أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 08 نيسان 2014

إسرائيل تؤكد استخدام النظام لـ «الكيماوي» قرب دمشق

 لندن، نيويورك، القدس، موسكو – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

أعلنت إسرائيل أمس، أن قوات النظام السوري استخدمت أسلحة كيماوية بهجومين قرب دمشق نهاية الشهر الماضي، كما أعلنت المعارضة في حينه، في وقت وصلت أسلحة جديدة إلى مقاتلين مناهضين للنظام في شمال سورية وقرب العاصمة مع اشتداد المعارك في ريف اللاذقية غرباً، وسيطرة المعارضة على موقع قرب الجولان.

في غضون ذلك، شدد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسة برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز في الرياض أمس، على «تضافر جهود المجتمع الدولي للبحث في السبل الكفيلة بمنع ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ومنع تكرار المذابح التاريخية»، منوهاً بانعقاد المؤتمر الدولي لمنع الإبادة الجماعية في بروكسيل. وناشد في هذا الشأن المجتمع الدولي «الوقوف بحزم لمنع ما يتعرض له أبناء الشعب السوري من جرائم إنسانية»

وتزامن ذلك مع تركيز دول غربية في مجلس الأمن جهودها على مسألة المحاسبة، في وقت بدأت فرنسا إعداد مشروع قرار يطالب بإحالة الجرائم المرتكبة في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال ديبلوماسي معني إن «الموقف الروسي متوقع بمعارضة أي قرار قد يضع النظام السوري في موضع المساءلة القانونية، لكن العمل الآن جار على جمع الأدلة ومن بينها تقارير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول تطبيق القرار ٢١٣٩».

وأضاف أن بان «كان واضحاً في تحميل النظام السوري مسؤولية عرقلة تطبيق القرار ٢١٣٩ الذي صوتت روسيا لصالحه، وهو القرار المتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ما سيفتح الطريق أمام طرح موضوع المحاسبة في مجلس الأمن كمتابعة لتطبيق قرار صدر بالإجماع». وقدم بان تقريره الأول حول تطبيق القرار إلى مجلس الأمن في ٢٨ الشهر الماضي على أن يقدم تقريره التالي آخر الشهر الجاري.

وتقدم المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي اليوم، إحاطة إلى المجلس حول انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، في جلسة ستعقد بطلب من فرنسا.

ومهدت فرنسا لهذه الجلسة بتوزيع تقرير التعذيب في السجون السورية كوثيقة رسمية في مجلس الأمن، وهو ما سيبحثه المجلس في الجلسة نفسها أيضاً، في ضوء تقرير أعدته لجنة حقوقية برئاسة دزموند دي سيلفا، المدعي العام السابق في المحكمة الدولية الخاصة بسييراليون حول «التعذيب والإعدام في سجون النظام السوري» وقدمته إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف.

على صعيد آخر، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول رفيع المستوى قوله إن قوات النظام شنت في 27 الشهر الماضي هجومين بالسلاح الكيماوي شرق دمشق، ما أكد إعلان ناشطين سوريين استخدام غازات سامة في منطقتي حرستا وجوبر شرق العاصمة.

وجاء كلام المسؤول الإسرائيلي بالتزامن مع لقاء وزير الدفاع موشي يعالون مع صحافيين إسرائيليين أمس، وبالتزامن أيضاً مع إعلان مسؤولين دوليين توقف النظام السوري عن إخراج شحنات الكيماوي إلى اللاذقية غرب البلاد بسبب المعارك الدائرة مع مقاتلي المعارضة وفشل منظمة حظر السلاح الكيماوي في التوصل إلى اتفاق في شأن تدمير 12 موقعاً كيماوياً في سورية.

ميدانياً، أظهرت فيديوهات وزعها معارضون وصول أسلحة جديدة إلى مقاتلي المعارضة في شمال سورية وقرب دمشق. وأفادت «الجبهة الإسلامية» بأن مقاتليها دمروا الدبابة الخامسة لقوات النظام في المليحة شرق دمشق، بالتزامن مع بث «حركة حزم» شريطاً أظهر إطلاق مقاتليها صاروخاً أميركياً من نوع «تاو» على دبابة لقوات النظام في ريف إدلب.

وأعلن مقاتلو المعارضة أنهم نصبوا مكمنين للجيش النظامي وموالين في منطقتي تشالما و «النقطة 45» في الريف الشمالي في جبل التركمان في ريف اللاذقية غرباً، ما أدى إلى مقتل 37 شخصاً. وأعلنت «جبهة النصرة» وكتائب مقاتلة «بدء معركة فجر التوحيد نصرة للأنفال» في القنيطرة بين دمشق والجولان، في إشارة إلى الاسم الذي أطلقته المعارضة على معركة ريف اللاذقية الشمالي، وفق«المرصد السوري لحقوق الإنسان». وسيطر مقاتلوها على التل الأحمر الغربي في ريف القنيطرة.

وفي حلب، ذكرت شبكة أخبار «حلب نيوز» أن غرفة عمليات «أهل الشام» أعلنت بدء معركة «الاعتصام بالله» بهدف السيطرة على سوق الجبس ومدرسة الحكمة التي تقع قرب مدفعية الراموسة وتتحصن فيها «ميليشيات عراقية»، وفق المعارضة.

وفي حمص بوسط البلاد، قتل الراهب اليسوعي الهولندي فرانز فان در لوغت، الذي وصفه الفاتيكان بأنه «رجل سلام»، برصاص مسلح أمام منزله في أحد الأحياء المحاصرة من القوات النظامية السورية في مدينة حمص التي أصر على ملازمتها على رغم الحصار والقصف.

مآلات النزف البطيء: وداعاً سورية دولة مركزية

إبراهيم حميدي

النصيحة التي قدمها مسؤولون في عواصم غربية عدة إلى صنّاع القرار في بلادهم، أن الصراع السوري مرجح أن يستمر بين خمس وعشر سنوات ولا بد من وضع السياسات الاستراتيجية على أساس احتمالات متوسطة وطويلة المدى وليست قريبة الأجل. وفق المعلومات المتوافرة، تكثّفت في الأسابيع الأخيرة الاجتماعات السياسية والأمنية بين حلفاء المعارضة و «أصدقاء الشعب السوري». عُقدت اجتماعات عربية – إقليمية – أوروبية – أميركية في واشنطن، واجتماعات بين الدول الأوروبية وأخرى بين الدول الأوروبية والجانب الأميركي في واشنطن أيضاً، شارك في هذه الاجتماعات كبار المسؤولين الأمنيين. كما عقد مسؤولو التخطيط السياسي وخبراء في الشرق الأوسط اجتماعات مغلقة لمراجعة السياسة الخاصة بسورية.

محرك هذه الاجتماعات، كان فشل جولتين من محادثات جنيف بين ممثلي النظام و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، حيث تبين لهؤلاء الأطراف مدى هشاشة التفاهم الأميركي – الروسي وكونه لا يتجاوز إبقاء الوفدين السوريين في سويسرا وعقد مؤتمر دولي للبحث عن حل للأزمة السورية. أيضاً، أضاف التوتر بين موسكو وواشنطن إزاء أوكرانيا وعودة أجواء حرب باردة، رياحاً باردة إضافية على التفاهم الهش سورياً. كما أن بطء تنفيذ إزالة الترسانة الكيماوية السورية، وَضَعَ تساؤلات إضافية في عواصم غربية، خصوصاً في واشنطن حول مدى نجاح السياسة الخاصة بسورية في السنوات الثلاث الماضية. وتعرّض الرئيس باراك أوباما لموجات لولبية من الانتقاد من الجمهوريين ومراكز أبحاث وصنّاع رأي في واشنطن، كان بينها قول مستشار الأمن القومي السابق إن اميركا صرفت حوالى ستة تريليونات دولار بعد تفجيرات 11 أيلول (سبتمبر) 2011 لـ «محاربة الإرهاب»، غير أن النتيجة أن سورية تحوَّلت مولِّداً ومصدراً للإرهابيين بدلاً من أفغانستان، بل إن مسؤولاً آخر قال في جلسة مغلقة، إنه إذا بقيت السياسة الأميركية على حالها فعلينا أن نتوقّع «مئات التفجيرات مثل أيلول، المقبلة من الأرض الخصبة في سورية».

كان التهديد المقبل من وجود متطرفين في سورية، العامل الأكثر سخونة لمراجعة «السياسة السورية»، إذ باتت أجهزة الأمن الأوروبية والأميركية تتابع زيادة التهديات وأرقام الجهاديين العائدين من سورية، بل إن معلومات استخباراتية تحدّثت عن وجود إشارات قوية لاحتمال تعرُّض دول غربية لهجوم إرهابي مصدره سورية. وقال بعض المسؤولين إن الإرهاب بات يشكل تهديداً للأمن الداخلي لدول غربية وإن سورية «باتت مشكلة داخلية».

وصل جرس الإنذار إلى صنّاع القرار، لكن انقساماً حصل إزاء كيفية الرد. بعض الدول الأوروبية يرى إمكانية لإعادة فتح خطوط التعاون الأمني مع النظام السوري، وأعادت الحرارة إلى التمثيل الديبلوماسي المجمّد، سواء بقبول اعتماد بعض الديبلوماسيين السوريين في سفارات أوروبية، او إرسال ديبلوماسيين سراً أو علناً إلى العاصمة السورية. ووافق هذا البعض بخجل على معادلة «الشيطان الذي تعرفه أحسن من الشيطان الذي لا تعرفه» حلاً لمعادلة النظام – الجهاديين. دول أوروبية أخرى، ناقشت احتمال الانخراط مع النظام، ووصلت إلى استنتاج بأن «النظام فَقَدَ الشرعية ولن يجرى التعامل معه حالياً». وفي هذا السياق احتجّت دول مثل فرنسا وبريطانيا على زيارة مسؤول الشرق الأوسط في المفوضية الأوروبية كريستيان بيرغر دمشق، لأنها أعطت إشارة خطأ لدمشق وتمت من دون إجماع أوروبي.

