أحداث الخميس، 22 أذار 2012
بيان رئاسي دولي يدعم خطة أنان… ويلوح بإجراءات اضافية
نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم؛ دمشق، بيروت، نيقوسيا – «الحياة»، ا ف ب، رويترز
في خطوة ترسل إشارة قوية بوقوف المجتمع الدولي خلف مهمة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي انان، دعمت روسيا والصين، ضمن إجماع وحد مواقف كامل أعضاء مجلس الأمن أمس، بيانا رئاسيا يطالب «الحكومة السورية بالوقف الفوري لتحركات الجنود نحو المراكز السكنية وإنهاء استخدام الأسلحة الثقيلة فيها والشروع في سحب الحشود العسكرية من المراكز السكنية وحولها». وجاء صدور البيان الرئاسي فيما واصل الجيش السوري قصف احياء حمص، خاصة الخالدية والقصور والبياضة المجاورين وحي باب هود في حمص القديمة. وحذر ناشطون من «مذبحة جديدة» في حمص كون آلاف النازحين من حي بابا عمرو ومن احياء منكوبة اخرى، مثل كرم الزيتون والرفاعي وعشيرة والعدوية وباب السباع والجندلي وباب الدريب موجودين في الخالدية ومحيطها.
ودعا البيان الرئاسي دمشق الى العمل مع أنان «من أجل أن تقوم جميع الأطراف بالوقف المستمر للعنف المسلح بجميع أشكاله تحت الإشراف الفعلي لآلية تابعة للأمم المتحدة»، على أن يسعى المبعوث الى «الحصول على التزامات مماثلة من المعارضة وجميع العناصر ذات الصلة لوقف القتال والعمل معه»، لوقف العنف تحت الإشراف الدولي.
ووافقت روسيا والصين للمرة الاولى على لغة تحذير للحكومة السورية إذا لم تنفذ النقاط الست التي قدمها إليها أنان أساساً للحل، انطلقت من مطالبة السلطات السورية القبول بعملية سياسية انتقالية يقودها السوريون «نحو نظام سياسي ديموقراطي تعددي»، وذلك بطرق منها «التزام تعيين محاور تخول إليه كل الصلاحيات عندما يدعوه المبعوث المشترك الى القيام بذلك».
وبحسب البيان «ينظر مجلس الأمن في اتخاذ تدابير أخرى» في ضوء التقارير التي سيقدمها اليه المبعوث المشترك في الوقت المناسب. ورحب أنان بالبيان الذي تلاه رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي سفير بريطانيا مارك ليال غرانت. وقال أنان إن البيان «مشجع جداً» له، إذ ينطوي على «دعم مجلس الأمن ويحض السلطات السورية على التجاوب» مع جهود تنفيذ النقاط الست.
وقال الناطق باسم أنان أحمد فوزي إن البيان الرئاسي «مهم للغاية لأنه يظهر وحدة مجلس الأمن وراء كوفي أنان، وهو في حاجة الى هذه الوحدة لتقوية يده في مفاوضاته مع السلطات السورية».
وعزز مجلس الأمن موقع أنان بصفته مبعوثاً مشتركاً لكل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عينه وعلى «قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة». ومعروف أن تلك القرارات تضمنت عملية سياسية انتقالية من الحكومة السورية الى نظام تعددي بديل.
وأيد مجلس الأمن عبر بيانه «تأييداً تاماً» اقتراح النقاط الست الأولى التي قدمها أنان الى السلطات السورية، كما أوجزه أمام مجلس الأمن الجمعة الماضي. وأدرج النقاط الست بالتفصيل.
وأكد السفير الروسي فيتالي تشوركين «سندعم أي نتيجة تفضي إليها العملية السياسية» في سورية بموجب خطة أنان. واعتبر أن مجلس الأمن «توصل أخيراً الى تبني رؤية براغماتية للوضع في سورية وعلينا أن نترك للسوريين قيادة العملية السياسية».
وتوقع أن يقدم أنان اقتراحات إضافية «أثناء مهمته التي هي مسار متواصل»، مشدداً على ضرورة أن «تنخرط المعارضة خصوصاً المسلحة في تطبيق خطة أنان واقتراحاته»، لكنه اضاف: «لست على علم أنها تفعل ذلك». وحول هذه النقطة قال فوزي رداً على سؤال لـ»الحياة» إن «الحوار مطروح مع الكل وأنان يعمل على وقع الزمن الذي يرتأيه». وأضاف «أننا نعلم أهمية كل دقيقة تمر وثِقوا جيداً أن أنان يتواصل مع جميع الأطراف».
وقال رئيس مجلس الأمن إن «أنان طلب دعم المجلس وها هو المجلس يعبر عن الدعم الكامل له». وأضاف أن «بيان المجلس هو رسالة قوية الى الحكومة السورية وكل الأطراف في سورية بأن عليهم أن يستجيبوا الى خطة النقاط الست التي يأخذ المجلس في شأنها موقفاً موحداً».
وشدد سفير المغرب العضو العربي في مجلس الأمن محمد لوليشكي على أن أنان يعمل بصفته مبعوثاً مشتركاً لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة. وقال إن بيان مجلس الأمن واضح لجهة تحديد مرجعية عمل أنان في قرارات جامعة الدول العربية وقرار الجمعية العامة. وأكد لوليشكي على أن «النقاط الست في خطة أنان تنسجم تماماً مع قرارات جامعة الدول العربية». ودعا «الحكومة السورية والمعارضة بكل أطيافها الى التمهيد لإطلاق العملية السياسية».
وقال السفير الفرنسي جيرار آرو إن بيان مجلس الأمن يؤكد «دعم النقاط الست ومهمة أنان» مشيراً الى أن «أنان عندما يقدم تقريره المقبل سنرى ما هي الخطوات التي سنتخذها». ورحب السفير الألماني بيتر فيتينغ بالبيان معتبراً أنه رسالة موحدة من مجلس الأمن.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالبيان. وقال إنه «متشجع بالرسالة الموحدة من المجلس لدعم أنان ولإنهاء العنف فوراًُ وانتهاكات حقوق الإنسان والوصول الآمن للمساعدات الإنسانية وتسهيل عملية وحوار سياسي بين الحكومة السورية وكل أطياف المعارضة السورية». وشدد على الصفة الطارئة للوضع في سورية وعلى ضرورة التوصل الى حل ينهي المعاناة للشعب السوري، آملاً «بأن يكون العمل الموحد في مجلس الأمن محطة مفصلية في المجتمع الدولي استجابة للأزمة السورية». ودان مجلس الأمن التفجيرات «الإرهابية» في دمشق وحلب في بيان صحافي آخر اقترحته روسيا.
وفي أول رد فعل لها على البيان، اعتبرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان مجلس الأمن تبنى «بياناً رئاسياً ليس له صفة القرار يدعم مهمة كوفي انان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية». ورحبت واشنطن بالبيان، ودعت جميع الأطراف في سورية «لاحتضان خطة أنان ونظام الأسد الى اتخاذ هذا المسار والالتزام به أو مواجهة المزيد من العزلة».
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أن «البيان القوي… خطوة ايجابية». واضافت أن المجلس «تحدث بصوت واحد وطالب بوقف لاطلاق النار تشرف عليه الأمم المتحدة بجميع أشكاله، بدءا من انسحاب قوات الحكومة السورية من المناطق السكنية والسماح بالمساعدات الانسانية لجميع المناطق التي هي بحاجة اليها وبدء عملية سياسية تقاد من داخل سورية للتعامل مع الطموحات الشرعية لكل الشعب السوري وللوصول لانتقال ديموقراطي» للسلطة.
وقالت الوزيرة: «ندعو كل السوريين الذين يحبون بلادهم ويحترمون تاريخها ويفهمون مدى القدرات المتاحة للعمل المشترك نحو مستقبل سالم وزاهر بحرية وديموقراطية… ندعوهم الى العمل للتطبيق الفوري لخطة أنان».
كما توجهت الوزيرة الأميركية لأركان النظام وخاطبت الأسد، بالقول «للرئيس الأسد ونظامه نقول مع باقي المجتمع الدولي ، خذ هذا المسار والتزم به (خطة أنان) أو واجه المزيد من الضغط والعزلة». كما خاطبت النخبة التجارية في سورية «التي ما زالت داعمة للنظام»، وحضتها على دعم خطة أنان والدفع بتطبيقها. ودعت عناصر الجيش السوري لرفض اطلاق النار على مواطنيهم.
وتأتي تصريحات كلينتون في وقت تدرس فيه واشنطن تكثيف العقوبات على نظام الأسد واحتمال فرضها على أشخاص داخل العائلة الحاكمة، والعمل في الوقت نفسه على توحيد صفوف المعارضة تحت «رؤية مشتركة» قبل مؤتمر مجموعة «أصدقاء سورية» الثاني الذي تستضيفه تركيا في أول نيسان (أبريل) المقبل.
كما اشادت الصين بالبيان ووصفته بانه خطوة ايجابية باتجاه التوصل الى تسوية سياسية للازمة في سورية ودعت دمشق الى «وقف العنف فورا».
أنان يحظى بدعم مجلس الأمن لخطته … وينتظر الاختبار على الأرض
يدعو إلى حوار سياسي جامع بقيادة سورية بعد وقف عنف كل الأطراف وهدنة إنسانية لساعتين يومياً
تبنى مجلس الأمن الدولي بيانا رئاسيا، أمس، يطالب الحكومة السورية والمعارضة بأن تطبقا «فورا» الخطة التي عرضها المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لحل الأزمة، بجوانبها الامنية والسياسية والانسانية. وأعلنت موسكو وبكين أن موقفهما لم يتغير من الازمة، فيما طالبت واشنطن الرئيس السوري بشار الاسد بالالتزام بما جاء في البيان او «مواجهة المزيد من الضغوط والعزلة».
ولا يأتي البيان الرئاسي لمجلس الامن على ذكر «المبادرة العربية» التي تنص على نقل الرئيس السوري بشار الأسد صلاحياته الى نائبه، ويدعو في المقابل إلى «الالتزام بالعمل مع المبعوث (انان) في إطار عملية سياسية جامعة بقيادة سورية لمعالجة التطلعات المشروعة للشعب السوري وشواغله، والالتزام، لهذه الغاية، بتعيين محاور تخول له كل الصلاحيات عندما يدعوه المبعوث إلى القيام بذلك».
وكانت نسخة سابقة من البيان تهدد سوريا باتخاذ الأمم المتحدة «إجراءات جديدة» إذا لم تلتزم دمشق بالمطالب خلال سبعة أيام وهو ما قال دبلوماسيون إن روسيا اعتبرته إنذارا، وتم اسقاطه واستعيض عنه بعبارة اتخاذ «تدابير اخرى» التي لم يحددها في حالة عدم التزامها باقتراحات انان.
وفي باريس، كتب مراسل «السفير» محمد بلوط، ان تركيا تهدف إلى إعادة ترتيب أوضاع المعارضة السورية، ولا سيما «المجلس الوطني السوري» وإضفاء شرعية حصرية عليه، واستباق أي تغييرات قد تطرأ على مواقف الجامعة العربية، بعد حلول العراق محل قطر في رئاسة اللجنة الوزارية العربية.
وقال مصدر عربي في باريس إن الأتراك يتحركون لإنجاح مؤتمر «أصدقاء سوريا» في اسطنبول، ويجرون اتصالات واسعة، تهدف إلى تلافي تكرار الفشل الذي لقيه المؤتمر في تونس. وسيوصي المؤتمر في اسطنبول باعتبار قراراته مرجعية سياسية جديدة لحل الأزمة السورية، ونقل الثقل الدبلوماسي إليه من الجامعة العربية، التي تنتقل رئاستها من قطر إلى العراق خلال أيام، واستباقا لأي تغيير في توجهات الجامعة العربية في ظل رئاسة عراقية اقل صدامية من القطريين في مواجهة النظام السوري.
وقال المصدر العربي إن المجموعة الرائدة ستبدأ اجتماعاتها في 31 الحالي لإقرار «خريطة الطريق» العامة للمؤتمر ومقرراته. ورجح أن تجري تغييرات في عضوية الكتلة العربية المؤلفة من الأردن وقطر والسعودية وتونس والمغرب ودولة الإمارات. وكشف المصدر أن الإمارات تبدي ترددا في البقاء ضمن المجموعة. وقال إن مساعي تركية وعربية تجري مع الأردن لتسهيل إنشاء المعسكرات على أراضيه، وإدخال الأسلحة عبر الجنوب السوري. (تفاصيل صفحة 13)
البيان الرئاسي
وبعد مفاوضات مكثفة بين القوى الكبرى، وافقت
روسيا والصين على النص الذي قدمته فرنسا ويدعو الحكومة السورية إلى العمل في اتجاه وقف العنف وانتقال ديموقراطي. ويقدم البيان، الذي ليس له قوة قرار صادر عن مجلس الأمن، دعما قويا لأنان والخطة الواقعة في ست نقاط التي عرضها خلال محادثاته مع الأسد في دمشق.
وينص على ان مجلس الامن «سينظر في اتخاذ تدابير اخرى» اذا لم يلتزم الاسد بتطبيق خطة انان، التي تدعو الى وقف القتال وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وإرساء هدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف، على ان يعمل انان على الحصول على ضمانات من المعارضة والمسلحين لوقف العنف.
كما دعا البيان الرئاسي «للالتزام بالعمل مع المبعوث في إطار عملية سياسية جامعة بقيادة سورية لمعالجة التطلعات المشروعة للشعب السوري وشواغله، والالتزام، لهذه الغاية، بتعيين محاور تخوله كل الصلاحيات عندما يدعوه المبعوث إلى القيام بذلك». وأهاب مجلس الأمن «بالحكومة السورية والمعارضة أن تعملا بحسن نية مع المبعوث من اجل التسوية السلمية للازمة السورية والتنفيذ الكامل والفوري لخطته ذات النقاط الست. ويطلب إلى المبعوث أن يطلع المجلس بانتظام، وفي الوقت المناسب على ما يحرزه من تقدم في مهمته. وفي ضوء هذه التقارير سينظر مجلس الأمن في اتخاذ تدابير أخرى».
كما وافق مجلس الأمن على بيان صحافي اقترحته روسيا ويدين التفجيرات في دمشق وحلب. وجاء في البيان الثاني ان «اعضاء مجلس الامن يدينون بأشد التعابير الهجمات الارهابية التي وقعت في دمشق بسوريا في 17 و19 آذار وفي حلب في 18 آذار ما تسبب بعشرات القتلى والمصابين». وأضاف «انهم يعبرون عن تعازيهم الحارة لعائلات ضحايا هذه الاعمال الشنيعة».
وأعلن دبلوماسيون ان دولا أوروبية لا تزال ترغب في استصدار قرار ملزم في مجلس الأمن حول سوريا. وقال المندوب البريطاني مارك ليال غرانت، الذي تترأس بلاده مجلس الامن لهذا الشهر، إن البيان يبعث «برسالة قوية وموحدة إلى الحكومة وكل اللاعبين الآخرين في سوريا بأنهم بحاجة إلى الاستجابة فورا» لمقترحات انان لحل الازمة.
وقال المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار ارو، تعليقا على البيان، «انه خطوة صغيرة من قبل مجلس الأمن في الاتجاه الصحيح».
ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) عن مندوب الصين الدائم في الامم المتحدة لي باودونغ قوله «ندعو المجتمع الدولي الى دعم جهود الوساطة التي يقوم بها انان، وخلق ظروف مواتية لعمله». وأضاف ان «الصين تأمل في ان تقدم الحكومة السورية والاطراف المعنية الدعم الفعلي لمهمة انان والتنسيق معها، ووقف العنف فورا، وإبداء الارادة السياسية وإطلاق الحوار السياسي بالسرعة الممكنة من اجل التوصل الى تسوية سياسية مبكرة للازمة السورية». وأكد الموقف الصيني بمعارضة اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا، مشددا على ان الشعب السوري هو الذي يجب ان يقرر إدارة شؤونه.
ودعا وزيرا خارجية الصين يانغ جيتشي ومصر محمد كامل عمرو، في بكين، إلى ضرورة الالتزام بحل سياسي للقضية السورية. وطالبا «المجتمع الدولي بضرورة احترام اختيار الشعب السوري، ودعم جهود الوساطة التي يقوم بها انان».
وأكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن موقف موسكو من الملف السوري لم يتغير، وهو يعكس «تصور روسيا للوضع السوري وتفهمها لضرورة وقف جميع أنواع العنف في أقرب وقت ممكن، وإشراك كل الأطراف في الحوار، ودعم العملية السياسية التي يقودها السوريون أنفسهم».
وأشار تشوركين إلى أهمية مضمون البيان الذي اقترحت مسودته فرنسا وهو «دعم جهود كوفي انان، الذي لا تزال روسيا على اتصال وثيق جدا معه». وأشار الى أن «محادثات مجموعة الخبراء التي بعثها انان إلى دمشق لمناقشة آلية المراقبة على وقف إطلاق النار تجري بشكل جيد جدا، حسب المعلومات المتوفرة لدى الجانب الروسي».
وأكد تشوركين أن «الجهود الرامية إلى إشراك المعارضة السورية وجماعاتها المسلحة في العملية السياسية لم تتوج بالنجاح حتى الآن»، مشددا على «أهمية تحقيق هذه المهمة لإطلاق العملية السياسية على أساس نشاط بعثة انان». وأعرب عن قلقه حيال تهريب الأسلحة إلى سوريا، مشيرا إلى أن «وقف عملية عسكرة النزاع السوري يعد أحد الشروط الرئيسية لنجاح مهمة انان». وقال «يجب وقف العنف والعمليات القتالية، وبطبيعة الحال، لا يسهم تهريب السلاح إلى سوريا في تحقيق ذلك، بل بالعكس، يجعل الأمور تتحرك إلى الوراء».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قبيل تبني البيان، ان مشروع بيان مجلس الامن لا يتضمن تهديدات ولا إنذارات وقال «من المهم انه ليست هناك اية انذارات اخيرة وأية تهديدات وإشارات الى من يتحمل الذنب اكثر».
وأشار لافروف، في مؤتمر صحافي في برلين، الى ان نص مشروع البيان بشأن سوريا يكاد ينسخ حرفيا اقتراحات انان التي سلمها الى السلطة السورية والمعارضة. وقال «انا مرتاح جدا لكون شركائنا قد تخلوا في نهاية المطاف عن توجيه انذارات اخيرة وتهديدات والقيام بمحاولات لحل المشكلة عن طريق طرح مطالب أحادية الجانب على الحكومة السورية. ونظرا لان مجموعة كبيرة من المسلحين تقاتل ضد الحكومة السورية فمن الساذج ان نعول على ان يطلب مجلس الامن سحب القوات الحكومية من المدن الكبيرة من دون ان تتخذ خطوات مماثلة للتأثير على المعارضة».
أنان وبان كي مون
وناشد انان، في بيان، دمشق «الرد ايجابا» على دعوة مجلس الامن الدولي للسلطات السورية الى تطبيق خطة الست نقاط التي طرحها لحل الازمة. وقال المتحدث باسمه احمد فوزي ان «الدعم المتضامن لمجلس الامن في ما يتعلق بجهوده شجعه (انان) وهو يناشد السلطات السورية الرد ايجابا على خطته».
وقال فوزي ان الخبراء الذين ارسلهم انان الى سوريا التقوا مسؤولين سياسيين كبارا في دمشق الاثنين والثلاثاء، مشيرا الى ان انان لم يقرر بعد موعد عودته الى سوريا.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان بعثة تقييم المساعدات الانسانية الدولية في سوريا زارت مدينة ادلب التي سيطر عليها الجيش قبل اسبوع. وقالت ان «وفدا مشتركا من الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي قام بزيارة الحي الشمالي والضبيط والناعورة في مدينة ادلب وأبدى ارتياحه لواقع المدينة حيث بدت الحياة طبيعية هادئة والخدمات متوفرة».
وأشـــارت الى ان الوفــد التقى محـــافظ ادلــــب ياسر الشوفي الذي لفت «الى اهـــمية زيارة الوفـــد في الاطلاع على حقيـــقة ما يجري على ارض الواقع وأن يســـتمع الى المواطنين المتـــضررين من ارهـــاب المجموعات الارهابية المسلــحة وممارساتها الاجرامية».
ونقلت عن رئيس الوفد بين بن هاربر قوله ان «الجولة تندرج في اطار زيارة سوريا للوقوف على الواقع في المناطق المتوترة التي شهدت ضررا في البنية الاقتصادية» اضافة الى لقاء المواطنين والاستماع لوجهات نظرهم ومقترحاتهم في هذا الجانب».
ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون البيان الرئاسي بأنه «إشارة واضحة وموحدة هدفها الوقف الفوري لجميع أنواع العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتوفير إمكانية تقديم المساعدات الإنسانية، وتشجيع الحوار السياسي بين الحكومة السورية وكل قوى المعارضة في البلاد».
وكان بان كي مون اعتبر، في العاصمة الاندونيسية جاكرتا، أن الأزمة السورية بالغة الخطورة ولها «تداعيات هائلة» على العالم. وقال «لا نعرف كيف ستتطور الأحداث، لكن ما نعرفه هو اننا جميعا نتحمل مسؤولية العمل من أجل حل هذه الأزمة العميقة البالغة الخطورة».
وكان يفترض ان يصرح بان كي مون في نسخة من خطابه تم توزيعها مسبقا انه يتوقع «عودة (انان) الى دمشق قريبا». لكن في النسخة التي القاها في النهاية لم يلمح الى اي امكانية من هذا القبيل. وأوضح المتحدث باسمه مارتن نيسيركي ان انان «ما زال ينتظر المزيد من التفاصيل (من فريق خبرائه في دمشق) قبل اتخاذ قرار حول برنامج زياراته الممكنة».
واشنطن
ووصف المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني البيان «بالإيجابي والمهم، إلا أنه خطوة متواضعة». وقال إنه «يدل على حقيقة أن هناك إجماعا في مجلس الأمن لدعم مهمة كوفي انان، ويدل على بناء تجمع من الأصوات على الساحة الدولية يصر على أن الرئيس بشار الأسد يجب أن يوقف حملته الوحشية ضد شعبه». وأضاف «من الواضح أن هذا شيء جيد».
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان «الخطوة التي اتخذها مجلس الامن المنقسم حيال الازمة في سوريا «ايجابية». وأضافت «نقول نحن والمجتمع الدولي للرئيس الاسد ونظامه، اسلك هذا الطريق والتزم به، وإلا فإنك ستواجه المزيد من الضغوط والعزلة».
ودعت كلينتون، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الافغاني زلماي رسول في واشنطن، «جميع السوريين الذين يحبون بلدهم ويحترمون تاريخه ويدركون القدرات الهائلة الكامنة في العمل معا» إلى تنفيذ الخطة. وتابعت «نعتقد انه من المهم جدا اننا متحدون جميعا الآن وراء مهمة انان».
واعلنت ان «الولايات المتحدة تعمل مع المعارضة السورية على الاعداد لمرحلة انتقال السلطة المحتملة في سوريا». وأضافت «نحن ندعو الجيش السوري كذلك الى رفض الاوامر بإطلاق النار على المواطنين ابناء وطنهم، كما ندعو مجتمع الأعمال الذين ما زالوا يؤيدون النظام الى العمل على تطبيق بيان مجلس الامن ومهمة انان».
ورحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالبيان الرئاسي. وحثّ السلطات السورية على «انتهاز هذه الفرصة لوقف إراقة الدماء وإظهار التزامها بتنفيذ خطة انان ذات النقاط الست، بما في ذلك سحب الجيش من داخل المراكز السكانية وحولها».
ميدانيات
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيانات، «قتل 23، وأصيب العشرات، في قصف على حي الخالدية في مدينة حمص، واشتباكات في حي السلطانية المجاور لحي بابا عمرو، ومحافظات ادلب وحماه ودرعا». وقال المتحدث باسم «الهيئة العامة للثورة السورية» في حمص هادي العبدالله «عثر ناشطون على 39 جثة مشوهة في حي الرفاعي».
وقال عضو «المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق» مرتضى رشيد «وقعت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر منشقين عند مدخل مدينة حرستا، اعقبها دخول القــوات النظامية الى المدينة». وأضاف «انسحب مقاتلو الجيش الحر الى المزارع خارج حرستا».
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) «قتل وجرح عدد من المدنيين وعناصر من قوات حفظ النظام اثر تفجير انتحاري استهدف مساء الثلاثاء قوات لحفظ النظام في ريف درعا».
(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش أ)
مجلس الأمن يتّحد خلف مهمة أنان
المبعوث المشترك يناشد الأسد وقف النزف
نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات
كلينتون تطالب الأسد بالتزام خطة أنان أو مواجهة مزيد من العقوبات
موسكو تنفي تغيير موقفها والاتحاد الأوروبي يستعد لمعاقبة زوجة الأسد
بعيد اجماع أعضاء مجلس الأمن على بيان رئاسي يدعم بقوّة خطة النقاط الست التي اقترحها المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان ويشير الى تحوّل في موقف موسكو من الأزمة السورية، صرح الناطق باسم المبعوث الدولي – العربي أحمد فوزي لـ”النهار” بأن أنان يناشد الآن الرئيس السوري بشار الأسد أن “أوقف القتال، اسحب القوات، وتفاوض مع المعارضة”.
وتغلب أعضاء مجلس الأمن على خلافات استحكمت بينهم على طريقة التعامل مع الأوضاع المتدهورة في سوريا، بعد مفاوضات طويلة قدم خلالها جميع الاطراف تنازلات عدة وشهدت استخدام روسيا والصين حق النقض مرتين لاسقاط مشروعي قرارين في شأن سوريا. ويختلف البيان الرئاسي الجديد عما سبقه لأن “روسيا وافقت للمرة الأولى على إلقاء التبعة الرئيسية لأعمال العنف على النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد، وقبلت بالدعوة الى حوار سياسي شامل بقيادة سورية يؤدي الى تلبية تطلعات الشعب السوري بالإنتقال الى نظام ديموقراطي”، استناداً الى قراءة أحد الديبلوماسيين الدوليين للمواقف الروسية. لكن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين نفى مجدداً حصول أي تغيير في الموقف الروسي.
كذلك أقر أعضاء مجلس الأمن بالإجماع البيان الصحافي الذي قدمته روسيا للتنديد بـ”التفجيرات الإرهابية” في دمشق وحلب.
بان كي – مون
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون خطوة المجلس بأنها “تشكل نقطة تحول في تعامل المجتمع الدولي مع هذه الأزمة”. وهو كان صرح في وقت سابق خلال زيارة لأندونيسيا: “لا نعرف كيف ستتطور الأحداث، ولكن ما نعرفه هو اننا جميعاً نتحمل مسؤولية العمل من أجل حل هذه الأزمة البالغة الخطورة”.
فوزي
وقال فوزي لـ”النهار”: “سنرى ما الذي سيفعله السوريون للإجابة عن المقترحات التي قدمناها لهم. لدينا بعثة هناك… ونأمل في أن تكون ردودهم ايجابية بمعنى وقف القتال والبدء بالآليات اللازمة للإشراف والمراقبة والنقاط الأخرى الواردة في البيان الرئاسي”. وأضاف: “نريد أن نرى شكل التحرك المقبل. هم يدرسون هذه المقترحات بالتفصيل وبتمعن شديد منذ أربعة أيام مع البعثة الموجودة في دمشق”، آملاً في أن “يخرجوا بشيء ايجابي، بمعنى القول: “نحن موافقون على 1 و2 و3 بخطوات عملية وملموسة”. وإذ اعتبر أن “الوقت مضى أصلاً”، قال: “نحن الآن في الوقت الضائع وعلينا أن نجد وسيلة لوقف النزف، ولنجلس الى طاولة المفاوضات ونتكلم”. وكشف أنه “تمّ الإتفاق مع الروس على موعد قريب لزيارة أنان”. لكنه لم يشأ ذكره “لأسباب أمنية”. وأكد أن “أنان سيزور أيضاً الصين، وهناك احتمال كبير أن يزور ايران وكل الدول المؤثرة في النزاع”. وتحدث عن “تحول في موقف روسيا. ونحن نقدر وحدة الصف في مجلس الأمن… لأن ثمة وحدة وهذا هو المطلوب”.
وإذ حض المعارضة على “الإتحاد تحت مظلة واحدة للتفاوض مع الحكومة السورية”، قال إن رسالة أنان عبر “النهار” بعد البيان الرئاسي هي: “أوقف النزف وأوقف القتال، واسحب القوات الى الثكن، وتفاوض مع المعارضة”.
في غضون ذلك، اتهم ديبلوماسي في الأمم المتحدة السلطات السورية بـ”تسريب اللاورقة التي قدمتها دمشق رداً على مقترحات المبعوث الخاص” الذي رأى أن “الردود السورية كانت حتى الآن سلبية ومخيبة” بل “لم يكن في اللاورقة السورية أي شيء على الإطلاق”. وخلص الى أن “الكرة في الملعب السوري في المقام الأول ونحن ننتظر لنرى نتيجة التحركات” التي ستحصل بعد البيان الرئاسي.
الى ذلك، يعقد أعضاء مجلس الأمن اليوم جلسة غير رسمية بدعوة من ألمانيا للإستماع الى إحاطة من رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة عن سوريا القاضي البرازيلي باولو بينييرو عن تقرير اللجنة التي ألفها مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والتي خلصت الى أن النظام السوري “ارتكب جرائم ضد الإنسانية”.
ضغوط جديدة
وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في واشنطن: “نقول للرئيس الاسد ونظامه – ومعنا بقية المجتمع الدولي – اتخذوا هذا المسار والتزموه او واجهوا المزيد من الضغط والعزلة”.
وفي ضغوط جديدة، قال ديبلوماسيون في الاتحاد الاوروبي ان حكومات الاتحاد تنوي فرض عقوبات على اسماء الاسد زوجة الرئيس السوري غداً مما يعني انها لن تتمكن بعد ذلك من السفر إلى الاتحاد الاوروبي او الشراء من متاجر في دوله باسمها.
وعبر ديبلوماسيون أميركيون وبريطانيون وفرنسيون في الامم المتحدة عن انزعاجهم من تقارير قدمتها حكوماتهم مفادها أن إيران تنتهك عقوبات المنظمة الدولية وتمد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة بطريقة غير مشروعة لقمع المحتجين الذين يطالبون بالديموقراطية.
ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ بريطانيا مقرا له، ان 21 مدنيا قتلوا في سوريا معظمهم في قصف نفذته القوات الحكومية على بلدات في محافظة حمص.
واطلق الجيش قذائف هاون على حي الخالدية في حمص. كما استهدفت قذائف مدفعية بلدة الرستن شمال المدينة. وقال ناشطون إن الجيش وجه نيران الدبابات والمدفعية والمدافع المضادة للطائرات إلى ضاحيتي حرستا وعربين قرب دمشق بعدما كان الجيش النظامي استعادهما قبل شهرين من مقاتلي المعارضة، لكنهما شهدتا تجددا لعمليات المقاتلين في الأيام الاخيرة.
نص البيان الرئاسي لمجلس الأمن
في الآتي النص الكامل للبيان الرئاسي لمجلس الأمن حول سوريا الذي صدر أمس:
يشير مجلس الأمن إلى بيانه الرئاسي المؤرخ 3 آب العام 2011 وبيانه الصحافي المؤرخ 1 آذار العام 2012. ويعرب مجلس الأمن عن بالغ قلقه من تدهور الوضع في سوريا، ما أفضى إلى أزمة خطيرة في مجال حقوق الإنسان ووضع إنساني مؤسف. ويعرب عن عميق أسفه لهلاك آلاف عديدة من الناس في سوريا.
ويعيد مجلس الأمن تأكيد التزامه القوي بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، والتزامه القوي بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. ويرحب بتعيين كوفي انان مبعوثا خاصا مشتركا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، في أعقاب قرار الجمعية العامة المؤرخ 16 شباط العام 2012 وقرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة. ويعرب مجلس الأمن عن كامل دعمه للمبعوث الخاص المشترك من أجل الإنهاء الفوري لكل أعمال العنف وجميع انتهاكات حقوق الإنسان، وضمان وصول المساعدة الإنسانية، وتسهيل الانتقال السياسي بقيادة سورية نحو نظام سياسي ديموقراطي تعددي، يتمتع فيه المواطنون بالمساواة بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية أو العرقية أو العقائدية، وذلك بطرق منها الشروع في حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية وكامل أطياف المعارضة السورية.
ولهذه الغاية يؤيد مجلس الأمن تأييدا تاما اقتراح النقاط الست الذي قدم إلى السلطات السورية والذي أوجزه المبعوث الخاص المشترك أمام مجلس الأمن في 16 آذار العام 2012، وهذه النقاط هي:
1- الالتزام بالعمل مع المبعوث في إطار عملية سياسية جامعة بقيادة سورية لمعالجة التطلعات المشروعة للشعب السوري وشواغله، والالتزام، لهذه الغاية، بتعيين محاور تخول له كل الصلاحيات عندما يدعوه المبعوث إلى القيام بذلك.
2- الالتزام بوقف القتال والتوصل الفعلي على وجه السرعة، وتحت إشراف الأمم المتحدة إلى وقف كافة الأطراف للعنف المسلح بكافة أشكاله لحماية المدنيين وإحلال الاستقرار في البلاد. ولهذه الغاية، ينبغي أن تقوم الحكومة السورية بالوقف الفوري لتحركات الجنود نحو المراكز السكنية وإنهاء استخدام الأسلحة الثقيلة فيها، والشروع في سحب الحشود العسكرية من المراكز السكنية وحولها.
وفي الوقت الذي يجري فيه اتخاذ هذه الإجراءات في الميدان، على سوريا أن تعمل مع المبعوث من اجل أن تقوم جميع الأطراف بالوقف المستمر للعنف المسلح بجميع أشكاله تحت الإشراف الفعلي لآلية تابعة للأمم المتحدة. وسيسعى المبعوث إلى الحصول على التزامات مماثلة من المعارضة وجميع العناصر ذات الصلة لوقف القتال والعمل معه لكي تقوم جميع الأطراف بالوقف المستمر للعنف المسلح بجميع أشكاله تحت الإشراف الفعلي لآلية تابعة للأمم المتحدة.
3- ضمان تقديم المساعدة الإنسانية في حينها لجميع المناطق المتضررة من القتال، ولهذه الغاية اتخاذ خطوات فورية تتمثل في قبول وتنفيذ هدنة يومية مدتها ساعتان لتقديم المساعدة الإنسانية وتنسيق الوقت المحدد لهذه الهدنة اليومية وطرائقها من خلال آلية فعالة بما في ذلك على المستوى المحلي.
4- تكثيف وتيرة الإفراج عن المحتجزين تعسفا، بما في ذلك الفئات المستضعفة من السكان والأشخاص المشاركين في احتجاجات سلمية وتوسيع نطاق ذلك الإفراج، وتزويد المنظمات الإنسانية من دون تأخير بقائمة تتضمن كافة الأماكن التي يحتجز فيها هؤلاء الأشخاص والشروع فورا في تنظيم سبل الوصول إلى تلك الأماكن، والاستجابة الفورية عن طريق القنوات المناسبة لكل طلبات الحصول على المعلومات المتعلقة بهؤلاء الأشخاص وسبل الوصول إليهم والإفراج عنهم.
5- ضمان حرية تنقل الصحافيين في كافة أرجاء البلد، وعدم إتباع سياسة تمييزية في منحهم التأشيرات.
6- ضمان حرية تكوين الجمعيات والحق في التظاهر السلمي المضمونين قانونا.
ويهيب مجلس الأمن بالحكومة السورية والمعارضة أن تعملا بحسن نية مع المبعوث من اجل التسوية السلمية للازمة السورية والتنفيذ الكامل والفوري لخطته ذات النقاط الست. ويطلب إلى المبعوث أن يطلع المجلس بانتظام، وفي الوقت المناسب على ما يحرزه من تقدم في مهمته. وفي ضوء هذه التقارير سينظر مجلس الأمن في اتخاذ تدابير أخرى. (ا ف ب)
سي أن أن: ابنة أمير قطر عرضت اللجوء على أسماء الأسد
واشنطن- (يو بي اي): ذكرت شبكة (سي ان ان) الأمريكية انه بينما كانت قطر تسعى للعب دور أساسي في الأزمة السورية سواء عبر اجتماعات جامعة الدول العربية ولجنة المراقبين، أو عبر المحافل الدولية، كانت هناك حوارات شخصية تدور بين السيدة الأولى في سوريا أسماء الأسد والمياسة آل ثاني، ابنة أمير قطر، التي عرضت على الأولى اللجوء في بلادها.
وأشارت إلى أن رسائل منسوبة للأسد تشير إلى أن علاقة قوية جمعت بين السيدتين، وفي إحدى الرسائل، التي يعود تاريخها إلى 3 آب/ أغسطس 2011، بعثت المياسة برسالة قصيرة إلى أسماء الأسد تهنئها بشهر رمضان، وتسألها عن أحوالها، لترد عليها أسماء الأسد في اليوم التالي برسالة قالت فيها “عيد مبارك لك ولعائلتك.. هل عدت من الإجازة؟ موعد الإفطار هنا الساعة الثامنة مساء، ولا مشكلة في ذلك.. فأنا عادة ما أتناول طعامي الساعة الخامسة عصراً.. الأطفال مضحكون.. فهم يصومون.. ويفطرون وقت الغداء والوجبات الخفيفة.. أتمنى أن تكونوا بخير… قبلاتي للأولاد”.
وفي معرض ردها على هذه الرسالة، سألت المياسة أسماء الأسد عما يجري في حماة، فكتبت “.. وأنت؟ ما هي أخبارك؟ وما الذي يجري حاليا في حماة؟ أرى لقطات من حين لآخر.. ويبدو أن الأمور بدأت تسوء شيئا فشيئا.. هل هذا هو واقع ما يجري؟ أما أنها أكاذيب إعلامية؟ وما هي خطتك على المدى الطويل؟ أعتقد أن عليك التفكير في إستراتيجية للخروج”.
فكان رد أسماء الأسد “نواصل لقاء أهالي الشهداء من المدنيين والعسكريين.. وعلى عكس ما تقوله وسائل الإعلام، لم يدخل الجيش حماة (بعد) رغم أن العنف في تزايد.. نقوم حاليا بتدريب بعض الشباب على طرق الحوار والمناظرة.. فقد حضرت نقاشا حاميا مؤخرا في اللاذقية وكان ممتازا.. بالطبع مثل هذه الأمور لا تجذب وسائل الإعلام لذا لا نراها بكثرة.. إلا أن التطور على الأرض ملموس بصورة كبيرة”.
