أحداث الجمعة 15 كانون الثاني 2016
مؤتمر جنيف ينتظر حسم وفد المعارضة… و «القائمة الروسية»
لندن – ابراهيم حميدي
استنجد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بوزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لإزالة عقبة تشكيل وفد المعارضة السورية مقابل وفد الحكومة في جنيف في ٢٥ الشهر الجاري، ذلك بعدما رمت موسكو بـ «القائمة الروسية» من ١٥ اسماً لضمها إلى قائمة الهيئة التفاوضية العليا المنبثقة من المؤتمر الموسع في الرياض. كما حض دي ميستورا الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن على الفصل بين المسار الإنساني وإغاثة المناطق المحاصرة من جهة والمسار السياسي من جهة ثانية.
وبعد اتصال الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، بات الرهان على لقاء كيري – لافروف في الأيام المقبلة لتمهيد الأرضية لعقد مفاوضات جنيف في موعدها بعد تلويح المبعوث الدولي بتوجيه الدعوات إلى الأطراف السورية. وأظهر الاجتماع المطول بين نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ونائب وزير الخارجية الأميركي آن بترسون في جنيف تشبث كل طرف بموقفه، إذ ان الجانب الأميركي مدعوماً بحليفيه البريطاني والفرنسي يعتبر الهيئة التفاوضية المنثبقة من مؤتمر الرياض يومي ٩ و١٠ الشهر الماضي هي «الممثل الوحيد» للمعارضة السورية، في حين طلب الجانب الروسي «التزام» القرار ٢٢٥٤ الذي نص على تكليف دي ميستورا تشكيل الوفد من مؤتمرات الرياض وموسكو والقاهرة.
وأضيفت عقبة لدى وضع الوفد الروسي على طاولة البحث «القائمة الروسية» وضمت ١٥ اسماً، هم رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم وممثله في اوروبا خالد عيسى ورئيس «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع وشريكته اسيا عثمان وماجد حبو ورئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل ومازن غريبة ورئيس «المنبر الديموقراطي السوري» سمير العيطة، إضافة إلى سليم خيربيك أمينة اوسو وريم تركماني وعباس حبيب ورندة قسيس ونمرود سليمان وفاتح جاموس.
وبعد تقديم «مرونة» في تأجيل البتّ في قائمة «التنظيمات الارهابية» إلى ما بعد الاتفاق على وفد المعارضة مع استمرار اعتبار «أحرار الشام» و «جيش الاسلام» تنظيمين «إرهابيين ورفض مشاركتهما في المفاوضات»، خير الوفد الروسي نظيره الأميركي بين «خيارين» إما ان يتم «تطعيم» وفد الهيئة التفاوضية العليا الذي يخوض دورة تدريبية بإشراف اميركيين في الرياض، بأسماء من «القائمة الروسية» أو ان يتم تمثيل المعارضة بوفدين مقابل وفد الحكومة، واحد من مؤتمر الرياض وثان من «القائمة الروسية»، كي لا تتكرر تجربة «جنيف-٢» بداية العام الماضي، عندما احتكر «الائتلاف الوطني السوري» تمثيل المعارضة، وفق قناعة موسكو. غير أن الجانب الأميركي، قال ان المؤتمر الموسع للمعارضة في الرياض ضم ١١٦ معارضاً بما فيه نسبة كبيرة من الذين حضروا جلستي «منتدى موسكو» بداية العام الماضي ومؤتمر القاهرة.
وكان ممثلو الدول الحليفة للمعارضة بينهم الأميركي مايكل راتني عقدوا اجتماعاً تنسيقياً في الرياض وآخر مع الهيئة التفاوضية والمبعوث الدولي، أكدوا «حصرية» تمثيل المعارضة من مؤتمر الرياض، بل ان الجانب التركي أكد أنه إذا حضر ممثلو «الاتحاد الديموقراطي الكردي» إلى ضواحي جنيف فإن المفاوضات، لن تعقد.
وفي موازاة المحادثات الأميركية – الروسية، عقدت لقاءات ثنائية في جنيف وموسكو، شملت لقاءات كل من غاتيلوف وراتني ونائب المبعوث الدولي رمزي رمزي مع العيطة وصالح ومناع وآخرين. وأفاد بيان «المنبر الديموقراطي السوري» بأن اللقاء تناول «العراقيل التي تواجه إطلاق عمليّة التفاوض من أجل حلّ سياسيّ ووقف إطلاق النار المزمع عقدها في جنيف تماشياً مع قرار مجلس الأمن رقم 2254» مع تركيز على البعد السياسي، فيما التقى نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف جميل في موسكو لـ «التركيز على ضرورة أن تجرى المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة في موعدها وفقاً للقرار 2254». وتحادث بوغدانوف مع نظيره الايراني حسين امير عبداللهيان لحلحلة تشكيل الوفد المعارض. وحض راتني من التقاهم على قبول «حصرية تمثيل مؤتمر الرياض في الجولة الأولى من مفاوضات جنيف».
في المقابل، واصل المنسق العام للهيئة العليا رياض حجاب جولته الاوروبية، حيث قال بعد لقائه وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير أن «المعارضة على أتم الاستعداد للمشاركة في عملية سياسية تفضي إلى إنشاء هيئة حكم انتقالي تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية».
وبدا واضحاً وجود خلاف ازاء الملف الانساني وإغاثة المناطق المحاصرة، بين تأكيد موسكو رفض «أي شروط مسبقة» وطلب المعارضة تطبيق المادتين ١٢ و١٣ من القرار الدولي و «فك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة وتمكين الوكالات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى جميع من هم في حاجة إليها، والإفراج عن جميع المعتقلين، ووقف عمليات القصف الجوي والمدفعي والهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية، وغيرها من إجراءات حسن النية وبناء الثقة». ودعا حجاب إلى «الفصل بين المسار الإنساني الذي يتعين على الجميع الالتزام به وفق القرارات الدولية دون قيد أو شرط والمسار السياسي… وعبرت عن شكوكي لشتاينماير من جدوى التفاوض مع نظام فاقد للسيادة». وانضم «جيش اسود الشرقية» إلى بيان وقعه ٣٢ فصيلاً بينها «جيش الاسلام» و «الجبهة الشامية»، قالت فيه أنها لن تشارك في المفاوضات ما لم يتم تنيفذ المادتين ١٢ و١٢ من القرار ٢٢٥٤.
وكان موضوع المساعدات الانسانية محورياً في محادثات دي ميستورا مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في جنيف مساء الاربعاء، اذ شدد المبعوث الدولي على «أهمية رفع الحصار عن البلدات السورية قبل بدء محادثات جنيف». وأضاف ان الدول الخمس «تنوي اتخاذ إجراءات فورية، والضغط في شأن فك الحصار، الذي تفرضه قوات النظام والجماعات المسلحة في العديد من البلدات، والمدن السورية» وان هذه الدول ستضغط لـ «اتخاذ إجراءات فورية لدعم هذه الجهود خلال الأيام القليلة المقبلة».
وجود «مفتوح» للطائرات الروسية في سورية
لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
حض المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن على الفصل بين المسار الإنساني وإغاثة المناطق المحاصرة من جهة والمسار السياسي لمحادثات جنيف بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في ٢٥ كانون الثاني (يناير) الجاري من جهة ثانية. وأعلنت موسكو أمس، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري سيلتقيان في 20 الجاري في زوريخ لبحث الأزمة السورية. في وقت تكثفت الاتصالات الأميركية- الروسية للاتفاق على قائمة موحدة للمعارضة في جنيف.
وكشفت موسكو أمس جانباً من اتفاق وقعته مع الحكومة السورية يسمح بـ «نشر طائرات حربية روسية في الأراضي السورية لأمد غير محدد» ما يعني «وجوداً مفتوحاً» للطائرات الحربية الروسية. وأفادت وكالة «نوفوستي» الحكومية أن الاتفاق وُقّع في 26 آب (أغسطس) الماضي، لكن لم يكشف عنه سوى عند نشره أمس على موقع رسمي للرئاسة الروسية تُنشر عليه الوثائق القانونية والاتفاقات الموقعة.
ونقلت الوكالة مقاطع من الاتفاق تؤكد أنه غير محدد بسقف زمني، وفي حال أراد أحد الطرفين التراجع عنه فعليه أن يُبلغ الطرف الآخر خطياً بذلك، وفي حال تقديم الطلب الخطي يكون لدى الطرف الثاني مهلة عام لإنهاء مفعول الاتفاق.
في غضون ذلك، دخلت شاحنات محملة بالدفعة الثانية من المساعدات الإنسانية عصر الخميس إلى بلدة مضايا التي تحاصرها قوات النظام في شكل محكم منذ ستة أشهر، وفق ما أفادت مراسلة لوكالة «فرانس برس» في البلدة. وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء، أنه بالتزامن مع دخول قوافل المساعدات إلى مضايا دخلت قوافل أخرى إلى كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون شيعة في ريف إدلب. وتضم قوافل مساعدات مضايا 45 شاحنة، وقوافل كفريا والفوعة 18 شاحنة. وهذه المرة الثانية في أسبوع تدخل مساعدات إلى هذه البلدات الثلاث المحاصرة من النظام والمعارضة.
ميدانياً، أكد المرصد أن قوات النظام سيطرت على بلدة اعران التي تبعد أقل من 10 كيلومترات من مدينة الباب، أبرز معاقل تنظيم «داعش» في محافظة حلب. وقال: «سيطرت قوات النظام الخميس على قرية اعران الواقعة في ريف حلب الشرقي مدعومة بغطاء جوي روسي» بعد اشتباكات مع تنظيم «داعش». وأوضح أن قوات النظام بعد سيطرتها على اعران «باتت للمرة الأولى منذ العام 2012 قريبة بهذا الشكل من مدينة الباب» التي تعرضت الخميس لغارات جوية عنيفة من طائرات يُعتقد أنها روسية.
سياسياً، تواصلت أمس الاتصالات الأميركية والروسية لحل عقبات تعترض انعقاد محادثات جنيف في موعدها. وأجرى الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره باراك أوباما محادثات هاتفية حول التسوية السورية في وقت تزايدت الشكوك بتحقيق تقدم يضمن إطلاق العملية التفاوضية في موعدها المحدد. وأفاد بيان الكرملين بأن بوتين وأوباما «أكدا أهمية إطلاق مناقشات مثمرة بين السلطات والمعارضة في سورية تحت رعاية الأمم المتحدة». وشدد بوتين على «ضرورة إعداد لائحة موحدة بالفصائل الإرهابية ورفض المعايير المزدوجة».
وإذ أكدت موسكو رفض «أي شروط مسبقة»، ظهرت تعقيدات إضافية في شأن جنيف، بين مسؤولين أميركيين وروس لدى تقديم الوفد الروسي قائمة من ١٥ اسماً لضمها إلى وفد المعارضة المنبثقة من المؤتمر الموسع للمعارضة الذي عقد في الرياض الشهر الماضي. وأفيد بأن الوفد الروسي خيّر نظيره الأميركي بين أمرين: إما أن يتم «تطعيم» وفد الهيئة التفاوضية العليا بأسماء من «القائمة الروسية» أو أن يتم تمثيل المعارضة بوفدين مقابل وفد الحكومة، واحد من مؤتمر الرياض وثان من «القائمة الروسية». غير أن الجانب الأميركي قال إن المؤتمر الموسع للمعارضة في الرياض ضم ١١٦ معارضاً بينهم نسبة كبيرة من الذين حضروا جلستي «منتدى موسكو» بداية العام الماضي ومؤتمر القاهرة، وخلص إلى تأكيد أن مؤتمر الرياض يمثّل المعارضة.
قنابل «موقوتة» على طريق جنيف وموسكو لن تتراجع عن «التطهير»
موسكو – رائد جبر
«من السابق لأوانه الحديث عن منح الرئيس السوري بشار الأسد لجوءاً سياسياً في روسيا». العبارة وردت في حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى صحيفة «بيلد» الألمانية قبل أيام، وكان يمكن ألاّ تلفت الانتباه، لولا أنه أضاف أن بلاده قدّمت ملجأً للعميل الأميركي إدوارد سنودن و «هذا أصعب من منح اللجوء للأسد». كما أشار إلى «أخطاء ارتكبها الأسد خلال الصراع في سورية».
اعتاد بوتين على ترك عباراته قابلة للتفسيرات والتكهُّنات المتباينة، تمهيداً لتوظيفها لاحقاً وفق الحاجة، أو تجاهلها وكأنها لم تكن.
ويكفي كمثل يُظهر قدرة الكرملين على تجاهل تأكيدات سابقة، أن الرئيس قال منتصف العام الماضي إن «تنظيم داعش لا يشكل تهديداً لروسيا»، ولم تمضِ شهور حتى كانت جيوشها وأساطيلها «تخوض معركة مقدّسة ضد الإرهاب، لتمنع خطر تمدُّده إلى روسيا».
المهم في حديث بوتين ربما لا يكون الإشارة إلى مصير الأسد التي انشغلت بها ردود الفعل، بل في تحديد «رؤية» موسكو لبعض ملامح التسوية السياسية المرجوة بعد انطلاق مسيرة جنيف الجديدة. قال الرئيس الروسي إن «الإصلاح الدستوري شرط أساسي للتسوية (السورية) ويجب أن يسبق أي انتخابات». ويعكس الموقف تبنّياً روسياً كاملاً لوجهة نظر النظام السوري التي نقلها وزير الخارجية وليد المعلم خلال زيارته موسكو أخيراً. وواضح أن تقديم الإصلاح الدستوري على انتخابات الرئاسة والبرلمان سيواجَه باعتراضات شديدة من فريق المعارضة المفاوض، لكن مطبخ القرار الروسي يرى أن هذه الآلية قد تتيح حلاً مقبولاً باعتبار أن تبنّي إصلاحات دستورية تحوّل نظام الحكم إلى نظام برلماني، من شأنه أن يُسقط تلقائياً إحدى عُقَد التسوية ويجعل الحديث عن دور الأسد وصلاحياته أمراً منتهياً.
لكن «القنابل الموقوتة» المزروعة على طريق جنيف، لا تقتصر على ذلك. فإصرار موسكو على شطب عدد من الفصائل المسلحة وعلى رأسها «جيش الإسلام» و «أحرار الشام»، قبل إطلاق مسيرة المفاوضات، لا يلبي رغبة النظام فحسب، ولا يقتصر على التوجُّه إلى تفكيك الهيكل المفاوض الذي تكرَّس بعد اجتماعات الرياض، بل يتيح لموسكو كذلك مجالات لمواصلة العمليات العسكرية في المناطق التي تسعى إلى «تطهيرها» انطلاقاً من أن قرار مجلس الأمن الرقم 2254 ترك المجال مفتوحاً لمواصلة التحرُّك «ضد الإرهاب».
وفي الإطار ذاته، جاء إصرار نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف على ضرورة «التنفيذ الكامل للقرار الأممي»، عبر «تشكيل وفد شامل للمعارضة والتزام موعد إطلاق العملية التفاوضية من دون أي شروط»، معتبراً «اشتراط المعارضة ربط بدء المفاوضات بإدخال المساعدات إلى مناطق محاصرة، انتهاكاً لقرار مجلس الأمن».
وتعكس العبارة تحدّياً روسياً للمناورات التي قامت بها الهيئة السورية العليا للمفاوضات، والتي ركّزت على ضرورة وقف النار والقصف، وفك الحصار المفروض على عشرات المناطق، كشرط ضروري لإطلاق مسيرة المفاوضات.
موسكو ترفع شعاراً مفاده أن موعد 25 كانون الثاني (يناير) «مقدس»، ولا يمكن ربطه بأي شرط ولو تواضعت مطالب المعارضة لتقف عند السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق الأكثر تضرراً.
وعلى رغم اقتناع خبراء بأن الفترة المتبقّية حتى حلول موعد «الاستحقاق» (جنيف)، ليست كافية لنزع الألغام المزروعة على طريقه، لكن الأهم بالنسبة إلى موسكو أنها مع تسريع التحرك العسكري الميداني لتعزيز مواقع حليفها على الأرض، ترمي مسؤولية «إفشال» تنفيذ القرار الدولي على كاهل المعارضة السورية التي «فشلت مجدداً في إثبات جدّيتها وقدرتها على المشاركة في عملية سياسية».
«يونيسف» تؤكد وجود حالات سوء تغذية حاد في مضايا السورية
بيروت – رويترز
أكدت منظمة “الأمم المتحدة للطفولة” (يونيسف) اليوم (الجمعة) أنها رصدت حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في بلدة مضايا السورية التي دخلتها مساعدات هذا الأسبوع لآلاف الأشخاص المحاصرين منذ أشهر.
وقالت المنظمة في بيان: “يونيسف… يمكنها أن تؤكد رصد حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال”، وأضافت أن “العاملين بها شهدوا وفاة فتى في السادسة عشرة من عمره كان يعاني من سوء تغذية حاد”.
طلعات سورية – روسية مشتركة الأمم المتحدة: التجويع جريمة حرب
المصدر: العواصم – الوكالات
نيويورك – علي بردى
دخلت قافلة جديدة من المساعدات الانسانية أمس بلدة مضايا في ريف دمشق، في خطوة هي الثانية من نوعها هذا الاسبوع الى البلدة التي يعيش فيها أكثر من 40 الف شخص وتحاصرها قوات النظام السوري بشكل محكم منذ ستة اشهر.
كما دخلت قافلة مساعدات بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما الفصائل المسلحة في محافظة ادلب.
وأفاد الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك أن “قافلتي المساعدات دخلتا بأكملهما الى مضايا والفوعة وكفريا”.
وكتب في تغريدة بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي: “دخلت كل الشاحنات وبدأ افراغ الحمولة. نتحدث الان مع الاهالي عن حاجاتهم”.
وفي نيويورك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أمس من أن استخدام التجويع سلاحاً يمثل “جريمة حرب” بموجب القانون الدولي الإنساني ، بينما يعقد مجلس الأمن جلسة جديدة اليوم بطلب من فرنسا وبدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا ونيوزيلندا واسبانيا للنظر في الأوضاع الإنسانية لمئات الآلاف من الناس المحاصرين في سوريا.
وكان بان يتحدث الى عدد من الصحافيين، إذ أشار الى “المشاهد المروعة” من مضايا في سوريا، قائلاً إنه “في نزاع وصل أصلاً الى مدارك صادمة من الوحشية، بلغت المعاناة هناك دركاً آخر”. وأضاف أن فرق الأمم المتحدة عاينت “عجزة وأطفالاً، رجالاً ونساء، كانوا أكثر بقليل من جلد على عظام: هزيلون، يعانون سوء تغذية حاداً، واهنون بالكاد يمكنهم المشي، بائسون تماماً من أجل كسرة خبز”. وأكد أنه “لا يمكن نكران معاناتهم”. وركز على “مئات عدة من الناس في هذه الحال المزرية ويحتاجون الى عناية طبية فورية، بما في ذلك عبر الإجلاء الممكن”. ولفت الى أن الناس في المحاصرة “مأخوذون رهائن – بل أسوأ”، لأن “الطعام يقدم للرهائن”.
