أحداث الجمعة 14 آب 2015
القذائف تزيد التوتر في اللاذقية
موسكو – رائد جبر < لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
قتل وجرح 16 شخصاً بسقوط قذائف على مدينة اللاذقية الساحلية معقل النظام بالتزامن مع تقدم مقاتلي المعارضة في ريف المدينة ما زاد التوتر في الوسط العلوي، في وقت استمرت الهدنة في الزبداني شمال غربي دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا المواليتين في ريف ادلب التي أنجزت برعاية تركية- إيرانية أول من امس. وقال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» خالد خوجة لـ «الحياة» بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إنه لمس «مرونة» في موقف موسكو، فيما قال قيادي آخر إن الجانب الروسي طرح أسئلة حول «آلية» خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باستمرار «الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، وجبهة النصرة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط منطقة بيت عوان في جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، وسط تقدم للمعارضة وسيطرتها على تلة في المنطقة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
وكان مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن قال إن «شخصين على الأقل قتلا وأصيب 14 آخرون بجروح جراء سقوط قذائف صاروخية على شارع 8 آذار قرب دار الإفتاء في وسط مدينة اللاذقية»، لافتاً إلى «دوي انفجار ثان في شارع الكورنيش في المدينة»، من دون معرفة ما إذا أسفر عن أضرار. وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «إصابة عدد من المواطنين جراء استهداف إرهابيين أحياء في اللاذقية بقذائف صاروخية».
وبحسب عبد الرحمن، يقتصر وجود الفصائل المقاتلة في المحافظة على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، مضيفاً: «يتمكن مقاتلو الفصائل أحياناً من التسلل من هاتين المنطقتين الى مناطق حرجية خارجة عن سيطرتهم ويطلقون منها صواريخ خفيفة باتجاه اللاذقية، كما حصل مرات».
وفي ريف دمشق، أفاد «المرصد» بقتل 10 أشخاص بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال خلال غارات شنها سلاح الجو السوري على عربين في الغوطة الشرقية. ونفذت الغارات الجوية على عربين قرب العاصمة، بعد منتصف الليل، إلا أن بعض الأشخاص لا يزالون عالقين تحت الأنقاض بعد ظهر الخميس. ويأتي ذلك غداة شن طائرات النظام الحربية عدة غارات استهدفت مناطق في غوطة دمشق الشرقية تسببت بمقتل 37 شخصاً بينهم أربعة أطفال وإصابة أكثر من 120 آخرين بجروح.
ويستمر وقف إطلاق النار بين قوات النظام و «حزب الله» من جهة والفصائل الإسلامية من جهة أخرى في مدينة الزبداني وبلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون موالون للنظام من الطائفة الشيعية في ريف إدلب، ذلك لليوم الثاني على التوالي منذ الساعة السادسة صباح أول من أمس، وفق «المرصد»، الذي قال إن وقف النار «دخل حيز التنفيذ بالتزامن مع استمرار المفاوضات بين الجانبين حول بندين أساسيين ينصان على تأمين حافلات تقل مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية إلى مناطق خارج مدينة الزبداني وإدخال مساعدات إنسانية وغذائية إلى بلدتي كفريا والفوعة».
سياسياً، قال خوجة لـ «الحياة» إنه لمس بعد لقائه لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف «مرونة»، وإنه لم يجد لغة متعنتة ولا دفاعاً عن الأسد، في حين أوضح القيادي في «الائتلاف» بدر جاموس، أن الروس «قلقون من تنامي الإرهاب ويريدون الحفاظ على مؤسسات الدولة، ونحن معهم في الأمرين ومتفقون على ضرورة عدم تكرار السيناريو العراقي أو الليبي» بانهيار مؤسسات الدولة. وأضاف أن «الائتلاف» أثار موضوع عدم قبول وجود الأسد في المرحلة الانتقالية أو بعدها، والروس سألوا عن آليات خروج الأسد وضرورة حصول ذلك عبر المفاوضات وآليات تصل إلى إصدار قرار من مجلس الأمن.
في نيويورك، واصلت فنزويلا لليوم الثاني على التوالي تعطيل صدور بيان رئاسي عن مجلس الأمن يؤكد دعم المجلس جهود المبعوث الخاص الى سورية ستيفان دي مستورا بسبب اعتراضها على فقرة في مشروع البيان تدعو إلى تطبيق بيان جنيف «بما فيه تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة». وتوقع ديبلوماسيون إصدار البيان اليوم «ما لم تتعنت فنزويلا في موقفها».
في جانب آخر، دعت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور، الى أن «يعمل المجتمع الدولي معاً لإنهاء استخدام البراميل المتفجرة من جانب النظام».
قتيلان جراء سقوط قذائف على مدينة اللاذقية السورية
دمشق – أ ف ب، رويترز
أعلنت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) اليوم (الخميس)، سقوط قذائف على أحياء في مدينة اللاذقية الساحلية غرب سورية، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل.
وقالت «سانا» أن «عدداً من المواطنين أصيبوا جراء استهداف إرهابيين لأحياء في مدينة اللاذقية بقذائف صاروخية»، مشيرة إلى وقوع «أضرار مادية».
وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» في بريد الكتروني «سمع دوي انفجارين في مدينة اللاذقية، أحدهما ناجم عن سقوط قذيفة على شارع 8 آذار في وسط المدينة، ما أسفر عن إصابة مواطنين بجروح وأضرار مادية، والآخر ناجم عن انفجار في شارع الكورنيش»، لم تتضح اضراره.
وبقيت المحافظة الساحلية بمنأى عن النزاع الدامي الذي شهدته بقية المحافظات السورية منذ منتصف آذار (مارس) 2011، ما دفع العديد من السوريين الى النزوح اليها هرباً من المعارك. ونقل رجال أعمال استثماراتهم إلى المحافظة.
وتشهد سورية نزاعاً دامياً تسبب منذ أكثر من أربع سنوات بمقتل أكثر من 240 ألف شخص.
الشبهات تزداد حول استخدام «داعش» السلاح الكيماوي
برلين – أ ف ب
ذكر مقاتلون أكراد يحاربون «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) أنهم تعرضوا إلى هجمات بالأسلحة الكيماوية، وهي ادعاءات نقلها اليوم (الخميس) الجيش الألماني، ما يعزز الشبهات باستخدام المتطرفين هذا السلاح المحظور.
وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الألمانية في برلين إنه «وقع هجوم بالسلاح الكيماوي، وأصيب عدد من عناصر البيشمركة (مقاتلون اكراد) بجروح مع التهابات في الجهاز التنفسي».
وصرح مسؤول كردي في كردستان العراق، طالباً عدم كشف اسمه أن قواته «تعرضت عصر الثلثاء الماضي في منطقة مخمور (50 كلم غرب اربيل)، إلى هجوم بصواريخ كاتيوشا مزودة بمادة الكلور، ما أسفر عن إصابة العديد من عناصر البيشمركة».
والكلور الذي أُستخدم خلال الحرب العالمية الأولى، غاز سام محظور في النزاعات المسلحة بموجب المعاهدة حول الأسلحة الكيماوية في العام 1997.
وأوضحت وزارة الدفاع الألمانية أن «خبراء أميركيين وعراقيين في طريقهم لتحديد ما حصل فعلاً». ولم يكن الجيش الألماني الذي درّب قوات البيشمركة موجوداً في الموقع لذلك لا تملك الوزارة أي معلومات خاصة بها.
والجنود الألمان المنتشرون في شمال العراق لتدريب المقاتلين الأكراد ليسوا على الجبهة، اذ إن أي مهمة في منطقة معارك يجب أن تحظى أولاً بموافقة البرلمان الألماني. وقال الناطق إن «الجنود الألمان لم يصابوا أو يتعرضوا للخطر (في الهجوم)»، مؤكداً أن «حماية جنودنا في شمال العراق تبقى في أعلى المستويات».
ولم يتهم الجيش الألماني الجهاديين بأنهم وراء الهجوم، لكن اتهامات استخدام «داعش» السلاح الكيماوي تضاعفت في الأشهر الماضية في العراق كما في سورية، حتى وإن كانت هذه الهجمات حتى الآن قليلة ولم تؤد إلى وفيات.
وأشارت وحدات «حماية الشعب الكردية» و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» وخبراء إلى هجمات بالسلاح الكيماوي في تموز(يوليو) في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية ضد المقاتلين الأكراد.
وأكد هؤلاء المقاتلون أنهم ضبطوا أقنعة واقية من الغاز تعود للتنظيم المتطرف، معتبرين أن الجهاديين يخططون لهجمات كيماوية أخرى.
وأفادت القوات الكردية بأن «مقاتليها الذين تعرضوا للغاز أُصيبوا بحرقة في الحلق والعينين والأنف مع صداع قوي وآلام في العضلات وضعف في التركيز والحركة وتقيّؤ».
وأعلنت حكومة اقليم كردستان العراق في آذار(مارس) الماضي، أن لديها أدلّة على استخدام «داعش» غاز الكلور ضد قواتها.
لكن التنظيم ليس الجهة الوحيدة التي يشتبه بأنها تلجأ من حين إلى آخر إلى هذه الأسلحة. وفي آذارالماضي، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، نظام الرئيس بشار الأسد بإلقاء براميل مليئة بغاز الكلور على المدنيين في القطاعات التي تسيطر عليها المعارضة ورفضت دمشق هذه الاتهامات.
وقرر مجلس الأمن الدولي بالإجماع في السابع من آب (اغسطس)، تشكيل مجموعة خبراء لتحديد «الأفراد والجهات والمجموعات والحكومات» المسؤولة عن الهجمات الأخيرة.
أميركا لا تستبعد ان يكون «داعش» استخدم سلاحاً كيماوياً في العراق
واشنطن – رويترز
ذكرت صحيفة “وول ستريت غورنال” اليوم (الخميس)، ان الولايات المتحدة تعتقد أن متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) استخدموا غاز الخردل في هجوم على قوات كردية بالعراق، في إشارة إلى أن التنظيم المتشدد حصل على سلاح كيماوي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم إن التنظيم حصل على غاز الخردل في سورية التي اعترفت حكومتها بامتلاك كميات كبيرة من المركبات الكيماوية في 2013، عندما وافقت على التخلي عن ترسانتها من الأسلحة الكيماوية.
وذكرت الصحيفة أن “الدولة الإسلامية” قد تكون حصلت على غاز الخردل في العراق.
جنرال أميركي: تقسيم العراق ربما يكون الحل الوحيد
واشنطن – أ ف ب
أعلن رئيس الاركان الاميركي المنتهية ولايته الجنرال ريموند اودييرنو أمس (الأربعاء) أن تحقيق المصالحة بين طائفتي السنة والشيعة في العراق لا ينفك يزداد صعوبة، معتبرا ان تقسيم هذا البلد «ربما يكون الحل الوحيد» لتسوية النزاع الطائفي الذي يمزقه.
وقال أودييرنو الذي كان أعلى ضابط اميركي في العراق والذي يتقاعد من منصبه رئيساً للاركان الجمعة الماضي، ان «تركيز الولايات المتحدة في الوقت الراهن يجب ان ينصب على قتال تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الذي يسيطر على انحاء واسعة من سورية والعراق».
وخلال مؤتمر صحافي وداعي بدأ الجنرال الأميركي متشائماً حيال فرص تحقيق مصالحة في العراق، حيث اسفر النزاع بين الطائفتين (السنة والشيعة) عن سقوط عشرات الاف القتلى في ذروة اعمال العنف العامين 2006 و2007.
وقال أودييرنو رداً على سؤال عن فرص المصالحة بين الطائفتين، إن «هذا الامر يصبح اكثر فأكثر صعوبة يوماً تلو الآخر»، متوقعاً أن العراق في المستقبل «لن يشبه ما كان عليه في السابق».
