أحداث الجمعة 30 حزيران 2017
أكراد سورية يحذرون تركيا من «مواجهة مفتوحة»
لندن، نيويورك – «الحياة»
حذرت «قوات سورية الديموقراطية» تركيا من أخطار «مواجهة مفتوحة وقوية» بين الطرفين في حال خروج التوترات بينهما عن حدود السيطرة. وجاء التحذير الكردي بعد دخول حشود عسكرية تركية ضخمة محيط مدينة مارع شمال سورية من طريق معبر باب السلامة الحدودي، بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها المبعوث الأميركي الخاص لـ «التحالف الدولي» ضد «داعش»، بريت ماكغورك إلى الرقة، حيث التقى مسؤولين وعناصر من «وحدات حماية الشعب الكردية» و «قوات سورية الديموقراطية».
وأدى قصف تركي على مناطق سيطرة «وحدات الحماية» الكردية وتعزيز الحشود التركية إلى تعزيز مخاوف «قوات سورية الديموقراطية» من وجود خطة لدى أنقرة لمهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرة تلك القوات. وقال ناصر حاج منصور مستشار «سورية الديموقراطية» لـ «رويترز»، إن القوات اتخذت قراراً بمواجهة القوات التركية «إذا هم حاولوا تجاوز الخطوط المعروفة» في المنطقة حول حلب، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار خلال اليومين الماضيين. وأضاف: «نعم بالتأكيد هناك احتمال كبير لظهور مواجهات مفتوحة وقوية في هذه المنطقة، خصوصاً أن قوات سورية الديموقراطية مجهزة ومحضرة وقررت المواجهة». وتابع: «إذا هاجمت (تركيا) سندافع وستحصل مواجهات».
وقال الجيش التركي أول من أمس، إنه أطلق قذائف مدفعية على مواقع «وحدات حماية الشعب» جنوب مدينة أعزاز، وذلك رداً على استهداف الوحدات قوات معارضة تدعمها تركيا.
لكن منصور قال إن «سورية الديموقراطية» كانت ترد على القصف التركي، محذراً من أن المواجهات المحتملة بين أنقرة والأكراد قد تقوض الهجوم على تنظيم «داعش»، الذي يشنه «التحالف الدولي» بقيادة أميركا، لأنه سيبعد بعض عناصر «سورية الديموقراطية» من الخطوط الأمامية في المدينة.
في غضون ذلك، قال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي أمس، إن تركيا سترد على أي إطلاق للنار عبر الحدود من «وحدات حماية الشعب»، ولن تقف صامتة أمام أي أنشطة معادية.
وأكد قورتولموش مجدداً معارضة تركيا تسليح الولايات المتحدة عناصر «وحدات حماية الشعب». وقال إن المسؤولين الأميركيين سيفهمون أن هذا كان «الطريق الخاطئ». وتعزز الفجوة الكبيرة بين أميركا وتركيا في ما يتعلق بملف دعم أكراد سورية وتسليحهم، احتمالات الصدام بين الطرفين مستقبلاً، خصوصاً بعد انتهاء معارك الرقة. وترفض واشنطن وقف تسليح «سورية الديموقراطية». وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، إن بلاده ستواصل العمل مع هذه القوات استعداداً لمعارك صعبة بعد الرقة.
وفي هذا الإطار، زار ماكغورك مدينة الطبقة أمس، في إطار اليوم الثاني من سلسلة لقاءاته مع أكراد سورية، والتقى أعضاء «المجلس المدني للرقة» الذي يتولى إدارة شؤون المدينة منذ تمكن «سورية الديموقراطية» من طرد «داعش» في أيار (مايو) الماضي. وأفادت مصادر متطابقة بأن ماكغورك وعد بزيادة الدعم المقدم لـ «سورية الديموقراطية». وكانت مصادر كردية أفادت بأن ماكغورك قال خلال اللقاء إن تنفيذ تركيا أي هجوم على عفرين أو منطقة أخرى شمال سورية «سيكون بمثابة انقطاع آخر خيوط العلاقات الأميركية- التركية».
ميدانياً، قطعت «قوات سورية الديموقراطية» أمس المنفذ الأخير المتبقي لـتنظيم «داعش» في الرقة، وأطبقت الحصار عليه من الجهات الأربع للمدينة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «سورية الديموقراطية» سيطرت على المنطقة الواقعة جنوب نهر الفرات لتقطع بذلك آخر طريق كان يمكن «داعش» الانسحاب منه من الرقة باتجاه مناطق سيطرته في البادية السورية ومحافظة دير الزور.
في نيويورك، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين من خطورة الوضع الإنساني المأسوي الذي يعيشه ما يصل إلى مئة ألف شخص في الرقة، وطالب مجلس الأمن بالتحرك الفوري لتأمين الحماية للمدنيين السوريين واتخاذ خطوات لوقف استهدافهم، وإنهاء الإجراءات الإدارية التي تؤخر وصول المساعدات. ومدد مجلس الأمن أمس بالإجماع ولاية القوة الدولية العاملة في الجولان (الأندوف) ستة أشهر في قرار دعا فيه كل الأطراف إلى إنهاء كل الأعمال العسكرية في منطقة عمل القوة.
اشتباكات عنيفة في الرقة بعد هجوم مضاد لـ «داعش»
بيروت – رويترز
قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) استعاد السيطرة على غالبية حي الصناعة في مدينة الرقة السورية اليوم (الجمعة)، لكن التحالف الذي يقاتل التنظيم نفى ذلك على رغم اعترافه بشن المتشددين هجوماً مضاداً في شرق المدينة.
وهذا الهجوم هو أول محاولة ثابتة من جانب تنظيم «الدولة الإسلامية» للتصدي للتقدم البطيء لـ «قوات سورية الديموقراطية» في الرقة.
وكانت هذه القوات، وهي تحالف من مجموعات مسلحة عربية وكردية مدعوم من الولايات المتحدة، سيطرت على حي الصناعة هذا الشهر في ما يمثل أكبر مكاسبها حتى الآن في الرقة وهي المعقل الرئيس للتنظيم في البلاد.
وقالت «قوات سورية الديموقراطية» اليوم، إن اشتباكات عنيفة دارت منذ مساء أمس في شرق الرقة الذي يقع فيه حي الصناعة في مناطق الروضة والنهضة والدرعية. لكن «المرصد السوري» قال إن التنظيم استعاد السيطرة على غالبية حي الصناعة في قتال عنيف.
واعترفت «قوات سورية الديموقراطية» على حسابها على موقع للتواصل الاجتماعي بوقوع اشتباكات عنيفة، لكنها أضافت أن حي الصناعة بأكمله لا يزال تحت سيطرتها وأنها تمكنت من صد الهجوم.
وقال «المرصد» أمس إن «قوات سورية الديموقراطية» تمكنت من السيطرة على آخر منطقة بمحاذاة الضفة الجنوبية لنهر الفرات المواجهة للرقة بما يعني محاصرة «داعش» بالكامل داخل المدينة.
والمدينة معزولة فعلياً منذ أيار (مايو) بسبب تدمير كل الجسور وضرب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للقوارب التي تعبر النهر.
وقال مستشار «قوات سورية الديموقراطية» ناصر حاج منصور أمس، إن استعادة السيطرة على المدينة قد تستغرق أكثر من شهر أو شهر ونصف الشهر. وثبت من قبل أن تقديرات القوات للوقت الذي قد تستغرقه المعارك مع التنظيم تتسم بالتفاؤل.
وبخلاف الرقة لا يزال تنظيم «الدولة الإسلامية» مسيطراً على معظم جزء من وادي الفرات يمتد لمسافة 200 كيلومتر حتى الحدود مع العراق. وتسيطر قوات النظام السوري على جيب كبير في دير الزور أكبر مدينة في المنطقة ويتقدم ببطء من جهة مدينة تدمر.
«حظر الأسلحة الكيماوية» تؤكد استخدام «السارين» في خان شيخون
أمستردام، لندن، موسكو، باريس – رويترز
كشف تقرير لفريق لتقصي الحقائق أمس (الخميس) أن منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» أفادت باستخدام غاز «السارين» المحظور في هجوم أسفر عن مقتل العشرات في شمال سورية في نيسان (أبريل) الماضي، وتداول أعضاء المنظمة في لاهاي التقرير لكنه لم يعلن بعد.
ويعد الهجوم على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب الشمالية في الرابع من نيسان أعنف الهجمات في الحرب السورية منذ أكثر من ثلاث سنوات، ودفع الولايات المتحدة إلى شن هجوم صاروخي على قاعدة جوية سورية قالت واشنطن إنها استخدمت في شن الهجوم.
وبعد إجراء مقابلات مع شهود وفحص عينات عدة، خلصت بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة إلى أن «عدداً كبيراً من الناس الذين مات بعضهم تعرضوا إلى السارين أو مادة تشبهه». وجاء في ملخص للتقرير أن «بعثة تقصي الحقائق خلصت إلى أن هذا لا يمكن أن يكون سوى استخدام للسارين سلاحاً كيماوياً».
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي في بيان أمس: «الآن وبعد أن علمنا هذه الحقيقة الدامغة، فإننا نتطلع إلى إجراء تحقيق مستقل للتأكد من المسؤولين تحديداً عن هذه الهجمات الوحشية، لنحقق العدالة للضحايا». وأضافت أن تحقيقاً مشتركاً بين الأمم المتحدة والمنظمة يعرف باسم «آلية التحقيق المشتركة» يمكنه الآن التحقيق لمعرفة المسؤول عن الهجوم.
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إنه «لا شك على الإطلاق» في أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية في نيسان الماضي.
وذكر جونسون لشبكة «سكاي نيوز» أن «تحديد المسؤولية عن إلقاء السارين ستحال الآن إلى آلية تحقيق مشتركة للتأكد منها، لكن ليس لدي شك على الإطلاق في أن أصابع الاتهام تشير إلى نظام الأسد». وأضاف: «سنواصل الحملة البريطانية لفرض عقوبات على المسؤولين عن الهجوم… من يستخدمون أسلحة كيماوية ضد الأبرياء ينبغي محاسبتهم».
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الخارجية قولها اليوم، إن التقرير الذي أعدته «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» يستند إلى «أدلة مشكوك فيها».
ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن الوزارة قولها إن «محتويات التقرير الذي أعدته لجنة خاصة تابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية منحازة إلى حد كبير وهو ما يجعلنا نظن أن أنشطة هذا الكيان تخدم نظاماً سياسياً».
وقالت فرنسا إن التقرير «واضح لا لبس فيه» وإن على أعضاء المنظمة أن يتحركوا بحسم في شأن هذه النتائج.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن «نتائج هذا التقرير لا تقبل الجدل». وأضافت «على منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وأعضائها تحمل مسؤوليتهم والتنديد بأشد العبارات الممكنة بهذا الانتهاك غير المقبول لنظام حظر الانتشار».
وكان التحقيق توصل إلى أن القوات الحكومية السورية مسؤولة عن ثلاثة هجمات بغاز الكلور في العامين 2014 و2015، وأن متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) استخدموا غاز الخردل.
وألقت وكالات استخبارات غربية باللوم أيضاً في هجوم خان شيخون على حكومة الأسد، لكن مسؤولون سوريون نفوا مراراً استخدام المواد السامة المحظورة في الصراع.
ولم تتمكن بعثة من «حظر الأسلحة الكيماوية» من زيارة موقع الهجوم نفسه بسبب مخاوف أمنية، وأفادت تقارير بأن رئيس المنظمة قرر ألا تحاول البعثة الذهاب إلى هناك.
وانضمت سورية إلى «ميثاق حظر الأسلحة الكيماوية» في العام 2013 بموجب اتفاق روسي – أميركي لتفادي تدخل واشنطن عسكرياً في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وقالت الولايات المتحدة أول من أمس إن الحكومة السورية امتثلت فيما يبدو إلى تحذير أميركي هذا الأسبوع من شن أي هجوم جديد بالأسلحة الكيماوية.
وحذرت روسيا، أكبر داعم للنظام السوري من أنها سترد «بشكل مناسب» إذا ما اتخذت الولايات المتحدة إجراءات استباقية ضد القوات السورية، بعدما قالت واشنطن الإثنين إن الجيش السوري يستعد فيما يبدو لشن هجوم بالأسلحة الكيماوية.
قوات تدعمها أميركا تطوق الرقة بعد غلق آخر طريق إليها
بيروت، إسطنبول، أنقرة – رويترز
قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الخميس) إن قوات تدعمها الولايات المتحدة طوقت بالكامل مدينة الرقة معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية بعد أن أغلقت آخر طريق للمتشددين للخروج من الجنوب.