وحذر من أن “استخدام التجويع كسلاح حربي هو جريمة حرب”، ملاحظاً أن “كل الأطراف – بما في ذلك الحكومة السورية المسؤولة مبدئياً عن حماية السوريين – ترتكب هذه الفظاعات المحرمة بموجب القانون الإنساني الدولي”. وأضاف أن “ثمة ضرورة أيضاً الى اجراءات أخرى ملحة، مثل الوقف الفوري لاستخدام الأسلحة العشوائية في المناطق المدنية، بما في ذلك من طريق القصف والغارات الجوية من أي من الأطراف المتورطين عسكرياً في سوريا”. وذكر أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا يواصل العمل من أجل اجراء محادثات جنيف بين الأطراف السوريين في 25 كانون الثاني الجاري.
وسئل عن المساءلة عن جرائم الحرب، فأجاب: “أترك لمجلس الأمن قرار اتخاذ الإجراءات والأعمال الضرورية” في هذا الشأن، مكرراً أنه “ليس مقبولاً اتخاذ هؤلاء الناس رهائن في النزاع، وتجويعهم حتى الموت”.
تقدم جديد للنظام
وعلى صعيد العمليات العسكرية، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان قوات النظام السوري سيطرت على بلدة اعران القريبة من مدينة الباب، أبرز معاقل تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في محافظة حلب بشمال البلاد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن :”سيطرت قوات النظام السوري الخميس على قرية اعران الواقعة في ريف حلب الشرقي مدعومة بغطاء جوي روسي بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة الاسلامية”.
وتقع البلدة على مسافة عشرة كيلومترات جنوب مدينة الباب.
وأوضح عبد الرحمن ان قوات النظام بعد سيطرتها على اعران “باتت للمرة الاولى منذ عام 2012 قريبة بهذا الشكل من مدينة الباب” التي تعرضت لقصف من طائرات حربية “يعتقد انها روسية”، مما أدى الى مقتل أربعة أشخاص على الاقل.
وسيطرت الفصائل المعارضة في تموز 2012 على مدينة الباب التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحدود التركية، قبل ان يتمكن تنظيم “الدولة الاسلامية” من السيطرة عليها عام 2013.
ولفت عبد الرحمن الى ان قوات النظام تسعى الى فصل مناطق سيطرة الجهاديين في حلب عن مناطق سيطرتهم في الرقة في الشرق، معقلهم الرئيسي في سوريا.
واحصى المرصد مقتل 63 رجلاً من “داعش” من جراء الغارات الروسية التي تتعرض لها مدينة الباب منذ السبت.
وبدأت موسكو في 30 أيلول حملة جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تقول إنها تستهدف “داعش” ومجموعات “ارهابية” اخرى. وتتهمها دول الغرب ومجموعات المعارضة باستهداف الفصائل التي يصنف بعضها “معتدلا” اكثر من تركيزها على الجهاديين.
وتمكنت قوات النظام من تحقيق انجازات ميدانية عدة على أكثر من جبهة في الاشهر الثلاثة الاخيرة نتيجة الدعم الروسي.
طلعات سورية – روسية
وأمس، وفرت مقاتلات “ميغ-29” سورية غطاء جوياً لقاذفات “سو-25″ الروسية لدى إغارتها على مواقع تابعة لـ”داعش” في سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن هذه العملية الجوية الروسية-السورية المشتركة الاولى، قائلة إن “طواقم طائرات سو-25 التابعة للسلاح الفضائي الجوي الروسي وطائرات ميغ-29 التابعة لسلاح الجو السوري نفذت مهمة عسكرية مشتركة في السماء فوق سوريا”. وأوضحت أن “مقاتلتي ميغ-29 وفرتا غطاء جويا في السماء للقاذفات الروسية التي كانت تشن غارات على مرافق البنية التحتية للإرهابيين”. وأضافت أن المقاتلات السورية انطلقت من مطار قاعدتها والتقت في المنطقة المحددة القاذفات الروسية التي انطلقت من مطار حميميم قرب مدينة اللاذقية، وأنه” بعد ذلك، رافقت وغطت القاذفات الروسية خلال كل مدة التحليق حتى منطقة شن الغارات وكذلك عند العودة”.
وكانت مجموعة من الطيارين السوريين زارت الأربعاء مطار حميميم حيث أجرت مع الطيارين الروس تمريناً أولياً على التنسيق ونظم التبادل اللاسلكي خلال التنفيذ المشترك للمهمات العسكرية.
وفي تطور بارز، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نص وثيقة أن سوريا سمحت بوجود سلاح الجو الروسي على أراضيها لفترة غير محددة بموجب بنود اتفاق وقعه البلدان في آب الماضي.
وبموجب الاتفاق الذي نشرة الموقع الإلكتروني الرسمي الروسي للمعلومات القانونية، تعهدت دمشق تسوية الشكاوى – إن وجدت – على يد طرف ثالث في حال إلحاق الضرر بمصالحه خلال عملية سلاح الجو الروسي في سوريا. وينص الاتفاق أيضاً على سبل التصرف في التعاملات بين البلدين في حالات مشابهة خلال العملية العسكرية.
كيري يدعو بعد لقائه الجبير بلندن إلى عدم التورّط “في صراع أكبر“
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس أن الوزير جون كيري ناقش مع نظيره السعودي عادل الجبير في لندن قضايا منها إيران والعملية السياسية الرامية الى إنهاء الحرب في سوريا.
وزاد التوتر بين السعودية وغريمتها الإقليمية إيران منذ أعدمت السلطات السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر في الثاني من كانون الثاني الجاري، فأثارت غضباً عارماً وسط الشيعة في الشرق الأوسط. وتدعم إيران حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تقدم السعودية الدعم لمعارضيه السنة.
وصرّح كيري في تعليقات عكست القلق من أن يؤثر هذا التوتر على عملية السلام في سوريا التي تقودها الأمم المتحدة: “نريد أن نحاول لنرى ما إذا كان هناك من طريق لحل بعض هذه المشاكل من دون التورط في صراع أكبر”. وأضاف: “آخر شيء تحتاج إليه المنطقة هو مزيد من الصراعات”.
وأول من أمس الأربعاء قالت الأمم المتحدة إن الموعد المحدد لمحادثات السلام السورية – السورية في 25 كانون الثاني الجاري لا يزال قائماً.
وقال كيري: “هناك أشياء بسيطة يريدون تحقيقها من شأنها المساعدة في منع ذلك ومهمتنا هي العمل معاً لنحاول التوصل الى ذلك”.
وفي موسكو، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “بناء على طلب رئيسي روسيا والولايات المتحدة اللذين ناقشا أمس (الاربعاء) المشاكل الدولية، تابع وزيرا الخارجية ( سيرغي لافروف وكيري) البحث في الحلول من أجل تسوية للازمة السورية وللنزاع في اوكرانيا”، وذلك بعد مشاورات هاتفية بين الوزيرين.
وتوافق الوزيران على اللقاء في 20 كانون الثاني في زوريخ مع اقتراب موعد بدء محادثات السلام بين اطراف النزاع السوري في جنيف.
واعلن البيت الابيض الاربعاء ان الرئيسين الاميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين ناقشا خلال مكالمة هاتفية “الجهود القائمة لتسهيل انتقال سياسي في سوريا”.
دي ميستورا لـ«السفير»: تقييم الفرص خلال أيام.. لكني متفائل
«جنيف السوري»: هواجس المعارضين تكبح الضغط الدولي
وسيم ابراهيم
إذا طُلب إلى المعارضة السورية أن تعلن موقفاً صريحاً، في جملة مختصرة ومفيدة، ستقول إن آخر شيء تريده الآن هو الذهاب للتفاوض مع النظام في جنيف، ضمن الظروف الحالية، والتوقيت الذي حددته الأمم المتحدة في 25 كانون الثاني الحالي.
تأكيد عقد «جنيف السوري» لا يزال يتأرجح، وإن مالت التقديرات لمصلحة الانعقاد «المهرجاني» خلال الشهر الحالي، كما يريد اللاعبون الكبار.
بعض قوى المعارضة لا يريد جنيف، ولكن لا خيارات تذكر أمامها، وقياداتها لا تخفي إحساساً معلناً بالعجز والمرارة السياسية. تقول إن «ماكينة» إنتاج جنيف الثالث «تكرس وضع سوريا تحت الوصاية الدولية»، مع وضع كلّ من النظام والمعارضة خارج الحسابات، وإبقاء الاحتراب السوري مشتعلا إلى ما شاءت المصالح الإقليمية والدولية.
تلك المواقف كانت واضحة بجلاء خلال اجتماعات عقدها في بروكسل وفد «الهيئة العليا للتفاوض» في المعارضة السورية، التي عقدت اجتماعاً في الرياض مؤخراً. التقى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك. ولكن قبل ذهابه إلى الخارجية الأوروبية، استبقه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بلقاء خاطف مع موغيريني، لأقل من نصف ساعة، ويبدو أنه أوصى خلاله الجانب الأوروبي بالضغط على المعارضين عبر إفهامهم أن لا رجعة عن طريق جنيف.
حين سألت «السفير» دي ميستورا عن أجواء اجتماعه، قال إن «الاتحاد الأوروبي يلعب دوراً رئيسياً عبر دعم العملية السياسة التي نقودها ودعم إجراء محادثات جنيف… ولهذا كان الاجتماع مفيداً جداً».
ولكن في أي اتجاه جاءت الإفادة؟
رد المبعوث الدولي: «في اتجاه الدفع باتجاه بدء محادثات جنيف، وبأن تكون بناءة».
برغم المؤشرات العديدة لحسم عقد المؤتمر خلال الشهر الحالي – إن لم يكن في موعد الخامس والعشرين تحديداً – إلا أنّ دي ميستورا فَضَّل تقديم تقييم متريث.
حين سألته «السفير» عن حصيلة اجتماعاته المكثفة، وما إذا كان موعد «جنيف 3» نهائياً، أجاب: «ألتقي بكل من لديه تأثير على مستقبل محادثات جنيف»، قبل أن يضيف: «سأكون قادراً على تقييم حظوظ الحصول على محادثات مثمرة ومفيدة خلال الأيام القليلة المقبلة».
ولكن، بكلمة واحدة، هل هو واثق أنه بات قادراً على جمع طرفي التفاوض؟
ردّ بابتسامة واسعة: «أنا دائما شخص متفائل».
بعد اللقاء مع وفد المعارضة السورية، برئاسة منسق هيئة التفاوض رياض حجاب، نشرت خارجية الاتحاد الأوروبي بيانا يشدد على «الحاجة الملحة» الى عقد جنيف «في وقت لاحق خلال الشهر الحالي»، من دون ذكر تاريخ الخامس والعشرين من كانون الثاني بعينه.
ويبدو أن الوفد المعارض تعرض لضغوط داخل الاجتماع، ولم يسمع الكلام الذي كان يرغب به. الضغوط كانت في أكثر من اتجاه. البيان الأوروبي شدد على أهمية «وجود المعارضة السياسية، وما يرتبط بها من مجموعات مسلحة، متوحدين خلف نهج مشترك من أجل المشاركة في العملية السورية وتوفير بديل متماسك للشعب السوري». مصدر الضغوط هنا هو عدم قدرة المعارضة، كما بات واضحاً، على إلزام مجموعات مسلحة وازنة بقرارات سياسية، خصوصا أن المجموعات التي قبلت التفاوض عادت لتتملص، أو لتأخذ مسافة آمنة من أي التزام بمخرجات أي عملية سياسية.
الاتحاد الأوروبي بيّن بوضوح أن عدم الذهاب إلى جنيف ليس خياراً مطروحاً، رغم كثرة تحفظات المعارضة. قال بيانه بلهجة ديبلوماسية إنه «يجب عدم تفويت الفرصة التي وفرتها محادثات جنيف والقرار الدولي 2254»، معتبراً أن «بدء العملية السياسية سيكون أيضا الطريقة الأفضل لخلق الظروف لإدارة أفضل للتحديات الأمنية السورية، بما فيها الحرب على داعش».
انعدام أية حماسة للذهاب إلى جنيف كان واضحا في كلمات رياض حجاب. حين سألته «السفير» عن تثبيت موعد 25 كانون الثاني، قال: «لم نتلقَّ بطاقات دعوة للحضور في الخامس والعشرين من هذا الشهر… الأمر ما زال في إطار الحديث» على سبيل التداول، قبل أن يعتبر أن «المفاوضات تحتاج إلى بيئة آمنة وملائمة لانطلاقها، ولا يجوز أن تنطلق مفاوضات والشعب السوري يموت تحت القصف».
سألناه عن انتقاداته لتراجع واشنطن عن مواقفها السابقة، وإن كان يلمس إرادة دولية للمضي فعلاً في عملية الانتقال السياسي، فرد بشكل متشائم. وقال: «للأسف، بعد خمس سنوات، أنا لم ألاحظ أن هناك إرادة دولية لإنهاء المأساة السورية»، معتبراً أن «أبسط شيء هو الموضوع الإنساني، فلم نَرَ جدية في الحد الأدنى.. إذا لم تكن لدى المجتمع الدولي الإرادة لإدخال علبة حليب (لمناطق يحاصرها النظام)، فأين ستكون الإرادة الدولية لتحقيق انتقال سياسي حقيقي في سوريا».
الوفد المعارض أكد مجدداً تمسكه بتطبيق إجراءات بناء الثقة، معتبراً أنها قضايا أساسية تستبق المفاوضات. القصد ما ورد في القرار الدولي عن إيقاف قصف المناطق الآهلة بالمدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين لدى الأطراف المتقاتلة. الاتحاد الأوروبي اعتبر هذه القضايا «حاسمة» بوصفها «إجراءات بناء ثقة ملموسة» تشكل «دعما للمحادثات بين الأطراف السورية»، من دون أن يعتبرها شروطا يجب إكمالها قبل أي تفاوض.
لكن بعض القيادات المعارضة تجاوزت اللهجة الحذرة تجاه ما يحيط بعقد جنيف. تحدثت «السفير» إلى عبد الأحد اصطيفوا، المعارض الذي كان حاضراً على طاولة جنيف سابقاً وهو في عداد وفد التفاوض للمؤتمر المرتقب. قال، حول ما لمسوه في اللقاءات الكثيفة، من بينها زيارتهم الأخيرة إلى بكين، إن «الأجواء الدولية لا تدل أبدا على أن هناك إرادة دولية لحل الوضع السوري. الجميع ليست لديهم أوراق للتأثير، لا النظام ولا نحن في المعارضة لدينا أوراق نؤثر بها»، قبل أن يضيف: «لا الروس ولا الأميركيين مستعجلون. سوريا صارت ساحة لتصفية الحسابات على المستوى الإقليمي والدولي، كل دولة لديها مصالحها وتريد استغلال نفوذها لتحصيل أقصى ما يمكنها».
وحول انعقاد المؤتمر في موعده المقرر، قال المعارض السوري: «سيكون مجرد افتتاح مهرجاني. المجتمع الدولي لا يوجد لديه حل سياسي يحضّر له بجدية، بل هناك طبخات غير معروفة يحضِّرونها، وهذا ما يؤكده تضارب التصريحات الأميركية»، قبل أن يشدد على أن جنيف يُحْكِم الوصايةَ الدوليةَ على سوريا على اعتبار «أنهم يقولون لنا إنها عملية سياسية يقودها السوريون لكنهم يتدخلون بكل صغيرة وكبيرة، لذلك يجب على السوريين أياً كانوا إدراك هذا الواقع والتحرك على أساس أن الحل السوري يجب أن يستعيده الشعب السوري».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري سيلتقيان في زوريخ في 20 كانون الثاني الجاري لبحث الأزمة السورية والنزاع في أوكرانيا.
ويبدو أن على واشنطن وموسكو إرغام المعارضة على التفاوض حول حكومة وحدة وطنية، فهي ترفض ذلك بشدة، مصرة على حصر التفاوض بهيئة الحكم الانتقالي وعدم تشتيته بنقاش الوضع الإنساني.
جريدة السفير 2016©
وزارة الدفاع: الهدف الجديد للقوات الروسية في سوريا هو العمليات الانسانية
موسكو – (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة إن الهدف الجديد للقوات الروسية في سوريا هو تقديم المساعدات الانسانية.
وقال مسؤول من الوزارة في افادة صحفية بثها التلفزيون ان طائرات سلاح الجو الروسي نقلت 22 طنا من المساعدات الى محيط مدينة دير الزور في شرق سوريا.
القوات الجوية الروسية والسورية تقوم بأول مهمة مشتركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية
موسكو – (د ب أ)- ذكرت وزارة الدفاع الروسية مساء الخميس أن القوات الجوية الروسية والسورية نفذت أول مهمة قتالية مشتركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وأضافت الوزارة في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أن مقاتلات سورية طراز “ميج29-” وفرت غطاء جويا لطائرات هجومية روسية طراز “سو25-” والتي قصفت منشآت بنية تحتية تستخدمها الجماعة الارهابية في سورية.
وجاء في البيان إن مجموعة من الطيارين السوريين زاروا مؤخرا القاعدة الجوية الروسية الرئيسية في سورية هي /حميميم/ قرب الحدود مع تركيا للمشاركة في تدريبات حول الاجراءات التفاعلية وقواعد الاتصالات اللاسلكية.
روسيا تستنكر اتهام فرنسا لها باستهداف المدنيين السوريين
محادثات لكيري والجبير في لندن حول مفاوضات السلام
■ عواصم ـ وكالات: قبل أيام فقط من قيام الولايات المتحدة وروسيا وقوى كبرى أخرى ببدء الجولة المقبلة من مفاوضات السلام السورية عقد وزير الخارجية الامريكي جون كيري محادثات في لندن مع نظيره السعودي عادل الجبير.
وتحدث كيري في مؤتمر صحافي بالسفارة الامريكية في لندن حيث التقى الجبير قائلا: «نحن متفقون تماما بشأن الحاجة إلى محاولة حل الأزمة في سوريا. وسنستمر في العمل بهذا الشأن. نحن أيضا نتفهم التحديات التي تشعر بها المملكة ودول أخرى في المنطقة حول التدخل في بلدانهم. وكما قال الرئيس (الأمريكي باراك) أوباما فإن الولايات المتحدة ستقف مع حلفائنا وأصدقائنا في المنطقة… ونحن نفعل ذلك.»
وأحاط بمحادثات جنيف مزيد من الشكوك عندما قالت جماعات المعارضة المسلحة أول أمس الأربعاء (13 يناير كانون الثاني) إنها لن تشارك في محادثات السلام ما لم تنفذ الفقرات الإنسانية في قرار الامم المتحدة الأخير بشأن الصراع.
وأعرب مسؤول كبير في الأمم المتحدة يرافق قافلة مساعدات، وصلت أمس إلى مدينة مضايا التي تحاصرها قوات الحكومة، عن أمله في أن تتم العملية بسلاسة. وقال يعقوب الحلو منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية في سوريا «نأمل أن تتواصل هذه الجهود من خلال التسهيلات والتوافق بين أطراف هذا الاتفاق.»
وقال مسؤول كبير في الأمم المتحدة إن تجويع المدنيين حتى الموت هو جريمة حرب يجب محاكمة مرتكبيها.
وقال الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان «ندين أي عمل كهذا… تجويع المدنيين جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي وبالطبع أي عمل مثل هذا يستحق التنديد سواء أكان في مضايا أم في إدلب.»
وأضاف «هل يجب إجراء محاكمات؟ بالطبع. على الأقل يجب أن تكون هناك مساءلة عن تلك الجرائم.»
