أحداث الجمعة 21 تشرين الثاني 2014
خلاف على سورية بين فريق أوباما والخارجية
واشنطن – جويس كرم
لندن، نيويورك، الرياض، أنقرة – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – أكدت مصادر موثوقة لـ «الحياة» في واشنطن وجود «خلافات جذرية» بين فريقي الرئيس باراك أوباما والخارجية الأميركية حول استراتيجية البيت الأبيض الخاصة بسورية، في وقت دعت السعودية مجلس الأمن إلى «إصدار قرار يضع على قائمة العقوبات كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية، بما فيها مليشيات حزب الله، وفيلق أبي فضل العباس، وعصائب أهل الحق وغيرها»
وقالت المصادر الأميركية إن هناك «خلافات جذرية بين البيت الأبيض والخارجية حول الملف السوري، والخارجية تدفع في اتجاه تصعيد سريع على الأرض، فيما يتريث مستشارو أوباما بسبب مخاوف من الانزلاق في الحرب السورية». وأضافت أن هناك إدراكاً لدى الجانبين بأن «الاستراتيجية الحالية تفشل إنما الخلاف على المرحلة المقبلة وبين خياري زيادة الدور الأميركي أو خفضه، الأمر الذي يفضله البيت الأبيض».
وعكس هذا التضارب ما نقلته شبكة «سي. ان. ان» عن مسؤولين في الإدارة من أن واشنطن تحضر لإقامة مناطق عازلة، ونفي البيت الأبيض ذلك لاحقاً. لكن المصادر ذاتها قالت إن هناك خيارات قيد الدرس بينها إقامة المناطق العازلة وهناك «محادثات واسعة مع تركيا» التي يصل إليها اليوم نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن. وتناول المنسق الأميركي للتحالف الدولي في الحرب على «داعش» الجنرال المتقاعد جون آلن، الموجود في أنقرة، الخلافات الحالية بين الولايات المتحدة وتركيا حول السياسة الواجب اتباعها في سورية، قائلاً إنه يجب «الأخذ في الاعتبار المصالح القومية لتركيا ومطالبها».
في نيويورك، قال المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي في كلمة أمام مجلس الأمن، إن بروز التنظيمات الإرهابية في المنطقة، بخاصة «داعش»، جاء بسبب «سياسات وممارسات إقصائية وطائفية من بعض الأنظمة في المنطقة، فضلاً عن عجز المجتمع الدولي، بخاصة مجلس الأمن، عن التحرك لوضع حدٍّ لسياسات النظام السوري وممارساته ضد شعبه، الأمر الذي أوجد بيئة خصبة في سورية ترعرعت فيها الجماعات الإرهابية».
وقال السفير التركي خالد شفيق إن بلاده تتخذ كل الإجراءات لمكافحة الإرهاب وانتشار المقاتلين الإرهابيين الأجانب، ولديها لائحة من 7420 شخصاً من 80 دولة ممنوعين من دخول أراضيها، مشيراً إلى أنها أبعدت 1050 آخرين. وذكر غاري كوينلن السفير الأسترالي أن موارد «داعش» الشهرية تتراوح بين 900 ألف دولار و1,7 مليون دولار من تجارة النفط وفرض الضرائب وتجارة الآثار المسروقة.
إلى ذلك، اعتبر خبراء اقتصاديون أن الحرب في سورية أعادت عجلة اقتصادها عقوداً إلى وراء، بعدما كان يصنَّف واعداً. وقالت المسؤولة في قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي ماي خميس: «الناتج المحلي الإجمالي (السوري) تقلص بنحو 40 في المئة… وإنتاج النفط يكاد أن يتوقف ومعدلات التضخم بلغت نحو 120 في المئة في آب (أغسطس) 2013، بينما كانت أربعة في المئة عام 2011، قبل أن تبلغ في أيار (مايو) 50 في المئة».
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن صادرات سورية ووارداتها تراجعت بأكثر من 90 في المئة، فيما تجاوزت نسبة البطالة خمسين في المئة. وأفادت مصادر أمس بأن سعر صرف الدولار ارتفع إلى نحو 210 ليرات سورية، علماً أنه كان 46 ليرة قبل أربع سنوات.
منسق قوات التحالف: “داعش” ينتحر في كوباني
انقرة – أ ف ب
اعتبر المنسق الاميركي للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الجنرال المتقاعد جون آلن الخميس ان تورط تنظيم “الدولة الاسلامية” في مدينة عين العرب (كوباني) السورية الكردية اشبه بالعمل الانتحاري، وانهم لن يتمكنوا من السيطرة عليها.
وقال آلن في مقابلة نشرتها صحيفة “ملييت” التركية في مناسبة زيارته الى انقرة: “على اكثر من صعيد، ورطت “داعش” نفسها في ما يشبه الانتحار في كوباني”. وأضاف: “بما انهم يواصلون ارسال المقاتلين كتعزيزات، سنواصل قصفهم وقطع خطوط امداداتهم وتعطيل سلسلة القيادة والسيطرة وفي الوقت نفسه القيام بما يمكننا فعله لدعم المدافعين” الاكراد عن المدينة. وتابع: “سينتهي الامر بتنظيم الدولة الاسلامية بالاستسلام، لأنه لن ينتصر في هذه المعركة”.
ومنذ بدء الهجوم الذي اطلقه الجهاديون على مدينة عين العرب السورية في منتصف ايلول (سبتمبر)، قتل حوالى 1200 شخص غالبيتهم من مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” او عناصر الميليشيا الكردية التي تدافع عن المدينة. وطائرات التحالف، لا سيما الاميركية، كثفت الضربات ضد اهداف “داعش” في كوباني وتمكنت من وقف تقدمه.
وقال آلن: “نحن مقتعون بأن غاراتنا الجوية ادت الى مقتل اكثر من 600 رجل من تنظيم الدولة الاسلامية”، مضيفاً: “اعتقد انهم اذا انسحبوا فسيشكل ذلك اشارة الى ان مسيرتهم المظفرة قد بلغت حدها الاقصى”. وخلص الى القول: “اننا نلمس على ارض الواقع انه غير صحيح (القول) انهم لا يقهرون”. وحول الخلافات الحالية بين الولايات المتحدة وتركيا حول السياسة الواجب اتباعها في سورية اعتبر الجنرال السابق انه يجب “الاخذ في الاعتبار المصالح القومية لتركيا ومطالبها”. وخلافاً لواشنطن، ترفض الحكومة الاسلامية المحافظة التركية التدخل عسكرياً لدعم المدافعين الاكراد عن كوباني لأنها تعتبر ان هذا الدعم سيكون في مصلحة النظام السوري.
وفد رسمي سوري إلى موسكو الأسبوع المقبل لبحث إطلاق محادثات سلام
دمشق، عمّان ـ أ ف ب، رويترز
يلتقي وفد رسمي سوري رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأربعاء المقبل بهدف مناقشة “افكار روسية” تتعلق باطلاق مباحثات للسلام في سورية.
وقال مسؤول سوري رفيع المستوى لـ”فرانس برس” الخميس ان الرئيس الروسي “سيستقبل وفدا برئاسة الوزير المعلم وسيتركز اللقاء على اعادة اطلاق المفاوضات”.
وأضاف أن “استقبال الرئيس بوتين للوفد عند وصوله الى موسكو الاربعاء يعكس مدى الاهمية التي يوليها لهذه الزيارة”.
وأشار إلى أن “الاجتماعات التي تعقد في موسكو تجري عادة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف”، مضيفا “حتى ان المباحثات المتعلقة بالسلاح الكيميائي عقدت معه (لافروف)”.
وكان وفد سوري رسمي قام بزيارة الى موسكو في ايلول (سبتمبر) 2013 وأعلن بناء على طلبها بان دمشق ستقوم بتدمير ترسانة اسلحتها الكيماوية بإشراف من الامم المتحدة.
وسيضم الوفد مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
وقال رئيس تحرير صحيفة “الوطن” المقربة من السلطة وضاح عبد ربه لـ”فرانس برس” ان “اللقاء سيبحث بشكل خاص الافكار التي تطرحها موسكو من اجل جمع المعارضة والدولة للبدء بحوار اولي من شانه تفعيل العملية السياسية المتوقفة منذ جنيف”.
وأضاف “ان الامر لا يتعلق بمبادرة روسية حتى الان بل بافكار من اجل احياء العملية. ويتوجب دراسة هذه الافكار مع السوريين قبل وضع الخطة التي يجب ان تحظى بموافقة الاممم المتحدة”.
وكانت صحيفة “الوطن” نقلت عن مصدر دبلوماسي عربي في موسكو قوله ان “الخطة الروسية تعتمد على عقد حوار سوري سوري في موسكو يحضره اضافة إلى الوفد الرسمي السوري عدد من الشخصيات المعارضة من الداخل والخارج وفي مقدمتهم (الرئيس الاسبق للائتلاف المعارض) معاذ الخطيب”.
وذكرت الصحيفة ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اكد ان روسيا تجري الاتصالات اللازمة مع الجهات المعنية لتحديد موعد لـ”مؤتمر موسكو” لتسوية الازمة السورية.
وخاض وفدان من النظام والمعارضة مفاوضات مباشرة برعاية الامم المتحدة في جنيف في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)، من دون تحقيق اي تقدم في سبيل التوصل الى حل سياسي للازمة.
وأشار المسؤول السوري في تصريحاته لـ”فرانس برس” إلى أن الأمر لن يتعلق بالتباحث مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “كممثل وحيد للشعب السوري” ولكن مع جماعات مختلفة وبخاصة مع معارضة الداخل المقبولة من النظام وعدد من معارضي الخارج الذين ناوا بانفسهم عن الائتلاف.
ميدانياً، هاجم مسلحون من “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” وجماعات معارضة أخرى مدينة البعث بجنوب سورية اليوم الخميس ومكثوا بها لبعض الوقت.
وهذه المدينة هي آخر معقل كبير للجيش السوري في المنطقة القريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وتأتي هذه المعركة ضمن حملة بدأها مقاتلو المعارضة هذا الأسبوع للسيطرة على محافظة القنيطرة بالكامل. ولم يتبق سوى مدينة البعث وبلدة خان أرنبة المجاورة تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
ويشارك نحو ألفي مقاتل في الحملة بالجنوب. ويكتسب تقدمهم الذي يوسع سيطرة المعارضة بالقرب من مرتفعات الجولان والأردن أهمية ايضا لأن دمشق معقل قوة الأسد تقع على بعد 65 كيلومترا الى الشمال. ويريد المقاتلون فتح طريق نحو العاصمة والتواصل مع مسلحي المعارضة هناك.
وذكر المقاتلون قبل دخول مدينة البعث أنهم سيطروا على عدة قرى على المشارف وأعلنوا سيطرتهم على معظم الريف.
وقال عبد الله سيف الله وهو قائد ميداني من جبهة النصرة في بلدة الحميدية قرب الحدود مع إسرائيل إن المقاتلين يستخدمون كل أنواع الأسلحة من نيران الدبابات وقذائف المورتر.
المفاوضات النووية في مأزق التشاؤم والتشدد
باريس- رندة تقي الدين{ طهران – محمد صالح صدقيان{ واشنطن – «الحياة»
خيم تشاؤم أمس، على فرص إبرام اتفاق على البرنامج النووي لإيران خلال المفاوضات الماراثونية التي تجريها هذا الأسبوع مع الدول الست في فيينا، فيما اتسع حجم الهوة في مواقف الطرفين قبل اقتراب المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق في 24 الجاري. واعترفت موسكو ليل أمس بأجواء توتر معتبرة أن التوصل إلى اتفاق بات «صعباً جداً».
وما لم يحصل أي تقدم مفاجئ في اتجاه تذليل العقبات الكثيرة، فإن من المرجح أن تلجأ واشنطن وعواصم الغرب الأخرى، إلى تمديد المهلة إلى آذار (مارس) المقبل، باعتبار ذلك الخيار الأفضل لتفادي إعلان الفشل الذي لا يخدم مصالح أي من الأطراف، علماً أن ثمة صعوبة أكبر في التوصل إلى اتفاق بعد التمديد، مع تولي الجمهوريين مطرقتي مجلسي الشيوخ والنواب في 20 الشهر الجاري، وزيادة فرص فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران .(للمزيد)
وقبل توجهه إلى فيينا أمس، للمشاركة في المفاوضات مع إيران، توقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري في باريس، حيث التقى نظيره الفرنسي لوران فابيوس، كما التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وبحثا في المفاوضات مع إيران.
وأشار فابيوس وكيري في مؤتمر صحافي مشترك إلى أن الطريق طويل أمام التوصل إلى اتفاق، وأكدا أن نقاط خلاف ما زالت تتطلب حلاً وشدّدا على رغبتهما في التوصل إلى اتفاق.
ولفت كيري إلى أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «تخوض المفاوضات موحدة»، فيما أعاد فابيوس التذكير بـ «حق إيران في برنامج نووي مدني، ولكن لا يحق لها أن تطور سلاحاً ذرياً».
وفي أبرز مؤشر إلى عقبات تعترض الاتفاق، أبدى الاتحاد الأوروبي في بيان، «أسفه بشدة» لإخفاق إيران في تبديد مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق بـ «أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها» و «الاشتباه في إجرائها بحوثاً لإنتاج قنبلة ذرية».
وأصدر الاتحاد بيانه خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة التي أكدت أن إيران لم تقدم بعد التفسيرات اللازمة قبل أربعة أيام من انقضاء مهلة التوصل إلى اتفاق شامل في فيينا. وشدد البيان على «ضرورة حل كل القضايا العالقة من أجل التوصل إلى تسوية شاملة طويلة الأمد».
في المقابل، قالت مصادر مطلعة في طهران إن حظوظ التوصل إلى اتفاق لا تتجاوز خمسين في المئة، مشيرة إلى أن «نقطة الخلاف الأساسية تنحصر في وضع آلية، لرفع العقوبات الاقتصادية، فيما يقترح الغرب تعليقها». وقال ديبلوماسي إيراني لـ «الحياة» إن الإرادة السياسية التي تمتع بها مفاوضو الجانبين هي التي أوصلت المفاوضات إلی هذه المرحلة، لكن هؤلاء المفاوضين لم يبرهنوا عن إرادة سياسية في الشوط الأخير، خصوصاً منذ محادثات مسقط، ما ساهم في إيجاد هوة كبيرة.
