تتعدى حدود الأراضي اللبنانية. اما الان، فان الحزب يقول علنا انه ارسل فصائله الى سوريا لهدف واحد فقط هو حماية المقدسات الشيعية. ولا يخفى على احد ان المقدسات الدينية في سوريا تتعرض اليوم للتدنيس والعبث”.
ويصل الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون الى موسكو اليوم لمناقشة الازمة السورية مع الرئيس فلاديمير بوتين.
هولاند
وفي باريس، صرّح هولاند في مؤتمر صحافي بأن “الروس يستمرون في تزويد نظام الأسد السلاح على رغم قبولهم فكرة عقد مؤتمر جنيف… يجب إقناع روسيا بأن مصلحتها تكمن في تنحي الأسد”. وقال: “نحن طرف اساسي” في الجهود الديبلوماسية المتعلقة بسوريا، وحل النزاع السوري “لا يمكن ان يقوم به بلدان فقط، ينبغي ان يتم ذلك مع المجتمع الدولي برمته”.
برينان في اسرائيل
وفي تطور لافت، وصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي إي” جون برينان ليل امس الى اسرائيل في زيارة غير معلنة تتناول خصوصاً الازمة في سوريا.
وأفاد مصدر رسمي اسرائيلي ان برينان التقى فور وصوله وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون في تل ابيب.
وبثت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ان المحادثات شملت تبادلا للمعلومات الاستخبارية عن الوضع في سوريا. وقالت ان يعالون أكد مجدداً ان اسرائيل “لن تسمح بنقل اسلحة” من سوريا وخصوصاً اسلحة كيميائية الى “حزب الله”.
“أصدقاء الشعب السوري”
وفي عمان، اعلنت وزارة الخارجية الاردنية ان اجتماع مجموعة “اصدقاء الشعب السوري” سيعقد في عمان الاربعاء المقبل في حضور 11 وزير خارجية. وقالت الناطقة باسم الوزارة صباح الرافعي ان “اجتماعا لكبار المسؤولين كان مقررا ان يعقد عشية اجتماع وزراء خارجية اصدقاء الشعب السوري سيعقد في اليوم نفسه”، مشيرة الى غياب المعارضة السورية.
وتضم المجموعة الاساسية لـ”اصدقاء الشعب السوري” وزراء الخارجية للاردن والسعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا.
الرقة: مزدوجة الصراع
محمد عبد العزيز
عند المساء قررت أن أفهم أكثر الزاوية الروحية لهذا المكان، يومٌ طويل امتدَّ من الصباح الباكر، ليأخذنا مؤخراً إلى ليلٍ بائس، صراعٌ لطالما سمعت عنه، في إجتماعاتٍ كثيرة. دخلت لأرى ردود الأفعال على مواقع التواصل الإجتماعي.
” في المظاهرة قام بنو علمان بالاعتداء على طفل فخور براية التوحيد ، وهذا ما استثار عواطفي ، فكفاكم يا بنو علمان “.
الساعة الثامنة مساءاً، أول تظاهرة في مدينة الرقة تكون بهذا الحشد الشعبي والجماهيري بعد التحرير، حيث كان الداعي منظمات المجتمع المدني التي عملت لفترة قصيرة على كسب شرعية مجتمعية ليست بالقليلة. ما كان لافتاً وغريباً هي البداية، لم تكن تبجيليةً أو صلاةً لقدسية السلاح، لم تذكر الجيوش بأنواعها الثلاثة “أسد، حر، إسلامي”، على انها المخلّص الوحيد .
بدأت بكلمة “مظاهرات الرقة من الآن فصاعداً ستكون دائماً بهدف، سنجتمع اليوم تنديداً بالإعتقال التعسفي الذي تمارسه الميليشيات المسلحة على إختلاف إيديولوجياتها، وندعو إلى حفظ المال العام، وإرجاعه إلى مرجعيته الأساسية وهي الشارع”. وينادي قاشوش الرقة : “سرقوك يا وطن بحجة التحرير! حتى المآذن بكت على من زيّف التكبير”.
ثم بدأ التلوث البصري بقدوم قلة من إعلاميي أحد الألوية الإسلامية، رفع كل منهم راية التوحيد وبأسفلها اسم اللواء التابعين اليه .
منى فريج، إحدى منظمات التظاهرة قالت حينها: “يرجى من كل التجمعات والحركات والكتائب خفض شعاراتها، لأن التظاهرة لكل السوريين”. تفرق الإعلاميون وبطريقة مدروسة للتوزع على كل زوايا التظاهرة، حتى أصبحت غير قادر على أخذ إطار واحد في الكاميرا دون ظهور راية اللواء.
تضيف منى فريج: “يرجى خفض راية حركة أحرار الشام”. وهنا بدأت المعركة: رفض إعلاميو الحركة تلبية المطالب، وهاجم أحدهم المنظمين باستخدام السلاح الأبيض. أوقف المنظمون التظاهرة، فرد عليهم أحد الإعلاميين بوجوب تكملة التظاهرة وإلا سيضطرون إلى جلب المسلحين! إنقسمت التظاهرة إلى تظاهرتين، إحداهما تعد بالعشرات، وأخرى بالأرقام، وغادر الباقي المكان، وكوّن المنظمون جداراً بشريّاً يدافعون به عن قدسية تظاهرتهم، واستمرّ الوضع المتوتر لساعات.
صفحة دولة العراق وسوريا الإسلامية ( جبهة النصرة سابقاً ): “تظاهرة بالآلاف لتأييد الدولة الإسلامية، قام بفضها بنو علمان”.
تعليق من “خليجي حر”: “بارك الله بكم، اليوم بيضتم وجوهنا بالعملين الذين قمتم بهما، بقتلكم للنصيريين، وبتأييد الشارع لكم”.
دخل صديقي والدموع تعتصر عينيه: ” اغتيل محمد السعدو. محمد السعدو من أوائل المنشقين في درعا، يعمل في الكتيبة الطبية، دخل الرقة وساعد المئات من المجاهدين “. أكمل صديقي : ” كلّ ذنبه أنه طلب من المهاجرين أثناء قيامهم بإعدام النصيريين في ساحة الساعة بأخذ الجثث ودفنها في مكانٍ لائقٍ لبشري ؟ كلّ ذنبه أنه كان الأجرأ على إستنكار معظم ناشطي الحراك في الرقة؟”.
ولكن في النهاية، أليس هذا الهجوم المبكّر على الحركات الإسلامية مبالغاً فيه؟
ألا يوجد نظام، يحاول زرع الفتنة بين الفريقين المتحدين بالرغم من اختلافهما الايديولوجي؟
هذا ما اجتمع عليه لقاء لحوالي 500 ثائر من ثوار ما قبل التحرير، ليبقى موضوع اغتيال “حمودي”، وقياديين في المجلس العسكري المزمع تشكيله في الاسبوعين الأخيرين، معضلة وجدلية يشدها كلٌّ من الطرفين إلى طرفه، بسرعة ما زالت قليلة، يتمنى الشارع عدم زيادتها.
الطريق السورية الوعرة إلى «جنيف 2»: مفاوضات طويلة بلا وقف إطلاق نار
محمد بلوط
فرسان الملف السوري الثلاثة في خلوة مغلقة. السفراء، إريك شوفالييه الفرنسي، روبرت فورد الأميركي، وجون ويلكس البريطاني، التقوا في واشنطن لغربلة نتائج الاتصالات حول جنيف الثانية.
والدبلوماسيون الثلاثة، فرسان المشهد السوري، لصولاتهم في تجميع وتفكيك هياكل المعارضة السورية، وتحديد مواعيد مؤتمراتها، وأجندات عملها وبرامجها من تونس إلى اسطنبول فباريس فالدوحة. وقلما يجهل معارض سوري سلطة السفراء الثلاثة الذين يحملون كلام الغرب من عواصم أصدقاء سوريا إلى ربى ريف إدلب، ومعبر «باب الهوى».
والخلوة، كما وصفها معارض سوري في «الائتلاف»، تعمل للتعويض عن غياب آلية القرار في معارضة الخارج والتعجيل بالتصدي للاستحقاقات العاجلة: تحديد موقف واضح من «مؤتمر جنيف»، تعيين أعضاء الوفد المفاوض، والاتفاق على أجندة الموضوعات التي ستطرح خلال اللقاءات مع وفد النظام، للتوافق عليها في اجتماعات «الائتلاف» الأسبوع المقبل في اسطنبول.
وكان «الائتلاف» قد تقلب بين رفض مطلق لأي تفاوض مع النظام قبل رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وأركان نظامه عن السلطة، قبل أن تتولى «عربية» روبرت فورد
المترددة، إقناع أقطاب المعارضة في إنطاكيا بجنيف، «لأن مصالح أميركا تقتضي ذلك».
وقال معارض ائتلافي إن اللقاءات مع فورد في إنطاكيا أدت إلى إقناع المعارضة بالجلوس على طاولة المفاوضات، ولكن الائتلاف لا يملك آلية لتسمية أعضاء الوفد المفاوض، كما أنه لا يملك هو نفسه تفويضاً بذلك لأن ميثاقه يحرم عليه أي تفاوض مع النظام قبل تنحي الأسد.
ولأن الفشل في جنيف ممنوع، يقول مصدر ديبلوماسي فرنسي إن اجتماع واشنطن يعمل على تضييق احتمالات إخفاق الاجتماع التاريخي الأول بين النظام والمعارضة، بعد عامين من القتال.
ويقول المصدر الفرنسي إن الديبلوماسيين الثلاثة يعكفون على دراسة اقتراحات عدة لتركيبة وفد المعارضة إلى جنيف، والتوصل إلى صيغة تستجيب للتفاهمات الروسية الأميركية، وللتوازنات داخل المعارضة السورية، لا سيما بين قطبيها، في الداخل «هيئة التنسيق»، و«الائتلاف» في الخارج.
ومبدئياً، سيكون على المعارضة أن تختار ١٥ مندوباً إلى «جنيف الثانية»، يمثلون معارضتي الداخل والخارج.
وكشف مصدر في المعارضة السورية عن طبيعة الاتصالات التي أجراها الروس والأميركيون بشكل خاص، لوضع «جنيف» على سكة العمل، والتوافق المبدئي على سيناريو أولي للمؤتمر، يظل في جزء منه قابلاً للتعديل والتغيير، لكنه يوضح الأسس التي سيجتمع حولها سوريو النظام والمعارضة قبل انتصاف حزيران المقبل.
وكان الروس والأميركيون توصلوا إلى تفاهم أول الأمر، يقضي بأن يقوم كل طرف، بإقناع حليفه بالذهاب إلى جنيف، من المعارضة للأميركيين، ومن النظام للروس. لكن موسكو بدأت تعيد حساباتها بعدما تبين أن لا مشكلة مع النظام، وأن مصالحها تفرض وجودها على ضفتي الطاولة في جنيف، خصوصاً أن النظام، قد وضب أوراقه وأسماء ممثليه منذ وقت طويل.
وأعيد توزيع الأدوار في الأيام الأخيرة. فتولى الأميركيون مع فورد إقناع من لا يريد أن يولي وجهه شطر العاصمة السويسرية، وكعبة المفاوضات، أن يفعل، فيما تعهد الروس ليس إقناع النظام وحلفائه بالحضور فحسب، وإنما بالعمل جدياً على إنجاح المؤتمر والالتزام بالتعهدات.
وتقاسم الطرفان، وهذا هو الجديد، الاتصالات لتشكيل وفد المعارضة بطريقة متوازنة، وهو ما سينعكس منطقياً، على مستقبل العملية السياسية، ويسهل المفاوضات من خلال نفوذ الكبيرين على المفاوضين، من جميع الأطراف.
وأقنع فورد الائتلافيين الذين التقاهم في إنطاكيا بالمشاركة في «جنيف»، من جورج صبرا إلى فاروق طيفور وسمير نشار وعبد الأحد اصطيفو وسهير الأتاسي وسليم إدريس قائد المجلس العسكري الموحد، وحتى رياض الترك الذي حادثه عبر «السكايب».
وعرض فورد على الائتلافيين أن يبادل قبولهم بالمشاركة، ضمان غلبة «الائتلاف» في قيادة دفة الوفد التفاوضي في «جنيف».
ويقول قطب سوري معارض، إن أمراء الحرب في «الائتلاف»، كأحمد رمضان ومصطفى الصباغ، قد يخسرون كثيراً في المفاوضات، لذا يعارضون أي تقدم نحو «جنيف».
وحاول الأميركيون في الساعات الأخيرة الاستفادة من التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على تمثيل «الائتلاف» للشعب السوري، لفرض تماثل في المعاملة ما بين الحكومة السورية و«الائتلاف»، ودعوتهم إلى الجلوس على طاولة مستديرة من مستوى واحد.
فالأخير بات يحظى بشرعية دولية، تضاهي الحكومة القائمة في دمشق، ومن المفترض أن يكون قادراً على تأليف الوفد المفاوض وحده دون غيره من تشكيلات المعارضة.
وكان «الصقور» في التحالف الداعم لـ«الائتلاف»، فرنسا وقطر وتركيا، حاولوا إقصاء معارضة الداخل عن الوفد التفاوضي، ولا يزالون يجهدون في هذا السبيل يومياً من خلال الاتصالات الأوروبية والعربية واقتراح انضمام «هيئة التنسيق» و«تيار بناء الدولة» والتيارات المعارضة الداخلية الأخرى، إلى «الائتلاف»، والمشاركة في «جنيف» من ضمن وفد «الائتلاف»، وهو ما تلقى رفضاً من الجانب الروسي، ومن جانب معارضة الداخل أيضاً.
وتبدو ورقة التصويت الأخيرة في الجمعية العامة، أضعف مما يمكن استخدامه في المستقبل لفرض «الائتلاف» ممثلاً لسوريا في الأمم المتحدة. فلم يحصل المشروع القطري إلا على 107 أصوات، متراجعاً عن الـ133 التي جناها في آب الماضي في قرار دان النظام السوري.
واستطاع الروس تكوين كتلة حول موقفهم، بعيداً عن تعداد الدول، تجمع أهم المحاور الإقليمية والدولية والسكانية والاقتصادية الوازنة، من أميركا اللاتينية، إلى معظم الدول الإفريقية، والـ«بريكس» من الصين والهند والأرجنتين والبرازيل وجنوب إفريقيا.
ويقول ديبلوماسي غربي، «يعد ضربة للطموحات القطرية والغربية، تحد من إمكانات تقديم مشروع قرار في المستقبل يضع الائتلاف في مقعد سوريا الأممي».
وقال مصدر سوري معارض إنه في إطار التفاوض على الوفد المعارض، أعاد الروس حساباتهم من مسألة ضم علي حيدر وقدري جميل وجوزيف سويد و«التيار الثالث»، إلى وفد المعارضة.
وكانت الحكومة السورية تطالب بأن يجلس وزراء «الجبهة الشعبية للتغيير السلمي» على مقاعد الوفد المعارض في البداية. ولكن موسكو استشعرت خطر أن يؤدي ذلك إلى إضعاف معارضة الداخل المستقلة التي تمثلها «هيئة التنسيق» والتيارات القريبة منها لو قامت بتأييد دخولها قاعة المفاوضات إلى جانب المعارضة.
ومارس الروس ضغوطاً على الحكومة السورية لاستبعاد الفكرة، لكنها لن تستبعد نهائياً إلا إذا استقرت صيغة الوفد المعارض على مناصفة مقبولة بين «هيئة التنسيق» والتيارات المحيطة بها، وبين «الائتلاف» والكتل القريبة منه.
وتجري اتصالات عربية وأوروبية لجمع ممثلين من «هيئة التنسيق» و«الائتلاف» في فيينا أو القاهرة، للاتفاق على برنامج عمل مشترك في «جنيف»، وتشكيل وفد مشترك.
وجرى اقتراح رياض سيف رئيساً للوفد التفاوضي من الطرفين، بالتناوب مع هيثم مناع، عندما لا يسمح الوضع الصحي لسيف بتحمل أعباء الاجتماعات.
وتواجه تسمية مناع في رئاسة بالتناوب اعتراضاً من «صقور» التحالف في قطر وفرنسا وتركيا، وهم يقبلون به عضواً في الوفد التفاوضي في أقصى الأحوال، فيما لا يعترض الأميركيون على الاقتراح.
وقدمت ثماني دول أوروبية في رسالة مشتركة، اقتراحات بشأن العملية التفاوضية، رشح منها الدعوة إلى تشكيل وفد يضم من 10 إلى 20 عضواً مفاوضاً لضمان غالبية حقيقية في المؤتمر.
وتتجه «هيئة التنسيق» إلى تسمية خمسة من أعضائها إلى «جنيف»، هم هيثم مناع، منذر خدام، رجاء الناصر، صالح مسلم محمد، وجمال شيخ باقي.
ومن المنتظر أن يحدد اجتماع واشنطن صورة أولية لصيغة تمثيل «الائتلاف»، على أن يقوم الائتلافيون بتسمية أعضاء وفدهم في 23 من هذا الشهر، خلال اجتماع «اسطنبولي» موسع.
أما سيناريو المفاوضات، فيقول مصدر سوري تابع الاتصالات حولها، إن الاتفاق رسا بين الأميركيين والروس على سيناريو مفتوح، وألا يقتصر الموعد السويسري على لقاء واحد أو بضعة لقاءات.
ويعني السيناريو المفتوح، أن تكون اجتماعات جنيف عملية سياسية مديدة ومفتوحة وغير مقترنة بمهل أو مواعيد محددة لكي لا تفشل مسبقاً، وأن تستمر النقاشات فيها إلى حين التوصل إلى اتفاق على النقاط الأساسية بدءاً بالحكومة الانتقالية، فالإعلان الدستوري، قبل الانتقال إلى مجلس الأمن وتحويل الاتفاقات إلى قرار ملزم تحت البند السادس.
ويتوقع قطب من «الائتلاف» ألا يسبق المفاوضات وقف إطلاق نار. وسيكون من الصعب على المعارضة أن تفرض وقف العمليات القتالية في ما يتعدى بعض الجبهات التي تسيطر عليها وحدات قليلة من «الجيش الحر» التي تخضع لـ«المجلس العسكري الموحد».
وقال المعارض إن «هناك أكثر من 1200 كتيبة مقاتلة تتوزع على الأراضي السورية، وإن الأجنحة السلفية والجهادية لن تقبل بوقف إطلاق النار، والأرجح أن تبدأ عملية التفاوض بالطريقة الفييتنامية، أي أن تنعقد الاجتماعات في جنيف، فيما يستمر القتال على الأرض». وأضاف أن «إنجاح وقف إطلاق النار يقع على عاتق النظام بشكل أساسي، فإذا ما التزمت به وحدات الجيش، فسيدفع المجتمع المعارض إلى عزل القوى التي تعارض وقف العمليات القتالية».
حذرته من مواصلة ارسال اسلحة لحزب الله.. اوباما: لا توجد ‘وصفة سحرية’ لحل الأزمة
اسرائيل تهدد الأسد بإنهاء حكمه اذا حاول الرد على هجماتها
واشنطن ـ دمشق ـ بيروت ـ القدس العربي ـ وكالات: اقر الرئيس الامريكي باراك اوباما الخميس بعدم وجود اوصفة سحريةب لانهاء النزاع الدامي في سورية لكنه وعد بمواصلة العمل مع شركائه على هذا الملف، في الوقت الذي عرض فيه المرصد السوري لحقوق الانسان على صفحته الخاصة على موقع ايوتيوبب فجر الخميس شريطا يظهر قيام اجبهة النصرةب بإعدام عناصر موالين للنظام السوري في شرق البلاد، من دون تحديد ما اذا كان هؤلاء جنودا او تاريخ تصوير الشريط.
جاء ذلك فيما صعدت اسرائيل من لهجتها تجاه الرئيس السوري بشار الاسد وحذرته بإسقاط حكمه، إذا ما حاول الرد على الهجمات الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي على مواقع سورية، ونفت ما تردد عن عدم تحقيق مباحثاتها مع روسيا الأخيرة حول الملف السوري أي نتائج.
وجاء التحذير على لسان مسؤول إسرائيلي، حيث أنذر في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية الرئيس الأسد من مغبة الرد على الهجمات الإسرائيلية في سورية، بالقول ‘إن مثل هذا الرد سواء كان مباشرا أو بواسطة تنظيمات إرهابية قد يؤدي إلى إسقاط نظام حكمه’.
من جهة اخرى ذكرت صحيفة انيويورك تايمزب الخميس ان اسرائيل حذرت سورية من مواصلة ارسال شحنات اسلحة متطورة الى حزب الله، في تلميح الى انها تنوي شن غارات جوية جديدة لمنع نقل هذه الاسلحة.
وقال مسؤول اسرائيلي للصحيفة طالبا عدم كشف هويته ان ‘اسرائيل مصممة على مواصلة جهودها لمنع ارسال اسلحة متطورة اضافية الى حزب الله. نقل مثل هذه الاسلحة الى حزب الله سيزعزع استقرار المنطقة برمتها ويعرضها للخطر’.
وتابع المسؤول الذي اتصل بالصحيفة الاربعاء ‘اذا رد الرئيس السوري بمهاجمة اسرائيل او محاولة ان يطال اسرائيل عن طريق ارهابيين، فإنه سيعرض نظامه للخطر لأن اسرائيل سترد’.
ومن جهته جدد اوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في البيت الابيض التأكيد على ان الرئيس السوري بشار الاسد ايجب ان يرحلب مبديا تصميمه على اتشديد الضغوط الدوليةب على نظامه.
قال أوباما انه يحتفظ بحق اللجوء لمجموعة من الخيارات الدبلوماسية والعسكرية اذا حصل على دليل حاسم على ان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد استخدمت اسلحة كيماوية في الحرب الاهلية في البلاد.
واضاف انه يوجد دليل على استخدام اسلحة كيماوية في سورية لكن من المهم الحصول على امعلومات اكثر تحديداب لتأكيد ذلك قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد.
وقبل ذلك بساعات قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان العناصر الذين تم اعدامهم ‘هم من الموالين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، لكن لم نتمكن من معرفة ما اذا كانوا جنودا نظاميين’.
وفي الشريط الذي تبلغ مدته دقيقة و11 ثانية، يبدو شخص ملثم يقرأ بيانا مكتوبا، وقد جثم امامه عدد من الاشخاص المعصوبي العينين. ويقول ‘حكمت المحكمة الشرعية في جبهة النصرة في المنطقة الشرقية بدير الزور بالقتل على هؤلاء العسكر المرتدين لما قاموا به من مجازر ضد اهلنا واخواننا في سورية’.
وعلى وقع صيحات التكبير، يبدأ الرجل الذي وقف خلفه عنصران ملثمان يحملان علمي الجبهة التي بايعت تنظيم القاعدة، باطلاق الرصاص من مسدسه على رؤوس العناصر الذي بدا منهم تسعة في الشريط، قبل ان يطلق الرصاص على آخرين غير ظاهرين.