وعن امكان تقسيم هذا البلد، قال «اعتقد انه يعود الى المنطقة، الى الشخصيات السياسية والديبلوماسيين ان يروا كيف يمكن لهذا الامر ان يجري، ولكن هذا امر يمكن ان يحصل». واضاف «ربما يكون هذا الحل الوحيد ولكني لست مستعدا بعد لتأكيده».
وأكد أنه «يجب علينا اولا ان نعالج مشكلة تنظيم داعش، وان نقرر ماذا سيكون عليه الامر لاحقا».
وعن الجهود الرامية لمكافحة التنظيم، قال الجنرال الأميركي إن مكافحة هذا التنظيم الإرهابي «تبدو في مأزق نوعا ما»، لكن الولايات المتحدة تواصل «التقدم».
وكان اودييرنو دعا سابق إلى عدم سحب كل القوات الاميركية من العراق والابقاء على قسم منها، لكن بغداد وواشنطن لم تتفقا على هذا الامر.
الائتلاف السوري يرفض المبادرة الروسية واشنطن: الأسد زاد استخدام البراميل المتفجرة
المصدر: العواصم – الوكالات
نيويورك – علي بردى
التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” خالد خوجة الذي أعرب في وقت سابق عن رفضه اقتراح الكرملين تشكيل ائتلاف جديد ضد الجهاديين يضم الجيش السوري.
وقال في مستهل اللقاء: “لدينا جميعا مصلحة في قطع الطريق على الارهاب… والاهم، الآن، هو في تحويل هذه الرغبة الى أفعال ملموسة ومنسقة”. وأضاف أن روسيا “على اتصال بجميع القوى السياسية السورية، ومع الحكومة اكثر من مجموعات المعارضة”.
وطرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف التقليدي للاسد، في 29 حزيران امكان قيام تحالف دولي جديد يضم تركيا والعراق والسعودية، الى الجيش السوري لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بفاعلية اكبر.
ويحاول وزير الخارجية الروسي تسويق هذا الطرح لدى دول المنطقة، فيما تقود الولايات المتحدة ائتلافاً دولياً، يضم خصوصاً السعودية، يشن منذ أيلول الماضي غارات جوية على مواقع “داعش” في سوريا والعراق.
وقبيل اجتماعه مع لافروف، أعلن خوجة رفضه المبادرة الروسية، مجدداً دعوته الى رحيل الرئيس السوري بشار الاسد. وصرّح في مقابلة مع وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة للانباء ان الرئيس السوري “اساس المشكلة… ليس هناك اي دور للاسد في مستقبل سوريا”.
وشرح لافروف المبادرة الروسية في الدوحة الاسبوع الماضي، كما فعل في موسكو الثلثاء لدى استقباله نظيره السعودي عادل الجبير الذي رفضها رفضاً قاطعاً، مكررا دعوته الى رحيل الرئيس السوري.
وبعد لقائه خوجة الخميس، من المقرر ان يستقبل لافروف اليوم وفدا من تجمع مؤتمر القاهرة برئاسة المعارض السوري هيثم مناع، الى الديبلوماسي المصري رمزي عزالدين رمزي مساعد المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دو ميستورا.
وفي موسكو ايضاً رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح مسلم، الحزب الكردي الابرز في سوريا، بعدما ساهم اعلان الاكراد ادارة ذاتية موقتة في شمال سوريا في جعل الصراع اكثر تعقيدا وفي اثارة مخاوف تركيا من اقامة حكم ذاتي كردي على طول حدودها مع سوريا.
قذائف على اللاذقية
أمنياً ، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له سقوط قذيفتين صاروخيتين على مدينة اللاذقية الساحلية، مما تسبب بأضرار بالغة وأوقع ضحايا من المدنيين.
وقال إن القذيفة الأولى سقطت قرب دار الإفتاء في شارع 8 آذار باللاذقية فأصابت ثمانية مدنيين وتسببت بأضرار مادية كبيرة، بينما سقطت القذيفة الثانية في حديقة وسط المدينة من دون إصابات أو أضرار.
وتدور اشتباكات في ريف اللاذقية الشمالي منذ أكثر من سنة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة، اذ يستهدف مسلحو المعارضة مواقع أمنية وعسكرية في أطراف المدينة بالقصف الصاروخي.
واشنطن تحمل على الأسد
وفي نيويورك، حملت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور بشدة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يستخدم البراميل المتفجرة “أداة إرهاب” ضد شعبه، مطالبة المجتمع الدولي بـ”التكافل” من أجل وقف “كل أشكال الهجمات” على المدنيين في سوريا.
وجاء ذلك في بيان لافت أصدرته باور وجاء فيه أن الولايات المتحدة “تندد بشدة بالقصف العنيف من نظام الأسد للمدنيين والبنى التحتية المدنية عبر سوريا، مع استخدامه المتواصل للبراميل المتفجرة”. وأوضحت أنه “منذ الأسبوع الأول من تموز، رمى النظام أكثر من ألفي برميل متفجر في طول سوريا وعرضها، مع التركيز خصوصاً على داريا والزبداني”. وأضافت أن “القنابل قتلت مئات الناس ودمرت مدارس وجوامع وأسواقاً ومستشفيات عبر البلاد”. ولاحظت أنه “في وقت سابق من هذا الأسبوع، أفيد أن النظام قصف سوقاً للخضار في إدلب، فقتل وشوه عشرات الناس، بينهم نساء وأطفال”، معتبرة أن “نظام الأسد يعتمد بصورة متزايدة وواضحة على الإستخدام البغيض للبراميل المتفجرة كأداة إرهاب ضد الأبرياء من المدنيين السوريين”.
وخلصت الى أنه “على رغم ذلك، يواصل بشار الأسد الكذب بوقاحة على وسائل الإعلام وعلى شعبه، متجاهلاً استخدام قواته لما يبدو أنه صار سلاحها المفضل”، مشددة على أنه “حان الوقت كي يتكافل المجتمع الدولي من أجل انهاء الإستخدام الشائن للبراميل المتفجرة وكل أشكال الهجمات على المدنيين في سوريا”.
تركيا تستبعد خيار العملية البرّية في سوريا الآن وتنفي شنّ غارات أميركية انطلاقاً من إنجرليك
المصدر: (وص ف، رويترز، أ ش أ)
أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أن بلاده لا تعتزم نشر قوات برية في سوريا لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية”، وإن يكن هذا الخيار يجب أن يظل مطروحاً، بينما نفى استخدام الجيش الأميركي قاعدة إنجرليك منطلقاً لشن غارات أولى بطائرات يقودها طيارون على أهداف للتنظيم المتشدد.
قال جاووش أوغلو في مقابلة تلفزيونية: “في الوقت الحاضر لا خطة لعمليات برية، ولكن في المستقبل ينبغي القيام بأي شيء مطلوب للتصدي لـ”لدولة الاسلامية”، بما في ذلك العمليات البرية”.
وكان الجيش الأميركي أعلن الأربعاء شن أولى غاراته بطائرات يقودها طيارون انطلقوا من قاعدة إنجرليك الجوية التركية. غير أن جاووش أوغلو نفى أن تكون القاعدة استُخدمت في غارات جوية فعلية، موضحاً أن الطائرات أقلعت من القاعدة في طلعات استطلاعية. وأضاف: “بالأمس لم تقصف الطائرات الأميركية أهدافاً لتنظيم “الدولة الإسلامية” بعد إقلاعها من تركيا. الغارات الجوية على تنظيم “الدولة الإسلامية” تشن حالياً من دول أخرى في المنطقة مثل الأردن. الطائرات التي تقلع من تركيا لم تنضم بعد الى العملية، بما في ذلك الطائرة التي أقلعت (أول من) أمس”.
الأمن
على صعيد آخر، أعلنت السلطات التركية منطقتين أمنيتين خاصتين في بلدة يوكسك أوفا في محافظة هكاري بجنوب البلاد، وذلك مدة أسبوعين. وأفاد مكتب محافظ هكاري أن منطقتي جوركافاك وفاراكوز اللتين تقعان ضمن حدود المحافظة، تعتبران “منطقتين أمنيتين” اعتبارا من 13 آب حتى 27 منه. وخلال هذه الفترة، لا يحق للمواطنين دخولهما. وفي وقت سابق أُعلنت ثلاثة أحياء في هكاري مناطق أمنية.
إلى ذلك، أفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية أن مقاتلي “حزب العمال الكردستاني” فتحوا نيران البنادق وأطلقوا قذائف صاروخية على قاعدة عسكرية في مدينة سيلوبي بجنوب شرق تركيا قرب الحدود مع سوريا والعراق، فنشبت معركة سقط فيها أربعة مقاتلين.
كذلك شن الحزب هجمات متزامنة الأربعاء على قاعدة عسكرية ومركز للشرطة في بلدة ديادين بمحافظة أغري القريبة من الحدود مع إيران والمجاورة لأرمينيا، وقتل سبعة مسلحين في اشتباك تلا ذلك. كما قتل شابان يعملان في مخبز قريب في تبادل للنار.
ودارت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن التركية وعناصر تابعة لـ”حزب العمال الكردستاني” في ضواحي مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية، مما أدى إلى مقتل مقاتل كردي وإصابة أربعة جنود وأحد افراد حرس الحدود، وهؤلاء هم من الفلاحين الذين تعينهم قوات الأمن التركية للمساعدة في تأمين المناطق السكنية ومطاردة عناصر “حزب العمال الكردستاني” في جنوب شرق تركيا.
خالد مشعل
في غضون ذلك، أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خالد مشعل مساء الأربعاء محادثات مغلقة مع مسؤولين أتراك في أنقرة.
والتقى مشعل، الذي يشارك عادة في نشاطات ينظمها حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم في تركيا، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.
ولم يصدر اي بيان رسمي تركي عن هذين اللقاءين. وجاءت الزيارة بعد أسابيع من اتهام وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون تركيا باستضافة القيادي في حركة “حماس” صالح العاروري الذي تتهمه تل أبيب بالتخطيط لهجمات. وقال يعالون إن محاولات تفعيل خلايا ناشطة في الضفة الغربية تصدر من “مقار حماس في غزة واسطنبول، حيث يخطط صالح العاروري لهجمات ضخمة علينا عبر وكلاء له في الضفة الغربية والدول المجاورة”.
وأضاف: “صالح العاروري ينشط من تركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي، والتي في الوقت ذاته تسمح بوجود قاعدة للإرهاب على أراضيها”.
وأوردت وسائل اعلام اسرائيلية أن تركيا رضخت للضغوط الأميركية وطلبت من العاروري مغادرة أراضيها. وصرح مسؤول تركي الأربعاء بأن الرجل ليس في تركيا.
تنظيم “بي كا كا” يواصل اعتداءاته الإرهابية في تركيا
تونجلي- الأناضول: أصيب جندي تركي، ومدني بجروح مختلفة، مساء الخميس، جراء تفجير تنظيم “بي كا كا” الإرهابي، لسيارة مفخخة بالقرب من وحدة عسكرية للجيش التركي في ولاية “تونجلي” وسط البلاد.
وأفادت المعلومات التي حصل عليها مراسل الأناضول، أنَّ عنصرا من مسلحي التنظيم اقترب بسيارته المفخخة من الوحدة العسكرية، وفجرها عن بعد ثم فتح النار على الجنود، قبل أن يلوذ بالفرار.
وفي ولاية هكاري جنوب شرقي البلاد، استهدف إرهابيو “بي كا كا” دورية للشرطة التركية، بقذائف الهاون والرشاشات، ليحدث اشتباك بين الطرفين استمر 20 دقيقة، دون وقوع إصابات.
كما اعتدى عناصر التنظيم على إمام مسجد في الولاية بالضرب، مما أسفر عن إصابته بجروح بالغة.
واشنطن تدرس تقارير حول سقوط قتلى مدنيين في “أطمة” السورية
واشنطن- الاناضول: أكدت واشنطن الخميس، أنها تقوم بدراسة التقارير التي تتحدث عن سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين جراء استهداف قوات التحالف مصنعاً للأسلحة في قرية “أطمة” التابعة لمحافظة إدلب السورية.
