أحداث الخميس، 27 تشرين الأول 2011
حمد بن جاسم: لقاء الأسد «ايجابي وودي» واجتماع آخر الأحد
دمشق، عمان – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – استقبل الرئيس بشار الاسد امس وفد الجامعة العربية، برئاسة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري وعضوية وزراء خارجية عمان ومصر والسودان والجزائر والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
وافاد بيان رئاسي انه جرى في اللقاء «استعراض المبادرة العربية حول الأوضاع في سورية، ودار نقاش ودي وصريح حول ما يجري في سورية»، وتم الاتفاق على عقد اجتماع آخر بين اللجنة العربية والحكومة السورية» يوم الاحد المقبل.
وقال الشيخ حمد لـ»الحياة» ان اجواء لقاء اللجنة مع الاسد كانت «ايجابية وودية»، وجرى خلال اللقاء الاتفاق على عقد لقاء آخر بين اللجنة والجانب السوري يوم الاحد المقبل في دمشق او الدوحة على هامش اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية.
وعن الاجواء التي سادت المحادثات قال:»نحن سعداء في اللجنة العربية بلقائنا الرئيس الاسد. كان اللقاء طويلا وصريحا و(جرى) في جو ودي. تحدثنا في كل النقاط التي اتت في المبادرة العربية بكل ايجابية وبكل صراحة. ووجدنا حرصا من قبل الحكومة السورية للتوصل مع اللجنة العربية لحل لهذا الموضوع. لذلك اتفقنا على ان نواصل الاجتماع»، بعقد لقاء ثان مع الجانب السوري.
وتجنب وزير الخارجية القطري الخوض في تفاصيل ما جرى الاتفاق حوله، قائلا: «نريد الوصول الى نتائج. وكي نصل الى نتائج اتفقنا على ان يبقى هذا الموضوع طي الكتمان. وانشاء الله نتفق على حل عملي».
واوضح الشيخ حمد «ان هناك اموراً يريد الجانب السوري درسها اكثر، وطرح علينا افكارا نريد درسها. وهناك نقاط اتفق عليها بالخط العريض. وهناك نقاط طلب الجانب السوري ان يدرسها في مؤسساته السورية خلال يوم او يومين. ونحن كلجنة عربية نريد التشاور في ما بيننا ثم نجتمع مع الاخوة السوريين لنخرج بشيء ايجابي»، واضاف: «ما يهمنا وقف الاقتتال في سورية ووقف العنف والا نرى قتلى من اي طرف». وسئل عن ضحايا عناصر الجيش والامن والمدنيين، فاجاب ان «الارهاب منبوذ في اي دولة وفي اي مكان وفي اي زمان. نحن في ظل ازمة. وخلال الازمة قد يكون هناك اناس كثر يستغلون الازمة من اي طرف. المهم كيف نستطيع الا تكون هناك ضحايا من اي طرف في سورية. وان يوقف الاقتتال ويبقى العقل يتحدث ويبدأ الحوار بين الاشقاء السوريين بحيث يتوصلون الى نتائج تؤدي رغبات الشعب بالاصلاح، لان الاصلاح اليوم مطلوب لحل الازمة.
ولفت الى «ان هذه الفترة تحتاج الى اصلاح جذري وليس اصلاحا شكليا. والمهم ان يشعر المواطن ان هناك نية صادقة للتقدم باصلاحات. ليس وعودا بل تنفيذ هذه الاصلاحات».
ورافقت زيارة وفد اللجنة العربية امس موجة اضراب واسعة شملت معظم المدن السورية. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان الإضراب نفذ بشكل كامل في درعا وريفها وفي حيي القابون وبرزة في دمشق إضافة لريف دمشق وإدلب وريفها وبانياس وحماه وريفها وحمص وريفها وفي دير الزور وريفها وفي ريف حلب.
ونظم أبناء مدينة حمص إضرابا عاما احتجاجا على تصعيد الحملة العسكرية ضد المحتجين. وذكر سكان في المدينة إن موظفين شاركوا في الاضراب للمرة الاولى وإن عددا قليلا من متاجر بيع الطعام فتحت أبوابها. وأظهرت لقطات فيديو بثت على شبكة الانترنت محلات مغلقة على جانبي شارع رئيسي في منطقة الحولة الريفية المجاورة.
وفي درعا كان تأثير الاضراب أكبر وقال احد السكان ان الإغلاق كان تاماً والشوارع خالية وحتى محلات القصابين والصيدليات التي كانت مفتوحة اغلقت.
وعلى الصعيد الامني كان الابرز امس الهجوم الذي شنه منشقون عن الجيش على حافة عسكرية بقذيفة «ار بي جي»، في بلدة حمرة قرب حماة، ادت الى مقتل 11 عسكرياً بينهم عقيد. والهجوم هو الأخير في حملة تمرد مسلحة تسير بالتوازي مع الاحتجاجات في الشوارع. كما قتل 11 مدنياً بينهم طفلان في مواجهات في عدد من المناطق بين القوى الامنية ومحتجين.
الوفد العربي يؤكّد حرص الأسد على الحل
واجتماع آخر الأحد في سوريا أو في قطر
أبدى الوفد الوزاري العربي المكلف الوساطة بين القيادة السورية والمعارضة ارتياحه بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد، في ظل دعوة الى عصيان مدني اطلقها ناشطون وواجهها موالون للرئيس السوري بتظاهرة حاشدة تأييدا له.
وأفاد رئيس الوفد، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني في تصريح له اوردته الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “اللقاء مع الرئيس السوري كان صريحا ووديا… لمسنا حرص الحكومة السورية على العمل مع اللجنة العربية للتوصل الى حل”. واعلن ان اللجنة العربية والقيادة السورية ستواصلان “الاجتماع في الثلاثين من هذا الشهر في سوريا أو في قطر”.
وقال للصحافيين ان “المهم بالنسبة الينا الا يسقط ضحايا من اي جانب في سوريا… ان القتال يجب ان يتوقف وان الحوار يجب ان يبدأ بين الاخوة السوريين بحيث ان شاء الله يتفقون على نقاط تلبي مطالب الشعب السوري”.
واضاف انه “تم خلال اللقاء عرض المبادرة العربية حول الاوضاع في سوريا، ودار نقاش ودي وصريح حول ما يجري في البلاد، وهناك نقاط اتفق عليها واخرى تحتاج الى نقاش”.
وسئل عن هذه النقاط، فاجاب: “نحن نريد ان نصل الى نتائج ومن أجل ذلك اتفقنا على ان هذا الموضوع يبقى طي الكتمان الى ان نتفق او لا نتفق، وان شاء الله سنتفق على حل يكون عمليا انطلاقا من جدية اللقاء… واننا لا نريد الخروج ببيان شفاف لا يأتي بنتيجة لا تهم السوريين والعرب”. واوضح ان “هناك بعض النقاط اتفق عليها بالخط العريض، وهناك نقاط اخرى طلب الجانب السوري ان يدرسها في مؤسساته السورية خلال يوم أو يومين. ونحن ايضا كلجنة عربية نريد ان نتشاور في ما بيننا ونجتمع مع الاخوة في سوريا ونخرج بشيء واضح… “يهمنا وقف الاقتتال ووقف العنف والا نرى قتلى من اي طرف”.
وأكد أن “الارهاب منبوذ في أي دولة وفي أي مكان وأي زمان ولكن نحن الآن في ظل أزمة وخلال الازمة قد يكون هناك أناس كثيرون يستغلونها من أي طرف، والمهم عندنا كيف نستطيع بالحكمة وبالعقل أن نوقف الاقتتال وألا يكون هناك ضحايا من أي طرف في سوريا ويبدأ الحوار بين الاشقاء السوريين بعضهم مع البعض بحيث يتوصلون الى نتائج تلبي رغبات الشعب في الاصلاح”.
وشدد على أن “الاصلاح مطلوب اليوم لحل الازمة ليس في سوريا فقط… فهناك حراك جرى في دول عربية ويجري في دول عربية أخرى وقد يستمر هذا الحراك لأننا الآن في فترة نحتاج فيها الى أن نقوم باصلاح جذري وليس اصلاح شكلي… المهم ان يلمس المواطن في قطر وفي سوريا وفي أي مكان، أن هناك نية صادقة للتقدم باصلاحات وليس بوعود… وأن يكون هناك تنفيذ لهذه الاصلاحات. ولكن من المهم ايضا وقف العنف من أي مصدر ووقف القتال ووقف المظاهر المسلحة”.
وتتألف اللجنة الوزارية العربية من الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزراء خارجية عمان يوسف بن علوي والجزائر مراد مدلسي، والسوداني علي أحمد كرتي، والمصري محمد كامل عمر ونائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي.
السفير الاميركي
* في واشنطن، توقعت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان يعود السفير الاميركي لدى سوريا روبرت فورد الى دمشق في غضون شهر، بعدما كان غادرها الاحد الماضي اثر ما وصفته الوزارة بـ”تهديدات جدية” له.
وقالت انها تتوقع ان تتوقف الحكومة السورية عن هجماتها على فورد عبر وسائل الاعلام التي ترعاها الدولة. وأضافت ان السفير “اشترى ديكا روميا لطاقم السفارة في مناسبة عيد الشكر… لذلك توقعاتنا أن يعود قبل عيد الشكر” الذي يصادف أواخر تشرين الثاني.
صورة
الرئيس السوري بشار الاسد مجتمعا مع الوفد الوزاري العربي برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في دمشق أمس. (سانا)
(أ ب ، ي ب أ)
تظاهرة تأييد حاشدة في ساحة الأمويين … وإضراب واسع في بقية المدن
دمشق تحتوي المبادرة العربية: أسئلة ما بعد التفاهم على تقييم الأزمة
مؤيدون للأسد خلال تظاهرة دعم في دمشق أمس
(أ ف ب)
زياد حيدر
بضعة أيام للتفكير، قبل الاجتماع المقبل، الأحد، الذي سيبحث بعمق أكبر سبل حل الأزمة السورية من قبل وزراء الخارجية العرب، بعد أن حصل لقاء كسر الجليد، وبناء أسس الثقة المفقودة سابقا، خصوصا بعد اجتماع المجلس الوزاري الأخير والذي وصل الى حد طلب تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية من قبل بعض الدول العربية.
وقد حرصت قطر، وفقا لما علمته «السفير» على تقوية فرصها في هذه الثقة، حيث أبدى رئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني «حرارة» في لقائه المسؤولين السوريين، ورد الجانب الآخر بإبداء إيجابية في التعامل مع اللجنة التي ترأسها قطر. ويذهب بعض الدبلوماسيين في دمشق إلى القول إنها «تحركها أيضا».
وقد أكد الوفد العربي منذ لحظة دخوله على لسان رئيس الوفد القطري أن الوفد «حريص على استقرار سوريا» ويبغي مساعدة دمشق في التوصل إلى حل، حيث اتفق الجانبان على دراسة بعض جوانب المبادرة العربية، وفقا لمعلومات «السفير» وتم التطرق خلال الاجتماع الذي دام ساعتين ونصف الساعة إلى هذه المبادرة وبنودها، ولا سيما الرئيسية، ولكن من دون تفصيلات، وحصل نقاش عام حول هذه البنود التي اتفق الطرفان على إبقائها بعيدة عن الإعلام.
ووفقا لمصادر «السفير» فإن كلا الجانبين حرص على استثمار مزيد من الوقت في دراسة وجهة نظر الطرف الآخر. وفيما استمع الوفد العربي إلى التقييم السوري لأوجه الأزمة الحالية طلب الجانب السوري وقتا للإجابة على بعض متطلبات الوفد العربي، ولا سيما تلك التي تحتاج إلى مؤسسات ومتخصصين.
وجرى الاتفاق على أن يكون موعد الاجتماع الجديد لبحث «الأزمة السورية» في دمشق او على هامش اجتماع لجنة المبادرة العربية الاحد المقبل في الدوحة. وكان واضحا أن أجواء اللقاء كانت أفضل مما هو متوقع، إذ حرصت وكالة الأنباء السورية (سانا) والتلفزيون السوري على نشر صور يظهر فيها الطرفان في حالة ارتياح، وفي جو تميزه الابتسامات على الوجوه.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد استقبل عند الثالثة بعد ظهر أمس وفد اللجنة الوزارية برئاسة الشيخ حمد. وتم خلال اللقاء استعراض المبادرة العربية حول الأوضاع في سوريا، وفق ما ذكرت «سانا». ودار «نقاش ودي وصريح حول ما يجري في البلاد، وتم الاتفاق على أن يكون هناك اجتماع بين اللجنة الوزارية العربية والحكومة السورية بتاريخ 30 الحالي لمواصلة التداول في ما تم بحثه اليوم (أمس)».
وتتألف اللجنة الوزارية التي حضرت اللقاء من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ونائبه احمد بن حلي ووزراء خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي والجزائر مراد مدلسي والسودان علي أحمد كرتي ومصر محمد كامل عمرو. كما حضر اللقاء من الجانب السوري وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ومندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد والوفد المرافق للجنة الوزارية. وذكرت «سانا» أن اللقاء الذي دام أكثر من ساعتين سادته «أجواء من الإيجابية».
من جهته، قال الشيخ حمد إن لقاء اللجنة الوزارية مع الأسد كان صريحاً وودياً، مشيرا إلى بحث «النقاط التي تضمنتها المبادرة العربية بصراحة»، ووجدنا حرصا على التوصل الى حل مع اللجنة العربية من الحكومة السورية».
وأضاف أنه «جرى الاتفاق على اللقاء في 30 الحالي»، لافتا إلى أن «الاجتماع بين اللجنة العربية والحكومة السورية يمكن ان يعقد في دمشق أو على هامش مؤتمر لجنة مبادرة السلام في الدوحة»، مشيرا إلى أن ثمة «نقاطا اتفق عليها بكل أمانة، ونقاطا أخرى تحتاج إلى دراسة من قبل الطرفين، ونحن نريد الوصول إلى نتائج، ونريد لهذا الموضوع أن يبقى في طي الكتمان إلى أن يتم الاتفاق عليها إن شاء الله، كما أننا لا نريد الخروج ببيان شفاف لا يأتي بنتيجة لا تهم السوريين ولا تهم العرب».