وبعد اطلاق رصاصة على رأس كل منهم، يسمع صوت من يعتقد انه عنصر من الجبهة يقول لحامل المسدس ااجهز عليهم’، ليعود هذا الاخير ويطلق الرصاص مجددا على رأس بعض العناصر الممدين ارضا.
وفي حين قال المرصد انه لم يتمكن من التثبت من تاريخ التصوير، عرضت مواقع الكترونية جهادية الشريط نفسه، قائلة انه يعود الى العام 2012، ويظهر ‘اعدام جنود الاسد في مدينة التبني بريف دير الزور’.
وميدانيا قالت المعارضة السورية إن مقاتليها هاجموا قاعدة مهمة للجيش ونقاط تفتيش في مدينة درعا الخميس في محاولة لاستعادة أراض خسروها لصالح القوات الحكومية بالقرب من الحدود الأردنية.
وبات مقاتلو المعارضة في موقف دفاعي في الأسبوع الماضي عندما استعادت القوات الحكومية بلدة خربة غزالة على الطريق السريع الرئيسي بين دمشق والأردن.
وقالت المعارضة إن مئات المقاتلين المزودين بقاذفات صواريخ ومدافع مضادة للطائرات نقلوا الخميس لفرض حصار على قيادة اللواء 52 وهو أحد أكبر قواعد الجيش السوري في محافظة درعا.
وتقع القاعدة على مسافة 80 كيلومترا تقريبا جنوبي دمشق في قلب منطقة حصينة كانت عادة بمثابة خط دفاع جنوبي لحماية العاصمة السورية.
هآرتس: اسرائيل اخطأت في تقدير قوة نظام الاسد وتقسيم سورية لثلاث دول السيناريو الانسب لتل ابيب
تل ابيب ـ (د ب ا) – صرح مسؤول عسكري اسرائيلي بارز بأن بلاده اخطأت في تقديراتها لقوة نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ونقلت صحيفة “هآرتس ” الاسرائيلية في موقعها الالكتروني الجمعة عن المسؤول قوله مؤخرا في محادثات مغلقة إن اسرائيل اخطأت في تقديراتها بشان وتيرة سقوط الاسد في سورية.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول، الذي لم تكشف عن هويته، القول إن اسرائيل “قللت” من قوة الاسد وقوة الدائرة الداخلية للنظام السوري. واضافت ان هناك خلافات في الرأي داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بشأن مايمكن توقع حدوثه في سورية وماهي النتائج التي من شأنها أن تصب في مصلحة إسرائيل.
وقالت الصحيفة ان الراي الذي مفاده ان سقوط الاسد وتولى المعارضة مقاليد السلطة سيكون مفيدا لاسرائيل، اصبح اقل قبولا في الاونة الاخيرة، لانه تبين ان تغلل العناصر الجهادية وعناصر تنظيم القاعدة صار اكثر عمقا واوسع نطاقا، مما كان متوقعا في الاصل.
وتابعت الصحيفة أن هناك من يعتقد انه يجب على اسرائيل ان تستعد لسيناريو بقاء الاسد في السلطة ان لم يكن في دوره السابق كرئيس “لسورية الكبيرة”، فعلى الاقل في وضعه الحالي الذي يحكم فيه قبضته على السلطة في دمشق والممرات المؤدية للمدن الساحلية الكبيرة.
واشارت الصحيفة الى أن هذا السيناريو الذي سينطوى على تفكيك سورية الى ثلاث دول منفصلة، يرجح ان يكون الانسب بالنسبة لاسرائيل.
غير ان المؤسسة العسكرية تؤكد ان جميع السيناريوهات محتملة في سورية وان تغييرا في السياسة من قبل الغرب سيؤدى الى تدخل عسكري يمكن ان يميل الكفة تجاه طرف او الاخر.
تأتي تصريحات المسؤول الاسرائيلي في الوقت الذي اعلن فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان بلاده ستستكمل بيع المنظومة الصاروخية المتقدمة المضادة للطائرات اس -300 لسورية.
وتشير تصريحات لافروف الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فشل خلال محادثاته في روسيا الاسبوع الماضي في اقناع الرئيس فلاديمير بوتين بعدم المضي قدما في الصفقة.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال ” في وقت متأخر أمس الخميس أن روسيا تعزز وجودها البحري في مياه البحر المتوسط القريبة من سورية.
وقالت أن روسيا ارسلت 12 سفينة حربية، أو أكثر من ذلك، للقيام بدوريات في المياه القريبة من قاعدتها البحرية بميناء طرسوس السوري.
يشار الى ان روسيا تؤيد بقوة نظام الاسد واستخدمت حق النقص (الفيتو) في مجلس الامن لمنع صدور قرارات تتضمن اجراءات صارمة ضد سورية.
رئيس المخابرات الأمريكية طالب إسرائيل بالامتناع عن القيام بعمليات عسكرية منفردة في سورية
تل أبيب ـ (يو بي اي) ذكرت صحيفة إسرائيلية أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه)، جون برتر، التقى خلال زيارة خاطفة إلى إسرائيل مع كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون ورئيس أركان الجيش بيني غانتس، وطالبهم بالامتناع عن شن عمليات عسكرية منفردة في سوريا.
وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) اليوم الجمعة، إن زيارة برنر المفاجئة إلى إسرائيل أمس جاءت على أثر التخوّف الأميركي من تصعيد في المنطقة على خلفية “تهديدات (أمين عام حزب الله السيّد حسن) نصر الله بالعمل ضد إسرائيل في هضبة الجولان، والشعور الأميركي بأن إسرائيل خائبة الأمل من عجز إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حيال التدهور المتصاعد في سوريا”.
وأضافت الصحيفة أن التقديرات هي أن الإدارة الأميركية أرسلت برنر إلى إسرائيل “بهدف تنسيق سياسة مشتركة بين الدولتين ومنع إسرائيل من العمل منفردة في سوريا”.
ووفقا للصحيفة، فإن الرسالة الإسرائيلية التي تم تسليمها إلى برنر خلال محادثاته مع نتنياهو ويعلون وغانتس، هي أن “إسرائيل لا يمكنها الجلوس بهدوء إذا استمر إرسال سلاح متطور من سوريا إلى حزب الله”.
كذلك بحث المسؤولون الإسرائيليون مع برنر الموضوع النووي الإيراني، وقالت الصحيفة إن إسرائيل تحض الولايات المتحدة على الإعلان عن فشل القناة الدبلوماسية مع إيران والتلويح بخيار عسكري ذي مصداقية وتشديد العقوبات.
نيويورك تايمز: روسيا أرسلت صواريخ جوّالة متطوّرة مضادة للسفن إلى سورية
نيويورك ـ (يو بي اي) نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية عن مسؤولين أميركيين، أن روسيا أرسلت صواريخ جوّالة متطورة مضادة للسفن إلى سوريا، اعتبروها سلاحاً يقوّض جهود المجتمع الدولي الرامية إلى دعم المعارضة السورية.
وقال المسؤولون المطلعون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إن روسيا أرسلت في السابق نوعاً من صواريخ “ياختون”، غير أنهم أشاروا إلى أن الصواريخ التي تم إرسالها مؤخراً مجهزة بنظام رادار متطور يجعلها أكثر فعالية من الصواريخ المرسلة سابقاً، في ما اعتبروه تأكيد على الدعم الروسي لنظام الرئيس السوري، بشار السد.
وأشاروا إلى أن هذه الصواريخ، على عكس صواريخ “سكود” وغيرها من الصواريخ أرض – أرض الطويلة المدى التي استخدما نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ضد قوات المعارضة، موضحين أن نظام “ياخونت” الدفاعي المضاد للسفن يوفّر للنظام السوري سلاحاً فاعلاً لتقويض جهود المجتمع الدولي الرامية إلى دعم المعارضة السورية، من خلال فرض حظر بحري، أو فرض منطقة محظورة الطيران، أو شن عمليات قصف جوية محدودة.
واعتبر المسؤول في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأقصى والمسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية، جيفري وايت، أن ترسانة سوريا المعزّزة “إشارة إلى الالتزام الروسي بالحكومة السورية”.
ويذكر أن دورية “جين” للدفاع البريطانية أشارت إلى أن سوريا طلبت من روسيا نظام ياختون الدفاعي من روسيا عام 2007، واستلمت البطاريات الأولى في أوائل العام 2011، مشيرة إلى أن الطلبية الأولى شملت 72 صاروخاً، و36 مراكب إطلاق، ومعدات دعم.
وأضافت أن البطاريات جوّالة ما يصعّب مهاجمتها، وتتألف كل واحدة منها من صواريخ، ومنصة لإطلاق 3 صواريخ، وعربة إدارية.
وأشارت إلى أن طول الصواريخ يبلغ نحو 6 أمتار و700 سنتيمتراً، وتحمل كل واحدة منها رؤوساً حربية عالية التفجير أو خارقة للدروع، ويبلغ مداها نحو 290 كيلومتراً.
وأوضحت أنه يمكن توجيه هذه الصواريخ باتجاه الموقع العام للهدف من خلال رادارات طويلة المدى، غير أنها لفتت إلى أن لكل صاروخ راداره الخاص يساعده في الهروب من أنظمة دفاع السفن وتصويبه باتجاه الهدف مع اقترابه منه.
وكان الكرملين، أعلن الثلاثاء الماضي، أن أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، اجتمعا في موسكو، حيث بحثا مسألة بيع منظومات “أس – 300″ الروسية لسوريا.
ويُعتقد أن نتنياهو توجه إلى روسيا في مهمة إقناع القيادة الروسية بالعدول عن توريد صواريخ الدفاع الجوي إلى سوريا.
الخزانة الأمريكية : الخطوط السورية نقلت أسلحة من إيران وقناة الدنيا بثت إعترافات منتزعة قسرا
واشنطن – وسعت الحكومة الأمريكية العقوبات المفروضة على سوريا فضمت الى قائمتها السوداء اربعة وزراء سوريين وشركة طيران وقناة تلفزيون تقول انها تساعد حكومة الرئيس بشار الأسد في حربها على قوى المعارضة.
وفي اليوم نفسه وصفت وزارة الخارجية محمد الجولاني بأنه إرهابي لكونه قائد جبهة النصرة وهي من أكثر الجماعات فعالية في قتال قوات الرئيس بشار الأسد لكنها تعهدت الشهر الماضي بالولاء لأيمن الظواهري زعيم القاعدة.
وتبرز هذه الخطوة المأزق الذي تواجهه الولايات المتحدة إذ أنها تحبذ الإطاحة بالأسد لكنها تخشى العناصر المتشددة على نحو متزايد في صفوف المعارضة.
وكانت واشنطن فرضت عقوبات على سوريا منذ بدء الانتفاضة على الأسد التي مضى عليها عامان وتحولت إلى حرب أهلية بين حكومة الأسد وقوى المعارضة قتل فيها ما يقدر بنحو 80 ألفا.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن شركة الخطوط الجوية السورية -المملوكة للدولة- ساعدت الحرس الثوري الإيراني في نقل شحنات غير قانونية من بينها صواريخ ومدافع مضادة للطائرات وذخيرة لمساعدة الحكومة السورية.
واتهمت الولايات المتحدة قناة الدنيا التلفزيونية الخاصة بمساعدة الأسد في الدعاية لنظامه من خلال بث اعترافات منتزعة قسرا.
وتقول وزارة الخزانة ايضا ان قناة الدنيا ساعدت الحكومة في عرض أسلحة وهمية مضبوطة واعتقال اشخاص اجرت معهم مقابلات.
ووضعت وزارة الخزانة على قائمتها السوداء ايضا اربعة مسؤولين سوريين هم وزراء الدفاع والصحة والصناعة والعدل في إطار خطواتها الموسعة لاجهاض أنشطة الحكومة.
وتقول الحكومة الأمريكية إن وزير الدفاع فهد جاسم الفريج كان مسؤولا عن الجيش السوري اثناء الغارات الجوية وعمليات الاعدام للمدنيين.
وقال ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية في بيان : ستواصل وزارة الخزانة استخدام كل ما لديها من أدوات لكشف وتفكيك الشبكات المالية لهؤلاء المسؤولين عن الحملة البشعة للحكومة السورية لقمع شعبها.
وتحظر العقوبات الجديدة للخزانة على المواطنين الأمريكيين اجراء اي تعامل اقتصادي مع المسؤولين والشركات وكذلك تجميد اموالهم داخل الولايات المتحدة. ومع انه من غير المتوقع ان يكون لدى المسؤولين أموال في البنوك الأمريكية إلا ان كثيرا من البنوك الأجنبية تتجنب التعامل مع شركات وأشخاص تضعهم الولايات المتحدة على قائمتها السوداء.
أوباما وآردوغان متفقان على ضرورة تخلي بشار الأسد عن السلطة
واشنطن-(د ب ا): لم يطرح الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حلولا سهلة للأزمة السورية، بعدما استنفدا وقتا طويلا من اجتماع بينهما في البيت الأبيض الخميس لبحث الصراع الذي أسفر بالفعل عن مقتل ما لا يقل عن 70 ألف شخص.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي مع اردوغان فى واشنطن : لاتوجد اي وصفة سحرية للتعامل مع موقف عنيف وصعب بشكل استثنائي مثل الوضع في سورية.
واحتلت الأزمة السورية وقتا طويلا من مباحثات الزعيمين، حيث بحثا أفضل السبل لدعم المعارضة السورية وتحسين المساعدات الإنسانية وتكثيف الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح أوباما انه يحتفظ بخيار اتخاذ خطوات دبلوماسية وعسكرية ردا على اي استخدام للاسلحة الكيميائية من جانب سورية ، مشددا على أن بلاده لن تتصرف بمفردها.
وقال الرئيس الأمريكي انه ناقش مع اردوغان دعم السوريين الذين لجأوا الى تركيا بنقل المساعدات إليهم بينما سيتواصل الضغط على نظام الأسد ودعم المعارضة والدفع نحو اقامة سورية ديمقراطية بدون الأسد.
واكد أوباما على اهمية دور تركيا في عملية الانتقال وجمع السلطة والمعارضة في سورية على طاولة المفاوضات ، مشددا على الاتفاق على ضرورة رحيل النظام الحالي وقيام سورية خالية من طغيان الأسد وتكون سببا للاستقرار في المنطقة.
وقدم اوباما تعازيه في ضحايا التفجيرات التي وقعت في جنوب شرق تركيا السبت الماضي واودت بحياة اكثر من اربعين شخصا واصابة اكثر من 100 شخصا .
من جانبه قال اردوغان ان تركيا على اتفاق تام مع الولايات المتحدة بشأن الكثير من النقاط المتعلقة بالازمة السورية بما في ذلك انه يتعين على الاسد ان يتخلى عن السلطة وان استخدام الاسلحة الكيميائية مرفوض وانه لايتعين على سورية ان تصبح ملاذا للارهابيين ويتعين حماية الاقليات.
واضاف : وجهات نظرنا متطابقة .. سوف نواصل بحث مانستطيع عمله سويا”.
الصواريخ الروسية لابتزاز الغرب
بعد وقت قصير من عودته الى الصين يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، زيارة عاجلة الى روسيا للقاء الرئيس بوتين. خلفية هذا اللقاء يقظة كبيرة في النشاط حول الموضوع السوري، بما في ذلك تنفيذ هجمات ضد أهداف في سوريا، تعزى لاسرائيل؛ زيارات في روسيا لمسؤولين كبار من الدول الغربية؛ وبيان من روسيا حول نيتها توريد صواريخ اس 300 لسوريا. مما أحدث العناوين الرئيسية الكبرى. وسبقت زيارة رئيس الوزراء الحالية اتصالات بين روسيا واسرائيل، وعلى رأسها مكالمة بينه وبين الرئيس بوتين، الامر الذي يثير التساؤلات حول سبب الزيارة هل هو بالفعل موضوع صواريخ اس 300 آنفة الذكر. وبالمقابل، جرت هذه الايام زيارات لشخصيات رفيعة المستوى الى موسكو. حيث زارها وزير الخارجية الامريكي جون كيري، ولاحقا رئيس الوزراء البريطاني دافيد كمرون. وكان الموضوع المركزي لمحادثاتهما مع بوتين ومع وزير الخارجية لافروف، هو الموضوع السوري. وبالفعل، واضحة للعيان نشاطات حثيثة حول الموضوع السوري تقوم بها القوى العظمى الغربية واسرائيل حيال روسيا بالذات. فماذا يعني هذا؟
منذ بداية الحرب الاهلية في سوريا، تحولت روسيا بالتدريج الى لاعب رائد في الجبهة السورية، يجسد استراتيجية منع التدخل الاجنبي من الخارج (بادوات سياسية وعسكرية)، استراتيجية تتيح للاسد قدرة افضل لصد قوات الثوار. وتستخدم هذه الاستراتيجية عمليا كرافعة ضغوط على اللاعبين الدوليين والاقليميين الاخرين (الولايات المتحدة والناتو من جهة وتركيا ومحافل المحور السني من الجهة الاخرى). وبالتوازي مع هذه النشاطات المذكورة، تنكب روسيا على حث بدائل لايجاد تسوية في الموضوع السوري، بدائل تضمن مكانتها المستقبلية في الشرق الاوسط، الى جانب بقاء المحور الراديكالي ايران، سوريا وحزب الله باسنادها. وفضلا عن ذلك، تستغل روسيا ‘الرافعة’ السورية لتحقيق حلول حيوية لها في الساحة العالمية، في الاحتكاك الذي بينها وبين الغرب (والتي تتضمن قائمة طويلة من المسائل).
ولكن حتى الان، وان كانت واضحة للعيان انجازات روسيا في سياستها في سوريا، فانها لم تنجح بعد في انتزاع تنازلات غربية هامة بشأن شروط التسوية التي تقترحها في هذه الدولة حتى وقت أخير مضى على الاقل. والان يتبين أن التطورات الاخيرة تدفع الدول الغربية، اغلب الظن، الى اعادة النظر في مواقفها غير المساومة تجاه فهم روسيا للتسوية المستقبلية في سوريا. وفي هذا السياق تطرح تساؤلات حول قدرة الثوار في التغلب على النظام دون مساعدة عسكرية حقيقية من الخارج، الامر الذي يبدو الان عمليا أقل فأقل، الى جانب عدم الارتياح من مسيرة الاسلمة المتصاعدة في أوساط معسكر المعارضة السورية.
وبالفعل، ليس في هذا ما يكفي للاقتراب من الموقف المقترح من روسيا. وبروح هذه الامور تبدو أيضا النشاطات الهجومية المنسوبة لاسرائيل، والتي عرضها الروس كاعداد لخيار التدخل العسكري الخارجي في صالح الثوار، الامر الذي تعمل روسيا على منعه قدر المستطاع.
وعلى هذه الخلفية بدأت التطورات المذكورة الاخيرة. أولا، زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى موسكو (7 8 ايار 2013)، حيث بحثت ضمن امور اخرى بتوسع المشكلة السورية، هذه المرة مع ميل اوضح مما كان في الماضي. وسبقت الزيارة مكالمات هاتفية بين الرئيس بوتين والرئيس اوباما، وزيارة المستشارة دونيلون الى موسكو، حيث رفع، على ما يبدو، رسائل من الرئيس اوباما حول الاستعداد الامريكي للتعاون في المسائل الحيوية لروسيا. وقد انتهت زيارة وزير الخارجية كيري، كما يبدو، بتحقيق تفاهمات حول سوريا، حيث بشر الطرفان رسميا بموافقتهما على انعقاد مؤتمر دولي للبحث في تسوية الامور في هذه الدولة. والنموذج المتبلور هو على ما يبدو اقامة حكومة انتقالية بمشاركة المعسكرين السوريين. وما ينشأ عن هذه الصورة، هو تنازل الولايات المتحدة عن رحيل الاسد كشرط لمواصلة المفاوضات، ولكن بالتوازي، استعداد روسيا ايضا للتنازل عن دعمها للاسد، لاحقا. كما اعلن عن اللقاءات المتوقعة بين الرئيسين بوتين واوباما (في اطار الثمانية الكبار في ايرلندا الشمالية في 17 18 حزيران 2013 ولاحقا في روسيا، في لقاء العشرين الكبار الذي سينعقد في ايلول 2013)، والتي يفترض أن تؤدي الى ترتيب جملة المواضيع غير المحلولة التي على جدول أعمالهم.
بعد خروج كيري، زار موسكو ايضا رئيس الوزراء البريطاني، دافيد كمرون، وهو الاخر بحث مع بوتين، ضمن باقي المواضيع، اساسا في الموضوع السوري وتناول بعطف فكرة المؤتمر الدولي المذكور، وعلى رأسها فكرة اقامة حكومة انتقالية سورية، كخطوة مناسبة. وعلم أن مثل هذا المؤتمر سينعقد بالفعل ما نهاية شهر ايار 2013. ولكن، بالنسبة للزيارتين ادعى الطرف الروسي، الذي رغم التفاهمات الطيبة التي تحققت في هذه المحادثات، بقيت الفوارق بين مواقف الاطراف كبيرة. وفي نفس الوقت، جرى الهجوم على الاهداف السورية، المنسوب كما يذكر الى اسرائيل.
بعد وقت قصير من ذاك الهجوم، نشر موضوع توريد صواريخ اس 300 الى سوريا، وبعد ذلك علم بالاتصالات التي اديرت بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس بوتين وعن النية لعقد زيارة في روسيا. وبالنسبة لامكانية تزويد سوريا بصواريخ اس 300 فان العقد في هذا الموضوع هو من العام 2010. ولكن الصواريخ لم تزود لسوريا، ولا حتى لايران، وذلك في اطار التفاهمات في هذه المسألة والتي كانت تحققت مع روسيا. وقد طرح الموضوع من جديد في صيف 2012، وفي حينه ايضا لم يخرج الى حيز التنفيذ. هناك من يقول، في اعقاب طلب اسرائيل (نذكر زيارة بوتين الى اسرائيل في حزيران 2012). تكرار الموضوع، مترافقا مع بيان، تهكمي بعض الشيء من وزير الخارجية الروسي، لافروف، بشأن عدم التوقيع على عقود جديدة لتوريد الصواريخ و ‘فقط’ تنفيذ تلك الموجودة، يثير التساؤل. فالنية الروسية هي أغلب الظن استخدام موضوع الصواريخ كرافعة ضغط لمنع التدخل العسكري الاجنبي في سوريا وكذا ايضا تحقيق تنازلات اخرى في المفاوضات مع الغرب حول بلورة تسوية في سوريا، في اطار المؤتمر المذكور.
لا ينبغي تجاهل نجاعة هذه الرافعة، والدليل هو الزيارات المذكورة لدى بوتين والتي تسمح له برفع مستوى مكانة روسيا في الجدال الدائر في الموضوع السوري.