وقال عضو كبير في المعارضة السياسية السورية لرويترز إن موعد محادثات السلام المزمع يوم 25 كانون الثاني/يناير غير واقعي. وجدد التأكيد على مطالب المعارضة برفع الحصار عن كل المناطق ووقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين قبل بدء المفاوضات.
وقال المعارض البارز جورج صبرا عبر الهاتف «أنا شخصيا لا أرى أن موعد 25 يناير هو موعد واقعي (أو) من الممكن أن يزيل كافة العقبات الموجودة أمام المفاوضات.»
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه سجل 27 حالة وفاة في مضايا بسبب سوء التغذية ونقص الإمدادات الطبية، كما سجل 13 حالة أخرى على الأقل في الفوعة وكفريا بسبب نقص الإمدادات الطبية.
ويقدر عدد سكان مضايا بنحو 40 ألف نسمة.
وقالت ماريان جاسر أكبر مسؤولة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا «المشاهد التي رأيناها في مضايا مفجعة حقا.» وأضافت «الأوضاع هناك من بين أسوأ ما شاهدته في السنوات الخمس التي قضيتها في هذا البلد. يجب ألا يستمر هذا.»
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص في سوريا ستافان دي ميستورا عقب اجتماع مع ممثلي الولايات المتحدة وروسيا وقوى كبرى أخرى يوم الأربعاء إن المحادثات لا تزال مقررة في 25 كانون الثاني/ يناير.
لكن عملية السلام ما زالت تواجه عقبات هائلة برغم ما تحظى به من تأييد من الولايات المتحدة وروسيا اللتين تدعمان أطرافا متناحرة في الصراع.
وقال دبلوماسي غربي كبير «الاجتماع مقرر خلال أكثر بقليل من عشرة أيام… لكن دي ميستورا سيعرض قبل ذلك في نيويورك ما أنجزه.»
وأضاف «غير أنه لا يزال يتعين عليه تحديد كيفية المضي في هذه الآلية التي لا تبدو جيدة بالنسبة لي لأن كل الأطراف لم تتفق على المعايير.»
وقالت الحكومة السورية إنها مستعدة للمشاركة في المحادثات لكنها تريد معرفة فريق التفاوض الذي يمثل المعارضة وقائمة بالجماعات المسلحة التي سيتم تصنيفها باعتبارها إرهابية في إطار عملية السلام.
وفيما يسلط الضوء على التعقيدات بشأن هذه القضية، ندد مسؤول روسي كبير بجماعتين معارضتين تشاركان في هيئة للمعارضة شكلت حديثا للإشراف على المفاوضات ووصفهما بالإرهابيتين.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله «لا نتوقع أن تكون أحرار الشام أو جيش الإسلام ضمن وفد المعارضة لأنهما جماعتان إرهابيتان. نعتقد أنه ينبغي ألا يشارك ممثلو الإرهابيين في وفد المعارضة.»
وانتقدت موسكو فرنسا أيضا لاتهامها روسيا بتنفيذ ضربات على مدنيين في سوريا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس الخميس، إن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في الآونة الأخيرة، والتي اتهم فيها روسيا بتنفيذ ضربات ضد المدنيين في سوريا، هي تصريحات «غريبة وواهية».
وقالت زاخاروفا خلال إفادة صحافية أسبوعية إن اتهامات وزارة الخارجية الفرنسية «لا تستند إلى حقائق ملموسة لكن (الوزارة) تستغل خيالات طرف آخر وعباراته الدعائية النمطية.»
وخلال اجتماع مع منسق المعارضة السورية رياض حجاب، يوم الاثنين، قال فابيوس إن سوريا وروسيا ينبغي أن توقفا العمليات العسكرية ضد المدنيين وأن ينهيا «معاناة» مدينة مضايا المحاصرة.
أزمة أسعار النفط تضر بالعراق والأكراد وتعوق الحملة على تنظيم «الدولة الإسلامية»
الهزات النفطية كانت وراء انهيار الاتحاد السوفييتي وغزو الكويت والحرب الأهلية في الجزائر
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: ما هي أبعاد استمرار هبوط أسعار النفط الجيوسياسية وتأثيراتها على العلاقات الدولية؟ سؤال ملح ومهم خاصة للاقتصادات التي تعتمد في مداخيلها الوطنية على تصدير النفط الخام.
وفي ضوء التراجع المستمر خفضت المصارف الكبرى مثل ستاندرد تشارتر وغولدمان ساكس وأر بي سي وستانلي مورغان من توقعاتها حول أسعار النفط وقالت إن سعر برميل النفط قد يصل في عام 2016 إلى 10 دولارات.
وتظل أخبار هبوط النفط مفرحة للمستهلك الغربي حيث توقعت شركة «أر إي سي» البريطانية أن يصبح سعر ليتر النفط أرخص من قنينة الماء. إلا أن استمرار هبوط النفط وإن نتج بسبب ضعف الطلب العالمي عليه ونظراً لإصرار المملكة العربية السعودية على الحفاظ على حصتها من السوق لكن هذه العوامل لا تفسر كليا الهبوط المستمر في أسعاره وترتبط بطريقة أو بأخرى بالتقلبات في قيمة الدولار وأسعار الأسهم.
مخاطر
تعتقد صحيفة «الغارديان» في افتتاحيتها أن الجغرافيا السياسية المتعلقة بإنتاج النفط والتوقعات المرتبطة به تظل دائما محفوفة بالمخاطر. ومهما كانت أهمية الإنتاج فسعر النفط الخام لم يكن أبدا المحرك الحقيقي الوحيد الذي يحرك الأحداث.
فربما حصل اهتزاز عالمي إذا استمر الهبوط. وتشير إلى أن سعر النفط الخام، عالياً كان أم منخفضاً أثر خلال العقود الأربعة الأخيرة على العلاقات الدولية والتطورات السياسية مشيرة للهزات النفطية في السبعينات والتي قامت بتشكيل الفضاء العالمي وأعطت أهمية جديدة للشرق الأوسط.
وقاد انهيار أسعار النفط في الثمانينات من القرن الماضي لانهيار الاتحاد السوفييتي بسبب انهيار العائدات من صادرات النفط الخام. وجاء احتلال صدام حسين للكويت عام 1990 مدفوعا بطموح لاحتلال أراض جديدة في وقت كان يعاني فيه من ضائقة مالية.
وفي الجزائر وهي دولة أخرى تعتمد على واردات النفط أدى انهيار اسعار النفط وتراجع سعر برميل النفط الخام إلى 10 دولارات إلى انتصار الإسلاميين في الانتخابات وما تبع ذلك من انقلاب وحرب أهلية. وكل هذا يجعل من الصعوبة بمكان رسم صورة عن الرابحين والخاسرين من الأزمة الحالية. وتضيف «الغارديان» إن الليبراليات الديمقراطية استفادت من نهاية الكتلة السوفييتية ولكن من الصعب الجدال أن هبوط أسعار النفط جلب السلام والإستقرار للعالمين الإسلامي والعربي. وتلاحظ أيضا أن تراجع أسعار النفط العالمي أدت لتلاشي الآمال حول استمرار القوى النامية بتحديث وتطوير اقتصادياتها بحيث تصبح قوى مؤثرة في النظام الدولي. فالكثير منها عولت على بضاعة بسعر عال ولكنها الآن تهبط بشكل مستمر.
وكما قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد هذا الأسبوع فستواجه هذه الدول «واقعا جديدا» من النمو البطيء وخوفا متزايدا مما سيأتي. وكمثال عن حالة المجهول التي تتسبب بها أزمة أسعار النفط هي البرازيل التي وصفت مرة بالمحامية عن دول جنوب العالم وهي تعاني اليوم بسبب التحديات التي تواجه اقتصادها والتي زادت سوءاً بسبب الفضيحة التي تتركز حول شركة النفط العملاقة «بتروبراس».
ونظرا لأن البرازيل تعتبر ديمقراطية فانتشار الفوضى وعدم الاستقرار ليست أخبارا جيدة. ولن يساعد هبوط أسعار النفط الحكومة في نيجيريا والتي تعتبر أول منتج للنفط في أفريقيا وفي وقت تعاني منه البلاد من حرب تخوضها ضد شبكات الجهاديين التي تنتشر في المنطقة وخارجها.
وتعلق الصحيفة أن الغرب سيرحب بهبوط أسعار النفط والضرر الذي سيحدثه في هذه الدول خاصة إن كانت منافسة وعدوة مثل روسيا فلاديمير بوتين.فالرئيس الروسي مصمم على إعادة بلاده كلاعب مهم على المسرح الدولي وعبر عدد من المغامرات العسكرية في أوروربا والشرق الأوسط.
وستضعه أزمة النفط أمام معادلة جديدة ومختلفة. وأعلنت موسكو عن خفض نسبة 10٪ من الإنفاق العام وهي إشارة للضربة المزدوجة التي تعرضت لها روسيا بسبب العقوبات الإقتصادية وسعر منخفض للبترول، ذلك أن اقتصادها لا ينتعش بدون استقرار لسعر النفط بقيمة 100 دولار للبرميل الواحد.
وقد تجد أنظمة أخرى تأثرت بتراجع أسعار النفط نفسها مضطرة للغوص عميقا في صناديقها السيادية وأرصدتها من العملة الأجنبية للتعويض عن الأسعار المنخفضة للنفط ولكنها لا تستطيع الإستمرار في هذا لمدة طويلة.
وتعتبر فنزويلا مثالا آخر عن الشرك الذي وقعت فيه الدولة جراء لعنة البترول، فهي تعتمد بشكل كلي عليه وقدمته على حساب تبني سياسات التحديث والتنويع في مواردها الإقتصادية.
وستترك أزمة أسعار النفط آثارا إقليمية على المنطقة وخاصة النموذج «البوليفاري» حيث شعرت دول مثل كوبا التي طالما حصلت على نفط مدعوم من فنزويلا بترددات الأزمة وبدأت والحالة هذه فصلا جديدا في العلاقات مع الولايات المتحدة.
ولكن الأزمة بدت آثارها أكثر وضوحاً في الشرق الأوسط. فالسعودية التي تقف وراء هبوط أسعار النفط على أمل إضعاف منافستها إيران التي ستعود للتصدير بعد رفع العقوبات عنها تواجه هي ودول الخليج الأخرى المصدرة للنفط تحديات محلية. وقد يؤدي هذا لتخفيف العداء على المدى القصير وقد يغذيه حيث تحاول الأنظمة البحث عن طرق لحرف الأنظار عن الأزمات.
ومن هنا فقد ترد روسيا بهذه الطريقة ولكننا لا نعرف الطريقة التي سترد بها الصين. وهذا يثبت حسب الصحيفة أن النفط يؤثر ويشعل حروباً على كلتا الحالتين ـ عندما تكون أسعاره عالية وكذا عندما تهبط أسعاره.
ثمن النفط
وتعلق صحيفة «فايننشال تايمز» على وضع المنطقة العربية في ظل الأزمة الحالية، حيث كتب آلان ليفسي إن سعر نفط رخيص له ثمنه على الشرق الأوسط.
وقال إن أسعار نفط رخيصة تعتبر مريحة للدول المتطورة فقد أدى تراجع سعر الديزل لزيادة الطلب عليه في الولايات المتحدة وزيادة الإستهلاك بنسبة 4٪ في العام الماضي.
ويقول الكاتب هنا إن النتائج الإيجابية هذه في الغرب قد تكون مدعاة لأن تعيد السعودية التفكير باستراتيجيتها القائمة على «ضخ نفط كثير وبأي ثمن».
ويوافق الكاتب على ما جاء في صحيفة «الغارديان» عن أن أسعار طاقة منخفضة قد تترك أضرارا مثل الطلب الكبير عليها. وقد أضرت المداخيل القليلة من النفط باقتصاديات مثل السعودية وبقية الدول المصدرة للنفط.
وفي هذا العام سيشهد الإقتصاد السعودي بطئا في النمو لم يشهده منذ عام 2009 وبعجز في الدخل القومي العام بنسبة 15٪. ونتيجة لهذا فسيعاني الطلب على النفط في الشرق الأوسط. ففي عام 2014 استهلكت المنطقة 9 ملايين برميل نفط في اليوم حسب «برتيش بتروليوم (بي بي)» واستهلك معظمه في السعودية والإمارات وإيران. وتستهلك الصين التي تعتبر ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم 11 مليون برميل في اليوم. ويتم حرق مليون برميل نفط كل يوم في الشرق الأوسط لتوليد الطاقة.
وسيؤدي بطء النشاط الإقتصادي إلى التقليل من انتاج الطاقة واستهلاك النفط. والطلب على النفط في الشرق الأوسط مهم، ففي العقد الأول من القرن الحالي حتى عام 2014 توسع الإستهلاك فيه بشكل سريع أكثر من أي منطقة بما فيها منطقة آسيا والمحيط الهادي. ولم يختلف الإستهلاك والزيادة فيه عن ذلك الذي حصل في الولايات المتحدة والصين. وعليه تقول الصحيفة إن هبوط أسعار النفط دفعت الوزراء السعوديين للتفكير في عرض حصة من شركة أرامكو في البورصة.
ولكن محاولة التقليل من العجز في الميزانية من خلال تخفيض الدعم الحكومي على النفط يعني زيادة ثمنه على المستهلكين. وزادت أسعاره في الشهر الماضي في كل من السعودية والإمارات بنسبة الثلثين.
العراق والأكراد
ليست دول الخليج المتضرر الوحيد من الهبوط المتزايد في أسعار النفط بل أيضاً الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» حسب صحيفة «نيويورك تايمز» والتي قالت في افتتاحيتها إن المسؤولين العراقيين والأمريكيين الذين يقودون حملة عسكرية ضد تنظيم «الدولة» عليهم مواجهة تحد جديد يمكن أن يغير مسار الحرب ألا وهو: هبوط أسعار النفط.
ويواجه إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق دينا عاما بقيمة 18 مليار دولار وهو ما عوق قدرته على دفع رواتب الموظفين وقوات الأمن. وهذا أمر مثير للقلق لأن قوات الأمن الكردية لعبت دورا مهما في وقف تقدم مقاتلي تنظيم «الدولة». وفي الوقت نفسه تحاول حكومة بغداد البحث عن طرق تتجنب فيها عجزا في الميزانية هذا العام.
وحصل المسؤولون العراقيون في العام الماضي على قرض من البنك الدولي بقيمة 1.7 مليون دولار وتوصلوا لاتفاق مع صندوق النقد الدولي يسمح للعراق بالحصول على قروض إضافية. ويعمل العراق على إعادة التفاوض مع شركات النفط العالمية حول شروط التنقيب عن النفط والتي لم تكن في صالح العراق في ظل استمرار هبوط أسعاره. ويسعى العراق للحصول على قرض من الولايات المتحدة بقيمة 2.7 مليار دولار لشراء معدات عسكرية.
وتقول الصحيفة إن مشاكل الميزانية العراقية تثير قلق المسؤولين في واشنطن.
وتطالب الصحيفة بمعالجة مشاكل العراق الإقتصادية مع اعترافها بعدم وجود شهية لدى الأمريكيين لتمويل بلد تم فيه تبذير وسرقة كميات هائلة من الأموال الأمريكية بعد الحملة التي تم التخطيط لها بشكل سيئ عام 2003.
وترى أن تدهور الأوضاع الإقتصادية في البلاد قد يدفع عددا جديدا من العراقيين للانضمام لموجات المهاجرين من الشرق الأوسط مما سيعقد عمليات بناء وإعادة إعمار المدن التي تم استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية.
ونقلت الصحيفة عن السفير العراقي في واشنطن لقمان الفيلي قوله «طلبنا من شركائنا وحلفائنا زيادة مساعداتهم العسكرية». وأضاف في رسالة بالبريد الألكتروني «العراقيون مستعدون للقتال على الأرض ولهذا فنتوقع من المجتمع الدولي أن يزودنا بالدعم العسكري واللوجيستي حتى نشن الحرب بكفاءة».
ليس كالماضي
وترى الصحيفة أن مساعدات مالية كتلك التي قدمتها أمريكا لكل من العراق وأفغانستان في السابق يجب أن تكون خارج التفكير. ويمكن للولايات المتحدة تقديم الدعم الفني ومساعدة الحكومة العراقية على تأمين قروض من المؤسسات الدولية. وتضيف أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي يفرض على العراق القيام بإصلاحات مفيدة على المدى البعيد.
وتضم هذه محاولات لفطم البلد عن اعتماده الكلي على موارد النفط وقطع التبذير في النفقات التي يقوم بها مسؤولو الحكومة. ويفكر العراق في إجراءات فكر فيها قبل فترة بما في ذلك مكافحة الفساد والتقليل من نفقات الدولة على الرواتب وإصلاح نظام الضريبة.
ويقول الفيلي «بطرق أخرى فالتحديات الإقتصادية هي فرصة لترتيب بيتنا الداخلي». وتدعو الصحيفة بغداد لمعالجة الأزمة المالية التي تواجهها حكومة إقليم كردستان. وكانت المنطقة الكردية المكونة من ثلاث مناطق تحصل على حصة من الميزانية العراقية حتى عام 2014 عندما توقفت بغداد عن الدفع بسبب الخلافات حول موارد النفط من حقول الشمال.
ورغم قيام المسؤولين في كردستان العراق بأخذ ودائع من فرعين للبنك المركزي العراقي إلا أن حكومة الإقليم ليست قادرة على دفع الرواتب. وتعترف الصحيفة أن تحقيق تسوية حول الميزانية بين إقليم كردستان وحكومة بغداد لن تكون سهلة لأن الخلاف حول موارد النفط في الشمال لا يزال بدون حل.
ولكن الولايات المتحدة والمنظمات الدولية تبذل جهودها لتخفيف أزمة الميزانية. وتختم بالقول إن السماح باستمرار الخلاف سيعقد حله ويمنح مساحة للتنفس أمام تنظيم الدولة. وتعتبر مكافحة هذا من أولويات الإستراتيجية الأمريكية في العراق.
كارتر متفائل
وكان وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قدم يوم الأربعاء تقييما متفائلا حول الحملة العسكرية في العراق وسوريا.وجاء تقييمه بعد ساعات من خطاب حالة الإتحاد الذي ألقاه باراك أوباما يوم الثلاثاء وتحدث فيه عن إنجازات إدارته.
وأشار إلى إن العملية العسكرية ضد الجهاديين تسير سيرا حسنا وذلك بعد نشر قوات العمليات الخاصة والتي «تولد دائرة من النجاحات الجيدة» ضد التنظيم المتطرف. وتحدث كارتر في قاعدة فورت كامبل – بولاية كنتاكي أمام مجموعة من الجنود قبل سفرهم للعراق. وأثنى كارتر على الجهود التي تقوم بها القوات الأمنية العراقية التي استعادت بدعم من الطيران الأمريكي مدينة الرمادي الشهر الماضي. وأشار وزير الدفاع إلى الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة لقطع خطوط الإمدادات وخنق موارده المالية وتدمير منشآت النفط مما «قيد حركته على الدفاع عنه نفسه أو الهجوم».
وأكد «لم نحقق فقط زخماً ولكن عملنا أكثر من هذا ونقوم بملاحقة تنظيم الدولة في العراق وسوريا على أكثر من جبهة أكثر من أي وقت مضى». وسترسل القوات الأمريكية في الشهر المقبل 500 جندي من الفرقة 101 المحمولة جوا إلى العراق والكويت كجزء من عملية «العزيمة الصلبة».
