أحداث الحمعة والسبت 23-24 آب 2013
المعارضة تستعجل توجه المفتشين إلى الغوطتين
لندن، إسطنبول، موسكو، واشنطن، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
وسط احتدام الجدل بين الدول الكبرى إزاء إرسال مفتشي الأمم المتحدة من دمشق إلى الغوطتين الشرقية والغربية للتحقق من استخدام السلاح الكيماوي، أكدت المعارضة السورية ضرورة وصول المفتشين خلال 48 ساعة وتعهدت ضمان سلامتهم في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتليها.
وعاد الحديث عن استخدام القوة ضد نظام الرئيس بشار الأسد إلى عواصم الدول الكبرى مع استمرار حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما ورفضه التورط في «نزاع طائفي معقد». واتهمت لندن النظام السوري بشن «هجوم كيماوي»، في وقت قالت موسكو إن الحديث عن القوة «أمر غير مقبول».
وقال الناطق باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد الصالح في مؤتمر صحافي في إسطنبول: «سنضمن سلامة فريق الأمم المتحدة، ومن الضروري أن يصل هؤلاء المفتشون إلى الغوطتين في غضون 48 ساعة»، في حين قال الأمين العام لـ «الائتلاف» بدر جاموس، إن عدد قتلى المجازر تجاوز 1500 شخص وخمسة آلاف مصاب، وقال إن الأسد «توعد خلال إفطار جماعي على إحدى موائد النخبة الموالية له في دمشق، الحاضنة الشعبية للجيش السوري الحر بالحرب، بعدما اتهمها بتوفير الملاذ الآمن» لمقاتلي المعارضة.
من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنه «عازم على إجراء تحقيق مستقل وشامل» وأنه طلب من الحكومة السورية أن «تعلن عاجلاً استعدادها للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية». قائلاً إن رئيسة قسم نزع الأسلحة في الأمم المتحدة أنجيلا كاين ستصل إلى دمشق اليوم للتفاوض مع الحكومة السورية في شأن التحقيق. وحض بان «السلطات السورية على الاستجابة إيجاباً وسريعاً لطلبه من دون تأخير آخذين في الاعتبار أنها أعلنت هواجسها المتعلقة بالأحداث». كما دعا المعارضة السورية إلى التعاون مع لجنة الأمم المتحدة، معتبراً أنه «من الأهمية البالغة أن يتحمل كل الأطراف ممن عبّروا عن القلق ودعوا إلى إجراء تحقيق عاجل مسؤولياتهم في التعاون لإيجاد بيئة آمنة للجنة لتقوم بعملها».
واستمرت الضغوط على إدارة اوباما للتحرك إزاء الأزمة السورية بعدما تجاوز النظام «الخطوط الحمر». لكن الرئيس الأميركي قال في مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» التلفزيونية الأميركية «ما رأيناه يشير إلى أن هذا حدث مهم ومثار قلق بالغ». ولكن حين سئل عن تصريحه قبل سنة، والذي قال فيه إن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية سيكون «خطاً أحمر»، عبّر أوباما عن حذره، وقال «إذا ذهبت الولايات المتحدة وهاجمت دولة أخرى بدون تفويض من الأمم المتحدة وبدون أدلة واضحة يمكن تقديمها، فستكون هناك تساؤلات عما اذا كان القانون الدولي يدعم هذا، وهل لدينا التحالف اللازم لإنجاحه، وكما تعلم هذه اعتبارات يجب أن نضعها في حسابنا». وأضاف: «إن فكرة أن الولايات المتحدة تستطيع حل ما يُعتبر مشكلة طائفية معقدة داخل سورية أمر مبالغ فيه في بعض الأحيان».
وفي لندن، صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في تصريح للتلفزيون أمس: «نعتقد أنه هجوم كيماوي شنه نظام الأسد على نطاق واسع، لكننا نود أن تتمكن الأمم المتحدة من التحقق من ذلك». وأضاف أن «التفسير الوحيد الممكن لما شاهدناه هو أنه هجوم كيماوي»، موضحاً «أن لا تفسير آخر معقولاً لهذا العدد الكبير من الضحايا في منطقة صغيرة».
وأوضح هيغ: «إذا لم يحصل التفتيش في الأيام المقبلة، لأن الوقت أساسي في هذه الحالة، ستتعرض الأدلة للتلف، لذلك يجب أن نكون مستعدين للعودة إلى مجلس الأمن للحصول على تفويض أقوى». وتابع: «عبّر أعضاء مجلس الأمن عن تأييدهم لذهاب فريق الأمم المتحدة إلى هناك. لم يستطيعوا هذا بعد، ويبدو أن نظام الأسد لديه ما يخفيه، وإلا لماذا لم يسمح لفريق الأمم المتحدة بالذهاب إلى هناك؟».
وفي موسكو، قالت روسيا إن الدعوات في أوروبا للضغط على الأمم المتحدة من أجل استخدام القوة ضد نظام الأسد «غير مقبولة». وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «في أجواء موجة جديدة من دعاية إعلامية معادية لسورية، نعتقد أن دعوات بعض العواصم الأوروبية إلى الضغط على مجلس الأمن واتخاذ قرار باللجوء إلى القوة من الآن أمور غير مقبولة».
ورأت الخارجية أن الهجوم الكيماوي المفترض في سورية كان «عملاً استفزازياً بشكل واضح»، متهمة المعارضة السورية بـ «منع» إجراء تحقيق موضوعي».
سوابق استخدام الأسلحة الكيماوية تاريخياً
باريس ـ أ ف ب
بعد اتهامات المعارضة السورية للنظام باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم على إحدى ضواحي دمشق، الأمر الذي نفته الحكومة السورية، في ما يلي سوابق تاريخية لاستخدام أسلحة كيماوية في العالم:
ـ اليابان 1994-1995 :
استخدمت طائفة اوم مرتين غاز السارين في 27 حزيران/يونيو 1994 في ماتسوموتو قرب جبل فوجي ما أسفر عن مقتل سبعة اشخاص واصابة 300 ثم في 20 اذار/مارس 1995 في مترو طوكيو ما اوقع 12 قتيلا واكثر من خمسة الاف مصاب.
ـ العراق 1980-1988 :
خلال الحرب بين إيران والعراق استخدم نظام صدام حسين غاز الخردل والسارين ضد جنود ومدنيين ايرانيين.
كما استُهدفت الاقلية الكردية العراقية عندما ألقى الطيران العراقي في آذار/مارس 1988 على مدينة حلبجة (كردستان العراق) موادا كيماوية على مدنيين ما أسفر عن مقتل خمسة الاف شخص معظمهم من النساء والاطفال.
ـ فيتنام 1961-1967 :
استخدم الأميركيون مواداً كيماوية ألقيت على الأدغال في جنوب فيتنام لمحاربة الشيوعيين.
ـ أثيوبيا 1935-1936 :
خلال غزو إيطاليا الفاشية لأثيوبيا استخدمت قوات موسوليني غاز الخردل.
ـ الصين 1934-1942 :
خلال الاحتلال الياباني للصين (1931-1945) استخدمت القوات اليابانية غاز الخردل في عدة مناطق صينية منها شينجيانغ (شمال غرب) في 1934. كما استخدمت هذا الغاز بين عامي 1937 و1942.
ـ ليبيا في ثلاثينات القرن الماضي :
في هذه المستعمرة الإيطالية بين عامي 1911 و1943 اسخدمت قوات موسوليني التي واجهت عداء السكان المحليين غازاً ساماً ضد المدنيين.
ـ المغرب 1921-1926 :
خلال النزاع الاستعماري في شمال المغرب استخدم الجيش الاسباني الغاز الكيماوي ضد قبائل البربر. ويشتبه في أن يكون الفرنسيون استخدموه ايضا في النزاع نفسه.
ـ الاتحاد السوفياتي 1919 :
استخدم الاتحاد السوفياتي غاز الخردل خلال تمرد الشعوب المسلمة خصوصاً الأتراك من اسيا الوسطى ضد السلطة السوفياتية.
ـ بلجيكا 1915 و1917 :
في نيسان/أبريل 1915 قرب ايبر (بلجيكا) رش الجيش الألماني على الخطوط الفرنسية سحابة من غاز الكلورين ما تسبب بمقتل 15 الف جندي فرنسي وجزائري وكندي بحسب حصيلة لمنظمة الصحة العالمية. وهي أول مرة تستخدم فيها اسلحة كيماوية على نطاق واسع.
وفي المكان نفسه في 1917 استخدم غاز الخردل لاول مرة.
خلال الحرب العالمية الثانية: استخدم النازيون غازات سامة على نطاق واسع في معسكرات الاعتقال.
ومنذ 1945: قد تكون استخدمت اسلحة كيماوية — لكن دون اثباتات رسمية — خلال الحرب الكورية وفي عدة نزاعات اقليمية خصوصا من قبل القوات المصرية في شمال اليمن بين عامي 1963 و1967 والجيش السوفياتي في افغانستان في ثمانينات القرن الماضي.
أردوغان يتهم الأسد بارتكاب مجزرة الغوطة ويدعو لتأسيس منظمة بديلة عن الأمم المتحدة
أنقرة ـ يو بي أي
اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد،بارتكاب مجزرة الغوطة بريف دمشق، ورأى انه لا بد من السعي لتشكيل منظمة بديلة عن الأمم المتحدة بعد فشلها في اتخاذ خطوات تجاه ما وصفها بالاعتداءات التي ترتكب في مصر وسوريا.
ونقلت وسائل إعلام تركية السبت عن أردوغان قوله في كلمة أمام مؤيديه في بلدته ريز “أستغرب ممن يتساءلون عمن ارتكب المجزرة السورية الأخيرة باستخدام الأسلحة الكيماوية، فالديكتاتور القاتل الأسد هو الذي ارتكبها كغيرها من المجازر”.
وأضاف ان الأسد يبذل آخر جهد ممكن “لكن الله سيستدعيه قريباً للانتقام من قتل أطفال أبرياء”.
وكان النظام السوري والمعارضة تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن استخدام السلاح الكيماوي ليل الثلاثاء الأربعاء في الغوطة بريف دمشق ما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص.
من جهة أخرى رأى أردوغان ان الأمم المتحدة “ما عادت ضامنة للسلام”، في إشارة إلى فريق الأمم المتحدة الذي لم يتمكن من بدء تحقيق لتحديد ما اذا كان سلاح كيماوي استخدم في سورية.
واعتبر أردوغان ان على العالم التحرك بتشكيل منظمة بديلة عن الأمم المتحدة، بعد عدم تحركها وفشلها في اتخاذ خطوات تجاه “الاعتداءات” التي تم ارتكابها بمصر وسورية.
وأضاف “إذا قلنا بالفعل ان العالم أكبر من خمسة أعضاء دائمين بمجلس الأمن، فإنه يمكن للدول الأخرى أن تنشئ منظمة أمم متحدة خاصة بها”. ورأى أردوغان ان التحرك لتأسيس منظمة دولية بديلة عن الأمم المتحدة، سيجبر المنظمة على إصلاح نفسها.
وحذر رئيس الوزراء التركي من ان “هناك جهات وقوى تقف وراء ما يحدث ببلدان العالم الإسلامي اليوم، هدفها تفتيت وحدة المسلمين للنيل منهم وهم فرادى، ومن ثم تصبح القوة والغلبة لهم”. وقال ان “المسلمين المأمورين بعدم سفك الدماء، بل منهي عنهم قتل الطيور، مع الأسف هم أكثر الشعوب التي ترتكب مجازر يقتلون فيها بعضهم بعضاً”.
ورفض أردوغان الاتهامات بأن تركيا تزداد عزلة في العالم بسبب سياساتها الخارجية، وقال ان “الله والشعب يقف مع هذا البلد”.
وفي ما يتعلق بمصر، قال رئيس الوزراء التركي “لا نريد غير السلام والتضامن والأخوة، ونحن لا نريد أسماء أخرى تموت”، في إشارة إلى ابنة القيادي في جماعة “الإخوان المسلمين” محمد البلتاجي التي قتلت برصاص قناصة في ميدان رابعة العدوية قبل أيام. وأضاف “لا يمكننا أن نترك أسماء وحدها في مصر، ولا يمكننا أن نترك الأطفال وحدهم يقتلون بالأسلحة الكيميائية في سورية”.
“الهجوم الكيماوي” على ضاحية دمشق يتفاعل إقليمياً ودولياً
دمشق، طهران، برلين، واشنطن ـ أ ف ب، رويترز، يو بي أي
يستمر موضوع الهجوم الكيماوي المزعوم على إحدى ضواحي دمشق بالتفاعل إقليمياً ودولياً حيث سارعت سورية وحليفتها إيران، إلى اتهام المعارضة السورية فيما وجهت فرنسا وتركيا الاتهام إلى النظام وذلك بالتزامن مع وصول مسؤولة أممية إلى دمشق للتفاوض حول سبل التحقيق في هذه القضية.
وقال التلفزيون السوري إن جنوداً دخلوا أنفاق مقاتلي المعارضة في حي جوبر بضواحي دمشق وعثروا على مواد كيماوية وإن بعضهم تعرضوا لحالات اختناق، في وقت وصلت ممثلة الأمم المتحدة العليا لنزع الأسلحة أنجيلا كاين إلى دمشق للتفاوض حول سبل إجراء تحقيق بخصوص اتهامات المعارضة السورية للنظام باستخدام اسلحة كيماوية.
بدورها أعلنت ايران، أبرز حليف إقليمي لسوريا، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أن هناك “أدلة” على استخدام مسلحي المعارضة السورية أسلحة كيماوية، وحذرت من أي تدخّل عسكري في سورية.
وتحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت سابق عن استخدام “عناصر كيماوية” في سورية، معرباً عن إدانة إيران “بشدة استخدام أسلحة كيماوية”.
غير أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يقوم بزيارة لرام الله في الضفة الغربية، قال اليوم إن كل المعلومات تدل على ان النظام السوري ارتكب “مجزرة كيماوية” هذا الاسبوع في ريف دمشق.
واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد،بارتكاب مجزرة الغوطة بريف دمشق، ورأى انه لا بد من السعي لتشكيل منظمة بديلة عن الأمم المتحدة بعد فشلها في اتخاذ خطوات تجاه ما وصفها بالاعتداءات التي ترتكب في مصر وسوريا.
ونقلت وسائل إعلام تركية السبت عن أردوغان قوله في كلمة أمام مؤيديه في بلدته ريز “أستغرب ممن يتساءلون عمن ارتكب المجزرة السورية الأخيرة باستخدام الأسلحة الكيماوية، فالديكتاتور القاتل الأسد هو الذي ارتكبها كغيرها من المجازر”.
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن المعارضة السورية أكدت له أنها ستتعاون مع خبراء الأمم المتحدة الذين يحققون في استخدام السلاح الكيماوي.
وكتب هيغ في تغريدة على موقع (تويتر) إنه أجرى محادثات مع رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا الذي “أكد لي أن المعارضة السورية ستتعاون بشكل كامل مع تحقيق الأمم المتحدة باستخدام السلاح الكيماوي في سورية”.
من جانبها، انتقدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل روسيا والصين اللتين حال موقفهما دون اعتماد بيان في مجلس الامن يطالب سورية بالسماح لمفتشي المنظمة الدولية بالتحقيق في الموقع الذي اعلنت المعارضة السورية انه تعرض لهجوم كيماوي.
بدوره ندّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، باستخدام أسلحة كيماوية في سوريا من أي جهة كانت، داعياً الى إجراء تحقيق جاد ونزيه حول هذه القضية.
وأمل المالكي في بيان أن “تشكل هذه المأساة دافعاً إضافياً لإيجاد حل لما يعاني منه الشعب السوري الشقيق من فجائع ومآسٍ”.
وقال مسؤول في البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيجتمع مع مستشاري الأمن القومي اليوم لمناقشة تقارير بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية الأسبوع الماضي في هجوم على ضاحية بدمشق.
وأضاف “كما قلنا من قبل فان الرئيس وجه أجهزة المخابرات لجمع حقائق وأدلة حتى يمكننا تحديد ما حدث في سوريا. وبمجرد تأكدنا من الحقائق فان الرئيس سيتخذ قراراً حول كيفية الرد.”
وقال “لدينا مجموعة من الخيارات متاحة وسنتصرف بتأن حتى نتخذ قرارات تتسق مع مصالحنا القومية.”
وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أشار إلى أن الولايات المتحدة تضع القوات البحرية في أوضاع مناسبة تحسباً لأي قرار يتخذه أوباما مضيفا أن الرئيس الأميركي طلب من وزارة الدفاع تقديم خيارات بشأن سورية.
وأتى تصريح هاغل بعيد إعلان مسؤول عسكري أميركي لـ”فرانس برس” أن البحرية الاميركية نشرت في البحر المتوسط مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ كروز، وذلك إثر اتهامات المعارضة لنظام الرئيس بشار الاسد باستخدام اسلحة كيماوية في ريف العاصمة.
وقالت مصادر أمنية أميركية وأوروبية الجمعة إن وكالات مخابرات أميركية ووكالات مخابرات متحالفة معها توصلت في تقييم اولي إلى أن القوات السورية استخدمت أسلحة كيماوية في هجوم قرب دمشق الأسبوع الماضي.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتبر أمس إن هجوما بالسلاح الكيماوي في ضواحي العاصمة السورية الأربعاء الماضي “حدث مهم كما هو واضح”، لكنه أشار الى أن على الولايات المتحدة توخي الحذر في رد فعلها.
وسيجتمع رؤساء اركان الجيوش في دول غربية وعربية عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية في الايام المقبلة في الاردن لبحث تداعيات النزاع السوري.
وكانت روسيا الحليفة للنظام السوري وصفت اتهام المعارضة لدمشق باللجوء الى سلاح كيمائي بانه “استفزاز”، لكنها دعت نظام الاسد الى التعاون مع خبراء الامم المتحدة مطالبة المعارضة بتوفير “ضمانات” لهؤلاء للوصول الى مواقع الهجمات.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حذر الجمعة من ان استخدام اسلحة كيماوية يشكل “جريمة ضد الانسانية”.
والأربعاء، شن هجوم على الغوطة الشرقية ومعضمية الشام اللتين يسيطر عليهما مقاتلو المعارضة في ريف دمشق. وتحدثت المعارضة عن مقتل 1300 شخص متهمة النظام بارتكاب هذه “المجزرة” مستخدما سلاحاً كيماوياً، الامر الذي سارعت دمشق الى نفيه.
وتنحصر مهمة فريق خبراء الامم المتحدة الذي يترأسه آكي سيسلتروم والذي وصل الى دمشق في 18 من الشهر الجاري بتحديد ما اذا تم استخدام اسلحة كيماوية في وقت سابق هذا العام في ثلاثة مواقع هي خان العسل في محافظة حلب والطيبة قرب دمشق وحمص (وسط).
هيغ: المعارضة السورية أكدت أنها ستتعاون مع الخبراء الأمميين في قضية استخدام السلاح الكيماوي
لندن، يو بي أي
قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن المعارضة السورية أكدت له أنها ستتعاون مع خبراء الأمم المتحدة الذين يحققون في استخدام السلاح الكيماوي.
وكتب هيغ في تغريدة على موقع (تويتر) إنه أجرى محادثات مع رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا الذي “أكد لي أن المعارضة السورية ستتعاون بشكل كامل مع تحقيق الأمم المتحدة باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا”.
وكانت المعارضة السورية اتهمت الأربعاء الماضي، القوات الحكومية باستخدام السلاح الكيماوي في منطقة الغوطة في ريف دمشق، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 1300 شخص، فيما نفت الحكومة السورية ذلك واتهمت اليوم مسلحين معارضين باستخدام مواد كيماوية سامة.
يشار الى ان أنجيلا كين، ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح، وصلت إلى سوريا لبحث مسألة التحقيق حول مزاعم استخدام السلاح الكيماوي.
وكان فريق التحقيق باستخدام السلاح الكيماوي في سورية التابع للأمم المتحدة، بدأ عمله الاثنين الماضي في سورية، بعد موافقة الحكومة السورية بشكل رسمي على الأسس المقترحة لبعثة التفتيش التابعة للأمم المتحدة حول الأسلحة الكيماوية.
وكانت روسيا اتهمت المعارضة السورية بإعاقة وصول محققي الأمم المتحدة إلى موقع الاستخدام المزعوم للسلاح الكيماوي.
إيران تحذر من “أي تدخل عسكري” في سورية
طهران ـ أ ف ب
حذرت إيران، الحليفة الاقليمية الرئيسية لسورية، الولايات المتحدة من اي “تدخل عسكري” في سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية السبت عن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي “ليس هناك أي تفويض دولي لتدخل عسكري في سورية. ونحن نحذر من اي عمل او اعلان لا يؤدي الا الى مزيد من التوتر في المنطقة”.
وأضاف “آمل في ان يبدي مسؤولو البيت الابيض ما يكفي من الحكمة لعدم الدخول في مثل هذه البلبلة الخطيرة”.
وكان وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل أعلن الجمعة أن البنتاغون يقوم بعملية تحريك للقوات كي تكون جاهزة في حال قرر الرئيس باراك اوباما تنفيذ عمل عسكري ضد سورية.
تقويم أميركي مبدئي يتهم دمشق بالهجوم الكيميائي اجتماع عسكري في الأردن للبحث في الأزمة السورية
واشنطن – هشام ملحم – نيويورك – علي بردى
أفادت مصادر أمنية أميركية وأوروبية أن تقويماً مبدئياً لأجهزة الاستخبارات الأميركية وأجهزة استخبارات متحالفة معها يشير إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت اسلحة كيميائية لمهاجمة منطقة الغوطة بريف دمشق الاربعاء، وأن الهجوم حصل على الأرجح على موافقة مسؤولين كبار في حكومة الرئيس بشار الأسد.
لكن المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمائها أوضحت أن التقويم مبدئي وأنها لا تزال تبحث عن أدلة قاطعة.
وفي وقت سابق، صرح الأمين العام لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بدر جاموس خلال مؤتمر صحافي في اسطنبول إن المعارضة هربت عينات أخذت من ضحايا الهجوم الكيميائي إلى خارج سوريا كي يفحصها الخبراء. وقال: “أخذناها وأرسلناها إلى خارج سوريا”. وامتنع عن تحديد الجهة التي أرسلت إليها هذه العينات.
وأضاف: “نحن مصممون على مساعدة مفتشي الامم المتحدة في التوجه الى كل المواقع التي تم فيها استخدام اسلحة كيميائية ضد مدنيين… سنوفر امن فريق مفتشي الامم المتحدة، لكنه من الاساسي ان يتمكن هذا الفريق من التوجه خلال 48 ساعة الى المنطقة التي تم استهدافها. الوقت يمر”.
وكانت روسيا حليفة النظام السوري دعت مقاتلي المعارضة الى “ضمان” وصول فريق الخبراء الى مواقع الهجمات الكيميائية اثر وصولهم الاربعاء الى سوريا للتحقيق في الاتهامات باستخدام اسلحة كيميائية خلال النزاع السوري.
وطلبت الامم المتحدة مجدداً من الحكومة السورية السماح بشكل عاجل لخبرائها بالتحقيق في اتهامات المعارضة السورية باستخدام اسلحة كيميائية. وقال مساعد الناطق باسم الامم المتحدة ادواردو دي بوي ان “الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون طلب بشكل عاجل من السلطات السورية الاستجابة سريعاً لطلبه” اجراء تحقيق في المكان. وأعلن ان الممثلة العليا للامم المتحدة لنزع الاسلحة انغيلا كاين “ستزور دمشق غداً (اليوم السبت)” للتفاوض حول سبل اجراء مثل هذا التحقيق. واضاف ان بان كي -مون طلب ايضا “من المعارضة السورية التعاون مع بعثة خبراء الامم المتحدة كي يتمكنوا من التحقيق”. وحض كل الدول الاعضاء في الامم المتحدة “التي لها مصالح ونفوذ” في هذه القضية الى “بذل اقصى الجهود من اجل إشاعة جو آمن يتيح للبعثة بدء عملها”.
أوباما
ورأى أوباما في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية للتلفزيون ان استخدام الأسلحة الكيميائية في محيط دمشق “هو حدث كبير يسبب قلقاً عميقاً، يتطلب اهتمام أميركا”. الى ان واشنطن تسعى بشكل حثيث الى جمع المعلومات الكافية للتحقق مما حدث في منطقة الغوطة، وان يكن اكد ان حكومته لا تتوقع ان تتعاون سوريا مع هذه الجهود كما يبين تاريخها. لكن أوباما عكس قلقه المعروف من مضافعات التدخل في النزاع لاسوري اذ قال: “مع ان النزاع في سوريا بالغ الصعوبة، فإن التفكير القاتل بأن الولايات قادرة بطريقة ما على حل مشكلة طائفية داخل سوريا مبالغ فيه”.
وشرح البيت الأبيض أن موقف أوباما هو أنه لا يتوقع إرسال قوات أميركية إلى سوريا وإن يكن لا يزال يدرس طريقة الرد على مزاعم عن حصول هجوم كيميائي هناك.
وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية جوش إرنست إن مساعدة واشنطن لمقاتلي المعارضة السورية تسير في “اتجاه تصاعدي” من المتوقع أن يتسع من حيث النطاق والمدى.
ومع ذلك، قالت مصادر حكومية واخرى خارج الحكومة لكنها مطلعة على المشاورات الداخلية التي جرت فور كشف الهجمات الكيمياوئية وبعد بث الصور المروعة لضحاياها، ان ثمة حدة جديدة من بعض المسؤولين الذين بدأوا يدعون الان الى اتخاذ “اجراءات أقوى” ضد نظام الاسد لان الهجمات الاخيرة ليست خطيرة فحسب نظراً الى قسوتها وعدد ضحاياها، ولكنها ايضا احرجت على نحو نافر البيت الابيض والرئيس اوباما شخصيا لانها جاءت بعد سنة بالضبط من اعلانه أن استخدام الاسلحة الكيميائية يشكل “خطا أحمر” لن يسمح بتخطيه، وفي حال تخطيه فانه سيؤدي الى تغيير حساباته حيال النزاع السوري.
والخميس اجتمع مسؤولون بارزون من وزارتي الدفاع والخارجية مع مسؤولين في اجهزة الاستخبارات ثلاث ساعات ونصف ساعة في البيت الابيض لمناقشة الخيارات المتوفرة للولايات المتحدة، بما فيها الخيار العسكري. وأوردت صحيفة “النيويورك تايمس” ان الاجتماع انفض من دون قرار، ونسبت الى مسؤول ان ثمة خلافات داخل الحكومة الاميركية بين تيار يدعو الى اتخاذ اجراءات حاسمة وتيار اخر يرى ان الوقت غير مناسب لعمل عسكري.
ويرى دعاة الضربة العسكرية داخل الحكومة وخارجها ان القوات الاميركية قادرة على الحاق اضرار كبيرة بالجيش السوري ومنشآته العسكرية من طريق توجيه ضربات صاروخية من غواصات او سفن حربية في شرق المتوسط، او استخدام الطائرات من قواعد في المنطقة او في اوروبا او من حاملة طائرات يمكن ان تقصف مقرات القيادة والسيطرة السورية والمطارات العسكرية من دون دخول المجال الجوي السوري ومن دون المجازفة بأرواح الطيارين الاميركيين.
اجتماع في عمان
وفي عمان – (“النهار”) أفاد مصدر عسكري أردني أن اجتماعا سيعقد في الأردن خلال الأيام المقبلة لرؤساء أركان عدد من الدول العربية والأجنبية الصديقة.
وقال في بيان نقلته وكالة الأنباء الأردنية “بترا” أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول مشعل الزبن وقائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال لويد اوستن وجها الدعوة إلى هذا الاجتماع الذي “سيشكل فرصة للدول المشاركة الشقيقة والصديقة للبحث في الامور المتعلقة بأمن المنطقة وتداعيات الاحداث الجارية وخصوصاً الازمة السورية وتأثيراتها”.
ويحضر الاجتماع رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ورؤساء هيئات الاركان في المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والمملكة المتحدة وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا.
تركيز على مسيرة جنيف ورفض التورط العسكري
تفاهم «كيميائي» أميركي ـ روسي
محمد بلوط
بعد مجلس الأمن الدولي، التفاهم الأميركي ــ الروسي على احتواء أزمة الكيميائي السوري يستمر، ويبدأ البحث عن وسيلة لإخراج فريق آكي سلستروم الأممي للتحقيق الكيميائي من فندق «فور سيزنز» إلى غوطة دمشق.
الأميركيون والروس كلفوا وزيري خارجيتيهما جون كيري وسيرغي لافروف بالعمل معاً، لإقناع حلفائهما تباعاً في المعارضة والنظام بتسهيل مهمة الفريق الأممي، ورعاية وقف إطلاق للنار في المناطق التي سيزورها مفتشو الكيميائي، وتأمين ممرات آمنة لهم، وسلامة الفريق الأممي.
وأظهرت المشاورات الهاتفية بين لافروف وكيري، أمس، قراراً أميركياً ــ روسياً واضحاً بعدم ترك المتشددين يستغلون الفرصة لنسف العملية السياسية التي يجري التحضير لها في لاهاي نهاية آب الحالي وفي جنيف منتصف تشرين الأول المقبل بحسب معلومات لـ«السفير».
وأعرب المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن اعتقاده أن الهجوم الكيميائي يجب أن يسرّع مسألة الإعداد لعقد مؤتمر «جنيف 2 ويجب أن يثبت للعالم انه لا يوجد حل عسكري». وأعلن نقل مكتبه والموظفين معه إلى جنيف، موضحاً انه كان يخطط لهذا الأمر منذ زمن بعيد والآن حان الوقت لذلك.
وبدا أن الوزيرين يشرفان على إدارة أزمة الكيميائي السوري، لتبريد الأجواء، واستعادة الملف من المحاربين، والتأكد من الوقائع. وبرغم انه لم يصدر موقف رسمي سوري بالقبول بتوسيع مهمة الخبراء الدوليين إلى غوطة دمشق، فالأرجح أن لافروف حصل على موافقة حليفه الدمشقي، قبل الإعلان انه «يحث الحكومة السورية على التعاون معهم» ليطلب من كيري إقناع حلفائه في المقابل «بضمان ممر آمن للبعثة الكيميائية».
ويعكس التفاهم على التبريد المشترك ليس الحاجة إلى فرض العملية السياسية فحسب، وإنما ضرورتها كخيار لا بديل عنه يلتقي عنده الأميركيون والروس، في لحظة تتبلور فيها المواجهة التي أصبحت أكثر وضوحاً مع الرافضين داخل المعارضة السورية لأي مؤتمر في جنيف، وتصعد فيها قوة الجماعات «الجهادية» التي لن تسخر أي تغيير في ميزان القوى العسكري لمصلحة تحسين شروط التفاوض مع النظام السوري، كما كانت تأمل واشنطن التي دعمت قبل شهرين تأجيل «جنيف 2»، وإنما للقضاء عليها نهائياً.
وقاد هذا الأمر البيت الأبيض، على لسان ناطقة باسمه، إلى التملص من التزامات بالخط الكيميائي الأحمر، عندما قالت أمس الأول «إننا لا نستطيع التحدث عن خطوط حمر بشأن الكيميائي، ولم يحدد احد أي خطوط حمر».
ولا يبدو أن أزمة بحجم الكيميائي السوري، استطاعت إحداث شرخ في التفاهم الروسي ــ الأميركي، فضلا عن تقارب غير معلن في تبادل المعلومات وقراءة القرائن التي لا تشير بالضرورة إلى ما تشير إليه أصابع المعارضة.
وفضلا عن التمسك بطوق النجاة في جنيف، يظل «النأي بالنفس» الأميركي سارياً، بالإضافة إلى تجاهل اتهامات المعارضة السورية للنظام السوري بارتكاب «مجزرة الغوطة الكيميائية»، وترك أمر ضبط معالجة الأزمة إلى الأمم المتحدة وحدها التي بدت ملجأ الطرفين لتحديد المسؤوليات عن مجزرة الغوطة. إذ تملص الرئيس الأميركي باراك أوباما من أي نية في مواجهة النظام السوري، من دون تفويض أممي، يعرف مسبقاً انه لن يأتي بوجود روسيا والصين في مجلس الأمن، مشيراً للمرة الأولى إلى عدم وجود الحلفاء الموثوقين.
وقال أوباما، في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» الأميركية، «إذا ذهبت الولايات المتحدة وهاجمت دولة أخرى من دون تفويض من الأمم المتحدة، ومن دون أدلة واضحة، فسيكون هناك تساؤلات هل يدعم القانون الدولي ذلك، وهل لدينا التحالف اللازم لذلك؟».
وبدت سوريا لأوباما مشكلة طائفية معقدة، أكثر منها مسرحاً لهجوم كيميائي محرم، مستنتجاً أن «فكرة أن الولايات المتحدة تستطيع التدخل لحل مشكلة طائفية معقدة، أمر مبالغ فيه». وأعلن انه أمر أجهزة الاستخبارات بجمع معلومات إضافية حول هذا الهجوم.
وأكد البيت الأبيض أن موقف أوباما هو أنه لا يتوقع إرسال قوات أميركية إلى سوريا وإن كان ما زال يدرس كيفية الرد على مزاعم حدوث هجوم كيميائي هناك. وقال مسؤول أميركي، لوكالة «فرانس برس» انه لم يتم خلال اجتماع في البيت الأبيض بين مسؤولين من الاستخبارات ووزارة الخارجية والبنتاغون بحث «إرسال قوات على الأرض أو إقامة منطقة حظر جوي».
ومن المنتظر، في الساعات المقبلة، أن تلتحق بمجموعة اكي سلستروم، مجموعة إضافية من المحققين الدوليين لتعزيز عمل الفريق الكيميائي، إذا ما توفرت لهم شروط الأمان على الأرض. وكان «لواء الإسلام» اصدر أمس بياناً تعهد فيه بتوفير شروط السلامة للبعثة الدولية. وأصدر «الائتلاف الوطني السوري» بياناً مماثلا تعهد فيه أيضاً بتوفير تلك الشروط، علماً أن «القيادة العسكرية الموحدة» لا تملك إمرة حقيقية على أكثر الكتائب المنتشرة في منطقة جوبر وزملكا، حيث ينبغي أن يعمل المحققون، وحيث تنتشر كتائب «جبهة فتح العاصمة» التي وضعت نفسها بإمرة «جبهة النصرة».