وفي 18 آب/ أغسطس 2011، أرسلت المياسة رسالة أخرى إلى أسماء الأسد، قدمت فيها بعض النصائح بشأن تنازل زوجها عن السلطة، فكتبت تقول “أعتقد أنه لا تزال هناك فرصة لنقل السلطة.. أنا أعرف ان الرئيس إنسان نبيل ولديه نوايا حسنة.. ولكن في النهاية سيلام على أي كارثة تحل بالبلد… فالأرواح التي فقدت لا يمكن أن تسترجع.. ولكن هناك فرصة للحفاظ على الصورة الإيجابية.. لأنني أعتقد وبكل صراحة ان لدى الرئيس مصداقية عالية”.
وكان رد أسماء الأسد على هذه الرسالة مقتضبا للغاية، فقد ردت بعد أربعة أيام برسالة قالت فيها “أقدر اهتمامك.. فهناك وجهات النظر وهناك الواقع.. والأمر يعتمد على ما نختاره.. أتمنى أن تكوني أنت والأولاد بخير”.
وفي رسالة أخرى إلى أسماء الأسد بتاريخ 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، لم تأت المياسة خلال حديثها على ذكر الأزمة في سوريا، بل انصب الحديث على مهرجان الدوحة السينمائي، ونبأ موت ستيف جوبز، وكونه من أصل حمصي.
وفي رسالة أخرى، بعثت أسماء الأسد إلى زوجها رسالة وصلتها من المياسة حول عدم مشاركة سوريا في دورة الألعاب العربية التي أقيمت أواخر العام الماضي في قطر، وأشارت فيها إلى ان والدها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، يعتبر بشار الأسد صديقا له بصرف النظر عن التوتر القائم.
وقد كتبت أسماء الأسد تعليقاُ على هذه الرسالة لزوجها “حتى تضحك”.
وتشير مجموعة الرسائل المنسوبة للأسد وعائلتها إلى ان آخر رسالة أرسلتها المياسة كانت بتاريخ 30 كانون الثاني/ يناير 2012، كتبت فيها: “لقد تابعت التطورات الأخيرة في سوريا.. وأعتقد أنها خطوة جيدة أن تحاور المعارضة الحكومة في روسيا.. وما شاهدناه في الفترة الأخيرة يشير إلى أن الزعماء إما يتنحون ويبحثون عن ملجأ لهم، أو يقتلون بطريقة متوحشة.. لذا أعتقد ان هناك فرصة جيدة لترك البلاد والبدء بحياة جديدة..”.
وتابعت المياسة “أتمنى أن تتمكني من إقناع الرئيس بذلك من دون تحمل أي عقبات سيئة.. فمن الضروري أن تستقر الأوضاع في المنطقة، ولكن الأهم من ذلك هو راحة البال.. أنا متأكدة ان هناك الكثير من الأماكن التي يمكن التوجه إليها، ومن بينها الدوحة”.
وقالت (سي ان ان) انها لم تتمكن من معرفة ما إذا كانت أسماء الأسد قد ردت على هذه الرسالة أم لا.
وقد حاولت الشبكة الاتصال بمكتب المياسة آل ثاني للحصول على تعليق، إلا انه لم يجب على أي من الأرقام الهاتفية المتوفرة.
ويذكر أن بعضاً من هذه الرسائل الإلكترونية وردت باللغة الإنكليزية، وقامت (سي ان ان) بترجمتها حرفياً، بعد حصول الشبكة عليها من أحد المصادر في المنطقة، علماً انه لا يمكن التأكد من صدقيتها.
عسكريون منشقون يعلنون تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها
بيروت- (ا ف ب): أعلن عسكريون سوريون منشقون الخميس تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في هذه المنطقة.
وتلا العقيد المنشق خالد محمد الحمود بيانا اعلن فيه “تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها ليكون هذا المجلس هو الراعي لشؤون واعمال كتائب الجيش السوري الحر في هذه المنطقة”، بحسب ما أظهر تسجيل بث على الانترنت الخميس.
ودعا الحمود “الشرفاء من ضباط وصف ضباط وافراد الذين ما زالوا في جيش (الرئيس السوري) بشار (الأسد) ان يلتحقوا بصفوف الجيش الحر”.
وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق احمد الخطيب في اتصال مع فرانس برس ان المجلس العسكري سيأخذ على عاتقه “تنظيم المقاتلين وتشكيل المجموعات العسكرية بناء على الخبرة العسكرية التي يتمتع بها الضباط المنشقون”.
واضاف “ان وجود قيادة واحدة للمنشقين عن جيش الاسد يعطي ارتياحا للجهات التي ترغب بدعم الجيش السوري الحر”.
وردا على سؤال حول قبول تطوع المدنيين في المجموعات التي يشرف عليها المجلس قال الخطيب “الافضلية هي بطبيعة الحال للعسكريين، ولكن في حال توفر السلاح بشكل كاف، فإن قبول تطوع المدنيين قد يكون مطروحا تحت قيادة المجلس العسكري”.
دعوات السعودية وقطر لتسليح المعارضة تهيىء لدور لوجستي لعمان
الأزمة السورية تحيي آمال الأردنيين بالتقارب مع النادي الخليجي
عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين: أثار وزير الخارجية الأردني ناصر جودة حفيظة الكثير من السياسيين في بلاده بعدما أصر على الذهاب لأقصى مدى ممكن في التفاوض مع المعنيين من أجل انضمام بلاده إلى النادي الخليجي.
وطوال الأشهر الستة الماضية واجه الوزير جودة صعوبات وتعقيدات وتقلبا في مزاج الدول الخليجية وأحيانا تعليقات سلبية من زملاء وزراء، لكنه أصر على إكمال المحاولة مظهرا تفاؤلا بتحقيق ولو بعض منجزات التضامن المالي والاقتصادي الخليجي إذا كان الانضمام الفعلي للنادي لم يعد متاحا.
وعليه فهمت ‘القدس العربي’ مباشرة من أصحاب قرار بارزين بأن جودة يصر في الاجتماعات المغلقة على إبقاء نوافذ الاتصال مفتوحة مع ‘أشقاء الخليج’ وبأن لديه معطيات دبلوماسية مقنعة تضطره لتجنب إغلاق ملف الانضمام مجانا على الأقل بالمعنى السياسي ومن الطرف الأردني.
وعلى أرض الواقع لم يتحقق شيء محدد لكن عمان انتقلت باستراتيجيتها الدبلوماسية لاحقا من مستوى التسريع في متطلبات وشروط العضوية الصعبة والمعقدة في النادي الخليجي المغلق إلى مستوى العمل على قطف بعض الثمار بدلا من الخروج الاعتباطي مجانا من المسألة.
مؤخرا حصل تطوران لا يمكن إسقاطهما من الحساب الدبلوماسي وفقا لمصادر مطلعة، فالزيارة الأخيرة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للسعودية دفعت باتجاه التفاؤل قليلا وإن كانت السلطات في الجانبين لم تعلن عن أي تضامن سعودي فارق مؤخرا.
ومن الواضح أن الإطلالة الأردنية على الشقيق السعودي مكنت عمان إستقصائيا من تحديد انطباعاتها في اتجاهين أساسيين هما حقائق وخلفيات الحراك السعودي الناشط ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد أولا، وآفاق إظهار ولو جزء من التضامن السعودي إقتصاديا مع الأزمة المالية الأردنية حيث تعاني الميزانية من عجز كبير وتعيش البلاد في ظروف اقتصادية صعبة ومعقدة جدا.
لاحقا برز التطور الثاني في مسار الحدث، فالإجابة على السؤال الأردني المعلق حول نوايا أشقاء الخليج الحقيقية تجاه مشروع التقارب من النادي الخليجي كبديل عن العضوية والانضمام حضرت بقوة للواقع السياسي والإعلامي الأردني عبر لسان أمير الكويت شخصيا الشيخ صباح الأحمد الذي صرح أمس الأول بأن الأردن هو الأقرب لدول الخليج.
وساهم التصريح الكويتي المدروس في تبديد الشكوك والمخاوف بعدما ثار وسط النخبة الأردنية السؤال المركزي حول أسرار تجاهل منظومة الخليج للأزمة الاقتصادية الأردنية وهو تساؤل وصل إلى مستوى الإتهام بالتآمر على المصالح الأردنية العليا في بعض المجالس السياسية الأردنية التي كانت ترسل الرسائل للجانب الاخر قصدا أحيانا.
لذلك تبدو عمان الرسمية اليوم أكثر ارتياحا تجاه دول الخليج، فالكويت أطلقت تصريحا إيجابيا جدا والفيتو السعودي عن الخضار الأردنية رفع تماما ولقاء القمة الأخير في الرياض كان مرنا ومبشرا في الجانب الاقتصادي إلى حد ما والعلاقات مع البحرين ممتازة جدا ولا توجد إشكالات حقيقية مع قطر بسبب سيناريوهات واحتمالات الملف السوري والعلاقة مع الإمارات ليست ممتازة لكنها ليست متردية.
تبقى سلطنة عمان ممثلة للطرف الأهم في حلقة التصدي لمشروع ضم وانضمام الأردن للنادي الخليجي، وهنا حصريا لم تغلق عمان باب الحوار مع السلطنة الصديقة بل يمكن ملاحظة أن مسقط تعجبها محاولات عمان التواصل مع طهران عبر البرقية الرقيقة التي أرسلها العاهل الأردني قبل يومين للمرشد الأعلى علي خامئني ولرئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد مهنئا باسمه واسم الشعب الأردني بعيد النيروز.
الأهم في هذه الحلقة هو التسريبات التي تحدثت صحافيا عن ‘سلاح سعودي’ لدعم المعارضة السورية عبر الأردن وهي معلومة نفتها الحكومة الأردنية رسميا لكنها تؤشر سياسيا على تلك المنطقة الكامنة في القصة الأردنية الخليجية والمتعلقة حصريا ببروتوكولات تفاهم ضمنية غير معلنة على مسألتين:
الأولى تفهم الخليج لموقف عمان اللوجستي والأمني والجغرافي المعقد في المسألة السورية، والثانية اهتمام عمان بالمقابل بإظهار المسافة القصيرة بينها وبين الإستراتيجية الخليجية المتشددة في التعاطي مع ملف نظام الرئيس بشار الأسد.
هنا تحديدا وفي الكواليس يقال للسعوديين وللقطريين: لن نكون في الخندق المناهض لمشروعكم إذا ما طورتم مع المجتمع الدولي سيناريو من أي نوع لعزل وإقصاء النظام السوري الحالي أو إذا تطور مشروع ما لمساعدة الشعب السوري.
ولم يعد سرا أن مظاهر التعاون الأردني مع المنظومة الخليجية المحتملة فيما يخص المشهد السوري تشمل في المرحلة الأولى لوجستيات الحدود المفتوحة أمام اللاجئين المحتملين واستقبال العسكر الهاربين من الجانب السوري والمساهمة الفعالة في الجانب الإنساني الذي سيكون المبرر الجوهري إذا ما قررت دول الخليج الانقضاض لاحقا سياسا أو اقتصاديا أو حتى عسكريا على نظام الرئيس بشار.
الإستخلاص النهائي من كل ما سبق يشير الى ان التفاهم بين لاعب عماني مهم من طراز يوسف بن علوي وآخر سعودي أهم هو سعود الفيصل ساهم سابقا في اجهاض حلم الأردنيين بعضوية النادي الخليجي فخرج المشروع بذكاء من باب مجلس التعاون الخليجي.. الانطباع السياسي الأولي في عمان اليوم يقول: بإمكاننا العودة عبر النافذة والبحث مجددا في أقوى أشكال التحالف والشراكة على الأقل عبر لافتة اسمها إستراتيجية الخليج ضد بشار الأسد.
انضمام روسيا والصين للجهود بعد التعديل.. والعثور على 39 جثة مشوهة في حمص
مجلس الامن يتوحد بشأن سورية وعقوبات اوروبية ضد اسماء الاسد
الامم المتحدة تحقق بالاشتباه بارسال ايران اسلحة الى سورية
الأمم المتحدة ـ جنيف ـ دمشق ـ وكالات: في ضربة دبلوماسية كبرى للرئيس السوري بشار الأسد انضمت روسيا والصين الأربعاء الى مجلس الأمن الدولي في التعبير عن دعم مساعي كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لإنهاء العنف الذي دفع سورية إلى شفا حرب أهلية.
وتبنى مجلس الأمن الدولي الأربعاء بياناً رئاسياً يدعم خطة عنان المؤلفة من 6 نقاط، ويوجه رسالة ‘قوية وموحدة’ إلى الحكومة السورية ‘وكل اللاعبين الآخرين’ حتى تستجيب بسرعة للخطة الرامية إلى حل الأزمة المستمرة في سورية.
وبعد مفاوضات مكثفة بين القوى الكبرى، وافقت روسيا والصين على النص الذي قدمته فرنسا ويدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى العمل في اتجاه وقف العنف وانتقال ديمقراطي.
واعتمد مجلس الامن بيانا رئاسيا يطالب بان تطبق سورية ‘فورا’ الخطة التي عرضها عنان لحل الازمة ويتضمن تحذيرا مبطنا باتخاذ اجراءات دولية.
واعتمد مجلس الأمن الدولي البيان الرئاسي الذي أعرب فيه عن القلق البالغ بشأن تدهور الأوضاع في سورية بما أدى إلى أزمة خطيرة لحقوق الإنسان ووضع إنساني مؤسف.
وفي البيان الذي قرأه رئيس المجلس للشهر الحالي السفير البريطاني مارك لايل غرانت، أبدى مجلس الأمن أسفه الشديد لمقتل آلاف الأشخاص في سورية.
واشار إلى أن البيان ‘يوجه رسالة قوية وموحدة إلى الحكومة السورية وكل اللاعبين الآخرين في سورية بشأن ضرورة أن يستجيبوا بسرعة وبشكل مباشر لخطة النقاط الـ6 التي قدمها كوفي عنان’.
وأكد البيان الترحيب بتعيين المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، وقال غرانت في هذا الإطار’يعرب مجلس الأمن الدولي عن دعمه الكامل لجهود المبعوث لوضع حد فوري لجميع أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، ولتأمين الوصول الإنساني، وتيسير قيام عملية سياسية بقيادة سورية للانتقال إلى الديمقراطية والنظام السياسي التعددي الذي يكون فيه المواطنون متساوين بغض النظر عن انتماءاتهم أو أعراقهم أو معتقداتهم، ويشمل ذلك إجراء حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة’.
وأكد البيان الرئاسي الدعم الكامل لخطة عنان المقترحة والمؤلفة من 6 نقاط.
وتشمل تلك الخطة الالتزام بوقف القتال والتوصل بشكل عاجل وفعّال وتحت إشراف الأمم المتحدة، الى وقف العنف المسلّح بكل أشكاله من جميع الأطراف لحماية المدنيين وتحقيق الإستقرار.
ولدى قراءته البيان قال رئيس المجلس ‘لهذه الغاية يتعيّن على الحكومة السورية على الفور وقف تحركات القوات نحو المراكز السكنية وإنهاء استخدام الأسلحة الثقيلة فيها، والبدء في سحب الحشود العسكرية من تلك المراكز وحولها، وفيما تتخذ تلك التدابير على الأرض يتعيّن أن تعمل الحكومة السورية مع المبعوث للتوصل إلى وقف مستدام للعنف المسلح بجميع أشكاله من قبل كل الأطراف بإشراف آلية مراقبة فعالة من الأمم المتحدة’.
وذكر البيان الرئاسي، الذي صدر بإجماع أعضاء المجلس، أن المبعوث الخاص سيسعى إلى الحصول على التزامات مماثلة من المعارضة وجميع الأطراف ذات الصلة لوقف القتال.
يذكر أن البيانات الرئاسية تصبح جزءاً من السجل الدائم لمجلس الأمن لكن خلافاً للقرارات فهي ليست ملزمة قانونياً.
وعلى الرغم من تخفيف البيان الاصلي الذي قدمه الغرب بناء على طلب روسيا وازالة اي انذارات محددة فان موافقة القوى الكبرى مجتمعة على المقترح تمثل ضربة قوية للرئيس السوري بشار الاسد الذي يقاتل من اجل البقاء في السلطة في مواجهة انتفاضة شعبية.
ومن جنيف ناشد عنان دمشق ‘الرد ايجابا’ على دعوة مجلس الامن الدولي للسلطات السورية الى تطبيق خطة الست نقاط التي طرحها لحل الازمة.
وفي نيويورك قال فيتالي تشوركين سفير روسيا في الأمم المتحدة إن المجلس ‘اختار أخيرا أن ينظر إلى سورية نظرة واقعية’.
ورحبت فرنسا بالدعم الذي عبر عنه مجلس الأمن الدولي بالإجماع للمبعوث لعنان معتبرة ان على السلطات السورية أن تستجيب أخيراً للمجتمع الدولي وتتعاون مع عنان.
كما اشادت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاربعاء بالبيان وحضت الرئيس السوري بشار الاسد على تطبيق خطة عنان لحل الازمة والا فإنه سيواجه ‘المزيد من الضغوط’.
وفي ضغوط جديدة قال دبلوماسيون بالاتحاد الاوروبي ان حكومات الاتحاد تنوي فرض عقوبات على اسماء الاسد زوجة الرئيس السوري يوم الجمعة وهو ما يعني انها لن تتمكن بعد ذلك من السفر إلى الاتحاد الاوروبي او الشراء من متاجر في دوله باسمها.
وتأتي هذه العقوبات – التي ما زالت تحتاج إلى موافقة وزراء خارجية دول الاتحاد – بعد ان اصبحت اسماء الاسد البريطانية المولد مركز اهتمام وسائل الاعلام بعد نشر رسائل بريد الكترونية حصلت عليها صحيفة الغارديان البريطانية تظهرها بصورة من تنفق عشرات الالاف من الدولارات على شراء السلع الرفاهية على الانترنت بينما تغرق سورية في اراقة الدماء.
الى ذلك دانت الدول الغربية الكبرى الاربعاء ما وصفته بالجهود الايرانية لتسليح الحكومة السورية. وقال دبلوماسيون انه وردت الى خبراء دوليين انباء عن عدد من الانتهاكات للعقوبات الدولية المفروضة ضد ايران خلال الاشهر الاخيرة تتعلق بنقل اسلحة من ايران الى سورية.
واضافوا انه يجري التحقيق في هذه الحالات.
وقال مارتان بريان نائب السفير الفرنسي في الامم المتحدة خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي ان ‘حجم تلك الشحنات يؤكد وجود سياسة متعمدة ومستمرة للنقل غير المشروع للاسلحة وغيرها من المواد ذات الصلة بين ايران وسورية’.
واثارت الولايات المتحدة وبريطانيا مخاوف مشابهة في اجتماع اللجنة التي تراقب تطبيق المجموعات الاربع من العقوبات الدولية التي فرضت على ايران بسبب برنامجها النووي.
وقالت نائبة المندوبة الامريكية في الامم المتحدة روزماري ديكارلو ‘يقلقنا ان غالبية الانتهاكات الواردة الى اللجنة تتعلق بنقل اسلحة وغيرها من المواد ذات الصلة بشكل غير مشروع من ايران الى سورية حيث يقوم نظام الرئيس بشار الاسد باستخدامها لقمع الشعب السوري بعنف’.
ودعت الولايات المتحدة الى ‘عقوبات محددة تستهدف الافراد والكيانات التي يتبين انها ضالعة في انتهاك العقوبات’.
وقال السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال غرانت ان ‘ادلة تشير الى وجود نشاط ايراني منهجي لتزويد الحكومة السورية باسلحة بشكل غير قانوني، وهي اسلحة تستخدم الان لقمع الشعب السوري بعنف’.
وصرح المبعوث الفرنسي انه تم ابلاغ لجنة العقوبات عن حالة واحدة على الاقل من نقل الاسلحة خلال الاشهر الثلاثة السابقة.
جاء ذلك في الوقت الذي واصلت فيه قوات الامن السورية حملاتها الامنية حيث قتل 23 شخصا، بينهم خمسة في القصف على حي الخالدية في حمص (وسط)، وعبر المرصد السوري لحوق الانسان بدوره عن تخوفه ‘من حصول مجازر في حال استمرار النظام السوري في قصف الحي نتيجة الكثافة السكانية المتواجدة فيه حاليا’. فيما أكد ناشطون سوريون أن القوات الحكومية سيطرت الأربعاء على مدينة دير الزور القريبة من الحدود مع العراق بعد انسحاب قوات الجيش الحر منها.
وعثر ناشطون مساء الثلاثاء على 39 جثة مشوهة في حي الرفاعي.
وقال هادي العبدالله ان ‘شبانا من حي الرفاعي تسللوا الى حيهم وتمكنوا من تصوير 39 جثة مشوهة تم التعرف على اصحابها منتشرة في الطرق وفي بعض المنازل’.
تيار سوري معارض يرفض دعوة السلطات لاجراء انتخابات تشريعية
دمشق ـ د ب أ: بدأت المعارضة السورية في الداخل ‘رفض’ الدعوة التي أعلنتها السلطات السورية منتصف الاسبوع الماضي لاجراء انتخابات تشريعية في أيار (مايو) المقبل.
وذكر ‘تيار بناء الدولة السورية’ الذي يرأسه المعارض والسياسي لؤي حسين أن التيار ‘يرفض بشكل قاطع دعوة السلطة السورية التي أطلقتها لإجراء انتخابات تشريعية في شهر أيار (مايو) المقبل ويعتبر ذلك بمثابة قطع الطريق أمام أي حلول سياسية سلمية يمكن أن تقوم على أساس التشارك مع قوى المعارضة’.
وأضاف التيار، في بيان له الأربعاء، أن هذا الإجراء المنفرد من السلطة يعني بوضوح عرقلة جميع المبادرات السياسية المطروحة والتي أعلنت ترحيبها بها وآخرها مهمة كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية لسورية.
وتابع ‘لا معنى لأي عملية سياسية ما لم يكن محور التوافق فيها هو الاتفاق على انتخابات تشريعية تقبل بالاحتكام لها جميع الأطراف وعلى هذا فإن الانتخابات يجب أن تكون حصيلة عملية سياسية تشارك فيها جميع الأطراف الفاعلة بشكل حقيقي في الساحة السياسية السورية’.
النار تقترب من الاسد
صحف عبرية
لاول مرة منذ بدء الاحتجاج ضد نظام بشار الاسد في سوريا، وصلت المعارك بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه الى دمشق، عشرات الاشخاص قتلوا أمس وأول امس في ما يبدو كهجوم مشترك لقوات الثوار على رجال الاسد في العاصمة. وحسب نشطاء حقوق الانسان ووسائل اعلام عربية، يدور الحديث عن الاحداث الأشد في دمشق منذ اندلاع الثورة، وعدد القتلى فيها هو اكثر من 80. حتى الان نجح الاسد في ان يبقي دمشق خارج صورة القتال، ومظاهرات قليلة فقط جرت في العاصمة.
حسب تقارير في سوريا، فان سفينة روسية رست أمس في ميناء طرطوس في الدولة، وعليها قوة الوحدة الروسية الخاصة لمكافحة الارهاب. بالتوازي انضمت أمس موسكو الى دعوة منظمة الصليب الاحمر لوقف اطلاق النار يوميا في سوريا لمدة ساعتين، وذلك للسماح للمنظمات بتقديم المساعدات الانسانية.
تقارير رجال المعارضة عن الاحداث في دمشق جزئية، وصورة المعركة غامضة. وروى شهود عيان عن تبادل شديد للنار في منطقة حي المزة الفاخر، في العاصمة. في هذا الحي يوجد مقر المخابرات السورية العامة، بعض السفارات وكذا منزل آصف شوكت، صهر الرئيس الاسد وأحد كبار رجالات النظام.
وأفادت شبكة ‘العربية’ صباح أمس بان قوات الثوار هاجمت الحي أول أمس في حوالي الساعة العاشرة ليلا. وحسب ‘العربية’ هاجم الثوار مباني مكاتب وسكن لثلاثة من كبار رجالات الامن، في محاولة لضرب نظام الاسد في أحد الاماكن الهامة والاكثر حراسة في سوريا. وحسب التقارير، في اطار المواجهات بين جيش الثوار والجيش السوري استخدمت ايضا قاذفات الـ ار.بي.جي اضافة الى السلاح الاتوماتيكي.
معظم المعارك جرت في حي المزة، ولكن أصوات النار والانفجارات سمعت ايضا في احياء اخرى، بينها دامر والكسوة. مرتضى رشيد، نشيط المعارضة، روى امس بان المعارك اندلعت بعد عملية تصفية نفذها الجيش السوري الحر.
‘المعارك تجري قرب سوبرماركت حمادة وتسمع اصوات انفجارات في كل انحاء الحي’، روت احدى سكان الحي واضافت بان ‘الشرطة اغلقت الشوارع من عدة اتجاهات مختلفة وقطعت الكهرباء في الشارع’.
‘نحو خمسين من قوات رجال أمن النظام قتلوا، بينهم ايضا ضابط’، روى لوكالة أنباء ‘دي.بي.ايه’ هيثم العبدالله، ناشط حقوق الانسان من دمشق.
رامي عبدالرحمن، احد الناطقين البارزين باسم المعارضة والذي يتخذ من لندن مقرا له وصف الاحداث في المدينة بانها الاشد في العاصمة منذ بدء الاحتجاج. رغم هذه التقارير، ادعى التلفزيون السوري بان ‘ثلاثة ارهابيين وبضعة رجال أمن قتلوا في تبادل لاطلاق النار’.
المعارك الشديدة في دمشق تجري بعد يوم من انفجار سيارة مفخخة في مدينة حلب شمالي الدولة، قتل فيها 25 شخصا. وفي صباح السبت قتل 27 شخصا في انفجارين في دمشق.
النشاط في الاحياء المختلفة من العاصمة يدل على تطورات في نمط عمل الجيش السوري الحر، ولاول مرة ظهر بان هناك يد موجهة. المجموعة التي نفذت الهجوم على منازل ومكتب مسؤولين سوريين كبار في حي المزة سعت الى صرف النار من الجيش السوري عن حماة، حمص، دير الزور ودرعا، الى العاصمة دمشق. او بتعبير آخر مساعدة مجموعات الثوار في المدن الاخرى والتي تقف على شفا الانهيار.
يدور الحديث عن نشاط عسكري أول من نوعه يحتاج الى مشاركة عشرات المقاتلين العاملين بالتوازي. من هنا فان الحديث يدور عن حملة عسكرية خطط لها جيدا وابقيت في السر عن المخابرات السورية التي يسيطر عليها الاسد. اضافة الى ذلك نجح المقاتلون، رجال الجيش السوري الحر، المجلس العسكري الاعلى او رجال ميليشيا مسلحة اخرى، في الاستراق الى الحي الفاخر الذي كان فيه تواجد كثيف لقوات الامن السوريين، ولا سيما منذ وصول المظاهرات الى المنطقة. ومن هنا يمكن ان نفهم بان عناصر تزعم أنها موالية للاسد، تتعاون مع جيش الثورة وتوفر له المعلومات وربما ايضا قدرة الوصول الى اماكن استراتيجية.
الجيش السوري الحر، الذي يديره الجنرال رياض الاسعد، عمل حتى وقت غير بعيد كعصبة من الميليشيات المسلحة عديمة التنظيم. وعلق الاسعد نفسه في خلاف شديد مع جنرال سوري آخر فر من صفوف الجيش، هو مصطفى الشيخ، الذي أعلن عن اقامة المجلس العسكري الاعلى في سوريا. ولكن منذئذ وقعت عدة تطورات هامة. أولا، توصل الاسعد الى تفاهم مع المجلس الوطني بشأن التعاون بين الجهتين، التمويل والتنسيق بينهما. عمليا، خرج المجلس مؤخرا عن الخط الثابت لديه، وبموجبه ينبغي مواصلة المظاهرات غير العنيفة فقط دون استخدام للسلاح، وتبنى الى حضنه الاسعد ورجاله.
بالتوازي، وكما زعم في نهاية الاسبوع في وكالة الانباء الفرنسية، بدأت السعودية بتوفير وسائل قتالية للجيش السوري الحر. وحسب التقرير، نقل السلاح عبر الحدود مع الاردن، ومع أن الاردن نفت ذلك، الا أن الرياض لم تعقب.
وحسب تقارير مختلفة في الغرب، فان الجيش السوري الحر يضم اليوم قرابة 60 ألف جندي، ولكن عدد المقاتلين أقل بكثير. الجيش السوري النظامي يعد قرابة ربع مليون رجل، ولا يزال، جيش المعارضة، اثبت بانه من خلال الدافعية العالية لم يعد هناك للاسد حصانة، في دمشق أو في أي مكان آخر في سوريا. قرار اسماء الاسد تزويد زوجها بسترة واقية نوعية، كما يفهم من البريد الالكتروني السر للعائلة الرئاسية والذي انكشف الاسبوع الماضي، كان في مكانه أغلب الظن.
والى ذلك، افادت وسائل الاعلام امس بان سفينة روسية رست أمس في ميناء طرطوس في سوريا وعليها قوة من الوحدة الخاصة لمكافحة الارهاب الروسية. وحسب التقارير، فان هدف القوة هو حماية الدبلوماسيين في ضوء التخوف من المس بهم من جانب محافل في سوريا. مصادر في وزارة الدفاع الروسية نفت التقرير.
وانضمت روسيا أمس الى دعوة منظمة الصليب الاحمر لاجراء وقف للنار يومي لمدة ساعتين في سوريا يسمح لمنظمات المساعدات الانسانية بالوصول لتقديم خدماتها. في البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الروسية، فقد دعي النظام و ‘المجموعات المسلحة’ على حد سواء الى الموافقة بشكل فوري على وقف النار.
هآرتس 21/3/2012
النظام يبيع الشعب انتصاراته في حمص وادلب والاسد لن يسقط بدون قرار اممي ووقف روسي للسلاح
كلمات حب ‘بطتي’ و’بطتك’ متبادلة بين بشار واسماء والاخرس يتعرض لضغوط
لندن ـ ‘القدس العربي’: ماهي الطريقة المثلى لمواجهة الاسد؟ هل من خلال دعم مبادرة كوفي عنان، المبعوث الدولي لسورية، ام بدعم المعارضة وتسليحها، اسئلة طرحت وتطرح منذ فترة ليست بالقصيرة، والاجابات عليها معروفة، المعارضة تقول لا حوار مع نظام معروف بتراجعه عن وعوده، والعالم يقول لا تدخل ولا تسليح للمعارضة لانها غير قادرة على التوحد من اجل هدف واحد وهو اسقاط النظام، ولان تسليح المقاتلين سيؤدي الى حرب اهلية.
ولا احد يجادل ان الحرب في سورية وصلت نقطة اللاعودة فلا النظام قادر على احتواء الازمة عسكريا ولا المعارضة قادرة على حسم المعركة عسكريا وسياسيا. فما هو المخرج اذن، تعتقد صحيفة ‘نيويورك تايمز’ في افتتاحيتها ان الحل المناسب هو قرار اممي قوي من مجلس الامن يدعو لخروج الاسد من السلطة، وهذا يقتضي دعما صينيا وروسيا لانهما القادرتان على ممارسة الضغط على الاسد، كما يتطلب من روسيا ان تبدأ بوقف ارسال السلاح لسورية والذي يستخدمه لقتل شعبه.
ووصفت الصحيفة المبادرة الروسية بانها تدعو للاسى والتي دعا فيها وزير الخارجية سيرغي لافروف الى الحوار بين المعارضة والنظام، وقال فيها ان روسيا مستعدة لدعم مبادرة من مجلس الامن في هذا الاتجاه. وجاء تعليق الصحيفة على الوضع السوري بعد التقرير الموثق الذي نشرته منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ وتحدثت فيه عن جرائم ارتكبها المقاتلون خاصة كتيبة الفاروق التي قامت باعدامات واعتقالات واختطاف منها اعدام ضابط استخبارات. ومع انها اشارت الى الدعم الدولي الذي تلقته المعارضة من المجتمع الدولي في بداية المواجهة مع الاسد الا انها، اي المعارضة، لم تكن قادرة على حل خلافاتها بل ان عناصر فيها قد يسببون ضررا للقضية الرئيسية من خلال اذكاء نار النعرات الطائفية.واكدت المنظمة على ان الجماعات التي تقوم بهذه الانتهاكات ليست على ما يبدو مرتبطة بالقيادة السياسية المنظمة وهي المجلس الوطني السوري الا ان الصحيفة تقول ان هذا الكيان السياسي لا يعمل بكفاءة بسبب الخلافات السياسية بين افراده. وعليه ومن اجل الحصول والحفاظ على دعم المجتمع الدولي فعلى المجلس الوطني ومعه جيش سورية الحر القيام بالسيطرة على العناصر المارقة المسؤولة عن الانتهاكات وضبط تصرفاتها.
وفي الوقت الذي عنف فيه التقرير كلا من روسيا والصين الا انه كلما طال امد الحرب التي ادت لمقتل اكثر من 8 الاف شخص كلما انقسم المجتمع الى طوائف وجماعات متحاربة.
افق مسدود
وبدون تحرك سريع فالبلاد ستعيش حربا اهلية شنيعة، فحسب محللين في المنطقة نقلت عنهم الصحيفة فان خيار القوة وحده لن يؤدي الى اقتلاع المقاومة التي لم يعد من الممكن وقف فتيلها، مما ادى الى انسداد افق الحل. فان كانت القوات السورية قادرة على ضرب معاقل المقاتلين في كل من ادلب وحماة وحمص الا ان مناطق واسعة في سورية اصبحت معادية للنظام بشكل لن يكون النظام قادرا على فرض سيطرته عليها، فيما استطاع المقاتلون الوصول الى مراكز الدولة الحساسة وضربها في كل من دمشق وحلب.
وتصف الصحيفة الوضع في سورية بانه وصل لحالة حرب ‘استنزاف’ بين المقاومة والنظام. وتقول الصحيفة ان الرئيس بشار الاسد لا يستطيع وقف الخيار الامني لان هذا يعني نهايته، ولا يستطيع في الوقت نفسه البقاء في الحكم بعد كل الدم الذي نزف. ونقلت عن مهندس مسيحي في دمشق قوله انه في حالة اوقف الجيش عملياته فلن نشاهد خروج مئات من المتظاهرين فقط بل الالاف، وهذا ما يعرفه النظام. وفي الوقت الذي يقلل فيه المحللون من فرص خروج سريع للاسد من السلطة بانقلاب مثلا فقد زادت المخاوف من تأثر دول الجوار السوري خاصة لبنان وتركيا والعراق من الحرب الطائفية التي بدأت في عدد من مناطق سورية، اضافة الى المخاوف من اثر دخول الاسلاميين على المعادلة.
وفي الوقت الذي يمكن للجيش الاطاحة بالاسد الآن فان السوريين الذين عانوا من نظام الحزب الحاكم لن يرضوا الا بانهيار الدولة البوليسية كلها. وبحسب خبير في منظمة الازمات الدولية فان انقلابا يعني عودة للسلاح. وعلى المدى البعيد فان اعتماد الدولة على القوة ادى لانجازات قصيرة الامد، وهذا ليس في صالح النظام فكلما اثر الوضع الاقتصادي على القاعدة الشعبية كلما زاد من حنقها. وبحسب ناشطة كانت مؤيدة للنظام فان خيار الاسد الآن هو اما ‘قتل كل السوريين او الخروج بسلام’. ويبدو ان العامل الاقتصادي سيكون بمثابة كعب اخيل للنظام، فارتفاع اسعار الوقود والمواد الاساسية وتراجع قيمة العملة ستؤدي الى خسارة الرئيس الاسد طبقة رجال الاعمال، وحتى الذين يتخذون موقفا محايدا من النظام يقولون انهم لن يظلوا داعمين لحكومة لم تقدم لهم شيئا، ويقول احد المواطنين نقلت عنه الصحيفة انه فقد اعصابه على صاحب محل لانه رفع سعر زيت الطبخ.
واضاف ان الحكومة تقوم ببيع المواطنين انتصاراتها في بابا عمرو وحمص وادلب. ويبدو ملل المواطنين من الوضع باديا في حديث احد رجال الاعمال الذي قال ان البلاد بحاجة لحل سواء بقي الرئيس ام لا، فالشعب لن يقضي كل حياته لتنظيم مظاهرات مؤيدة للرئيس. وتقول ‘نيويورك تايمز’ ان هناك الكثير من رجال الاعمال السنة ممن غيروا مواقفهم وبدأوا يساعدون عائلات الضحايا. وتنقل عن الخبير في منظمة الازمات قوله ان دعم الجنود للرئيس غير معروف، ولكن الجيش اما بالاختيار او الاكراه يبدو معدا جيدا، ومدربا ومزودا بكل ما يريده من وسائل الراحة والطعام. ويشير الى ان الاسد لم يظهر اهتماما باعادة العلاقات مع القيادة الدينية المحلية في المدن المدمرة بل قام على خلاف ذلك بتعزيز الدعم له داخل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها.
صهر الاسد يتعرض لضغوط
في موضوع عائلة الاسد قالت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ان الرسائل الشخصية المتبادلة بين بشار وزوجته اسماء تظهر رومانسية وحبا، حيث استخدمت اسماء القابا في بعض الرسائل الالكترونية التي كانت من ضمن 3 الاف رسالة الكترونية، من مثل كلمة ‘بطة’ ووقعت رسائلها بـ ‘بطتك’، وفي رسائل اخرى استخدمت موسيقى، كما ارسلت له كلمات اغنية تقول ‘لماذا احبك؟ افكر وابتسم، لانني اعرف ان القائمة طويلة وتمتد الى اميال’. وكانت الرسائل قد كشفت عن اهتمام الرئيس وزوجته في قضايا شخصية في الوقت الذي كان فيه الجيش السوري يحضر لضرب مدينة حمص فقد بعث لاسماء رسالة هي كلمات اغنية ‘الله منحني اياك’ للمغني الامريكي بليك شيلتون. واستخدم معارضو النظام ما ورد في الرسائل من عبارات رومانسية كي يسخروا من الاسد وامتلأت مواقعهم ـ فيسبوك – بالصور التي اظهروا فيها مؤيدي النظام وهم يقبلون ارجل بطة. وتظهر الرسائل ان بريد الرئيس كان مليئا بالرسائل العاطفية، حيث ارسلت له ابنة دبلوماسي سوري صورة جمل البسته حذاء جلديا يصل الى حد الركبة وقناعا جلديا. كما ذكرت صحيفة ‘الغارديان’ ان والد اسماء، فواز الاخرس يتعرض لضغوط بصفته عضوا في جمعية الصداقة البريطانية السورية بعد ان كشفت الرسائل عن نصائح ومراسلات بينه وبين بشار حول تحسين الصورة الاعلامية للنظام ومواجهة الرأي العام الغربي بلغته.