وفي الربيع المقبل سينضم 1200 جندي للقوات الأمريكية في العراق ومعظمهم سيتولى مهام تدريب القوات العراقية. وأشار كارتر لوجود فرقة واحدة من قوات العمليات الخاصة تعمل إلى جانب القوات الأمنية العراقية. هناك 50 من عناصر الكوماندوز يعملون في سوريا إلى جانب الجماعات المسلحة «رغم أنني لا أستطيع تقديم تفاصيل لكنني أؤكد لكم أن هذه القوات أقامت اتصالات مع قوات جديدة تشاركنا الهدف.
وأقامت خطوط اتصالات جديدة مع الشركاء المحليين المدفوعة والقادرة وحددت أهدافا للغارات الجوية من كل الأنواع».
وأضاف أن القوات الخاصة ساعدت الشركاء المحليين للتركيز على مكامن ضعف تنظيم الدولة خاصة خطوط الإتصالات. وقال كارتر إن الجهود يجب أن تتوجه الآن لاستعادة مدينة الرقة في سوريا والموصل في العراق. وأكد على أهمية الدور الذي يجب أن تلعبه القوات الأمريكية في العمليات العسكرية المقبلة.
قوات النظام تسيطر على بلدة وتقترب من أبرز معاقل الجهاديين في شمال سوريا
دخول الدفعة الثانية من المساعدات إلى بلدة مضايا المحاصرة
عواصم ـ وكالات: سيطرت قوات النظام السوري أمس الخميس على بلدة اعران القريبة من مدينة الباب، أبرز معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في محافظة حلب في شمال البلاد، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «سيطرت قوات النظام السوري الخميس على قرية اعران الواقعة في ريف حلب الشرقي مدعومة بغطاء جوي روسي بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة الاسلامية». وتقع البلدة على بعد عشرة كيلومترات جنوب مدينة الباب.
وأوضح أن قوات النظام بعد سيطرتها على اعران «باتت للمرة الأولى منذ العام 2012 قريبة بهذا الشكل من مدينة الباب» التي تعرضت الخميس لقصف من طائرات حربية «يعتقد أنها روسية» بحسب المرصد، ما أدى إلى مقتل اربعة اشخاص على الاقل. وسيطرت الفصائل المعارضة في تموز/يوليو 2012 على مدينة الباب التي تبعد نحو ثلاثين كيلومترا عن الحدود التركية، قبل ان يتمكن تنظيم «الدولة الاسلامية» من السيطرة عليها في العام 2013.
وتسعى قوات النظام وفق عبد الرحمن، إلى فصل مناطق سيطرة الجهاديين في حلب عن مناطق سيطرتهم في الرقة (شرق)، معقلهم الرئيسي في سوريا. وأحصى المرصد مقتل 63 عنصرا من تنظيم «الدولة الاسلامية» جراء الضربات الروسية التي تتعرض لها مدينة الباب منذ السبت.
وبدأت موسكو في 30 ايلول/سبتمبر حملة جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تقول إنها تستهدف تنظيم «الدولة الاسلامية» ومجموعات «إرهابية» اخرى. وتتهمها دول الغرب ومجموعات المعارضة باستهداف الفصائل التي يصنف بعضها «معتدلاً» أكثر من تركيزها على الجهاديين .وتمكنت قوات النظام من تحقيق انجازات ميدانية عدة على أكثر من جبهة في الأشهر الثلاثة الأخيرة نتيجة الدعم الروسي. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 260 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح ولجوء اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
إلى ذلك دخلت شاحنات محملة بالدفعة الثانية من المساعدات الانسانية عصر الخميس إلى بلدة مضايا السورية التي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ ستة أشهر، وفق مراسلة لوكالة فرانس برس في البلدة.
وقال المصدر إن ست شاحنات على الأقل محملة بالمساعدات عليها شعار الهلال الاحمر السوري دخلت عند الخامسة والربع عصرا إلى بلدة مضايا، في ريف دمشق، في خطوة هي الثانية من نوعها هذا الأسبوع بعد دخول قافلة أولى الثلاثاء. وتؤوي مضايا نحو 42 ألف شخص ومن المقرر استكمال دخول 44 شاحنة مساعدات أخرى أمس.
وذكرت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ«حزب الله» اللبناني الذي يقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام، أن ثلاث شاحنات محملة بالمساعدات دخلت إلى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب في الوقت ذاته.
ويعيش نحو عشرين ألف شخص في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المقاتلة والاسلامية منذ الصيف الماضي. ومن المقرر دخول 17 شاحنة إلى الفوعة وكفريا اليوم وفق اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سوريا.
وتشكل مضايا مع مدينة الزبداني المجاورة والفوعة وكفريا أربع مناطق تم التوصل فيها إلى اتفاق في ايلول/سبتمبر بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة باشراف الامم المتحدة. وينص الاتفاق على وقف لاطلاق النار وايصال المساعدات واجلاء الجرحى والمقاتلين يتم تنفيذه على مراحل.
ودخلت الثلاثاء الدفعة الأولى من المساعدات إلى مضايا والفوعة وكفريا. وتخطط الأمم المتحدة لإدخال دفعة ثالثة من المساعدات في الأيام المقبلة وكذلك إلى الزبداني.
حملة اغتيالات تستهدف قيادات في «أحرار الشام»
عبد الله العمري
اسطنبول ـ «القدس العربي»: رجح مصدر مقرّب من حركة «أحرار الشام» أن تكون الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها بعض أجنحة الحركة بعزل الذين يحملون «فكراً سلفياً» من المراكز القيادية في الحركة، هي السبب وراء حملات الاغتيالات المنظمة التي شهدتها الحركة.
وقال المصدر في تصريح خاص بـ «القدس العربي»، إن «حراكاً أمنياً داخل الحركة بدأ منذ عدة أيام بسبب تكرر عمليات الاغتيال لقيادات من الحركة في ظروف غامضة، بدأت تثير شكوك العديد من القيادات لا سيما أن الخلاف الفكري وعزل كل من يحمل توجهاً سلفياً من المراكز القيادية سبق حملة الاغتيالات»، وأضاف أن ذلك «يضع الكثير من علامات الاستفهام حول حقيقة ومغزى تلك الاغتيالات».
وذكر المصدر، أن أمير «لواء الحق»، أبو راتب الحمصي، عُين أميراً لحركة «أحرار الشام» في محافظة حمص بعد «بيعته» للحركة، وهو معروف بتوجهه السلفي تمَّ اغتياله قبل ما يقارب اسبوعين، ويُذكر أنه أصدر بياناً يؤيد فيه هجمات باريس التي تبناها تنظيم «الدولة» وهو البيان الذي تحفظت عليه قيادات «أحرار الشام» ثم قامت بحذفه دون أن توضح أسباب ذلك.
وأضاف أن اغتيال أبو راتب الحمصي سبقته عدة حوادث مماثلة لقيادات وأئمة مساجد وخطباء في ريف حمص الشمالي على يد «مجهولين يستقلون دراجة نارية وهي الطريقة نفسها التي تم اغتياله بها»، حسب قوله. وانتقد قيادة الحركة التي «لم تحقق بمثل هذه الاغتيالات بشكل جدي»، مضيفاً، أن اغتيال الحمصي «مر مرور الكرام» حسب تعبيره، وأكد المصدر أن «الواقع الأمني للحركة شهد صدمة كبرى بعد عملية اغتيال أدت لإصابة أحد أبرز القيادات في الحركة والمسؤول الأمني فيها، أبو طالب ابلين، في كفر حايا بريف إدلب عن طريق عبوة ناسفة الأمر الذي جعل الشك يتسلل لنفوس العديد من القيادات حول حقيقة هذه الحملة، مما زاد منسوب الاحتياطات لدى القياديين، ودفعهم إلى تغيير مقراتهم بشكل مستمر».
ونفى أن تكون تلك الاغتيالات من نتائج الخلافات بين الفصائل السورية، مؤكداً على أن هناك من «ينفذ عملية تصفية لتوجهات معينة داخل الحركة؛ الغرض منها ردع أي محاولة لانشقاق، او استقلال الألوية التي تعد حركة أحرار الشام إطاراً تحالفياً تجتمع تحت اسمه هذه الألوية».
وأعرب عما سماه «شكلاً من أشكال الغموض الذي يدور حول تلك العمليات المنظمة التي قد لا تنتهي إلا بتفريغ الحركة من محتواها واستبداله بمحتوى لا يملك إلا الانصياع للأوامر الخارجية، وإملاءات الجهات الممولة التي تضغط لقبول الحركة بعملية سياسية على مقاسات تخدم جهات خارجية»، حسب قوله رافضا تسميتها بالإسم.
وذكر، أن أبو راتب الحمصي، «معروف بتوجهه السلفي ورفضه لكل الصفقات التي جعلت من دور الحركة العسكري مرابطة على الجبهات والمناورة بالمعارك من أجل مكاسب سياسية من تحت الطاولة»، وتساءل عن «السر الذي يقف وراء اغتيال أغلب الذين يدعون لوحدة الفصائل وكسر الخطوط الحمراء الموضوعة على القتال في منطقة أو أخرى لا ترغب الجهات الممولة بفتح جبهات فيها»، كما قال.
وكشف عن «توجه يرى ضرورة التركيز على الجهد العسكري لاسقاط النظام، وآخر يرى تجميد جبهات القتال والوقوف في انتظار براميل بوتين وبشار الأسد»، حسب تعبيره، مستطرداً ان كل ذلك «يأتي إرضاءً للجهات الممولة التي فرضت على الحركة بشكل ما انتظار المجتمع الدولي وتوافقاته والانصياع لها خاصة مؤتمر فيينا».
وختم حديثه بالقول «لا يمكن لنا أن نطارد أبناءنا الذين نزفوا من دمائهم الكثير من أجل عزة أهلهم وكرامتهم إذا ما تركوا الحركة وتوجهوا لجبهة النصرة وجند الاقصى والدولة الاسلامية لنرتمي بأحضان تسويات المجتمع الدولي وتنفيذ أجندات إقليمية تفرض عليهم الجلوس والتفاوض والقبول بشراكة مع نظام بشار الأسد في إدارة سوريا المستقبل»، حسب تعبيره.
جبل التركمان يدخل «العناية المشددة» ميدانياً… دمشق تستعد لمعركة الحدود وأنقرة تراقب
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي»: حَسم الجيش السوري معارك ريف اللاذقية الشرقي الشمالي لصالحه بعد مئة يوم من الدعم الجوي واللوجستي الروسي وأطبق قبضته على ما يُعرف بـ»جبل الأكراد»، وآخر المحطات كانت قرية سلمى التي طُويت صفحتها عسكرياً.
ولا يبدو «أبو وليد الشيشاني» قائد تنظيم «جند الشام» محظوظاً في جبهته التي تعصف بها القاذفات الروسية، وهو الذي يعرف جيداً درجة العناد الروسي في هكذا حروب.
انكفأ أبو وليد نحو «بلدة ربيعة» على الشريط الحدودي مع تركيا، الأراضي التركية من خلفه والجيش السوري وقنابل السوخوي من أمامه.
زعيم «جند الشام» اعترف بعدم قدرته على وقف تقدم الجيش السوري في ريف اللاذقية. وسيستفيد الجيش السوري من مكتسباته السابقة على الشريط الحدودي شمالاً، للسيطرة على كسب والنقطة 45 الاستراتيجية وتلة النسر وغيرها من المواقع البارزة التي ستساعده للتقدم نحو ربيعة، من الآن فصاعداً ستكون معارك الجيش السوري في حزام ما يُعرف بـ«جبل التركمان» الذي من المفترض أنه دخل العناية المشددة ميدانياً بعد السيطرة على قرى وبلدات جبل الأكراد، وتفيد المصادر الميدانية بأن أي خطوات ميدانية تركية مواكبة لم تُلحظ حتى الآن وأن الطرف التركي العسكري يراقب بقلق التطورات الأخيرة في جبهة سلمى.
تقول المصادر أيضاً إن القوات السورية المنتشرة والمتأهبة على الشريط الشمالي هي بالكامل من الجيش النظامي (القوات الخاصة، وقوات البحرية) مضافة إليها وحدات من المخابرات العسكرية وأنها تملك خبرة في التعاطي الميداني مع الشريط الحدودي التركي وحساباته سياسياً وعسكرياً تجاه أنقرة
التدهور الأمني في درعا السورية يسجل أرقاماً قياسية في حوادث السرقة والخطف والاغتيال
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي» شهدت معظم المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في محافظة درعا العديد من حوادث التفجير والخطف والسرقة، فضلاً عن انتشار ظاهرة الاغتيالات بشكل كبير طيلة العامين المنصرمين، والتي استهدفت نشطاء بارزين من الحراكين المدني والعسكري في تلك المناطق، في ظل عدم نشر معظم الفصائل المقاتلة حواجز تفتيش على مداخل ومخارج المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويؤكد ناشطون أن معظم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة والتي تعجُّ بالمدنيين تعاني من افتقارها لحواجز تفتيش في محيطها، ودوريات حماية داخلية ضمن شوارعها وأحيائها، فيما تقتصر وظيفة الحواجز المنشورة على مداخل بعض المدن والقرى الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة على إبراز سلطة الفصيل المسيطر على المنطقة دون التدقيق في معظم السيارات أو الأشخاص المشبوهين مع السَّماح لمرور الجميع في معظم الأوقات دون تفتيش، كما أقدمت بعض الفصائل العسكرية في المحافظة مؤخّراً على سحب حواجز تابعة لها من مداخل بعض المدن والقرى رغم أهميتها ومواقعها الاستراتيجية، تخوُّفاً من استهداف قوات النظام لها بالسيارات المفخَّخة أو طيرانها الحربي.
وفي حديث مع يوسف الزعبي أحد عناصر الحواجز التابعة لجيش اليرموك في بلدة صيدا، أوضح لـ «القدس العربي» مصاعب نشر الحواجز العسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وقال «فضلاً عن استهداف قوات النظام لحواجزنا العسكرية، فإننا نُعاني في كثير من الأحيان من عدم التزام بعض الأهالي بالوقوف عند حواجزنا بهدف تفتيش سياراتهم والتحقق من هوياتهم، وعدم تفهمهم لضرورة هذه العملية عند المرور، حتى وصل الحال بالبعض إلى التململ منا وشتمنا عندما نقوم بإيقافهم بهدف الاستفسار عن الثبوتيات الشخصية وتفتيش مراكبهم، فيما لا يزال يرفض آخرون الوقوف عند حواجزنا أو حتى فتح نوافذ سياراتهم (الفيميه) مما يحجب رؤية من في السيارات».
وأكدَّ يوسف أنّ مشاهد الخطف والتفجيرات لا تتم في معظم الأحيان بالقرب من الحواجز العسكرية، مشيراً إلى أن عناصر الحاجز لا يستطيعون ترك حواجزهم الثابتة عند سماع صوت تفجير أو إطلاق نار قريب منهم، في حين يعمد من ينفذ هذه الأفعال إلى الهروب من خلال طرق فرعية أو زراعية تنتشر بكثافة في محيط قرى المحافظة، مما يُصعّب عملية نشر الحواجز العسكرية في جميع تلك الطرق المتفرعة عن مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة.
من جهة أخرى، يؤكد ناشطون أنَّ الانفلات الأمني الذي تشهده معظم مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في درعا ساهم إلى حد كبير في انتشار السرقات، والتي طالت مؤخَّراً منازل خالية من السكان ومحال تجارية إضافة إلى دراجات نارية، فضلاً عن مظاهر قطع الطريق التي لازمت في الآونة الأخيرة العديد من الطرق الواصلة بين القرى والبلدات المحررة في ساعات الليل المتأخرة، فيما شهدت بعض المنظمات والهيئات الثورية حوادث تخريب وسرقة، فسرقت آليات وسيارات إسعاف من مركز الدفاع المدني السوري الواقع في بلدة تسيل في ريف درعا الغربي تقدر قيمتها بما يزيد عن 15 ألف دولار امريكي، كما تعرض مشفى الشهيد كاظم أبازيد الميداني في درعا البلد لسرقة بعض التجهيزات الكهربائية منه، ما تسبب في تعليق عمل المشفى طيلة أسبوع كامل.
أحمد المسالمة أحد سكَّان درعا البلد، قال لـ «القدس العربي» «إنَّ غياب الرقابة الأمنية ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وفّر بيئة خصبة للصوص والنشّالين» حسب قوله، ويتابع: «شهدت أحياء مدينة درعا في الآونة الأخيرة انتشار حالات السرقة إلى حد كبير، والتي شملت منازل المدنيين النازحين إلى السهول والمزارع المحيطة بالمدينة هرباً من القصف، إضافة إلى عشرات الدراجات النارية المركونة أمام المنازل والمحال التجارية، في ظل عجز الفصائل المقاتلة في المدينة عن حماية ممتلكات المدنيين على الرغم من تجوال السارقين في الشوارع، وبحثهم عن المنازلة الخالية من السكّان لسرقتها بشكل علني».
في السِّياق، وجّه الشيخ أبو يونس كلمات غاضبة خلال خطبة الجمعة في مسجد الحسين في حي طريق السد في درعا الشهر الفائت، ندد فيها بتدهور الوضع الأمني في المدينة، وانتشار عمليات الاغتيال والسَّرقة في أحيائها بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، واشتكى خلالها من غياب قوانين ترمي إلى حماية المدنيين، وتوجُّه معظم الفصائل المنتشرة في المدينة نحو إبراز فصائلهم وتعزيز مواقعهم وقواتهم ليكونوا في حالة الجاهزية عند المواجهة مع فصيل آخر، كما اتَّهم فصائل الجيش الحر بتعريض مناطق تجمُّع المدنيين للخطر بخلافاتهم وتشرذمهم.
وطالب الفصائل المقاتلة بتحمُّل مسؤوليتها في ضبط الأحياء السكنية، من خلال تشكيل لجان حراسة مشتركة تتلخَص مهمتها بوضع حواجز عسكرية على مداخل ومخارج المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وتشكيل مجموعات شرطة مهمتها تسيير دوريات راجلة بين الأحياء السكنية في أوقات الليل، إضافة إلى حراسة المواقع الحيوية والمنشآت والمؤسسات العامة، وذلك لحمايتها من عمليات الخطف والاغتيال والنهب والتخريب، مُعتبراً أن «حماية المدنيين أحد أهم أسباب نشوء الفصائل المقاتلة».
تجدر الإشارة إلى انتشار حالات الخطف من قبل بعض المجموعات المسلحة لعدد من الأعيان وبعض الأغنياء والشخصيات البارزة في المحافظة بهدف قبض مبالغ مالية طائلة مقابل فك أسرهم، كان آخرها حادثة خطف الدكتور يعقوب العمار رئيس مجلس محافظة درعا، والذي خُطف في 28 من كانون الاول/ ديسمبر العام الفائت بعد أربعة أيام من انتخابه لدورة جديدة من دورات رئاسة مجلس المحافظة، وبحسب الشيخ مطيع البطين رئيس المجلس الأعلى لمجلس قيادة الثورة في سوريا فقد طالب الخاطفون الشيخ بتأمين مبلغ مليون دولار لقاء إطلاق سراح الدكتور يعقوب العمار، مشيراً إلى أنه تلقى رسالة صوتية من الخاطفين يُناشد فيها الدكتور يعقوب أهالي المحافظة السعي لإطلاق سراحه.