وتبرز تباينات جغرافية في الإحداثيات التي يقدمها «الائتلاف» وتلك التي قدمها «لواء الإسلام» لما يقولان انه المواقع التي أطلق منها الجيش السوري «الصواريخ الكيميائية» باتجاه زملكا وجوبر. ففي حين قال الأمين العام لـ«الائتلاف» بدر جاموس ان اللواء ١٥٥ المتمركز في القلمون، واللواء ١٢٧ المتمركز في السبينة هما من نفذا عمليات القصف، يتهم بيان «لواء الاسلام» اللواء ١٠٥ ومدفعيته المتمركزة في جبل قاسيون والمزة بقصف عربين وجوبر، على مشارف العاصمة نفسها بالصواريخ الكيميائية.
وتستطيع لجنة التحقيق الدولية البدء بتفحص جثث 16 جندياً وضابطاً سورياً، و41 جريحاً من العسكريين، الذين أصيبوا بحالات اختناق بالكيميائي في موجة الهجوم الميداني الأولى التي قام بها اللواء ١٠٥ نحو عربين وحدها، بعد تحرك ارتاله عند السادسة صباح الأربعاء، حيث نقلت ٣٩ سيارة إسعاف إصابات عسكرية بالكيميائي نحو مستشفى يوسف العظمة العسكري.
وكان الجيش السوري قد بدأ هجوم «درع المدينة» على مواقع المعارضة، بالتمهيد له بالقصف المدفعي الكثيف، قبل إطلاق ارتال المشاة والدبابات في جوبر وعربين وزملكا. وكان ناطق باسم الجيش السوري قد وصف الاتهامات باستخدام الجيش للكيميائي «بأنه عمل انتحاري»، إذ ليس منطقياً أن يمهد الجيش لهجوم بقصف كيميائي ثم يطلق جنوده نحو الأهداف التي تلوثت كيميائياً، من دون أن يعد ذلك من قبيل الانتحار.
ويستند الهجوم الروسي، على ضمانات عدة لإقناع الحكومة السورية بأنه لا مخاطر سياسية أو ديبلوماسية من ان تتحول بعثة التحقيق الكيميائية الى بعثة تفتيش تكرر السيناريو العراقي، أولها أن البعثة لن تتجاوز في الوقت الحاضر تحديد ما إذا كان الكيميائي قد استخدم أم لا. إذ أن تحديد حضور الكيميائي وتسببه بمقتل المئات من المدنيين كما تقول المعارضة، ليس عنصراً عدوانياً بحد ذاته، وان تحديد هوية من استخدم الكيميائي ومن قصف والمواقع التي خرج منها هي مهمة لن ينفرد بها فريق سلستروم، وإنما ستعمل تقارير الاستخبارات الغربية والعربية وغيرها، على تقديم المعلومات الضرورية إلى الأمم المتحدة، كما جرت العادة.
وتملك أجهزة الاستخبارات الروسية والغربية «لائحة بصمات الكيميائي» الذي تم تسليمه في التسعينيات إلى العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، والذي تحوم شبهات على نقل جزء منه في الأشهر الأخيرة إلى سوريا. ويمكن استكمال المعلومات بطلب البعثة صور الأقمار الاصطناعية من دول مجلس الأمن، التي تملك تلك الصور، لإنجاز عملها وتحديد هوية المسؤول عن عملية القصف بالكيميائي.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية أميركية وأوروبية قولها إن تقييماً مبدئياً لأجهزة الاستخبارات الأميركية وأخرى متحالفة معها «تشير إلى أن القوات السورية استخدمت أسلحة كيميائية لمهاجمة منطقة قرب دمشق وإن الهجوم حصل على الأرجح على موافقة من مسؤولين كبار في الحكومة».
سانا: العثور على براميل كُتب عليها ‘صنع في السعودية’ بموقع استخدمت فيه غازات سامّة
دمشق- (يو بي اي)- (ا ف ب): ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وحدة من القوات المسلّحة عثرت على براميل كتب عليها “صنع في السعودية” خلال اقتحامها لمنطقة قالت إن مسلحين استخدموا فيها غازات سامّة في حيّ جوبر في ريف دمشق.
وقالت (سانا) إنه “خلال اقتحام وحدة من قواتنا المسلحة للمنطقة التي استخدم فيها الإرهابيون الغازات السامّة في جوبر، تم ضبط مستودع يحتوي على براميل مكتوب عليها ‘صنع في السعودية’ وعدد كبير من الأقنعة الواقية”.
وكانت الوكالة نقلت عن مصدر وصفته بالمسؤول، أن عدداً من الجنود أصيبوا اليوم بحالات اختناق أثناء دخولهم إلى حي جوبر بريف دمشق “جرّاء استخدام مجموعات إرهابية مسلّحة سلاحاً كيميائياً”.
وأضاف المصدر أن “طواقم الإسعاف قامت بإسعاف الجنود المصابين بحالات اختناق بالغازات”، موضحاً أن “بعض المصابين بحالة حرجة”.
وأشار المصدر إلى أن وحدة من القوات المسلّحة بدأت باقتحام المنطقة التي حصلت فيها حالات الاختناق، وإلى أن اشتباكات عنيفة تجري مع المجموعات المسلحة في المنطقة.
وكانت المعارضة السورية اتهمت يوم الأربعاء الماضي، القوات الحكومية باستخدام السلاح الكيميائي في منطقة الغوطة في ريف دمشق، ما أدّى إلى مقتل وإصابة المئات، فيما نفت الحكومة السورية ذلك.
الى ذلك، وصلت أنجيلا كين، ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح، إلى سوريا اليوم السبت، لبحث التحقيق حول مزاعم استخدام السلاح الكيماوي.
ويذكر أن فريق التحقيق باستخدام السلاح الكيميائي في سوريا والتابع للأمم المتحدة، بدأ عمله يوم الاثنين الماضي في سوريا، بعد موافقة الحكومة السورية بشكل رسمي على الأسس المقترحة لبعثة التفتيش التابعة للأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية.
وفي السياق، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يقوم بزيارة لرام الله في الضفة الغربية السبت ان كل المعلومات تدل على ان النظام السوري ارتكب “مجزرة كيميائية” هذا الاسبوع في ريف دمشق.
وقال فابيوس اثر لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله “كل المعلومات التي لدينا تتقاطع لتؤكد حصول مجزرة كيميائية قرب دمشق ولتدل على ان نظام (الرئيس) بشار الاسد يقف وراء هذا الامر”.
واضاف “نطلب ان يتمكن فريق الامم المتحدة في المكان من التوجه بسرعة الى الموقع والقيام بعمليات التحقيق الضرورية” مضيفا انه “ان لم يكن للنظام ما يخفيه، فلتجر عمليات التحقيق على الفور”.
وحذر من ان “المعلومات التي بحوزتنا تشير الى ان هذه المجزرة الكيميائية بالغة الخطورة الى حد انه لا يمكن بالطبع ان تبقى بدون رد فعل شديد”.
ضغوط على الأسد للسماح للمفتشين بزيارة الغوطتين
باريس – رندة تقي الدين
لندن، نيويورك، واشنطن، برلين، القدس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – تواصلت أمس الضغوط الدولية على نظام الرئيس بشار الأسد للسماح لمفتشي الأمم المتحدة بالتوجه إلى الغوطتين الغربية والشرقية قرب دمشق، والتحقيق في تقارير عن استخدام السلاح الكيماوي أول من أمس. ولوحت فرنسا باستخدام القوة في الرد على النظام السوري مع «ترجيح» استخدام «الكيماوي»، بينما اعتبرت بريطانيا أن كل الخيارات مطروحة.
وفي وقت أعلنت المعارضة عن مزيد من جثث القتلى، شنت قوات النظام غارات على مناطق «مسرح الجريمة» في الغوطتين، وسط توقع مسؤول معارض المزيد من المجازر مقابل زيادة التطرف لدى المعارضة.
وبعد يوم من تعطيلها مع الصين مشروع بيان في مجلس الأمن، قالت روسيا أمس إن على الحكومة السورية منح موافقتها على زيارة يقوم بها محققو الأمم المتحدة الموجودون في دمشق إلى المواقع التي تعرضت للقصف الكيماوي، مشددة على ضرورة معالجة المخاوف الأمنية قبل أي عملية تفتيش دولية.
وقرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيفاد رئيسة قسم نزع الأسلحة أنجيلا كاين الى دمشق، في قرار يعكس عزمه على رفع مستوى المفاوضات مع الحكومة السورية للتحقيق في احتمال استخدام أسلحة كيماوية في الغوطة.
وعزز موقف مجلس الأمن بعد اجتماعه الطارئ مساء الأربعاء، الذي «رحب بالتزام بان إجراء تحقيق نزيه وشامل وسريع» موقف الأمين العام. وهو أشار في بيان أمس إلى تلك العبارة بالتحديد، وقال إنه «تلقى بإيجابية العلم بانعقاد مجلس الأمن والنتائج التي أعلنتها رئيسة المجلس الداعمة لتوجهه بإجراء تحقيق نزيه وشامل وسريع». وأوضح بان أنه «لا يزال قلقاً للغاية حيال التقارير المتعلقة باحتمال استخدام أسلحة كيماوية في سورية»، وأنه «يؤمن أن الأحداث التي أبلغ عنها أمس (الأول) تتطلب إجراء تحقيق من دون تأخير». وإضافة الى إيفاد كاين إلى دمشق، قال بان إن «مسؤولين كباراً في الأمم المتحدة على اتصال مع السلطات السورية منذ ورود أولى التقارير» عن هجمات الغوطتين.
وبحث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اتصال هاتفي مع بان أمس في «الاستخدام المرجَّح للأسلحة الكيمياوية» في سورية، مندداً بـ «المجازر» التي شهدتها البلاد. وأفاد بيان رئاسي فرنسي، أن هولاند أكد على «التعاطف الذي أثارته في فرنسا المجازر التي حصلت في سورية والاستخدام المرجح للأسلحة الكيمياوية». وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال إن فرنسا تريد «رد فعل باستخدام القوة» في حال ثبت وقوع هجوم بالسلاح الكيماوي، مستبعداً في الوقت نفسه بشكل قاطع إرسال قوات على الأرض.
في هذا الوقت، تعرضت إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى ضغوط جديدة بخصوص الوضع في سورية، وقال السناتور الجمهوري جون ماكين إن أوباما من خلال عدم استخدامه القوة للرد على هجمات سابقة، يعطي الرئيس الأسد «الضوء الأخضر» لارتكاب الفظائع.
وقال لشبكة «سي أن أن» إنه «عندما يقول رئيس الولايات المتحدة الأميركية إنه إذا استخدم (الأسد) هذه الأسلحة فإن ذلك سيكون خطاً أحمر وسيغير قواعد اللعبة، فان الأسد يرى ذلك الآن ضوءاً أخضر». وأضاف أن «كلمة رئيس الولايات المتحدة لم تعد تؤخذ على محمل الجد بعد الآن».
وقال ماكين إن القوة الجوية الأميركية تستطيع الاستيلاء «خلال أيام قليلة» على مدرجات القوات الجوية السورية والطائرات التي يصل عددها إلى خمسين والتي تستخدم للهيمنة على أرض المعركة ضد المسلحين المعارضين. وأضاف: «نستطيع أن نقدم الأسلحة المناسبة للمسلحين، وأن نفرض منطقة حظر طيران بنقل صواريخ باتريوت إلى الحدود… يمكن القيام بذلك بسهولة بالغة».
لكن قائد الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، قال في رسالة إلى نائب أميركي حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منها، إن أي تدخل عسكري أميركي في سورية لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة، لأن مقاتلي المعارضة السورية لا يدعمون المصالح الأميركية، في إشارة إلى ثقل المجموعات الإسلامية المتطرفة بين مقاتلي المعارضة.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان «ما ذُكر عن استخدام اسلحة كيمياوية ضد مدنيين ابرياء مقلق للغاية. وفي حال تأكد ذلك، فانه سيشكل اضافة رهيبة لادراجها في لائحة الجرائم المأسوية التي ارتكبها النظام السوري ضد شعبه». وبحسب نتانياهو فان حقيقة ان النظام منع محققي الامم المتحدة من الوصول الى المنطقة «امر سخيف»، محذرا من ان تراخي العالم عن ما يحدث في سوريا قد يشجع ايران على المضي قدما في برنامجها النووي. وقال: «اصبحت سوريا ساحة اختبار لايران (…) ايران تراقب عن كثب كيفية رد العالم على الفظائع التي يرتكبها عملاؤها في سورية وحليفها حزب الله».
وعلى الأرض، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الطيران الحربي جدد قصفه على مناطق في مدينة زملكا والغوطة الشرقية وعربين شرق العاصمة، مع استمرار القصف من القوات النظامية على المنطقة، لافتاً إلى أن طائرات حربية «نفذت أيضاً ثلاث غارات خلال خمس دقائق على مناطق في مدينة معضمية الشام» وغارات أخرى على داريا وخان الشيخ جنوب غربي العاصمة.
وأشار المرصد إلى اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط زملكا. وقال ناشط يقدم نفسه باسم «أبو جهاد» من شرق العاصمة في اتصال مع وكالة «فرانس برس» عبر سكايب، إن «التصعيد مرتبط بمحاولة قوات النظام استعادة السيطرة على معاقل للمعارضة قريبة من دمشق».
وتوقع الناطق باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد صالح، ارتفاع عدد القتلى بعد اكتشاف منازل ملأى بالقتلى في حي في زملكا، فيما قال عضو أمانة «المجلس الوطني السوري» المعارض عبدالرحمن الحاج إن «رد فعل المجتمع الدولي إزاء مجازر الغوطتين سيشجع نظام الأسد إلى ارتكاب المزيد من الجرائم».
واتصل السفير الأميركي في سورية روبرت فورد برئيس «الائتلاف» أحمد الجربا أمس، للبحث في موضوع «الكيماوي».
ونقلت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله إن «المعطيات السورية من خلال التواصل مع المسؤولين الروس تؤكد ثبات الموقف الروسي»، موضحاً أن «سورية تتشارك مع روسيا في قراءة الموقف من مسألة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية انطلاقاً من الثقة التامة بأن من استخدم هذا السلاح هو المجموعات الإرهابية المسلحة».
وفي حين تصطدم جهود سورية الرامية إلى زيادة مشترياتها الغذائية بعزوف البائعين عن المخاطرة بتأخر سداد مدفوعاتهم من حسابات مصرفية مجمدة في الخارج، أشارت «سانا» إلى أن الأسد أجرى أمس تعديلاً وزارياً طاول سبع حقائب وزارية، بينها الاقتصاد والتجارة الخارجية والصناعة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك والتعليم العالي.
لبنان: 27 قتيل و352 جريح في إنفجاري طرابلس
بيروت – “الحياة”
هزّ إنفجاران كبيران مدينة طرابلس شمال لبنان، بُعيد انتهاء صلاة الجمعة. ووقع الانفجار الأول بالقرب من من مسجد التقوى في طرابلس، ودوّى الثاني يالقرب من جامع السلام في منطقة الميناء.
وقد هُرعت سيارات الاسعاف إلى مكاني الانفجارين، في الوقت الذي أفيد عن سقوط عدد كبير من الضحايا. ونقلت وسائل الاعلام صوراً لدخان كثيف يتصاعد من مكاني الانفجار. وكان الشيخ سالم الرافعي يؤم المصلين في مسجد قُبيل وقوع الانفجار.
وذكرت معلومات صحافية أن الشيخين سالم الرافعي وبلال بارودي الذين كانا يؤمان الصلاة داخل المسجدين هما بخير وفي مكان آمن.
وأفاد وزير الصحة حسن الخليل عن عن وقوع 27 قتيلاً و352 جريح في الانفجارين.
رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وفي بيان له، أشار إلى أن “أهل الفتنة قصدوا طرابلس مجدداً ليزرعوا الموت على ابواب المساجد ولينالوا من جموع المؤمنين والمصلين، ولغاية واحدة لا ثاني لها، هي غاية اعداء لبنان بجعل الفتنة والخراب مادة لا تغيب عن يوميات اللبنانيين”.
واعتبر الحريري أن “الذين يتربصون بطرابلس كثيرون في الداخل والخارج، لكن صوت الله اكبر سيرتفع في كل يوم من مساجد طرابلس”.
ويأتي الانفجارات بعد اسبوع على تفجير ارهابي استهدف منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت أدى إلى وقوع أكثر من 30 قتيلاً.
فرار مصور أميركي من إسلاميين عذبوه في سورية
بيروت – رويترز
قال مصور أميركي يعمل بالقطعة في تصريحات لـ”صحيفة نيويورك تايمز” إنه فر من إسلاميين سوريين خطفوه في ديسمبر كانون الاول وعذبوه ومازالوا يحتجزون اميركيا آخر قرب حلب.
وقال ماثيو شرير (35 عاما) للصحيفة اليوم الجمعة إن خاطفيه الذين ينتمون لجماعة جبهة النصرة المرتبطة بصلات بتنظيم القاعدة اتهموه بأنه جاسوس لجهاز المخابرات المركزية الاميركي (سي.آي.ايه).
وفي اول رحلة يقوم بها لمنطقة حرب وسافر فيها دون تكليف من مؤسسة إعلامية تم اختطافه بينما كان يغادر حلب بالسيارة في 31 ديسمبر كانون الأول.
وقال المصور إنه تسلل من فجوة في نافذة قبو في وقت مبكر يوم 29 يوليو تموز وترك وراءه أميركيا آخر أضخم بنية قابله اثناء احتجازه. ولم تحدد الصحيفة هوية الرجل الآخر. وكان الاثنان يتعرضان للضرب والصعق بالكهرباء من حين لآخر.
وأجبرهما الخاطفون على ارتداء الملابس البرتقالية التي يرتديها السجناء في معتقل جوانتانامو وتم تصويرهما وهما يعترفان بالتجسس. وجلد الخاطفون شرير بكابل كهربائي على قدميه وحشروا ركبتيه في إطار سيارة.
ولم تتحدث تقارير سابقة عن خطفه. ويعد حادث خطفه واحدا من عدة حوادث خطف غربيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة منذ بدء الحرب الاهلية. وتبرز هذه النوعية من الحوادث الارتياب في الأجانب بين بعض من يقاتلون الرئيس بشار الاسد. وأضعف وجود إسلاميين متشددين في صفوف مقاتلي المعارضة الدعم الغربي لهم.
وأخفى خاطفو شرير أزمته من خلال إرسال رسائل من حساب البريد الالكتروني الخاص به. كما اقتحموا حسابا بنكيا على الانترنت واشتروا اجهزة كمبيوتر وقطع غيار سيارات من حسابه على موقع اي-باي.
واستجوبه رجال يتحدثون الانجليزية بطلاقة. واعتقد أنهم كنديون.
ونقله خاطوه عدة مرات واحتجزوه مع سوريين اتهموا بالقتال في صفوف الحكومة. وقال شرير إن جماعة اخرى هي احرار الشام احتجزته لفترة. وتحسنت المعاملة حين اعتنق الاسلام وأعطوه نسخة من المصحف بالانجليزية.
وعن تفاصيل هروبه قال شرير إنه استطاع الوقوف على ظهر زميله المحبوس معه وحل شبكة اسلاك تغطي النافذة. وقبل الفجر استطاع الفرار لكن الاميركي الآخر لم يتمكن من هذا.
وقال شرير الذي مشى الى أن قابل مجموعة اخرى من مقاتلي المعارضة إن زميله قال له “اذهب.”
ونقله المقاتلون الى الحدود التركية القريبة.
الأمم المتحدة دعت للتحقيق في مجزرة الغوطة وأوباما طلب من الاستخبارات جمع المعلومات
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون من الحكومة السورية السماح لمفتشي المنظمة الدولية بالتحقيق في احدث اتهامات باستخدام أسلحة كيميائية واتاحة دخولهم مناطق في ريف دمشق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حيث قتل مئات على ما يبدو على مسافة كيلومترات قليلة من الفندق الذي يقيم فيه الفريق. ووقت قالت واشنطن إن ليس في وسعها التأكد حالياً من اقدام النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي، حضت موسكو الامم المتحدة ودمشق على الاتفاق على اجراء تحقيق في الهجوم الذي حصل الاربعاء في بلدات بالغوطة الشرقية.
وقال معارضو الرئيس بشار الأسد إن عدد القتلى تراوح بين 500 وما يزيد على ألف قتيل وإنه لا يزال يعثر على مزيد من الجثث منذ الهجوم الذي تنفي الحكومة السورية مسؤوليتها عنه. وفي المقابل، اعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان عدد القتلى الذين تمكن من توثيقهم الاربعاء في ريف دمشق يصل الى 170، وهم 109 بينهم 30 امرأة و14 طفلا شرق دمشق، و61 في معضمية الشام بينهم 11 طفلا واربع نساء.
ولا يزال من غير المرجح أن يترجم الحديث عن رد أجنبي قوي ولا سيما من بريطانيا وفرنسا إلى تحرك سريع ومنسق نظرا الى المعارضة الروسية والحذر الشديد في واشنطن. وفشل مجلس الأمن المنقسم الذي عقد جلسة طارئة الأربعاء في تبني مطالب غربية بإجراء تفتيش فوري للمواقع القريبة من دمشق.
وقال المكتب الصحافي لبان كي – مون في بيان: “يعتقد الامين العام ان الحوادث التي وردت عنها تقارير امس ينبغي ان يجري التحقيق فيها من دون تأخير”. واضاف ان طلبا رسميا ارسل من الامم المتحدة الى الحكومة السورية في هذا الصدد، وان الامين العام “يتوقع تلقي رد ايجابي من دون تأخير”.
وندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال اتصال هاتفي مع بان كي – مون بـ”الاستخدام المرجح” للاسلحة الكيميائية في سوريا.
وقالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي ان المزاعم عن الهجوم بأسلحة كيميائية في سوريا “خطيرة بصورة استثنائية” ويجب التحقيق فيها في أسرع ما يمكن.
وأقر خبراء اسلحة بإنه من غير الواضح من الأدلة التي جمعت حتى الآن ما هي بالضبط المواد الكيميائية التي يحتمل أن تكون استخدمت أو الطريقة التي ربما استخدمت لإطلاقها. وبينما تتحدث جماعات المعارضة عن صواريخ تحمل عبوات غاز، افاد محللون في الخارج انه من المحتمل أن تكون الغازات أطلقت باستخدام وسائل أخرى.
وفي حين أنه يشتبه في أن لدى القوات المسلحة السورية مخزونات من هذه المواد، أشار المحللون كذلك إلى أن وحدات مارقة لا تخضع لأوامر مباشرة من الحكومة ربما اختارت استخدام الأسلحة الكيميائية وكذلك أيضا بعض جماعات المعارضة إذا كانت استولت على مثل هذه الاسلحة.
واشنطن
وفي واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي بان الولايات المتحدة غير قادرة على القول بشكل قاطع إن اسلحة كيميائية قد استخدمت، وان الرئيس باراك اوباما امر اجهزة الاستخبارات بالعمل بشكل عاجل على جمع معلومات للمساعدة في التأكد من المزاعم. قالت انه اذا خلصت الولايات المتحدة الى ان النظام السوري استخدم فعلا السلاح الكيميائي، فان هذا الامر سيعتبر “تصعيدا فاضحا”.
وكانت بساكي قالت الاربعاء: “لا اتحدث عن خطوط حمر. لم اناقش او اتحدث عن خطوط حمر، لا احدد خطوطا حمراً ولا نتحدث عن خطوط حمر اليوم”.
نتنياهو
وفي القدس، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان “ما ذكر عن استخدام اسلحة كيميائية ضد مدنيين ابرياء مقلق للغاية”. وأضاف: “باتت سوريا ساحة اختبار لايران… ايران تراقب عن كثب كيفية رد العالم على الفظائع التي يرتكبها عملاؤها في سوريا وحليفها “حزب الله”… هذه الاحداث تثبت مرة اخرى انه لا يمكننا ببساطة السماح لاخطر انظمة في العالم بالحصول على اخطر اسلحة في العالم”.
الفاتيكان
وقال المراقب الدائم للفاتيكان لدى الامم المتحدة بجنيف سيلفانو توماسي في مقابلة مع اذاعة الفاتيكان: “يجب عدم اصدار حكم الا بعد وجود دليل كاف”. وتساءل: “ما هي المصلحة المباشرة لحكومة دمشق في التسبب بمثل هذه المأساة … السؤال الحقيقي هو من هو المستفيد الحقيقي من هذه الجريمة اللاانسانية؟”. وأكد مجددا معارضة الفاتيكان للتدخل المسلح في سوريا، داعيا الى اجراء مفاوضات “من دون شروط مسبقة والى تأليف”حكومة انتقالية”. وانتقد “تحليلات الاعلام غير المكتملة” للوضع في سوريا والشرق الاوسط عموماً، قائلا: “لقد رأينا كيف قاد الدعم غير المشروط لجماعة الاخوان المسلمين في مصر الى مزيد من العنف”. ولفت الى ان ثمة انقساما واضحا بين “من يريدون حكومة سنية في سوريا ومن يريدون ابقاء مشاركة جميع الاقليات”.
غارات جوية
في غضون ذلك، واصل الجيش النظامي العملية العسكرية الواسعة التي بدأها الاربعاء في الغوطة الشرقية. وتحدث المرصد السوري في بيانات متلاحقة عن غارات طوال النهار وقصف عنيف لمناطق في مدينة زملكا والغوطة الشرقية وعربين ودوما شرق العاصمة، ومعضمية الشام وداريا وخان الشيخ جنوب غرب العاصمة.
كما تحدث عن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية من مدينة داريا، وفي الجهة الشمالية من المعضمية. وتحدث عن تعرض حي جوبر في شرق العاصمة لقصف من القوات النظامية.
وأفاد ناشط قدم نفسه باسم “ابو جهاد” من شرق العاصمة ان الجيش شن هجمات عدة في منطقة الغوطة الاربعاء، وانه تمكن من دخول عربين وحرستا وجوبر وزملكا وعين ترما شرق العاصمة. واوضح ان قوات النظام “لم تستعد السيطرة على هذه المناطق، الا انها استعادت بعض النقاط الاستراتيجية”، مشيرا الى ان “الثوار بدأوا هجوما مضادا”.
وترافقت الحملة العسكرية مع سقوط قذائف هاون عدة مصدرها على الارجح مواقع للمقاتلين المعارضين على احياء في وسط دمشق بينها باب توما وباب شرقي وحي التجارة وساحة العباسيين، مما تسبب بمقتل امرأتين واصابة آخرين بجروح.
روسيا تقدّم براهين والغرب يتجنّب الاتهام وأوباما يطلب تدخل الاستخبارات
جريمة الغوطة: ما قصة صاروخي «لواء الإسلام»؟
محمد بلوط
لماذا تردد الغربيون والأميركيون في الذهاب بعيداً أمام مجلس الأمن الدولي، في اتهام النظام السوري باستخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق؟
ترجح مصادر عربية أن تكون البعثات الغربية والأميركية قد تلقت رواية عن عملية القصف بالكيميائي، لم توزع رسمياً، ولكنها مدعمة بوثائق روسية وصور التقطتها الأقمار الاصطناعية لساحة القتال، ومنطقة الغوطة.
وقدّم الوفد الروسي الرواية، مدعمة بالوثائق، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي امس الاول. وخلال الاجتماع لم يتقدم الاميركيون بأي وثائق تناقض الوثائق الروسية باعتبار ان الاقمار الاصطناعية الاميركية قد توصلت الى نتائج مشابهة، ولأن طرفاً في المعارضة أطلق الصاروخين.
وكان ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قد عاد من دمشق إلى نيويورك على وجه السرعة بقرائن تدعم الإثباتات الروسية. وبحسب مصادر مطلعة فإن تروّي الغربيين في توجيه اتهامات مباشرة للنظام السوري، والاكتفاء بالمطالبة بتوسيع التحقيق، يعود إلى صور سلّمها الروس لصاروخين انطلقا من منطقة دوما عند الواحدة والدقيقة الخامسة والثلاثين من ليل أمس الأول. وكان من الملاحظ بأن الدول الغربية لم تلجأ إلى اعتماد مرجعيات خاصة بها وانما استندت الى تصريحات قادة «الائتلاف السوري» المعارض بتحميل السلطات السورية المسؤولية.
ويقول الروس إن الصاروخين، وهما من تصنيع محلي ويحملان مواد كيميائية، انطلقا من المنطقة التي يسيطر عليها «لواء الإسلام» الذي يقوده زهران علوش، وهو أبرز قوى المعارضة المسلحة في الغوطة، حيث ينشر فيها ما يقارب الـ25 ألف مقاتل، يتوزعون بين عربين وزملكا وسقبا وكفربطنا وعين ترما والمعضمية. ويستهدف الصاروخان الرد على عملية «درع المدينة»، وهي أضخم عملية عسكرية يقوم بها الجيش السوري على مشارف العاصمة، منذ بدء النزاع. وسقط احد الصاروخين في جوبر بالقرب من البلدة القديمة، فيما سقط الصاروخ الثاني في منطقة تتوسط عربين وزملكا.
وكانت مدفعية الجيش السوري قد بدأت القصف التمهيدي عند الواحدة ليلاً، فيما كانت أرتال الدبابات وقوات المشاة، تستعد للتحرك عند السادسة صباحاً نحو جوبر بشكل خاص، باتجاه مواقع «جبهة فتح العاصمة». وكانت 13 كتيبة قد توحدت في المنطقة ووضعت نفسها تحت إمرة «جبهة النصرة» لقتال الجيش السوري، وهي تضم ألوية «هارون الرشيد»، و«سيوف الحق» و«المهاجرين» و«الانصار»، و«ابي ذر الغفاري»، و«كتائب عيسى بن مريم» و«السلطان محمد الفاتح»، و«درع الشام»، و«شهداء جوبر» و«مجد الخلافة».
وتقول مصادر متقاطعة إن قوات «جبهة فتح العاصمة» التي تقاتل على جبهة جوبر، بدأت بالانسحاب من المباني العالية قرب كاراجات العباسيين، ونهاية شارع فارس الخوري، بعد الواحدة بقليل وقبل سقوط الكيميائي، بعيداً عن أهداف راجمات الجيش ومدفعيته، فيما تجمّعت قوات «لواء أنصار الإسلام» في دوما، التي تشهد أكبر تجمع سكاني في الغوطة.
وتفسر سرعة الانسحاب المعارض نحو الخطوط الخلفية قلة الخسائر في صفوف المقاتلين، مقارنة بالأعداد الكبيرة التي سقطت من المدنيين.
وتقول مصادر متقاطعة إن الجيش استبق عمليات كانت هذه الجماعات تحضر لها لاختراق العاصمة عبر منطقة الميدان، والتقدم لمحاصرة قوات الجيش الموجودة في جنوب العاصمة على جبهة الحجر الأسود ويلدا والقدم، مع قوات من الفرقتين الثانية والرابعة التابعتين لـ«الجيش الحر»، وعزله عن وحداته المتمركزة على جبهة جوبر، وإيقاعه في كماشة.
والترجيحات بأن إطلاق الصواريخ الكيميائية والمطالبة بدخول فريق التحقيق الدولي الى المنطقة تستهدف قبل كل شيء، وقف العملية العسكرية السورية.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، إن القوات السورية واصلت ضغطها على المسلحين في الغوطة، حيث استهدفت بغارات جوية وقصف مدفعي، مناطق كان «الائتلاف الوطني السوري» اتهمها باستهدافها بأسلحة كيميائية. وقدم «المرصد» تقديراً جديداً لحصيلة ضحايا المجزرة مشيراً الى أن عددهم وصل الى 170. (تفاصيل صفحة 17)
وأعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام بان كي مون تقدم بطلب «رسمي» للحكومة السورية للسماح للفريق الدولي الخاص بالأسلحة الكيميائية، الموجود في دمشق، بزيارة الغوطة.
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي «في الوقت الراهن نحن غير قادرين على أن نجزم بشكل قطعي استخدام أسلحة كيميائية» في الهجوم في سوريا، مؤكدة ان الرئيس باراك أوباما «أمر الاستخبارات بأن تجمع في أسرع وقت ممكن معلومات اضافية» عن هذه المزاعم بشأن الهجوم الذي وقع قرب دمشق. واضافت انه «منذ احداث الامس (الاول) ونحن نركز كل دقيقة من كل يوم على فعل كل ما يمكننا من اجل تحديد الوقائع». واكدت انه في حال خلصت الولايات المتحدة الى ان النظام السوري استخدم فعلاً السلاح الكيميائي، فإن هذا الأمر سيعتبر «تصعيداً فاضحاً».
وأعلنت أن وزير الخارجية جون كيري تحادث مع نظرائه في أوروبا والشرق الأوسط ليفهم بشكل أفضل ماذا حصل ومناقشة «الخطوات الفضلى» للرد عليه.
تعديل حكومي
من جهة ثانية، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً بإجراء تعديل وزاري محدود، ذي طبيعة اقتصادية واجتماعية، عيّن بموجبه ستة وزراء جدد. وشمل التعديل سحب حقيبة وزارة التجارة الداخلية من قدري جميل، لكنه بقي نائباً لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية.
والوزراء الجدد هم: مالك علي وزيراً للتعليم العالي بدلاً من محمد يحيى معلا، وخضر أورفلي وزيراً للاقتصاد والتجارة الخارجية بدلاً من محمد محبك، وكمال الدين طعمة وزيراً للصناعة بدلاً من عدنان عبدو السخني، وسمير عزت قاضي أمين وزيراً للتجارة الداخلية وحماية المستهلك بدلاً من قدري جميل، وبشر رياض يازجي وزيراً للسياحة بدلاً من هالة محمد الناصر، وحسيب الياس شماس وزير دولة بدلاً من نجم الدين خريط.
«لو فيغارو»: ضباط إسرائيليون وأميركيون يقودون كتيبة معارضة باتجاه دمشق
هل بدأ التدخل الإسرائيلي في سوريا؟
«لو فيغارو» الفرنسية، على موقعها، ذكرت إن ضباطاً إسرائيليين وأميركيين وأردنيين، على رأس كتيبة سورية معارضة، اجتازت الحدود الأردنية في 17 آب الحالي وتتجه نحو دمشق.