وكانت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف يضم مقاتلين أكراداً وعرباً شن هجوماً على معقل التنظيم في سورية هذا الشهر، قالت في وقت سابق إنها بصدد إغلاق آخر مخرج من الرقة.
وكان مسؤول كبير في «قوات سورية الديموقراطية» قال في وقت سابق اليوم، أن «القوات ترى احتمالاً كبيراً بظهور مواجهات مفتوحة وقوية مع القوات التركية في منطقة في شمال غربي سورية»، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار أمس.
وقال مستشار «قوات سورية الديموقراطية» ناصر حاج منصور، إن «القوات اتخذت قراراً بمواجهة القوات التركية، إذا هم حاولوا تجاوز الخطوط المعروفة في المنطقة التي تقول جماعات معارضة مدعومة من تركيا، إن أنقرة نشرت فيها أخيراً قوات إضافية».
وأضاف منصور أن «هجوماً تركياً على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديموقراطية يضر كثيراً بمعركة القوات، لإجبار تنظيم داعش على الانسحاب من مدينة الرقة معقله في سورية، من خلال إبعاد مقاتلي القوات عن الخطوط الأمامية في المدينة».
وبدأت «القوات» هذا الشهر هجوماً كان متوقعاً منذ فترة طويلة على مدينة الرقة. وقال منصور إن «هناك خطة لإطباق حصار كلي على المدينة، ولكن هذا يستغرق يوماً أو يومين. لا أستطيع التأكيد». ويحد نهر الفرات مدينة الرقة من الجنوب.
وأضاف أن «مقاتلي تنظيم داعش يقومون بمعارك شرسة في بعض المواقع المنيعة»، متابعاً أن «هذا ربما يكون ناتجاً عن قلة العدد والذخيرة»، متابعاً أن «التنظيم المتشدد نشر أعداداً أقل من السيارات المفخخة مقارنة بمعارك سابقة وإن هذا يشير أيضاً إلى نقص في الإمدادات».
وأعلن الجيش التركي أمس أن القوات التركية ردت بإطلاق نيران المدفعية خلال الليل الفائت، ودمرت أهدافاً لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية، بعدما أطلق عناصر هذه القوات النار على قوات تدعمها تركيا في شمال سورية.
وقال الجيش إن «وحدات حماية الشعب» الكردية أطلقت نيران أسلحة آلية على وحدات لـ «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا في منطقة مرعناز، جنوب بلدة أعزاز في الشمال السوري.
وتدعم الولايات المتحدة «الوحدات» التي تشكل العمود الفقري لـ «قوات سورية الديموقراطية» المشاركة في القتال ضد تنظيم «داعش» في سورية، على رغم احتجاجات متكررة من تركيا التي تعتبر «الوحدات» تنظيماً إرهابياً، وتخشى أن يؤجج تقدمها تمرداً كردياً في تركيا.
وأضاف البيان التركي: «استُخدمت مركبات الدعم الناري في المنطقة للرد بالمثل على النيران المعادية وتم تدمير أو تحييد الأهداف المحددة».
وقالت محطة «خبر تورك» التلفزيونية، إن «دوي نيران المدفعية كان مسموعاً في بلدة كلس الحدودية التركية القريبة». ولم يتضح ما إذا كان تبادل إطلاق النار أسفر عن سقوط قتلى أو جرحى.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش اليوم، إن «أنقرة سترد على أي قصف من وحدات حماية الشعب الكردية في سورية، ولن تلتزم الصمت في مواجهة النشطات المناهضة لتركيا التي تمارسها جماعات إرهابية في الخارج».
وأكد قورتولموش مجدداً رفض أنقرة تسليح الولايات المتحدة مقاتلي «الوحدات» وقال، إن «المسؤولين الأميركيين سيدركون أن هذا هو الطريق الخطأ».
وأدى قرار تسليح الاكراد في إطار المعركة التي تستهدف السيطرة على الرقة إلى إثارة غضب تركيا. وأرسلت انقرة قوات إلى سورية العام الماضي لمنع الاكراد من وصل جيبين يسيطران عليهما في شرق نهر الفرات وغربه.
موسكو ترى «مرحلة صعبة» في العلاقة مع واشنطن… وباريس متفائلة بـ «كسر الجمود»
باريس، موسكو، لندن – «الحياة»
أعرب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، عن أمل بلاده بإصغاء واشنطن إلى تحذيرات موسكو في شأن التصعيد في سورية. في موازاة ذلك، قالت فرنسا إنها ترى فرصة لـ «كسر الجمود» في الحرب السورية في ضوء إعلان موسكو أنه «لا حل عسكرياً للأزمة»، وتخلي بعض معارضي الرئيس السوري بشار الأسد عن شروطهم المسبقة في شأن رحيله كشرط للعملية الانتقالية.
وقال ريابكوف، في مؤتمر صحافي أمس: «صرحت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة في مجلس الأمن الدولي نيكي هايلي… بأن التحذيرات الأميركية حققت هدفها ودمشق لم تشن هجوماً (كيماوياً)، لكنني أود الاعتقاد بأن التحذيرات الروسية هي التي حققت هدفها والولايات المتحدة امتنعت عن تنفيذ ضربة جديدة». وأشار الديبلوماسي الروسي إلى غياب أي أدلة تثبت المزاعم في شأن تخطيط دمشق لشن هجوم كيماوي، مضيفاً أن التصريحات الأميركية شديدة اللهجة بهذا الخصوص لا تزيد الاحترام للسياسة الأميركية تجاه سورية.
وذكّر نائب رئيس الديبلوماسية الروسية بأن العلاقات بين موسكو وواشنطن تمر بـ «مرحلة صعبة…لكنها ليست في أزمة»، مشيراً إلى وجود فرص لتحسين هذه العلاقات، لا سيما من طريق التعاون بين الدولتين في الشرق الأوسط.
وأضاف ريابكوف أن من المتوقع عقد لقاء بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيلرسون، على هامش اجتماع مجموعة العشرين المقبل في مدينة هامبورغ الألمانية.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي غياب الاتفاق بين موسكو وواشنطن في الوقت الراهن في شأن استئناف الاتصالات بينه ونظيره الأميركي توماس شينون، مشدداً على أن هذه المشاورات لم تلغ نهائياً إنما تم تأجيلها إلى حين تهيئة الظروف الملائمة. وكان لافروف قد قال أول من أمس إن موسكو سترد «في شكل متناسب» إذا قامت الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد دمشق. وأضاف: «سنرد بكرامة وفي شكل متناسب مع الوضع الفعلي الذي قد يحدث».
وفي مؤتمر صحافي، قال لافروف إنه يأمل بألا تستخدم أميركا معلومات سرية عن تخطيط سورية لهجوم كيماوي «ذريعة لأعمال استفزازية» في سورية.
وتابع: «أتوقع أن يكون لدى شركائنا في المنطقة… الأميركيين والأوروبيين… نهج منفتح وشامل يستهدف خفض التصعيد من خلال إعادة الوضع الإنساني إلى طبيعته».
وفي باريس، قالت فرنسا أمس إنها ترى فرصة لكسر الجمود في الحرب السورية.
وأتاح انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون فرصة لباريس لمراجعة سياستها في شأن سورية، إذ يعتبر البعض أن موقف الحكومة السابقة بضرورة تنحي الأسد كان عقبة أمام تفاهمات مع روسيا.
وغير ماكرون موقف فرنسا من مستقبل الأسد الأسبوع الماضي قائلاً إنه لا يرى بديلاً شرعياً في الوقت الراهن وأن الأولوية هي الحيلولة من دون أن تصبح سورية دولة فاشلة. وتراجعت الولايات المتحدة هذا العام أيضاً عن إصرارها على رحيل الأسد كي تتيح الفرصة لحل سياسي عبر قناتي جنيف والآستانة.
ويحاول وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان إيف لو دريان إجراء حوار أوثق مع موسكو، إذ تسعى باريس أيضاً إلى استغلال عدم وجود سياسة أميركية واضحة في شأن سورية لتمنح لنفسها دوراً أكبر.
وقال لو دريان الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولوند في مقابلة منشورة: «لا أستطيع أن أذكر أي تفاصيل، لكني أعتقد أن هناك فرصة سانحة في الوقت الحاضر، وأعتقد أن الروس، شأنهم شأن الجميع، يدركون أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع».
وأضاف: «يجب أن نكون قادرين على تحقيق الهدف بطرق جديدة تشمل وضع مبادئ متينة لا خلاف عليها، وعدم وضع شروط مسبقة بلاغية، ولكن من خلال خلق جسور جديدة بين مختلف الجهات الفاعلة».
ولم يوضح لو دريان في مقابلته مع صحيفة (لوموند) ماهية تلك المبادئ أو ماهية الحوافز التي ستقدمها روسيا.
وكانت فرنسا، التي لا تزال تدعم المعارضة السورية حتى الآن، طالبت بحل النزاع من خلال عملية انتقال سياسي ذات مصداقية تقوم على قرارات مجلس الأمن الدولي التي تم التفاوض حولها بين الأطراف المتحاربة بوساطة الأمم المتحدة في جنيف.
وقال لو دريان، الذي عقد محادثات استغرقت ست ساعات وتركزت حول سورية مع المسؤولين الروس في موسكو الأسبوع الماضي، إن الأولوية بالنسبة لفرنسا هي إضعاف التهديد الذي يشكله «تنظيم داعش»، وذلك من دون الإشارة إلى قرارات مجلس الأمن أو إلى محادثات جنيف. ودعا الوزير إلى الحصول على دعم ديبلوماسي من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والجهات الفاعلة الإقليمية. وقال ديبلوماسي فرنسي إن باريس تأمل بتشكيل مجموعة اتصال صغيرة يمكنها دفع جهود السلام قدماً. وأفاد مسؤولون فرنسيون بأن جزءاً من الأسباب التي دفعت باريس إلى السعي لإعادة الحوار مع روسيا حول سورية هو الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة التي يرون أنها لا تملك سياسة واضحة تتجاوز مسألة إلحاق الهزيمة بـ «داعش». وقال ديبلوماسي أوروبي إن «الروس ليس لديهم أي شخص آخر، وليس لديهم أي محاور متماسك، ولا يوجد لدى الروس أي شيء آخر للتمسك به سوى الفرنسيين».
إلى ذلك، قال التلفزيون الرسمي السوري إن الحكومة السورية وصفت تحذير واشنطن لدمشق من تنفيذ هجوم جديد بالأسلحة الكيماوية بأنه لا يستند إلى أي معطيات أو مبررات وهدفه تبرير «عدوان جديد» على البلاد.
ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن ادعاءات واشنطن عن وجود نوايا لدى سورية لشن هجوم ليست مضللة فحسب وإنما أيضاً «عارية من الصحة ولا تستند إلى أي معطيات أو مبررات».
وحذر البيت الأبيض الأسد من أنه سيدفع هو وجيشه ثمناً باهظاً إذا نفذوا هجوماً بالأسلحة الكيماوية.
اشتباكات عنيفة في الرقة السورية بعد هجوم مضاد شنه تنظيم”الدولة”
بيروت ـ (رويترز): قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) استعاد السيطرة على أغلب حي الصناعة في مدينة الرقة السورية اليوم الجمعة لكن التحالف الذي يقاتل التنظيم نفى ذلك على الرغم من اعترافه بشن المتشددين هجوما مضادا في شرق المدينة.
وهذا الهجوم هو أول محاولة ثابتة من جانب الدولة الإسلامية للتصدي للتقدم البطيء لقوات سوريا الديمقراطية في الرقة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من مجموعات مسلحة عربية وكردية مدعوم من الولايات المتحدة، سيطرت على حي الصناعة هذا الشهر فيما يمثل أكبر مكاسبها حتى الآن في الرقة وهي المعقل الرئيسي للدولة الإسلامية في البلاد.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية اليوم الجمعة إن اشتباكات عنيفة دارت منذ مساء أمس الخميس في شرق الرقة الذي يقع فيه حي الصناعة في مناطق الروضة والنهضة والدرعية.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن تنظيم الدولة الإسلامية استعاد السيطرة على أغلب حي الصناعة في قتال عنيف.
واعترفت قوات سوريا الديمقراطية على حسابها على موقع للتواصل الاجتماعي بوقوع اشتباكات عنيفة لكنها أضافت أن حي الصناعة بأكمله لا يزال تحت سيطرتها وأنها تمكنت من صد الهجوم.