لكن كبير المفاوضين الإيرانيين علي أكبر صالحي أشار أمس، إلى عقبة أخرى تتمثل في رغبة الغرب في تخلي طهران عن مفاعل آراك الذي يخشى استخدامه لتصنيع «قنبلة»، فيما يصر الجانب الإيراني على الاكتفاء بتعديلات على المفاعل قيد الإنشاء للحد من كمية البلوتونيوم التي ينتجها.
تضاف إلى ذلك عقبات تتمثل في إصرار الإيرانيين على الاحتفاظ بـ9 آلاف جهاز طرد مركزي، فيما يطالبهم الغرب بالاكتفاء بـ4 آلاف، إضافة إلى مدة سريان أي اتفاق، والتي يصر الايرانيون على ألا تتجاوز سبع سنوات، فيما يريد الجانب الغربي التزاماً يمتد إلى 20 – 30 سنة. وتترقب الأسواق الإيرانية تطور المفاوضات وتأثيرها في الوضع الاقتصادي الإيراني.
تعاون تركي – عراقي في الحرب على «داعش»
بغداد – «الحياة»
أكد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في بغداد، اتفاق الجانبين على تبادل المعلومات في الحرب على تنظيم «داعش»، فيما نفى داود أوغلو أن تكون أنقرة دعمت أو تدعم التنظيم، مؤكداً أن الفراغ الأمني أوجده في سورية (للمزيد).
في غضون ذلك، جدد وزير وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل قوله إن «داعش يشكل أكبر خطر على الشرق الأوسط وعلى الولايات المتحدة».
ووصل داود أوغلو أمس إلى العاصمة العراقية في بداية زيارة تستغرق يومين، التقى في مستهلها العبادي ثم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ومن المقرر أن يلتقي رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، فيما رجحت مصادر أن يجتمع مع المرجع الشيعي علي السيستاني في النجف.
وقال العبادي، خلال مؤتمر صحافي أمس إنه وداود أوغلو ناقشا «الملف الاقتصادي والعلاقات بين البلدين والتهديد الأمني للعراق والمنطقة»، موضحاً أن «هناك اتفاقاً جوهرياً ينص على تبادل المعلومات، والتعاون الأمني» بين العراق وتركيا.
وأضاف أن نظيره التركي «عرض التعاون العسكري في مواجهة داعش الذي يهدد العراق والمنطقة، بل تركيا والعالم، ونحن نرحب بالموقف الداعم للعراق». وزاد أن «العد العكسي لداعش بدأ ويتجه الآن نحو الهزيمة».
وتطرق العبادي إلى الأزمة السورية، مشدداً على ضرورة «إيجاد حل لمأساة السوريين». وتابع: «علينا أن نكون واقعيين في التعامل مع القضية. هناك وجهات نظر متعددة، وإذا تعاملنا مع الأمور في شكل منطقي نستطيع إيجاد حل سياسي». وأعرب عن أمله بإقامة نظام سياسي في سورية «يمثل كل المجتمع هناك».
إلى ذلك، رفض داود أوغلو اتهام بلاده بدعم الإرهاب، وقال إن «الفراغ الأمني في سورية خلق داعش»، مؤكداً أن أنقرة «مع الاستقرار هناك ليتمكن الشعب من تجسيد قراره في الانتخابات». ودعا رئيس مجلس الوزراء العراقي وأعضاء المجلس إلى زيارة تركيا و «تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين».
من جهة أخرى، قال هاغل إن «داعش» بات «يشكل الخطر الأكبر على أمن الولايات المتحدة». وأوضح في برنامج تلفزيوني ليل الأربعاء، أن بلاده لم تواجه جماعة كـ «داعش، هو منظم جداً، وأفراده على درجة عالية من التدريب، ومموّل في شكل جيد، ويخطط جيداً، كما أنه متوحش لا يعرف الرحمة». واستدرك أن «هذا التنظيم يمثل خطراً كبيراً على منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة»، معرباً عن اقتناعه بأن «أيديولوجيا التنظيم ستُهزم عاجلاً أم آجلاً».
أمنياً، أعلن الجيش العراقي أمس تقدمه في عدد من القرى المحيطة ببلدة هيت في محافظة الأنبار، وأكدت القيادة المركزية الأميركية أن مقاتلاتها «دمرت مخزناً لمقاتلين سابقين في القاعدة أطلق عليهم اسم مجموعة خراسان التي يحضّر عناصرها لشن هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها». وأشارت إلى أن «قوات التحالف شنت 13 ضربة جوية قرب كركوك، و7 ضربات قرب الموصل، و3 قرب بيجي، وواحدة قرب الفلوجة».
وكانت معلومات من الموصل أشارت إلى مقتل عشرات من عناصر «داعش»، بينهم «والي» المدينة رضوان الحمدوني، بقصف جوي. ولم تؤكد المواقع المقربة من التنظيم هذه الأنباء، ولم تعلق عليها.
كيري انضم إلى مفاوضات فيينا موسكو ترى “من الصعب جداً” الاتفاق
فيينا – موسى عاصي
مع وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى العاصمة فيينا، انتقلت المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 حول البرنامج النووي الايراني الى مربع جديد ومفصلي خصوصاً أن كيري يحمل نتائج لقاءات جولته الأخيرة بين لندن وباريس. وانتقل الوزير الاميركي فور وصوله الى فيينا الى قصر كوبورغ حيث عُقد لقاء ثلاثي ضمه ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين أشتون، وسط أجواء توحي بتشاؤم يخيم على المسار التفاوضي وتحديداً في ما يتعلق بالتفاصيل التقنية.
وكان الاهتمام بالملف النووي قد انتقل أمس من فيينا الى باريس حيث التقى كيري نظيريه السعودي الامير سعود الفيصل والفرنسي لوران فابيوس. وقالت أوساط فرنسية لـ”النهار” إن كيري زار باريس لشرح ما توصلت اليه المفاوضات خلال جولة مسقط وخلال الفترة الفاصلة بين محطتي عمان والنمسا و”لاقناع الجانبين السعودي والفرنسي بأهمية التوصل الى اتفاق مع ايران ضمن حدود معينة”. وبعد اللقاءين عقد كيري وفابيوس مؤتمراً صحافياً مقتضباً أعلنا فيه عن بيان مشترك وموحد عن المفاوضات مع ايران. وجاء في البيان المشترك أن الطريق لا يزال طويلا قبل التوصل الى اتفاق مع ايران، وأن هناك نقاطاً لا تزال مختلفاً عليها، وشدد على تمني الطرفين تضييق الخلافات خلال الايام المقبلة “لكن هذا يتعلق بموقف الايرانيين”، على حد قول لوران فابيوس، بينما قال كيري أنه يشاطر نظيره الفرنسي وجهة نظره، موضحاً أن القوى الأخرى التي تشارك في المفاوضات مع ايران تملك الرؤية عينها.
وصدر الموقف الفرنسي – الاميركي بعد معلومات لـ”النهار” عن ضغط سعودي مارسه الامير سعود الفيصل خلال زيارته لباريس، اذ قالت مصادر فرنسية إن وزير الخارجية السعودي حض الفرنسيين على عدم توقيع اتفاق يمنح ايران القدرة على امتلاك برنامج نووي متطور. وتحدثت عن وجود رؤية مشتركة وموقف متقارب جداً بين السعودية وفرنسا حيال الملف النووي الايراني، لكن فرنسا “باتت اليوم في وضع حرج نظراً الى موقفها المتقاطع مع موقف السعودية في شأن الملف النووي الايراني من جهة، وعدم قدرتها على الوقوف طويلاً في مواجهة ارادة الاميركيين اذا ما ارادوا المضي في سبيل التوصل الى اتفاق مع ايران”.
وأبلغت أوساط ديبلوماسية فرنسية لـ”النهار” أن فرنسا غير متحمسة لتوقيع اتفاق مع ايران بأي ثمن، وأن الشرط الفرنسي هو فتح كل المنشآت الايرانية أمام التفتيش الدولي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا يعني أن على ايران توقيع البروتوكول الاضافي للوكالة والذي ينص على تفتيش مفاجئ لأي منشأة تشتبه الوكالة في وجود نشاط نووي فيها، الامر الذي ترفضه ايران وتربط الموافقه عليه بتوقيع الاتفاق النهائي بينها وبين مجموعة 5+1.
وعلى مستوى جلسات أمس في مفاوضات فيينا، استمرت اللقاءات الثنائية بين الجانب الايراني وأعضاء المجموعة الدولية. وعلمت “النهار” أن أي تقدم في موضوع رفع العقوبات التي فرضها مجلس الامن لم يحرز وان الولايات المتحدة مصرة على موقفها من عدم رفع هذه العقوبات قبل اختبار لمدى احترام الجانب الايراني التزاماته خلال فترة التوقف عن تطوير برنامجه بعد توقيع الاتفاق. وقالت أوساط متقاطعة في فيينا إن ايران مستعدة للقبول برفع تدريجي شرط تحديد ذلك في جدول زمني يتفق عليه.
وفي المقابل، لا يزال التفاؤل باحراز تقدم في البند المتعلق بعدد أجهزة الطرد المركزي من خلال تسوية “وسط الطريق” بين الاقتراح الغربي (4500 جهاز) والمطلب الايراني (8000).
واعلن المفاوض الروسي سيرغي ريابكوف ان المفاوضات تجري في “جو من التوتر” الامر الذي يجعل من “الصعب جداً” التوصل الى اتفاق، على ما نقلت عنه وكالة “ريا – نوفوستي”.
وفد سوري يلتقي بوتين الأربعاء المعارضة سيطرت وقتاً على مدينة البعث
المصدر: (وص ف، رويترز)
يلتقي وفد رسمي سوري رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الاربعاء المقبل لمناقشة “افكار روسية” تتعلق باطلاق محادثات للسلام في سوريا.
وقال مسؤول سوري رفيع المستوى ان الرئيس الروسي “سيستقبل وفدا برئاسة الوزير المعلم وسيتركز اللقاء على اعادة اطلاق المفاوضات”. واضاف ان “استقبال الرئيس بوتين للوفد عند وصوله الى موسكو الاربعاء يعكس مدى الاهمية التي يوليها لهذه الزيارة”. واشار الى ان “الاجتماعات التي تعقد في موسكو تجري عادة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف حتى ان المحادثات المتعلقة بالسلاح الكيميائي عقدت معه”.
وسيضم الوفد مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد للشؤون السياسية والاعلامية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
وكانت صحيفة “الوطن” القريبة من النظام نقلت عن مصدر ديبلوماسي عربي في موسكو ان “الخطة الروسية تعتمد على عقد حوار سوري سوري في موسكو يحضره اضافة إلى الوفد الرسمي السوري عدد من الشخصيات المعارضة من الداخل والخارج في مقدمتها (الرئيس السابق للائتلاف المعارض) معاذ الخطيب”.
وقالت ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اكد ان روسيا تجري الاتصالات اللازمة مع الجهات المعنية لتحديد موعد لـ”مؤتمر موسكو” لتسوية الازمة السورية.
وأوضح المسؤول السوري ان الامر لن يتعلق بالتباحث مع “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” “كممثل وحيد للشعب السوري” ولكن مع جماعات مختلفة وخصوصاً مع معارضة الداخل المقبولة من النظام وعدد من معارضي الخارج الذين نأوا بانفسهم عن الائتلاف.
مدينة البعث
في غضون ذلك، هاجم مسلحون من “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” وجماعات معارضة أخرى مدينة البعث بجنوب سوريا ومكثوا فيها بعض الوقت.
وهذه المدينة هي آخر معقل كبير للجيش السوري في المنطقة القريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وتدخل هذه المعركة ضمن حملة بدأها مقاتلو المعارضة هذا الأسبوع للسيطرة على محافظة القنيطرة كاملة. ولم تبق سوى مدينة البعث وبلدة خان أرنبة المجاورة خاضعتين لسيطرة قوات الرئيس السوري.
وقال الناشط في المنطقة ابو سعيد الجولاني إن البلدتين اذا سقطتا فإن مقاتلي المعارضة سيكونون قد سيطروا على محافظة ثانية بعد الرقة.
ويسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على محافظة الرقة في شمال سوريا وقد استهدفتها الغارات الجوية للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأفاد ناشطون إن مقاتلي المعارضة اشتبكوا مع القوات الحكومية في وسط المدينة ليل أول من أمس وتقهقروا الى مشارفها أمس. وفر آلاف من سكان مدينة البعث البالغ عددهم 30 الف نسمة.
وسميت المدينة باسم حزب البعث الحاكم في سوريا نوعا من التحدي بعد تدمير القنيطرة القريبة في الحرب مع اسرائيل. وهجرت القنيطرة وباتت البعث الان المركز الإداري للمحافظة.
ويشارك نحو ألفي مقاتل في الحملة في الجنوب. ويكتسب تقدمهم الذي يوسع سيطرة المعارضة بالقرب من مرتفعات الجولان والأردن أهمية ايضا لأن دمشق معقل قوة الأسد تقع على مسافة 65 كيلومترا الى الشمال. ويريد المقاتلون فتح طريق نحو العاصمة والتواصل مع مسلحي المعارضة هناك.
وقال المقاتلون قبل دخول مدينة البعث أنهم سيطروا على قرى عدة على المشارف وأعلنوا سيطرتهم على معظم الريف.
وصرح القائد الميداني في “جبهة النصرة” عبد الله سيف الله في بلدة الحميدية قرب الحدود مع إسرائيل بأن المقاتلين يستخدمون كل أنواع الأسلحة من نيران الدبابات وقذائف الهاون.
وأوردت وسائل الإعلام السورية الرسمية والصحف الموالية للحكومة ان الجيش مدعوما بميليشيات موالية له صد توغل مقاتلي المعارضة في مدينة البعث. وتحدثت عن اشتباكات عنيفة بعد سقوط وابل من قذائف الهاون والمدفعية أطلقها مقاتلو المعارضة وسقطت على وسط المدينة ومبنى البلدية.
اردوغان
في أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تقوم الوضع القائم في العراق وسوريا على صعيدين منفصلين، مضيفا أن الائتلاف الدولي لمواجهة تنظيم “داعش” لم يتخذ أي خطوة فعلية على صعيد تدريب “المعارضة المعتدلة في سوريا وتسليحها”.