وتقول كاتبة المقال ايزابيل لاسير إنها استقت معلوماتها من مصادر عسكرية خاصة، وإن المجموعة السورية مؤلفة من 300 رجل، هم طليعة قوة سورية معارضة جرى تدريبها في معسكر للقوات الخاصة أشرفت عليه الاستخبارات الأميركية.
ويستقبل معسكر الملك عبدالله الثاني في السلط، منذ أكثر من عام، عدداً من الضباط والجنود السوريين المنشقين، تردد الأردنيون كثيراً قبل إخضاعهم لعمليات تدريب، أو ضمهم لـ«الجيش السوري الحر»، رغم طلبات قطرية وإلحاح سعودي.
ويبدو أن الأردنيين قرروا الانصياع لضغوط سعودية، يقوم بتنسيقها الأمير سلمان بن سلطان، المقيم في العاصمة عمان، والمشرف على تسليح المعارضة السورية في الجناح الجنوبي من الجبهة السورية. وتضم القوة التي عبرت الحدود في منطقة قريبة من درعا عناصر من أبناء العشائر، جرى اختيارها بعناية من قبل الاستخبارات الأميركية، لضمان ولائها في أي حرب ضد الجماعات «الجهادية».
وتقول «لو فيغارو» إن القوة، التي يدعمها كومندوس إسرائيلي – أردني، تبعتها قوة مماثلة في 19 آب من المنطقة نفسها بإشراف قوة من الاستخبارات الأميركية العاملة في الأردن. ويحتفظ الأميركيون بألف جندي في معسكرات أردنية، وبأكثر من 200 ضابط يشرفون رسميا على عمليات تدريب الضباط والجنود السوريين على عمليات القوات الخاصة في الأردن.
وكانت اتصالات بين أجهزة الاستخبارات الأردنية والسورية في الربيع الماضي، قد حالت دون تحول الأردن إلى قاعدة خلفية لعمليات تنطلق منها المعارضة السورية ضد الجيش السوري عبر درعا. ويتمركز في المنطقة، التي تتحرك فيها المجموعة المشتركة، أكثر من خمس فرق سورية، لحماية الجبهة الجنوبية لدمشق التي لا تبعد أكثر من 90 كيلومتراً عنها.
جهود لمصالحة الإبراهيمي مع دمشق بعد لقاء لاهاي
محمد بلوط
رغم تصويب المعارضة السورية على مؤتمر جنيف ودفنها له منذ اللحظة الأولى للإعلان عن الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق، تجاهل الروس والأميركيون، والغربيون عموما، أي إشارة إلى مصير المؤتمر المعلق والهش أصلا، ما يعني استمرار التحضيرات الجارية لاجتماع لاهاي.
وجاء إطلاق النار على مؤتمر جنيف، والاجتماع التحضيري في لاهاي الأسبوع المقبل من رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا، وهذا دأبه، لذا لم يفاجئ نعيه للتسوية السياسية مع النظام أحدا. بيد انه لم يصدر أي موقف من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض يعبر عن تغيير في المواقف التي أعلنت خلال الاتصالات الأميركية مع أقطابه في الأسابيع الماضية، باستثناء ما قاله عضو «الائتلاف» كمال اللبواني الذي «رفض الجلوس مع قاتل الشعب للبحث بتسوية سلمية».
وتجري مساعٍ لإعادة فتح قنوات الاتصال بين المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ودمشق، ذلك أن إنضاج العملية السياسية سيحتاج في منعطفه الثاني، بعد لقاء لاهاي الروسي – الأميركي في 28 آب الحالي، إلى إجراء مصالحة بين الوسيط الأممي وبين دمشق التي يقاطعها وتقاطعه منذ كانون الأول العام 2012، لكي يتمكن من لعب دوره: الوسيط.
وكان الإبراهيمي نفسه، قد بدأ باستذكار الحاجة إلى دوره، عندما ينهي الراعيان الدوليان وضع «خريطة الطريق» نحو «جنيف ٢»، لتوزيع الدعوات على الأقل على الأطراف التي ستشارك في جنيف، وترؤس جلسات المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام.
ومستعيدا أسباب المقاطعة الدمشقية له قبل أيام مع عودة الحديث عن جنيف، قال الإبراهيمي، للنشرة الدورية للأمم المتحدة، انه لم يزر سوريا منذ ٩ أشهر، وانه «وجد خطاب الرئيس الأسد في قاعة الأوبرا في كانون الثاني العام ٢٠١٣ مخيبا للآمال»، حين كان ينتظر منه ردا على خطة مفاوضات، بل شكا من أن «الإعلام السوري آنذاك لم يكتف بانتقاد تصريحاتي بل وعاملني بطريقة مهينة».
وكانت دمشق قد شنت حملة إعلامية على الإبراهيمي اتهمته فيها بالتحيز، بعد وصفه خطاب الأسد «بالطائفي»، مردفا ذلك بتفسير لجنيف يخرج فيه عن دوره كوسيط ويطالب الأسد بالتنحي.
ويقول مقرب من الإبراهيمي إن مساعده في دمشق مختار لماني لا يزال قناة الاتصال الوحيدة مع السلطات السورية، لكن الإبراهيمي بدأ تقاربا مع طهران، وأجرى اتصالات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أشاد بعدها بضرورة أن تؤدي طهران دورا في إيجاد مخرج للحرب السورية. وفيما يبدو بديهيا أن الأسد لن يكون موعد الإبراهيمي الأول في دمشق، يقول مقرب من الإبراهيمي انه لن يذهب إلى العاصمة السورية، من دون أن تتحدد مسبقا اللقاءات والمواعيد مع المسؤولين السوريين.
وتجدد الحديث عن الإبراهيمي ليس لأهمية الوسيط الأممي العربي بحد ذاته، ولكن باعتباره مؤشرا على اشتداد ساعد جنيف، وقد يكون دعوته بعد لقاء لاهاي عندما ينتهي الأميركيون والروس وإعادة صياغة التفاهمات حول سوريا، إلى لقاء ثلاثي في جنيف، مؤشرا إضافيا يؤكد عندئذ أن «جنيف ٢» أصبحت سالكة، رغم كل التعقيدات. ويقول مصدر ديبلوماسي عربي نقلا عن نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف إن الوفد الروسي يشعر بتفاؤل كبير، وبأن لاهاي سيكون لقاء ناجحا. ونقل معارض سوري عنه قوله إن الأميركيين قد غيروا الكثير من مواقفهم بشان التسوية السياسية في سوريا وشروطها.
فمنذ أن أغلق الغربيون أبواب العملية السياسية في حزيران الماضي، عقب سقوط القصير، سالت مياه كثيرة تحت جسور جنيف في أسابيع قصيرة ولكن خصبة بالدروس. رفع معترضو حزيران خطر الذهاب إلى طاولة المفاوضات لتوقيع وثيقة الاستسلام في ظل اختلال ميزان القوى الذي نتج عن القصير. ومن تبقى من «أصدقاء سوريا» اجمعوا على جنيف ولكن بعد اشتراط تعديل ميزان القوى وإحراز ما يكفي من انتصارات لطمأنة المعارضة. وخلال شهرين حشد رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان غرف العمليات العسكرية على الحدود التركية والأردنية، وأصبحت الرياض جبهة القتال الفعلية مع دمشق، وتدفقت الأسلحة النوعية نحو الشمال السوري والجنوب، وأعيد ترتيب أوضاع «الائتلاف السوري» تحت رعاية بندرية مباشرة.
ولكن التغييرات العميقة التي طرأت على الرهانات، تعيد تصويب البوصلة نحو جنيف. فالانتصارات التي حاولت المعارضة السورية تحقيقها في الشمال السوري لم تتجاوز بعض الأحياء في حلب سرعان ما استرجعها الجيش، وأخرى في الشرق في دير الزور. كما أن الاختراق الذي تحقق في ريف اللاذقية تحول إلى هزيمة بعد أيام قليلة من تحققه. وكشفت العملية ضعف التنسيق بين الكتائب المسلحة، وبعد «المجلس العسكري الموحد» عن قيادة العمل العسكري الذي باتت تحتكر أكثره الجماعات «الجهادية» التي يدور أكثرها في فلك تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، خصوصا في الشمال السوري.
كما أن أي تعديل في ميزان القوى العسكري، لن يتم بعد اليوم، إلا لمصلحة الجماعات التي تقاتل فعليا الجيش السوري، أي الجماعات «الجهادية» التي تخوض كل المعارك على الأرض، وهو إن تم فلن تستفيد منه القوى المرشحة للانخراط في أي عملية سياسية، أو تولي الحكومة الانتقالية. وغني عن القول أن وجودها في العملية السياسية أصبح أسير الوصايات الإقليمية والدولية التي أشرفت على تركيبها، ولم يعد يعكس ثقلها، الغائب، في الداخل السوري، ولا حتى تمثيلها المفترض لأي حراك ثوري يتضاءل في مواجهة صعود الحرب، وتصدي الجماعات «الجهادية» لقيادتها.
وتبدو جنيف في افقها الحالي، طوق إنقاذ أكثر منها ترفا سياسيا، لم يعد مسموحا به للمعارضة السورية، إلا إذا أرادت المخاطرة بما تبقى من عمران واجتماع سوريين. وجرى الحديث عن مهلة ستة أشهر، حتى نهاية العام الحالي، لاختبار احتمالات وقدرة المعارضة على تغيير ميزان القوى العسكري، ولكن الجبهات المرشحة للاختراق تبدو عصية جدا على طموح معارض.
ففي الجنوب، الذي تقول المعارضة إنها تخطط لاختراقه، بفرقة مدربة من خمسة آلاف متطوع في مخيمات الأردن، لا يزال الفيلق الأول السوري يقود خمس فرق مدرعة تتمركز على مسافات متباعدة، لحماية جبهة دمشق على بعد ٩٠ كيلومترا. ولم يعرف حتى الآن أن المعارضة والألوية التابعة لها، استطاعت تحقيق اختراق يعتد به، في جبهة يملك فيها الجيش السوري، أفضل قواته، واستطاع خلال ساعات في خربة غزالة قبل أشهر، تمزيق «لواء شهداء اليرموك» وإخراجه من المعركة وفتح طريق درعا- دمشق. ولا توجد قوة قادرة على تنسيق هجوم ضد الجيش السوري في سهل حوران المشرع، حيث يستفيد الجيش السوري من كثافة النيران، للتقدم مع ذلك نحو جنوب دمشق، كما تقول المعارضة.
ويقول معارضون سوريون إن الأميركيين الذاهبين إلى لاهاي، يحملون تصورا، أوضح لـ«خريطة جنيف» ومستقبل سوريا. ونقل احدهم عن مسؤول أميركي يمسك بالملف السوري تحولا في مقاربة أي سلطة ينبغي أن تخلف الرئيس بشار الأسد، على ضوء تحول سوريا إلى بؤرة إرهاب في الشرق الأوسط. وقال المسؤول الأميركي إن السلطة التي ينبغي أن تخرج من جنيف هي سلطة سورية يمكن التحالف معها لقتال الإرهاب معا.
وقال المسؤول الأميركي إن ما يقود الولايات المتحدة في المنطقة لا يزال الأمن الإسرائيلي، ولن يكون هناك عقبة في تحديد التفاهمات مع روسيا التي بدأت تتأسس على محاربة الإرهاب، كما لا اعتراض أميركيا على القاعدة الروسية في طرطوس، ولكن القلق الكبير يتأتى من وجود صواريخ «اس ٣٠٠» الروسية في أيدي السوريين. وأضاف إن مشاركة الإيرانيين في جنيف لم يعد مشكلة، لكن شكل المشاركة لا يزال هو المشكلة، داخل أو على مقربة من قاعة المفاوضات.
وسيحاول الأميركيون، بحسب «خريطة الطريق» التي يعد لها السفير روبرت فورد لتقديمها في لاهاي، اقتراح وقف إطلاق للنار، تشرف عليه قوة مشتركة من «الجيش الحر» والجيش السوري. وسيحاول الأميركيون فرض «الجيش الحر» في العملية السياسية لتأهيله في الحكومة الانتقالية. واستبعد فورد اللجوء إلى قوة فصل دولية، وقال لمعارضين إن فكرة قوة من ٨٠ ألف جندي أجنبي طرحت في الولايات المتحدة، ثم استبعدت لارتفاع كلفتها، وقلة مردودها على الأرض.
ويقترح الأميركيون خلال العملية الانتقالية تطوير الأمن الذاتي للمناطق ذات الغلبة الطائفية أو العرقية المحددة. وسيكون على الأقليات تطوير تسليح لجان الدفاع الذاتي لحماية المناطق التي يعيشون فيها، بانتظار عودة السلطة المركزية إليها، أو تطوير مجالس إقليمية تحكمها. ويقول معارضون إن التصور الأميركي، الذي يجري تطويره، يشبه وضع أسس دولة لامركزية ومحاصصة طائفية، فيما تنتقل السلطة المركزية في دمشق للأكثرية السنية.
وتضع «خريطة الطريق» الأطراف السورية تحت سقف التفاهمات الروسية والأميركية مباشرة. إذ بمجرد افتتاح الإبراهيمي للمؤتمر، سيشارك إلى جانب الوفدين السوريين من المعارضة والنظام، وفدان من التقنيين والخبراء الروس والأميركيين لتسهيل المفاوضات. وستفرض التفاهمات الروسية- الأميركية نفسها على الوفود السورية المعارضة، خصوصا في القضايا الخلافية الكبرى، المتعلقة بمصير الأسد، وقضايا هيكلة الأمن والدفاع، ومن دون تلك الوصاية فان جنيف قد تتحول، كما يخشى الأميركيون، إلى عملية لا قعر ولا نهاية لها.
خبير دولي: سحابة سامة وراء قتلى ريف دمشق
لندن ـ ‘القدس العربي’: قال خبير الأسلحة الدولي، جون باسكال زاندرس، إنه متأكد من أن سلاحاً كيماوياً قد استخدم في ريف دمشق، دون أن تتضح طبيعته، مرجحاً أن تكون سحابة من الدخان السام قد غطت منطقة واسعة، وتسربت إلى أقبية لجأ إليها المدنيون، مضيفا أن العالم أمام واقعة خطيرة، وإن كانت تفاصيلها ما زالت غامضة.
وقال زاندرس، في مقابلة مع ‘سي ان ان’: أعتقد، وبناءً على الصور العديدة واللقطات التي شاهدناها، أنه يمكنني القول بثقة بأن أمراً خطيراً قد وقع.. يمكننا القول إن مادة كيماوية سامة قد استخدمت في الهجوم، ولكن يصعب تحديد نوعها بمجرد الاعتماد على الصور’.
وتابع الخبير الدولي قائلاً: ‘اللقطات التي عرضت مساء أمس قدمت المزيد من الأدلة على استخدام مادة سامة للأعصاب، ولكن من المستحيل معرفة ما إذا كانت المادة غاز السارين أو غاز في اكس.
وحول إمكانية أن تكون السلطات السورية محقة بزعمها أن المشاهد كلها مزيفة وأن المعارضة قد عمدت إلى فبركتها، قال زاندرس: ‘لطالما صدرت بيانات النفي عند استخدام السلاح الكيماوي في الحروب، ونحن نمر الآن بمرحلة مماثلة، وما علينا فعله هو الطلب من فريق التفتيش الدولي التابع للأمم المتحدة، والموجود أصلاً داخل سورية، التحقيق في هذه المزاعم والتوجه إلى الموقع بأسرع وقت ممكن.’
وعن التضارب حول أسباب الواقعة قال زاندرس: ‘أحاول على الدوام الحفاظ على مستوى معين من التشكيك خلال تقييم حالات مماثلة خاصة عند مجرد الاعتماد على الصور، لكنني في هذه المرة مقتنع بأننا أمام واقعة خطيرة، غير أن طريقة حصولها تبقى غامضة، فبعض التقارير تتحدث عن قصف مدفعي وأخرى تتحدث عن صواريخ وثالثة تشير إلى صواريخ بعيدة المدى ولذلك يستحيل علي إصدار حكم’.
وتابع بالقول: ‘لكن ما يبدو أنه قد وقع فعليا هو أن دخانا ساما غمر منطقة واسعة نسبيا، لأنه هناك الكثير من الدلالات على أن الناس كانوا قد لجأوا الأقبية فرارا من القصف، ونظرا لكون العناصر الكيماوية السامة أثقل من الهواء فقد تسربت إلى تلك الأقبية وتسببت بسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا’.
وحدد زاندرس مهام المفتشين الدوليين بحال توجههم إلى موقع الهجوم المزعوم بالقول: ‘سيكون عليهم النظر في مجموعة متنوعة من الأمور. قبل كل شيء عليهم البحث عن أدلة جنائية في المنطقة، مثلا بقايا الصواريخ، سيكون هناك بقايا لذخيرة يمكن جمعها وتحليلها بحثا عن عناصر كيماوية فيها’.
وأضاف: ‘كما سيكون على خبراء الطب زيارة المستشفيات وفحص الجثث لتحديد نوع المواد السامة التي دخلت إلى أجسام القتلى، بينما يقوم فريق ثالث بجمع عينات من الموقع للتأكد من وجود آثار كيماوية فيها وكذلك مقابلة الشهود، وبعد إنجاز كل هذه الأمور سيصار إلى جمع صورة متكاملة حول ما حصل فعليا’.
يشار إلى أن زاندرس عضوا في المعهد الدولي الأوروبي للدراسات الأمنية خلال الفترة ما بين يونيو/حزيران 2008 ومايو/أيار 2013، وتركزت أبحاثة في قضايا التسليح غير التقليدي، مثل الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والذرية.
وسبق لزاندرس أن قاد فريق العمل المتخصص في الحروب الكيماوية والبيولوجية لدى معهد ستوكهولم الدولي للسلام، كما قاد برنامج الوقاية من السلاح الكيماوي في جنيف.
نهاية العالم في دمشق
صحف عبرية
هل يمكن أن يقع هذا؟ في القرن الواحد والعشرين؟ وعلى مبعدة بضع مئات الكيلومترات عن المكان الذي أكتب فيه هذه المقالة؟ هل يمكن أن يكون طاغية جارٌ لا يردعه شيء قد استعمل قبل بضع ساعات سلاحا كيميائيا موجها على أبناء شعبه، الذين انتفضوا في ريف عاصمته على استبداده؟ وهل يمكن في هذا الصيف الرائع ان يكون مستبد عربي قد قتل نساءً واولادا عربا بالغاز؟ ترفض العين أن تُصدق الصور التي يبثها الآيبود. ولا يستوعب العقل التقارير الاخبارية التي ينقلها الآيفون. فبعد أن كُسر حظر استعمال المدافع على المدنيين، وبعد ان كُسر حظر استعمال المروحيات على المدنيين، وبعد ان كُسر حظر اطلاق الصواريخ على المدنيين كُسر كما يبدو ايضا حظر استعمال السلاح غير التقليدي.
على حسب ما تنقل التقارير، يقتل العربُ العربَ بسلاح كيميائي غير بعيد منا، في دمشق تلك التي أردنا صنع سلام معها.
صحيح أنه قد قُتل في سورية أكثر من 100 ألف انسان. وتنزف جارتنا الشمالية منذ سنتين، كما لم ينزف الاسرائيليون والفلسطينيون في مدة 100 سنة صراع. وقد وقعت حادثة كيميائية في الماضي لم يشأ العالم ان يعلم بها في الحقيقة. ووقعت كما يبدو حوادث كيميائية اخرى لم يشأ العالم أن يعلم بها ايضا. لكن من المحتمل كثيرا الآن أن تكون حادثة كيميائية مخيفة لم يسبق لها مثيل قد حدثت شرق دمشق.
اذا كان ذلك قد حدث حقا فان بشار الاسد قد تجاوز الخط الاسود، واذا كان ذلك حقا فان الربيع العربي قد تجاوز الخط الاسود. وقد تحولت الانتفاضة العربية المجيدة، التي حملها الغرب على راحتيه الى واقعة من أحداث آخر الزمان تُحدث واقعا من أحداث آخر الزمان.
لم يعد الانسان النزيه يستطيع ان يتجاهل ما يحدث، ولا يستطيع عالم يُفترض ان يكون عالما متنورا ان يصم اذنيه. ومن يوم الى آخر يصير للحرب الأهلية في سورية ذاك المعنى المثير للقشعريرة الذي كان للحرب الأهلية في اسبانيا. فهي تبشر بنهاية عصر، وهي ترسم خطوط صورة العصر الجديد الذي سيحل محله.
لا يؤتى بضحايا أبرياء فقط ليُدفنوا في دمشق، بل يؤتى ايضا بمصطلح القومية العربية المتنورة ليُدفن. ولا يُدفن اليوم في دمشق الأبرياء فقط، بل الأمل في وجود غرب ذي ضمير. ويُدفن في دمشق اليوم اولاد يبدو أنهم أُميتوا بغاز، ونساء يبدو أنهن أُمتن بغاز، وفكرة مجتمع دولي ووهم قانون دولي.
اذا كان يمكن قتل مواطنين بغاز في سنة 2013 فهذه نهاية العالم. إنها نهاية العالم الذي ادعى أنه أخلاقي، ونهاية العالم الذي ادعى أنه مستنير ونهاية العالم الذي طمح الى انشاء نظام دولي يقبله العقل ويكون الشرق الاوسط جزءً منه. إن كثيرين في الغرب وكثيرين في اسرائيل يحتقرون بنيامين نتنياهو، ولكن ما يجري في سورية في هذه الايام يبرهن على نفاذ تحذير نتنياهو من أن أكبر خطر يتعرض له سلام العالم في القرن الواحد والعشرين يكمن في الجمع بين سلاح غير تقليدي ونظم حكم غير تقليدية.
إن المجانين مجانين حقا. والبرابرة برابرة حقا. والمغول مغول حقا. وهكذا فان من يعفو عن المغول يتحمل مسؤولية مباشرة عن ان سلاحا ذريا يُبنى اليوم في ايران، وسلاحا كيميائيا يُستعمل اليوم في سورية، وسلاح يوم القيامة يهدد مستقبل الشرق الاوسط.
والذي يستخف بالخطر الذي ينطوي عليه المغول يتحمل مسؤولية مباشرة عن موت ضحايا الحاضر العرب وضحايا المستقبل الاسرائيليين والاوروبيين والامريكيين. وحان الوقت للتحرر من النسبية الاخلاقية والنفاق الحضاري العام والسلامة السياسية التي تمنعنا من أن نرى حيّنا السيئ كما هو.
إن صافرة استيقاظ فظيعة تُسمع الآن في دمشق. فهل سنسمعها؟ وهل يسمع العالم؟
آري شبيط
هآرتس 22/8/2013
هيغ: الأسد وراء الهجوم الكيماوي المزعوم
لندن- (رويترز): قالت بريطانيا الجمعة انها تعتقد ان قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن هجمات بأسلحة كيماوية وقعت في ضواحي دمشق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وانها تعتقد ان الحكومة السورية لديها “شيئا تخفيه”.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ “أعرف ان هناك في العالم من يريدون القول ان هذه مؤامرة فعلتها المعارضة في سوريا. واعتقد ان امكانية هذا ضئيلة للغاية ولذلك نحن نعتقد ان هذا هجوم كيماوي لنظام الأسد”.
روسيا: على المعارضة السورية ضمان دخول الخبراء إلى منطقة الهجوم المحتمل بالكيميائي
موسكو- جنيف- (د ب أ)- (رويترز): صرح وزير الخارجية سيرغي لافروف إن المعارضة السورية يجب أن تضمن دخول آمن للمحققين الأمميين إلى المنطقة التي تعرضت لهجوم محتمل باسلحة كيميائية بالقرب من العاصمة دمشق.
جاء ذلك في بيان اصدرته وزارة الخارجية الروسية الجمعة عقب محادثة هاتفية بين لافروف و نظيره الأمريكي جون كيري.
وقال البيان إن الجانبين أكدا على أهمية إجراء تحقيق موضوعي في حادث استخدام السلاح الكيميائي المحتمل في ريف دمشق قبل يومين.
وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو دعت دمشق إلى التعاون مع الخبراء الأمميين.
وكانت المعارضة السورية قد ذكرت ان القوات السورية قامت الاسبوع الماضي بشن هجمات على معاقل للمعارضة شرقي العاصمة دمشق مستخدمة غازات سامة الأمر الذي اسفر عن مقتل 1300 شخص وهو ما تنفيه الحكومة السورية.
ودعا مجلس الأمن الاربعاء الى إجراء تحقيق متعمق ومحايد وفوري، فيما زعمه المعارضون المسلحون.
ويشار إلى أن فريقا من الأمم المتحدة مكلف بالتحقيق بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سورية قد بدأ عمله منذ يوم الاثنين الماضي وسط تعتيم إعلامي، حيث من المقرر أن يزور ثلاثة مواقع من بينها خان العسل، وتقتضي مهمته بالتأكد من استخدام هذه الأسلحة وليس تحديد من استخدمها.
ومن جهة أخرى، قالت متحدثة باسم مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي الجمعة انه يعتقد إن الهجوم الكيماوي المزعوم في سوريا هذا الاسبوع يجب أن يسرع الاعداد لعقد مؤتمر دولي للسلام في جنيف.
وقالت خولة مطر في افادة صحفية في جنيف “انه يعتقد ان التصعيد الاخير و(الحدث) الجلل الذي وقع في سوريا في (ريف) دمشق قرب العاصمة يجب ان يبرز الحاجة الملحة الى عقد جنيف 2 والمضي قدما في (المحادثات) السياسية ويجب ان يثبت للعالم انه لا يوجد حل عسكري”.
بيرس يطالب العالم بالعمل ضد الأسد
تل أبيب- (يو بي اي): طالب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، العالم بالعمل ضد الرئيس السوري، بشار الأسد، بعد أن وصفه بـ(سفاح الأطفال) عقب تردد أنباء حول استخدام النظام أسلحة كيميائية ومقتل المئات.
ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الجمعة، عن بيرس، قوله الخميس، إن “العالم لا يمكنه القبول بقتل وتنفيذ مجزرة بحق أطفال ونساء بسلاح كيميائي وبالغاز″.
وأضاف بيرس أن “الأسد تجاوز خطاً أحمر.. وهو ليس قائدا لشعبه وإنما سفاح الأطفال.. والعالم ملزم بالعمل ضد زعيم يقتل الأطفال والنساء”.
وتابع أنه “لا يوجد إنسان بإمكانه البقاء غير مبالٍ أمام مشهد هذه الفظائع ويحظر أن يستمر قاتل مجنون مثل الأسد بحيازة سلاح كيميائي”.
وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى هذا الموضوع الخميس، وقال في بيان إن “التقارير حول استخدام محتمل للسلاح الكيميائي في سوريا يثير احتمال ارتكاب جريمة خطيرة للغاية من جانب النظام ضد مواطنيه، وهذا العمل يُضاف إلى جرائم خطيرة نفذها النظام بمساعدة إيران وحزب الله ضد مواطني سوريا”.
واضاف نتنياهو أنه “يجب أن يكون مفهوما أن سوريا هي ساحة تجارب لإيران، التي تتابع كيف يرد العالم على الأعمال الإجرامية لسورية وحزب الله، ذراعها الأمامي، والأحداث الأخيرة إنما تثبت وحسب مرة أخرى أنه يحظر أن يمتلك أخطر الأنظمة في العالم أكثر الأسلحة خطورة في العالم”، في إشارة إلى اتهامات إسرائيل لإيران بأنها تطور برنامجاً نووياً من أجل صنع سلاح نووي.
كيري يجري مشاورات بشأن مجزرة الغوطة وماكين يدعو لتدخل بلاده عسكريا في سورية
واشنطن- (د ب أ): أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات مع زعيم المعارضة السورية أحمد الجربا الخميس، حيث أعرب عن تعازيه في ضحايا مجزرة الغوطة، وأكد التزام واشنطن بالتحقيق في الواقعة.
وقالت جين بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: “إذا كانت هذه التقارير صحيحة، سيكون ذلك تصعيدا غاشما وصارخا لاستخدام الأسلحة الكيمياؤية من قبل النظام”.
وأجرى كيري أيضا اتصالات مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ونظرائه الفرنسي لوران فابيوس، والأردني ناصر جودة والقطري خالد بن محمد العطية والتركي أحمد داود أوغلو، بالاضافة الى الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الامنية بالاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الأمريكية وآخرون للتأكد من استخدام الأسلحة الكيميائية، زادت الدعوات لمزيد من التحرك باتجاه التدخل المباشر في سورية.
فقد قال السيناتور الامريكي جون ماكين، وهو يؤيد منذ وقت طويل التدخل في سوريه، في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الاخبارية الامريكية إنه “من الواضح.. أن هجوما حدث وأن الفظائع ستستمر إذا لم يتم تحرك”، داعيا إلى توجيه ضربات جوية أمريكية لتدمير الطائرات السورية، وإقامة منطقة حظر طيران وتقديم المزيد من الأسلحة لقوات المعارضة السورية.
ورفض ماكين القول بأن ذلك سيورط الولايات المتحدة في حرب جديدة بالمنطقة موضحا بأنه لا يريد إرسال قوات برية إلى سورية، بل “استخدام الأسلحة عن بعد تماما كما فعل الإسرائيليون أربع مرات عندما ضربوا أهدافا داخل سورية”.
وختم السيناتور الأمريكي البارز بالقول: “لا يفاجئنا استخدام الأسد لهذه الأسلحة.. فقد استخدمها من قبل وسيستخدمها مجددا إذا علم أنه لن يكون هناك ردود فعل. وعندما يقول الرئيس الأمريكي أن استخدام هذه الأسلحة سيغير قواعد اللعبة دون أن يحصل ذلك على أرض الواقع، سينظر الأسد إلى الأمر على أنه ضوء أخضر له وأن كلام الرئيس الأمريكي قد فقد مصداقيته في الشرق الأوسط”.
حذر واشنطن ومعارضة موسكو يحولان دون اتخاذ اجراءات دولية حازمة
تشييع ضحايا مجزرة ريف دمشق ليلا خوفا من القصف
نظام الاسد يتلكأ بالرد على طلب السماح للفريق الدولي بالتحقيق
بيروت ـ دمشق ـ نيويورك ـ وكالات: قالت وزارة الخارجية الأمريكية امس ان الولايات المتحدة غير قادرة على القول بشكل قاطع ان اسلحة كيماوية استخدمت في هجوم قرب دمشق وان الرئيس الامريكي باراك اوباما امر اجهزة المخابرات بالعمل بشكل عاجل على جمع معلومات للمساعدة في التأكد من المزاعم. كما طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس من الحكومة السورية السماح لمفتشي المنظمة الدولية بالتحقيق في التقارير عن وقوع هجوم بالغاز واتاحة دخولهم لمناطق في ريف دمشق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حيث قتل اكثر من الف شخص على ما يبدو على بعد أميال قليلة من الفندق الذي يقيم فيه الفريق، فيما قال احد النشطاء ان عشرات المدنيين الذين قتلوا في الهجوم الذي يعتقد انه تم باسلحة كيميائية في ريف دمشق دفنوا اثناء الليل لتجنب لفت انظار القوات السورية النظامية.
وذكر الناشط الذي قال ان اسمه ابو احمد ان الجثث كانت ‘زرقاء شاحبة. وقضى اصحابها اختناقا’.
وصرح ابو احمد لوكالة فرانس برس في مقابلة عبر الانترنت من بلدة معضمية الشام جنوب غرب دمشق ‘لقد دفنا الضحايا في منتصف الليل، لان المنطقة التي نستخدمها كمقبرة تقع في مرمى نظر القوات السورية التي قصفتها مرات عدة’.
وقال ان عمليات الدفن الهادئة والمتعجلة ليل الاربعاء الخميس زادت من معاناة اقارب الضحايا.
ورغم هذا لم تكن هناك أي علامة على أنه سيسمح للخبراء بأخذ عينات قريبا من الموقع الذي شهد فظائع قورنت بقتل آلاف الأكراد العراقيين بالغاز السام في حلبجة في عام 1988 .
وقال معارضو الرئيس بشار الأسد إن عدد القتلى يتراوح بين 500 وما يزيد على ألف قتيل وإنه لا يزال يتم العثور على مزيد من الجثث في أعقاب الهجوم الذي وقع قبل فجر الأربعاء والذي تنفي الحكومة السورية مسؤوليتها عنه.
ولا يزال من غير المرجح أن يترجم الحديث عن رد أجنبي قوي لاسيما من جانب بريطانيا وفرنسا إلى تحرك سريع ومنسق نظرا للمعارضة الروسية والحذر الشديد في واشنطن.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه يتعين على المجتمع الدولي الرد بقوة إذا ثبتت المزاعم بأن قوات الحكومة السورية هي المسؤولة عن أشد الهجمات بالأسلحة الكيماوية فتكا ضد مدنيين منذ 25 عاما، لكنه أكد أن مسألة إرسال قوات إلى سورية ليست مطروحة.
وقال مسؤولون أوروبيون تحدثوا بشرط عدم الكشف عن أسمائهم إن الخيارات التي تتراوح بين شن ضربات جوية أو إقامة منطقة حظر للطيران أو تقديم أسلحة ثقيلة لبعض مقاتلي المعارضة لا تزال مطروحة على الطاولة لكن من غير المحتمل اتخاذ إجراءات ملموسة دون دعم من الولايات المتحدة وهو لا يزال مستبعدا.
وقال أحد المسؤولين ‘رد الفعل الأمريكي في أعقاب الهجوم الذي وقع أمس اتسم بالحذر.’ وأضاف ‘لا يمكننا عمل شيء يذكر بدون القوة النارية الأمريكية.’
ووصفت السلطات السورية التقارير ضد قواتها بأنها ‘حملة منظمة كاذبة جملة وتفصيلا’ مشيرة إلى توقيت الهجوم وتأكيدات سابقة بأنها لو كان لديها أسلحة كيماوية فإنها لن تستخدمها ضد السوريين أبدا.
وأشارت موسكو حليفة الأسد الرئيسية إلى ‘استفزاز′ من قبل مقاتلي المعارضة الذين يتطلعون إلى الحصول على مساعدات عسكرية غربية.
وقال المكتب الصحافي لبان كي مون في بيان ‘يعتقد الامين العام ان الحوادث التي وردت عنها تقارير امس ينبغي ان يجري التحقيق فيها دون تأخير.’
واضاف ان طلبا رسميا ارسل من الامم المتحدة الى الحكومة السورية في هذا الصدد. وقال ان الامين العام ‘يتوقع تلقي رد ايجابي بدون تأخير.’