وقال المرصد أمس الخميس إن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من السيطرة على آخر منطقة بمحاذاة الضفة الجنوبية لنهر الفرات المواجهة للرقة بما يعني محاصرة الدولة الإسلامية بالكامل داخل المدينة.
والمدينة معزولة فعليا منذ مايو/ أيار بسبب تدمير كل الجسور وضرب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للقوارب التي تعبر النهر.
وقال ناصر حاج منصور مستشار قوات سوريا الديمقراطية لرويترز أمس الخميس إن استعادة السيطرة على المدينة قد تستغرق أكثر من شهر أو شهر ونصف. وثبت من قبل أن تقديرات قوات سوريا الديمقراطية للوقت الذي قد تستغرقه المعارك مع الدولة الإسلامية تتسم بالتفاؤل.
وبخلاف الرقة لا تزال الدولة الإسلامية مسيطرة على معظم جزء من وادي الفرات يمتد لمسافة 200 كيلومتر حتى الحدود مع العراق. ويسيطر جيش النظام السوري على جيب كبير في دير الزور أكبر مدينة في المنطقة ويتقدم ببطء من جهة مدينة تدمر.
“الدولة” ينسحب من آخر منطقة في محافظة حلب
بيروت ـ وكالات: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية انسحبوا من آخر منطقة كانت تحت سيطرتهم بمحافظة حلب بعد أن استعاد النظام السوري السيطرة على طريق أثريا-الرصافة ومناطق شرقي خناصر.
وذكرت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية أن جنودا سيطروا على طريق أثريا-الرصافة وحاصروا مواقع الدولة الإسلامية شرقي خناصر. ولم تقل إن كان التنظيم تخلى عن هذه المواقع.
خسائر فادحة للنظام السوري والميليشيات في درعا تخلف 325 قتيلا
قوات الأسد تقصف بالصواريخ والمدفعية قرى في اللاذقية
دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد: أعلنت غرفة عمليات «البنيان المرصوص» التابعة للمعارضة السورية المسلحة في محافظة درعا جنوب سوريا، والتي تقود المعارك ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية وقوات الحرس الثوري الإيراني في مدينة درعا، أنها تمكنت من توثيق مقتل 325 جندياً للنظام السوري، بينهم 97 ضابطاً خلال المواجهات.
ونشرت الغرفة التي تدير العمليات العسكرية في درعا نتائج معركتها التي شنتها أواخر العام الفائت وحتى يوم الأربعاء، حيث أكدت مقتل 225 جندياً للنظام السوري و97 ضابطاً بينهم رتب رفيعة المستوى، وهم حسب المصدر 70 ضابطاً برتبة ملازم و10 برتبة نقيب و4 برتبة رائد و4 ضباط برتبة مقدم و6 آخرون برتبة عقيد و3 ضباط برتبة عميد، إضافة إلى توثيق مقتل أكثر من 30 من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني و»حزب الله» اللبناني، جميعهم لقوا مصرعهم على يد فصائل المعارضة السورية المسلحة في درعا قرب الحدود السورية – الأردنية، فضلا عن تدمير العديد من الآليات الثقيلة والمتوسطة واغتنام أسلحة أخرى.
المتحدث الرسمي باسم الجبهة الجنوبية، الرائد عصام الريس، قال في تصريح خاص لـ»القدس العربي» إن «أهم عوامل صمود المعارضة السورية المسلحة هو إصرار أهل الأرض وأصحابها على حماية أراضيهم وأهلهم وعرضهم وكل السوريين من إجرام الأسد والاحتلال الإيراني».
وعن خسائر النظام السوري والدول الحليفة التي تسانده في حربه وتهجيره للشعب السوري، قال «إنها خسائر كبيرة جدا»، مدللاً على ذلك بـ»توثيقات غرفة عمليات البنيان المرصوص».
وأشار الرائد عصام الريس إلى أهمية المعركة، واصفاً إياها بـ»أنها قد أثبتت فشل النظام السوري في درعا بالرغم من الإمكانيات الضخمة والترسانة العسكرية التي تضعها إيران وروسيا في خدمة الأسد وقواته»، حيث قال إن «المعركة قد أثبتت فشل النظام السوري ومن يدعمه وكل ميليشيات زعران الأرض عن التقدم مترا واحدا في أراضي درعا المحررة رغم سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام والتدمير الممنهج بكافة الأسلحة المحرمة وبمساعدة الطيران الروسي باعتراف قاعدة حميميم، كما أثبت الجيش الحر في الجنوب أنه قادر على صد كل هجمات النظام وحلفائه بحرفية وتنظيم أذهل جميع المراقبين».
وانتهى المتحدث الرسمي باسم «الجبهة الجنوبية» الرائد عصام الريس إلى أن «فصائل المعارضة السورية المسلحة وبالنتائج التي حققتها في معاركها الأخيرة في درعا قد لقنت النظام السوري والقوى الدولية التي تسانده دروساً قاسية وأثبتت ان درعا مهد الثورة وقلعة صمودها».
وكان النظام السوري قد اضطر الى إيقاف معارك درعا لمدة 48 ساعة بحجة «دعم جهود المصالحات الوطنية» وإبرام الهدن، فيما كشف العميد لدى قوات النظام السوري عصام زهر الدين عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك» عن سبب إيقاف هجمات النظام والقوات الرديفة له على مدينة درعا جنوب سوريا، مبرراً أن ما يجري في مدينة درعا قد فاجأ القيادة العسكرية للنظام وحلفاءه، وأزهق أرواح المقاتلين من الميليشيات المساندة.
وقال إن «ما يجري في مدينة درعا من احتمالات لم تكن متوقعة، تحتم على الجيش السوري والحلفاء التوقف عن فتح المعارك وذلك بسبب الخسائر الكبيرة في الأرواح البشرية وقلة العناصر البشرية في الوقت نفسه، فالجميع متخوف من قتال الإرهابيين في درعا»، حسب وصفه.
وبرر زهر الدين هزائم النظام السوري وإذعانه للهدنة في مدينة درعا «بسبب صعوبة المنطقة والتكتلات السكنية، يجب إعادة وضع خطط عسكرية مع مراعاة أن دماء السوريين وقوات الجيش السوري هي أغلى ما نملك»، طالباً من حكومة روسيا وقاعدتها الجوية في سوريا حميميم عدم المزاودة على إمكانيات قوات النظام المهاجمة، قائلاً: «يجب على الحليف الروسي الجدية بتقديم الدعم الجوي المطلوب من دون المزايدة على قوات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري الموجودين في المنطقة».
الى ذلك شنت قوات النظام السوري هجوما بالصواريخ والمدفعية على منطقة بايربوجاق (جبل التركمان) في محافظة اللاذقية أقصى شمال غربي البلاد.
وقالت مصادر محلية، إن قوات النظام استهدفت قرى كلز وسلور وعيسى بينار، والطرق المؤدية لتلك القرى، وردت قوات المعارضة على عمليات القصف.
وأضافت أن الهجمات تسببت بنشوب حرائق في بعض غابات المنطقة، دون أن تشكل تلك الحرائق خطرا على تركيا. ولم تتمكن المصادر على الفور من تحديد حصيلة ضحايا تلك الهجمات.
وفاة مصطفى طلاس تسلط الضوء على نفوذ العائلة الاقتصادي والسياسي من جديد وسط انقسام بين السوريين
يمنى الدمشقي
غازي عنتاب ـ «القدس العربي» : ما إن يتبادر ذكر اسم «مصطفى طلاس» إلى مسامعنا حتى تعود بنا الذاكرة لأول وهلة إلى مجزرة «سجن تدمر» التي حدثت في الثمانينات، والتي اعتبرت إحدى أكبر مجازر الشرق الأوسط في القرن العشرين، وإن ذُكِرَتْ مآثر وزير الدفاع الراحل فلن يذكر منها إلا توقيع مئات قرارات الإعدام أسبوعياً التي رافقتها جرعات من البؤس والألم والدمار النفسي للمعتقلين في ذلك المكان، والتي أفصح عنها وزير الدفاع مراراً، سيُذْكَرْ معها عشرات القصص التي غُيبت عن أعيننا خشية أن يلاقي أحد ذات المصير إن تداولها وكانت الثورة فاضحة لها.
هذه الإعدامات تذكرنا أيضا برواية «القوقعة» لمصطفى خليفة والتي سلط فيها الضوء على الانتهاكات التي حصلت داخل السجون والتي تديرها وزارة الدفاع السورية مباشرة، هذه الرواية هي مرآة كاشفة للبلد التي حكمها آل الأسد بأذرعه العسكرية والاقتصادية والسياسية الفاسدة والتي ساهمت إضافة إلى العودة بالبلاد عشرات السنين إلى الوراء، ولعل وزير الدفاع الراحل «مصطفى طلاس» الذي توفي في باريس 27 حزيران 2017، هو أحد أقوى تلك الأذرع التي شدت على يد آل الأسد في تدمير كل شيء في سوريا.
انتسب مصطفى طلاس إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ بداية تأسيسه عند تخرجه في الكلية الحربية برفقة حافظ الأسد، حتى استلم منصب وزير الدفاع لديه لمدة 32 عاماً، لم يتوان لحظة عن تنفيذ كل ما أمره الأسد به من تصديق قرارات الإعدام في سجن تدمر، والتي اعترف طلاس في إحدى مقابلاته مع صحيفة «دير شبيغل» الألمانية أنه يوقع أسبوعياً على 150 حكم إعدام في دمشق فقط، إلى المشاركة في الانقلابات العسكرية والتي كان أبرزها الانقلاب على الرئيس أمين الحافظ، إلى انتهاك ثروات البلد اقتصادياً عن طريق المكتب القانوني لوزارة الدفاع الذي كان مصدر ثروة آل طلاس، ابنه فراس طلاس الذي عُرف عنه أنه أبرز رجال الأعمال في سوريا إلى أن أعلن تأييده للثورة مع أخيه مناف طلاس الذي كان أحد أبرز قادة الحرس الجمهوري.
إلا أن تأييد الأخيرين للثورة ما زال موضع شك الكثيرين ولم يشفع لهما ذلك في الصفح عن جرائم الأب بل اتهمهما الكثير من السوريين بأنهما ضليعان في كل ما اقترف والدهما من مآثم، فالاستبداد لا يقتصر على كونه سياسياً بل ربما كان الاستبداد الاقتصادي ووضع ثروات البلد في يد حفنة أشد وطأة من الاستبداد السياسي. أسس فراس طلاس تجمعاً سياسياً إثر انشقاقه عن النظام وانضمامه للثورة وسمّاه «تيار الوعد السوري» ضم إليه الكثير من الناشطين مستغلاً بذلك حاجة بعضهم، فيما آثر البعض الآخر الولاء المطلق لرئيسه مشيدين بموقفه من الثورة، لكن ذلك التيار وأهدافه وتوجهاته بقيت موضع شك لدى الكثيرين، واستفاد طلاس الابن من ثروته في جذب الكثير إلى صفه، أما مناف طلاس فأعلن انشقاقه متوجهاً إلى فرنسا ومازالت الأنباء تتوارد عن قراره بالعودة إلى حضن النظام أو تأسيسه كتلة سياسية أيضاً تكون بديلاً عنه. ما إن أعلن عن نبأ وفاة مصطفى طلاس حتى انشق السوريون مجدداً بين من يعزي به على اعتبار أن أبناءه منشقون عن النظام ولعل في ابتعاده عن الساحة السياسية في فترة الثورة إشارة إلى رفضه الانتهاكات التي يرتكبها النظام، بينما رأى آخرون أن وفاة المجرم لا يعني أن تنسينا إجرامه فالتاريخ وجد لنسجل فيه مأساتنا.
وكتب عماد العبار على صفحته الشخصية على «الفيسبوك»: «الانقسام الذي أحدثه موت مصطفى طلاس له عدة أسباب أقلها أهمية في حالة طلاس أنه محسوب على السنة، أستطيع أن أقول أن عدداً قليلاً جداً من الذين قاموا بواجب العزاء قد فعلوا ذلك بسبب هذا الدافع، وهو ما وجده الكثير من المعارضين العلويين فرصة لإعادة تضخيم دور المجرمين السنّة».
بينما كتب دياب سريان على صفحته أيضاً: «حزين على وفاة مصطفى طلاس في باريس، لأنه مات بكل هدوء على فراش دافئ في قسم العناية الفائقة ويتلقى رعاية صحية لم يكن يحظى بها لولا مليارات الدولارات التي نهبها وأبناؤه من تعب الشعب السوري، لا أريد التشفي به وأن أراه في زنزانة حقيرة ديقة كالقبر يلتف حوله السجانون يسومونه سوء العذاب، لكنني حزين لأن سيف العدالة لم يطله ولم يضعه خلف القضبان أو يخضعه لمحاكمة عادلة، لكنني حزين أكثر على المحسوبين على الثورة التي قامت ضد هؤلاء القتلة يترحمون عليه ويتمنون من الله إسكانه جنات النعيم! هؤلاء ما زالوا عبيداً ولن يذوقوا طعم الحرية يوماً».