وتابع «هناك أمور يريد الجانب السوري دراستها أكثر، ولكن هناك نقاطا اتفق عليها بالخط العريض وأخرى طلب الجانب السوري أن ينظر فيها خلال هذين اليومين، وكلجنة عربية نريد الاجتماع في ما بيننا للتشاور». ورأى أن الهدف الأساسي هو «وقف العنف والاقتتال».
ورداً على سؤال حول الأعمال «الإرهابية» التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق السوريين، قال الشيخ حمد «الإرهاب منبوذ في أي زمان ومكان، وفي ظل أزمة يكون هناك ناس كثر تستغل الأزمة من أي طرف، المهم ألا يكون هناك ضحايا من أي طرف في سوريا». ودعا «إلى أن يبدأ الحوار بين السوريين مع بعض، بحيث نتوصل لنتائج تحقق رغبات الشعب في الإصلاح». وأضاف «كما تعلمون هناك حراك جرى في بعض الدول العربية، ويجري في دول عربية أخرى، نحن في فترة نحتاج لإجراء إصلاح جذري وليس شكليا بحيث يحس المواطن في قطر وفي سوريا أن هناك نية صادقة للتقدم بإصلاحات والتنفيذ وليس وعودا، ولكن المهم وقف العنف والاقتتال من أي طرف ووقف المظاهر المسلحة».
تركيا وفرنسا
وأكد (أ ف ب، أ ب، رويترز) رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون في مقابلة مع قناة «الجزيرة» ان «على المجتمع الدولي إيجاد صيغ تحمي الشعب السوري بعد ثمانية اشهر من القتل المنظم والمنهجي». وأضاف «ان حماية الشعوب التي تتعرض لجرائم ضد الانسانية واجب على المجتمع الدولي. تبدأ بإرسال مراقبين دوليين على الارض يحول دون استعمال القوة». وطالب العرب بمناسبة زيارة الوفد الوزاري «ان يقولوا لهذا النظام الذي يدمر استقرار المنطقة كفى». وتابع «نراهن على الموقف العربي حتى نتجنب احتمالات التدخل الخارجي».
من جهتها، اعتبرت تركيا على لسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو في عمان ان ما يحصل في سوريا «أليم جدا»، مؤكدا ضرورة وقف العمليات «غير الانسانية» ضد المدنيين. وأضاف اوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة، «نحن سعينا بكل ما بوسعنا لحل هذه المشاكل لكن الحكومة السورية، لم تستجب لمطالبنا وما زالت مستمرة في استخدام اساليب قاسية ضد مواطنيها». (تفاصيل صفحة 13)
وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه «سينتهي هذا الامر بسقوط النظام. أوشك هذا المصير ان يكون حتميا». وأضاف للاذاعة الفرنسية «سينتهي هذا بسقوط النظام ولا يمكن تفادي هذا تقريبا لكن للأسف قد يستغرق وقتا لأن الوضع معقد لوجود خطر نشوب حرب أهلية بين فصائل سورية إذ إن الدول العربية المجاورة لا تريد منا أن نتدخل». وقال انه في حين ان معظم الدول العربية تعارض اتخاذ اجراء ضد سوريا، فإن تركيا تقترب من الموقف الغربي وبدأت ممارسة ضغوط على الحكومة السورية لوقف الحملة.
وفي واشنطن، عبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند عن املها بعودة السفير الاميركي لدى سوريا روبرت فورد الى دمشق خلال شهر، وذلك بعد ايام من استدعائه «خوفا على حياته». وقالت «لقد اشترى ديك عيد الشكر من اجل اعضاء السفارة. وهكذا يبدو انه سيعود قبل عيد الشكر» أواخر تشرين الثاني المقبل.
واعتبر برلمانيون اميركيون في رسالة الى المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان «على مجلس الامن الدولي ان يكلف المحكمة الجنائية الدولية النظر في اعمال العنف التي ترتكب في سوريا ضد معارضي النظام».
وجاء في الرسالة التي وضعها السناتور ريتشارد دوربن، الرجل الثاني في الاغلبية الديموقراطية ووقعها اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيون بن كاردن وروبرت ميننديز وبرباره بوكسر، «من المهم ان يتطرق مجلس الامن الى الشكوك ذات الصدقية حول الجريمة ضد الانسانية التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الاسد امام المحكمة الجنائية الدولية». وطالبوا بمزيد من الضغوط الاميركية على النظام السوري، وأضافوا «نكتب كي نعبر عن قلقنا المتزايد حيال الوضع في سوريا حيث يتواصل عنف الحكومة ضد المتظاهرين المسالمين ويتكثف».
تظاهرة داعمة للأسد
وتزامنت زيارة الوفد العربي مع خروج مئات الآلاف من السوريين إلى وسط دمشق في مسيرة مؤيدة للأسد. وتجمع المتظاهرون في ساحة الأمويين والشوارع المحيطة بها وسط دمشق، معلنين رفضهم لما سموه التدخل الخارجي في الشأن السوري، وأعربوا عن تأييدهم «للخطوات الإصلاحية» التي سبق أن أعلنتها الحكومة السورية.
وحمل المشاركون في مسيرة ساحة الأمويين أعلام سوريا وروسيا والصين و«حزب الله» ولافتات داعمة للأسد. ورددوا شعارات مؤيدة، كما وصل المشاركون خمسة أعلام ضخمة «تمثل شجرة عائلة الشعب السوري» من جهات الساحة الأربع توسطتها صورة الأسد، وكتبت عليها أسماء مواطنين ومواطنات شاركوا في التجمع. وهتف المشاركون «الشعب يريد بشار الأسد». كما خرجت مسيرة مماثلة في محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد شارك فيها الآلاف.
وذكرت «لجان التنسيق المحلية» المعارضة أن «الإضراب الذي دعت اليه نفذ بشكل كامل في درعا وريفها وفي حيي القابون وبرزة في دمشق إضافة لريف دمشق وإدلب وريفها وبانياس وحماه وريفها وحمص وريفها وفي دير الزور وريفها وفي ريف حلب». وقال احد سكان درعا لوكالة «فرانس برس» ان الاجهزة الامنية عمدت الى تكسير المحال المغلقة في المدينة «كما قابلت الاجهزة الامنية العديد من التظاهرات المناهضة للنظام بالعنف حيث اطلقت النار لتفريق تظاهرة حاشدة خرجت في ساحة الجامع الكبير بمدينة معرة النعمان وعلى تظاهرة خرجت في بلدة حمورية».
ميدانيات
وذكرت مواقع إلكترونية سورية أن اشتباكات بين القوى الأمنية ومسلحين جرت في مدينة سراقب في ريف إدلب، وذلك بعد أن قام مسلحون بهجوم على أحد حواجز الجيش في المنطقة. وأشار موقع «شوكوماكو» المقرب من السلطات الى أن مسلحين اغتالوا مواطنا، كما «استشهد الرقيب دانيال سلطاني من رجال شرطة حفظ النظام في سجن إدلب المركزي، حيث استهدفه مسلحون بإطلاق النار عليه أثناء تواجده قرب محطة وقود الشقيفة قرب ناحية سرمين.
وذكر الموقع أنه «في ناحية إحسم في جبل الزاوية استطاعت قوى حفظ النظام إزالة حواجز نصبها المسلحون الذين منعوا الأطفال من الذهاب لمدارسهم، حيث تم فتح الطرق وعادت الحياة إلى طبيعتها وعاد الأطفال لمدارسهم». وقتل 3 من عمال شركة الوليد للغزل بحمص وجرح آخرون في هجوم «مجموعة إرهابية مسلحة» على باص يقل عمال الشركة عند دوار الفاخورة بالقرب من جامع رياض الصالحين. كما «أصيب عاملان من فرع شركة الخطوط الحديدية بحمص. وهاجمت مجموعتان مسلحتان مدرستي هشام عباس والخنساء بالمدينة وكسرتا الأثاث الموجود فيهما».
كما اغتيل، وفقا لمواقع إلكترونية، أحد نشطاء ما يعرف بـ«الجيش الالكتروني السوري» الذي يشن حملات إلكترونية مؤيدة للنظام في دمشق، وذلك بعد أن كان اختطف منذ ثلاثة أيام.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان «قتل 16 مدنيا، بينهم طفلتان في حمص، حيث قتل ثلاثة عمال من شركة الغزل إثر إطلاق رصاص من قبل مسلحين مجهولين على حافلة كانت تقلهم، وقتل ثمانية آخرون برصاص الامن والقصف بالرشاشات الثقيلة في عدد من احياء حمص». وأشار الى «مقتل طفل في دوما (ريف دمشق) ورجل في البوكمال ومواطن في الرستن (ريف حمص) واثنان في سراقب التابعة لريف ادلب».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «اطلق مسلحون قذيفة آر بي جي على حافلة كانت تقل عناصر من الجيش في قرية الحمرات الواقعة على طريق حماه ـ السلمية ما اسفر عن مقتل 9 عسكريين، بينهم ضابط».
سورية: مقتل 27 شخصا بينهم 11 عسكريا
والوفد العربي يعرب عن ارتياحه بعد اجتماعه بالاسد ودعوات للعصيان المدني
دمشق ـ نيقوسيا ـ وكالات: قتل في سورية الاربعاء 27 شخصا هم 14 مدنيا وطفلان اثناء عمليات عسكرية وامنية شنتها السلطات و11 عسكريا بينهم عقيد اثر اطلاق مسلحين يعتقد انهم ‘منشقون’ قذيفة ار بي جي على حافلة كانت تقلهم وسط البلاد، في الوقت الذي دعت فيه المعارضة السورية المواطنين الى العصيان المدني.
واكد رئيس الوفد الوزاري العربي، رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني في تصريح صحافي بثته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان ‘اللقاء مع الرئيس السوري كان صريحا ووديا’، مضيفا ان اللجنة العربية والقيادة السورية ستواصلان ‘الاجتماع في الثلاثين من هذا الشهر’.
وتابع ‘لمسنا حرص الحكومة السورية على العمل مع اللجنة العربية للتوصل الى حل’، بحسب الوكالة.
ووصل الوفد الوزاري العربي برئاسة قطر بعد ظهر الاربعاء الى دمشق قادما من الدوحة لبدء وساطة بين النظام السوري والمعارضة، كما اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لوكالة فرانس برس.
وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في 16 الجاري في بيان صدر في ختام اجتماع طارىء عقدوه في القاهرة الى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و’اطراف المعارضة بجميع اطيافها خلال 15 يوما’، الا ان سورية تحفظت عن هذا البيان.
وحددوا مهمة اللجنة على انها ‘الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة اعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية واطراف المعارضة لتنفيذ الاصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري’.
ودعت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ في بيان لها امس جامعة الدول العربية لمطالبة الحكومة السورية السماح بارسال مراقبين مستقلين على أرض الواقع للوقوف على سلوك الأجهزة الأمنية.
وقالت المنظمة ان ‘مثل هذه المراقبة ستكون خطوة ضرورية لانهاء العنف في سورية واستعادة مناخ الثقة’.
ودوليا، طلبت ايران على لسان وزير خارجيتها علي اكبر صالحي منح الرئيس السوري فرصة لتنفيذ وعوده بالاصلاح، متهما في الوقت ذاته مجموعات ‘مدعومة من الخارج’ بتعكير الاوضاع في هذا البلد الحليف لايران.
من جهتها، اعتبرت تركيا على لسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو الاربعاء في عمان ان ما يحصل في سورية ‘أليم جدا’، مؤكدا ضرورة وقف العمليات ‘غير الانسانية’ ضد المدنيين.
واضاف اوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة ‘نحن سعينا بكل ما بوسعنا لحل هذه المشاكل لكن الحكومة السورية، لم تستجب لمطالبنا وما زالت مستمرة في استخدام اساليب قاسية ضد مواطنيها’.
وميدانيا، قتل 16 مدنيا، 14 مدنيا بينهم طفلتان في حمص حيث قتل ثلاثة عمال من شركة الغزل اثر اطلاق رصاص من قبل مسلحين مجهولين على حافلة كانت تقلهم وثمانية اخرون برصاص الامن والقصف بالرشاشات الثقيلة في عدد من احياء حمص، بحسب المرصد.
وفي حمص، اضاف المرصد ‘اصيب اكثر من 17 شخصا بجراح بعضهم اصابته حرجة بحي البياضة نتيجة القصف بالرشاشات الثقيلة كما نتج عنه تهدم جزئي لبعض المنازل كما هز انفجار حي كرم الزيتون’.
ولفت الى ‘اطلاق قذائف ار بي جي على حي دير بعلبة واطلاق نار كثيف في حي الدبلان وحي الغوطة’ في حمص.
واشار المرصد الى قصف عشوائي تقوم به قوات الامن لترهيب المواطنين في شوارع مدينة معرة النعمان (شمال غرب) .
وفي ريف درعا (جنوب)، ذكر المرصد ‘اصيب سبعة اشخاص بجراح اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن في مدينة الصنمين’.
وفي هذا الوقت دعت المعارضة السورية في بيانات على الشبكات الاجتماعية الى اضراب عام الاربعاء بمناسبة زيارة الوفد العربي مؤكدة انها لن ترضى بأقل من تنحي الرئيس السوري. وجاء في بيانها ‘لن نرضى بأقل من تنحي بشار الأسد ومحاكمته’، مضيفا ‘أيها العرب لا توغلوا أيديكم في دمائنا أكثر’.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان ‘الإضراب نفذ بشكل كامل اليوم (امس) في درعا وريفها وفي حيي القابون وبرزة في دمشق إضافة لريف دمشق وإدلب وريفها وبانياس (غرب) وحماة (وسط) وريفها وحمص وريفها وفي دير الزور وريفها وفي ريف حلب (شمال)’.