ومن جانبها ايضا قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي الخميس ان مزاعم الهجوم بأسلحة كيماوية في سورية ‘خطيرة بصورة استثنائية’ ويجب التحقيق فيها بأسرع ما يمكن.
ولم تقدم الحكومة السورية أي رد علني على الفور الخميس على الدعوات لمنح فريق الأمم المتحدة حرية الوصول إلى المنطقة.
ويقول كثيرون من المقاتلين والنشطاء في المعارضة إنه لم يعد لديهم اهتمام بوعود بإجراء تحقيقات من جانب الأمم المتحدة أو المساعدة من الخارج. وقال الناشط براء عبد الرحمن ‘نحن على بعد سبعة كيلومترات .. خمس دقائق فقط بالسيارة من مكان إقامتهم.’ وتابع ‘نتعرض لإبادة بالغاز السام بينما هم يحتسون القهوة ويجلسون في فنادقهم.’
وقال قاسم سعد الدين وهو قائد عسكري وناطق باسم القيادة العسكرية العليا للمعارضة إن المعارضة مازالت تتشاور حول كيفية الرد على الهجوم أو ما إذا كان يجب الرد عليه.
وقال لرويترز إن الناس يزدادون يأسا عندما يرون جولة أخرى من البيانات السياسية واجتماعات الأمم المتحدة دون أي أمل في التحرك.
وأضاف أن المعارضة لا تزال تدرس كيف سترد على الهجوم.
وقال جورج صبرا وهو عضو بارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض لرويترز إن المعارضة تطلب أن يتوجه فريق المفتشين مباشرة وبحرية كاملة إلى موقع الجرائم التي ارتكبت بالأمس.
وأضاف أنه يتعين على مجلس الأمن الدولي تعديل مهمة الفريق لتفويضه بزيارة أي موقع.
لكن صبرا أبدى شكوكا لأن النظام السوري يفرض قيودا على مهمة هؤلاء الخبراء التي تقتصر على زيارة عدد قليل من المناطق ستنقلهم السلطات إليها.
المعارضة خصوصا في خان العسل قرب حلب حيث قتل 25 شخصا.
وقال متحدث باسم المعارضة السورية الخميس إنه لا يزال يتم العثور على جثث على مشارف دمشق.
الاسد يصدر مرسوما بتعديل وزاري جديد
دمشق ـ ا ف ب: اصدر الرئيس السوري بشار الاسد امس الخميس مرسوما باجراء تعديل وزاري جديد عين بموجبه ستة وزراء جدد، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’.
وقالت الوكالة ان ‘الرئيس الاسد اصدر المرسوم رقم 310 للعام 2013 القاضي بتعديل الحكومة’، مشيرة الى ان التعديلات طالت وزارات التعليم العالي، والاقتصاد والتجارة الخارجية، والصناعة، والتجارة الداخلية وحماية المستهلك، والسياحة، بالاضافة الى وزير دولة.
وشمل التعديل سحب حقيبة وزارة التجارة الخارجية من قدري جميل الذي يعد من اركان المعارضة الداخلية في سورية التي يعترف بها النظام. الا ان هذا الاخير بقي نائبا لرئيس الوزراء، وهو منصب كان يحتله في التركيبة الحكومية السابقة.
والوزراء الجدد هم: مالك علي وزيرا للتعليم العالي بدلا من محمد يحيى معلا، وخضر أورفلي وزيرا للاقتصاد والتجارة الخارجية بدلا من محمد محبك، وكمال الدين طعمة وزيرا للصناعة بدلا من عدنان عبدو السخني، وسمير عزت قاضي أمين وزيرا للتجارة الداخلية وحماية المستهلك بدلا من قدري جميل، وبشير رياض يازجي وزيرا للسياحة بدلا من هالة محمد الناصر، وحسيب الياس شماس وزير دولة بدلا من نجم الدين خريط.
ويعود التعديل الوزاري الاخير الى الثاني من شباط/فبراير 2013. وسبقه تعديل في اب/أغسطس 2012 كلف فيه الاسد وائل الحلقي برئاسة الحكومة خلفا لرياض حجاب الذي اعلن انشقاقه عن النظام.
وتأتي هذه التعديلات ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية وسط نزاع دام في سورية مستمر منذ حوالى ثلاثين شهرا، ادى الى مقتل اكثر من مئة الف شخص، بحسب الامم المتحدة، بالاضافة الى نزوح وتهجير الملايين.
وتسببت الازمة بارتفاع نسبة التضخم وصعوبة في توفير المواد الاستهلاكية الاساسية.
الصحف الغربية تعتبر مجزرة الغوطة عملا بربريا و’الأسوأ منذ حلبجة عام 88′
لندن ـ ‘القدس العربي’ من جلال حجاز: ‘إنه عمل بربري’ هذا ما عنونت به صحيفة التايمز البريطانية صفحتها الأولى أمس الخميس، تحت صورة لبعض ضحايا الهجوم بالأسلحة الكيميائية على منطقة الغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق والذين بلغ عددهم وحسب الناشطين في الغوطة الشرقية 1200 ضحية، منهم حوالي 300 طفل وامرأة واصفة اياه وعلى لسان مراسلها الصحفي انتوني لويد، بأنه ‘الأسوأ منذ استخدام الكيماوي على يدّ صدام حسين في حلبجة عام 88′ ويضيف لويد قائلا ‘لقد اعتاد الناس في هذه المنطقة أن يُهاجموا لكن ليس بهذه الطريقة’.
وفي نفس الصحيفة يعلق الكاتب الصحفي روجر بويز على إنكار النظام السوري الهجوم بالأسلحة الكيميائية قائلا ‘اذا كان نظام الأسد ليس لديه ما يخفيه فليسمح لفريق التفتيش الدولي بدخول المنطقة المستهدفة بسرعة قبل أن تختفي الدلائل’، وأشار الى أن الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري تحت قيادة ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري هم من يقودون الهجوم على منطقة الغوطة في ريف دمشق، مما يؤدي الى استحالة عدم علمهما باستخدام الكيماوي في حال إثبات استخدامه.
ونقرأ في صحيفة ‘الغارديان’ تحليلا لبيتر بيمونت بعنوان ‘نظام الأسد لا يخاف من رد فعل الغرب’.
ويقول بيمونت إن ‘هناك الكثير من القرائن التي تثبت استخدام الأسلحة الكيميائية في قصف منطقة الغوطة بالقرب من دمشق’. ويرى بيمونت أن ‘عوارض الضحايا أيضا، تؤكد استخدام الغازات السامة بصورة كبيرة’، ويتساءل عن سبب استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيميائي الآن بعد أيام من وصول الفريق الدولي لمفتشي الأسلحة الكيميائية إلى سورية. وأضاف: ‘صمت المجتمع الدولي عن الانقلاب في مصر، والتوتر في تونس، وإزدياد حالة عدم الاستقرار في ليبيا لربّما شجع الجيش السوري على استخدام الأسلحة الكيميائية’. وختم بيمونت بالقول إنه ‘مهما كانت الأسباب التي تقف وراء استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، فإنها بلا شك ستغذي الصراع الدائر في البلاد ليتسع شيئا فشيئا إلى الدول المجاورة، وهذا أمر مخيف بلا شك’.
ونطالع في صحيفة ‘الديلي تلغراف’ مقالا لديفيد بلير بعنوان ‘لم يتم فقط اختبار الخطوط الحمراء التي وضعها أوباما بل تم تجاهلها بالكامل’. وقال بلير إن ‘التحذيرات التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت واضحة للغاية، إذ أنه أكد منذ عام تقريبا أنه في حال استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية فإنها بذلك تكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء وأنه سيكون هناك إعادة للحسابات في المنطقة’.
وأضاف ‘في حال تم تأكيد مقتل المئات من السوريين بالغاز السام بالقرب من دمشق فجر الأربعاء، فإن الرئيس السوري بشار الأسد بذلك يكون قد تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها أوباما’.
وأوضح بلير أن تصريحات أوباما حول هذه الخطوط ‘لم تكن ذات أهمية تذكر في الحقيقة’، فبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أقروا خلال العام الماضي باستخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، فما كان من واشنطن إلا أن أعادت رسم ‘خطوطها الحمراء’.
وفي حال أثبتت التقارير الأخيرة صحة استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية على نطاق أوسع منذ عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسن، فإنه بذلك يكون بلا شك قد تجاوز ‘الخطوط الحمراء’ أو تجاهلها تماما متحديا عدوه بفعل الأسوأ. وفي نهاية المقال، يقول بلير إنه في حال ثبات تسمم مئات السوريين بالغاز فإن مصداقية أوباما حول الخطوط الحمراء قد تكون الضحية التالية.
أما في صحيفة ليبراسيون’ الفرنسية فنقرأ ‘دمشق متهمة بمجزرة كيميائية واسعة النطاق’.
و تتساءل الصحيفة ‘هل سيتغير شيء ما في موقف المجتمع الدولي بعد مجزرة الغوطة’؟ لكنها ترجح كما تعتقد غالبية من السوريين أن تمرّ هذه المجزرة كغيرها وسط تجاهل تام من طرف المجتمع الدولي.
وعنونت صحيفة ‘لاكروا’ الفرنسية غلافها قائلة ‘إنه يوم الفظاعة في سورية’، حيث كتبت أن مجزرة الغوطة هي فصل خطير من فصول مسلسل العنف السوري وعلى النظام السوري أن يثبت براءته بالأدلة وإن لم يفعل فعلى عاتق مفتشي الأمم المتحدة مسؤولية تاريخية في تحديد المجرم، وبعدها يجب أن تتحمل جميع الدول مسؤوليتها حيال الأزمة المتواصلة في سورية.
وفي ‘الواشنطن بوست’ نقرأ ‘على الولايات المتحدة التحرك في حال ثبوت تورط الأسد’ وتنحي بشدة على سياسة الإدارة الأمريكية وفضيحة الخط الأحمر الأمريكي الذي اتخذ جميع الأشكال وتوجه رسالة مباشرة إلى الرئيس أوباما مفادها إن ثبت تورط النظام السوري فيجب عليك أن تفعل شيئا.
روسيا: المعارضة السورية لم تتمكن حتى الآن من تغيير الوضع الميداني لصالحها
موسكو ـ يو بي آي: قالت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، إن المعارضة السورية لم تتمكن حتى الآن من تغيير الوضع الميداني لصالحها.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش، قوله إن تدفق ‘المرتزقة’ الأجانب إلى سورية وصل إلى المستوى، الذي شهده العراق في الفترة بين عامي 2005 و2007، مضيفاً أن ذلك ‘لم يغير الوضع لصالح المعارضة’، وأن القوات الحكومية لا تزال تتحكم بالوضع في ريف دمشق.’
من جهة أخرى، أعلن لوكاشيفيتش أن بلاده تعول على عمل اللجنة الأممية في سورية بانتظار أن يسمح بالكشف عن حقائق استخدام السلاح الكيميائي، مذكراً بأن الحكومة السورية وافقت على التعاون إلى أقصى حد مع الخبراء الأمميين وتقديم الدعم اللوجيستي لهم للتحقيق في حادث خان العسل.
واتهم ناشطون سوريون الأربعاء، القوات الحكومية في بلادهم باستخدام السلاح الكيميائي في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، ما أدّى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، فيما نفت الحكومة والجيش السوري صحة هذه الأنباء.
يذكر أن فريق التحقيق باستخدام السلاح الكيميائي في سورية والتابع للأمم المتحدة، بدأ عمله الاثنين في سورية، بعد موافقة الحكومة السورية بشكل رسمي على الأسس المقترحة لبعثة التفتيش التابعة للأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية.
الى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس أن الاجتماع الروسي – الأمريكي التحضيري لمؤتمر ‘جنيف 2′ حول سورية المقرر عقده في لاهاي سيجري الأربعاء المقبل.
ونقلت وكالة أنباء (نوفوستي) الروسية عن المتحدث باسم الوزارة ، الكسندر لوكاشيفيتش، قوله للصحافيين إن ‘من المقرر أن يعقد ممثلو روسيا والولايات المتحدة اجتماع عمل جديدا في لاهاي في الـ28 من آب/أغسطس للتحضير لمؤتمر دولي حول سورية طبقا لاتفاق وزيري الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) والأمريكي (جون كيري)’.
وأضاف أن الاجتماع المقرّر عقده سيشارك فيه عن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف وموفد وزير الخارجية ومدير دائرة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية سيرغي فيرشينين، وعن الجانب الأمريكي نائب وزير الخارجية ويندي فيرمان والسفير روبرت فورد.
وكان غاتيلوف أعلن الاثنين، أن الاجتماع الروسي – الأميركي للتحضير لعقد مؤتمر ‘جنيف-2′ حول سورية سيجري الأسبوع المقبل في لاهاي.
وأعرب عن أمله بأن يتمكّن الجانب الروسي من الاتفاق مع الجانب الأمريكي خلال اللقاء على قائمة المشاركين في مؤتمر ‘جنيف-2′.
تقرير: الأسد استعان بغاز سارين لصدّ هجوم قاده ضباط أميركيون وإسرائيليون وأردنيون
لوانا خوري
أفاد تقرير نشرته لوفيغارو الفرنسية بأن النظام السوري استعمل السلاح الكيميائي لصدّ هجوم عنيف نفذه مقاتلون سوريون درّبهم الأميركيون في الأردن، وقاده ضباط أميركيون وإسرائيليون وأردنيون.
لوانا خوري من بيروت: بعيد منتصف ليل الأربعاء 21 آب (أغسطس)، انطلقت الصواريخ المحمّلة بغاز سارين الفتاك من منصات النظام السوري المنصوبة في جبل قاسيون لتسقط على الآمنين في عين ترما وزملكا والمعضمية وعربين وسقبا وحمورية وكفربطنا في ريف دمشق، الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية.
توجّهت كل أصابع الاتهام إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكن الحكومة السورية نفت مسؤوليتها عن هذه المجزرة، التي أودت بأكثر من 1600 قتيل، وأدت إلى إصابة أكثر من 3500 سوري بجروح مختلفة.
لصدّ الهجوم
كان النفي صادمًا بقدر ما كانت الجريمة صادمة، خصوصًا أن في النظام السوري من خرج يتهم الجيش الحر بقصف المناطق التي يسيطر عليها هو، في اتهام هو الأبعد عن المنطق.
وقد نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرًا يرجّح أن يكون النظام السوري استخدم غاز سارين وأسلحة كيميائية أخرى لصدّ هجوم عنيف، كان يشنّه مقاتلون من نخبة كتائب الجيش الحر تدرّبوا على أيدي عسكريين غربيين، انطلاقًا من منطقة في ريف دمشق نحو العاصمة، بقيادة ضباط أميركيين وإسرائيليين وأردنيين.
وقد استندت لوفيغارو في تقريرها إلى معلومات استخبارية، حصلت عليها من مصادرها الخاصة، تفيد بأن أول كتيبة تضم مقاتلين تلقوا تدريبات في مركز خاص أنشأته الولايات المتحدة على الحدود السورية – الأردنية، تقترب من دمشق، وبأن هذه الكتيبة، التي تضم نحو 300 مقاتل، يدعمهم رجال كوماندوس أميركيون وإسرائيليون وأردنيون وعملاء من وكالة الاستخبارات الأميركية، عبرت الحدود الأردنية – السورية في محافظة درعا يوم 17 آب (أغسطس)، وتوجّهت إلى دمشق، على أن تلحق بها كتيبة ثانية يوم 19 آب (أغسطس) الجاري، أي قبل يومين من المجزرة.
اقتربوا من دمشق
نقلت لوفيغارو عن دافيد ريغوليه-روز، الباحث في المعهد الفرنسي للتحليلات الاستراتيجية، توقعه أن يكون هؤلاء المقاتلون حسنو التدريب والتسليح اقتربوا في الأيام الأخيرة من دمشق، وبدأوا يشكلون ضغطًا ميدانيًا ملموسًا على مواقع جيش النظام السوري، التي تدافع عن مواقع الحكومة السورية في العاصمة.
وأضافت الصحيفة الفرنسية إن واشنطن، التي رفضت مرارًا إرسال جنودها إلى الأراضي السورية أو شحنات من الأسلحة النوعية لكتائب المعارضة السورية المقاتلة خشية وقوعها في يد المتطرفين، أنشأت منذ أشهر مراكز تدريب في الأردن، لتدريب مجموعات منتقاة من المقاتلين السوريين.
وتثبيتًا لمعلوماتها حول قيادة ضباط أميركيين وإسرائيليين وأردنيين وعملاء من وكالة الاستخبارات الأميركية للهجوم، ذكرت لوفيغارو بأن ناطقًا باسم النظام السوري أعلن خلال تموز (يوليو) الماضي أن الحكومة السورية لن تستخدم ترسانتها من الأسلحة الكيميائية، إلا في حال تعرّضها لهجوم خارجي، وهو ما كان يحصل بقيام هؤلاء الضباط في قيادة الهجوم بريف دمشق. إلى ذلك، قالت لوفيغارو إنه لا يجوز استبعاد اتهام دمشق وموسكو المعارضة السورية باستخدام سلاح كيميائي في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831796.html
كيميائي الغوطة يضع صدقية أوباما أمام الاختبار الأقسى
نصر المجالي
مع إعلان وزارة الخارجية الأميركية يوم الخميس أن الولايات المتحدة غير قادرة على القول بشكل قاطع إن أسلحة كيميائية استخدمت في هجوم مزعوم بالغاز قرب دمشق، فإن صدقية الرئيس باراك أوباما تواجه الاختبار الأصعب.
كان الرئيس الأميركي باراك أوباما حذر نظام دمشق في العام الماضي من نشر أو استخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية تعتبر “خطاً أحمر”. ولاحظ مراقبون أن الإدارة الأميركية أبدت عجزاً غير مسبوق في ردة فعلها تجاه جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق فجر الأربعاء.
ويقول مراقبون إنه في حال ثبات تسمم مئات السوريين بالغاز، فإن مصداقية أوباما حول الخطوط الحمراء قد تكون الضحية التالية. وكان أوباما أمر أجهزة المخابرات الأميركية بالعمل بشكل عاجل على جمع معلومات للمساعدة في التأكد من المزاعم.
وسارعت الولايات المتحدة مع نحو 36 دولة طلبت من الأمم المتحدة يوم الأربعاء التحقيق فوراً في الهجمات المزعومة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي: “نحن غير قادرين في هذا الوقت على القطع باستخدام اسلحة كيميائية”. واضافت: “نبذل قصارى جهدنا لمعرفة الحقائق”.
جمع معلومات
واضافت: “هذا يعني جمع معلومات من شهود على الأرض .. يعني جمع استخبارات .. جمع معلومات مفتوحة المصدر.. جمع معلومات بطريقة علمية”. وأقرت ساكي بأن هذا قد يكون مهمة صعبة جداً في ضوء عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وسوريا.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحادث مع نظرائه في أوروبا والشرق الأوسط لتكوين فكرة أوضح عمّا حدث، وبحث “الخطوات المناسبة”. وقالت ساكي يوم الخميس إن هذا الخط الأحمر الذي حذر منه الرئيس الأميركي تم تجاوزه “قبل نحو شهرين” وإن أوباما وفريقه للأمن القومي يبحثون عددًا من الخيارات.
ورفضت المتحدثة اعطاء تفاصيل بشأن الخيارات. لكن البيت الأبيض قال في يونيو حزيران إنه سيقدم مساعدات عسكرية لجماعات معينة من المعارضين السوريين. وقالت المتحدثة: “إذا صحت تلك التقارير فسيكون هذا تصعيدًا شائنًا وصارخاً لاستخدام النظام للأسلحة الكيميائية.. ولذا ينصب تركيزنا على التثبت من الحقائق”.
هل تعني شيئاً؟
وفي لندن، تساءلت صحيفة (ديلي تلغراف) الجمعة في مقال لها: “”هل تعني خطوط أوباما الحمراء شيئًا؟”، وتقول الصحيفة إنه اذا وضع الرئيس الاميركي خطاً أحمر، فإن عليه الالتزام به، ولكن، على حد قول الصحيفة، الرئيس الاميركي لا يلتزم بذلك.
وتقول الصحيفة إنه في العشرين من أغسطس/اب 2012 ادلى أوباما بتصريح عن الازمة السورية له اهمية بالغة، وقال في هذا التصريح: “اوضحنا لنظام الاسد ولباقي اللاعبين على الارض أن الخط الاحمر بالنسبة لنا هو مشاهدتنا لنقل أو استخدام الاسلحة الكيميائية”.
وتنبه الديلي تلغراف إلى أن هذه الخطوط “لم تكن ذات أهمية تذكر في الحقيقة”، فبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أقروا خلال العام الماضي باستخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، فما كان من واشنطن إلا أن أعادت رسم “خطوطها الحمراء”.
وقالت: “فالتهديد في بادئ الأمر اقتضى بأن كل شيء سيتغيّر في حال استخدام النظام الأسلحة الكيميائية – بغض النظر إن استخدمها وهو في حالة غضب. إلا أن الأسد عمل على استخدام الغاز ضد أعدائه على نطاق مصغر، وبذلك لا يكون قد تجاوز الخطوط الحمراء الجديدة”.
تسجيلات المعارضة
وتضيف ديلي تلغراف بأن التسجيلات التي تبثها المعارضة السورية لما حدث في الغوطة تشير الى تخطي الخط الاحمر الذي وضعه اوباما. وتقول الصحيفة إن ردة فعل أوباما على احداث الغوطة لم تتضح بعد، ولكن يمكن التكهن بأنه لن يقوم بالكثير، ويرجع ذلك بصورة جزئية للتعقيدات على الارض.
وتضيف (ديلي تلغراف) بأن الاميركيين يشعرون بالقلق ازاء وجود سلاح في أيدي المعارضة المسلحة المرتبطة بجماعات اسلامية متطرفة. كما أن فرض منطقة حظر طيران سيكون معادلاً لإعلان الحرب.
وتختم الصحيفة اللندنية قائلة: إن اوباما رفض سابقاً اتخاذ قرار بشأن سوريا لأن ذلك كان يعني اتخاذ اجراء عسكري في فترة الانتخابات، وفي مقاربة قالت: إن أوباما اتخذ موقفًا مماثلاً في مصر، حيث انتقل من التعايش مع نظام قمعي للتعايش مع نظام آخر يماثله قمعية، مقتفيًا أثر حركة التاريخ دون أن يقودها.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831722.html
مطالبة دولية بتحقيق ميداني حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا
وزير خارجية فرنسا يدعو إلى تحرك «يعتمد على القوة» .. وانتقادات لإدارة أوباما لعدم التحرك
واشنطن: هبة القدسي لندن: مينا العريبي باريس: ميشال أبو نجم
تزايدت الضغوط على منظمة الأمم المتحدة للقيام بخطوات فعالة تجاه استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا بعد أن خرج بيان مجلس الأمن مطالبا بضرورة «الوضوح» بشأن الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية في ريف دمشق، لكن المجلس بأعضائه الـ15 لم يتوصلوا إلى اتفاق بشأن المطالبة بشكل صريح وقاطع بأن يقوم محققو الأمم المتحدة الموجودون حاليا في سوريا بالتحقيق في الحادث ولم يطالب مجلس الأمن بإجراء تحقيق دولي، لكنه أشاد بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإجراء تحقيق. واتفق أعضاء المجلس على أن أي استخدام للمواد الكيماوية من قبل أي من الأطراف يمثل خرقا للقانون الدولي.
وأفاد مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أمس بانه ارسل طلبا رسميا للحكومة السورية بالسماح للمفتشين الدوليين بزيارة الغوطة الشرقية. وطلب بان كي مون من الحكومة السورية السماح لمفتشي المنظمة الدولية بالتحقيق «دون تأخير»، وكلف أنجيلا كين ممثلة الامم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح السفر الى دمشق للضغط من أجل السماح لفريق المنظمة -الذي وصل الى سوريا يوم الاحد الماضي للتحقيق في عدة مزاعم سابقة باستخدام الاسلحة الكيماوية- بدخول موقع أحدث هجوم مزعوم.
وقال المكتب الصحفي لبان: «يعتقد الامين العام ان الحوادث التي وردت عنها تقارير امس ينبغي ان يجري التحقيق فيها دون تأخير»، مضيفا انه «يتوقع تلقي رد ايجابي بدون تأخير» من دمشق.
وتواجه الإدارة الأميركية – بشكل خاص – عدة انتقادات حول الخطوط الحمراء التي حددها الرئيس أوباما منذ عام محذرا السلطات السورية من أن أي استخدام للسلاح الكيماوي سيعد تجاوزا للخط الأحمر، بينما أشار عدة محللين إلى أن الإدارة الأميركية تحاول تهدئة ردود الفعل الغاضبة لدى المجتمع الدولي، وتسعى لإجراء تحقيق موثق قبل القيام بأي تصرف. وقد أدان البيت الأبيض بشدة الحادث ودعا إلى التحقيق الفوري فيه والسماح للأمم المتحدة بالقيام بتحقيق فوري وشفاف.
وفي الوقت نفسه يقف مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية ضد أي تحرك عسكري في سوريا وهو ما أوضحته رسالة رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي إلى العضو الديمقراطي أليوت أنجل منتقدا التفكير في القيام بتحرك عسكري لضرب القوة الجوية السورية واعتبر القيام بذلك يورط الولايات المتحدة في حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط.
وجاءت أبرز الانتقادات من السيناتور الأميركي جون ماكين خلال حديث لشبكة «سي إن إن»، حيث اتهم الرئيس أوباما بالفشل في القيام بتصرف في ما سماه «الخط الأحمر» مما أعطى الرئيس السوري كارتا أخضر لاستخدام هذه الأسلحة الكيماوية. وأضاف ماكين أنه متأكد أن الرئيس الأسد قام باستخدام الأسلحة الكيماوية قبل ذلك، ودعا الولايات المتحدة أن تقوم باتخاذ خطوات عسكرية خارج الحدود السورية لمنع ما يحدث للمدنيين. وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي إن تلك الضربة «سهلة للغاية للقيام بما يجب لتحطيم مدرجات الطائرات وإنشاء منطقة حظر طيران».
وقد حاولت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي تجنب الحديث عن الخط الأحمر وتجاوز النظام السوري له إذا ثبت استخدامه للسلاح الكيماوي، وقالت «لا أتحدث عن خطوط حمراء ولست مخولة برسم خطوط حمراء جديدة». وقد ثارت عدة انتقادات وتساؤلات عن أسباب تغيب سامنتا باور التي عينها الرئيس أوباما أخيرا في منصب مندوبة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية عن الجلسة المغلقة لمجلس الأمن.
واعتبرت تمارا ويتز أن الخطوط الحمراء التي رسمها الرئيس أوباما بشأن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا قد تلاشت، وأكدت أن الرئيس أوباما يمضي قدما بحذر ردا على أي مطالبات بالتصرف حيال قيام النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية.
وقال ستيورات باتريك المحلل السياسي بمجلس الشؤون الخارجية بواشنطن، إن «حادث الغوطة الشرقية يعد إلى حد كبير أسوأ استخدام للأسلحة الكيماوية خلال الصراع المستمر منذ أكثر من عامين وأسوأ الفظائع، وهو ما يعد سخرية من الخط الأحمر الذي أصدره الرئيس أوباما، خاصة أن المجتمع الدولي ليس لديه صورة واضحة عن عدد المرات التي تم فيها استخدام الأسلحة الكيماوية وليس لديه صورة واضحة عن أمن وتأمين مستودعات الأسلحة لدى الرئيس الأسد».
على الصعيد الدولي، خرجت من الدول الأوروبية عدة تصريحات تطالب بضرورة إجراء تحقيق فوري وضرورة محاسبة المسؤولين عن الحادث وتلوح بضربات عسكرية. ذهبت باريس إلى أبعد من كل العواصم الغربية في رد فعلها على الادعاءات باستخدام النظام السوري المرجح للسلاح الكيماوي في محيط مدينة دمشق ليل الثلاثاء – الأربعاء. وفي حين توقفت غالبية المواقف الغربية الرسمية عند حدود المطالبة بضرورة توجه المحققين الدوليين الموجودين في سوريا إلى المواقع التي تؤكد المعارضة استخدام الغازات السامة فيها، عبر وزير الخارجية لوران فابيوس، في حديث تلفزيوني صباحي، عن مواقف أكثر حزما. ويمكن تلخيص الموقف الفرنسي «الجديد» بإعلان فابيوس أن بلاده تريد «رد فعل» على اللجوء إلى السلاح الكيماوي «يمكن أن يكون بشكل استخدام القوة» وهو ما يفسر على أنه رد عسكري. غير أن الوزير الفرنسي سارع إلى استبعاد أن ترسل بلاده قوات أرضية إلى سوريا، معتبرا أن مبادرة من هذا النوع «مستحيلة».
أما النقطة الثانية الأساسية فيما قاله الوزير الفرنسي فتكمن في تأكيده أنه إذا استحال على مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرار (بسبب المعارضة المنتظرة من قبل روسيا والصين لأي قرار يتخذ تحت الفصل السابع ويجيز اللجوء إلى القوة العسكرية)، فيمكن عندها «اتخاذ قرارات بطريقة مختلفة». وتساءل فابيوس: «كيف ذلك؟». بيد أنه امتنع عن الإجابة عن السؤال الذي توقف عنده كل المحللين السياسيين والعسكريين بقوله: «لن أذهب إلى أبعد من ذلك».
ومن جهته، شدد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ على ضرورة السماح لمفتشي الأمم المتحدة بزيارة مسرح الأحداث، وقال «إذا لم يتم التحقق مما حدث فإنه يعد علامة على التصعيد في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وآمل من جميع أعضاء مجلس الأمن الانضمام إلينا وأن يستيقظ بعض الذين يدعمون نظام الأسد وإدراك طبيعته القاتلة والهمجية». و التقى هيغ نظيره التركي أحمد داود أغلو لبحث التطورات الأخيرة في سوريا، وقال هيغ بعد اللقاء: «اتفقنا على ضرورة سماح الحكومة السورية لفريق الأمم المتحدة الموجود حاليا (في سوريا) للتحقيق في ادعاءات سابقة حول استخدام أسلحة كيماوية بالوصول إلى المنطقة المعنية». وأضاف: «تباحثنا أيضا حول استمرار التعاون الدولي لمعالجة الوضع المأساوي في سوريا وكيفية تشجيع التقدم باتجاه حل سياسي».
وكان هيغ وفابيوس التقيا أول من أمس في العاصمة باريس، بينما واصلت لندن وباريس الاتصالات الدبلوماسية مع العواصم الفاعلة للضغط على تفعيل دور المفتشين الدوليين. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا محللون يطلعون على التسجيلات التي صدرت ونعمل للحصول على تقارير موثقة»، ولكنه أضاف أنه من الصعب اتخاذ موقف أكثر حزما من توجيه اتهام لجهة معينة «لأن التقارير حول إمكانية استخدام سلاح نووي لم توثق بعد».
وقالت مصادر فرنسية رسمية، إن فابيوس تهاتف مع نظيره الأميركي جون كيري في حين تحادث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون. وقال بيان قصر الإليزيه، إن هولاند بحث مع الأخير لجوء النظام السوري إلى السلاح الكيماوي وهو الأمر الذي «ترجحه» فرنسا. أما إذا لم تسمح الحكومة السورية للمحققين بتفحص الوقائع فعندها سيعود الملف مجددا إلى مجلس الأمن الدولي مع وجود اقتناع متزايد بأن النظام مذنب وإلا لماذا يحول دون أن تقوم اللجنة بعملها. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية، أن «الملف رحل إلى مجلس الأمن بسبب خطورته ويجب اتخاذ إجراءات من خلاله».
وخلال زيارته لبرلين دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الأمم المتحدة أن تتصرف بشكل حاسم، وقال «لقد عبرت سوريا كل الخطوط الحمراء دون أن تتخذ المنظمة الدولية أي خطوة»، وأضاف: «إذا كان النظام السوري واثقا بدرجة كافية فإنه ينبغي أن يسمح لفريق الأمم المتحدة بالتحقيق على الفور».
وتحدث وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله معبرا عن صدمته من التقارير الواردة من سوريا حول الحادث ووصفها بأنها «خطيرة ووحشية ويجب التأكد منها»، وأضاف: «يؤسفني ما قامت به كل من روسيا والصين لعرقلة قرار رسمي من مجلس الأمن».
كانت الجلسة الطارئة لمجلس الأمن مساء الأربعاء قد شهدت نقاشات وجدلا بين أعضاء المجلس وفشلت الدول الأعضاء في التوصل إلى اتفاق لإصدار بيان شديد اللهجة يدين الفظائع في ريف دمشق، وسادت الجلسة الانقسامات المعتادة بين الروس والصينيين من جانب، والأميركيين والبريطانيين والفرنسيين من جانب آخر.
ووفقا لمصادر دبلوماسية فإن روسيا والصين اعترضتا على مسودة البيان الذي اقترحته الولايات المتحدة والذي تضمن الدعوة لإرسال المحققين الدوليين برئاسة أيك ساليستروم إلى الغوطة الشرقية، واتخاذ إجراءات عاجلة لإجراء تحقيق من قبل البعثة الأممية في هذا الهجوم. واعترض المندوب الروسي على الجهود الغربية لفرض عقوبات على النظام السوري وحاول الترويج أن الهجوم في الغوطة الشرقية يمكن أن يكون استفزازا من المعارضة السورية ضد النظام السوري لتحريك المجتمع الدولي ضد الحكومة السورية.
وخلال الجلسة، دعا المندوب الروسي الأطراف المؤثرة في المعارضة السورية لبذل كل جهد ممكن لإنهاء الاستفزازات والتعامل مع الأسلحة الكيماوية. وحاولت الصين إظهار أنها لا تنحاز لجانب دون الآخر وحثت الحكومة السورية على إجراء محادثات مع المعارضة. وجاءت الصيغة النهائية للبيان مخففة لاستيعاب اعتراضات روسيا والصين.