ديمبسي: هدفنا «داعش» لا إطاحة الأسد
أكد رئيس هيئة الأركان الأميركية مارتن ديمبسي، أمس، أن هدفه هو تدمير تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” في العراق وسوريا وليس إطاحة النظام السوري، وهو ما دعمه وزير الدفاع تشاك هايغل بالتأكيد أن الهدف الرئيسي هو “داعش”، برغم إقراره بأن الرئيس السوري بشار الأسد يستفيد “بشكل غير مباشر” من الهجوم على التنظيم.
وقال ديمبسي، في مؤتمر في واشنطن نظمه موقع “ديفنس وان” الالكتروني، إن المعركة مع “داعش” ستكون “طويلة”، معتبرا أن “إستراتيجية” مواجهة التنظيم ستتطلب مراحل عدة، كما أنها ترتكز على دعم “القوات الأمنية” العراقية، وستتطلب سدّ العديد من “الثغرات” في الهيكلية العسكرية للبلاد.
وتابع: “نحن نعتمد نهجا مختلفا” هذه المرة في العراق، موضحا “عوضا عن الاستيلاء على البلد والسيطرة عليه ومن ثم نقل السلطة تدريجيا، نقول للعراقيين منذ البداية، إسمعوا، الأمر بيدكم، هذه الحملة يجب أن تكون حملتكم”.
ولفت إلى أن “الحكومة العراقية الجديدة طردت عددا من القادة العسكريين وتسعى لتعيين ضباط بدلا منهم أكثر كفاءة ومن جميع الأطياف”، مؤكداً أن “الولايات المتحدة لديها إستراتيجية خاصة لملاحقة “داعش”، وأن هذه الإستراتيجية عرضة للتغير وستتغير بين الحين والآخر”، مبينا أنه “مع تغير سير الإستراتيجية، فإن الهدف الأساسي منها هو القضاء على “داعش”، سوف لن يتغير”.
وقال ديمبسي، ردا على سؤال عن المطالبات بإطاحة الأسد: “مهمتي هي هزم داعش، وليس بناء دول أو إطاحة النظام السوري”. ورفض الرد بشكل مباشر على سؤال بشأن طلب تركيا إقامة منطقة عازلة في سوريا.
كما أن هايغل شدد، في مقابلة على قناة “بي بي أس” الأميركية، على أن “داعش” هو الهدف الأساسي لأميركا. وقال: “الأولوية، والأخطر، هو “داعش”. نحن لم نرَ أبدا مجموعة منظمة مثل الدولة الإسلامية، وهي مدربة وممولة جيدا، ولديها إستراتيجية، كما أنها وحشية”.
وكرر الموقف الأميركي من أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية. وقال: “على السوريين الاعتماد، في مرحلة ما، على نوع من الحل السياسي لحكم بلدهم، والحصول على الحرية التي يريدونها”.
وعما إذا كان الأسد يستفيد من الغارات الجوية ضد “داعش”، قال هايغل: “بطريقة غير مباشرة، نعم”. وأضاف: “لا يوجد حل عسكري لسوريا. يجب أن يكون هناك حل ديبلوماسي، عبر جمع الناس، لأن أحداً لا يريد حكومة فاشلة في سوريا”.
(“السفير”، ا ف ب)
أنقرة تعود إلى التقارب مع بغداد من بوابة الأمن
داود أوغلو: لم نسهّل للإرهابيين
تركيا رجب طيب اردوغان التي ساهمت في اضعاف سلطة بغداد، تارة باللعب على وتر الخلافات العراقية الداخلية، والورقة المذهبية، وتارة باستغلال التناقضات الكردية وتوتر علاقات اربيل مع الحكم المركزي، اختارت ان تعود الى التفاوض مع حكومة حيدر العبادي من بوابة «التعاون الامني» والحديث عن «مثال تعاون اقتصادي يحتذى به في العالم».
ويبدو أن توسّع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، وما تبعه من إنشاء «تحالف دولي» لمواجهته من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، فرضا على العراق وحكومته الجديدة كما على الدول المحيطة به سياسة تواصل اكبر ترتكز على الجوانب الأمنية والاستخباراتية. وبدا التباين مجددا بين بغداد وأنقرة في ما يتعلق بالازمة السورية وكيفية تسويتها.
وبعد السعودية، التي زارها رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، أمس الأول، مستخلصاً من نتيجة لقاءاته ضرورة «التعاون الأمني» في «مكافحة الإرهاب» ودعم العشائر، والتي سبقه اليها الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وصل رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إلى بغداد، أمس، مصطحباً معه رئيس استخباراته حقان فيدان، ليعلن من هناك ان بلاده لم تقدم تسهيلات للارهابيين.
والتقى داود أوغلو في بغداد خلال زيارته التي تستمر يومين ومن المفترض أن تشمل إقليم كردستان، رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي، حيث أعلن الأخير في مؤتمر صحافي مشترك مع داود أوغلو أن «الطرفين ناقشا الملف الاقتصادي والعلاقات بين البلدين والتهديد الأمني للعراق والمنطقة»، موضحاً أنه تم عقد «اتفاق جوهري ينص على تبادل المعلومات بين البلدين والتعاون الأمني الكامل»، وأضاف أن داود أوغلو «عرض التعاون العسكري في مواجهة داعش وعدّ تهديد التنظيم ليس للعراق والمنطقة فقط، بل هو تهديد لتركيا».
وفي إشارة إلى الشأن السوري بشكل مباشر أكد العبادي أن القضية السورية «يجب حلها سياسيا» ووضع حد «لهذه المأساة في دولة تستوعب جميع أبناء الشعب السوري»، مؤكداً أن تركيا والعراق يواجهان «خطراً إرهابياً آتياً من أراضي الجارة سوريا ودفعا ثمناً باهظاً نتيجة هذا التهديد».
وتناولت مباحثات العبادي مع داود أوغلو ملفات التجارة والاقتصاد والملف النفطي. وفي الملفين الأمني والعسكري رحب العبادي باعتبار داود أوغلو لـ»داعش» والإرهاب خطراً على تركيا و»استعداد تركيا لمحاربة داعش بشكل خاص والإرهاب بشكل عام»، موضحاً أن تركيا «عرضت مساعدات تركية عسكرية ستناقش في وفود لاحقة».
وعقد الجانبان التركي والعراقي جلسة مباحثات مشتركة بحضور أعضاء الوفدين، حيث تم الاتفاق على «ضرورة تفعيل عمل مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى»، بحسب بيان صدر عن مكتب العبادي، حيث أبدى الوفد التركي استعداده لـ»دعم العراق أمنيا واستخباريا وعسكريا».
من جانبه أكد داود أوغلو أن هذه الزيارة ستفتح مسارا جديدا في العلاقات التاريخية بين البلدين وان استقرار العراق هو استقرار لتركيا، وعبر عن جهوزية بلاده «لبذل كل ما بوسعها للتصدي للعمليات الإرهابية التي يتعرض لها العراق وتبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية»، كما أشار إلى ضرورة «خلق تجمع اقتصادي مزدوج بين العراق وتركيا، يكون مثالًا يحتذى به في العالم»، وأكد أن «التنظيمات والأطراف التي تشكل تهديدًا للعراق، تعد تهديدًا لتركيا، والموقف التركي واضح حيال مواجهة كافة أشكال الإرهاب، سواء داعش أو حزب العمال الكردستاني».
ولفت داود أوغلو، إلى أن النقاش تناول الشأن السوري، مشدداً على «ضرورة العمل من أجل الوقوف في وجه مخاطر الإرهاب التي تهدد المنطقة بأسرها وليس سوريا والعراق فقط، لكن عندما يتعلق الموضوع بسوريا، فإن أي تطور تشهده يعود تأثيره على العراق وتركيا لكونهما بلدين جارين لسوريا»، معتبراً أن «فراغ القوة هناك يؤثر فينا».
وشدد داود أوغلو على أن أبواب بلاده مفتوحة للراغبين في اللجوء إليها «سواء من أي تهديد إرهابي، أو من نظام يقصف شعبه بصواريخ سكود، ويشن غارات عليه، ويرتكب جرائم حرب»، وأكد أن بلاده «لم تسهل العبور لأية تنظيمات أو مجموعات إرهابية، وأنها كانت من أكثر البلدان التي عانت من الإرهاب».
وكان داود أوغلو قد أكد في تصريحات قبيل توجهه إلى العراق أن «الخطوات التي تتخذ في المجال الأمني في العراق مرتبطة بالخطوات التي تتخذ في نفس المجال في سوريا»، وأشار إلى أنه «سيبحث ذلك خلال الزيارة مع المسؤولين الذين سيلتقيهم»، وأكد أهمية التوصل إلى «رؤية مشتركة» حول تلك المسألة، مضيفا أن «اللقاءات التي يعقدها المسؤولون الأتراك مع نظرائهم من الولايات المتحدة والدول الحليفة الأخرى ودول المنطقة، تشكل أرضية في سبيل التوصل لتلك الرؤية المشتركة في ما يخص الوضع السوري».
ورافق داود أوغلو في زيارته، رئيس جهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان، والمستشار في الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو، ووزير الداخلية أفكان آلا، ووزير الثقافة والسياحة عمر جليك، ووزير الجمارك والتجارة نور الدين جانكلي، ونائب رئيس «حزب العدالة والتنمية» ياسين أقطاي.
(الاناضول، المدى برس، اف ب)
انفجار قرب مقر رئيسي لـ’داعش’ بالرقة وصفحة منسوبة للجيش الحر: قتلنا العشرات
الأناضول: قال ناشطون سوريون الجمعة، إن انفجاراً كبيراً وقع بالقرب من أحد مقرات “داعش” الرئيسية في محافظة الرقة أبرز معاقل التنظيم في سوريا، في الوقت الذي تبنت فيه صفحة منسوبة لفصيل تابع للجيش الحر العملية.
وذكر الناشطون، لمراسل (الأناضول)، أن انفجاراً كبيراً وقع في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، بالقرب من مقر جامعة الاتحاد الخاصة سابقاً بالرقة، إلا أنهم لم يجزموا فيما إذا كان الانفجار ناتجاً عن غارة جوية شنها طيران التحالف أو سيارة مفخخة أو لسبب آخر لم يتبينوا منه كون التفجير وقع ليلاً.
وعرض الناشطون، صوراً ليلية تظهر ألسنة كبيرة من اللهب تتصاعد من مكان غير معلوم، إلا أنهم قالوا إنه قرب مقر جامعة الاتحاد، الذي يعد مكاناً لسكن بعض عناصر “داعش” من المهاجرين (غير السوريين) وعائلاتهم، وأشاروا إلى أن سيارات إسعاف هرعت على الفور إلى مكان الانفجار، فيما انتشر عناصر من التنظيم في محيط المنطقة وقاموا بعملية تفتيش لجميع السيارات هناك.
في سياق متصل، نشرت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بعنوان “سرايا لواء ثوار الرقة”، بياناً تبنت فيه عملية التفجير وذكرت بعض تفاصيلها.
وذكرت الصفحة، التي لا تحظى بمتابعة كبيرة، ولم يتثبت مراسل (الأناضول) فيما إذا كانت تابعة للواء ثوار الرقة التابع للجيش الحر بالفعل أو منسوبة له، “نحن سرايا لواء ثوار الرقة التابعة للمجاهد أبو عيسى (قائد الفصيل) العاملة ضمن مدينة الرقة – سرية التفخيخ – نعلن عن تبني عملية تفجير سيارة مفخخة في مقر جامعة الاتحاد سابقاً”.
وأضافت الصفحة أن التفجير “استهدف مقر الجامعة الذي يقطنه حالياً العشرات من عناصر داعش المهاجرين مع عائلاتهم وأدى إلى مقتل وجرح العشرات منهم واحتراق سياراتهم ومقتل اثنين من عناصر حماية مصرف التسليف الشعبي المقابل لمكان التفجير”.
وحول سبب العملية أوضحت الصفحة أن “العملية جاءت رداً على المحاولة الفاشلة لاغتيال قائد اللواء المجاهد أبو عيسى ورداً على إعدام 6 من عناصر اللواء على يد تنظيم داعش”، أمس الخميس.
ولم يتسنّ لمراسل (الاناضول)، التأكد مما ذكره الناشطون أو الصفحة المنسوبة للواء ثوار الرقة التابع للجيش الحر من مصدر مستقل، كما لا يتسنّ عادة الحصول على تعليق من “داعش” على الموضوع بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام.
ومنذ أكثر من عام يسيطر مقاتلو “داعش” على محافظة الرقة شمالي سوريا بشكل شبه كامل، وذلك بعد قيامهم بطرد مقاتلي جبهة النصرة والجيش الحر وفصائل إسلامية أخرى كانت قد سيطرت عليها من النظام السوري منذ عامين تقريباً.
ويشن تحالف دولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غارات جوية على مواقع لـ(داعش)، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها “دولة الخلافة”، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.
داعش يعتقل مراهقاً يقاتل بصفوفه لإتصاله بوالديه
لندن: أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن تنظيم داعش اعتقل في مدينة الرقة أحد مقاتليه من جنسية أجنبية، يبلغ من العمر نحو 17 عاماً، من أحد محال الاتصالات في المدينة، وذلك عقب اتصاله مع ذويه في بلده. وعمد رفاقه في التنظيم إلى الاعتداء عليه بالضرب، كما قاموا بتفتيشه ومصادرة أغراضه الشخصية واقتياده إلى منطقة مجهولة.
وقالت مصادر موثوقة لنشطاء المرصد، حسب ما ذكره موقع (العربية نت) إن مترجماً كان برفقتهم، وأبلغ رفاق المقاتل الذي تم اعتقاله، بأنه “يتحدث مع ذويه بخصوص كيفية عودته إلى بلاده”.
إلى ذلك، أعدم تنظيم داعش ستة مواطنين سوريين في شارع الساقية بمنطقة الرميلة في مدينة الرقة)، وذلك بتهمة “الانتماء للصحوات”.
الأسد يدعو إلى “تعاون دولي” ضد الدولة الاسلامية
دمشق- (أ ف ب): دعا الرئيس السوري بشار الأسد الخميس إلى “تعاون دولي حقيقي وصادق” للتغلب على الارهاب وابرز تجلياته تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي يتصدى له منذ اكثر من شهرين تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة.
وقال الأسد خلال لقائه ممثلين لحزب البعث الحاكم ان “المنطقة تعيش مرحلة مفصلية”.