السياسة الأوروبية منقسمة، مع إجماعها على وجود خطر الجهاديين العائدين من دمشق. نوقش احتمال فتح الأقنية ووُضِع على الطاولة، لكن انقساماً كان إزاء القرار. أما في واشنطن، فإن مسؤولين أميركيين أعلنوا أن الرئيس السوري بشار الأسد «مغناطيس» للإرهابيين وهو «يجذب» الجهاديين إلى بلاده، ويرون الحل في تسوية سياسية ومرحلة انتقالية تبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالية بين النظام والمعارضة تفضي إلى انتهاء حكم الأسد. لكن المشكلة – وفق رأيهم – أن النظام غير جدّي في التفاوض على ذلك، وأن المشكلة الثانية، أنه يتلقّى دعماً كاملاً عسكرياً وسياسياً وأمنياً واقتصادياً من موسكو وطهران، بما في ذلك دعم إجراء انتخابات رئاسية في الشهرين المقبلين يشارك فيها الرئيس الأسد مع تشجيع إيراني للنظام للمضي في عقد تسويات محلية في ريف دمشق ناجمة عن حصار شديد لهذه المناطق.

المعادلة التي قرأها مسؤولون غربيون، وردت كالآتي: روسيا وإيران تقدمان الدّعم الكامل للنظام، وربما يزداد دعم موسكو بعد أحداث أوكرانيا. وليست هناك مؤشرات إلى تغيير في سياسة طهران. النظام يستعيد السيطرة على مناطق في ريف دمشق ويربطها بالساحل مع إحكام السيطرة على دمشق وإغلاق ممرات الإمداد من لبنان. المعارضة العسكرية منقسمة في الشمال بين معتدلين وإسلاميين وبين إسلاميين وجهاديين وبين جبهة الشمال وجبهة الجنوب. المعارضة السياسية تواجه تحديات. ارتفاع التهديد الإرهابي من شمال سورية مع محدوديته في الجنوب وبداية ظهور مؤشرات لتوسع وجوده في الجولان وخروجه عن حدود السيطرة.

عليه، تقوم عناصر السياسة المتوقعة في الفترة المقبلة، على «إيذاء النظام وليس إسقاطه» و «تغيير حسابات النظام وليس تغييره» و «وقف تدهور ميزان القوى وليس تغيير ميزان القوى» و «دعم المعارضة لمنع انتصار النظام وليس لانتصارها»، ما يعني توقّع «زيادة كبيرة في كمية السلاح وزيادة قليلة في نوعية السلاح» ومضادات الطيران والدروع. التفكير الغربي، أنه كلما شعر النظام بأنه انتصر واستعاد السيطرة على منطقة معينة، ستفتح معركة أخرى في مكان آخر. في الوقت نفسه، لن يُسمح للمعارضة أن تحقق نصراً باهراً. وخير مثال على ذلك، فتح «معركة الساحل» بعد أيام من استعادة النظام مدعوماً بعناصر من «حزب الله» مناطق استراتيجية في القلمون، أي أنها سياسة البرميل المثقوب: كلما تم إغلاق ثقب فيه، فتح ثقب آخر.

ماذا يعني هذا؟ يعني أن سورية مقبلة على نزفٍ بطيء وأن طرفي الصراع السوري، النظام والمعارضة، مقبلان على «حرب استنزاف» في محيط من النزف الإقليمي، إذ إن مسؤولاً غربياً، قال إن سورية ستكون «فيتنام إيران»، كما كانت فيتنام نزفاً لأميركا. كما أن استنزافاً سيحصل بين «حزب الله» و «جبهة النصرة». ولن يُسمح للنظام بالانهيار الكامل في جميع مناطق سورية أمام انتشار خطر المتشددين. ولن يُسمح أن تُمنى المعارضة وما تبقى منها من المعتدلين بهزيمة نكراء. بالتالي، فإن سعي النظام إلى استعادة السيطرة الكاملة على الأراضي السورية، وإعادة عقارب الساعة الى 2010، إذا كان أحد من المسؤولين في دمشق مقتنعاً به، لا يعدو كونه سراباً. وكلما اقترب «الحسم العسكري» من خواتمه، تبيَّن أنه سراب، مثله مثل الوهم إذا كان أحد المعارضين يعتقد أنه في الوقت الراهن سيصل إلى القصر الرئاسي في دمشق.

التفكير الغربي، أنه بعدما تُنهك الأطراف السوريّة والإقليمية، يأتي موسم حصاد التسوية السياسية المنثبقة من عملية جنيف السياسية التي يصر رعاتها على تركها دائرة بعقد «جنيف – 3». تسوية تنبثق من تقسيم وفق الواقع الذي سيجرى في سورية في الفترة المقبلة ومع مرور الزمن. شريط تحت سيطرة كاملة للنظام من دمشق إلى الساحل مروراً بحمص. ومناطق خارج سيطرة النظام، لكنها ليست تحت سيطرة مطلقة للمعارضة. مثلث للنفوذ كردي كبير في شمال البلاد وشمالها الشرقي. وبقع جلد النمر لمناطق تحت تأثير فصائل معارضة أخرى. وجود أمراء حرب وطبقة اقتصادية واجتماعية جديدة بطموحات سياسية ووجود ميليشيات وزعامات محلية في مناطق المعارضة والنظام.

وقتها، تكون الدولة المركزية السورية انتهت، كما انتهت قبلاً في العراق وليبيا والسودان والأراضي الفلسطينية (بتحفّظ بسبب ظروف الاحتلال). ويكون الحل السوري العتيد والعقد الاجتماعي – السياسي الجديد ترجمة لزيادة نفوذ الإدارات المحلية والقيادات الصاعدة وتفكك مركزية الدولة، بل إن البعض تحدث عن عرض قدّمه ممثلون للنظام في مناطق ريف دمشق مدعوماً من طهران، بمقايضة حصول الوجهاء على مهمة إدارة الشؤون المحلية وترك السياسة لدمشق – المركز. كما يمكن ربط مشروع إعادة تنظيم الأحياء المدمرة في أطراف العاصمة في النظرة الاستشرافية لسورية اللامركزية المقبلة على محاصصة بنكهة ما قبل الهوية الوطنية. لكن، في الوقت نفسه، تزداد حالياً حدة تمسك النظام بجميع رموز النظام الشمولي الدعائية والسياسية وأدواته الأمنية والعسكرية في المناطق الخاضعة مطلقاً لسيطرته، كتعويض عن فقدان السيطرة في أماكن أخرى. لكنه أيضاً، هو لبنة في طريق اللامركزية، على أساس أن دمشق ستكون مرآة للتوازنات السياسية في المحاصصة المقبلة.

ضمن المشهد السوري المقبل، تتوقع الدول الإقليمية والكبرى نفوذاً لها في السياسة السورية. كل طرف يدعم حلفاءه على أسس طائفية أو دينية أو عرقية. كما أنها تتوقع أن الحدود السورية، لم تعد سيادية، بالنسبة إلى تدفق المقاتلين والأفراد أو العمليات العابرة للحدود والمساعدات الإنسانية. ولن تكون حدود سورية مقدّسة سوى على الورق والخرائط وفي الخطابات السياسية والسرديات الأيديولوجية.

* صحافي سوري من أسرة «الحياة»

«أورينت» المعارضة على خطى «الدنيا» الموالية!

 لندن – «الحياة»

تقمّصت قناة «أورينت» السورية المعارضة للنظام السوري أخيراً دور قناة «الدنيا» الموالية، إذ بدأت تستخدم التشهير المعتاد من القناة الموالية، وأصبحت تأخذ من الحدث ما يناسبها وما يخدم مصالحها على طريقة الإعلام الحكومي السوري، وتجتزئ المشهد والتصريحات والمواقف وتختار المتحدثين الأكثر تطرفاً لتنفيذ أجندتها الخاصة.

واللافت أنه وبالتزامن مع فتح جبهة الساحل، واحتدام المعارك هناك، تحركت القناة السورية المعارضة لتغطية الحدث، ولكن بطريقتها، فأخذت تركّز على تصريحات من دون غيرها، وتشهّر بأشخاص من دون سند أو مرجع، وحوّلت الحدث «الكبير حسب مختلف التحليلات السياسية والعسكرية» إلى تصفية حسابات، على طريقة الإعلام السوري الحكومي وبخاصة قناة «الدنيا» المقربة من القصر الجمهوري.

قناة «أورينت» التي بدأت حملة ضخمة ضد رئيس ائتلاف المعارضة أحمد الجربا، تزامناً مع تسمية جمعة 20 آذار (مارس) على صفحة الثورة السورية باسم «إسقاط الجربا»، استمرت بحملتها مع فتح جبهة الساحل بطريقة بعيدة من المهنية. فإذا كانت تغطية قناة «أورينت» لحملة «إسقاط الجربا» أمراً عادياً ومهنياً في قالبه العام، لكنّ الأساليب التي اتخذتها القناة وبخاصة أخيراً ضدّ رئيس الائتلاف تؤكد طغيان الأسباب الشخصية والأجندات الداخلية على الخط العام. فمع دخول الجربا إلى الداخل السوري وزيارة جبهة الساحل وتفقده الأوضاع الميدانية، فتحت القناة نيرانها على رئيس الائتلاف، فاستضافت أحد القادة العسكريين «الأكثر تطرفاً» والذي صــرّح بأن زيــــارة رئيس الائتلاف للساحل تأتي لشق الصف ولتفريق الكتائب المقاتلة. هذا التصريح بثته القناة على مدار الساعة، وفي كل نشراتها الإخبارية، على رغم أن كثراً من الأطراف السياسية والعسكرية المعارضة اعتبرت هذه الزيارة العمل الوحيد الإيجابي للجربا منذ استلامه دفة القيادة في ائتلاف المعارضة، وتشكل على الأقل تحــــدياً كبيــــراً للنظام السوري ورئيسه الذي لا يجرؤ على الظهور حتى في أقرب المناطق إلى العاصمة.