ومن المقرر أن يمضي فريق التحقيق 14 يوما في سوريا مع إمكانية التمديد للتحقيق في الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية من جانب الحكومة السورية في منطقة خان العسل، إضافة إلى اثنين من الادعاءات الأخرى التي أبلغت عنها الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
ودعا فابيوس الروس إلى «تحمل مسؤولياتهم» فيما يخص سوريا. ويذكر أنه من المتوقع أن يعقد اجتماع أميركي – روسي في لاهاي يوم 28 أغسطس (آب) الحالي من أجل السعي إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا يجمع بين المعارضة والحكومة. وعلى الرغم من أن التطورات على أرض الواقع لا ترجح عقد الاجتماع في المرحلة المقبلة فإن الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية قال: «يجب العمل على عقد مؤتمر جنيف 2 في أسرع وقت ممكن.. والوضع الراهن يدل على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية»، مضيفا: «لنجاحها يجب حضور ممثلين عن النظام والمعارضة والاتفاق على آلية حكم انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة». وفيما يخص الدور الروسي الآن، قال: «على الرغم من أن لدى روسيا وجهة نظر مختلفة حول كيفية معالجة الوضع، فإن لدينا أهدافا أساسية مشتركة وهي حل النزاع ومنع تفكك سوريا ونسمح للشعب بأن يحدد من سيقودهم وأن نمنع نمو التطرف العنيف في البلاد».
دمشق تجدد نفي استخدامها «الكيماوي» لأنه «انتحار سياسي» بوجود المراقبين
الأسد يقوم بالتعديل الوزاري الخامس منذ انطلاق الثورة
بيروت: ليال أبو رحال
امر الرئيس السوري بشار الأسد بتعديل وزاري، أمس، وهو التعديل الخامس منذ بدء النزاع في سوريا. وأبقى الأسد على أبرز المسؤولين في حكومته، مثل رئيس الوزراء الحالي وائل الحلقي، ووزير الخارجية وليد المعلم ونائب رئيس مجلس الوزراء: قدري جميل. والوزراء الجدد هم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك سمير عزت قاضي أمين، ووزير السياحة بشير رياض يازجي، ووزير التعليم العالي: مالك علي، ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية: خضر أورفلي، ووزير الصناعة: كمال الدين طعمة. وجددت دمشق، أمس، على لسان مصدر أمني سوري نفي استخدام النظام للسلاح الكيماوي، في اليوم الأول لبدء عمل بعثة فريق خبراء الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيماوية في سوريا، بعد وصولها يوم الأحد الماضي. وقال المصدر، وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إن «استخدام أسلحة كيماوية في هذا الوقت هو انتحار سياسي»، بينما أعلنت الأمم المتحدة أن «رئيس الفريق الدولي لمحققي الأسلحة الكيميائية، يجري محادثات مع الحكومة السورية بشأن أحدث هجوم مزعوم بالغاز ويتابع الوضع باهتمام». وذكرت أن «رئيس اللجنة يجري محادثات مع الحكومة السورية بشأن كل القضايا المتعلقة بالاستخدام المزعوم لأسلحة كيميائية، بما فيها أحدث هجوم تحدثت عنه التقارير».
وكان المصدر الأمني السوري قد أشار إلى أن «كل المحللين يؤكدون أنه ليس في مصلحتنا في الظروف الحالية استخدام أسلحة كيماوية بينما اللجنة موجودة في سوريا». ورأى أن «الاتهامات (باستخدام أسلحة كيماوية) تهدف إلى المس بعمل الخبراء وخلط الأوراق». وأوضح أن «الجيش يواصل تقدمه لوضع حد للإرهاب، ولسنا مضطرين للجوء إلى هذا النوع من السلاح»، متهما المعارضين بـ«أنهم يحاولون ضرب نجاحات الجيش بهذه الأكاذيب».
وفي حين حفلت صفحات المعارضة السورية بصور ومقاطع فيديو تظهر أمهات ينتحبن أولادهن وحجم المجزرة التي وصفت بـ«الإبادة»، وارتفعت حصيلتها وفق لجان التنسيق المحلية في سوريا إلى «1252 حالة»، رجح المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد صالح، أمس، ارتفاع عدد الضحايا بعد اكتشاف حي في زملكا فيه عدد من الضحايا في منازلهم، بينما عثر على عشر جثث في بلدة عربين، بحسب أحد الناشطين الميدانيين. وتبادل كل من النظام السوري والمعارضة الاتهامات بشأن المسؤولية عن مقتل مئات المواطنين، اختناقا بالغازات السامة بريف دمشق، أول من أمس، بينهم عدد كبير من الأطفال. وقال ناشطون معارضون أمس إنه تم دفن الجثث في مقابر جماعية، مشيرا إلى أنّه قد واجهتهم «صعوبة في عملية الدفن، بسب القصف المستمر من قبل جيش النظام السوري على المنطقة». ولفت إلى أن «لجنة التحقيق الدولية لم تأتِ حتى الساعة إلى المناطق التي ضُربت بالكيماوي».
وقال المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش السوري الحر لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط» إن «معالم الكارثة بريف دمشق بدأت تنكشف أكثر فأكثر»، مرجحا أن «تصل أعداد الضحايا إلى نحو ألفين، نصفهم من الأطفال والنساء». وأوضح أن «الجهات المعنية بالإغاثة لم تتمكن من الدخول إلى عدد من المناطق التي استهدفت بالغازات السامة، بسبب القصف العنيف من قبل القوات النظامية»، مشيرا إلى أن «القصف استهدف إحدى وحدات الإسعاف أثناء نقلها جثثا في بلدة عين ترما، مما أدى إلى مقتل عدد من كوادر الوحدة».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أشار أمس إلى أن قوات النظام السوري شنت غارات جوية على مناطق عدة في دمشق وريفها، تعرضت، أول من أمس، للهجوم الكيماوي. وذكر أن «الطيران الحربي جدد قصفه على مناطق في مدينة زملكا والغوطة الشرقية وعربين شرق العاصمة، مع استمرار القصف من القوات النظامية على المنطقة».
وأفاد المرصد بأن «الطيران الحربي نفذ أيضا ثلاث غارات خلال خمس دقائق على مناطق في مدينة معضمية الشام، وغارات أخرى على داريا وخان الشيخ إلى جنوب غربي العاصمة»، موضحا أن «الغارات ترافقت مع قصف على هذه المناطق التي عاشت في اليومين الأخيرين حالة من الهلع، نتيجة الهجوم الكيماوي، وتعرضت لحملة قصف لا سابق لها». في موازاة ذلك، اشترطت غرفة عمليات خان العسل، بريف حلب، التابعة لقيادة المجلس العسكري في الجيش السوري الحر على فريق خبراء الأمم المتحدة أن يزور المناطق المنكوبة في الغوطة الشرقية بدمشق قبل زيارة خان العسل. وأدانت في بيان تداولته صفحات المعارضة السورية وناشطين سوريين، استخدام الجيش النظامي للسلاح الكيماوي في غوطة دمشق، وأكّدت فيه أنه في حال لم يقم الفريق بزيارة الغوطة، فإنها تعتذر عن استقباله في خان العسل التي تعرضت بدورها منذ أشهر لاستهداف كيماوي. وفي إطار التداعيات السياسية لمجزرة الغوطة، قدم كل من لؤي المقداد (المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر) ومحمد الشعار، ممثل هيئة الأركان عن ريف دمشق، استقالتهما من الائتلاف السوري المعارض. وأوضح المقداد في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن استقالته تأتي «أمام هول ما يحصل ولشعوره بعدم الرضا عن أدائه في الائتلاف».
«ترسانة الكيماوي»في سوريا من بين الأكبر في المنطقة في المنطقة
خبير قانوني: عدم توقيع الدولة على اتفاقية حظره لا يعفيها من المسؤولية
بيروت: كارولين عاكوم
لا يزال القرار النهائي في الاتهامات الموجهة إلى النظام السوري، بشأن استخدام السلاح الكيماوي يتوقف على ما ستصدره لجنة تحقيق الأمم المتحدة، التي بدأت عملها في سوريا، منذ ثلاثة أيام، في حال سمح لها النظام السوري بمعاينة منطقة الغوطة بريف دمشق، في وقت تؤكد فيه تقارير دولية استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وكان آخرها «مجزرة الغوطة»، التي ذهب ضحيتها أكثر من 1200 قتيل.
وعلى الرغم من أن سوريا لم توقع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة الكيماوية، التي أشرفت عليها الأمم المتحدة عام 1993، لكن عدم توقيعها، وفق ما يؤكده أستاذ القانون الدولي الدكتور أنطوان صفير «لا يعفيها من المحاسبة»، إذ إنه وبعد إيصال تقرير بعثة المحققين إلى الأمين العام للأمم المتحدة، يطرح على مجلس الأمن، الذي إما أن يأخذ القرار المناسب بشأنه، أو يحيله إلى النيابة العامة لدى المحكمة الجنائية الدولية، بوصفها جرائم حرب تمس الأمن والسلام العالميين، واعتباره خرقا للقانون الدولي خارج إطار التعهدات الدولية.
وكانت 162 دولة قد وقعت على اتفاقية حظر استحداث، وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية، متعهدة بعدم استحداث أو إنتاج الأسلحة الكيميائية أو حيازتها أو تخزينها أو الاحتفاظ بها، أو نقلها بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى أي مكان، بينما لم تنضم إليها كل من سوريا وجنوب السودان وأنغولا وكوريا ومصر، بينما وقعتها إسرائيل ولم تصدق عليها. وأقر النظام السوري للمرة الأولى بامتلاكه الأسلحة الكيماوية في 23 يوليو (تموز) 2012، مؤكدا أنه «لن يستعملها أبدا ضد شعبه ومهددا باستخدامها إذا حصل تدخل عسكري غربي»، بينما كانت المعارضة السورية قد وثقت إلى الشهر الماضي 28 انتهاكا من قبل قوات النظام، 15 منها في العاصمة دمشق، وأفادت عن مقتل 84 شخصا نتيجة استخدام هذا النوع من الأسلحة، 42 منهم من عناصر «الجيش السوري الحر».
وفي حين تشير بعض التقارير إلى أن «ترسانة النظام السوري من الأسلحة الكيماوية هي الأكبر في الشرق الأوسط»، فإن المعلومات المعلنة عنها «غير دقيقة»، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وقد بدأ تنفيذ البرنامج السوري خلال سبعينات القرن الماضي بمساعدة مصر، ثم الاتحاد السوفياتي سابقا، كذلك ساهمت فيه أيضا روسيا خلال التسعينات ثم إيران، اعتبارا من عام 2005، وفق ما أفادت به منظمة «نوكليار ثريت اينيسياتيف» المستقلة التي تحصي المعطيات «المفتوحة»، حول أسلحة الدمار الشامل. واعتبرت محللة في برنامج الحد من الانتشار ونزع الأسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أنه «أكبر برنامج أسلحة كيماوية في الشرق الأوسط، أنشئ بهدف مجابهة البرنامج النووي الإسرائيلي»، مشيرة إلى أن الكثير من المعلومات جمعت حول هذا البرنامج بعد انشقاق بعض الضباط، لكنها «بعيدة كل البعد عن أن تكون كاملة». وأكد خبير في مركز الدراسات حول الحد من انتشار الأسلحة في معهد مونتيري (الولايات المتحدة) أن الاحتياطي السوري يضاهي «مئات الأطنان» من العناصر الكيماوية المختلفة، بينما اعتبر اختصاصي فرنسي في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية أن «مجموعة مختلف العناصر الكيماوية قوية».
وأضاف أنه «في يوليو (تموز) 2012، نجح السوريون في التحكم في توليف الأجسام الفسفورية، وهو ما يعتبر الجيل الأكثر نجاعة والأكثر سما في الأسلحة الكيماوية، وفي هذه العائلة نجد غاز السارين والـ(في إكس) وعناصر أقدم من ذلك بكثير، مثل غاز الخردل».
وكان الطيران الإسرائيلي قد قصف نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي موقع صواريخ أرض – جو قرب دمشق ومجمعا عسكريا مجاورا قيل حينها إنه يحتوي على مواد كيماوية. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن الغارة قد تكون ألحقت أضرارا بأكبر مركز أبحاث سوري حول الأسلحة البيولوجية والكيماوية.
وفي حين أكّد المعارضون أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية والغازات السامة، أهمها ما يعرف بـ«السارين»، في مجزرة الغوطة، كما سبق لهم أن قدموا تقارير للأمم المتحدة تثبت استخدام النظام للأسلحة عينها في عدد من المناطق السورية، تشير تقارير غربية إلى امتلاك سوريا احتياطا كبيرا من السارين يقدر بين 800 إلى 1100 طن، وقد تم تحويل بعضه إلى نحو 150 حشوة في صواريخ سكود، كما تم خلطه مع غاز «في إكس» الفاتك بالأعصاب، وفق ما جاء في تقرير بريطاني، مشيرا إلى أن سوريا أنتجت كميات كبيرة وأدخلت الغاز في قنابل جوية وحشوات صواريخ أرض – أرض، وبقذائف مدفعية.
ويعتبر «غاز السارين»، الذي اكتشف في ألمانيا عام 1938 وفق تصنيف الأمم المتحدة من بين «أسلحة الدمار الشامل»، بينما تضعه وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) ضمن قائمة «غازات الأعصاب».
وكانت ألمانيا قد رفضت أن تكون أول من يستخدمه ضد أعدائها، بينما تشير التقارير إلى أنه تم استخدامه خلال الحرب بين العراق وإيران في فترة الثمانينات، لافتة إلى أن الجيش العراقي استخدم هذا الغاز (ضمن مواد أخرى) في العملية العسكرية التي نفذها عام 1988 ضد مناطق كردية، وخاصة مدينة حلبجة، وأدى ذلك إلى مقتل الآلاف. وفي عام 1994، قامت جماعة دينية يابانية تدعى «أوم شينريكو» بإطلاق كميات من الغاز في مترو الأنفاق بالعاصمة طوكيو، مما أدى إلى مقتل 13 شخصا.
والمعروف أنه لا لون ولا رائحة لغاز السارين، إنما هو شديد التأثير على الأعصاب، ويدخل جسم الإنسان من خلال الاستنشاق أو عبر المسام الجلدية، وقد يترك آثاره المدمرة على الجهاز العصبي لفترة طويلة، حتى في حال الحصول على العلاج المناسب. ويفقد المصاب بعد ذلك القدرة على التحكم بعضلاته وردود فعل جسده، مع نوبات من التقيؤ والتبول غير الإرادي، ليتبع ذلك الوفاة بعد تقلصات شديدة للعضلات تؤدي إلى الاختناق.
«دولة العراق والشام الإسلامية» تجبر شباب تل أبيض على «الجهاد» ضد الأكراد
بعد رفض معظم كتائب «الجيش الحر» مبايعتها
بيروت: «الشرق الأوسط»
يتجه تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» في مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة إلى إجبار كل عائلة على تقديم أحد أبنائها للجهاد ضد «قوات الحماية الكردية»، وفق ما أكده ناشطون معارضون. ونقلت مواقع إخبارية معارضة عن أحد سكان البلدة قوله إن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» فرضت على كل عائلة تقديم ابن من أبنائها للجهاد ضد المقاتلين الأكراد أو دفع مبلغ 500 ألف ليرة سورية، عملا بقول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): «من جهز غازيا فقد غزا».
وأشار إبراهيم المسلم، عضو المجلس المحلي في تل أبيض لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «عناصر الدولة» يدعون عبر مآذن المساجد في الجهة الشرقية الجنوبية من المدينة إلى الجهاد ضد الأكراد، وتصفهم بالـ«الكفرة»، مؤكدا أن «هذه الدعوات بدأت تتزايد بعد انفصال معظم كتائب «الجيش السوري الحر» عنها ورفض مبايعة أميرها. ولفت إلى أن «المقاتلين الإسلاميين لا يريدون أي مصالحة بين العرب والأكراد، وهذا ما يفسر تصاعد دعواتهم للجهاد بالتزامن مع اتفاق مصالحة بدأ تطبيقه بين الجيش (الحر) والمقاتلين الأكراد». وكان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» قد تعهد في اتفاق مع الهيئة الكردية العليا بـ«وقف تهجير المدنيين في كل مكان وكشف الجهات المسلحة التي تمارس هذه الأفعال الإجرامية»، إضافة إلى «امتناع جميع الكتائب المسلحة عن فرض المشاريع السياسية التي تغير هوية وحدود البلاد»، في إشارة إلى الكتائب الإسلامية التي تنتشر في المناطق الكردية. وأوضح المسلم أن «أهالي تل أبيض استقبلوا فريضة دولة العراق والشام الإسلامية بسخط وتذمر»، لافتا إلى أن «اجتماعا حصل في منزل أحد الموالين لـ«الدولة» في «الحي الغربي للمدينة بحضور كبار شخصيات عشائرية وقادة الكتائب وركز الاجتماع على كيفية محاربة الأكراد للحفاظ على الطابع العروبي والإسلامي للمدينة». وكشف أن «الدولة» فرضت مبالغ كبيرة على الأغنياء من العرب في تل أبيض وأنهم أنذروهم بالطرد من بيوتهم إن لم يدفعوا»، فيما ذكرت مصادر أن «الدولة» فرضت على أحد المواطنين مبلغ ثلاثة ملايين ليرة سورية لقاء عدم تجنيده في صفوفها».
وتحكم «دولة العراق والشام الإسلامية» سيطرتها على ثماني قرى كردية في مدينة تل أبيض، تمتد من قرية اليابسة وتلفندر وتل أخضر مرورا بسوسك واليارقو وصولا إلى مدكلطة وطنبوظة وكرحسات التي تم تدميرها بالكامل على يد مقاتلي «الدولة» الذين يتخذون من مبنى المخفر المركزي في المدينة مقرا لها إضافة إلى مقر آخر في قرية شبلة. وتضم بلدة تل أبيض مزيحا من السكان الموزعين بين العرب والأكراد والأرمن والتركمان، ويتجاوز عدد سكانها أكثر من 200 ألف نسمة، ويشكل الأكراد أكثر من 30%. وسبق للنظام السوري أن قام بحملة التهجير الممنهج خلال فرض مشروع الحزام العربي في سبيل تعريب المناطق الكردية. وشهدت المدينة في الآونة الأخيرة حركة نزوح ملحوظة من المواطنين العرب باتجاه تركيا بعد سيطرة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على المدينة التي تعتبر مركزا حدوديا دوليا بين سوريا وتركيا، وتبعد عن مدينة الرقة 100 كلم باتجاه الشمال.
قوات المعارضة تسيطر على مدينة استراتيجية شمال سورية
دمشق- (د ب أ): قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات المعارضة السورية سجلت مكاسب مهمة في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وفي مدينة درعا جنوبا.
وأوضح المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه السبت أن قوات المعارضة السورية سيطرت “بشكل شبه كامل” على مدينة أريحا ومحيطها في ريف محافظة إدلب بعد أسبوع من بدء معركة أطلقت عليها المعارضة اسم (كسر القيود) مع استمرار ملاحقتها لعناصر ميليشيا “جيش الدفاع الوطني” التابعة لقوات النظام السوري.
وأضاف المرصد أن الأنباء تشير إلى سيطرة قوات المعارضة على أجزاء واسعة من حارة البدو في منطقة درعا البلد بمدينة درعا.
وتابع المرصد أن اشتباكات بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري دارت في أحياء “بستان القصر” و”الشيخ سعيد” و”الشيخ مقصود” ومنطقة “أغيور” في مدينة حلب،بينما استهدفت قوات المعارضة عددا من جنود النظام في حي “صلاح الدين” عبر تفجير لغمين.
وأشار المرصد إلى أن الاشتباكات بين الجانبين اندلعت أيضا في المناطق الجنوبية من مدينة “معرة النعمان” في ريف إدلب وفي أحياء حمص المحاصرة وحي “جوبر” في ضواحي دمشق، وبلدة “بيت سحم” في ريف دمشق.
وفي سياق متصل،ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام السوري قامت بقصف أحياء “الصناعة” و”المطار القديم” في مدينة دير الزور وعدة أحياء في مدينة حلب،وبلدة “الأبزمو” في ريف حلب، وبلدة “أريحا” ومدينة “معرة النعمان” في ريف إدلب.
ولفت المرصد إلى أن قوات النظام السوري نفذت “حملة دهم واعتقال عشوائي في حي ركن الدين (بدمشق) طالت عددا من المواطنين”.
التيار السلفي الجهادي في الأردن يتحدث عن تفاقم الخلافات بين تيّارين تابعين لتنظيم القاعدة بسوريا
عمّان- (يو بي اي): كشف التيار السلفي الجهادي في الأردن السبت، أن خلافاً كبيراً نشب أخيراً بين تنظيمين سلفيين يرتبطان بتنظيم القاعدة، ويتواجدان على الأراضي السورية.
وقال قيادي بارز في التيار طلب عدم ذكر اسمه ليونايتد برس إنترناشونال، إن “خلافاً كبيراً نشب أخيراً بين قائد دولة العراق والشام الإسلامية أبو بكر البغدادي وأبو محمد الجولاني المكنى بـ’الفاتح’ زعيم جبهة النصرة لأهل الشام”.
وأوضح أن “البغدادي طلب من الجولاني الانضمام تحت لوائه، وهو ما رفضه زعيم جبهة النصرة لأهل الشام”، مشيراً إلى أن “الجولاني أصرّ على موقفه وتمترس خلفه”.
ونقل القيادي في التيار السلفي الجهادي عن الجولاني قوله إن “البغدادي لم يستشره بالأمر ما استدعى تدخل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي طلب من الاثنين الاستمرار في مسؤولياتهما من دون تغيير”.
وأوضح أن هناك “محاولات من قيادات سلفية في الخارج للم شمل البغدادي والجولاني في تنظيم واحد وتحت لواء واحد”، غير أنه أشار إلى أن هناك “صعوبات بالغة تحول دون جمعهما”، مفضلاً عدم التوسّع في هذا الأمر.
ولفت القيادي إلى أن “قائد دولة العراق والشام الإسلامية أبو بكر البغدادي، كان قد أرسل زعيم جبهة النصرة لأهل الشام أبو محمد الجولاني، إلى سوريا وقدّم له ولعناصره دعماً لوجستياً كبيراً”.
ويشار إلى أن مقاتلي “دولة العراق والشام الإسلامية” يتواجدون في مدينة حلب شمال سوريا، بينما يتمركز مقاتلو “جبهة النصرة لأهل الشام” في مدينة درعا جنوب سوريا.
ويذكر أن “دولة العراق والشام الإسلامية” هو كيان سياسي جهادي مسلّح ينتشر في العراق وسوريا، ويسيطر على مناطق عدة في العراق والشام، ويلقب قائدها بـ”أمير المؤمنين”، و”أميرها” الحالي هو أبو بكر البغدادي الذي شكل “الدولة الإسلامية في العراق” في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2006.
و”جبهة النصرة لأهل الشام” هي منظمة سلفية جهادية تم تشكيلها أواخر عام 2011 خلال الأزمة السورية، وزعيمها هو أبو محمد الجولاني المكنى بـ”الفاتح” وهو من دمشق.
ويعد التيار السلفي الجهادي في الأردن قريباً وحليفاً قوياً لـ”دولة العراق والشام الإسلامية” ولـ”جبهة النصرة لأهل الشام”.
مصور أمريكي أسرته جبهة النصرة سبعة اشهر في سوريا يروى معاناته
واشنطن- (ا ف ب): روى المصور الأمريكي المستقل ماثيو شراير الجمعة لبعض وسائل الاعلام كيف تعرض للتعذيب خلال سبعة اشهر من الاسر بأيدي جبهة النصرة في سوريا كي يقر بانه جاسوس لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية.
وروى المصور (35 سنة) في مقابلتين مع صحيفة نيويورك تايمز وشبكة (سي ان ان) كيف خطف في 31 كانون الاول/ ديسمبر عندما كان يحاول مغادرة حلب على بعدما وشى به على ما يبدو سائق سيارة الاجرة التي كان يستقلها.
وفي 29 تموز/ يوليو تمكن من الفرار من زنزانته متسللا عبر نافذة صغيرة لكنه اضطر الى ترك رفيق اميركي اخر لم يكن نحيلا مثله للخروج من الكوة.
وفي حديث مع السي ان ان قال شراير “كان هذا اصعب ما فعلت حتى الان (…) يصعب علي ان اطوي الصفحة لانه لا يزال هناك” بدون ان يكشف اسم الرهينة الاخر.
وبحسب نيويورك تاميز فان 15 غربيا خطفوا او اختفوا في سوريا خلال السنة الجارية وفي نهاية تموز/ يوليو افرج عن المصور الاميركي الفرنسي جوناثان البيري بعد اسر دام 81 يوما.
وافادت الصحيفة ان ما رواه ماثيو شراير يعكس تدهور وضع الاجانب والسوريين المعتدلين في ذلك البلد الذي يشهد نزاعا مستمرا منذ اكثر من سنتين وحيث يسجل صعود المجموعات الاسلامية المسلحة.
وروى شراير كيف ان خاطفيه من جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة ابدوا في بداية الامر “لطفا” و”احتراما” حتى انهم قدموا له الشاي لكن سرعان ما تغيرت الامور.
وبينما كان معتقلا في سجن حيث يسمع صراخ المعتقلين تحت وقع الضرب، طلب منه خاطفوه بعد بضعة ايام شيفرة بطاقته المصرفية وكلمة سر بريده الالكتروني ثم انتحلوا هويته لارسال رسائل مطمئنة الى امه وشراء اجهزة كمبيوتر وايباد وقطع غيار سيارات مرسيدس عبر الانترنت.
وفي نهاية كانون الثاني/ يناير نقل شراير الى مكان اخر حيث كان اميركي اخر معتقلا قال انه “بدا وكأنه موجود هناك منذ مئة سنة”.
وفي ذلك الموقع الجديد اقتيد الى ثلاثة شبان مقنعين استجوبوه بلغة انكليزية طليقة، يعتقد انهم على الارجح كنديون.
وبعد بضعة ايام اكتشفوا ثقبا محفورا في الباب الخشبي لزنزانة الامريكيين وكان العقاب فوريا فاثبتوا دولابا حول ساقيه وطرحوه ارضا.
وروى ان احد محتجزيه قال لصاحبه “اضربه 115″ ضربة بكابل معدني على قدميه وتلت ذلك جلسات تعذيب اخرى كي يقر بانه من السي اي ايه.
واوضح لقناة (سي ان ان) “كنت اقول في نفسي انهم سيعذبونني الى ان اقولها” موضحا “سوف تقولون ما يريدونكم ان تقولوا، وانا اخترت قولها عاجلا وليس آجلا”.
وبعد ارغامه على اعتناق الاسلام تحسنت ظروف اعتقاله.
المعارضة تهرب عينات من ضحايا الهجوم الكيماوي واوباما لا يعتزم ارسال قوات امريكية الى سورية
اسطنبول ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: قال أحد الأعضاء البارزين في ائتلاف المعارضة السورية الجمعة إن المعارضة هربت عينات أخذت من ضحايا هجوم بالأسلحة الكيميائية إلى خارج سورية كي يفحصها الخبراء، فيما عبر الرئيس الامريكي باراك اوباما الجمعة عن ‘قلقه العميق’ ازاء المعلومات عن استخدام اسلحة كيميائية في سورية لكنه حذر من اية مغامرة عسكرية جديدة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
وقال بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري ‘أخذناها وأرسلناها إلى خارج سورية’. لكنه أحجم عن تحديد الجهة التي أرسلت إليها العينات.
كما دعا جاموس لجنة التحقيق الدولية حول الأسلحة الكيماوية الموجودة في سورية، للتحقيق فوراً بما وصفها بـ’المجزرة الكيماوية’، وتعهّد بتقديم الحماية لها.
ودعا جاموس خلال مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول الجمعة، اللجنة الدولية ‘الموجودة على بعد 10 كم فقط من مكان المجزرة الكيماوية للبدء بالتحقيق فوراً، ونحن ولواء الإسلام نتعهّد بتقديم الحماية لها’، مشيراً الى أن ‘لواء الإسلام أصدر بياناً بهذا الخصوص’.
وقال إنها ‘ليست المرة الأولى التي تتأكد فيها الإدارة الأمريكية من استخدام النظام للسلاح الكيماوي.. نحن متأكدون وهم متأكدون باستخدامه من قبل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد ونطالبهم بصحوة ضميرهم’.
وتساءل جاموس ‘هل الخطوط الحمراء عند (الرئيس الأمريكي باراك) أوباما تختلف عن الخطوط الحمراء عندنا؟’، معتبراً أن ‘سياسة مجلس الأمن فاشلة، وهو غير قادر على حماية الشعب السوري، ورفع القتل عن أطفالنا ونسائنا الذي استمر لمدة عامين ونصف’.
وسرد معلومات قال إن الائتلاف المعارض حصل عليها، تؤكّد تورّط النظام السوري بما وصفه بـ’الاعتداء السافر لنظام الأسد بالسلاح الكيماوي على المناطق الآمنة في الغوطة بريف دمشق’.
وقال إنه في ’10 آب (أغسطس) الجاري، دخلت قافلة صواريخ ــ يرجّح أنها نسخ سورية معدّلة من صواريخ ‘صقر ــ 15′ المصرية وزلزال الإيرانية، تابعة لمركز البحوث العلمية في منطقة جمرايا، وهي صواريخ قادرة على حمل رؤوس كيميائية’، مشيراً الى أنها ‘دخلت إلى اللواء 155 في القطيفة بجبال القلمون (مركز تخزين وإطلاق للصواريخ الباليستية)، وبسرية كبيرة جداً’.
واتهم جاموس ‘قوات اللواء 155 بإطلاق الصواريخ ابتداء من فجر يوم 21 آب (أغسطس) الجاري باتجاه الجنوب’، مشيراً الى أن ‘كافة الصواريخ الكيماوية التي أطلقت، انطلقت من مصدر واحد وهو اللواء 155 في جبال القلمون، وبقية الصواريخ التي أطلقت على الغوطتين غير المحمّلة برؤوس كيماوية كان مصدرها قواعد أخرى قريبة، من بينها اللواء 127 في السبينة’.
وقال إنه ‘لم يتم التأكد من ماهية المواد الكيميائية التي تم استعمالها رغم أن شهادات الأطباء تؤكد بأن الضحايا والمصابين تعرّضوا بشكل مباشر للإصابة بغاز السارين السام، ولكن عدد الإصابات والضحايا الكبير لا يجعلنا متأكدين بشكل تام من طبيعة المادة الكيماوية المستخدمة أو التركيب المستعمل في استهداف مدنيين في ريف العاصمة، ما يستوجب قيام لجنة التحقيق الأممية بالتحقيق الفوري والسريع داخل تلك المناطق، لتبيان الحقائق كاملة’.
واتهم ناشطون سوريون الأربعاء، القوات الحكومية في بلادهم باستخدام السلاح الكيميائي في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، ما أدّى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، فيما نفت الحكومة والجيش السوري صحة هذه الأنباء.
يذكر أن فريق التحقيق باستخدام السلاح الكيميائي في سورية والتابع للأمم المتحدة، بدأ عمله الاثنين في سورية، بعد موافقة الحكومة السورية بشكل رسمي على الأسس المقترحة لبعثة التفتيش التابعة للأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية.
من جهتها دعت روسيا الجمعة النظام السوري الى التعاون مع خبراء الامم المتحدة بشأن المعلومات التي وردت حول هجوم بأسلحة كيميائية في ريف دمشق، وطلبت من المعارضة تأمين ممر ‘آمن’ لخبراء المنظمة الدولية الى الموقع.
من جهته، صعد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اللهجة حيال النظام السوري محذرا من انه في حال ثبت شن هجوم بالاسلحة الكيميائية في هذا البلد فان ذلك سوف يشكل ‘جريمة بحق الانسانية’ تترتب عنها ‘عواقب خطيرة’.
وفي لندن، صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان الحكومة البريطانية تعتقد ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يقف وراء هجوم بأسلحة كيميائية بالقرب من دمشق هذا الاسبوع.
وجدّد البيت الأبيض، الجمعة، التأكيد على أن الولايات المتحدة لا تعتزم إرسال جنود أمريكيين إلى سورية.
ورأى الرئيس الامريكي باراك اوباما، ان المعلومات الواردة بشأن هجوم شنته قوات النظام السوري بواسطة اسلحة كيميائية في ريف دمشق تشير الى ‘حدث هام’.
وقال اوباما في المقابلة التي بثتها شبكة سي ان ان الجمعة ‘ان ما شهدناه يشير بوضوح الى ان هذا حدث هام يثير قلقا شديدا، واننا على تواصل مع الاسرة الدولية برمتها’ بهذا الصدد.
لكن الرئيس الامريكي حذر من اي استنتاجات متسرعة قائلا، كما اعلنت وزارة الخارجية الامريكية الخميس انه امر اجهزة الاستخبارات بجمع معلومات اضافية حول هذا الهجوم المحتمل.
وحرص الرئيس الامريكي على تجنب الحديث مجددا عن هذا ‘الخط الاحمر’. وحذر في المقابل من اي عملية عسكرية جديدة في الشرق الاوسط، لا سيما وانه قام بسحب القوات الامريكية من العراق ويستعد للقيام بذلك في افغانستان.
وقال اوباما ‘نرى جهات تطالب بعمل فوري، لكن التسرع في امور قد تكون نتيجتها سيئة سيغرقنا في اوضاع صعبة جدا، ويمكن ان يجرنا الى تدخلات معقدة جدا ومكلفة ولن تؤدي الا الى تأجيج مشاعر الحقد في المنطقة’.
ناشطون سوريون يقولون انهم يحاولون توصيل عينات من هجوم كيماوي للامم المتحدة
مقتل صحافي في التلفزيون السوري في تفجير انتحاري في حلب
بيروت ـ دمشق ـ وكالات: قال ناشطون سوريون انهم جهزوا عينات من أنسجة بشرية لضحايا هجوم كيماوي مزعوم قرب العاصمة السورية دمشق وانهم يحاولون توصيلها الى فريق مفتشين تابع للامم المتحدة ينزل في فندق على بعد بضعة كيلومترات من موقع الهجوم، فيما قتل صحافي في تلفزيون ‘الاخبارية’ السوري الرسمي في تفجير انتحاري استهدف مطعما في حي واقع تحت سيطرة قوات النظام في غرب مدينة حلب (شمال)، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) والمرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.
ونقلت سانا عن مصدر مسؤول ان ‘ارهابيا انتحاريا’ تسلل الى حفل ‘اقامته الطالبة ماريا الربيع ودعت اليه عدد من اصدقائها واقربائها بمناسبة تحصيلها علامة مرتفعة فى الشهادة الثانوية’ في مطعم في حي الموكامبو في حلب، و’قام بتفجير نفسه’ ما ادى الى مقتل سبعة اشخاص بينهم الطالبة المذكورة ومراسل الاخبارية حسن مهنا.