كما ان زيارة نتنياهو الى روسيا ستبحث هي الاخرى الموضوع في ظل استعداد روسي لتنازلات مختلفة، وعلى رأسها في مسألة الصواريخ، ولكن واضح أن مثل هذه الامور لا تتم بدون مقابل.
تسفي مغين
نظرة عليا – مقال – 16/5/2013
اسرائيل تهدد: سنواصل ملاحقة حزب الله.. واي رد متأخر على الغارات يعني قلب نظام الاسد
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ ‘بي بي سي’ تقول انها استمعت الى شهادات تثبت استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي، وطيب رجب اردوغان في واشنطن يحمل معه ادلة اخرى ويدفع الادارة نحو موقف اكثر حسما مع بشار الاسد، في الوقت الذي حذرت فيه اسرائيل النظام من مغبة استمرار نقل الاسلحة المتقدمة الى حزب الله. فقد نقلت ‘نيويورك تايمز′ عن مسؤول اسرائيلي بارز تلميحه الى هجمات جديدة ضد سورية لمنع حدوث هذا، ووصلت التلميحات الى تهديدات باسقاط النظام السوري ان فكر بالرد.
ونقلت عنه قوله ‘اسرائيل مصممة على منع نقل الاسلحة المتقدمة لحزب الله’، مضيفا ان ‘نقل هذه الاسلحة لحزب الله سيؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة كلها’.
واضاف المسؤول ‘اذا رد الرئيس الاسد بالهجوم على اسرائيل او حاول ضربها من خلال جماعاته الارهابية… فانه سيخاطر بخسارة نظامه، لان اسرائيل ستنتقم’. وقالت الصحيفة ان المسؤول حصل على معلوماته من صناع القرار الاسرائيليين الكبار. وتقول الصحيفة ان الهدف من هذه التصريحات غير واضح. فهي اما تحاول منع سورية من الرد بتحذيرها او انها تلميحات للدول الاخرى عن نيتها القيام بغارات جديدة. ويقول محللون ان التهديدات ربما لم تكن موجهة لسورية لكن لحزب الله وداعمته الرئيسية ايران، خاصة ان الحزب هدد باستخدام الاسلحة التي ستزوده بها ايران قريبا للرد على اسرائيل. وتأتي التحذيرات بعد مضي اسبوعين على غارتين اصابتا وحدة لقوات الحرس الجمهوري ومخزنا للسلاح، واخرى على مطار دمشق الدولي كانت تهدف لتدمير شحنة اسلحة قادمة من ايران لحزب الله. وشهدت المنطقة الحدودية بين سورية واسرائيل اطلاق قذائف في الاونة الاخيرة، الا ان الوضع لم يصل حالة من التصعيد الخطير، ومع ذلك فتصريحات المسؤول الاسرائيلي تحمل الكثير من الرسائل حيث قال ان ‘ اسرائيل حتى هذا الوقت امتنعت عن التدخل في الحرب الاهلية في سورية، وستظل هذه السياسة قائمة طالما امتنع الاسد عن الهجوم على اسرائيل مباشرة او غير مباشرة’. مشيرا الى ان اسرائيل ستواصل في الوقت نفسه ‘ستواصل سياستها باعتراض محاولات تعزيز قوة حزب الله’. وتقول الصحيفة نقلا عن محللين اسرائيليين وامريكيين ان اسرائيل لا توجد لديها دوافع للتدخل في سورية لكنها قلقة من نقل الاسلحة المتقدمة لحزب الله اضافة لقلقها من ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية. وبحسب عاموس يالدين، المسؤول الامني السابق والذي يعمل مديرا لمعهد دراسات الامن القومي في تل ابيب ان توقيت التحذير مرتبط بامر قريب الحدوث ومحاولة اسرائيل لمنعه. وإما ان يكون ردا اسرائيليا متأخرا على الغارات، قرب وصول شحنة اسلحة من ايران الى حزب الله او عملية تقوم بها جماعة مرتبطة بسورية في الجولان. اما الجهة الاخرى المقصودة بالرسالة فقد تكون روسيا حيث اعلنت عن صفقة تراه اسرائيل خطيرة ومغيرة للعبة وهي صواريخ مضادة للطائرات اس اي -17 وصواريخ ‘ياخنوت’ المضادة للسفن الحربية.
لم تبدأ بعد
وتتركز الآمال على المؤتمر الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا لجمع كل اطراف الازمة السورية، والذي ينظر اليه كخطوة على طريق الحل. وفي هذا السياق تساءل السفير البريطاني السابق في العراق جيرمي غرينستوك، عن نفع النشاطات الخارجية لسورية، وماذا ستنفع الخطة الامريكية ـ الروسية لانهاء الحرب هناك. مشيرا الى ان الحرب الاهلية في سورية لم تبدأ بعد ويجب بذل جهود حثيثة لاحتوائها. وقال ان الثورة التي اندلعت في درعا قبل اكثر من لم تكن لتندلع لو لم يقدم التونسيون والمصريون والليييون المثال لاهلها، حيث جمع اهل المدينة شجاعتهم وانطلقوا ضد النظام القمعي الذي لم يعودوا يتحملون مضايقاته.
ولعل مشكلة الثورة السورية نابعة من طبيعتها فهي بدون تنظيم او قيادة، ولم يكن لدى المنتفضين اية فكرة عمن سيحل محل النظام الحالي. ويقول غرينستوك ان الانتفاضة في سورية ليست حركة عصيان مدني بالمعنى الكلاسيكي اكثر من كونها انتفاضة دموية مفككة وموزعة مما سمح بدخول مقاتلين اكفاء ومتمرسين من الخارج والذين يمثلون الجماعات المتطرفة تقاتل اليوم نظاما منهكا فاقدا لشرعيته، ومع ذلك من الصعب القضاء عليه في القريب العاجل. ومن هنا يقول ان التدخل العسكري الخارجي لن يقدم اي نوع من الحلول. مذكرا بدروس السنوات الـ 12 الماضية التي قدمت امثلة عن الاثار غير المقصودة من التدخلات العسكرية، خاصة عندما يتحول الطرف المتدخل الى عدو.
لن تغير من الواقع
ويرى الكاتب انه حتى لو حصل المقاتلون على اكثر الاسلحة فتكا فلن يغيرهذا من الواقع شيئا، لسبب بسيط وهو امكانية وقوعها في يد الجماعات الخطأ، بالاضافة لذلك فان تسليح الغرب للمعارضة سيعطي مبررا لداعمي سورية- ايران وروسيا- لمضاعفة جهودهما في تسليحه. وكسفير عمل في العراق اثناء الغزو فهو يقول ان حربي العراق وافغانستان علمتنا دروسا صعبة يجب ان لا نتجاهلها، فبدون خطة سياسية قابلة للتطبيق فأي تدخل عسكري لن يكون الا وصفة لتعميق واطالة امد المشكلة. وهنا يتساءل عما يمكن للدبلوماسية ان تقدمه؟ ويقول انه حتى ينجح المؤتمر الدولي فيجب اولا الاعتراف ان سورية بسبب موقعها وطبيعتها تهدد المنطقة، حيث يتأثر كل من لبنان والاردن بالمشكلة مباشرة. كما ان انخراط الجهاديين في الحرب يزيد من هذه. اما الامر الثاني فهو تلكؤ المجتمع الدولي عن دعم المنظمات التابعة الامم المتحدة وتلك غير الحكومية التي تحاول مساعدة العدد الضخم من المشردين السوريين، فهم الاكثر معاناة في اي صراع حدث في هذا القرن ويضعون مشاكل على الدول الجارة. اما السبب الثالث وهو الاهم فمتعلق كما يقول بمرحلة ما بعد الاسد، فالحرب الاهلية قادمة لسورية، اي انها لم تبدأ بعد.
كلهم يحملون السلاح
ولعل تحذيرات غرينستوك مهمة لكن المعارضة ترى في مطلب التسليح مشروعا وصمام امان لها في اي حوار مع النظام، حيث اقترح مسؤول ملف سورية في الخارجية البريطانية ان موضوع التسليح اصبح محلا للمقايضة مع المعارضة ، حيث تربط هذه بين حصولها على السلاح الثقيل وقبولها الدخول في مفاوضات مع الاسد. وقال المسؤول انه صار بامكان كل الاطراف في سورية الحصول على الاسلحة باستثناء ‘الرجال الطيبين’. وقد تحدث المسؤول امام مجلس العموم قائلا ‘نحاول دفع المعارضة للتفاوض مع الاشخاص الذين لا يريدون التفاوض معهم، ولكن ظروف الواقع السياسي تقول انه من اجل جلبهم للطاولة فيجب علينا رفع الحظر عن نقل السلاح اليهم، هذا هو الوضع ببساطة، فهم بحاجة الى محفزات’. ودافع المسؤول عن محاولات بريطانيا لرفع الحظر بقوله ان القيود الحالية على التسليح تقوم بدفع السوريين نحو التطرف. واقترح المسؤول ان الاسلحة يمكن نقلها الى جماعات بعد التأكد من خلو ملفاتها من التطرف وانتهاكات حقوق الانسان، حيث قال ان ‘كل الجماعات تحصل على السلاح باستثناء الرجال الاخيار. وهذا يعني انهم يصبحون اكثر تطرفا’ لعدم حصولهم عليه. وحذر من ان المتطرفين هم الذين يربحون الان في سورية، لانهم قادرون على تقديم الامن والخدمات في المنطقة التي تعيش فراغا في السلطة فيما لا يستطيع الاخيار عمل ذلك، مما يؤدي الى تردي الوضع ‘انا لا اقول ان الاجابة بالضرورة هي ان نرمي عليهم شحنة من الاسلحة وكل ما اقوله ان الوضع اخطر من القول ‘لا نريد وضع زيت على النار المشتعلة’.
وفي اجابة على سؤال قال ‘لماذا تريد المعارضة منا لتعديل قرار الحظر، لانهم يريدون الشعور بوجود ضمان، حيث يمكنهم الجلوس على طاولة المفاوضة واثقين من وجود بديل’.
ارهابية
وترتبط محاولات الحكومة البريطانية بتسليح المعارضة السورية بالجهود المبذولة في الامم المتحدة لتصنيف جبهة النصرة المؤثرة في سورية كجماعة ارهابية حيث قالت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ان الامم المتحدة ستضع ‘جبهة النصرة’ على قائمة الجماعات الارهابية المصنفة لديها، وذلك بعد ان صنفتها امريكا نهاية العام الماضي. وبحسب الصحيفة فبعد ان يتم المصادقة على القرار الذي يأمل مسؤولون اوروبيون ان يتم في غضون ايام، ومن لجنة تابعة لمجلس الامن فستخضع الجبهة لكل العقوبات التي تنبني على هذا القرار بما فيها عقوبات اقتصادية، والحظر على سفر عناصرها وتجميد ارصدة مالية تابعة لها. ويأمل المسؤولون الاوروبيون ان يؤدي الحظر الدولي على الجبهة من حرمانها من الدعم المالي، وان يؤدي الى تمييز بين الجبهة التي اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة الشهر الماضي وبقية الجماعات المقاتلة التي لا تشاركها في الايديولوجية. ونقلت عن مسؤول له علاقة بالمداولات قوله ان ‘هناك ادلة كثيرة من بيانات الجبهة والمعلومات الاخرى تظهر انها ذراع من اذرعة القاعدة في العراق’. واضاف ان جبهة النصرة ‘اعلنت عن ولائها للفرع العراقي ولها صلات مع تنظيم القاعدة (الام)،وعليه فيجب ان تخضع للعقوبات’. وعبر المسؤول عن امله من ان يؤدي هذا القرار الى ‘ دعم المعتدلين الذين يشعرون بالتهديد من المتطرفين. ونعرف من هم الرجال الطيبون ولهذا فنحن ندعمهم. وسيساعدنا هذا القرار على بناء آلية لايصال الدعم للجماعات التي لم تخضع للعقوبات’. وكانت الحكومة السورية قد طالبت الامم المتحدة بتصنيف النصرة والجماعات الموالية كجماعات ارهابية. وجاء في الطلب السوري ان النصرة نفذت 600 عملية ارهابية تشمل تدمير مدارس ومستشفيات، اضافة الى تدنيسها للاماكن المقدسة واغتيال الشخصيات الدينية واختطاف الموظفين التابعين للامم المتحدة. وقالت ان كلا من فرنسا وبريطانيا قدمتا طلبا منفصلا للجنة الخاصة بالقاعدة وسيصادق عليه هذا الاسبوع. وينظر لهذه الجهود على انها محاولة لدفع الدول الاوروبية لرفع الحظر على تصدير السلاح للمعارضة وذلك في اجتماع سيناقش الموضوع نهاية الشهر الحالي.
خالد الحمد:آكل القلوب
وتحول خالد الحمد (ابو صقار)، قائد كتيبة عمر الفاروق الذي ‘اكل رئتي جندي سوري’ الى حديث الساعة واصبح رمزا للعنف والوحشية التي تتسم فيها الثورة السورية اليوم. فتصرف الحمد اثار شجب المجتمع الدولي وسبب ضررا للقضية. ومن هنا يتساءل صحافيون غطوا الحدث السوري عن السبب الذي دفع المقاتل الى هذا العمل، فحسب مراسل صحيفة ‘اندبندنت’ فقد كان ابو صقار الى وقت قريب من الثوار المعروفين والذين يشاد ببطولتهم في بابا عمرو في حمص. واكثر من هذا فكتيبته نالت ايضا الثناء على وقوفها امام المتطرفين داخل صفوف المقاتلين. وقام هو وجماعته باعتقال محمد العبسي، قائد مجموعة من الجهاديين الاجانب الذين يعتقد انهم اختطفوا مصور بريطانيا. ويقول كيم سيجبونتا مراسل الصحيفة انه قضى وقتا مع مقاتلي الفاروق، ولم يلاحظ اية دعوة من قادتها او افرادها الى بناء دولة اسلامية.
مفتي سورية: ما يجري في سورية حرب خارجية هدفها تدمير المقاومة والوحدة
دمشق ـ د ب أ: أكد مفتي سورية أحمد بدر الدين حسون أن ما يجري في سورية ‘حرب خارجية، هدفها تدمير فكر المقاومة وفكر الوحدة’. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن حسون القول في مؤتمر في بيروت الخميس: ‘سورية تدفع ثمن التحريض والفتنة منذ سنتين إلى الآن’.
ودعا إلى ‘وضع مناهج جديدة للتدريس في كل المدارس الشرعية لإعادة النظر في الفكر المذهبي الذي استغله السياسي والطامع ببلادنا ليحقق رغباته الدنيئة’.
من جانبه ، رأى نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله أن هناك ‘قرارا غربيا خارجيا يهدف إلى انتزاع سورية من قلب معادلة المقاومة نظاما وجيشا وشعبا’ ، موضحا أن المخرج الوحيد للأزمة في سورية هو الحل السياسي الذي ‘يوقف التدمير المنهجي الذي يخدم إسرائيل فقط’.
العربي يؤكد أهمية تدخل مجلس الأمن من أجل وقف إطلاق النار في سورية
القاهرة ـ الرياض ـ د ب أ: أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أهمية تدخل مجلس الأمن الدولي من اجل وقف إطلاق النار في سورية على غرار مواقف المجلس حيال العديد من الأزمات الدولية .
وقال العربي، أمام الاحتفالية التي نظمتها الجامعة العربية الخميس لزوجات السفراء والمندوبين الدائمين بالجامعة العربية في زيارة غير مسبوقة لهن لمقر الأمانة العامة للجامعة ‘من المؤسف أننا وصلنا إلى مرحلة لا يمكن تصور ما ستؤول إليه’، موضحا أهمية المقترح الروسي الأمريكي بعقد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة السورية.
وأعرب العربي عن تطلعه لأن يسهم المؤتمر الدولي المرتقب في حل الأزمة السورية وبما يتفق مع الشرعية الدولية، مؤكدا حق الشعب السوري في تحقيق الديمقراطية وتقرير مصيره مثلما حدث في دول الربيع العربي الأخرى .
وأكد العربي حرص الجامعة العربية على تشجيع دور المرأة وتمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في ظل المتغيرات التي تمر بها دول المنطقة ، مشيرا إلى أهمية الدور الذي تضطلع به المرأة العربية في النهوض بالمجتمع وتحقيق التنمية فيه بالمشاركة جنبا إلى جنب مع الرجل.
وقال إن الجامعة تفخر بأن لديها العديد من السيدات اللائي يتبوأن المناصب الرفيعة في الإدارات المختلفة ويسهمن بدور فاعل ونشط في مجالات العمل العربي المختلفة.
وشدد العربي على ضرورة تشجيع المرأة العربية على المزيد من المشاركة السياسية خاصة حيال القضايا العربية الراهنة وفي صدارتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية .
ونبه العربي إلى أن الأزمة السورية وصلت إلى مرحلة خطيرة لا يمكن السكوت عليها في ظل استمرار شلال الدم وعمليات التهجير والنزوح .
واستعرض الأمين العام الإجراءات التي اتخذتها الجامعة العربية حيال الأزمة السورية منذ اندلاعها وحتى الآن من اجل الوصول إلى حل سياسي .
ومن جهتها أكدت السعودية أن ‘جرائم النظام السوري ضد المدنيين تتجاوز حدود الخيال الإنساني’، مشيرة إلى تزايد عدد الضحايا الذي بلغ أكثر من 80 ألف قتيل، فضلا عن مئات الآلاف من المصابين وملايين المشردين.
وقال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله يحيى المعلمي ، في كلمة المملكة أمام اجتماع الجمعية العامة بنيويورك حول النزاعات المسلحة والوضع في سورية، والتي وزعت في الرياض الخميس، إن’ القوات الحكومية (السورية) ازدادت ضراوة في مواجهة الشعب السوري’.
وأضاف: ‘تنوعت وسائل القمع والقتل حتى شملت بالإضافة إلى الدبابات الثقيلة والمدفعية، القصف بالصواريخ والطيران واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين فضلاً عن سياسة الحرب والتدمير الشاملة التي تعامل بها النظام مع عدد من المدن والقرى السورية’.
وتابع: ‘رغم إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة في العامين الماضيين قرارات كان آخرها القرار رقم 76 / 183 فى 20 / 12 / 2012 حول الوضع في سورية، إلا أن النظام وأعوانه تمادوا في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين وجرائم العنف الجنسي والتطهير العرقي والتعذيب بأساليب وأشكال تتجاوز حدود الخيال الإنساني في الوقت الذي تضاءلت فرص الحل السلمي بسبب تعنت النظام ورفضه الانصياع لإرادة شعبه ولنداءات المجتمع الدولي’.
وانتقد السفير السعودي، مندوب سورية لدى الأمم المتحدة، قائلا: ‘لقد استمعنا إلى مندوب الجمهورية العربية السورية يؤصل الموضوع وكأنه صراع بين سورية وقطر أو سورية والسعودية’.
وأضاف أن ‘الصراع هو بين النظام الحاكم والشعب السوري وأن أي تحوير لذلك هو مخالفة للحقيقة’.
كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار عربي يدين تصاعد أعمال العنف والقتل في سورية ويستنكر استمرار السلطات السورية في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان .
وقال الزياني في بيان وزع في الرياض اليوم الخميس إن ‘القرار الذي تقدمت به دولة قطر نيابة عن مجموعة من الدول، يمثل خطوة مهمة و ضرورية في إطار الجهود التي تبذل، إقليمياً و دولياً، من أجل وضع حد للمأساة المؤلمة التي يعيشها الأشقاء السوريون’، مشيراً إلى أن القرار يعبر عن رفض معظم دول العالم واستنكارها الشديد للجرائم التي ترتكب بحق الشعب العربي السوري.
وأعرب ‘عن أمله في أن تلتقي إرادة المجتمع الدولي على ضرورة حماية الشعب السوري من القتل والتشريد وتحقيق تطلعاته المشروعة في الحرية والكرامة بعيدا عن المصالح الآنية الضيقة’.
لافروف وبان كي مون: لتنظيم مؤتمر حول سوريا بأسرع وقت
دعا وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم، إلى تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا بأسرع ما يمكن لحقن الدماء. فيما أدرجت الولايات المتحدة، مساء أمس، زعيم «جبهة النصرة» التي تحارب النظام السوري وكذلك أربعة وزراء في الحكومة السورية بينهم وزير الدفاع على اللائحة السوداء للإرهاب.
وإثر مباحثات، بمدينة سوتشي جنوب روسيا على البحر الأسود، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات السورية إلى السماح لفريق خبراء الأمم المتحدة بدخول البلاد بهدف التثبت من اتهامات باستخدام السلاح الكيميائي في المعارك بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا «يجب أن يتم بأسرع ما يمكن»، مضيفاً إنه «الآن من المهم معرفة من سيشارك فيه من الجانب السوري، وإلا فلن يقع شيء. كما أنه من اللازم الاتفاق على الدول التي ستشارك فيه».
ومضى بان في الاتجاه ذاته، مؤكداً أن هذا المؤتمر يجب أن يعقد «بأسرع ما يمكن لأن التوقعات كبيرة». ومن المقرر أن يلتقي بان لاحقاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من ناحية أخرى، قال الأمين العام إن خبراء المنظمة «على استعداد للتوجه إلى مواقع» في سوريا يشتبه باستخدام سلاح كيميائي فيها.
فيما قال لافروف إنه «لا يفهم» كل الاحتجاجات على بيع أسلحة روسية للسلطات السورية، مشدداً على «أننا لا نخفي أننا نزود سوريا بأسلحة دفاعية بموجب عقود موقعة دون انتهاك الاتفاقيات الدولية».
وأوضح «نحن نزود سوريا أساساً بأسلحة دفاعية على صلة بأنظمة دفاع جوي، وهو أمر لا يؤثر البتة على القوات المنتشرة في المنطقة».
وكانت روسيا قد أكدت نهاية الأسبوع الماضي بعد أيام من الهجمات الإسرائيلية الدامية على مواقع قرب دمشق أنها بصدد «وضع اللمسات الأخيرة» على صفقة لتسليم سوريا أنظمة أرض _ جو متطورة أس ــ 300 المعادلة لنظام باتريوت الأميركي.
واشنطن: 4 وزراء وزعيم «جبهة النصرة» على لائحة الإرهاب
في سياق منفصل، أدرجت واشنطن زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني على لائحة الإرهاب العالمية بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، قائلة إن تنظيم «القاعدة» في العراق كلفه فرض الشريعة الإسلامية في أنحاء سوريا.
و«النصرة» التي انضمت إلى قوى المعارضة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد سبق أن أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الإرهابية، السنة الماضية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أنه «في ظل قيادة الجولاني، ارتكبت «جبهة النصرة» عدة هجمات انتحارية في كافة أنحاء سوريا»، مضيفة «أن الكثير من هذه الهجمات أوقع قتلى مدنيين سوريين أبرياء».