لكنّ القناة السورية المعارضة حوّلت هذه الإيجابية الوحيدة بحسب مراقبين إلى سلبية واستخدمتها في حربها الإعلامية ضده، في استنساخ وتقمص لدور قناة «الدنيا» الموالية للنظام، والتي اعتادت على تغيير الحقائق وتزوير المفاهيم واستغلال الأحداث بطريقة لا مهنية، فقط لخدمة مصالحها.

«أورينت» وقعت في الفخ ذاته مرة أخرى، بتبنيها خطاباً تحريضياً ضد المعارضة والكاتبة ريما فليحان، لتضعها في خندق واحد مع المعارض ميشيل كيلو. وفي التفاصيل أن القناة فتحت ملف مقالة نشرها كيلو حول اعتراضه على فتح جبهة الساحل، وأرفقت المقالة بتصريح «فايسبوكي» لفليحان تتساءل عن سبب قصف بعض القرى والمدن في مدينتها السويداء ذات الأكثرية الدرزية، وبدأت «أورينت» بالتشهير بفليحان لمجرد أنها تساءلت لماذا تُقصف بعض القرى في السويداء، وساوتها مع كيلو الذي اعتبر فتح جبهة الساحل خطأ، واستخدمت خطاباً طائفياً خلال الحملة، باعتبار فليحان وكيلو ينتميان إلى «أقليات» سورية.

وهكذا دمجت القناة بين مقالة صحافية ورأي على صفحة شخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، وصنعت مـــن القضيتين ملفاً واستضافت محللين وخصصت ساعات لمناقشة الموضوع وإثارة البلبلة وتقديم «حسب اعتقادها» قضية مثيرة للجدل، لكنها في الحقيقة أشبه ببرامج قناة «الدنيا» الموالية التي طالما بحثت عن قضايا فردية وغير مهنية وبعيدة من الحدث.

ربط القناة المعارضة الموضوعين، كان بمثابة بهرجة إعلامية، وتنفيذاً لأجندات بعيدة عن الحدث الذي يشغل الرأي العـام السوري، وبدا لمراقبين محاولة من القناة لتقديم نفسها كجهة إعلامية تبحث عن القضايا الجدلية لبـثها وتبنيها، في حين ذهب بعضهم لاعتبارها تحريضاً طائفياً ومذهبياً على طريقة الإعلام السوري الذي لا يتوقف عن إثارة النعرات الطائفية.

الأسد يقول إنه ليس يانوكوفيتش / الائتلاف انتخب هيئة سياسية جديدة

(و ص ف، رويترز، أ ش أ)

نقل رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية غير الحكومية سيرغي ستيباشين عن الرئيس السوري بشار الاسد في رسالة وجهها الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، انه ليس مثل الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش ولن يترك بلده، ولن يتخلى عن السلطة. وجاء في تصريح له: “قال لي الاسد ان المرحلة النشيطة من العمليات القتالية في سوريا ستنتهي بحلول نهاية 2014… لتبدأ بعدها مكافحة الارهابيين”.

وعلى الارض، قتل الراهب اليسوعي الهولندي فرانس فان در لوغت برصاص مسلح في احد احياء حمص القديمة التي تسيطر عليها المعارضة. وندد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بالحادث، فيما أبدى الفاتيكان أسفه لاغتيال فان در لوغت مشيداً بشجاعته. ص11

على صعيد آخر، انتخبت الهيئة العامة للائتلاف الوطني هيئة سياسية جديدة، ولم يشمل الانتخاب رئيس الائتلاف ونوابه وأمينه العام.

وقال مصدر في المكتب الاعلامي للائتلاف ان الهيئة العامة التي انعقدت في الايام الثلاثة الأخيرة في اسطنبول “انتخبت فجر اليوم الاثنين 19 عضوا يشكلون هيئتها السياسية، الى جانب رئيس الائتلاف احمد الجربا ونوابه الثلاثة فاروق طيفور ونورا الامير وعبد الحكيم بشار، وامينه العام بدر جاموس الذين لم تشملهم عملية الانتخاب”.

ومن الاعضاء القدامى الذين ظلوا في الهيئة السياسية أنس العبدة وأحمد رمضان ونذير الحكيم وهادي البحرة، كبير المفاوضين في جنيف2. واضيف اليهم 15 عضوا، كلهم جدد، باستثناء سالم مسلط الذي كان عضوا في هيئة سابقة.

ومن أبرز الذين لم يجددوا ترشحهم رئيس “التكتل الديموقراطي” في الائتلاف ميشال كيلو ، وعبد الباسط سيدا الرئيس السابق للائتلاف.

وبحث الائتلاف في ملفات سياسية وتنظيمية، منها نتائج مفاوضات جنيف2 مع النظام والتي لم تفض الى نتيجة.

وانتخب المجتمعون خلال اجتماعهم الاحد محيي الدين بنانة وزيرا للتعليم في الحكومة الموقتة، وعدنان محمد حزوري وزيرا للصحة، فيما أرجئ انتخاب وزير الداخلية، نظراً الى عدم وجود مرشح.

وخرج بنانة من سوريا عام 1986 بعدما تعرض للاعتقال والملاحقة لدى السلطات السورية مرات عدة، ثم عاد اليها بعد ربيع دمشق في 2006 ليعتقل مجددا فترة قصيرة.

اما وزير الصحة الجديد فهو طبيب تولى منصب رئيس قسم جراحة الأطفال في مشفى الأطفال في حمص بين عامي 2008 و2011.

أنقرة ترحب بالأرمن

ومع استمرار الاشتباكات في ريف اللاذقية الشمالي بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، أعلنت وزارة الخارجية التركية ترحيب أنقرة بالأرمن السورييين الفارين من العنف الدائر في سوريا.

ونقلت هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية “تي آر تي” عن بيان للوزارة إنه تم إيواء 18 أرمنياً سوريا في منطقة فاكيفلي بمحافظة هاتاي (اقليم اسكندرون) التركية.

وقالت إن “تركيا تفتح أبوابها لكل القادمين من سوريا فرارا من الاشتباكات هناك، بمن في ذلك المواطنون (الأرمن) الذين تضرروا من الاشتباكات في بلدة كسب السورية”. وأشار إلى أن مسؤولين في الحكومة التركية يتعاونون عن كثب مع البطريركية الأرمينية والجالية الأرمينية في تركيا من أجل تقديم المساعدة لأرمن سوريا، وأنه تم اتخاذ إجراءات لتوفير الحاجات الأساسية لـ”ضيوف تركيا”.

الأسد: العمليات القتالية ستنتهي خلال عام

أكد الرئيس السوري بشار الأسد، في رسالة وجهها إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن «المرحلة الناشطة من العمليات القتالية ستنتهي في غضون عام، لتعود سوريا بعدها إلى موقعها السابق في محاربة الإرهابيين»، مستبعداً تكرار التجربة الأوكرانية في سوريا، ومشدداً على أنه باق في بلده، ولن يهرب كما فعل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش.

إلى ذلك، كشف مسؤولون أمنيون سعوديون، أمس، عن أن رئيس الاستخبارات السعودي الأمير بندر بن سلطان سيعود إلى الرياض خلال أيام، بعد قضاء فترة نقاهة لمدة شهرين، مشيرين إلى أنه سيعود لممارسة مهامه كرئيس للاستخبارات والمسؤول عن الملف السوري.

ويأتي الحديث عن عودة بندر إلى منصبه بعد زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للسعودية أواخر آذار الماضي، حيث التقى الملك السعودي عبد الله.

ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن ثلاثة مسؤولين أمنيين سعوديين في الرياض قولهم إن وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف كان قد تسلم الملف السوري ووكالة الاستخبارات السعودية خلال غياب بندر، الذي كان قد زار الولايات المتحدة من أجل إجراء عملية جراحية في كتفه، ومن ثم قضى فترة نقاهة في المغرب.

وأشار المسؤولون إلى أن بندر عقد اجتماعات عدّة في المغرب، ضمنها لقاء مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن سلطان، الذي قدم له ملخصاً حول زيارته الرسمية لواشنطن وباريس في آذار الماضي، وانه التقى أيضا حاكم أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان خلال وجوده في مراكش.

وكانت قد صدرت تحليلات عن أنه تمت تنحية بندر عن الملف السوري، بسبب شكاوى أميركية من أنه يسلّح المتشددين. لكن ديبلوماسياً سعودياً رفيع المستوى قال لـ«اسوشييتد برس» إنه لم يكن بمقدور بندر بن سلطان اتخاذ أي قرار من دون موافقة الملك عبد الله، مشيراً إلى أن وزير الداخلية الأمير محمد تسلم مسؤوليات بندر في غيابه، لأن لوزارته خبرة في محاربة الإرهاب والشؤون الأمنية.

الأسد

في هذا الوقت، قال رئيس الحكومة الروسية الأسبق سيرغي ستيباشين، في مؤتمر صحافي في موسكو لدى عودته من دمشق، إنه نقل رسالة من الأسد إلى بوتين، أكد خلالها الرئيس السوري أن العمليات القتالية ستنتهي خلال عام، وتشديده على بقائه في سوريا.

وقال ستيباشين، الذي يرأس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية: «التقيت الرئيس السوري (الأربعاء الماضي) في أحد مقار إقامته من أجل تأكيد دعم موسكو الدائم له في مكافحته للإرهاب، ولشكره على موقفه من تدمير الأسلحة الكيميائية».