وقال المرصد في بريد الكتروني ان ستة اشخاص قتلوا بينهم الفتاة والمراسل.
واوضح ان 19 شخصا آخرين اصيبوا بجروح، بعضهم في حالة خطرة.
وقال المصدر المسؤول لوكالة سانا ‘ان الارهابي كان يرتدي حزاما ناسفا ويزنر نفسه بعدد من القنابل التي لم تنفجر’.
وقتلت صحافية في تلفزيون ‘الاخبارية’ في 27 ايار (مايو) قرب مدينة القصير في ريف حمص (وسط) التي سقطت في ايدي قوات النظام بعد ايام.
وقبل ذلك، كانت منظمة مراسلين بلا حدود احصت مقتل 23 صحافيا في سورية منذ بدء النزاع في منتصف آذار (مارس) 2001. كما قتل عدد كبير من المواطنين الصحافيين.
ومن جهته قال الناشط ابو نضال متحدثا من بلدة عربين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة ان فريق الامم المتحدة تحدث مع المعارضة ومنذ ذلك الوقت جهزت عينات من الشعر والجلد والدم وتم تهريبها الى دمشق مع أشخاص موضع ثقة.
وتتهم المعارضة قوات الرئيس بشار الاسد بإطلاق صواريخ قبل فجر الاربعاء محملة بغاز سام وسط حملة شرسة على مناطق تسيطر عليها المعارضة حول العاصمة.
ويقصف الجيش المنطقة المعروفة باسم الغوطة منذ ليل الثلاثاء بغارات جوية ومدفعية مما يمكن أن يعرقل دخول المواقع ويحتمل أن يتلف الأدلة. ويقول خبراء في الاسلحة الكيماوية إن كل ساعة تحدث فرقا وكلما طال الوقت كلما زادت احتمالات إخفاء الأدلة او التلاعب بها.
وقال بضعة نشطاء إنهم واثقون من أن لديهم من يستطيع تسليم العينات لمفتشي الأمم المتحدة.
وقال عدة نشطاء تحدثت اليهم رويترز في المنطقة إنهم جهزوا عينات لتهريبها للعاصمة لكنهم لا يستطيعون ايجاد وسيلة للوصول الى المراقبين داخل فندقهم.
وقال الناشط ابو محمد من حرستا إن المنطقة تتعرض للقصف والى جانب هذا تحيط نقاط التفتيش التابعة للنظام بالغوطة. واستطرد قائلا ان هذه ليست مشكلة وانهم يستطيعون تهريبها.
وقال نشطاء انه الى جانب عينات الانسجة التقطوا صورا لمواقع قصف وعينات واخذوا عينات من التربة ودونوا روايات شهود.
وأسفر الصراع في سورية عن مقتل اكثر من 100 الف شخص.
كانت القوى الخارجية قد ذكرت أن استخدام الاسلحة الكيماوية سيغير الحسابات فيما يتعلق بالتدخل وتفاوضت مع دمشق على السماح لفريق من خبراء الأمم المتحدة بفحص مواقع ثلاث هجمات محدودة سرت مزاعم باستخدام الغاز السام فيها.
وتسعى الأمم المتحدة الآن الى توسيع تكليف المجموعة بما يتيح لها التحقيق في أحدث هجوم الذي يتراوح عدد القتلى الذين سقطوا فيه بين 500 واكثر من الف.
ولم ترد سورية على الطلب. ونفت يوم الاربعاء استخدام أسلحة كيماوية ووصفت هذه المزاعم بأنها غير منطقية وملفقة.
“إيلاف” ترصد ما قبل ساعة الحسم في سوريا
نصر المجالي
تصريحات قادمة من البيت الأبيض والبنتاغون، واجتماعات لقادة جيوش عربية وغربية، كلها مؤشرات عن قرب اتخاذ قرار باستخدام الحل العسكري مع نظام بشار الأسد.
مع الإعلان عن اجتماع عسكري عال لقادة عرب وغربيين في الأردن خلال أيام، ومع تقارير واردة من واشنطن عن اجتماعات واتصالات تجري على قدم وساق لتدارس الموقف الأميركي من قضايا ساخنة في الشرق الأوسط. فإنه تأكد لدى (إيلاف) أن الحسم بات وشيكاً في الأزمة السورية.
ورصدت (إيلاف) خلال الساعات القليلة الماضية جانباً من هذه التحركات على مستوى الإقليم والولايات المتحدة وما بينهما، ويبدو أن جريمة (كيميائي الغوطة) قد سرّعت في عملية اتخاذ تلك القرارات.
وتزامناً مع الإعلان عن اجتماع وشيك لعشرة رؤساء أركان جيوش عربية وعالمي في الأردن، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة في لقاء خاص مع شبكة CNN قال إنّ الوقت “يقترب لاتخاذ موقف نهائي” بشأن فظائع يشتبه في كون الحكومة السورية قد ارتكبتها، وكذلك بشأن العنف المتنامي في مصر.
وأضاف في اللقاء الذي بثه برنامج “نهار جديد” للمذيع كريس كيومو على CNN أنّ “الولايات المتحدة تبقى أمة لا غنى عنها بالنسبة إلى الشرق الأوسط وفي المناطق الأخرى”.
وقال “علينا أن نفكر بعمق استراتيجي في ما سيكون من مصالحنا القومية على المدى البعيد.”، وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أنّ حكومته تواجه الآن “إطارا زمنيا مختصرا” في ما يتعلق بكل من سوريا ومصر، ردّ أوباما عدة مرات بالقول “نعم.”
صواريخ كروز
ومن جهتها، ذكرت قناة CBS الأميركية ، ان البنتاغون يجري تحضيرات أولية لهجوم بصواريخ كروز على مواقع تسيطر عليها القوات النظامية السورية.
واوضحت القناة، ان مثل هذا الهجوم لن يحدث حتى يعطي الرئيس اوباما الضوء الأخضر، لافتة الى انه كان واضحا خلال مقابلة اوباما مع CNN الجمعة انه ليس هناك ضوء حتى الآن.
بدروها اكدت شبكة سي إن إن الاميركية ان البنتاغون طور قائمة الأهداف الممكنة في سوريا كنوع من الضغط على أوباما.
وكان المنتج المنفذ في قناة CBS الأميركية،قد كشف ليل الجمعة السبت، ان وزارة الدفاع الاميركية تستعد لتوجيه ضربة عسكرية بصواريخ كروز ضد النظام السوري.
وكتب شارلي كايي في تغريدة له على تويتر ان رئيس هيئة الأركان الجنرال مارتن ديمبسي سيطرح الخيارات العسكرية يوم غد في اجتماع في البيت الأبيض.
تصريحات هاغل
ومثل هذه التطورات تزامنت ايضاً، مع إشارات قوية من وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل محورها ان الولايات المتحدة تضع القوات البحرية في اوضاع مناسبة تحسبا لاي قرار يتخذه الرئيس باراك اوباما بالقيام بعمل عسكري في سوريا بعد استخدام الاسلحة الكيميائية على مايبدو.
وحسب (رويترز) جاءت تصريحات هاغل للصحافيين المسافرين معه الى ماليزيا بعد ان قال مسؤول دفاعي ان البحرية ستزيد من تواجدها في البحر المتوسط بسفينة حربية رابعة مزودة بصواريخ كروز بسبب تصاعد الحرب الاهلية في سوريا.
وقال هاغل ان اوباما طلب من وزارة الدفاع الخيارات المتاحة بشأن سوريا حيث ادى هجوم بالغاز السام على ما يبدو الى تزايد الضغط على الولايات المتحدة للتدخل في الحرب الاهلية الدائرة هناك منذ عامين ونصف.
وقال هاغل ان “وزارة الدفاع عليها مسؤولية تزويد الرئيس بالخيارات لكل الحالات الطارئة، وهذا يتطلب وضع قواتنا وامكاناتنا في اوضاع مناسبة كي تكون قادرة على تنفيذ الخيارات المختلفة مهما كانت الخيارات التي قد يختارها الرئيس.”
وسئل هاغل عما اذا كان يمكن للصحافيين ان يقولوا ان الولايات المتحدة حركت عتادا فقال”لا اعتقد انني قلت هذا. انني قلت انه يتعين علينا دائما اعداد امكاناتنا حيث يكون لهذه الامكانات القدرة على تنفيذ الطوارئ التي قدمناها للرئيس.”
وقال المسؤول الدفاعي الاميركي ان السفينة ماهان كانت قد انهت مهمتها ومن المقرر ان تعود لقاعدتها في نورفولك في ولاية فرجينيا ولكن قائد الاسطول السادس الاميركي قرر ابقاء السفينة في المنطقة.
وشدد المسؤول غير المسموح له بالتحدث علانية على ان البحرية لم تتلق اوامر بالاستعداد لاي عمليات عسكرية في ما يتعلق بسوريا.
خيارات
وكانت مصادر اميركية كشفت في وقت سابق بان المسؤولين الاميركيين يدرسون سلسلة من الخيارات للرد على تقارير بان سوريا استخدمت اسلحة كيميائية ضد المدنيين من بينها احتمال شن هجمات بصواريخ كروز من البحر.
وسئل هاغل عن امكانية القيام بعمل من جانب واحد فقال هاغل ان الولايات المتحدة لن تتخلى عن حقها السيادي في التحرك ولكنه اضاف ان سوريا قضية دولية.
وختم وزير الدفاع الأميركي قائلا: “اعتقد انه يجب على المجتمع الدولي ان يعمل بشكل منسق في هذا النوع من القضايا. وأضاف: “اذا اكدت المخابرات والحقائق استخدام اسلحة كيميائية فهذه حينئذ لن تكون قضية الولايات المتحدة فقط وانما قضية المجتمع الدولي”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831907.html
ضربات كوسوفو… أحد خيارات أوباما للرد على كيميائي الغوطة
عبدالاله مجيد
من بين الخيارات العسكرية المطروحة أمام باراك أوباما، للرد على مجزرة الكيميائي في ريف دمشق، خيار الضربات الجوية المكثفة الذي اتبع في كوسوفو في العام 1999.
في وقت يعكف فيه الرئيس باراك أوباما على دراسة الخيارات المتاحة للرد على مجزرة الغوطة في ريف دمشق، التي يُتهم فيها النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية وقتل اكثر من 1400 شخص، ينظر مستشاروه لشؤون الأمن القومي في امكانية نسخ الحرب الجوية التي شنها حلف الأطلسي في كوسوفو، كنموذج ممكن للقيام بعمل عسكري من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي، كما افادت مصادر في البيت الأبيض.
وإزاء الفيتو الروسي المسلط على أي اجراء عسكري يُقترح في مجلس الأمن، يبدو أن الرئيس الاميركي لا يعرف ما إذا كان عليه أن يتخطى الأمم المتحدة إذا استقر على هذا الخيار، رغم انه حذر من أن المضي بهذا الاتجاه سيتطلب بناء تحالف دولي واسع، وإيجاد مبرر قانوني متين.
خيار كوسوفو
وكان أوباما أعلن في مقابلة مع شبكة سي أن أن الجمعة أن إقدام الولايات المتحدة على مهاجمة بلد آخر من دون تفويض من الأمم المتحدة ومن دون دليل واضح يمكن تقديمه، سيثير تساؤلات عما إذا كان القانون الدولي يسند مثل هذا الهجوم، وعما إذا توفر الائتلاف اللازم لنجاحه. واعترف أوباما في المقابلة بأن لدى الولايات المتحدة وقتًا محدودًا للرد على الهجوم الكيمياوي، الذي قال إنه حدث جلل ومبعث قلق بالغ.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول رفيع في الادارة الاميركية قوله إن سابقة كوسوفو هي احد الخيارات التي تُناقش خلال الاجتماعات المتواصلة في البيت الأبيض بشأن الأزمة السورية. كما يناقش المسؤولون ما إذا كانت نتائج غير مقصودة ستترتب على توجيه ضربة عسكرية، بما في ذلك زعزعة استقرار دول مجاورة مثل لبنان، أو التسبب في نزوح حتى أكبر للاجئين إلى الاردن وتركيا.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إنه من السابق لأوانه القول إننا نعد المسوغات القانونية للتحرك، نظرًا إلى أن الرئيس لم يتخذ قرارًا حتى الآن، “لكن كوسوفو هي بالطبع سابقة لشيء ربما كان مألوفًا”.
نشاط كيميائي
ويرى مراقبون أن كوسوفو سابقة بديهية يمكن أن يستند اليها أوباما، لأن مدنيين قُتلوا هناك كما في سوريا، ولأن لروسيا علاقات متينة مع النظام المتهم بقتلهم. وفي العام 1999، استخدم الرئيس بيل كلنتون موافقة حلف الأطلسي وحماية سكان عزل لتبرير 78 يومًا من الغارات الجوية على القوات الصربية.
وفي هذه الأثناء، قرر قائد القطع البحرية الاميركية في البحر المتوسط إرجاء زيارة كان من المقرر أن تقوم بها مدمرة اميركية إلى ميناء نابولي، كي تبقى مع مدمرة أخرى على مسافة تكفي لضرب اهداف في سوريا.
وقال مسؤولون في البنتاغون إن القرار بإبقاء المدمرة قبالة الشواطئ السورية لا يعكس صدور أوامر محددة من واشنطن، لكن المدمرتين مسلحتان بصواريخ توماهوك المجنحة، واسلحة أخرى بعيدة المدى، ستكون أول ما يُطلق على اهداف في سوريا إذا قرر أوباما القيام بعمل عسكري.
في غضون ذلك، نقلت شبكة سي بي أس نيوز عن مسؤولين في الادارة أن اجهزة الاستخبارات الاميركية رصدت نشاطًا في مواقع تضم مستودعات اسلحة كيميائية قبل هجوم الأربعاء، وأن هؤلاء المسؤولين يعتقدون أن النشاط الذي رُصد ربما كان تحضيرات للهجوم.
مسألة المسوغ القانوني
واتخذ قادة غربيون موقفًا اكثر حسمًا من موقف أوباما. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مقابلة تلفزيونية إن الحكومة البريطانية تعتقد أن نظام الأسد مسؤول عن الهجوم، وإذا اثبت التحقيق صحة اعتقادها فان هذا أمر لا يمكن أن يتجاهله بشر او عالم متحضر.
وذهبت فرنسا ابعد من ذلك، داعية بصراحة إلى استخدام القوة العسكرية. وتردد مثل هذه التصريحات اصداء من حرب كوسوفو، عندما شن نظام سلوبودان ميلوشيفيتش حملة تنكيل ضد البان كوسوفو عامي 1998 و1999، دافعًا ادارة كلنتون إلى التحرك عسكريًا بالتنسيق مع حلفائها الأطلسيين.
ونقلت نيويورك تايمز عن ايفو دالدر، السفير الاميركي السابق لدى حلف الأطلسي، ورئيس مجلس شيكاغو للشؤون العالمية حاليًا، قوله: “كان المسوغ في كوسوفو عام 1999 وجود أزمة انسانية خطيرة، ومسؤولية المجتمع الدولي للتحرك باستخدام القوة إذا دعت الحاجة، وادارة أوباما تستطيع أن تقول في حالة سوريا إن استخدام اسلحة كيميائية أوجد أزمة انسانية خطيرة، وإن النظام قد يستخدمها مرة أخرى على نطاق أوسع، إذا لم يكن هناك رد باستخدام القوة.
وقال دنيس روس، مستشار أوباما السابق لشؤون الشرق الأوسط: “إذا أراد الرئيس ايجاد مسوغ قانوني للعمل العسكري فهناك الكثير من الطرق للقيام بذلك خارج الأمم المتحدة”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831956.html
لكل دلائله على “الكيميائي”: فابيوس يتهم النظام… وإيران تتهم المعارضة
أ. ف. ب.
في وقت أعلن وزير الخارجية الفرنسي أن كل المعلومات تفيد بتورّط النظام السوري بمجزرة ريف دمشق، أكدت دمشق وطهران أن المعارضة هي من ارتكب هذا الهجوم الكيميائي في الغوطة. وحذرت إيران من أي تدخل عسكري” في سوريا.
رام الله: اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يقوم بزيارة لرام الله في الضفة الغربية السبت ان كل المعلومات تدل على ان النظام السوري ارتكب “مجزرة كيميائية” هذا الاسبوع في ريف دمشق.
وقال فابيوس اثر لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله “كل المعلومات التي لدينا تتقاطع لتؤكد حصول مجزرة كيميائية قرب دمشق، ولتدل على ان نظام (الرئيس) بشار الاسد يقف وراء هذا الامر”.
وتسعى ممثلة الامم المتحدة لشؤون نزع السلاح انجيلا كاين التي وصلت السبت الى دمشق للحصول على موافقة النظام على إرسال الخبراء الدوليين الموجودين في العاصمة السورية الى الموقع للتحقيق في هذه المعلومات. وقال فابيوس “نطلب ان يتمكن فريق الامم المتحدة في المكان من التوجه بسرعة الى الموقع والقيام بعمليات التحقيق الضرورية”، مضيفا انه “ان لم يكن للنظام ما يخفيه، فلتجر عمليات التحقيق على الفور”.
وحذر من ان “المعلومات التي بحوزتنا تشير الى ان هذه المجزرة الكيميائية بالغة الخطورة، الى حد انه لا يمكن بالطبع ان تبقى بدون رد فعل شديد”. ويزور فابيوس الاراضي الفلسطينية واسرائيل سعيا إلى تشجيع مفاوضات السلام، التي اعيد اطلاقها في نهاية تموز/يوليو، وبحث الازمات الاقليمية، بحسب ما اوردت وزارة الخارجية.
النظام: المعارضة مسؤولة
اتهم النظام السوري السبت بدوره مقاتلي المعارضة السورية باستخدام اسلحة كيميائية في المعارك المستمرة في دمشق. وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان “وحدة من قواتنا الباسلة تطوّق المنطقة في (حي) جوبر (عند اطراف العاصمة السورية) التي يعتقد ان ارهابيين استخدموا سلاحا كيميائيا انطلاقا منها”، لافتا الى حصول العديد من “حالات الاختناق” في صفوف الجنود الذين دخلوا حي جوبر.
واضاف التلفزيون ان “معارك عنيفة اندلعت في حي جوبر (الذي يسيطر عليه المعارضون) حيث تستعد قوات الجيش لشن هجوم لاستعادة السيطرة على هذا الحي”. ولفت المصدر نفسه الى ان جنودا اصيبوا بعد تنقشهم غازات سامة وهم في حالة حرجة. من جانبه، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والاطباء عن قيام النظام بشن اربع غارات على اطراف حي جوبر ما ادى الى اصابة عدد من الاشخاص. ونقل المرصد ايضا ان معارك عنيفة اندلعت بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في هذه المنطقة. وتعرّضت مناطق في حي جوبر للتدمير وفق ناشطين.
الى ذلك، اتهم التلفزيون الرسمي كلًا من السعودية وقطر الداعمتين للمعارضة السورية بارسال اقنعة واقية للغاز وادوية الى المسلحين المعارضين. وافاد مراسل التلفزيون انه “خلال تمشيط المنطقة عثرت القوات المسلحة على ادوية تستخدم عند استنشاق المواد الكيميائية، وضبطت قوات الجيش مستودعًا يحتوي على عدد من البراميل مكتوبًا عليها صنع في السعودية وعدد من الاقنعة الواقية”.
واضاف المراسل ان “الادوية التي تم ضبطها في جوبر كتب عليها +الشركة القطرية الالمانية للصناعات الدوائية+ وهي تستخدم عند استنشاق الغازات السامة”. وتابع المصدر نفسه ان “الجيش السوري احرز تقدمًا كبيرا خلال الايام الماضية (في حي جوبر) لذلك لجأت العصابات الارهابية إلى استخدام السلاح الكيميائي كاخر ورقة لها”.
تزامنت الاتهامات التي وجّهها النظام السوري مع وصول مسؤولة في الامم المتحدة الى دمشق السبت سعيا الى الحصول على اذن من النظام للتحقيق في اتهامات سبق ان وجّهتها المعارضة الى النظام باستخدام سلاح كيميائي.
إيران: أي تدخل عسكري مرفوض
الى ذلك، اعلنت ايران، ابرز حليف اقليمي لسوريا، السبت ان هناك “ادلة” على استخدام مسلحي المعارضة السورية اسلحة كيميائية، وحذرت من اي تدخل عسكري غربي في النزاع السوري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي “نحن قلقون جدا ازاء المعلومات حول استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، وندين بشدة استخدام مثل هذه الاسلحة”. واضاف “هناك ادلة على ان المجموعات الارهابية قامت بهذا العمل”، في اشارة الى الهجوم الذي وقع الاربعاء في ريف دمشق.
وكان الرئيس الايراني حسن روحاني تحدث السبت عن استخدام “عناصر كيميائية” في سوريا. وقال روحاني ان “الوضع السائد اليوم في سوريا ومقتل عدد من الاشخاص الابرياء بسبب عناصر كيميائية امر مؤلم جدا” بحسب ما اورد موقع الحكومة، مضيفا ان ايران “تدين بشدة استخدام اسلحة كيميائية”. ولم يتطرق روحاني الى المسؤولين عن استخدام اسلحة كيميائية.
من جانب اخر حذرت ايران ايضا من اي تدخل عسكري غربي في النزاع السوري، بعدما اعلنت الولايات المتحدة انها تدرس مثل هذا الاحتمال. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية كما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية “ليس هناك اي تفويض دولي لتدخل عسكري في سوريا. ونحن نحذر من اي عمل او اعلان لا يؤدي الا الى مزيد من التوتر في المنطقة. آمل في ان يبدي مسؤولو البيت الابيض ما يكفي من الحكمة لعدم الدخول في مثل هذه البلبلة الخطيرة”.
وتابع ان “التصريحات المستفزة من مسؤولين اميركيين او ارسال سفينة حربية لا يساعدان باي شكل كان على تسوية المشكلة، لكن يجعلان الوضع في المنطقة اكثر خطورة” مضيفا ان ايران “اعلنت مرات عدة ان الازمة السورية لا يمكن ان تحل عسكريا (…) ولا يمكن ان تحل الا عبر وسائل سلمية والحوار”. وكان وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل اعلن الجمعة ان البنتاغون يعمل حاليا على تحريك قوات في منطقة المتوسط لمنح الرئيس باراك اوباما “خيارات” في حال امر بتنفيذ عمل عسكري ضد سوريا.
اجتماع بين أوباما وفريقه الأمني لبحث الرد على “الكيميائي”
اعلن مسؤول في البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يعقد اجتماعا مع فريقه الامني صباح السبت لبحث كيفية الرد على الاستخدام المفترض لاسلحة كيميائية في سوريا. وقال المسؤول “لدينا خيارات عدة مطروحة وسنتحرك بسرعة تامة لكي نتخذ قرارات تتوافق مع مصالحنا القومية وكذلك مع تقييمنا لما يمكن ان يحقق اهدافنا في سوريا”.
واضاف المسؤول ان الرئيس يجتمع مع فريق الامن القومي هذا الصباح لبحث اتهامات المعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الاسد بشن هجوم بالاسلحة الكيميائية في ريف دمشق الاربعاء. وقال ان اوباما امر اجهزة الاستحبارات “بجمع الادلة بهدف تحديد ما حصل في سوريا”. وتابع “حين نتحقق من كل الوقائع، سيصدر الرئيس قرارا حول طريقة الرد عليها”.
والاربعاء، شن هجوم على الغوطة الشرقية ومعضمية الشام، اللتين يسيطر عليهما مقاتلو المعارضة في ريف دمشق. وتحدثت المعارضة عن مقتل 1300 شخص متهمة النظام بارتكاب هذه “المجزرة” مستخدمًا سلاحا كيميائيا، الامر الذي سارعت دمشق الى نفيه. وليل الجمعة السبت افاد وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان البنتاغون يعمل حاليا على تحريك قوات في منطقة المتوسط لمنح الرئيس باراك اوباما “خيارات” في حال امر بتنفيذ عمل عسكري ضد سوريا.
ميركل تنتقد روسيا والصين لإفشالهما قرارًا حول المفتشين
من جهتها، انتقدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل روسيا والصين، اللتين حال موقفهما دون اعتماد بيان في مجلس الامن، يطالب سوريا بالسماح لمفتشي المنظمة الدولية بالتحقيق في الموقع، الذي اعلنت المعارضة السورية انه تعرّض لهجوم كيميائي. وبحسب مقابلة مع مجلة فوكوس، نشرت السبت، اكدت المستشارة الالمانية انه “للاسف، حالت معارضة روسيا والصين دون اصدار بيان رسمي من مجلس الامن الدولي، يدعو الى ضمان وصول آمن” لمفتشي الامم المتحدة الى ريف دمشق، حيث وقع الهجوم.
وقدمت المعارضة الاربعاء حصيلة من 1300 قتيل متهمة النظام بشن هذا الهجوم بالاسلحة الكيميائية. اما المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يقول انه يستند إلى شبكة واسعة من الناشطين والاطباء في المناطق السورية المختلفة، فتحدث عن سقوط 170 قتيلا ولم يتمكن من تأكيد ما اذا كان تم استخدام اسلحة كيميائية. واكد المرصد ان النظام شن قصفا عنيفا على هذه المنطفة الاربعاء والخميس.
وقالت المستشارة الالمانية “الان يجب ان يتمكن مفتشو الامم المتحدة المتواجدون في سوريا في اسرع وقت ممكن من التوجه الى الموقع”. وكان الائتلاف السوري المعارض تعهد الجمعة خلال اجتماع في اسطنبول ضمان امن مفتشي الامم المتحدة في المواقع التي يقول انها تعرّضت لهجمات بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق. وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان استخدام اسلحة كيميائية سيشكل “جريمة ضد الانسانية ذات عواقب خطيرة لهؤلاء الذين ارتكبوها”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831945.html
ناشطو الثورة: عناصر حزب الله تتوجه لاقتحام مخيم اليرموك
قال ناشطون سوريون إن عناصر حزب الله وأرتالا من جيش النظام تتجمع على طريق مطار دمشق الدولي، تحضيرًا لاقتحام مخيم اليرموك، وسط حركة نزوح كثيفة من المخيم ومن مدينة الحجر الأسود.
وجهت قوات النظام السوري أمس الجمعة انذارًا عبر مكبرات الصوت لمن تبقى من سكان مخيمي اليرموك وفلسطين ومدينة الحجر الاسود قرب دمشق، بضرورة مغادرة هذه المناطق خلال ساعات معدودة، لأن قواتها ستدخل هذه المناطق الواقعة منذ أشهر تحت سيطرة الجيش السوري الحر، وسط اشتباكات على كل المحاور المحيطة بمخيم اليرموك. وتحدث الاعلامي والناشط عدنان علي لـ”ايلاف” عن توجه عناصر من حزب الله وميليشيات متعددة وأرتال من نخبة الجيش السوري النظامي على طريق المطار الدولي، متجهين لاقتحام مخيم اليرموك. وحذر مكتب جنوب دمشق الاعلامي من استعداد أرتال من حزب الله وميليشات أبو الفضل العباس وذو الفقار بعربات بيك-أب، تحمل رشاشات دوشكا ومضادات أرضية من عيار 14,5 ملم، مع أرتال النخبة من الجيش النظامي على طريق المطار متجهة صوب المخيم، بينما يشهد المعبر الوحيد المتاح لخروج المدنيين في أول مخيم اليرموك عند دوار البطيخة حركة نزوح مكثفة للأهالي وسط حالة من الذعر الشديد.
نزحوا سابقًا
وكان معظم أهالي المخيمين والحجر الأسود قد غادروا بالفعل في أوقات سابقة، وبقي بضع عشرات الالاف من اصل أكثر من 800 ألف مواطن، اضافة إلى الفلسطينيين من نازحي الجولان المحتل ومختلف المحافظات السورية. وتتعرض هذه المناطق منذ ايام لقصف مكثف، اوقع العديد من القتلى.
وقالت تنسيقية مخيم اليرموك في الثورة السورية إن الجيش السوري يطلق نيران السلاح المتوسط على شارع اليرموك الرئيس بشكل عنيف، مع سماع أصوات راجمات الصواريخ تدك مناطق من جنوب العاصمة، ومحيط مخيم اليرموك، وسط إشتباكات على كافة المحاور المحيطة بالمخيم، تستعمل فيها الاسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة. كما دارت مساء أمس اشتباكات عنيفة جدًا استمرت أكثر من 40 دقيقة بين الجيش الحر والجيش النظامي على محور أول اليرموك.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831937.html
أوباما يعتبر هجوم الغاز حدثا جللا لكنه لن «يورط» الأميركيين في حرب
مناقشات 3 ساعات في البيت الأبيض انتهت بانقسام حول الرد الأميركي
واشنطن: «الشرق الأوسط»
وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما مقتل مئات المدنيين السوريين في ما يبدو أنه هجوم بالغاز بأنه حدث جلل ومثار قلق بالغ، لكنه أكد أنه لن يتسرع في توريط الأميركيين في حرب مكلفة جديدة.
وحاول معارضو الرئيس السوري بشار الأسد عبور الخطوط الأمامية حول دمشق في محاولة لتوصيل عينات بشرية إلى مفتشي الأمم المتحدة من ضحايا الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء.
وتجاهل أوباما، في مقابلة تلفزيونية أذيعت أمس، مقدم البرنامج الذي ذكره بأنه وصف ذات يوم استخدام الأسلحة الكيماوية بأنه خط أحمر بالنسبة لتحرك الولايات المتحدة في أزمة سوريا. واستبعد احتمالات تعاون أوباما مع فريق الأمم المتحدة الذي قد يقدم – إذا ما سمح له بدخول موقع الهجوم المزعوم قريبا – أدلة دامغة على ما حدث. وأكد أنه في أي حال لن يندفع في الاستجابة لدعوات بتدخل أميركي يجر الأميركيين إلى مستنقع مهمة تتعارض مع مصالحهم في الأجل الطويل.
وفي إشارة إلى قيود الميزانية ومشكلات تتعلق بالقانون الدولي والخسائر البشرية الأميركية في أفغانستان، قال أوباما لشبكة «سي إن إن» الإخبارية «أحيانا ما نتوقعه أن الناس سيدعون إلى تحرك فوري.. الدخول في أمر غير واضح جيدا يجعلنا في أوضاع صعبة للغاية يمكن أن تجرنا إلى تدخلات مكلفة وصعبة ستولد في واقع الأمر المزيد من الاستياء في المنطقة».
ومضى يقول «لا تزال الولايات المتحدة البلد الوحيد الذي يتوقع الناس أن يفعل أكثر من مجرد حماية حدوده. لكن هذا لا يعني ذلك أن علينا أن نتورط في كل شيء على الفور. يجب أن نفكر بطريقة استراتيجية في ما سيكون في مصلحتنا الوطنية في الأمد الطويل».
وردا على سؤال عن تصريحات أدلى بها قبل عام من وقوع الهجوم بغازات سامة على سكان أثناء نومهم في ضواح بدمشق تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة بأن الأسلحة الكيماوية ستكون خطا أحمر بالنسبة للولايات المتحدة، أجاب «إذا ذهبت الولايات المتحدة وهاجمت دولة أخرى من دون تفويض من الأمم المتحدة ومن دون أدلة واضحة يمكن تقديمها فستكون هناك تساؤلات عما إذا كان القانون الدولي يدعم هذا أم لا».
وقال نشطاء المعارضة إنهم أجروا اتصالات مع فريق الأمم المتحدة في دمشق وأرسلوا عينات أنسجة مع أشخاص يسعون إلى التسلل عبر منطقة الغوطة إلى قلب دمشق الذي تسيطر عليه القوات الحكومية لتسليم العينات للمفتشين. وقال الناشط أبو نضال متحدثا من بلدة عربين التي تأثرت بالهجوم المزعوم لـ«رويترز» إن «فريق الأمم المتحدة تحدث مع المعارضة ومنذ ذلك الوقت جهزت عينات من الشعر والجلد والدم وتم تهريبها إلى دمشق مع أشخاص موضع ثقة».
وقال الناشط أبو محمد من حرستا إن المنطقة تتعرض للقصف، وإلى جانب هذا تحيط نقاط التفتيش التابعة للنظام بالغوطة. واستطرد قائلا إن هذه ليست مشكلة، وإنهم يستطيعون تهريبها. وقال إن المشكلة هي مكان الفريق الدولي في الفندق حيث يخضعون لحراسة شديدة ويصاحبهم مرافقون حكوميون.
وكشف مسؤولون بارزون من وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ووكالات الاستخبارات لـ«نيويورك تايمز» أمس تفاصيل مناقشات جرت لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة في البيت الأبيض أول من أمس للتداول بشأن الخيارات التي قال مسؤولون إنها يمكن أن تتراوح بين توجيه ضربات صاروخية وشن هجوم جوي أكثر قوة ضد سوريا. وقد انتهى الاجتماع من دون اتخاذ أي قرار، وفقا لمسؤولين بارزين، وسط إشارات على وجود انقسامات حادة بين أولئك الذين يطالبون بتوجيه رسالة قاسية إلى الأسد وأولئك الذين يرون أن الوقت غير مناسب الآن لشن هجوم عسكري وأن هذه الخطوة، في حال اتخاذها، ستكون بمثابة تهور كبير.
وكانت هناك مشاورات مماثلة عبر الأطلسي، حيث أيدت فرنسا استخدام القوة العسكرية لمواجهة هذا الهجوم، في الوقت الذي عبرت فيه تركيا وإسرائيل عن سخطهما مما حدث، غير أن دبلوماسيين في بلدان عدة قد أقروا بأنه لا توجد رغبة من جانب الحلفاء الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، في التورط طويل الأمد في حرب أهلية تتسم بالطائفية والفوضوية.
وبينما قالت الإدارة الأميركية إنها ستنتظر الكشف عن نتائج التحقيقات التي تجريها الأمم المتحدة عن هذا الهجوم، تحدث مسؤولون أميركيون بلهجة شديدة عما قد يحدث إذا ما أصر الرئيس أوباما على أن النظام السوري قد استخدم أسلحة كيماوية. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جين بساكي «إذا كانت هذه الأنباء صحيحة، فسيكون هذا بمثابة استخدام شائن وسافر للأسلحة الكيماوية من قبل النظام. الرئيس لديه بالطبع العديد من الخيارات التي تحدثنا عنها من قبل والتي يمكنه النظر فيها».