وقال سير اندرو غرين الذي يشارك في رئاسة الجمعية اضافة للاخرس ان الجمعية تعاني وضعا فوضويا ولاكثر من عام بسبب الظروف التي تمر بها سورية، وجاءت المراسلات بين الاخرس والاسد كالقشة التي قصمت ظهر البعير. وعبر غرين عن اسفه لما وصل اليه الوضع قائلا ان الجمعية ‘قامت بالكثير من الاعمال النافعة، ولكن من الصعب التكهن في الكيفية التي تواصل فيه الجمعية عملها، وفي ظل ما كشف عنه اخيرا فان الاعضاء الخمسة البريطانيين في الجمعية قرروا الاستقالة’. وقال غرين انه والمسؤول المالي، بريان كونستانت، سيواصلان عملهما حتى تنتهي مدة انتخابهما، فيما قرر السير غافين ارثر عمدة لندن السابق الاستقالة اضافة لعضوين اخرين. وتعاني الجمعية منذ بداية الانتفاضة من ازمة حيث قرر بنك اتش اس بي سي عدم تمثيل الجمعية فيما استقال الميلياردير وفيق سعيد من ادارتها، حيث قال سعيد ان الجمعية دفنت رأسها في الرمال تجاه الازمة. مما دعا الجمعية لنشر بيان عبرت فيه عن اسفها لما يحدث من عنف وخسارة للارواح. ونقلت عن غيث ارمنازي، المدير التنفيذي قوله ‘يجب علينا ان نقرر مستقبل الجمعية، وربما احتجنا لاجراء انتخابات جديدة، وعلى ما يبدو فاننا وضع صعب’. ونقلت عن كريس دويل من جمعية التفاهم البريطاني ـ العربي (كابو) قوله ان انتخاب الاخرس مرة اخرى سيكون مضرا لمصداقية الجمعية وكان يجب ان يترك’.
علي فرزات دفع ثمنا غاليا بسبب ‘شخصنة’ رسوماته
لندن ـ من مايك كوليت وايت: في اللحظة التي قرر فيها رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات رسم الرئيس السوري بشار الأسد والدائرة المحيطة به كان يعلم جيدا أنه سيسبب لنفسه المشكلات.
اشتهر فرزات (60 عاما) في الأوساط العربية وفي الخارج بأعماله الساخرة اللاذعة عن الفساد والمحاباة وضيق الأفق لكنه كان يتجنب دائما تشخيص أفراد بعينهم في رسوماته.
كان هذا حتى قبل أشهر معدودة من اندلاع الانتفاضة ضد الأسد في العام الماضي وفي تلك الفترة شعر فرزات أن الرئيس تجاوز كل الحدود في خنق حرية التعبير والقضاء على المعارضة.. وفي هذه اللحظة أخذت المسألة منحى شخصي.
وقال فرزات وهو يقف وسط أعماله في معرض فني بوسط لندن ‘في الفترة الاخيرة شخصنت الزعماء وأصحاب القرار وهذا أمر شوية غير متعارف عليه أو غير مقبول بالنسبة للشارع’.
وأضاف ‘لكن تجاوب الشارع حمسني أكثر أني أستمر في إخراج الكاريكاتير من الرمز إلى الواقع.. وأصبح الكاريكاتير يرفع في الشوارع مع المتظاهرين فصار بالنسبة لهم إيقونة’.
وأظهرت إحدى رسوماته الأسد الذي ظل الحديث عنه من المحرمات في سورية لفترة طويلة وهو ينزع بصعوبة ورقة من رزنامة تشير إلى يوم الخميس لعلمه أن يوم الجمعة سيشهد موجة أخرى من الاحتجاجات الشعبية في شوارع سورية.
وفي رسم آخر يحاول الأسد ركوب سيارة مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وعندما بدأت الانتفاضة السورية تلقى فرزات مكالمات ورسائل تهديد لكن حتى تلك التهديدات لم تمهده بالشكل الكافي لضراوة الهجوم الذي تعرض له في الصباح الباكر من يوم 25 أغسطس آب وهو يغادر مرسمه بدمشق.
أخرجه من أطلق عليهم ‘الشبيحة’ الموالين للأسد من سيارته وأوسعوه ضربا بالعصي قبل إجباره على ركوب سيارتهم واستمرار الاعتداء عليه.
وقال لرويترز عبر مترجم إنه كان يسمعهم وهم يقولون ‘اكسروا يديه حتى لا يجرؤ مرة أخرى على تحدي أسياده’.
ومضى يقول ‘كانوا يضربوني على رأسي وكانوا يقولون اكسر ايديه لأنه عم يرسم.. حذاء بشار أحسن من راسك.
‘كسروا لي أيدي من هون… جسمي كله رضوض.. صار عندي ارتجاج في الدماغ خفيف’.
وألقي به على جانب الطريق وحمل شخص غريب فرزات ونقله إلى مستشفى حيث عولج. بعد ذلك سافر إلى الكويت حيث حصل على ‘إقامة’ هناك.
وأشعل الهجوم غضبا في سورية حيث اعتبر هذا مؤشر على أن حكومة الأسد لن تتهاون مع أي معارضة حتى من رجل كان على صلة شخصية بالرئيس.
تذكر فرزات اجتماعا مع الأسد في التسعينات حين كان والده الرئيس الراحل حافظ الأسد في الحكم واستمتع وقتها معه بحوار كان يسعى فيه الزعيم القادم لمعرفة ‘رأي رجل الشارع’.
وكان الأسد يزور معارضه ويبحث القضايا السياسية مع فرزات وزملائه من الفنانين والمفكرين. وبدأ فرزات يصدر جريدة الدومري الساخرة.
وقال فرزات إن فترة قصيرة من الانفتاح في مطلع الألفية الثانية انتهت فجأة مما أدى إلى إغلاق صحيفة الدومري ودفع مفكرين من ذوي الفكر المماثل للسفر للخارج.
وأضاف فرزات ‘ما بعرف شئ من اللي صار فجأة.. كنا على استمرار في تواصل معهم وفجأة انقطع الاستمرار وانقطع التواصل.. ما عاد فيه أي علاقة.. ما عاد فيه أي شئ على الإطلاق’.
وأردف قائلا ‘سكروا (أغلقوا) لي الجريدة ولا كأنه في أي شئ صار’.
وفي 2007 حذر فرزات من أزمة وشيكة في سورية في حالة عدم إجراء الحكومة أي إصلاح.
والان بعد قيام انتفاضة كاملة يرى أنه ليس هناك عودة للوراء.
وتابع قوله ‘الوقت مو هو القياس الحقيقي’.
وأضاف ‘القياس الحقيقي هو كسر حاجز الخوف. عندما انكسر حاجز الخوف انتصرت الثورة.
‘النصر الحقيقي إنه انكسر حاجز الخوف. الناس ما عادت ترجع لورا’.
ولم يتخل رسام الكاريكاتير الذي قيل إنه تلقى تهديدات بالقتل من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الثمانينات عن فكرة العودة إلى سورية من منفاه الاختياري.
وأضاف أنه كل يوم يقول لنفسه إنه يريد العودة لدمشق لكن الناس يطلبون منه عدم العودة لأن الوضع خطير للغاية. لكنه قال إنه سيعود في يوم من الأيام لأنه لا يمكنه أن يغيب عن بلده لوقت طويل.
وعاد إلى العمل بعد الهجوم لكن حركة يديه ليست طبيعية تماما. ومن ضمن أحدث رسوماته زهرة صغيرة ترفع دبابة إلى الهواء وهي تخرج من الأرض.
سوريا: قلق روسي من انتهاكات المعارضة لحقوق الإنسان
أعربت روسيا، اليوم، عن قلقها من انتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين في سوريا من قبل مجموعات معارضة، مشددة على وجوب اهتمام المجتمع الدولي بهذه الحقائق. من جهته، أشار عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، سمير نشار، إلى أن البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي حول سوريا يعطي الرئيس بشار الأسد فرصة اضافية للقتل، فيما أعلن عسكريون منشقون تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها «لتنظيم تحركات المنشقين».
نقلت وسائل إعلام روسية، عن مفوض وزارة الخارجية لشؤون حقوق الإنسان والديموقراطية وسيادة القانون، قسطنطين دولغوف، قوله إن «الرسالة تتضمن معلومات كثيرة تشير إلى وقوع جرائم جسيمة في المجال الإنساني ارتكبتها المعارضة المسلحة، بما فيها حالات خطف وتعذيب وقتل مدنيين»، بهدف المطالبة بفدية مقابل الإفراج عنهم أو استبدالهم بمعارضين معتقلين من قبل النظام.
ودعا دولغوف الى إجراء تحقيق مناسب في أعمال العنف التي ارتكبت بحق الشعب السوري، ومعاقبة المسؤولين عن تلك الأعمال، مضيفاً أن المعلومات التي تضمنتها الرسالة «تثير قلقاً بالغاً، وتؤكد مرة أخرى صحة الموقف المبدئي الذي اتخذته موسكو، الذي يعتبر انتهاكات حقوق الإنسان التي تحصل في سياق الأحداث الجارية في سوريا أمراً غير مقبول».
وطالب دولغوف جميع شركاء روسيا الدوليين باستخدام المعلومات التي تتضمنها الرسالة لإعادة الاستقرار إلى سوريا، وتطبيع الوضع الإنساني وقيام حوار فعال بين السوريين برعاية مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا كوفي أنان، من دون أي تدخل خارجي.
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد اتهمت، الاثنين الماضي، في رسالة علنية أرسلتها إلى «المجلس الوطني السوري» وجماعات معارضة سورية بارزة، عناصر من الجماعات المسلحة السورية المعارضة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، «شملت عمليات خطف واحتجاز وتعذيب وإعدام لعناصر أمنية وأخرى مؤيدة للحكومة السورية».
في سياق آخر، اعتبر عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، سمير نشار، اليوم، ان البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي حول سوريا يعطي الرئيس بشار الاسد فرصة اضافية للقتل، مضيفاً أن المطلوب من المنظمة الدولية هو «قرارات رادعة وحاسمة للنظام يكون جوهرها وقف عمليات القتل المستمر التي ترتكبها قوات الاسد، والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري».
وفي سياق متصل، أعلن عسكريون سوريون منشقون تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها «لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في هذه المنطقة»، حيث تلا العقيد المنشق، خالد محمد الحمود، بياناً أعلن فيه «تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها ليكون هذا المجلس الراعي لشؤون واعمال كتائب الجيش السوري الحر في هذه المنطقة»، بحسب ما اظهر تسجيل بث على شبكة الانترنت، اليوم.
وأكد المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، احمد الخطيب، ان المجلس العسكري سيأخذ على عاتقه «تنظيم المقاتلين وتشكيل المجموعات العسكرية بناءً على الخبرة العسكرية التي يتمتع بها الضباط المنشقون»، مضيفاً أن «وجود قيادة واحدة للمنشقين عن جيش الاسد يعطي ارتياحاً للجهات التي ترغب بدعم الجيش السوري الحر».
من جهتها، انتقدت كندا، أمس، الدول التي تدعم النظام السوري من دون تسميتها، مؤكدة انها تتحمل جزءاً من المسؤولية في سقوط القتلى والدمار، وأن «التاريخ سيتكفل بالحكم عليهم». موقف كندا جاء خلال إعلان لوزير الخارجية الكندي، جون بيرد، الذي رحب بإقرار خطة كوفي انان لسوريا في إعلان رئاسي صدر عن مجلس الأمن، ليل أمس.
ولفت بيرد إلى انها «ليست سوى الخطوة الاولى وبقي الكثير الذي يجب القيام به. من الضروري ان تدعم كل الدول هذه الخطة وتواصل الضغط بحزم على النظام الحاكم»، مؤكداً وجوب «رحيل الأسد».
(يو بي آي، أ ف ب)
سوريا | البيان الرئاسي «يحفظ ماء وجه الخصوم ويمنحهم فرصة التراجع عن مواقفهم»
قراءة دمشق: إقرار ببرنامجنا للحل
مع صدور بيان مجلس الأمن الداعم لمقترحات المبعوث الدولي كوفي أنان، كيف قرأت دمشق التوافق الدولي على النص الجديد؟ الإجابة الأوليّة تأتي من مصادر رسمية تشي بارتياح، وتشير إلى أن البيان إقرار ببرنامج دمشق للحل
إيلي شلهوب
«كفة الإيجابيات راجحة». لعلها الجملة الأكثر تعبيراً عن موقف دمشق من البيان الدولي، الذي صدر أمس بشأن «مقترح أنان»، الذي لا يزال من وجهة نظرها «كلاماً في الهواء»، وإن كان البيان يمكن أن يمثّل مخرجاً يحفظ ماء الوجه لكل من يريد أن يتراجع عن مواقف سابقة متطرفة ضد الحكم في سوريا، الذي يبدو أنه يثمّن بشدّة الجهود الروسية في مجلس الأمن، وخصوصاً تأكيد موسكو لكل من يعنيه الأمر أن قبولها هذه التسوية الدولية غير الملزمة لا يعني أي تغيير في موقفها المبدئي من الأزمة في نظام الرئيس بشار الأسد.
وترى مصادر رسمية سورية أن «الاتجاه بات واضحاً نحو حل سياسي بقيادة سوريا وبرعاية المجتمع الدولي»، مضيفة إن «موضوع تنحي الرئيس بشار الأسد قد رمي في سلّة المهملات. البديل الوحيد، الذي نص عليه القرار الدولي، هو حوار في إطار عملية سياسية تقودها دمشق». وأوضحت المصادر أن «الإجماع الذي ناله البيان، الذي نص على حل بقيادة سورية لا خارجية، هو الدليل الأبرز على أن المجتمع الدولي كله مع هذا الرأي»، مشيرة إلى أنه «لم يعد هناك اختيار مسبق لنتائج الحوار، على ما نصت عليه القرارت العربية السابقة، عندما كانت قطر والسعودية ومعهما الغرب يريدون حواراً محددة سقوفه ونتائجه سلفاً بخروج الرئيس من الحكم».
وتشدد هذه المصادر على أنه بالنسبة إلى دمشق فإن «آليات الحل باتت واضحة للجميع. البداية بالتهدئة والمساعدات الإنسانية الطارئة، على أن يليها حوار يشارك فيه كل من له تمثيل على الأرض، وذلك بعد أن ترمي المجموعات المسلحة سلاحها، علماً بأن الإشارة الأخيرة لافتة، إذ للمرة الأولى يعترف مجلس الأمن بوجود مجموعات مسلحة داخل سوريا»، مؤكدة أن «سوريا ملتزمة الانخراط الإيجابي. الآن على المعارضة، ومعها قطر والسعودية والغرب، أن يفعلوا الشيء نفسه. إذا حصل هذا، نكون أمام بداية النهاية للأزمة».
أما بالنسبة إلى فريق المبعوث الأممي والعربي، كوفي أنان، الموجود في سوريا، فتقول المصادر إنه يعمل على مناقشة التفاصيل مع السلطات السورية، سواء بالنسبة إلى التهدئة وكيفية وقف النار، أو بالنسبة إلى المساعدات الطارئة، إن من ناحية نوعيتها وحجمها، أو بالنسبة إلى آليات إيصالها إلى المناطق التي تحتاج إليها»، مشيرة إلى أن هذا الفريق زار حماه واللاذقية وإدلب.
ونوهت مصادر قريبة من النظام في سوريا بـ «الجهد الجبار» الذي بذله الروس للوصول إلى هذا البيان، مشيرة إلى أن «موسكو ضغطت على نحو مخيف. وفي الوقت نفسه، كانت حريصة على إبلاغ جميع المعنيين، من أميركيين وأتراك وسعوديين وقطريين، أن موافقتها على هذا البيان لا تعني أبداً حصول أيّ تغيير في مواقفها المبدئية من الأزمة السورية».
وتوضح هذه المصادر أن البيان الأممي «أتى بتحوّل في الكثير من المواقف السابقة. هو يشير للمرة الأولى إلى أن الطرفين المتنازعين في سوريا يملكان السلاح ويستخدمانه، ومن هنا كانت إشارته إلى وقف العنف بكافة أشكاله من جميع الأطراف». وتضيف «وهناك أيضاً التأكيد على أن الحكومة السورية هي التي ستعمل من أجل تحقيق وقف مستدام لهذا العنف بالتعاون مع أنان، مع ما يعنيه ذلك من اعتراف بأن الحكومة السورية هي وحدها من يحق له احتكار حمل السلاح في البلاد، وبالتالي قدرتها على استخدامه».
وتلفت المصادر الى أن البيان يؤكد استعداد السلطات السورية لتأمين المساعدات الإنسانية لكل المناطق المتأثرة بالقتال، لكن «في الوقت المناسب»، بمعنى أنه سيعود إلى الحكومة السورية تحديد ما إذا كان هذا الأمر ممكناً، أو لا، بحسب الوضع الميداني. وتشير المصادر نفسها إلى أن ملف المساعدات الإنسانية ليس بسيطاً، إن لم تُحدد آلية واضحة لإيصالها، بعد الكشف عنها، ذلك أن السؤال الأساس هنا: من يضمن ألا تتضمن تلك المواد معدات قتالية، وخصوصاً أن المدنيين في العديد من مناطق الاشتباك قد غادروا ولم يبق إلا المسلحين الذين يعرفون جيداً كيف يتدبرون أمورهم، فلماذا الإصرار على إدخال مواد إلى هذه البؤر؟». الأمر نفسه ينطبق على موضوع التهدئة ساعتين يومياً، فهي أيضاً مرتبطة بالموعد والظرف المناسبين، وبالتالي تخضع لسلطة الحكومة السورية.
وبرغم إشارتها إلى أن هذا البيان غير ملزم، شددت المصادر على أنه «كان يجب أن يخرج شيء ما من مجلس الأمن، يؤدي دور المخرج المشرف والملائم، الذي يحفظ ماء وجه أيّ طرف يريد التراجع عن مواقفه المتطرفة السابقة ضد الحكم في سوريا». وبشأن موقف دمشق من هذا البيان، تؤكد المصادر أن «الخط البياني لدى سوريا واضح: كل ما له علاقة بالجامعة العربية مرفوض، فيما كل شيء مرتبط بالوضع الإنساني مرحب به، لكن بحسب الوضع الميداني. مع الإشارة إلى أن البنود الستة لبيان مجلس الأمن تتطابق مع البنود التي طرحها أنان على دمشق، والتي تتطابق بدورها مع بنود القرارات العربية التي جاء بموجبها المراقبون العرب إلى سوريا».
وتؤكد هذه المصادر أنه لا يمكن فهم هذا البيان إلا كانعكاس للوضع على الأرض، لنجاح السلطات السورية بالسيطرة على الوضع في الميدان. وأضافت إن «الروس لا يمكن أن يدافعوا عنك بهذا الشكل إلا إذا كنت قوياً. لن يكون باستطاعتهم أن يفعلوا الأمر نفسه لو كنت مهزوماً، وفي المناسبة، كلما سمعتم عن هجوم أو تفجير في دمشق أو حلب، تأكدوا أن المجموعات المسلحة ترد على نكسة أصيبت بها في مكان آخر في سوريا».
ومع ذلك، تحرص هذه المصادر على التأكيد أن «كل حكاية أنان ومبادرته حتى هذه اللحظة ليست سوى كلام في الهواء. لقد جاء إلى دمشق وتحدث. قدّم ما يعرف باللغة الدبلوماسية «لا ورقة»، ورددنا عليه بالشيء نفسه. رددنا بالترحيب، بلا ورقة. وغادر. قال لنا سأبعث مجموعة لمناقشة التفاصيل، فرددنا بالترحيب. في النهاية نحن نرحب بأيّ جهد يهدف إلى المساهمة في إيجاد حل سوري للأزمة، بما لا يتعارض مع السيادة السورية، لكن حتى الآن ليس هناك أيّ اتفاق مع أنان، ولا على مبادرته». وتضيف إن المبعوث الأممي «أرسل بعثة مراقبين إلى سوريا لبحث الأمور ميدانياً. لكنكم تعرفون، مهمة المراقبين مطاطة. المراقبون العرب جاؤوا إلى هنا لأداء مهمة معينة، وانتهى بهم الأمر يعملون على إيصال المساعدات إلى المناطق المضطربة. الوضع نفسه حصل مع الموفدين الجدد. هم يقومون بجولات ميدانية. لا يزالون يستطلعون الوضع».
مجلس الأمن يدعم «مقترح» النقاط الست لأنان ويطالب بتــطبيقها «فوراً»
بعد تعديلات طفيفة أدخلتها الدبلوماسية الروسية، اعتمد مجلس الأمن الدولي أمس بياناً رئاسيّاً يطالب بأن تطبق سوريا «فوراً» مقترح السلام الذي عرضه المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان
نزار عبود
نيويورك | اعتمد مجلس الأمن الدولي، أمس، بياناً رئاسيّاً يطالب سوريا بالتطبيق الفوري لمقترح السلام الذي عرضه المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، ويتضمن تحذيراً مبطناً باتخاذ إجراءات دولية. وبعد مفاوضات مكثفة بين القوى الكبرى، وافقت روسيا والصين على النص الذي قدمته فرنسا ويدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى العمل باتجاه وقف العنف وانتقال ديموقراطي.
والبيان، الذي ليس له قوة قرار رسمي، يقدم دعماً قوياً لأنان المقترح الواقع في ست نقاط عرضها خلال محادثاته مع الرئيس السوري في دمشق في وقت سابق هذا الشهر. وجاءت الموافقة على مسودة البيان الرئاسي بعد إدخال تعديلات كثيرة عليها بحيث باتت مقبولة من الوفود التي كانت تعترض عليها وعلى رأسها روسيا والصين وجنوب أفريقيا والهند وتصفها بأنها لم تكن متوازنة. وباتت الصيغة الجديدة خالية من اعتبار كوفي أنان ممثلاً للجامعة العربية، رغم الإشارة إلى أنه عيّن في هذا المنصب بعد قرارات الجمعية العامة والجامعة العربية. وبات البيان يطالب بعملية سياسية وهدنة إنسانية لمدة ساعتين يومياً، والإفراج عن الموقوفين غير المتورطين في القتال ضد القوات السورية، وإنشاء آلية مراقبة ورعاية لعملية سياسية بين الحكومة والمعارضة تحت إشراف المبعوث الأممي ترمي لإقامة ديموقراطية في سوريا. ولا يتضمن البيان مهلة سبعة أيام للتطبيق.
وكان أمام الدول الأعضاء مهلة حتى الساعة الثالثة بتوقيت بيروت لكي تقدم اعتراضاتها على النص الذي تقدمت به فرنسا، لكن لم تقم أي دولة بذلك. ويطلب النص من الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية «العمل بحسن نية» مع أنان و«التطبيق الكامل والفوري» لخطة حل الأزمة المؤلفة من ست نقاط وطرحها أنان في أثناء محادثاته في دمشق.
ويعبّر مجلس الأمن، في البيان، عن دعمه التام لجهود المبعوث من أجل وضع حد فوري لكافة أشكال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وضمان وصول المساعدات الإنسانية وتسهيل عملية انتقالية سياسية سورية لبلوغ نظام سياسية تعددي يكون فيه المواطنون متساوين بغض النظر عن انتماءاتهم وعرقيتهم ومعتقداتهم، من خلال بدء حوار سياسي شامل بين الشعب السوري وكافة أطياف المعارضة السورية.
ويمضي البيان قائلاً إنه لتحقيق هذه الغاية يدعم مجلس الأمن دعماً تاماً مقترح الست نقاط الأولية (وشطبت كلمة الخطة) الذي قدمه للسلطات السورية، وحددها المبعوث لمجلس الأمن الدولي في 16 آذار 2012 (وحذفت عبارة كجزء من مقترحه الأولي للسلطات السورية) من أجل التزام العمل مع المبعوث بأسلوب جامع في عملية سياسية تقودها جهات سورية لمعالجة التطلعات المشروعة والهواجس لدى الشعب السوري، ولهذه الغاية التزام تعيين محاور مفوّض عندما يدعى إلى عمل ذلك من قبل المبعوث. وكذلك الالتزام بوقف القتال وتحقيق وقف إطلاق نار فعال بشكل عاجل، يكون بإشراف الأمم المتحدة، للعنف المسلح بكافة أشكاله من قبل كافة الأطراف لحماية المدنيين وإعادة الاستقرار للبلاد. ولهذه الغاية، تتوقف القوات السورية فوراً عن تحريك قواتها نحو، ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة، في المراكز السكانية والشروع في سحب التجمعات العسكرية من داخل المراكز السكانية وحولها. ويطالب البيان بتوفير مساعدات إنسانية في موعد مناسب لكافة المناطق المتأثرة بالقتال، ولهذه الغاية، وفي خطوة فورية، القبول بتطبيق لمدة ساعتين يومياً لهدنة إنسانية في كافة المناطق المتأثرة بالقتال وتنسيق الوقت المحدد وأساليب الهدنة اليومية من خلال آلية فعالة، بما في ذلك على المستوى المحلي. كذلك يطالب البيان بـ«تكثيف وتيرة وحجم إطلاق سراح المعتقلين اعتباطياً، بمن فيهم الأشخاص من الفئات الضعيفة والأشخاص الضالعون في تظاهرات سياسية سلمية، وتقديم قائمة من دون إبطاء، ومن خلال قنوات مناسبة لكل الأماكن التي يُحتجَز فيها الأشخاص، والشروع فوراً في تنظيم الوصول إلى تلك الأماكن، والرد من خلال القنوات المناسبة، فوراً على الطلبات المكتوبة للمعلومات وسبل البلوغ، أو الإفراج، المتعلقة بأولئك الأشخاص. إضافة إلى توفير حرية الحركة على امتداد البلاد للصحافيين ومنحهم تأشيرات دخول من دون تمييز، وإحترام حرية الانتماء والحق في التظاهر السلمي كحق مضمون.
ويدعو مجلس الأمن الحكومة السورية والمعارضة العمل بنيات صادقة مع المبعوث نحو تسوية سلمية للأزمة السورية وتطبيق اقتراحه الأولي ذي النقاط الست فوراً وكاملاً. كذلك يطلب من مبعوثه إحاطة المجلس بانتظام وفي وقت مناسب بشأن تطور مهمته. وفي ضوء هذه التقارير ينظر المجلس بالخطوات اللاحقة كما تدعو الحاجة.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن وافق أيضاً على بيان صحافي اقترحته روسيا ويدين التفجيرات في دمشق وحلب في نهاية الأسبوع. وجاء في البيان الثاني أن «أعضاء مجلس الأمن يدينون بأشد التعابير الهجمات الإرهابية التي وقعت في دمشق في 17 و19 آذار وفي حلب في 18 آذار، ما أودى بعشرات القتلى والمصابين». وأضاف: «إنهم يعبّرون عن تعازيهم الحارة لعائلات ضحايا هذه الأعمال الشنيعة». وأشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأربعاء بالبيان، وحضت الرئيس السوري على تطبيق خطة كوفي أنان، وإلا فإنه سيواجه «المزيد من الضغوط». وقالت إن الخطوة التي اتخذها مجلس الأمن المنقسم حيال الأزمة في سوريا «إيجابية». ودعت الجيش السوري إلى التمرد ورفض تنفيذ الأوامر التي تصدرها له حكومته لمواجهة المعارضة المسلحة في سوريا، ودعت كذلك رجال الأعمال السوريين الذين لا يزالوا يدعمون النظام إلى العمل لتطبيق بيان مجلس الأمن ومهمة كوفي أنان.
ورحّب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بتبني البيان. وحثّ وزير الخارجية البريطاني السلطات السورية على «انتهاز هذه الفرصة لوقف إراقة الدماء وإظهار التزامها تنفيذ خطة أنان ذات الست نقاط، بما في ذلك سحب الجيش من داخل المراكز السكانية وحولها».
بان يتوقّع عودة أنان إلى سوريا «قريباً جداً»
البعثة الأممية تزور إدلب والاتحاد الأوروبي يعدّ لعقوبات
بعد تبني مجلس الأمن الدولي للبيان الرئاسي الداعم لمقترح المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان، ناشد الأخير دمشق «الرد إيجاباً» على دعوة مجلس الأمن، في وقت رجّح فيه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن يعود أنان إلى سوريا «قريبة جداً»
ناشد الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي أنان، أمس، دمشق «الرد إيجاباً» على دعوة مجلس الأمن الدولي للسلطات السورية إلى تطبيق خطة الست نقاط التي طرحها لحل الأزمة. وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، إن «الدعم المتضامن لمجلس الأمن في ما يتعلق بجهوده شجعه (أنان) وهو يناشد السلطات السورية الرد إيجاباً» على خطته. بدوره، توقع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، عودة أنان إلى سوريا «قريباً جداً». وقال بان، خلال زيارة لإندونيسيا ضمن جولة آسيوية، إن «أنان أطلع مجلس الأمن الجمعة على الوضع، وأتوقع أن يعود إلى دمشق قريباً جداً»، مضيفاً: «إنني على اتصال مستمر معه ومع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وقادة آخرين من المنطقة وسواها». كذلك دعا بان كي مون مجدداً الأسرة الدولية «للتكلم بصوت واحد»، ولا سيما من أجل تقديم مساعدة إنسانية «فورية» لضحايا أعمال العنف في سوريا.
وفي خطوة هي الأولى من نوعها، سمحت دمشق لوفد مشترك من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي بزيارة المناطق التي تشهد أعمال عنف منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا قبل عام. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن بعثة تقويم المساعدات الإنسانية الدولية في سوريا زارت مدينة إدلب التي سيطر عليها الجيش قبل أسبوع. وذكرت الوكالة أن «وفداً مشتركاً من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي قام بزيارة الحي الشمالي والضبيط والناعورة في مدينة إدلب اليوم (أمس) وأبدى ارتياحه لواقع المدينة حيث بدت الحياة طبيعية هادئة والخدمات متوافرة». وأشارت إلى أن الوفد التقى محافظ المدينة ياسر الشوفي. ونقلت الوكالة عن رئيس الوفد قوله إن «الجولة تندرج في إطار زيارة سوريا للوقوف على الواقع في المناطق المتوترة التي شهدت ضرراً في البنية الاقتصادية»، إضافة إلى «لقاء المواطنين والاستماع إلى وجهات نظرهم ومقترحاتهم في هذا الجانب».
وكان مساعد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي للشؤون الإنسانية، عطاء المنان بخيت، ذكر الأحد أن «البعثة المشتركة لمنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة دخلت الجمعة إلى سوريا لتقويم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية». وتابع قائلاً إنه في ختام هذه المهمة التي لم تحدد مدتها، سيرفع تقريراً إلى منظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة في الحاجات الإنسانية للمدنيين السوريين. وأعلنت المسؤولة عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس الخميس الماضي أن الأمم المتحدة ستشارك للمرة الأولى في مهمة تقويم للأوضاع الإنسانية في سوريا تنظمها دمشق.
ويأتي ذلك فيما وصل الخبراء الدوليون الخمسة الذين أوفدهم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان إلى سوريا الاثنين في محاولة لوضع حد لأعمال العنف الدامية في هذا البلد.
ودعت الصين ومصر أمس المجتمع الدولي إلى التزام الدفع قدُماً نحو حل سياسي للأزمة السورية. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن بيان للخارجية أن وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي ونظيره المصري محمد كمال عمرو، شددا خلال اجتماعهما في بكين على ضرورة «احترام المجتمع الدولي لخيار الشعب السوري»، ودعم جهود الوساطة التي يبذلها أنان.
ودعا المرشد العام للإخوان المسلمين، محمد بديع، روسيا إلى مراجعة موقفها من الأزمة السورية والانحياز إلى رغبات الشعب السوري. وقال مصدر في حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين إن بديع شدد، خلال لقائه سفير روسيا لدى القاهرة وممثلها في الجامعة العربية سيرغي كيربيتشنكو أمس، على ضرورة أن تراجع روسيا الاتحادية موقفها حيال الأزمة القائمة في سوريا، وأن «تستجيب لتطلعات الشعب السوري».
من جهة أخرى، كشفت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، نقلاً عن دبلوماسيين في بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي سيفرض خلال الأسبوع الجاري عقوبات جديدة على 12 عضواً أساسياً في النظام السوري، من بينهم زوجة الرئيس بشار الأسد. وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية البريطانية أكدت أن العقوبات «تزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية على النظام السوري، وستستمر لوقف تدفق الإيرادات إلى نظام الأسد»، مشيرةً إلى أن الحكومات الغربية تسعى أيضاً إلى إصدار بيانات من الأمم المتحدة ومجالس حقوق الإنسان التابعة لها تدين سوريا.
أمنياً، تبنّت مجموعة إسلامية تطلق على نفسها اسم «جبهة النصرة»، في شريط فيديو نشر على مواقع إلكترونية إسلامية اليوم، الانفجارين اللذين استهدفا مركزين أمنيين في دمشق السبت الماضي. وجاء في البيان أنه «قام _ بحمد الله وفضله وكرمه _ جنود جبهة النصرة _ أعزّها الله _ بسلسلة من العمليات العسكرية في عدة محافظات ضد أوكار النظام. وكان أبرزها فرع الأمن الجوي وإدارة الأمن الجنائي في دمشق». وأشار البيان إلى أن العملية جاءت رداً على «استمرار النظام في قصفه للأحياء السكنية في حمص وإدلب وحماة ودرعا وغيرها. وقد صدقناه وعدنا بأن نرد عليه القصف بالنسف».
يذكر أن المجموعة نفسها قد أعلنت في شريط مصور، نشر على مواقع إلكترونية إسلامية في نهاية شباط، مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع في السادس من كانون الثاني في دمشق، وأوقع 26 قتيلاً، معظمهم من المدنيين. وفي السياق، قتل عدة أشخاص، بينهم رجال أمن، وجرح آخرون في تفجير انتحاري بريف درعا جنوب سوريا.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن «إرهابياً انتحارياً» فجّر نفسه مساء أمس، مستخدماً سيارة مفخخة، بقوات حفظ النظام قرب مفرق الجيزة على طريق بصرى _ المسيفرة في ريف درعا، «ما أدى إلى استشهاد عدد من قوات حفظ النظام والمدنيين وجرح آخرين». وذكرت الوكالة أن الانفجار أدى إلى تصدّع بعض الأبنية المحيطة وتضررها وحدوث حفرة بقطر نحو مترين في مكان الانفجار.
وفي تطور لافت، عثر ناشطون على 39 جثة مشوهة في حي الرفاعي في مدينة حمص في وسط سوريا قالوا إنهم قتلوا قبل نحو عشرة أيام، ورجحوا أن هؤلاء قتلوا مع الأشخاص الـ 48 الذين تمكن «الجيش السوري الحر» من سحبهم مقتولين ذبحاً أو طعناً في 12 آذار من حيي كرم الزيتون والعدوية المجاورين. وعثر في 12 آذار على جثث نحو خمسين امرأة وطفلاً في حيي كرم الزيتون والعدوية في حمص مقتولين ذبحاً أو طعناً، واتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب «المجزرة»، فيما قالت السلطات إنها من تنفيذ «مجموعات إرهابية مسلحة». وأعلنت لجان التنسيق المحلية المعارضة أن حصيلة أعمال العنف في سوريا أمس وصلت إلى 46 قتيلاً، بينهم 37 في إدلب، حيث لا تزال العمليات العسكرية مستمرة منذ أسابيع.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جهته، في بيان عن سقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى في القصف أمس على حي الخالدية في مدينة حمص، فيما أفاد ناشطون وشهود عن توسع القصف ومحاصرة الحي بالدبابات. وبعد الاشتباكات التي وقعت في اليومين الماضيين في أحياء المزة والقابون وبرزة في دمشق، دارت اشتباكات عنيفة فجر أمس بين القوات النظامية وعناصر منشقين في مدينة حرستا في ريف دمشق.
(الأخبار، سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي أي)
تركيا تدعو إلى خطة عمل لإنهاء المأساة في سوريا
أ. ف. ب.
فيينا: أكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الخميس ضرورة وضع “خطة عمل” دولية لانهاء “الماساة الانسانية” في سوريا عشية تبني بيان في مجلس الامن يطالب بوضع حد للعنف في هذا البلد.
وقال داود اوغلو في فيينا حيث التقى نظيره النمسوي ميكائيل شبيندلغر قبل اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل سيشارك فيه الوزير التركي “اضافة الى رسالة مشتركة يجب ان نضع خطة عمل جماعية”.
واضاف في مؤتمر صحافي “ما زلنا نعتقد ان سوريا تسعى الى كسب الوقت ويجب علينا القيام بشي لوقف هذا العنف. وحتى تنتهي هذه الماساة الانسانية يجب ان نتحرك معا”. وشدد داود اوغلو على ان “النداءات وحدها لا تكفي”.
واعتمد مجلس الامن الدولي الاربعاء بيانا يطالب بان تطبق سوريا “فورا” الخطة التي عرضها المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لحل الازمة ويتضمن تحذيرا مبطنا باتخاذ اجراءات دولية حيث ينص على ان مجلس الامن “سينظر في خطوات اضافية” اذا لم يلتزم الاسد بتطبيق خطة انان.
مقتل 10 مدنيين برصاص أطلق على حافلة بريف إدلب
أ. ف. ب.
بيروت: قتل عشرة مدنيين الخميس برصاص اطلق على حافلة كانت تقلهم قرب مدينة سرمين (ريف ادلب) التي تتعرض اليوم لقصف القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان ان عشرة اشخاص من بينهم ثلاثة اطفال وسيدتان قتلوا “اثر اصابة حافلة صغيرة باطلاق نار كانت تقلهم قرب بلدة سرمين”.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان “الحافلة كان على متنها 13 شخصا قتل منهم تسعة اشخاص من عائلتين اضافة الى السائق”. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في ادلب ميلاد فضل في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان “الحافلة التي استهدفتها القوات النظامية على طريق ادلب سرمين كانت تنقل نازحين الى تركيا”.
المعارضة: بيان مجلس الأمن يعطي الأسد فرصة إضافية للقتل
أ. ف. ب.
بيروت: اعتبر عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير نشار الخميس ان البيان الرئاسي لمجلس الامن حول سوريا يعطي الأسد فرصة إضافية للقتل.
وقال سمير نشار لوكالة الانباء الفرنسية إن البيان الرئاسي الذي صدر أمس عن مجلس الامن “في ظل استمرار عمليات القتل التي تقوم بها قوات بشار الاسد، يعطيه فرصة اضافية للاستمرار في سياسة القمع في محاولة لانهاء ثورة الشعب السوري”.
ورأى نشار ان المطلوب من مجلس الامن “قرارات رادعة وحاسمة للنظام يكون جوهرها وقف عمليات القتل المستمر التي ترتكبها قوات الاسد، والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري”. وقال نشار “نعتقد انه على بشار ان يتنحي ليفتح الباب امام حلول سياسية تجنب سوريا كارثة الحرب الاهلية التي بدأت تلوح في الافق”.
واضاف ان “سياسة القتل (التي يتبعها النظام) تؤدي الى تسلح الشعب للدفاع عن نفسه وهو حق مشروع، ولكن هذا سوف يؤدي الى عسكرة الثورة وربما اسلمتها”.