وتابعت أن الجولاني «أعلن في أشرطة فيديو أن هدفه الأخير هو إطاحة النظام السوري وفرض الشريعة الإسلامية في البلاد».
من جهتها، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية على لائحتها السوداء أربعة أعضاء في الحكومة السورية وهيئتين هما الخطوط الجوية السورية لأنها تنقل أسلحة وقناة «الدنيا» التلفزيونية الخاصة لأنها تبث اعترافات تحت الضغط.
واستهدفت العقوبات وزير الدفاع فهد جاسم الفريج ووزير الصحة سعد عبد السلام النايف ووزير الصناعة عدنان عبدو السخني ووزير العدل نجم حمد الأحمد.
وقالت وزارة الخزانة، في بيان، إنه في ظل قيادة الفريج «قامت قوات الجيش السوري بقتل مدنيين سوريين بشكل غاشم»، وكذلك نددت بوقوع «إعدامات تعسفية وشن ضربات جوية عشوائية» على المدنيين.
وقال مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين «نحن مصممون على استهداف الأنشطة التي تؤدي إلى الوضع الإنساني المريع في سوريا»، مضيفاً أن ذلك يشمل «قيام قوات الأسد بقتل عشوائي للمدنيين ونقل أسلحة إلى الحكومة السورية واستغلال مواقع الثقة لنقل معلومات إلى النظام أو حتى لنشر دعاية النظام».
(أ ف ب)
أوباما ــ أردوغان: اللاءات السورية تعود من جـــديد
وكأنّ جون كيري لم يزر موسكو. كلام أوباما ــ أردوغان يوم أمس يعيدنا أسابيع إلى الوراء. تهديدات بخيار عسكري ضد دمشق في حال تأكد استخدامها «الكيميائي»، ومستقبل سوريا لا يحضر فيه بشار الأسد
غاب روح «جنيف 2»، ليحلّ «جنيف 1» بحسب التفسير الغربي في اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، فيما أعلنت باريس أنها تريد إقناع موسكو بضرورة تنحي الأسد، في وقت عادت فيه لندن إلى «قاعدة أدلتها الكيميائية» التي «تتوسع».
وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، ضرورة أن تصبح سوريا حرة من سيطرة الرئيس بشار الأسد، مؤكداً الاستمرار في العمل مع الشركاء الأتراك لتقديم الدعم الإنساني ودعم الجهد الدولي لانتقال سياسي من دون الأسد. وأشار إلى أن تركيا ستضطلع بدور أساسي في جمع أطراف من النظام والمعارضة الأسبوع المقبل. وقال الرئيس الأميركي إنّه يحتفظ بحق اللجوء لمجموعة من الخيارات الدبلوماسية والعسكرية إذا حصل على دليل حاسم على أن دمشق استخدمت أسلحة كيميائية في الحرب في البلاد. وأضاف إنّ هناك دليلاً على استخدام أسلحة كيميائية، وإنه سيتم الإعلان عن هذه المعلومات عمّا قريب. ورأى أنّ من المهم الحصول على «معلومات أكثر تحديداً» لتأكيد ذلك قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد.
بدوره، قال أردوغان إنّ «لدينا آراء مشتركة حول سوريا»، وشدّد على أنه «يجب وضع حدّ للأزمة السورية، وهي مسألة نتفق عليها مع أميركا، ودعم المعارضة وضرورة رحيل الأسد». وأضاف إن استخدام الأسلحة الكيميائية ملف مطروح على المجتمع الدولي.
في السياق، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنّ موسكو ستواصل العمل من أجل حلّ الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن دون أي تدخل من الخارج. وقال، عقب لقاء نظيره الجنوبي أفريقي جيكوب زوما، «روسيا وجنوب أفريقيا اتفقتا على مواصلة تنسيق مواقفهما من الملف السوري».
من جهته، شدّد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، على ضرورة إقناع موسكو بأنّ «مصلحتها تكمن في تنحي (الرئيس) بشار الأسد»، مؤكداً أن باريس تشارك في الجهود الدبلوماسية الدولية للتوصل إلى حل سياسي للنزاع. وفي مؤتمر صحافي، رأى أنّ حل النزاع السوري «لا يمكن أن يقوم به بلدان فقط، بل ينبغي أن يتم ذلك مع المجتمع الدولي برمته».
في موازاة ذلك، حذّر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، من مغبة فشل المؤتمر الدولي بشأن سوريا، داعياً إلى تشكيل حكومة انتقالية في أقرب وقت ممكن. وجدّد كاميرون دعمه للمبادرة الروسية الأميركية، قائلاً إنّ ضغوطاً يجب أن تمارس على طرفي الصراع بغية التوصل إلى تشكيلها وبدء ما وصفه بالمفاوضات التفصيلية الملائمة. وعبّر كاميرون عن قلقه من احتمال أن يطول التخطيط لمؤتمر السلام في جنيف. وشدد على ضرورة التحرك سريعاً لوقف إراقة الدماء في سوريا، موضحاً أنّ مبعث قلقه يكمن في «أن ندخل عملية أطول من اللازم… ينبغي القيام بتحرك عاجل الآن والضغط على المشاركين للاجتماع والاتفاق على حكومة انتقالية يمكن أن يقف وراءها الجميع في سوريا».
وتقاطعت هذه التصريحات مع بيان أممي، قال إنّ الأمين العام بان كي مون التقى كاميرون، وبحث معه سبل الدفع بطرفي النزاع إلى حضور المؤتمر بوفود جادة واستعداد حقيقي على حدّ تعبير البيان.
في السياق، نقلت وكالة «أنترفاكس» الروسية عن مصدر في الأمم المتحدة توقعه أن ينعقد مؤتمر «جنيف 2» بين 10 و12 من حزيران المقبل.
من ناحية أخرى، صرّح وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، بأن قاعدة الأدلة التي تثبت استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي لا تزال تتوسع. وقال، في تصريح صحافي، «حصلنا على معلومات جديدة بأن القوات الحكومية السورية استخدمت السلاح الكيميائي من جديد. إن عدم تقديم النظام السوري السماح بدخول خبراء الأمم المتحدة إلى البلاد يجعلنا نفترض أنه يريد إخفاء حقيقة ما يحدث».
في غضون ذلك، جدّد وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلله، «رفض بلاده تسليح المعارضة السورية»، معتبراً أن «ضمان عدم وصول المساعدات العسكرية الأوروبية إلى الإرهابيين أمر غير مضمون». وشكّك، في الوقت ذاته، بأن إرسال السلاح سيساهم في تقليل أعداد القتلى.
إلى ذلك، انتقد الرئيس التركي، عبد الله غول، ردّ الفعل العالمي على الأزمة السورية، أمس، قائلاً إنه يقتصر على «الأقوال»، مضيفاً إنّ بلاده لم تتلق مساعدة تذكر لمواجهة تدفق الأعداد الهائلة من اللاجئين السوريين عليها. وقال غول، في بلدة الريحانية، حيث أسفر تفجير سيارتين ملغومتين عن مقتل 51 شخصاً مطلع هذا الأسبوع، إن «مساهمة المجتمع الدولي في المساعدات المالية التي تقدمها تركيا لمن يمرون بمواقف صعبة مجرد مساهمة رمزية».
ميدانياً، تمكّن الجيش السوري من استعادة السيطرة بالكامل على بلدتي الجربا والبحارية بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا». وكانت عمليات الجيش قد بدأت في الجربا والبحارية بعدما أحكم سيطرته على بلدتي العبادة والغريفة في الرابع من الشهر الجاري، وعلى بلدة العتيبة في 23 نيسان الماضي. في حين، سقطت قذيفتا هاون في ساحة السيوف في مدينة جرمانا، ما أسفر عن إصابة 9 مواطنين بجراح.
وفي محافظة حمص، قتل 3 أشخاص وأصيب آخرون في تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري قرب مفرق على طريق حمص مصياف، في وقت أعاد فيه الجيش السوري فتح «أوتوستراد إدلب _ باب الهوى» بعدما قطعت المعارضة المسلحة الطريق وأقامت سواتر ترابية.
في موازاة ذلك، أظهر تسجيل فيديو، أمس، مقاتلين من «جبهة النصرة» في سوريا وهم يعدمون 11 رجلاً. وقال منفذ الإعدام، في التسجيل، إنّ المحكمة الشرعية لمنطقة دير الزور قضت بإعدام هؤلاء الرجال الذين وصفهم بأنهم جنود مرتدّون ارتكبوا مذابح في سوريا.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)
مي سكاف… ساعات في مصيدة الأمن
وسام كنعان
يبدو أنّ تعاطي النظام السوري لن يتغيّر على رغم مرور أكثر من سنتين على حمام الدم الذي كان هو المسؤول الأول عن جرّ البلاد إليه. بعدما أطلقت الذراع الأمنية سراح الممثلة زينة ظرّوف (راجع المقال)، اعتقلت النجمة المعارضة مي سكاف عند أحد الحواجز الأمنية في دمشق قبل أن يعاد إطلاق سراحها في حوالي العاشرة ليلاً وفق ما أفادت الناشطة لينا محمد في حديثها مع «الأخبار». وأضافت أنّ صديقتها اتصلت بها فور إطلاق سراحها بعد احتجازها في أحد الفروع الأمنية لساعات.
وكان المحامي والناشط السوري أنور البني أوّل مَن كشف خبر اعتقال سكاف حين ذكر تفاصيل القصة عبر صفحته الشخصية على الفايسبوك. وذكر أنّ «عناصر الأمن السوري اعتقلت ظهر اليوم (الأمس) سكاف أثناء عودتها إلى منزلها في مشروع دمر». وتابع محامي المعتقلين السوريين إنّ «اعتقال الفنانة الحرّة يؤكد أنّ السلطات السورية تسعى وراء خنق كل صوت ثقافي وسياسي «. أما التهمة التي وجِّهت لسكاف، فقد كانت جاهزة في سنين السلم وهي «وهن نفسية الأمة وإضعاف الشعور القومي». وقد يضاف عليها في سنين الحرب «التحريض على العنف والإرهاب».
منذ فترة والشائعات تلاحق مؤسِّسة «معهد تياترو للفنون»، وقد انتشرت أخبار عن نية النظام محاكمتها تحت قانون الإرهاب (الأخبار 30/8/2012). اللافت أنّ نجمة «العبابيد» التي سبق أن اعتُقلت لأربعة أيام عشية تنظيمها تظاهرة المثقفين الشهيرة في تموز (يوليو) 2011، لم تغادر دمشق لأنها تنوي البقاء في مدينتها مهما كلف الثمن. وفور انتشار خبر اعتقال سكاف، امتلأت صفحات الناشطين والفنانين المعارضين (هيثم حقي، يارا صبري، ريما فليحان، رولا ذبيان) بتعليقات طالبت بالإفراج عنها، ثم عادت لتهنئها بالسلامة وتنفي شائعة مقيتة روّجت لوفاتها. وسارعت قناة «العربية» إلى نقل خبر الاعتقال مقابل تعتيم من قنوات الإعلام الرسمي وحليفاته. وقال السيناريست السوري فؤاد حميرة لـ «الأخبار» بأنّ «هناك تضاداً وصراعاً بين نظام يخاف الكلمة والفكر، وبين أصحاب الكلمة والفكر. نظام يسيء إلى المثقفين، ويفلت شبيحته لإهانة الفكر والمفكرين، هو نظام فاقد للفكر وللثقافة».
هكذا أعطى النظام السوري في سياسته الغبية فرصة إضافية لشتمه من قبل معارضيه، وأعاد مي سكاف بشكل موفق إلى الأضواء!
فايز سارة والنظام «المجنون»
في حديثه مع «الأخبار»، شنّ الكاتب المعارض السوري فايز سارة هجوماً عنيفاً ضد النظام السوري، وقال: «يمثّل اعتقال مي سكاف وزينة ظرّوف جزءاً من النهج المجنون الذي يواصله النظام في تدمير سوريا والسوريين وسط أكاذيب متلاحقة». وتساءل: «هل إنّ مي سكاف وزينة ظرّوف من تلك الفئة التي يحاربها النظام؟ ترى أي نظام هذا الذي يعتقل مثلهما؟». وختم «إنّه النظام ذاته الذي يقتل أطفالاً ونساء، ويشرّد السوريين داخل البلاد وخارجها، ويجعلهم في حالة ومأساة لم يعيشوا مثلها منذ أن خلقت سوريا قبل سبعة الآف عام».
أميركا تفرض عقوبات جديدة على سوريا
وضعت أميركا أربعة وزراء سوريين وشركة طيران وقناة تلفزيونية على القائمة السوداء لأنّهم يساعدون حكومة الرئيس السوري، بينما وصفت الخارجية قائد جبهة النصرة محمد الجولاني بالارهابي.
بيروت: وسعت الإدارة الأميركية قائمة الأشخاص والمؤسسات السوريّة التي تفرض عليها العقوبات، فضمت إلى القائمة السوداء يوم امس الخميس أربعة وزراء سوريين، بالاضافة الى شركة للخطوط الجوية وقناة تلفزيونية، قالت إنهم يساعدون الرئيس السوري بشار الأسد. وفي اليوم نفسه، وصفت الخارجية الأميركية قائد جبهة النصرة محمد الجولاني بـ”الارهابي”، بعدما أعلن الشهر الماضي ولاءَه إلى زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
وتبرز هذه الخطوة المأزق الذي تواجهه الولايات المتحدة إذ أنها تحبذ الإطاحة بالأسد لكنها تخشى العناصر المتشددة على نحو متزايد في صفوف المعارضة.
وكانت واشنطن فرضت عقوبات على سوريا منذ بدء الثورة السورية قبل عامين، والتي تحولت إلى ما يشبه الحرب الأهلية بين حكومة الأسد وقوى المعارضة، وقد قتل فيها ما يقدر بنحو 80 ألفًا.
القائمة السوداء
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن شركة الخطوط الجوية السورية -المملوكة للدولة- ساعدت الحرس الثوري الإيراني في نقل شحنات غير قانونية من بينها صواريخ ومدافع مضادة للطائرات وذخيرة لمساعدة الحكومة السورية.
واتهمت الولايات المتحدة قناة الدنيا التلفزيونية الخاصة بمساعدة الأسد في الدعاية لنظامه من خلال بث اعترافات منتزعة بالقوة. وتقول وزارة الخزانة أيضاً إن قناة الدنيا ساعدت الحكومة في عرض أسلحة وهمية مضبوطة واعتقال أشخاص أجرت معهم مقابلات.
ووضعت وزارة الخزانة على قائمتها السوداء أيضاً أربعة مسؤولين سوريين هم وزراء الدفاع والصحة والصناعة والعدل في إطار خطواتها الموسعة لإجهاض أنشطة الحكومة، وتقول الحكومة الأميركية إن وزير الدفاع فهد جاسم الفريج كان مسؤولاً عن الجيش السوري أثناء الغارات الجوية وعمليات الإعدام للمدنيين.
وقال ديفيد كوهين، مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، في بيان: “ستواصل وزارة الخزانة استخدام كل ما لديها من أدوات لكشف وتفكيك الشبكات المالية لهؤلاء المسؤولين عن الحملة البشعة للحكومة السورية لقمع شعبها”.
دليل قاطع على استخدام الكيميائي
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس إنه قد يلجأ الى مجموعة من الخيارات الدبلوماسية والعسكرية ضد حكومة الأسد إذا حصل على دليل حاسم على أنها استخدمت أسلحة كيماوية في الحرب الأهلية الدائرة بالبلاد.
وتحظر العقوبات الجديدة للخزانة على المواطنين الأميركيين إجراء أي تعامل اقتصادي مع المسؤولين والشركات، وكذلك تجميد أموالهم داخل الولايات المتحدة. ومع أنه من غير المتوقع أن تكون لدى المسؤولين أموال في البنوك الأميركية، إلا أن كثيراً من البنوك الأجنبية تتجنب التعامل مع شركات وأشخاص تضعهم الولايات المتحدة على قائمتها السوداء.
وفي عام 2011 جمدت الولايات المتحدة جميع الأموال السورية لديها وحظرت على المواطنين الأميركيين القيام باستثمارات جديدة أو تقديم خدمات تصدير إلى سوريا، وفرضت أيضاً عقوبات على الحكومة والبنك المركزي وشركات النفط السورية، وأكثر من 100 شخص آخرين.
روسيا زودت الأسد بصواريخ متطورة
وذكرت صحيفة نيورك تايمز نقلاً عن مسؤولين اميركيين اطلعوا على تقارير استخبارية سرية أن روسيا ارسلت صواريخ مضادة للسفن متطورة جداً الى سوريا، في خطوة تعبر عن الدعم الروسي العميق للحكومة السورية وقائدها الرئيس بشار الأسد . وكانت روسيا قد ارسلت في السابق الى سوريا أيضاً نوعاً من الصواريخ يدعى “يخونت” إلا أن تلك التي أرسلت حديثاً مزودة برادارات متطورة ما يجعلها أكثر فعالية.
اما صحيفة وول ستريت جورنال فذكرت ان روسيا ارسلت عشر سفن حربية للقيام بدوريات في منطقة قاعدة طرطوس البحرية وهي بادرة اعتبرها مسؤولون اوروبيون واميركيون رسالة هدفها ردع الدول الغربية واسرائيل عن التدخل في النزاع السوري.
ونددت تسيبي ليفني وزيرة العدل الاسرائيلية وعضو الحكومة الامنية فيها، الجمعة ببيع روسيا اسلحة الى سوريا. وقالت ليفني “ان تسليم اسلحة لسوريا ليس بالتاكيد عنصرا ايجابيا ولا يساهم في استقرار المنطقة، بل بالعكس”. واكدت ليفني بعد اجتماعها بتل ابيب مع وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي “من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها”.
في الاثناء وصل مدير المخابرات المركزية الاميركية جون برينان مساء الخميس الى اسرائيل في زيارة غير معلنة مخصصة اساسا لسوريا وذلك بعد يومين من لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي الرئيس الروسي.
وكان فلادمير بوتين حذر نتانياهو لدى لقائهما من اي عمل يفاقم زعزعة الوضع في سوريا اثر الغارات الاسرائيلية الدامية قرب دمشق بداية ايار (مايو). وحاول نتانياهو اقناع بوتين بالتخلي عن تسليم سوريا انظمة ارض-جو فائقة التطور قادرة على اعتراض طائرات في الجو او صواريخ موجهة.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/812490.html
النظام السوري تفنن في تعذيب المعتقلين في الرقة
زار باحثون حقوقيون مقرات أمن الدولة والاستخبارات في الرقة بعد أن سيطر مقاتلو المعارضة وكشفوا عن تعرض معتقلين للاحتجاز القسري والتعذيب. وأعلنت الأمم المتحدة اليوم أن عدد اللاجئين السوريين الذين هربوا منذ بداية النزاع تجاوز المليون ونصف.
نيويورك: كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان أنها عثرت على وثائق وأدلة مادية تشير إلى تعرض معتقلين للاحتجاز القسري والتعذيب في مدينة الرقة السورية حينما كانت تخضع لسيطرة الحكومة.
وزار باحثون مقرات أمن الدولة والاستخبارات العسكرية في الرقة في أواخر أبريل (نيسان) الماضي بعد أن وقعت تحت سيطرة قوات المعارضة المسلحة على البلدة. وأوضح الباحثون أن وثائق وزنازين وغرفا للتحقيق وأدوات التعذيب التي عثر عليها هناك جاءت متوافقة مع الوصف الذي قدمه معتقلون سابقون.
ونقلت فرانس برس عن الباحثة في هيومان رايتس ووتش لاما فقيه قولها إنه على الرغم من أن المنظمة أجرت مقابلات عديدة للغاية مع معتقلين سابقين خلال الصراع الذي يمتد لعامين، فإن “الدخول إلى المنشأة يجعل الأمر واقعيا للغاية بكثير”. وأضافت “نعلم أن هناك أشخاصا لا يزالون معتقلين ويخضغون لمثل هذه الممارسات”.
وكانت المنظمة نشرت في يوليو (تموز) الماضي ما وصفته “بأرخبيل التعذيب” في سوريا حيث “يعتقد أن عشرات الآلاف من المعتقلين محتجزون ويعانون سوء المعاملة”.
عدد اللاجئين السوريين تجاوز المليون ونصف
من جانبها وأعلنت الامم المتحدة الجمعة ان عدد اللاجئين السوريين الذين لجأوا الى الدول المجاورة منذ بداية النزاع تجاوز المليون ونصف واعربت عن قلقها من تدفقهم بكثرة منذ كانون الثاني/يناير بوتيرة حوالى ربع مليون لاجئ جديد شهريا.
وقال الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة دان ماكنورتون في ندوة صحافية إن “عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا بلادهم تجاوز المليون ونصف”. واوضحت المفوضية ان نحو 473 الف لاجئ سوري استقروا في الاردن و470 الفا في لبنان و347 الفا في تركيا ونحو 147 الفا في العراق و67 الفا في مصر ونحو عشرة الاف في بلدان شمال افريقيا.
لكن الوكالة الاممية رجحت ان يكون العدد الحقيقي “أكبر بكثير”. وأكد ماكنورتون ان المفوضية قلقة خصوصا من “تعاظم الهوة اكثر فاكثر بين الحاجات والموارد المتوفرة”. وسجلت المفوضية منذ كانون الثاني (يناير) نحو مليون لاجئ وهو ما يعادل وتيرة 250 الف لاجئ في الشهر كما قال المتحدث.
واضاف ان خلال الاشهر الاربعة الاخيرة عاينت المفوضية تدهور الوضع مؤكدا ان “اللاجئين يقولون لنا ان اشتداد المعارك والتغييرات التي طرأت على السيطرة على المدن والقرى وخصوصا في مناطق النزاعات، دفعت بمزيد من الناس الى الرحيل”.
وفي لبنان مثلا يتقدم يوميا اكثر من 4200 شخص للتسجيل لدى المفوضية التي سجلت في نيسان (أبريل) اكثر من تسعين الف لاجئ اي عشرة اضعاف العدد المسجل في نيسان (أبريل) 2012، الامر الذي يدفع بالوكالة الى فتح مراكز تسجيل جديدة.
واسفرت الحرب الدائرة في سوريا عن سقوط اكثر من 94 الف قتيل حسب المرصد السوري لحقوق الانسان ونزوح 4,25 ملايين شخص داخل البلاد حسب الامم المتحدة، ويقدر عدد سكان سوريا بنحو 22 مليون نسمة. ويوجد اكبر عدد من النازحين في حلب حيث أحصي نحو مليون و250 الف شخصا وفي الارياف من حول العاصمة دمشق حيث يوجد 700 الف شخص.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/812539.html
أميركا وتركيا تتفقان على حشد المجتمع الدولي ضد الأسد ومساعدة المعارضة سياسيا
أوباما: لا توجد وصفة سحرية لكيفية لرحيل الأسد * أردوغان: سأناقش مع عدة دول كيفية تسريع عملية الانتقال السياسي
واشنطن: هبة القدسي
شدد الرئيس الأميركي على اتفاقه مع رئيس الوزراء التركي حول ضرورة الدفع لتحقيق عملية انتقالية في سوريا وضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد مع الاستمرار في حشد المجتمع الدولي لممارسة مزيد من الضغط على نظام الأسد ومساعدة المعارضة وتوفير مزيد من المساعدات الإنسانية.