وافاد احد سكان درعا لوكالة فرانس برس ان الاجهزة الامنية عمدت الى تكسير المحال المغلقة في المدينة.
كما قابلت الاجهزة الامنية العديد من المظاهرات المناهضة للنظام السوري بالعنف حيث اطلقت النار لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت في ساحة الجامع الكبير بمدينة معرة النعمان (شمال غرب) يشارك فيها الطلاب الذين رفضوا الذهاب لمدارسهم وعلى مظاهرة خرجت في بلدة حمورية (ريف دمشق)، بحسب المرصد.
من جهتها، اشارت اللجان الى مظاهرات خرجت في حي الصابونية في حماة (وسط) وفي حي كفرسوسة في دمشق.
وبالتزامن تجمع عشرات الاف السوريين الاربعاء في ساحة الامويين وسط العاصمة السورية للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الاسد ردا على الضغوطات التي يواجهها النظام السوري وعلى زيارة الوفد الوزاري العربي لها امس.
3 قتلى برصاص الأمن السوري ووفد عربي يلتقي الأسد مجددا الأحد
نيقوسيا: ذكر ناشطون ان ثلاثة اشخاص بينهم فتى (15 عاما) قتلوا برصاص رجال الامن بينهم اثنان في محافظة حمص وفتى من مدينة تابعة لريف درعا (جنوب)، التي انطلقت منها شرارة الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “مواطنا قتل برصاص قناصة في مدينة تلكلخ” التابعة لريف حمص (وسط).
وفي حمص، اضاف المرصد “استشهد مواطن في حي دير بعلبة خلال اطلاق رصاص مستمر” مشيرا الى “سماع صوت اطلاق رصاص في حي بابا عمرو” الواقع في هذه المدينة التي يطلق عليها الناشطون لقب “عاصمة الثورة السورية”.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان “استشهد الطفل أمجد العيسم اثر اصابته بطلق ناري اثناء حملة مداهمة واعتقالات عشوائية شنتها اجهزة الامن ترافقت باطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف في مدينة داعل (ريف درعا)”.
واكد الخبر المرصد السوري لحقوق الانسان مشيرا الى اصابة ثلاثة اشخاص بجراح خلال العملية التي جرت في هذه المدينة مضيفا ان “الحملة اسفرت عن اعتقال 23 شخصا”.
ولفت المرصد الى ان مدينة داعل “شهدت مساء امس مظاهرة حاشدة ضمت نحو 5000 متظاهر للمطالبة باسقاط النظام حيث سمع بعد المظاهرة اطلاق رصاص كثيف استمر لمدة ساعة”.
وفي ريف دمشق، ذكرت اللجان ان “الجيش والأمن يقتحم مناطق الغوطة الشرقية كفربطنا وسقبا وحمورية وجسرين” مشيرين الى “تفتيش دقيق للسيارات والمارة وتدقيق الهويات على قوائم مطلوبين”.
واضافت ان “المنطقة شبه مغلقة وحركة الدخول والخروج صعبة جدا”.
ياتي ذلك غداة مقتل 27 شخصا في سوريا هم 14 مدنيا وطفلان اثناء عمليات عسكرية وامنية شنتها السلطات و11 عسكريا بينهم عقيد اثر اطلاق مسلحين يعتقد انهم “منشقون” قذيفة ار بي جي على حافلة كانت تقلهم وسط البلاد.
وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها سقط خلالها اكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلا على الاقل منذ 15 اذار/مارس بحسب الامم المتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع “حرب اهلية”.
ويتهم النظام السوري “عصابات ارهابية مسلحة” بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد
الوفد الوزاري العربي يجتمع مع الأسد مجددا الأحد
من جهة ثانية أعلن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم، رئيس الوفد الوزاري العربي الزائر لسوريا، أن الوفد الذي التقى أمس الرئيس السوري بشار الأسد سيعقد لقاءا ثانيا معه يوم الأحد المقبل.
لكن معارضين سوريين انتقدوا لقاءات الوفد العربي، الذي يضم وزراء خارجية قطر ومصر والسودان والجزائر وسلطنة عمان، لأنها إقتصرت على السلطات السورية، دون مشاركة أي من أطراف المعارضة.
وعقد الرئيس السوري بشار الاسد اجتماعا في دمشق الأربعاء مع اللجنة الوزارية العربية التي تضم وزراء خارجية قطر ومصر وسلطنة عمان والجزائر والسودان.
وتقتصر لقاءات اللجنة في دمشق على الرئيس السوري دون أي من اطراف المعارضة.
ووصف رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اللقاء مع الاسد بالصريح والودي، وقال ان اجتماعا ثانيا مع الرئيس السوري سيجري في الـ30 من الشهر الجاري مشيرا الى انه لمس حرص الحكومة السورية على العمل مع اللجنة العربية للتوصل الى حل للازمة السورية.
وكان وزراء الخارجية العرب قد دعوا في 16 أكتوبر/ تشرين الثاني الجاري إلى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و”اطراف المعارضة بجميع اطيافها خلال 15 يوما”.إلا أن سورية تحفظت عن هذا البيان
وتتضمن مهمة اللجنة الوزارية “الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة اعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية واطراف المعارضة لتنفيذ الاصلاحات”.
تحذيرات من حرب أهلية وشيكة بعد انتشار السلاح بأيدي الطوائف السورية
سحب سفير أميركا من دمشق يؤشر على دعم انقلاب أو عمل عسكري
صبري حسنين
يرى خبراء سياسيون ومعارضون سوريون أن هناك مجموعة من الدلالات لسحب السفير الأميركي من دمشق، وأوضحوا لـ”إيلاف” أن أبرز تلك الدلالات هي: التحضير لعمل عسكري ضد نظام بشار الأسد، لاسيما في ظل نجاح التدخل العسكري في ليبيا، أو اندلاع حرب أهلية واسعة تكون الطوائف المكونة للمجتمع السوري والمنشقون عن الجيش والشبيحة وقودها، أو دعم إنقلاب عسكري ضد نظام عائلة الأسد.
متظاهرون يشنقون تمثالاً للرئيس الأسد
تتسارع وتتصاعد وتيرة الأحداث في سوريا منذ اندلاع الثورة ضد نظام حكم الرئيس بشار الأسد في منتصف شهر مارس الماضي، لاسيما مع تصاعد حدة قمع النظام للمحتجين السلميين باستخدام شتى أنواع الأسلحة الثقيلة أو الخفيفة، واغتيال المعارضين. وارتكاب مجازر وأعمال قتل وتعذيب بشعة رصدتها ووثقتها منظمات حقوق الإنسان السورية والدولية وعلى رأسها منظمتا العفو الدولية وهيومان رايتش ووتش.
إلا أن المجتمع الدولي منقسم بشأن اتخاذ إجراءات حاسمة ضد النظام الحاكم، بسبب مساندة روسيا والصين له، فيما تتخذ الولايات المتحدة موقفاً متشدداً منه، يتصاعد رويداً رويداً، حتى انتهى إلى سحب سفيرها من دمشق، لأسباب قيل إنها أمنية، حيث أمنه الشخصي صار معرّضاً للخطر، وقيل إنه استدعاء للتشاور. لكنه إجراء في عالم السياسة له مؤشرات خطيرة.
تفسيرات عدة
ووفقاً للدكتور محمد عبد السلام الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية فإن هذا الإجراء له عدة تفسيرات أو دلالات سياسية، منها التفسير الإستخباراتي والذي تم الإعلان عنه، أي أن الأمن الشخصي للسفير وكبار أعضاء السفارة صار في خطر، وهذا يستلزم سحب السفير والإكتفاء بصغار الموظفين لتسيير أعمال السفارة. وهذا التفسير أو التقييم له دلالة خطيرة وهو أن الحالة الأمنية في سوريا صارت حرجة، وأن الوضع مرشح للمزيد من التدهور وفقاً لتقديرات الإستخبارات الأميركية.
العمل عسكري غير مستبعد
وقال عبد السلام لـ”إيلاف” إن المعلومات الإستخباراتية الأميركية ربما تخشى من ردود فعل عنيفة ضد سفيرها في دمشق، لاسيما بعد تصاعد حملات التحريض الإعلام ضده، على أثر القيام بعدة جولات ميدانية في المناطق التي تشهد إحتجاجات.
مشيراً إلى أن هناك تفسيرا سياسيا آخر للسحب السفير يؤشر على أن واشنطن غاضبة جداً من طريقة تعامل النظام السوري مع الإحتجاجات المندلعة ضده منذ منتصف مارس الماضي، ويعتبر إجراء سحب السفير من الإجراءات الإحتجاجية في عالم الدبلوماسية الخطيرة، بما يعني أنها لا تتحمل أية تبعات أخلاقية لما يجري بشأن انتهاكات حقوق الإنسان هناك، لاسيما أن هناك العديد من التقارير الخاصة بمنظمات حقوقية تتحدث عن جرائم ضد الإنسانية يرتكبها النظام السوري.
ويستطرد عبد السلام في قراءة دلالات سحب السفير الأميركي من دمشق، قائلاً إن هذا الإجراء يعني في النهاية انتهاء الإتصالات السياسية المباشرة بين واشنطن ودمشق، وأن العلاقات الأميركية السورية وصلت إلى نقطة اللاعودة. متوقعاً اتخاذ الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سلسلة جديدة من الإجراءات الأعنف، قد يكون من ضمنها التحضير لعمل عسكري. وهذا سيناريو غير مستبعد.
الصبر الأميركي حيال بشار نفد
وحسب وجهة نظر السفير السابق محمد موسى، فإن الأوضاع في سورية صارت خطيرة، في الوقت الذي لا يبدي النظام الحاكم أية إستجابة أو ليونة ممكنة للسيطرة عليها، حيث يستمرّ في التصعيد العسكري والأمني ضد المحتجين السلميين بشكل غير مقبول من المجتمعين العربي والدولي، وقال مرسي لـ”إيلاف” إن إجراء سحب السفير الأميركي من سوريا يدل على أن صبر أميركا حيال النظام السوري قد نفد، ولم تعد هناك فائدة من مواصلة التعاون معه سياسياً.
لافتاً إلى أن هذا الإجراء يشير أيضاً إلى أن “طبخة ما تعدّ في الغرف المغلقة”، ولا يمكن قراءة هذا الإجراء بمعزل عن طلب أميركا من رعاياها مغادرة سوريا، أو التحذير الصادر من السفير الأميركي والأمم المتحدة بشأن احتمالات حرب أهلية وشيكة في سوريا، لاسيما في ظل تسليح العديد من الطوائف نفسها أو عن طريق النظام نفسه الذي يرى أن إشعال الحرب الأهلية سيضمن له البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة.
ولم يستبعد موسى اتخاذ إجراءات عسكرية ضد سوريا، لاسيما بعد نجاح التدخل العسكري من قبل الناتو في ليبيا، بموافقة من جامعة الدول العربية التي بدا واضحاً أن صبرها بدأ ينفد حيال بشار الأسد أيضاً، وظهر ذلك في تصعيد لغة الإنتقاد ضده من قبل دول مثل قطر والسعودية، وهما دولتان تتمتعان بنفوذ واضح في الجامعة في المرحلة الراهنة.
الثورة السلمية وصلت لطريق مسدود
لكن كيف تنظر المعارضة السورية لهذا الإجراء؟ وتأتي الإجابة على لسان المعارض السوري في القاهرة أحمد رياض غنام، الذي يقول لـ”إيلاف” إن خروج السفير الأميركي من دمشق يؤكد أن الأوضاع في سوريا خطيرة جداً، وأن الثورة السلمية وصلت إلى طريق مسدود، مشيراً إلى أن الشعب السوري وأميركا والمجتمع الدولي باتوا يدركون أن السوريين لن يستمروا طويلاً في تقديم المزيد من الشهداء والجرحى مجاناً، وأن الثورة السلمية وصلت إلى نقطة صار معها حمل السلاح أو التدخل العسكري أمراً لا مفر منه، لإسقاط النظام القمعي الوحشي، الذي يستمر في سفك دماء المتظاهرين السلميين في كل دقيقة، بل كل ثانية.
وأضاف غنام أن الإجراء الأميركي الجديد له ثلاث دلالات: الأول أن واشنطن لم تر أنه لا فائدة من الحوار مع النظام السوري، وأنه بدأ العد التنازلي بشأن اتخاذ إجراءات عسكرية ضده، تساهم في حقن دماء السوريين العزل الذين يسفك هذا النظام دماءهم، لاسيما أن التدخل العسكري في ليبيا أثمر عن إسقاط نظام القذافي وأبنائه، ويبدو أن هذا السيناريو غير بعيد عن الدراسة في أروقة السياسة الأميركية والغربية. لكن غنام شخصياً يستبعد أن تكون عمليات للناتو تلوح في الأفق.
حرب أهلية وشيكة
وأوضح غنام أن الدلالة الثانية تتمثل في أن هناك مؤشرات قوية لدى الإدارة الأميركية على أن حرباً أهلية وشيكة تلوح في الأفق، مشيراً إلى أن جميع معطيات تلك الحرب متوفرة، ومنها انشقاق العديد من قادة الجيش والآلاف من الجنود الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن المتظاهرين السلميين وقيادات المعارضة في الداخل، وكوّنوا الجيش السوري الحرّ، وهؤلاء يحملون السلاح ولديهن خبرة كبيرة بالعمل العسكري. وتابع غنام سرد معطيات الحرب الأهلية، قائلاً: انتشرت حمى التسلح بين العديد من الطوائف، كما أن النظام السوري نشر السلاح بأيدي الشبيحة بكثرة، مؤكداً أن كل هذا يؤشر على أن النظام يسعى إلى إشعال الحرب الأهلية بين السوريين ليضمن لنفسه الإستمرار في الحكم حتى ولو على أنقاض سوريا وعلى جثث السوريين.