واوضح ان “القوى المدنية والتي تبحث عن العدالة والمساواة وقيم التسامح واحترام الاختلاف سوف لن تكون ميالة الى حمل السلاح” بقدر ما ستكون ميالة اليه “المكونات التي قد تلجأ الى السلاح تحت خطاب ايديولوجي أخشى ان يكون ذا لون واحد”.
ميدانيًا، قتل 16 أشخاص في أعمال عنف في سوريا الخميس، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. ففي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل شخصان وجرح عشرات المدنيين اثر اطلاق النار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف على بلدة سرمين من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام البلدة.
وافادت لجان التنسيق المحلية بتعرض المدينة احياء البلدة لقصف متواصل، مشيرة الى اقتحام القوات النظامية “الحارة الشمالية حيث قام جنوده بإحراق وتحطيم الممتلكات”. واظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت اعمدة الدخان ترتفع من امكان عدة في مدينة سرمين.
وفي درعا (جنوب)، قتل جندي من الجيش النظامي السوري واصيب اربعة اخرون بجروح اثر اطلاق مجموعة مسلحة منشقة النار على سيارة كانت تقلهم قرب قرية صيدا. وخرجت تظاهرات في علما وخربة غزالة ردد المشاركون هتافات واغاني نصرة للمدن المحاصرة وللمطالبة بتسليح الجيش السوري الحر، بحسب ما اظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت.
وفي محافظة حماة (وسط)، اصيب مواطنون بجروح جراء اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة في محيط حي الاربعين بمدينة حماة. وفي حمص (وسط)، قتل ثلاثة مدنيين برصاص القوات النظامية في مدينة القصير.
وقتل اربعة جنود نظاميين في عملية نفذها منشقون على حاجر عسكري. وفي محافظة دير الزور (شرق) تنفذ القوات النظامية السورية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة القورية بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية، واسفرت الحملة عن اعتقال عشرة مواطنين بينهم اربعة من عائلة واحدة، بحسب المرصد.
وفي محافظة اللاذقية (غرب)، قتل خمسة جنود نظاميين في جبل الاكراد حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومنشقين عنها. واقتحمت قوات عسكرية امنية كبيرة قرية كباني بجبل الاكراد بحثا عن مطلوبين للسلطات مطلقة قذائف الهاون في الاحراش المجاورة للقرية.
عسكريون منشقون يعلنون تشكيل “المجلس العسكري في دمشق وريفها”
إلى ذلك، أعلن عسكريون سوريون منشقون الخميس تأسيس مجلس عسكري في دمشق وريفها لتنظيم تحركات المنشقين عن القوات النظامية في هذه المنطقة.
وتلا العقيد المنشق خالد محمد الحمود بيانا اعلن فيه “تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها ليكون هذا المجلس هو الراعي لشؤون واعمال كتائب الجيش السوري الحر في هذه المنطقة”، بحسب ما اظهر تسجيل بث على الانترنت الخميس.
ودعا الحمود “الشرفاء من ضباط وصف ضباط وافراد الذين ما زالوا في جيش (الرئيس السوري) بشار (الاسد) ان يلتحقوا بصفوف الجيش الحر”.
وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق احمد الخطيب في اتصال مع فرانس برس ان المجلس العسكري سيأخذ على عاتقه “تنظيم المقاتلين وتشكيل المجموعات العسكرية بناء على الخبرة العسكرية التي يتمتع بها الضباط المنشقون”.
واضاف “ان وجود قيادة واحدة للمنشقين عن جيش الاسد يعطي ارتياحا للجهات التي ترغب بدعم الجيش السوري الحر”.
وردا على سؤال حول قبول تطوع المدنيين في المجموعات التي يشرف عليها المجلس قال الخطيب “الافضلية هي بطبيعة الحال للعسكريين، ولكن في حال توفر السلاح بشكل كاف، فإن قبول تطوع المدنيين قد يكون مطروحا تحت قيادة المجلس العسكري”.
خطة الأمم المتحدة للسلام في سوريا تشكل تحديًا للمعارضة
لميس فرحات
اعتمد مجلس الأمن الدولي بياناً يطالب فيه بأن تطبّق سوريا خطة السلام التي عرضها كوفي آنان، لكن هذا الإعلان يضع تحديات كبيرة أمام المعارضة. وتشير الوقائع إلى أن النظام السوري لا يزال بعيداً عن الهزيمة، كما أن التوصل إلى تسوية من المرجّح أن يقدم إلى المتمردين ما هو أقل من استسلام الأسد.
لميس فرحات: السبب في ذلك هو أن خطة السلام، وعلى الرغم من أنها تطالب بوقف العمليات العسكرية التي يشنّها النظام ضد معاقل المعارضة، إلا أنها تتراجع في المقابل عن الإصرار السابق الذي عبّرت عنه الدول الغربية والعربية – والمعارضة السورية – بتنحّي الأسد فوراً وتسليم السلطة إلى حكومة وحدة وطنية كنقطة انطلاق للتوصل إلى حل سياسي.
بدلاً من ذلك، تدعو خطة آنان إلى:
• وقف القتال وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات.
• إرساء هدنة إنسانية لمدة ساعتين يومياً، لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين إلى المناطق المتضررة من أعمال العنف.
• السماح بعمل المنظمات الإنسانية وإطلاق السجناء.
• ضمان حرية عمل وسائل الإعلام.
• احترام حق التجمع والتظاهر السلمي.
• تسهيل عملية انتقالية سياسية بقيادة سورية تقود إلى نظام تعددي عبر حوار بين الحكومة وجميع أطياف المعارضة السورية.
واعتبر موقع “غلوبال سبين” أن الأيام المقبلة ستثبت ما إذا كان النظام سوف يحترم رغبته المعلنة في الدخول في حوار سياسي، شرط أن تلقي المعارضة سلاحها، مشيراً إلى أن النظام بالتأكيد سيواجه احتجاجات سلمية ضخمة، ولن تكون لديه نية للتنازل عن السلطة حتى لو كان يتحدث عن الإصلاح الدستوري بينما يقوم بقصف معاقل المعارضة.
لكن الطلب من المعارضة التفاوض مع النظام وفقاً للشروط التي وضعها آنان يشكل معضلة للثوار السوريين المنقسمين، إضافة إلى بعض القادة الذين من المقرر أن يجتمعوا في تركيا يومي الخميس والجمعة: ما يتم الفوز به على طاولة المفاوضات عادة ما يعكس ميزان القوى على الأرض. والواقع، هناك، هو أن نظام الأسد أثبت حتى الآن مرونة أكثر من خصومه المحليين والأجانب.
في هذا السياق، يقول جوشوا لانديس، الخبير في الشأن السوري من جامعة أوكلاهوما، “السنة الأولى من الثورة السورية، اعتقدت المعارضة بسذاجة أنها ستحظى بدعم جميع السكان في سوريا مقابل تخليهم عن النظام، أو أن بشار الأسد سيتنحّى، ويسلّم السلطة في غضون أشهر”.
وأضاف: “لكن هذا لم يحدث بسبب المخاوف الطائفية والطبقية، التي تثبط أعمال الانشقاق عن النظام على نطاق واسع، والتي من شأنها إسقاط حكم الأسد”.
أدى سفك الدماء والتضحيات التي قام بها المعارضون خلال العام الأول على الثورة السورية، التي راح ضحيتها 8000 مواطن، إلى تراجع قيادة المعارضة المعتدلة بشكل متزايد، مقابل موقف أكثر تشدداً على أرض الواقع، حيث العناصر المسلحة – التي تشعر بمرارة الخسارة – أصبحت طائفية على نحو متزايد.
واعتبر موقع “غلوبال سبين” أن النكسات العسكرية التي لحقت بالثوار في الأسابيع الأخيرة جراء الاعتداءات الوحشية من قبل قوات النظام، والتي أجبرتهم على الانسحاب من الأرض التي كانوا يسيطرون عليها في حمص وإدلب ودرعا وأماكن أخرى، “من المرجح أن تثير تحولاً تكتيكياً نحو شيء أقرب إلى التمرد السنّي في العراق”، أي المزيد من الطبيعة الطائفية، وقيادتها مجهولة المصدر ومختبئة، وتعتمد في عملياتها على تكتيكات الكرّ والفرّ، وحرب العصابات والهجمات الإرهابية التي تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للنظام.
في هذا السياق، يحذّر لانديس من أن “زعماء المعارضة على الأرض، وأولئك الذين يقاتلون النظام في الواقع، قد أصبحوا بالفعل أكثر تشدداً وأكثر أسلمة”، مضيفاً أنه “في حال لم يستطع المجلس الوطني السوري اللحاق بالركب، فإنه سيصبح غير ذي صلة”.
-وفي الواقع، أدى الخلاف بين المجلس الوطني السوري وبين الثوار على أرض الواقع إلى سلسلة من الانشقاقات والاستقالات من المجلس وإنشاء مراكز منافسة للقيادة.
ويظهر تصويت الأمم المتحدة الأخير على خطة السلام السورية، “الآفاق القاتمة” للتدخل العسكري الأجنبي، الذي انخفضت شهية الدول الغربية للإقبال عليه، نظراً إلى الرهانات الإقليمية، كما يشير إلى انقسام المعارضة والبعد الطائفي، الذي قد يؤدي إلى حرب أهلية، يمكن أن تستمر حتى بعد الإطاحة بالأسد.
من جهته، يعتبر البروفسور دانيال بايمان من جامعة جورج تاون أنه “من الصعب كسر قبضة الأسد من دون أن تنكسر سوريا”، مشيراً إلى أن الدول الغربية تتأنى في هذا الإطار، لأنها تخشى شبح “دولة فاشلة تملك ترسانة كبيرة من الأسلحة الكيميائية، وموقعاً محورياً في نقطة ارتكاز للتوترات في المنطقة”.
وتشير الوقائع إلى أن النظام السوري لا يزال بعيداً عن الهزيمة، كما أن التوصل إلى تسوية تفاوضية من المرجّح أن يقدم إلى المتمردين ما هو أقل من استسلام الأسد. لكن هذا هو البديل الوحيد الذي باستطاعة القوى الأجنبية تقديمه، فتشجيع المعارضة المسلحة قد يسبب “عراقاً آخر” مع نتائج غير مؤكدة.
بعد مرور عام على الثورة السورية، يبقى مهندسوها على مفترق طرق في مواجهة عملية سياسية غير مرضية أو حرب دموية طويلة الأمد. ونظرًا إلى اللغة المستخدمة من قبل الأسد في رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به، التي يسخر فيها من التغييرات السياسية التي يدعو إليها آنان، ومع الدعم الروسي والصيني الذي يحظى به، فمن الواضح أي الخيارات يفضّل. الأسد يفضّل أن يتخذ خصومه خيار الحرب الدموية، وبالتالي سيكون قد حصل على الذريعة للرد بالمثل.
مع انهيار العملة السورية أمام الدولار وارتفاع الأسعار
المصرف المركزي السوري ينفي نيته استبدال العملة المتداولة
ملهم الحمصي
ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية في سوريا بشكل جنوني وغير معقول، مع استمرار النظام السوري في اتباع الحل الأمني، وتكريسه لمقدرات البلاد وثروتها ومدخراتها المالية في دعم الآلة العسكرية لمواجهة ما يسميه “المجموعات الإرهابية المسلحة” عبر البلاد.
دمشق: مع توقف دول الاتحاد الأوروبي عن طباعة العملة الورقية المحلية، وبالذات النمسا، لجأ النظام السوري إلى طباعة عملة ورقية في مطابع مدينة حلب تشابه إلى حد كبير العملة المغطاة في الخارج من دون أن يكون لها أي رصيد مالي، وبات كثير من الناس داخل البلاد يتعرفون إلى فئة (500) ليرة سورية المطبوعة في حلب من خلال وجود أربع زوايا رقمية في جنبات العملة، في الوقت الذي كانت العملة القديمة المطبوعة في الخارج تتميز بثلاث زوايا رقمية لا غير.
ومع تزايد الإنفاق وحاجة النظام لسيولة مادية وانخفاض قيمة العملة المحلية في مواجهة الدولار الأميركي، يحاول النظام مواجهة المؤامرة على الليرة السورية والتي ينسبها إلى شركات صرافة كبرى تعمل في الخليج، ومدينة جدة بالذات، التي يزعم أنها تحوي على ما يوازي قيمة السيولة النقدية داخل سوريا وتتحكم بسعر صرفها بالتالي، من خلال طباعة عملة جديدة في روسيا، تحمل فئات مالية جديدة، تفضي بالنهاية إلى إتلاف القيمة النقدية للكتلة المالية الموجودة خارج البلاد، وإجبار المواطنين السوريين على إيداع مدخراتهم النقدية في البنوك السورية كشرط ضروري لاستبدالها بالعملة الجديدة. رغبة النظام في إصدار فئات ورقية جديدة أثارت الهلع في نفوس السوريين الذين لجأوا إلى استبدال مدخراتهم من العملة المحلية بالدولار، وأدى تالياً إلى ارتفاع صرف الدولار أمام الليرة ملامساً حاجز المئة.
محاولات المصرف المركزي السوري ضخ ملايين الدولارات إلى الأسواق لتخفيف حجم الهلع لدى المواطن السوري في ظل ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية لم تؤتِ ثمارها، فأعلن المصرف المركزي السوري نفيه لما راج مؤخراً من مصادر مقربة من النظام عبر قنوات خلفية، نيته استبدال العملة القديمة بعملة جديدة تطبع في روسيا.ونفى مصرف سورية المركزي الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام مؤخراً حول نية المصرف استبدال الأوراق النقدية المتداولة حالياً بأخرى جديدة انتهت عملية طباعتها على أن تقتصر عملية الاستبدال على المقيمين داخل سورية ما يجعل كميات العملة الموجودة في الخارج بلا أي قيمة، وأن تكون المدة الممنوحة للمواطنين للقيام بعملية الاستبدال ثلاثة أيام فقط، بحسب بعض المصادر.
وأكد مصدر رسمي في المصرف في تصريح لوكالة سانا الرسمية أن الأخبار المتداولة غير صادرة عن المصرف أو عن أي جهة رسمية أخرى، كما أنه لا توجد أي نية لدى المصرف المركزي لاستبدال العملة حالياً، ولم يصدر أي قرار بهذا الشأن، موضحاً أن كل ما تناقلته وسائل الإعلام يندرج ضمن إطار الشائعات المضللة والحملة الإعلامية المغرضة على القطاع المصرفي السوري. وأشار المصدر إلى أن المخزون من الأوراق النقدية للعملة السورية كافٍ ولا توجد أي حاجة لتبديل العملة، مبيناً أن العملة التي ستتم طباعتها ستطرح في السوق بدلاً عن الأوراق النقدية المهترئة، وأن موضوع استبدال الأوراق النقدية يخضع لجملة من الشروط والضوابط المحددة حيث حدد القانون 23 للعام 2002 في المادتين 19 و20 أسس عملية استبدال العملة.
وأكد المصرف المركزي السوري أن عملية الاستبدال لا تتم إلا بموجب مرسوم، ولا يمكن أن تقل فترة الاستبدال عن ثلاثة اشهر، كما أن القانون يسمح بإذاعة المرسوم القاضي بعملية الاستبدال في جميع وسائل الإعلام الملائمة، بينما يقوم مصرف سورية المركزي من دمشق وخلال خمس سنوات ومنذ بداية عملية السحب بتسديد قيمة الأوراق التي تقدم للتبديل من دون أن يتقاضى أي نفقة وينفذ أحكام التقادم على الأوراق التي لا تقدم للتبديل وتعود قيمتها إلى المصرف المركزي. ودعا المصرف المركزي السوري السوريين إلى عدم تصديق الشائعات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار الاقتصادي وضرب ما سماه “منعة الليرة السورية”، مؤكداً التزام المصرف بالشفافية في قراراته وحرصه الدائم على إطلاع الجميع على آخر المستجدات المتعلقة بالواقع النقدي والمصرفي السوري واستعداده التام للتواصل معهم.
سوريا: حمام دم يوم بيان مجلس الأمن
بيان رئاسي لمجلس الأمن يطلب هدنة يومية ساعتين في سوريا > كلينتون للأسد: نفذ.. وإلا فستواجه مزيدا من العزلة» > قصف مدفعي وصاروخي على حمص وريف دمشق
واشنطن: هبة القدسي لندن: محمد الشافعي بيروت: بولا أسطيح
استمرت قوات الأمن السورية في قمع المحتجين, فقد ارتكبت أمس حمام دم، بسقوط أكثر من 70 قتيلا في يوم إصدار مجلس الأمن بإجماع أعضائه بيانا رئاسيا «غير ملزم» لتأييد جهود ومقترحات المبعوث الدولي للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. ويدعو البيان الحكومة السورية والمعارضة للعمل بحسن نية، والتنفيذ الفوري لمقترحات أنان بوقف إطلاق النار ووقف كل أشكال العنف، وإجراء محادثات شاملة والإفراج عن المعتقلين، وتنفيذ هدنة ساعتين يوميا لضمان وصول المساعدات الإنسانية.
من جهتها، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس بالبيان، وقالت للصحافيين «نقول نحن والمجتمع الدولي للرئيس الأسد ونظامه: اسلك هذا الطريق والتزم به، وإلا فإنك ستواجه المزيد من الضغوط والعزلة», ودعت «جميع السوريين الذين يحبون بلادهم ويحترمون تاريخها ويدركون القدرات الهائلة الكامنة في العمل معا» إلى تنفيذ الخطة.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأفغاني زلماي رسول «نحن ندعو الجيش السوري كذلك إلى رفض الأوامر بإطلاق النار على المواطنين أبناء وطنهم، كما ندعو مجتمع الأعمال الذي ما زال يؤيد النظام إلى العمل على تطبيق بيان مجلس الأمن ومهمة أنان».
ميدانيا، واصل الجيش السوري النظامي حملته الأمنية العنيفة وبالتحديد في حمص وحماه، فيما قال ناشطون إنه كان هناك قصف مدفعي وصاروخي على حي الخالدية بحمص, وضاحيتين كبيرتين من ضواحي دمشق هما عربين وحرست. كما أكدت مقاطع فيديو استمرار المظاهرات الليلية في دمشق وحلب للمطالبة بإسقاط النظام.
قصف مدفعي وصاروخي لحمص وضواحي دمشق.. و39 جثة مشوهة في حي الرفاعي
ناشطون يتخوفون من تحول حي الخالدية لبابا عمرو جديد
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
واصل الجيش السوري النظامي حملته الأمنية العنيفة، وبالتحديد في حمص وحماه، فيما قال ناشطون إنه قصَف مدفعيا وصاروخيا ضاحيتين كبيرتين من ضواحي دمشق هما عربين وحرستا، في وقت تحدثت فيه لجان التنسيق المحلية عن سقوط أكثر من 70 قتيلا برصاص الجيش السوري، أمس، 34 منهم في حمص التي بقيت أحياؤها محط الأنظار، خاصة بعدما قال ناشطون إنهم عثروا على 39 جثة مشوّهة في حي الرفاعي في مدينة حمص بوسط سوريا.
وأفاد المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبد الله بأنّ «شبّانا من حي الرفاعي تسلّلوا أول من أمس إلى حيهم وتمكنوا من تصوير 39 جثة مشوّهة تم التعرف على أصحابها منتشرة في الطرق وفي بعض المنازل»، وأوضح أن «هؤلاء قُتلوا على الأرجح مع الأشخاص الـ48 الذين تمكن الجيش السوري الحر من سحبهم مقتولين ذبحا أو طعنا في 12 مارس (آذار) من حيي كرم الزيتون والعدوية المجاورين».
وأشار العبد الله إلى أن «الشبان دخلوا الحي عبر التسلل إلى منزل تلو الآخر عن طريق إحداث فجوات في جدران هذه المنازل حتى لا يتنقلوا في الطرق، وعملوا على تصوير الجثث»، مضيفا أنه «سيتم عرض هذه الصور قريبا». وقال العبد الله إن بين القتلى «16 من عائلة واحدة»، معربا عن تخوفه من وجود المزيد من القتلى الذين لم يكشف عنهم بعد في أحياء حمص.
وبالتزامن، أفاد العبد الله بأن «حي الخالدية (في حمص) تعرض أمس لقصف مدفعي وصاروخي لليوم الثاني» من قبل قوات النظام، معربا عن خشيته من تكرار «القصف الذي شهدناه على حي بابا عمرو قبل اقتحامه، لأن ذلك سيتسبب بكارثة». وأوضح العبد الله أن «حي الخالدية متاخم لأحياء البياضة والقصور والوعر، وأن آلاف النازحين من حي بابا عمرو ومن أحياء منكوبة أخرى في حمص مثل كرم الزيتون والرفاعي وعشيرة والعدوية وباب السباع والجندلي وباب الدريب لجأوا إلى الخالدية ومحيطها»، مشيرا إلى أنه «في كل منزل في الخالدية، تقيم أربع أو خمس عائلات. كما أن المساجد مليئة بالنازحين، وكذلك الأبنية التي كانت قيد البناء، سكنت فيها عوائل».
وأردف العبد الله قائلا «إن الخالدية هي الجبهة الأخيرة» في المدينة، معربا عن أمله «في أن تصمد أمام محاولات اقتحامها».
ووفق «الهيئة العامة للثورة»، تعرّض حيا الخالدية والقصور في حمص لسقوط قذائف «هاون» وانفجارات وإطلاق نار كثيف، وطوق الجيش شارع حماه برتل من الدبابات، فيما استمر القصف بالدبابات والـ«هاون» على الرستن، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الجرحى.
وفي دمشق، قال ناشطون إنه سمع صباح يوم أمس دوي انفجارات قرب مخفر للشرطة في حي ركن الدين وفي حي القابون بالعاصمة دمشق، وإن الحواجز الأمنية قرب فرع فلسطين للمخابرات أطلقت النار بشكل عشوائي.
وأضاف الناشطون أن قذائف المدافع الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات أصابت ضاحيتي حرستا وعربين خلال ليل الثلاثاء – الأربعاء وأن مروحيات الجيش سمعت وهي تحلق فوق المنطقة على المشارف الشرقية للعاصمة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مرتضى رشيد قوله «إن اشتباكات وقعت بين القوات النظامية وعناصر منشقين قرابة الساعة الثانية فجر (أمس) عند مدخل مدينة حرستا (في ريف دمشق)، أعقبها دخول القوات النظامية إلى المدينة».
وأضاف مرتضى في اتصال عبر «سكاي بي» أن «مقاتلي الجيش الحر انسحبوا إلى المزارع خارج حرستا». وأوضح: «أن القوات النظامية كانت تقوم أمس بعمليات في منطقة دوما، ووقع في صفوفها عدد من الانشقاقات، ودخل العناصر المنشقون إلى حرستا»، مشيرا إلى أن «عناصر من المخابرات الجوية تدخلوا في الاشتباكات بحكم قرب مقر هذا الجهاز من المكان».
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع الاشتباكات، مشيرا إلى «عدم ورود أي معلومات حتى اللحظة عن سقوط إصابات»، وإلى «هدوء حذر يخيم على المدينة».
وفي حماه، تحدث أبو غازي الحموي الناشط في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، عن استمرار الحملة التي بدأت أول من أمس مع تصاعد وتيرة القصف الذي طال عدة أحياء وخاصة الأحياء الشمالية الشرقية تزامنا مع انتشار للقناصة بشكل مكثف وقطع جميع الطرقات التي تصل بين القسم الجنوبي والقسم الشمالي للمدينة. وقال الحموي: «الجيش الأسدي قام أمس بعملية إعدام ميدانية بحق خمسة أحرار لم نتأكد من هويتهم حتى الآن. فقد تم إيقاف هؤلاء الخمسة ومن ثم إطلاق النار عليهم وبعد سقوطهم على الأرض اقتربوا منهم وقاموا بإطلاق النار عليهم مجددا وعلى مسافة قريبة».
بدوره، قال المرصد السوري في بيان إن «بلدة قلعة المضيق في ريف حماه تعرضت أمس لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقذائف»، لافتا إلى أن «مجموعات مسلحة منشقة أطلقت قذيفة (آر بي جي) على ناقلة جند مدرعة للقوات النظامية قرب البلدة، مما أدى إلى مقتل جندي وإعطاب الآلية».
وذكر ناشطون أن قوات النظام واصلت قصفها لحيي الحميدية والأربعين بحماه وأن الأهالي لا يتمكنون من نقل الجرحى إلى المشافي التي تعاني نقصا في المستلزمات الطبية.
وفي محيط إدلب التي اجتاحها الجيش السوري مؤخرا، قتل فتى في مدينة سراقب برصاص قناص، حسب الناشطين الذين أشاروا أيضا إلى انفجارات وإطلاق نار كثيف في بلدة طفس بدرعا.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من 50 جنديا انشقوا عن الجيش في أعزاز بحلب، وانضموا إلى الجيش السوري الحر. وأضافت أن لواء أحرار الشمال التابع للجيش الحر يحاصر فرع الأمن العسكري بالمدينة.
أما ما يخص المظاهرات فبقيت ناشطة في المناطق السورية كافة وبشكل لافت في حلب ودمشق. وقد أظهرت مقاطع فيديو تم تحميلها على صفحات المعارضة على «فيس بوك» مظاهرة طلابية خرجت ليل الثلاثاء – الأربعاء وسارت في حي الزاهرة الجديدة في العاصمة قرب جامع أبو أيوب الأنصاري صدحت فيها أصوات الناشطين قائلة: «سوريا بدا حرية، سوريا بدا حرية». ثم قال المتظاهرون «يا للعار يا للعار عالشب القاعد بالدار»، في محاولة لحث المزيد من الناس على الانضمام إليهم. كما هتف متظاهرون في حارة المغاربة في السويقة «اللي ما بيشارك ما في ناموس».
وسار هؤلاء وهم يحملون علما طويلا لسوريا بعد الاستقلال، وقبل حزب البعث امتد على أمتار عدة. وكانوا يهتفون وهم يتقدمون بين المحلات التجارية التي كانت لا تزال مفتوحة، بحسب ما ظهر في الشريط: «سوريا للثوار غصب عنك يا بشار»، و«بالحق بالدين بدنا المعتقلين». وفي حي العسالي في دمشق، عمد بضعة أشخاص إلى إحراق إطارات، قال المعلق على الشريط إنهم قطعوا بها «الطريق العام في الحي نصرة للمدن المحاصرة والمنكوبة».
وتم تصوير كل المظاهرات من الخلف، في حين غطى معظم المشاركين رؤوسهم حتى لا يتم التعرف إليهم.
في مدينة حلب، بدت المظاهرات أكثر عددا، وسارت مظاهرة في حي سيف الدولة هتف خلالها المشاركون «الجيش يريد إسقاط النظام». ورفعت خلال المظاهرة لافتة كتب عليها «حرية، حرية، حرية»، وسمع خلال المظاهرة إطلاق عيارات نارية عدة، إلا أن المظاهرة تابعت طريقها.
وسارت مظاهرة أخرى في حي السكري في حلب طالبت بتسليح الجيش السوري الحر. كما سجلت مظاهرة مسائية في البشيرية في جسر الشغور في محافظة إدلب.
شكوك مشتركة بين الإسلاميين و«الجيش الحر» حول منظمة مجهولة تبنت تفجيرات دمشق
عمر بكري: لا علم لنا بها.. وهيثم المالح: النظام يقف وراءها لتشويه المعارضة
لندن: محمد الشافعي بيروت: بولا أسطيح
أثار إعلان جماعة تدعى «جنود جبهة النصرة الإسلامية السنية» لمسؤوليتها عن تفجير منشآت أمنية في دمشق الأسبوع الماضي، شكوكا حول هويتها، وبخاصة بعد إعلان عدد من القيادات الإسلامية عدم معرفتها بهذه الجماعة أو أهدافها، كما قال معارضون إن هذه الجماعة مدعومة من النظام السوري بغرض تشويه صورة المعارضة.
وجاء في بيان نشر على موقع «شموخ الإسلام» – الذي يستخدمه الإسلاميون – أن «(جبهة النصرة) تتبنى عملية فرع الأمن الجوي وإدارة الأمن الجنائي بدمشق»، بينما توعدت الجماعة بشن المزيد من الهجمات على قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الجماعة: «قام جنود (جبهة النصرة) – أعزها الله – بسلسلة من العمليات العسكرية في عدة محافظات ضد أوكار النظام. وكان أبرزها فرع الأمن الجوي وإدارة الأمن الجنائي في دمشق». وأضاف البيان «نود أن نحيط النظام علما بأن ردنا على جرائمه في كرم الزيتون من قتل للعوائل بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم، وكذلك اغتصابه للنساء، سيكون لاحقا بإذن الله».
وتوجهت الجماعة للنظام السوري قائلة: «أوقف مجازرك ضد أهل السنة، وإلا فإنما عليك إثم النصيريين (العلويين). والمقبل أدهى وأمرّ بإذن الله تعالى».
وأثيرت شكوك بين الإسلاميين حول هوية الجماعة، ومن جهته، قال الإسلامي السوري عمر بكري فستق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «(جبهة النصرة) ليست معروفة بين الإسلاميين أو عند أنصار المجاهدين، ولم يزكها أحد من العلماء أو المجاهدين. ولكن، أي مجموعة تطرح أدبياتها يجب التيقن منها أولا، ونظام عملها.. وإن كان أحد من العلماء أو المجاهدين قد زكاها على الساحة السورية». ويوضح بكري: «كخبير في الجماعات والفرق الإسلامية، أستطيع القول إن السند الوحيد لبياناتها هو أن مركز (الفجر) الجهادي هو الذي نشر بيانات تحمل المسؤولية عن عملية دمشق. وقد يأخذ ذلك وقتا قبل التحقق من مناصرتها من قبل الحركات الإسلامية الأخرى»، مضيفا: «بالنسبة لي شخصيا، قد يمكن القول إن أفعالها ربما سبقت أقوالها».
وكان عمر بكري، زعيم التيار الأصولي في بريطانيا سابقا قبل أن يرحل إلى شمال لبنان، أكد في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أنه: «لا وجود لتنظيم القاعدة ولا للجماعات الجهادية السلفية في لبنان ولا في سوريا، مع وجود وتوافر الكثير من الأفراد والشباب السلفي الملتزم بنهج السلفية الحقة، ولكنهم مبعثرون من دون تنظيم أو قائد يصهرهم في بوتقة واحدة».
من جهته، قال الشيخ أبو بصير الطرطوسي، ردا على فتوى على أحد المواقع الإسلامية: «لم يسبق لي معرفة بهذه المجموعة المعلن عنها، والمسماة (جبهة النصرة) لأهل الشام من مجاهدي الشام، ولا بالقائمين عليها. وعدم معرفتي بهم لا يضيرهم شيئا إن كانوا مجاهدين مخلصين وصادقين»، مضيفا: «قد تشكل لي بعض الملاحظات والتحفظات من خلال المتابعة، منها: جميع من ظهر في التسجيل – حتى المتكلم باسمهم – كانوا ملثمين بصورة تخفي جميع معالم وجوههم، وهذا من وجه لا يليق بمن يستشرف النصرة لأهل الشام المستضعفين، إذ إن مستضعفا لا ينبغي أن يغيث مستضعفا ويسمي نفسه جماعة النصرة.. في الوقت الذي فيه جميع أهل الشام المستضعفين قد نزعوا الخوف من صدورهم وطلقوه ثلاثا، والكل يتظاهر ويقاتل بوجوههم السافرة متحدين رصاص الطاغوت ونظامه. والسؤال الذي يفرض نفسه: فكيف يُقاتل الشعب المسلم المستضعف ويجاهد متحديا الطاغوت بوجوه سافرة، معرفا عن نفسه واسمه وهويته، حتى النساء الحرائر يفعلن ذلك، بينما الذي يريد أن ينصرهم – خوفا على نفسه – يُخفي نفسه ومعالم وجهه، ولا يُعرف عن نفسه واسمه؟! ومن وجه آخر؛ نحن نواجه طاغوتا مجرما لا يتورع عن أن يمثل جميع الأدوار من أجل بقاء حكمه ونظامه، بما في ذلك دور المجاهدين.. وبالتالي فالشعب السوري بحاجة ماسة لأن يطمئن لهذا الفريق – أو أي فريق يعرف عن نفسه بأنه من المجاهدين – بأنه حق من المجاهدين.. يدافع عن الشعب السوري، وعن دينه وعِرضه وحرماته».
من جهة أخرى، اتهم رئيس «التجمع الوطني من أجل دعم الجيش الحر»، المعارض السوري هيثم المالح، النظام السوري «بالوقوف وراء هذه الجماعة وأمثالها بهدف تشويه صورة قوى المعارضة»، مشددا على أن «لا علاقة لهذه القوى بهذه الجماعة التي لم تسمع بها يوما». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الكل يعلم تماما أن النظام على ارتباط بـ(القاعدة) وأنه هو من أرسل عناصرها إلى مخيم نهر البارد في لبنان. من يستهدف المدنيين ليس منا، بل هو من النظام»، لافتا إلى أن «(الجيش الحر) قد يستهدف المنشآت الحكومية، ولكنه لن يقدم أبدا على استهداف المدنيين، لأن قضيته الأساسية تقتضي حمايتهم».
بدوره، نفى المقدم المظلي المنشق خالد الحمود أي علاقة لـ«الجيش الحر» بهذه الجماعة، متوقعا أن «يكون النظام السوري من قام بالتفجيرات، وأن تكون هذه الجماعة تبنتها ليكون لها موطئ قدم على الأرض»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا اتجاه سياسيا أو دينيا لـ(الجيش الحر)، فعناصرنا ينتمون لمختلف الطوائف، فنحن لا ننتمي – كما يتهمنا البعض – إلى (القاعدة)، كما أننا لسنا من الإسلاميين المتطرفين».
وإذ شدد الحمود على أن «(الجيش الحر) أبعد ما يكون عن القيام بعمليات تؤذي المدنيين»، أكد أنه «لا يعتمد التفجيرات الانتحارية»، موضحا أنه «في بعض الحالات يتصرف العنصر تلقائيا أو بالصدفة لجهة إمساكه بالمتفجرة بنفسه». وأضاف: «نحن لا نشجع عمليات مماثلة لأننا نتقيد بقوانين الحرب وبالاتفاقيات الدولية».
ورأى الحمود أن وجود مجموعات مماثلة للجماعة التي تبنت تفجيرات دمشق يؤذي «الجيش الحر، كما يؤذي قوى المعارضة، ويسيء إلى الثورة»، وقال: «هناك بعض المجموعات الصغيرة على الأرض، تسعى في بعض الأحيان لاختطاف أشخاص وتطالب بفدية أو تفاوض عليهم، وهي جماعات لا علاقة لـ(الجيش الحر) بها على الإطلاق».
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قالت إن «التحقيقات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية السورية انتهت إلى أن التفجير الذي وقع في دمشق السبت الماضي وخلّف 17 قتيلا، كان انتحاريا نفذ بسيارة مفخخة دخلت البلاد من دولة عربية مجاورة». في وقت اتهمت فيه قوى المعارضة النظام السوري بالوقوف وراء تفجيري دمشق وحلب لتشويه صورة المعارضة أمام المجتمع الدولي.
الثورة السورية.. حقائق وأرقام
القاهرة: آلاء عبد الحميد*
في ما يلي أبرز الأرقام التي سجلتها الثورة السورية منذ اندلاعها في منتصف مارس (آذار) العام الماضي وحتى الآن:
* 8000: آخر حصيلة لقتلى الثورة السورية طبقا لما أعلنته الأمم المتحدة، التي قالت إن القتل يتم بمعدل 100 شخص يوميا. لكن «قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية» أعلنت أن العدد الحقيقي للقتلى تجاوز هذا الرقم بكثير ووصل إلى 11147 قتيلا، منهم 667 أنثى.
* 1027: عدد قتلى الجيش السوري وقوات الأمن طبقا لمعلومات من الحكومة السورية، لكن شككت المعارضة في صحتها.
* 30 ألفا: هو تقريبا عدد اللاجئين الذين فرو للبلدان المجاورة منذ اندلاع الاضطرابات، وفقا لبانوس مومسيس، المنسق الإقليمي لشؤون اللاجئين السوريين. ويقدر عدد اللاجئين في لبنان بنحو 7058 لاجئا، بينما في الأردن هناك نحو 7403 لاجئين، أما عن تركيا فقد استقبلت 15900 لاجئ.
* 200 ألف: فروا من منازلهم داخل سوريا، وفقا لما أعلنه لين باسكو وكيل الأمم المتحدة للشؤون السياسية.
* 22 أبريل (نيسان) 2011: أكثر الأيام دموية، حيث خرج عشرات الألوف من المتظاهرين بشوارع درعا وقتل 158 شخص على الأقل.
* 7 مبادرات: أطلقت لحل الأزمة السورية في الفترة ما بين أكتوبر (تشرين الأول) 2011 وحتى مارس الحالي، أبرزها المبادرة العربية.
* 8 تفجيرات: استهدفت مقرات الأمن والمصالح الحكومية، راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى في الفترة ما بين 19 ديسمبر (كانون الأول) 2011 ومارس الحالي.
* 52: مظاهرة يوم جمعة شهدتها سوريا، سقط خلالها آلاف القتلى الذين لبوا دعوة التظاهر السلمي للمطالبة بإسقاط النظام، أبرزهم «جمعة الكرامة» 18 مارس 2011، و«جمعة العزة» في 25 مارس 2011، و«الجمعة العظيمة» 22 أبريل 2011، و«جمعة صمتكم يقتلنا».
مجلس الأمن يصدر بيانا «غير ملزم» يطالب الحكومة السورية بتنفيذ خطة أنان
روسيا حذفت عبارات الإدانة والمهلة > كلينتون تحذر دمشق من «مزيد من الضغوط»
واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»
أصدر مجلس الأمن بإجماع أعضائه الخمسة عشر بيانا رئاسيا «غير ملزم» لتأييد جهود ومقترحات المبعوث الدولي للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، وأدلى مندوب بريطانيا لدى مجلس الأمن مارك غرانت بنص البيان في اجتماع رسمي أمس، حيث يدعو البيان إلى دعوة الحكومة السورية والمعارضة للعمل بحسن نية، والتنفيذ الفوري لمقترحات انان بوقف إطلاق النار ووقف كافة أشكال العنف وإجراء محادثات شاملة والإفراج عن المعتقلين وتنفيذ هدنة ساعتين يوميا لضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وأشار دبلوماسي بريطاني بمجلس الأمن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «نص البيان راعى الاعتراضات الروسية السابقة في محاولة لكسب تأييد روسيا والصين والخروج بإجماع على البيان، بعد أن قامت روسيا والصين بالاعتراض واستخدام حق الفيتو مرتين في القرارات المدعومة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإدانة نظام الأسد، كما خففت فرنسا من تشددها لإصدار بيان يدين النظام السوري بعد مناقشات استمرت مساء الثلاثاء للتوصل لصيغة نهائية للإعلان الرئاسي».