وقال أوباما خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بحديقة الزهور في البيت الأبيض وتأخر لأكثر من خمسين دقيقة: «الولايات المتحدة ستستمر في مساعدة الدول المضيفة للاجئين السوريين ونعمل مع الأتراك لتوفير الغذاء والمأوى لهم واتفقنا على ضرورة رحيل الأسد والعمل على إقامة سوريا حرة من نظام الأسد وتبعد عن التطرف وتحمي كل الأطياف العرقية».
وفي إجابته على أسئلة الصحافيين حول استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية والخط الأحمر الذي حدده في تحذيراته للحكومة السورية قال أوباما: «لدينا أدلة مبدئية على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ونحاول الحصول على معلومات موثقة عما يحدث، وعندما نجمع الأدلة سنقدم كل ما لدينا للمجتمع الدولي ومهمتي العمل مع الشركاء الدوليين للبحث عن حل يستهدف استقرار المنطقة وهذا شيء لا تفعله الولايات المتحدة وحدها».
وأضاف أوباما: «بخلاف الأسلحة الكيماوية نعلم أن مئات الآلاف يقتلون وهذا يستدعي تحركا دوليا وما نقوم به هو تقديم المساعدات الإنسانية ومساعدة المعارضة سياسيا وتقديم إمكانات للمعارضة داخل سوريا تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم ضد نظام الأسد وحشد المجتمع الدولي للضغط على الأسد، والدفع لإجراء عملية انتقال سياسية».
ورفض الرئيس الأميركي توضيح خطة زمنية لرحيل الأسد. وقال: «نفضل رحيله منذ عامين أو منذ عام أو الشهر الماضي، لأن الأسد فقد شرعيته عندما بدأ في قتل شعبه الذي كان يتظاهر بسلمية ولا توجد وصفة سحرية لكيفية رحيل الأسد والتعامل مع مثل هذا الوضع العنيف في سوريا».
وأشار أوباما إلى أن محادثاته مع رئيس الوزراء التركي ركزت على ثلاثة مجالات هي توسيع مجالات التجارة والاستثمار بين البلدين وقضايا الأمن المشترك ومكافحة الإرهاب إضافة إلى القضايا الإقليمية والوضع السوري.
فيما أوضح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه سيستأنف مناقشاته مع الرئيس أوباما حول سوريا موضحا اتفاقهما على ضرورة الاستجابة لتطلعات الشعب السوري ورحيل الأسد ومساندة المعارضة ومنع تحول سوريا إلى ملاذ للإرهاب ومنع استخدام الأسلحة الكيماوية وتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية بين تركيا والولايات المتحدة وبقية الدول حول الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وقال أردوغان: «أريد تسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا ولذا سأزور دولا أخرى لنرى كيف يمكن تسريع عملية الانتقال السياسي ومنع قتل مزيد من الضحايا وضمان إقامة عملية ديمقراطية في سوريا تضمن إنهاء الديكتاتورية وبناء الديمقراطية، وهذا ما سنستمر في عمله». وأضاف: «سنبحث خارطة طريق ترتكز على اتفاق جنيف وما بعدها وضرورة ممارسة مجلس الأمن لضغوط وضرورة مشاركة روسيا».
وفي شأن آخر قال أردوغان إنه يعتزم المضي قدما في رحلة مقررة إلى قطاع غزة الشهر المقبل رغم ضغوط من الولايات المتحدة لتأخيرها.
وقال أردوغان «أنا أعطي أهمية كبيرة لتلك الزيارة فيما يتعلق بالسلام في الشرق الأوسط». وأضاف أنه يعتزم أيضا زيارة الضفة الغربية أثناء تلك الرحلة.
وفي تركيا انتقد الرئيس التركي عبد الله غل رد الفعل العالمي على الصراع في سوريا أمس وقال إنه يقتصر على الأقوال، مضيفا أن بلاده لم تتلق مساعدة تذكر لمواجهة تدفق الأعداد الهائلة من اللاجئين السوريين عليها.
ودعا غل الذي تحدث إلى الصحافيين في بلدة الريحانية الحدودية – حيث أسفر تفجير سيارتين ملغومتين عن مقتل أكثر من 50 شخصا في مطلع هذا الأسبوع – إلى الهدوء بعد الحادث الذي أثار احتجاجات مناهضة للحكومة ورد فعل عنيفا ضد اللاجئين السوريين في البلدة.
وإلى جانب استضافة نحو 400 ألف لاجئ سوري تدعم تركيا بشدة الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد لكن تفجيري الريحانية زادا المخاوف من امتداد الصراع الدائر بجارتها الجنوبية والذي دخل عامه الثالث إلى خارج الحدود. وقال غل للصحافيين في الريحانية إن مساهمة المجتمع الدولي في المساعدات المالية التي تقدمها تركيا لمن يمرون بمواقف صعبة مجرد مساهمة رمزية.
وأضاف: من البداية لم يستخدم المجتمع الدولي إلا الأقوال وادعاءات البطولة في تعامله مع المشكلة السورية. وتقول الأمم المتحدة إن عدد اللاجئين السوريين في تركيا يمكن أن يقفز إلى مليون بحلول نهاية هذا العام.
وفي غضون ذلك أعلن أمس أن الولايات المتحدة قدمت مساعدة مالية بقيمة 32 مليون دولار إلى وكالات تابعة للأمم المتحدة من أجل تأمين المساعدة الطارئة اللازمة لآلاف النازحين واللاجئين الوافدين من سوريا فضلا عن المجتمعات التي تستضيفهم في لبنان.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، في بيان صحافي أمس، إن هذه المساهمة تأتي «في حين تدعو الحاجة بشكل ملح إلى المزيد من الدعم في مجال الإيواء والمياه والصرف الصحي والدعم المجتمعي».
وأشار البيان إلى أنه «مع هذه الهبة، يرتفع إجمالي مساهمات الولايات المتحدة في الاستجابة للتصدي للأزمة السورية في لبنان إلى 88 مليون دولار أميركي منذ عام 2012».
أوباما: لن نتحرك وحدنا في سوريا
أردوغان يتعهد بفتح الحدود مع دمشق > هولاند: يتعين إقناع روسيا بأن مصلحتها في تنحي الأسد
واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم
اتفق الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال لقاء جمعهما في البيت الابيض أمس، على ضرورة «انهاء الطغيان» في سوريا، والدفع لتحقيق عملية انتقالية من خلال ممارسة الضغوط على الرئيس بشار الأسد لإقناعه بضرورة الرحيل تمهيدا لمرحلة انتقالية من جهة، ومساعدة المعارضة وتوفير مزيد من المساعدات الإنسانية للسوريين من جهة أخرى.
وقال أوباما خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بحديقة الزهور في البيت الأبيض، إن امام بلاده عدة خيارات عسكرية ودبلوماسية في الشأن السوري, مؤكدا أن بلاده لن تتحرك وحدها في سوريا.
واضاف «اتفقنا على ضرورة رحيل الأسد والعمل على إقامة سوريا حرة من نظام الأسد وتبعد عن التطرف وتحمي كل الأطياف العرقية».
وحول استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية والخط الأحمر الذي حدده، قال أوباما: «لدينا أدلة مبدئية على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية ونحاول الحصول على معلومات موثقة عما يحدث، وعندما نجمع الأدلة سنقدم كل ما لدينا للمجتمع الدولي، ومهمتي العمل مع الشركاء الدوليين للبحث عن حل يستهدف استقرار المنطقة، وهذا شيء لا تفعله الولايات المتحدة وحدها».
من جهته قال أردوغان أن بلاده متفقة مع الولايات المتحدة حول سوريا، ورحيل الأسد، ومساندة المعارضة، ومنع تحول سوريا إلى ملاذ للإرهاب، ومنع استخدام الأسلحة الكيماوية، وتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية بين تركيا والولايات المتحدة وبقية الدول حول الأسلحة الكيماوية في سوريا, مشيرا إلى أن بلاده ستبقي الحدود مع سوريا مفتوحة.
من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه من الضروري انتهاج سياسة توصل إلى التوازن العسكري بين النظام والمعارضة لتسهيل الحل السياسي. وقال أنه يتعين إقناع روسيا بأن مصلحتها في تنحي الأسد. في هذه الأثناء أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس اعتبار قائد جبهة النصرة محمد الجولاني «إرهابيا عالميا» ووضعته على لائحة سوداء تمنع أي أميركي من التعامل معه. كما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على وزراء الدفاع والعدل والصحة والصناعة السوريين. وأعلنت أيضا عقوبات على الطيران الجوي السوري وقناة «الدنيا» المؤيدة للنظام السوري.
أسماء الأسد تتجول في شوارع دمشق
دمشق: «الشرق الأوسط»
نشرت صفحة «رئاسة الجمهورية العربية السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أمس، صورة لما قالت عنها إنها أسماء الأسد زوجة الرئيس بشار الأسد وهي تسير مع طفليها باتجاه مدرستهما في دمشق. وذكرت صفحة أن الصورة هي لأسماء الأسد واثنين من أبنائهما الثلاثة وهم في طريقهم إلى المدرسة سيرا على الأقدام.
إلى ذلك، أوقفت قوات الأمن السورية أمس الممثلة المعروفة والمعارضة للنظام مي سكاف أثناء ذهابها لمنزلها في مشروع دمر، شمال غربي دمشق. وسكاف معروفة بمواقفها الناقدة لنظام الأسد، وقد اعتقلت لثلاثة أيام في صيف عام 2012 بعد مشاركتها في مظاهرة في دمشق عرفت في ما بعد بـ«مظاهرة المثقفين».
ميدانيا تعرضت أحياء جوبر وبرزة ومخيم اليرموك بدمشق للقصف، بالتزامن مع تعرض بلدات بريفها لقصف أيضا، فيما سقطت قذيفتا هاون على منطقة جرمانا، مما أدى لسقوط جرحى، بينما أعلن ناشطو الثورة أن مقاتلي الجيش الحر هاجموا قاعدة مهمة للجيش ونقاط تفتيش في مدينة درعا أمس في محاولة لاستعادة أراض خسروها لصالح القوات الحكومية بالقرب من الحدود الأردنية.
روسيا متمسكة بدعوة إيران لـ«جنيف 2»
هيغ يدعو الأسد للسماح بدخول فريق الأمم المتحدة
لندن: «الشرق الأوسط»
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن إيران يجب أن تشارك في مؤتمر دولي مقترح بشأن سوريا لكن دولا غربية تهدف لوضع قيود على المشاركين وربما التحديد المسبق لنتيجة المحادثات. وأضاف لافروف في مقابلة نشرت على موقع وزارة الخارجية على الإنترنت أمس أنه «توجد لدى بعض رفاقنا الغربيين رغبة في تضييق دائرة المشاركين الخارجيين وبدء العملية من مجموعة صغيرة جدا من الدول في إطار سيحدد مسبقا بصورة جوهرية فرق التفاوض وجدول الأعمال بل وربما نتيجة المحادثات».
وروسيا هي أقوى حليف للرئيس السوري بشار الأسد أثناء الأزمة، واتفقت موسكو مع الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على محاولة تنظيم مؤتمر دولي مماثل للذي أقيم العام الماضي لكن هذه المرة بحضور ممثلين عن الحكومة والمعارضة.
ورحبت إيران بالمقترح وأعربت عن أملها في أن تكون جزءا من العملية. وكانت رغبتها في المشاركة بالمؤتمر الذي عقد في يونيو (حزيران) 2012 بشأن سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف مثار خلاف بين واشنطن وموسكو. وقال لافروف في المقابلة التي أجرتها معه محطة تلفزيون لبنانية «لا يجب إقصاء دولة مثل إيران من هذه العملية لاعتبارات الجغرافيا السياسية. إنها لاعب خارجي مهم للغاية لكن لم يتم التوصل لاتفاق بهذا الشأن بعد».
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ نظام الأسد إلى السماح لفريق من الأمم المتحدة بدخول سوريا للتحقق من مصداقية التقارير التي تحدثت عن استخدام الأسلحة الكيماوية. وذكر هيغ أن التقارير الإخبارية تحدثت عن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، وأن نظام الأسد يواصل رفض السماح للمحققين بالأمم المتحدة من دخول البلاد.
وأضاف هيغ «أعلنا في وقت سابق أننا لدينا أدلة محدودة ولكنها موثوق بها من مصادر مختلفة تظهر استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. أطلعنا حلفاءنا وشركاءنا والأمم المتحدة على هذا الدليل، ونعمل بنشاط للحصول على مزيد من الأدلة».
وذكر الوزير البريطاني أن «استخدام الأسلحة الكيماوية بمثابة جريمة حرب، يتعين علينا أن نعمل كل ما في وسعنا أن نقدم للعدالة المسؤولين عن إصدار الأوامر باستخدام الأسلحة الكيماوية».
9 أمراض سارية منها الإيدز والسل في مخيم الزعتري بالأردن
تنظيم حملة تطعيم ضد الحصبة وشلل الأطفال
عمان: محمد الدعمة
أكد مدير مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة الأردنية الدكتور محمد العبد اللات، أن المراكز الصحية والمستشفيات الموجودة في مخيم الزعتري سجلت انتشار 9 أمراض سارية في صفوف اللاجئين السوريين، مضيفا أن المديرية تعمل الآن على معالجتها بالأدوية والأمصال المتوفرة تحسبا لتفشيها بين اللاجئين.
وأضاف العبد اللات لـ«لشرق الأوسط» أن هذه الأمراض هي السل والحصبة والتهاب الكبد الفيروسي بنوعيه (ألف وباء) والتدرن الرئوي التيفود واللاشمانية والإيدز. وأشار إلى أن عدد الإصابات في هذه الأمراض تقدر بالعشرات ما عدا مرض الإيدز الذي بلغ عدد المصابين به 8 حالات.
وقال العبد اللات إن أسباب هذه الأمراض مختلفة منها قلة النظافة أو عدم الالتزام أو تكملة برنامج التطعيم في بلادهم، مؤكدا أن حاملي مرض الإيدز كانوا مصابين به قبل دخولهم الأردن، متوقعا أن تكون العدوى قد انتشرت من أكياس دم ملوثة. وأشار العبد اللات إلى أن أجهزة وزارة الصحة الأردنية بالتعاون مع المنظمات الإنسانية قامت بحملة تطعيم ضد الحصبة وشلل الأطفال كإجراء وقائي.
من جانبه، أكد مدير البرنامج الوطني لمكافحة مرض السل في الأردن خالد أبو رمان، أن عدد اللاجئين السوريين المصابين بمرض السل في مخيم الزعتري، بلغ نحو 151 إصابة. وقال أبو رمان، إن «المراكز الصحية والجهات المعنية بالوضع الصحي في مخيم الزعتري، حولت 155 لاجئا سوريا يشتبه بإصابتهم بمرض السل»، مضيفا أن نسبة الإصابة بمرض السل في سوريا مرتفعة، إذ تبلغ 40 إصابة لكل 100 ألف شخص، وهي نسبة مرتفعة إذا ما قورنت بمعدل الإصابة في الأردن والبالغة نحو 5 إصابات لكل 100 ألف شخص. وأشار أبو رمان إلى أن معالجة الحالات المصابة تتم في مركز الأمراض الصدرية التابع للوزارة، إلى جانب جمعية «مصح النور» في المفرق «المستشفى الأميركي»، بالتعاون والتنسيق مع بعض الجهات الأخرى كمنظمة الهجرة الدولية.
من جانب آخر، قال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة إن الحدود الأردنية الشمالية شهدت أخيرا تزايدا ملحوظا في عبور اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأردنية من عدة نقاط على الحدود السورية التي تمتد لمسافة تزيد على 370 كيلومترا. وذكر المصدر أن وحدات قوات حرس الحدود استقبلت ما يزيد على 15 ألف لاجئ سوري بينهم 84 مصابا خلال الفترة من بداية الأسبوع الماضي وحتى صباح أمس. وأضاف المصدر أن قوات حرس الحدود تعاملت مع اللاجئين السوريين المصابين وقدمت لهم الخدمات الطبية والعلاجية العاجلة والضرورية، لحين نقلهم لتلقي العلاج اللازم في المستشفيات الأردنية كما قدمت الكثير من المساعدات الإنسانية العاجلة لباقي اللاجئين تمهيدا لنقلهم إلى مخيم الزعتري في محافظة المفرق.
يشار إلى أن عدد اللاجئين في مخيم الزعتري بلغ أكثر من 190 ألف لاجئ من أصل 540 موزعين على المدن الأردنية.
تل أبيب تلمح إلى شن هجمات جديدة وتحذر الأسد من الرد
مدير الاستخبارات الأميركية يبحث في إسرائيل الأزمة السورية
لندن ـ واشنطن: «الشرق الأوسط»
في تحذير واضح لسوريا بالتوقف عن تزويد مسلحين في المنطقة بأسلحة متقدمة، أشار أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين أول من أمس إلى تفكير إسرائيل في شن المزيد من الهجمات العسكرية في سبيل منع تكرار هذا الأمر، وإلى مواجهة الرئيس السوري بشار الأسد عواقب وخيمة في حال الرد.
ونقلت «نيويورك تايمز» عم مسؤول اسرائيلي قوله إن «إسرائيل تصر على الاستمرار في منع تزويد حزب الله بالأسلحة المتقدمة، لأن ذلك سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وتعريضها للخطر». وأوضح قائلا: «إذا رد الأسد وهاجم إسرائيل أو حاول ضربها من خلال أذرعه الإرهابية، فإنه يخاطر بخسارة نظامه لأن إسرائيل سترد». ورفض المسؤول الإسرائيلي، الذي أطلعه مسؤولون رفيعو المستوى على التقييم الإسرائيلي للوضع في سوريا، الكشف عن هويته من أجل الحفاظ على سرية مناقشات الحكومة الإسرائيلية.
ولم تعرف دوافع إسرائيل لإطلاقها هذا التحذير، فهناك احتمالية أن تكون تل أبيب تسعى لتقييد سلوك سوريا تفاديا لاتخاذ موقف عسكري أكبر أو تنبيه دول أخرى بضربة عسكرية جديدة. ومن شأن هذا أن يزيد الوضع المقلق بالفعل في سوريا توترا. وربما يكون هناك متلق ثانوي لهذا التحذير، وهو إما حزب الله اللبناني وإما الجهة الأساسية الداعمة لنظام الأسد، إيران، كما يقول محللون، وخصوصا أن حزب الله صرح خلال الأيام القليلة الماضية بإمكانية استخدامه أسلحة قادمة من إيران في الرد على آخر الضربات الإسرائيلية الموجهة ضد سوريا.
وقد وصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان مساء أمس (الخميس) إلى إسرائيل في زيارة غير معلنة تتناول خصوصا الأزمة في سوريا، وفق ما أفاد به مصدر رسمي إسرائيلي.
والتقى برينان فور وصوله وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون في تل أبيب، بحسب المصدر نفسه.
وشملت المحادثات تبادلا للمعلومات الاستخبارية بشأن الوضع في سوريا. وخلال اللقاء، جدد يعالون التأكيد أن إسرائيل «لن تسمح بنقل أسلحة» من سوريا، وخصوصا الأسلحة الكيماوية إلى حزب الله الشيعي اللبناني الحليف للنظامين السوري والإيراني والذي تعتبره إسرائيل عدوا رئيسا، بحسب ما أفادت به القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي.
وتأتي زيارة برينان بعد يومين على لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وحذر بوتين رئيس وزراء إسرائيل من أي خطوة تسهم في مزيد من زعزعة الاستقرار للوضع في سوريا إثر الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على سوريا مطلع الشهر الحالي.
من جانبه، حاول نتنياهو إقناع بوتين بأن تتخلى موسكو عن تسليم منظومات صواريخ أرض – جو متطورة للنظام السوري من طراز «إس 300» قادرة على اعتراض طائرات وصواريخ موجهة في الجو. وسيؤدي نصب مثل هذه المنظومات إلى تعقيد أي ضربة إسرائيلية جديدة وأي خطة للولايات المتحدة أو حلفائها لإقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا أو التدخل لتأمين الأسلحة الكيماوية أو تفكيكها. ومنذ نحو أسبوعين، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية ضربتين في سوريا، استهدفت الأولى قواعد للحرس الثوري الإيراني في سوريا ومخازن لصواريخ بعيدة المدى، فضلا عن مركز أبحاث عسكرية زعم مسؤولون أميركيون أنه الموقع الأساسي للأسلحة الكيماوية في البلاد.
وتم شن هجوم محدود آخر في 3 مايو (أيار) على مطار دمشق الدولي وكان يستهدف هو الآخر تدمير أسلحة مرسلة من إيران إلى حزب الله. ولم تؤكد الحكومة الإسرائيلية أيا من الهجمتين اللتين أعقبتا هجوما آخر تم في بداية العام الحالي. وأدانت الحكومة السورية الهجوم الإسرائيلي وقالت إنه يفتح الباب أمام الاحتمالات كافة. وأعلن نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، أن بلاده «سترد فورا وبقسوة على أي هجوم إسرائيلي آخر». وقال كل من الأسد وحسن نصر الله، زعيم حزب الله، خلال الأيام القليلة الماضية، إن الحدود السورية – الإسرائيلية، التي تتمتع بهدوء نسبي منذ عام 1974، قد تصبح «جبهة مقاومة» ردا على الهجمات الإسرائيلية.
واستقرت قذائف «الهاون»، التي تم إطلاقها عبر الحدود السورية، أول من أمس، على هضبة الجولان الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، على جبل الشيخ، وهو موقع سياحي شهير. وكان هذا هو الحدث الأخير ضمن سلسلة ما اعتبرته إسرائيل نيرانا بطريق الخطأ نتيجة الاقتتال الداخلي السوري. ولم ترد إسرائيل كما فعلت في مرات سابقة، لكنها أغلقت جبل الشيخ أمام الزوار لعدة ساعات خلال إجازة اليهود التي يعتادون فيها ممارسة التسلق في الجولان.
وفي تعليقاته، أشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن «إسرائيل قد امتنعت حتى الآن عن التدخل في الصراع في سوريا وستظل متمسكة بهذه السياسة ما دام الأسد يمتنع عن شن هجوم على إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر». وقال: «إسرائيل سوف تتمسك بسياستها الممثلة في تقويض محاولات تقوية شوكة حزب الله، ولكنها لن تتدخل في سوريا، ما دام الأسد يمتنع عن شن هجمات مباشرة أو غير مباشرة ضد إسرائيل».