سلمى التي سقطت
بشار جابر
لم يكن غريباً أن تسقط بلدة سلمى في ريف اللاذقية، ولا أن تنسحب المعارضة السورية منها ممثلة بـ”الفرقة الأولى الساحلية” و”جبهة النصرة”، بعد القصف الروسي العنيف الذي استمر لأسبوعين من دون أي مواجهات برية. الغريب أن احتفالات النصر قد تأخرت في مدينة اللاذقية. فبلدة سلمى العصية لسنوات أمام قوات النظام والمليشيات، باتت متاحة وبسهولة، مقارنة مع محاولاتها السابقة.
تأخر احتفال موالd النظام في مدينة اللاذقية بالنصر على المعارضة. فالعادة جرت على أن يسبق أي انتصار لقوات النظام بالقرب من الساحل، أصوات سيارات الإسعاف المتواترة، وزخات من الأعيرة النارية المتراشقة من كل صوب، كإخطارٍ عن ضحايا قُتِلوا في الريف القريب. إلا أن معركة سلمى انتهت فجأة، وتأخرت كثيراً عوارض التصديق.
سقطت سلمى، لا على يَدِ مقاتلي الساحل العلويين، والمليشيات الأجنبية الشيعية، ولا قوات النظام، بل بفعل الطائرات الروسية، التي لم تهدأ فوق المدن الساحلية منذ بدء المعركة. وما أن تم تأكيد دخولها، حتى فتح الموالون أعيرتهم النارية فرحاً وابتهاجاً، واخترقت مواكب السيارات الأمنية المدينة في جو كرنفالي عسكري مُرعب. هذا التغيير الكبير على مشارف مناطق العلويين، سيغيّر وجه الحياة اليومية لهم، ويقدم لهم طمأنينة ما. بسقوط سلمى قدمت روسيا أول هدية للعلويين، ما يرفع من شأن تدخلها كثيراً. في مقابل ذلك، رُفعت أعلام روسيا على واجهات البيوت وفي الاحتفالات السيّارة التي قادها الموالون.
قد تكون بلدة سلمى والأرياف المُحيطة بها من أكثر المناطق التي تضررت من جراء القصف، إلا أن الضرر البشري الأكبر كان لأبنائها والمنحدرين منها النازحين إلى اللاذقية أو جبلة. ففي مدن الساحل تعرّض أهل سلمى، من السنّة، لحملات انتقامية كبيرة بسبب قرابتهم مع مقاتلي المعارضة في جبل الأكراد، بشكل ممنهج. ما يهيئ مستقبلاً لتغيير ديموغرافي في المنطقة.
في منطقة كسب الحدودية مع تركيا، التي يسكنها الأرمن، سارعت كنيستها للتوسط مع الرئيس السوري بشار الأسد، مباشرة، لإخراج الشبيحة منها، بعدما انسحبت منها المعارضة. ولم تخرج قوات “الدفاع الوطني” من كسب إلا بعد أن نهبتها بالكامل. أهالي كسب كانوا قد أكدوا سلامة ممتلكاتهم حينما زاروها بعد انسحاب المعارضة. أما سلمى، فلا شفاعة لها اليوم، إذ يُمنع أهلها من زيارتها، ويخضعون لإجراءت أمنية مشددة، بعدما أغلقت قوات النظام و”الدفاع الوطني” الطريق على الأهالي للعودة إلى المناطق التي انسحبت منها المعارضة. أهل سلمى، لم يحاولوا في الأصل العودة إليها، لأن الانتماء لها، عارٌ، بحسب مفهوم الأغلبية العلوية في الساحل.
في الحرب الأهلية السورية، سهّل النظام حالات الانتقام والثأر الأهلي، ويصب في مصلحته منع أهل سلمى من استعادة أرضهم. لا بل إن النظام، ومنذ سيطرة المعارضة المسلحة على سلمى، سارع لضرب أهلها في مدن الساحل، وقُتل تحت التعذيب المئات منهم، ودفع بالآلاف منهم إلى هجر سوريا إلى تركيا ومنها إلى أوروبا. ولذلك الهدف، يُركزُ النظام على جهود مليشيا “الدفاع الوطني” في البر على حساب قوات الجيش، فتكون المناطق المستولى عليها من المعارضة، تحت إمرة الحالة الأهلية العلوية، ما يُعقّد عملية استعادة الأهالي لسلمى.
هدوء الجبهات، لفترات طويلة، في أرياف اللاذقية الشمالية والشرقية، كان يُعوّض بقضم الملكيات للأهالي السنة، وإفراغ أي معنى لرغبتهم في العودة إلى ديارهم المهدومة.
ومن هنا تكون طبيعة احتفال علويي الساحل، بسقوط سلمى، مضخمة؛ فذلك يتضمن تنظيف التخوم من “الآخر” المسلح، والانتقام لآلاف العلويين الذين قضوا في قتال المعارضة. كما أن السيطرة على منطقة استراتيجية مهمة كسلمى، يتيح قصف مناطق المعارضة بالمدفعية، ذات التكاليف الأخفض من سلاح الطيران، ما يمثّل فرقاً لروسيا التي باتت تحمل عبء إنقاذ الأسد ونظامه. والأهم من ذلك، فإن إيجاد موطئ قدم هجومي، لمليشيات أهلية ألفت الحرب، وعممتها، لا يضر بها الاستيلاء على أراض الغير، واستملاكها.
سقوط سلمى هو بداية لمشروع أكثر عمقاً، يريده النظام، وينفذه تحت حماية جوية لمليشيات تستولي على أرض السوري المختلف مذهبياً، بحجة مكافحة “الإرهاب”. ويكتمل المشهد مع قتل الأجهزة الأمنية وتهجيرها للأهالي كي ينسوا ما كان يوماً لهم. وما يجري اليوم في ريف دمشق وحمص، من “مصالحات” تقود إلى تغييرات ديموغرافية مدروسة، قد لا ينفع في ريف اللاذقية. ففي اللاذقية، يتوجب على الاحتفال بالنصر على المعارضة، أن يُسبق بثقافة الإبادة. ما يُحتم تلك النتيجة المرعبة: لا سلمى بعد اليوم.
أكراد وعرب يريدون المشاركة في مفاوضات جنيف
التقوا بمسؤولين روس في جنيف
التقى مجلس سوريا الديمقراطية، الذي يضم عربًا وأكرادًا، بمسؤولين روس للبحث في الحل السياسي في سوريا، وكيفية تمثيل الأطراف جميعها في مفاوضات جنيف القادمة.
بهية مارديني: قال ابراهيم ابراهيم، المسؤول في المركز الاعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي في أوروبا، لـ “إيلاف”، إن اجتماع ممثلية الخارج في مجلس سوريا الديمقراطية، الذي عقد يومي 9 و10 كانون الثاني (يناير) 2016 في جنيف، كان تنظيميًا أكثر منه سياسيًا.
تنظيم صفوف
أضاف ابراهيم: “أنه محاولة لتنظيم صفوف المجلس في جميع انحاء العالم، والتعارف بين مجموعة الأحزاب والكتل والشخصيات المنضمة إلى المجلس، وهذا بحد ذاته مهم جدًا للانطلاق، لأمرين إذ تبين فعلًا أن هناك قبولاً جماهيرياً ومؤيدين كثراً في الخارج، وهذا يستوجب آلية تنظيمية للعمل ومواجهة المرحلة الخطيرة التي يمر بها شعبنا السوري، اضافة إلى ضرورة التحضير لمواجهة الاستحقاقات السورية القادمة”.
وأكد ابراهيم أن هذه الاستحقاقات ليست محصورة بمؤتمر جنيف-3 على الرغم من اهميته التاريخية بالنسبة إلينا، “بل المهم أن يكون مؤتمر جنيف نقطة تحول في مسار الحرب السورية التي دمرت البلاد والعباد، وهذا يحتم مشاركة كل القوى المؤثرة على الساحة السورية، والتي تملك مشروعًا وطنيًا ديمقراطيًا وتؤمن بسوريا ديمقراطية برلمانية لا مركزية، ومنها بالدرجة الاولى ممثلون عن الادارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا، وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل أكبر قوة عسكرية على الارض السورية في مواجهة الارهاب والأحزاب التي تملك قوة جماهيرية مؤثرة”.
وقف التدخل
وهاجم ابراهيم التدخلات الخارجية، وقال لـ”إيلاف”: “إذا استمر التدخل الاقليمي العربي عبر رجالهم في الائتلاف االسوري، والادعاء بتمثيلهم المعارضة السورية، سيفشل جنيف-3 تمامًا، لذلك يجب أن يعي المجتمع الدولي ذلك ويضغط على هذه الدول لوقف تدخلها في الشأن السوري، وفرض اجنداته البعيدة عن قيم الشعب السوري”.
وأضاف: “إذا أصرت القوى المعادية للديمقراطية في الاقليم وفي سوريا، وضمنها الائتلاف الوطني، مصادرة قرار الشعب السوري عبر دعم تركيا لها والادعاء بأنها الوحيدة التي ستمثل المعارضة، سنكون وقتها غير ملزمين بأي قرار يصدر عن هذا المؤتمر، وسنستمر في ثورتنا وفي محاربة الارهاب”.
بالنسبة إلى لقاء مجلس سوريا الديمقراطية بغينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، وبألكسندر فيرشينين مسؤول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية، قال ابراهيم: “دار البحث حول الحل السياسي للأزمة السورية وفق قرار مجلس الأمن 2254، مع تأكيدنا أن تكون الأطراف السياسية ممثلة جميعًا على طاولة المفاوضات في جنيف أواخر كانون الثاني (يناير) الجاري، وبحقوق متساوية سعيًا إلى حل الأزمة السورية والانتقال إلى سوريا ديمقراطية مدنية”.
وكان سمير عيطة، المسؤول في المنبر الديمقراطي، التقى أيضًا بهؤلاء المسؤولين في جنيف.
تحركات حجاب
في إثر اجتماعه مع وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الثلاثاء، أكد رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري السابق المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، أن المعارضة على أتم الاستعداد للمشاركة في عملية سياسية تفضي إلى إنشاء هيئة حكم انتقالي، تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية، من أجل إقامة نظام تعددي يمثل كافة أطياف الشعب السوري، من دون أن يكون لبشار الأسد وأركان ورموز نظامه مكان فيه أو في أية ترتيبات سياسية قادمة.
أضاف حجاب: “أكدنا لشتاينماير ضرورة توفير المناخ الآمن لانطلاق المفاوضات، بمطالبة القوى الخارجية التي تتقاتل في سوريا بوقف إطلاق النار، والتزام المادتين (12) و(13) من قرار مجلس الأمن (2254)، خصوصًا في ما يتعلق بفك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة، وتمكين الوكالات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى جميع من هم في حاجة إليها، والإفراج عن جميع المعتقلين، ووقف عمليات القصف الجوي والمدفعي والهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية، وغيرها من إجراءات حسن النية وبناء الثقة.
وأكد حجاب لشتاينماير أن الهيئة العليا للمفاوضات تنطلق من ضرورة الفصل بين المسار الإنساني الذي يتعين على الجميع الالتزام به وفق القرارات الدولية من دون قيد أو شرط، وبين المسار السياسي الذي يجب الدفع به من خلال إقناع الدول الحليفة للنظام بضرورة وقف القتال وسحب الميلشيات الأجنبية والمرتزقة، والتقيد بالقوانين الدولية التي تمنع قصف المناطق الآهلة بالسكان”.
جدوى التفاوض
أضاف حجاب: “عبرت لشتاينماير عن شكوكي من جدوى التفاوض مع نظام فاقد للسيادة، تقلص وجوده إلى 18 بالمائة فقط من الأراضي السورية، وفقد السيطرة على معظم المعابر الحدودية وطرق الإمداد والمواصلات، في حين يعيش نصف الشعب السوري خارج نطاق سيطرته، وتقوم قوى دولية وميلشيات عابرة للحدود بالقتال نيابة عنه”، مؤكدًا ضرورة تعاون المجتمع الدولي للتوصل مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى المناطق المتضررة، حيث يقيم نحو خمسة ملايين سوري كلاجئين في دول الجوار، ونحو 6 ملايين نازح يقيمون في مناطق لا تتبع لسيطرة النظام.
وأشار حجاب إلى أن زيارته هذه تأتي ضمن الجهود التي تبذلها الهيئة العليا للمفاوضات لإقناع المجتمع الدولي بتأمين أجواء تفاوضية مناسبة عبر وقف القتال، وإيجاد آلية إشراف دولية لضمان التزام مختلف الأطراف بذلك، والعمل على خروج كافة القوى الأجنبية، وتأمين المعابر الحدودية وطرق الإمداد، وتوفير المناطق الآمنة، وإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة، وغيرها من الملفات التي أصبح أغلبها خارج سلطة النظام.
قوى كردية وسريانية لإيجاد صيغة مشتركة لإدارة القامشلي
بعد اشتباكات أسفرت عن قتلى
بهية مارديني
طالب مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان في مدينة القامشلي كل القوى والميليشيات المتواجدة في المدينة بالتوحد، “لأن العمل المنفرد سيقود حتمًا إلى حرب لا نهاية لها”. وناشد القوى السياسية والعسكرية العمل على إيجاد صيغة مشتركة لإدارة المنطقة وصيانتها من الفوضى و”الإرهاب”.
بهية مارديني: أفاد المرصد الآشوري لحقوق الإنسان في مدينة القامشلي السورية بأن اشتباكات عنيفة اندلعت في ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء الماضي بين عناصر مكتب الحماية السريانية (السوتورو) التابعة لقوات الدفاع الوطني الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقوات الأمن الأسايش التابعة للإدارة الذاتية الكردية، وذلك “في حي الوسطى ذي الغالبية المسيحية وسط مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا”.
وطالب جميل دياربكرلي، مدير المرصد في تصريح لـ”إيلاف”، الجميع “بالاحتكام إلى لغة العقل، والابتعاد عن لغة السلاح، التي لن تخدم السلم والاستقرار الأهلي في مدينة القامشلي السورية، التي تقوم على التنوع والتعدد الديني والقومي، وخصوصًا أن هذه الاشتباكات وما سيتبعها ستلعب دورًا في تهجير القلة الباقية من الكلدان السريان الآشوريين المسيحيين في المدينة، إضافة إلى زيادة حالات التسلح والانتشار العشوائي للميليشيات المحلية المسلحة وغير المنضبطة”.
التشارك يحمي
وقال: “رسالتي إلى كل القوى والميليشيات العسكرية المتواجدة في القامشلي بأن هذه المدينة لا تستطيع إدارتها أية ميليشيا أو قوة منفردة ووحيدة، بل على العكس، ستقود المنطقة إلى حرب لا نهاية لها”. وشدد على “كل القوى السياسية والعسكرية العمل على إيجاد صيغة مشتركة لإدارة المنطقة وصيانتها من الفوضى والإرهاب”.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عنصر من عناصر مكتب الحماية السوتورو، وهو: كابي هنري داوود، كما جرح عدد من المقاتلين من السوتورو والأسايش، وقد تم نقلهم إلى مشافي المدينة، وحالتهم الصحية مستقرة.
فيما قالت القيادة العامة لقوات الأسايش في بيان: “إن حصيلة الاشتباكات أسفرت عن مقتل اثنين من قوات السوتورو، وجرح خمسة آخرين، فيما أصيب اثنان من قوات الأسايش بجروح طفيفة، حسب ما أفاد الطبيب المشرف على علاجهما”.
وأكد البيان إقدام السوتورو على قطع الطريق وإقامة الحواجز ومضايقة المدنيين واستفزازهم في حي الوسطى، الأمر الذي دفع قوات الأسايش إلى رفع الحواجز والسواتر في الحي.
قسما السوتورو
وأشار البيان إلى رد ميليشيات السوتورو بإطلاق الرصاص الحي على الأسايش، ما أدى إلى احتدام شدة الاشتباكات بين الطرفين، واستمرارها حتى ساعات الفجر من صباح الثلاثاء. واللافت أن قسمًا من قوات السوتورو السريانية تابع للنظام السوري، فيما القسم الآخر يعمل تحت لواء قوات الأسايش الكوردية التابعة للإدارة الذاتية الكردية.
وأفادت مصادر المرصد الآشوري بأن الاشتباكات العنيفة جاءت نتيجة قيام مكتب الحماية (السوتورو)، يوم الاثنين الماضي، بإغلاق جميع مداخل حي الوسطى بالحواجز والمتاريس، وترك منفذين فقط للدخول والخروج، يكونان تحت سيطرتهم المباشرة، وذلك خشية من تكرار عمليات “إرهابية” كتلك التي استهدفت مسيحيي المدينة مساء يوم 30 كانون الأول (ديسمبر) 2015، وكانت قد أسفرت عن سقوط 17 قتيلاً وعشرات الجرحى.
إلى ذلك أكد المرصد الآشوري لحقوق الإنسان في سوريا أن تنظيم داعش أطلق سراح 16 آشوريًا، بينهم ثمانية أطفال، كانوا محتجزين لديه منذ عام تقريبًا خلال هجومه على منطقة الخابور في ريف الحسكة الغربي.
تحرير مختطفين
ونقل المرصد عن مصادره في الحسكة أن عملية إطلاق سراح المختطفين جاءت نتيجة سلسلة الجهود والمفاوضات الحثيثة، التي تقوم بها أسقفية سوريا لكنيسة المشرق الآشورية، برئاسة المطران أفرام أثنيل، الذي كان في استقبال المختطفين في تل تمر، وقد أثمرت هذه المفاوضات خلال الأسابيع الماضية إطلاق سراح أربع دفعات من المخطوفين الآشوريين المسيحيين. وقد وصل المختطفون المفرج عنهم إلى بلدة تلّ تمر ظهر الخميس، حيث كان باستقبالهم الأسقف أفرام أثنيل راعي أبرشية سوريا لكنيسة المشرق الآشورية.
وكانت الدفعة الأولى أفرج عنها بتاريخ 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، وعددهم 37 مختطفاً، والثانية: بتاريخ 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، وعددهم 10مختطفين، والثالثة بتاريخ 9 كانون الأول (ديسمبر) 2015، وعددهم 25 شخصاً، جميعهم من رجال، مع وجود طفلين بينهم. بينما الدفعة الرابعة أطلق سراحها في يوم عيد الميلاد بتاريخ 25 كانون الاول ( ديسمبر) 2015، وعددهم 25 شخصاً، بينهم 16 طفلًا. وبحسب المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، فإن التنظيم لا يزال يحتجز 64 مختطفًا من قرى وبلدات الخابور الآشورية، بينهم نساء وأطفال.
ابرز ضباط النظام السوري يخرج بتصريح مثير!
بعد ايام من تكريمه من قبل روسيا
جواد الصايغ
أطلق سهيل الحسن، احد ابرز ضباط النظام السوري، نظرية جديدة اطلق عليها الناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، نظرية “اللاشعور”.
جواد الصايغ: إنشغل الناشطون السوريون، على مواقع التواصل الإجتماعي، بالشريط المصور الذي ظهر فيه العقيد في الاستخبارات الجوية السورية، سهيل الحسن، الملقب بالنمر، متحدثًا عن “اللاشعور”.
وبينما سخر انصار المعارضة السورية من ظهور النمر الذي اطلق عبارات غير مترابطة، وغير مفهومة، طالب أنصار النظام بضرورة حصر المقابلات التلفزيونية بالناطق الرسمي للمؤسسة العسكرية، مشيدين في الوقت نفسه بالمعارك التي يخوضها الحسن.