أما فاتن فتخالف كل من ينتقد من عزى بوفاة طلاس متهمة إياهم بالرجوع عن الشعارات التي خرجوا من أجلها وقالت «التعزية موقف إنساني وكفى بيع شعارات وبطولات على الأموات».
ويشاركها في ذلك أحمد، حيث يقول: «فراس جمع ثروته مستغلاً منصب والده ثم ادعى معارضته للنظام فهل سيقوم يوماً ما بإعادة ثروته التي غنمها إلى الشعب السوري؟ سنصدق حقاً أنك معارض عندما تعود هذه الثروات لأصحابها».
وكتب الصحافي أسعد حنا، «في مثل هذا اليوم من 37 سنة حصلت مجزرة تدمر 27 حزيران 1980 التي قام فيها مصطفى طلاس بالنيابة عن الأسد، اليوم 27 حزيران 2017 يموت مصطفى طلاس ويعزي فيه أبناء من قتلوا على يده في حماه وتدمر وصيدنايا».
بعد التهجم الكبير على المعزين بوفاة طلاس، خرج ابنه فراس طلاس بعدها وكتب على صفحته الشخصية على «الفيسبوك»: «مع الثورة السورية العظيمة نحتاج إلى ثورة سلوك وأخلاق شكلت داخل السوريين مستنقع من الكره والألم، ولينظف هذا المستودع يجب أن يستمر ضخ الماء فيه ليخرج العفن كله ويعود الصفاء للروح السورية، تعاملت مع من شتمني أنه إخراج للعفن القابع داخل نفوسهم نتيجة القمع».
فيما لقي إعلان فراس طلاس نفسه عن خبر وفاة والده انتقاداً لاذعاً لنشره صورة لوالده باللباس العسكري الكامل أثناء توليه لمنصب وزارة الدفاع، حيث كان فراس طلاس قد ادعى تبرؤه من ممارسات والده وخلافه التام معه في تلك الحقبة فتساءل أغلب المتابعين كيف له أن يتبرأ من أعماله ثم ينشر صورته حاملاً الأوسمة التي تقلدها مكافأة لأعماله وهو ما اعتبر تناقضاً واضحاً.
قصف إسرائيلي على القنيطرة وتقدم للنظام في حلب
جلال بكور
أطلقت مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي، ظهر اليوم الجمعة، قذيفتين صاروخيتين على موقعين لقوات النظام السوري في محيط مدينة الصمدانية ومدينة البعث في ريف القنيطرة جنوب سورية، دون وقوع خسائر، في حين واصلت قوات النظام تقدمها على طريق حماة الرقة في ريف حلب الجنوبي.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن مروحية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي أطلقت قذيفتين على موقع لـ”فوج الجولان” التابع لقوات النظام السوري في مدينة الصمدانية، وموقع في مدينة البعث بريف القنيطرة الأوسط الغربي، ولم يسفر القصف عن وقوع أضرار.
وجاء القصف تزامناً مع استهداف مواقع للمعارضة السورية المسلحة من قبل قوات النظام في أطراف مدينة البعث بصواريخ من نوع “فيل”، وسقطت على إثرها قذائف في مناطق خالية بهضبة الجولان المحتلة، ولم تسفر عن أضرار.
وذكرت المصادر ذاتها، أن طيران الاستطلاع الإسرائيلي لم يفارق سماء المنطقة منذ فجر اليوم، حيث تشن قوات النظام السوري هجوماً ضد المعارضة في أطراف مدينتي البعث والصمدانية.
من جهة أخرى، تمكن تنظيم “داعش” من إعادة السيطرة على كامل حي الصناعة في شرق مركز مدينة الرقة، شمال سورية، بعد ساعاتٍ من المعارك العنيفة إثر هجوم شنه منذ مساء أمس الخميس بعربات مفخخة ضد مليشيات “قوات سورية الديمقراطية”، بينما لاتزال المعارك مستمرة بين الطرفين في محيط حي المشلب.
وفي حلب، تمكنت قوات النظام السوري من بسط سيطرتها على كامل طريق إثريا-الرقة الواصل بين محافظة الرقة ومحافظة حماة مروراً بمحافظة حلب، بعد هجوم شنته من ناحية الرصافة في ريف الرقة الجنوبي، ومع تقدمها تكون قد فرضت حصاراً كاملاً على القرى التي لا تزال خاضعة لتنظيم “داعش” في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
وذكرت مصادر أن تقدّم النظام قد أجبر تنظيم “داعش” على الانسحاب من المواقع المتبقية له في المساحة الصحراوية الواصلة بين بلدتي إثريا وخناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي، مشيرة إلى أن أعداداً صغيرة من عناصر التنظيم كانت في المنطقة وانسحبت قبل وصول النظام.
وأضافت المصادر أن النظام لم يدخل إلى المنطقة التي انسحب منها عناصر التنظيم، ولم تعرف الوجهة التي انسحبوا إليها، إلا أن المصادر أكدت أن النظام أمّن بشكل كامل طريق إمداده من حماة إلى مدينة حلب من هجمات التنظيم المتكررة، حيث باتت قوة التنظيم في ريف حماة الشرقي فقط.
ويذكر أنّ طريق إثريا-خناصر الواصل إلى بلدة السفيرة في ريف حلب من أهم طرق إمداد قوات النظام السوري التي تصل معامل الدفاع في ريف حلب بمعامل الدفاع في محافظة حماة وغيرها من مناطق سورية، وتعرض خلال السنوات الماضية لعشرات الهجمات من التنظيم والمعارضة السورية المسلحة.
بدء العدّ التنازلي لإطلاق عملية “سيف الفرات” التركية
إسطنبول ــ باسم دباغ
أكدت صحيفة “قرار” التركية أن العد التنازلي لانطلاق عملية “سيف الفرات”، التي من المفترض أن تشنها القوات المسلحة التركية ضد مناطق سيطرة قوات حزب “الاتحاد الديمقراطي”، الجناح السوري لـ”العمال الكردستاني” في شمال سورية، قد بدأ.
وبحسب الصحيفة، فإن التجهيزات للعملية بدأت قبل شهر رمضان، إذ تم حشد قوات عسكرية تبلغ ضعف القوات التي شاركت في عملية “درع الفرات” التي شنتها القوات المسلحة التركية لدعم قوات المعارضة السورية في أغسطس/ آب من العام الماضي، وأدت إلى طرد تنظيم “داعش” من كل من مدينة جرابلس والباب ودابق.
وأفادت الصحيفة بأنه تم حشد 7 آلاف من القوات التركية الخاصة على الحدود، مع إعطاء الأوامر لكل من القوات التركية وقوات المعارضة السورية بالجهوزية التامة، إذ من المنتظر أن تبدأ العمليات من غرب أعزاز في كل من بلدة عين دقنة ومطار منغ العسكري، لتستمر وصولا إلى كل من تل رفعت وعفرين وتل أبيض.
أما عن توقيت شن العملية، فإنه من المنتظر أن يكون في نهاية يوليو/تموز أو بداية أغسطس/ آب المقبل، وستستمر لغاية طرد قوات “الاتحاد الديمقراطي” من معظم مناطق سيطرته في شمال سورية.
وجاءت تسريبات الصحيفة بالتزامن مع سحب موسكو لقواتها المتواجدة في قرية كفر جنة في منطقة عفرين باتجاه مناطق النظام السوري، وكذلك بالتزامن مع تردي العلاقة بين “الاتحاد الديمقراطي” والنظام السوري وإيران، حيث قام سلاح جو النظام السوري، في وقت سابق، بتوجيه ضربات لـ”قوات سورية الديمقراطية” بالقرب من مدينة الطبقة.
ومن المنتظر أن يتم حسم توقيت العملية التركية بحسب التفاهمات التي تجري خلال محادثات أستانة الشهر المقبل، وكذلك بعد اللقاء الذي يجمع كلا من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الأميركي، دونالد ترامب، على هامش مؤتمر دول العشرين في مدينة هامبورف الألمانية بداية الشهر المقبل.
ثلاثة انفجارات تهز إدلب.. و”داعش” يخرج من ريف حلب
انفجرت ثلاث عبوات ناسفة في مدينة إدلب، صباح الجمعة، من دون أن تتسبب في سقوط قتلى أو جرحى، لكنها نشرت حالة من التوتر بعد قطع الطرق وإزالة السيارات من محيط جوامع المدينة، بالتزامن مع صلاة الجمعة.
أولى العبوات كانت مزروعة في محيط دوار الكرة، وحاولت فرق الدفاع المدني تفكيكها بطرق بدائية (سكب الماء عليها)، قبل أن يتوقف عمل الفرق بعد وصول نداء عن اكتشاف عبوة أخرى بالقرب من المشفى الوطني. وقبل وصول فرق الدفاع المدني إلى مكان العبوة الثانية انفجرت العبوة الأولى، لتعود الفرق أدراجها بحثاً عن ضحايا أو مصابين. وفي هذه الأثناء انفجرت العبوة الثانية.
ويُرجح أن من زرع العبوات كان يحاول إحداث أكبر أضرار ممكنة، عبر تفجير عبوة أولى صغيرة الحجم، ثم يليها تفجير ثان في مكان يقع على طريق طواقم الإسعاف وفرق القوة التنفيذية المستنفرة.
وشهدت مدينة إدلب انتشاراً أمنياً كثيفاً في محيط الجوامع تحسباً لأي أعمال تخريبية أثناء صلاة الجمعة. وأهم الإجراءات كانت قطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى المساجد بشكل مؤقت، حتى انتهاء الصلاة، وخروج المصلين، مع إخلاء محيط الجوامع من كافة أنواع السيارات والدراجات النارية، بالإضافة إلى فض التجمعات فور انتهاء الصلاة، مع انتشار طواقم الإسعاف وفرق الدفاع المدني.
لكن، بعد انتهاء الصلاة بساعة تقريباً دوى انفجار ثالث ناجم عن عبوة مزروعة على طريق القصور مقابل مبنى فرع الحزب سابقاً.
واللافت أن العبوات الثلاث لم تتسبب بسقوط أي قتيل أو جريح، واقتصرت أضرارها على الممتلكات الخاصة والعامة. ويُرجح ناشطون أن الهدف من هذه التفجيرات هو نشر الفوضى وبث حالة من الخوف بين الأهالي، ما يبعث برسالة عن عجر الهيئات الإدارية والمدنية على ضبط المنطقة وتأمينها.
من جهة ثانية، انسحب تنظيم “الدولة الاسلامية” بالكامل من محافظة حلب، مع تقدم قوات النظام إلى جنوب شرق محافظة حلب، حيث تمكّنت قوات النظام والمليشيات من السيطرة على طريق استراتيجي يربط محافظة حماة بالرقة مروراً عبر حلب.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله، إن الجيش أحكم سيطرته “على كامل المنطقة الممتدة من الرصافة في ريف الرقة الجنوبي حتى بلدة أثريا في ريف حماة الشرقي”، مشيراً إلى استعداد وحدات الجيش لدخول ريف حلب الجنوبي الشرقي “بعد فرار الارهابيين منها”.
وفي جنوب البلاد، شهدت محافظة درعا غارات جوية مكثفة، استهدفت مناطق عديدة، وقال نشطاء إن معظم المدن والبلدات ألغت صلاة الجمعة، خشية أن يتم استهداف المصلين ما قد يوقع عشرات الضحايا.
وقالت وكالة “مسار برس” الإخبارية، إن القصف تركّز على مدن وبلدات داعل وأم المياذن والمزيريب، الأمر الذي أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين، كما استهدفت قوات الأسد بلدتي إبطع واليادودة بقذائف المدفعية.
وفي العاصمة دمشق، شن طيران النظام أكثر من 20 غارة على المباني السكنية في حي جوبر، وتزامن ذلك مع اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمعارضة على محاور عديدة في الحي، في حين تم الإعلان عن إلغاء صلاة الجمعة في جوبر حفاظاً على أرواح المدنيين من القصف.
وفي ريف دمشق، نفذ الطيران الحربي العديد من الغارات على مدينة زملكا وبلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، بحسب “مسار برس”، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين، بينما هرعت سيارات الدفاع المدني للمنطقة لإسعاف الجرحى.