ورفض مارك ريجيف، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مناقشة مغزى تصريح المسؤول الإسرائيلي، قائلا: «لن نعلق على الخبر».
ويتفق محللون سياسيون أميركيون وإسرائيليون على أن إسرائيل ليس لها دافع كبير للتدخل في سوريا، ولكنها معنية بشدة بنقل الأسلحة المتطورة، إضافة إلى خطر احتمالية استخدام مخزون الأسلحة الكيماوية الذي يملكه الأسد ضدها. وقال عاموس يادلين، رئيس الاستخبارات العسكرية السابق الذي يدير الآن معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إنه كان من الممكن ربط توقيت التحذير بالمعلومات الاستخباراتية التي تلقتها إسرائيل بشأن شيء رغبت في منع حدوثه. وهذا، على حد قوله، ربما يتمثل في نية سوريا لاتخاذ رد فعل، وإن كان متأخرا، تجاه الغارات الجوية الأخيرة على أراضيها، من خلال شحن أسلحة بشكل فوري لحزب الله، أو إظهار إشارات تنم عن اتخاذ إجراء من جانب أذرعه السورية في هضبة الجولان. وقال يادلين إنه بعيدا عن الأسد، فمن المحتمل أن تكون روسيا متلقيا آخر مستهدفا لرسالة المسؤول الإسرائيلي. وأضاف أنه تم الإمداد باثنين من أنظمة الأسلحة التي قامت إسرائيل بتعريفها على أنها «أسلحة خط أحمر» تغير قواعد اللعبة – أسلحة مضادة للطائرات طراز «إس إيه – 17» وصواريخ «ياخونت» (بر – بحر) من قبل الروسيين. وقال مسؤول دبلوماسي غربي يعمل في المنطقة، إنه عقب الغارات الجوية الأخيرة، بعثت إسرائيل برسالة مماثلة إلى الأسد عبر قنوات خلفية، ربما روسيا، تفيد بأنها لم تكن تهاجم النظام، ولكنها قد تفعل ذلك، في حالة شنه هجوما انتقاميا. وقال المسؤول إنه ربما أرادت تل أبيب الآن بث الرسالة بشكل معلن نظرا لأن الجمهور الحقيقي يتمثل في إيران وحزب الله، اللذين كانت ردود فعل قادتهما من بين أقوى ردود الفعل التهديدية. وأضاف، مشترطا أيضا عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموقف: «ربما سيسمع بعض الآخرين ممن يدعونه لاتخاذ رد فعل، ولكنهم مهتمون أيضا ببقائه، الرسالة من هذه القناة بشكل أفضل من غيرها من القنوات الأخرى. ومن المحتمل أن تكون موجهة إلى إيران وحزب الله بقدر يفوق توجيهها إلى سوريا».
أما عما إذا كان توقيت البيان يشير إلى هجوم وشيك، فيقول المسؤول: «لم أكن لأعتقد أنهم سوف يوجهون مثل تلك الضربة القوية علنا».
شيشانيون وعرب يقاتلون نظام الأسد ضمن كتائب «المهاجرين»
داعية إسلامي: سوريا ليست لأبنائها فقط وحربها لكل المسلمين
بيروت: «الشرق الأوسط»
لا ينكر مقاتلو الجيش الحر أن لهجات أجنبية ولكنات عربية مختلفة باتت تُسمع في صفوف كتائبهم وألويتهم المنتشرة في مختلف المناطق السورية، وتؤكد مصادر ميدانية في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «هؤلاء المجاهدين هم خليط من أناس أتوا من بلدان أوروبية وروسيا وأوكرانيا وطاجيكستان، إضافة إلى عدد من الدول العربية مثل ليبيا وتونس والعراق». وترى المصادر عينها أن «طول أمد الصراع السوري تسبب بزيادة أعداد المقاتلين الأجانب، ما دفعهم إلى تشكيل تنظيمات عسكرية خاصة بهم تعرف بتسمية (كتائب المهاجرين)». ويتوزع النشاط العسكري لهذه الكتائب بين مدينتي حلب وإدلب تحديدا؛ ويقول قائد لواء «درع هنانو» التابع لـ«الجيش الحر» حمزة حبوش لـ«الشرق الأوسط» إن «عدد المهاجرين الذين يقاتلون مع المعارضة في إدلب يقارب 2000 مقاتل، معظمهم من العرب».
وتفيد المصادر الميدانية أن «الحدود غير المنضبطة مع دول الجوار تسمح بوجود شبكات تساعد المجاهدين الأجانب والعرب على التسلل إلى داخل الأراضي السورية والمشاركة في القتال ضد النظام»، مشيرة إلى أن «قسما قليلا منهم لديه تجارب سابقة في القتال فيما القسم الأكبر عبارة عن شباب في مقتبل العمر»، وتوضح أن «خبراتهم القتالية عادية جدا لكن امتلاكهم للروح (الاستشهادية) يجعلهم يندفعون إلى مواقع توجيه ضربات قاسية للقوات النظامية».
وعناصر كتائب المهاجرين، وفق الداعية الإسلامي والخبير بالجماعات الجهادية عمر بكري فستق، هم من «الكتائب الإسلامية التي تسير على نهج السلف الصالح من أهل السنة والجماعة». ويقول فستق لـ«الشرق الأوسط» إن «معظمهم يتحدر من بلدان شمال أفريقيا وأوروبا الغربية والقوقاز والشيشان إضافة إلى مقاتلين من البلاد العربية».
ويأتي حضور المهاجرين إلى سوريا، وفق الخبير بالجماعات الجهادية: «بهدف نجدة إخوانهم من أهل السنة، ولتحقيق ذلك فهم ليسوا بحاجة إلى إذن أحد للقيام بذلك». ويذهب إلى حدّ اعتبار أن «سوريا ليست ملك السوريين بل هي بلاد الله وملك الأمة الإسلامية، والحرب فيها هي حرب كل المسلمين في العالم».
ويظهر شريط فيديو بث على مواقع الإنترنت أبو عمر الشيشاني، رئيس كتائب المهاجرين، متوسطا مجموعة من المجاهدين القادمين من خارج سوريا وتحديدا من الشيشان. ويتحدث أبو عمر خلال الشريط عن «قدومه إلى أرض الشام لرفع الظلم عن أهلها المسلمين»، بلغة شيشانية، ويقوم أحد المقاتلين العرب بترجمتها إلى العربية.
ويقول أحد الناشطين المعارضين في حلب إن «كتائب المجاهدين بدأت تجذب عناصر من (الجيش الحر) للقتال في صفوفها»، لافتا إلى «انضمام نحو 600 مقاتل من (جيش محمد)، وكتائب (خطاب) إلى المهاجرين، إذ بايع هؤلاء الأمير أبو عمر الشيشاني وبات اسمهم جيش (المهاجرين والأنصار)». ويلفت الناشط إلى «تخلي المجتمع الدولي عن الشعب السوري دفعه ليصبح حاضنة لكل أشكال المقاتلين طالما أنهم يسعون لإسقاط النظام، محذرا من «الأجندة الجهادية التي يقاتل في سبيلها هؤلاء المجاهدون، والمتمثلة بإقامة دولة إسلامية، وهو ما يتنافى مع تطلعات الشعب السوري».
“إسرائيل” تهدّد وفرنسا للتنحي وبريطانيا للتسليح
أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، أنه يحتفظ بحق اللجوء إلى مجموعة من الخيارات الدبلوماسية والعسكرية إذا حصل على دليل حاسم على أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية في الحرب الأهلية في البلاد . وأضاف في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان أنه يوجد دليل على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، لكن من المهم الحصول على “معلومات أكثر تحديداً” لتأكيد ذلك قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد . وأقر أوباما بعدم وجود “وصفة سحرية” لإنهاء النزاع الدامي في سوريا، مؤكداً أن الرئيس بشار الأسد “يجب أن يرحل”، مبدياً تصميمه على تشديد الضغوط على نظامه .
وكانت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان، أعلنت أن أسلحة كيماوية استعملت “بكميات ضئيلة” مرتين في النزاع السوري، مشيرة إلى أن واشنطن تبحث عن المزيد من المعلومات لتحديد طبيعة التعامل معها، فيما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي .بي .سي) أنها حصلت على “أدلة” على وقوع هجوم كيميائي في سراقب الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة حلب، ودعت بريطانيا النظام السوري إلى السماح بدخول المحققين الدوليين . على وقع ذلك وصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان، مساء أمس، إلى الكيان في زيارة غير معلنة تتناول خصوصاً الأزمة في سوريا، وفق مصدر رسمي “إسرائيلي” . والتقى برينان فور وصوله وزير الحرب “الإسرائيلي” موشيه يعالون في “تل أبيب”، بحسب المصدر نفسه . وجدد يعالون التأكيد أن “إسرائيل” “لن تسمح بنقل أسلحة” من سوريا، خصوصاً أسلحة كيميائية إلى حزب الله، بحسب ما أفادت القناة العاشرة في التلفزيون “الإسرائيلي” . واستبعد وزير حماية ما تسمّى الجبهة الداخلية “الإسرائيلي” غلعاد أردان أن تستخدم سوريا سلاحاً كيميائياً ضد “إسرائيل” . وقال إنها لن تجرؤ على ذلك، لأن الرد “الإسرائيلي” سيكون شديداً للغاية .
وقالت صحيفة “ نيويورك تايمز” إن “إسرائيل” هددت الرئيس بشار الأسد بإسقاطه، إذا رد الأسد بمهاجمة “إسرائيل” أو محاولة ضربها عبر وكلائه، وذلك نقلاً عن مسؤول “إسرائيلي” لم تسمه .
وشدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على ضرورة إقناع موسكو بأن “مصلحتها تكمن في تنحي بشار الأسد”، بينما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه من الضروري ممارسة ضغط “عاجل” على السلطة والمعارضة في سوريا كي يقترحوا شخصيات يمكن أن تشارك في حكومة انتقالية .
وأعلنت الأمم المتحدة أن كاميرون وكي مون بحثا “الطريقة الفضلى لإقناع المتحاربين في سوريا بالمشاركة في المؤتمر الدولي مع وفود مناسبة وبإرادة في تقديم تنازلات خصوصاً ما يتعلق بمسألة العملية الانتقالية” الديمقراطية .
وقال مسؤول في الخارجية البريطانية، إن المعارضة السورية تصر على الحصول على أسلحة قبل الموافقة على الدخول في مفاوضات مع نظام بلادها . ونسبت “الغارديان”، إلى المسؤول الذي لم تكشف عن هويته قوله في اجتماع بمجلس العموم البريطاني “نسعى إلى إقناع المعارضة السورية بالانخراط في مفاوضات مع الناس الذين لا يريدون التفاوض معهم، والواقع السياسي هو أننا نحتاج إلى تعديل الحظر على الأسلحة لإقناعهم بالجلوس على طاولة المفاوضات لأنهم بحاجة إلى حافز” .
وفي موسكو، صرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الروسي ألكسي بوشكوف، أن بلاده تحاول إقناع الرئيس السوري بإرسال ممثليه إلى مؤتمر “جنيف 2”، بينما جدّدت الصين التأكيد أن السعي إلى حل سياسي يحظى بقبول واسع من الأطراف المعنية في سوريا هو السبيل “الواقعي الوحيد” لمعالجة الأزمة السورية .
وأعلن متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن جون كيري سيشارك في اجتماع “مجموعة أصدقاء سوريا” المقرر عقده الأسبوع المقبل في الأردن .
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الموقف الروسي حيال سوريا لا يتعلق بالإبقاء على النظام أو على شخص فيه، بل بإنهاء معاناة الشعب السوري . وأوضح في مقابلة مع قناة “الميادين” أن روسيا على ثقة بأن “أي سبل أخرى لإحداث التغيير والإصلاح (غير الحل السلمي) سواء في هذه المنطقة أو في أي منطقة أخرى في العالم، لن تؤدي إلى تسوية مستقرة وثابتة”، وشدد على ضرورة مشاركة إيران في مؤتمر “جنيف 2” .
ميدانياً، أفاد شهود عيان أن 10 أشخاص سقطوا بين قتيل وجريح من جرّاء سقوط قذائف على ناحية جرمانا ذات الأغلبية الدرزية والمسيحية، فضلاً عن الأضرار المادية التي خلفتها القذائف في الأحياء السكنية .
وقال عدد من الأهالي إن القذائف سقطت في أحياء الحمصي والبيدر وكذلك في ساحة السيوف، ما أدى إلى مقتل وجرح نحو 10 أشخاص بينهم أطفال ونساء . وأكدت مصادر طبية في مستشفى جرمانا أن المستشفى استقبل حالات عدة بعضهم جراحهم خطرة وبعضهم خفيفة ومتوسطة، إضافة إلى حالات وفاة .
إيران تدعو مصر لمؤتمر بشأن سوريا
أنس زكي-القاهرة
قالت مصادر بالخارجية المصرية إن مصر تلقت الخميس دعوة من إيران للمشاركة في اجتماع دولي بشأن سوريا من المقرر أن تستضيفه طهران أواخر الشهر الجاري، كما أكدت المصادر أن مصر ستشارك في مؤتمر آخر تستضيفه العاصمة الأردنية عمان في 21 مايو/أيار الجاري لمجموعة الدول الداعمة للائتلاف الوطني المعارض في سوريا.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن السفير مجتبي أماني رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة قام بتسليم المسؤولين المصريين الدعوة إلى المؤتمر الذي كان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قد أعلن مؤخرا عن إقامته.
ولم يدل أماني بتفاصيل حول الدول الأخرى المدعوة إلى المؤتمر، لكنه قال إن حجم ومستوى المشاركة سيكون عاليا، موضحا أنه تمت دعوة العديد من وزراء الخارجية والمسؤولين للمشاركة في الاجتماع كإطار لحل الأزمة السورية، واصفا الدول المشاركة بأن لها دورا هاما في التعاون لإيجاد حل للأزمة السورية.
من جهة أخرى، قال مصدر بالخارجية المصرية إن مصر ستشارك في اجتماع عمان لمجموعة الدول الداعمة للائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، بعد اجتماع عقد في مدينة إسطنبول التركية قبل نحو أسبوعين.
وتضم المجموعة 11 دولة، منها خمس عربية، هى مصر وقطر والسعودية والإمارات والأردن، إضافة إلى تركيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا، وهي الدول الأكثر ارتباطا بالأزمة السورية من بين مجموعة أصدقاء سوريا التي تضم 140 دولة عبرت عن دعمها للمعارضة السورية.
موقف مصر
في الوقت نفسه، نفى المصدر ما نشر عن وجود تغيير فى الموقف المصري تجاه الأزمة السورية وأكد أن القاهرة تدعو منذ البداية للوصول إلى حل سياسي للأزمة، وتحذر من تأثيرها على وحدة الأراضي السورية والوصول إلى وضع كارثي، مشيرا إلى أن الحل السياسي يعني التفاوض بين النظام والمعارضة وتنفيذ وثيقة جنيف التي طالبت بإنشاء سلطة وطنية انتقالية وحكومة كاملة الصلاحيات.
وكانت مصر قد رحبت بالقرار الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء وطالب بالوقف الفوري للعنف، وعبر عن الغضب لتزايد أعداد القتلى لأكثر من 70 ألف قتيل، وندد باستخدام الأسلحة الثقيلة ضد الشعب السوري، كما عبر عن القلق البالغ إزاء تهديد السلطات السورية باستخدام الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية، والادعاءات باستخدام هذه الأسلحة بالفعل، ورحب بقرار الأمين العام للأمم المتحدة بالتحقيق في جميع هذه الادعاءات.
كما رحب وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بالاتفاق الأميركي الروسي على عقد مؤتمر دولي بشأن الأزمة السورية، وقال إن القاهرة ترى أن الهدف الرئيسي لهذا المؤتمر هو التوصل إلى حل للأزمة القائمة والاستجابة لتطلعات الشعب السوري، وذلك من خلال عملية تفاوضية تضم ممثلين عن المعارضة السورية وممثلين للنظام السوري، ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري ومقبولين للمعارضة السورية ولديهم صلاحيات تفاوضية كاملة.
ونقل بيان للخارجية المصرية عن عمرو أن الهدف من تلك العملية التفاوضية هو تشكيل حكومة سورية كاملة الصلاحيات لإدارة المرحلة الانتقالية السورية، بما يضمن وحدة الأراضي السورية ويحفظ للشعب السوري ترابط نسيجه المجتمعي بمختلف أطيافه، مع التشديد على أهمية مشاركة جميع الأطياف السورية في تحديد مستقبل بلادها دون إقصاء لأي طائفة.
لافروف وبان يدعوان لتسريع عقد مؤتمر سوريا
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تنظيم المؤتمر الدولي حول سوريا بأسرع ما يمكن، وطلب الأخير من دمشق السماح لوفد المنظمة بالدخول إلى سوريا من أجل التحقيق في مزاعم باستخدام السلاح الكيمياوي.
وإثر مباحثات في مدينة سوتشي جنوب روسيا، أكد لافروف أن تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا “يجب أن يتم بأسرع ما يمكن” من أجل تغيير الوضع وانتقال العملية إلى المجال السياسي، وأشار إلى أن موسكو تفضل عقد هذا المؤتمر برعاية أممية.
وقال الوزير الروسي إنه لا بد من مشاركة إيران والسعودية وجميع جيران سوريا في المؤتمر، مشيرا إلى ضرورة تحديد الأطراف السورية التي يمكن أن تشارك فيه “لأنه لا يمكن عقد المؤتمر دون تحديد ذلك”.
ومضى بان في الاتجاه ذاته مؤكدا أن هذا المؤتمر يجب أن يعقد “بأسرع ما يمكن” لأن “التوقعات كبيرة”.
من جانب آخر دعا بان السلطات السورية إلى السماح لفريق خبراء الأمم المتحدة بدخول البلاد للتثبت من اتهامات باستخدام السلاح الكيمياوي في المعارك بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية.
وقال الأمين العام إن خبراء المنظمة على استعداد للتوجه إلى سوريا في غضون يوم أو يومين، وإن الأمم المتحدة تنتظر موافقة دمشق.
وأعرب لافروف عن أمله في أن تتفق السلطات السورية والأمم المتحدة على إرسال بعثة المفتشين، وتعهد بالمساهمة في التوصل إلى اتفاق بين أمانة الأمم المتحدة والحكومة السورية بهذا الشأن.
رفض إسرائيلي
من جهة أخرى نددت وزيرة العدل الإسرائيلية وعضوة الحكومة الأمنية فيها تسيبي ليفني ببيع روسيا أسلحة إلى سوريا، وقالت “إن تسليم أسلحة لسوريا ليس بالتأكيد عنصرا إيجابيا ولا يساهم في استقرار المنطقة، بل بالعكس”.
وأكدت ليفني بعد اجتماعها في تل أبيب مع وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله “من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها”.
غير أن لافروف قال إنه “لا يفهم” كل الاحتجاجات على بيع أسلحة روسية للسلطات السورية، وأوضح أن بلاده تزود سوريا بأسلحة دفاعية بموجب عقود موقعة دون انتهاك الاتفاقيات الدولية.
وكانت روسيا قد أكدت الأسبوع الماضي بعد أيام من الهجمات الإسرائيلية على مواقع قرب دمشق، أنها بصدد “وضع اللمسات الأخيرة” على صفقة لتسليم سوريا أنظمة أرض-جو متطورة من طراز “أس-300” المعادلة لنظام باتريوت الأميركي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن روسيا باعت سوريا صواريخ كروز مضادة للبوارج من نوع ياكونت مزودة برادار فائق التطور. أما وول ستريت جورنال فذكرت أن روسيا أرسلت عشر سفن حربية للقيام بدوريات في منطقة قاعدة طرطوس البحرية، وهي بادرة اعتبرها مسؤولون أوروبيون وأميركيون رسالة هدفها ردع الدول الغربية وإسرائيل عن التدخل في النزاع السوري.
وصفة سحرية
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أقر بعدم وجود “وصفة سحرية” لإنهاء النزاع في سوريا، لكنه تعهد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بتشديد الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي باريس، شدد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس على ضرورة إقناع روسيا -التي تدعم النظام السوري- بأن “مصلحتها تكمن في تنحي بشار الأسد”، مؤكدا أن بلاده تشارك في الجهود الدبلوماسية الدولية للتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري.
واعتبر أن حل النزاع السوري لا يمكن أن يقوم به بلدان فقط، بل ينبغي أن يتم ذلك مع المجتمع الدولي برمته.
والتقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء أمس الموفد الدولي والعربي الخاص بالأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي. وقال مصدر دبلوماسي إنهما اتفقا على ضرورة إيجاد اتفاق “مقبول بما فيه الكفاية” لدى جميع الأطراف، للتمكن من تطبيقه على الأرض.
قصف متواصل على مدن وبلدات سورية
قال ناشطون إن القوات النظامية السورية واصلت قصفها لمدن وبلدات مختلفة في أنحاء سوريا، وتحدثوا عن قصف عناصر من الجيش السوري الحر لأحد الألوية تتركز فيه القوات النظامية في درعا.
وقالت شبكة شام الإخبارية إن مقاتلات النظام السوري قصفت حي برزة في دمشق، كما كثفت قصفها على الأحياء الجنوبية في العاصمة.
وأفاد ناشطون بأن القصف طال أيضا كلا من الزبداني، وداريا، والمعضمية، وزملكا، وعربين، في ريف دمشق، وأسفر عن جرحى ودمار كبير في المباني السكنية.
من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام واصلت محاولتها لاقتحام داريا، فيما تمكن الجيش الحر من التصدي لمحاولة قوات النظام اقتحام حي برزة بدمشق.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر طبي لم تسمه قوله إن ثلاثة أشخاص توفوا صباح اليوم الجمعة متأثرين بجراح خطيرة أصيبوا بها إثر سقوط قذائف على الأحياء السكنية في جرمانا بدمشق أمس، وهو ما يرفع العدد الإجمالي لضحايا الحادث إلى سبعة قتلى.
وفيما قالت شبكة سوريا مباشر إن سيارة ملغمة انفجرت عند حاجز القبان في ريف حماة، قال المركز الإعلامي السوري فجر اليوم الجمعة إن عناصر الجيش الحر سيطروا على بلدة الشعثة في ريف حماة الشرقي.
اللواء 52
وأفاد المركز الإعلامي السوري أن وحدات من الجيش السوري الحر قصفت براجمات الصواريخ مواقع يتحصن فيها اللواء 52 التابع لقوات النظام في درعا وأوقعت خسائر في صفوفه، وذلك بعد يوم واحد من سيطرة الجيش الحر على إحدى كتائب اللواء.