وكانت الولايات المتحدة قد أكدت للمرة الأولى في شهر أبريل (نيسان) الماضي أن الحكومة السورية قد استخدمت أسلحة كيماوية بالفعل، وقال مسؤولون في إدارة أوباما إنهم سيزودون الثوار بالأسلحة، لكن مسؤولين في المعارضة السورية أكدوا أنه لم يصل أي من هذه الأسلحة حتى الآن.
وثمة اعتقاد متنام بين المسؤولين الأميركيين بأنه قد تم استخدام أسلحة كيماوية في الهجوم الأخير الذي وقع في وقت مبكر من صباح الأربعاء الماضي إلى الشرق من العاصمة دمشق – وربما يكون هذا الهجوم هو الأسوأ من نوعه منذ استخدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين للأسلحة الكيماوية ضد الأكراد في ثمانينات القرن الماضي – ولا يوجد أدنى شك في أن قوات الأسد هي التي استخدمت هذه الأسلحة.
وعلى الرغم من أنه كان من الصعب إثبات استخدام أسلحة كيماوية في المرة السابقة، فإن مسؤولين بالإدارة الأميركية قد أكدوا هذه المرة استخدام تلك الأسلحة، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول رد فعل الولايات المتحدة.
ومن جهتها، أكدت إسرائيل أن أجهزة الاستخبارات لديها قد رصدت بالفعل شن هجوم بالأسلحة الكيماوية، بينما أشارت المعارضة السورية إلى وجود أدلة على ذلك، بما في ذلك استخدام أربعة صواريخ والمواقع التي أطلقت منها هذه الصواريخ، وهو ما يعني أنه لا يمكن لأي جهة أخرى سوى القوات الحكومية أن تشن هذا الهجوم.
وقال مسؤول في المعارضة السورية إن الهجوم قد بدأ بعد الساعة الثانية صباحا، عندما تم إطلاق صواريخ تحمل أسلحة كيماوية، كما تم إطلاق صاروخين من على جسر على الطريق السريع بين دمشق وحمص، في حين تم إطلاق الصواريخ الأخرى من مصنع تابع للشركة العربية السورية للصناعات الإلكترونية المعروفة اختصارا باسم «سيرونيكس» في حي القابون بالعاصمة السورية. ونفت الحكومة السورية تورطها في ذلك الهجوم، في الوقت الذي اتهم فيه مسؤولون روس الثوار بشن الهجوم.
وقال الثوار إن هدف الحكومة هو إضعاف المعارضة قبل شن هجوم تقليدي بالدبابات وناقلات الجند المصفحة والطائرات الحربية. وقد استمرت العمليات القتالية في المنطقة يوم الخميس، وهو ما أثار شكوكا حول قدرة الأمم المتحدة على إرسال محققين لجمع عينات من الجرحى والموتى.
وقال مسؤولون أميركيون إن الخيارات التي تمت مناقشتها تتضمن شن هجوم صاروخي، قد يشمل إطلاق صواريخ «توماهوك» من إحدى السفن في البحر الأبيض المتوسط، في ظل وجود مدمرتين حربيتين أميركيتين هناك. وعلاوة على ذلك، هناك طائرات مقاتلة وقاذفات تابعة لوزارة الدفاع الأميركية في الشرق الأوسط وأوروبا يمكن استخدامها في شن هجوم جوي على سوريا، كما يمكن انطلاق الطائرات على ارتفاعات عالية محملة بالذخيرة التي يمكن إطلاقها من مواقع بعيدة عن الأراضي السورية التي يحميها نظام دفاعي جوي قوي.
وقد يهدف هذا الهجوم المحتمل إلى تدمير الصواريخ أو بطاريات المدفعية التي تنطلق منها الأسلحة الكيماوية أو غاز الأعصاب، علاوة على أجهزة الاتصالات ومرافق الدعم، كما قد يتم استهداف المقرات والمكاتب الحكومية.
وبعد اطلاع القادة على الصور المريعة للضحايا السوريين، كانت هناك العديد من المحادثات الهاتفية من جانب الدبلوماسيين للإعراب عن الذعر من الوضع الكارثي في سوريا والإحباط من عدم اتخاذ رد فعل مناسب على ذلك. وقال دبلوماسي أوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته «كلها خيارات سيئة».
ومن جهته، تحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، وأعرب عن تعازيه وعن التزام الإدارة الأميركية بـ«التحقيق في ما حدث على الأرض»، حسب تصريحات الناطقة باسم الخارجية بساكي.
وتحدث كيري أيضا مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي أثار احتمال اللجوء لعمل عسكري، كما اتصل بوزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو وعدد من وزراء الخارجية العرب ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وفي الولايات المتحدة، قال مسؤولون إن الإدارة الأميركية ما زالت منقسمة حول ما يتعين القيام به. وقال مسؤول بارز طلب عدم الكشف عن هويته «هناك انقسام بين الذين يرون أنه يتعين علينا التحرك الآن، وأولئك الذين يرون أن الوقت غير مناسب تماما للتحرك». ولم يكشف هذا المسؤول عن أي تفاصيل بشأن المسؤولين الذين يطالبون برد فعل حازم أو أولئك الذين يدعون إلى توخي الحذر، لكنه أشار إلى أن بعض المسؤولين الذين حضروا اجتماع البيت الأبيض قد عبروا عن قلقهم من أن يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى يمكن حشد دعم دولي لشن هجوم عسكري على سوريا، وأن أي هجوم على حكومة الأسد قد يؤدي إلى تفاقم أزمة اللاجئين التي كانت لها آثار سلبية على البلدان المجاورة لسوريا، لا سيما الأردن.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية ليس لديها دليل قوي على استخدام قوات الأسد للأسلحة الكيماوية، في الوقت الذي أشار فيه كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين، لا سيما رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، إلى المخاطر المترتبة على شن عمل عسكري واسع النطاق، بالشكل الذي دعا إليه بعض أعضاء الكونغرس.
«الجيش الحر»: صواريخ الغوطة محملة بنسبة سارين ذات تركيز عال
مركز توثيق يؤكد ظهور أعراض الكيماوي على الضحايا
بيروت: «الشرق الأوسط»
تواصلت أمس عمليات البحث عن جثث الضحايا الذين سقطوا في القصف بالأسلحة الكيماوية بريف دمشق يوم الأربعاء الماضي، حيث أشار ناشطون معارضون إلى العثور على عائلات كاملة مقتولة داخل منازلها في منطقتي عين ترما وزملكا. وقالوا إن «بعض المناطق بدأت تفوح منها رائحة الجثث، فيما المستشفيات الميدانية تعاني نقصا حادا في الكوادر والمواد الطبية».
وذكر ناشطون أنهم «جهزوا عينات من أنسجة بشرية لضحايا الهجوم بالكيماوي قرب العاصمة السورية دمشق لإيصالها إلى فريق مفتشين تابع للأمم المتحدة ينزل في فندق قريب من موقع الهجوم».
في موازاة ذلك، قال النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المنشق عن إدارة الأسلحة الكيماوية في الجيش السوري، لـ«الشرق الأوسط»، إن «بعض قذائف الهاون المحملة بمواد سامة، أطلقتها القوات النظامية من مسافات قريبة من حاجز الحرس الجمهوري عند جسر بغداد، كما أطلقت قذائف من حاجز (السيرونيكس) في منطقة القابون من قبل الفرقة الرابعة».
وأشار إلى أن «الجيش النظامي يملك مستودعات للأسلحة الكيماوية في مطاري الضمير والمزة العسكريين اللذين يقعان بالقرب من المناطق المستهدفة»، مؤكدا أن «كافة الأعراض التي ظهرت على الضحايا كشفت أن النظام استخدم غاز السارين». وأوضح عبد الرزاق أن «من بين الأعراض التي ظهرت على المصابين ضيق بؤبؤ العين»، مشيرا إلى أن «نسبة السارين التي استخدمت هذه المرة كانت بتركيز عال ما تسبب بمقتل أعداد كبيرة».
وفي حين أكد عبد الرزاق أن «غاز السارين يتطاير بسرعة ولا يبقى أثر له بعد 20 دقيقة»، قال إن «كشف هذه المادة يتطلب إجراء تحليل دم للضحايا أو معاينة مكان الاستهداف، حيث يمكن جمع شظايا قذائف وأجزاء صواريخ وإجراء اختبارات عليها».
وأوضح لؤي المقداد، المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «عدة صواريخ وقذائف محملة برؤوس غازات سامة قد أطلقت على عشر نقاط متباعدة جغرافيا»، مؤكدا أن «المواقع العسكرية التي استخدمها النظام لاستهداف مناطق ريف دمشق توزعت بين منطقة (البانوراما) وجبل قاسيون». ولفت المقداد إلى أن «النظام لم يستخدم صواريخ بعيدة المدى، وإنما قذائف وصواريخ معدلة لتحميل الغازات السامة».
وفي سياق متصل، أصدر مركز توثيق الانتهاكات في سوريا تقريرا حول استخدام السلاح الكيماوي في ريف العاصمة، مؤكدا أن «مناطق زملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية ومدينة المعضمية في الغوطة الغربية قد تعرضت إلى قصف بعشرات الصواريخ المحملة بالمواد السامة من قبل القوات النظامية». وجمع المركز شهادات عدد من الأطباء والمسعفين الذين أكدوا أن الأعراض التي عانى منها المصابون والضحايا توزعت بين «التقيؤ وسيلان اللعاب بشكل رغوي وهياج شديد وحدقات دبوسية واحمرار في العينين وزلة تنفسية واختلاجات عصبية وتوقف التنفس والقلب وخروج دماء من الأنف والفم، وفي بعض الحالات الهلوسة وفقدان الذاكرة».
وتزامن هذا التقرير مع إعلان «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» مقتل 28 لاجئا فلسطينيا في سوريا، جراء القصف الكيماوي على منطقة زملكا بدمشق.
مصادر فرنسية: استخدام القوة مع سوريا لا يعني ضربات عسكرية
أوضحت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي
باريس: ميشال أبو نجم
بينما انتقدت روسيا دعوة وزير خارجية فرنسا لرد «يعتمد على القوة» في حال ثبت استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ليل الثلاثاء – الأربعاء في غوطة دمشق ومعظمية الشام المحيطتين بالعاصمة معتبرة أنها دعوة «لا يمكن القبول بها»، سعت مصادر رسمية فرنسية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» إلى «توضيح» ما يعنيه الوزير فابيوس في تصريحاته أول من أمس.
بيد أن الموقف الفرنسي المبدئي المتشدد لاقى أصداء إيجابية لدى الرأي العام والطبقة السياسية إذ أيد وزيرا الخارجية السابقين آلان جوبيه وبرنار كوشنير اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية ضد النظام السوري حتى من غير الحصول على ضوء أخضر من مجلس الأمن الدولي. وانضم الكاتب والفيلسوف برنار هنري ليفي الذي لعب دورا محوريا في دفع رئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي للتدخل العسكري في ليبيا إلى دعاة الرد المتشدد في سوريا. وفي السياق عينه، اعتبرت صحيفة «لو موند» واسعة النفوذ أن التنديد «لم يعد يكفي» وأنه يتعين على الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية والبلدان الأوروبية «احترام» ما وعدت به الصيف بالقيام بـ«رد صاعق» في حال استخدم الرئيس الأسد السلاح الكيماوي لتحتفظ بشيء من المصداقية.
لكن هذا الدعوات تبدو لغالبية المحللين الفرنسيين «فارغة من المعنى» والقناعة الراسخة هي أن «أحدا لن يتحرك إن استخدم السلاح الكيماوي أم لم يستخدم طالما أن الطرف الأميركي غير راغب بالانجرار إلى حرب في الشرق الأوسط». ويجمع المحللون على أن باريس وحدها «غير قادرة على التدخل العسكري» كما أن توفير «توافق أوروبي» على عمل من هذا القبيل يبدو بعيد المنال بسبب خلافات الأوروبيين الداخلية. فضلا عن ذلك، تؤكد مصادر دفاعية أخرى اتصلت بها «الشرق الأوسط» أن «باريس ليست لديها الوسائل العسكرية للقيام منفردة بعمل كهذا الذي لا يمكن أن يحصل إلا بمشاركة أميركية أو أطلسية».
من جهتها، ألقت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أضواء مختلفة على ما يتعين فهمه من تصريحات فابيوس حيث أعادت التذكير بأن الرئيس هولاند ربط أي عمل عسكري ضد النظام السوري وقواته بقرار يستند إلى الشرعية الدولية أي إلى مجلس الأمن الدولي ما يعيد الموضوع إلى المربع الأول. وقالت هذه المصادر إن الموقف الفرنسي «لم يتغير» حول هذه النقطة وهي تدرج إقامة منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي جزئي أو كامل فوق سوريا ضمن المبادرات التي تحتاج لغطاء دولي. وخلاصتها أنه لا يتعين توقع قيام طائرات الرافال الفرنسية بضرب مواقع عسكرية في سوريا كما حصل في ليبيا أو في مالي.
ولكن السؤال المطروح يتناول ما عناه الوزير الفرنسي عندما تحدث عن رد «يعتمد على القوة»؟ تجيب المصادر المشار إليها بالتوقف عند نقطتين اثنتين: الأولى، أن مروحة «أعمال القوة» واسعة ولا تعني بالضرورة التدخل العسكري المباشر والثانية أنه ثمة «أعمال قوة» يمكن القيام بها من غير الحاجة إلى قرار من مجلس الأمن الدولي. وعلى هذا الصعيد، تعدد المصادر الفرنسية بعض هذه الأعمال ومنها الانتقال إلى مرحلة جديدة ومتقدمة في عملية تسليح الجيش السوري الحر وهو ما امتنعت عنه باريس حتى الآن بحجة أنها لم تحصل على «الضمانات الكافية» التي تطمئنها إلى أن السلاح المعطى للمعارضة لن يذهب إلى «الأيدي الخطأ». وحتى الآن قالت باريس إنها تكتفي بتقديم المعدات «غير القاتلة». أما إذا تبين أن النظام يستخدم السلاح الكيماوي على شكل واسع فهذا يعني، في نظر هذه المصادر، أن الوضع «تغير برمته» الأمر الذي يستدعي التعامل معه «بشكل جديد». وأضافت هذه المصادر أن باريس «تتشاور» مع شركائها في العالم العربي وأوروبا فضلا عن الولايات المتحدة الأميركية للنظر في «الرد المناسب» على «الأبعاد الجديدة» للحرب في سوريا. كذلك تدرج باريس في هذا السياق عمليات تدريب عناصر الجيش السوري الحر ومده بالأسلحة «النوعية» التي يطالب بها منذ شهور ولكنه حرم منها حتى الآن أقله من المصادر الغربية. وبكلام آخر، فإن باريس تعرب عن نيتها «الانخراط» بشكل أكبر فيما هو حاصل في سوريا خصوصا بعد لجوء النظام إلى السلاح الكيماوي وهو ما تعتبره «اجتيازا لكل الخطوط الحمراء».
بموازاة ذلك، تتركز مساعي الدبلوماسية الفرنسية في الوقت الحاضر على تكثيف الضغوط على النظام السوري وعلى حلفائه لحمله على قبول وصول المفتشين الدوليين إلى المواقع المستهدفة. وترى باريس أن مجلس الأمن سيكون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يسمح للمحققين بزيارة المواقع وفي حال تأكيد استخدام النظام لهذا السلاح سيكون عليه أن يتحرك بقوة وأن يتخذ الخطوات اللازمة وعندها سيكون من الصعب على روسيا «والصين» الوقوف بوجه عمل ما بحق النظام السوري إذ عليهما أن يتحملا مسؤولياتهما الدولية. أما إذا لم تسمح الحكومة السورية للمحققين بتفحص الوقائع فعندها سيعود الملف مجددا إلى مجلس الأمن الدولي مع وجود اقتناع متزايد بأن النظام مذنب وإلا فلماذا يحول دون أن تقوم اللجنة بعملها.
مؤكديْن أهمية عودة الديمقراطية بمصر
العطية وأوغلو يدعوان لتحرك سريع بسوريا
حمل وزير خارجية قطر خالد العطية مجلس الأمن الدولي مسؤولية الإخفاق في القيام بواجبه في سوريا. ودعا بمؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو بإسطنبول إلى تجاوز المجلس واللجوء للجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على دعم دولي أكبر لإنقاذ الشعب السوري.
وشدد الوزيران القطري والتركي اليوم السبت على أن على الأمم المتحدة أن تتحرك للتفتيش في سوريا عقب الاتهامات التي وجهتها المعارضة للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيمياوية في قصف ريف دمشق.
وقال العطية إن الدوحة وأنقرة تعملان بجد لتجاوز معضلة تحرك مجلس الأمن فيما يتعلق بالوضع في سوريا، ويأتي ذلك بعد مقتل أكثر من 1300 شخص الأربعاء بهجوم على ريف دمشق يعتقد على نطاق قوي أنه بأسلحة كيمياوية.
وأضاف المسؤول القطري أن بلاده تبحث عن طرق بديلة لإنقاذ الشعب السوري تحت مظلة الأمم المتحدة.
وفي السياق ذاته، قال أوغلو إن الكثير من الدول صُعقت من استخدام النظام السوري للسلاح الكيمياوي، محذرا من وجود “جريمة إنسانية بسوريا ستتكرر إن لم يتحرك المجتمع الدولي”.
وشدد الوزير التركي على أن بلاده وقطر تعتقدان أنه على الأمم المتحدة أن تبدأ التفتيش داخل سوريا فورا فيما يتصل باستخدام الأسلحة الكيمياوية، قائلا إنه “مهما كان الطرف المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيمياوية فنحن ضده”.
واعتبر أوغلو أن عدم سماح النظام السوري بدخول فرق التفتيش إلى أماكن وقوع المجزرة، يُعد دليلا على محاولة ذلك النظام طمس الأدلة.
تغيير مصر
وفي سياق متعلق بالشأن المصري، قال العطية إن التغيير في مصر حدث بالقوة، لافتا إلى أن الأطراف التي قادت التغيير كان لديها “إمكانية الحل السياسي”.
وشدد العطية على أن الأمل ما زال قائما لحل يقوم على إطلاق المعتقلين وبدء حوار شامل، لأن “أي تصدع في مصر يضر العرب جميعا”.
وذكر الوزير القطري أن مصر ليست على الهامش وهي صمام أمان الوطن العربي “وأي تصدع فيها يضر بنا جميعا” مبينا أن الدوحة لم تحد عن مبادئها وستستثمر علاقتها بأنقرة لمساعدة المصريين على الحوار.
وهو ما أكده أوغلو الذي قال إن هناك مشاورات مستمرة بين تركيا وقطر، حيث يتقاسم البلدان الأفكار بشأن مصر، مضيفا “نحن نريد استعادة الديمقراطية في مصر وبسرعة”.
كما دعا وزير خارجية تركيا إلى ضرورة الإفراج عن كل السياسيين بمصر وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي.
بوادر تحرك عسكري أميركي ضد النظام السوري
لاحت بوادر تحرك أميركي عسكري لضرب قوات النظام السوري. فبينما قالت شبكة سي بي أس نيوز الأميركية إنها علمت أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تعكف على التحضيرات الأساسية لتوجيه ضربة بصواريخ كروز من البحر لقوات النظام السوري، نقلت رويترز عن مسؤول دفاعي قوله إن البحرية الأميركية ستزيد من وجودها في البحر المتوسط بسفينة حربية.
وأشارت شبكة سي بي أس نيوز أن سوزان رايس مستشارة أوباما للأمن القومي ذكرت في تغريدة لها على موقع تويتر الجمعة أن ما حدث في ضواحي دمشق كان هجوما واضحا بالأسلحة الكيمياوية.
وأشارت الشبكة إلى أن قائد القوات الأميركية في البحر المتوسط أمر بتحريك سفن للبحرية لتكون قريبة من سوريا استعدادا لضربة محتملة بصواريخ كروز من البحر.
وأوضحت الشبكة أن شن ضربة بصواريخ كروز من البحر لن يعرض حياة أي أميركي للخطر، لكن الضربة ستكون وقائية ليس هدفها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وإنما التأكيد على أنه لن يفلت من فعلة استخدام أسلحة كيمياوية, وأضافت أن أن الأهداف المحتملة للضربة ستتضمن مستودعات ومنصات تستخدم لإطلاق الأسلحة الكيمياوية.
اجتماع
كما التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما كبار مستشاريه للأمن القومي اليوم السبت حيث بحثوا الرد في حال ثبت أن النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيمياوي في مجزرة غوطة دمشق, بينما قال مسؤول في البيت الأبيض إن لدى واشنطن عدة خيارات للرد.
وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع (بنتاغون) أن واشطن عززت قطعها البحرية في البحر المتوسط بمدمرة رابعة مجهزة بصواريخ “كروز” وذلك بسبب تطورات الأوضاع في سوريا.
من جانب آخر، قال وزير الدفاع تشاك هيغل إن وزارته تقوم بحشد قوات تحسبا لأي خيار يتخذه الرئيس أوباما ضد سوريا, في حين نقل عن مسؤولين قولهم إن أوباما الذي يعارض حتى الآن دعوات لتدخل عسكري في سوريا، لم يتخذ قرارا بعد بشأن توجيه الضربة المحتملة.
وكان الرئيس الأميركي قال في وقت سابق في مقابلة حصرية مع شبكة سي أن أن بثت الجمعة، إن الوقت يقترب بشأن اتخاذ رد محدد على “الأعمال الوحشية” المزعومة من جانب دمشق.
وحول ما تردد عن مزاعم المعارضة السورية عن قيام قوات الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام أسلحة كيمياوية مما أسفر عن مقتل 1300 شخص، قال أوباما إن المسؤولين الأميركيين يقومون “الآن بجمع المعلومات، ونحن نرى مؤشرات على أن هناك حدثا كبيرا هو مثار قلق شديد”.
وقال أوباما إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتورط فعليا في سوريا دون دعم من الأمم المتحدة وتحالف دولي، وأضاف أن “القفز في مثل هذه الحالات يجعل الولايات المتحدة تغرق في تدخلات باهظة الثمن للغاية وصعبة التكلفة”.
توسيع وجود
في سياق متصل نقلت وكالة رويترز عن مسؤول دفاعي أميركي قوله إن السفينة ماهان كانت قد أنهت مهمتها ومن المقرر أن تعود لقاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا ولكن قائد الأسطول السادس الأميركي قرر إبقاء السفينة في المنطقة.
وشدد المسؤول غير المسموح له بالتحدث علانية على أن البحرية لم تتلق أوامر بالاستعداد لأي عمليات عسكرية فيما يتعلق بسوريا.
وصرح مسؤول دفاعي كبير لرويترز في وقت سابق بأن المسؤولين الأميركيين يدرسون سلسلة من الخيارات للرد على تقارير بأن سوريا استخدمت أسلحة كيمياوية ضد المدنيين، من بينها احتمال شنّ هجمات بصواريخ كروز من البحر.
على الصعيد ذاته أشار وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل بقوة إلى أن الولايات المتحدة تضع القوات البحرية في أوضاع مناسبة تحسبا لأي قرار يتخذه الرئيس باراك أوباما بالقيام بعمل عسكري في سوريا بعد استخدام الأسلحة الكيمياوية على ما يبدو.
وقال هيغل للصحفيين المسافرين معه إلى ماليزيا إن “وزارة الدفاع عليها مسؤولية تزويد الرئيس بالخيارات لكل الحالات الطارئة، وهذا يتطلب وضع قواتنا وإمكاناتنا في أوضاع مناسبة كي تكون قادرة على تنفيذ الخيارات المختلفة مهما كانت الخيارات التي قد يختارها الرئيس”.
تحرك أميركي وإدانة إيرانية لمجزرة الكيمياوي
مبعوثة أممية بدمشق للتحقيق بمجزرة الأربعاء
بدأت ردود الأفعال الدولية تجاه الهجوم الكيمياوي على مدن ريف دمشق تأخذ منحى أكثر جدية بوصول مسؤولة أممية رفيعة المستوى إلى سوريا، في وقت أدان فيه الرئيس الإيراني استخدام الأسلحة الكيمياوية بينما لاحت بوادر لتحرك عسكري أميركي بالمنطقة.
فقد وصلت ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح إلى سوريا أنجيلا كين اليوم السبت للحث على السماح للمفتشين الأمميين بالوصول إلى موقع يشتبه بتعرضه لهجوم بأسلحة كيمياوية.
ويتزامن قدوم كين مع وجود فريق من مفتشي الأمم المتحدة بالفعل في سوريا للتحقيق في مزاعم سابقة باستخدام أسلحة كيمياوية.
وفي هذا الصدد، قال إدواردو دي بوي مساعد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن بان كي مون “طلب بشكل عاجل من السلطات السورية الرد بشكل إيجابي وسريع على طلبه” إجراء تحقيق في المكان، وحث أيضا كل الدول الأعضاء بالأمم المتحدة “التي لها مصالح ونفوذ” في هذه القضية على “بذل أقصى الجهود من أجل إقامة جو آمن يتيح للبعثة بدء عملها”.
وكان ناشطون سوريون قد أكدوا الجمعة أنهم يسعون لإيصال عينات من أنسجة بشرية أخذوها من مكان وقوع الهجوم إلى فريق التفتيش الموجود على بعد كيلومترات في أحد فنادق دمشق.
وفي هذه الأثناء، قال التلفزيون السوري إن جنودا دخلوا أنفاق مقاتلي المعارضة وعثروا على مواد كيمياوية في أنفاق لمقاتلي المعارضة في ضاحية جوبر.
ونقل التلفزيون عن مصادر إخبارية قولها إن الجنود دخلوا أنفاق “الإرهابيين” وعثروا على مواد كيمياوية، وفي بعض الحالات كان الجنود يختنقون أثناء دخولهم جوبر.
إدانة إيرانية
في غضون ذلك، أدان الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني بشدة استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا، ودعا المجتمع الدولي إلى التعقل وبذل الجهود الممكنة للحيلولة دون استخدام هذا النوع من الأسلحة المحظورة.
وقال روحاني اليوم السبت إن “الجمهورية الإسلامية بوصفها إحدى ضحايا مثل هذه الهجمات بالغازات السامة (نهاية الحرب العراقية الإيرانية 1988) فإنها تندد بشدة باستخدام هذه الأسلحة”.
وقال الرئيس الإيراني إن الوضع السائد اليوم في سوريا ومقتل الأبرياء بالأسلحة الكيمياوية أمر مؤلم جدا، وفق التصريحات التي أوردتها مواقع حكومية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (مهر) عن روحاني قوله إن الكثير من الأبرياء قتلوا خلال هذه الهجمات، وطالب المجتمع الدولي بالتعقل في رد فعله وذلك للعمل في المقام الأول على تهدئة الوضع.
وأفاد مراسل قناة الجزيرة في طهران عبد القادر فايز أن روحاني وصف قتلى السلاح الكيمياوي بالشهداء، وأبدى استعداد إيران للتعاون مع المجتمع الدولي من أجل منع استخدام هذا النوع من الأسلحة، وقال إنه يدين بشدة استخدامها أياً كان المستخدم.
أسف ألماني
وفي نفس السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يقوم بزيارة لرام الله بالضفة الغربية السبت أن كل المعلومات تدل على أن النظام السوري ارتكب “مجزرة كيميائية” هذا الأسبوع في ريف دمشق.
وقال فابيوس إثر لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله “كل المعلومات التي لدينا تتقاطع لتؤكد حصول مجزرة كيميائية قرب دمشق، وتدل على أن نظام بشار الأسد يقف وراء هذا الأمر”.
كما انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل موقف روسيا والصين الذي رأت أنه أعاق التحقيق الأممي في تقارير تحدثت عن استخدام محتمل لغازات سامة في سوريا.
ففي مقابلة مع مجلة “فوكوس” الألمانية في عددها الذي سيصدر بعد غد الاثنين، قالت ميركل إنه “للأسف فإن اعتراض روسيا والصين حال دون أن يوجه مجلس الأمن الدولي مطالبة واضحة للنظام السوري بضمان الوصول الحر بالنسبة للمفتشين الدوليين إلى المناطق المعنية بهذه الواقعة”.
واعتبرت موسكو أن الدعوات في أوروبا للضغط على الأمم المتحدة من أجل استخدام القوة ضد نظام الرئيس بشار الأسد بعد معلومات عن استخدامه الأسلحة الكيمياوية “غير مقبولة”.
سيناريوهات تدخل
يأتي ذلك بينما قال مسؤول عسكري رفيع المستوى إن الجيش الأميركي يعكف على تحديث لسيناريوهات تدخّل بالقوة في سوريا، بغية منح الرئيس باراك أوباما عدة خيارات إذا قرّر تعزيز أي تحرّك أميركي، لاسيّما في ظل وجود مزاعم جديدة بشأن احتمال استخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية.
ونقلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية عن المسؤول الأميركي القول إنه تم وضع لائحة الأهداف المحتملة لعمليات قصف جوي، وكذلك إعداد احتمالات استخدام صواريخ كروز بما يتيح عدم استخدام طائرات مقاتلة وعلى متنها طيارو سلاح الجو، فوق الأجواء السورية.
ومع بوادر التحرك العسكري الأميركي هذه، ذكرت سوزان رايس مستشارة أوباما للأمن القومي في تغريدة لها على موقع تويتر الجمعة أن ما حدث في ضواحي دمشق كان هجوماً واضحاً بالأسلحة الكيمياوية.
وأشارت شبكة ( سي بي إس نيوز) إلى أن قائد القوات الأميركية في البحر المتوسط أمر بتحريك سفن للبحرية لتكون قريبة من سوريا استعدادا لضربة محتملة بصواريخ كروز من البحر.
وأوضحت الشبكة أن شن ضربة بصواريخ كروز من البحر لن يعرض حياة أي أميركي للخطر، لكن الضربة ستكون وقائية ليس هدفها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وإنما التأكيد على أنه لن يفلت من فعلة استخدام أسلحة كيمياوية.
الحر يسقط طائرتين ودمشق تواصل القصف
تمكن الجيش السوري الحر اليوم السبت من إسقاط طائرتين حربيتين في حي جوبر والغوطة الشرقية وفقا لما أعلنه اتحاد التنسيقيات، في حين جددت قوات النظام قصفها لعدد من الأحياء في العاصمة دمشق ومناطق أخرى، مما أسفر عن مقتل 33 شخصا بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وذكرت شبكة شام أن المدفعية الثقيلة قصفت أحياء القابون وبرزة ومخيم اليرموك، في حين سقطت عدة صواريخ أرض أرض على المنطقة الواقعة بين أحياء جوبر والقابون، في ظل اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام، وشنّ قوات النظام حملة دهم للمنازل في حي ركن الدين.
في المقابل ذكر التلفزيون السوري اليوم أنه تم تسجيل حالات اختناق في صفوف جنود الجيش النظامي، خلال دخولهم إلى موقع في حيّ جوبر بـريف دمشق يُعتقد أن مَن وصفهم بالإرهابيين استخدموا فيه أسلحة كيمياوية.
وقال التلفزيون السوري إن “قوات من الجيش تطوّق المنطقة في حيّ جوبر بريف دمشق التي يعتقد أن الإرهابيين استخدموا السلاح الكيمياوي فيها”.
قصف النظام
وبريف دمشق كذلك استهدف قصف الطيران الحربي عددا من المدن والقرى، كما وجه النظام راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة إلى مدن وبلدات الأخرى وسط اشتباكات على طريق المتحلق الجنوبي من جهة مدن زملكا وعربين واشتباكات في محيط مدينة معضمية الشام.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد المدينة منذ صباح اليوم قصفا مدفعيا وصاروخيا وبالرشاشات الثقيلة من الفرقة الرابعة ومن الثكنات والحواجز العسكرية المحيطة بالمدينة, استهدف معظم أحياء المدينة.
الاشتباكات تواصلت بمدن سورية بين الجيش الحر والنظامي (رويترز)
وبحسب المكتب الإعلامي للمجلس المحلي لداريا فإن قوات النظام تواصل إرسال قواتها في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة، وأشار المكتب إلى أنه تم رصد دخول أربع دبابات وعدد من المدرعات والسيارات التي تحمل الجنود “الشبيحة” من مدخل المدينة الشرقي.
وبالتزامن مع هذه التطورات قصفت قوات النظام السوري براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة أحياء حمص المحاصرة، وسط اشتباكات عنيفة بالمنطقة، في حين تعرض ريف المدينة إلى قصف بقذائف الهاون.
اشتباكات
وفي حلب اندلعت اشتباكات عند معبر كراج الحجز في حي بستان القصر بين الجيش الحر وقوات النظام، وتجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة على مدينة السفيرة بريف حلب.
وبحسب شبكة شام فقد استهدف قصف الطيران الحربي كذلك أحياء درعا البلد، وسط قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة لأحياء درعا البلد واشتباكات عنيفة في أحياء البدو ومنطقة جمرك درعا القديم والمنشية، في ظل تواصل القصف على ريف المدينة.
وبريف إدلب استهدفت قوات النظام مدينة أريحا ووقعت اشتباكات عنيفة جنوب مدينة معرة النعمان بين الجيش الحر وقوات النظام.
وكانت شبكة شام قد أوردت في وقت سابق خبرا عن سقوط عدد كبير من الجرحى بعد أن قصفت الطائرات الحربية مدينة أريحا في ريف إدلب بالبراميل المتفجرة.
كما قصفت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدينة كفرزيتا وقرى سهل الغاب الشمالي بريف حماة، في حين اقتحمت قوات النظام قرية العشارنة وسط إطلاق نار كثيف.
ممثلة الأمم المتحدة تصل إلى دمشق للتحقيق في “الكيماوي“
تقييم مبدئي للمخابرات الأميركية يقول إن الأسد استخدم أسلحة كيماوية
نيويورك- فرانس برس، لندن – رويترز
وصلت أنجيلا كين، ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح، إلى سوريا، السبت، للحث على السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى موقع الغوطة بريف دمشق، الذي يشتبه بتعرّضه لهجوم بأسلحة كيماوية. وتتزامن زيارتها مع تواجد فريق مفتشي الأمم المتحدة بالفعل في سوريا للتحقيق في مزاعم سابقة باستخدام أسلحة كيماوية في مواقع أخرى.
وقد وصلت كين إلى فندق “فورسيزونز” في دمشق بحلول فترة الظهيرة بالتوقيت المحلي أي 9 بتوقيت غرينتش.