واعتبر في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ما “سيحدد وجهة (هذه المرحلة) هو صمود الشعب السوري في وجه ما يتعرض له ووقوف الدول الصديقة إلى جانبه إضافة إلى قناعة أطراف دولية أخرى بخطورة الإرهاب على استقرار المنطقة والعالم وصولا إلى تعاون دولي حقيقي وصادق في وجه هذه الآفة الخطيرة”.
واكد أن “الوضع الدولي فاقد للرؤية في المرحلة الحالية خاصة بعد الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في سوريا وعلى رأسها داعش (الدولة الاسلامية) التي لم يأت وجودها من فراغ وإنما جاء نتيجة تراكم السياسات الخاطئة والعدوانية من قبل أطراف الحرب على سوريا والتي كرست دعم وتسليح وتمويل المنظمات الإرهابية والتكفيرية بهدف تدمير سوريا وضرب وحدة الشعب السوري وأمنه واستقراره”.
ويشير الرئيس السوري بذلك الى الدول التي تدعم مقاتلي المعارضة السورية وفي مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وتركيا وقطر.
وتأتي تصريحات الاسد قبل ستة ايام من زيارة سيقوم بها وفد سوري رفيع لموسكو برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم حيث سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف مناقشة “افكار روسية” تتعلق باطلاق مفاوضات للسلام في سوريا.
وقال رئيس تحرير صحيفة (الوطن) القريبة من السلطة وضاح عبد ربه لفرانس برس إن “اللقاء سيبحث بشكل خاص الافكار التي تطرحها موسكو من أجل جمع المعارضة والدولة للبدء بحوار اولي من شانه تفعيل العملية السياسية المتوقفة منذ جنيف”.
في جنوب سوريا «النصرة» و «الجيش الحر» يقاتلان جنباً إلى جنب.. لحماية الأردن وتهديد الأسد
حلب تخوض «معركة المصير».. ثوارها يواجهون أزمة بين دعم أمريكا وقتال النظام… مسيحيون وأكراد وسنة وشيعة يواجهون «داعش»
من إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي» تغطي الحرب التي تأكل العراق وسوريا ميادين متعددة يتنافس فيها بالإضافة للدوليين لاعبون محليون وتتسم بالطبيعة الهلامية المرنة حيث تتغير فيها التحالفات وتتلون بشكل دائم. فمن حلب إلى الموصل وحول العاصمة بغداد وإلى الجنوب السوري قريبا من الأردن، نشأت قوى جديدة محل الجيوش النظامية التي انهارت أو تراجعت. وتعمل هذه القوى/ الميليشيات المحلية على تعزيز مواقعها والدفاع عن مصالحها.
وستترك هذه القوى أثرا على نتائج المعركة الحالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية – داعش، بشكل قد يعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط خاصة في ظل الحملة التي تقودها الولايات المتحدة وتشارك فيها دول من المنطقة. فقد أدى صعود داعش السريع والحاسم لنشوء تنوعات محلية مسيحية، شيعية، سنية، كردية، عراقية وسورية كل يحاول بطريقته الدفاع عن مساحات تأثيره ومناطق نفوذه.
ويرى توم غوغلين، مراسل صحيفة «التايمز» في تقرير له ان الفصائل المسلحة هي التي تحكم وتؤثر في القرى والمناطق التي خرج منها تنظيم داعش. ففي شوارع بلدة باكوفة ، الأشورية القديمة المهجورة التي تمت استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية، تقوم ميليشيا مسيحية بإدارة البلدة حيث يحملون أسلحة خفيفة ويتلقون دعما من قوات البيشمركة الكردية، ومع ذلك أخذوا على أنفسهم عهدا بالدفاع عنها ضد أي عدو خارجي.
وبدأت الميليشيا التي تتكون من 50 مسيحيا عندما تمت استعادة مناطق من تنظيم داعش حيث التقى الرجال وقرروا تشكيل ميليشيا أطلقوا عليها «دويخ نوشا» والتي تعني بالأشورية «تضحية».
ويقوم المسلحون بحراسة باكوفا الواقعة في سهول نينوى وتبعد 50 ميلا إلى الشمال من مدينة الموصل، ولا تبعد سوى ميلين عن مناطق نفوذ تنظيم داعش. وكانت القرية تعرف قبل الحرب بديرها العريق «دير القديس جورجيس»، ولكنها الآن قرية مهجورة فيها بضعة مقاتلين سلحوا انفسهم قدر المستطاع، وحصلوا حسب تقارير على تمويل من جماعات مسيحية أجنبية.
وعندما سأل غوغلين المتحدث باسم المقاتلين ألبرت كيسو عن سبب بقائه في البلدة لم يسيطر على مشاعره وقال «هذه أرض اجدادنا، نحن ورثة الإمبراطورية الآشورية ولن نتخلى عنها لداعش أو أي أجنبي، ولأن هؤلاء هم أهلنا وتاريخنا لن نسمح بسقوطها، ونحن جاهزون للموت دفاعا عن أرضنا».
فالآشوريون هم مسيحيون محليون أحفاد حضارة بلاد الرافدين القديمة، وينحدرون من الشعوب السامية ويتحدثون اللهجة الآرامية الشرقية. وبسبب ممارسات تنظيم الدولة فقد هرب أكثر من 120.000 مسيحي من المناطق الواقعة حول الموصل وفي داخل المدينة.
ويشكلون جزءا من الأقليات الدينية العالقة الآن في مناطق الحكم الذاتي الكردية. فنتيجة لانهيار كتائب الجيش العراقي الذي تلقى دعما وتدريبا من الولايات المتحدة، تقوم قوات غير نظامية أخرى بملء الفراغ الذي تركه الجيش العراقي. ويتراوح الدعم الذي تلقاه هذه الميليشيات من حكومة بغداد أو المجتمع الدولي قوة وضعفا.
ولا تعرف بعد آثار الحرب، فقرية باكوفا هي مثل القرى السنية المحيطة بها والمهجورة هي الأخرى بعد أن هرب منها سكانها. ويقول قادة البيشمركة إنه يجب أن تبقى على حالتها مهجورة. ويقول طارق سلمان رمضان، من قادة البيشمركة « لن يسمح لهم بالعودة لمعظم الناس الذين فروا من القرى التي دخلها داعش».
العرب السنة
في الجنوب إلى نينوى قد تنهار جهود إنشاء ميليشيات سنية أو «صحوات الأنبار» والأسباب متعلقة بالانقسامات الطائفية ووحشية المتطرفين.
ورغم تأكيد الرئيس باراك أوباما في استراتيجيته لهزيمة داعش على أهمية إشراك السنة في القتال ضد داعش، إلا أن فكرة إنشاء حرس وطني تسهم فيها القبائل العراقية بنفس الطريقة التي شاركت فيها عام 2007 بقتال تنظيم القاعدة فيما عرف بتجربة الصحوات، تلقى معارضة «وسخرية».
ويقول غوغلين إن قادة العشائر السنية في الأنبار يرفضون أي تعاون مع الحكومة في بغداد والتي يسيطر عليها الشيعة التي تبغض المصالح السنية. وينقل ما قاله الشيخ يحيى سنبل، السكرتيرالعام لمجلس ثوار عشائر الأنبار «لقد انتهكت حقوقنا، ونقتل منذ عام 2003 لاتهامنا بالعلاقة مع القاعدة، ويقتلوننا اليوم لأنهم يعتقدون أننا داعش».
ورغم حديث الحكومة العراقية في الأيام الماضية عن انتصارات ضد داعش في جنوب بغداد، ومصفاة النفط بيجي التي تعتبر أكبر مصافي النفط في العراق إلا أن قادة العشائر والمحللين يرون أن دعم العشائر حيوي لطرد داعش من مناطق الأنبار وليس الميليشيات الشيعية التي أسهمت في الفترة الأخيرة باستعادة بلدات من سيطرة داعش.
وينقل التقرير عن صباح الكرهوت رئيس مجلس محافظة الأنبار قوله «نعارض بالمطلق ميليشيات سنية في الأنبار». ويشير التقرير لاستمرار شك السنة ومظاهر عدم الثقة بالحكومة العراقية خاصة بعد التغطية الإعلامية لبروز قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني في عدد من المعارك والتي حظيت باهتمام إعلامي واسع في إيران. ويقول سنبل إن العشائر السنية لا تزال مقتنعة بأن إيران تلعب وتؤثر على حكومة بغداد.
ويقول «لقد خدعت أمريكا العرب، وقالوا جلبنا الديمقراطية لكم، وفي الحقيقة باعونا لإيران، فهم يعرفون ما تقوم القيادة الإيرانية بعمله في العراق ولكنهم لا يعملون شيئا».
ويقول مصطفى العاني، المحلل العراقي إن «تحشيد القبائل أصبح نكتة، فقد روع داعش وبنجاح التجمعات القبلية، ولا أرى أحدا يرفع رأسه معارضا لأي سبب من الأسباب، فدروس الصحوات السابقة تقول: عندما تنتهي الحرب فستترك لحالك كي تذبحك القاعدة».
المقاتلون السوريون
تعرضت قوات المعارضة السورية في شمال البلاد لسلسلة من الخسائر بسبب تقدم تنظيم جبهة النصرة، لكنها في الجنوب حققت بعض التقدم. فخلال الأسابيع القليلة الماضية استطاعت كما يقول التقرير السيطرة على سلسلة من القرى والمدن الطرق والقواعد العسكرية التابعة للنظام، مما عزز من سيطرتها على مساحة كبيرة إلى جنوب العاصمة السورية دمشق.
ومن يحقق انتصارات ليس فقط من يطلق عليها بالمعارضة المعتدلة بل جبهة النصرة الموالية للقاعدة والتي قامت بشن معارك شرسة وحاسمة ضد قوات النظام، وقاتلت في معارك جنبا إلى جنبا مع المعارضة التي سلحتها الدول الغربية.
ويقول التقرير إن الجبهة الجنوبية التي تضم تحالفا من 90 فصيلا تقدمت حتى بلدة نوى التي لا تبعد سوى50 ميلا عن العاصمة دمشق. ويرى الكاتب أن هذه الجبهة هي الوحيدة المتماسكة بين جبهات المعارضة المعتدلة.
ويرى الكاتب أن ما جمع بين النصرة والقوى المعتدلة في الجنوب هي صلة الدم والقرابة وليس السياسة، فقد لعبت القبائل في الجنوب دورا للحفاظ على تماسك الجبهة خلافا لما جرى في الشمال.
فقد شنت جبهة النصرة سلسلة من العمليات ضد القوى السورية المعتدلة المدعومة من الغرب بعد استهداف المقاتلات الأمريكية لها في سلسلة من الغارات الجوية.
حكومة في الجنوب
ويقول أبو حمزة أحد قيادات جبهة الجنوب إن نقاشات أولية جارية للبحث في إنشاء حكومة مستقلة في مناطق المعارضة «التقينا وتحادثنا حول المستقبل السياسي لسوريا، و «لم نصدر بيانا بهذا الشأن ولم نحدد البرنامج، فهدفنا الوحيد هو مواصلة القتال للتخلص من نظام الأسد».
ويقول قادة المعارضة إن المخابرات العامة الأردنية تراقب عن قرب الجبهة الجنوبية وتنسق مع المستشارين العسكريين الغربيين. وبحسب أبو حمزة «بين الفترة والأخرى يقوم قادة جبهة الجنوب من الجيش السوري الحر بالسفر للأردن عبر معبر تل الشهاب ويقابلون مسؤولين في المخابرات الأردنية ومسؤولي 11 دولة مانحة فيما يعرف بغرفة العمليات المشتركة».
ويقول مايكل ستيفن، نائب مدير مكتب المعهد الملكي للدراسات المتحدة بقطر إن الجبهة الجنوبية تمثل نقطة قوة رئيسية في أية محادثات قادمة مع النظام لإنهاء الحرب «فلم يعد الانتصار على جبهة حلب مهما، فالهدف من الجبهة الجنوبية حماية الأردن وتهديد نظام الأسد».
المدافعون عن حلب
وهذا يقودنا للحديث عن حلب التي يتقدم فيها النظام. فرغم إبطاء التحالف الدولي لتقدم داعش في بلدة عين العرب/ كوباني، إلا ان الحصار المفروض على المعارضة في مدينة حلب يمر بمنعطف خطير.
ويحاول المقاتلون منع تقدم قوات النظام للسيطرة على تلة شمال المدينة في عين التل «حندرات» والذي إن سيطرت عليه فستقطع آخر طريق للمعارضة يوصلها لتركيا.
وتعيش حلب منذ عام 2012 حرب استنزاف، قام فيها النظام بشن غارات بالبراميل المتفجرة على الأحياء التي تقع تحت سيطرة المقاتلين مما أدى لإفراغها بشكل تام، فلم يتبق من سكان حي المرجة الـ 40.000 سوى ألفين. كما استطاعت القوات الحكومية في الآونة الأخيرة استعادة السيطرة على عدد من المواقع حول المدينة. ويشكو المقاتلون من الغارات الأمريكية ضد داعش والتي يقولون إنها نفعت النظام.
ويقول عمر حبو، أحد الناشطين إن السكان في حلب يعيشون تحت غارات النظام اليومية رغم موافقته على وقف إطلاق النار الذي تقدم به مبعوث الامم المتحدة. وتعتبر حلب الجبهة الأخيرة للمعارضة المعتدلة في الشمال.
ولهذا أشارت إريكا سولومون في تقرير نشرته يوم الأربعاء صحيفة «فايننشال تايمز» لمحاولات فصائل مقاتلة توحيد الصفوف تحضيرا لما تسميها معركة المصير.
وقالت الصحيفة إن لقاءات تمت بين مقاتلين وقادة لإنشاء غرفة عمليات وإدارة معارك يشارك فيها كل فصيل للدفاع عن آخر للمعارضة في المدينة التي تعتبر بوابة الشمال للحدود التركية.
ويقول أبو حذيفة، قائد «جيش المجاهدين» الذي يقاتل في صفوفه أكثر من 5.000 مقاتل «تعتبر حلب بالنسبة لنا معركة المصير، فإذا نجح النظام فهذا يعني إبادة للثورة». وترى الكاتبة إن مصير حلب يعبر عن الحال الذي وصلت إليه الثورة السورية، فقد ترك الكثير من المقاتلين ساحات المعركة ومن بقي منهم فقد على ما يبدو المسار.