وقالت متحدثة البنتاغون اليسا سميث “نحن على اطلاع على التقارير المتعلقة بأطمة ونحن بصدد دراستها”.
وأضافت في رسالة بعثتها إلى الأناضول “نحن نأخذ جميع التقارير المرتبطة بالضحايا غير المسلحين (المدنيين) على محمل الجد، وندرس كل واحد منها حال اطلاعنا عليه أو استلامه”.
وشددت أن وزارة الدفاع تطبق “معايير صارمة في عملية الاستهداف وذلك لتفادي أو تقليل الضحايا من المدنيين في المقام الأول”.
وأوضحت أن هذه المعايير تشمل “تحليل المعلومات الاستخبارية المتوفرة (ذات الصلة بالمنطقة المستهدفة)، واختيار السلاح المناسب لتحقيق متطلبات المهمة، بهدف تقليل المخاطر والأضرار الجانبية، وبالأخص احتمال إيقاع الأذى بغير المسلحين”.
من جانبه أكد، جيف ديفيس، مدير الشؤون الصحفية في البنتاغون اليوم في تصريح للاناضول أن الطائرات الأمريكية لم تتعمد استهداف المدنيين في أطمة “هذه عملية دقيقة جداً، ينفذونها بعناية شديدة عند تحديد (الطيارين) اهدافهم دون المجازفة بضرب المدنيين ولو عن طريق الخطأ”.
وأضاف في لقاء له مع وسائل الاعلام من مقر البنتاغون في العاصمة الأمريكية “عندما تكون هنالك دعاوى ذات مصداقية بأننا فعلنا هذا (ضرب المدنيين) عن طريق الخطأ، فإننا سنحقق فيها”.
هذا وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي الخميس “نظل قلقين بشدة من أي تقرير يتعلق بالسقوط المحتمل لضحايا المدنيين”، لكنه لم يدلِ بأي تفاصيل جديدة عن الحادث.
وطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، التحالف الدولي ضد داعش، بتقديم “تفسير وتحقيق ومحاسبة”، بشأن استهداف قرية “أطمة” شمالي سوريا.
وأوضح بيان صادر عن الائتلاف، اليوم الخميس، حصلت الأناضول على نسخة منه “أن عمل التحالف الدولي ضد داعش يجب أن يرتبط بإرادة حازمة، من أجل فرض منطقة آمنة تنهي سيطرة النظام السوري على الأجواء، كما تعطل بشكل فعّال قدرة التنظيمات والميليشيات الإرهابية على الحركة”.
وقالت مصادر محلية في “أطمة” للأناضول، إن أكثر من 10 أشخاص بينهم مدنيون قتلوا في قصف جوي شنته طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف مساء الثلاثاء، واستهدف مبنى كان يستخدم كمعمل لتصنيع الأسلحة من قبل فصيل تابع للمعارضة السورية يدعى “جيش السنّة”.
ولفتت إلى أن القصف أدى إلى تدمير المبنى بالكامل.
وكانت الخارجية التركية نفت في وقت سابق إقلاع أي طائرات مقاتلة أو أخرى بدون طيار، مساء الخميس، من قاعدة “إنجرليك” الجوية (جنوب)، أو من أية قاعدة أخرى في تركيا، وتنفيذها غارة جوية على “أطمة”.
خالد خوجة: مرونة الموقف الروسي الحالي قد تساعد في إيجاد حل للأزمة السورية
موسكو- الأناضول: قال خالد خوجة رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة “لمسنا مرونة في موقف روسيا (تجاه سوريا) وهذه المرونة إن استمرت بإمكاننا إيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خوجه، مساء الخميس، للأناضول، على هامش زيارته الحالية التي يجريها للعاصمة الروسية موسكو، تلبية لدعوة وجهتها الحكومة الروسية للتباحث حول الشأن السوري.
واوضح “خوجة” في تصريحاته أنه نقل لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف الائتلاف من مرحلة التحول السياسي، قائلاً “أخبرنا الروس بأننا في الائتلاف لا نريد أن يلعب الأسد أو أي شخص ارتكب الجرائم من نظامه، أي دور في المرحلة الانتقالية”.
وأشار خوجة إلى أنَّهم متفقون مع الروس على ضرورة المحافظة على كيان الدولة السورية ومؤسساتها، موضحاً أنه “على الرغم من عدم وجود تطابق في الأفكار مئة بالمئة، إلا أننا لمسنا تفهماً ومرونة كبيرة من الجانب الروسي خلال الزيارة”.
وحول مصير “الأسد” قال رئيس الائتلاف “نحن بيَّنا موقفنا من الأسد بشكل واضح، والروس لم يبدوا أي موقف مضاد، وهذا مهم جداً بالنسبة لنا، كما أن الروس أكدوا على ضرورة الحفاظ على الدولة السورية ومؤسساتها، ونحن متوافقون معهم في ذلك”.
وعن لقاء وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بنظيره الروسي لافروف بداية الأسبوع الحالي وزيارته الحالية إلى موسكو، قال خوجة إنها “تأتي في إطار التحضير لمرحلة انتقال سياسي في سوريا”.
وذكر خوجه أن “المرحلة المقبلة ستشهد اجتماعا موسعا يضم كافة أطراف المعارضة السورية، من أجل التحضير إما لـ(جنيف 3) أو لأي محادثات سياسية، بغية توحيد موقف المعارضة”.
وحول اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرامي إلى تشكيل جبهة مشتركة للحرب ضد داعش في سوريا، ذكر “خوجة” أنهم أخبروا الروس بأنَّ مكافحة الإرهاب ستبدأ بعد الأسد.
نجاح وقف إطلاق النار في الزبداني والفوعة وكفريا و«الائتلاف» السوري يرفض المبادرة الروسية
لندن ـ «القدس العربي»: لم يتكلل لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في موسكو، أمس، بالنجاح.
وأعلن الائتلاف الذي يعد أبرز ممثلي المعارضة السياسية في الخارج، في موسكو أمس، رفضه اقتراح الكرملين تشكيل ائتلاف جديد ضد الجهاديين يضم الجيش السوري، مجددا دعوته لرحيل الرئيس بشار الأسد.
وكان خالد خوجة رئيس الائتلاف قد أعلن في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» الروسية، وقبل لقائه لافروف، أن الرئيس السوري بشار الأسد «أساس المشكلة». وكرر خوجة ما قاله وزير الخارجية السعوي عادل الجبير، يوم الثلاثاء الماضي وفي موسكو أيضا، أن «ليس هناك أي دور للأسد في مستقبل سوريا»، إذ أن الائتلاف الجديد الذي اقترحته روسيا لمواجهة تنظيم الدولة الأسلامية بشكل فعال يشمل الجيش السوري وبالتالي الرئيس الأسد.
يأتي هذا الفشل قبل الاجتماع المقرر اليوم بين لافروف ووفد من تجمع مؤتمر القاهرة برئاسة المعارض السوري هيثم مناع، بالإضافة إلى الدبلوماسي المصري رمزي عزالدين رمزي مساعد المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا. والغرض هو نفسه محاولة تسويق المبادرة الروسية التي تحظى بدعم إيراني للخروج من الأزمة السورية.
ويوجد في العاصمة الروسية أيضا صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو الحزب أقام إدارة ذاتية مؤقتة في شمال سوريا مما ساهم في جعل الصراع أكثر تعقيدا، وفي إثارة مخاوف تركيا التي تخشى إقامة حكم ذاتي كردي على طول حدودها مع سوريا.
وميدانيا نجحت تجربة وقف إطلاق النار في مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي الفوعـــة وكفريا الشــــيعيتــين في ريف إدلب، مما دعا الأطراف المعنية لزيادتها لأربع وعشرين ساعة أخرى.
وأكدت مصادر ميدانية في سوريا، أمس، مرور اليوم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار في الزبداني و»الفوعة» و»كفريا» الذي تم التوصل إليه بين المعارضة السورية ووفد إيراني، من دون تسجيل خروقات. وشجع هذا الوضع على تمديد الهدنة لأربع وعشرين ساعة أخرى.
وأشارت المصادر في مدينة الزبداني في الغوطة الغربية وبلدتين في ريف إدلب (شمال) إلى أن الطرفين (مقاتلي المعارضة من جهة وقوات النظام السوري وحزب الله اللبناني من جهة أخرى) حافظا على التزامهما باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه، صباح أول من أمس، ولمدة 48 ساعة، ولم تسجل أي خروقات من أي من الطرفين خلال اليوم الأول.
«أحرار الشام» وتنظيم «الدولة» يقاتلان النظام جنبا إلى جنب في الزبداني
وائل عصام
إسطنبول – «القدس العربي» : قال أحد المقاتلين المحاصرين في الزبداني ان فصيله أحرار الشام وتنظيم الدولة الإسلامية يقاتلان جنبا إلى جنب في الزبداني المحاصرة من قبل قوات النظام السوري.
ووصف المقاتل الذي يدعى «أبو القعقاع» العلاقة بين المجموعتين في الزبداني بالمصيرية «نقاتل معا ونموت معا». ويضيف أبو القعقاع، في حديث خاص، الأسباب التي تجعل أحرار الشام وتنظيم الدولة حلفاء في الزبداني رغم العداء والمعارك بين الفصيلين في مناطق احرى بسوريا :
«الزبداني وبعض المناطق في سوريا تختلف بأن لها خصوصية الروابط العائلية والعشائرية، يعني ممكن تجد شخصا منتميا للأحرار وأخاه أو ابن عمه منتميا للدولة، بالزبداني ولا تواجد كبيرا لجبهة النصرة. بل فقط أحرار الشام والدولة الإسلامية، هناك نحو خمسين عنصرا بايعو الدولة وأغلبهم من بلدة مضايا، كما ان عدد من الشباب من أبناء الزبداني انضموا للتنظيم أيضا، وقدموا شهداء خاصة في هذه المعركة».
وكانت وكالة «أعماق» الاعلامية قد بثت عدة مشاهد لمقاتلين من تنظيم الدولة خلال معارك الزبداني.
وينتمي العناصر المنضوون في تنظيم الدولة بالزبداني إلى مجموعات كانت ضمن الجيش الحر، والبعض الآخر كان مع أحرار الشام، أما أميرهم فكان من جبهة النصرة وبايع الدولة منذ عامين .
هذه التحالفات في الزبداني تلقي الضوء على الدور الذي يلعبه المجتمع المحلي والروابط العائلية في تضييق هوة الخلاف بين الفصائل في سوريا، كما ان مخيم اليرموك ومناطق جنوب دمشق تبقى مثالا أوضح على تاثير الروابط العائلية في لجم النزاعات بين فصائل تتقاتل في الشمال السوري، حيث تتحالف النصرة وتنظيم الدولة سوية في جنوب دمشق ومعهم عشرات المقاتلين الذين كانوا ينتمون لأحرار الشام قبل فصلهم من قيادة أحرار الشام لرفضهم قتال تنظيم الدولة.
ووقعت عدة صدامات دامية بين فصيل أحرار الشام وتنظيم الدولة الإسلامية في عدة مناطق في سوريا، بدأت في مسكنة بريف حلب، وبلغت ذروتها في الرقة، والبارحة شن أحرار الشام بالتحالف مع فصائل موالية لغرفة الموك التي يشرف عليها الامريكيون هجوما على مواقع تنظيم الدولة قرب اعزاز، قبل ان ترد انباء عن انسحابها مجددا من هذه القرى.
ويقول المقاتلون في الزبداني انهم حافظوا للآن على صمودهم رغم الحملة العسكرية العنيفة التي يشنها مقاتلو حزب الله وقوات النظام السوري بفضل تحالفهم هذا، لكنهم يخشون من حملات انتقامية من اهالي الزبداني النازحين في مواقع سيطرة النظام،خاصة وان مضايا وبلودان وبقين والجرجانية والمعمورة وسرغايا والروضة كلها قرى تابعة للزبداني وهي تحت سيطرة النظام، ويتواجد فيها اهالي الزبداني النازحين.