وأوضح الدبلوماسي البريطاني أن فرنسا أصرت على الإعراب عن بالغ القلق إزاء تدهور الأوضاع في سوريا، والتي أسفرت عن أزمة خطيرة للأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان. وأصرت على عبارة «دعم جهود المبعوث لوضع نهاية فورية لجميع أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا».
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن المسودة الأولى للبيان احتوت على عبارة «أن يقوم مجلس الأمن باتخاذ مزيد من التدابير إذا فشل النظام السوري في تحقيق تقدم كاف»، وهي تدابير فسرتها روسيا بأنها تحتمل فرض عقوبات أو القيام بعمل عسكري، وطالبت بحذفها – ونجحت بالفعل – من نص البيان. وحذرت روسيا من أي عبارة تحمل صيغة إنذار أو تهديد للحكومة السورية، وطالبت ببيان متوازن يحمل مسؤولية العنف لكل من الحكومة السورية والمعارضة معا، ويبعد تمام البعد عن أي عبارة تشير إلى إمكانية تدخل خارجي في الأزمة السورية كما حدث في ليبيا.. وأضافت بالبيان عبارة «التزام مجلس الأمن باستقلال ووحدة وسلامة الأراضي السورية».
وأكد الدبلوماسي البريطاني أن البيان الرئاسي تراجعت فيه بالفعل صيغة التهديد في البيان واكتفى بعبارة «اتخاذ المزيد من الخطوات وفقا لما تقتضيه الحاجة»، ومطالبة كوفي انان بتقديم تقارير بانتظام للمجلس حول التقدم المحرز في مهمته. كما نجحت روسيا في حذف الفترة الزمنية التي حددتها المسودة، والتي نصت على سبعة أيام كمهلة للنظام السوري والمعارضة لتنفيذ مقترحات انان.
وأوضح المصدر أن أحد نقاط الخلاف مع روسيا وسوريا والغرب هو تسلسل وقف إطلاق النار، حيث طالبت سوريا أن تبدأ المعارضة بإلقاء السلاح أولا، وأصرت الدول الغربية – على رأسها الولايات المتحدة – على أن تبدأ القوات الحكومية السورية بالتوقف عن القتل باعتبارها المسؤولة عن معظم أعمال القتل.. فيما طالبت روسيا بتوقف أعمال العنف والقتل من الجانبين في وقت واحد. وقد طالب بالفعل نص البيان «المعدل» الحكومة السورية بتوقف تحركات القوات العسكرية ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكانية، بحيث تجري هذه الإجراءات بالتزامن مع قيام المبعوث كوفي انان بالحصول على التزامات مماثلة من المعارضة السورية دون ذكر أي إطار زمني.
من جهتها، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس بالبيان، وحضت الرئيس السوري على تطبيق خطة كوفي انان لحل الأزمة وإلا فإنه سيواجه «المزيد من الضغوط».
وقالت كلينتون إن الخطوة التي اتخذها مجلس الأمن المنقسم حيال الأزمة في سوريا «إيجابية»، وذلك بعد تبني المجلس بيانا يطالب سوريا بالتطبيق الفوري لخطة وقف العنف التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان. وصرحت للصحافيين: «نقول نحن والمجتمع الدولي للرئيس الأسد ونظامه، اسلك هذا الطريق والتزم به، وإلا فإنك ستواجه المزيد من الضغوط والعزلة». ودعت كلينتون «جميع السوريين الذين يحبون بلدهم ويحترمون تاريخها ويدركون القدرات الهائلة الكامنة في العمل معا» إلى تنفيذ الخطة.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأفغاني زلماي رسول: «نعتقد أنه من المهم جدا أننا متحدون جميعا الآن وراء مهمة كوفي انان»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع المعارضة السورية على الإعداد لمرحلة انتقال السلطة المحتملة في سوريا. وأضافت «نحن ندعو الجيش السوري كذلك إلى رفض الأوامر بإطلاق النار على المواطنين أبناء وطنهم، كما ندعو مجتمع الأعمال الذي ما زال يؤيد النظام إلى العمل على تطبيق بيان مجلس الأمن ومهمة انان».
وعقب إعلان البيان، ناشد كوفي انان، الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، دمشق أمس «الرد إيجابا» على دعوة مجلس الأمن الدولي للسلطات السورية إلى تطبيق خطة الست نقاط التي طرحها لحل الأزمة.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم انان إن «الدعم المتضامن لمجلس الأمن في ما يتعلق بجهوده شجعه (انان) وهو يناشد السلطات السورية الرد إيجابا» على خطته. وأوضح فوزي أيضا أن الخبراء الذين أرسلهم انان إلى سوريا التقوا مسؤولين سياسيين كبارا في دمشق الاثنين والثلاثاء والأربعاء.
إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس أن بعثة تقييم المساعدات الإنسانية الدولية في سوريا زارت مدينة ادلب (شمال غرب) التي سيطر عليها الجيش قبل أسبوع. وذكرت الوكالة أن «وفدا مشتركا من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي قام بزيارة الحي الشمالي والضبيط والناعورة في مدينة ادلب اليوم وأبدى ارتياحه لواقع المدينة حيث بدت الحياة طبيعية هادئة والخدمات متوفرة».
وأشارت إلى أن الوفد التقى محافظ المدينة الذي لفت إلى «أهمية زيارة الوفد في الاطلاع على حقيقة ما يجري على أرض الواقع، وأن يستمع إلى المواطنين المتضررين من إرهاب المجموعات الإرهابية المسلحة وممارساتها الإجرامية».
ونقلت الوكالة عن رئيس الوفد قوله إن «الجولة تندرج في إطار زيارة سوريا للوقوف على الواقع في المناطق المتوترة التي شهدت ضررا في البنية الاقتصادية»، إضافة إلى «لقاء المواطنين والاستماع لوجهات نظرهم ومقترحاتهم في هذا الجانب».
وأضافت الوكالة أن وفد البعثة التقييمية التي تضم نحو خمسين شخصية من دول متعددة كان التقى الاثنين محافظ حماه (وسط) ومتطوعين من الهلال الأحمر العربي السوري وأعضاء جمعيات أهلية وخيرية وإنسانية.
وأعلنت المسؤولة عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس الخميس الماضي أن الأمم المتحدة ستشارك للمرة الأولى في مهمة تقييم للأوضاع الإنسانية في سوريا تنظمها دمشق. وهي المرة الأولى التي تسمح فيها دمشق للأمم المتحدة بعملية التقييم هذه التي ستشمل المناطق التي تشهد أعمال عنف منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا قبل عام.
تعيين الفرنسي غيهينو نائبا ثانيا لأنان
يرى وجوب عدم انخراط قوات حفظ السلام في صراعات وأن تحترم الدول المشاركة التزاماتها
القاهرة: مي مجدي
قررت الأمم المتحدة تعيين الفرنسي جان مارى غيهينو نائبا ثانيا للمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا كوفي أنان، إلى جانب النائب العربي ناصر القدوة.
ويمتلك غيهينو، الذي ولد في 30 أكتوبر (تشرين الأول) 1949، خبرة واسعة في مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى خبرته الإدارية، وترجع تلك الخبرة إلى الفترة الطويلة من حياته التي قضاها في وزارة الخارجية الفرنسية، حيث كان عضوا في فريق التخطيط السياسي بالوزارة في الفترة من 1979 إلى 1981.
كما شغل غيهينو في الفترة بين عامي 1982 و1986 منصب رئيس الشؤون الثقافية بالسفارة الفرنسية في واشنطن، ومنذ 1989 إلى 1993 كان مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الفرنسية، ومنذ 1993 إلى 1995 تولى غيهينو مهمة سفير فرنسا لدى الاتحاد الأوروبي.
على الصعيد الدولي، كان غيهينو عضوا في المجلس الاستشاري لشؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة خلال الفترة من 1999 إلى 2000، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2000 قام الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كوفي أنان بتعيينه سكرتير الأمين العام لعمليات حفظ السلام، وهي المهمة التي استمر فيها ثمانية أعوام؛ أي حتى يوليو (تموز) 2008. ولغيهينو، الذي تفرغ حاليا لعمله أستاذا للعلاقات الدولية في جامعة كولومبيا، العديد من المقالات المنشورة بالإضافة إلى كتابين: «نهاية الديمقراطية»، الذي نشر في مارس (آذار) 1993، و«مستقبل الحرية: الديمقراطية في زمن العولمة» الذي نشر عام 1999.
وفي 19 أبريل (نيسان) 2004، نشرت له مقالة في صحيفة «إنترناشيونال هيرالد تريبون» تعرض وجهة نظره وتصوره بخصوص دور بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، تحت عنوان «خطة لتعزيز بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام». ووفقا لرؤيته، فإن قوات حفظ السلام التي أنشاها مجلس الأمن أصبح مبالغا فيها، فهي تعمل في 15 بعثة في الوقت نفسه بنحو 50000 شخص معظمهم يأتون من دول العالم الثالث، خاصة من الهند وبنغلاديش، تكلفتهم نحو 4 مليارات دولار. واستخلص غيهينو بعض المبادئ التي يجب أن تعمل قوات حفظ السلام من خلالها؛ فهو يرى أن الأمم المتحدة يجب عليها أن تلتزم فقط بحفظ السلام عندما يكون هناك سلام يجب الحفاظ عليه، ويجب عليها أن لا تنخرط في صراعات؛ بل عليها أن تقوم بتطوير الشراكات الإقليمية لحفظ السلام، ويجب على الدول المشاركة في بعثات حفظ السلام احترام التزاماتها وتعهداتها.
يذكر أن غيهينو متزوج ولديه بنت واحدة، وهو ابن الكاتب الفرنسي جون غيهينو.
* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»
البيان الرئاسي.. حل توافقي لتجاوز «فيتو» مجلس الأمن
يكتسب قوة كبيرة إذا تم تبنيه بالإجماع
القاهرة: آلاء عبد الحميد
في كثير من الأحيان يفشل أعضاء مجلس الأمن في التوصل إلى توافق حول مشروع قرار بخصوص حالة تهدد السلم والأمن الدوليين، خاصة مع منع صدور هذا المشروع من قبل دولة دائمة العضوية عن طريق حق النقض (الفيتو). وفي أغلب تلك الأحيان يلجأ أعضاء مجلس الأمن إلى إصدار بيان رئاسي يوضح للرأي العام العالمي حقيقة ما حدث، ويدرج توصياته وقراراته التي فشل في التوصل إليها بشكل ملزم في إطار غير ملزم.
وخلافا للقرارات التي تصدر عن المجلس بموجب الباب السابع لميثاق الأمم المتحدة، فإن البيان الرئاسي لا يحوز الإلزام القانوني الجبري على الدول أعضاء منظمة الأمم المتحدة، وبالطبع الدولة التي يتخذ حيالها مثل ذلك البيان، وذلك على الرغم من أن هذه البيانات متشابهة مع مشاريع القرار من حيث المحتوى والشكل والنبرة. ورغم أن البيان الرئاسي يتم تبنيه بعد مشاورات غير رسمية في المجلس، فإنه يصدر بذات الشكلية التي تتخذ بها قرارات المجلس.
ويتطلب اعتماد بيان رئاسي إجماع جميع أعضاء المجلس، ويتم التوقيع على البيان من قبل رئيس مجلس الأمن.
وللبيان الرئاسي 7 مهام، حيث يمكن للبيان الرئاسي أن يكون مكملا لقرار صادر عن مجلس الأمن، أو يوظفه مجلس الأمن لتنفيذ مشروع قرار، أو لعرض مراجعة مشروع قرار، أو كوسيلة للتأكيد على قرار تم اتخاذه، أو يتم استخدامه لتذكير الدول بالتزاماتها نحو أحكام قرار، أو لتوثيق عدم امتثال دولة لقرار ما، أو لتحديد الشروط اللازمة لإصدار قرار.
كما يلعب البيان الرئاسي دورا هاما في العملية السياسية، حيث يعمل كوسيلة لنزع فتيل التوتر والصراع ولفت أنظار الأطراف في حالة قيام أحد الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن رفض تبنى قرار من أجل حماية مصالحه أو مصالح أحد حلفائه، وتعتبر فرنسا البيانات الرئاسية الصيغة القانونية الأنسب لتوصيل رسالة سياسية تحمل طلبات لدولة ما بشكل غير ملزم. ولا يمكن النظر للبيان الرئاسي على أنه مجرد وثيقة غير ملزمة من وثائق الأمم المتحدة فحسب، وذلك لأن تبنيه بإجماع الآراء يعطي له ثقلا سياسيا كبيرا، وذلك لأنه أحد أشكال القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، إلى جانب البيان الصحافي الرئاسي وهو أسرع وأخف أشكال رد الفعل الصادرة عن مجلس الأمن، ويليه البيان الرئاسي ثم مشروع قرار.
وقد شهد العام الحالي صدور مجموعة من البيانات عن مجلس الأمن، وهي بيان رئاسي عن الأمن والسلم في أفريقيا، بيان رئاسي عن النساء والأمن والسلم الدوليين، كذا صدر بيان رئاسي لمناقشة الوضع في الصومال، وصدر بيان رئاسي لعرض تقارير الأمين العام بخصوص السودان.
البرلمان العربي يؤكد رفضه للحل العسكري في سوريا
طالب بإعطاء الأولوية للحل السياسي
القاهرة: صلاح جمعة
أكد البرلمان العربي رفضه لأي تدخل في الشؤون الداخلية السورية، وحرصه على وحدة سوريا؛ أرضا وشعبا، وسيادة واستقلال الشعب السوري. وأدان البرلمان العربي في ختام اجتماع دورته العادية الأولى للعام الحالي، التي عقدت بمقر الجامعة العربية، أمس، العنف الدامي الذي يحدث في سوريا، وطالب بوقفه فورا من كافة الأطراف حفاظا على أرواح الشعب السوري.
وطالب البرلمان العربي بإعطاء كل الأولوية للحل السياسي ورفض الحل العسكري والأمني للأزمة السورية، كما طالب بدعم الشعب السوري في نضاله من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة.
ودعا البرلمان العربي إلى فتح حوار مع القوى الدولية والإقليمية ذات العلاقة من أجل توفير كل متطلبات الحل السياسي بما يحقق للشعب السوري حقه في الديمقراطية والتغيير واختيار النظام الذي يريده.
وعن الأوضاع في الجولان العربي السوري المحتل، أكد البرلمان العربي مجددا رفض الإجراءات القمعية وأعمال القتل التي تقوم بها سلطات الكيان الصهيوني ضد مواطني الجولان العربي السوري المحتل المطالبين بحقوقهم المشروعة للتحرر من الاحتلال الصهيوني.
إلى ذلك، فاز القيادي الإخواني الدكتور عصام العريان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، بمنصب نائب رئيس البرلمان العربي بعد حصوله على 48 صوتا من أصل 63 صوتا، كما فاز أيضا عضو البرلمان الجزائري مدني البرادعي بمنصب نائب الرئيس بعد حصوله على 46 صوتا.
لافروف: إذا سقط النظام السوري.. بعض بلدان المنطقة ستمارس ضغوطا هائلة لإقامة نظام سني
قال إن الأسد مستعد للحوار السياسي مع جميع ممثلي المعارضة.. وإن الخوف من «القاعدة» هو الأساس
موسكو: «الشرق الأوسط»
في حوار موسع أجرته إذاعة «كوميرسانت إف إم» الروسية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وأذيع أمس قبيل جلسة مجلس الأمن، أعرب لافروف عن عدة تخوفات لدى روسيا حول الأزمة السورية، من بينها ممارسة «بعض دول المنطقة لضغوط هائلة من أجل إقامة نظام سني في سوريا»، إضافة إلى مخاوف من وجود «عمليات إرهابية» في المدن السورية.
وحول الاعتقاد السائد دوليا من أن روسيا تقوم بدور المحامي الدولي لنظام الأسد وتزوده بالسلاح وتدافع عنه في مجلس الأمن الدولي، قال لافروف: «في واقع الأمر إنه أساس النظام العالمي الذي يجب أن ندافع عنه، والمبادئ المثبتة في ميثاق هيئة الأمم المتحدة.. والأسرة العالمية يمكن أن تتدخل فقط في النزاعات بين الدول حين يكون المقصود وقوع عدوان وحين تهاجم بلاد بلادا أخرى. وتتوفر لدى مجلس الأمن الدولي كافة الصلاحيات لاتخاذ قرار حول اتخاذ هذه أو تلك من التدابير القسرية»، مضيفا أن ما يجري في سوريا مختلف، وأن «الدماء تراق ليس في سوريا فقط بل أيضا في ليبيا ومالي واليمن».. موضحا أن «الاختلاف هائل بين ما يناقشونه (الغرب) بهدوء في سكون المكاتب وهيئات الأركان العامة، وبين ما يقال علنا في العواصم ذاتها».
وأشار لافروف إلى: «نحن لا نبرر القيادة السورية على الإطلاق، ونعتقد أن القيادة السورية قد تصرفت بشكل خاطئ منذ اللحظات الأولى لبدء الاحتجاجات السلمية، وأن القيادة السورية ارتكبت الكثير جدا من الأخطاء رغم الوعود الكثيرة التي أعطيت لنا ردا على دعواتنا، أما الخطوات التي تقوم بها في الاتجاه الصحيح فهي تتخذ بشكل متأخر. وهذا ساعد للأسف لحد كبير على بلوغ الأزمة مثل هذه الحدة. لكن إذا ما كنا واقعيين، وإذا ما أبدينا الاهتمام بالمواطنين المسالمين، فيجب علينا أن ندين أيضا أولئك الذين يمارسون الاستفزازات».
وأكد لافروف أن «(القاعدة) موجودة هناك، وفي الواقع اعترفت بذلك هيلاري كلينتون في أثناء المناقشات في الكونغرس لدى إجابتها عن السؤال حول سبب عدم تزويد المعارضة في سوريا بالسلاح.. ولهذا لا يجوز السكوت عن هذه الوقائع، فإنها ستنكشف رغم كل شيء».
وحول بعثة المراقبين العربية التي سبق أن ذهبت إلى سوريا، قال لافروف: «لم يسمح لهم بالعمل ولو لفترة شهر، وحتى لم تنتظر جامعة الدول العربية بحث تقريرهم في نيويورك وسحبت المراقبين، وأوقف عمل هذه البعثة عموما، رغم أنها بدأت بعمل أشياء تقربنا بهذا القدر أو ذاك من تهدئة الوضع، وعلى أقل تقدير أنها قدمت معلومات واقعية يتبين منها أنه القوات الحكومية ليست وحدها تمارس أفعالا غير مقبولة، بل يمارس ذلك المسلحون من الطرف الآخر أيضا».
وأضاف: «والآن التقينا وزراء خارجية جامعة الدول العربية في القاهرة، وقد اتفقنا هناك على 5 مبادئ للتسوية ينص أحدها على: (عدم قبول أي تدخل عسكري من الخارج). وبعد عدة ساعات أعلن رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الذي ترأس لجنة جامعة الدول العربية والذي أجريت معه المباحثات أن من الواجب إدخال قوات عربية أو دولية إلى سوريا، وحدث هذا بعد عدة ساعات من توقيعه. والآن تعمل بعثة كوفي أنان التي نؤيدها بنشاط ويترأسها رجل محنك».
وأشار لافروف إلى أنه «في هذه اللحظة بالذات تقوم بلدان الخليج العربي بلا أي أسباب مفهومة بسحب جميع سفرائها من دمشق. وفي اللحظة نفسها تحدث تفجيرات سيئة جدا في دمشق وحلب وبعض المدن الأخرى. إن مثل هذه الأشياء إن لم أقل إنها تزامنت خصيصا بغية نسف مهمة كوفي أنان، فإنها من الناحية الموضوعية تمضي لتحقيق هذا الهدف».
وحول رؤيته لأسباب الأزمة في سوريا قال لافروف: «إن الصراع يدور في المنطقة كلها، وإذا سقط النظام الحالي في سوريا، فستنبثق رغبة قوية وتمارس ضغوط هائلة من جانب بعض بلدان المنطقة من أجل إقامة نظام سني في سوريا، ولا تراودني أي شكوك بهذا الصدد.. ويقلقنا في هذا الوضع مصير المسيحيين وهناك أقليات أخرى كالأكراد والعلويين وكذلك الدروز. وما يجري في لبنان، وليس بوسعي أيضا التنبؤ بشكل ما، فستكون الأمور هناك سيئة جدا، لأن البلاد متعددة الطوائف والأقليات القومية أيضا، ونظام الدولة هش جدا. كما أن العراق ستمسه لاحقا هذه العمليات في أغلب الظن، حيث يهيمن في العراق الآن الشيعة في كافة المناصب القيادية».
وأضاف لافروف: «هذا كله ينذر بالانفجار فعلا ويجب العمل بحذر بالغ. وحالما بدأ أنان مهمته أعلن ممثل المجلس الوطني السوري من تركيا أن هذه البعثة قد فشلت لأن أنان لم يطلب رحيل الأسد، باعتباره الشرط الأول الذي لا بد من قبوله قبل غيره. ونحن نعرف حق المعرفة أن هذا المطلب غير واقعي، ليس لكوننا ندافع عن الأسد، بل لمجرد أن هذا غير واقعي. ويكمن الموقف الواقعي الوحيد في أن يطلب جميع من يمارس تأثيرا ما على هذا الطرف أو ذاك إيقاف جميع العنف واستحداث آلية مراقبة ما تتيح رصد الأمور، وهذا ما يجري وما يقوم به أنان بصفته الخطوة الأولية. وبعد ذلك يمكن إجلاس جميع الذين يؤثرون على اللاعبين السوريين وراء طاولة المفاوضات.. هذا يمثل الطريق الوحيد لتهدئة الوضع».
وحول وجود عروض للأسد للرحيل إلى موسكو، قال لافروف: «لم توجه إليه الدعوة للمجيء إلى موسكو. ومرة أخرى فإن هذا الأمر ربما سيقرره الأسد نفسه، وسيقرر ذلك ليس لأن أحدا ما في روسيا وموسكو سيطلب منه ذلك. إنهم يتحدثون عنه في الكثير من العواصم الغربية بوصفه مجرم حرب، ويعلنون أن مكانه في لاهاي في المحكمة الدولية. ومعنى ذلك أنه يجب على من يطلق مثل هذه التصريحات أن يشرح له أي إمكانيات موجودة لديه، وليس نحن.. والشعب السوري هو من يجب أن يقرر ذلك. ولدي قناعة بأنه إذا ما بدأ الحوار السوري العام، وبمشاركة جميع ممثلي المعارضة والحكومة، فيجب أن يتم في إطار هذا الحوار حل جميع القضايا ومنها القضايا حول من سيحكم سوريا في الفترة الانتقالية. أما الآن فإنهم يحاولون وضع العربة أمام الحصان ويحاولون أن يفرضوا على سوريا، عبر مجلس الأمن الدولي، الحل الذي لن يكون مستقرا، بل سيستثير فقط تصعيد المواجهة مجددا».
وحول مدى إدراك الأسد لذلك، قال لافروف: أعتقد أنه يفهم ذلك. وعندما زرت مع ميخائيل فرادكوف دمشق قال لنا: إنه مستعد منذ هذه اللحظة للحوار السياسي مع جميع ممثلي المعارضة، لكن الحرب مع الإرهاب لا تتوقف. وفي ظروف مثل هذه الأفعال الإرهابية أعتقد أن مثل هذه الأفعال تقف وراءها «القاعدة»، وإذا ما فهمت الأمور بشكل صحيح فإنه لا بد طبعا من الرد على مثل هذه الأفعال، وإلا فإن الناس سيعيشون في حالة رعب دائم.
مدير بشبكة «أخبار حلب» المنشقة يؤكد وجود حرب إلكترونية بالتوازي مع ما يحدث ميدانيا
أحمد الحلبي: تعاملنا المباشر كان مع الأمن السياسي وليس مع القصر
لندن: نادية التركي
لم يعد الانشقاق في سوريا مقتصرا على العسكريين والموظفين الرسميين، بل تجاوز ذلك إلى صفحات «فيس بوك»، فقد أعلنت صفحة «شبكة أخبار حلب» انشقاقها عن صف السلطة وانضمامها لصفوف الثوار. وجاء الانشقاق وفقا للبيان الذي نشره مدير الصفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بعد مجزرة حيي العدوية وكرم الزيتون الأسبوع الماضي، التي راح ضحيتها أكثر من 50 قتيلا.
وبعد انشقاق الصفحة التي تضم نحو 50 ألف مشترك، غيرت شعارها من العلم السوري الرسمي إلى علم الاستقلال.
وفي حين اتهم مؤيدون للرئيس السوري بشار الأسد قراصنة الإنترنت باختراق الصفحة وإعلان بيان الانشقاق، أكد أحمد الحلبي، أحد مديري شبكة «أخبار حلب» لـ«الشرق الأوسط» أن الانشقاق تم بالفعل، وقال «إن انشقاق الشبكة، بما تمثّله من أهمية في الشبكة الإلكترونية للنظام، تمثّل انكسارا كبيرا للنظام، وتظهر أن الانشقاقات ليست محصورة في عناصر الجيش والسياسيين، وأن الأطراف المختلفة بدأت بالتخلي عن النظام، دوليا ومحليا، بل إن القادم من الانشقاقات سوف يكون كبيرا». وأكد أحمد الحلبي وجود حرب إلكترونية بين المعارضين السوريين والأسد وبأن نسقها يتصاعد بالتوازي مع نسق ما يحدث ميدانيا، وقال «هناك حرب متواصلة، وقد كانت التعليمات تأتي بشكل دائم لتتبع صفحة الثورة السورية، والرد على ما تطرحه على صفحاتنا بشكل غير مباشر، والتشكيك بها بشكل متواصل، سواء على صفحاتنا أو على الصفحة نفسها».
وقال الحلبي إن «موقع (شبكة أخبار حلب) كان من أهم الصفحات السورية المؤيدة للنظام، وهو موقع يهتم أساسا بالشأن المحلي لمدينة حلب. وانطلق بعد بداية الثورة، من أجل جمع أنصار الرئيس، كجزء مما أصبح يعرف بعمليات الجيش الإلكتروني». وأضاف «وقد كان دور الشبكة، كما هو الشأن بالنسبة لكل الشبكات الأخرى المؤيدة للنظام، هو التشكيك بالثوار، واتهامهم بالخيانة والعمالة.. إلخ، وشحذ الروح المعنوية للمؤيدين». وتحدث الحلبي عن أن للجيش الإلكتروني أربع مهام أساسية، وهي التشكيك بالثورة، وبأخبارها، واتهام المعارضين بالخيانة، وبتلفيق الأخبار والصور والفيديوهات، كي لا يُترك مجال للمؤيدين بالتفكير في هذه الأفكار والفيديوهات، وتوفير نظريات بديلة عن نظريات الثوار.
وكذلك تقديم الدعم المعنوي للمؤيدين، من خلال تقديم الدعاية اللازمة لشحن معنوياتهم، وإظهار التأييد الكبير للنظام في كل أنحاء سوريا، كي لا يتأثر المؤيدون بالصور والفيديوهات التي تبثها مواقع الثورة على مدار الساعة.
وأيضا الدخول بين الثوار وعلى صفحاتهم، وأوضح «هنا تنقسم مهام الفرق إلى قسمين؛ قسم يقوم بشتم الثوار، لإظهار أن مؤيدي النظام موجودون بكثرة، ولا يتسامحون مع من يتطاول عليه، وقسم للدخول بصفة الثوار، ويقوم بالدفع تجاه أفكار معينة، من أجل شق الثوار، وحسب التعليمات التي تكون موجودة وقتها، ومن آخر المهام التي كان الجيش الإلكتروني يقوم بها قبل انشقاقنا هي محاولة زرع الفتنة الطائفية، وتأجيج الخطاب الطائفي لدى المؤيدين للثورة، من خلال التعليقات والنقاشات على صفحة الثورة السورية».
كما يعمل الجيش الإلكتروني، حسب الحلبي على ضرب صفحات ومواقع الثورة، من خلال عمليات القرصنة، أو عمل حملات ضد صفحة معينة على «فيس بوك»، أو ضد فيديو معين على «يوتيوب».
وقال الحلبي «تعاملنا المباشر كان مع الأمن السياسي وليس مع القصر». وأضاف أن الشبيحة الإلكترونيين يستفيدون من مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إنشاء المجموعات المغلقة على «فيس بوك»، والتي يقومون فيها بالتواصل، وتداول التوجيهات والأوامر، وقد كنا أعضاء في كثير من هذه المجموعات قبل أن يتم فصلنا. وأكد الحلبي في أجوبته عن أسئلة «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني، أن المواقع الاجتماعية لعبت دورا كبيرا في مساعدة الثورة، وقال «وقد أدرك النظام أهمية هذا الأمر، وقام باستخدامه وتفعيله إلى أقصى درجة، فقد وفرت المواقع الاجتماعية للمؤيدين فرصة للالتقاء بالمؤيدين الآخرين، كما حصل الأمر تماما لدى مواقع الثورة».
وحول أسباب تأخرهم في الانشقاق عن الأسد، قال الحلبي «منذ أن بدأنا التفكير بالانشقاق، أخذ الأمر معنا فترة من الزمن إلى أن استطعنا تأمين عائلاتنا خارج القطر، وبشكل لا يلفت الانتباه». وأضاف «فنحن أيضا مسجونون في سجون النظام، رغم العلاقة المباشرة مع الأمن، فلم نكن نستطيع إطفاء الهاتف، حتى لو لوقت الراحة، لأننا إذا لم نجب على مكالمة من الفرع، ولو في الساعة الثالثة صباحا قد يفهمها الضابط بشكل خاطئ، ويؤدي إلى مشكلة نحن في غنى عنها».
وأوضح «هنا لا بد من الإشارة إلى أن كل رجالات النظام، بما فيهم الدبلوماسيون والسياسيون الكبار، لا يستطيعون إخراج عائلاتهم خارج سوريا، ولو كان لا بد لأحد الأبناء أن يسافر لسفر أو ما شابه ذلك، فتقوم أجهزة الأمن بالتأكد من وجود البقية داخل سوريا».
وعن كيفية مساعدة الشبكة المنشقة للثورة، قال أحمد الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: «يمكن أن نساعد الثورة من خلال تواصلنا مع مشتركي الشبكة، فأعضاؤنا في معظمهم هم من غير أعضاء صفحات الثورة، وكثير منهم من الأغلبية الصامتة، وبالتالي فإن ما يصلهم الآن وما يسمعونه هو شيء جديد تماما بالنسبة لهم».
وحول قدرات الجيش الإلكتروني للنظام في تعطيل عمل الشبكة، قال الحلبي «قد يستطيع الجيش الإلكتروني أن يعطل عملنا، فهو جهاز تابع لدولة (أو لعدة دول)، بينما نحن مجموعة أفراد. لكن نحن نستعين الآن بصفحة الثورة السورية، التي تمدنا بالدعم الفني اللازم للحماية، ونستفيد من خبراتهم الأمنية العالية في مجال الحماية».
وبالنسبة لعدد المنخرطين وإمكانية تراجعهم بعد الانشقاق، قال الحلبي «مع بداية الانشقاق، خرج بعض الأعضاء من الصفحة، فهناك الكثيرون ممن يخافون البقاء في صفحات معارضة، لأنهم يعتقدون أنهم بذلك يضعون (نقاطا حمراء) في ملفاتهم الأمنية، وعلى العكس، يقوم معظم من لديه (فيس بوك) في سوريا بتسجيل الإعجاب بعدد من الصفحات المؤيدة لإظهار تأييده للنظام، ولكي لا يتهم بأنه متردد في إظهار هذا التأييد». وعن الدعم الإلكتروني الذي يلقاه الأسد لمراقبة المواقع الإلكترونية والمراسلات، قال «ما نعرفه بشكل مباشر هو الدعم الإلكتروني الذي يقوم به حزب الله، فهناك في الجيش الإلكتروني فرق كاملة في لبنان، وهي مدعومة فنيا أكثر من الفرق السورية، وكثير من المعلومات والتوجيهات نحصل عليها من خلالهم. كما سمعنا أن وجود دعم إلكتروني من إيران»
أمهات قتلى السويداء لوالدة الأسد: لا لموت ابني.. ليحيا ابنك
ناشطون سوريون يطلقون على عيد الأم «يوم أم الشهيد»
لندن: «الشرق الأوسط»\
أينما تكون الحروب والقتال تكون الأم هي الخاسر الأكبر وهي تخسر أولادها إما بالقتل أو بالسجن، أو على الأقل تخسر مستقبلهم في بلاد يشوبها العنف. وبعد مرور عام على اندلاع الثورة السورية وقتل أكثر من 8500 ألف سوري واعتقال آلاف آخرين، قرر النشطاء والمعارضون السوريون إطلاق اسم «يوم أم الشهيد» على يوم أمس الذي صادف يوم عيد الأم. وظهرت أمهات حزينات وغاضبات وهن يطالبن بحماية أولادهن وتثبيت مفهوم الوطن الذي يرعى أبناءه.
ووجهت أمهات مدينة السويداء السورية رسالة واضحة إلى والدة الرئيس السوري بشار الأسد، إذ حملن لافتات تقول «إلى والدة الرئيس.. لا لموت ابني.. لكي يحيا ابنك». وكانت هذه الرسالة الأقوى من بين رسائل عدة حملتها سيدات السويداء للنظام السوري، من بينها «من أجل عيد أم لا تهدي فيه الأمهات جثامين أبنائهن». ويذكر أن والدة الرئيس السوري، أنيسة مخلوف، هي من أكثر الشخصيات المؤثرة والنافذة في النظام السوري، وهناك تقارير تفيد بأنها تلعب دورا جوهريا في المرحلة الحالية.
وبث «مركز السويداء الإعلامي» التابع للمعارضة السورية يوم أمس تسجيلا يؤكد مواصلة الأمهات تحديهن للسلطات السورية، والإصرار على حقوق أبنائهن وبناتهن. ويبدأ التسجيل ومدته 3.07 دقيقة بأغنية مارسيل خليفة «أجمل الأمهات» التي غناها لأمهات شهداء الاعتداءات الإسرائيلية، وأخذها السوريون ليغنوها لوالدات الشهداء في سوريا. وتقول كلمات الأغنية «أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها.. وعاد مستشهدا.. فبكت دمعتين ووردة.. ولم تنزوِ في ثياب الحداد».
وجلس عدد من السيدات، اللواتي غطين وجوههن باللافتات الحاملة شعارات ضد العنف ولحماية الوطن، في غرفة، وأمامهن نعش يرمز للقتلى من أبنائهن وعليه علم الثورة السوري.
وقرأت إحدى الناشطات بيانا وهو رسالة إلى الأمهات السوريات، بمناسبة عيد الأم، قائلة إنهن يتقدمن «بأحلى الأمنيات للأمهات السوريات.. أمنيات بالخير والسلام.. إنكن أحلى الأمهات، أحلى الزوجات، أحلى الثائرات.. إنكن تمثلن الثورة ضد الاستبداد بكل أبعاده». وأضافت «أنتن الصابرات على القتل والظلم والجور.. فتحتن بيوتكن وضحيتن براحتكن من أجل الثورة التي نحتفل هذه الأيام بمرور عام عليها».
جمعية الصداقة البريطانية ـ السورية تمر بأشد أزماتها
ضغوطات على أعضائها البريطانيين للاستقالة أو تحديد مواقفهم
لندن: نادية التركي
منذ انطلاق الثورة السورية بدأت أزمة داخل جمعية الصداقة البريطانية – السورية، تتصاعد، خاصة في شهر سبتمبر (أيلول) عندما أعلنت مجموعة «إتش إس بي سي» عن تخليها عن الجمعية وتمثيلها، حسب مقال بـ«الغارديان» أمس.
لكن الأزمة اشتدت، حيث بدأت أوساط بريطانية الأسبوع الماضي ممارسة ضغوط على الأعضاء والمديرين البريطانيين لجمعية الصداقة البريطانية – السورية ومطالبتهم بالاستقالة.
وتأتي الخطوة البريطانية بعد سيل الرسائل الإلكترونية التي نشرتها صحيفة «الغارديان» وقالت: إنها مسربة من البريد الإلكتروني للرئيس الأسد وزوجته. وأظهرت هذه الرسائل، لا سيما الخاصة، أن الأسد يحصل على نصائح ومساعدة من شخصيات في لندن. ونقلت «التايمز» عن ناطق باسم الخارجية البريطانية أنها «ستنظر في اتخاذ إجراءات مناسبة عندما ستجد دليلا على الارتباط بالنظام السوري، إلا أننا لا نملك في الوقت الحالي أي دليل يمكننا استخدامه في محكمة».
وقال كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي – البريطاني «كابو»، لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي، أمس: «لقد طلبت عبر صحيفتي (الغارديان) و(التايمز) أنه يجب على الأعضاء والمديرين البريطانيين أن يستقيلوا من هذه الجمعية»، وكان اثنان من النواب البريطانيين قد استقالا من عضوية الجمعية مؤخرا. وأوضح دويل: «إذا لم يستقيلوا فهذا يعني أنهم يقومون بحماية النظام السوري». وعن جمعية الصداقة السورية – البريطانية قال: «شخصيا أعتقد أن مصداقيتها انتهت، وحتى إن واصلت يجب قطع علاقتها مع النظام السوري، ويجب على رئيسها أن يرحل، وأن يوضح بقية الأعضاء مواقفهم».
أكراد سوريا يتظاهرون ضد النظام وأسماء الأسد معرّضة لعقوبات أوروبية
مجلس الأمن يطالب بسحب قوات الأسد وتعيين مُحاور بصلاحيات
في تحذير مبطن باتخاذ اجراءات دولية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لامس مجلس الأمن أمس للمرة الأولى ولو عبر بيان رئاسي غير ملزم، الخطة العربية الأولى حول سوريا فدعا “فوراً” الى سحب قوات النظام السوري من التجمعات السكنية والتوقف عن قصف المدنيين بإشراف دولي، وطالب بتعيين محاور مع المعارضة وتخويله صلاحيات، في مقاربة مضمونها تخلي الأسد عن بعض صلاحياته لمصلحة المحاور الذي كانت اقترحت مبادرة جامعة الدول العربية أن يكون نائبه فاروق الشرع، من دون أن يذكر البيان أياً منهما بالاسم.
ميدانياً خرج آلاف الاكراد في مناطق عدة من سوريا امس احياء لعيد “النوروز” وطالبوا بإسقاط النظام، في وقت عثر ناشطون في حي الرفاعي في مدينة حمص على 39 جثة مشوهة ضحايا مجزرة جماعية ارتكبتها قوات الأمن التابعة للنظام السوري قبل نحو عشرة أيام.