إنقلاب عسكري
ونوه غنام بأن هناك سيناريو غير مستبعد أيضاً، وهو سيناريو الإنقلاب العسكري، تقوم به قيادات في الجيش من المنتمين للطائفة العلوية، مشيراً إلى أن هذا السيناريو هو الأقرب للواقع، وسوف يكون قليل الكلفة للمجتمع الدولي، وسيحقن دماء السوريين، متوقعاً أن تنتهي أو تنتصر الثورة السورية بهذا الشكل.
الأسد يلتقي وفد الجامعة العربية.. والشيخ حمد: اتفقنا على التعاون وزيادة الاتصالات
المجلس الوطني السوري: الجامعة تساوي بين الضحية والجلاد.. وأوغلو: ما يحصل في سوريا «أليم جدا»
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: صلاح جمعة دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
بينما تتصاعد عمليات قتل المحتجين السوريين، إلى وتيرة كبيرة، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الوفد الوزاري العربي الذي وصل إلى دمشق أمس، بنية التمهيد لبدء وساطة بين النظام السوري والمعارضة في ظل دعوة إلى عصيان مدني أطلقها ناشطون وواجهها موالون للرئيس السوري بمسيرة تأييد له.
وقتل في سوريا أمس 22 شخصا هم 9 مدنيين وطفلان أثناء عمليات عسكرية وأمنية شنتها السلطات و11 عسكريا بينهم عقيد إثر إطلاق مسلحين يعتقد أنهم «منشقون» قذيفة «آر بي جي» على حافلة كانت تقلهم وسط البلاد.
وأكد رئيس الوفد رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في تصريح صحافي بثته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «اللقاء مع الرئيس السوري كان صريحا ووديا»، مضيفا أن اللجنة العربية والقيادة السورية ستواصلان «الاجتماع في الثلاثين من هذا الشهر». وتابع «لمسنا حرص الحكومة السورية على العمل مع اللجنة العربية للتوصل إلى حل»، بحسب الوكالة.
واعتبر المجلس الوطني السوري المعارض أن الجامعة العربية تساوي بين الضحية والجلاد، فيما أعرب الناشط السوري محمد مأمون الحمصي في القاهرة عن اعتقاده بأن وقف سفك دماء السوريين وسحب قوات الجيش من شوارع سوريا يمثل التحدي الحقيقي والأكبر أمام اللجنة المعنية بالملف السوري.
وكان مجلس جامعة الدول العربية قد قرر، في اجتماع طارئ له على مستوى وزراء الخارجية قبل 10 أيام، تشكيل لجنة وزارية برئاسة دولة قطر وعضوية كل من مصر وسلطنة عمان والجزائر والسودان والأمين العام للجامعة العربية لإجراء اتصالات مع القيادة السورية بهدف إطلاق حوار وطني بين الحكومة والمعارضة السورية خلال 15 يوما لوضع حد للأزمة الدائرة في سوريا منذ ما يقرب من 7 أشهر.
وأعرب الحمصي في تصريح له أمس عن أمله أن يكون للجنة موقف حاسم في الأزمة، قائلا «إننا الآن أمام منعطف خطير بعد أن مضى نحو 8 أشهر من عمر الثورة السورية، سقط خلالها آلاف القتلى والجرحى إلى جانب آلاف المعتقلين». وحول كيفية الخروج من الأزمة الحالية، قال الحمصي إن الشعب السوري يستطيع بالتعاون مع الشرفاء في الأمة العربية أن يجد مخارج لأزمته.
وتنظم الجالية السورية اعتصاما مفتوحا أمام مقر جامعة الدول العربية منذ 16 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وأوضح الحمصي أن الاعتصام سيبقى مفتوحا حتى يتم التوصل إلى حل بما أن مجلس الجامعة العربية أعلن أنه في حال انعقاد دائم لبحث الوضع في سوريا.
ومنذ الصباح الباكر من أمس أغلقت الكثير من المحال التجارية المنتشرة في مدن سورية مختلفة كالبوكمال وحوران وحرستا وإدلب وسراقب وكفر عميم، وكذا الحال في دير بعلبة التابعة لحمص، وجاءت الدعوة للإضراب بالتزامن مع زيارة وفد الجامعة العربية أمس إلى سوريا.
واعتبر المجلس الوطني السوري أن المبادرة العربية تساوي بين الضحية والجلاد وفق بيان له أمس. وأضاف المجلس أن المبادرة العربية تعطي مهلة أخرى للنظام السوري لسفك المزيد من الدماء وارتكاب المزيد من القمع بحق المواطنين السوريين، محملا الجامعة العربية مسؤولية أمن الشعب السوري.
ودعت منظمة هيومان رايتس ووتش في بيان لها أمس جامعة الدول العربية لمطالبة الحكومة السورية بالسماح بإرسال مراقبين مستقلين على أرض الواقع للوقوف على سلوك الأجهزة الأمنية. وقالت المنظمة إن «مثل هذه المراقبة ستكون خطوة ضرورية لإنهاء العنف في سوريا واستعادة مناخ الثقة».
من جهتها، اعتبرت تركيا على لسان وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو أمس في عمان أن ما يحصل في سوريا «أليم جدا»، مؤكدا ضرورة وقف العمليات «غير الإنسانية» ضد المدنيين. وأضاف أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة «نحن سعينا بكل ما بوسعنا لحل هذه المشاكل لكن الحكومة السورية لم تستجب لمطالبنا وما زالت مستمرة في استخدام أساليب قاسية ضد مواطنيها».
الإضراب العام يشل مدنا سورية.. وناشطون يعتبرونه استراتيجية جديدة لإسقاط النظام
الغضبان لـ«الشرق الأوسط»: هناك توجه عام ليصار لإضرابات أسبوعية.. ومقتل 22 بينهم 11 مدنيا في مظاهرات احتجاجية
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
شل إضراب عام معظم المحافظات السورية، دعا إليه نشطاء الداخل والأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، بينما التزام آلاف السوريين به، فأغلقت المحال التجارية، وخلت الشوارع من المارة، وأظهر أكثر من فيديو تم تحميله عبر الـ«يوتيوب» وصفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر الـ«فيس بوك» – التزام معظم المدن السورية الرئيسية بالإضراب من حمص إلى ريف دمشق وحلب وريف حماه، جبلة، إدلب، حوران، حرستا، معرة النعمان، دوما وغيرها، تحت عنوان «الإضراب استراتيجيتنا الجديدة لإسقاط النظام».
وبينما خرج العشرات في البوكمال لتشييع جاسم الخليفة الذي سقط أول من أمس، سارت أكثر من مظاهرة طلابية في دير الزور ودرعا – طريق السد. وكشف عضو المجلس الوطني المعارض السوري نجيب الغضبان أن هناك «توجها عاما ليصار لإضرابات أسبوعية»، مشددا على أن «المقررات في هذا الإطار تخضع لتعاطي النظام مع ناشطي الداخل ومجريات وتطور الأمور على أرض الواقع».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، أوضح الغضبان أن «فكرة اللجوء للإضراب خرجت من رحم الداخل السوري، واعتمدها المجلس الوطني بعدما أثبتت نجاحها في درعا ومناطق أخرى»، وأضاف: «وجدنا أنه حان الوقت للارتقاء بإطار تحركاتنا السلمية باتجاه التصعيد من التظاهر إلى الإضراب، خاصة أن للإضراب مفاعيل مباشرة على الوضع الاقتصادي للنظام الذي يشكل نقطة ضعف أساسية لديه، كما أن الالتزام به (أي بالإضراب) لا يعرض حياة الناشطين للخطر، ويخفف من التكلفة في ما يخص عدد الشهداء والجرحى».
وعن إمكانية الانتقال لمرحلة العصيان المدني، قال الغضبان: «الخطوات اللاحقة يحددها الحراك بالداخل واستعداد النشطاء للقيام بخطوة بهذا الحجم. التنسيق بين المجلس الوطني والتنسيقيات بالداخل قائم وبأفضل حالاته، خاصة أن التنسيقيات الأساسية ممثلة بالمجلس الوطني وجزء من عملية صنع القرار».
ولفت الغضبان إلى أن «التطورات الإقليمية المتسارعة من سقوط عميد طغاة العرب القذافي إلى الانتخابات التونسية، كلها تؤكد أن الربيع العربي يسير بالاتجاه الصحيح، وبالتالي هو سينعكس إيجابا على الحراك السوري». وأضاف: «الخط العام في سوريا يسير وبنجاح باتجاه الهدف الأساسي بإسقاط النظام».
بدوره، أكد ناشط حقوقي في الداخل السوري لـ«الشرق الأوسط» أن «معظم المناطق السورية التزمت بالإضراب، وخاصة مناطق ريف دمشق»، لافتا إلى أن «الكرنفال الذي أراده النظام في ساحة الأمويين لاستقبال وفد جامعة الدول العربية شكل حافزا للمترددين، للبقاء في منازلهم والتضامن مع الناشطين السوريين بدعوتهم للإضراب».
في هذا الوقت، نشطت عملية التصويت لتسمية يوم الجمعة المقبل على «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» وقد حازت تسمية «جمعة جا دورك» على أكبر عدد من الأصوات في مقابل تسميات «جمعة أحفاد المختار»، «استغاثة الأبرياء»، «نخوة الشعوب العربية» وغيرها.
وقد طالب عدد كبير من الناشطين خلال النقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوجوب «إسقاط شعار سلمية الثورة وتسليح الناشطين للدفاع عن أنفسهم بالحد الأدنى». وقال أحد الناشطين عبر الـ«فيس بوك»: «نريد السلاح، نريد أن نموت ونحن نقاوم وبكرامة». بدورها، شددت إحدى الناشطات على «وجوب إعلان العصيان المدني وبأسرع وقت ممكن قبل الامتثال للدعوة لتسليح الثورة.
إلى ذلك، أفادت مصادر سورية معارضة بأن 11 شخصا قتلوا، بينهم طفلان، كما قتل 11 عسكريا بينهم ضابط، في اشتباكات جرت أمس. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن «مسلحين أطلق قذيفة آر بي جي على حافلة كانت تقل عناصر من الجيش في قرية الحمرات الواقعة على طريق حماه – السلمية (وسط)، مما أسفر عن مقتل 9 عسكريين بينهم ضابط». وذكرت مصادر أخرى أن القتلى من العسكريين وصل إلى 11. وفي ريف إدلب (شمال غرب) ذكر المرصد أن «مواطنا قتل في مدينة سراقب وأصيب ثلاثة بجروح إثر إطلاق الرصاص من حاجز عسكري جنوب المدينة بشكل عشوائي». وأشار المرصد إلى إصابة «خمسة أشخاص بجروح، أحدهم إصابته حرجة إثر إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت في ساحة الجامع الكبير بمدينة معرة النعمان، يشارك فيها الطلاب الذين رفضوا الذهاب لمدارسهم». كما أصيب «ثلاثة أشخاص بجراح، أحدهم بحالة حرجة إثر إطلاق الرصاص من قبل قوات أمنية وعسكرية تمركزت على سطح البريد في بلدة كفرومة»، بحسب المرصد.
وفي شرق البلاد، ذكر المرصد أن «رجلا قتل برصاص قوات الأمن في مدينة البوكمال». وفي حمص (وسط) تابع عبد الرحمن «أسفر إطلاق نار عشوائي من قبل رجال الأمن أثناء عملية مداهمة في حي كرم الزيتون عن مقتل شخص». وأضاف «قتلت طفلة وأصيب أفراد أسرتها بجراح إثر سقوط قذيفة على منزلهم في حي البياضة، وقتل مواطن بإطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في حي باب الدريب».
كما أشار إلى مقتل «مواطن في شارع الستين برصاص قناصة من الشبيحة» (عناصر مدنية موالية للنظام). وتابع «وأصيب أكثر من 17 شخصا بجراح، بعضهم إصابته حرجة بحي البياضة نتيجة القصف بالرشاشات الثقيلة، كما نتج عنه تهدم جزئي لبعض المنازل، كما هز انفجار حي كرم الزيتون».
وفي ريف حمص، أقدم رجال الأمن على «إطلاق النار من حاجز أمني في قرية الغاصبية قرب مدينة الرستن، مما أسفر عن مقتل مدني». وفي ريف درعا (جنوب)، ذكر المرصد «أصيب سبعة أشخاص بجراح إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن في مدينة الصنمين».
وفي ريف دمشق، قال المرصد «استشهد طفل متأثرا بجراح أصيب بها الظهر (أمس) إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن خلال مداهمات في مدينة دوما».
قيادة المستوطنات في الجولان تستغل أوضاع سوريا لجلب مئات المستوطنين الجدد
يعرضون الأراضي السورية مجانا لمن يلتزم ببناء بيت عليها
جريدة الشرق الاوسط
أطلقت قيادة المستوطنات اليهودية في هضبة الجولان السورية المحتلة أمس حملة مذهلة لتشجيع المواطنين اليهود على القدوم للاستيطان، وذلك بتوفير أرض مجانية لكل من يقبل التعهد ببناء بيت عليها والسكنى فيه. وبالإضافة إلى الأرض، تعرض المستوطنات اقتراحات عمل وقروض سهلة لبناء البيت أو إقامة مصلحة تجارية أو صناعية.
ويقول منظم هذه الحملة، عميحاي ألبا، وهو نفسه كان قد وصل للسكنى في الجولان فقط قبل سنتين ونصف السنة، إن «المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة من الجنون في منطقة المركز، حيث الأسعار خيالية والناس يعانون. ونحن نوفر لهم حلا نموذجيا لا مثيل له في أي مكان آخر. فالعيش عندنا أرخص بما لا يقاس، وأفضل صحيا ونفسيا. نحن هنا في جنة عدن. ونوفر لكل عائلة أرضا تستطيع بناء فيللا عصرية فسيحة عليها، مع منظر خلاب ساحر وحديقة وجيرة حسنة تتسم بالعلاقات الحميمة بين الناس».