وتقول الكاتبة سولومون إنه طالما اشتكى المقاتلون من سطوة طيران النظام أو من خلافاتهم الداخلية، ولكنهم اليوم يقولون إن مشكلتهم هي التعامل مع حرب أهلية «تدولت» وأصبحت حربا بالوكالة بين جماعات جهادية سنية جاءت من الخارج أو جماعات شيعية قادمة هي الأخرى من الخارج من جهة، والولايات المتحدة والدول الأخرى التي تخوض حربا من الجو من جهة أخرى.
ولهذا السبب أصبحت حلب «بارومترا» للكيفية التي سيحرف فيها التدخل الأمريكي ضد داعش الأوضاع وميزان الحرب في سوريا.
وبنفس السياق تمثل حلب للمقاتلين ذكرى عن الثورة التي بدأت قبل أكثر من 3 أعوام، وكيف قررت مجموعات من المقاتلين القادمين من الأرياف شن هجوم على عاصمة البلاد الاقتصادية والسيطرة عليها وبالتالي إسقاط النظام.
والذي لم يرض بسيطرتهم على نصف المدينة فاستهدفهم بالطائرات ودمر أحياء كاملة وهجر سكانها.
ونقلت الكاتبة عن مقاتلين اجتمعوا في غازي عينتاب جنوب تركيا حيث ناقشوا آمالهم الديمقراطية ودعم الغرب لهم. ويقول أحد المسؤولين السياسيين، أبو أمين «حاولنا وطوال السنين التواصل معهم عبر لغة العاطفة، وقلنا لهم نريد الحرية، أبناؤنا يموتون، ولم يفعل أحد شيئا، حسنا دعونا الآن التحدث بلغة المصالح المشتركة».
لكن مصلحة الولايات المتحدة الآن هي في مشاركتهم ضرب داعش وجبهة النصرة. فيما تقول الجماعات التي تلقت دعما من الولايات المتحدة إنها ستشارك في ضرب الجهاديين مقابل دعم الولايات المتحدة لها لمواصلة الحرب ضد الأسد.
فقدان الثقة
ويتحدث المقاتلون عن أثر الغارات السلبية عليهم، فقد أطلقت يد النظام لضرب المعارضة من جهة وأفقدتهم المصداقية في عين الشعب من جهة أخرى.
ويعلق أبو أمين «لقد تحولنا إلى عملاء في عين الشعب»، و «نبدو وكأننا مرتزقة».
وهو نفس ما يقوله أحمد أبو عماد، المتحدث باسم حركة حزم التي تلقت دعما عسكريا من الولايات المتحدة ويشكو من غياب الخطة، ومع ذلك فنحن»جاهزون لقبول أية فكرة، ولكننا إن قاتلنا النصرة أو داعش وبعدها سقطت حلب، فسيتقدم النظام، مما يعني القضاء علينا». ويقول أبو عماد إن استعادة ثقة الجماهير هي أمر يظل بيد الجماعات المعارضة المعتدلة. ورغم هذا فالدعم الغربي ظل «خجولا» ولم يكن كافيا لمساعدة جماعات مثل حزم، ولإقناع المواطنين بضرورة دعم الحركة.
ويرفض الكثير من المقاتلين أن يتحولوا إلى وقود في حرب الولايات المتحدة ضد الجهاديين، ولهذا اتخذ بعضهم قرارا بتجميد المعركة ضد داعش.
الغارات الجوية الأمريكية في سوريا تستهدف «الجهادي الفرنسي صانع قنابل القاعدة»
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي» قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الغارات الجوية التى تقودها الولايات المتحدة في سوريا استهدفت مقاتلا فرنسيا يلقب بصانع قنابل القاعدة ولكنها غير قادرة على تأكيد ما إذا كان قد قتل.
وأكد مسؤولو الدفاع ان غارات أمريكية استهدفت ديفيد دروجين الذي اعتنق الإسلام وانضم لتنظيم القاعدة في سوريا ضمن حملة جوية شنها الجيش الأمريكي في يوم 5 تشرين ثان/ نوفمبر.
وأعلن الجيش الأمريكي انه ضرب مجموعة خراسان بغارة جوية في وقت سابق هذا الاسبوع في شمال غرب سوريا قرب منطقة «حرام»، ودمر منشأة تخزين تابعة للمجموعة التى تصفها وزارة الدفاع الأمريكية بأنها «شبكة من قدامى المحاربين في القاعدة «، وتعتبر هذه الغارة أبعد الغارات باتجاه الغرب من 3 هجمات جوية سابقة ضد المجموعة وقعت في 23 أيلول/ سبتمبر و5 و12 تشرين ثان/ نوفمبر.
وتمثل غارات الاربعاء استمرارا لاستهدف المجموعة من قبل الولايات المتحدة التى ما زالت تمتنع حتى الآن عن ضرب جبهة «النصرة» رغم موالاتها لتنظيم القاعدة، وقال مراقبون أمريكيون بأن العلاقة بين مجموعة «خراسان» وجبهة النصرة تبقى غامضة ولكن وزارة الدفاع الأمريكية أقرت سابقا بأنهما تعملان في نفس الشبكة.
وجاء في بيان للجيش الأمريكي بأن «مجموعة خراسان» هو مصطلح يستخدم للاشارة إلى شبكة من متطرفي جبهة النصرة وتنظيم القاعدة يشتركون معا في عمليات التدريب وتسهيل انتقال المقاتلين والأموال والتخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة وأهداف غربية.
وحاول الجيش الأمريكي أحيانا التمييز بين مجموعة خراسان وجبهة النصرة التى تركز على اسقاط نظام الأسد أو مساعدة الشعب السوري، وقالت القيادة المركزية الأمريكية بأن مجموعة خراسان عبارة عن عناصر من القاعدة استغلوا النزاع السوري للدفع باتجاه شن هجمات ضد المصالح الغربية، واضافت في بيان «هذه الشبكة كانت تخطط لمهاجمة أوروبا والولايات المتحدة ولكننا اتخذنا اجراءات حاسمة لحماية مصالحنا وإزالة قدرة المجموعة على العمل، وسوف نستمر في اتخاذ أي اجراء ضروري لعرقة هجوم ضد مصالح الولايات المتحدة».
ولم تكن الولايات المتحدة تعترف علنا بوجود المجموعة قبل 23 أيلول/ سبتمبر ولكنها شنت غارات جوية ضد المجموعة في الأيام الأولى لغارات التحالف في سوريا من أجل تعطيل هجوم وشيك بالتامر ضد الولايات المتحدة والمصالح الغربية، وقال الجيش الأمريكي بأن المجموعة وجدت في سوريا ملاذا آمنا لتجنيد الغربيين لإجراء العمليات.
إلى ذلك، حذر كبار قادة الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي من استبعاد التصويت هذا العام على تشريع يسمح بعمل عسكري ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقال النائب آدم شيف من لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بأنه بدأ يشعر باليأس على نحو متزايد من احتمال قيام الكونغرس بطرح موضوع التفويض باستخدام القوة العسكرية، وأضاف «لقد وجد العديد من اعضاء الكونغرس الأعذار لعدم القيام بعملهم».
وحاول شيف مع عدد من اعضاء الكونغرس تمرير مشروع ضد «داعش» يهدف إلى إعطاء الرئيس الأمريكي باراك اوباما التفويض اللازم لشن حرب ضد الجماعة ولكن الحرب كما هو معروف تمت بالفعل منذ 3 أشهر كما انتقد السيناتور تيم كين عمليات «الغمغمة» على حد تعبيره فيما يتعلق بالحرب ضد «الدولة الإسلامية».
ويسمح مشروع قانون التفويض للكونغرس بمناقشة الحرب ووضع شروط من أجل منح الإذن مثل تقييد القوات البرية التقليدية من القتال في العراق أو سوريا، كما يتطلب من أوباما عدم مواصلة الحرب بعد 18 شهرا إلا بعد الحصول على إذن جديد.
كتائب المعارضة السورية المسلحة تتقدم باتجاه ريف دمشق الغربي من خلال السيطرة على مواقع عسكرية جديدة
هبة محمد
درعا ـ «القدس العربي» سيطرت كتائب المعارضة السورية المسلحة خلال معركتها في ريف القنيطرة جنوب سوريا على أهداف جديدة وهي ثلاث مواقع عسكرية جنوب مدينة «البعث» بريف محافظة القنيطرة، وتلك الأهداف هي قرية المشاعلة ومبنى المحافظة ومفرزة الأمن العسكري.
ويأتي هذا بعد إعلان الكتائب في وقت سابق، عن معركة أطلقوا عليها اسم «نصر من الله وفتح قريب» بهدف السيطرة على مدينة البعث بريف القنيطرة وبلدة خان أرنبة بريف دمشق الغربي، حيث تعد هذه المعركة استكمالا لمعارك سابقة أعلنتها كتائب المعارضة في محافظة درعا، والتي تهدف إلى فتح الطريق أمام المعارضة المسلحة من محافظة درعا إلى غوطة دمشق بالريف الغربي للعاصمة. وقال أحد النشطاء من القنيطرة لـ «القدس العربي»، إن «أهمية هذه المعركة في خان أرنبة ومدينة البعث، تأتي من كونها تطرد جيش النظام من آخر معاقل له في محافظة القنيطرة، وتحرير باقي النقاط الخاضعة لسيطرته في المحافظة التي تضم عدة دوائر حكومية للنظام ومقرات وثكنات عسكرية، والتي تعتبر حجر عثرة يقف أمام فتح بوابة الغوطة الغربية».
وكانت كتائب المعارضة المسلّحة حققت قبل 5 أيام تقدّماً ملحوظاً في ريف درعا الشمالي، وأحكمت سيطرتها على قرية «الدلي وخربة عين عفا»، ولم يتبق أمامها سوى السيطرة على حاجز قرب قرية عين عفا حتى تصل كتائب المقاتلين إلى الغوطة الغربية في ريف دمشق عبر ريف درعا الشمالي والغربي. كما سيطرت كتائب المعارضة على أجزاء من اللواء (82)، عقب معارك عنيفة مع قوات النظام، اندلعت مع إعلان المعارضة عن بدء ثلاث معارك لكل منها غرفة عمليات خاصة، ومهمة كل غرفة منها السيطرة على منطقة محددة وتحريرها من جيش النظام.
وتلك الغرف هي «إذا جاء نصر الله والفتح»، و «اليوم الموعود»، و «فضرب الرقاب»، وتهدف إلى طرد قوات النظام من المنطقة الممتدة بين مدينة الشيخ مسكين وصولاً إلى مدينة الصنمين وقرية دير العدس المحاذية لمزارع ريف دمشق في الغوطة الغربية. وقد نجحت فعلا المعارضة المسلحة من خلال معاركها مع بداية الشهر الحالي من السيطرة على أغلب مناطق الشيخ مسكين بعد أن حررت حوالي 10 ثكنات عسكرية كانت تابعة لجيش النظام في البلدة ومنها ثكنتا «تل حمد وكتيبة الميكا» الواقعتان غرب الشيخ مسكين بالإضافة لتمشيط بناء 8 آذار ورفع علم الثورة السورية عليه، وذلك بعد معارك طاحنة.
وتكمن أهمية بناء 8 آذار في موقعه المطل على مدينة الشيخ مسكين، وإعاقة تحركات مقاتلي المعارضة، إضافة إلى وقوعه على الطريق الواصل بين مدينتي نوى والشيخ مسكين، بالإضافة إلى حاجز الدوار ومخفر شرطة الشيخ مسكين وجسر الزفة وبناء 8 آذار ومبنى مديرية الناحية ومبنى الوحدة الإرشادية وسرية الحرمون، ضمن معركة الشيخ مسكين أو ما أطلق عليها اسم «ادخلوا عليهم الباب».
وشاركت في المعارك فصائل كبرى عدة وهي غرفة جبهة النصرة، وغرفة فجر التوحيد، وغرفة الفاتحين، وغرفة فتح الشام، وغرفة الفتح المبين، وعدد من الألوية والكتائب الأخرى.
كيري يسعى إلى تحقيق اختراق في المفاوضات حول النووي الايراني
فيينا- (أ ف ب): دخلت المفاوضات حول الملف النووي الإيراني مرحلة حاسمة الجمعة ويسعى وزير الخارجية الامريكي ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف إلى تحقيق اختراق قبل مهلة 24 تشرين الثاني/ نوفمبر.
والخلافات قليلة لكنها مهمة في الجولة الاخيرة من المفاوضات التي تستضيفها فيينا بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا) للتوصل الى اتفاق نهائي قبل الاثنين.
وصرح كيري في باريس الخميس قبل ان يتوجه الى فيينا، انه من غير الوارد تمديد المهلة كما حصل في 20 تموز/ يوليو.
وقال كيري “لسنا نتباحث من اجل التمديد بل نتباحث من اجل التوصل الى اتفاق. الامر بسيط”. الا انه اضاف ان الولايات المتحدة والدول العظمى الاخرى “قلقة ازاء الثغرات”.
وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الاربعاء انه “ليس متفائلا” بامكان التوصل إلى اتفاق قبل انقضاء المهلة، مشيرا إلى أن الامل بتمديد جديد.
وقال هاموند في ريغا “اذا حققنا تقدما كافيا، ربما نتوصل الى تمديد المهلة من اجل بلوغ اتفاق نهائي”.
من جهته، صرح كبير المفاوضين الروس سيرغي ريابكوف الخميس ان المحادثات تتم “في اجواء متوترة” وان التوصل إلى الاتفاق لن يتم بسهولة.
واضاف ريابكوف “في الظروف الراهنة سيكون من الصعب جدا التوصل الى اتفاق ما لم يحصل دفع جديد”، حسبما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي.
واعتبر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الخميس “اننا نتعاون على الدوام (لكنهم) يصعدون نبرتهم”. واضاف “نامل ان يتخذ الطرف الاخر سلوكا منطقيا في المفاوضات وان لا يسلك طريقا سيئة”.
واشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي من المنتظر ان يصل الى فيينا الجمعة على غرار هاموند، الى وجود “خلافات كبيرة”.
وقال فابيوس في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري في باريس “نامل ان يتم تخطيها لكن ذلك متعلق الى حد كبير بموقف ايران”.
من حهته، حث ظريف الغربيين على عدم “المبالغة في المطالب”.
وتخوض ايران ومجموعة 5+1 محادثات مكثفة منذ شباط/ فبراير من اجل التوصل إلى اتفاق شامل قبل مهلة 24 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وكانت ايران توصلت إلى اتفاق انتقالي قبل عام. وتسعى المفاوضات الجارية إلى توقيع اتفاق يزيل المخاوف المستمرة منذ 12 عاما ازاء امكان تطوير ايران لسلاح نووي تحت غطاء برنامج سلمي وهو ما تنفيه باستمرار.