يأتي هذا في وقت كشفت مصادر أمنية أميركية وأوروبية أن تقييماً مبدئياً لأجهزة المخابرات الأميركية وأجهزة مخابرات متحالفة معها يشير إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية لمهاجمة منطقة قرب دمشق هذا الأسبوع، وأن الهجوم حصل على الأرجح على موافقة من مسؤولين كبار في حكومة الرئيس بشار الأسد.
وكانت الأمم المتحدة طلبت، أمس الجمعة، من الحكومة السورية السماح بشكل عاجل لخبرائها بالتحقيق قرب دمشق حول اتهامات المعارضة السورية باستخدام أسلحة كيماوية.
النظام “لديه شيء يخفيه”
ومن جهتها، قالت بريطانيا إنها تعتقد أن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن هجمات بأسلحة كيماوية وقعت في ضواحي دمشق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وأنها تعتقد أن الحكومة السورية لديها “شيء تخفيه”. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: “أعرف أن هناك في العالم من يريدون القول إن هذه مؤامرة فعلتها المعارضة في سوريا، وأعتقد أن إمكانية هذا ضئيلة للغاية، ولذلك نحن نعتقد أن هذا هجوم كيماوي لنظام الأسد”. وكثف هيغ دعواته للسماح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول موقع الهجوم، وقال إن بريطانيا ستلجأ إلى مجلس الأمن الدولي لتطلب تفويضاً أقوى إذا لم يتم السماح للمفتشين بالدخول.
ومضى يقول: “عبّر أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن تأييدهم لذهاب فريق الأمم المتحدة إلى هناك. لم يستطيعوا هذا بعد، ويبدو أن نظام الأسد لديه ما يخفيه، وإلا لماذا لم يسمح لفريق الأمم المتحدة بالذهاب إلى هناك؟”. وأضاف “التفسير الوحيد الذي استطعنا أن نراه هو هجوم كيماوي. لا يوجد تفسير آخر معقول لسقوط ضحايا بهذا الكم في منطقة صغيرة كهذه على هذا النطاق”.
إلى ذلك، أشار أن الهجوم المزعوم “ليس أمراً يستطيع عالم إنساني ومتحضر” تجاهله. وذكر أنه يعتزم الحديث إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق اليوم الجمعة.
يذكر أن مجزرة الغوطة بدمشق أوقعت ما لا يقل عن 1300 قتيل وأكثر من 6000 جريح.
لأول مرة.. إيران تلمح إلى استخدام الكيماوي في سوريا
أكد أن بلاده تدين بشدة استخدام أسلحة كيماوية دون أن يشير إلى الجهة المسؤولة
طهران- فرانس برس
تحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني، لأول مرة السبت، عن استخدام “عناصر كيماوية” في سوريا، وذلك بعد أيام على الاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد بشن هجوم كيماوي قرب دمشق أدى الى مقتل المئات.
وقال روحاني إن “الوضع السائد اليوم في سوريا ومقتل عدد من الأشخاص الأبرياء بسبب عناصر كيماوية أمر مؤلم جداً” بحسب ما أورد موقع الحكومة، مضيفا أن إيران- التي كانت ضحية أيضا لهجمات كيماوية خلال حربها مع العراق (1980-1988)- “تدين بشدة استخدام أسلحة كيماوية”.
إلا أن روحاني لم يذكر من الجهة المسؤولة عن مجزرة الغوطة. يأتي هذا في وقت، من المتوقع أن تتوجه ممثلة الأمم المتحدة العليا لنزع الأسلحة أنجيلا إلى دمشق اليوم السبت للتفاوض حول سبل إجراء تحقيق حول استعمال أسلحة كيماوية في الغوطة في ريف دمشق حيث وقع أكثر من 1300 قتيل بينهم أطفال ونساء.
خبراء: الهجوم الكيماوي على سوريا هو الأسوأ خلال ربع قرن
نظام الأسد لا يبدي أي موافقة للسماح للمحققين الدوليين للتحقيق رغم مقتل المئات
دبي – تهاني الجهني
يعتقد الخبراء الغربيون أن الهجوم الذي شهدته سوريا بصواريخ الغاز الكيماوي يعتبر أسوأ هجوم كيماوي خلال ربع قرن.
أيام مضت على مجزرة الكيماوي في سوريا، التي راح ضحيتها المئات من الأرواح من دون أن يبدي النظام السوري أي موافقة على السماح للمحققين الدوليين الموجودين أصلا في سوريا، للتحقيق في حوادث سابقة بالتوجه الى مسرح جريمة الغوطتين بريف دمشق.
وفيما تبدي المعارضة السورية وأطراف دولية خشيتها من التأخير في إجراء التحقيقات أوفد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، انجيلا كاين ممثلة الأمم المتحدة لنزع الأسلحة للتفاوض مع النظام السوري.
وبحسب خبراء في الأسلحة الكيماوية فإن المماطلة في التحقيق تزيد من احتمالات إتلاف وإخفاء الأدلة أو التلاعب فيها.
وكانت مصادر أمنية أميركية وأوروبية قد ذكرت، أن تقييما مبدئيا لأجهزة المخابرات الأميركية وأجهزة أخرى يشير إلى أن قوات النظام السورية استخدمت فعلا الأسلحة الكيماوية في الهجوم على الغوطتين بريف دمشق، وأن ذلك حصل على موافقة من مسؤولين كبار في حكومة الرئيس بشار الأسد.
في غضون ذلك تحرص المعارضة على جمع وحفظ ما أمكنها من أدلة.
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية فإن المعارضة تعمل على جمع عينات أنسجة بشرية من ضحايا الهجوم الكيماوي وتهريبها الى الخارج والى فريق المحققين الدوليين في الداخل لتسهيل مهمة التحقيق.
أوباما يبحث “الرد” على كيماوي سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن البيت الأبيض في بيان أنه سيبحث مجموعة من الخيارات بشأن سوريا خلال اجتماع للرئيس باراك أوباما مع مستشاري الأمن القومي السبت لمناقشة كيفية الرد على استخدام أسلخة كيماوية في سوريا.
وقال البيان “كما قلنا من قبل فإ ن الرئيس وجه أجهزة المخابرات لجمع حقائق وأدلة حتى يمكننا تحديد ما حدث في سوريا. وبمجرد تأكدنا من الحقائق فان الرئيس سيتخذ قرارا حول كيفية الرد”.
وأضاف :” لدينا مجموعة من الخيارات متاحة وسنتصرف بتأن حتى نتخذ قرارات تتسق مع مصالحنا القومية.”
وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هغل قد قال الجمعة إن البنتاغون يقوم بعملية تحريك للقوات كي تكون جاهزة في حال قرر الرئيس باراك أوباما تنفيذ عمل عسكري ضد سوريا.
وقال هغل للصحفيين المرافقين له على متن الطائرة في طريقه إلى ماليزيا إنه، وفي خضم الدعوات لتدخل عسكري ضد النظام السوري بعد الاتهامات التي وجهت له باستخدام السلاح الكيماوي، فإن القادة العسكريين الأميركيين حضروا للرئيس مجموعة من “الخيارات” إذا ما قرر شن هجوم على حكومة الرئيس بشار الأسد.
فرنسا: مجزرة كيماوية
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، السبت، إن كل المعلومات تدل على أن القوات الحكومية السورية ارتكبت “مجزرة كيمياوية” هذا الأسبوع في ريف دمشق.
وأضاف فاييوس، الذي يقوم بزيارة لرام الله في الضفة الغربية، “كل المعلومات التي لدينا تتقاطع لتؤكد حصول مجزرة كيمياوية قرب دمشق، ولتدل على أن نظام (الرئيس) بشار الأسد يقف وراء هذا الأمر”.
واتهمت المعارضة الجيس السوري بشن هجمات بالأسلحة الكيماوية الأربعاء في ريف دمشق أوقعت 1300 قتيل، حسب مصادر المعارضة.
وطالب وزير الخارجية الفرنسي بتوجه فريق الأمم المتحدة إلى الموقع بسرعة للقيام بعمليات التجقق الضرورية، مؤكدا أنه “إن لم يكن للنظام ما يخفيه، فلتجر عمليات التحقيق على الفور”.
روحاني: أمر مؤلم
من جهة أخرى تحدث الرئيس الإيراني، حسن روحاني، عن استخدام “عناصر كيماوية” في سوريا.
وقال روحاني إن “الوضع السائد اليوم في سوريا ومقتل عدد من الأشخاص الأبرباء بسبب عناصر كيماوية أمر مؤلم جدا”، حسب ما أورد موقع الحكومة الإيرانية.
ولم يتطرق روحاني إلى المسؤولين عن استخدام أسلحة كيماوية، لكن الناطق باسم الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، أعلن الخميس أنه إذا تأكدت المعلومات عن استخدام أسلحة كيماوية فسيكون مسلحو المعارضة السورية هم المسؤولون عن ذلك.
المحققون في دمشق
من جهة أخرى وصلت ممثلة الأمم المتحدة العليا لنزع الأسلحة أنجيلا كاين، السبت، إلى دمشق للتفاوض بشأن سبل إجراء تحقيق بخصوص اتهامات المعارضة للنظام باستخدام الكيماوي، كما أفادت وكالة “فرانس برس”.
ووصلت مسؤولة الأمم المتحدة إلى فندق “فور سيزنز” في دمشق بدون الإدلاء بأي تصريح.
وستطلب من الحكومة السورية أن تسمح لخبراء الأمم المتحدة الموجودين في سوريا بالتحقيق في منطقة ريف دمشق في صحة هذه الاتهامات.
دمشق: كيماوي في أنفاق مسلحي المعارضة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال التلفزيون السوري إن جنودا عثروا على مواد كيماوية في أنفاق لمقاتلي المعارضة في ضاحية جوبر بدمشق، السبت، مضيفا أن بعض الجنود يعانون من الاختناق.
ونقل التلفزيون عن مصادر إخبارية قولها إن الجنود دخلوا أنفاق “الإرهابيين” وعثروا على مواد كيماوية وفي بعض الحالات كان الجنود يختنقون أثناء دخولهم جوبر.
وتابع أن عربات الاسعاف هرعت لإنقاذ من يختنقون في جوبر مضيفا، أن وحدة تابعة للجيش تستعد لاقتحام الضاحية التي يتمركز بها مقاتلو المعارضة الذين يقاتلون من أجل الاطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وكانت المعارضة السورية اتهمت النظام السوري باستخدام غازات سامة في قصف بلدات حمورية وعين ترما وزملكا في ريف دمشق فجر الأربعاء الماضي ما أسفر، وفقا لها، عن مقتل نحو 1300 شخص وإصابة المئات.
وتزامن الهجوم مع بدء زيارة فريق تابع للأمم المتحدة من خبراء الأسلحة الكيماوية للتحقيق من مزاعم سابقة لاستخدام هذا النوع من الأسلحة.
من جانبه طالب رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا بحظر جوي لحماية المدنيين السوريين، وقال في مؤتمر صحفي في اسطنبول “إن العالم مازال صامتا فيما يضرب نظام الأسد السوريين بالأسلحة الكيماوية”.
قصف في دمشق والمعارضة تتقدم بإدلب
ميدانيا، قصفت القوات الحكومية بالمدافع وراجمات الصواريخ منطقة المعضمية ومخيم اليرموك في العاصمة دمشق، السبت، وتزامن ذلك مع وقوع اشتباكات وصفها ناشطون بـ”العنيفة” بين الجيشين السوري والحر على أطراف المكان، حسب ما أفادت مصادر خاصة لسكاي نيوز عربية.
وتحدث ناشطون معارضون عن إسقاط الكتائب المسلحة طائرتين إحداهما من طراز “ميغ” فوق الغوطة الشرقية، والثانية طائرة مروحية فوق منطقة كباجب في ريف دير الزور الشرقي.
وفي إدلب، سيطر مقاتلو المعارضة المسلحة على مدينة أريحا بشكل شبه كامل عقب أسبوع من بدء معركة أسمتها المعارضة “معركة كسر القيود”.
وأعقب تقدم المعارضة المسلحة في مدينة أريحا تنفيذ الطائرات الحربية عدة غارات على المنطقة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتحدثت مصادر خاصة لسكاي نيوز عربية عن مقتل العشرات وجرح عدد آخر في انفجار سيارة مفخخة استهدف حاجزا للقوات الحكومية في مدينة درعا البلد جنوبي البلاد.
التلفزيون السوري: جنود الجيش دخلوا أنفاقا لمقاتلي المعارضة وعثروا على مواد كيماوية
بيروت (رويترز) – قال التلفزيون الحكومي السوري إن جنودا عثروا على مواد كيماوية في أنفاق لمقاتلي المعارضة في ضاحية جوبر بدمشق يوم السبت رافضا المسؤولية عن هجوم بغاز للاعصاب قتل المئات هذا الاسبوع.
ووصلت مسؤولة رفيعة في مجال نزع السلاح من الامم المتحدة الى دمشق يوم السبت لطلب السماح لمفتشي الامم المتحدة بدخول موقع الهجوم بينما تعيد الولايات المتحدة نشر قواتها البحرية في المنطقة بما يعطي الرئيس الامريكي باراك اوباما الخيار لشن ضربة مسلحة على سوريا.
وتقول المعارضة السورية ان ما بين 500 إلى اكثر من 1000 مدني قتلوا في هجوم بالغاز نفذته قوات الرئيس السوري بشار الاسد. واثارت صور الضحايا دعوات في الغرب إلى تدخل عاجل بقيادة الولايات المتحدة بعد عامين ونصف من الصمت الدولي في مواجهة الصراع في سوريا.
وفي محاولة واضحة لتعزيز نفي الحكومة المسؤولية عن الهجوم الكيماوي المزعوم قال التلفزيون السوري ان جنودا من القوات الحكومية عثروا على اسلحة كيماوية في انفاق للمعارضة المسلحة في ضاحية جوبر وان بعضهم تعرض للاختناق.
ونقل التلفزيون عن مصادر اخبارية قولها إن الجنود يدخلون أنفاق “الإرهابيين” وعثروا على مواد كيماوية وفي بعض الحالات كان الجنود يختنقون أثناء دخولهم جوبر.
وأضاف التلفزيون السوري ان وحدة من قوات الجيش تتأهب لاقتحام الضاحية التي تسيطر عليها المعارضة.
ويتهم نشطاء سوريون قوات الأسد بشن هجوم بغاز الأعصاب في جوبر وضواح أخرى قبيل فجر الأربعاء. وتسلل نشطاء في وقت لاحق عبر خطوط المواجهة في انحاء دمشق لتهريب عينات من انسجة ضحايا الهجوم.
وتقول الحكومة السورية انها لن تلجأ أبدا إلى استخدام الاسلحة الكيماوية ضد مواطنين سوريين وسبق ان اتهمت المعارضة المسلحة باستخدام هذه الاسلحة لتحقيق مكاسب عسكرية وهو زعم نفاه قادة غربيون.
وتقول حكومة الاسد ان المعارضة المسلحة ربما نفذت الهجوم الكيماوي بنفسها لاستدعاء التدخل الاجنبي.
وتردد اوباما كثيرا في التدخل في سوريا اخذا في الاعتبار موقعها الذي تتقاطع فيه خطوط صراع طائفي اوسع في الشرق الاوسط وجدد هذا العزوف يوم الجمعة.
لكن وفي تطور قدر يزيد من الضغوط على اوباما للتحرك قالت مصادر امنية امريكية واوروبية ان اجهزة مخابرات امريكية وغربية اجرت تقييمها الاولي والذي يفيد بأن قوات موالية للاسد استخدمت اسلحة كيماوية بالفعل.
وحثت قوى عالمية كبرى -من بينها روسيا حليف الاسد الرئيسي- الرئيس السوري على التعاون مع فريق مفتشي الامم المتحدة الموجود بالفعل منذ يوم الاحد في سوريا للتحقيق في مزاعم مشابهة عن استخدام اسلحة كيماوية في الحرب الاهلية في سوريا.
ووصلت ممثلة الامم المتحدة لشؤون نزع السلاح انجيلا كين إلى دمشق اليوم السبت لحث الحكومة السورية على السماح لمفتشي الامم المتحدة بفحص مناطق في ضواحي دمشق قيل انها استهدفت يوم الاربعاء.
ولم تقل حكومة الاسد حتى الان ما اذا كانت ستسمح بالدخول إلى موقع الهجوم على الرغم من تعرضها لضغوط متزايدة من الامم المتحدة ودول غربية وعربية وروسيا.
واذا تأكد استخدام الاسلحة الكيماوية في الهجوم فسيكون الهجوم الاكثر فتكا بهذا النوع من الاسلحة في عقود.
وقالت واشنطن يوم الجمعة انها ستعيد نشر سفن حربية في البحر المتوسط لكن مسؤولين حذروا من ان اوباما لم يتخذ اي قرار بشان اي تحرك عسكري. وقال مسؤول عسكري امريكي طلب عدم الكشف عن هويته ان البحرية الامريكية ستزيد وجودها في المنطقة إلى اربع مدمرات بدلا من ثلاث.
وقال وزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل وهو في طريقه إلى اسيا إن اوباما طلب من البنتاجون وضع خيارات بشأن سوريا.
واضاف هاجل قائلا “وزارة الدفاع عليها مسؤولية تزويد الرئيس بالخيارات لكل الحالات الطارئة.
“وهذا يتطلب وضع قواتنا وامكاناتنا في اوضاع مناسبة كي تكون قادرة على تنفيذ الخيارات المختلفة مهما كانت الخيارات التي قد يختارها الرئيس.”
وقال المسؤول الدفاعي ان السفينة ماهان المسلحة بصواريخ كروز كانت قد انهت مهمتها ومن المقرر ان تعود لقاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا لكن قائد الاسطول السادس الامريكي قرر ابقاء السفينة في المنطقة.
وقال مسؤولون عسكريون ان من بين الخيارات العسكرية قيد الدراسة توجيه ضربات صاروخية للوحدات السورية التي يعتقد انها مسؤولة عن هجمات باسلحة كيماوية او على القوات الجوية للاسد ومواقع للصواريخ. ومن الممكن ان تشن هذه الهجمات من السفن الحربية الامريكية او بواسطة الطائرات الحربية القادرة على اطلاق الصواريخ من خارج المجال الجوي السوري تفاديا للدفاعات الجوية السورية.
لكن المسؤول الدفاعي أكد ان البحرية تلقت اوامر بالاستعداد لأي عمليات عسكرية ضد سوريا.
وقال مسؤول امريكي اخر ان كبار مستشاري اوباما لشؤون الامن القومي سيجتمعون في البيت الابيض في عطلة نهاية الاسبوع لمناقشة الخيارات الامريكية ومن بينها تدخل عسكري محتمل ضد الحكومة السورية.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية ان من غير المتوقع ان يصدر عن الاجتماع قرارات نهائية نظرا للحاجة إلى مزيد من المراجعة لمعلومات المخابرات الخاصة بالهجوم الكيماوي المزعوم.
من أوليفر هولمز
(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي)
المعارضة تستعجل توجه المفتشين إلى الغوطتين
لندن، إسطنبول، موسكو، واشنطن، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
وسط احتدام الجدل بين الدول الكبرى إزاء إرسال مفتشي الأمم المتحدة من دمشق إلى الغوطتين الشرقية والغربية للتحقق من استخدام السلاح الكيماوي، أكدت المعارضة السورية ضرورة وصول المفتشين خلال 48 ساعة وتعهدت ضمان سلامتهم في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتليها.
وعاد الحديث عن استخدام القوة ضد نظام الرئيس بشار الأسد إلى عواصم الدول الكبرى مع استمرار حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما ورفضه التورط في «نزاع طائفي معقد». واتهمت لندن النظام السوري بشن «هجوم كيماوي»، في وقت قالت موسكو إن الحديث عن القوة «أمر غير مقبول».
وقال الناطق باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد الصالح في مؤتمر صحافي في إسطنبول: «سنضمن سلامة فريق الأمم المتحدة، ومن الضروري أن يصل هؤلاء المفتشون إلى الغوطتين في غضون 48 ساعة»، في حين قال الأمين العام لـ «الائتلاف» بدر جاموس، إن عدد قتلى المجازر تجاوز 1500 شخص وخمسة آلاف مصاب، وقال إن الأسد «توعد خلال إفطار جماعي على إحدى موائد النخبة الموالية له في دمشق، الحاضنة الشعبية للجيش السوري الحر بالحرب، بعدما اتهمها بتوفير الملاذ الآمن» لمقاتلي المعارضة.
من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنه «عازم على إجراء تحقيق مستقل وشامل» وأنه طلب من الحكومة السورية أن «تعلن عاجلاً استعدادها للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية». قائلاً إن رئيسة قسم نزع الأسلحة في الأمم المتحدة أنجيلا كاين ستصل إلى دمشق اليوم للتفاوض مع الحكومة السورية في شأن التحقيق. وحض بان «السلطات السورية على الاستجابة إيجاباً وسريعاً لطلبه من دون تأخير آخذين في الاعتبار أنها أعلنت هواجسها المتعلقة بالأحداث». كما دعا المعارضة السورية إلى التعاون مع لجنة الأمم المتحدة، معتبراً أنه «من الأهمية البالغة أن يتحمل كل الأطراف ممن عبّروا عن القلق ودعوا إلى إجراء تحقيق عاجل مسؤولياتهم في التعاون لإيجاد بيئة آمنة للجنة لتقوم بعملها».
واستمرت الضغوط على إدارة اوباما للتحرك إزاء الأزمة السورية بعدما تجاوز النظام «الخطوط الحمر». لكن الرئيس الأميركي قال في مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» التلفزيونية الأميركية «ما رأيناه يشير إلى أن هذا حدث مهم ومثار قلق بالغ». ولكن حين سئل عن تصريحه قبل سنة، والذي قال فيه إن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية سيكون «خطاً أحمر»، عبّر أوباما عن حذره، وقال «إذا ذهبت الولايات المتحدة وهاجمت دولة أخرى بدون تفويض من الأمم المتحدة وبدون أدلة واضحة يمكن تقديمها، فستكون هناك تساؤلات عما اذا كان القانون الدولي يدعم هذا، وهل لدينا التحالف اللازم لإنجاحه، وكما تعلم هذه اعتبارات يجب أن نضعها في حسابنا». وأضاف: «إن فكرة أن الولايات المتحدة تستطيع حل ما يُعتبر مشكلة طائفية معقدة داخل سورية أمر مبالغ فيه في بعض الأحيان».
وفي لندن، صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في تصريح للتلفزيون أمس: «نعتقد أنه هجوم كيماوي شنه نظام الأسد على نطاق واسع، لكننا نود أن تتمكن الأمم المتحدة من التحقق من ذلك». وأضاف أن «التفسير الوحيد الممكن لما شاهدناه هو أنه هجوم كيماوي»، موضحاً «أن لا تفسير آخر معقولاً لهذا العدد الكبير من الضحايا في منطقة صغيرة».
وأوضح هيغ: «إذا لم يحصل التفتيش في الأيام المقبلة، لأن الوقت أساسي في هذه الحالة، ستتعرض الأدلة للتلف، لذلك يجب أن نكون مستعدين للعودة إلى مجلس الأمن للحصول على تفويض أقوى». وتابع: «عبّر أعضاء مجلس الأمن عن تأييدهم لذهاب فريق الأمم المتحدة إلى هناك. لم يستطيعوا هذا بعد، ويبدو أن نظام الأسد لديه ما يخفيه، وإلا لماذا لم يسمح لفريق الأمم المتحدة بالذهاب إلى هناك؟».
وفي موسكو، قالت روسيا إن الدعوات في أوروبا للضغط على الأمم المتحدة من أجل استخدام القوة ضد نظام الأسد «غير مقبولة». وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «في أجواء موجة جديدة من دعاية إعلامية معادية لسورية، نعتقد أن دعوات بعض العواصم الأوروبية إلى الضغط على مجلس الأمن واتخاذ قرار باللجوء إلى القوة من الآن أمور غير مقبولة».
ورأت الخارجية أن الهجوم الكيماوي المفترض في سورية كان «عملاً استفزازياً بشكل واضح»، متهمة المعارضة السورية بـ «منع» إجراء تحقيق موضوعي».
سوريا: الصور المؤلمة للهجوم الكيميائي قيد التحليل
بريدجيت كندال
مراسل الشؤون الدبلوماسية، بي بي سي
تقول الولايات المتحدة إنها تتحفظ في الوقت الراهن على إصدار حكم بشأن ما إذا كانت أسلحة كيميائية قد استخدمت في الهجوم على إحدى ضواحي دمشق يوم الأربعاء أم لا، والذي أدى إلى سقوط ضحايا على نطاق واسع (وفيات ومصابون).
ولكن مع بدء ظهور صورة أوضح لهذا الهجوم المزعوم وآثاره، يقول بعض الخبراء إنهم أصبحوا أكثر قناعة بأن مادة ذات صلة بالأعصاب قد استخدمت.
سوريا
وهناك الآن العشرات من تقارير الفيديو متاحة على الإنترنت حول هجوم كيميائي مزعوم.
وبالرغم من أن مادة هذه التقارير لم يتم التأكد منها بعد، فإنها تساعد في تقديم صورة أكثر وضوحا عما يكون قد حدث على مشارف دمشق في الساعات الأولى من صباح الأربعاء.
وفي المقام الأول، أصبح من الواضح التوقيت الذي وقع فيه الهجوم، إذ كان ذلك في جوف الليل.
بعض هؤلاء الذين نجوا يمكن رؤيتهم يرقدون في ملابس نومهم في الطوابق السفلى من الملاجئ التي يعيشون فيها، وبعض الناجين يصفون كيف استيقظوا على وقع التفجيرات في منتصف الليل حينما كانوا يرقدون.
ويقول أحد الصبية من شهود العيان: “كنا نائمين حينما هوجمنا، ووضعت والدتي ملابس مبللة على أعيننا، وكان ذلك حارقا، وكان والدي يصرخ فينا ‘اخرجوا … اخرجوا’.
ورأينا إحدى الجثث بالخارج ونحن نغادر المنزل. وقد أغشي على والدتي وبدأ والدي في البكاء، ثم وضعني في سيارة، وقد غادرت السيارة المكان ولا أعلم أين هو الآن.”
ويضيف الصبي قبل أن يجهش بالبكاء: “لا أدري أين يوجدان الآن.”
ويظهر مقطع للفيديو بعض الأضواء في وسط الظلام لما يبدو أنها سيارات إسعاف كانت تصدر صفارات الإنذار وهي تنطلق على ما يبدو من المناطق التي تعرضت للهجوم.
ويظهر تقرير آخر بعض الضحايا وهم على رصيف الشارع وقد تم غسلهم بالماء بشكل ممنهج في محاولة واضحة لتطهيرهم من آثار الهجوم.
وكان هناك ضوء خافت من إحدى السيارات يظهر بشكل مهزوز هذا المشهد الليلي.
وداخل إحدى المستشفيات الميدانية، حيث يعالج الضحايا بشكل عاجل، يمكن سماع صوت النداء لصلاة الفجر.
كما أن التوقيت الأكثر دقة يظهر أيضا في مشاركات المستخدمين على موقع فيسبوك.
فعلى الصفحات الثلاث الرئيسية للمعارضة السورية، جاء أول ذكر لاستخدام الأسلحة الكيماوية في الساعة 02:45 بالتوقيت المحلي.
وقد ذكر تقرير صادر عن اللجنة التنسيقية لبلدة عين ترما في الغوطة الشرقية أن “عددا من السكان لقي مصرعه في حالات اختناق بسبب القصف الكيميائي لمنطقة الزينية (في عين ترما).”
وبعد ذلك بدقيقتين في الساعة 02:47 نشرت شبكة شام نيوز للأخبار في خبر “عاجل” أن القوات الحكومية قصفت منطقة زملكا باستخدام الأسلحة الكيميائية.
ونشرت صفحة لجان التنسيق المحلية التابعة للمعارضة السورية في الساعة 02:55 دقيقة تقريرا مماثلا.
وبشكل لافت للنظر، ذكرت الصفحات الثلاث قبل ذلك بنحو ساعة ونصف، أي في حوالي الساعة 01:15 تقارير بشأن اندلاع اشتباكات عنيفة في نفس المناطق في الغوطة الشرقية بين مقاتلي الجيش السوري الحر والقوات الحكومية، بالإضافة إلى قصف من قبل القوات الحكومية، ومزاعم بأن الجيش السوري الحر أسقط طائرة مروحية تابعة للحكومة في تلك المنطقة.
ولم تخرج الهجمات بالأسلحة الكيميائية ضد المدنيين بشكل مفاجئ تماما، وهي الهجمات التي صدمت العالم.
فالنسبة إلى موقع الهجمات، يتم الحديث مرارا وتكرارا عن المواقع التي يسيطر عليها المتمردون في الحزام الزراعي لمنطقة الغوطة شرقي دمشق، وخاصة بلدات إربن، وجوبار، وزملكا، وعين ترما. بالإضافة إلى بلدة معضمية غرب دمشق.
الأعراض
ومن خلال اللقطات المؤلمة لصور الضحايا، يمكن التوصل لرؤية عامة حول الأعراض، إذ إن معظم هؤلاء الذين كانوا يتلقون العلاج كانوا من الرجال من كل الأعمار، وبعض الأطفال الصغار في السن جدا.
وتم تصوير عدد قليل من النساء، وربما يعود ذلك إلى احترام خصوصيتهن، أو ربما لأنهن من غير المحتمل أن ينمن فوق الأسطح في الهواء الطلق، وبالتالي هناك احتمال أقل لتعرضهن للغازات السامة.
ومن هؤلاء الذين كانوا يرقدون على الأرض، أو يتلقون العلاج على أسرة مؤقتة أو حمالات نقل المرضى، لم يوجد بينهم من يظهر عليه أية إشارة خارجية لدماء أو جروح قطعية، لكن كان هناك العديد من الذين يجدون صعوبة شديدة في التنفس وتتم مساعدهم بأقنعة الأكسجين.
وكان هناك رجل يتلوى ويرتجف على الأرض، ويبدو أنه يعاني من تشنجات، وكان العديد من الرجال يعانون من مثل هذه الآلام، وكان يبدو أن هناك رغوة في فم أو أنف هؤلاء.
كان أحد الرجال الذين جحظت عيناه بشدة يظهر وكأنه متجمد إلى حد كبير، وقد تقلصت حدقتا عينيه بشكل واضح، وهي إشارة إلى إمكانية استخدام غاز أعصاب.
وبالرغم من أن الولايت المتحدة تقول إنها لا تزال غير قادرة على القول بشكل قاطع ما إذا كانت أسلحة كيميائية قد استخدمت بالفعل، قال ستيفن جونسون، أحد خبراء الجيش البريطاني السابقين في مجال الأسلحة الكيميائية والملحق حاليا بقسم الطب الشرعي بجامعة كرانفيلد، إن الأدلة البصرية المتزايدة قد تشير إلى استخدام الأسلحة الكيميائية في هذه الهجمات.
وأضاف جونسون: “إن حجم هذا (الهجوم)، وعدد الأشخاص الذين تأثروا به من خلال مقاطع الفيديو، وتكرار الأعراض، سيعد جرأة فجة إذا ما تم تزييفه، ولن يكون الأمر كذلك فقط، ولكنه سيكون من السهل أيضا اكتشافه بمجرد إجراء تحقيق.”
وفي كثير من الأوساط، يبدو أن النقاش ينتقل من فكرة ما إذا كان هجوم كيميائي قد وقع، إلى فكرة أي طرف من الطرفين مسؤول عنه. وهنا يقول جونسون إن فحص الأسلحة ومنظومة نقلها سيكون أمرا حاسما.
ويضيف: “لا يبدو الأمر مثلما يقول الروسيون بأن مادة للأعصاب قد تم استخدامها، ولذلك فمن المهم أن نحدد من أين جاءت ومن الذي أطلقها.”
ويتابع: “من المهم جدا أن نكون على الأرض لنرى المواقع المتأثرة بأسرع وقت ممكن، وعلينا أن نحاول ونجد بقايا هذه الصواريخ، ونرى ما إذا كانت تتسق مع الصور التي شاهدناها، فبعد 14 يوما سيكون من الصعب حقا أن نفحص هذه المواقع.”
مليون طفل سوري لاجئ
لم تستثن الحرب السورية أحداً، الجميع تحول إلى ضحية لها حتى الأطفال، الذين أجبر قرابة مليون طفل سوري منهم على الفرار والتحول إلى لاجئين موزعين على دول الجوار، وفقاً لما أكدته منظمتا “اليونيسف” و”المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”.
هول عدد الأطفال في صفوف اللاجئين السوريين، لخصه المدير التنفيذي لليونيسيف، أنتوني ليك، بالقول “إن وصول عدد الأطفال اللاجئين إلى المليون ليس مجرد رقم آخر، بل إن هؤلاء هم أطفال حقيقيون انتُزِعُوا من ديارهم، وربما من أسرهم، ويواجهون أهوالاً لا بد من إدراكها”.
وأضاف “علينا جميعاً أن نتقاسم هذه الحقيقة المخزية، لأننا في الوقت الذي نعمل فيه من أجل التخفيف من معاناة أولئك الذين تضرروا من هذه الأزمة، فقد فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤوليته تجاه هؤلاء الأطفال. علينا أن نتوقف وأن نسأل أنفسنا، بكل ما تمليه علينا ضمائرنا، كيف يمكننا الاستمرار في خذلان أطفال سوريا”.
ووفقاً لليونيسف والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يشكل الأطفال نصف عدد اللاجئين جراء الصراع في سوريا. وقد وصل معظمهم إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر.
كما تشير أحدث الأرقام إلى أن أكثر من 740,000 طفل من اللاجئين السوريين هم دون سن الحادية عشرة، في حين تقدر المنظمتان وجود أكثر من مليوني طفل تعرضوا للنزوح داخلياً في سوريا. كما أسفر الصراع المستمر منذ ما يقارب ثلاث سنوات عن مقتل 7,000 طفل أثناء الصراع.
وفي أحدث رد فعل، على البيان المشترك الصادر عن المنظمتين، جددت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “ايسيسكو”، دعوتها للدول الأعضاء بها “51 دولة” والمجتمع الدولي إلى حماية الأطفال السوريين اللاجئين.
ودعت إلى توفير حاجات الأطفال السوريين اللاجئين التعليمية والصحية والأمنية والنفسية.