وأضاف ستيباشين أن «الرئيس السوري قال لي: قل لـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إنني لست يانوكوفيتش ولن أرحل أبدا». وتابع «بعكس يانوكوفيتش، ليس لدى الرئيس الأسد أعداء في دائرته المقربة، بل يمتلك فريقاً مترابطاً ومخلصاً. علاوة على ذلك، فإن أقاربه لا يتاجرون ولا يسرقون من الأموال المسجلة بل يقاتلون».

وأشار ستيباشين، الرئيس السابق لجهاز الأمن الروسي (إف إس بي)، إلى أن الأسد بدا واثقاً من نفسه ورابط الجأش وفي صحة جيدة و«هو يعلم تماماً ماذا يفعل من دون أي شك».

وقال «حين سألته كيف تسير العملية العسكرية، قال لي الأسد إن المرحلة الناشطة من العمليات القتالية في سوريا ستنتهي خلال عام، بعدها سنتحول إلى ما كنا نقوم به طوال الوقت، محاربة الإرهابيين»، مضيفاً أن «الروح المعنوية للجيش السوري عالية جدا».

وعلى الرغم من أن الأسد لم يعلن رسمياً نيته الترشح لولاية رئاسية جديدة، في الانتخابات المزمع إجراؤها في تموز المقبل، إلا أن ستيباشين توقع أن يقدم الأسد على خطوة الترشح وأن يفوز في تلك الانتخابات، قائلاً إن «غالبية الشعب السوري ستعطي صوتها له».

وقال ستيباشين «عبّر الأسد عن مخاوفه من الهجوم على اللاذقية. هناك محاولات لمنع إخراج جميع الأسلحة الكيميائية ليكون لدى الولايات المتحدة ذريعة تلوم بها سوريا».

إلى ذلك، رأى الأسد، خلال استقباله قيادات في «حزب البعث» من درعا والسويداء والقنيطرة لمناسبة ذكرى تأسيس الحزب السابعة والستين، أن «مشروع الإسلام السياسي سقط، ولا يجوز الخلط بين العمل السياسي والعمل الديني».

وقال الأسد «حين نكون أقوياء في الداخل فكل ما هو خارجي يبقى خارجياً، وظاهرتان يجب على الحزب العمل على تغييرهما داخل المجتمع، وهما التطرف وقلة الوعي». وأضاف «إننا مستمرون في عملية المصالحات، لأن همنا هو وقف سفك الدم ووقف تدمير البنى التحتية» مشيرا إلى أن «دور البعث في المصالحات الجارية مهم جدا، وللحزبي دور قيادي فيها ضمن منطقته».

«الائتلاف»

من جهة أخرى، أعلنت «الهيئة العامة في الائتلاف الوطني السوري» المعارض انتخاب 19 عضواً في الهيئة السياسية، حيث احتفظ أربعة أعضاء بمقاعدهم، وهم: أنس العبدة، وهادي البحرة، وأحمد رمضان ونذير الحكيم.

أما الأعضاء الجدد، فهم صلاح درويش، عالية منصور، عبد الأحد صطيفو، محمد خير الوزير، محمد خير بنكو، نصر الحريري، يحيى مكتبي، أحمد جقل، أنور بدر، جمال الورد، حسان الهاشمي، خالد الناصر، رياض الحسن، زياد حسن، وسالم المسلط، إضافة الى الأعضاء المنتخبين سابقا وهم أحمد الجربا رئيسا، ونورا الأمير وفاروق طيفور وعبد الحكيم بشار نوابا للرئيس، والأمين العام بدر جاموس. وبذلك يكون عدد أعضاء الهيئة السياسية 24 عضواً.

وخرج من الهيئة السياسية لـ«الائتلاف» كل من ميشال كيلو وفايز سارة وموفق نيربية وأكرم العساف ومنذر ماخوس وكمال اللبواني ولؤي صافي وعبد الباسط سيدا ومنى مصطفى.

وبهذا يبدو أن الجربا أقصى المعارضين لبقائه أكثر من الولايتين اللتين يشترطهما النظام الداخلي، وأمّن أكثرية الثلثين الضرورية لتعديل النظام الداخلي، لمصلحة التمديد لبقائه في كرسي الرئاسة «الائتلافية».

(«سانا»، «ايتار تاس»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

قائد “أحرار الشام” في الساحل السوري: شقيق قائد عملية مسرح موسكو!

عبد الله سليمان علي

تتكشف المزيد من الحقائق حول العملية الأخيرة التي قامت بها بعض الفصائل المتشددة في ريف اللاذقية الشمالي، وتحديداً في كسب ومحيطها.

وكانت “السفير” أول من كشف حقيقة أن “الأمير العام” لهذه العملية هو أبو موسى الشيشاني، القائد العسكري العام لـ”كتائب أنصار الشام”، ليتبين لاحقاً أن العنصر الشيشاني هو العمود الفقري لهذا الهجوم، لا سيما بعد مشاركة كل من القيادي الشهير مسلم الشيشاني (أبو الوليد) “أمير” جماعة “جنود الشام” في ريف اللاذقية ونائبه أبو تراب الشيشاني، اللذين كانا وما زالا المشرفين على الهجوم على نقطة المرصد 45.

ويبدو أن أحد القواسم المشتركة للهجوم على ريف اللاذقية هو انتماء جميع قادته العسكريين إلى الشيشان، أو إلى المعادين لروسيا خاصة، ومن شأن ذلك توفير المزيد من الإثبات على أن قادة الهجوم على كسب جميعهم من ذوي الارتباط بالاستخبارات التركية التي تجمعها مع الحركات الإسلامية في الشيشان مصالح وتاريخ طويل من العلاقات المستمرة حتى الآن. فقد شارك كل من مسلم الشيشاني وأبو موسى الشيشاني في العديد من العمليات الإرهابية ضد القوات الروسية في تسعينيات القرن الماضي كان أبرزها عملية “خير الله”. وليس هذا فحسب، فالقائد العسكري لحركة “أحرار الشام” في ريف اللاذقية هو أبو الحسن التبوكي (رغم أنه سوري وليس سعوديا)، تمتد أيضاً بينه وبين روسيا عداوة لا تقل عن عداوة الشيشان، وهو من القادة الميدانيين الكبار لعملية الهجوم على كسب. فمن هو؟

المعروف عنه أنه صاحب تاريخ سابق في القتال في أفغانستان، فهو من الأفغان العرب الذين قاتلوا تحت راية زعيم تنظيم “القاعدة” الراحل أسامة بن لادن والحالي أيمن الظواهري. ورغم أن معظم المؤشرات تدل على أنه سوري الجنسية لكن يلاحظ أنه يعرف باسم أبو الحسن المهاجر، وأيضاً بأبي الحسن التبوكي، كما حملت السرية التي قادها في الهجوم على مدينة كسب اسم “سرية المهاجر التبوكي”، الأمر الذي قد يوحي بأن له أصولاً سعودية.

لكن الأهم هو أن أبا الحسن هو شقيق ياسر السوري، واسمه ياسر الشعار، وهو العربي الوحيد الذي شارك في العملية الإرهابية التي استهدفت أحد مسارح روسيا قبل 12 عاماً. وثمة معلومات تؤكد أن السوري كان من القادة الذين خططوا ونفذوا هذه العملية، وليس مجرد عنصر عادي.

ومع اندلاع الأزمة السورية عاد أبو الحسن إلى سوريا حيث انضم إلى “حركة أحرار الشام” التي تتوالى الإثباتات على أنها تنظيم مطابق لتنظيم “القاعدة”، سواء من حيث العقيدة أو السلوك، أو من حيث نوعية القيادات التي تتحكم بأهم مفاصله. وبرز من هذه القيادات كل من أبو خالد السوري وأبو مريم الفلسطيني وأبو محمد الفرنسي وغيرهم كثير، وجميع هؤلاء كانوا على علاقة تنظيمية سابقة بتنظيم “القاعدة” العالمي أو بـ”الجهاد” في أفغانستان.

كما تزداد المؤشرات على العلاقة الوطيدة بين “حركة أحرار الشام” والاستخبارات التركية، خصوصاً عن طريق بعض قياداتها، ونذكر منهم هنا أبو الحسن التبوكي الذي كانت تربطه مع شقيقه ياسر السوري علاقات قوية مع أجهزة الاستخبارات التركية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أيمن أبو التوت، الملقب بـ”أبو العباس الشامي” وهو “المفتي العام للجبهة الإسلامية”، والذي ينظر إليه على أنه القائد الفعلي لـ”حركة أحرار الشام”، وأن أبا عبدالله الحموي مجرد واجهة له. وكان أبو التوت مقيماً في تركيا لعدة سنوات، بمعرفة أجهزة الأمن التركية التي غضت النظر عن علاقاته الكثيرة مع بعض التنظيمات الإرهابية، وذلك قبل أن يعتقل من قبل السلطات السورية، ويزج به في سجن صيدنايا.

يشار إلى أن عملية مسرح موسكو قامت بها مجموعة مكونة من حوالي 50 شيشانياً متطرفاً، من بينهم ياسر السوري وينتمون إلى جمهورية الشيشان، حيث هاجموا، بقيادة موفسار باراييف، مسرحا في موسكو في 23 تشرين الاول العام 2002، واحتجزوا مئات الرهائن، مطالبين آنذاك بانسحاب القوات الروسية من الشيشان وإنهاء الحرب الشيشانية الثانية. وبعد يومين ونصف من الحصار، ضخت القوات الخاصة الروسية غازًا كيميائيًا في فتحات التهوئة في المبنى، ثم اقتحمته. وقتل بسبب هذه العملية 39 من المهاجمين، من بينهم ياسر السوري على أيدي القوات الروسية، وما لا يقل عن 129 من الرهائن.

الانتخابات أخرجت كيلو وسارة وفليحان وسيدا وماخوس… في تراجع لأنصار الجربا

تغييرات في الهيئة السياسية للائتلاف السوري تعكس التجاذبات الإقليمية

اسطنبول ـ ‘القدس العربي’ من اسماعيل جمال: اعتبر الكاتب السوري المعارض أحمد كامل أن نتائج انتخابات الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض تمثل تراجعاً واضحاً لكتلة الديمقراطيين وإعادة للتوازن داخل الائتلاف، في حين رفض أنور بدر عضو الائتلاف وصف ذلك بالتراجع، مشيراً الى أن ما حدث ‘نجاح لقائمة توافقية’.