في غضون ذلك، حذّر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الجمعة، خلال اجتماع لقيادة وزارة الدفاع الروسية، من أن استفزازات التحالف “تؤدي لتوسيع أنشطة الإرهابيين”، وقال إنه “في الوقت الراهن، تقتصر عمليات التحالف على المناطق المتفق عليها في محيط التنف جنوبي سوريا ومناطق شرقي نهر الفرات”.
وأضاف شويغو “نلاحظ أن الشركاء الأمريكيين يعملون داخل هذه الحدود فقط، ولم يتم تسجيل أي خروق حتى الآن”.
وكان وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا بحثا مسألة “تسوية الازمة في سوريا، بما في ذلك نظام وقف إطلاق النار”. ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن الخارجية الروسية قولها، إن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون، بحثا هاتفياً “تثبيت نظام وقف إطلاق النار، لاسيما عن طريق عملية التفاوض في أستانة، إضافة إلى تنشيط الجهود الرامية إلى مكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع محاولات استخدام المواد الكيماوية السامة”.
اللواء ماهر الأسد يحتفل بترقيته.. مع “النمس“
طوال شهور من شائعات بتر ساقيه، لم يكسر قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، ماهر الأسد، الشقيق الأكبر لرئيس النظام بشار الأسد، الجدل المثار حوله ولو بصورة واحدة ينفي بها الخبر، لكنه سارع إلى التقاط عدة صور مع الممثل مصطفى الخاني، تأكيداً لأنباء ترفيعه من رتبة عماد إلى رتبة “لواء ركن”.
ونشرت مواقع وصفحات موالية للنظام السوري عبر مواقع التواصل، صوراً تظهر الخاني المشهور بدور “النمس” في سلسلة “باب الحارة” الشهيرة، إلى جانب ماهر الأسد (50 عاماً)، كما نشرت الصور نفسها “رسمياً” صفحة “العميد ماهر- مكتب الأمن – فرع المعلومات”، الجمعة، وقالت أنها “صور حديثة للواء الركن المهندس المظلي ماهر حافظ الأسد، والممثل السوري مصطفى الخاني في مكتب اللواء في المبنى الأمن القومي بدمشق”.
ومنذ مساء الخميس، ضجت مواقع التواصل بتسريب القرار بترفيع ماهر الأسد إلى رتبة لواء، حيث احتفل الموالون للنظام السوري بـ”بطولة” الأسد الذي يعرف بأنه أحد أكثر رجال النظام السوري دموية على الإطلاق، بما في ذلك شنه حملات تصفها منظمات حقوقية ودولية بـ”الوحشية” منذ الأيام الأولى للثورة السورية السلمية العام 2011، إضافة لوحشية مماثلة بحق المعتقلين في سجون الفرقة الرابعة التي يترأسها، كما يوصف من طرف السوريين المعارضين على أنه عديم الرحمة ومتسلط.
ومنذ العام 2011 تم وضع ماهر الأسد على قائمة العقوبات الصادرة عن جامعة الدول العربية وتم تجميد أرصدته في الدول العربية ومنع من دخولها أيضاً، كما يرد اسمه عموماً في قوائم الاتحاد الأوروبي في السنوات الماضية، والتي تضم أسماء المسؤولين السوريين المشمولين بالعقوبات الدولية.
ومن النادر جداً أن يظهر ماهر الأسد في صور أو مقاطع فيديو، فآخر صورة له تعود إلى حزيران/يونيو العام 2014 برفقة المغني السوري جورج وسوف، والتي نشرها حينها الإعلامي اللبناني نيشان ديرهاروتيونيان عبر حسابه في “تويتر”. أما آخر مقطع فيديو ظهر فيه، فبث العام 2004، فيما يعتقد أنه أثناء تنفيذ الأسد والفرقة الرابعة مجزرة بحق المعتقلين في صيدنايا.
ولا يوجد تفسير لإصرار ماهر الأسد على التقاط صور مع الفنانين بشكل خاص، إلا أن مواقع سورية معارضة، تشير إلى أنه يمتلك أسهماً في شركات إنتاج فنية موالية للنظام، منها “سوريا الدولية” و”الشرق – لين” و”قبنض”، مع رجال أعمال مثل محمد حمشو ونبيل طعمة ومحمد قبنض على التوالي.
وتكرر المواقع الموالية أن ماهر الأسد درس الهندسة الميكانيكية في جامعة دمشق، قبل أن يلتحق بالكلية الحربية، ويصبح الرجل الثاني في النظام واليد اليمنى لشقيقه بشار الأسد ومستشاراً عسكرياً له وصاحب الدور الأول في قمع الثورة السلمية في بداياتها. علماً أنه منذ اندلاع الثورة راجت العديد من الأنباء حول مقتله أو إصابته في تفجير خلية الأزمة، الأمر الذي أدى إلى بتر ساقيه وعلاجه في روسيا، ولم يستطع أحد إثبات المعلومة الأخيرة، إلا أنها بقيت متداولة بسبب قلة ظهور ماهر وعدم وجود دليل على نفيها، حتى التقاط الصور الجديدة.
حماة: إزالة الكتل الاسمنتية لا تنهي الحواجز
أزيلت أربعة حواجز أساسية في مدينة حماة، خلال اليومين الماضيين، ضمن الحملة التي أطلقها النظام بهدف “انهاء المظاهر المسلحة” التي قطّعت أوصال المدن الرئيسية الخاضعة لسيطرته. وتروّج وسائل النظام الإعلامية أن الحملة ستتصاعد بشكل أوسع اعتباراً من السبت.
وكانت آليات عائدة لمجلس مدينة حماة، قد بدأت الأربعاء، عملية إزالة الحواجز الإسمنتية التي اتخذت كتحصينات. الأمر جاء بعد زيارة مفاجئة للرئيس بشار الأسد، في أول أيام عيد الفطر إلى المدينة.
وأشارت مصادر “المدن” الميدانية، إلى إزالة حواجز عين اللوزة ودوار الصابونية في مدخل حماة الجنوبي، وحاجز مسبح الأسد في مدخل حماه الشرقي من جهة السلمية، وحاجز القصر العدلي، بالتزامن مع فتح الطرق داخل حي الشريعة الراقي في حماة، والذي يضم فرع “أمن الدولة”.
وأكدت المصادر أن عمليات إزالة الكتل الاسمنتية لم تلغِ تواجد الحواجز بشكل كامل، إذ يواصل عناصر الأمن تواجدهم ونشاطهم في نقاطهم، وممارسة دورهم الاعتيادي. وهذا ما شهده حي عين اللوزة. واعتبرت المصادر أن هدف إزالة الكتل الإسمنتية هو تجميل الشكل الخارجي للمدينة، مع بقاء المهام ذاتها.
وأشارت المصادر إلى أن النظام عمم على الفروع الأمنية، ضرورة الاستعاضة عن الحواجز الثابتة بأخرى متنقلة “طيارة”، والدوريات المكثفة في الأحياء.
القوات التركية إلى عفرين أم إدلب؟
في ظل الغموض المحيط بوجهة القوات التركية، في الشمال السوري، والتي تحشد تعزيزاتها غربي حلب في محيط عفرين، معقل “وحدات حماية الشعب” الكردية، وكذلك على الحدود السورية-التركي شمالي إدلب، يرتفع منسوب التوتر لدى “وحدات حماية الشعب” في عفرين من جهة، وكذلك لدى “هيئة تحرير الشام” في إدلب من جهة آخرى.
ونقلت وسائل إعلامية تركية عن نائب رئيس الحكومة التركية ويسي قايناق، حديثه عن “أهمية تطهير مدينة عفرين من الإرهاب لتحقيق الاستقرار في المنطقة”. المسؤول التركي قال: “من دون تطهير عفرين من الإرهابيين لا يمكن لأحد أن يضمن أمن اعزاز ولا مارع ولا الباب ولا حتى إدلب، وستواصل تركيا مساعيها الديبلوماسية في هذا الخصوص”.
وتناقلت وسائل إعلامية كردية، مبادرة أطلقها ناشطون ومثقفون أكراد، تتألف من 4 بنود، من أجل إنقاذ عفرين من حرب محتملة. المبادرة طالبت بانسحاب قوات “العمال الكردستاني” من القرى العربية التي احتلتها في ريف حلب الشمالي وتسليمها لأهلها، وتشكيل لجان مدنية وعسكرية من أهالي عفرين للتخطيط والإشراف على إخراج مقاتلي حزب “العمال” حفاظاً على أرواح المدنيين، وترك إدارة المدنية لأبنائها، وتفعيل دور المنظمات الحقوقية للضغط على حزب “العمال” للخروج من المدينة.
وجاء في البيان الذي حمل اسم “حول ما يتم تحضيره لمدينة عفرين”: “تنذر المعلومات الواردة من كردستان سوريا عن نية الجيش التركي والفصائل الموالية لها عن اقتحام منطقة عفرين، أو فرض حصار خانق عليها، وذلك للقضاء على حزب الاتحاد الديموقراطي، الفرع السوري من العمال الكردستاني، والذي استولى على القرار السياسي والعسكري لأكراد سوريا، وعمل بنفس الوقت على شحن وتصعيد النزعات الطائفية وزيادة بؤر التوتر مع محيط مدينة عفرين، ومن جهة اخرى زادت المضايقات بحق المدنيين من قبل شبيحة مدينتي نبل والزهراء بعدما تضاربت مصالحها مع التقلبات الأخيرة لسياسات سلطات الوكالة على خلفية معارك الرقة وتقاسم النفوذ والغنائم”. وتابع البيان بالقول: “بناءً على المعطيات السابقة، ومن منطلق المسؤولية والحرص والخوف على أهلنا في مدينة عفرين، فأننا نذكر الجميع أن الاتحاد الديموقراطي كان وما يزال مجرد ورقة ضغط بيد النظام السوري يلوح بها في وجه دول الجوار لتكريس مشاريعه الرامية إلى إظهار الأكراد كجزء من اللعبة الطائفية التي تجتاح المنطقة عبر الحروب والأدوار التي تسند إليه لخوض معارك هنا وهناك، ما يخلق صورة لا تعبر عن جوهر القضية الكُردية العادلة، والقائمة على العدالة والكرامة والحرية، وتعزز في الوقت نفسه هيبة النظام مجدداً كلاعب إقليمي”.
“لذا نناشد الجميع عدم ممارسة الضغط على المدنيين في عفرين وتحييدهم في الصراع لأنهم في واقع الحال مجرد رهائن يرزحون تحت قوة الحديد والنار، وعدم الربط بينهم وبين أفعال وأخلاقيات الاتحاد الديموقراطي، لا بل توجب التعاطف معهم والبحث عن طرق غير مكلفة لخلاصهم وذلك عبر الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية التي تخدم قضية الشعب السوري من جهة وتساعد في إزالة تبعات سياسات سلطات الوكالة”.
من جهة آخرى، كان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، قد قال قبل أسبوع، إن أنقرة وموسكو تبحثان إمكانية نشر قوات في إدلب شمال غربي سوريا، ضمن إطار مذكرة “خفض التصعيد” الموقعة خلال مباحثات أستانة في 4 أيار/مايو.
بدورها، أعلنت “هيئة تحرير الشام” عبر بيان لها، قبل يومين، رفضها تدخل تركيا في الشأن السوري. وقالت إنها ترفض نقل الصراع الدولي للداخل السوري، ولن ترضَى بأي تدخُّل خارجي يقسم سوريا لمناطق نفوذ تتقاسمها الدول الضامنة للاتفاق الذي جرى في أستانا، معلنةً عدم التزامها بمقرراته. وأعلنت “الهيئة” أنها غير ملتزمة بما نص عليه اتفاق مؤتمر أستانة، نظراً لأنها لم تكن جزءاً ولا طرفاً مُشارِكاً أو مُوافِقاً.
وقالت الهيئة: إن “المؤتمر جاء مُتوِّجاً لروسيا الإجرام بغسل جرائمها وباعتبارها طرفاً ضامناً بجانب إيران المجرمة، علماً أنهما كانتا السبب الرئيس لمعاناة شعبنا وتشريده وقتله”. وأضاف البيان: “لقد أعطت الدول الراعية والضامنة لمؤتمرات جنيف والأستانة الفرصةَ للنظام المجرم بأن يتفرغ للمناطق الواحدة تلو الأخرى، فيجمد سلاح الثورة والجهاد، وتطلق بندقية التهجير والتوسع لصالح النظام”.