ويقول يسرائيل بن هاروش، مدير مركز المعلومات في مجلس مستوطنات الجولان، إن المشروع الجديد يندرج في سلسلة مشاريع لتشجيع الاستيطان في الجولان، بدأت قبل 7 سنوات وأدت إلى ارتفاع نسبة السكان 60%، حيث أضيفت 1600 عائلة جديدة إليهم.
ويقول إيلي مالكا، رئيس مجلس المستوطنات، إن «الحياة في الجولان هادئة كما في سويسرا. مستوى التعليم ممتاز وكل الخدمات متوفرة والحياة قروية عصرية في قلب الطبيعة. وكل من يريد العيش في أجواء ساحرة كهذه، يترك تل أبيب وصخبها ولا يجد أفضل من السكنى لدينا».
والأرض التي تعرض لإغراء المستوطنين الجدد، تعتبر ثمينة جدا ويتراوح سعرها الرسمي ما بين 180 ألفا و280 ألف دولار. وهي تعرض مجانا. ويضاف إليها قروض سهلة لتمويل بناء البيت ومساعدة لبيع البيت القديم في مركز البلاد ومساعدة في إيجاد عمل. ويقول بن هاروش إن عدد قطع الأرض التي عرضت في بداية الحملة بلغ 200 قطعة ممتدة من جنوب الجولان وحتى شماله. وبعد أن نفدت جميعها، أضيفت 150 قطعة أخرى، ولكن.. «في حال نفدت هذه الكمية أيضا، فإننا سنعرض المزيد من القطع».
وعندما سئل بن هاروش وألبا عن رأيهم في مستقبل الجولان، فهو أرض سورية محتلة وفي حال التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا سيضطرون إلى إعادته لأصحابه، رد كل منهما على السؤال بسؤال باستخفاف: «من يفكر في سوريا بالجولان اليوم؟ الأسد؟ إنه مشغول بشيء آخر حاليا». الجدير ذكره أن هضبة الجولان السورية تضم حاليا نحو 41 ألف نسمة، بينهم 21 ألف عربي سوري. ويبلغ عدد المستوطنين اليهود فيها 19800 مستوطن، 7 آلاف منهم يعيشون في مدينة «كتسرين» الاستيطانية والباقون يعيشون في 32 مستوطنة.
عشائر سوريا بدأت بالتململ.. وشيوخها يقمعون الشباب بالقوة
يشكلون أكثر من 60% من السكان.. وولاؤهم سر بقاء النظام
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: سوسن الأبطح
«نار تخبو تحت رماد في المناطق السورية الشمالية الشرقية، لا بل ومختلف المحافظات ذات الطابع العشائري التي لا تزال هادئة، ولم تنخرط في الثورة. فمن محافظة دير الزور والحسكة شرقا مرورا بالرقة وصولا إلى حلب، لا انتفاضة بالمعنى الحقيقي للكلمة؛ وإن خرجت بعض المظاهرات هنا وهناك كما حصل في دير الزور، فإنها سرعان ما تخبو»، هذا ما يؤكده شباب من عشائر سورية كبيرة ووازنة لجأوا مؤخرا إلى لبنان. هذا لا يعني أن العشائر غير معنية بالثورة، لكن النظام السوري لا يزال يمسك بزمام الأمور في هذه المناطق بسبب تحالفه المتين مع رؤساء العشائر الذين يمارسون ضغطا كبيرا بفعل نفوذهم على أبناء عشائرهم، ويردعونهم عن أي تحرك. ويشرح لـ«الشرق الأوسط» شباب سوريون من أبناء هذه العشائر: «إن الوضع بات متوترا بين الشباب المعارضين الراغبين في الالتحاق بالثورة وشيوخ عشائرهم الذين يؤيدون النظام، مما يتسبب في خلافات شديدة داخل العشيرة الواحدة». عبد الرحمن عدوان ترك الحسكة هربا، بعد أن عرف عنه نشاطه المعارض، وهو من عشيرة كبيرة في سوريا لها امتداد واسع في الأردن وصولا إلى منطقة الخليج العربي. ويؤكد عدوان أن «النظام أفلح إلى الآن في تحييد العشائر التي تشكل نسبة أكثر من 60 في المائة من سكان سوريا بسبب المغريات والرشى التي يقدمها النظام لشيوخ هذه العشائر». ويشرح عدوان أن «المبالغ التي دفعت لهم مع بداية الثورة تبدأ من 150 ألف دولار لتصل إلى 250 ألفا للشيخ الواحد، وقد تزيد، وكل يقدر المبلغ الذي يدفع له بحسب حجم عشيرته، فثمة عشائر تبلغ ما يقارب مليوني شخص، مثل عشيرة البقارة الموجودة بشكل أساسي في حلب، وهناك عشائر لا تبلغ أكثر من آلاف قليلة». «المبالغ قليلة»، يضيف عدوان، «لكن الحقيقة أن هذه المناطق التي تعتبر من أغنى المحافظات السورية على الإطلاق وفيها البترول والخصب الزراعي، تعمد النظام أن يفقرها ويجهلها ليسهل عليه حكم أهلها. وهو ما نجح فيه بشكل واضح».
العشائر العربية الموجودة بشكل أساسي في المناطق الشرقية أو ما يعرف بالجزيرة، استمالها تقليديا النظام، للإمساك بالوضع هناك، وللوقوف في وجه أكراد سوريا بحكم وجودهم الجغرافي معهم، من جهة أخرى. وقد لعبت القبائل العربية دورا حاسما ضد الأكراد عندما ثاروا عام 2004. ويقول كادار بيري، أحد مؤسسي «حركة حرية كردستان» والناطق الرسمي باسمها، لـ«الشرق الأوسط»: «إن النظام سلح شيوخ العشائر، ورشاهم بالعطايا والخدمات منذ عام 2004 ليقفوا في وجه الانتفاضة الكردية، وها هو يستخدمهم الآن، ليردعوا أفراد عشيرتهم نفسها، ويقمعوهم كي لا يشاركوا في الثورة». ويقول بيري: «إن رشوة شيوخ العشائر ليست بالأمر الجديد، وأنا أتحدث عن منطقتي وما رأيته بأم عيني. فشيوخ عشائر طي، تمت مكافأتهم عام 2004 بأن أصبح الشيخ محمد الفارسي عضوا في مجلس الشعب، وقدمت له كهدية سيارة (مرسيدس 500) كان يتباهى بها في المنطقة، تحمل رقما يعود إلى القصر الرئاسي. هذه الرشى لشيوخ القبائل لا تزال هي السياسة التي يتبعها النظام، ولهذا استطاع حتى هذه اللحظة تحييد عدد كبير من السوريين العرب بسبب إلزام شيوخ عشائرهم لهم، بعدم المشاركة في الثورة». ويضيف بيري: «عدد شباب العشائر الذين يتمردون يتزايد، ويشارك بعض من هرب منهم إلى لبنان في المظاهرات التي ننظمها أمام السفارة السورية في بيروت، وهؤلاء يتحدثون عن تململ كبير، مما يفرضه الشيوخ على باقي أفراد العشيرة».
عبد الرحمن عدوان يقول: «لا تزال القيم والتقاليد العشائرية مما يتوجب احترامه، وهو ما يلعب على أوتاره النظام. فشيخ العشيرة مسموع الكلمة، وقيمته المعنوية كبيرة، وبالتالي فإن موقفه من السلطة الحاكمة يقيدنا بشكل كبير، والآباء باتوا يضغطون على أولادهم، ولو عن غير اقتناع، كي يلتزموا بما يقوله الكبار، لذلك فإن تحركات شباب العشائر، تبقى في غالبيتها سرية وغير معلنة».
يرى عدوان أن هذا الواقع لا يدفع فقط الشباب إلى التمرد على كبارهم «وهو ما ليس من شيمنا»، لكنه أيضا بات يتسبب في اشتباكات بين أفراد القبيلة الواحدة؛ ففي دير الزور قتل 12 شخصا منذ نحو الشهرين، لأن هناك بينهم من يؤيد النظام وآخرون يتظاهرون ويثورون. «لقد حول النظام السوري شيوخ العشائر والمتحلقين حولهم إلى (شبيحة) مسلحين يستقوون على أفراد عشيرتهم، ويفرضون عليهم بالقوة ما لا يستطيعونه بسلطتهم التقليدية».
وضع يزداد صعوبة، ويشعر شباب العشائر بشيء من المرارة، وهو ما يدفع بالعديد منهم إلى الحديث عن رغبتهم في التسلح. وهم يقولون: «إن السلاح موجود، لكنه بيد من تحالف مع السلطة ويؤدي لها الخدمات».
درعا العشائرية حتى النخاع هي الاستثناء. والانفجار الدموي الذي شهدته، ما كان ليحدث لولا الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها مسؤول الأمن السياسي عاطف نجيب، والتي مست كرامة العشائر وأخرجتهم عن طورهم. يشرح لنا شباب من هناك أنه عندما تم اعتقال الأطفال، وصادف أنهم من قبائل مختلفة، زار وفد له وزنه ووجاهته عاطف نجيب ليحل معه المشكلة. وكنوع من الالتزام على الطريقة العربية، وضع أحد هؤلاء عقاله على الطاولة. فما كان من نجيب إلا أن طلب من أحد أعوانه وضع عقال الرجل الذي له قيمته في قبيلته، في سلة المهلات، وبادر الوفد بكلمات نابية. هذا الاستهتار بالقيم القبائلية، وسوء معاملة الوجهاء، هو الذي أشعل مجزرة في درعا. ودون هذه الحادثة لربما كان ينطبق اليوم على درعا ما نراه في القامشلي والحسكة وحلب. ففي حلب نحو 7 ملايين نسمة، هؤلاء لا يشاركون في الثورة بسبب مصالحهم التجارية من ناحية، ولكن بسبب الوضع القبلي بشكل خاص.
شباب العشائر المعارضون مقتنعون أن النظام له سلطته ونفوذه على المناطق الساحلية، أما المناطق الداخلية فاعتماده فيها على ولاء العشائر، وبما أن هؤلاء باتوا ممسوكين فقط بكلمة رئيس العشيرة، هم حوله، فإن الرهان الحقيقي، اليوم، هو على إقناع هؤلاء الشيوخ بأن النظام لن يدوم لهم، وعليهم أن يغيروا مواقفهم، قبل فوات الأوان. كادار بيري يرى أن الأمر سيتغير بشكل تلقائي، مع ازدياد الحصار على النظام، ويقول: «عندما تشح الموارد، ولا تكون هناك أموال لرشوة شيوخ العشائر والقبائل فإن هؤلاء لن يبقوا على مواقفهم الحالية». ويضيف بيري: «ليس أمامنا سوى الاستمرار في الثورة، والوقت كفيل بتغيير الأمور وقلب المعادلة».
يتحدث الشباب عن سطوة شيوخهم على أنها السر الذي يوقف النظام على قدميه إلى اليوم، رغم الضربات التي يتلقاها. فهؤلاء مسؤولون حاليا عن تأمين أكثر من نصف سوريا دون أن يحمل الأمن هذا العبء الثقيل. وتشكل العشائر بهذا المعنى حزاما واقيا للسلطة، بحكم امتدادها ووجودها على طول الحدود التركية شمالا والعراقية شرقا مع سوريا. ويتساءل الشبان ماذا لو غير نخب عشيرة البقارة التي تضم مليوني نسمة موقفهم، أو وجهاء عشيرة الفواعرة التي هي من كبريات قبائل حمص؟ وماذا لو كان لشيوخ عشيرة العقيدات التي تضم مليون شخص على الأقل، وتعد من أشرس العشائر، موقف مناهض للنظام. المعادلة ستتغير كليا لصالح الثوار، يؤكد هؤلاء الشبان، لكن من يمكنه إقناع شيوخ العشائر أن النظام باق اليوم بفضلهم، وبمقدورهم أن يتخلوا عنه دون خوف.
بعد اكتظاظ السجون.. ملاعب ومدارس ومؤسسات عامة تتحول إلى فروع أمنية
ناشط حقوقي: شل حركة الناشطين أسلوب جديد في التعذيب
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: صهيب أيوب
لا يخفى على أحد ما تنقله منظمات حقوق الإنسان عبر وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة لعمليات القتل والتعذيب بحق المدنيين والمتظاهرين السوريين. «الملاعب والحدائق العامة والمدارس الشرعية تحولت إلى (فروع) أمنية للتعذيب» هذا ما يؤكده ناشط حقوقي سوري لـ«الشرق الأوسط»، مضيفا أن «السجون لم تعد تتسع للمعتقلين، فصارت كل الأبنية الحكومية والرسمية التابعة للجهاز الرسمي أمكنة متاحة للتعذيب».
يشير الناشط إلى أن «النظام السوري يتعامل مع المحتجين والمتظاهرين بعد اعتقالهم بطرق فجّة».
يروي ما جرى للصحافي عامر مطر، الذي اعتقل منذ 3 سبتمبر (أيلول) للمرة الثانية، ولا يزال قابعا في فرع تنظيم «كفرسوسة» التابع مباشرة لإشراف اللواء رستم غزالي والواقع قرب وزارة التعليم. يؤكد أنه يعذب بآلات حادة ولديه فجوة في رأسه من جراء التعذيب كهربائيا». موضحا أن «رأسه فجت مرات عدة بالحائط أثناء التحقيق معه». وقال إنه يتعرض مثله مثل عدد كبير من الصحافيين لشتى أعمال التعنيف والضرب والتعذيب بأبشع الطرق، «حيث إن بعضهم يهان ويضرب إلى حد الإغماء، لمجرد أنه شارك في تظاهرة أو كتب عنها أو صوّر حوادث القمع فيها عبر الهواتف النقالة».