«جنوب دمشق» معبر جديد للمنطقة والمدنيون ضحية الصراعو بين الفصائل وتنظيم الدولة
حازم صلاح
ريف دمشق «القدس العربي»: في ظل الصراع الذي يعيشه الجنوب الدمشقي بين فصائل المعارضة من جهة وتنظيم الدولة من جهة أخرى يعيش المدنيون حياة صعبة بين المطرقة والسندان ويدفعون الفاتـورة الأكـبر لهذا الصـراع.
حيث اعتقل مؤخرا، وأثناء الرحلة اليومية للمدنيين من يلدا إلى مخيم اليرموك طلبا لمياه الشرب، قرابة 20 شخصاَ من المدنيين من قبل تنظيم الدولة الذي احتجزهم عنده، ليتبين فيما بعد أنه اعتقلهم ردا على اعتقال لواء شام الرسول طفلا من أقرباء أحد أمراء التنظيم في الحجر الأسود؛ طالبين بذلك افتداء بعض المعتقلين لدى التنظيم.
ومن الجدير بالذكر أن مناطق يلدا وببيلا وبيت سحم لا توجد فيها مياه صالحة للشرب، وإنما مياه آبار غير صالحة للشرب، ما سبب انتشار مرض التيفوئيد في المنطقة الجنوبية؛ وهذا ما أرغم الناس على الذهاب إلى مناطق أخرى لجلب المياه الصالحة للشرب كالمخيم أو القدم.
وبحسب الناشط مطر إسماعيل من جنوب دمشق الذي أكد لـ»القدس العربي» أنه وبعد مفاوضات طويلة انتهى الأمر بتبادل الأسرى المدنيين من الطرفين، حيث أفرج تنظيم الدولة عن عشرين شخصا معظمهم من أهالي بلدة يلدا، وذلك مقابل الإفراج عن الطفل الذي كان محتجزا عند لواء شام الرسول.
حادثة أخرى من يوميات الصراع الفصائلي يدفع فاتورتها مدني ليس له أي صفة عسكرية، حيث أعلن تنظيم الدولة عبر حسابات تابعة له على التويتر تبنيه عملية «تفجير عبوة ناسفة استهدفت أحد حواجز تحالف صحوات الردة، ما أدى إلى قتل أحدهم وإصابة آخرين في بلدة ببيلا جنوب دمشق».
العملية التي تبناها التنظيم أسفرت في حقيقة الأمر عن استشهاد المدني محمد أحمد معيش تولد مخيم اليرموك 1965بالإضافة إلى إصابة اثنين من عناصر الحاجز إصابات طفيفة، وذلك حسب تجمع ربيع ثورة العامل في جنوب العاصمة.
ووفق تجمع ربيع ثورة أيضا نشر تنظيم الدولة في جنوب دمشق صورا لما سماه معسكر الأشبال في جنوب العاصمة، وتظهر الصور عددا من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 13 عاما تقريبا وهم يتدربون على حمل وفك السلاح والقتال، ويحاول التنظيم في ذلك فرض تعليماته على المناطق الخاضعة لسيطرته، والطريق الأمثل لتنمية الأطفال على أفكار التنظيم، وهذا ما بدا وضحا في إصدارات التنظيم الأخيرة التي عمد من خلالها إلى أن ينفذ الأطفال بأنفسهم عدة عمليات لإعدام متهمين، واللافت للانتباه أن أعمار الأطفال ممن يقومون بتنفيذ الحكم كانت لا تتجاوز 15 عاما.
من جانب آخر انقسمت المنطقة الجنوبية بعد سيطرة تنظيم الدولة على مخيم اليرموك إلى ثلاثة قطاعات منفصلة عن بعضها البعض بحواجز، وهي قطاع القدم والعسالي وقطاع المخيم والحجر الأسود وقطاع ببيلا وبيت سحم، ويسيطر على قطاع مخيم اليرموك والحجر الأسود كل من تنظيم الدولة وجبهة النصرة، بالإضافة إلى مجموعات تم فصلها مؤخرا عن حركة أحرار الشام الإسلامية، ما أدى لإطباق حصار جديد على قطاع القدم والعسالي، حيث تحصاره قوات نظام بشار الأسد من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى، ولتصبح الحركة بين القدم والمناطق المهادنة التي تتوفر فيها مواد غذائية محصورة بالنساء والأطفال والشيوخ؛ خوفا من اعتقال الشباب من قبل التنظيم بتهمة الانتماء لفصائل معادية للتنظيم كأجناد الشام أو جيش الإسلام .
مؤخرا تم الاتفاق بين لجنة التفاوض من قبل الأهالي في حيي القدم والعسالي على فتح معبر العسالي، بعد مفاوضات استمرت لأكثر من عام ونصف، وعادت بعض العائلات إلى حيي القدم والعسالي وبذلك أصبح للمنطقة الجنوبية معبران معبر العسالي ومعبر ببيلا وبيت سحم، ما يخفف آلام الحصار نوعا ما على هذه المناطق، ويعيد ترتيب الأوراق من جديد في المنطقة.
قمة مواجهة “داعش”: مراجعة حصاد عام من محاربة التنظيم
واشنطن ــ منير الماوري
قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن ينتهز فرصة توافد معظم قادة العالم إلى نيويورك الشهر المقبل لحضور اجتماعات سبتمبر/أيلول السنوية في الأمم المتحدة، فدعا إلى قمة تجمع قادة التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على هامش اجتماعات المنظمة الدولية وذلك لدراسة حصاد عام كامل من الحرب الدولية على التنظيم، التي تنفق الولايات المتحدة حالياً من أجلها في اليوم الواحد حوالي عشرة ملايين دولار، هي متوسط الثلاثة مليارات ونصف المليار دولار التي أنفقتها واشنطن في الحرب على “داعش” في عامها الأول حتى السابع من الشهر الحالي. وجاءت دعوة أوباما إلى القمة، في وقت أقر فيه رئيس الأركان الأميركي الجنرال ريموند أودييرنو بأن الجهود الرامية لمكافحة داعش “تبدو في مأزق”.
وعلمت “العربي الجديد”، أن من بين الذين وُجّهت إليهم الدعوة للمشاركة في قمة نيويورك قادة السعودية وقطر والإمارات والكويت. وتوقّعت مصادر دفاعية أميركية أن يطرح أوباما على الدول الحليفة مقترحاً يقضي بتوسيع ضربات الطائرات من دون طيار لتشمل عناصر “داعش” الخطرة في الدول المجاورة لسورية والعراق بهدف التخلص من تلك القيادات قبل أن يستفحل أمر التنظيم في المنطقة العربية ككل. وقالت المصادر ذاتها لـ”العربي الجديد” إن الرئيس الأميركي وجّه وزارة الدفاع الأميركية بتكثيف الاستهداف النوعي بطائرات “درونز” (من دون طيار) لقادة “داعش” الموجودين في سورية والعراق مهما كانت جنسياتهم.
وبعد مرور عام كامل على بدء الحرب الدولية على “داعش”، بدأ المسؤولون الأميركيون يقرّون بواقع جديد أصبح للتنظيم فيه مواطئ قدم في كل من ليبيا واليمن، يخشى بسببه العسكريون من توسّع نفوذ التنظيم إلى دول أخرى.
ويقول كبار القادة العسكريين الأميركيين، إن العراق وسورية لا يزالان موضع تركيزهم الوحيد لدحر “داعش”، لكن هؤلاء القادة يُبدون في الوقت نفسه تشاؤماً من إمكانية التغلب على التنظيم في العراق على وجه التحديد، مشيرين إلى تفاقم الانقسام الشيعي السني على المستوى السياسي.
وأعرب عن هذا التشاؤم رئيس الأركان الأميركي الجنرال ريموند أودييرنو، بقوله إن تقسيم العراق “ربما يكون الحل الوحيد” لتسوية النزاع الطائفي الذي يمزقه”. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي توقّع فيه الجنرال الأميركي قبيل تقاعده من منصبه كرئيس للأركان، أن العراق في المستقبل “لن يشبه ما كان عليه في السابق”. وأعرب عن اعتقاده بأن السياسيين والدبلوماسيين، قد يجدون أنفسهم لاحقاً مضطرين لدراسة الكيفية المثلى لتقسيم العراق كحل وحيد للخلاف الطائفي السنّي الشيعي على المستوى السياسي في العراق. وهو ما استدعى رداً مباشراً من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي.
واعتبر الجنرال الأميركي أن مشكلة “داعش” هي الأكثر إلحاحاً حالياً، مطالباً السياسيين بدراسة الحلول المستقبلية لاحقاً. وكان أودييرنو قد دعا إلى عدم سحب كل القوات الأميركية من العراق، والإبقاء على قسم منها، لكن أوباما يرفض إشراك القوات البرية الأميركية في الحرب.
ودخلت الحرب على “داعش” على خط التنافس الانتخابي على الرئاسة الأميركية، إذ استفاد المرشح المحتمل عن الحزب الجمهوري جيب بوش، من تعثّر إدارة أوباما في تحقيق هدف القضاء على “داعش”، متعهّداً بتحقيق هذا الهدف إذا ما تسنى له الوصول للبيت الأبيض. ولم يكتفِ بوش بتحميل أوباما المسؤولية، بل أشرك وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في مسؤولية هذا الفشل كونها المرشح المحتمل الأقوى للمنافسة على المنصب الرئاسي عن الحزب الديمقراطي.
ومن الواضح أن الجمهوريين يستندون في هجومهم إلى استراتيجية الحزب الديمقراطي تحت رئاسة أوباما على عدم توريط القوات الأميركية في حرب برية، إلى توافق الرأي الجمهوري مع آراء قطاع واسع من العسكريين في البنتاغون، إذ يعتقد هؤلاء أن تجربة عام مضى لم تحقق أهدافها بسب حيادية القوات البرية الأميركية وعدم انخراطها في الصراع.
وعلى هذا الأساس يمكن الاستنتاج بأن الاستراتيجية الحالية لن تعمّر أكثر من عام آخر هو ما تبقى لأوباما في البيت الأبيض، وأن المؤسسات ذات العلاقة، بما فيها البنتاغون، تُعدّ خططاً وبدائل استراتيجية على المستويين الميداني والسياسي. وإذا كان تقسيم العراق من “البدائل” المطروحة، على خطورته، فإن نشر قوات برية أميركية مجدداً على الأرض العراقية هو من البدائل العسكرية القابلة للتنفيذ فور مغادرة أوباما الذي تحُول استراتيجيته دون ذلك حسب ما يفهم من تلميحات أودييرنو. فحسب ما نُقل عن القائد العسكري الأميركي خلال المؤتمر الصحفي ذاته، قال أودييرنو إنه في حال لم يحرز الجيش الأميركي التقدّم الذي يحتاج إليه في الأشهر القليلة المقبلة فإن “علينا النظر بعين الاعتبار إلى نشر قوات برية تدريجياً، ثم نقيّم الفارق ميدانياً مع وضع سابق لم تشارك خلاله القوات الأميركية في المعارك الدائرة”، على الرغم من أنه استدرك قائلاً: “هذا لا يعني أنهم سيقاتلون لكن سيساعدون العراقيين ويتحركون معهم”. إلا أنه أشار إلى أن خيار المشاركة العسكرية برياً خيار يجب أن يُطرح على رئيس الولايات المتحدة عندما يحين الوقت المناسب.