تكريم الروس له
ظهور الحسن التلفزيوني، جاء بعد ايام قليلة على تكريمه من قبل القوات الروسية، ومنحه ثاني أهم وسام في روسيا الاتحادية، وذلك خلال عرض عسكري، حضره كبار الضباط الروس في القاعدة الجوية بمطار حميميم بسوريا.
البطولات واللاشعور
وقال الحسن في الشريط المصور الذي بثه التلفزيون السوري، “لقد أصبحت البطولات في اللاشعور، وهذا أمر ليس سهلاً على الإطلاق، هو جملة متكاملة، سلسلة من الأحداث الزمنية التي يبنى عليها أشياء كثيرة هي اللاشعور المنظم، المليء بالولاء، المليء بالعطاء، وأنتم تقومون بأعمالكم انطلاقا من اللاشعور بإحساسكم بوطنيتكم بحبكم وولائكم، فكل يوم باللاشعور ترفعون اسم سوريا عاليًا، وترفعون علم الوطن عاليًا، وتسحقون هؤلاء المرتزقة وأسيادهم.”
وأضاف، “يظنون أن كل هذه، كل ما فعلوه شيء صعب، هذا شيء سهل، ليس صعبًا على الشعور العظيم المتجلي بالقيم والمفاهيم الروحية، مما يتجلى في اللاشعور الموجود في ذواتهم من القيم والمفاهيم الروحية العملاقة.”
البيت الحرام وعرين العروبة
وتابع، “بارك الله فيكم، أما الأعمال المدروسة التي تدخل في سياق التخطيط والتنفيذ هي الأعمال الشعورية والتي ندرسها ونوجهكم من أجلها من أجل تنفيذ المهمة، والبيت الحرام يطاف حوله وعرين العروبة هو عرين الأسد”.
اطلالات سابقة
وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها الحسن بهذه التصريحات، إذ سبق له وأن أطلق ما بات يعرف بنظرية العالم بعد تمكن قواته من فك الحصار عن مطار كويرس بالريف الشرقي لمحافظة حلب.
نظرية العالم
وقال الحسن يومها، “على العالم كله أولاً أن يعرف عدو العالم، وعلى من يدعم أعداء العالم أن يعرف أنه ليس من العالم، وإذا كان يظن من يقول غير ذلك فلينتظر منا ولينتظر منهم، أقول منهم أعداء العالم البرهان والدليل.
وأضاف “من يدعم، هل يوجد عاقل أو حكيم في الدنيا يدعم عدو ذاته، فأنت تسألني سؤالاً غريبًا عن أعداء العالم، حربنا مع أعداء العالم، أي عالم، أتسألني وتجعلهم من العالم، وتقول إنهم من العالم؟ لا، أريد أن يكون السؤال واضحاً حتى يكون الجواب واضحًا”.
اتفاق أميركي ـ روسي على مفاوضات “سوريّة” بلا شروط مسبقة
الجبير من لندن: لا نحن ولا إيران على طاولة جنيف
نصر المجالي
أعربت المملكة العربية السعودية عن أملها بانطلاق المحادثات بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة في موعدها المقرر بعد عشرة أيام، على الرغم من التوترات مع إيران.
نصر المجالي: أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في تصريحات في لندن أن المواجهة السعودية مع إيران لن تؤثر على المحادثات السورية “لأن طاولة التفاوض ستكون بحضور ممثلين عن الأطراف السورية فقط”.
الا أن الجبير اتهم في حديثه لـ(بي بي سي) إيران بأنها تتصرف بطريقة مدمرة وبأسلوب يؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة.
وقال وزير الخارجية السعودي “نأمل أن تبدأ المحادثات في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وبذا يمكن أن نطلق عملية (التفاوض). والمحادثات ستكون بين السوريين مع بعضهم. ولن نكون على طاولة التفاوض لا نحن ولا إيران”.
التزام سعودي
وأضاف الجبير “نحن ملتزمون بالعملية الانتقالية في سوريا، وملتزمون بما يسمى الآن عملية جنيف، ومبادئ جنيف والمبادئ المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، على الرغم من الخلافات بيننا وإيران”.
وكان وزير الخارجية السعودي أكد أن المملكة لم تترك اجتماعات مجموعة التعاون حول سوريا، مشيرًا خلال المؤتمر الصحفي المشترك يوم الخميس مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان علاقة السعودية بإيران منفصلة عن علاقتها بباقي أطراف المجموعة.
اتفاق روسي أميركي
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على ضرورة المضي قدمًا في المحادثات بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة في 25 من الشهر الجاري وبدون شروط مسبقة.
واضافت أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عبّر في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عن “قلقه البالغ” إزاء الهجمات التي تطال المدنيين في سوريا.
وكان الجبير وكيري أكدا على متانة العلاقات بين بلديهما على الرغم من التوتر الذي نشأ بينهما مؤخر بسبب موقف التقارب الأميركي الإيراني.
والتقى الوزيران في في العاصمة البريطانية لندن في اجتماع تناولا فيه قضايا شرق أوسطية مختلفة، من بينها الحرب في سوريا واليمن وتطبيق الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وكانت السعودية قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بعد أن هاجم متظاهرون في طهران مبنى السفارة السعودية، احتجاجًا على إعدام السعودية للشيخ السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الخميس، أن الوزير جون كيري ناقش مع نظيره السعودي عادل الجبير في لندن قضايا بينها إيران والعملية السياسية الرامية لإنهاء الحرب في سوريا.
وقال كيري في تعليقات عكست القلق من أن يؤثر هذا التوتر على عملية السلام في سوريا التي تقودها الأمم المتحدة: “نبحث عن طريق لحل بعض هذه المشاكل دون التورط في صراع أكبر”. وأضاف: “آخر شيء تحتاجه المنطقة هو المزيد من الصراعات”.
“مشاهد مفجعة” لجوعى مضايا المحاصرة
يروي عمال إغاثة دوليون وصلوا إلى بلدة مضايا المحاصرة بريف دمشق “مشاهد رهيبة ومفجعة” يكابدها سكان يعانون من الهزال ويتضورون جوعا وقد بلغ منهم الإجهاد مبلغا وهم في حالة كرب شديد، فقد غابت الابتسامة عن الأهالي وأطفالهم لدى وصول قافلة الإغاثة أمس الاثنين لأول مرة بعد شهور طويلة من الحصار لبلدة قضى بعض أهلها جوعا وينتظر آخرون مصيرا مشابها ما لم يتم إنقاذهم بشكل عاجل.
وتصف إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في دمشق -التي رافقت قافلة الإغاثة داخل مضايا- حال السكان في مضايا بعدما تجمعوا في سوق في مشهد مؤلم فتقول “إنهم جلد على عظم” ترى معظمهم يعاني من سوء التغذية ولا تلمح أي ابتسامة على الوجوه.
وقد تحدثت هوف إلى أطفال في مضايا قالت إنهم غير قادرين حتى على مجرد اللعب، معربة عن انزعاجها من هذه المشاهد المروعة.
ونقلت ممثلة منظمة الصحة العالمية في حديث هاتفي لرويترز عن طبيب محلي قوله إن عددا يتراوح بين 300 و400 شخص في حاجة ماسة لرعاية طبية خاصة ويتهددهم الموت.
وروت هوف كيف أن الأطباء في مستشفى ميداني “اضطروا لإعطاء مريض محاليل في الخارج لعدم وجود مكان داخل العيادة”. كما تحدثت عن عجوز “لم تتناول أي طعام لعشرين يوما حملت من الشارع وهي فاقدة الوعي ونقلت إلى العيادة.”
ومما نقلته ممثلة منظمة الصحة العالمية من مضايا حديثها مع رجل مصاب بسوء تغذية حاد لم يكد يستطيع الكلام ويعاني من جفاف شديد وتحول لونه إلى الأصفر.
وفي هذا السياق أشارت هوف إلى أن منظمة الصحة العالمية تنوي العودة إلى مضايا يوم الخميس ضمن قافلة للأمم المتحدة تحمل مزيدا من الإمدادات الطبية والغذائية.
وإزاء حجم المأساة الإنسانية في مضايا طلبت منظمة الصحة العالمية من الحكومة السورية السماح بإرسال عيادات متنقلة وفرق طبية إلى البلدة لتقييم حجم سوء التغذية مع إجلاء الحالات الأسوأ.
من جانبه عبر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كريزيك عما شاهده من أوضاع الناس مضايا بأنه “أمر مفجع”، وقص كيف أن فتاة صغير اقتربت منه “وكان سؤالها الأول هل جلبتم طعاما؟ نحن جوعى للغاية”.
وفي إطار محاولة المنظمات الدولية التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في مضايا قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ديبة فخر إن منظمتها تخطط لعمليات توزيع إمدادات جديدة يوم الخميس القادم تشمل أغطية وأدوية فضلا عن الطعام.
“مشهد رهيب”
ورسم الممثل الأعلى لمفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة ساجد مالك صورة رهيبة للأوضاع في مضايا قائلا “إن المعاناة في بلدة مضايا السورية لم يُشهد لها مثيل”، مقارنة بما عاينه فريقه الأممي بمناطق أخرى من سوريا.
ووصف مالك المشهد خلال زيارة فريقه الأممي لمضايا بأنه كان رهيبا، مشيرا إلى أن الحياة في البلدة انعدمت، وأن تقارير ذات صدقية أشارت إلى موت أشخاص بسبب الجوع.
ووصف مالك في مؤتمر عبر دائرة الفيديو من دمشق المشاهد في مضايا قائلا “ما رأيناه مروع، لم تكن هناك حياة. كل شيء كان هادئا للغاية”. وأبدى “هوله” لما رآه، موضحا أن الأطفال في مضايا كانوا يقتاتون من أعشاب يقتلعونها من أجل البقاء على قيد الحياة، مشيرا إلى أنه لم يعد لديهم ما يأكلونه سوى الماء الممزوج بالتوابل.
من جهته أكد منسق الأمم المتحدة لشؤون المساعدات الإنسانية ستيفن أوبراين وجود دلائل على “مجاعة حادة” في مضايا، مؤكدا أنها واضحة وموثقة وشملت سكانا من كل الأعمار.
وندد دبلوماسيون غربيون باستخدام الغذاء سلاحا في الحرب بسوريا واتهمت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور نظام الرئيس السوري بشار الأسد باللجوء الى “التكتيكات المثيرة للاشمئزاز التي يستخدمها النظام السوري الآن ضد شعبه والتي تخير السكان بين التجويع والاستسلام”.
واعتبر مندوب بريطانيا بالأمم المتحدة ماثيو ريكروفت “تعمد عرقلة إمدادات الاغاثة ووصولها يرقى الى كونه انتهاكا للقانون الانساني الدولي”.
في حين قال خبراء قانونيون إن تلك يمكن تفسيرها على انها إما جريمة حرب وإما جريمة في حق الإنسانية أو كليهما.
وكانت 44 شاحنة تحمل مساعدات دولية دخلت إلى بلدة مضايا، التي تحاصرها قوات النظام السوري ومليشيا حزب الله اللبناني أمس الاثنين. ويعيش في البلدة أربعون ألف شخص، بينهم نحو عشرين ألف نازح من الزبداني المجاورة. وتشير تقديرات إلى وفاة أكثر من ثلاثين شخصا بسبب الجوع فيها منذ بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وبموجب اتفاق سابق، أُدخلت أيضا المساعدات بالتزامن مع مضايا أيضا إلى بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب. وستتولى لجان خاصة توزيع المساعدات على آلاف المحتاجين بإشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري.
طيران روسيا باق بسوريا والمعارضة تستعيد مواقع
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وثيقة أن سوريا سمحت بوجود سلاح الجو الروسي على أراضيها مدة غير محددة، في حين قالت المعارضة المسلحة إنها تقدمت في معاركها ضد قوات النظام في الريف الجنوبي لحلب وحماة رغم الغارات الروسية.
وتأتي هذه الوثيقة ضمن اتفاق وقعه البلدان في أغسطس/آب الماضي.
وتنطلق الطائرات الروسية من قاعدة بمحافظة اللاذقية السورية لقصف تنظيمات معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ الثلاثين من سبتمبر/أيلول الماضي، في إطار مساعي موسكو لمساعدة الأسد في مواجهة المعارضة المسلحة.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الخميس أنه لأول مرة منذ بدء العمليات الجوية الروسية في سوريا قامت الطائرات السورية “ميغ 29” بتوفير غطاء جوي للطائرات الروسية “سو 25” أثناء قيامها بغارات جوية.
وتتعرض موسكو لانتقادات كثيرة بسبب أهدافها العسكرية، حيث تتهمها دول من التحالف الغربي بكونها تستهدف إضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية تنظيمات معارضة توصف بأنها “معتدلة”، مثل الجيش الحر، فضلا عن استهداف المدنيين.
بدورها، أكدت المعارضة المسلحة استعادتها السيطرة على منطقة الحرش في محيط بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي بعد معارك مع قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له، وأنها قتلت عددا من قوات النظام في الهجوم الذي بدأته قبل أيام لاستعادة ما خسرته جنوب حلب.
غارات وهجمات
وفي الغوطة الغربية ألقت مروحيات الأسد براميلها المتفجرة على منازل المدنيين في مدينة داريا، وتعرضت المدينة لقصف بصواريخ “أرض-أرض”، ودارت اشتباكات بين الثوار وقوات الأسد في المنطقة الفاصلة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام وقتل خلالها خمسة من عناصر النظام.
وفي المقابل، شنت الطائرات الروسية عدة غارات على مواقع المعارضة المسلحة هناك، بينما تتواصل المعارك في المنطقة منذ أشهر، حيث تحاول قوات النظام قطع الطريق الدولي الواصل بين مناطق المعارضة في حلب وإدلب وحمص.
وفي ريف حماة، أفاد مراسل الجزيرة أن المعارضة السورية استعادت مواقع كانت قد فقدتها في محيط بلدة حربنفسه.
وتتواصل المواجهات بين قوات المعارضة وقوات النظام التي تحاول السيطرة على البلدة مدعومة بغطاء جوي روسي، حيث تسعى قوات النظام إلى قطع آخر طرق الإمداد من ريف حماة الجنوبي إلى مناطق المعارضة المسلحة في ريف حمص الشمالي.
وقالت وكالة مسار برس إن غارة للطيران الروسي على مدينة معرة النعمان يإدلب تسببت في سقوط قتيل وعدد من الجرحى.
وأضافت أن تنظيم الدولة الإسلامية استهدف قرية غزل في الريف الشمالي لحلب بسيارة مفخخة، مما ساعد التنظيم على استعادة القرية من المعارضة، كما تشهد بعض أحياء حلب معارك بين الثوار وقوات النظام.
وفي ريف دمشق، يتواصل قصف النظام بالبراميل المتفجرة على داريا، كما تعرضت بلدة زبدين لقصف صاروخي.
إجراءات عسكرية
وذكرت شبكة شام أن الطائرات الروسية قصفت قريتي تيرمعلة والسبيل في حمص، وأضافت أن مدينة تلبيسة تعرضت لقصف مدفعي عنيف.
ووثقت الشبكة وقوع اشتباكات في مدينة الشيخ مسكين بمحافظة درعا، مع قصف تسبب في سقوط جرحى في بلدتي النعيمة ونوى.
وتشهد محافظة الرقة اشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات الحماية الشعبية الكردية غرب منطقة عين عيسى، وقال ناشطون إن قوات الحماية الشعبية تحفر أنفاقا حول مدينة القامشلي في الحسكة.
وفي اللاذقية، تستمر الاشتباكات بين الثوار وقوات النظام في محيط بلدة سلمى التي تمكنت الأخيرة من بسط سيطرتها عليها قبل أيام.
تشققات تهدد التحالف الروسي الإيراني بسوريا
انشغلت دراسات إسرائيلية عدة، نشرها مؤخرا معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، بإظهار الخلافات القائمة في التحالف الروسي الإيراني في سوريا، واصفة إياها بـ”التشققات العميقة” في هذا التحالف، رغم التصريحات العلنية التي تصدر عن موسكو بأن تدخلها العسكري في سوريا موجه بالدرجة الأولى لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه من الناحية العملية فإن معظم الضربات العسكرية للطيران الروسي يستهدف باقي المنظمات المسلحة بهدف مساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
السفير الإسرائيلي السابق في أوكرانيا وروسيا تسافي ميغن كتب في ورقته البحثية أنه نتيجة لهذا التدخل الروسي في سوريا فقد نشأت بوادر خلافات في المصالح بين أعضاء هذا التحالف الموالي للأسد، ورغم صعوبة العثور على مثل هذه التباينات بين الحلفاء في الجانب العسكري، فإن قراءة فاحصة في الأداء السياسي لهم تظهر حجم الخلافات، على الرغم من أنه بعد عدة أشهر من التدخل العسكري الروسي في سوريا، والتحالف مع الإيرانيين، أظهر أن هذا التدخل تركز في السيطرة على مناطق حيوية شمالي سوريا، لاسيما في حلب وحمص ومنطقة الساحل.
وأضاف ميغن الذي يعتبر أحد رجالات الاستخبارات الإسرائيلية السابقين، أنه رغم وجود مؤشرات واضحة على خلافات بين أعضاء التحالف الروسي الإيراني في سوريا، فإن وجود تحديات متعاظمة تواجه هذا التحالف من قبل الدول العربية السنية والدول الغربية، لتثبيت مطالبها السياسية، يعمل على إطالة أمد ذلك التحالف ويوقف مسيرة انفراط عقده.
وأوضح أن إيران ليس لديها الكثير من الخيارات السياسية والعسكرية في سوريا، وليست بصدد الخروج من المسألة السورية، ولذلك ترى نفسها مضطرة للمضي قدما في التحالف مع روسيا، رغم ما تتجرعه أحيانا من بعض السلوكيات الروسية داخل سوريا، لكنها تفتقر لأي بديل أفضل منها في الوقت الحالي، ومع ذلك فإن إيران عازمة على عدم منح روسيا كامل الصلاحيات والتفويض في تحديد المستقبل السياسي لسوريا المستقبل، على حساب المصالح الإيرانية في سوريا نفسها، وباقي أنحاء المنطقة.
المنظومة الدولية
وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة في المنظومة الدولية، وفي جبهات القتال داخل سوريا، تجعل التحالف الروسي الإيراني أمام اختبار جدي حقيقي بشأن مدى استقراره، بعد أن نشأ عمليا في سبتمبر/أيلول 2015، واتخذت روسيا قرارا إستراتيجيا بالتدخل العسكري في الحرب الأهلية السورية للمحافظة على نظام بشار الأسد، وقد وقفت في مقدمة هذا القرار جملة من المصالح الروسية في الشرق الأوسط وخارج حدوده، ومن ضمنها العمل على توسيع التأثير الروسي في قضايا المنطقة، والحفاظ على وجود بحري على ساحل البحر المتوسط، والعمل على إزاحة الموقف الأميركي من الشرق الأوسط، ولذلك جاءت الحاجة ملحة لإقامة تحالف مكون من روسيا وإيران وجيش الأسد وحزب الله والمليشيات الشيعية، التي تعمل جميعا على أنها إحدى أذرع إيران في المنطقة.