وأشارت إلى أن هذا “ما يتم الآن من تجميد منطقة إدلب وما حولها في سبيل تفرُّغ النظام لتهجير الغوطة ودرعا وتوسيع سيطرته في المناطق الشرقية باتجاه دير الزور”. وأردفت: “أننا نترك إخواننا في المناطق الأخرى يتألمون ونحن آمِنون، يواجهون العدو في مناطقهم وهو آمِن محميّ بقوى دولية في مناطقنا، ولن نقبل كذلك بتسليم الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص الشمالي، وغيرها من المناطق المحررة في الجنوب للقوات الروسية والإيرانية”.
وأضافت أن “شعبنا الثائر لَيبحث عمن يخفف معاناته ويساهم في تحقيق أهداف ثورته، لا أن ينقل الصراع الدولي للداخل السوري، وبالتالي فإننا لن نرضى بأي تدخُّل خارجي يُقسِّم بلادنا لمناطق نفوذ تتقاسمها الدول”. وختمت الهيئة بيانها بالقول: “إننا نعاهد أهلَنا وشعبَنا على المضي قُدُماً في جهادنا وثورتنا حتى نحرر الأرض ونفكّ قيد أَسْرانا ومناطقنا المُحاصَرة، ولهذا خرجنا وعليه ماضون حتى يفصل الله بيننا وبين القوم الظالمين، وندعو إخواننا المجاهدين في ساحة الشام عموماً إلى بذل الوسع والجهد على هذا الطريق، فاستعِينوا بالله ولا تعجزوا”.
دمشق: حملة النظام لمكافحة المظاهر المُسلحة.. لا تشمل المليشيات!
رائد الصالحاني
أصدر النظام مؤخراً مجموعة قرارات لـ”مكافحة الفوضى” العارمة التي تضرب العاصمة دمشق، منذ سنوات، التي لا سلطة فيها تعلو على سلطة السلاح، وما يستتبعه ذلك من تشبيح وسرقة وفساد من قبل المليشيات المسلحة المنتشرة بين الأزقة وفي الشوارع. وأطلق النظام حملات لـ”تجميل المدينة التي نفضت غبار الحرب”، مع احكام سيطرته على أحياء برزة والقابون في محيط دمشق، التي أكسبت النظام نصراً معنوياً كبيراً.
البداية كانت مع قرار السحب الفوري لكافة البطاقات الأمنية غير الصادرة عن “الأمن الوطني”، مطلع حزيران/يونيو، وبدأت الحواجز والدوريات بإيقاف العسكريين وسحب بطاقاتهم الصادرة عن أحزاب وجمعيات وبعض المليشيات. القرار استهدف فعلياً المدنيين الذين اشتروا بطاقات أمنية لقاء الحصول على التسهيلات والحماية، والتهرّب من الخدمة الاحتياطية والإجبارية. ونتج عن الحملة اعتقال العشرات والزوج بهم في معتقلات الفروع الأمنية، ومن ثم سوقهم إلى الجبهات ضمن صفوف قوات النظام والمليشيات الرديفة.
وما هي إلا أسابيع حتى ظهر بشار الأسد في خطاب مسجل، خلال اجتماعه “الدوري” مع وزراء حكومته، انتقد فيه المسؤولين الذين يتجولون وأبنائهم في دمشق بمواكب ضخمة تُقطَعُ الطرق لمرورها. بشار وصف من يقوم بهذا العمل بـ”االجبان”، مؤكداً أن تلك المظاهر يجب أن تُحارَبَ في أسرع وقت. وتحدث أيضاً عن السلاح غير النظامي والمظاهر المسلحة والتشبيحية في الشوارع والأحياء السكنية، والسيارات التي تحمل رايات طائفية ورايات أخرى للمليشيات الموالية. بعد ذلك، صدرت قرارات صارمة بحق هؤلاء، لاقاها الموالون بالترحيب، نظراً لما تعانية دمشق من هيمنة المليشيات والعصابات المجهولة. ولاقت القرارات تأييداً من قيادة “حزب البعث”، مؤكدة جهوزيتها التامة لاستقبال أي شكوى من أي مواطن. كما خصصت رئاسة الجمهورية خطاً هاتفياً، وصفحة في مواقع التواصل الاجتماعي، لاستقبال الشكاوى ضد كل من يستخدم السلاح والسلطة العسكرية في “إرهاب الناس” و”تجاوز القانون”.
وفعلاً بدأت الحملة بشدة وحزم، من قبل “مباحث المرور”، ودوريات مشتركة بين “فرع فلسطين” و”الفرع 215″ التابعين لـ”شعبة المخابرات العسكرية”، بالإضافة إلى “الأمن الجنائي”، و”الأمن السياسي/فرع الجبة”، وقوات من “فرع الأربعين” التابع لـ”شعبة أمن الدولة”. وسُيِّرَت عشرات الدوريات بعد ساعات من صدور القرارات، وبدأت الحملات ضد الدرجات النارية غير المرخصة والتي لا تملك لوحات، والسيارات مموهة اللوحات، و”الفيميه”. وتمت مخالفة مئات السيارات في اليوم الأول من تطبيق القرار، في 21 حزيران، وحجزت الدوريات الكثير من السيارات التي لا تملك أوراق نظامية، والتي يعتقد أنها مسروقة من المدنيين أو مهربة من المناطق المحاصرة، وربما من خارج سوريا. وعلى الرغم من أن قرار مخالفة السيارات الفيميه ليس بجديد، وسبق أن صدرت نسخ متعددة منه، تمنع “الفيميه” إلا بموافقة وزير الداخلية، إلا أن “فرع المرور” وحده لا يستطيع تطبيقه من دون دعم من المخابرات بشكل مباشر.
وطالت الحملة عشرات العناصر الذين يرتدون زياً عسكرياً ويتجولون بسلاحهم بين المدنيين في الشوارع، بعيداً عن الحواجز العسكرية التابعين لها، أو عن مقراتهم العسكرية. وكثّفت الدوريات المشتركة، من تواجدها ليلاً في شوارع دمشق، وأوقفت الكثير من العناصر، وسحبت سلاحهم مع الطلب منهم مراجعة الفروع الأمنية بالتنسيق مع المليشيات التي يتبعون لها.
الحملات لم تكن على الأرض فحسب، بل تم توجيه الإعلام الموالي، الرسمي والبديل، لفتح النار على اولئك “الذين يستخدمون السلطة بشكل خاطئ”، واستخدمت مفردات “المافيات” و”التشبيح” لوصفهم ووصف أفعالهم. وفي لقاء بثّته محطة موالية، خرج مدير إذاعة “شام أف أم” الموالية، بتصريح ناري، محارباً الميليشيات الموالية بشكل مباشر واصفاً إياها بـ”المافيات”، مؤكداً “أنها مدعومة بأخرى إعلامية لتبرير الأخطاء وتلميع صورتها من خلال مشاركتهم في العمليات العسكرية، من دون تسليط الضوء على الكوارث المرتكبة يومياً بحق المدنيين، من سرقة وخطف وابتزاز وغيره”.
قرارات النظام بحسب تسريبات حصلت عليها “المدن” من “القيادة القطرية” في “حزب البعث”، لم تكن طوعية. وقال مصدر مُطلع أن تلك التغييرات المفاجئة في التعامل مع المليشيات والقوات الرديفة، وما سيجري لاحقاً من تغييرات قد تطال الوضع الأمني في دمشق، جاءت بعد تجديد اقتراح قديم قدمه الحزب لرئاسة الجمهورية، بأن تصبح جميع الحواجز في مدينة دمشق تحت سيطرة “كتائب البعث” التابعة للحزب، التي تضم نسبة كبيرة من “الشباب الجامعي المثقف” التي سيتمكن من “التعامل مع المدنيين بطريقة أفضل”.
تلك الحملات لم تطل فعلياً إلا “الصغار” من عناصر المليشيات، ليبقى “الكبار” بسياراتهم التي لا تحمل لوحات، أو المُحصنين بـ”مهمات” من كبار ضباط النظام. فمن الذي يستطيع إيقاف سيارة تابعة لمليشيا “جمعية البستان” التي يتزعمها رامي مخلوف؟ أو من ذاك الذي يجرؤ على إيقاف سيارة تعود لقيادة “الدفاع الوطني” أو “حزب الله السوري”؟ ومن الذي يستطيع دخول الأحياء التي تسيطر عليها المليشيات الشيعية لإنزال الرايات الطائفية، وإزالة الشعارات الطائفية عن البزات العسكرية؟ وفي الوقت الذي كانت فيه الدوريات تلاحق صغار العناصر، كانت سيارات “الهمر” في دمشق تتجول ضمن كرنفال احتفالي بعيد الفطر رافعة علم النظام وراية مليشيا “حزب الله” اللبنانية، في تجاهل مباشر لأوامر “سيادة الرئيس” الذي صرح بها أمام شعبه علناً.
مصدر في “مكتب أمن الرابعة”، الذراع الأمنية والاقتصادية لـ”الفرقة الرابعة”، أكد أن قرارات رأس النظام “لم ولن تشمل السيارات الخاصة بهم، فهي في مهمات عسكرية دائمة حتى ولو لم تكن على الجبهات”. وهذه المهمات العسكرية تنحصر في “الترفيق” والتهريب وتجارة السلاح والممنوعات داخل العاصمة وفي وضح النهار.
ويؤكد شهود عيان من العاصمة دمشق، أن تلك الحملات لم تجدِ نفعاً، بشكل فعلي، فجميع من تمت محاربتهم هم عناصر عاديين من مُحدثي النعمة، الذين استغلوا السلطة لتحقيق مكاسب شخصية لا أكثر، وأن الكبار من قادة المليشيات وقوات النظام ما زالوا يمرون على الحواجز بسياراتهم “الفيميه” ولا أحد يجرؤ على السؤال عمن يستقلها.
منظمة “حظر الكيماوي” تؤكد استخدام السارين في خان شيخون
قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الجمعة، إنه “لا شك على الإطلاق” في أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا في نيسان/إبريل.
وقال جونسون لـ”شبكة سكاي نيوز”، إن تحديد المسؤولية عن إلقاء السارين ستحال الآن إلى آلية تحقيق مشتركة، للتأكد منها، “لكن ليس لدي شك على الإطلاق في أن أصابع الاتهام تشير إلى نظام الأسد”. وأضاف: “سنواصل الحملة البريطانية لفرض عقوبات على المسؤولين عن الهجوم… من يستخدمون أسلحة كيماوية ضد الأبرياء ينبغي محاسبتهم”.
وجاء في تقرير “فريق تقصي الحقائق”، والذي اطلعت عليه وكالة “رويترز”، أن “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية” أكدت أن غاز الأعصاب المحظور والمعروف باسم السارين قد استخدم في هجوم خان شيخون في ريف إدلب، مطلع نيسان/إبريل، وأسفر عن مقتل العشرات. وتداول أعضاء المنظمة في لاهاي التقرير لكنه لم يعلن.
وبعد إجراء مقابلات مع شهود وفحص عينات خلصت بعثة “تقصي الحقائق” التابعة للمنظمة، إلى أن “عدداً كبيراً من الناس الذين مات بعضهم تعرضوا للسارين أو مادة تشبهه”. وجاء في ملخص للتقرير “أن بعثة تقصي الحقائق خلصت إلى أن هذا لا يمكن أن يكون سوى استخدام للسارين كسلاح كيماوي”.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي، في بيان الخميس: “الآن وبعد أن علمنا هذه الحقيقة الدامغة فإننا نتطلع إلى إجراء تحقيق مستقل للتأكد من المسؤولين تحديداً عن هذه الهجمات الوحشية حتى يمكننا تحقيق العدالة للضحايا”. وأضافت أن تحقيقا مشتركاً بين الأمم المتحدة والمنظمة، يعرف باسم “آلية التحقيق المشتركة”، يمكنه الآن فحص الواقعة لمعرفة المسؤول.
وكان التحقيق توصل إلى أن قوات النظام مسؤولة عن ثلاثة هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015 وأن متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية” استخدموا غاز الخردل.
ولم تتمكن البعثة من زيارة موقع الهجوم بسبب مخاوف أمنية وأفادت تقارير بأن رئيس منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” قرر ألا تحاول البعثة الذهاب إلى هناك.
وكانت سوريا قد انضمت إلى “ميثاق حظر الأسلحة الكيماوية” في العام 2013 بموجب اتفاق روسي-أميركي، لتفادي تدخل واشنطن عسكرياً، بعد هجوم بالسارين على الغوطة الشرقية وفي دمشق والذي قُتِلَ على أثره مئات المدنيين.
عودة نحو نصف مليون نازح سوري إلى ديارهم
أ. ف. ب.