ولوحظ أن أودييرنو لم يقل إن هذا الخيار سيُطرح على أوباما وإنما استخدم كلمة الرئيس، وهو ما يفتح باب الاحتمالات إلى أن المقصود هو الرئيس الذي سيأتي بعد أوباما. ويأمل العسكريون أن يكون الرئيس المقبل جمهورياً كي يتمكنوا من تنفيذ استراتيجيتهم في إعادة القوات الأميركية إلى العراق. وتأكيداً لهذا الاستنتاج فإن القائد العسكري الأميركي أضاف: “عندما يحين الوقت المناسب”. والوقت المناسب على ما يبدو سيكون وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض. وإلى أن يحين ذلك الوقت المناسب، ستظل الولايات المتحدة تركز، حسب استراتيجية أوباما، على القوة الجوية لمساعدة القوات العراقية على الأرض في قتال تنظيم “داعش”. وإذا لم تظهر نتائج حاسمة على الأرض أثناء رئاسة أوباما يمكن توسيع الخيار إلى تكثيف استخدام طائرات الدرونز (من دون طيار) داخل العراق وسورية، وربما توسيع ذلك إلى خارجهما وهو ما يتم بالفعل في دول أخرى بالمنطقة مثل اليمن والصومال.
السيناريو اليمني يحضر في سورية
إسطنبول ــ باسم دباغ
لم يكن الاتفاق الأميركي ـ التركي في الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بمثابة “تغيير في أولويات أنقرة”، بقدر ما كان “إعادة ترتيب للأوراق”. ورغم التضارب الواضح في التصريحات بين المسؤولين الأميركيين والأتراك حول المنطقة الآمنة، إلا أن الأمر لا يعدو كونه خلافا تكتيكيا لا أكثر. وعلمت “العربي الجديد” في هذا الصدد، أنه “تمّ استئناف برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة في تركيا، بمشاركة ضباط ومدربين بريطانيين، وانضم للبرنامج مائة مقاتل سوري”.
بالنسبة إلى واشنطن، فإنها لا تريد تغيير استراتيجيتها والتورّط بشكل مباشر في المنطقة، فحرب الإدارة الأميركية هي على “الإرهاب”، متجسداً بـ”داعش” ومجموعات جهادية، يأتي على رأسها تنظيم “القاعدة” وجناحه السوري “جبهة النصرة”، وفقاً لمراقبين.
ويضيف هؤلاء أن “باقي التفاصيل ستكون في عهدة حلفاء واشنطن الإقليميين، الذين لا بدّ من أن يتولّوا قلع شوكهم بأيديهم”. ورجّحوا أن “يتمّ الأمر كما حصل في اليمن، عندما قدمت واشنطن التغطية الكاملة للتحرك العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين والمليشيات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. السيناريو اليمني سيتكرر في سورية لكن بقيادة تركية”.
ويرجّحون بأن “الهدف المعلن للحرب المشتركة هو داعش، غير أن كل من لا يتعاون من المعارضة السورية سيكون في مرمى النيران، بغرض توحيد معارضي الأسد تحت لواء الائتلاف الوطني المعارض بغية الوصول إلى حلّ سياسي”. ويرى هؤلاء بأن “هذا الأمر استدركته جبهة النصرة، ففضّلت تأخير الصدام، وانسحبت من ريف حلب الشمالي”.
وفي السياق، أكد مستشار الخارجية التركية، فريدون سينير أوغلو، قبل أيام، أن “أنقرة وواشنطن اتفقتا على إقامة المنطقة الآمنة في سورية، التي لن يسمح لكل من داعش وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) أو النظام بدخولها، بل سيتم ضربهم من قبل الأميركيين والأتراك في حال فعلوا ذلك”. وأوضح سينير أوغلو، أن “طول المنطقة الآمنة المتفق عليها يبلغ 98 كيلومتراً، بعرض 54 كيلومتراً، وستتولى حمايتها على الأرض كتائب من الجيش السوري الحر”.
” ورغم البيان الذي أصدرته الخارجية التركية، الذي تطلب فيه عدم أخذ تصريحات سينير أوغلو بعين الاعتبار، إلا أن الرجل ليس موظفاً عادياً في الخارجية ليتم التغاضي عن هذه التصريحات، فقد تولى سينير أوغلو رئاسة مستشاري رئاسة الجمهورية التركية بين 1996 و2000، ومن ثم إدارة قسم الشرق الأوسط وأفريقيا في الخارجية التركية.
كما عمل سفيراً لتركيا في تل أبيب بين عامي 2002 و2007، ليعود وكيلاً لوزارة الخارجية التركية منذ عام 2009، ويتسلّم كل ما له علاقة بشؤون الشرق الأوسط. وقد قاد الوفد التركي الذي فاوض الأميركيين حول برنامج تدريب وتسليح قوات المعارضة السورية المعتدلة، كما شارك في مفاوضات الاتفاق التركي الأميركي الأخير، الذي قضى بفتح القواعد التركية لطائرات التحالف، فضلاً عن تواجده بملف العلاقات مع كردستان العراق. ويدلّ كل هذا على أن سينير أوغلو مُطّلع على أدق تفاصيل الحوارات الأميركية ـ التركية.
وتشير جميع التحركات التركية والتغييرات على الأرض، إلى أن مشروع المنطقة الآمنة هو مشروع تركي خليجي بغطاء أميركي، أي على طريقة التدخل في اليمن. وسيعتمد تأمين المشروع على التركمان السوريين بشكل أساسي كقوة أولية مضمونة الولاء لضبط المنطقة الآمنة. وستنضم إلى التركمان كتائب الجيش الحرّ، المكوّنة من أبناء المنطقة مثل “فيلق الشام” و”الفوج الأول” و”الجبهة الشامية” وأيضاً حركة “أحرار الشام” المدعومة خليجياً.
ويُعدّ الهدف الأساسي للعملية “توحيد المعارضة” وتوسيع نطاق سيطرتها على حساب “داعش” في مرحلة أولى، وصولاً إلى نقل مقرّات الحكومة المؤقتة التابعة لـ”الائتلاف” إلى داخل الأراضي السورية من أجل إدارة تلك المناطق لكسب الشرعية. على أن يُعمل في مرحلة ثانية على زيادة الضغط على النظام لإجباره على التفاوض.
في هذا الصدد، أكد نائب رئيس حزب “الحركة الوطنية التركمانية” طارق سولو جوزجي، أن “مجموعات تركمانية مقاتلة مختلفة، منها كتائب السلطان مراد، بالإضافة إلى الجبهة الشامية (بقايا لواء التوحيد) وكتائب نور الدين زنكي، بدأت بالتموضع في مناطق ريف حلب الشمالي الذي أخلته جبهة النصرة”.
وبينما لا يزال الجدل مستمراً حول الاتفاق على إنشاء المنطقة الآمنة بين الأميركيين والأتراك، بدأت التحركات على الأرض وكأن الأمر محسوم، الأمر الذي يؤكده جوزجي، قائلاً: “في وقتٍ يتمّ فيه مناقشة المنطقة الآمنة، تبدو التحركات على الأرض وكأن الأمر بات تحصيل حاصل، غير أنه لم يُعلن عن الأمر بشكل نهائي، حتى الآن”.
” من جهته، أكد قائد “كتائب السلطان” مراد يوسف صالح، صحة الأنباء، وأضاف أن “قواتنا توجهت من حلب إلى ريف حلب الشمالي، ومع أسلحتنا وحوالي 50 عربة و850 مقاتلا”. وأضاف “تموضعنا في المناطق ذات الغالبية التركمانية، وسيتم تعزيز هذه الأعداد خلال الأيام المقبلة، كما سيتم استقدام ألفي مقاتل آخر إلى هذه المنطقة، وبعد الانتهاء من داعش، من المتوقع أن يصل تعداد المقاتلين المتواجدين في المنطقة إلى ما بين 2500 و3000 مقاتل”.
وفي مواجهة ذلك، بدأت روسيا وإيران أيضاً التحرك لتوحيد جهودهما من أجل إعادة تقديمهما “على الطريقة الأميركية” كقوى في مكافحة الإرهاب و”داعش”، مما نجم عنه المبادرة الإيرانية في الشأن السوري وتحرّكات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في هذا الصدد واستقباله وفدا من “الائتلاف” في موسكو.
وبعد تحالف واشنطن وأنقرة وإصرار الأخيرة على وقف دعم “الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، توجه صالح مسلم زعيم “الاتحاد الديمقراطي” إلى موسكو، يوم الثلاثاء، والتقى ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي.
وبحسب تصريحات الخارجية الروسية، فقد تناول الحديث بين الجانبين تفاصيل التطورات الأخيرة في الشأن السوري والمنطقة والحرب على “داعش”. وأكد بوغدانوف على “ضرورة تشكيل جبهة واسعة لقتال داعش تضم القوات الكردية”، بينما سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن دعا في وقت سابق إلى تضمين الجبهة “كلاً من حكومة بغداد والنظام السوري والقوات الكردية وأيضاً قوات المعارضة السورية المحلية”.
تظاهرات الساحل السوري… ترجمة لخسائر النظام في معاقله
عدنان علي
أجواء الاحتقان والتذمر في اللاذقية، ومجمل المناطق الموالية للنظام في الساحل السوري وفي سهل الغاب، وإن كانت تفجّرت بسبب جريمة سليمان الأسد بعد قتله لضابط في جيش النظام، إلّا أنّها ترتبط بجملة أوسع من الأسباب والعوامل، تشكّلت وتراكمت عبر السنوات الماضية.
وبعد تظاهرة السبت الماضي، في حي الزراعة في اللاذقية، التي طالب فيها المتظاهرون بمحاكمة سليمان الأسد وإعدامه، شهدت مدينة طرطوس تظاهرة مماثلة، الإثنين الماضي، إذ خرج علويو المدينة للمطالبة بفك الحصار عن مطار كويرس العسكري في حلب وإخراج أقاربهم العسكريين من المطار بعد هجوم عنيف قام به تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على المطار. وأسفر الهجوم عن مقتل عشرين جندياً وضباطاً، بينهم ثلاثة ضباط برتبة عميد، وضابط برتبة نقيب وتسعة ضباط برتبة ملازم أول، وجميعهم من الطائفة العلوية.
ويرى مراقبون أن الاحتقان الكبير في الشارع العلوي تحديداً، قد يدفع بالرئيس السوري بشار الأسد إلى تقديم سليمان الأسد إلى المحاكمة، وحدّ صلاحيات قادة الشبيحة الآخرين في المحافظة، الذين يمارسون سطوتهم على أهالي المدينة، وخصوصاً المنحدرين من عائلات معروفة ومقربة من النظام. وتضم هذه العائلات بالإضافة إلى آل الأسد، آل مخلوف وشاليش وإسماعيل وخير بيك وغيرهم. وتعتبر هذه العائلات محافظة اللاذقية مقراً خاصاً بها، ولا تبالي بمصالح أو حياة باقي السكان.
ويقول الناشط والسياسي، عضو رئيس تحرير جريدة “كلنا سوريون”، بسام يوسف، إنّ ما يجري في اللاذقية له قيمة خاصة، لأنّه يصدر عن موالين للنظام ومعادين للثورة”. ويضيف يوسف في حديث لـ”العربي الجديد”، أنّ “هذه التظاهرات تمثّل خطوة مهمة تكمن في بحث هؤلاء عن أدوات تعبيرهم الخاصة، بعدما كانوا ينطقون باسم النظام، ويرون من خلال عيونه”. ويشير يوسف إلى أن التظاهرات الأولى حتى في مناطق المعارضة، كانت مرتبكة وشعاراتها غير متبلورة، وكانت تحذّر الاقتراب ممّا كان يعتبر خطاً أحمر، داعياً إلى منح تظاهرات الساحل فرصة لتجاوز هذا الارتباك الأولي.
ويرى أن من الخطأ اعتبار ما جرى في اللاذقية وطرطوس يتعلق فقط بقتل الضابط حسان الشيخ على يد أحد أقرباء الأسد، معتبراً أنّ “ما حدث ويحدث هو احتقان لأحداث كثيرة، وتعبير عن استدراك هؤلاء بانسداد الأفق أمام النظام، وهذا ما يجب أن تعيه وتستثمره المعارضة لصالحها”. ويلفت يوسف إلى أنّها “المرة الأولى التي تفترق كتلة من المؤيدين عن النظام وتتّهمه، بغض النظر عن صيغة الاتهام والهدف”، مضيفاً أنّ “تصدّع البنية الموالية يعتبر مقدمة للخروج إلى قراءة جديدة على الصعيد الوطني عند هؤلاء”.