كما أشار رئيس وحدة التخطيط الإستراتيجي السابق في الجيش الإسرائيلي أودي ديكل، في بحثه، إلى أنه رغم التحالف التاريخي الإستراتيجي بين موسكو وطهران، منذ نشأة الجمهورية الإسلامية في إيران، فقد وجد الجانبان لغة مشتركة بينهما، على خلفية المساعدات الروسية لإيران في المجالات المختلفة، خاصة العسكرية والنووية، رغم مشاركة موسكو في بعض العقوبات الدولية على طهران.
وجاءت الرغبة الروسية في المحافظة على نظام الأسد المتهاوي لتزيد من عمق التعاون الإستراتيجي بين روسيا وإيران داخل سوريا، لا سيما بغرض محاربة “الإسلام الجهادي السلفي” الذي يهدد روسيا في أراضيها وعلى حدودها.
وأوضح ديكل الذي عمل لاحقاً رئيس دائرة المفاوضات مع الفلسطينيين، أنه رغم كل القواسم المشتركة بين الروس والإيرانيين داخل سوريا، فإن هناك نقاط افتراق من أهمها: مستقبل الأسد، وطبيعة الحراك السياسي مع الأسرة الدولية حول الفترة الانتقالية داخل سوريا، لأن موسكو وطهران تريان أن مصالحهما تختلف عند هذه النقطة بالذات، في حين أن جوهر التدخل الإيراني في سوريا جاء بسبب رغبتها في تصميم مستقبل الأخيرة بناء على احتياجاتها الأمنية، بما في ذلك تقوية المحور الشيعي، المكون من إيران والعراق وسوريا وحزب الله.
وهو ما يدفع طهران للمحافظة على النظام العلوي في دمشق، وتوفير الدعم الإيراني غير المحدود له، لأنه مكون إستراتيجي في الوجود الإقليمي لإيران، تمهيدا لكي تكون صاحبة تأثير إقليمي لا يمكن تجاوزه، بموازاة اللاعبين الآخرين: السعودية وتركيا، والدوليين الذين يعملون جميعا من أجل حل سياسي مختلف عما ترغب فيه طهران.
وأشار إلى أن روسيا من جهتها لديها مصالح مختلفة عن إيران، فروسيا ذهبت نحو سوريا لتطوير موقعها في السياسة الدولية، وتسعى لحل سياسي للمسألة السورية لتأمين موقعها من خلال زعزعة الموقف الغربي داخل المنطقة، ولا يبدو أن المحافظة على نظام الأسد شرط روسي أساسي، طالما أن مصالحها من دونه ستبقى قائمة، ولذلك تبدي السياسة الروسية تساهلا في هذه النقطة بالذات في غرف المفاوضات، وفي الوقت نفسه هناك خشية روسية متنامية من توجه إيراني نحو الغرب لإتمام اتفاقها النووي، وعقب تعاونها مع الولايات المتحدة في العراق وسوريا لمحاربة تنظيم الدولة.
الموقف الروسي
البروفيسورة سارة فينبرغ الأكاديمية الإسرائيلية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، كتبت أن إيران لا تبدي ابتهاجها من تقوية الموقف الروسي في سوريا، لأنه سيضر في النهاية بمصالحها على الصعيدين السياسي والعسكري، ولا تبدي إيران ارتياحا للتعاطي الروسي مع الغرب والدول العربية السنية بإشراكها في دور أكبر لسوريا المستقبل، ويبدو مثيرا أن روسيا تتجاوز كليا الموقف الإيراني في سوريا، حتى إن السلوك العسكري الروسي تجاه المليشيات الشيعية وحزب الله لا يبدو ودودا جدا، وهو ما تلاحظه إيران جيدا.
وأضافت في الوقت ذاته، يظهر السؤال الإيراني حول طبيعة التعاون الإسرائيلي الروسي، الذي يضرب أواصر الثقة بين طهران وموسكو، ويضع صعوبات أمام الجهود الإيرانية بالتعاون مع حزب الله لإقامة معقل لها في منطقة الجولان وجنوب سوريا، على اعتبار أن التعاون الروسي الإسرائيلي في سوريا يمنح إسرائيل حرية عمل واضحة في الأجواء السورية واللبنانية، رغم أنها مغطاة بمنظومات صاروخية أرض جو روسية، وهو ما يزيد من متانة التنسيق الجوي بين تل أبيب وموسكو فوق الأراضي السورية.
وجاءت عملية اغتيال سمير القنطار في غوطة دمشق المنسوبة لإسرائيل لتثير غضب إيران وحزب الله، لأن مثل هذه العملية لم تكن لتتم لولا التعاون الروسي الإسرائيلي، وهو تعاون يتفوق في أهميته على التحالف الروسي الإيراني الموالي للأسد، مما سيعمل في المستقبل على زعزعة هذا التحالف كلما نفذت إسرائيل ضربات أخرى داخل سوريا ضد ما تراها أهدافا معادية لها، وفي الوقت نفسه عدم قيام احتكاكات عسكرية بين سوريا وإسرائيل.
وختمت بالقول إنه في ضوء التطورات المتلاحقة في الشرق الأوسط، قامت شراكات جديدة، فقد أقامت روسيا تحالفا مع إيران وحزب الله، وفي الوقت ذاته أقامت تفاهمات إستراتيجية مع إسرائيل، وفي ظل أن إيران لا تمتلك خيارات عديدة في سوريا فإنها تفضل في الوقت الراهن الإبقاء على تعاون ميداني مع روسيا، لكنها لن تفسح لها المجال لكي تكون صاحبة القرار الوحيد في تقرير مستقبل سوريا على حساب المصالح الإيرانية.
إجراءات أردنية مشددة لمنع تدفق اللاجئين السوريين
فرضت السلطات الأردنية إجراءات عسكرية وأمنية مشددة عند منطقة الحدود مع سوريا، منعت بموجبها أكثر من ستة عشر ألف لاجئ سوري من دخول المملكة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وكان الجيش الأردني قد نظم جولة ميدانية لوسائل إعلام عربية وأجنبية لتفقد المخيمات المؤقتة للعالقين السوريين عند الحدود، وقال إن “هناك توجها لإنشاء مخيمات داخل الأراضي السورية لاستيعاب هؤلاء العالقين بالاتفاق مع الأمم المتحدة”.
وأكد مراسل الجزيرة في الأردن تامر الصمادي أن هيئات إغاثية عدة تستقبل اللاجئين في مخيمات مؤقتة تشرف عليها، مشيرا إلى أن آلاف اللاجئين القادمين من دمشق والرقة والحسكة ودير الزور ومدن أخرى تقطعت بهم السبل منذ أشهر على الحدود السورية الأردنية.
ولم تسلم الحكومة الأردنية من انتقادات منظمات دولية خلال الأسابيع والأيام الماضية، بعد وقفها حركة اللجوء إلى الأردن، مما فاقم معاناة آلاف اللاجئين المتروكين بالعراء في فصل الشتاء.
لكن قائد حرس الحدود الأردني صابر مهيرات عزا تلك الإجراءات إلى ما اعتبرها تخوفات أمنية، لأن غالبية المهاجرين قادمون من مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
بان: التجويع في سوريا جريمة حرب
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم أن حصار المدن السورية بهدف تجويعها يشكل “جريمة حرب” وأفعالا محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي.
وفي اجتماع غير رسمي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم حول أولويات المنظمة هذا العام، قال بان “لقد شهدنا مؤخرا صورا وقصصا ومروعةً من بلدة مضايا، بعد أن تمكن أخيرا العاملون في المجال الإنساني من الدخول إلى البلدة المحاصرة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لقد كانت البلدة ضحية تجويع متعمد”.
وأضاف “دعوني أكن واضحا، استخدام الغذاء سلاحا هو جريمة حرب”، وأضاف “أظهر المقاتلون تجاهلا تاما ومطلقا لسكان مضايا، والآن لدينا 400 من هؤلاء الرجال والنساء والأطفال في حالة مزرية يرثى لها بسبب سوء التغذية، ويواجهون خطر الموت وهم يحتاجون إلى عناية طبية فورية”.
يأتي ذلك في وقت دخلت فيه شاحنات جديدة محملة بالمواد الغذائية إلى مضايا بالتزامن مع دخولها إلى الفوعة وكفريا بريف إدلب، فيما توفي رجل يبلغ من العمر 38 في مضايا، جراء تدهور حالته الصحية بسبب الجوع.
محاسبة المتورطين
وكان إستيفان دوغريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة دعا أمس إلى ضرورة “محاسبة المتورطين في حصار وتجويع المدنيين في سوريا، سواء من القوات الحكومية أو من جماعات المعارضة المسلحة”.
وأضاف المسؤول الأممي في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك أن “تجويع المدنيين وفرض الحصار عليهم يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي، وهذا ما شاهدناه بالضبط في الصراع السوري، حيث لم يسمح أطراف النزاع بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين”.
وزاد “هناك لجنة تقصي حقائق تباشر عملها بشأن سوريا، وسوف يحاسب المتورطون في ارتكاب جرائم الحصار والتجويع التي شهدناها”.
أن تكون سنياً في الجيش السوري
علي أبو مريحيل-أستوكهولم
عادة ما تبرز في إطار الحديث عن سياسة القمع والتمييز العنصري صور لسياسات عنصرية تمارسها الأكثرية بحق الأقلية المضطهدة، ولكن في الحالة السورية تبدو الصورة معكوسة فالأقلية هي التي تحكم وتقمع وتضطهد الأكثرية منذ أكثر من أربعة عقود.
وتتجلى هذه الصورة العنصرية بشكل واضح في تركيبة الجيش السوري الذي تحول منذ وصول الأسد الأب إلى السلطة بانقلاب عسكري عام 1970 إلى مجرد فصيل طائفي يعبث بمقدرات البلاد ويبطش بأهلها على نحو لم تمارسه أعتى الأنظمة الديكتاتورية.
فمنذ بداية الاحتجاجات الشعبية في سوريا عام 2011 استخدم النظام السوري الطائفية بوصفها إستراتيجية للدفاع عن وجوده وبقائه في السلطة، وذلك من خلال تسويق ادعاء بأن قوى المعارضة تسعى إلى إقامة دولة سنيّة لا مكان فيها للأقلية العلوية، وهذا ما انعكس في حجم العنف الذي مارسه ضباط من الطائفة العلوية في قمع التظاهرات الشعبية بداية الاحتجاجات.
قمع
ولم تقتصر صور التمييز العنصري في الجيش السوري على قمع المدنيين السنة وإسقاط البراميل المتفجرة فوق رؤوسهم، بل شملت أيضا ضباطا وعناصر في الجيش من أبناء الطائفة السنيّة، إذ إن عددا من هؤلاء الضباط والعناصر لقوا حتفهم على خطوط النار التي عادة ما تخلو من الضباط العلويين الذين لا توكل لهم سوى المهام القيادية والمراتب العليا التي تنأى بهم عن الوقوع ضحايا للأسر أو الموت.
محمد سالم أحد ضحايا التمييز العنصري في صفوف الجيش السوري، ولجأ إلى السويد هربا من الموت الذي كان يحدق به على خط المواجهة أثناء الخدمة العسكرية التي أجبر عليها هو ومجموعة من أقربائه وأصدقائه.
يتحدث محمد عن التمييز العنصري الذي يمارسه النظام ضد أفراد الجيش الذين لا ينتمون للطائفة العلوية، وكيف يلقون بهم على خطوط النار، وكيف أنهم لا يقيمون لحياتهم وأرواحهم وزنا ولا قيمة.
يقول محمد، وهو شاب في العشرينيات من منطقة عسال الورد، “حين قامت قوات النظام باقتحام عسال الورد في أبريل/نيسان 2014، طالبوا الأهالي بتسليم أبنائهم للانضمام للجيش ووعدوهم بأن أبناءهم سيخدمون في مناطق بالقرب منهم، وحين سلم الشباب، وكنت واحدا منهم، تفاجأنا بإرسالنا إلى مطار دير الزور العسكري”.
هجوم
ويضيف محمد للجزيرة نت “لم نلبث هناك أشهرا حتى تعرضنا لهجوم شرس من تنظيم الدولة الإسلامية، وسقط منا عدد كبير من الضحايا في تلك المعركة، وكنت في عداد الجرحى حين تم نقلي بطائرة مروحية إلى مطار المزة في دمشق، ومن هناك تم إلقائي بطريقة مهينة أمام مشفى تشرين العسكري”.
ويتابع “في البداية ظن الأطباء أنني من الجيش الحر، ولكن بعد الاطلاع على بطاقتي العسكرية قدموا لي العلاج، ومن ثم اتصلوا بأهلي لتسلمي، ولم يكونوا في ذلك الوقت يعلمون عني شيئاً.
ويؤكد محمد أنه بعد خروجه من المشفى، حيث لم يكن قد شفي تماما من الإصابة، تفاجأ ببرقية من النظام يطالبه فيها بتسليم نفسه لأقرب شعبة تجنيد كي يتم إرساله من جديد إلى إحدى الجبهات، فأحس حينها أن الموت قادم هذه المرة لا محالة، لذلك قرر الهرب، كما يروي.
ويشرح أن والده استصدر هوية وجواز سفر له باسم آخر، بعد أن دفع رشوة لموظف في دائرة الهجرة والجوازات، وفق تعبيره.
ويوضح محمد أنه باستخدام تلك الهوية تمكن من دخول لبنان ومن هناك انتقل جوا إلى تركيا، حيث تلقى العلاج قبل أن يسافر بحرا إلى إحدى الجزر اليونانية، ومن ثم عبر عددا من الدول الأوروبية وصولاً إلى السويد.
حزب الله والأسد وداعش يقتسمون تجويع الشعب السوري
الصليب الأحمر: حصار المناطق السورية تكتيك عائد للقرون الوسطى
دبي – قناة العربية
وصف مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دومينيك ستيلهارت، حصار مضايا والمناطق السورية الأخرى بالتكتيك العائد إلى القرون الوسطى، في إشارة إلى الظروف السيئة التي شهدتها المنظمة الدولية في مضايا، والحصار الخانق المفروض على مناطق سورية من قبل ميليشيات حزب الله والأسد وداعش.
وتعيش مناطق سورية على وقع الصواريخ والبراميل المتفجرة، تحت الحصار الكامل لقوات النظام وميليشيات حزب الله، إضافة إلى تنظيم داعش.
وتأمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن يمهد إدخال المساعدات إلى بلدات مضايا وكفريا والفوعة لرفع الحصار عن مناطق أخرى.
ويحاصر النظام وحلفاؤه أيضا معضمية الشام ومخيم اليرموك الفلسطيني ومدينة داريا وبلدة كناكر، ومن الزبداني المحاذية لبلدة مضايا قرب الحدود اللبنانية، وفي الغوطة الشرقية يتشدد الحصار على مدينة دوما.
وعلى طريق القلمون يحاصر حزب الله والنظام بلدة التل، كما تحاصر ميليشيات حزب الله والنظام مدن الحولة وتلبيسة والرستن والوعر في حمص.
أما تنظيم داعش فيشارك النظام حصار بلدتي جيرود ورحيبة في القلمون الشرقي، كما تعاني أحياء في دير الزور من حصار مطبق.
فيما أشارت صحيفة “تلغراف” إلى وجود أكثر من مليون سوري عرضة للمجاعة في عشرات المناطق المحاصرة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد وصف التجويع الذي يعانيه المحاصرون بجريمة الحرب.
بند سرّي يُعلن للمرة الأولى أخفاه الأسد ونشره الروس
العربية.نت – عهد فاضل
كشفت وسائل إعلام روسية، الخميس، أن هناك بنداً لم يتم الإعلان عنه في وقت سابق، مابين الأسد وموسكو، وينص هذا البند على أن لا مهلة محددة لبقاء الطائرات العسكرية الروسية في سوريا.
ويعني هذا البند الذي تم الكشف عنه اليوم، أن لا قيود تحد من مدة بقاء الطيران العسكري الروسي في سوريا، كما أنه يعني من جهة أخرى، عدم وجود أي حقوق للدولة السورية، ممثلة برئيس النظام السوري، بالمطالبة للروس بمغادرة البلاد.
وقالت وكالة “تاس” الروسية التي نقلت عنها فضائية RT الناطقة بالعربية، إن هذا البند المخفي في الاتفاق مابين روسيا والنظام السوري، كان تم الاتفاق عليه في شهر أغسطس الماضي.
إلا أن الوكالة لم تفصح عن الأسباب التي حالت دون ذكر هذا البند على وسائل الإعلام، كما أنها لم تفصح عن سبب إذاعة هذا البند المخفي من الاتفاق الروسي مع نظام الأسد، في الساعات الأخيرة.
في حين أشارت وكالة “نوفوستي” الروسية الحكومية إلى أنه “في حال أراد أحد الطرفين التراجع عنه فعليه أن يبلغ الطرف الآخر خطياً بذلك، وفي حال تقديم الطلب الخطي يكون لدى الطرف الثاني مهلة عام لإنهاء مفعول الاتفاق”.
يذكر أن من بنود الاتفاق أيضاً مابين روسيا ونظام الأسد، أن يلجأ النظام السوري “إلى طرف ثالث” لتسوية خلافات أو إن لحق ضرر “بمصالحه” بسبب “عمليات سلاح الجو الروسي”.
علماً أن روسيا، هي “الطرف الثالث” الذي عادة ما يلجأ إليه النظام لحل مشاكله الدولية أو الإقليمية.
مما يجعل من بند اللجوء إلى طرف ثالث، كحبر على ورق، كما قال معلقون قانونيون متخصصون بالقانون الدولي.
يشار إلى أن النظام في سوريا لم يعلن وجود مثل هذا البند حتى الآن. ولايزال يتكتم على كثير من بنوده السرية التي ظهر واحد منها اليوم.
ولهذا يعزو الخبراء سبب وجود الأسد وحيداً لدى زيارته موسكو ولقائه الرئيس بوتين، لضمان “سرية الاتفاق” وعدم تسريبه مما قد يلحق ضررا بمصالح الروس، قبل رئيس النظام السوري، كما رأت مصادر.
مجلس الأمن يبحث “حصار التجويع” في سوريا
العربية.نت
بعد لقاءات المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، مع ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، تم تحديد موعد اجتماع طارئ للمجلس، الجمعة، لبحث سبل رفع الحصار عن المناطق المحاصرة في سوريا.
وأعلن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، الخميس، أن باريس ولندن وواشنطن طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للمطالبة برفع الحصار عن مناطق سورية عدة بينها بلدة مضايا.
وقال فرنسوا دولاتر إن هذا الاجتماع الذي قد يعقد اعتبارا من الجمعة يهدف “إلى تنبيه العالم إلى المأساة الإنسانية التي تشهدها مضايا ومدن أخرى (محاصرة) في سوريا”.
يأتي هذا في وقت أضاف اجتماع زيورخ المتوقع عقده في 20 من الشهر الجاري بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي، موعداً جديداً لروزنامة الحل للأزمة السورية تتجه إليه الأنظار قبل جولة المفاوضات المزمع عقدها بين النظام والمعارضة أواخر يناير الجاري.
وكان مجلس الأمن الاثنين 11 يناير بحث وضع البلدات المحاصرة في سوريا بعد ظهور تقارير عن حصار عشرات الآلاف من المدنيين لشهور دون إمدادات وورود أنباء عن موت البعض جوعاً في بلدة مضايا بريف دمشق المحاصرة من قبل حزب الله والنظام السوري. وعقد مجلس الأمن اجتماعه بدعوة من نيوزيلندا وإسبانيا وفرنسا استجابة لتقارير تحدثت عن الموت جوعا في بلدة مضايا ومناطق أخرى بسبب نقص الغذاء والرعاية الطبية.