وقال كامل الذي يشغل أيضا منصب عضو المكتب الاعلامي للمجلس الوطني في حوار خاص مع ‘القدس العربي’ في اسطنبول ‘نتائج الانتخابات الأخيرة شكلت استعادة للتوازن داخله بعد أن كان يتشكل من لون واحد يتبع لرئيسه أحمد الجربا’، مضيفاً ‘ما زال الجربا يسيطر على الائتلاف لكن النتائج الجديدة خلقت حالة من التنوع والتوازن’.

ووصف كامل نتائج كتلة الجربا في الإنتخابات بـ ‘السيئة جداً’، وقال ‘ميشيل كيلو لم يرشح نفسه، وفايز سارة الرجل الثاني في القائمة خسر، والرجل الثالث كان ترتيبه قبل الأخير’، معتبراً أن ‘سياسات الجربا الخاطئة هي السبب الرئيسي في خروج كيلو وسارة من الهيئة السياسية للائتلاف’.

وقال كامل ‘الجربا مسؤول عن تفتت كتلة ميشيل كيلو وعن تشتت المجلس الوطني بسبب طرق توزيع الأموال التي يسيطر عليها، وبسبب حالة الاستقطاب والانقسام داخل الائتلاف، ووجود فساد مالي، بالإضافة الى فشله في إقامة علاقات متوازنة مع أصدقاء الشعب السوري’.

وتابع ‘على رئيس الائتلاف أن يكون على مسافة واحدة من أصدقاء الشعب السوري وبالتحديد في العلاقات مع قطر والسعودية وتركيا، وهذا ما لم يفعله الجربا، وأضر بمصالح الشعب السوري، بالإضافة الى سياساته التي أدت الى تهميش الجيش السوري الحر وإضعافه’.

من جهته اعتبر أنور بدر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض في حديث مع ‘القدس العربي’ أن النتائج تمثل انعكاساً لقائمة توافقية بين جميع القوى السورية المعارضة’، نافياً وجود ‘أي تراجع في مكانة أحد وأن ما حدث نجاح لقائمة توافقية فقط’.

وحول وجود معارضة في الداخل السوري لرئيس الائتلاف أحمد الجربا وخروج مظاهرات مناهضة له في اسطنبول قال بدر ‘هذه أعمال محدودة ولا تؤثر على مكانة وقوة رئيس الائتلاف فهو لا يأخذ تفويضه السياسي من صفحة معارضة على الفيسبوك أو مظاهرة لعدد من الاشخاص هنا أو هناك’.

من جهته اعتبر عبد الرحمن مطر الكاتب السوري أن نتائج الانتخابات تعكس تراجعاً واضحاً في كتلة التيار الديمقراطي داخل الائتلاف من خلال خروج عدد من أهم وأبرز ممثلي كتلة الديمقراطيين مثل فايز سارة وموفق نيربية، إضافة الى خروج عدد من رموز التيار العلماني مثل منذر ماخوس وعبد الباسط سيدا، منوهاً الى أن ذلك يعكس حدة التجاذبات السياسية للقوتين الإقليميتين الأبرز في سوريا وصعود قوة على حساب أخرى.

وأشار مطر في مجمل حديثه لـ ‘القدس العربي’ الى أن النتائج توضح تنامي الدور القطري من خلال استعادة الاخوان المسلمين لثقلهم داخل الهيئة السياسية مما يعني تغييراً هاماً سيطرأ في المرحلة القادمة داخل الائتلاف وسينعكس على الثورة السورية مع استحقاقات جنيف 3 والتحديات التي تواجهها القوى المسلحة للثورة في الداخل.

ولفت مطر الى أن عدم ترشح ميشيل كيلو للانتخابات ربما تكون له دوافع أخرى تتمثل في محاولته القيام بعملية توازن بين قطبي قطر والسعودية داخل الائتلاف وذلك من خلال تشكيل هيئة استشارية بالتعاون مع برهان غليون ومصطفى الصباغ ورياض حجاب، لتكون أشبه ‘بلجنة حكماء’، مع عدم إغفال استشعار كيلو للمزاج السوري العام الذي أثار حفيظته عبر موقفه من معركة الساحل.

وتوقع مطر أن تكون لذلك انعكاسات على كيلو في اجتماعات مجلس الأمانة العامة لاتحاد الديمقراطيين الذي سيعقد الأربعاء في اسطنبول.

وأظهرت نتائج انتخابات الهيئة السياسية للائتلاف الوطني التي عقدت في اسطنبول محافظة عدد من الأعضاء على مواقعهم ومنهم هادي البحرة وأنس العبدة ونذير الحكيم وأحمد رمضان (الحكيم ورمضان والعبدة يحسبون على التيار الاسلامي والاخوان) وعبد الأحد اصطيفو (عن المسيحيين السريان والآشوريين)، وبدون انتخابات كل من الرئيس أحمد الجربا ونوابه الثلاثة فاروق طيفور ونورة الأمير وعبد الحكيم بشار والأمين العام بدر جاموس وعاد إليها بعد غياب 3 أشهر فقط سالم المسلط ودخل لأول مرة جمال الورد وخالد الناصر ويحيى مكتبي ورياض حسن ونصر حريري ومحمد خير الوزير وصلاح درويش ومحمد خير بنكو وحسان هاشمي وأنور بدر وأحمد جقل وعالية منصور وزياد الحسن.

في حين خرج من الهيئة السياسية للائتلاف كل من ميشيل كيلو وفايز سارة وموفق نيربية وأكرم العساف ومنذر ماخوس وكمال اللبواني ولؤي صافي وعبد الباسط سيدا ومنى مصطفى وريما فليحان.

كما انتخبت الهيئة في اجتماعاتها محيي الدين بنانة وزيرا للتعليم في الحكومة السورية المؤقتة وعدنان محمد حزوري وزيرا للصحة، فيما أرجئ انتخاب وزير للداخلية، نظرا لعدم وجود مرشح.

دبلوماسي سوري معارض: نتائج انتخابات الهيئة السياسية للائتلاف لن تطيح بالجربا

علاء وليد- الأناضول: اعتبر دبلوماسي سوري معارض الثلاثاء، أن عدم فوز معظم الأعضاء السابقين في الانتخابات الأخيرة للهيئة السياسية للائتلاف المعارض، يعد انعكاساً للرغبة بضخ دماء جديدة في قيادة الائتلاف وعدم الرضا عن سياسات الهيئة الماضية، مستبعداً أن يكون الأمر مقدمة للإطاحة برئيس الائتلاف أحمد الجربا.

وفي تصريحات لوكالة (الأناضول) عبر الهاتف، قال نزار الحراكي سفير الائتلاف في قطر إن انتخابات الهيئة السياسية الجديدة التي أعلن عن نتائجها رسمياً، أمس الاثنين، كانت أقرب إلى الديمقراطية والواقع مع الاعتراف ببقاء بعض التجاذبات داخل الائتلاف، كما عكست حالة من عدم الرضا عن سياسات الهيئة السياسية الماضية.

ونجح 14 عضواً جدداً من أصل 19 عضواً منتخباً في الهيئة السياسية، في الانتخابات التي جرت في اسطنبول التركية الأحد، ليحلوا محل الأعضاء السابقين المقرب بعضهم من الجربا وكان أبرزهم ميشيل كيلو المعارض السوري البارز، وفايز سارة المستشار السياسي والإعلامي للجربا، ولؤي الصافي الناطق باسم الائتلاف، ومنذر ماخوس سفير الائتلاف في باريس.

وحسب النظام الداخلي للائتلاف، فإنه يضاف إلى الأعضاء المنتخبين الـ19، كل من رئيس الائتلاف أحمد الجربا ونوابه الثلاثة فاروق طيفور ونورة الأمير وعبد الحكيم بشار والأمين العام بدر جاموس، وذلك بدون انتخابات.

وتتخذ الهيئة السياسية للائتلاف القرارات اللازمة لسير عمل الائتلاف، وعلاقته مع الدول الأخرى، وتعيين السفراء لديها، إضافة إلى إقرار خطة العمل السياسي له، وتمثيل هيأته العامة على المستوين السياسي والديبلوماسي.

وأوضح السفير أن الهيئة السياسية الماضية تشكلت عبر الانتخابات أيضاً، إلا أنها كانت نتيجة توافقات على قوائم معينة، أما الانتخابات الأخيرة التي تمت منذ يومين كانت نتيجة “انتخابات ديمقراطية إلى حد كبير”.

واستبعد الحراكي أن تكون نتائج الانتخابات الأخيرة للهيئة السياسية مقدمة للإطاحة برئيس الائتلاف أحمد الجربا، معتبراً أن الجربا هو شخص منتخب ولا يمكن تغييره إلا بانتخابات أو سحب الثقة من قبل أعضاء الهيئة العامة، لارتكابه مخالفات للنظام الداخلي للائتلاف.

وبيّن السفير أن الجربا ستنتهي ولايته الحالية لرئاسة الائتلاف منتصف العام الجاري ولا يحق له الترشح لفترة جديدة، بحسب النظام الداخلي للائتلاف، كونه أنهى فترتين في المنصب نفسه (مدة الفترة الواحدة 6 أشهر).

من جهته اعتبر لؤي الصافي الناطق باسم الائتلاف، والعضو في الهيئة السياسية الماضية، أن نتائج الانتخابات الماضية تمثل “حالة توافق بين الكتل والمكونات المختلفة”.