ويبدو انه تم التوصل الى تسوية مؤقتة حول بعض المسائل مثل مستقبل مفاعل اراك وتشديد عمليات التفتيش لرصد افضل لاي محاولة لتصنيع قنبلة ذرية.
لكن تبقى مسالتان اساسيتان هما تخصيب اليورانيوم لغايات سلمية وايضا بنسب تتيح تصنيع اسلحة ووتيرة رفع العقوبات عن ايران في حال التوصل الى اتفاق.
وتريد ايران زيادة عدد اجهزة الطرد لتامين وقود كاف لمفاعلاتها المستقبلية على حد قولها، بينما يريد الغرب ان تحد من عددها الى النصف تقريبا.
وتقول القوى العظمى إن إيران لا تحتاج إلى هذه الكمية من الوقود في المستقبل القريب اذ انها تعاقدت مع روسيا حتى العام 2021 لتامين وقود للمفاعل الوحيد في بوشهر. وكانت ايران وقعت الاسبوع الماضي اتفاقا لبناء مفاعلات اخرى.
وتريد ايران لقاء الحد من نشاطاتها النووية، رفع العقوبات الشديدة التي تخنق اقتصادها فيما تطالب الدول الكبرى بان تحد طهران قدراتها النووية بشكل يجعل الخيار العسكري امرا مستحيلا.
واعلن صالحي الخميس ان بلاده ترفض تقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب واجراء تعديلات اضافية على مفاعلها النووي العامل بالمياه الثقيلة في اراك، وترغب في زيادة قدراتها في تخصيب اليورانيوم بمقدار 20 ضعفا.
وقال محلل لدى جمعية مراقبة الاسلحة كيلسي ديفنبورت لوكالة فرانس برس “لا يزال من الممكن التوصل الى اتفاق بحلول 24 تشرين الثاني/ نوفمبر”.
واضاف ديفنبورت ان “الجانبين ملتزمان التوصل الى اتفاق جيد وهناك ما يكفي من الوقت على الجدول الدبلوماسي لتحقيق ذلك. من الممكن تجاوز العقبات الباقية اذا اراد الجانبان ابداء بعض المرونة”.
تركيا تضغط على واشنطن: حظر الطيران في حلب أولاً
إسطنبول ــ باسم دباغ
لم تيأس أنقرة بعد، من محاولات الضغط على واشنطن، لوضع هدف إسقاط النظام السوري وإنشاء منطقة حظر طيران ومنطقة آمنة، شمال سورية، في قلب استراتيجيّة التحالف ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش). وتكرّر أنقرة مساعيها هذه انطلاقاً من اعتقادها بأنّ ذلك من شأنه أن يوجد حلاًّ جذريّاً لوقف تدفّق اللاجئين السوريين إلى أراضيها، ولخشيتها من سقوط مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية في أيدي “داعش” أو النظام، في ظلّ حصار خانق بدأ الطرفان في إحكامه على المناطق الواقعة تحت إدارة فصائل المعارضة السوريّة المسلّحة.
وكانت القيادات التركيّة قد حذّرت بشدّة من المخاطر التي تحيق بمدينة حلب، وقد تؤدي إلى سقوطها في يد قوات النظام، بعد حملة شرسة قادتها الأخيرة على المدينة، مع كلّ ما يعنيه ذلك من تدفّق مئات الآلاف من اللاجئين إلى تركيا، المتخمة، أصلاً، بأكثر من مليون ونصف مليون لاجئ، والمتخوّفة من عودة سيطرة النظام السوري على الطرف الآخر من الحدود، وهو ما لا يمكن لأنقرة أن تقبله.
وبحسب ناشطين معارضين في حلب، باتت قوات النظام تحاصر قوات المعارضة من مختلف الجهات، تاركة معبراً واحداً يمكن اعتباره “سبيلاً لانسحاب قوات المعارضة”، وهو الطريق الواصل بين حلب ومدينة أعزاز، بالقرب من معبر باب السلامة ــ كيليس الذي يربط حلب بالأراضي التركيّة.
في موازاة ذلك، لا تزال الخلافات الأميركيّة التركيّة، حول استراتيجيّة التحالف في ما يخص سورية، أمراً واضحاً. وعلى الرغم من وجود مسودّة اتّفاق بين الطرفين على تدريب ألفي مقاتل من مقاتلي المعارضة السوريّة المعتدلة، إلا أنّه ووفق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يتمّ التوصّل بعد إلى اتفاق نهائي في هذا الصدد. ويجعل ذلك الاتّفاق ورقة للضغط على واشنطن، لإعلان منطقة حظر طيران.
ويبدو أن موقع أنقرة الحالي في التحالف لن يتغير، وفق ما أكّده أردوغان في تصريحاته قبل مغادرته إلى العاصمة الجزائريّة، طالما أنّ المجتمع الدولي لم يستهدف نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، ويقدم على إنشاء منطقة آمنة وأخرى لحظر الطيران شمالي سورية. ويقول أردوغان في هذا السياق: “لم يتخذ المجتمع الدولي أيّ خطوات من تلك التي قمنا بالتوصية بها، هناك بعض الإشارات والاحتمالات، لكنّ موقع تركيا سيستمر بالتأكيد، ما لم يتمّ وضع التوصيات التركية موضع التنفيذ”.
في غضون ذلك، تأتي زيارة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى تركيا، السبت، في محاولة للدفع نحو مزيد من التقارب بين الطرفين، بعد محادثات عقدها المنسق الأميركي لعمليات التحالف، جون آلن، وسكرتير وزارة الخارجيّة التركيّة فريدون سنر أوغلو، في العاصمة أنقرة، اعداداً للزيارة. ومن المقرر أن يلتقي بايدن كلاً من أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو.
وعلى الرغم من إشارات واشنطن، إلى أنّ إنشاء منطقة حظر طيران ومنطقة آمنة لن يكون على جدول المحادثات بين بايدن والمسؤولين الأتراك، لكنّ الناطق باسم الخارجيّة التركيّة، تانجو بيلغيتش، أعلن قبل يومين، أنّ أردوغان وداوود أوغلو سيبادران إلى فتح موضوع منطقة حظر الطيران، موضحاً في الوقت ذاته، أنّ الموضوع لن يكون شرطاً مسبقاً لتطبيق اتفاقية تدريب عناصر المعارضة السورية المعتدلة على الأراضي التركية، وإن سيكون جزءاً من “صورة أكبر” للمنطقة، على حدّ تعبير بيلغينج.
وكان أردوغان قد أكد، بعد عودته من فرنسا، مطلع الشهر الحالي، ضرورة إعلان المناطق السوريّة، شمال خط العرض 36، كمنطقة حظر طيران، تشمل كلاً من محافظتي حلب والحسكة وأجزاء من محافظتي إدلب والرقة، علماً أنّ مدينة الرقّة، عاصمة “داعش”، تقع على الخط تماماً.
ويكرر أردوغان انتقاداته لتركيز التحالف الدولي ضرباته على مدينة عين العرب، ذات الغالبيّة الكرديّة، مشيراً إلى أنّ الخطر الأساسي يحيق بمدينة حلب، ثاني أكبر المدن السوريّة. ولم يتردّد في القول سابقاً: “دعوا عين العرب جانباً، إنّ حلب الآن هي المهدّدة، وهي قلب الشمال السوري”، معتبراً أنّ المدينة “في وضع حرج وقريباً ستواجه المصير الذي تواجهه عين العرب”.
عزلة دير الزور
نذير رضا
“العزلة”، هو التعبير الذي يستخدمه الناشطون الإعلاميون في دير الزور في هذه الأيام. لا انترنت متوفر لبث التقارير، ولا كاميرات يُسمح بإخراجها في الشارع، ما لم يكن الناشط موالياً لداعش، او يعمل لصالح اذرعها الإعلامية. فالقرارات الأخيرة، قيّدت العمل بشكل كامل، حتى باتت المحافظة السورية التي يسيطر عليها التنظيم منذ شهر حزيران / يونيو الماضي، معزولة.
حملات الدهم أطلقتها “داعش” اليوم الخميس، ضد مقاهي الإنترنت في دير الزور، بهدف ملاحقة الإعلاميين. تقول مصادر معارضة سورية لـ”المدن”، إن تلك المقاهي، هي المجال الوحيد أمامها لبث التقارير، والتواصل مع العالم الخارجي. تستخدم تلك المقاهي، ساتلايت خاص يربطها بالعالم الخارجي، عبر توفير الإنترنت… ومنها، يرسل الإعلاميون تقاريرهم، كما يُخرج الناشطون ما يحدث في الداخل، الى العالم.
بدأت الحملة ليل الأربعاء – الخميس حين نفذ مقاتلو “داعش” وجهازه الأمني، حملات دهم لمقاهي انترنت في مدينة الميادين التابعة للمحافظة، كما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، وقاموا بتفتيش أجهزة الهاتف المحمولة، واعتقلوا مواطنين اثنين، واقتادوهما إلى جهة مجهولة. إستكملت الحملة نفسها في مواقع أخرى في المحافظة، كما تقول المصادر، وذلك “بعد سلسلة قرارات اتخذها تنظيم “داعش” بحق الإعلاميين في المدينة لتكميم الأفواه فيها”.
لا يخرج من دير الزور في هذه الأيام، عشر ما كان يخرج في السابق من تقارير تصور فظاعة التنظيم. يمنع على الإعلاميين التصوير، ما لم يكونوا حاصلين على إذن من التنظيم، يحدد فيه الناشط الإعلامي الوسيلة الإعلامية التي ستبث تقريره. بمعنى آخر، “معظم وسائل الإعلام ممنوعة من العمل”، تقول المصادر، وذلك “كي لا يخرج ما يزعج “داعش” من المحافظة”.
بمجرد إحكام التنظيم سيطرته على أرياف المحافظة، بدأ بتطبيق قوانينه على الإعلاميين، الى جانب القوانين الشرعية. قبل أسابيع، أصدر قراراً بمنع مراسلة التلفزيونات السورية المعارضة والقنوات العربية… ويُستثنى مراسلو الوكالات من صرامة الإجراءات، “ويرتبط ذلك بمزاجية أعضاء المكتب الإعلامي في التنظيم”. لكن بعض الوكالات، كانت قد أوقفت إرسال الإعلاميين الى مناطق نفوذ “داعش”، بعد اعتقال الأجانب واعدامهم. “المخاطر هنا أكبر من أي مكان آخر”، نظراً الى أن المحاذير مزدوجة: الإختطاف أولها، وثانيها المعارك”.
ويتعين على المراسلين في دير الزور، كما في سائر المدن السورية الخاضعة لسيطرة التنظيم، تأدية يمين الولاء لأبي بكر البغدادي، وإخضاعهم كاشخاص ومواد إعلامية بالكامل لرقابة تامة من قبل المكتب الإعلامي للتنظيم. ويفرض على الصحافيين الحصول على تراخيص ويجب أن تحمل أي مادة إعلامية سيتم بثها اسم وتوقيع صاحبها وتُعرَض على مكتب التنظيم الإعلامي، وسيكون بإمكانهم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات للنشر، شريطة أن يكون التنظيم على علم تام بهويات أصحاب هذه المواقع والصفحات.
ما يخرج من المدينة، ينقله إعلاميون خرجوا منها، حاملين ما تيسّر من صور، وما حفظوا من مشاهدات. معظم المعلومات تستند الى مصادر من السكان خرجوا، أو تسريبات من مقاتلين في “داعش” لناشطين خارج سيطرة التنظيم. في المدينة، تنشط تلك المعلومات، كون التنظيم لم يتسنّ له بعد السيطرة عليها، نظراً الى المعارك مع النظام.
روبرت فورد: أصبحنا “القوات الجوية للأسد“
قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل، إن نظام الأسد استفاد بشكل غير مباشر من التحالف الدولي، الذي شُكّل لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وقال هيغل إن الأسد هو الذي خلق الفوضى في سوريا، مؤكداً أنّ لا حل عسكرياً للوضع في سوريا، ولا بديل عن الحل الدبلوماسي. وأضاف: “لا أحد يرغب في حكومة فشلت فشلاً ذريعاً في سوريا، ومسألة الكيفية التي سيترك الأسد من خلالها السلطة تحمل أهمية بالغة”. وعن الانتقادات الموجهة إلى استراتيجية البيت الأبيض حول سوريا وتنظيم الدولة، قال هاغل إن الإدارة الأميركية تقيّم سياساتها بشكل مستمر، إلا إنه لم يتوقع تغيير الاستراتيجيات في المرحلة الحالية.
بدوره قال السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد، إن الضربات الجوية الهادفة إلى تحطيم قوة تنظيم الدولة، تعزز نظام بشار الأسد. وأضاف فورد أمام جلسة بعنوان “الخطوات القادمة في السياسات الأميركية تجاه سوريا والعراق”، نُظمت في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي: “لقد أضرت الضربات الجوية في سوريا بالمعارضة المعتدلة، وقللت من مصداقيتها، وأضعفت جبهة النصرة التي تحارب نظام الأسد. كان من المفترض أن نوضح استراتيجيتنا بهذا الخصوص، وأن نشرح لماذا نقوم بضرب جبهة النصرة. إننا نساعد نظام الأسد بشكل مباشر عندما نضرب أهداف داعش شرق سوريا”.
وأشار فورد إلى أن الضربات الجوية للتحالف على إحدى المناطق، التي كانت المعارضة تحاصر قوات النظام فيها، تسببت في تمكن قوات النظام من خرق الحصار، قائلاً: “لقد بتنا نقوم بدور القوات الجوية للأسد”. وأكد فورد أنه من الصعب هزيمة التنظيم، طالما استمر نظام بشار الأسد في حكم سوريا، مشيراً إلى ضرورة زيادة الضغوط عليه، للتمكن من هزيمة التنظيم، ووقف نزيف الدماء المستمر في سوريا منذ ثلاث سنوات.
من جهة أخرى، أعلنت هيئة الأركان التركية، الأربعاء، عن سقوط ثلاث قذائف هاون، على الأراضي التركية، مصدرها الأراضي السورية، نتيجة الاشتباكات التي تدور قرب الحدود. وأوضحت الهيئة أن القوات المسلحة التركية، ردَّت فوراً بست قذائف مماثلة على مصادر إطلاق النار، بموجب قواعد الاشتباك المعمول بها. كما لفتت إلى أن القذائف سقطت في أراض خالية في ولاية “شانلي أورفا” ولم تتسبب بسقوط أي خسائر تذكر.