الشاب العشريني الذي يتابع التطورات السورية عن كثب يتحدث عن «محاولات بشعة للنظام لضرب الحركة الثورية غير المسلحة عبر وسائل إرهابية هدفها القضاء على حركة الشباب المتظاهرين من خلال اعتقالهم وتعذيبهم داخل السجون»، مشيرا إلى أن «أحدث أعمال التعذيب السورية داخل مراكز الاعتقال هو عطب المعتقلين لشل حركتهم ولإبقائهم أحياء يتعذبون من دون القدرة على القيام بأي شيء». موضحا أن «النظام السوري يتبع سياسة تعذيب متطورة لترك آثار تعذيب دائمة تعيق الشباب عن الحركة بدلا من قتلهم نهائيا، حتى لا يرتفع عدد القتلى». معتبرا إن «بشار الأسد تعلم من التجربة الليبية عبر استعمال (البواري) (آلات حديدية) لضرب المعتقلين على أرجلهم وأيديهم حتى يتم إعاقة حركتهم لفترة طويلة وهي أساليب جديدة من قبل قوات الأمن السورية للقمع والتعذيب القسري».
يوضح الشاب الذي يعمل في مؤسسة إعلامية عربية أن «المعتقلين موزعون في فروع أمن المحافظات، ومستشفى تشرين العسكري ومقر الفرقة الرابعة على اتوستراد السومرية القريب من بلدة المعضمية». مشيرا إلى أن «معمل السكر الموجود في منطقة جسر الشغور قد تحول إلى فرع أمني.
وتحقيق واعتقال منذ 3 أشهر، وكذلك الأمر بالنسبة للمدرسة الشرعية في الرستن، حيث تحولت إلى فرع أمني للاعتقال يضم نحو 4500 معتقل من الرستن وحدها».
ناشطون سوريون: ثلاثة قتلى بينهم فتى برصاص الأمن في سوريا
ذكر ناشطون ان ثلاثة اشخاص بينهم فتى (15 عاما) قتلوا برصاص رجال الأمن بينهم اثنان في محافظة حمص وفتى من مدينة تابعة لريف درعا (جنوب)، التي انطلقت منها شرارة الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “مواطنا قتل برصاص قناصة في مدينة تلكلخ” التابعة لريف حمص (وسط).
وفي حمص، اضاف المرصد “استشهد مواطن في حي دير بعلبة خلال اطلاق رصاص مستمر” مشيرا الى “سماع صوت اطلاق رصاص في حي بابا عمرو” الواقع في هذه المدينة التي يطلق عليها الناشطون لقب “عاصمة الثورة السورية”.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان “استشهد الطفل أمجد العيسم اثر اصابته بطلق ناري اثناء حملة مداهمة واعتقالات عشوائية شنتها اجهزة الامن ترافقت باطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف في مدينة داعل (ريف درعا)”.
واكد الخبر المرصد السوري لحقوق الانسان مشيرا الى اصابة ثلاثة اشخاص بجراح خلال العملية التي جرت في هذه المدينة مضيفا ان “الحملة اسفرت عن اعتقال 23 شخصا”.
ولفت المرصد الى ان مدينة داعل “شهدت مساء امس مظاهرة حاشدة ضمت نحو 5000 متظاهر للمطالبة باسقاط النظام حيث سمع بعد المظاهرة اطلاق رصاص كثيف استمر لمدة ساعة”.
وفي ريف دمشق، ذكرت اللجان ان “الجيش والأمن يقتحم مناطق الغوطة الشرقية كفربطنا وسقبا وحمورية وجسرين” مشيرين الى “تفتيش دقيق للسيارات والمارة وتدقيق الهويات على قوائم مطلوبين”. وأضافت ان “المنطقة شبه مغلقة وحركة الدخول والخروج صعبة جدا”.
يأتي ذلك غداة مقتل 27 شخصا في سوريا هم 14 مدنيا وطفلان اثناء عمليات عسكرية وامنية شنتها السلطات و11 عسكريا بينهم عقيد اثر اطلاق مسلحين يعتقد انهم “منشقون” قذيفة ار بي جي على حافلة كانت تقلهم وسط البلاد.
جائزة حرية الفكر لنشطاء ربيع العرب
أعلن البرلمان الأوروبي اليوم الخميس منح جائزة ساخاروف لحرية الفكر لخمسة من ناشطي الربيع العربي، حسب ما أفاده مصدر برلماني.
والفائزون بالجائزة المرموقة -طبقا للمصدر- هم التونسي محمد البوعزيزي، والناشطة المصرية أسماء محفوظ والناشط الليبي المعارض أحمد الزبير أحمد السنوسي, والمحامية السورية رزان زيتونة ورسام الكاريكاتير السوري علي فرزات.
ومحمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 في مدينة سيدي بوزيد توفي بعد أسبوعين من ذلك، وقد شكل عمله نقطة انطلاق لتحرك شعبي عم البلاد وأدى إلى سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
وأسماء محفوظ هي من مؤسسي “حركة شباب 6 أبريل” التي أطلقت الدعوة إلى التجمع في ساحة التحرير في القاهرة في بداية تحركات شعبية أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك.
كما تم تكريم أحمد الزبير أحمد السنوسي (77 عاما) المنشق الليبي السابق الذي قضى 31 عاما في السجن بسبب معارضته لنظام العقيد الليبي معمر القذافي.
ومنحت الجائزة أيضا لرزان زيتونة المحامية السورية المعارضة التي تبلغ من العمر 34 عاما, وعلي فرزات رسام الكاريكاتير الذي تعرض لضرب مبرح بأيدي قوات الأمن السورية وكسرت يداه.
وتم اختيار الفائزين بإجماع رؤساء مختلف المجموعات السياسية.
وتمنح جائزة سخاروف لحرية الفكر -التي تحمل اسم المنشق السياسي، الفيزيائي الروسي الشهير أندريه سخاروف- من البرلمان الأوروبي سنويا منذ عام 1988 للمنظمات والأفراد الذين قدموا إسهامات كبيرة فى مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية.
وسيعلن رئيس البرلمان الأوروبي يرزي بوزيك رسميا أسماء الفائزين في الساعة 8:30 بتوقيت غرينتش أمام النواب المجتمعين في جلسة موسعة في إستراسبورغ.
وستوجه دعوة إلى الفائزين أو من ينوب عنهم لتسلم جوائزهم خلال حفل رسمي في ديسمبر/كانون الأول.
عقب اجتماع اللجنة العربية بالأسد الجامعة تنتظر رد دمشق على مبادرتها
توقع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن تتلقى الجامعة العربية ردا حاسما من قبل سوريا يوم الأحد الثلاثين من هذا الشهر حول مبادرتها، بينما وصفت تركيا الأحداث في سوريا بأنها “غير إنسانية”.
وقال رئيس الوزراء القطري إنه بناء على الرد السوري فإن اللجنة سترفع تقريرها إلى الجامعة، وتطلب اجتماعا عاجلا للجامعة العربية لتحديد الخطوة التالية.
وعما دار في اجتماع الوفد العربي مع الرئيس بشار الأسد، قال الشيخ حمد -في تصريح للجزيرة- إن الأسد لم يوافق على كافة نقاط مبادرة الجامعة، لكن لم يكن هناك رفض لتلك المقترحات.
وأضاف الشيخ حمد أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر يوم الأحد المقبل في الدوحة.
وأمل -في حديثه للجزيرة- التوصل إلى “حل عربي” للأزمة السورية ووقف عمليات القتل، وختم رئيس الوزراء القطري بقوله إن الجامعة العربية حريصة على الوصول إلى حل يرضي جميع الأطرف.
وكان الشيخ حمد أعلن من سوريا أن الحديث مع الأسد تطرق إلى كافة النقاط التي أتت في المبادرة العربية بكل إيجابية وصراحة، ووجد حرصا لدى القيادة السورية على التوصل مع اللجنة العربية لحل هذا الموضوع.
وأضاف أنه دار نقاش ودي وصريح حول ما يجري في البلاد، وهناك نقاط اتفق عليها وأخرى تحتاج إلى نقاش.
من جانبه، عبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في تصريحات صحفية عن أمله في أن تقبل القيادة السورية هذه المبادرة، وتبدأ في مشروع حقيقي للإصلاح السياسي.
مبادرة “غير ناضجة”
وكان مجلس وزراء الخارجية العرب -الذي انتدب هذه اللجنة- دعا في السادس عشر من الشهر الجاري إلى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية وأطراف المعارضة خلال 15 يوما بمقر الجامعة العربية في القاهرة، إلا أن سوريا تحفظت على الدعوة.
وحدد المجلس مهمة اللجنة بالاتصال مع القيادة السورية لوقف كافة أعمال العنف والاقتتال، ورفع كل المظاهر العسكرية، وبدء الحوار بين الحكومة والمعارضة لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري.
أما عن موقف المعارضة، فقد قال عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري عماد الدين رشيد إن على الجامعة العربية الاعتراف بالمجلس قبل دعوته إلى الحوار.
وأضاف للجزيرة إن المبادرة غير واضحة وغير ناضجة –رغم ترحيبه بها وبالجهد العربي- كاشفا عن سقوط أكثر من 160 قتيلا منذ إعلان المبادرة العربية، بينهم عشرون خلال الاجتماع، ولم تصدر الجامعة أي بيان استنكار أو شجب لهذه الأفعال.
وطالب رشيد بحماية للمدنيين عبر دخول قوات ردع عربية، متسائلا عن سبب هذا التباطؤ “وكأنهم يخيرون الشعب بين أن تسحله الآلة العسكرية أو أن يحمل السلاح ويدافع عن نفسه”.
وبدورها دعت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس الأربعاء جامعة الدول العربية لمطالبة الحكومة السورية بالسماح بإرسال مراقبين مستقلين إلى أرض الواقع للوقوف على سلوك الأجهزة الأمنية.
وقالت في بيان لها إن مثل هذه المراقبة ستكون خطوة ضرورية لإنهاء العنف في سوريا واستعادة مناخ الثقة.
ضغوط وفرصة
دوليا، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن السلطات التركية ستواصل الضغط على الحكومة السورية حتى توقف “العنف” ضد شعبها.
وأكد أوغلو -في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمّان- أنه في حال استمر “العنف ضد المتظاهرين السوريين” فإن حكومته ستتخذ إجراءات ضد النظام السوري. واصفا الأحداث في سوريا بأنها “غير إنسانية”.
من جهتها طالبت إيران -على لسان وزير خارجيتها علي أكبر صالحي- بمنح الرئيس السوري فرصة لتنفيذ وعوده “بالإصلاح”، متهما في الوقت ذاته مجموعات “مدعومة من الخارج” بتعكير الأوضاع في البلاد.
في غضون ذلك، أملت واشنطن أمس الأربعاء عودة سفيرها روبرت فورد -الذي استدعي بسبب تهديدات لسلامته- إلى دمشق بحلول 24 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو عطلة عيد الشكر الأميركية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند إن “فورد اشترى بالفعل ديكا حبشيا لعيد الشكر، ويأمل أن يتناوله مع العاملين في السفارة في العيد”.
وأغضب فورد الحكومة السورية بتأييده العلني للمتظاهرين الذين يحاولون الإطاحة بالنظام، وهاجم “أنصار الأسد” السفارة الأميركية وموكب فورد في الأشهر الأخيرة.
قتلى وإضراب عام ومظاهرات في سوريا
قتل أمس الأربعاء 28 شخصا في سوريا بينهم أطفال وجنود، يأتي ذلك في وقت شمل فيه الإضراب العام عدة مدن ومحافظات سورية، على وقع خروج مظاهرات معارضة وأخرى مؤيدة للنظام.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 17 شخصا قتلوا في عمليات عسكرية وأمنية، بينهم عشرة (منهم طفلتان) بحمص، وطفل في دوما بريف دمشق، وثلاثة في سراقب بينهم طفل، وقتيلان في جوبر بريف دمشق، وقتيل في البوكمال.
من جهته، أكد عضو تجمع أحرار حمص هادي عبد الله للجزيرة أن مختلف أحياء حمص تعرضت لقصف عنيف منذ فجر الأربعاء، مما أدى إلى سقوط جرحى، بعضهم جروحهم خطيرة.
كما منعت قوات الأمن سيارات الإسعاف والهلال الأحمر من دخول الأحياء لإسعاف الجرحى، مضيفا أن القصف أدى أيضا إلى تدمير وتضرر عشرات المنازل في المدينة.
ومن جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 11 قتيلاً بينهم ضابط برتبة عقيد سقطوا في هجوم على حافلة عسكرية بمحافظة حماة.
وقال المرصد المعارض ومقره بريطانيا في بيانات إن الجنود قتلوا إثر إطلاق قذيفة صاروخية من نوع “آر بي جي” من قبل مسلحين يُعتقد أنهم منشقون على حافلة صغيرة كانت تقلهم في قرية الحمرات على طريق السلمية/حماة.
ورغم آلة القتل والقمع المستمرة، خرجت مظاهرات مسائية -فيما أطلق عليه الإضراب العام– في كل من الحراك بمحافظة درعا، وأحياء باب عمرو والخالدية والوعر وجورة الشياح بمدينة حمص، وفي مدينة تدمر بمحافظة حمص، وفي معرة مصرين بمحافظة إدلب، جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم برحيل النظام وبحماية دولية للمدنيين، ورددوا هتافات تندد بموقف الجامعة العربية من الثورة السورية.
إضراب ناجح
في غضون ذلك، أكدت الهيئة العامة أن الدعوة إلى الإضراب العام لقيت تجاوباً في جميع المحافظات السورية، تفاوتت درجته من مدينة لأخرى.
حيث شهدت مدن بأكملها إضراباً عاماً بدرجة تجاوزت 90% لامتناع الصيدليات والمرافق الصحية عن المشاركة في الإضراب، بينما أغلقت المحال والمراكز التجارية والمدارس في أكثر مدن محافظتيْ حماة وحمص، بالإضافة إلى محافظة درعا التي دخل الإضراب فيها يومه الثامن.