لكن لا يعلّق يوسف آمالاً عريضة على انتقال سريع ونوعي لهؤلاء المتظاهرين، غير أنّه يرى أنّ “هناك ساحة فُتحت أمامهم اليوم، ومن الضروري الابتعاد عن المواقف المتعصبة التي وسمت أغلب السوريين خلال هذه الفترة، إذ دفعنا ثمنها واستفاد النظام كثيراً من تطرّفنا حيال بعضنا”.
ويرتبط غضب الحاضنة الشعبية للنظام أيضاً، بحسب ناشطين سياسيين، بالهزائم والخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات النظام في العديد من الجبهات خلال الأشهر الأخيرة، وخصوصاً في منطقة سهل الغاب. ويشير الناشطون إلى أنّ عدداً كبيراً من المدنيين الموالين للنظام حزموا أمتعتهم استعداداً لمغادرة المنطقة باتجاه الساحل، مع اقتراب مقاتلي المعارضة من بلدة جورين، التي تشكل آخر ثكنة محصنة لقوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي.
ويلاحظ الناشطون إقبال عدد كبير من شباب منطقة الساحل، في الآونة الأخيرة، على استصدار جوازات سفر استعداداً لمغادرة البلاد، مشيرين إلى مغادرة المئات منهم، متجهين إلى تركيا ولبنان ومنهم من طلب اللجوء في البلدان الأوروبية.
ويوضح متابعون لصفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لموالي النظام، أنّ معظم المشاركين فيها يعبّرون عن امتعاض جراء سقوط المدن والمعسكرات بشكل متتال، واقتراب مقاتلي المعارضة من مناطقهم. كما يعبّر البعض عن عدم ثقته بقوات النظام في حمايته، “والتي أصبحت عاجزة عن حماية نفسها”. ويلفت المتابعون إلى أنّه بعدما فقد العلويون الثقة بقوات الأسد، نشر نشطاء أن “الحرس الجمهوري بدأ بتشكيل لواء درع الساحل بعقود سنوية أو دائمة”.
وتساهم العمليات العسكرية لقوات المعارضة المسلّحة المنتشرة في ريف مدينة اللاذقية، في زيادة احتقان الحاضنة الشعبية للنظام، وخصوصاً بعدما قصفت، الخميس الماضي، مدينة اللاذقية بصواريخ عدّة، أسفرت عن مقتل شخصين ووقوع عدد من الجرحى. وأشارت المعلومات الصحافية إلى أنّ التفجيرين وقعا في المدينة، أحدهما أمام المصرف التجاري السوري، والثاني قرب بناء المعلوماتية، جانب مدرسة الكرمل.
ويسيطر نظام الأسد على مدينة اللاذقية بشكل كامل، وعلى بعض القرى المجاورة. وتحتوي المدينة على أكبر عدد من مليشيات الدفاع الوطني المكوّنة أساساً من أبناء المنطقة، نظراً لخصوصيتها وكونها تضم مسقط رأس الأسد.
لافروف يطالب الائتلاف بتركيز الجهود على “محاربة الإرهاب“
دعا وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة، إلى تركيز الجهود على محاربة الإرهاب في سوريا. جاء ذلك خلال زيارة وفد من الائتلاف السوري إلى موسكو، الخميس، ضمن سلسلة من اللقاءات التي تجريها روسيا مع عدد من قوى المعارضة السورية، حيث سبق الاجتماع مع الائتلاف، لقاء بين رئيس “حزب الاتحاد الديموقراطي” صالح مسلم، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
وقال لافروف “للجميع مصلحة مشتركة في وضع حاجز أمام الإرهاب، واهتمام مشترك بتسوية الأزمة في سوريا بالوسائل السياسية في أقرب وقت”، ورأى أن “الشيء الأهم هو ترجمة هذه المصلحة المشتركة إلى خطوات عملية منسقة. وإنني آمل في أن يساعد لقاؤنا في إحراز تقدم على هذا الطريق”. وأشار إلى أن روسيا تعمل مع “جميع اللاعبين الخارجيين، بمن فيهم دول المنطقة والولايات المتحدة والشركاء الأوروبيون”، واعتبر أنه “يجب على الجميع التركيز على النقاط المشتركة من أجل إحراز تقدم في التسوية السورية، وذلك على أساس بيان جنيف وعبر الحوار السوري-السوري والتعاون في مكافحة الإرهاب” بحسب ما نقلت قناة “روسيا اليوم”.
لافروف أكد خلال اللقاء على سعي روسيا إلى جمَع أطراف المعارضة السورية، وقال “لدينا اهتمام صادق بمساعدة السوريين في توحيد صفوفهم حول المهمة المحورية المتمثلة في الحفاظ على دولتهم وضمان الاستقرار في الجمهورية العربية السورية والحيلولة دون تحويلها إلى بيئة حاضنة للإرهاب والمخاطر الأخرى”، لافتاً إلى أن هذه المساعي تشمل أطياف المعارضة السورية “داخل سوريا وخارجها”.
في المقابل، ثمّن خوجة دور روسيا ومحاولاتها في حل الأزمة السورية، لكنّه اعتبر أن العلاقات القديمة بين البلدين لا تتشابه مع الظروف الحالية. وقال “نقدر الدور الذي تلعبه روسيا كصديقة للشعب السوري على مدى التاريخ، مشيرا إلى أن “ما تشهده سوريا الآن هي حقبة تختلف عن الحقب السابقة.” وأضاف “نحن كممثلين للثورة السورية والشعب السوري وكذلك المعارضة أتينا لكي نوضح موقف الائتلاف الوطني لقوى الثورة تجاه عملية الانتقال السياسي في سوريا”.
وجدد خوجة التأكيد على أن أي حل للأزمة في سوريا يجب أن يكون بناء على وثيقة “جنيف-1″، مشدداً على أن “النظام السوري هو من وفر البيئة الفوضوية التي تعيشها البلاد الآن. اللقاء الذي جمعنا بفريق من وزارة الخارجية كان مثمرا ونحن متفقون على أهمية الحفاظ على الدولة السورية وكافة مؤسساتها”، كما تنص وثيقة جنيف. وأكد للافروف أن “الائتلاف الوطني هو أول من حارب الإرهاب ولا زلنا نواصل هذه الحرب، المقاربة لمحاربة الإرهاب يجب تكون مقاربة شاملة لتحقيق الاستقرار في سوريا”، وأشار إلى أن “هناك علاقات قوية وعميقة بين الشعبين الروسي والسوري ويهمنا جدا الحفاظ على هذه العلاقات واستمرارها، وأن تكون العلاقة المستقبلية وفق المفهوم الذي قدمناه كما يجب إحداث تغيير في الحالة السورية الراهنة كي ننتقل من حالة الفوضى إلى حالة الاستقرار”.
ومن المقرر أن يلتقي وفد من “لجنة المتابعة لمؤتمر القاهرة – 2” مع لافروف وبوغدانوف، الجمعة، ويتألف الوفد من هيثم مناع وخالد المحيميد وجهاد مقدسي وجمال سليمان. وبحسب ما صرّح عضو في الوفد، فإن اللقاء سيبحث خريطة طريق لحل الأزمة السورية صدرت عن مؤتمر القاهرة، إلى جانب مقترحات المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
مقترح روسي بـ«منصة مفاوضات» للمعارضة.. وهدنة الزبداني تتمدد
استهداف معقل الأسد في اللاذقية.. ومركز لـ«فتح» في دمشق بعد 35 سنة من الغياب
موسكو: سامي عمارة بيروت: يوسف دياب وبولا أسطيح
خرج وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا، أمس، من لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو بـ«انطباع جيّد، ورؤى موحدة حول سبل معالجة الأزمة السورية، وإنهاء دوامة العنف مع مقترح روسي بـ«منصة مفاوضات» للمعارضة». وقال عضو الهيئة السياسية وأحد أعضاء وفد الائتلاف الموجود في موسكو بدر جاموس لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللقاء مع لافروف كان إيجابيًا.
وأضاف: «لاحظنا أن الجانب الروسي غير متمسك إلى حدّ كبير ببشار الأسد».
في غضون ذلك، نجح المفاوضون بملف الزبداني والوسطاء الإقليميون، في تحقيق تفاهم يرسي وقفا دائما لإطلاق النار في مدينة الزبداني بريف دمشق، بتمديد الهدنة المعلن عنها من 48 ساعة إلى 72 ساعة تنتهي صباح يوم غد. وتتركز المفاوضات الحالية حول تحقيق هدنة طويلة الأمد ترافق المفاوضات. وفي اللاذقية قُتل شخصان وأصيب 14 بصواريخ استهدفت معقل الأسد أمس.
وفي دمشق، وافقت الحكومة السورية على إعادة فتح مكاتب حركة فتح بشكل رسمي أمس، بعد 3 عقود من إغلاقها بسبب خلافات مع منظمة التحرير.
مقاتلو داعش يصلون قبل وبعد اغتصاب القاصرات
أشرف أبو جلالة
التنظيم ابتدع خطة مفصلة للرق الجنسي
امتدادا لسلسة الجرائم البشعة التي يقترفها أفراد تنظيم داعش بحق الإسلام والإنسانية جمعاء، ها هم يوثقون لفظاعة تبرز مدى تخلفهم ووحشيتهم، باعتدائهم جنسياً على فتيات صغيرات تبدأ أعمارهن من سن الثانية عشر عاماً.
صحيفة النيويورك تايمز الأميركية تسرد في تقرير مطول لها تلك الجريمة الشنعاء التي يحاول أفراد التنظيم الإرهابي تبريرها بموجب تفسيرات للقرآن والشريعة الإسلامية.
وتستهل الصحيفة بلفتها إلى أن أحد مقاتلي داعش راح يشرح لفتاة، تبلغ من العمر 12 عاماً، أن ما سيقوم به معها (اغتصابها) ليس بخطيئة، وأنها لكونها تنتمي لدين غير الإسلام، فإن القرآن لا يعطيه فحسب الحق في اغتصابها، بل يشجعه على كذلك.
وأضافت الصحيفة أنه قام بعد ذلك بتقييد يديها وتكميم فمها، ثم أخذ يصلي قبل أن يعتلي الفتاة، وبعد أن انتهى، عاد مجددا إلى الصلاة، في محاولة من جانبه لتغليف جريمة الاغتصاب بأفعال تعكس ما يوجد لديه من تقوى وورع على الصعيد الديني.
ونقلت الصحيفة عن تلك الفتاة ذات الجسم النحيف الهزيل، التي تمكنت من الهرب من قبضة داعش رفقة سيدات أخريات وتعيش الآن في مخيم للاجئين رفقة أسرتها، قولها “ظللت أخبره بأن الأمر مؤلم وناشدته بأن يتوقف عما يفعل، لكن من دون جدوى، حيث أخبرني أن اغتصابي أمر يعمل على تقريبه بشكل أكبر من الله”.
ومضت الصحيفة تقول إن الاغتصاب المنهجي للسيدات والفتيات المنتميات للأقلية الايزيدية بات أمراً متأصلاً في ثقافة التنظيم منذ إعلانه عن إحياء العبودية كمؤسسة.
وأعقبت الصحيفة بلفتها إلى أن التنظيم سبق له خطف 7520 ايزيدية العام الماضي، من بينهن 3144 ما يزلن محتجزات، وفقا لتأكيدات زعماء في تلك الطائفة.
وقد وضع مسؤولو تنظيم الدولة الإسلامية من جانبهم خطة مفصلة للرق الجنسي تنطوي على عقود بيع موثقة من المحاكم الإسلامية التي يديرها التنظيم، وتحولت تلك الممارسة إلى أداة تجنيد ثابتة لجذب الرجال من المجتمعات الإسلامية المحافظة.