ويعتبر اللواء 52 أحد أكبر قواعد الجيش السوري في محافظة درعا. وتقع القاعدة على مسافة ثمانين كلم تقريبا جنوبي دمشق في قلب منطقة حصينة ظلت بمثابة خط دفاع جنوبي لحماية العاصمة السورية.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن قصفا مدفعيا وصاروخيا شنته قوات النظام على بلدة بصر الحرير في درعا، بينما أفاد المركز الإعلامي السوري بأن قوات النظام قصفت قرية الشيخ مسكين بشكل مكثف، وذكر ناشطون أن خمسة جرحى سقطوا خلال القصف.
من جانبها، قالت شبكة شام الإخبارية إن القصف طال أيضا مدينة الحراك وبلدات الكرك الشرقي والمليحة الشرقية بريف درعا، وتحدث ناشطون عن سقوط قذيفتين على السهول المحطية ببلدة المسيفرة في ريف درعا.
وفي حلب، أعلن الجيش الحر أنه سيطر على ثلاثة مواقع للجيش النظامي في بلدة خان العسل.
حصيلة الأمس
وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 108 أشخاص، وفق حصيلة للشبكة السورية لحقوق الإنسان. واتهم ناشطون سوريون قوات النظام بقتل 18 مدنيا على الأقل رميا بالرصاص وحرق جثثهم في بلدة خربة السودة بريف حمص.
وقد أبدى الائتلاف الوطني السوري المعارض مخاوفه من أن تعود القوات النظامية في الساعات المقبلة إلى قرية خربة السودة، والتي لا تزال محاصرة. وذكر الائتلاف أن المعلومات الواردة من المنطقة المذكورة ضئيلة بسبب انقطاع شبكات الاتصالات.
ودعا بيان للائتلاف المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى التوجه لهذه المنطقة لمنع ارتكاب مجازر جديدة.
وفي ريف حمص أيضا، بث الناشطون صورا لمن قالوا إنهم أطفال من أسرة واحدة أصيبوا مع أبيهم بمادة خانقة، رجحوا أن تكون “كيمياوية”، حيث عانوا من ضيق التنفس ومتاعب أخرى، بعدما شن طيران الجيش السوري غارات على مدينة الرستن.
وفي دوما بريف دمشق، عثر الأهالي على ثلاثين جثة على الأقل لأشخاص أعدموا ميدانيا على أيدي قوات النظام، وفق ما أفادت به لجان التنسيق المحلية.
قمة أوباما ـ اردوغان: تأكيد المعلن حيال سوريا
لافروف يكرر التأكيد على ضرورة مشاركة إيران والسعودية في المؤتمر الدولي المحتمل
ما خرج من قمة الرئيس الاميركي باراك أوباما وضيفه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس في البيت الابيض خلال المؤتمر الصحافي المشترك ليس بجديد حيال سوريا سوى تأكيد المعلن والقاضي بمواصلة “دعم الشعب” وضرورة “رحيل (الرئيس) بشار الاسد”، في وقت يبدو أن المؤتمر الدولي بشأن سوريا، والمزمع عقده قريباً، هو الطريق الوحيد المتاح حتى الآن، لوضع حد للحرب الدائرة منذ أكثر من عامين، حيث أعرب أوباما عن اعتقاده بأن “خيار المحادثات في جنيف (…) يمكن أن يؤدي إلى نتائج”، معلناً انه “لا توجد وصفة سحرية” لحل الأزمة السورية، فيما تجنب اردوغان الإجابة بشكل مباشر عما طلبه من أوباما.
فقد تعهد أوباما بعد لقائه اردوغان، خلال مؤتمر صحافي مشترك في البيت الابيض أمس، على مواصلة العمل “من أجل سوريا حرة من استبداد (بشار) الاسد، ووضع حد لهذا الوضع الدامي في سوريا، وتلبية المطالب المشروعة (للسوريين) عبر تشكيل حكومة جديدة”، مضيفاً: “نحن متوافقان (وأردوغان) على وجوب رحيل الاسد، عليه أن يسلم السلطة لهيئة انتقالية، إنه السبيل الوحيد الذي يتيح لنا معالجة هذه الازمة”. لكنه تدارك بالقول: “ليست هناك وصفة سحرية في مواجهة وضع بالغ العنف والتعقيد كما هو الحال في سوريا، لو كان الأمر كذلك، اعتقد أن رئيس الوزراء (أردوغان) وأنا، لكنا اتخذنا تدابير وانتهى الموضوع”.
وأضاف: “بدلاً من ذلك، علينا دعم المعارضة السورية التي يجب أن تمثل جميع الطوائف السورية، مع الضغط على بشار الأسد للرحيل، والتشاور مع الحلفاء والشركاء الدوليين بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، ومنع قتل المزيد من السوريين على يد النظام السوري واستبدال ذلك بتحقيق الديموقراطية من أجل جميع السوريين”. وأضاف: “سنستمر في زيادة الضغوط على نظام الأسد والعمل إلى جانب المعارضة السورية، وسنستمر في العمل من أجل سوريا حرة من استبداد الاسد”، مشدداً على “أن الأسد سيتنحى عاجلاً أفضل من آجلاً”.
وفي رده على سؤال بشأن كيفية وموعد دفع الأسد للرحيل، قال أوباما إنه كان يفضل أن يكون ذلك “قبل عامين أو عام أو 6 أشهر”، واضاف: “كلما كان ذلك أسرع كان أفضل”.
وحول مسألة أستخدام الأسلحة الكيماوية من جانب النظالم السوري، أكد أوباما أنه يحتفظ “بالحق في اتخاذ خيارات ديبلوماسية وعسكرية” في حال تلقى “أدلة حاسمة حول استخدام النظام للسلاح الكيماوي في سوريا، لكن من المهم الحصول على معلومات أكثر تحديداً لتأكيد ذلك قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد”، مشيراً إلى أنه “لن يكون هناك إجراء أحادي من جانب الولايات المتحدة للتدخل في سوريا”. وأضاف أن واشنطن وأنقرة ستقدمان كل ما تعرفانه عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا إلى المجتمع الدولي لاتخاذ القرار المناسب.
وأشار إلى أهمية الاجتماع الذي تم الاتفاق عليه بين موسكو وواشنطن للجمع بين المعارضة السورية والنظام السوري لبحث انتقال سلمي يحقق الاستقرار في سوريا، معرباً عن اعتقاده بأن “خيار المحادثات في جنيف (…) يمكن أن يؤدي إلى نتائج”.
بدوره، اردوغان الذي كان دعا اوباما قبل أيام إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً من النظام السوري، تحدث عن تعاون وثيق بين تركيا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه بحث مع الرئيس الاميركي مسألة تدفق اللاجئين السوريين واستخدام السلاح الكيماوي في سوريا. وأضاف: “إننا متفقون تماماً مع الولايات المتحدة على أمرين: وضع حد لهذا الوضع الدامي في سوريا، ومنع قتل المزيد من السوريين، وتلبية المطالب المشروعة (للسوريين) عبر تشكيل حكومة جديدة وتسريع رحيل الأسد، حتى لا تصبح سوريا أرضاً خصبة للإرهابيين”. لكنه تجنب الإجابة بشكل مباشر عما طلبه من أوباما.
على خط مواز شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على ضرورة اقناع موسكو بأن “مصلحتها تكمن في تنحي بشار الاسد”، مؤكدا أن باريس تشارك في الجهود الديبلوماسية الدولية للتوصل الى حل سياسي للنزاع السوري.
هولاند وخلال مؤتمر صحافي، قال: “ان الروس يستمرون في تزويد نظام الأسد بالسلاح على الرغم من قبولهم بفكرة عقد مؤتمر جنيف، وعلينا أن نجري مناقشة صريحة مع روسيا لاقناعها أن مصلحتها، مصلحة المنطقة ومصلحة السلام، تكمن في تنحي بشار الاسد”. وأضاف: “نحن طرف أساسي” في الجهود الديبلوماسية الراهنة بشأن سوريا، في إشارة إلى اقتراح الولايات المتحدة وروسيا عقد مؤتمر دولي يتيح البدء بحوار بين ممثلين للنظام السوري والمعارضة.
واعتبر أن حل النزاع السوري “لا يمكن أن يقوم به بلدان فقط، ينبغي أن يتم ذلك مع المجتمع الدولي برمته”، مؤكداً أنه منذ انتخابه في أيار 2012، كانت فرنسا “دائما مبادرة بالنسبة إلى القضية السورية”، وقال أيضا “لم نعتبر أبداً أن علينا استبعاد الآخرين”، في إشارة إلى إمكانية مشاركة بعض الدول، كإيران في المؤتمر الدولي المحتمل حول سوريا.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع قناة “الميادين” عرضت أمس، ضرورة دعوة إيران إلى المؤتمر الدولي المقترح تنظيمه من جانب واشنطن وموسكو بهدف ايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا. وقال “ننطلق من مبدأ ضرورة دعوة جميع المشاركين في الاجتماع الذي عقد في 30 حزيران العام الماضي إضافة إلى لاعبين رئيسيين لم يكونا في اجتماع جنيف العام الماضي هما إيران والسعودية”.
وألمح لافروف إلى أن “إيران بإمكانها أن تؤدي الدور نفسه للاعبين الباقين الذين يتحركون بشكل مباشر ويدعمون سياسياً بشكل أو بأخر هذا الطرف السوري أو ذاك”. وأضاف: “ثمة وقائع بديهية: فقد إشارت إيران مراراً الى تضامنها مع الحكومة السورية، والمسؤولون الإيرانيون يزورون دمشق بانتظام”.
ولفت لافروف إلى أن “بعضاً من زملائنا الغربيين يرغبون بتقليص دائرة المشاركين (في المؤتمر) والبدء بعملية مع مجموعة صغيرة من البلدان يتم داخلها تحديد فرق المفاوضات وجدول الاعمال وحتى نتيجة المفاوضات مسبقاً”، مشدداً على القول إن “الطموحات الجيوسياسية يجب ألا تكون حائلاً دون مشاركة إيران في التحضيرات وعقد المؤتمر”.
الجيش الحر يسيطر على معمل الصابون على طريق دمشق حمص
اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط قلعة حلب الأثرية وسط المدينة
دبي – قناة العربية –
أفادت “سانا الثورة” أن الجيش الحر سيطر على معمل الصابون على طريق دمشق حمص، الذي يعتبر بمثابة المدخل الشرقي لدمشق العاصمة.
وفي حلب، أفادت شبكة “سوريا مباشر” بوقوع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط قلعة حلب الأثرية وسط المدينة.
أما في حمص، فقد ذكر الائتلاف الوطني السوري المعارض أن قوات النظام السوري هاجمت قرية خربة السودا في محافظة حمص، حيث قتلت 18 شخصاً على الأقل، مشيراً إلى أن الضحايا إما أُعدموا وإما قُتلوا بالسلاح الأبيض.
وأبدى أعضاء الائتلاف مخاوفهم من عودة القوات النظامية في الساعات المقبلة إلى قرية خربة السودا التي لا تزال محاصرة، مؤكدين أن المعلومات الواردة من المنطقة المذكورة ضئيلة بسبب انقطاع شبكات الاتصالات.
كما أعرب الائتلاف الوطني السوري في بيان له عن قلقه على القرى المعزولة التي تحوط بها قرى يؤيد سكانها الأسد، داعياً المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى التوجه لهذه المنطقة لمنع ارتكاب مجازر جديدة.
هيومان رايتس: أدلة ووثائق تثبت التعذيب في سجون الأسد
تتنوع الوسائل مما يعرف بـ”بساط الريح” إلى الكهرباء إلى نقل المعتقل بين الفروع
بيروت – فرانس برس –
أظهرت وثائق ووسائل تعذيب عثر عليها في مراكز احتجاز تابعة لقوات الأمن السورية في الرقة شمال البلاد، تعرض المعتقلين للتعذيب على يد نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب ما أفادت منظمة “هيومان رايتس ووتش” اليوم الجمعة.
وقال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة الحقوقية “ما رأينا من وثائق وزنازين وحجرات استجواب وأجهزة تعذيب في مقار الأمن الحكومية، تتفق مع أقوال السجناء السابقين الذين وصفوا لنا ما تعرضوا له منذ بداية الانتفاضة في سوريا” قبل أكثر من عامين.
ودعت المنظمة مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على المدينة إلى ” حماية هذه المواد المتواجدة بالمقار حتى يمكن التوصل إلى الحقيقة، وحتى يُحاسب المسؤولون عما حدث”. واعتبر حوري أن “معرفة حقيقة دور أجهزة الأمن في التجسس على السوريين وإرهابهم سوف تمكّنهم من حماية أنفسهم من الانتهاكات في المستقبل”.
بساط الريح وتعذيب كهربائي
إلى ذلك، أشارت المنظمة إلى أن إحدى وسائل التعذيب المستخدمة تعرف باسم “بساط الريح”، وتقوم على ربط المعتقل على لوح منبسط أحياناً على هيئة صليب. ونقلت عن معتقلين سابقين قولهم “إن الحراس مددوهم أو شدوا أطرافهم أو قاموا بطي اللوح إلى نصفين بحيث تواجه وجوههم أقدامهم، مما يتسبب في ألم وفي إحكام شل حركتهم تماماً”.
وقالت الباحثة في المنظمة، لمى فقيه، إنه رغم قيام “هيومان رايتس ووتش” خلال العامين الماضيين بمقابلة عدد كبير من المعتقلين السابقين في السجون السورية، فإن “التواجد داخل هذه المعتقلات يجعل الأمر أكثر واقعية”. وأضافت “ندرك أن العديد من الأشخاص لا يزالون محتجزين ويخضعون لهذه الممارسات”.
من جهة أخرى، قال أحد المعتقلين السابقين إنه تعرض وشقيقه للتعذيب “بالتناوب”. وأوضح أحمد، البالغ من العمر 24 عاماً، متحدثاً عن تجربته المريرة في سجون النظام، أن بداية التعذيب الذي عاشه كان مع الكهرباء، حيث أخضع للتعذيب الكهربائي لمدة ثلاث إلى أربع ساعات، ثم رموه في الحبس الانفرادي. وكشف أنهم كانوا يريدون منه إخبارهم بالذين كان يذهب معهم للتظاهر، وكانوا يُسمِعونه صرخات أخيه، للضغط عليه.
كما أدلى عبدالله خليل، رئيس المجلس المدني المحلي التابع للمعارضة في الرقة، بشهادة للمنظمة. واحتجز هذا الناشط المدافع عن حقوق الإنسان على يد قوى الأمن السورية في الأول من مايو/أيار 2011، بعد أقل من شهرين على اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري.
ونقلت المنظمة عن خليل قوله إن ضباط الأمن السوريين “أحالوه إلى 17 فرعاً للأمن في شتى أنحاء سوريا أثناء احتجازه”.
اجتماعات فرنسية بريطانية أميركية في واشنطن حول سوريا
إصرار فرنسي على ضرورة تنحي الأسد لإيجاد حل للأزمة الخانقة
باريس – حسين قنيبر –
أكدت الخارجية الفرنسية الأنباء التي تم تداولها بشكل غير رسمي خلال الساعات الماضية عن اجتماع ثلاثي انعقد في واشنطن بين المسؤولين عن الملف السوري في كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، في إطار التحضير للمؤتمر الدولي حول سوريا.
وقال الناطق باسم الخارجية إن الاجتماع تناول أمورا تتعلق بقواعد التفاوض ولوائح المشاركين من الجانب السوري، المعارضة والنظام.
وقد شدد الجانب الفرنسي على ضرورة ألا يكون هناك أي دور للأسد في المفاوضات وعلى أن يختار الائتلاف الوطني السوري حصريا أقطاب المعارضة الذين يجب أن يحضروا المؤتمر.
وخلال مؤتمر صحافي انعقد الخميس، شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند على ضرورة إقناع موسكو التي تدعم النظام السوري بأن “مصلحتها تكمن في تنحي بشار الأسد”، مؤكدا أن باريس تشارك في الجهود الدبلوماسية الدولية للتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري.
وقال أولاند في مؤتمر صحافي “علينا أن نجري مناقشة صريحة مع روسيا لإقناعها بأن مصلحتها، مصلحة المنطقة ومصلحة السلام، تكمن في تنحي بشار الأسد”.
وأضاف الرئيس الفرنسي “نحن طرف أساسي” في الجهود الدبلوماسية الراهنة في شأن سوريا فيما عرضت الولايات المتحدة وروسيا عقد مؤتمر دولي يتيح البدء بحوار بين ممثلين للنظام السوري والمعارضة.
تحذير أممي من تأثير الأزمة السورية على لبنان والأردن
العربية.نت –
أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون في موسكو، اليوم الجمعة، أنه تم بحث الوضع في سوريا وكيفية حل الأزمة المستمرة. وأعرب عن اعتقاده المشترك مع بان مكي مون بأن أساس الحل يجب أن يكون مبنياً على نتائج مؤتمر “جنيف”.
وشدد على أهمية أن تبقى سوريا موحدة، وعلى أن كافة الجهات السورية المعنية مستعدة للمشاركة في مؤتمر السلام بشأن سوريا، وأن كافة الجهات أو الدول المحيطة بسوريا يجب أن تشارك، بما فيها إيران والسعودية. كما لفت إلى ضرورة الإسراع بعقد “جنيف 2” لنقل الصراع إلى المجال السياسي.
إلى ذلك، أشار لافروف إلى أن روسيا تزود سوريا بأسلحة دفاع جوي لن تحدث أي خلل في التوازن في المنطقة، وأن الأسلحة التي تورد إلى سوريا تأتي في إطار الاتفاقيات الموقعة سابقاً.
من جهته، أعرب بان كي مون عن قلقه من العنف المتصاعد في سوريا، والذي يجب إيقافه على الفور عن طريق المفاوضات والحل السياسي. وأشار إلى أنه اتفق مع لافروف على ضرورة التوصل إلى عقد مؤتمر حول سوريا. ولفت إلى بذل كل الجهود لتحديد تاريخ عقد هذا المؤتمر، لافتاً إلى أهمية الإسراع في هذا الأمر. وشدد على الأثر الذي تلقيه الأزمة السورية على بلدان المنطقة، لا سيما لبنان والأردن. وأكد أنه بذل كل الجهود الساعية إلى الحل.
وعما وصلت إليه لجنة التحقيق في استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، لفت إلى أن فريق التحقيق يجمع معلومات من مصادر مختلفة، لكن زيارة مكان الحادث ضرورية للتحقيق في استخدام الكيماوي. وأكد في هذا السياق أن الفريق جاهز لزيارة سوريا، وينتظر موافقة دمشق.
يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة سيلتقي في وقت لاحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان لافروف أعلن في مستهل لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن عدد المشاكل في العالم لا يتناقص، وأن الطريق الوحيد لتسويتها يتمثل في ضمان دور محوري للأمم المتحدة في حلها. وأعرب عن أمله في أن يسمح اللقاء ببحث أهم القضايا الدولية، بما فيها عقد مؤتمر دولي حول سوريا في القريب العاجل.
من جانبه، قال بان كي مون في مستهل لقائه مع لافروف في سوتشي اليوم 17 مايو/أيار، إنه يعول على بحث الأزمة السورية خلال هذا اللقاء.
أرقام قياسية لـ”السورية” بسبب “الخوف“
لارا حسن- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اعتزل عبدالناصر السفر عن طريق البر منذ حادثة اختطاف أخيه قبل عام ونصف على طريق دمشق النبك، وبات اعتماده الوحيد في النتقال من محافظة إلى أخرى باستخدام الطيران المدني السوري.
وقال عبد الناصر، من سكان مدينة دمشق، لموقع سكاي نيوز عربية “أبي وأمي في اللاذقية.. والطريق البري من دمشق إلى هناك غير آمن خاصة عند تحويلة حمص.. أحجز للسفر بالطائرة كل أسبوع لكي أتمكن من زيارتهما”.
ويضيف “تعرض أخي للخطف من قبل مجموعة مسلحة عند النبك.. دفعنا فدية مليون ليرة سورية (مايعادل 8333 دولار أميركي) ثم عاد إلينا بالسلامة.. من يومها لا نسافر إلا بالطائرة”.
حال عبدالناصر كحال الكثير من السوريين الذين اتخذوا النقل الجوي معبرا آمنا إلى المحافظات السورية بسبب انعدام الاستقرار على كل طرق البلاد وانتشار الحواجز التي تقيمها مجموعة أو أخرى وتنفذ عليها عمليات خطف أو اعتداءات.
هذا ما دفع شركة الطيران السورية لتسجيل أرقام قياسية في عدد المسافرين وعدد الرحلات الداخلية منها والخارجية التي تحجز فيها كل المقاعد رغم الحرب القائمة في البلاد منذ عامين ونيف.
وإلى جانب انعدام الأمن الذي ساهم بالإقبال على استخدام مكاتب السورية للطيران، هناك العقوبات العربية والغربية التي فرضت وقف رحلات معظم شركات الطيران إلى سوريا ما جعل الطلب عليها أكبر.
هذا ما أكدته لمى، 27 عاما، سورية مقيمة في الإمارات العربية المتحدة، بقولها إنها لم تجد أي طيران متجه إلى دمشق عدا السورية للطيران، وتضيف “سأزور أهلي لو لم يبق طيران إلى بلادي”.
وحال ملى كحال أبو أحمد، سوري يعمل كسائق شاحنة في قطر، الذي قطع تذكرة سفر من الدوحة إلى الشارقة في الإمارات العربية المتحدة حيث حجز على متن السورية للطيران للتوجه إلى مطار “حمَيمِيم” في جبلة ومنها إلى حلب حيث يقيم من تبقى من عائلته.
يحمل أبو أحمد صورة ابنه الصغير على هاتفه الجوال ويقول “مهما كلفني الأمر سأزوره وسأجد منزلا في اللاذقية لتنتقل زوجتي وابني إلى مكان آمن”.
وتشهد مدينة حلب اشتباكات عنيف بين الجيشين السوري والحر وبين القوات الحكومية وكتائب إسلامية مقاتلة حولت أغلب أحياء المدينة شمالي سوريا إلى ساحة حرب حقيقية.
بدوره، مدير العمليات على الأرض في الشركة طارق وهيبة قال “نحن نؤمن حوالى 20 رحلة يوميا إلى الخارج وداخل البلاد، ما يعني أننا ننقل كل يوم حوالى 3 آلاف راكب. لا يوجد مقعد واحد فارغ”.
كما أوضح أن عدد الرحلات الداخلية تضاعف 4 مرات منذ بدء النزاع، في وقت أكد فيه عبدالناصر أن سعر تذكرة الطيران منذ بداية النزاع في سوريا منتصف مارس 2011، ازداد إلى الضعف اليوم حيث كانت التذكرة 1200 ليرة واليوم هي 5 آلاف ليرة (50 دولار أميركي).
وانتقد عبدالناصر زيادة سعر تذكرة الطاائرة بقوله “معيب أن يستغلوا حاجتنا وخوفنا لرفع سعر التذكرة في حين رواتبنا ومدخولنا ثابت”.