وأضافت الهيئة أنه في العاصمة دمشق تجاوب عدد من التجار مع الدعوة للإضراب، حيث أضربت بعض الأسواق وخاصة في سوق القيمرية الشعبي وسط دمشق القديمة، وفي أحياء بأكملها كحي برزة وحي القابون.
وفي حلب شهد شارع سيف الدولة وحي الصاخور إضراباً كاملاً، بينما شهدت محافظة الرقة إضراباً متفاوتا في مدنها وقراها.
أما ريف دمشق، فقد شهد إضراباً واسعاً في أكثر من مدينة، حيث تجاوزت نسبته في دوما 95%، مما دفع الأجهزة الأمنية -بحسب أحد سكان درعا- إلى تكسير المحال المغلقة في المدينة، وتهديد أصحابها.
مظاهرات مؤيدة
وبالتزامن تجمع عشرات الآلاف من السوريين في ساحة الأمويين وسط العاصمة السورية للتعبير عن تأييدهم للأسد، ردا على الضغوط التي يواجهها النظام.
وبث التلفزيون السوري الرسمي بشكل مباشر وقائع هذه الفعالية، حيث بدت الجموع وهي ترفع صور الأسد والأعلام السورية وتهتف بشعارات مؤيدة للرئيس السوري.
وأشارت صحيفة الثورة الحكومية إلى أن هذه الفعالية تقام تحت شعار “عاش الوطن وقائد الوطن..، الشعب السوري عائلة واحدة”.
الوفد الوزاري العربي يعرب عن ارتياحه بعد لقاء الأسد.. ومقتل 27 سورياً
المجلس الوطني يدعو المجتمع الدولي لحماية المدنيين
دبي – العربية.نت
أعرب رئيس الوفد الوزاري العربي المكلف بالوساطة بين القيادة السورية والمعارضة عن ارتياحه بعيد لقاء الوفد مع الرئيس السوري بشار الأسد في ظل دعوة إلى عصيان مدني أطلقها ناشطون وواجهها موالون للرئيس السوري بمسيرة تأييد له.
يأتي ذلك فيما قتل في سوريا الأربعاء 27 شخصا هم 14 مدنياً وطفلان أثناء عمليات عسكرية وأمنية شنتها السلطات و11 عسكريا بينهم عقيد إثر إطلاق مسلحين يعتقد أنهم “منشقون” قذيفة “ار بي جي” على حافلة كانت تقلهم وسط البلاد.
وأكد رئيس الوفد، رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في تصريح صحفي بثته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن “اللقاء مع الرئيس السوري كان صريحا ووديا” مضيفا “لمسنا حرص الحكومة السورية على العمل مع اللجنة العربية للتوصل الى حل”.
وأعلن أن اللجنة العربية والقيادة السورية ستواصلان “الاجتماع في الثلاثين من هذا الشهر”.
ووصل الوفد الوزاري العربي برئاسة قطر بعد ظهر الأربعاء الى دمشق قادما من الدوحة لبدء وساطة بين النظام السوري والمعارضة.
وفي تصريحات صحفية عبر الأمين العام للجامعة العربية عن “الأمل في أن تقبل القيادة السورية هذه المبادرة، وتبدأ بمشروع حقيقي للإصلاح السياسي”.
وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في 16 الجاري في بيان صدر في ختام اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة الى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و”أطراف المعارضة بجميع أطيافها خلال 15 يوما”، الا أن سوريا تحفظت على هذا البيان.
وحددوا مهمة اللجنة على أنها “الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة أعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية واطراف المعارضة لتنفيذ الاصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري”.
واكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون ان “على المجتمع الدولي ايجاد صيغ تحمي الشعب السوري بعد ثمانية أشهر من القتل المنظم والمنهجي”.
وأضاف “إن حماية الشعوب التي تتعرض لجرائم ضد الإنسانية واجب على المجتمع الدولي (…) تبدأ بإرسال مراقبين دوليين على الأرض يحول دون استعمال القوة”.
وطالب غليون من العرب بمناسبة زيارة الوفد الوزاري “أن يقولوا لهذا النظام الذي يدمر استقرار المنطقة كفى”، وتابع “نراهن على الموقف العربي حتى نتجنب احتمالات التدخل الخارجي”.
مطالبات بمراقبين دوليين
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان لها جامعة الدول العربية لمطالبة الحكومة السورية السماح بارسال مراقبين مستقلين على أرض الواقع للوقوف على سلوك الأجهزة الأمنية.
وقالت المنظمة ان “مثل هذه المراقبة ستكون خطوة ضرورية لانهاء العنف في سوريا واستعادة مناخ الثقة”.
ودوليا، طلبت ايران على لسان وزير خارجيتها علي اكبر صالحي منح الرئيس السوري فرصة لتنفيذ وعوده بالاصلاح متهما في الوقت ذاته مجموعات “مدعومة من الخارج” بتعكير الاوضاع في هذا البلد الحليف لايران.
من جهتها، اعتبرت تركيا على لسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو الاربعاء في عمان ان ما يحصل في سوريا “أليم جدا”، مؤكدا ضرورة وقف العمليات “غير الانسانية” ضد المدنيين.
واضاف اوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة “نحن سعينا بكل ما بوسعنا لحل هذه المشاكل لكن الحكومة السورية، لم تستجب لمطالبنا وما زالت مستمرة في استخدام اساليب قاسية ضد مواطنيها”.
دعوات لإضراب عام
وفي هذا الوقت دعت المعارضة السورية في بيانات على الشبكات الاجتماعية الى اضراب عام الاربعاء في مناسبة زيارة الوفد العربي مؤكدة انها لن ترضى باقل من تنحي الرئيس السوري. وجاء في بيانها “لن نرضى بأقل من تنحي بشار الأسد ومحاكمته”، مضيفا “أيها العرب لا توغلوا أيديكم في دمائنا أكثر”.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان “الإضراب نفذ بشكل كامل اليوم في درعا وريفها وفي حيي القابون وبرزة في دمشق إضافة لريف دمشق وإدلب وريفها وبانياس (غرب) وحماه (وسط) وريفها وحمص وريفها وفي دير الزور وريفها وفي ريف حلب (شمال)”.
وافاد احد سكان درعا لوكالة فرانس برس ان الاجهزة الامنية عمدت الى تكسير المحال المغلقة في المدينة.
كما قابلت الاجهزة الامنية العديد من المظاهرات المناهضة للنظام السوري بالعنف حيث اطلقت النار لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت في ساحة الجامع الكبير بمدينة معرة النعمان (شمال غرب) يشارك فيها الطلاب الذين رفضوا الذهاب لمدارسهم وعلى مظاهرة خرجت في بلدة حمورية (ريف دمشق)، بحسب المرصد.
من جهتها، اشارت اللجان الى مظاهرات خرجت في حي الصابونية في حماة (وسط) وفي حي كفرسوسة في دمشق.
وميدانيا، قتل 16 مدنيا، 11 مدنيا بينهم طفلتان في حمص حيث قتل ثلاثة عمال من شركة الغزل اثر اطلاق رصاص من قبل مسلحين مجهولين على حافلة كانت تقلهم وثمانية اخرون برصاص الامن والقصف بالرشاشات الثقيلة في عدد من احياء حمص، بحسب المرصد.
واشار المرصد الى مقتل طفل في دوما (ريف دمشق) ورجل في البوكمال (شرق) ومواطن في الرستن (ريف حمص) واثنان في سراقب التابعة لريف ادلب (شمال غرب).
وفي حمص، اضاف المرصد “اصيب اكثر من 17 شخصا بجراح بعضهم اصابته حرجة بحي البياضة نتيجة القصف بالرشاشات الثقيلة كما نتج عنه تهدم جزئي لبعض المنازل كما هز انفجار حي كرم الزيتون”.
ولفت الى “اطلاق قذائف ار بي جي على حي دير بعلبة واطلاق نار كثيف في حي الدبلان وحي الغوطة” في حمص.
واشار المرصد الى قصف عشوائي تقوم به قوات الامن لترهيب المواطنين في شوارع مدينة معرة النعمان (شمال غرب) .
وفي ريف درعا (جنوب)، ذكر المرصد “اصيب سبعة اشخاص بجراح اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن في مدينة الصنمين”.
كما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس ان “اطلق مسلحون قذيفة ار بي جي على حافلة كانت تقل عناصر من الجيش في قرية الحمرات الواقعة على طريق حماة-السلمية (وسط) ما اسفر عن مقتل 9 عسكريين بينهم ضابط”.
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/ آذار حركة احتجاجية لا سابق لها سقط خلالها اكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلا على الاقل منذ 15 اذار/مارس بحسب الامم المتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع “حرب اهلية”.
ويتهم النظام السوري “عصابات ارهابية مسلحة” بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد
سورية: الوفد الوزاري العربي يقرر لقاء الأسد مجددا الأحد المقبل
أعلن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم، رئيس الوفد الوزاري العربي الزائر لسوريا، أن الوفد الذي التقى أمس الرئيس السوري بشار الأسد سيعقد لقاءا ثانيا معه يوم الأحد المقبل.
لكن معارضين سوريين انتقدوا لقاءات الوفد العربي، الذي يضم وزراء خارجية قطر ومصر والسودان والجزائر وسلطنة عمان، لأنها إقتصرت على السلطات السورية، دون مشاركة أي من أطراف المعارضة.
وعقد الرئيس السوري بشار الاسد اجتماعا في دمشق الأربعاء مع اللجنة الوزارية العربية التي تضم وزراء خارجية قطر ومصر وسلطنة عمان والجزائر والسودان.
وتقتصر لقاءات اللجنة في دمشق على الرئيس السوري دون أي من اطراف المعارضة.
مؤتمر حوار
ووصف رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اللقاء مع الاسد بالصريح والودي، وقال ان اجتماعا ثانيا مع الرئيس السوري سيجري في الـ30 من الشهر الجاري مشيرا الى انه لمس حرص الحكومة السورية على العمل مع اللجنة العربية للتوصل الى حل للازمة السورية.
وكان وزراء الخارجية العرب قد دعوا في 16 أكتوبر/ تشرين الثاني الجاري إلى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و”اطراف المعارضة بجميع اطيافها خلال 15 يوما”.إلا أن سورية تحفظت عن هذا البيان
وتتضمن مهمة اللجنة الوزارية “الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة اعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية واطراف المعارضة لتنفيذ الاصلاحات”.
أما حسن عبد العظيم منسق قوى المعارضة فقال لبي بي سي إن عدم لقاء اللجنة مع المعارضة أمر غير مقبول مطالبا اللجنة بالالتزام بقرار الجامعة لحل الأزمة.
في غضون ذلك دعت المعارضة السورية إلى اضراب عام في البلاد تضامنا مع بلدات وقرى حوران التي اعلنت اضرابا منذ خمسة ايام وقد وزعت منشورات في بعض شوارع حمص تحمل اسم «تنسيقيات شباب حمص» تدعو الى الإضراب تزامناً مع وصول وفد الجامعة العربية.
19 قتيلا
في هذه الاثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا بأن تسعة عشر شخصا، بينهم طفلان، قتلوا بنيران القوات الموالية للنظام، كما قتل تسعة جنود في اشتباكات مع منشقين.
وكانت مناطق واسعة من سورية قد شهدت إضرابا عاما أمس.
وفي المقابل احتشد عشرات الآلاف من السوريين الاربعاء في ساحة الامويين وسط العاصمة دمشق للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد.
وبث التلفزيون السوري الرسمي وقائع هذه المسيرات التي حملت فيها الجموع صورا للأسد والأعلام السورية.
وجاءت المسيرات تلبية لدعوة تجمعات شبابية سورية إلى التظاهر تأييدا للرئيس السوري تحت عنوان “الشعب السوري عائلة واحدة” في كرنفال اسموه “شجرة عائلة سور”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
برلمانيون امريكيون يدعون إلى إحالة سورية إلى المحكمة الجنائية
دعا أعضاء في الكونغرس الأمريكي إلى إحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وذلك في رسالة إلى سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة.
وقال أعضاء الكونغرس الموقعون على الرسالة إن على مجلس الأمن الدولي تكليف المحكمة الجنائية الدولية بالنظر في أعمال العنف التي ترتكب ضد المعارضين السياسيين في سورية.
وجاء في الرسالة، التي أشرف عليها السناتور ريتشارد دوربن الرجل الثاني في الاغلبية الديموقراطية ووقعها اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيون بن كاردن وروبرت ميننديز وبرباره بوكسر، “من المهم ان يتطرق مجلس الامن الى الشكوك ذات الصدقية حول الجريمة ضد الانسانية التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الاسد امام المحكمة الجنائية الدولية”.
وأضاف الأعضاء الديمقراطيون في رسالتهم “نكتب لكي نعبر عن قلقنا المتزايد حيال الوضع في سورية، حيث يتواصل عنف الحكومة ضد المتظاهرين المسالمين ويتزايد”.
وندد الموقعون على الرسالة بصورة خاصة باستخدام الحكومة السورية “قناصة مقنعين” و”قصف الاحياء السكنية والقيام بعمليات اخفاء وتعذيب”.
وطالبوا رايس بمواصلة جهودها في الأمم المتحدة لإدانة سورية في مجلس الأمن.
يذكر أن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن منقسمون بشأن فرض عقوبات على دمشق، حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض في 4 اكتوبر/ تشرين الأول ضد مشروع قرار أوروبي يهدد بفرض إجراءات ضد سورية.
وتقول الأمم المتحدة إن عمليات القمع في سوريا أوقعت اكثر من ثلاثة الاف قتيل بينهم ما لا يقل عن 187 طفلا خلال الأشهر السبعة الماضية.
“سبعة عناصر”
على صعيد التطورات الميدانية، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان هجوما شنه من يعتقد بانهم “منشقون” عن الجيش استهدف ظهر الثلاثاء قافلة امنية مما اسفر عن مقتل سبعة من عناصر القافلة بينهم ضابط في شمال غرب سورية.