يذكر أن قافلة شاحنات تحمل إمدادات غذائية وطبية وصلت إلى مضايا والفوعة وكفريا تحت رعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر يوم الاثنين.
المعارضة السورية: نتعرض إلى ضغوط روسية
دبي – قناة العربية
أوضح رئيس الهيئة العليا للمفاوضات مع النظام السوري رياض حجاب أن المعارضة السورية تتعرض لضغوط روسية لإضافة شخصيات معينة إلى وفدها وهو ما ترفضه تماما بحسب تصريحات حجاب “للعربية”.
هذا وأعلنت كل من موسكو وواشنطن الاتفاق على عقد المفاوضات السورية في موعدها وبدون شروط مسبقة.
وأعرب رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة عن تشاؤمه بشأن التوصل الى تسوية سياسية في المفاوضات المقبلة في ظل استمرار الهجمات الجوية والعمليات العسكرية وفرض الحصارات في وقت اعلن المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا ان موعد مباحثات السلام مازال قائما في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.
من جانبه قال المعارض السوري جورج صبرة أنه لا يعتقد أن محادثات سلام ستبدأ في 25 من يناير كما هو مزمع بإعتباره موعدا غير واقعي ولا يمكن ان يزيل العقبات الموجودة امام المفاوضات.
جاء ذلك بعدما قالت جماعات معارضة مسلحة في وقت سابق إنها لن تشارك في محادثات السلام ما لم يتم تنفيذ البنود الإنسانية في أحدث قرار للأمم المتحدة بشأن الصراع.
وهي المطالب ذاتها التي تريدها المعارضة السورية بحسب تصريحات رئيس الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب والذي يجري جولة تحضيرا للمفاوضات.
وقال بيان صادر عن مكتب دي ميستورا إنه يواصل العمل لتوحيد الدعوات من أجل ضمان أكبر عدد ممكن من الحضور.
وأكدت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية موعد 25 من الشهر الحالي آن باترسون مشيرة إلى أن الامور تجري حسب المخطط لها.
سوريا.. الجوع يودي بحياة 32 شخصا في مضايا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أخطر أهالي بلدة مضايا السورية، برنامج الغذاء العالمي، بأن 32 شخصا ماتوا جوعا، خلال الأيام الثلاثين الماضية، جراء الحصار.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ،الجمعة، أنها رصدت حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في بلدة مضايا المحاصرة من قبل القوات السورية وحزب الله اللبناني، التي دخلتها مساعدات هذا الأسبوع لآلاف الأشخاص المحاصرين منذ شهور.
وقالت المنظمة في بيان: “يونيسف يمكنها أن تؤكد رصد حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال”، وأضافت أن العاملين بها شهدوا وفاة فتى في السادسة عشرة من عمره لهذا السبب.
من جانبها، دعت وزارة الخارجية الروسية، جميع أطراف الصراع إلى استخدام نفوذهم، لضمان توصيل المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
وأضافت الوزارة أن الوضع في مناطق مثل مضايا والفوعة وكفريا “مصدر قلق بالغ”، مشيرة إلى أن جماعات مسلحة مختلفة تحاصرها.
وقالت الوزارة إنها تعمل مع الحكومة السورية في محاولة للمساعدة على حل الأزمة، وتشجعها على التعاون مع الأمم المتحدة، مضيفة أن هذه الجهود حققت نتائج.
الجبير: نرفض تصينف الجماعات الإرهابية على أساس طائفي
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الرياض ستعمل إلى جانب المجتمع الدولي للإسراع بحل الأزمة السورية وفق مقررات “جنيف واحد”.
وأكد الجبير في حديث صحفي على هامش لقائه مع وزير الخارجية الاميركي جون على أكد ضرورة ألا يكون لبشار الأسد أي دور بمستقبل سوريا، واصفاً الحديث عن مشاركته بالعملية السياسية بأنه مضيعة للوقت.
ورفض الجبير تصنيف الجماعات الإرهابية في سوريا على أساس طائفي، منتقداً عدم إدراج بعض الدول لحزب الله والمنظمات الطائفية التي تقاتل إلى جانب الأسد على لائحة الإرهاب.
وقد اتفقت واشنطن وموسكو على عقد مفاوضات جنيف بين الحكومة والمعارضة السوريتين في الموعد المحدد لها في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، ومن دون شروط مسبقة.
وكان كيري قد التـقى بنظيره السعودي عادل الجبير في لندن. وبحث معه عددا من القضايا، على رأسها الأزمة السورية، والملف النووي الإيراني.
الأردن يؤكد تفاقم أعداد اللاجئين السوريين جراء التدخل العسكري الروسي ويمنع دخول “الشباب العازب“
الأردن يؤكد تفاقم أعداد اللاجئين السوريين جراء التدخل العسكري الروسي ويمنع دخول “الشباب العازب”
الرويشد، الأردن (CNN) — كشف قائد قوات حرس الحدود الأردنية العميد الركن صابر المهايرة الخميس، عن اتفاق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بمنح أولوية عبور للاجئين السوريين من الأطفال والمرضى والنساء، ومنع الشباب العازبين لأسباب أمنية، فيما أكد أن التدخل الروسي في سوريا، فاقم من تدفق أعداد اللاجئين والجرحى وأن الأعداد مرشحة للزيادة.
واستند المهايرة الذي قدم عرضا تفصيليا لتحديات اللجوء السوري خلال جولة إعلامية لعدد من وسائل الاعلام الدولية للحدود الشمالية الشرقية، إلى حصيلة 5 سنوات من اللجوء دخل خلالها عبر الشيك الحدودي أكثر من 550 ألف لاجئ سوري، وتفاقم في أعداد اللاجئين في المنطقة الحرام بين الأردن وسوريا، إلى 16 ألف لاجئ خلال الربع الأخير من العام الماضي.
ولم يخف المسؤول العسكري تشاؤمه من تفاقم أزمة اللجوء، وغياب بريق الأمل في إنهائها، مرجعا ذلك إلى تبدل الأوضاع السياسية في المنطقة وتحوّل لاجئي الشمال السوري إلى الأردن بدلا من تركيا ولبنان.
العرض الذي قدمه المهايرة لكيفية إدارة أزمة اللجوء أمنيا وعسكريا وإنسانيا، لم يخل من تحميل المجتمع الدولي مسؤولية تراجع مساعدات اللاجئين، والتباطؤ في إنشاء منطقة عازلة لإيواء اللاجئين العالقين، قائلا إن الجانب الأردني قد وافق على إنشاء المخيم إلا أن مفوضية شؤون اللاجئين قد تراجعت في وقت سابق، بينما تدرس الآن الفكرة مجددا.
وفي أول حديث رسمي أردني يربط تفاقم أعداد اللاجئين السوريين بالتدخل العسكري الروسي في سوريا، قال المهايرة إن بدء العمليات العسكرية الروسية زاد من أعداد الجرحى واللاجئين، وأضاف: “هناك ازدياد في تدفق اللاجئين والجرحى والمصابين القادمين من الأراضي السورية إلى المملكة بعد التدخل الروسي”.
كما كشف المسؤول العسكري عن تفاهمات الأردن مع المفوضية بشأن تقنين استقبال اللاجئين خاصة المتفقدين من الشمال السوري، وقال: “القرى الشمالية لسوريا باتجاه الحدود السورية ليست مسؤولية المملكة الأردنية ومهمتنا استقبال اللاجئين من الجنوب السوري، تلك القرى تتولاها كل من لبنان وتركيا، لكن للظروف والمستجدات السياسية أصبح كل اللاجئين يتدفقون إلى الاردن وهو عبء أمني وسياسي واقتصادي واجتماعي”، وأضاف: “لا بريق أمل نراه.. بل ازدياد في تدفق أعداد اللاجئين”.
وانتهجت المملكة استراتيجية جديدة في التعامل مع ملف اللاجئين منذ ظهور الجماعات الإرهابية المتطرفة في سوريا كداعش وجبهة النصرة، وفقا للمهايرة، بتخفيض عدد نقاط العبور من 45 نقطة ممتدة على الشريط الحدودي مع سوريا إلى 5 نقاط، 2 منهم مخصصة للاجئين النازحين، هما الرقبان والحدلات تقعان إلى الشمال الشرقي، إذ يقيم في منطقة الرقبان الحدودية مع الجانب السوري اليوم، نحو 15 ألف في تجمع أشبه بالمخيم (المنطقة الحرام)، مقابل 1200 لاجئ في منطقة الحدلات (355 كم عن العاصمة عمان).
وحصرت نقاط عبور ثلاثة متصلة شمالا مع درعا السورية، بإدخال اللاجئين السوريين الجرحى فقط وإعادتهم إلى الأراضي السورية بعد خضوعهم للعلاج، وتعاملت القوات المسلحة الأردنية مع ما يزيد عن 90 ألف حالة منذ بداية الأزمة.
واستند الأردن في استراتيجيته تلك إلى واقع الأرقام والحالات التي تم ضبطها خلال عمليات التسلل والتهريب والعبور لبعض اللاجئين، قائلا: “لدينا الآن لاجئين من مناطق الشمال السوري كالحسكة ودير الزوير وهي تحت سيطرة داعش.. نحن ضبطنا أشخاصا يعملون مع داعش وضبطنا من معه أجهزة من حقي أن أدقق في القادمين”.
وبشأن منع دخول العازبين، قال المهايرة: “لا يسمح للشباب العازبين بالدخول”، مشيرا إلى أن تغليب الجانب الأمني أولوية مع عدم إغفال الجانب الانساني، وأضاف: “لا يسمح بدخول لاجئ إلا بعد التأكد أنه نظيف أمنيا وطبيا… لن يسمح بدخول لاجئ يحمل حزاما ناسفا ليعمل تفجير في مخيم الزعتري، ولن يدخل لاجئ مصاب بمرض وبائي وينشر العدوى في المخيم بين اللاجئين في المخيم أو المواطنين الأردنيين”، وشدد بالقول: “الأمن ثم الأمن ثم الأمن”.
ولم يعلن الأردن عبر حكومته رسميا، عن ارتفاع أعداد العالقين على الحدود الأردنية السورية إلى 16 ألف لاجئ إلا منذ أسابيع قليلة، وسط دعوات منظمات دولية للأردن إلى السماح لهم بالدخول، في حين أكدت السلطات الأردنية دعوتها في وقت سابق، أي بلد آخر “قادر” على استقبالهم إلى فعل ذلك.
رغم ذلك، أكد المهايرة تمسك المملكة بسياسة فتح الحدود للاجئين، وإن استغرقت عملية الدخول أشهرا، بحسب ما أشار لاجئون خلال الجولة، وأردف المهايرة قائلا: “طالما هناك حرب فهناك لجوء، الـ16 ألف قدموا خلال فترة زمنية قصيرة عندما بدأ القصف في الجنوب السوري والمنطقة الشرقية… لا يوجد لدينا مدة محددة لإبقاء اللاجئ عند الساتر نحن نعمل بأولويات لإدخال الأطفال أولا ومن المرضى والنساء وكبار السن حتى ننهي الإجراءات الأمنية والطبية لا نقول خمسين يوما ولا عشر أيام ومتفقين مع المفوضية على هذه الأولويات”.
وتشير مصادر مطلعة لـ CNN بالعربية إلى أن أعداد اللاجئين السوريين في منطقتي الرقبان والحدلات التي تبعدان عن بعضهما 130 كم، قد تفاقمت منذ نحو أربعة أشهر، بعد أن كانت لا تتجاوز نحو خمسة آلاف لاجئ.
وتبذل قيادة حرس الحدود في إدارة أوضاع اللاجئين وتنظيم آلية دخولهم أمنيا، جهودا مضنية في التدقيق الأمني في معلومات اللاجئين، وإجراء مسوحات لضبط عمليات تهريب الآثار من سوريا إلى الأردن وفقا لما عرض المهايرة، عدا عن التكلفة اللوجستية في عمليات نقل اللاجئين وإيوائهم ورعايتهم حتى إيصالهم إلى مراكز الإيواء، إذ أنفقت القوات المسلحة الأردنية منذ اندلاع الأزمة السورية من مخصصاتها على ذلك نحو 500 مليون دينار أردني.
وبالأرقام والصور، عرض المهايرة لآلاف المضبوطات المهربة عبر الحدود السورية الأردنية، من أسلحة ومخدرات وأجهزة اتصالات، للعام 2015 لوحده، حيث ضبطت 16 مليون حبة مخدرة و489 مسدس 9 ملم و195 مسدس جلوك و276 خرطوش عين واحدة و199 خرطوش خردق و300 بمب أكشن من مختلف الأنواع وأجهزة لاسلكية وغيرها.
وعن اتجاهات حالات التهريب التي بلغت 32 حالة لذات العام، فقد توزعت بين الأردن وسوريا وإسرائيل، بواقع ضبط مهربا من الأردن إلى سوريا، و39 مهربا من سوريا إلى الأردن، مقابل ضبط مهربين اثنين من الأردن إلى اسرائيل، بينما سجلت محاولات التسلل انخفاضا ملحوظا العام الماضي بلغ 34 حالة شارك بها 85 شخصا، مقابل 206 العام 2014 و204 حالة العام 2013.
أما عن حالات التسلل المضبوطة للعام الماضي والتي بلغت 85 حالة تورط بها 132 شخصا، فقد توزعت بين 56 شخصا من الأردن إلى سوريا، و26 من سوريا إلى الأردن و26 متسللا من الأردن إلى إسرائيل ومن إسرائيل إلى الأردن 21 متسللا، فيما سجل متسلل واحد من السعودية إلى الأردن، ومتسللين اثنين من الأردن إلى السعودية.
اليونيسف توثق حالات سوء تغذية لأطفال في مضايا بريف دمشق وتدعو لفك الحصار عن المدنيين
بروكسل – دمشق (15 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكدت منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسف)، أنها وثقت حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال من بلدة مضايا السورية في ريف دمشق، وذلك بعد مشاركة بعثتها في الدفعة الثانية من المساعدات التي أدخلت للبلدة يوم أمس الخميس.
جاء ذلك في بيان صدر عن اليونيسف اليوم، وتلقت (آكي) الإيطالية للأنباء نسخة منه، تحدثت فيه عن قيامها بمعاينة عدة حالات من سوء التغذية لأطفال ومراهقين من مختلف الأعمار، حيث “نشعر بالأسى لوفاة الطفل علي، 16 عاماً بسبب سوء التغذية”، حسب البيان.
وأكد البيان، الذي نُسب إلى هناء سنجر، ممثلة اليونيسف في سورية، أن فرق المنظمة عاينت 25 طفلاً دون الخامسة مصابين بسوء تغذية حاد، وكذلك عشرة أطفال بين 6 إلى 18 عاماً، يتلقون العلاج في المرافق الصحية المحلية باستخدام إمدادات طبية وغذائية متخصصة أدخلت مع قوافل المساعدات الانسانية يوم الإثنين الماضي.
وسلطت المنظمة الضوء على أمرين هامين، هما قلة عدد الكوادر الطبية في مضايا وصعوبة ظروف عملها، وكذلك حاجة بعض الأشخاص، خصوصاً شاب يبلغ من العمر 17 عاماً وإمرأة حامل للاخلاء الفوري بسبب دقة حالتهما الصحية.
وبالرغم من أن ممثلة اليونيسف في سورية، تؤكد أن الحالات التي تمت معاينتها تقدم صورة للوضع الحقيقي في مضايا، ولكن لا يمكن تعميمها على وضع التغذية العام.
وأشارت إلى أن فرق اليونيسف تعمل مع الهلال الأحمر السوري لمتابعة الوضع، كما أنها أنشأت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية مركز لتحقيق استقرار ومتابعة علاج الذين يعانون من سوء التغذية.
ولم يفت ممثلة اليونيسف التأكيد على أن الوضع في مضايا يجب ألا ينسينا أن هناك العديد من المناطق المحاصرة في سورية، وقالت “نكرر دعوتنا لكافة الأطراف المتصارعة لفك الحصار عن المدنيين وتسهيل وصول الإمدادات و فرق الإنقاذ، فما يحدث أمر غير مقبول في القرن الواحد والعشرين”، حسب كلامها.
وعبرت المسؤولة الأممية عن أسفها لأن سياسة الحصار أصبحت وسيلة من وسائل الحرب.
ويذكر أن المنظمات الإنسانية الدولية قد أدخلت بالتزامن مع العمل في مضايا مساعدات إنسانية لمنطقتي كفريا والفوعة، المحاصرتين أيضاً، حيث يتواجد أكثر من 20 ألف مدني منهم 6 آلاف طفل.
سورية: الهيئة العامة للمفاوضات بكاملها ستحضر إلى جنيف للمراقبة
روما (15 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن الهيئة العامة للمفاوضات للمعارضة السورية المنبثقة من مؤتمر الرياض ستحضر إلى جنيف بكامل أعضائها، برفقة الوفد المفاوض المكوّن من نحو 45شخصية، لأجل ما أسمته بـ”مراقبة المفاوضات عن كثب”، بين النظام السوري والمعارضة
وأشارت المصادر في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن الهيئة المكوّنة من نحو 32عضواً تسعى للحضور إلى جنيف في المؤتمر التفاوضي الذي سيُعقد في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في جنيف من أجل مراقبة عمل وأداء الوفد المفاوض، والذي رجّحت أن يصل عدده إلى ما بين 45 و50 شخصاً
وقالت المصادر إن “أكثر من دولة ستساهم في تكاليف انتقال وإقامة الوفد الكبير الذي قد يصل إلى نحو 80شخصاً”، مشيرة إلى أن “كندا وسويسرا والولايات المتحدة والسعودية ستتقاسم التكاليف”، كما أعربت عن خشيتها من “أن يؤثر هذا العدد الكبير من المفاوضين ومساعديهم سلباً، أكثر مما يفيد، وأشارت خشية الهيئة العامة للمفاوضات من التهميش على حساب بروز دور الوفد المفاوض عند بدء المفاوضات”، على حد تعبيرها
الأمم المتحدة: مستشفى متنقل في الطريق الى مضايا حيث أبلغ عن 32 وفاة هذا الشهر
جنيف (رويترز) – قالت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة يوم الجمعة إن مستشفى متنقلا وفريقا طبيا في طريقهما الى بلدة مضايا السورية المحاصرة حيث أبلغ سكان محليون عن موت 32 شخصا جوعا في الأيام الثلاثين الماضية.
وقال طارق جاسارفيتش من منظمة الصحة العالمية في تصريحات صحفية إن الحكومة السورية أعطت الإذن بدخول المستشفى المتنقل والهلال الأحمر العربي السوري الى البلدة كما وافقت على حملة تطعيمات.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بيتينا لوشا إن لجنة إغاثة محلية أبلغت مسؤولين بالبرنامج بأن 32 شخصا ماتوا جوعا في الأيام الثلاثين الماضية.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ينس لارك إن المنظمة الدولية تأمل في إرسال قوافل الى مضايا وبلدتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما المعارضة المسلحة في إدلب الأسبوع القادم لكن لم يتم تحديد موعد لارسال مساعدات لمدينة الزبداني.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير سها جادو)