وتابعت الصحيفة بنقلها عن فتاة عمرها 15 عاما بيعت من أحد المقاتلين العراقيين قولها “كان يصلي في كل مرة كان يأتيني فيها لاغتصابي”. وأضافت فتاة أخرى اكتفت بالحرف الأول من اسمها وهو “ف” بسبب العار الذي يرتبط بالاغتصاب “دائما ما كان يقول لي إن تلك الممارسة عبادة، وأكد لي أن اغتصابي هو صلاته إلى الله”.
وفي شهادات أخرى، اتضح أن الغزو الذي كان يقوم به داعش على قرى واقعة بالضفة الجنوبية لجبل سنجار في شهر آب/ أغسطس عام 2014 كان يهدف لما هو أبعد من مجرد فرض السيطرة على مناطق جديدة، حيث سرعان ما تم الفصل بين الرجال والسيدات عقب اعتقالهم مباشرةً. وكان يتم نقل الرجال والشبان سيراً أو بشاحنات إلى حقول مجاورة حيث تم إرغامهم على الانبطاح أرضاً ومن ثم إطلاق النار عليهم من أسلحة رشاشة، أما النساء والفتيات والأطفال فحملوا في شاحنات.
وهو ما أكده ماثيو باربر، الخبير المختص بشؤون الأقلية الايزيدية في جامعة شيكاغو “الهجوم على سنجار كان غزواً جنسياً مثلما كان يهدف لتحقيق مكاسب ميدانية”. وبابر كان في سنجار عندما بدأت المذبحة الصيف الماضي، وساهم في إنشاء مؤسسة توفر الدعم النفسي للفارين الذين بلغ عددهم أكثر من ألفين، وفقاً لناشطين.
وأثناء محاولة الفتاة “ف” الفرار مع عائلتها المؤلفة من تسعة أشخاص، عندما ارتفعت حرارة سيارتهم “الأوبل” القديمة، فإنها وبينما كانت تقف مع أمها وشقيقتيها، وهما في الرابعة عشرة والسابعة، يائسات قرب سيارتهن المعطلة، مرّ موكب لمقاتلي “الدولة الإسلامية” وطوقهن. وعلى الفور، فصل المقاتلون الرجال عن النساء، وأخذت هي مع أمها وشقيقتيها في شاحنات للبلدة الأقرب على جبل سنجار “وهناك فصلوني عن أمي. الفتيات غير المتزوجات أرغمن على الصعود في حافلات”.
وجاءت رواية الفتاة “ف”، بما فيها وصف الحافلات، مكان الستائر وطريقة نقل السيدات، لتكررها ضحايا أخريات وقعن في قبضة داعش والتقتهن النيويورك تايمز.
ومع 24 فتاة وامرأة أخرى، نقلت الفتاة ف إلى قاعدة عسكرية في العراق، وهناك في موقف القاعدة، سمعت كلمة “سبايا” للمرة الأولى، وقالت ” ضحكوا وسخروا منا وهم يقولون أنتم سبايانا.لم أكن أعرف ما يعني ذلك”، ولكن لاحقاً،” تولى القائد المحلي لداعش الشرح لنا أنها تعني الرق”. وقد تم بيع الفتيات الأصغر سناً والأجمل في أولى أسابيع خطفهن، أما الأخريات، وخصوصا الأكبر سناً والمتزوجات، فوصفن كيف نقلن من موقع إلى موقع قبل أن يتوافر عرض مناسب لشرائهن.
اقتراح روسي بتشكيل «منصة موحدة» من أطياف المعارضة للتفاوض مع النظام
الائتلاف بحث مع لافروف سبل حل الأزمة السورية وهيئة الحكم الانتقالي ومكافحة الإرهاب
موسكو: سامي عمارة بيروت: يوسف دياب
حسبما سبق أن أعلنت وزارة الخارجية الروسية، تتواصل في العاصمة موسكو اللقاءات مع ممثلي مختلف فصائل المعارضة السورية، في أعقاب المباحثات التي جرت في مطلع هذا الأسبوع، بين سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية مع نظيره السعودي عادل الجبير، وقبيل الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، التي قد تعقبها زيارة مماثلة من جانب وليد المعلم وزير الخارجية السورية.
وخرج وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا، من لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو بـ«انطباع جيّد، ورؤى موحدة حول سبل معالجة الأزمة السورية، وإنهاء دوامة العنف»، رغم ما نقلته وكالة «إنترفاكس» الروسية عن رئيس الائتلاف خالد خوجة، وقد نسبت له أن الائتلاف «رفض مبادرة روسية، تقضي بتشكيل ائتلاف دولي جديد وفعّال يضم تركيا والعراق والسعودية، ويكون الجيش السوري النظامي والرئيس بشار الأسد جزءًا منه، لمواجهة الإرهاب وتنظيم داعش».
وقال عضو الهيئة السياسية وأحد أعضاء وفد الائتلاف الموجود في موسكو بدر جاموس، إنه «لا توجد مبادرة روسية، ولم يطرح الروس على الوفد أي مبادرة على الإطلاق». وأعلن جاموس في تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط» إثر خروجه ووفد الائتلاف من لقاء وزير الخارجية الروسي، أن «اللقاء مع لافروف كان إيجابيًا وجرى البحث في كل المواضيع بالتفصيل، وكان ثمة تقارب في الرؤى». وقال: «أبلغناهم وجهة نظرنا بأنه لا يمكن أن يكون بشار الأسد جزءًا من المرحلة الانتقالية أو بعدها، وكان هناك توافق تام على مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة سوريا ومؤسساتها». وأضاف: «لاحظنا أن الجانب الروسي غير متمسك إلى حدّ كبير بالأسد، وهو أعلن صراحة أن ما يهمه هو وحدة الأراضي السورية وبقاء مؤسسات الدولة، وأن لا تصل سوريا إلى ما وصل إليه العراق من تفكك للدولة وجيشها وبنيتها. ونحن أبلغنا لافروف بأن الحرب على الإرهاب لن تحقق أهدافها في سوريا قبل إزاحة الأسد عن السلطة وتشكيل هيئة حكم انتقالي، وقلنا له صراحة: نحن من بدأ الحرب على الإرهاب الذي ولد من رحم نظام بشار الأسد الذي أفرج عن الإرهابيين من السجون وسلّحهم ووضع العالم أمام خيارين، إما القبول بالنظام وإما مواجهة الإرهاب».
وأشار جاموس إلى أن الوفد أنهى لقاءاته في موسكو وسيعود اليوم إلى تركيا، لافتًا إلى أن «اللقاءات التي ستعقد مع هيئة التنسيق وغيرها من قوى المعارضة هي للخروج بموقف موحد من الحلّ في سوريا».
وقال خوجة في تصريح لوكالة «إنترفاكس» الروسية أمس، إن «البحث مع الجانب الروسي تناول آفاق عقد لقاء (موسكو – 3)، مؤكدا أن «أي مبادرة من هذا القبيل يجب أن تعتمد على مبادئ بيان جنيف».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التقى أول من أمس رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، وبحث معه في المبادرة الروسية الخاصة بإنشاء تحالف واسع لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي في الشرق الأوسط. كما بحث الطرفان مهمة تشكيل قاعدة مشتركة توحد المعارضة السورية مما يمكن من إجراء مفاوضات مع الحكومة السورية. وأوضح مسلم الموجود حاليًا في موسكو أن «اللقاء مع بوغدانوف يأتي في إطار الحوار المستمر مع الدولة الروسية». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن المشاورات التي أجريناها مع بوغدانوف تتعلّق بالتحضيرات من أجل التقرير الذي سيقدمه (مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان) دي ميستورا، إلى الأمين العام بان كي مون، والبيان الذي يتجه مجلس الأمن الدولي إلى إصداره، وكيفية التعامل مع هذا البيان». وأوضح أن «أي بيان أو قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي بعد أكثر من 220 لقاء عقده دي ميستورا مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية، هو أمر جيد، ونحن لسنا بعيدين عن أجواء تقرير المبعوث الأممي، ونرحب بأي خطوة إيجابية تسهم في الحل السياسي في سوريا».
وفي لقائه مع صالح مسلم قالت الخارجية الروسية إن «الجانبين ركزا على تحقيق المقترح الروسي بشأن إنشاء تحالف دولي واسع النطاق لمكافحة الإرهاب تشارك فيه وحدات الحماية الكردية، من أجل مواجهة الخطر الشامل الذي يشكله تنظيم داعش». وأضافت في بيان أصدرته حول هذا اللقاء أن «الجانبين بحثا أيضًا مهمة تشكيل منصة موحدة، تمثل جميع أطياف المعارضة السورية، للتفاوض مع الحكومة السورية بهدف تنفيذ بيان جنيف الصادر يوم الـ30 من يونيو (حزيران) عام 2012، الذي يعد أساسا لا بديل عنه للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية».
وعمّا إذا كانت رؤى المعارضة السورية موحدة حول رفض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في هيئة الحكم الانتقالي، قال مسلم: «نحن من البداية رفضنا ربط مصير بلد بطوله وعرضه بمصير شخص واحد، وبرأينا هذا النظام بكل رموزه ودعائمه يجب أن يرحل، هذه هي النتيجة التي وصل إليها الشعب السوري». ورأى أن «هناك واقعًا على الأرض لا بد من التعامل معه، ويبدو أن هناك الآن إرادة دولية في الوصول إلى حلّ، ومن فقد السيطرة على 70 في المائة من الأراضي السورية كيف له أن يحكم سوريا مجددا؟»، مؤكدًا أن «الشعب السوري استنزف، وهو الآن يفضل وقف إطلاق النار والتقاط أنفاسه، من هنا نراهن اليوم على تحرك دولي يضع حدًا لهذه المأساة».
من جهته، أعلن ممثل عن «لجنة المتابعة لمؤتمر القاهرة – 2 أنه من المقرر أن يجري وفد اللجنة لقاءات مع لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف في الـ13 والـ14 من أغسطس (آب)»، مشيرا إلى أن من بين أعضاء الوفد هيثم مناع وخالد المحيميد وجهاد مقدسي وجمال سليمان. وبحسب اللجنة، فإن الطرفين ينويان أن يبحثا خلال اللقاءات المقررة «خارطة الطريق» الخاصة بالتسوية السورية التي تبناها مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة (مؤتمر «القاهرة – 2»)، إضافة إلى مقترحات المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. كما يستقبل لافروف هيثم مناع وأعضاء وفد اللجنة اليوم (الجمعة).
الائتلاف يجدد رفضه أي دور للأسد بمستقبل سوريا
التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس الخميس رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة، حيث أكد الأخير على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يضمن عدم وجود أي دور للرئيس السوري بشار الأسد بمستقبل سوريا.
وفي ختام اللقاء أكد خوجة على ضرورة إجراء تغيير في الوضع السوري الراهن، وأشار إلى ضرورة إطلاق العملية السياسية في سوريا وفقا لمبادئ جنيف، مشيرا إلى تفهم القيادة الروسية موقف الائتلاف بشأن سبل تسوية الوضع في سوريا.
وقال “لمسنا مرونة في موقف روسيا تجاه سوريا”، معتبرا أن استمرار الموقف الروسي بهذه الصورة سيمكن الجميع من “إيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.
وبشأن مصير الأسد قال خوجة “نحن بينا موقفنا من الأسد بشكل واضح، والروس لم يبدوا أي موقف مضاد، وهذا مهم جدا بالنسبة لنا، كما أن الروس أكدوا على ضرورة الحفاظ على الدولة السورية ومؤسساتها، ونحن متوافقون معهم في ذلك”.
وفي رده على اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرامي إلى تشكيل جبهة مشتركة للحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا تضم الجيش السوري ذكر خوجة أنهم أخبروا الروس بأن مكافحة الإرهاب ستبدأ بعد الأسد.
وأضاف أن الأطراف الدولية تحضر لمرحلة انتقال سياسي في سوريا، معلنا أن المرحلة المقبلة ستشهد اجتماعا موسعا يضم كافة أطراف المعارضة السورية بغية توحيد موقفها.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي اهتمام جميع الأطراف بوقف تمدد “الإرهاب”، وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، معربا عن أمله في أن يساهم هذا اللقاء في دفع الأزمة نحو الحل.