ولفت الصافي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أمس الاثنين، إلى أن العديد من قيادات الصف الأول داخل الائتلاف، لم يسمّهم، آثروا عدم ترشيح أنفسهم في انتخابات الهيئة لإتاحة الفرصة لوجوه جديدة لتولي مسؤولياتها خلال المرحلة المقبلة.

وأكد الناطق باسم الائتلاف أن الهيئة السياسية الجديدة تنهي حالة الانقسام التي وسمت الائتلاف خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وتظاهر ناشطون سوريون أمام مقر الصحفيين المخصص لمتابعة اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف بمدينة إسطنبول، الأحد، للمطالبة بإسقاط وتنحية رئيس الائتلاف “أحمد الجربا”.

وكان ناشطون سوريون دعوا، الشهر الماضي، على شبكات التواصل الاجتماعي إلى الخروج بمظاهرات للمطالبة بإسقاط الجربا، وذلك على خلفية سقوط “يبرود” في ريف دمشق بيد قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني، متهمين الائتلاف بالتقصير والتأخر في تقديم الدعم اللازم لمقاتلي المعارضة خلال المعركة.

كما حدّدت أكبر تنسيقية تابعة للمعارضة “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011″، الشعار الذي خرجت تحته المظاهرات الأسبوعية في المناطق الخاضعة للمعارضة داخل سوريا، يوم الجمعة 21 مارس/آذار، باسم “جمعة إسقاط الجربا”.

الائتلاف السوري المعارض يدين إغتيال قس مسيحي في حمص

علاء وليد- الأناضول: أدان الائتلاف السوري المعارض، اغتيال قس مسيحي هولندي الجنسية في مدينة حمص وسط سوريا، متوعداً بمحاسبة من يقف وراء الجريمة.

وقال الائتلاف في بيان اطلعت عليه الأناضول الثلاثاء إنه “تلقى ببالغ الحزن والصدمة خبر استشهاد الأب فرنسيس فان درلخت، راعي دير (الآباء اليسوعيين) في حي بستان الديوان بحمص القديمة، والذي أمضى في سوريا 35 عاماً، ورفض الخروج من أحياء حمص المحاصرة وذاق ويلات الحصار المفروض من قبل قوات النظام مع باقي أبناء الشعب السوري”.

وقال ناشطون سوريون معارضون الاثنين، إن مسلحين ملثمين دخلوا الدير الذي يقيم فيه القس فرنسيس واقتادوه إلى الخارج وأطلقوا عليه رصاصتين في الرأس بعد أن أشبعوه ضرباً.

وتحاصر قوات النظام السوري منذ أكثر من عام ونصف الأحياء القديمة في حمص التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وسمح خلال الأشهر الماضية بإجلاء عدد من سكانها المدنيين تحت ضغط دولي، إلا أن جزء منهم رفضوا ذلك وفضّلوا البقاء في منازلهم.

وأشار الائتلاف إلى أن القس فرنسيس عبّر عدة مرات عن مواقفه من خلال تسجيلات مصورة من قلب الأحياء المحاصرة لنقل الحقيقة للعالم عن ما يتعرض له المدنيون العزل من تجويع وقصف لأحيائهم السكنية من قبل قوات النظام، كما طالب المجتمع الدولي أكثر من مرة بإدخال المساعدات الإغاثية الفورية إلى الأطفال والنساء والشيوخ.

ولفت الائتلاف إلى أنه “يذكّر بأن نظام بشار الأسد لطالما قام بتصفية كل من تعاطف مع الشعب السوري أو عبر عن مواقف ضد القمع والإجرام الممارس ضد المواطنين”، في اتهام ضمني للنظام بالمسؤولية عن عملية الاغتيال.

ولم يتسنّ الحصول على تعليق رسمي من قبل النظام السوري على اتهام الائتلاف له، كما لم يتسن التأكد مما ذكره الناشطون حول طريقة اغتياله من مصدر مستقل.

وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جنيفر بساكي عن شجب بلادها لمقتل القس فرانسيس فان دير لخت من قبل مسلح في حمص.

وقالت بساكي في مؤتمرها الصحفي اليومي الذي عقد في وزارة الخارجية الامريكية في العاصمة واشنطن، أمس الاثنين، “أحزنتنا نبأ مقتل الأب فرانسيس فان ديرلخت على يد مسلح في حمص”.

وأضافت أن بلادها “تدين هذا الاعتداء وغيره من الاعتداءات التي تستهدف المدنيين وتجمعات الاقليات”.

الجيش السوري الحر: النظام يترجم تقدم الثوار في الساحل بالبراميل المتفجرة على حلب

علاء وليد- الأناضول: قال قياديان في الجيش السوري الحر الثلاثاء، إن تكثيف قصف قوات النظام السوري للأحياء السكنية في مدينة حلب (شمال) بالبراميل المتفجرة، هو ترجمة لعجزه عن صد تقدم الثوار في جبهة الساحل (غرب).

وفي تصريح لوكالة (الأناضول) عبر الهاتف، قال أنس أبو مالك أحد قياديي الجيش الحر في جبهة الساحل، إن تكثيف قوات النظام السوري من قصفها بالبراميل المتفجرة على الأحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري، يأتي كترجمة ورد على تقدم الثوار في جبهة الساحل وعجز النظام خلال ثلاثة أسابيع عن صدهم.

والبراميل المتفجرة هي سلاح سوفييتي قديم، عبارة عن براميل معدنية محشوة بمواد شديدة الانفجار إضافة إلى برادة حديد وشظايا معدنية صغيرة، وانتهج النظام السوري استخدامه مؤخراً في قصف المناطق السكنية خاصة في ريف دمشق وحلب.

وأوضح أبو مالك أن النظام عادة ما يستخدم ما وصفها بـ(أساليب الجبناء)، حيث لا يقوم بالمواجهة العسكرية مع الثوار وإنما يقوم بقصف المدنيين وإيقاع أكبر عدد منهم للضغط على الثوار والانتقام لقتلاه في المعارك.

وأشار القيادي إلى أن النظام اختار حلب بالذات كونه يدرك أنها عاصمة الشمال السوري ومعقل رئيسي للثوار، وهي منطقة مجاورة للساحل، لذلك يعمل على تكثيف الهجمات والقصف عليها.

من جانبه، قال العقيد عبد الجبار العكيدي، القيادي في الجيش الحر في حلب، إن النظام اختار القصف الجوي على حلب كونه لا يستطيع شن هجمات برية عليها لأن الثوار يقومون بصد القوات البرية في كل مرة ويوقعون خسائر فادحة في صفوفها.

وأضاف العكيدي القائد السابق للمجلس العسكري التابع للجيش الحر في حلب، أن قصف قوات النظام لمدينة حلب بتلك الطريقة العشوائية والهجمية والتي غايتها إيقاع أكبر عدد من القتلى بين المدنيين، هو انعكاس واضح لتقدم الثوار في عدد من الجبهات وفي مقدمتها جبهة الساحل.

وحول سبب اختيار حلب دون غيرها من المناطق السورية لهذا الأمر، قال العكيدي إن عدداً من المقاتلين من حلب التحقوا مؤخراً بجبهة الساحل للقتال إلى جانب مقاتلي المعارضة هنالك، إضافة إلى أن حلب هي الجبهة “الأكثر إيلاماً” للنظام كونها أوقعت خلال السنتين الماضيتين عدداً كبيراً من مقاتليه إضافة إلى موقعها الاستراتيجي الهام الذي خسره النظام.

ومنذ 21 مارس/ آذار الماضي، أعلنت فصائل إسلامية مثل جبهة “النصرة” وحركة “شام” الإسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر، عن إطلاق معركتين باسم “الأنفال” و”أمهات الشهداء”، تستهدف مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية (غرب) ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية.

واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة “كسب” الاستراتيجية التي يوجد فيها سكان من “الأرمن”، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل “السمرا” أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها.

فيما تسيطر قوات المعارضة، منذ نحو عامين، على ريف حلب الشمالي ومعابرها الحدودية مع تركيا، وعدد من أحياء المدينة، ولم تفلح محاولات قوات النظام المتكررة لاستعادة تلك المناطق، ما جعلها مؤخراً تتبع سياسة “الأرض المحروقة” وقصف المدنيين بـ”البراميل المتفجرة”، وكثفت من قصفها بعد فتح جبهة الساحل من قبل الثوار ما أوقع عشرات القتلى بين المدنيين، حسب مصادر المعارضة.

وأطلق ناشطون معارضون للنظام السوري، السبت، “هاشتاغ” على موقعي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” بعنوان “أنقذوا حلب”، وذلك رداً على “هاشتاغ” مماثل أطلقه موالون للنظام قبل أيام بعنوان “أنقذوا كسب”.

وأطلق الناشطون “هاشتاغ أنقذوا حلب”، بعد أسبوع دامٍ في  مدينة حلب، شنّ خلاله طيران النظام قصفاً عنيفاً بالبراميل المتفجرة، على أحياء سكنية تسيطر عليها قوات المعارضة في المدينة؛ ما أوقع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

البغدادي يتوعد أردوغان ويدعوه إلى ‘مبايعته قبل فوات الآوان’ ويقول: لا يوجد أشهى من لحوم الأتراك

عمان- (يو بي اي): توعد زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) أبو بكر البغدادي، رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، ودعاه إلى “مبايعته قبل فوات الآوان”، وقال إنه “لا يوجد أشهى من لحوم الأتراك”، مشيراً إلى أن تنظيمه قرر “هدم” ضريح سليمان شاه.

وقال البغدادي، المكنى بـ(الكرار)، في تسجيل صوتي نشر على موقع التواصل الإجتماعي (يوتيوب) ليل الإثنين ـ الثلاثاء بعنوان “تنبيه الغافلين من قاعدة المخالفين”، “يا أهل الشام شاع عنا اننا نقتل أهل الإيمان ونترك النصيرية (في إشارة إلى الجيش السوري النظامي) ولذا قررنا هدم ضريح سيلمان (شاه) لنفي الإشاعة والبهتان”.