جنيف: أعلنت المفوضية العليا للاجئين الجمعة أن نحو نصف مليون لاجيء ونازح سوري عادوا إلى منازلهم منذ بداية العام الجاري، معظمهم للبحث عن ذويهم أو الاطمئنان على ممتلكاتهم.
وقالت المفوضية أنها لاحظت “اتجاها كبيرا للعودة العفوية إلى وداخل سوريا في العام 2017”.
ومنذ كانون الثاني/يناير الفائت، عاد نحو 440 ألف شخص نازح في سوريا لمنازلهم في حلب، وحماة، وحمص، ودمشق، حسب ما أفاد أندريه ماهيسيتش الناطق باسم المفوضية الصحافيين في جنيف.
كما عاد نحو 31 ألف لاجئ من الدول المجاورة، ما يرفع عدد اللاجئين الذين عادوا لديارهم منذ العام 2015 إلى 260 ألفا.
لكن ماهيسيتش أشار إلى أن هذا يعد “قسما بسيطاً” نسبة إلى عدد اللاجئين السوريين البالغ نحو 5 ملايين شخص.
وأوضح الناطق باسم المفوضية أن الاسباب الرئيسية التي تدفع اللاجئين والنازحين للعودة هي “البحث عن ذويهم، الاطمئنان على ممتلكاتهم، وفي بعض الحالات التحسن الحقيقي او المفترض في الأوضاع الأمنية في بعض مناطق البلاد”.
وقال ماهيسيتش إنه من المبكر الحكم إذا ما كانت العودة مرتبطة بالتراجع الملحوظ في العنف منذ اتفقت تركيا في المباحثات التي عقدت في استانا في أيار/مايو مع حليفي سوريا، إيران وروسيا، على إنشاء اربع مناطق لخفض التوتر في سوريا يحظر فيها الطيران.
وهذا الاسبوع، أخبر الموفد الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دى ميستورا مجلس الامن انه منذ الرابع من أيار/مايو “انخفض العنف بوضوح، نجت مئات من أرواح السوريين من الموت، عادت الحياة في عدة مدن الى طبيعتها على نحو ما”.
إلا أن ماهيسيتش حذر “رغم ازدياد الأمل المتصل بمباحثات استانا الأخيرة ومباحثات جنيف، إلا أن المفوضية تعتقد أن الأوضاع التي تسمح بعودة اللاجئين في أمان وكرامة لم تتوفر بعد”.
وأضاف أن “الوصول للسكان النازحين داخل سوريا لا يزال تحديا رئيسيا”.
لكنه أشار إلى أنه “مع التقدم الكبير في أعداد العائدين”، فان الوكالة الاممية تزيد من عملياتها داخل سوريا لتلبية احتياجاتهم.
وخلال اكثر من ست سنوات، قتل في هذه الحرب أكثر من 320 ألف شخص، كما نزح أكثر من نصف السوريين من منازلهم إضافة الى تدمير الاقتصاد والبنى التحتية للبلاد.
شويغو: أميركا ملتزمة بشروط التحرك بسوريا
قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن تحركات قوات التحالف الدولي في سوريا حاليا محددة بشكل صارم في مناطق التنف وغرب نهر الفرات، وأشار إلى أن الأميركيين ملتزمون بها.
وذكّر شويغو في تصريحات له اليوم الجمعة بوقف بلاده الاتصالات مع واشنطن في إطار مذكرة تفادي الحوادث بعد إسقاط التحالف مقاتلة سورية قبل 11 يوما.
وأضاف شويغو أن “استفزازات” قوات التحالف -الذي تقوده الولايات المتحدة- تسهم في توسيع أنشطة المنظمات الإرهابية في سوريا، حسب تعبيره.
كما قال إن جيش النظام تمكن في يونيو/حزيران من استعادة السيطرة على 12 ألف كيلومتر مربع وسبعين منطقة سكنية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في 19 من هذا الشهر تعليق التعاون مع الولايات المتحدة في إطار مذكرة تفادي الحوادث، وقالت إنها ستتعامل مع أي طائرة للتحالف غرب نهر الفرات كهدف جوي.
وقالت واشنطن إن قواتها أسقطت الطائرة الحربية السورية بعدما حاولت استهداف قوات سوريا الديمقراطية التي تشن حاليا هجوما على تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة بدعم من التحالف الدولي، وعلقت الولايات المتحدة على القرار الروسي بالقول إنها تسعى لاستئناف الاتصالات بموجب المذكرة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
قوات سوريا الديمقراطية تجهّز قاعدة الطبقة الجوية
قال الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية للجزيرة إنه يجري العمل لتجهيز قاعدة الطبقة الجوية لاستقبال طائرات حربية ومروحية وطائرات الشحن، وليكون الأول من نوعه في مناطق سيطرتها، ويأتي ذلك بعد أن حاصرت تلك القوات مدينة الرقة.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على قاعدة الطبقة الجوية منذ 21 أغسطس/آب 2014، وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من طرد عناصر التنظيم منها نهاية مارس/آذار 2017.
وكان المبعوث الأميركي إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة بريت ماكغورك زار مدينة الطبقة في ريف الرقة، والتقى مجلسها المحلي المشكل من قبل قوات سوريا الديمقراطية بعد السيطرة عليها، والتقى أيضا قادة من هذه القوات، وذلك بهدف مناقشة الأوضاع الأمنية والمدنية في المدينة.
والتقى المبعوث الأميركي قبل ذلك أعضاء من المجلس المحلي لمدينة الرقة، المشكل أيضا من قبل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي، للحديث حول مستقبل إدارة المدينة بعد السيطرة عليها.
تطويق الرقة
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أعلنت أمس الخميس أنها أحكمت الحصار على مدينة الرقة السورية الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، حسب ما أفاد به مراسل الجزيرة.
وقالت مصادر للجزيرة إن قوات سوريا الديمقراطية -التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية- وبدعم من قوات التحالف الدولي أعلنت أنها أطبقت على مدينة الرقة بعد أن سيطرت على قرية كسرة عفنان (جنوب مدينة الرقة) بعد معارك مع مسلحي تنظيم الدولة.
وبذلك تكمل قوات سوريا الديمقراطية الطوق حول مدينة الرقة -وهي المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة بسوريا- ومحاصرتها بشكل كامل عبر السيطرة على كامل القرى المقابلة لها جنوب نهر الفرات.
وتخوض هذه القوات بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ السادس من يونيو/حزيران الجاري معارك شرسة داخل الرقة بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتمكنت هذه القوات حتى الآن من السيطرة على أربعة أحياء بالكامل في المدينة، هي المشلب والصناعة من الجهة الشرقية، والرومانية والسباهية من الجهة الغربية، كما سيطرت على أجزاء من أحياء أخرى، بينها حطين والقادسية (غرب) والبريد (شمال غرب) وبتاني (شرق).
وفي سياق متصل، قالت المصادر إن اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي تنظيم الدولة شهدتها الجهتان الشرقية والغربية من الرقة، وتزامن ذلك مع قصف جوي ومدفعي من التحالف الدولي استهدف أحياء سكنية داخل مدينة الرقة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
طائرات سورية وروسية تكثف قصف درعا
قال مراسل الجزيرة في سوريا إن طائرات سورية وروسية شنت قصفا جويا مكثفا استهدف أحياء وبلدات قريبة من الحدود السوريّة الأردنية بمحافظة درعا، مخلفا دمارا كبيرا.
ويأتي القصف في إطار حملة عسكرية لقوات النظام المدعومة بمقاتلين أجانب، تسعى من خلالها إلى التقدم في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في درعا للوصول إلى الحدود الأردنية السورية، وقطع طريق الإمداد الوحيد بين مناطق سيطرة المعارضة في ريفي درعا الشرقي والغربي.
والاثنين الماضي قال ناشطون إن خمسة جرحى سقطوا في قصف جوي للنظام على مدينة داعل، وأكدوا أن القصف شمل بلدات اليادودة وصيدا والنعيمة وأراضي قرب سجن غرز شمال درعا.
ولا تزال هجمات النظام السوري على مناطق سيطرة المعارضة مستمرة، رغم اتفاق “مناطق خفض التوتر” الساري منذ 4 مايو/أيار الماضي، وعلى رأسها محافظة درعا، والغوطة الشرقية بالعاصمة دمشق، ومحافظة القنيطرة قرب مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
بعد 4 أعوام.. داعش ينسحب بالكامل من حلب
العربية.نت – وكالات
انسحب تنظيم #داعش بالكامل الجمعة من محافظة #حلب في شمال سوريا مع تقدم قوات النظام في المنطقة الواقعة في جنوب شرق المحافظة، بعد عملية عسكرية بدأتها في الـ 17 من يناير من العام الجاري 2017 وحتى اليوم الـ 30 من يونيو، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد لوكالة فرانس برس “انسحب تنظيم داعش من 17 قرية وبلدة في جنوب شرق حلب، ليصبح بذلك خارج المحافظة بعد أربعة أعوام على تواجده فيها”.
إلى ذلك، أوضح المرصد أن عناصر داعش انسحبوا من آخر منطقة كانت تحت سيطرتهم بمحافظة حلب بعد أن استعاد الجيش السوري السيطرة على طريق أثريا-الرصافة ومناطق شرقي خناصر.
وبحسب المرصد فقد مكن هذا التقدم الواسع لقوات النظام خلال الـ 24 ساعة الفائتة، من محاصرة ما تبقى من مناطق داعش في #ريف_حلب الجنوبي الشرقي، ولم ترد إلى الآن معلومات عن مصير عناصرداعش المتبقين في تلك المنطقة، وفيما إذا كانوا انسحبوا خلال ساعات الليل نحو مناطق أخرى لا تزال تحت سيطرة التنظيم في البادية السورية، أم أنهم وقعوا في الحصار واختاروا القتال .
وكان المرصد أشار سابقاً أنه في حال اختار التنظيم الانسحاب من ريف حلب الجنوبي الشرقي، فإن وجوده سينتهي بشكل كامل من محافظة حلب، كذلك تكون قوات النظام قد أمنت طريق حلب – خناصر – أثريا بشكل كامل، ويبقى الطريق الممتد من أثريا إلى السلمية معرضاً لهجمات من التنظيم المنتشر على مسافة قريبة من الطريق بريفي مدينة سلمية الشرقي والشمالي الشرقي. كذلك يسمح هذا التقدم لقوات النظام بالاقتراب من حقل توينان للغاز والذي تسعى جاهدة للسيطرة عليه.
داعش ينشر انتحارييه ويستعيد حي الصناعة شرقي الرقة
بيروت – فرانس برس
استعاد تنظيم #داعش الجمعة السيطرة على حي الصناعة الواقع في شرق مدينة #الرقة والمحاذي للمدينة القديمة، غداة شنه هجوماً معاكساً على مواقع مقاتلين عرب تدعمهم #واشنطن، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد أن داعش استعاد السيطرة على #حي_الصناعة بشكل كامل غداة شنه هجوماً معاكساً مستخدماً الانتحاريين وطائرات مُسيَّرة والأنفاق”.
ويحظى حي الصناعة الذي خسره التنظيم في 12 يونيو بأهمية استراتيجية” لكونه “على تماس مباشر مع المدينة القديمة” التي يتحصن فيها التنظيم.
وتمكن التنظيم الخميس من السيطرة على 6 مواقع على الأقل في حيي الصناعة والمشلب، بعد تسلل نحو 40 عنصراً متنكرين بزي #قوات_سوريا_الديموقراطية، وخاضوا مواجهات مع “قوات النخبة السورية”، وهم مجموعة من المقاتلين العرب تدعمهم واشنطن ويقاتلون بالتنسيق مع قوات سوريا الديموقراطية في #الرقة.
وتأتي استعادة التنظيم لحي الصناعة غداة تمكن قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية من قطع آخر منفذ للتنظيم من الرقة بعد سيطرتها على كافة القرى الواقعة جنوب #نهر_الفرات.
وتخوض هذه القوات منذ السادس من يونيو معارك شرسة داخل الرقة بدعم من #التحالف_الدولي بقيادة واشنطن بعد أشهر من المعارك في محيطها.
ومع خسارتها حي الصناعة، باتت تسيطر الآن على ثلاثة أحياء بالكامل هيالمشلب من جهة الشرق والرومانية والسباهية من جهة الغرب. كما تسيطر على أجزاء من أحياء أخرى بينها حطين والقادسية (غرب) والبريد (شمال غرب) وبتاني (شرق).
إلى ذلك، أفاد المرصد عن اشتباكات تدور على مختلف الجبهات في المدينة الجمعة تترافق مع تنفيذ طائرات التحالف غارات على مناطق الاشتباك.