فرنسا: نرفض مشاركة إيران بـ”مؤتمر سوريا“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن متحدث باسم الخارجية الفرنسية، الجمعة، أن باريس ترفض مشاركة إيران في مؤتمر دولي حول سوريا في الوقت الذي طلبت فيه روسيا حضور طهران هذا المؤتمر الذي ترغب موسكو وواشنطن في تنظيمه.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد دعيا إلى تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا في أسرع وقت بهدف وقف إراقة الدماء في هذا البلد وذلك خلال لقائهما في روسيا.
وأضاف بان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف في سوتشي على البحر الأسود: “يجب ألا نفقد الزخم”، الذي تولد من الاقتراح الأميركي الروسي لعقد مؤتمر للسلام يشارك فيه ممثلون للحكومة والمعارضة السورية”.
وقال بان: “لا يجب إضاعة الوقت بشأن الأزمة في سوريا من أجل وضع حد للعنف”.
وشدد على أن الحل السياسي سيظل الأفضل بالنسبة للأزمة، وأن المناقشات متواصلة بشأن تحديد موعد المؤتمر الدولي الخاص بسوريا.
من جانبه، قال لافروف إن بلاده تورد أسلحة دفاعية إلى سوريا وفقا للمواثيق الدولية، مضيفا أن الحكومة السورية مستعدة للتحقيق بشأن الأسلحة الكيماوية.
وأوضح أن كل جيران سوريا يجب أن يشاركوا في المؤتمر الدولي بشأن الأزمة السورية، وأن مؤتمر جنيف هو أساس الحل السياسي في سوريا.
وأكد لافروف على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السوري.
إلى ذلك، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الخميس، أنه يجب إقناع موسكو بأن “مصلحتها تكمن في تنحي بشار الأسد”.
ومن جانبه دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجددا الخميس خلال لقاء في واشنطن إلى رحيل الرئيس السوري.
وكانت الأمم المتحدة دانت، الأربعاء، “تصعيد” الهجمات التي يشنها النظام السوري وذلك في قرار غير ملزم ذو طابع رمزي، عارضته روسيا.
وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، ألكسندر بانكينا إن “هذا القرار “منحاز” وسيهدد الجهود الأميركية – الروسية لتنظيم مؤتمر دولي حول سوريا، التي أطلقت بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو الأسبوع الماضي”.
وأكد الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الجمعة، أن روسيا التي تواصل بيع أسلحة لنظام دمشق رغم انتقادات الغربيين “تحترم العقود بما يتوافق بشكل كامل مع القانون الدولي”.
وتأتي هذه اللقاءات على خلفية نشاط دبلوماسي كثيف في محاولة لوقف النزاع في سوريا، الذي أوقع أكثر من 94 ألف قتيل في سوريا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان والذي أدى إلى موجة نزوح كبرى للاجئين لا سيما إلى تركيا.
1.5 مليون لاجئ سوري
في نفس السياق، ذكرت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها سجلت أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري والأعداد في تزايد مستمر.
وأضافت المفوضية في بيان صدر في جنيف: “حقيقة أن أكثر من 1.5 مليون شخص تم تسجيلهم أو لديهم مواعيد مع المفوضية تعني للأسف أن العدد الدقيق أكبر من هذا بكثير”.
وأوضح البيان: “يبلغنا اللاجئون أن تصاعد القتال وتبدل السيطرة بين قوات النظام والمعارضة على البلدات والقرى خاصة في مناطق الصراع دفع المزيد والمزيد من المدنيين إلى أن يقرروا الرحيل”.
قيادي بالائتلاف الوطني السوري لـ آكي: توسيع الإطار سيكون محدود جداً
روما (17 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد قيادي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية أن التوسيع الذي ينوي الائتلاف القيام به سيكون محدوداً جداً وليس كبيراً، مشيراً إلى أي توسعة كبيرة في تركيبة الائتلاف ستواجه صعوبة في الحصول على دعم أغلبية ثلثي الأعضاء المطلوب لتمريرها
ومن المرتقب أن يعقد الائتلاف اجتماعاً رئيسياً في استانبول بتركيا في 23 أيار/مايو الجاري لانتخاب رئيس للائتلاف بديلاً عن أحمد معاذ الخطيب الذي قدّم استقالته قبل أسابيع، وكذلك اختيار هيئة رئاسية جديدة، والاطلاع على ترشيحات الحكومة المؤقتة التي كُلّف غسان هيتو بتشكيلها، إضافة إلى مسألة توسيع إطار الائتلاف ليشمل أعضاء جدد، فضلاً عن التشاور لاتخاذ قرار نهائي بشأن المشاركة في المؤتمر الدولي الذي أعلن عنه وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا مطلع الشهر الجاري.
وحول توسعة الائتلاف والقوى الممكن ضمها إليه، قال لؤي صافي، عضو الهيئة السياسية للائتلاف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هناك تفكير بتوسعة محدودة للائتلاف، بحيث يتم استبدال من تمت دعوتهم إليه ولكنهم لم ينضموا عملياً، ويبلغ عددهم العشرة، وربما يتم إضافة أسماء قليلة أخرى، وأي حديث عن توسعة كبيرة سيواجه صعوبة في الحصول على دعم أغلبية ثلثي الأعضاء المطلوب لإضافة أعضاء جدد إلى الائتلاف” حسب تقديره.
ويتحدث أعضاء في الائتلاف عن احتمال عودة ثمانية منهم أعضاء جمّدوا عضويتهم سابقاً، واختيار أعضاء جدد بدلاً ممن استقال من الائتلاف، وكذلك إضافة 25 عضواً جديداً للائتلاف من مجموعة (إتحاد الديمقراطيين السوريين) الذي عقد مؤتمرهم في القاهرة قبل أيام
وضم الائتلاف عند تأسيسه 61 عضواً، وتضم الهيئة الرئاسية للائتلاف التي تُنهي ولايتها بحسب النظام الداخلي فضلاً عن الخطيب كل من نوابه جورج صبرة وسهير الأتاسي ورياض سيف والأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ
بان يدعو إلى عقد مؤتمر بشأن سوريا قريبا
//إعادة لتصحيح الأشهر الواردة في الفقرة الثامنة عشرة وتوضيح أن الاتهامات كانت باستخدام أسلحة كيماوية في حلب في مارس آذار وفي حمص في ديسمبر كانون الأول وليس العكس//
سوتشي (روسيا) (رويترز) – قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الجمعة إنه ينبغي عقد مؤتمر دولي مقترح بشأن سوريا في أقرب وقت ممكن لكن لم يتم الاتفاق على موعد للاجتماع الذي يبدو أنه يواجه عراقيل متزايدة.
وتحدث بان بينما أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة أن أعداد اللاجئين الفارين من الصراع في سوريا الذي حصد أرواح 80 ألفا خلال العامين الماضيين تجاوز 1.5 مليون مع تدهور الأوضاع هناك سريعا.
ويخشى الزعماء الغربيون من احتمالات ألا تحرز المحادثات أي انفراجة كما تعقد رغبة روسيا في حضور ايران الاجتماع الأمور بسبب المعارضة المحتملة من الغرب. وفيما سبق طالبت المعارضة السورية الرئيسية المتوقع أن تقرر موقفها الأسبوع المقبل برحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل أي محادثات.
وتضافر ارتفاع أعداد القتلى وتقارير جديدة عن فظائع يرتكبها الجانبان وشكوك باحتمال استخدام أسلحة كيماوية مع غياب احتمالات الحل العسكري في دفع واشنطن وموسكو إلى الموافقة على عقد المؤتمر.
وقال بان عن اقتراح لعقد مؤتمر للسلام يشارك فيه ممثلون للحكومة والمعارضة السورية “يجب الا نفقد الزخم”.
وقال عقب محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف “هناك توقعات كبيرة بأن يعقد هذا الاجتماع في أقرب وقت ممكن.”
واتفق معه لافروف وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع بان الذي يلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق الجمعة “كلما حدث هذا في وقت أقرب كان هذا أفضل.”
وايران من ألد أعداء الولايات المتحدة وحليفة لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد التي تلقى دعما كبيرا أيضا من روسيا خلال الصراع.
وأضاف لافروف “موسكو تنطلق من موقف مفاده أنه يجب دعوة كل الدول المجاورة وايران والسعودية والمشاركين في مؤتمر جنيف الأول” مشيرا إلى الاجتماع الدولي الذي عقد بشأن سوريا في يونيو حزيران العام الماضي.
وأسفرت محادثات جنيف العام الماضي عن اتفاق على تشكيل حكومة سورية انتقالية لكن دب الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا حول ما إذا كان هذا يعني أنه يجب رحيل الأسد.
وتقول موسكو انه يجب الا يكون رحيل الأسد شرطا مسبقا للحل السياسي لكن معظم شخصيات المعارضة استبعدت اجراء محادثات ما لم يتم استبعاد الأسد ودائرته المقربة من أي حكومة انتقالية مستقبلية.
وقال لافروف ان مشاركة المعارضة أساسية.
وتابع “الشيء المهم الآن هو معرفة من هي الأطراف السورية التي لديها استعداد للمشاركة في هذا المؤتمر وبدون هذا لن يحدث أي شيء على الاطلاق.
“والمهمة الثانية هي تحديد دائرة المشاركين من الدول الأخرى إلى جانب سوريا.”
وفي تصريحات نشرت أمس الخميس قال لافروف إن الغرب يريد تقييد عدد الأطراف الخارجية المشاركة في المؤتمر الأمر الذي سيحدد النتائج سلفا.
وذكرت الولايات المتحدة أمس الخميس أنها لا تستبعد أو تشترط وجود أي طرف في المؤتمر بينما عارضت فرنسا مشاركة طهران.
وزاد الضغط على الدول الغربية للتحرك بعد تقارير عن أن قوات الاسد استخدمت أسلحة كيماوية وهو ما وصفه الرئيس الامريكي باراك أوباما وزعماء غربيون آخرون بأنه “خط احمر”. ويقول البيت الابيض إنه يعتقد أن القوات السورية استخدمت على الارجح الغاز السام لكن الادلة غير مؤكدة.
وتبادل الاسد ومقاتلو المعارضة الاتهامات باستخدام الاسلحة الكيماوية في حلب في مارس آذار وفي حمص في ديسمبر كانون الاول.
وسوريا ليست طرفا في المعاهدات الدولية التي تحظر استخدام الغاز السام لكنها تقول إنها لا يمكن ان تستخدمه في صراع داخلي. ويقول مقاتلو المعارضة إنهم ليس لديهم هذا النوع من الغاز.
واستعد فريق من خبراء الاسلحة الكيماوية تقوده الامم المتحدة منذ اكثر من شهر للتحقيق في المزاعم المتبادلة لكنه تعطل بسبب الخلافات الدبلوماسية والمخاوف الأمنية.
وحث بان سوريا يوم الجمعة على السماح للخبراء بالدخول دون قيد.
وتريد سوريا أن يقتصر تحقيق فريق الامم المتحدة على هجوم حلب لكن بان يريد أن يغطي التحقيق الواقعتين.
وقال بان “من المؤسف أن فريق التحقيق لم يتمكن من زيارة ودخول سوريا للتحقيق على ارض الواقع… لدي تفويض بإجراء تحقيق متى تكون هناك مزاعم واينما تكون هذه المزاعم.”
وأضاف أن قائد الفريق العالم السويدي اكي سيلستروم “يجمع معلومات من مصادر مختلفة لكن من المهم جدا أن يتمكن من إجراء تحقيق على ارض الواقع” مضيفا أن الفريق مستعد للسفر في اي وقت.
وقال لافروف إنه يعتقد أن سوريا يمكن أن توافق على إجراء عمليات تفتيش على مواقع اخرى بعد تحقيق في الواقعة التي حدثت قرب حلب.
(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)
أردوغان: الأمم المتحدة صاحبة القرار بشأن أي منطقة حظر طيران في سوريا
واشنطن (رويترز) – قال رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان يوم الجمعة ان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو من سيقرر ما إذا كان سيفرض منطقة حظر للطيران في سوريا.
وتابع اردوغان قائلا في منتدى بمعهد بروكنجز “هذا ليس قرارا يمكن أن يتخذ بين الولايات المتحدة وتركيا. إنه أمر يتعين أن يأتي عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.”
(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
آكل قلب الجندي السوري يقول إنه مستعد للمحاكمة إذا حوكم الأسد
بيروت (رويترز) – قال أبو سقار القيادي في أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة الذي نال سمعة دولية سيئة بعد تصويره في شريط فيديو وهو ينتزع عضوا من أحشاء جندي قتيل ويأكله إنه مستعد للمثول للمحاكمة على أفعاله إذا مثل الرئيس بشار الأسد للمحاكمة أيضا.
وظهر أبو سقار في فيديو نشر يوم الجمعة وهو يصلي في ميدان في محافظة حمص بوسط البلاد ويجيب على أسئلة مصور.
وقال أبو سقار “مستعد لأن أحاسب على أفعالي بشرط أن يحاكم بشار وشبيحته على الجرائم التي ارتكبوها ضد نسائنا وأطفالنا.
“أرسل هذه الرسالة إلى العالم.. إذا لم تتوقف إراقة الدماء في سوريا فإن كل سوري سيصبح أبو سقار.”
وانتشر سريعا في وقت سابق هذا الأسبوع فيديو لأبو سقار – مؤسس كتيبة الفاروق المعروفة في حمص – من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيه وهو يشق جذع جندي قتيل ويقضم من أحد أعضائه.
وأثار الفيديو غضبا بين مؤيدي الأسد ومعارضيه. لكن كثيرين في المعارضة عبروا عن غضبهم من أن الفيديو أثار احتجاجات أكبر مما أثارته تسجيلات مروعة أخرى لتعذيب نشطاء ومعارضين.
وقال أبو سقار ردا على سؤال من شخص لم يظهر في الفيديو عن السبب الذي دفعه للتمثيل بجثة الجندي إن الهاتف الذي كان معه كانت عليه مقاطع فيديو له وهو يغتصب نساء ويحرق جثثا ويبتر أطراف أسرى.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جماعة مؤيدة للمعارضة وثقت ونشرت عشرات من أشرطة الفيديو التي تصور عمليات إعدام وتعذيب ارتكبها طرفا الصراع إنه يشعر بخيبة أمل تجاه ما وصفه بأنه رد فعل غير متكافئ.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد في اتصال تليفوني “يدين المرصد هذه الأفعال أيا كان مرتكبها وينشر بانتظام تسجيلات فيديو مماثلة لفيديو أبو سقار أو لعمليات إعدام تنفذها جبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة).”
وأضاف “لكننا نشرنا كذلك عشرات من أشرطة الفيديو لعمليات إعدام دون محاكمة ولرجال يعذبون حتى الموت وجثث أطفال أحرقوا أو قتلوا برصاصة في الرأس. المجتمع الدولي يتجاهل على ما يبدو المعاملة غير الإنسانية التي يعامل بها (نشطاء) المعارضة السورية والأطفال لكنه يثير ضجة على التمثيل بجثة أحد جنود الأسد.”
وأصبحت التسجيلات المصورة للتعذيب والإعدام أدوات شائعة على نحو متزايد في الحرب النفسية والترويع لدى طرفي الصراع الذي يقول المرصد إنه أودى بحياة ما يزيد على 94 ألف شخص. وتقول الأمم المتحدة إن الصراع أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 80 ألفا.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التسجيلات المصورة أو تقارير المعارضة من مصادر مستقلة بسبب الحظر الذي تفرضه الحكومة والقيود الأمنية على حرية دخول وسائل الإعلام المستقلة.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)
من إريكا سولومون
روسيا “ترسل أسلحة متطورة إلى سوريا“
أرسلت روسيا صواريخ متطورة مضادة للسفن إلى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وحذر مسؤولون أمريكيون – لم تذكر الصحيفة أسمائهم – من أن هذه الأسلحة قد تستخدم لمواجهة أي تدخل عسكري أجنبي محتمل في سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لا يفهم سبب اللغط الدولي بشأن استمرار روسيا في تعاونها العسكري مع الحكومة السورية.
وأضاف لافروف، في مؤتمر صحفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: “لم نخف أننا نقدّم سلاحا لسوريا بموجب عقود موقعة ودون الإخلال بقوانين (روسيا) أو أي اتفاقات دولية.”
وجاء في تقرير “نيويورك تايمز” أن شحنة أسلحة روسية حديثة إلى سوريا تضمنت نموذجا متقدما من صواريخ ياخونت، التي يبلغ مداها 290 كلم.
واستلمت دمشق في مطلع 2011 أول دفعة من 72 صاروخا طلبتها من موسكو عام 2007، بحسب التقرير.
مؤتمر دولي
والتقى الأمين العام للأمم المتحدة وزير الخارجية الروسي في مدينة سوتشي الجمعة لمناقشة خطط مؤتمر دولي مقترح حول سوريا يجمع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة.
وشدد بان على ضرورة عقد المؤتمر المقترح “في أسرع وقت ممكن”.
وقال لافروف إنه “كلما عقد المؤتمر في وقت أقرب كان أفضل”، مشيرا إلى ضرورة دعوة إيران للمشاركة بالمؤتمر.
لكن وزير الخارجية الروسية قال إن حل الأزمة السورية لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال “حوار يشمل كافة السوريين وبمشاركة كل القوى السورية ودون أي تدخل خارجي في أسرع وقت ممكن.”
أعداد اللاجئين
وعلى صعيد الأوضاع الإنسانية، قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين حاليا وصل إلى أكثر من مليون ونصف لاجئ.
وأضافت المفوضية في بيان: “يخبرنا اللاجئون أن استمرار القتال وتبادل السيطرة على المدن والقرى، لاسيما في مناطق النزاع، يدفع المزيد والمزيد من المدنيين إلى الرحيل.
وأشارت المفوضية إلى أن الرقم الفعلي قد يتجاوز ذلك كثيرا.
الفاينانشال تايمز: قطر تدفع 50 ألف دولار للمنشق في سوريا
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الجمعة عددا من القضايا العربية من بينها الأحداث في سوريا، لكن الحدث الذي لقي أصداء واسعة في جميع الصحف كان إعلان ديفيد بيكهام اعتزال اللعب بنهاية الموسم الحالي.
البداية من الصفحة الأولى لصحيفة الفاينانشال تايمز وتحليل بعنوان “قطر تنفق مليارات الدولارات في العامين الماضيين لتمويل الانتفاضة السورية”
وتقول الصحيفة إن قطر انفقت نحو ثلاثة مليارات دولار في العامين الماضيين لدعم الانتفاضة في سوريا، وهو ما يفوق بكثير ما قدمته أي حكومة أخرى، ولكن السعودية الآن تنافسها في تصدر الجهات التي تمد المعارضة السورية بالسلاح.
وتقول الصحيفة إن تكلفة التدخل القطري في سوريا، الذي يعد أحدث مساعي الإمارة النفطية لدعم ثورة عربية، لا تمثل سوى جزءا ضئيلا للغاية من الاستثمارات الدولية لقطر.
وترى الصحيفة أن الدعم القطري للانتفاضة في سوريا، التي تحولت إلى حرب أهلية طاحنة، تطغى على الدعم الغربي للمعارضة.
وتقول الصحيفة إنه في عشرات المقابلات التي اجرتها مع زعماء المعارضة المسلحة في الداخل والخارج ومع كبار المسؤولين الاقليميين والغربيين، أكد الجميع تعاظم الدور القطري في الأزمة السورية، وأنه أصبح أمرا مثيرا للجدل.
وتضيف الصحيفة إن “الدولة الصغيرة ذات الشهية الضخمة” تعد أكبر مانح للمساعدات للمعارضة السياسية السورية، حيث تقدم منحا سخية للمنشقين، تبلغ وفقا لبعض التقديرات خمسين ألف دولار في العام للمنشق وأسرته.
وتقول الصحيفة إن المقربين من الحكومة القطرية يقولون إن إجمالي الانفاق على الازمة السورية بلغ ثلاثة مليارات دولار، بينما تقول مصادر في المعارضة المسلحة ومصادر دبلوماسية إن قيمة المساعدات القطرية بلغت مليار دولار على الأكثر.
وتضيف أنه وفقا لمعهد ابحاث السلام في ستوكهولم، الذي يتابع امدادات السلاح إلى المعارضة السورية، إن قطر أكبر مصدر لارسال السلاح إلى سوريا، حيث مولت اكثر من 70 شحنة جوية للسلاح الى تركيا المجاورة منذ ابريل/نيسان 2012 حتى مارس/اذار الماضي.
وترى الصحيفة أنه على الرغم من التدخل القطري يرجع الى النفعية والمصلحة، فإن قطر أصبحت عالقة في الاستقطاب السياسي في المنطقة، مما عرضها لانتقادات بالغة.
وتقول الصحيفة إن دعم قطر للجماعات الاسلامية في الدول العربية يضعها في مواجهة مع الدول الخليجية الاخرى ويأجج التنافس بينها وبين السعودية.
سعودي من «النصرة» يعدم جنوداً سوريين
عرض «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، على صفحته الخاصة على موقع «يوتيوب» أمس، شريطا يظهر قيام «جبهة النصرة» بإعدام جنود سوريين في دير الزور شرق البلاد.
وفي الشريط الذي تبلغ مدته دقيقة و11 ثانية، يبدو شخص ملثم يقرأ بيانا مكتوبا، وقد جثم أمامه عدد من الأشخاص المعصوبي العيون. ويقول «حكمت المحكمة الشرعية في جبهة النصرة في المنطقة الشرقية بدير الزور بالقتل على هؤلاء العسكر المرتدّين لما قاموا به من مجازر ضد أهلنا وإخواننا في سوريا».
وعلى وقع صيحات التكبير، يبدأ الرجل الذي وقف خلفه عنصران ملثمان يحملان علمي الجبهة بإطلاق الرصاص من مسدسه على رؤوس العناصر الذين بدا منهم تسعة في الشريط، قبل أن يطلق الرصاص على آخرين غير ظاهرين.
وبعد إطلاق رصاصة على رأس كل منهم، يسمع صوت عنصر من الجبهة يقول لحامل المسدس «أجهز عليهم»، ليعود هذا الأخير ويطلق الرصاص مجددا على رأس بعض العناصر الممددين أرضا. وبثت مواقع اسلامية على الانترنت الشريط مشيرة الى انه يعود الى العام 2012.
ونقل «المرصد» عن معارضين في ريف دير الزور قولهم ان الرجل الذي يظهر في الشريط المصور «سعودي من جبهة النصرة معروف باسم قسورة الجزراوي، وقد لقي مصرعه على ايدي مسلحين من قرية المسرب في دير الزور نهاية آذار» الماضي بعد خلاف على صهريج مازوت.
وكان تسجيل فيديو بث على الانترنت أمس الأول اظهر إعدام عناصر من «النصرة» ثلاثة أشخاص في ميدان رئيسي في محافظة الرقة.
(ا ف ب، رويترز)