وأضاف “ترقبوا من ترجماننا الإصدار هدية من المهاجرين والأنصار وفيه عمليات كبار، تهدم القبور والأحجار”.

وتابع البغدادي “وبمناسبة فوز (رجب طيب) أردوغان (رئيس الحكومة التركية) ندعوه لمد الأيادي والإذعان لمبايعتنا قبل فوات الآوان، وإلا أتيناه بجنود أنيسهم أشلاء الجندرما وشاربهم الكولا والبسطرما وإنهم (أي الجنود) ذاقوا أنواع اللحوم فما وجدوا أشهى من لحوم الأتراك وشايهم نشهد إنه طيب المذاق”.

وتوعد البغدادي، زعيم تنظيم “جبهة النصرة لأهل الشام” أبو محمد الجولاني، المكنى بـ(الفاتح)، قائلاً “نكرر تهديدنا لجبهة الجولاني جبهة آل سلول (حكام السعودية) وآل ثاني (حكام قطر) ونقول لهم يا منحرفي المنهج، فكيف تجرأتم وآذيتم نصارى دولتي وإعتديتم على أهل ذمتي فإرتقبوا منا رد الغيارى”.

ووجه البغدادي كلامه لتنظيم “جبهة النصرة لأهل الشام” قائلاً “إعلموا إننا ننتظرالوقت المناسب حتى نفتح جبهة الفرقة السابعة عشر وجبهة الساحل (اللاذقية) وجبهة بغداد والأحواز (عاصمة ومركز محافظة خوزستان وتقع شمال غرب إيران)، ولكننا الآن مشغولون بمحاربة المعاصي والكبائر وحرق الخمور وعلب السجائر”.

وختم قائلا “فأعلموا ان دولتنا في العراق والشام باقية.. باقية.. باقية حتى وإن غدا (موقع التواصل الإجتماعي) توتير محجوباً، باقية ما دمنا ننشر الكلمات على يوتيوب، فلا نامت عيونا للصحوة (جبهة النصرة لأهل الشام) ولا ذاقت شاياً ولا قهوة”.

ويعتبر الموقع الجغرافي لضريح سليمان شاه، في قرية منبج، بمحافظة حلب شمال سوريا، جزءاً من الأراضي التركية رغم وجوده الفعلي ضمن الأراضي السورية ويعود ذلك بناء على الاتفاق الذي عُقد في عام 1921 بين كل من المندوب السامي الفرنس والعثمايين، والذي أتى بمضمونه اعتبار الأرض التي يوجد عليها الضريح تركيا، وأي اعتداء عليها يعتبر اعتداء على الأراضي التركيّة.

جبهة النصرة تتقدم في محيط يبرود

دمشق – االقدس العربي’: قالت اجبهة النصرةب إنها نفذت اعملية استشهاديةب صباح امس الاثنين في تجمع لقوات النظام السوري وقوات حزب الله اللبناني بالقرب من رأس العين في محيط مدينة يبرود، ما أوقع منها 15 قتيلا على الأقل. وتمكنت كتائب المعارضة السورية المسلحة على إثر ذلك من التقدم باتجاه يبرود بعد أن استهدفوا تجمعات عسكرية أخرى لقوات النظام والمليشيات الموالية لها بصواريخ ‘غراد’، محققين إصابات مباشرة، حسبما نقل موقع ‘مسار برسب.

وفي السياق ذاته، تواصلت الاشتباكات بين الطرفين في قرية إفرة وأرض الضهرة ومحيط حاجز الفاخوخ في منطقة القلمون، حيث قتل عناصر المعارضة السورية 7 من عناصر القوات النظامية السورية ودمروا عددا من الآليات العسكرية التابعة لها، كما سيطروا على بعض المرتفعات المحيطة بالمنطقة، في حين قتل من عناصر المعارضة 4 عناصر خلال المعارك. وسيطرت المعارضة السورية المسلحة امس الاثنين على التل الأحمر الغربي بصورة كاملة بعد اقتحامها صباح امس السرية الثالثة، ما أسفر عن مقتل حوالي 25 عنصرا من قوات النظام السوري وتدمير دبابة، كما غنموا أسلحة وذخائر مختلفة؛ فيما قتل 3 عناصر من الثوار.

وتعد التلال الحمر أهم المواقع العسكرية في القنيطرة، حيث يتمركز عليها عدد كبير من القطع والثكنات التابعة لقوات الأسد، وتتألف من تلين شرقي وغربي.

في مقابل ذلك، شن الطيران الحربي عددا من الغارات الجوية في محيط التلال أثناء الاشتباكات بين الطرفين ما أوقع جرحى من عناصر المعارضة.

وكانت كتائب المعارضة قد تصدت أمس الاول لمحاولة من قبل قوات النظام السوري اقتحام قرية الدوايا، حيث أوقعت 6 قتلى منهم.

اللاذقية: معارك الساحل ترص صفوف الموالين

صادق عبد الرحمن

 تعتبر معارك الساحل، التي ما تزال تدور رحاها شمال اللاذقية، الهزة الأعنف التي تتعرض لها البيئة الموالية للنظام في الساحل السوري، ذلك منذ المظاهرات الضخمة التي اجتاحت بعض مدن الساحل مطلع العام الأول من الثورة السورية. وعلى الرغم من أن معارك الساحل أواسط العام الماضي شهدت اجتياح قرىً علوية واختطاف نساء وأطفال، إلا أنها لم تترك أثراً كبيراً لأسباب شتى، لعل أبرزها إدراك الموالين لضعف القوات المهاجمة وسهولة ردها على أعقابها، وهو ما حصل فعلاً آن ذاك.

 هذه المرة جاء تقدم الكتائب الإسلامية ثم كتائب الجيش الحر باتجاه شاطئ البحر، وتمكنها من الاستيلاء على مراصد مهمة وإلحاقها خسائر كبيرة في صفوف قوات النظام، مفاجأة كبيرة للموالين، لأنها جاءت في أعقاب تقدم النظام الكاسح في القلمون وريف حمص الغربي، إلى جانب أنها كانت وفق خطة عسكرية محكمة أثارت إرباكا كبيراً في صفوف قوات النظام، شعر به سكان ريف اللاذقية بوضوح، كما أنها ترافقت مع قصف غير مسبوق بصواريخ “الغراد” على مدينة اللاذقية وضواحيها، ما شكل شعوراً لدى تلك البيئة بأنها تحت مرمى النيران المباشرة لأول مرة منذ اندلاع المواجهات المسلحة.

الذعر في كل مكان في اللاذقية. أرتال الدبابات تمر أمام الناس نحو الشمال، وجثامين قتلى الجيش وقوات “الدفاع الوطني” تملاً برادات المشافي المدنية والعسكرية. الرجل المرعب، هلال الأسد، مات. إيقاع الحياة يتغير في المدينة على نحو أعنف مما حصل إبان معارك الرمل الشمالي قبل عامين، وصور المقاتلين الإسلاميين على شاطئ المتوسط تدب الذعر في النفوس. هذه المرة كلّ شيء جدي، ولن يكون بمقدور إعلام النظام أن يبعث أي طمأنينة تطرد الخوف من النفوس.

على الرغم من التوتر والضجيج الإعلامي، لم تحدث صدامات كبيرة داخل مدينة اللاذقية، كما أن الاستفزازات التي تعرض لها بعض سكان الأحياء السنية من قبل الشبيحة، لم تلق ثناء أنصار النظام في المدينة، ربما لأن الجميع يدركون أن انفلات الأوضاع الأمنية هناك لن يكون في صالح أحد. وهو ما بدا واضحاً من طريقة استقبال سكان الأحياء السنية، الصليبة والسكنتوري والرمل الشمالي، لتلك الاستفزازات، إذ كان الأداء منضبطاً وواعٍيا للعواقب، يقابله على الجانب الآخر مقولة يرددها العلويون تقول إن “الرجولة تكون على الجبهة في كسب وليس في أحياء الصليبة والرمل الشمالي والسكنتوري”.

 نقطة “مرصد الـ45” التي تشهد أعنف المعارك، تحتل الحيز الأوسع من أحاديث سكان اللاذقية، وإذا كان هؤلاء يدركون أنه لا قدرة لدى كتائب المعارضة المسلحة على دخول المدينة، فإنهم يعتقدون أن إحكام هذه الكتائب لسيطرتها على التلال والمراصد المرتفعة في أطراف جبل التركمان سيجعل اللاذقية وضواحيها مناطق مكشوفة أمام المدفعية والصواريخ، وهو ما قد يعني إرساء قواعد اشتباك جديدة بين النظام ومناوئيه. يقول أحد أبناء اللاذقية لأقربائه في طرطوس ساخراً: “إذا فقد الجيش النقطة 45 وقسطل معاف نهائياً، فإنكم ربما تضطرون إلى استضافتنا في مدينتكم”.

 في طرطوس، المدينة الساحلية التي تبعد أكثر من 100 كيلو متراً عن ميدان المعارك، تبدو الأمور مختلفة. لا شيء يتغير في رتابة الحياة اليومية هناك. المعارك في اللاذقية، بالنسبة لسكان طرطوس، شبيهة بأي معارك أخرى تدور بعيداً عنهم في أنحاء البلاد، ذلك باستثناء ارتفاع نبرة التذمر من هذه المفاجأة الساحلية، وبعض الخوف من الأنباء عن أعداد القتلى الكبيرة.

ليس ثمة أصوات قصف أو احتمالات قصف أصلاً في طرطوس، وكما يخرج أبناؤها المنضمون إلى “قوات الدفاع الوطني” للقتال في حمص أو دمشق أو غيرها، يخرجون إلى شمال اللاذقية ليعود بعضهم في توابيت، وتستمر الحياة في المقاهي والأسواق على طبيعتها، بما لا يعطي انطباعاً عن هزةٍ كبيرةٍ ألحقتها معارك الساحل في هذه المدينة.