وذكر المرصد ان “مسلحين يعتقد انهم منشقون هاجموا قافلة امنية عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان التابعة لريف ادلب ما ادى الى استشهاد سبعة من عناصر القافلة بينهم ضابط وجرح اخرين”.
واوضح المرصد ان القافلة كانت مؤلفة “من اربعين حافلة امن وسيارات رباعية الدفع وسيارات مكافحة الارهاب تعرضت للهجوم ظهر الثلاثاء”.
واضاف المرصد ان “سيارات الامن المتواجدة داخل معرة النعمان بالاضافة الى ثلاث سيارات اسعاف هرعت الى المكان حيث تم اغلاق المنطقة بشكل كامل” مشيرا الى ان “اطلاق النار ما يزال مستمرا حتى الآن”.
واكد شاهد عيان من المدينة لوكالة رويترز ان حاجزا كبيرا للجيش والامن على اطراف البلدة تعرض للهجوم من قبل منشقين عن الجيش عصر الثلاثاء.
واضاف الشاهد ان الهجوم جاء ردا على هجوم قام به الجيش استهدف مزرعة للدواجن في المنطقة تحصن فيها المنشقون عن الجيش.
وحسب الوكالة لجاء الى البلدة عدد من الجنود المنشقين الذين انشقوا خلال الحملة على مدينة حمص.
دعوة للتظاهر
في هذه الاثناء، دعا المجلس الوطني السوري المعارض الى يوم اضراب في سورية الاربعاء مع وصول وفد الجامعة العربية الى العاصمة دمشق برئاسة رئيس وزراء قطر في اطار الجهود العربية لحل الازمة السورية.
وقال المجلس الوطني في المنفى إنه يرفض الحوار نظام الاسد مع استمرار العمليات العسكرية.
وجاء في بيان المجلس انه يشعر بالقلق من أن المبادرة العربية لم تميز بين “الضحية والقاتل” ودعا الى تأمين الحماية الدولية للمدنيين السوريين والسماح للمراقين العرب والدوليين بدخول سورية فورا للاطلاع على الاوضاع ميدانيا.
يذكر أن محافظة درعا تشهد منذ خمسة ايام اضرابا عاما احتجاجا على مقتل عدد من المدنيين في المحافظة الاسبوع الماضي.
وتشهد سورية منذ منتصف اذار/ مارس حركة احتجاجية عمت مختلف أنحاء البلاد للمطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد.
ويتهم النظام “عصابات ارهابية مسلحة” بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
سوريا: اتفاق على الأزمة واختلاف على تسميتها
دمشق، سوريا (CNN) — بعد مرور أكثر من نصف عام على اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا، بات من الضروري وضع توصيف لما يحدث مع استمرار التظاهرات اليومية واستمرار قمع النظام، وفقا لما يراه مراقبون.
ويتفق السوريون حول وجود “حراك شعبي” يستهدف تغيير الوضع القائم، ويختلفون في تحديد نوع هذا الحراك، ففي حين يرى البعض أنه “ثورة ضد الفساد لم تتوافر عوامل نضجها،” يصر الآخرون على تسميته بـ”مؤامرة لإسقاط النظام مدعومة من الخارج،” في حين يوغل آخرون في التاريخ ليؤكدوا أن ما يحدث في سوريا والعالم العربي هو “رد حضاري من الشرق تجاه الغرب.”
ويؤكد الكاتب والناشط السياسي غسان المفلح لـCNN بالعربية أن ما يجري الآن “ثورة غيرت وجه سوريا،” مشيرا إلى أن السوريين “شبوا عن الطوق، وكل فرد فيهم بات يشعر بقيمته وفرديته، وذاته وانتماءه لسوريا أرضا وشعبا وثورة، هذه الفرديات التي كانت مسحوقة تحت سماكات من القمع والتشويه الفاسد للناس.. هي ثورة ضد هذا الفساد الكلي الذي أنتجه هذا النظام.”
ويضيف “الاحتجاجات المستمرة منذ سبعة أشهر تؤكد أننا في خضم ثورة سلمية، عارمة أخرجت المجتمع السوري كله من القمقم القمعي الذي كان النظام يحاول على مدار أربعة عقود حصره فيه، مستخدما كافة الأساليب.”
وقال إن النظام استخدم أساليب كثيرو “بما فيها اللعب على ورقة الطائفية المقيتة، والتي ادخل المجتمع السوري تحت رحمة انفجارها منذ أن جاء هذا النظام المشخصن إلى الحكم 1970، مكمما المجتمع السوري عبر بناءه لأعتى آلة قمع لشعبها في المنطقة.”
ويصر النظام منذ عدة أشهر على تسمية ما يحدث في سوريا بأنه “مؤامرة تستهدف تفتيت الوحدة والوطنية وجر البلاد إلى حرب طائفية”، ويتهم “قوى خارجية” بدعم “جماعات إرهابية مسلحة” لإسقاط النظام السوري “الممانع والذي يدعم المقاومة في لبنان وفلسطين.”
وتقول كاتبة سورية، فضلت عدم ذكر اسمها، “سوريا تقع في منطقة جغرافية جعلتها محكومة بالتآمر مدى التاريخ، ولا يمكن نفي وجود تآمر دولي عليها اليوم وكل يوم بمعنى أن كل طرف دولي يسعى لتجيير نتائج الحراك في المنطقة عموما لخدمة مصالحه وهذا منطق السياسية.”
وتستدرك “لكن ذلك لا يعني أن الحراك (الحالي) جاء بفعل المؤامرة، لأن الثورة لديها من العوامل الداخلية ما يكفي لإشعالها.. والمفارقة أن النظام يتهم العالم بأسره بالتآمر عليه لإسقاطه، وأيضا الحراك الشعبي لديه شعور بالغبن ويتهم العالم بالتآمر عليه لإبقاء النظام الذي يخدم مصالحة.”
وتتابع “ليس هناك أي توصيف لما يجري في سوريا سوى أنه ثورة، وما يجري في المنطقة عموما هو حركة تاريخ.. لقد انتهت دورة حياة الأنظمة الشمولية وها هي تتساقط في العالم العربي والعالم ككل.. وأغلب ما يقال من توصيفات لما يجري بأنه مؤامرة أو اندفاع عفوي وغيره كلام سياسي دعائي إما تضليلي وإما إنكار للواقع وإما قصور نظر سياسي.”
ويذهب المفكر الإسلامي جودت سعيد إلى وصف الحراك الشعبي في سوريا والعالم العربي بأنه “وعي إسلامي جديد في العالم العربي،” ويرى أنه يدخل في إطار “رد حضاري من الشرق على الغرب.”
ويبدو سعيد متفائلا حين يستحضر توقعات المؤرخ البريطاني آرنولد توينبي بإمكانية اتحاد العرب، وذكر توينبي -حسب سعيد- أن الشرق رد على غزو الإسكندر المقدوني من خلال رسالة المسيح، ثم رد على الغزو الروماني من خلال رسالة الإسلام، وحاول أن يتنبأ بالرد الذي سيكون من الشرق على الغزو الغرب الحديث.
ويرى أن ما يحدث الآن هو “الرد الجديد الذي كان يبحث عنه توينبي، وهو أكبر من سوريا،” مشيرا إلى أن “هذا التسونامي الاجتماعي الذي جاء الآن سيأخذ الجميع.”
ويضيف “بسقوط طاغية مصر سقط كل طغاة العرب، وكما سقطت القاهرة وتونس ستسقط الرياض وقم، بل وستسقط الأمم المتحدة التي تعيش تحت حكم الفيتو.. نعم، نحن الذين سنلغي حق الفيتو.. إن حق الفيتو مات ومستند على عكاز منخورة.”
الجيش السوري يزرع ألغاماً في منطقة محاذية للحدود مع شمال لبنان
توتر على الحدود المشتركة
دبي – العربية.نت
أكد مسؤول محلي لبناني أن الجيش السوري قام، اليوم الخميس، بزرع ألغام في منطقة محاذية للحدود مع منطقة وادي خالد شمال لبنان.
وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس إن “الجيش السوري بدأ منذ ساعات الصباح بوضع ألغام داخل الأراضي السورية عند الساتر الترابي الفاصل بين بلدتي البويت وهيت من الجهة السورية وبلدتي الكنيسة وحنيدر من الجهة اللبنانية”.
ووقعت خلال الأسابيع الاخيرة حوادث إطلاق نار عدة من الأراضي السورية وعمليات توغل طالت أراضي لبنانية حدودية في الشمال.
وتقول السلطات السورية إنها تتصدى لعمليات تهريب أسلحة عبر الحدود.
كما تفيد تقارير بأن القوات السورية تقوم بعمليات تمشيط منتظمة على الحدود لمنع هروب معارضين أو منشقين من الجيش.
5 ناشطين عرب يفوزون بجائزة ساخروف
فاز خمسة من ناشطي الثورات العربية بجائزة ساخاروف التي يمنحها الاتحاد الأوروبي.
وتحمل الجائزة إسم الفيزيائي الروسي أندريه سخاروف الذي عرف بمعارضته للنظام السوفياتي.
والفائزون بالجائزة هم محمد البوعزيزي من تونس، الذي يعتبر الكثيرون إشعاله النار بنفسه احتجاجا على تعسف النظام الشرارة التي اذكت الثورات العربية، ليصبح فيما بعد رمزا لتلك الثورات.
ومن مصر اختيرت أسماء محفوظ لإعطائها الجائزة، وهي إحدى ناشطات الثورة المصرية التي لمع اسمها واكتسبت شهرة في وسائل الإعلام بعد أن أسست حركة 6 ابريل التي كان لها دور كبير في الثورة المصرية.
وحصل على الجائزة ايضا المعارض الليبي أحمد الزبير أحمد السنوسي الذي قضى 31 سنة خلف القضبان في ليبيا بسبب معارضته لنظام القذافي.
ومن سورية اختارت اللجنة شخصيتين: المحامية رزان زيتونة، ورسام الكاريكاتير المعارض علي فرزات، الذي تعرض لاعتداء جسدي يرى المراقبون انه مرتبط برسومه الكرتونية التي تنتقد النظام.
ومن بين الحائزين السابقين على الجائزة نيلسون مانديلا والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان.
فايز سارة: كلام الوزير القطري يخفي اختلاف وجهات النظر بين الوفد العربي وسورية
روما (27 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اعتبر معارض سوري بارز أن ما قاله الشيخ حمد آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة الوزارية العربية هو كلام دبلوماسي يخفي اختلاف وجهات نظر الوفد مع القيادة السورية، وأعرب عن قناعته بأنه لم يتم الاتفاق على أي شيء بين الوفد الممثل للجامعة العربية والقيادة السورية وخاصة في موضوع وقف الحل الأمني والحوار مع المعارضة، ورأى أن الجامعة العربية ستتخذ قريباً قرارات تتصل بدمشق تشكّل قاعدة لتغييرات مهمة في الموقف الدولي
وحول ما أُعلن عن إيجابية المباحثات بين وفد الجامعة العربية والرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء، قال المعارض السياسي السوري فايز سارة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ما قاله رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد كان جواباً دبلوماسياً يخفي اختلاف وجهات النظر، وبالتالي عدم التوافق بين الوفد والرئاسة السورية، لكنه لم يُغلق الباب فتركه موارباً حتى لقاء الثلاثين من الشهر الجاري في الدوحة، الذي لن تكون نتيجته أفضل لأن السلطات السورية في خياراتها لا تتقاطع مع مبادرة الجامعة” وفق رأيه
وكان رئيس الوزراء القطري قد وصف اللقاء بالرئيس الأسد بأنه “طويل وصريح، وجرى في جو ودي”، وأضاف “تحدثنا في كل النقاط التي أتت في المبادرة العربية بكل إيجابية وصراحة ووجدنا حرصا للتوصل مع اللجنة العربية من قبل الحكومة السورية لحل هذا الموضوع”، وأشار إلى وجود نقاط اتفاق ونقاط خلاف بين الطرفين
وحول أهم النقاط التي لم يتم الاتفاق عليها وتم تأجيلها لنهاية الشهر الجاري، قال سارة “ما تم الاتفاق عليه ليس له قيمة إجرائية، بل هم توافق على الإطار العام حول ضرورة التسوية وفتح الحوار والوصول إلى نتائج، أما في الإجراءات فأعتقد أنه لم يتم الاتفاق على شيء وخاصة في موضوع وقف الحل الأمني وإطلاق المعتقلين والحوار مع المعارضة” حسب تقديره
وحول “المماطلة” التي تُتهم بها الجامعة العربية، واعتبار المحتجين السوريين أنها تمنح النظام مهلة لإنهاء الاحتجاجات، قال المعارض السوري “ليست الجامعة العربية هي التي تماطل بل النظام، الجامعة تحاول التدخل والوصول إلى حل، وهذه هي المحاولة الثانية، والأولى رفضها النظام قبل أن يرفض الثانية ويعود للتعاطي معها شكلاً، وأعتقد أنه يرفضها بالواقع مستفيداً من مدتها الزمنية في متابعة الحل الأمني من جهة ومستفيداً من الناحية السياسة في أنه يقبل بمبادرة عربية” وفق قوله
وتدعو مبادرة الجامعة العربية القيادة السورية إلى الوقف الفوري للعنف والقتل وسحب الجيش من المدن والتخلي عن المعالجة الأمنية، وعقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية والمعارضة بجميع أطيافها في مقر الجامعة، ولوّحت باتخاذ “ما يلزم” لضمان أمن الشعب السوري
وعن التوقعات في حال فشل الاتفاق بين اللجنة الوزارية الممثلة للجامعة العربية والقيادة السورية، قال سارة “أعتقد أن الجامعة العربية ستتخذ قرارات تتصل بسياسة النظام السوري وممارساته، لكن قد يستغرق ذلك بعض الوقت، وهذا سوف يُشكّل قاعدة لتغييرات مهمة في الموقف الدولي إزاء الوضع في سورية” حسب تأكيده