بيان: وحدات حماية الشعب الكردية تهدف للسيطرة على منطقة بين أعزاز وجرابلس بسوريا
بيروت (رويترز) – قال مسؤول كبير في وحدات حماية الشعب الكردية السورية في بيان إن الوحدات تستهدف السيطرة على منطقة بين أعزاز وجرابلس بشمال سوريا من يد جماعات في المعارضة المسلحة تدعمها تركيا.
ونشر مسؤول من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة البيان على شبكة للتواصل الاجتماعي.
ولم يحدد القيادي سيبان حمو جدولا زمنيا أو تفاصيل لخطة السيطرة على المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلين من المعارضة تدعمهم تركيا منذ الخريف الماضي بعد أن طردوا تنظيم الدولة الإسلامية منها. وقال حمو إنه يعتبر تركيا قوة احتلال هناك.
وقام ناصر حاج منصور، وهو مسؤول كبير في قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات مكونا أساسيا فيها، بتوزيع تصريحات حمو التي جاءت في بيان لصحيفة كردية.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)
فرنسا: تقرير يثبت أن غاز السارين استخدم في سوريا في أبريل
باريس (رويترز) – قالت فرنسا يوم الجمعة إن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن غاز الأعصاب (السارين) استخدم في هجوم بسوريا خلال أبريل نيسان “واضح لا لبس فيه” وإن على أعضاء المنظمة أن يتحركوا بحسم بشأن هذه النتائج.
وبعد إجراء مقابلات مع شهود وفحص عينات خلصت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن “عددا كبيرا من الناس الذين مات بعضهم تعرضوا للسارين أو مادة تشبهه”.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان “نتائج هذا التقرير لا تقبل الجدل”.
وأضافت “على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وأعضائها تحمل مسؤوليتهم والتنديد بأشد العبارات الممكنة بهذا الانتهاك غير المقبول لنظام حظر الانتشار”.
وقع الهجوم في الرابع من أبريل نيسان حين قُتل العشرات في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب في شمال سوريا.
ويمكن لتحقيق مشترك بين الأمم المتحدة والمنظمة الآن دراسة الواقعة لتحديد الجهة المسؤولة.
وكانت أجهزة مخابرات غربية اتهمت الحكومة السورية بتنفيذ الهجوم. ونفى مسؤولون سوريون مرارا استخدام مواد سامة محظورة في الصراع.
وقالت روسيا الداعم الرئيسي للرئيس بشار الأسد يوم الجمعة إن النتائج التي توصلت إليها المنظمة استندت إلى أدلة مشكوك فيها.
وتسعى فرنسا تحت قيادة الرئيس إيمانويل ماكرون لتعاون أوثق مع موسكو خاصة فيما يتعلق بسوريا وقالت إن الحوار مع روسيا بشأن تنفيذ قرار أصدره مجلس الأمن الدولي عام 2013 لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا أحد أولوياتها.
وكالات: روسيا تقول إن تقرير منظمة الأسلحة الكيميائية عن هجوم بسوريا منحاز
موسكو (رويترز) – نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الخارجية قولها يوم الجمعة إن تقريرا أعدته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن استخدام غاز السارين المحظور في هجوم بشمال سوريا في أبريل نيسان يستند إلى “أدلة مشكوك فيها”.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن الوزارة قولها “محتويات التقرير الذي أعدته لجنة خاصة تابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية منحازة إلى حد كبير وهو ما يجعلنا نظن أن أنشطة هذا الكيان تخدم نظاما سياسيا”.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي)
اشتباكات عنيفة في الرقة السورية بعد هجوم مضاد للدولة الإسلامية
بيروت (رويترز) – شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما مضادا عنيفا ضد قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الرقة يوم الجمعة لكن الروايات اختلفت عن نجاحها في استعادة السيطرة على أراض.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية استعاد السيطرة على أغلب حي الصناعة يوم الجمعة لكن قوات سوريا الديمقراطية نفت ذلك وقالت إن القتال محصور على أطراف تلك المنطقة وإنها تمكنت من صد الهجوم.
وإلى الغرب من الرقة قال مصدر عسكري سوري إن الجيش تقدم يوم الجمعة لطرد التنظيم من آخر منطقة يسيطر عليها في محافظة حلب في خطوة تخفف من الضغط على طريق إمداد حكومي مهم.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من مجموعات مسلحة عربية وكردية مدعوم من الولايات المتحدة، سيطرت على حي الصناعة هذا الشهر فيما يمثل أكبر مكاسبها حتى الآن في الرقة وهي المعقل الرئيسي للدولة الإسلامية في البلاد.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية يوم الجمعة إن اشتباكات عنيفة دارت منذ مساء الخميس في شرق الرقة الذي يقع فيه حي الصناعة في مناطق الروضة والنهضة والدرعية.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الدولة الإسلامية استعادت السيطرة على أغلب حي الصناعة في قتال عنيف.
واعترفت قوات سوريا الديمقراطية على حسابها على موقع للتواصل الاجتماعي بوقوع اشتباكات عنيفة لكنها أضافت أن حي الصناعة بأكمله لا يزال تحت سيطرتها وأنها تمكنت من صد الهجوم.
* تقدم للجيش
قال المرصد السوري والمصدر العسكري إن الجيش سيطر على طريق أثريا-الرصافة، وهو جزء من طريق سريع يربط حماة بالرقة، مما أجبر الدولة الإسلامية على الانسحاب.
واستخدمت الدولة الإسلامية ذلك الموقع في منطقة تضم مجموعة من التلال وعشرات القرى لشن هجمات متكررة على طريق آخر يربط أثريا بالخناصر وهو قطاع من الطريق الوحيد البري المتاح للحكومة إلى حلب.
كما تختصر السيطرة على طريق أثريا-الرصافة الطريق الذي على الجيش السوري قطعه إلى جبهة القتال مع الدولة الإسلامية جنوبي الطبقة وهو طريق محتمل لشن هجوم متعدد المحاور لتخفيف الضغط عن جيب تسيطر عليه في دير الزور.
وقال المصدر العسكري السوري إنه على الرغم من انسحاب الدولة الإسلامية من المنطقة الواقعة شرقي الخناصر إلا أن الجيش لم يمشط المنطقة بأسرها حتى الآن.
وقال المرصد يوم الخميس إن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من السيطرة على آخر منطقة بمحاذاة الضفة الجنوبية لنهر الفرات المواجهة للرقة بما يعني محاصرة الدولة الإسلامية بالكامل داخل المدينة.
والمدينة معزولة فعليا منذ مايو أيار بسبب تدمير كل الجسور وضرب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للقوارب التي تعبر النهر.
وقال ناصر حاج منصور القيادي البارز في قوات سوريا الديمقراطية لرويترز يوم الخميس إن استعادة السيطرة على المدينة قد تستغرق أكثر من شهر أو شهر ونصف. وثبت من قبل أن تقديرات قوات سوريا الديمقراطية للوقت الذي قد تستغرقه المعارك مع الدولة الإسلامية تتسم بالتفاؤل.
وبخلاف الرقة لا تزال الدولة الإسلامية مسيطرة على معظم منطقة وادي الفرات التي تمتد لمسافة 200 كيلومتر حتى الحدود مع العراق. ويسيطر الجيش السوري على جيب كبير في دير الزور أكبر مدينة في المنطقة ويتقدم ببطء من جهة مدينة تدمر.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
حرب سوريا متعددة الأطراف تتصاعد مرة أخرى
في يوم 18 يونيو حصل أمر غير متوقع. لأول مرة منذ دخول الولايات المتحدة سماء كوسوفا قبل 18 عاما، تقوم طائرة أمريكية بإسقاط طائرة معادية. استهدفت أمريكا طائرة سورية بعد أن قصفت قوات تدعمها الولايات المتحدة تحارب من أجل إخراج جهاديي الدولة الإسلامية (داعش) من عاصمتهم في مدينة الرقة السورية.
إسقاط الطائرة السورية وسلسلة الضربات الجوية و المناوشات البرية الأخيرة بين القوات البرية المدعومة من قبل أمريكا وإيران، فتحت فصلا جديدا في الحرب السورية متعددة الأطراف. هذا الأمر أثار المخاوف من تصعيد جديد للصراع الذي وصلت آثاره فعلا إلى الدول المجاورة والقوى الإقليمية. روسيا، التي تشعر بالغضب على النظام الذي تدعمه، هددت بالرد وتعقب الطائرات الأمريكية عبر أنظمة صواريخها إذا تعدت الطائرات الأمريكية منطقة غرب الفرات. وإيران، التي تدعم نظام الدكتاتور بشار الأسد، بالقوات البرية، صعدت من انخراطها في 18 يونيو وذلك من خلال إطلاق صواريخ بالستية باتجاه مدينة دير الزور شرق سوريا التي تسيطر عليها داعش.
وراء عروض القوة هذه هناك سباق شرس بين النظام السوري (وحلفاؤه الروس والإيرانيون) والقوات التي تدعمها أمريكا للسيطرة على الأراضي التي كانت تسيطر عليها داعش على طول الحدود مع العراق. وهو سباق ربما تخسره الولايات المتحدة وحلفاؤها.
في 9 يونيو وصل الجيش السوري والميليشيات التي تدعمها إيران إلى الحدود مع العراق لأول مرة منذ عام 2015. في هذه الأثناء، في العراق، يدفع مقاتلون آخرون مدعومون من إيران تجاه الجنوب على طول الحدود في مناطق داعش للوصول إلى حلفائهم في سوريا. إذا نجح هذا المسعى، فإن إيران سوف تحقق هدفا رئيسا يتمثل في السيطرة على ممر بري يمتد من طهران إلى بيروت، عبر العراق وسوريا.
الحصول على هذا الممر سوف يسمح لإيران بزيادة شحناتها المستمرة من السلاح إلى حليفها اللبناني، حزب الله. كما سوف يجعل من الأسهل على النظام السوري وإيران التنسيق مع الميليشيات الشيعية العراقية مع تقدم قوات النظام تجاه محافظة دير الزور الغنية بالنفط. تعتبر هذه المحافظة آخر معقل قوي لداعش وقد كانت تشكل حجر الأساس للاقتصاد السوري قبل بداية الحرب.
مناورة إيران في الشرق سوف تثير قلق الصقور في إدارة دونالد ترامب، الذي يسعى إلى تقليص نفوذ إيران في سوريا وفي الشرق الأوسط برمته. كما أنها ربما تحبط مسعى المتمردين الذين تدعمهم الولايات المتحدة للوصول إلى دير الزور من الجنوب.
حتى الآن لم تظهر أمريكا شهية لمواجهة المناورات الإيرانية في الصحراء. الطائرات الأمريكية قصفت الميليشيات التي تدعمها إيران مرتين منذ 18 مايو وأسقطت طائرتين إيرانيتي الصنع دون طيار قرب قاعدة التنف التي تسخدمها القوات الخاصة البريطانية والأمريكية. ولكن، ومع إسقاط الطائرة السورية، تقول أمريكا إنها قامت بذلك دفاعا عن النفس وأنها لا تشير من قريب ولا من بعيد لأي استراتيجية أوسع لمواجهة إيران والنظام السوري أو روسيا.
ليس هناك الكثير بيد واشنطن لتقوم به لدفع إيران أو النظام السوري دون إشعال فتيل صراع أكبر والتأثير على قتال داعش. وجود إيران في سوريا تحد هائل. لقد دفعت بآلاف المقاتلين من العراق وأفغانستان وباكستان، وعززت النظام بملايين الدولارات على شكل قروض. كما حازت الشركات الإيرانية على عقود كبيرة في مجال الاتصالات والتعدين والزراعة والنفط والغاز في البلاد.
خطة أمريكا لاحتواء إيران تتوقف على الاستعانة بروسيا. تأمل الولايات المتحدة بإنشاء منطقة عازلة جنوب سوريا على طول الحدود مع إسرائيل والأردن خالية من القوات التي تدعمها إيران. وربما يساعد ذلك في تجنب صراع آخر عبر الحدود. قالت إسرائيل مرارا أنها لن تغض الطرف عن الميليشيات التي تدعمها إيران في مرتفعات الجولان، التي سيطرت عليها عام 1967. حيث قامت بتعزيز الخط الأحمر غير الرسمي من خلال الغارات الجوية على القوات المدعومة سوريا وإيرانيا في المنطقة.
ومع ازدحام مناطق الحدود السورية بالمقاتلين، فإن خطر التصعيد غير المتعمد آخذ في التصاعد. وليس هناك أي سلام يلوح في الأفق.
الإيكونومست
ترجمة مركز الشرق العربي