وفي العقوبات قال ديبلوماسيون أوروبيون في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي سيفرض خلال الأسبوع الجاري عقوبات جديدة ضد 12 مسؤولاً في النظام السوري بينهم أسماء الأسد، فيما أعلنت وزارة الخارجية اليابانية إغلاق سفارتها في دمشق.
ففي مجلس الأمن أتاحت تعديلات طلبت موسكو إدخالها على مشروع البيان الرئاسي، صدوره بإجماع الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن. والبيان الذي ليس له قوة قرار رسمي يقدم دعماً قوياً لمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان وخطته المؤلفة من ست نقاط عرضها خلال محادثاته مع الرئيس السوري في دمشق في وقت سابق من الشهر الجاري، ويشير في مطلعه الى بيان مجلس الأمن الرئاسي في 3 آب (اغسطس) 2011 وبيانه الصحافي المؤرخ 1 اذار (مارس) الجاري.
ويعرب المجلس حسب النص الرسمي، “عن بالغ قلقه من تدهور الوضع في سوريا مما افضى الى ازمة خطيرة في مجال حقوق الانسان ووضع انساني مؤسف. ويعرب مجلس الامن عن عميق اسفه لمقتل الآلاف في سوريا”. ويعيد مجلس الأمن “تأكيد التزامه القوي سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة اراضيها، والتزامه القوي مقاصد ومبادئ ميثاق الامم المتحدة”.
ويرحب البيان بتعيين كوفي انان “مبعوثاً خاصاً مشتركاً للامم المتحدة وجامعة الدول العربية، ويعرب “عن كامل دعمه للمبعوث الخاص المشترك من اجل الانهاء الفوري لكل اعمال العنف وجميع انتهاكات حقوق الانسان، وضمان وصول المساعدة الانسانية، وتسهيل الانتقال السياسي بقيادة سورية نحو نظام سياسي ديموقراطي تعددي، يتمتع فيه المواطنون بالمساواة بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية او العرقية او العقائدية، وذلك بطرق منها الشروع في حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية وكامل اطياف المعارضة السورية”.
وأكد مجلس الأمن تأييده الكامل “لاقتراح النقاط الست الذي قدم الى السلطات السورية والذي اوجزه المبعوث الخاص المشترك امام مجلس الامن في 16 اذار (مارس) الجاري، وهذه النقاط هي:
1 ـ الالتزام بالعمل مع المبعوث في اطار عملية سياسية جامعة بقيادة سورية لمعالجة التطلعات المشروعة للشعب السوري وشواغله، والالتزام، لهذه الغاية، بتعيين محاور تخول له كل الصلاحيات عندما يدعوه المبعوث الى القيام بذلك.
2 ـ الالتزام بوقف القتال والتوصل الفعلي على وجه السرعة وتحت اشراف الامم المتحدة الى وقف كافة الاطراف للعنف المسلح بكافة اشكاله لحماية المدنيين واحلال الاستقرار في البلاد.
ولهذه الغاية، ينبغي ان تقوم الحكومة السورية بالوقف الفوري لتحركات الجنود نحو المراكز السكنية وانهاء استخدام الاسلحة الثقيلة فيها، والشروع في سحب الحشود العسكرية من المراكز السكنية وحولها.
وفي الوقت الذي يجري اتخاذ هذه الاجراءات في الميدان، على سوريا ان تعمل مع المبعوث من اجل ان تقوم جميع الاطراف بالوقف المستمر للعنف المسلح بجميع اشكاله تحت الاشراف الفعلي لآلية تابعة للامم المتحدة.
وسيسعى المبعوث الى الحصول على التزامات مماثلة من المعارضة وجميع العناصر ذات الصلة لوقف القتال والعمل معه لكي تقوم جميع الاطراف بالوقف المستمر للعنف المسلح بجميع اشكاله تحت الاشراف الفعلي لالية تابعة للامم المتحدة.
3 ـ ضمان تقديم المساعدة الانسانية في حينها لجميع المناطق المتضررة من القتال، ولهذه الغاية اتخاذ خطوات فورية تتمثل في قبول وتنفيذ هدنة يومية مدتها ساعتان لتقديم المساعدة الانسانية وتنسيق الوقت المحدد لهذه الهدنة اليومية وطرائقها من خلال آلية فعالة بما في ذلك على المستوى المحلي.
4 ـ تكثيف وتيرة الافراج عن المحتجزين تعسفاً بما في ذلك الفئات المستضعفة من السكان والاشخاص المشاركين في احتجاجات سلمية وتوسيع نطاق ذلك الافراج وتزويد المنظمات الانسانية دون تأخير بقائمة تتضمن كل الاماكن التي يحتجز فيها هؤلاء الاشخاص، والشروع فوراً في تنظيم سبل الوصول الى تلك الاماكن والاستجابة الفورية من طريق القنوات المناسبة لكل طلبات الحصول على المعلومات المتعلقة بهؤلاء الاشخاص وسبل الوصول اليهم والافراج عنهم.
5 ـ ضمان حرية تنقل الصحافيين في كل ارجاء البلد وعدم اتباع سياسة تمييزية في منحهم التأشيرات.
6 ـ ضمان حرية تكوين الجمعيات والحق في التظاهر السلمي المضمونين قانوناً”.
وأهاب مجلس الامن “بالحكومة السورية والمعارضة ان تعملا بحسن نية مع المبعوث من اجل التسوية السلمية للازمة السورية والتنفيذ الكامل والفوري لخطته ذات النقاط الست”.
وطلب “الى المبعوث ان يطلع المجلس بانتظام وفي الوقت المناسب على ما يحرزه من تقدم في مهمته. وفي ضوء هذه التقارير سينظر مجلس الامن في اتخاذ تدابير اخرى”.
ولكن أكد عضو المجلس الوطني السوري سمير سطوف أن البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن أمس لا قيمة له لأنه لا يملك قوة القرار، موضحا أنه يمتلك تعبيرات جادة.
وقال المعارض السوري في تصريح خاص لقناة “الجزيرة” الفضائية أمس، إن البيان يحتوي على عدد من الصياغات الملتبسة التي تمكن النظام السوري من الالتفاف حوله وبالتالي لن يلتزم بمضمون القرار.
في ردود الفعل الدولية، وصف المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني قرار مجلس الأمن بشأن سوريا ودعم مساعي كوفي أنان بالإيجابي والمهم، إلا أنه خطوة متواضعة.
وقال كارني خلال الموجز اليومي للبيت الأبيض إنه يدل على حقيقة أن هناك إجماعاً في مجلس الأمن لدعم مهمة أنان ويدل على بناء تجمع من الأصوات على الساحة الدولية يصر على أن الأسد يجب أن يوقف حملته الوحشية ضد شعبه, وأضاف: “من الواضح أن هذا شيء جيد”.
وأشادت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بالبيان وحضت الاسد على تطبيق خطة انان وإلا فانه سيواجه “المزيد من الضغوط”. وقالت ان الخطوة التي اتخذها مجلس الامن “ايجابية”، وقالت للصحافيين “نقول نحن والمجتمع الدولي للرئيس الاسد ونظامه، اسلك هذا الطريق والتزم به، والا فإنك ستواجه المزيد من الضغوط والعزلة”.
ودعت كلينتون “جميع السوريين الذين يحبون بلدهم ويحترمون تاريخها ويدركون القدرات الهائلة الكامنة في العمل معا” الى تنفيذ الخطة.
كما رحّب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بتبني مجلس الأمن بالبيان وحض السلطات السورية على “انتهاز هذه الفرصة لوقف إراقة الدماء وإظهار التزامها بتنفيذ خطة أنان ذات الست نقاط، بما في ذلك سحب الجيش من داخل المراكز السكانية وحولها”.
وأشادت الصين امس ببيان مجلس الامن ووصفته بأنه خطوة ايجابية ودعت دمشق الى “وقف العنف فورا”.
وفي التطورات الديبلوماسية، قالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان إن اليابان ستغلق مؤقتا سفارتها في سوريا اعتبارا من يوم امس بسبب العنف المتصاعد. وأشارت الى انه سيجري في الوقت الراهن مباشرة الأعمال المتعلقة في سوريا من السفارة اليابانية في الأردن.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية نقلاً عن ديبلوماسيين في بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي سيفرض خلال الأسبوع الجاري عقوبات جديدة ضد 12 مسؤولا في النظام السوري بينهم أسماء الأسد “بعد الكشف عن تفاصيل تسوقها عبر الإنترنت بواسطة رسائل الكترونية مسرّبة”.
وقالت الصحيفة “إن ديبلوماسيين أوروبيين أكدوا أن قرار اضافة أسماء الأسد وعدد من افراد العائلة إلى القائمة السوداء سيتخذ خلال اجتماع يعقده وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الجمعة المقبل”.
ودانت الدول الغربية الكبرى أمس ما وصفته بالجهود الايرانية لتسليح الحكومة السورية التي تشن حملة عنيفة على المناهضين لها.
وقال ديبلوماسيون انه وردت الى خبراء دوليين انباء عن عدد من الانتهاكات للعقوبات الدولية المفروضة ضد ايران خلال الاشهر الاخيرة تتعلق بنقل اسلحة من ايران الى سوريا. واضافوا انه يجري التحقيق في هذه الحالات.
وقال مارتان بريان نائب السفير الفرنسي في الامم المتحدة خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي ان “حجم تلك الشحنات يؤكد وجود سياسة متعمدة ومستمرة للنقل غير المشروع للاسلحة وغيرها من المواد ذات الصلة بين ايران وسوريا”.
وقالت نائبة المندوبة الاميركية في الامم المتحدة روزماري ديكارلو “يقلقنا ان غالبية الانتهاكات الواردة الى اللجنة تتعلق بنقل اسلحة وغيرها من المواد ذات الصلة بشكل غير مشروع من ايران الى سوريا حيث يقوم نظام الاسد باستخدامها لقمع الشعب السوري بعنف”. ودعت الولايات المتحدة الى “عقوبات محددة تستهدف الافراد والكيانات التي يتبين انها ضالعة في انتهاك العقوبات”.
وقال السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال غرانت ان “ادلة تشير الى وجود نشاط ايراني منهجي لتزويد الحكومة السورية باسلحة بشكل غير قانوني، وهي اسلحة تستخدم الان لقمع الشعب السوري بعنف”.
واتهم عضو تنسيقيات الثورة السورية عمر التلاوي نظام الأسد باستخدام شبيحة إيرانيين في عمليات قتل وقمع ترويع المتظاهرين من أهالي محافظة حمص، لافتا إلى أنهم يقومون بعمليات خطف للنساء والأطفال.
ووصف التلاوي في تصريح خاص لقناة “الجزيرة” الفضائية أمس، الوضع الأمني في حمص بأنه “سيىء” للغاية بسبب تواصل القصف المدفعي من جانب الجيش النظامي لليوم الثاني عشر على التوالي ما أدى لسقوط عدد كبير من الجرحى الذين يصعب الوصول إليهم نظرا لفرض قوات الأمن لحصار شامل على جميع أحياء حمص. وقال “إنه تم العثور على أكثر من ثمان جثث لعائلة واحدة تم ذبحها وتشويهها يوم الجمعة الماضي على أيدى الشبيحة في منطقة الرفاعي”.
ميدانياً، تجمع الاف الاكراد في مناطق عدة من سوريا امس احياء لعيد “النوروز”، وطالبوا باسقاط النظام، بحسب ما افاد ناشطون وزعوا اشرطة فيديو عن هذه التجمعات على شبكة الانترنت.
في مدينة حلب (شمال)، سارت تظاهرة حاشدة في حي الاشرفية رفعت فيها الاعلام الكردية ولافتات “آزادي” (الحرية بالكردية)، و”الدين لله والوطن للجميع” و”ثورتنا السورية عدل وكرامة وحرية”.
وهتف المتظاهرون “ارحل” و”آزادي”، وهتف طلاب مشاركون في التظاهرة “لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس”.
في القامشلي (شمال شرق)، خرجت تظاهرة رفعت فيها لافتات “عذرا نوروز سوريا تنزف”، الى جانب صور للقيادي الكردي المعارض مشعل تمو الذي اغتيل في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي في سوريا.
وردد المشاركون في التظاهرة هتافات “اردناها سلمية ضربتمونا بالمدفعية”، و”خذ ماهر وارحل عنا”.
ووقعت اشتباكات فجر أمس في مدينة حرستا في ريف دمشق بين القوات النظامية ومنشقين.
وارتفع عدد القتلى أمس برصاص القوات الأمنية السورية إلى 83 قتيلاً منهم 14 طفلاً
وفي مدينة الحسكة (شمال شرق)، خرجت تظاهرة حاشدة في حي الصالحية رددت فيها اغان مناهضة للرئيس الاسد.
وخرجت تظاهرة حاشدة في مدينة راس العين في محافظة الحسكة رفع المشاركون فيها اعلاما كردية والعلم السوري بعد الاستقلال وقبل حزب البعث، ورددوا اغاني باللغة الكردية حيوا فيها ذكرى الشيخ الكردي معشوق الخزنوي الذي يتهم المعارضون الاكراد النظام السوري بخطفه وتعذيبه وقتله العام 2005.
الى ذلك استمر القصف على حي الخالدية في مدينة حمص وسط سوريا وتوسع ليشمل احياء مجاورة، بحسب ما افادت الهيئة العامة للثورة السورية في حمص.
كما اقتحمت قوات النظام حي باب السباع الذي كان انسحب منه قبل يومين عناصر “الجيش الحر” ونفذت عمليات “احراق منازل ومكاتب بينها المكتب الاعلامي الذي كان يستخدمه المعارضون وقد احرق بالكامل”، الذي اكد قيام قوات الأسد بـ”نهب للمنازل وسرقات”.
وقد عثر ناشطون على 39 جثة مشوهة في حي الرفاعي في مدينة حمص وسط سوريا قالوا انهم قتلوا قبل نحو عشرة ايام…
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا)
“الغارديان”: الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات ضد أسماء الأسد و11 مسؤولاً سورياً
كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية نقلاً عن ديبلوماسيين في بروكسل، أن الإتحاد الأوروبي سيفرض خلال الأسبوع الجاري عقوبات جديدة ضد 11 مسؤولا في النظام السوري وأسماء زوجة الرئيس بشار الأسد.
وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية البريطانية أكدت أن العقوبات “تزيد من الضغوط الإقتصادية والسياسية على النظام السوري وستستمر لوقف تدفق الإيرادات إلى نظام الأسد”. واضافت أن الحكومات الغربية تسعى أيضاً إلى اصدار بيانات من الأمم المتحدة ومجالس حقوق الإنسان التابعة لها تدين سوريا، والتي تقدر المنظمة أن حصيلة الضحايا تجاوزت 8000 قتيل منذ اندلاع الإحتجاجات فيها في منتصف آذار (مارس) من العام الماضي.
وكانت صحيفة “ديلي تليغراف” اوردت أول من أمس أن الإتحاد الأوروبي “سيضيف أسماء الأسد إلى قائمة العقوبات بعد الكشف عن تفاصيل تسوقها عبر الإنترنت بواسطة رسائل الكترونية مسرّبة”.
وقالت الصحيفة “إن دبلوماسيين أوروبيين أكدوا أن قرار اضافة أسماء الأسد وعدد من افراد العائلة إلى القائمة السوداء سيُتخذ خلال اجتماع يعقده وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الجمعة المقبل”.
“الغارديان” ذكرت أن فواز الأخرس، والد أسماء، يتعرض لضغوط للتنحي عن منصب الرئيس المشارك للجمعية البريطانية ـ السورية بعد استقالة جميع أعضاء مجلس إدارتها إحتجاجاً على قمع الإحتجاجات المعارضة للنظام السوري.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الدكتور الأخرس، أخصائي أمراض القلب في شارع هارلي للأطباء وسط لندن “واجه إحراجاً الأسبوع الماضي بعد نشر رسائل إلكترونية مسرّبة زعمت أنه قدّم مشورات للأسد حول كيفية التعامل مع الأزمة في سوريا، وأن ابنته زوجة الرئيس كانت منشغلة في شراء السلع الفاخرة مع استمرار العنف في بلادها”. وأضافت أن أندرو غرين، السفير البريطاني السابق في سوريا والرئيس المشارك للجمعية البريطانية ـ السورية، إعترف بأن الجمعية “واجهت حالة من الفوضى خلال العام الماضي، وأن الرسائل الإلكترونية المسرّبة كانت القشة الأخيرة”.
ونسبت الصحيفة إلى غرين قوله إن الجمعية البريطانية ـ السورية “حققت الكثير من العمل المفيد، لكن من الصعب جداً الآن أن نرى كيف يمكن أن تستمر على ضوء ما تم الكشف عنه أخيراً واستقالة 5 من أعضاء مجلس إدارتها”.
وأشارت إلى أن غرين وبراين كونستانت أمين الصندوق في الجمعية سيتركان الجمعية عند استكمال مهامهما، بعد استقالة غيفين آرثر عمدة لندن السابق واثنين من أعضاء مجلس الإدارة.
وقالت “الغارديان” إن الجمعية البريطانية ـ السورية تواجه أزمة منذ اندلاع الإحتجاجات في سوريا في منتصف آذار (مارس) من العام الماضي، وأعلن مصرف “إتش إس بي سي” في أيلول (سبتمبر) الماضي التوقف عن تمثيلها، كما قدّم المليونير البريطاني السوري وفيق سعيد إستقالته كمدير في الجمعية.
وأوضحت أن المدير التنفيذي للجمعية البريطانية ـ السورية غيث أرمنازي، قال “نحن بحاجة لاتخاذ قرار بشأن مستقبل الجمعية وربما ستكون لدينا إنتخابات جديدة ومن الواضح أننا في موقف صعب”، فيما اعتبر كريس دويل مدير مجلس تعزيز التفاهم العربي ـ البريطاني أن “إعادة إنتخاب الأخرس من شأنه أن يلحق الضرر بشكل كبير بمصداقة الجمعية، وكان من المفترض أن يستقيل”.
(يو بي أي)
حي الخالدية في حمص يتعرض لقصف عنيف لليوم الثاني
واشتباكات في حرستا بين قوات الأسد و”الجيش السوري الحر”
تعرض حي الخالدية في مدينة حمص أمس لقصف عنيف لليوم الثاني على التوالي، فيما سجلت اشتباكات بين قوات الأسد و”الجيش السوري الحر” في مدينة حرستا في ريف دمشق.
وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله: “يستمر القصف الدفعي والصاروخي على حي الخالدية وتوسع ليشمل حيي القصور والبياضة المجاورين وحي باب هود في حمص القديمة”.
وكان العبدالله عبر عن تخوفه من تكرر “القصف الذي شهدناه على حي بابا عمرو قبل اقتحامه، لان ذلك سيتسبب بكارثة” في حي الخالدية الذي ادى القصف عليه اول من امس الى سقوط 14 قتيلا، بحسب “المرصد السوري لحقوق الانسان”.
وقال المرصد في بيان “ان مئات الاسر نزحت من احياء حمص الى حي الخالدية الذي كان يعتبر من الاحياء الآمنة ويخشى من حصول مجازر في حال استمرار النظام السوري قصف الحي نتيجة الكثافة السكانية المتواجدة فيه حاليا”.
واوضح العبدالله ان الاف النازحين من حي بابا عمرو ومن احياء منكوبة اخرى في حمص مثل كرم الزيتون والرفاعي وعشيرة والعدوية وباب السباع والجندلي وباب الدريب موجودون في الخالدية ومحيطها.
وقال “في كل منزل في الخالدية، تقيم اربع او خمس عائلات. كما ان المساجد مليئة بالنازحين، وكذلك الابنية التي كانت قيد البناء، سكنت فيها عوائل”. واضاف ان “الخالدية هي الجبهة الاخيرة” في المدينة، معربا عن امله بانها “ستصمد امام محاولات اقتحامها”.
وافاد العبدالله ان قوات النظام اقتحمت امس حي باب السباع في حمص الذي كان انسحب منه قبل يومين عناصر “الجيش الحر”، وهي تقوم بحملة “احراق منازل ومكاتب بينها المكتب الاعلامي الذي كان يستخدمه المعارضون وقد احرق بالكامل”. كما تحدث عن “نهب للمنازل وسرقات”.
واشار المرصد في بيان الى ان “بعض احياء حمص القديمة تشهد حملة مداهمات وتنكيل بالاهالي”.
وقتل اربعة عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد، في حي السلطانية المجاور لحي باب عمرو الذي سيطر عليه الجيش النظامي قبل اسابيع في عملية استهدفت حاجزا عسكريا. كما ذكر المرصد ان شابا قتل
برصاص قناصة في الخالدية امس.
الى ذلك، وقعت اشتباكات عنيفة فجر امس في مدينة حرستا في ريف دمشق بين القوات النظامية وعناصر منشقين، بحسب ما افادت مصادر متطابقة.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مرتضى رشيد: “وقعت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر منشقين قرابة الساعة الثانية فجرا عند مدخل مدينة حرستا، اعقبها دخول القوات النظامية الى المدينة”. واضاف في اتصال عبر سكايب “انسحب مقاتلو الجيش الحر الى المزارع خارج حرستا”.
واوضح رشيد “ان القوات النظامية كانت تقوم امس بعمليات في منطقة دوما، ووقع في صفوفها عدد من الانشقاقات ودخل العناصر المنشقون الى حرستا”.
واشار الى ان “عناصر من المخابرات الجوية تدخلوا في الاشتباكات بحكم قرب مقر هذا الجهاز من المكان”.
وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان وقوع الاشتباكات، مشيرا الى “عدم ورود أي معلومات حتى اللحظة عن سقوط اصابات”، والى “هدوء حذر يخيم على المدينة” هذا الصباح.
وسارت تظاهرات عدة ليل الثلاثاء ـ الاربعاء لا سيما في دمشق وحلب للمطالبة باسقاط النظام، بحسب ما افاد ناشطون.
وتلقت وكالة “فرانس برس” سلسلة اشرطة فيديو عن تظاهرات سارت في احياء مختلفة من العاصمة ومن حلب في الشمال التي تتصاعد فيها منذ اسابيع وتيرة الحركة الاحتجاجية.
وهتفت تظاهرة طلابية سارت في حي الزاهرة الجديدة في العاصمة قرب جامع ابو ايوب الانصاري “سوريا بدا حرية، سوريا بدا حرية”. ثم قال المتظاهرون “يا للعار يا للعار عالشب القاعد بالدار”، في محاولة لحث المزيد من الناس على الانضمام اليهم.
كما هتف متظاهرون في حارة المغاربة في السويقة “اللي ما بيشارك ما في ناموس”.
وسار هؤلاء وهم يحملون علما طويلا لسوريا بعد الاستقلال وقبل حزب البعث امتد على امتار عدة. وكانوا يهتفون وهم يتقدمون بين المحلات التجارية التي كانت لا تزال مفتوحة، بحسب ما ظهر في الشريط، “سوريا للثوار غصب عنك يا بشار”، و”بالحق بالدين بدنا المعتقلين”.
وفي حي العسالي في دمشق، عمد بضعة اشخاص الى احراق اطارات قال المعلق على الشريط انهم قطعوا بها “الطريق العام في الحي نصرة للمدن المحاصرة والمنكوبة”.
وتم تصوير كل التظاهرات من الخلف، في حين غطى معظم المشاركين رؤوسهم حتى لا يتم التعرف عليهم.
في مدينة حلب، بدت الظاهرات اكثر عددا.
وسارت تظاهرة في حي سيف الدولة هتف خلالها المشاركون “الجيش يريد اسقاط النظام”.
ورفعت خلال التظاهرة لافتة كتب عليها “حرية، حرية، حرية”، واخرى تتوجه الى الرئيس السوري بشار الاسد “سنرميك في نفس المزبلة التي رمينا فيها خوفنا”. وسمع خلالها اطلاق عيارات نارية عدة، الا ان التظاهرة تابعت طريقها.
وسارت تظاهرة اخرى في حي السكري في حلب طالبت بتسليح الجيش السوري الحر.
كما سجلت تظاهرة مسائية في البشيرية في جسر الشغور في محافظة ادلب.
(أ ف ب)
التهابات وعمليات بتر.. ضريبة تأخّر علاج الجرحى السوريين
انتظر مرهف ثلاثة اسابيع في حي بابا عمرو في مدينة حمص السورية بعد اصابته بشظايا صاروخ سقط قربه، قبل ان يتمكن من الانتقال الى احد مستشفيات شمال لبنان، وقد اصبح في هذه الاثناء وضع ذراعه المصابة غير قابل للعلاج، فاضطر الى بترها.
ومرهف (30 عاما) هو احد الجرحى الذين فقدوا طرفا من اطرافهم بسبب عدم حصولهم على العلاج المناسب في سوريا حيث تعاني المناطق التي تشهد اضطرابات وعمليات عسكرية من نقص حاد في المواد الطبية والتجهيزات الاستشفائية.
ويقول، بيده اليسرى الى ما تبقى من ذراعه المضمدة بلفاف ضخم من الشاش تحت الكتف بقليل، “اصبت قبل نحو شهر ونصف خلال فترة الحصار والقصف على بابا عمرو عندما سقط صاروخ بالقرب مني”. اضاف “تم نقلي الى مشفى ميداني داخل الحي حيث بقيت 21 يوما عولجت خلالها من اصابات متفرقة في جسمي، في حين كان وضع يدي اليمنى يزداد سوءا نتيجة عدم وجود علاجات طبية. لحظة وصولي الى مستشفى في طرابلس ابلغت بانه يجب بتر ذراعي”.
رغم ذلك، يحتفظ مرهف بابتسامته وهو يستعد للخروج من المستشفى ويؤكد انه سيرتاح اسبوعين ثم يعود “للانضمام الى التنسيقيات والمساعدة في عمليات نقل الجرحى”.
ويشير الى ان الجرحى السوريين اقاموا قبل ايام حفلة في المستشفى “ورقصت فيها بينما كنت احمل علم الثورة بيدي السليمة”.
ويؤكد الطبيب السوري مهند، رافضا الكشف عن اسمه كاملا، ان بعض الجرحى السوريين يصلون الى لبنان بعد ايام عديدة من اصابتهم “فتفرض عمليات البتر نفسها تجنبا لحصول مضاعفات خطيرة على المصاب”.
ويضيف “الاصابات التي تبقى عشرة ايام او 15 يوما من دون علاج تكون في حالة سيئة لدى وصول المصاب الى لبنان، وقد تفشت الالتهابات في الجرح، ما يضطرنا الى القيام بعملية بتر”، مشيرا الى ان عمليات بتر ايضا لاطراف “قطعت اعصابها او اوتارها” بسبب الاصابة.
ومن الصعب الحصول بدقة على اعداد الجرحى السوريين الذين يدخلون لبنان بشكل شبه يومي، كون معظمهم من المناهضين للنظام ويخشون التصريح عن اسمائهم. الا ان مهند يؤكد انه تم خلال شهر اجراء خمس عمليات بتر اطراف في المستشفى الحكومي وحده في مدينة طرابلس، اكبر مدن الشمال.
ويروي خالد (32 عاما) بدوره انه انتظر اسبوعين في مشفى ميداني في بابا عمرو قبل ان ينقل الى لبنان حيث تم بتر قدمه اليمنى. وكان اصيب لدى سقوط قذيفة هاون على سيارة كان يستقلها مع شقيقه الذي جرح ايضا، بينما قتل السائق.
ويقول “هناك اعداد كبيرة من الجرحى في المشفيات الميدانية في سوريا، ومن حالته افضل بقليل من غيره يفسح المجال امام من هو اسوأ للخروج”.
ويؤكد الطبيب مهند الذي يعمل مع تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان من اجل مساعدة الجرحى، ان هناك “وعودا من اشخاص عرب ولبنانيين بتأمين اطراف للجرحى”، واننا “حضرنا الملفات وارسلناها اليهم”.
ويشير الى ان معظم الجرحى الذين يدخلون لبنان “يحملون اجمالا في اجسادهم جراثيم عديدة نتيجة بقائهم اياما عدة في الملاجئ او البساتين واضطرارهم في بعض الاحيان الى الانتقال عبر شبكات الصرف الصحي بعيدا عن اعين قوات النظام”.
وسلك خالد ادريس (45 عاما) طريقا عبر البساتين مع طفلتيه اللتين اصيبتا في قذيفة سقطت على مدينة القصير في محافظة حمص بعد ظهر الاحد الماضي بينما كانتا تلعبان قرب المنزل. واستغرقت الرحلة عشر ساعات طوال، بينما يمكن قطع المسافة عادة بين القصير والحدود اللبنانية في اقل من نصف ساعة.
ويقول خالد “مستشفى مدينة القصير تحت سيطرة القوات النظامية، وخفت من أي مساءلة قد تؤدي بي الى الاعتقال”، لذلك لم يذهب بابنتيه الى المستشفى ولم يسلك الطريق الشرعي بين لبنان وسوريا.
ويضيف خالد وقد جلس على فراش وضعه ارضا بين سريري المستشفى اللذين غفت عليهما طفلتاه نور الهدى (اربع سنوات) وقطر الندى (ثلاث سنوات) “عندما سقطت القذيفة، قتل احد ابناء الجيران وعمره سبع سنوات، فيما اصيبت الفتاتان في انحاء متفرقة من جسميهما”.
ويتابع “حملتهما وساعدني جيران واقارب. كنت اصرخ خوفا من فقدانهما، وركضت بهما الى داخل المدينة، حيث تم نقلنا الى مشفى ميداني اجريت لهما فيه الاسعافات الاولية”.
لكن عدم وجود التجهيزات والمعدات الطبية لعلاج الاصابات، اقنعه بالانتقال بهما الى لبنان.
ويقول “استعملنا وسائل نقل مختلفة (بين دراجات نارية وسيارات). كانت الرحلة شاقة عبر البساتين، وقطر الندى تبكي كل الوقت، حتى وصلنا الى بلدة عرسال في البقاع (شرق لبنان) حيث نقلتنا سيارة اسعاف الى الشمال”.
وبينما هو يتكلم، تستيقظ نور الهدى وتبكي، فيمسك بيدها بحنان ويقبلها في جبينها، ويقول بصوت منهك وبتأثر بالغ “توفيت زوجتي بعد ان انجبت قطر الندى بثمانية اشهر. انا ابوهما وامهما، وهما كل ما املك”.
(ا ف ب)
مجلس الأمن يتبنى “أنان”… و”المعادلة الدولية” حيال سوريا: “لا ينتصر النظام ولا ينكسر الثوار”
مصادر مطلعة على تطورات الأزمة: النظام السوري “يهد الهيكل” على رؤوس السوريين للحفاظ على رأسه..والمستفيد إسرائيل
بعيد إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن “توافق” بين أعضاء المجتمع الدولي على دعم مقترحات المبعوث الأممي العربي كوفي أنان لحل الأزمة السورية، إلتأم مجلس الأمن الدولي وكسر حلقة المراوحة المستمرة منذ عام في الملف السوري عبر تبنيه بيانًا رئاسيًا يطلب من دمشق أن تطبّق “فوراً” خطة أنان، وقد دعا نصّ البيان الذي قدمته فرنسا ووافقت عليه روسيا والصين، الرئيس السوري بشار الأسد الى العمل باتجاه “وقف العنف وانتقال ديمقراطي” للسلطة، مع دعوة “الحكومة السورية والمعارضة الى العمل بحسن نية مع موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في اتجاه تسوية سلمية للأزمة السورية من أجل تطبيق اقتراحه الواقع في ست نقاط بشكل كامل وفوري”.. على أنّ مجلس الأمن الذي طالب أنان بإطلاع المجلس بانتظام على نتائج جهوده، سينظر في ضوء هذه التقارير باتخاذ “خطوات اضافية كما يراها مناسبة” حيال الأزمة السورية.
وفي المواقف الدولية، لفتت إشادة بكين باستصدار بيان رئاسي عن مجلس الأمن باعتباره “خطوة إيجابية باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا”، داعيةً على لسان المندوب الصيني الدائم في الأمم المتحدة لي باودونغ دمشق إلى “وقف العنف فوراً وإبداء الإرادة السياسية (لإنهاء الأزمة) وإطلاق الحوار السياسي بالسرعة الممكنة”.
من جهتها، وإذ تقاطعت واشنطن مع بكين في وصف بيان مجلس الأمن بـ”الخطوة الإيجابية”، حضّت عبر وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون الرئيس السوري على تطبيق خطة كوفي أنان لحل الأزمة، وإلا فإنّه سيواجه “المزيد من الضغوط”… بينما إعتبرت باريس على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة جيرار آرو البيان الرئاسي الصادر بشأن الأزمة السورية بمثابة “خطوة صغيرة من قبل مجلس الامن في الاتجاه الصحيح”.. في وقت حثّ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ “السلطات السورية على اغتنام هذه الفرصة لوقف سفك الدماء وإظهار التزامها بتنفيذ خطة أنان التي تشمل سحب كل أشكال الوجود العسكري من وحول المجمعات السكنية” في سوريا.
بدوره، ناشد الموفد الأممي العربي كوفي أنان دمشق “الرد ايجاباً” على دعوة مجلس الأمن الدولي إلى تطبيق خطة “الست نقاط” التي طرحها لحل الأزمة السورية، ونقل الناطق باسمه أحمد فوزي أنّ الخبراء الدوليين الذين أرسلهم أنان إلى سوريا يعقدون في المرحلة الراهنة سلسلة لقاءات “مع مسؤولين سياسيين كبار في دمشق”، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ أنان “لم يقرر بعد موعد عودته إلى سوريا”.
وتعليقًا على خطوة مجلس الأمن الدولي، أكدت مصادر سياسية واسعة الإطلاع على تطورات الملف السوري لـ”NOW Lebanon” أنّه وعلى الرغم من موافقة روسيا ومعها الصين على هذه الخطوة، إلا أنّ ذلك “لا يعني تغيّرًا في موقف موسكو القائم على الدفاع عن مصالحها الإستراتيجية في سوريا من خلال دفاعها عن النظام السوري إلى أن يتبيّن للقيادة الروسية ما قد تجنيه في مرحلة ما بعد هذا النظام”، معربةً من هذا المنطلق عن اعتقادها بأنّ “تنازع المصالح الروسية الدولية سيزيد من إغراق سوريا في أتون العنف وإراقة الدماء”.
وفي هذا السياق، لفتت المصادر الإنتباه إلى أنّ “موسكو تستفيد في مؤازرتها للنظام السوري، من عدم حماسة واشنطن لإنضاج موقف دولي فعلي يدفع باتجاه تأييد مطلب الثورة السورية في تنحي الرئيس السوري بشار الأسد”، موضحةً أنّ “الإدارة الأميركية تنظر إلى الأزمة السورية من المنظار الإسرائيلي المؤيد لبقاء نظام الأسد حاكمًا في دمشق ربطًا بالقنوات غير المرئية معه خصوصًا على صعيد التفاهم الحاصل بين دمشق وتل أبيب على تحييد الجولان المحتل عن جبهات الصراع العربي الإسرائيلي”.
وردًا على سؤال، أشارت المصادر نفسها إلى أنّ “المعادلة الدولية اليوم تقوم على الحؤول دون انتصار النظام ودون انكسار الثوار في سوريا، بمعنى أنّ المجتمع الدولي لن يتخذ خطوات حازمة تؤدي إلى سقوط النظام السوري، كما أنه لن يسمح في الوقت عينه بإطلاق يد هذا النظام على المستويين العسكري والأمني في مواجهة الشعب السوري المطالب بإسقاطه”، منبهةً إلى أنّ “هذه المعادلة الدولية تخدم مصالح إسرائيل التي تريد إغراق الشعب السوري في مشاكل داخلية تستنفد قدراته ومقدراته على الأمد الطويل”.
وإذ شددت على أنّ “ما آلت إليه الأمور في سوريا يتحمل مسؤوليته النظام الذي يعتمد، في سبيل الحفاظ على رأسه، سياسة “هدّ الهيكل” على رؤوس السوريين جميعًا حتى ولو كان ذلك يتقاطع مع المصالح الإسرائيلية في المنطقة”، أبدت المصادر في ضوء ذلك إعتقادها بأنّ “سوريا ماضية في نفق من التوترات الأمنية والاضطرابات المتنقلة والمتزايدة يومًا بعد آخر، ما سيؤدي إلى مضاعفات دراماتيكية على مختلف الصعد السورية حيث ستتزايد وتيرة الإهتراء والإستنزاف في البينية الأمنية والإقتصادية لسوريا”.
51 قتيلا بسوريا وقصف عنيف للخالدية
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 51 شخصا على الأقل قتلوا برصاص الأمن في سوريا اليوم الخميس معظمهم في إدلب وحمص.
وأفاد ناشطون أن الجيش النظامي واصل القصف العنيف على حي الخالدية في حمص باستخدام قذائف الهاون والمدرعات، وأن انفجارات ضخمة جدا تهز الحي في حين يوجد قصف عنيف وعشوائي بقذائف الهاون والمدرعات على بلدة قلعة الحصن بحمص من قبل قوات الأمن والشبيحة.
وأضاف الناشطون أن مدينة حماة تتعرض لقصف متواصل على حي الأربعين وحي الحميدية والشرقية والقصور، بينما بدأ الأهالي ينزحون من هناك جماعيا. كما اقتحم الجيش بلدة المسيفرة بمحافظة درعا وبلدة سرمين بإدلب وسط قصف عشوائي.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن الجيش النظامي قصف بلدات سرمين ومرعيان والفطيرة بإدلب، وأحرق عددا من المنازل بعدد من أحياء حمص والقصير.
وفي بلدة المسيفرة وإنخل وكفر شمس في درعا، اقتحمت قوات الأمن عددا من الأحياء وشنت حملة اعتقالات واسعة كما قامت بإطلاق نار كثيف أدى لمقتل وإصابة عدد من السوريين.
وكان القصف الذي استهدف حمص أمس قد أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 46 شخصا بينهم 25 في حي الخالدية وحده، وفق ما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وكان قتلى حمص من بين ثمانين سوريا قتلوا أمس, وبينهم 11 في حماة وتسعة في درعا, وتوزعت البقية على إدلب وحلب واللاذقية وريف دمشق ودير الزور، وفق المصدر ذاته.
قذيفة على قرية لبنانية
وأطلق الجيش السوري الليلة الماضية قذائف سقطت في قرية القاع اللبنانية التي تبعد عشرة كيلومترات عن الحدود مع سوريا, مما تسبب في نزوح عدد من السكان وفق تأكيد مصادر لبنانية.
ويفر العديد من السوريين إلى الدول المجاورة ومن بينها لبنان بسبب قصف الجيش النظامي والهجمات التي يشنها ضد المتظاهرين والجيش الحر. كما يلجأ إلى لبنان أيضا المصابون الذين لا يستطيعون الحصول على العلاج ببلدهم.