وتأتي زيارة خوجة إلى موسكو تلبية لدعوة وجهتها الحكومة الروسية للائتلاف للتباحث بالشأن السوري.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثار في يونيو/حزيران الماضي إمكانية قيام تحالف دولي جديد يضم تركيا والعراق والسعودية، بالإضافة إلى الجيش السوري لمواجهة تنظيم الدولة بفعالية أكبر، بينما يحاول وزير الخارجية الروسي تسويق هذا الطرح لدى دول المنطقة.
فصيل سوري يعلن أسر ضابط إيراني
قال تشكيل عسكري سوري إن مقاتليه أسروا أربعة مقاتلين أجانب، بينهم ضابط إيراني، ومقاتل يعتقد أنه تابع لحزب الله اللبناني وأفغانيان.
وقد أظهر تسجيل بثه التشكيل -الذي يطلق على نفسه اسم “لواء فجر التحرير”- صور ثلاثة أشخاص قال المسلحون إنهم وقعوا في كمين نصبوه لهم على الطريق القديم الواصل بين دمشق ودرعا بالقرب من مدينة الصنمين.
وقال المسلحون إن الكمين كان ردا على خرق الهدنة بين قوات النظام والمليشيات الأجنبية التابعة لها في مدينة الصنمين.
ماهر الأسد بالزي العسكري بعد مقتل صهره
العربية.نت – عهد فاضل
تداول عدد من النشطاء والمواقع، مقطع فيديو قيل إنه للعميد ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري، وقائد الفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري.
ولم يتم التأكد مما إذا كان الضابط الظاهر في الفيديو، هو ماهر الأسد نفسه. إلا أن الترجيحات تنفي أنه للعميد ماهر الأسد، إلا في حالة واحدة، أن يكون أصيب في عمل عسكري، ثم أجرى عمليات جراحية وتجميلية، أدت إلى عدم تطابق ما بين وجه الضابط الظاهر في الفيديو، ووجه العميد ماهر.
خصوصا إذا ما قورنت بآخر صورة رسمية مسجلة له وهي التي يظهر فيها مع المطرب جورج وسوف، والتي التقطها ليكذب شائعات مقتله في حادث تفجير مبنى الأمن القومي، والذي قتل فيه زوج أخته اللواء آصف شوكت، من بين عدد من أكبر ضباط الجيش السوري، حيث أصيب في التفجير، أيضا، وزير الداخلية، ثم نجا من العملية.
ناشرو الفيديو أكدوا أنه ماهر الأسد
وقال النشطاء الذين نشروا الفيديو، وتداولته مواقع عديدة، إن الظاهر في الفيديو هو العميد ماهر الأسد، في منطقة “جورين” ما بين سهل الغاب ومحافظة اللاذقية، وهي المنطقة التي أطبق عليها الثوار السوريون، وبث النظام السوري نداءات متعددة لتوجيه عناصره ومقاتليه إلى تلك المنطقة، للدفاع عنها. كذلك فإن أصواتاً موالية كانت حذرت منذ 4 أيام من أن “جورين” ستسقط في أيدي المعارضة.
هل لشبك الأيدي والأصابع مغزى محدد؟
ويظهر في الفيديو ضابط له ملامح آل الأسد، ويبدو من خلال بداية الفيديو، أن الثلاثة الذين يستعدون لالتقاط الصور، يعرفون أنهم يُصوَّرون، وهم الضابط الذي قيل إنه ماهر، ثم قائد الطائرة المروحية التي تظهر في الخلفية، ثم المرافق. واللافت أن الثلاثة يبدأون التصوير واضعين ما قيل إنه ماهر في المنتصف شابكين أيديهم بعضها بالبعض الآخر. ما دفع بالبعض إلى التساؤل، عن مغزى شبك الأيدي ما بين قائد الطائرة، والضابط ذي الملامح “الأسدية” والمرافق. وهي من التفاصيل التي تجعل من المستبعد أن يكون الظاهر في الفيديو هو العميد ماهر. فلماذا يشبك أصابع يديه بأصابع كابتن الطائرة وأصابع المرافق؟
رأوه فهتفوا باسم بشار فوزع عليهم القبلات، هل خدعوا به؟
طائرة قديمة وعدد المرافقين قليل
نقطة أخرى أثارتها مصادر عارفة بتركيبة الجيش السوري، وتحديدا الفرقة الرابعة التي يرأسها العميد ماهر، وهي أن الفيديو خالٍ من الحراس والمرافقين الذين عادة ما يكونون مع شقيق رئيس النظام. كذلك فإن ملامح الحراس، تستبعد أن يكونوا لماهر الأسد، سواء في الشكل أو في العدد. والأهم من ذلك نوعية الطائرة التي تقلهم، وهي من النوع القديم والتي لا يمكن بحال من الأحوال أن يستقلها قائد الفرقة الرابعة، لأنها غير مجهزة للمناورات السريعة والخاطفة والقادرة على الهرب من ضربات نارية قد تسددها المعارضة في أي لحظة.
الضابط يشبه آل الأسد فمن هو؟
لكن السؤال الذي لم تتم الإجابة عليه، وهو عن حقيقة الضابط الذي ظهر في الفيديو؟ ولماذا أقبل بعض الصبية والسكان إليه هاتفين بحياة بشار؟ ثم حاولوا تقبيله. هل اعتقدوا أنه ماهر الأسد؟ أم ظنوا أنه من العائلة كونه يحمل بعض ملامحها؟ خصوصا أن لا أحد ناداه باسمه. ولو كان هو العميد ماهر لنودي عليه بالاسم.
مصادر ترجح أن يلجأ النظام إلى “إمرار” مثل تلك المعلومات غير الموثقة، لرفع معنويات مقاتليه في منطقة “جورين” التي سبق وأعلن موالون للنظام أنها في طريقها إلى السقوط. وهو ما نشره المدعو سليمان هلال الأسد، على صفحته، عندما هدد أهل اللاذقية الذين يطالبون بإعدامه، لقيامه بقتل العقيد حسان الشيخ، بأن المعارضة السورية قاب قوسين من جورين، وأن الأفضل للمطالبين بإعدامه والمعتصمين ضده في الشوارع “أن يحملوا السلاح دفاعاً عن محافظتهم”، على حد تعبيره.
النظام يرفع معنويات جنوده بماهر أو فرد من العائلة
إلى ذلك، فإن أغلب تقديرات المحللين والمتابعين للشأن السوري، تشكك في أن يكون الظاهر في الفيديو، هو ماهر الأسد. وبعضها يؤكد أن الظاهر هو ليس ماهر الأسد قطعياً. إلا أن ما اتفقت عليه كل المصادر السابقة، أن “إمرار” مثل ذلك الفيديو قد يكون محاولة من النظام السوري لإعادة طرح اسم ماهر الأسد، من جديد، وكذلك محاولة منه لرفع معنويات بيئته الحاضنة في الساحل التي بدأت “تتفكك” جراء الخسائر المهولة بالأرواح، وبسبب تذمر أهل المحافظات الساحلية، من غياب الأمن وارتفاع منسوب الفساد وتحول مناطقهم إلى ميليشيات مسلحة تمارس كل أنواع العنف والاضطهاد والفساد بحقهم.
ونظرا لأن كل هذه الميليشيات التي تروع أهل الساحل محمية من آل الأسد مباشرة وبأوامر من رئيس النظام، فإن “البيئة الحاضنة” التي كانت “كتلة صلبة” في السابق، يقول مصدر، هي في طريقها للتحول إلى “كتلة رخوة” قابلة للتشكل في أي اتجاه معاكس لآل الأسد ولرئيس النظام السوري.
ثوار اللاذقية يسيطرون على خطوط دفاعية لمراصد عسكرية
العربية نت
أعلنت كتائب الثوار في ريف اللاذقية سيطرتها على تلّتين استراتيجيتين في جبل التركمان بريف اللاذقية بعد اشتباكات مع قوات النظام والميليشيات الموالية لها.
وقال ناشطون من ريف اللاذقية إن مقاتلي جبهة النصرة وفصائل أخرى سيطروا على تلتي “الزيارة والخضرا” في جبال التركمان، وهما تلتان تطلان على بلدة “بيت عوان”.
وقالت مصادر ميدانية إن هاتين التلتين كانتا أهم الخطوط الدفاعية عن مرصد “بيت حليبية” بالنسبة لقوات النظام، وهو قمة جبلية تفصل بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة الثوار في المنطقة، كما يطل على مساحات واسعة من هذه المناطق في جبل التركمان.
وشارك كل من الفرقتين الساحلية الأولى والثانية جبهة النصرة في اقتحام التلتين بعد عمليات استهداف بقذائف الهاون والرشاشات المتوسطة، وتسببت الاشتباكات بمقتل وإصابة العشرات في صفوف قوات النظام والميليشيات الموالية لها، ما أجبرها على الانسحاب من المنطقة إلى تجمعهم في مرصد “بيت حليبية” القريب.
ومن جانبه أعلن “جيش الإسلام” عن استهداف القصر الرئاسي في مدينة “صلنفة” في جبال اللاذقية المجاورة لجبل التركمان، بعدد من صواريخ الغراد، وأكد “جيش الإسلام” عن استمرار عمليات القصف على قوات النظام وحلفائه من الميلشيات الإيرانية في الساحل السوري رداً على الجريمة التي يرتكبها في الزبداني أمام صمت العالم، على حد وصفه.
السفير الأمريكي الأسبق بتركيا لـCNN: حزب الـPKK أعلن الحرب على تركيا.. وأمريكا لطالما وقفت لجانب أنقرة ضده.. والـPYD بسوريا مختلف
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال فرانسيس ريكياردوني، السفير الأمريكي الأسبق في تركيا، إن بلاده طالما دعمت الدولة التركية ضد حزب العمال الكردستاني أو ما يُعرف بالـ”PKK،” لافتا إلى أن هناك العديد من الجماعات والأحزاب الكردية التي منها من هو ممثل بالبرلمان التركي.
وتابع ريكياردوني في مقابلة حصرية مع الزميلة هالة غوراني لـCNN: “الدولة التركية كانت منخرطة بقتال مع حزب العمال الكردستاني منذ سنوات عديدة، فهذا ليس أمرا جديدا، ولكن الأمر الجديد الذي وقع خلال السنتين الماضيتين كان الاتفاق على وقف لإطلاق النار والانطلاق بعملية سياسية يعلق عليها الأمل للتوصل لحل سياسي بالنسبة للكثيرين في تركيا والأكراد وأمريكا.”
وحول كون الأكراد الذين تستهدفهم تركيا وكونهم هم ذاتهم من يقومون بقتال تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا ومدى تأثير الضربات التركية على هذه الجماعات وقياسا تأثير ذلك على العمليات البرية ضد التنظيم، قال السفير: “هذا غير صحيح تماما، نحن نقوم بالتمييز وكذلك الحكومة التركية، فعندما نقول الأكراد فإنهم مجموعات تعيش في عدد من الدول وينقسمون لعدد من الجماعات والأحزاب، فعلا سبيل المثال في تركيا وحدها هناك العديد من المواطنين الأتراك ممن لديهم أصول كردية ومنهم حتى من هو بالحكومة فهناك أربع أعضاء أكراد بالحكومة التركية إلى جانب وجود حزب يمثل الأكراد بشكل دائم وغيرها، ومن هنا بالتأكيد الحكومة التركية تقوم بالتمييز بين هؤلاء وحزب الـPKK الذي أعلن الحرب على الدولة.”
وأضاف: “على الصعيد السوري، فإن الأكراد هناك أغلبهم بحزب الـPYD الذي تعمل معه الولايات المتحدة الأمريكية، والذين أكدوا على أنه ليس هناك تشاحن بينهم وبين تركيا، وعليه هناك العديد من الجماعات الكردية الذين تتعامل معهم أمريكا والحكومة التركية بشكل مختلف.”