بدورها، قالت القيادة المركزية الأميركية، الأربعاء، إن القوات التي تقودها الولايات المتحدة، نفذت ست ضربات جوية ضد مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية، وواحدة ضد جماعة خراسان، منذ يوم الإثنين. وقالت القيادة إن الضربات شملت خمساً قرب كوباني، وواحدة في شمال غرب البلاد، دمرت منشأة تخزين مرتبطة بجماعة خراسان.
ميدانياً، اقتحمت قوات النظام حي زورآفا “وادي المشاريع” الذي تقطنه غالبية كردية، في ضاحية دمر، قرب دمشق، وقامت بإنزال لوحة “دار الشعب” التابعة لحركة المجتمع الديمقراطي الكردية، وسط حالة توتر شديدة يشهدها الحي. ومن المنتظر أن يشهد الحي الخميس اعتصاماً وإعادة تعليق لوحة “دار الشعب”.
وكان المكتب الإعلامي لكتائب “أكناف بيت المقدس” الذراع العسكري لحركة حماس في سوريا، قد نشر الأربعاء، مقطعاً مصوراً لعملية “انغماسية” ضد مليشيا “فتح الانتفاضة” المساندة للنظام، على أطراف مخيم اليرموك، وتبعت العملية اشتباكات عنيفة دارت على مداخل المخيم. وقال القائد العام لكتائب الأكناف إن مقاتليه تمكنوا عبر عملية “انغماسية” أطلقوا عليها اسم “الحق المبين”، من قتل وجرح العشرات من “شبيحة النظام وميليشيا فتح الانتفاضة، الذين يفرضون حصاراً خانقاً على سكان المخيم”. وأضاف بأن هذه العملية، تأتي استكمالاً لمعركة استنزاف، بدأتها كتائب الأكناف منذ نحو خمسة أيام، وتهدف إلى ضرب واستهداف “القوى المعادية” للمستضعفين في مخيم اليرموك بشكل خاص، وفي جنوب العاصمة بشكل أوسع.
وفي ريف حلب، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لكتيبة أمنية من فصائل المعارضة، في بلدة الأتارب، ما تسبب في مقتل وجرح ركابها. ودارت فجر الخميس اشتباكات في منطقة حندرات بريف حلب الشمالي، ترافقت مع قصف قوات النظام على مناطق الاشتباك. في حين اندلعت مواجهات بين كتائب المعارضة المسلحة بما فيها جبهة النصرة ولواء جبهة الأكراد ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محيط قرية تل مالد، قرب مدينة مارع بريف حلب الشمالي. كما تدور اشتباكات مع قوات النظام في محيط قلعة حلب، ومحيط الجامع الأموي بحلب القديمة.
وكان قيادي في جبهة النصرة من الجنسية الليبية، قد أعدم الأربعاء، قائد كتيبة أسامة بن زيد من المعارضة المسلحة، في منطقة المسامك الحدودية بريف إدلب. ويذكر بأن قائد الكتيبة كان مناصراً لتنظيم الدولة في فترة وجوده في إدلب. وبعد خروج التنظيم منها، اقتحمت جبهة النصرة مقراته، واستولت على كامل أسلحته، الأمر الذي دفعه إلى “اعتزال القتال”، إلى حين إلقاء القبض عليه واعدامه. كما اتهم مقاتلون ونشطاء جبهة النصرة بقتل قائد كتيبة سابق تابع لجبهة ثوار سوريا، في منزله بقرية بليون في جبل الزاوية.
“الجهاديون” لا يندفعون إلى القتال بمحفزات إيمانية بحتة
وكالات
للأمور المادية دورها في الإثارة والانخراط في الحرب
رغم أنهم يحلمون بـ”الشهادة” ويمجّدون الشريعة والخلافة، لكن خلف هذا الخطاب المؤمن، يخفي المتجهون إلى القتال في سوريا والعراق دوافع أكثر دنيوية، كالنساء المنتظرات والانتقام من الغرب والانتماء العشوائي والانغماس المسلي، كما يؤكد خبراء ومسؤولون.
واشنطن: قسوة العيش والرغبة في المغامرة والمطالب السياسية وعدم القدرة على الاندماج في المجتمع والانجذاب إلى الحرب والرغبة في السير على خطى الأصحاب، والحصول على لقب بطل في نظرهم، وخوض تجربة مثيرة مع المجموعة: يلتقط كثيرون الخطاب الإسلامي المتطرف على الانترنت، والذي قلما يفهمونه أو يعرفون مقتضياته، ويستخدمونه للتعويض عن نواقصهم وضعفهم ولتغذية أوهامهم أو تطلعاتهم المثالية.
يقول البروفسور الأميركي جون هورغان، الاختصاصي في علم النفس السياسي ومدير مركز دراسات الإرهاب في جامعة بنسلفانيا: “أعتقد أن الأسباب (التي تدفعهم إلى السفر إلى تركيا للالتحاق بالجهاديين) ليست لها علاقة بالدين بقدر ما يعتقد البعض”.
يضيف أن “الدولة الإسلامية تبيعهم الأوهام وخليطًا من المنافع الشخصية والسياسية. فهؤلاء الشبان يوعدون بالجنس والمغامرة والإثارة والرفقة. لكن يمكنهم كذلك الانتقام من قرون من التفرقة والتغريب. كما يشكل استخدام أفعالهم لإهانة الغرب مكافأة إضافية”.
ونجح فريق “داعش”، وهي التسمية الرائجة للتنظيم، في توظيف قنوات التواصل الاجتماعي والخرافات والاقتباسات الدينية، التي يعرفون أنها ستخدم أغراضهم، وتجذب الشباب للالتحاق بهم.
من العقيدة إلى الميدان
وفي دراسة بعنوان “التحول الناجم من الخطاب الإرهابي الجديد لدى الشباب”، يفصل المركز الفرنسي لدرء الانحراف الديني المرتبط بالإسلام كيفية توظيف فيلم “المصفوفة” (ذي ماتريكس) (أخرج من المصفوفة واصبح المختار) وثلاثية سيد الخواتم (عد إلى الجماعة) أو لعبة فيديو “عقيدة القاتل” (أطع السيد المقدس)، في التجنيد.
يوضح التقرير أن “الخطابات الإرهابية الجديدة طوّرت وسائل التجنيد من خلال التخصص في استخدام الانترنت كأداة، إلى درجة إنهم يقترحون عروضًا شخصية مختلفة عن بعضها، وتلائم شبانًا مختلفين تمامًا”. بعدها، يتابع التقرير “ينقلون الشاب من التكوين العقائدي الافتراضي إلى التجنيد الميداني”.
“معظمهم لا يعرف شيئًا عن القرآن”، يقول مارك سجمان الاختصاصي النفسي، الذي تابع مسار المتطوعين للجهاد، والعميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ومؤلف كتاب “الوجه الحقيقي للإرهابيين”.
انتماء فوضوي
يضيف “إنهم يشعرون بالانتماء إلى جماعة سياسية، فهنا هم مجاهدون. الدين هو مجرد قشور. إنها جماعة إسلامية، ولكن كان يمكن أن تكون أي شيء آخر، جماعة فوضوية أو مناهضة للفاشية (…) إنه مجتمع وهمي، وهم يتخيلون أنهم يشكلون جزءًا منه، حتى وإن كانوا لا يمتون إليه بصلة. إنهم يشعرون بأنهم جنود للدفاع عن هذا المجتمع، الذي يقال لهم إنه يتعرّض للعدوان”.
وفي كلمة أمام مركز للأبحاث في واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: “في العام الماضي، غادر شابان بريطانيان للانضمام إلى (الدولة الإسلامية). قبل مغادرتهما طلبا كتاب (الإسلام للأغبياء) و(القرآن للأغبياء)!”.
أضاف “لنكن صريحين: مجنّدو الدولة الإسلامية لا يبحثون عن مؤمنين متبحّرين في الإسلام. إنهم يؤكدون أن أعمال القتل والتعذيب والوحشية والاغتصاب وانتهاك المحرمات تؤتى بوحي إلهي. هذه سخافات”. وتؤيد هذا التحليل الطبيبة كانتا أحمد البريطانية التي درست شخصيات المتطوعين للجهاد.
انغماس مغرٍ
وقالت الطبيبة لصحيفة الغارديان قبل فترة قصيرة “إنهم يسعون وراء حلم، وغالبًا لا تكون لديهم أية فكرة عن الإسلام. يصبحون سجناء لهذا الوهم، كما ينغمس البعض في عالم ألعاب الفيديو، ويغريهم الكلام المشبع بالاستعارات والتشبيهات، التي ليست لها صلة بالإسلام الحقيقي”.
وأضافت “هؤلاء الشباب يشعرون بلا شك بأنهم سجناء في عالم تافه وعادي، و(الدولة الإسلامية) تجعلهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يكونوا جزءًا من شيء أكبر (…) إذا كنت شابًا، وخيالك محدود، ولديك مشكلة في التواصل مع الجيران والأصدقاء في مجتمع تعددي، يمكن بسهولة إغواؤك. فأنت تشبه صفحة بيضاء”.
طريق خوف طويل يربط حلب النظام بحلب المعارضة
إيلاف
لأنهم مرغمون على إعالة أسرهم، يتحمّل سكان حلب رعباً وشقاء يتمثلان في الانتقال من حي (إقامتهم) إلى آخر مجاور (حيث عملهم)، في رحلة باتت تستغرق 10 ساعات بعدما كانت المسافة نفسها تقطع قبل الحرب بـ 5 دقائق، مارّين خلالها على حواجز كثيرة تابعة لأطراف عدة، تبقى “داعش” أخطرها، حيث الجلد مصير مخالف تعليماتها.
حلب: يصعد كل من الموظفين الحكوميين أبو أسعد وأبو عبدو باكرًا في باص صغير: الأول ينطلق من منطقة واقعة تحت سيطرة النظام في حلب في شمال سوريا، متوجّهًا نحو حي تسيطر عليه المعارضة، والثاني يقوم برحلة معاكسة في المدينة التي قسمتها الحرب إلى شطرين.
كان المسار يتطلب عشر دقائق على الأكثر قبل اندلاع المعارك في حلب في تموز/يوليو 2012. أما اليوم، فيستغرق الانتقال بين المنطقة والأخرى نحو عشر ساعات على طريق تنتشر عليها كل أنواع المخاطر من القنص إلى حواجز الجهاديين وقوات الأمر الواقع المختلفة.
جاران بمسافة دولتين!
يعمل أبو أسعد (45 عامًا) سائقًا في مؤسسة حكومية لعشرة أيام متواصلة في الجهة الغربية من حلب، الواقعة تحت سيطرة النظام. في أيام استراحته، يستقل باصًا عند محطة الحافلات في حي حلب الجديدة، ينقله مع آخرين إلى حيّ الشعّار في شرق حلب، الواقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر. ولا تبعد المنطقتان سوى خمسة كيلومترات، إلا أن الطريق التي تسلكها الحافلات للربط بينهما باتت تمتد على مسافة 400 كلم.
يسلك الباص طريقًا يمر بمنطقة يشرف عليها الجيش السوري، وصولًا إلى أثريا، ثم يتجه شرقًا، ليمر بمنطقة صحراوية، لا سيطرة لأية جهة عليها، قبل أن يصل إلى مدينة الباب، الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” الجهادي المتطرف. ومنها يدخل إلى حلب، الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة.
يقول محمد، سائق الباص، الذي يقوم بثلاث رحلات بين حلب وحلب الأخرى شهريًا، لوكالة فرانس برس، “قبل الوصول إلى نقطة التفتيش التابعة لداعش (الدولة الإسلامية)، تنتقل النساء للجلوس في الخلف ويضعن الحجاب. وبحسب قوانين الدولة الإسلامية، لا يسمح لهن بالسفر بمفردهن. يجب أن يرافقهن زوج أو شقيق”. ويتابع “أتحقق بنفسي من كل شيء، وإلا فأنا من سيدفع الثمن”.
مهنة مرور
بالنسبة إلى أبو أسعد، تمثل كل رحلة قفزة في المجهول. ويروي: “يطلع عنصر داعش (الدولة الإسلامية) إلى الباص، وهو مسلح، ليس برشاش، بل بسيف (…) يدقق في أوراق جميع الركاب، ويطلب من الذين يشتبه فيهم النزول، مهددًا إياهم بسلاحه”. ويضيف: “أقول عندما يسألني أنني أعمل خياطًا، فلو أفصحت عن عملي الحقيقي سيقوم باعتقالي”.
إلا أن أبو أسعد يوضح أن لدى كل من الأطراف الثلاثة، المعارضة والنظام وتنظيم “الدولة الإسلامية”، لوائح وأجهزة كومبيوتر. ويضيف “أي وشاية أو غلطة أو زلة لسان يمكن أن تقتل صاحبها”.
تنقسم حلب إلى جزأين، بينهما خط تماس، يمتد من الشمال نزولًا نحو الجنوب. وتسيطر المعارضة المسلحة على أكثر من نصف المدينة، بينما يفرض النظام سيطرته على نحو 40 في المئة منها، ويسيطر الأكراد على عشرة في المئة. وأغلق قبل عام طريق بستان القصر، الذي كان يشكل نقطة عبور بين المنطقتين بسبب أعمال القنص.
الحاجة أم المخاطرة
يسلك أبو عبدو، الذي يعيش في حي الصاخور في شرق المدينة، من جهته، الطريق نفسه، إنما بالاتجاه المعاكس، حتى يصل إلى مقر عمله التابع لإحدى الوزارات.
يقول “نعاني من مشاكل كثيرة خلال سفرنا من حلب إلى حلب. في البداية، كان الطريق يستغرق خمس دقائق. أما الآن فنقضي عشر ساعات تقريبًا” على الطريق. يضيف: “هناك حواجز ومخاطر، لكنني مضطر لأن أسافر لكوني موظفًا، وهذا مصدر رزقي الوحيد. أحيانًا، أسافر مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع (…). الله يعين!”.
في موازاة الوقت الطويل، الذي بات يستغرقه الطريق، ارتفعت أيضًا أسعار الرحلة، التي تنطلق من مناطق النظام: من عشرين ليرة سورية إلى 2500 ليرة (12.5 دولارًا).