وفي سياق التطورات الميدانية أيضا, قالت لجان التنسيق المحلية إن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش ومنشقين عنه بالحارة الغربية بالزبداني (ريف دمشق) التي استعادتها القوات الحكومية قبل أسابيع.
وأشارت لجان التنسيق أيضا إلى أنباء عن انشقاق بمقر اللواء 52 بمدينة الحراك بدرعا, حيث سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف من المقر الليلة الماضية.
ويأتي القصف وهذه الاشتباكات بأنحاء سوريا بعد يوم من دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كل الأطراف إلى وقف القتال، والسعي إلى تسوية عبر التفاوض للانتفاضة المستمرة منذ عام.
وأيد بيان مجلس الأمن، الذي وافقت عليه الصين وروسيا في لحظة نادرة من وحدة الصف العالمي بشأن الأزمة، مساعي السلام التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، وحذر من اتخاذ المزيد من الاجراءات في حالة عدم استجابة سوريا.
وتدعو اقتراحات السلام التي قدمها أنان من ست نقاط لوقف النار وإجراء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة والسماح بدخول هيئات الإغاثة بشكل كامل، كما تطالب الجيش بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة بالمناطق المأهولة بالسكان وسحب القوات. لكن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قال إن البيان لم يشر إلى أن القوى الكبرى قد توصلت إلى موقف موحد لوضع خطة عمل.
وتظهر الأرقام الأممية أن ثمانية آلاف على الأقل لقوا حتفهم خلال الانتفاضة، وحذر دبلوماسيون من أنه دون حل سريع من الممكن أن يمتد الصراع ويزيد من التوترات الطائفية بالمنطقة.
بان: المجلس بعث برسالة واضحة لسوريا
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن مجلس الأمن الدولي بعث برسالة واضحة لسوريا لإنهاء العنف والدعوة لبدء حوار بين الحكومة والمعارضة، بعد إصدار المجلس بيانا طالب فيه دمشق بأن تطبق فورا الخطة التي قدمها المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان.
وأوضح بان في كلمة ألقاها بالعاصمة الماليزية كوالالمبور أن المجلس دعا بتعبير واضح لا لبس فيه إلى إنهاء فوري لكل أعمال العنف وانتهاك حقوق الإنسان.
وذكر أن البيان الرئاسي طالب بتسهيل وصول الهيئات الإنسانية، وبدء حوار سياسي شامل بين الحكومة وكافة أطياف المعارضة السورية.
وكان مجلس الأمن طالب في بيان رئاسي أمس الحكومة السورية بالتعاون مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان للتوصل إلى وقف كل أشكال العنف.
وأعرب المجلس في بيانه عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع في سوريا، وما نجم عنه من أزمة خطيرة في حقوق الإنسان.
وأكد البيان دعمه للنقاط الست التي قدمها أنان إلى الحكومة السورية، ونص البيان على أن المجلس سينظر في خطوات إضافية إذا لم يلتزم الرئيس السوري بشار الأسد بتطبيق خطة أنان.
وتشمل الخطة المشار إليها، الالتزام بالتعاون للوصول إلى تسوية سياسية, والالتزام بوقف القتال بشكل عاجل، وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات، وإرساء هدنة إنسانية لإفساح المجال لوصول المنظمات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
ترحيب دولي
وفي واشنطن، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بقرار المجلس، وحثت الرئيس السوري بشار الأسد على “سلوك هذا الطريق” للخروج من الأزمة.
وقالت كلينتون “إنها خطوة إيجابية. الآن تحدث المجلس بصوت واحد”، وأضافت للصحفيين عقب اجتماع مع وزير الخارجية الأفغاني “نقول مع باقي المجتمع الدولي للرئيس الأسد ونظامه: اسلك هذا الطريق. التزم به وإلا فستواجه مزيدا من الضغط والعزلة”.
ومن جانبه، رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالقرار، ودعا السلطات السورية إلى اغتنام هذه الفرصة لوقف إراقة الدماء، وأن تظهر التزامها بتطبيق الخطة.
كما رحب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بالبيان، وقال في تصريح أوردته إذاعة الأمم المتحدة “نحن سعداء للغاية لأن مجلس الأمن اختار أخيرا النظر بشكل واقعي للوضع في سوريا، وسعداء لأن لدينا عملية نتمنى أن تستمر وأن تؤدي إلى تسوية الأزمة في سوريا، وإلى بدء عملية سياسية مهمة بقيادة سورية في البلاد”.
وأكد تشوركين أن “الموقف الروسي إزاء سوريا لم يتغير، لأنه يتطابق مع تفهم الوضع، والحاجة إلى إنهاء العنف بأسرع وقت ممكن، وإشراك جميع الأطراف في الحوار، والتحرك على مسار عملية سياسية بقيادة سوريا”.
وفي السياق نفسه، أشادت الصين بالبيان، ووصفته بأنه خطوة إيجابية باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا، ودعت دمشق إلى “وقف العنف فورا”.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الحكومية عن مندوب بكين الدائم في الأمم المتحدة قوله إن بلاده حثت سوريا على “دعم مهمة أنان والتنسيق معه، ووقف العنف فورا، وإبداء الإرادة السياسية، وإطلاق الحوار السياسي بالسرعة الممكنة”.
اجتماع المعارضة
في غضون ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية الأربعاء إن معارضي الأسد سيحاولون التغلب على خلافاتهم، والاتفاق على إستراتيجية أكثر تجانسا في اجتماع دعت إليه تركيا وسيعقد أوائل الأسبوع المقبل.
ويأتي موعد عقد اجتماع المعارضة المزمع قبل مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي تستضيفه إسطنبول أيضا في الأول من أبريل/ نيسان المقبل، وهو تحالف واسع يضم أكثر من خمسين دولة، وعقد للمرة الأولى في تونس.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن لديه آمالا كبيرة بشأن مؤتمر أصدقاء سوريا، وأشار إلى أن بلاده ربما تدرس إقامة مناطق عازلة داخل سوريا لحماية اللاجئين المدنيين.
ونقلت رويترز عن مسؤول في المجلس الوطني السوري المعارض الذي يضم جماعات معارضة أغلبها في الخارج قوله “اقترحت تركيا مناطق آمنة لحماية المدنيين، لكنها تشعر بخيبة الأمل تجاه المعارضة، وهي تضغط عليهم لعقد هذا المؤتمر”.
وثائق تكشف دور الأسد بسحق الانتفاضة
قصف على أحد الأحياء في سوريا (الجزيرة) كشفت تسريبات لما يبدو أنها وثائق سورية رسمية كيف يوقع الرئيس بشار الأسد شخصيا على الخطط التي يضعها مركز إدارة الأزمة في حكومته محددا أولوية الحملة الأمنية الصارمة لمنع زحف المتظاهرين ضد نظامه إلى دمشق.
وقالت صحيفة غارديان البريطانية إن مئات الصفحات من الوثائق السرية التي قدمها منشق لقناة الجزيرة تصف الاجتماعات اليومية لجميع قادة وكالتي الأمن والاستخبارات السورية الذين يراجعون الأحداث ويصدرون الأوامر التي يصدق عليها الرئيس بعد ذلك. كما أوردت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية أن قوة عسكرية لمكافحة الإرهاب وصلت إلى ميناء طرطوس السوري على متن ناقلة بترول من أسطولها في البحر الأسود.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوة بلغت وجهتها في وقت أيدت فيه الحكومة الروسية دعوة من الصليب الأحمر لهدنة ساعتين يوميا للسماح بوصول المعونة إلى المناطق الأسوأ ضررا بسبب العنف.
وفي خضم تقارير عن قتال في ضاحية المزة بدمشق أمس -الأعنف في العاصمة منذ بدء الانتفاضة قبل عام- قالت الجزيرة إن الوثائق هُربت خارج سوريا بواسطة عبد المجيد بركات رئيس قسم المعلومات بوحدة إدراة الأزمة للدولة والذي يختبئ حاليا في تركيا مع نشطاء المعارضة.
وتلقي أحدث الوثائق مزيدا من الضوء المباشر على إستراتيجية النظام ضد الانتفاضة، بما في ذلك حشد آلاف المليشيات المعروفين بالشبيحة وأعضاء حزب البعث السوري في عمليات صممت لقطع دمشق وحلب وإدلب والمدن الكبيرة الأخرى عن المناطق المحيطة.
وكما كشفت الوثائق أن الميادين الرئيسية في العاصمة تقع مسؤوليتها على أفرع مختلفة بجهاز الأمن السوري الكبير، بما في ذلك مديرية استخبارات القوات الجوية السيئة السمعة التي كثيرا ما اتهمها مؤيدو المعارضة السورية وجمعيات حقوق الإنسان الأجنبية بالوحشية والتعذيب.
سحق المتظاهرين
وفيما يتعلق بأيام الجمع، حيث تبلغ الاحتجاجات المناوئة للنظام ذروتها منذ بدء الانتفاضة، تنص الخطط على عزل العاصمة عبر 35 نقطة تفتيش للتحكم في الحركة. وتُغلق الطرق المؤدية لدمشق من المدن المجاورة على نحو متكرر وتُنشر قوة من ألف فرد أمن في وسط ميدان أمية وحده.
قناة الجزيرة/غارديان
ومن جانبها قالت قناة الجزيرة إن الوثائق أوضحت أن الأسد شخصيا متورط في المصادقة على إجراءات سحق الاضطرابات. وتوقيعه كان ظاهرا على إحدى الوثائق التي تخول عقوبات بالسجن للمظاهرات غير القانونية.
وفي إحدى الوثائق المسربة السرية حذرت الحكومة وزير الخارجية بشأن دول تحاول إقناع دبلوماسيين سوريين بالانشقاق.
وقالت الجزيرة: “كل مساء في تمام الساعة السابعة بتوقيت دمشق هناك اجتماع لكل رؤساء الأمن والاستخبارات لمراجعة ما حدث عبر البلاد أثناء اليوم ويعدون خططهم وأوامرهم لليوم التالي. وهذه الخطط تذهب لمكتب الرئيس الصباح التالي ويقوم هو شخصيا بتوقيع كل الأوامر ويعطي الضوء الأخضر النهائي”.
ووصفت الجزيرة بركات كجاسوس معارض داخل القيادة التي توجه حملة فرض النظام والذي أدرك الشهر الماضي أن حياته معرضة للخطر وفر من البلد ومعه 1400 وثيقة تعتقد القناة أنها حقيقية.
وفي مقابلة مع القناة الفضائية بقطر قال بركات إن “مهمتي كانت نقل المعلومات للمعارضة داخليا وخارجيا. وأي شخص يقرأ هذه التقارير سيُصدم وسيدرك أن سوريا تعيش أزمة حقيقية من التقتيل والإجرام وقمع المتظاهرين. لكن رؤساء الأمن يرسمون صورة وردية في تقاريرهم ويتجاهلون حقائق هامة كثيرة على الأرض فقط لرفع معنويات الرئيس”.
ومن جانبها لم تعلق الحكومة السورية على الوثائق. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن ثلاثة “إرهابيين” وعضوا في قوات الأمن قُتلوا في معركة دمشق.
ومن الجدير بالذكر أن ميناء طرطوس يمثل الآن القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا خارج الاتحاد السوفياتي السابق. وقد زار أسطول بحري روسي المكان في يناير/كانون الثاني فيما اعتبر من قبل كثيرين عرضا لتأييد موسكو الرئيس السوري بشار الأسد.
المصدر:غارديان
أسماء تغازل بشار الأسد بقصيدة رومانسية
ناصحة جديدة دخلت على الخط وشهرزاد تزور بطاقته الشخصية
العربية.نت
تظهر الرسائل المسربة من البريد الإلكتروني لبشار الأسد، والتي حصلت قناة “العربية” على الآلاف منها، اتساع دائرة المستشارات الإعلاميات أو الناصحات، حيث تظهر ناصحة جديدة هي لما حسن، فيما يقفز اسم ليلى السباعي، مديرة مكتب أسماء الأسد زوجة الرئيس بشار، إلى الدائرة المحيطة.
وفي ذروة الأحداث التي تشهدها سوريا والمجازر اليومية التي تقوم بها قوات النظام ضد المتظاهرين، تمارس أسماء رومانسيتها مع زوجها وترسل له قصيدة شعر رومانسية، تعبر كلماتها عن الدفء الزوجي بينهما، وتوهمه بأنها قضت أياماً في صياغة كلمات القصيدة الرومانسية، لكن صحافيي “العربية” اكتشفوا أن القصيدة من كلمات “تيفاني ماري” ومنشورة على موقع لأشعار الحب والرومانسية على الإنترنت.
كما احتوت المسربات الرئاسية، والتي قامت “العربية الحدث” بعرض جانب كبير منها خلال الأيام الماضية على العديد من الصور الخاصة للرئيس السوري وعائلته، من بينها صورة للأسد وزوجته تحت الثلوج التي كست سوريا لأيام عديدة هذا العام.
شهرزاد تزور بطاقة شخصية للأسد
وتتناقض حياة الأسد وحلقة المحيطين به المرفهة مع حياة المواطنين السوريين، الذين يعانون القمع اليومي والقتل، ففيما تراوح حصيلة القتلى بسوريا الـ10 آلاف شخص راحت شهرزاد الجعفري ترسل للأسد بطاقة مختلقة، نفذتها عبر الفوتوشوب لتبدو وكأنها من أنصاره ومؤيديه.
وتضمنت البطاقة في بياناتها اسم بشار ووالده حافظ الأسد، أما بالنسبة للعنوان فكان عيون وقلوب الشعب السوري، وأخيرا العلامات المميزة وتحمل شهادة ملايين السوريين والعرب.
شخصيات جديدة في الحلقة المحيطة بالأسد
وكشف شق آخر من الرسائل الرئاسية عن شخصيات جديدة في حلقة المحيطين بالرئيس السوري، من بينها ليلى السباعي السكرتيرة الشخصية لأسماء الأخرس، والتي ورد اسمها في أحد الإيميلات الواردة لأسماء، والتي سارعت بدورها لإرسالها لزوجها، وتحوى الرسالة تهديدات لأسماء من بعض الناشطين، وفحواها “معلومات جديدة نبدأها بمقدمة:
إلى زوجة المجرم بشار السيدة أسماء أخرس، هل تعلمين أن المحيطين بك من الحرس الجمهوري باعونا معلومات موثقة غاية في الأهمية والدقة عنك وعن المجرم زوجك وعن أولادك وعن كل من يحيط بك؟ هل تعلمين أننا اشترينا كل تلك البيانات بمبلغ لا يتعدى العشرة آلاف ليرة؟ سننشر بعض البيانات كدليل على كلامنا ونتحفظ إلى حين على نشر الباقي.
مديرة مكتبك: الآنسة ليلى السباعي، لون العينين أخضر، بيضاء، 27 عاماً، الطول 168سم الوزن 71 كغ. هاتف مكتبك المباشر: 3342342 فاكس مباشر: 3343022. إيميل ليلى الحكومي:leila.sibaey@mopa.gov.sy
سنقوم بنشر المزيد قريباً لذلك احفظي نفسك وأولادك وارحلي فقد عرض علينا بعض حراسك ما لا يخطر على بال بشر وكل ذلك في سبيل المال.
لما حسن ناصحة جديدة للأسد
وانضمت إلى باقة الناصحات للأسد شخصية جديدة، وهي لما حسن، وتعرفنا عليها من رسالة نصح وتحذير وجهتها للأسد قبل الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى سوريا بصحبة ميخائيل فرادكوف مدير المخابرات الخارجية الروسية، حيث تضمنت رسالة من لما للأسد بتاريخ 6 فبراير/شباط 2012 تحذيرات من الزيارة، وفحوى الرسالة حدث أمني مرتقب في زيارة ميخائيل فرادكوف إلى سوريا… المخابرات الروسية وضعت أيديها على أدلة ووثائق تدين “مجلس اسطنبول” بالتآمر مع الفرنسيين لارتكاب “مجزرة تحت الطلب” بالأسلحة الكيميائية!؟
وثيقة الخطة العربية
كما حصلت “العربية” – من بين الآلاف من المسربات – على وثيقة الرسالة المشتركة الموقعة من أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وتتضمن عناصر الخطة العربية لحل الأزمة السورية سياسياً، وطلباً بعقد لقاء مشترك معه في مقر الأمم المتحدة، لطلب دعم مجلس الأمن لهذه الخطة”.
وقد قامت شهرزاد الجعفري بإرسال تلك الوثيقة للرئيس السوري بتاريخ 25 يناير وهو نفس التاريخ المؤرخة به الرسالة.
42 قتيلاً وتشكيل مجلس عسكري في دمشق وريفها
مجلس الأمن يُصدر بياناً بموافقة روسيا والصين لدعم مهمة عنان
العربية.نت
أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن عدد القتلى وصل إلى 42 قتيلاً برصاص جيش النظام.
وفي وقت سابق اليوم قتل عشرة مدنيين برصاص أطلق على حافلة كانت تقلهم قرب مدينة سرمين في ريف إدلب، والتي تتعرض اليوم لقصف القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقالت مصادر في المعارضة إن دبابات سورية قصفت حياً كبيراً، هو حي الأربعين في مدينة حماة، ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن شبكة مراسليه داخل سوريا أن القوات السورية حاولت اقتحام بلدة سرمين في شمال البلاد اليوم، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة العشرات.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووش اليوم إن قوات الأمن السورية ترتكب
انتهاكات خطيرة في القصير الواقعة في محافظة حمص قرب الحدود اللبنانية، كما نقلت رويترز.
عقوبات على أسماء الأسد
قالت مصادر دبلوماسية اليوم إن الاتحاد الأوروبي سيفرض الجمعة سلسلة عقوبات جديدة على الحكومة السورية، وسيستهدف بشكل خاص زوجة الرئيس السوري بشار الأسد أسماء، كما ذكرت فرانس برس.
وأسماء الأسد هي واحدة من 12 شخصية من بينهم عدد من أفراد عائلة الأسد، الذين ستجمد أموالهم، وسيمنع دخولهم إلى الاتحاد الأوروبي، على ما أعلن دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه.
مجلس عسكري في دمشق
في أول تحرك من نوعه على صعيد العاصمة السورية وحراكها ضد النظام, تم الإعلان عن تشكيل المجلس العسكري في دمشق وريفها, وقال العقيد خالد محمد الحبوس: “إن المجلس العسكري في دمشق هو لرعاية مهام الجيش الحر”، نقلاً عن قناة “العربية” اليوم الخميس.
سياسياً
وكان مجلس الأمن قد أصدر بياناً رئاسياً خفيف اللهجة لدعم مهمة المبعوث الأممي كوفي عنان. وحظي البيان غير الملزم هذه المرة بموافقة روسيا والصين، وطالب بوقف العنف من الطرفين، أي النظام والمعارضة، ووقف القتال لمدة ساعتين للسماح بإيصال المساعدات.
ومن جانبها، اعتبرت أطراف في المعارضة السورية البيان رخصة قتلٍ جديدة لنظام الأسد, ورفضت تحميل المعارضة السلمية تهمة ارتكاب العنف، كما طالبها البيان, بينما رحبت به واشنطن واعتبرته خطوةً إيجابية.
وإلى ذلك، طالب السيناتور الجمهوري جون ماكين، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتحرك لوقف الفظائع التي يرتبكها النظام السوري.
وقال ماكين، السيناتور عن ولاية أريزونا، إن المجازر التي يرتكبها الأسد ضد شعبه تضع ضغوطاً على زعماء أوروبا والولايات المتحدة للقيام بدور أكثر فاعلية لإنهاء الأزمة في سوريا.
وفي الوقت الذي اتهم فيه الرئيس باراك أوباما بأنه لا يقوم بمساعدة الثوار في سوريا ووقف الفظائع التي ارتكبها قوات النظام، اعترف ماكين بوجود مقاومة كبيرة في الكونغرس لاتخاذ إجراءات مثل القصف الجوي لأهداف تابعة للنظام السوري.
وفي واشنطن، قالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية، إن السلطات الأمريكية تريد توجيه بعض الأسئلة الى موسكو بخصوص السفينة الروسية في ميناء طرطوس السوري, والتي ذكرت معلومات صحافية أنها تنقل قوات روسية لمكافحة الارهاب الى دمشق.
ونفت موسكو تلك الأنباء، وأوضحت أن الأمر يتعلق بسفن توفر الدعم لقوات تقوم بمهمات في خليج عدن والبحر المتوسط في مجال مكافحة القرصنة.
المعارضة السورية: الدبابات السورية تقصف حماة ومقتل أكثر من 40 شخصا في مناطق متفرقة
أفادت مصادر جماعات معارضة سورية بتعرض حيّ كبير في مدينة حماة “لقصفٍ شديد” من دبابات الجيش السوري، وان ما يزيد على 40 شخصا قتلوا اليوم في عدة مدن سورية معظمهم في مدينة إدلب.
وتقول المصادر إن قتالاً عنيفاً اندلع في حي الأربعين الذي تتمركز فيه المعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد.
وجاءت هذه الأنباء بعد مواجهات بين الجيش السوري الحر وقوات الأمن في المنطقة الأربعاء، حيث قُتل 12 سورياً، طبقا لمصادر المعارضة السورية.
وقالت الأنباء إن المنطقة تحولت إلى “ساحة معركة”، حيث دُفنت الجُثثْ في حديقة قريبة.
وقال شهود عيان إن عدة منازل دمرت، وجرح العديد من المدنيين أثناء القتال.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات الجيش السوري استمرت في حصار حي الخالدية، كما قصفت القوات النظامية أحياء أخرى في المدينة.
وفي مدينة القصير بريف حمص قتل اربعة جنود نظاميين في اشتباك مسلح، حسب المرصد.
وتُظهر مقاطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب” ما يُعتقد أنه دبابات تم نشرها في حماة، ودبابة أخرى تعرضت للتدمير على أيدي مقاتلي الجيش السوري الحر.
كما نشر نشطاء صورا لما يبدو وكأنه مظاهرات ليلية ضد الحكومة في حماة.
إدلب
وتحدثت تقارير عن قصف عنيف من ثلاثة اتجاهات على بلدة سرمين في محافظة إدلب في شمال سوريا.
وقال المرصد ان 46 شخصا قتلوا اليوم في مدن سورية عدة معظمهم في مدينة إدلب.
وقال المرصد إن 10 أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان قتلوا “إثر إصابة حافلة صغيرة بإطلاق نار كانت تقلهم قرب بلدة سرمين”.
وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالات الأنباء أن “الحافلة كانت تقل 13 شخصا، قتل منهم تسعة أشخاص من عائلتين مختلفتين، إضافة إلى السائق”.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في إدلب، ميلاد فضل، في اتصال عبر سكايب مع وكالة أنباء، إن “الحافلة كانت تنقل نازحين إلى تركيا”.
نقطة تحول
وكانت الأمم المتحدة قد طلبت الأربعاء من سوريا التعاون مع خطة سلام وضعها مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان.
وتطالب الخطة بوقف كافة أشكال العنف، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وبعملية تغيير سياسي.
وكان مجلس الأمن قد أقر هذه الخطة في بيان صادر عن رئاسة المجلس بموافقة كل من الصين وروسيا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد أعرب عن أمله في أن يكون موقف مجلس الأمن الموحد بشأن سوريا نقطة تحول في التعامل مع الأزمة هناك.
وكان كي مون يتحدث عقب موافقة القوى الكبرى في العالم على بيان غير ملزم يطالب سوريا بالتعاون مع مبعوث المنظمة الدولية والجامعة العربية كوفي أنان، وبدء سحب أفراد القوات المسلحة من وسط المناطق المأهولة بالسكان، ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة.
هذا وقد اعرب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه عن امله في ان يتيح البيان الرئاسي الذي تم تبنيه الاربعاء في مجلس الامن الدولي التوصل الى وقف لاطلاق النار في سوريا مشيرا الى هناك تغيراً في الموقف الروسي من المسالة.
وقال جوبيه في تصريحات لاذاعة اوروبا-1 ان “الموقف الروسي شهد تغيراً لاننا تمكنا اخيرا من تبني نص بالاجماع في مجلس الامن الدولي سيتيح لكوفي انان ان يحصل على وقف لاطلاق النار وانتم تعلمون ان فرنسا في طليعة الدول الملتزمة في القضية”.
وحتى الآن لم يرد أي رد فعل من سوريا على بيان الأمم المتحدة.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
بيان لمجلس الأمن لدعم مساعي عنان وأمريكا تحذر سوريا
حذرت الولايات المتحدة سوريا من مغبة عدم التعاون مع المساعي والجهود التي يبذلها المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان لإنهاء أعمال العنف في البلاد.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن على سوريا التعاون مع مقترحات عنان لوقف العنف، محذرة دمشق من تبعات عدم السير وفقا للخطة الموضوعة.
وأشادت كلينتون بمجلس الامن الدولي لتبنيه موقفا موحدا داعما لمساعي عنان لإنهاء العنف وحثت الرئيس بشار الاسد على “سلوك هذا الطريق” للخروج من الازمة.
وقالت كلينتون بعدما وافق مجلس الامن بدعم من روسيا والصين على بيان يدعم خطة عنان “انها خطوة ايجابية. الآن تحدث المجلس بصوت واحد.”
واضافت للصحفيين عقب اجتماع مع وزير الخارجية الافغاني “نقول مع باقي المجتمع الدولي للرئيس الاسد ونظامه .. اسلك هذا الطريق .. التزم به والا فستواجه مزيدا من الضغط والعزلة”.
وكان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قد تبنى يوم الأربعاء بالإجماع بيانا رئاسيا يدعم مساعي عنان.
ويطلب نص البيان من الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية “العمل بحسن نية” مع عنان و”التطبيق الكامل والفوري” لخطة حل الازمة المؤلفة من ست نقاط كان عنان قد طرحها على القيادة السورية خلال محادثاته في دمشق قبل أيام.
وجاء في النص أيضا أن من بين مقترحات عنان وقف العنف وفرض وقف تدريجي لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق حوار سياسي شامل في البلاد.
وقد صدر النص كبيان رئاسي، أي أنه أقل وزنا من قرار، وقد جرى تبنيه بإجماع الأعضاء، أي بموافقة كل من الصين وروسيا اللتين استخدمتا حق النقض الفيتو مرتين ضد مشروعي قرار بشأن سوريا طُرحا في شهري أكتوبر/ تشرين الاول وفبراير/ شباط الماضيين.
وقد تحفظت روسيا، الحليف القوي لدمشق، على عدة فقرات ونقاط كانت واردة في مسودة البيان الذي تم التوصل إلى إجماع عليه بعد مفاوضات شاقة بين الدول الأعضاء الـ 15 في المجلس.
وقال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إن بلاده رفضت أن يبدو البيان وكأنه “إنذار” موجه للنظام السوري أو للرئيس السوري بشار الأسد.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
القوات السورية تقصف حيا في حماة بعد اشتباكات
عمان (رويترز) – قالت مصادر من المعارضة السورية ان دبابات الجيش السوري قصفت حيا كبيرا بمدينة حماة يوم الخميس بعد اشتباكات بين مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض وقوات الرئيس بشار الاسد.
وأضافت أن القصف دمر منازل وخلف عددا من القتلى والمصابين في حي الاربعين بشمال شرق المدينة. وتصدرت حماة الانتفاضة المندلعة منذ عام ضد الاسد.
وقالت مصادر المعارضة ان 20 شخصا على الاقل قتلوا في قصف الجيش للمدينة وريف حماة خلال اليومين الماضيين.
وقال ناشط من المعارضة في حماة “تمركزت 70 دبابة على الاقل حول حماة منذ أسبوع لتعزيز قوات الجيش الموجودة في المدينة بالفعل. وتركز القصف على أحياء مشاع والحميدية والاربعين.”
وقالت مواطنة فرت من حي الحميدية الى خارج المدينة ان القصف قتل 17 شخصا في الحي يوم الاربعاء من بينهم ثلاث نساء وأربعة أطفال.
واقتحم الجيش السوري حماة بالدبابات في اغطس اب لاخماد مظاهرات حاشدة تطالب باسقاط الاسد.
(اعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير رفقي فخري)
شارع يحمل اسم سوريا يقسم اللبنانيين في طرابلس
طرابلس (لبنان) (رويترز) – تستعد مجموعتان متناحرتان للقتال في مدينة طرابلس الشمالية اللبنانية وجبهة القتال في هذا الصراع هي شارع يحمل اسم سوريا.
ترفرف رايات المعارضة السورية فوق المباني في حي باب التبانة الذي تقطنه أغلبية سنية في طرابلس معلنة التأييد للانتفاضة المستمرة منذ عام ضد حكم الرئيس بشار الاسد في سوريا.
وفي حي جبل محسن المجاور الذي تقطنه الاقلية العلوية في طرابلس -الطائفة التي ينتمي اليها الاسد- يظهر السكان تأييدهم للرئيس السوري برفع صوره.
وتظهر اثار طلقات الرصاص على مباني الجانبين مما يذكر بصراع يرجع تاريخه لاربعة عقود مضت والذي تجدد الشهر الماضي على شكل معارك شوارع بين مقاتلين يستخدمون أسلحة الية وقذائف صاروخية.
وقتل شخصان في هذه المواجهات قبل أن تنشر قوات الجيش لاستعادة الهدوء ما يجدد المخاوف من أن تثير الاضطرابات في سوريا التي استقطبت بالفعل الساسة والطوائف في لبنان أعمال عنف أوسع نطاقا في البلاد.
وعلى امتداد شارع سوريا الخط الفاصل بين السنة في باب التبانة والعلويين في جبل محسن ترفع لافتات التأييد للاسد الى جانب لافتات تطالب بتنحيه.
وفي ايام الجمعة عندما تتصاعد التوترات بعد الصلاة تنشر القوات في الشارع لمنع المزيد من الاشتباكات. وتتمركز حاملات جنود مدرعة في المنطقة على مدار الاسبوع.
وقال مقاتل سني من باب التبانة عرف نفسه باسم عبد الله فقط “عندما يغادر الجيش الناس ستقاتل بعضها البعض…ستندلع الحرب”.
وترجع التوترات بين جبل محسن وباب التبانة الى السنوات الاولى من الحرب الاهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990 عندما أرسل حافظ الاسد والد الرئيس السوري الحالي قوات الى لبنان وهو الوجود العسكري الذي استمر حتى عام 2005.
وانحاز العلويون في طرابلس للقوات السورية في حين انحاز السنة للمقاومة الفلسطينية التي تقاتل قوات الاسد.
وقال وليد وهو مقاتل سني وزعيم محلي “انتهت الحرب الاهلية في لبنان ولكن هنا لم يندمل الجرح ما زال مفتوحا .اكثر ناس عانوا من النظام السوري هم اهل باب التبانة.”
وتابع “لدينا على الاقل 86 شخصا من باب التبانة لا زالوا مفقودين منذ الثمانينيات. فقدوا بسبب النظام السوري ولم نعرف اذا ما كانوا قتلوا او مسجونين”.
وأضاف “ألان اعيد فتح الجرح”. وتعززت رسالته بظهور صور جديدة لسكان فقدوا منذ 30 عاما على جدران المباني في باب التبانة على خلفية رايات المعارضين السوريين.
وقال زكريا المصري امام جامع حي القبة حيث تنظم الاحتجاجات المناهضة للاسد في أغلب أيام الجمعة ان الناس من واجبها دعم انتفاضة الاغلبية السنية في سوريا بعد عام من الاضطرابات تقول الامم المتحدة انها أسفرت عن مقتل ثمانية الاف شخص.
وقال في مظاهرة في وقت سابق هذا الشهر حمل فيها المتظاهرون رايات المعارضين السوريين وكتب فيها الاطفال على جباههم شعارات مناهضة للاسد منها (حرية) و/ارحل/ “الشعب السوري مظلوم والمطلوب الوقوف الى جانب المظلوم ضد الظالم.”
ويقول العلويون في جبل محسن وهو حي جبلي يطل على طرابلس الواقعة على البحر المتوسط ان معاداة الاسد جاءت من تيار متشدد من السنة يقولون انه هيمن على المدينة. ويضيفون أن أفراده مسلحون جيدا ومستعدون للمواجهة.
وقال رجل في مقهى في منطقة فقيرة في جبل محسن “لاحظنا كيف تزداد اعداد المتشددين ولا احد ينتقدها” وأضاف ان بعض الشيوخ المعتدلين من السنة في طرابلس تم ابدالهم بشيوخ أكثر محافظة ويشير الى انه رأى اعدادا أكبر من أصحاب اللحى والجلابيب القصيرة بعضهم لا يتحدث العربية.
وقال اخر “نحن اقلية لا احد يحمينا غير اسلحتنا” مشيرا الى أن أي صراع في طرابلس سيمتد الى العاصمة بيروت وسهل البقاع.
ومضى يقول “الاسلحة موجودة وبكثرة.السلاح موجود من الصغير للكبير”.
والسلاح مظهر معتاد في المدينة التي توشك على الاشتعال ونادرا ما يغيب عن المشهد.
وكان وليد يتحدث مع المراسلة في منزله وهو يحمل بفخر بندقيته من طراز ام-16 في حين عرض ابنه بندقية كلاشنيكوف قائلا انهم يخزنون السلاح للحرب التي يتوقعون اندلاعها في طرابلس.
وقال وليد (53 عاما) وهو اب لثلاثة أبناء والذي يقول ان والده قتل بيد القوات السورية “الناس تشتري اسلحة لتدافع عن انفسها.ويوجد سلاح في كل بيت والسلاح الموجود في كل بيت يعتمد على عدد الرجال الموجودين في البيت. كل رجل لديه سلاحه.”
وقد درب ابناه وابنته على استخدام البنادق.
وقال “عندنا الصبي الذي عمره عشر سنوات يعرف ان يستعمل السلاح كل الرجال يعلمون اولادهم كيف يستخدمون السلاح حتى اننا نعلم نساءنا.”
وأضاف “اعرف اناس باعوا تلفزيوناتهم واثاث منازلهم وذهب نساءهم لشراء الاسلحة. عندما نعيش في فراغ امني من الطبيعي ان نحمي انفسنا.”
وقال منير أحد سكان طرابلس ان اراقة الدماء في سوريا حيث قصفت قوات الاسد حي بابا عمرو في حمص وأخضعته الشهر الماضي اعادت الى أذهان اللبنانيين ذكريات حربهم الاهلية.
وقال متحدثا في مقهى بالقرب من الحي السني “الذي يحصل في سوريا من المؤكد ان له انعكاسات على هنا. عندما ابن باب التبانة يرى ماذا يحصل في سوريا يتذكر الذي حصل هنا في الثمانينيات. نحن عشنا نفس المجازر ونفس القصف.”
ورغم أن الجانبين يقولان انهما مستعدان للقتال لم يتوقع أحد متى يمكن ان تشتعل شرارة الصراع.
وقال وليد الذي قدر عدد مقاتلي العلويين بما بين ألف والفين ومقاتلي السنة بنحو خمسة الاف “اكيد ستجري هنا معركة ولكن السؤال تحت اي عنوان. هل دفاعا عن بشار ام لتخفيف الضغط على سوريا ووقف تهريب السلاح اليها او رسائل من الاطراف اللبنانية لبعضهم. ستفتح المعركة ولكن من اجل من وما الهدف. قرار المعركة لا يتحدد من طرابلس بل يتحدد من خارجها. كل واحد ينتظر اللحظة المناسبة.”
وسعى أغلب الزعماء السياسيين في لبنان من رئيس الوزراء السني نجيب ميقاتي الى السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله الشيعي لمنع الازمة السورية من الامتداد الى لبنان.
لكن الانتفاضة كشفت الانقسامات في البلاد اذ يساند نصر الله الاسد بينما يصعد اخرون منهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس الوزراء السني السابق سعد الحريري ادانتهم لحملة الاسد على المعارضين.
وقال وليد “باب التبانة وجبل محسن هما الحلقة الاضعف في البلد ولكن اشعالها يعني انه يوجد قرار باشعال البلد.”
وقال أحد السكان العلويين مشيرا وهو يقف بالقرب من مسجدين احدهما سني والاخر علوي وكلاهما جدرانه عليها اثار رصاص “معظم الناس هنا فقراء واميين في الجانبين وهذا عن قصد لكي نكون وقودا لاي معركة.”
وأضاف “عندما يولد الصبي لا نهديه الحلوى والذهب نهديه مسدسا لانه سيصبح مقاتلا.”
وتابع مبتسما “دعهم يجربوا ويقاتلوننا.”
(اعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)
من مريم قرعوني
اشتباكات في أنحاء سوريا رغم دعوة الامم المتحدة لوقف اطلاق النار
بيروت (رويترز) – قال نشطاء في المعارضة السورية يوم الخميس ان اشتباكات وقعت في أنحاء سوريا بعد يوم من دعوة مجلس الامن التابع للامم المتحدة كل الاطراف الى وقف القتال والسعي الى تسوية عبر التفاوض للانتفاضة المستمرة منذ عام.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان البيان الذي أصدره المجلس بالاجماع بعث برسالة واضحة الى سوريا لانهاء كل أشكال العنف لكن هذه الدعوة لم يكن لها أثر يذكر على الارض حيث يسعى المتمردون للاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
وقالت مصادر في المعارضة ان دبابات سورية قصفت حيا كبيرا في مدينة حماة يوم الخميس بعد معارك بين الجيش السوري الحر والقوات الموالية للاسد.
ودمر القصف منازل في حي الاربعين بشمال شرق حماة التي كانت من مقدمة المحافظات التي تمثل معقلا للانتفاضة. وقالت مصادر في المعارضة ان 20 شخصا على الاقل لقوا حتفهم في هجمات للجيش بالمنطقة على مدى اليومين الماضيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ان قتالا شرسا دار في بلدة القصير التي تقع بالقرب من الحدود مع لبنان. ولقي ثلاثة من السكان حتفهم في القتال كما قتل أربعة جنود عندما هاجم متمردون نقطة تفتيش يحرسونها.
ونقل المرصد عن شبكة مراسليه داخل سوريا ان القوات السورية حاولت اقتحام بلدة سرمين في شمال البلاد يوم الخميس مما أسفر عن مقتل شخصين واصابة العشرات.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد ان القوات السورية ما زالت عاجزة عن دخول سرمين بسبب القتال لكنها تقصف البلدة وتستخدم المدافع الرشاشة.
وأضاف ان القتال اندلع أيضا في مدينة درعا في الجنوب حيث قتل عدد من الجنود في كمين في حين شنت قوات الاسد حملات أمنية في محافظة دير الزور بشرق البلاد ومحافظة اللاذقية الساحلية في محاولة لطرد مقاتلي المتمردين.
وأيد بيان مجلس الامن الذي وافقت عليه الصين وروسيا في لحظة نادرة من وحدة الصف العالمي بشأن الازمة السورية مساعي السلام التي يقوم بها كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وحذر من اتخاذ “المزيد من الاجراءات” في حالة عدم استجابة سوريا.