يسلك نحو 800 شخص يوميًا الطريق في اتجاه الأحياء، التي تسيطر عليها المعارضة، بينهم موظفون وطلاب وتجار، وغيرهم (…) ويغادرها العدد عينه تقريبًا، بحسب ما يقول منير، المسؤول عن محطة الباصات في حلب الجديدة. كما يدفع الركاب إلى جانب مصاريف الرحلة، رشى إلى بعض الحواجز هنا وهناك.
محطات داعش للجلد
بالنسبة الى السائقين، فإن أخطر محطات الرحلة هي المنطقة الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”. ويقول أحدهم إنه تعرّض مرة للضرب بالسوط ثلاثين جلدة، لأنه كان حليق الذقن. ويفرض التنظيم على الرجال في مناطق سيطرته إطلاق لحاهم. بينما تعرّض سائق آخر، هو أبو عمر، بدوره للجلد، بعدما نسي أن يطفئ جهاز الراديو في الباص، وكانت الموسيقى تنبعث منه. وسجن ثالث لمدة 48 ساعة، حتى تعلم “الصلاة بشكل صحيح”.
وغالبًا ما يشعل السائقون سيجارة أخيرة، ويطفئونها قبل الصعود إلى حافلتهم، لأن التدخين ممنوع أيضًا بموجب قوانين “الدولة الإسلامية”.
ويقول أبو أحمد، الذي جاء لزيارة طبيبه في المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة، “إنه طريق الرعب. فالخروج من المدينة، والسير لساعات في الصحراء، للوصول إلى حي آخر في المدينة نفسها، أمر منافٍ للعقل. تقسيم حلب على كل حال بهذه الطريقة، أمر لا يصدّق”.
النصرة تهاجم آخر معقل لنظام الأسد قرب الجولان المحتل
عمان – رويترز
هاجم مسلحون من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وجماعات معارضة أخرى، مدينة البعث بجنوب سوريا، الخميس، ومكثوا فيها لبعض الوقت.
وتعتبر هذه المدينة آخر معقل كبير للجيش السوري في المنطقة القريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وتأتي هذه المعركة ضمن حملة بدأها مقاتلو المعارضة هذا الأسبوع للسيطرة على محافظة القنيطرة بالكامل، ولم يتبق سوى مدينة البعث وبلدة خان أرنبة المجاورة تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أبو سعيد الجولاني، وهو ناشط من المنطقة، إن البلدتين إذا سقطتا فإن مقاتلي المعارضة سيكونون قد سيطروا على ثاني محافظة بعد الرقة. ويسيطر تنظيم داعش على محافظة الرقة في شمال سوريا، وقد استهدفتها الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة اشتبكوا مع القوات الحكومية في وسط المدينة الليلة الماضية، وتقهقروا إلى مشارفها الخميس، وفر آلاف من سكان مدينة البعث البالغ عددهم 30 ألف نسمة.
يذكر أن المدينة سميت على اسم حزب البعث الحاكم في سوريا كنوع من التحدي بعد تدمير القنيطرة القريبة في الحرب مع إسرائيل، وهجرت القنيطرة وأصبحت البعث الآن المركز الإداري للمحافظة.
ويشارك نحو ألفي مقاتل في الحملة بالجنوب، ويكتسب تقدمهم الذي يوسع سيطرة المعارضة بالقرب من مرتفعات الجولان والأردن أهمية ايضاً، أن دمشق معقل قوة الأسد تقع على بعد 65 كيلومترا إلى الشمال، ويريد المقاتلون فتح طريق نحو العاصمة والتواصل مع مسلحي المعارضة هناك. وذكر المقاتلون قبل دخول مدينة البعث أنهم سيطروا على عدة قرى على المشارف، وأعلنوا سيطرتهم على معظم الريف.
من جهته، قال عبدالله سيف الله، وهو قائد ميداني من جبهة النصرة في بلدة الحميدية قرب الحدود مع إسرائيل، إن المقاتلين يستخدمون كل أنواع الأسلحة من نيران الدبابات وقذائف المورتر.
روبرت فورد: نقوم بدور القوات الجوية للأسد
واشنطن – فرانس برس
قال السفير الأميركي السابق في سوريا، روبرت فورد، إن الضربات الجوية الهادفة إلى تحطيم قوة تنظيم “داعش”، تعزز نظام بشار الأسد.
وأضاف فورد أمام جلسة بعنوان “الخطوات القادمة في السياسات الأميركية تجاه سوريا والعراق”، نظمت في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي: “لقد أضرت الضربات الجوية في سوريا بالمعارضة المعتدلة، وقللت من مصداقيتها، وأضعفت جبهة النصرة التي تحارب نظام الأسد.
كان من المفترض أن نوضح استراتيجيتنا بهذا الخصوص، وأن نشرح لماذا نقوم بضرب جبهة النصرة. إننا نساعد نظام الأسد بشكل مباشر عندما نضرب أهداف داعش شرق سوريا”.
وأشار فورد إلى أن الضربات الجوية للتحالف على إحدى المناطق التي كانت المعارضة تحاصر قوات النظام فيها، تسببت في تمكن قوات النظام من خرق الحصار، قائلاً: “لقد بتنا نقوم بدور القوات الجوية للأسد”.
وأكد فورد أنه من الصعب هزيمة التنظيم المتطرف، طالما استمر نظام بشار الأسد في حكم سوريا، مشيراً إلى ضرورة زيادة الضغوط عليه للتمكن من هزيمة التنظيم، ووقف نزيف الدماء المستمر في سوريا منذ ثلاث سنوات.
الأسد استفاد بشكل غير مباشر
بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، إن نظام الأسد استفاد بشكل غير مباشر من التحالف الدولي الذي شُكّل لمحاربة تنظيم داعش.
وقال هيغل إن الأسد هو الذي خلق الفوضى في سوريا، مؤكداً أن لا حل عسكرياً للوضع في سوريا، ولا بديل عن الحل الدبلوماسي.
وأضاف: “لا أحد يرغب في حكومة فشلت فشلاً ذريعاً في سوريا، ومسألة الكيفية التي سيترك الأسد من خلالها السلطة تحمل أهمية بالغة”.
وعن الانتقادات الموجهة إلى استراتيجية البيت الأبيض حول سوريا وتنظيم الدولة، قال هيغل إن الإدارة الأميركية تقيّم سياساتها بشكل مستمر، إلا أنه لم يتوقع تغيير الاستراتيجيات في المرحلة الحالية.
“داعش” يعدم 6 سوريين ويعتقل أحد عناصره بسبب اتصاله بأهله
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أقدم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على إعدام 6 سوريين في مدينة الرقة، بتهمة “الانتماء للصحوات” بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
وأوضح المرصد أن التنظيم أعدم المواطنين السوريين الستة، في شارع الساقية بمنطقة الرميلة في مدينة الرقة.
وأفاد نقلا عن نشطاء يعملون مع المرصد ، بأن “داعش” اعتقل أحد مقاتليه من جنسية أجنبية، واعتدى رفاقه عليه بالضرب، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة.
وذكر النشطاء، أن المقاتل يبلغ من العمر نحو 17 عاما، واعتقل في أحد محلات الاتصالات، عقب اتصاله مع ذويه، حيث “اعتدى عليه رفاقه بالضرب، وقاموا بتفتيشه ومصادرة أغراضه الشخصية.”
وأبلغ مترجم يعمل مع التنظيم رفاق المقاتل الذي تم اعتقاله بأنه كان “يتحدث مع ذويه بخصوص كيفية عودته إلى البلاد.”
القضاء يبقي أمريكية ضالعة في التجنيد لصالح داعش بسوريا قيد التوقيف بانتظار محاكمتها
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قررت محكمة أمريكية إبقاء هيذر كوفمان، المتهمة بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI وإنشاء علاقة مع تنظيم داعش، قيد التوقيف حتى حلول موعد محاكمتها، بعد ظهورها الأول أمام القضاء، والذي بدت فيه بدون انفعالات عاطفية.
وكانت الشرطة الأمريكية، وبعد ملاحقات استمرت سبعة أشهر، قد أوقفت كوفمان، وهي من ولاية فيرجينيا، موجهة إليها تهمة الإدلاء بمعلومات كاذبة إلى السلطات حول نشاطاتها مع تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا بـ”داعش”، مع معلومات تشير إلى إمكانية ضلوعها بعمليات تجنيد.
ووجهت السلطات في المرحلة الأولى إلى هيذر كوفمان، 29 عاما، تهمة “تقديم بيانات كاذبة للسلطات خلال استجوابها بقضية على صلة بالإرهاب” مؤكدة أن مجموعة من العملاء السريين أعدوا القضية ضد كوفمان بناء على تسجيل مقابلات سريعة وتعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب الوثائق، فقد جذبت كوفمان، وهي أم لولد في السابعة من عمره، انتباه السلطات الأمريكية إليها بعد سلسلة من التعليقات التي دونتها على حسابها بموقع فيسبوك، وقد قامت في 23 يونيو/حزيران الماضي بتأسيس صفحة على الموقع باسم وهمي هو “عبيدة أميتوفا” وقالت إنها تعمل في مجال “الجهاد في سبيل الله” وقامت بنشر صورة لمسلح يحمل علم داعش كتبت تحتها “كلنا الدولة الإسلامية في العراق والشام.”
وفي الثامن من يوليو/تموز الماضي، قامت كوفمان بوضع الصورة نفسها على حساب وهمي آخر أسسته بنفسها، إلى جانب صورة أخرى لعلم داعش وحوله عدد من الرجال الذين كانوا يصلّون وهم يحملون رشاشات كلاشينكوف، ودفع هذا مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI إلى استصدار مذكرة تحقيق بالحساب ليكتشف وجود عدة مراسلات حول داعش.
وفي تعليق لها أظهرته أوراق القضية، قالت كوفمان، دفاعا عن داعش: “كل ما يقال هو حملة دعائية للصهاينة، وإذا تمكنا من تخليص العالم منهم فسيكون العالم مكانا أفضل وأكثر سلاما.” كما اعترفت في تعليق آخر بأنها ساهمت بتجنيد شقيقتها لصالح التنظيم بعد أن أقنعتها بأفكاره، رغم احتجاج والدهما.
وتواصلت كوفمان مع شخص في الولايات المتحدة كانت تصفه بأنه “زوجها” وتبادلا الأحاديث عن نيتهما إنجاب أطفال ليكونوا من “المجاهدين” وقامت بالاتصال بجهات داخل سوريا كي تسهل له السفر إليها عبر تركيا للقتال في صفوف داعش، ولكن “الزوج” تراجع عن فكرته في اللحظة الأخيرة، ما دفعها لقطع علاقتها به.
وأثبتت التحقيقات أن كوفمان استخدمت مجموعة من الحسابات الوهمية والأسماء المستعارة في عملياتها، وبينها “هيذر كوفمان” و”هيذر لا أحد” و”هيذر عبيدة لا أحد” و”عبيدة أميتوفا” و”هيذر أميتوفا”.
اجتماع للائتلاف الوطني بشأن الاوضاع الامنية ومبادرة دي ميستورا
روما (21 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أن هيئته العامة تجتمع اليوم الجمعة في دورتها السابعة عشر لمناقشة الأوضاع الميدانية في حلب والجبهة الجنوبية وريف دمشق وإدلب وحماة وعين العرب
وأشار بيان في هذا الصدد، إلى أن أعضاء الهيئة العامة سيدرسون كافة التغيرات السياسية على الساحة الدولية، وأهمها مبادرة المبعوث الأممي إلى سورية، ستافان دي ميستورا واتفاقية دهوك التي جرت بين المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطي.
كما سيتطرق الاجتماع إلى احتياجات اللاجئين في المخيمات، والنظام الأساسي للائتلاف ومشروع الرواتب والأجور وتقرير اللجان والبرنامج الوزاري لرئاسة الحكومة السورية المؤقتة، حسبما أفاد المكتب الإعلامي للإئتلاف
مرصد يحذر من كارثة أطفال سوريين عديمي الجنسية
روما (20 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
حذّر المرصد الآشوري لحقوق الإنسان من وجود كارثة في سورية تتعلق بالأطفال السوريين عديمي الجنسية، وأشار إلى صعوبة إثبات جنسية هؤلاء الأطفال حتى في المستقبل.
وأشار المرصد في تقرير الخميس إلى أن 70% من الأطفال السوريين المولودين في لبنان لا يحملون وثيقة ولادة رسمية، وأن 40% من 6 آلاف حالة ولادة لطفل سوري على الأراضي التركية لا تملك أوراق ثبوتية لإتمام عملية تسجيلهم، وكذلك إلى أن نحو 35% من بين 1400 طفل ولدوا خلال الستة أشهر الأولى لعام 2013 في مخيم الزعتري في الأردن لم يحصلوا على شهادات ميلاد رسمية.
واستند المرصد لمعطيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة ولوزارة الصحة التركية، ولجنة الحماية الدولية في الأمم المتحدة.
وأكّد أن ظاهرة انعدام الجنسية الناتجة عن انعدام واقعة التسجيل المدني واضطرار عدد متزايد من الأسر السورية للهروب إلى الخارج وعدم قدرتهم تسجيل الولادات الجديدة في بلدان اللجوء، سيترتب عليها استحالة إثبات نسب الطفل ويحرمه من حقه في الحصول على جنسية أبيه.
وأرجع المرصد الأرقام المرعبة لولادات غير مسجلة للسوريين في دوائر دول اللجوء إلى عدم قدرة اللاجئين السوريين على تقديم وإبراز الوثائق المطلوبة للتسجيل أو اشتراط تقديم دليل على الإقامة القانونية من أجل إتمام التسجيل. ونبّه من اضطرار بعض العائلات للعودة لسورية للحصول على شهادة ميلاد قانونية أو تهريب أطفالهم حديثي الولادة عبر الحدود لتسجيلهم أو اضطرار الأب أحياناً للعودة وحده لتسجيل مولوده.
وأشار إلى فقدان الأطفال الجدد غير المسجلين للكثير من الحقوق كحق الرعاية الصحية والتعليم حاضراً ومستقبلاً، وخطر الاستغلال اللاإنساني من عمالة أطفال، وزواج قصر، وتجارة الجنس، وحالات التبني اللاقانونية، وصولاً لحالات التجنيد المسلح القسري، وصعوبة إثبات جنسيتهم السورية في المستقبل