وتدعو اقتراحات السلام التي قدمها عنان من ست نقاط الى وقف اطلاق النار واجراء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة والسماح بدخول هيئات الاغاثة بشكل كامل. كما تطالب الجيش بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان وسحب القوات.
لكن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قال ان البيان لا يشير الى أن القوى الكبرى قد توصلت الى موقف موحد لوضع خطة عمل.
وقال للصحفيين أثناء زيارة الى فيينا يوم الخميس “بالطبع هذا ليس كل شيء وهو أننا ببساطة لدينا رسالة عامة. نحن نحتاج أيضا الى وضع خطة عمل عامة… في هذا الشأن نحن غير قادرين على رؤية موقف موحد.”
وفي حين أن بيان الامم المتحدة يفتقر الى القوة القانونية للقرار فانه يتحدث عن الحاجة للتحول السياسي في سوريا ولا يطالب الاسد بالتنحي وهو ما دعا اليه كل من مقاتلي المعارضة والجامعة العربية.
وقال بان جي مون في كلمة ألقاها في العاصمة الماليزية كوالالمبور “دعا مجلس الامن بتعبيرات واضحة لا لبس فيها الى انهاء فوري لكل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان.”
وقللت الوكالة العربية السورية للانباء فيما يبدو من شأن بيان مجلس الامن وقالت انه لا يتضمن انذارات أو اشارات.
وتظهر أرقام الامم المتحدة أن ثمانية الاف على الاقل لقوا حتفهم خلال الانتفاضة وحذر دبلوماسيون من أنه دون حل سريع من الممكن أن يمتد الصراع ويزيد من التوترات الطائفية في المنطقة.
ومما يبرز المخاطر التي تمثلها الازمة السورية سقطت عدة قذائف سورية على قرية القاع على الحدود اللبنانية والحقول المجاورة يوم الاربعاء وقال سكان ان القصف أسفر عن اصابة شخص.
وقال مزارع في القاع لرويترز “سقط أكثر من خمس قذائف في الحقول وفي القرية.” وقال مواطن اخر ان قذيفة انفجرت قرب المدرسة الرئيسية.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووش يوم الخميس ان قوات الامن السورية ترتكب “انتهاكات خطيرة” في القصير الواقعة في محافظة حمص قرب الحدود اللبنانية.
وقالت سارة لي ويتسون مدير الشرق الاوسط في هيومن رايتس ووتش “بعد الحصار الدموي لحمص تلجأ قوات الاسد لنفس الطرق الوحشية في القصير.”
وأضافت “بعد رؤية الدمار الذي لحق بحمص على الحكومة الروسية أن توقف مبيعات السلاح للحكومة السورية والا فانها تخاطر بالزج باسمها اكثر في انتهاكات لحقوق الانسان.”
وتدافع روسيا عن علاقاتها العسكرية القديمة مع سوريا وتقول انها لم تر سببا يدعو لتعديلها.
وفي وقت سابق من الاسبوع الجاري اتهمت هيومن رايتس ووتش قوات المعارضة بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان ضد جنود الحكومة والشبيحة بما في ذلك التعذيب والاعدام.
وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم الخارجية السورية لاذاعة هولندا يوم الاثنين ان ثلاثة الاف من قوات الامن لقوا حتفهم خلال الانتفاضة وتتهم دمشق “مجموعات ارهابية” مسلحة بمسؤوليتها عن مقتلهم.
وفي محاولة لتكثيف الضغوط على سوريا يعتزم الاتحاد الاوروبي غدا الجمعة فرض عقوبات على الدائرة المحيطة بالاسد منهم زوجته أسماء التي وصفت نفسها بأنها “الدكتاتور الحقيقي” في رسالة بريد الكتروني نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية في الاسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله لاذاعة (دويتشلاند فونك) “غدا سنتخذ قرارا بشأن العقوبات الجديدة.. ليس فقط على نظام الاسد بل أيضا على المحيطين به.”
وأضاف أن بيان الامم المتحدة مساهمة مهمة في حل الازمة في سوريا.
ومضى يقول “لا يمكن للاسد أن يعتمد على اليد الروسية الحامية في العنف المرتكب ضد شعبه ويمكن أن يؤدي هذا الى تسارع عملية تاكل النظام.”
ويقول محللون ان هذا التغيير في الموقف مؤشر على أن روسيا تتحوط في رهانها على مصير الاسد وتعدل وضعها استعدادا لسقوطه المحتمل.
وقال ديمتري ترينين مدير مركز أبحاث كارنيجي في موسكو “لن يكون تركيز روسيا على ابقاء الاسد في السلطة لمجرد بقائه في السلطة.”
(تغطية صحفية أوليفر هولمز وكريسبيان بالمر – شارك في التغطية خالد يعقوب عويس – اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)
سوريا: هل دخلت القاعدة على الخط؟
مراد بطل الشيشاني
بي بي سي – لندن
لفت نظر متتبعي المنتديات الجهادية اصداراً جديداً لمجموعة مسلحة جديدة تطلق على نفسها اسم، يظهر للمرة الأولى على المنتديات الجهادية، “جبهة النصرة لأهل الشام”.
الإصدار أطلقته مؤسسة تسمت باسم “مؤسسة المنارة البيضاء للإنتاج الإعلامي” تيمناً في ما يبدو بمنطقة “المنارة البيضاء” شرقي دمشق، التي أشير لها في بعض أحاديث النبي محمد.
وتضمن الاصدار كلمة صوتية لمن وصف قائد الجماعة، “الفاتح أبو محمد الجولاني” الذي توعد فيها بالجهاد ضد النظام السوري مشيراً إلى أنهم يمثلون جهاديين من “بلاد الشام”.
وندد الجولاني بمبادرات الجامعة العربية والحكومة التركية، وأكد رفض مبدأ الاستعانة بالدول الغربية في إسقاط النظام.
من المعروف أن المنتديات الجهادية، وخاصة المشهورة منها مثل: “شموخ الإسلام”، و”شبكة أنصار المجاهدين” باتت تعد مصدراً أساسياً للمعلومات عن المجموعات السلفية-الجهادية.
ويذكر أن التيار “السلفي-الجهادي”، لديه عدد من “المؤسسات الإعلامية” التي تنشط حسب موقعها الجغرافي.
تصمميات الاصدار تأتي على غرار اصدرات اخرى للتيار “السلفي-الجهادي”، ولكن لا يمكن البت في مدى صدقية هذا الاصدار المرئي.
“جهاديو سوريا”
تحولت سوريا عام 2003 إلى منطقة عبور للجهاديين للقيام بعمليات في العراق.
ويقول آرون زيلين الباحث في العلوم السياسية في جامعة برانديز الأميركية، والذي يدير مدونة “جهاديولوجي” المتخصصة في رصد المجموعات الجهادية المسلحة، إنه “لن يستغرب إن أعادت هذه الشبكات نشاطها في سوريا حالياً”.
وقد عرض اصدار “جبهة نصرة أهل الشام” بعض المجموعات المسلحة التابعة لـ “الجبهة” في عدة مناطق من سوريا شملت حماة ودير الزور وإدلب ودرعا.
وطالما اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية سوريا بغض الطرف عن حركة المتشددين نحو العراق آنذاك.
ورغم تلاقي مصالح هؤلاء والنظام السوري في تلك الحقبة الا أن القطيعة بين الطرفين عميقة.
وقد نشر “الجهاديون” آلاف الصفحات في التنظير لمواجهة ما يسمونه بـ “مواجهة النظام البعثي الكافر”، و”الطائفة النصيرية الحاكمة”، وهي التسمية التي يطلقها المتشددون على الطائفة العلوية.
أشهر من كتب في ذلك هو “أبو مصعب السوري”، والذي يعتقد أنه معتقل حالياً في سوريا، بعد تسليمه من السلطات الأمريكية التي قبضت عليه في كويتا في باكستان عام 2005. وانتشرت مؤخراً شائعات، لم تؤكد، عن اطلاق سراحه من قبل النظام.
سلمية أم مسلحة؟
الاصدار أظهر صوراً قال انها من مناطق مختلفة في سوريا
وقد عمد النظام السوري، منذ بدأ التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في مارس/ آذار الماضي، الإشارة إلى وجود مجموعات مسلحة بين أوساط المتظاهرين.
ويقول زيلين إن هذا الاصدار لا يجب أن يكون مفاجئاً “حيث بدأنا نلحظ بروز مجموعات إعلامية جهادية تربط نفسها بالحالتين المصرية والتونسية على وجه الخصوص”.
ويقول المحلل السياسي السوري أحمد الحاج علي لـ “بي بي سي” إن سوريا تشهد بالفعل حالياً “مقومات فكر، ومنهج، وأسلوب القاعدة، وبعض الخلايا من الخارج، وبعض الاستجابات من الداخل”.
إلا أن عبيدة النحاس عضو المجلس الوطني الانتقالي السوري المعارض يقول لـ “بي بي سي”: “نعتقد أن النظام هو من صنع مثل هذا الاصدار، فهو الذي أفرج مؤخراً عن عناصر القاعدة، بل وحتى نفذ تفجيرات مثل التي استهدفت مبنى المخابرات في كفر سوسة، وتفجيرات الميدان”.
ويضيف لم نشاهد خلال الشهور العشرة الماضية أي نشاط للقاعدة ولماذا الآن، ولم يسمع أحد باسم الجبهة من قبل.
ويرى النحاس أن النظام عبر مثل هذه النشاطات “يريد أن يرسل رسالة مفادها بأن هذا هو البديل عنه، والتخويف من “عراق جديد”.
أما الحاج علي فيعتبر هذه المجموعات أداة أميركية، وبالتالي لا يمكن أن يكون النظام يدعمها وهو “أمر غريب”.
البديل
وبينما تشير احصائيات الأمم المتحدة إلى سقوط نحو 5000 قتيل في موجة العنف المستمرة في سوريا منذ بدء التظاهرات، فإن تساؤلات تثار عما إذا كان خطاب القاعدة يقدم بديلاً للمحتجين في ظل غياب الافق السياسي، والحملات التي يتعرضون لها.
يرى النحاس أن “الجيش السوري الحر”، الذي يتشكل من مجموعات منشقة عن الجيش السوري، وعبر حمايته للمتظاهرين، بدأ يقدم هذا البديل بشكل واضح، وبالتالي لا مبرر لتبني إيديولوجية القاعدة.
ويضيف أن “سلمية الثورة” باتت ثقافة في سوريا، وليس مجرد خيار سياسي.
وبالمقابل يرى آرون زيلين، أنه من المهم الانتباه إن كانت هذه المجموعة “الجهادية”، أو غيرها في سوريا، ستربط نفسها بالقاعدة في العراق، أو ما يعرف بـ “دولة العراق الإسلامية”.
ويذكر أن الفاتح أبو محمد الجولاني قال في كلمته الصوتية، في الاصدار المرئي، إنه قدم إلى “أرض سوريا من إحدى الساحات الجهادية”، التي لم يسمها، مع مجموعة من رفاقه “بعد شهور من إندلاع الثورة نصرة لأهل الشام في ثورتهم ضد النظام”.
ماري كولفين : نعيش في هلع من حدوث مجزرة
ترجمة : فرمز حسين
التقرير الأخير الذي أرسلته الصحافية ماري كولفين الى الصندي تايمز البريطانية
ماري كولفين 1956-2012
صحافية أمريكية الولادة عملت لمدة 20 عاما في صحيفة صندي تايمز البريطانية حصلت على العديد من الجوائز غطت بتقاريرها الصحفية معظم المناطق التي نشبت فيها حروب: سيراليون,البلقان, الشيشان, تيمور الشرقية,الشرق الأوسط فقدت إحدى عينيها في كمين أثناء تغطيتها لأحداث الحرب الأهلية في سريلانكا. قتلت في مدينة حمص حي بابا عمرو جراء القصف على المدينة من قبل القوات السورية الحكومية .
نعيش في هلع من حدوث مجزرة
يسمى القبو بملجأ الأرامل, فيها تكدس النساء والأطفال جنبا إلى جنب مع بعض الأسرة المؤقتة وبعض الأمتعة مبعثرة هنا وهناك. يجلسون مقرفصين بقلوب مليئة بالخوف مسجونين في مدينة الرعب , حمص المدينة التي ترزح تحت قصف وحشي لارحمة فيه.
واحدة من هؤلاء الثلاثمائة شخص القابعين في معمل الخشب ,ذلك المكان الواقع في حي بابا عمرو هي: (نور) ذات العشرين سنة فقدت زوجها اثناء القصف بقذائف الهاون من قبل الجيش الحكومي.
كانت القذائف الصاروخية قد أصابت بيتنا ولذلك كنا 17 شخصا في غرفة واحدة, تقول نور بينما ابنتها ميمي 3 سنوات وابنها محمد 5 سنوات يتشبثون بأطراف عباءتها (الحجاب الكامل).
لم يكن لدينا شيئا من الطعام سوى الماء والسكر لمدة يومين بلياليها ,فخرج زوجي بحثا عن بعض الطعام لنا. كانت تلك هي المرة الأخيرة التي ترى فيها نور زوجها مزيد 30 عاما الذي كان يعمل في محل لصيانة الهواتف الخلوية. تقطع جسده إلى أشلاء من الشظايا. بالنسبة لنور كانت المأساة مزدوجة حيث قتل أخاها عدنان 27 سنة في نفس المكان مع مزيد.
الجميع في هذا الملجأ لهم قصص مماثلة من المعاناة والموت . اختاروا هذا القبو لأنه من الملاجئ القليلة في بابا عمرو. فرش الإسفنج ممددة بمحاذاة الجدران والأطفال لم يروا ضوء النهار منذ بداية الحصار في 4 شباط. أغلب العائلات هربوا من منازلهم بالملابس التي كانت على أجسادهم.
المواد الغذائية نفذت تقريبا من المدينة, كل ماتبقى هو الرز والشاي وبعض معلبات الكونسروة من السمك أحضرها أحد رجال الدين من مخلفات إحدى محلات السمانة التي تعرضت للقصف.
إحدى الأطفال الخدج التي ولدت الأسبوع الماضي , بدت على سماتها هلع شبيه بتلك التي على وجه والتها فاطمة ذي ال19 سنة .التي هربت من منزلها المكون من طابق واحد ,والتي تساوى مع الأرض من جراء القصف العشوائي. لقد نجونا بمعجزة تقول بنبرة خافتة. فاطمة مذعورة من هول الصدمة, لدرجة أنها لم تعد قادرة على أن ترضع طفلها, فالطفل يعيش فقط على الماء والسكر.
فاطمة ربما تكون أرملة وربما لا. زوجها يعمل راعيا وقد كان في الريف عندما بدا الحصار بحاجز عنيف من النيران. ومن حينها لم تسمع عنه أي خبر.
ملجأ الأرامل ذلك يعكس المآل والمصير الصعب ل28000 شخصا نساء أ,طفالا ,ورجالا يتشبثون بالحياة في بابا عمرو. الحي المؤلف من بيوتا إسمنتية منخفضة والمحاصر من جميع أطرافها من القوات العسكرية السورية.
الجيش يقصفهم بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون والدبابات. في الوقت الذي يتمركز القناصة على سطح بناء جامعة البعث وعلى الأسطح الأخرى العالية التي تحيط ب باب عمرو. طلقون النار على كل مدني يصبح في مرمى قناصتهم. في الأيام الأولى من الحصار سقط الكثير من الأهالي قتلى برصاصهم. الآن أصبحوا يعرفون مكان تواجد القناصة ,ويركضون من الأماكن التي قد يكونون فيها عرضة للقنص
ظاهرة في كل بناية, قذائف الدبابات قد اخترقت جدران الاسمنت المسلح ونفذت إلى داخلها. أو قذائف الهاون قد أحدثت فجوات كبيرة في الأجزاء العلوية من المنازل. في بعض الشوارع هناك العديد من البنايات التي هدمت تهديما كاملا. كل ما يستطيع المرء رؤيته هي قطع من الملابس المهترئة وبقايا موبيليا محطمة.
أنها مدينة البرد والجوع لايسمع فيها سوى صدى القنابل وطلقات البنادق , لايوجد هواتف , والكهرباء قد تم قطعها عن المدينة, القليل من المنازل لديها الوقود للمدافئ التي هم بأمس الحاجة إليها ,في واحدة من أشد الشتاءات بردا على الإطلاق.
الأمطار المتجمدة تملئ حفر الشوارع ,والثلج يدخل النافذة التي لم يعد عليها أي زجاج. لاتوجد محلات مفتوحة
العائلات تتقاسم مالديها مع الجيران والأقارب. الكثيرون من الذين قتلوا هم من الذين خرجوا للبحث عن الطعام لعائلاتهم. الجيش يحاول بكل مأوتي من وحشية أن يسحق المقاومة في حمص, حماة ,والمدن الأخرى التي انتفضت ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد. العائلة التي حكمت سورية لمدة 42 سنة.
في بابا عمرو هناك الجيش السوري الحر والذي يمثل المعارضة المسلحة. يحظى بتأييد شعبي شبه كامل بين السكان المدنيين. كما يعتبرهم السكان حماة لهم.
لكنها معركة غير متكافئة, دبابات الأسد والأسلحة الثقيلة في مواجهة الجيش السوري الحر, الذي يقاتل ببنادق الكلاشينكوف.
مايقارب 5000 جندي يتواجدون في أطراف باب عمرو. والجيش السوري الحر ينتظر الهجوم الأرضي . نخاف أن يترك الجيش السوري الحر المدينة تقول حميدة 43 سنة , التي تختبئ مع أطفالها وعائلة أختها في شقة مهجورة بعد أن تم قصف منزلها. سوف تحدث مجزرة.
السؤال الذي على ألسنة الجميع: لماذا تخلى العالم عنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عبد المجيد الذي ساعد الجرحى بالخروج من المنازل التي تعرضت للقصف , جاء بنداء وطلب بسيط: من فضلك اخبري
العالم بأن عليهم أن يساعدونا, قالها بأعين مترقبة. أوقفوا القصف رجاءا, أوقفوا إطلاق النار.
أهالي المدينة يعيشون في رعب حقيقي. تقريبا كل عائلة قد أصابها فاجعة فقدان أحد من أفرادها قتيلا أو جريحا.
خالد أبو صلاح , ناشط شارك في أوائل التظاهرات ضد الأسد في آذار العام الماضي , كان جالسا على الأرض في إحدى المكاتب بيد مكسورة وملفوفة بالضماد, وجروح الشظايا في قدميه و كتفيه. خالد طالب جامعي عمره 25 سنة, خاطر بحياته عندما قام بتصوير الفيديو عن المذابح والانتهاكات التي حدثت بأهالي باب عمرو.
أصيب خالد حين كان يساعد اثنين من الجرحى لنقلهم إلى عيادة مؤقتة ,التي يعمل فيها طبيب وطبيب أسنان, هو وثلاثة من رفاقه.عندما كنا نهم بالخروج سقطت قذيفة على المكان , أدت إلى مقتل رفاقي الثلاثة على الفور, والشخصين الآخرين أيضا.
أبو عمار 48 سنة سائق سيارة ,خرج في الصباح الباكر ليأتي ببعض الخبز الأسبوع الفائت, هو وزوجته وابنته بالتبني كانوا قد لجئوا إلى منزل شقيقتين مسنتين وذلك بعد أن تعرض بيتهم للقصف.
يقول: عندما رجعت كان البيت قد تحول إلى حطام . لم يتبقى منه الا جدار واحد لم يسقط. من بين الأنقاض ظهر شالا نسائيا احمر اللون وبعض علب كونسروة الخضار التي لم تتحطم لسبب ما!
دكتور علي, طبيب أسنان يمارس عمل الطبيب البشري قال: لقد وصلت إحدى هؤلاء النسوة إلى هنا ,أي المشفى الميداني وكانت قد فقدت قدميها الاثنتين , ولكنها فارقت الحياة.
علي بدأ بقص اللباس عن العريني على سرير العمليات ,في المشفى الميداني.الشظايا كانت قد قطعت أجزاء كبيرة من فخذ ه. نزف الدم الغزير عندما أخرج علي إحدى الشظايا بملقط معدني من تحت عينه اليسرى. حرك العريني رجليه ثم فارق الحياة على الطاولة.صهره الذي كان يرافقه أجهش بالبكاء. لقد كنا نلعب الورق (الشدة) عندما سقطت قذيفة على البيت, قالها وعيناه تغرق بالدموع. أخذوا العريني إلى مستودع مؤقت للجثث. في مكان كانت سابقا غرفة نوم. عاري الجسم موضوعا في كيس بلاستيكي عليه فقط الأحرف الأولى من اسمه.
لايوجد نهاية لهذا الوضع.
خالد أبو كمالي فارق الحياة قبل أن يلحق الطبيب بنزع ملابسه عنه. كان قد أصيب بشظية قنبلة .عندما كان في بيته. صلاح 26 سنة اخترق صدره قضيب من أثر القصف. لم يتوفر مادة تخدير لكنه بقي يتكلم بينما أدخل علي أنبوبا معدنيا في ظهره لكي يخفف من الضغط الناتج عن الدم المتراكم في صدره.
أم عمار 45 سنة أم لسبعة أطفال كانت موجودة للمساعدة بتضميد الجراح لقد قدمت بنفسها لكي تساعد في التمريض بعد أن تعرض منزل جيرانها للقصف, كانت تلبس في يديها قفازات بلاستيكية متسخة تبكي وتقول ماذا علي أن افعل ؟ أنا ملزمة بهذا الشئ لأن الشباب الذين يجلبونهم إلى هنا هم كلهم أبنائي.
أحمد محمد طبيب عسكري انشق عن قوات جيش الأسد, يقول مناديا : أين حقوق الإنسان ؟؟ هل يوجد ذلك؟؟
أين الأمم المتحدة؟؟؟
كان يوجد فقط سريرين للمعالجة في العيادة على إحداها كان احمد خالد مستلقيا قال بأنه قد أصيب عندما سقطت قنبلة على الجامع بينما كان يؤدي فريضة الصلاة. لقد اضطروا إلى استئصال الجزء الأيمن من خصيتيه باستعمال باراسيتامول فقط كمسكن للآلام, وأدان ادعاءات نظام الأسد بان الثوار هم من المتطرفين الإسلاميين!
. قال: نحن نناشد كل البشر الذين يؤمنون بالله مسلمين , مسيحيين ويهود أن يساعدونا….. إذا أراد الجرحى مغادرة بابا عمرو ,فيجب أن يتم حملهم وبعدئذ يمكن نقلهم بالدراجات النارية, والذين يحالفهم الحظ يتم تهريبهم إلى مكان اّمن. الجرحى الذين إصاباتهم بليغة لايمكن القيام بتهريبهم. مع أن السلطات السورية لاتسمح لأحد بالمغادرة الا أن البعض قد توفق بدفع الرشوة .
مريم 32 عاما المتزوجة حديثا قرروا أن يهربوا حين سمعوا بأن ثلاثة عائلات قد قتلوا وامرأة تم اغتصابها من قبل ميليشيات الشبيحة المعروفة بوحشيتها والتابعة لشقيق الأسد -ماهر- حيث أعطت مريم خاتم زواجها لأحد المسئولين لكي تتمكن الخروج من بابا عمرو. إذا اقتحم الجيش السوري الحكومي باب عمرو فلن يكون للجيش السوري الحر أية فرصة للصمود في مواجهة الدبابات. سوف يستبسلون في القتال على الرغم من عدم التكافؤ ,دفاعا عن أهلهم, فهم على دراية بوقوع مجزرة في حال الهزيمة
يقول: أبو سعيد 46 سنة ضابط برتبة رائد منشق عن الجيش الحكومي منذ 6 أشهر. يقول : لقد تم وضع عنصر من المخابرات في كل وحدة عسكرية . وهم من جهاز الأمن المخيف ,ولديهم الصلاحيات بإعدام كل من يرفض الانصياع الأوامر إطلاق النار أو يشك بتفكيرهم في الفرار. الوضع حتى الآن والى أمد غير معلوم يبدوا قاتما مميتا, فالجيش الحر ليس له أمل في النصر وذخيرتهم بدأت تنفذ.
الأمل الحقيقي الوحيد في النجاح للذين يقاومون الأسد هو أن يقوم المجتمع الدولي بمساعدتهم, مثل الناتو وما فعله ضد القذافي في ليبيا. حتى الآن لايبدو أن ذلك سيحدث في سورية. في الوقت التي تتذبذب فيها الدبلوماسية الدولية, يزداد اليأس في باب عمرو.
حميدة 30 عاما تختبئ مع أختها وأطفالهم ال13 في قبو , بعد أن سقط قذيفتين هاون على منزلهم . ثلاثة بنات صغار بين 16 شهرا وستة سنوات, ينامون على فرشة أسفنجية رقيقة ومتهرئة ممددة على الأرض. وثلاثة آخرون اشتركوا بفرشة أخرى .
أحمد ابن شقيقتها ذي ال16 ربيعا قتل من ضربة قذيفة صاروخية, عندما خرج بحثا عن بعض الخبز.
الأطفال يبكون طوال الوقت , وانأ أحس بأني عاجزة عن فعل أي شي, نحس بأننا متروكين لا أحد يهتم لحالنا.
لقد أعطوا بشار الضوء الأخضر لقتلنا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عن صيحفة داغنز نيهيتر السويدية 26 شباط 2012
farmaz_hussein@hotmail.com
stockholm-sham.blogspot.com
ترجمة: فرمز حسين
ستوكهولم
أنصار الأسد: من هم، ولماذا ؟
عمر عبدالرازق : بي بي سي
تدخل سوريا عامها الثاني من الأزمة فيما لا يزال السوريون مختلفون حول مستقبل بلادهم.
فإذا كان للرئيس السوري معارضون نسمع عنهم ونعرفهم منذ بداية الأزمة، فهل له أنصار يؤيدونه ؟ وكيف؟
قد تبدو الإجابة سهلة لكن كان على أن أبحث عن هؤلاء المؤيدين وأتحدث إليهم ضمن برنامج “تحقيق خاص” ، وأزور العاصمة وحلب واللاذقية، وكانت البداية من دمشق.
عندما وصلت إلى دمشق كنت اعتقد أنه سيتعين علي أن ارتدي السترة والخوذة الواقيتين بمجرد خروجي من المطار، خاب ظني، فالطريق بين مطار دمشق ووسط المدينة يبدو مفتوحا لا توجد عليه سوى نقطة أمنية واحدة.
بعد يوم واحد من الحصول على الموافقات الأمنية بدأت اتجول في دمشق، ما اعتقدت أنه غياب أمني في العاصمة تبدد في اليوم الأول من العمل، فقبل الشروع في التصوير في ساحة العباسيين، ظهر فجأة بعض الشبان في ثياب مدنية، وسألوني من أنت وماذا تفعل؟ ورددت السؤال بمثله، فأجابوا بانهم شبان وطنيون من اللجان الشعبية.
لجان شعبية أم “شبيحة”؟
يختلف المسمى حسب موقفك من النظام، فأنصار الرئيس من اللجان الشعبية هم عناصر أمنية أو مرتبطة بالامن ومعروفة له، تننشر في المناطق الحساسة والميادين، وكثيرا ما عجزت عن إدراك وجودهم.
في ساحة الجامع اليومي قبل صلاة الجمعة تحلقت حولي مجموعة مماثلة من الرجال من مختلف الاعمار، كان احدهم يتحدث لي بحماسة عن المؤامرة التي تحاك على سوريا، وعندما كنت أتحدث إلى رجل أكبر سنا، خاطب محدثي بعبارة تنم عن بساطة أو عدم إدراك لمهمته “يا سيادة العميد دول جماعة البي بي سي”.
كثيرون من المؤيدين أمام الجامع الأموي، شبان وفتيات، احتشدوا يهتفون الشعارات والأهازيج التي وضعت لمناسبة كهذه “نحنا رجالك يا بشار” أو تندد بالزعماء العرب الذين “خانوا بشار” ، لكنهم رفضوا إظهار وجوههم للكاميرا.
قالوا لى إنهم يتلقون تهديدات بالاستهداف من المعارضة التي تنشر صورهم على “الفيسبوك”، لم أعرف إذا كان ذلك حقيقيا أم لا، لكن بدا لي خوفهم حقيقي. حين سألتهم إذا كانوا من الشبيحة أثار السؤال غضبهم وقالوا إنهم “فدائيين”.
في حلب، عاصمة سوريا الصناعية، عرفت أن “الشبيحة” او اللجان الأمنية، ايا كان المسمى، هم من يتولون تفريق المظاهرات نيابة عن الأمن، وهم موجودون بكثافة في ساحة عبد الله الجابري.
سعيت للقاء أحدهم، وتم اللقاء في أحد مقار الشرطة.
في البداية أكد لي أنه يحمل شهادة جامعية في الاقتصاد، لكنه عاطل عن العمل، وعندما سألته عن انتمائه الحزبي قال نعم إنه بعثي، سألته عن علاقة مجموعته بالشرطة، قال “ليس لنا أي علاقة موثقة أو مباشرة بالأمن، نحن متطوعون غيورون نمول أنفسنا ذاتيا”.
الغريب أن هذا الحوار كان يتم في حضور ضابط في الشرطة وفي مكتبه.
لكن ذلك لا يعني أن كل المحتشدين في الساحات تأييدا لبشار الأسد هم من الشبيحة، اذ تبدو الصورة مختلفة في ساحة السبع بحرات، حيث يحتشد جيل عصري من المؤيدين يرقصون على موسيقى الراب التي وضعوا لها كلمات تشيد بالرئيس الأسد.
شبان وفتيات ارتدوا زي الجيش السوري، وهم يعتلون منصة نصبت أمام مبنى البنك المركزي، للغناء أو القاء الخطب، وآخرون يطوفون بسياراتهم رافعين العلم السوري وصور الرئيس.
ويقال إن الحشد كان أكبر عددا بكثير يوم الاستفتاء في السادس والعشرين من فبراير/شباط الماضي، حين امتلأت الساحة بالمؤيدين.
حرب إعلامية
ويلعب الإعلام السوري، الحكومي منه والخاص، دورا خاصا في حشد المؤيدين للرئيس الاسد، فقد طور الجهاز الإعلامي ما يسميه “هجوما مضادا” للتصدي “للحرب الإعلامية التي تشنها القنوات العربية والأجنبية” على سورية. قد تبدو في التعبيرات بعض المبالغة لكن هذا ما يحدث.
فقنوات مثل الدنيا، التي يملكها رجل أعمال مقرب من النظام، والإخبارية وهي قطاع حكومي مشترك، تقدم فقرات خاصة لتفنيد ما تسميه “التضليل الإعلامي”، تتعقب الأخبار التي تبثها القنوات الخارجية يوميا وتفندها في دأب لا يهدأ.
حددنا موعدا لزيارة تلفزيون الدنيا في مدينة المعارض على مشارف دمشق، وبعد عملية تفتيش أمنية واستجواب دقيق عن أهداف المقابلة، من قبل المسؤولين على القناة، اعتذروا لعدم وجود من يتحدث إلينا.
وتجمع شاشة الدنيا التي تقود الهجومي الإعلامي المضاد العصرية مع الترفيه، مذيعات ومذيعين، يقدمون لونا آخر من الحياة غير ما يسمع به السوريون من الإعلام الأجنبي.
وحين سألت أحد المسؤولين السابقين عن سياسة القناة عن السر في جرعة الترفيه في وقت يعاني فيه المواطنون الغلاء، قال “لن نتحدث عن الأزمة طوال الوقت فلابد أن نروح عن المشاهدين.”
في حلب
كثيرون كانوا يراهنون على انضمام حلب لحركة الاحتجاجات، لأن هناك اعتقادا بأن بقاء حلب ودمشق خارج المعارضة هو دليل على بقاء النظام.
ولكن الصورة في حلب تبدو متداخلة.
وحين سألت الدكتور محمود عكام مفتي حلب عن تأييد حلب للنظام السياسي، وهل لأن نخبتها السنية من المستفيدين؟ جاءت اجابته مطولة، لكنه قال إن حلب هي الأقل استفادة من النظام السياسي، وأن حلب “هي مدينة التجارب والإباء والقوة، ولا يستعصي عليها نظام، لكنها تدرس ما يحدث وتريد ان تخطو خطوة ناجعة لا بهدف الصراخ فقط”.
لكن المدينة التي اشتهرت بقدودها الحلبية وتنوعها الإثني والطائفي، تنام مبكرا، خاصة مع تواتر العنف من أطرافها وخارجها.
فقد سقط خمسة رجال أعمال قتلى عمليات اغتيال، ورجال الأعمال الذين كونوا ثرواتهم من الصناعة والتجارة هنا باتوا بين مطرقة النظام وسندان المعارضة، فهم مطالبون بإظهار ولائهم للجانبين وكأنهم يسيرون على حبل مشدود.
ويشتكي المهندس فارس الشهابي، رئيس غرفة صناعة حلب، من تلك الضغوط، ويقول إن رجال الأعمال – وهو في مقدمتهم – يتعرضون لحملة ترهيب واسعة “لأنهم يريدون من رجال الأعمال الهروب وإنهاء استثماراتهم وإقناع عمالهم بالتظاهر، لأنهم أرادوا أن تأتي الشرارة من حلب”.
فلماذا يؤيد رجال الأعمال في عاصمة سوريا الاقتصادية والصناعية الرئيس بشار الأسد؟
يقول الشهابي إنه شخصيا “ليس من المستفيدين من النظام، وأنه وضع على قائمة العقوبات الأوروبية رغم ذلك، لكنه ينحاز إلى الوطن، ومع الإصلاح عن طريق الحوار ولكن مع الحفاظ على هيبة الجيش وسلامة الدولة”.
لكن المؤكد أن العلاقة بين البازار ورجال الأعمال من جانب والحكم في الجانب الآخر، كانت من ضمانات استقرار النظام في سورية منذ وصول الرئيس الراحل إلى السلطة في عام 1970.
رغم ذلك ستسمع من يشمت همسا بنظام بشار الأسد لأنه ساعد في خلق دائرة جديدة من رجال الأعمال المحتكرين المستفيدين، في قطاعات التوكيلات والخدمات، وهو ما أضر بالتجار والصناعيين التقليديين، حسب رأي الشامتين.
وحين سألت أحد التجار في سوق الحميدية عن ولائهم للنظام السياسي قال لي بعفوية “لازم نتحمل منشان بلدنا، لكن ولاءنا الأول والأخير لليرة التي تدخل جيبنا، لا شأن لنا بالسياسة، فلن نكون وزراء ولا أمراء”.
الدين والنظام
ليس من الصعب إدراك الملمح الطائفي لما يحدث في سورية، فالأقليات الدينية بدأت تصطف وراء النظام خوفا من التيارات الإسلامية المتطرفة التي قد تفرزها الأزمة. وبينما يذكر المعارضون بالانتماء العلوي لعائلة الأسد، يؤكد مؤيدوه أن نظام الأسد ليس طائفيا وإنما علمانيا وقوميا.
ويمثل المسيحيون السوريون بمختلف طوائفهم حوالي 10 بالمئة من سكان سورية الذين يبلغ عددهم قرابة 24 مليون نسمة.
وحين سالت طالبة مسيحية في جامعة حلب عن مشاعرها تجاه ما يجري، لم تخف مخاوفها لكنها قالت “المشكلة انهم يعتقدون أن المسيحيين يؤيدون النظام بدافع الخوف، لكن الحقيقة أننا لا نؤيد ولا نعارض، نحن لم نكترث بالسياسة أبدا”.
لكن المطران يوحنا ابراهيم مطران حلب والموصل للسريان الأرثوذكس اجابني صراحة “نحن قلقون، ولدينا مخاوف حقيقية، لا نخاف المسلمين لأننا عشنا معهم 14 قرنا، لكننا نخاف أن يكون الآتي غير متفهم، وغير مستعد للحوار لأنه لا يعرف الآخر”.
ويرى المطران يوحنا أن حوارا غير مشروط بين كل من ينتمون لسورية هو المخرج الوحيد للأزمة، “حوار يضم الجميع وليس من ترضى عنهم الحكومة فقط،” على حد تعبيره.
وحين التقيت المطران لوقا الخوري في مقر بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في دمشق، بدأ الحديث بالحنين إلى القومية العربية، التي كان المسيحيون السوريون من أوائل من رفعوا رايتها.
وقال لي “هل يمكن أن تذكر اسم حزب او حركة سياسية لم يكن المسيحيون في صفوف زعمائه؟”
عندما يقارن المطران لوقا ما يجري الآن بذلك الماضي، لا ينفي مشاعر القلق، إذ يقول “لم نعرف في حياتنا شيئا كهذا، لم يقل لنا أباؤنا ولا أجدادنا أنه يمكن تقطيع شخص والتمثيل بجثته كما يجري، ورغم ذلك نحن لا نصطف مع النظام، نحن ننحاز للوطن وفقط، ولمن يخدمه ويخدم مصالحنا”.
قد تفاجئك نفس الردود التي تتلقاها من الزعماء الدينيين مهما اختلفت طوائفهم، هم يخشون من أن تدمر الأزمة الوطن السوري، وأن المسألة لم تعد قضية بقاء نظام أو رحليه في رأيهم.
في اللاذقية، توجهت إلى جبال الساحل السوري التي عاش فيها العلويون أو “النصيريون” متمتعين بما يشبه استقلالا.
ويقول العلويون إنه لا توجد لهم زعامة دينية، وإنهم يقدمون عروبتهم على كل شيء.
على مسافة ربع ساعة بالسيارة تقع قرية “مزار القطرية”، لن تخطئ رائحة البرتقال يتدلى من أشجاره على طول الطريق، هناك التقيت الأستاذ خليل الخطيب، أحد الوجوه البارزة في الطائفة.
وحين سألته عن تداعيات الأزمة، قال لي إنها “مؤامرة على سورية بسبب مواقفها الوطنية والعروبية” سألته، هل كانت الاحتجاجات المنادية بالديمقراطية مؤامرة؟ قال “كانت الجزء الأول من المؤامرة لاستدراج سورية، ثم دخلت الجامعة العربية ثم الأمم المتحدة على الخط لتدويل الأزمة في مراحلها التالية”.
فلماذا يؤيد العلويون بشار الأسد؟ قال الخطيب “لأنه الشخص الوحيد في هذه المرحلة الذي يحافظ على ثوابتنا الوطنية والعروبية، وأؤكد لك لو جاء باراك أوباما وجلس على كرسي حافظ الأسد وبشار الأسد، وتعهد بالحفاظ على ثوابتنا القومية والعروبية ودماء شهداءنا، لن يكون لنا اعتراض عليه على الإطلاق”.
من الصعب القول أن كل رجال الأعمال وكل الطوائف وكل الإعلاميين يؤيدون الرئيس بشار الأسد، لكن من يؤيدونه منهم يبدون مقتنعين بأنهم يدافعون عن وطن قد يتفكك وينزلق في حرب إهلية بفعل مؤامرة لو سقط النظام.