 وسواء في اللاذقية أو في طرطوس، فإن بعضاً من أنصار النظام السوري يتساءلون غاضبين عن كيفية تمكن المسلحين من الوصول إلى شاطئ البحر، ومن إطلاق الصواريخ على هذا النحو، وإذا كان ليس ثمة إجابة على هذه التساؤلات، فإن الحديث عن الدعم التركي المباشر لمسلحي المعارضة، وإسقاط سلاح الجو التركي لطائرة سورية، يبدو مفيداً في إسكات الأصوات المشككة بأن النظام لا يفعل شيئاً.

 يصرخ سائق سيارة أجرة، بعد سماعه أنباء “انتصارات” قوات النظام في اللاذقية على إحدى الإذاعات “هل كنتم نائمين، هل ذهبتم جميعاً إلى القلمون، كيف وصل هؤلاء إلى البحر؟ وكيف يتمكنون من إطلاق الصواريخ على هذا النحو؟”. ليس ثمة إجابة على هذه التساؤلات دون شك، لكن الحديث عن الدعم التركي المباشر، وإسقاط سلاح الجو التركي لطائرة سورية، يبدو مفيداً في إسكات الأصوات المشككة والغاضبة من غفلة عين النظام عن خزّانه البشري في اللاذقية.

 وخلافاً لما يعتقد كثيرون، فإن معارك الساحل ترص صفوف الموالين خلف نظام الأسد، النظام الذي يفقد هيبته بين أنصاره إذ يتقهقر في عقر داره، لكن تمسكهم به يستمر على نحو مستقر، لا لشيء إلا لأنهم أكثر من أي وقت مضى في مواجهة “أعدائهم الجذريين” هناك على تخومهم الشمالية.

الأسد يؤكد أنه لن يتخلى عن السلطة.. ونصر الله يرى أن خطر سقوط حليفه «انتهى»

الائتلاف عد كلام زعيم حزب الله «تهيئة لطرح حل سياسي بعد صعوبة الحسم العسكري»

بيروت: كارولين عاكوم

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنه لن يغادر سوريا ولن يتخلى عن السلطة، مؤكدا أن العمليات العسكرية في بلاده ستنتهي هذا العام والحكومة ستواصل معركتها ضد «الإرهابيين»، فيما اعتبر أمين عام حزب الله حسن نصر الله، أن «خطر سقوط النظام السوري قد انتهى، كما تجاوزنا خطر التقسيم والخيار العسكري فشل وأن معظم الدول تتبنى اليوم الحل السياسي».

وفي مؤتمر صحافي في موسكو بعد عودته من دمشق ولقائه الأسد، أعلن رئيس الحكومة السابق سيرغي ستيباشين أن الرئيس السوري سلمه رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «ليس يانوكوفيتش» ولن يرحل أبدا.

وأوضح ستيباشين، الذي يرأس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، وهي منظمة غير حكومية أنه «بعكس يانوكوفيتش، ليس لدى الرئيس الأسد أعداء في دائرته المقربة وهو يعلم تماما ماذا يفعل من دون أي شك». وأشار إلى أن الأسد في صحة جيدة. وكان الأسد أعلن مرات عدة أنه سيترشح للانتخابات «إذا أراد الشعب ذلك». وفي ذكرى تأسيس «حزب البعث» قال الأسد، أمس، خلال لقائه وفدا من الحزب في درعا والسويداء والقنيطرة: «حين نكون أقوياء في الداخل فكل ما هو خارجي يبقى خارجيا وظاهرتان بجب على حزب البعث العمل على تغييرهما داخل المجتمع وهما التطرف وقلة الوعي».

وأشار الأسد إلى أنه «جرى استهداف الحزب في محاولة تشويه صورته منذ بداية الأزمة»، معتبرا أن قوة أي حزب ليست فقط في عدد أعضائه بل في اتساع شريحة المؤيدين له.

ولفت الرئيس السوري إلى أننا «مستمرون في عملية المصالحة لأن همنا وقف سفك الدماء ودور الحزب في المصالحات الحالية مهم جدا مشددا على ضرورة التفكير داخل الحزب بالجوانب التي أثرت فيها الأزمة وأدت إلى حدوث خلل فيها ومشروع الإسلام السياسي سقط ولا يجوز الخلط بين العمل السياسي والعمل الديني».

في المقابل، اعتبر نصر الله في حديث إلى «جريدة السفير اللبنانية»، أن «معركة سوريا ليس هدفها صنع ديمقراطية أو عدالة أو مكافحة فساد، بل تغيير موقع سوريا وموقفها بدليل العروض التي تلقاها الأسد غير مرة».

ورأى أن «معظم الدول تتبنى اليوم الحل السياسي، وتوقع أن يزداد الموقف الروسي تصلبا في المرحلة المقبلة»، معبرا عن اطمئنانه إلى مجرى الحوادث في جنوب سوريا وعلى حدودها الشمالية.

وردا منه على كلام نصر الله، اعتبر عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري محمد يحيى مكتبي أن هذه التصريحات تدل على «التخبط الذي يعيشه حزب الله نتيجة وجود حالة من الحرج الشديد لديه جراء مقتل عدد كبير من عناصره أخيرا في سوريا ووجود ضغط كبير عليه من حاضنته الشعبية وتراجع قدراته وتناقص أعداد عناصره بشكل مطرد، نظرا لارتفاع تكلفة القتال إلى جانب نظام الأسد». ورأى مكتبي في لقاء أجراه معه المكتب الإعلامي للائتلاف أن: «(حزب الله) الإرهابي يحاول أن يرفع معنويات مقاتليه وإيجاد مبررات غير واقعية، لكنه لن ينجح في ذلك، نظرا لحالات التشييع اليومي لمقاتليه الذين قضوا في سوريا». ووصف مكتبي قول نصر الله بأن «الخيار العسكري في سوريا فشل» بأنه «محاولة منه لإعادة التوازن وتهيئة لطرح أفكار لحل سياسي بعدما وجد أنه لا يمكن تحقيق الحسم العسكري، معتبرا أن هذا الطرح «لا يمتلك إطارا واضحا وفيه تشويش وعدم وضوح في الرؤية».

وفي حين كشف نصر الله أن الحزب يقف وراء العبوة التي استهدفت دورية إسرائيلية على الحدود بين البلدين في منطقة اللبونة، الشهر الماضي، وأنها كانت جزءا من الرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت أحد مواقع حزب الله في منطقة جنتا الحدودية، وكذلك، رسالة بأن المقاومة، على الرغم من قتالها في سوريا، عينها مفتوحة ومستعدة لأن تواجه، رأى أن «حوادث سوريا جاءت لتحقق أهم خيارات إسرائيل بعد فشل حرب يوليو (تموز) 2006، غير أن المجريات الميدانية تزيد قلق الإسرائيليين و«صارت عينهم على الجليل»، كما أشار إلى أن القلق الإسرائيلي من إيران يزداد يوما بعد يوم. وعبر نصر الله عن ثقته بأن إسرائيل لن تشن حربا جديدة على لبنان. وعن هذا الاستهداف، سأل وهبي قاطيشا، مستشار رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع: «لماذا لم يعلن حزب الله عن مسؤوليته عن هذا الاستهداف لحظة وقوعه، وهو الأمر الذي حصل مع استهداف موقع له في جنتا قبل أن يعترف بعد يومين على استهداف إسرائيل موقعا تابعا له في البقاع؟»، مضيفا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر يدل على تردد حزب الله الذي بات يدرك تماما أن الشعب اللبناني لم يعد يقف إلى جانبه، مستبعدا في الوقت عينه أن يقدم حزب الله في الوقت الحالي على فتح جبهة الجنوب مع إسرائيل».

وعن مشاركته في القتال بسوريا إلى جانب النظام، شدد نصر الله على أهمية تماسك جمهور المقاومة وبيئتها الحاضنة، وقال: «نحن لا نواجه مشكلة مع جمهورنا في شأن مشاركتنا في سوريا، بل على العكس هناك فئة كانت مترددة ولكنها حسمت خيارها معنا، وأضاف: «أستطيع القول إن بعض جمهور 14 آذار يؤيد تدخلنا في سوريا حماية للبنان من المجموعات التكفيرية الإرهابية».

وهو ما عده قاطيشا أمرا غير واقعي، سائلا: «أين هو هذا الجمهور؟»، مضيفا «جمهور 14 آذار مثل قياداته لا يوافقون على ما يقوم به حزب الله لا في سوريا ولا في لبنان».

ملثم يغتال كاهنا مسيحيا في حمص

يتحدر الأب فرنسيس من أصول هولندية وعرف عنه مواقفه المنددة بحصار المدنيين

بيروت: «الشرق الأوسط»

اتهم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» نظام الرئيس السوري بشار الأسد باغتيال رجل الدين المسيحي من أصول هولندية، فرانسيس فاندرلخت، الذي قتل أمس برصاص رجل ملثم اقتحم «دار الآباء اليسوعيين» في حي بستان الديوان بحمص القديمة، حيث يقيم الكاهن التابع للرهبنة اليسوعية منذ أكثر من سنة.

وكان الأب ميشال نعمان المقيم في حمص، أعلن صباح أمس، في تعليق نشره في صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك» مقتل الأب فرنسيس قائلا: «بكل أسف، وبكل قبول وتسليم لإرادة الله أنقل لكم خبر وفاة أبونا الغالي فرانس»، ولفت نعمان إلى أن «شخصا ملثما دخل إلى دير الآباء اليسوعيين في بستان الديوان في حمص المحاصرة، وأطلق النار على الأب الهولندي» وأرداه قتيلا، وهو ما أكده «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في وقت لاحق. ويعيش الأب الهولندي في سوريا منذ قرابة الخمسين عاما، ورفض الخروج من حمص القديمة بعد حصارها من قبل القوات النظامية، فيما يؤوي دير الآباء اليسوعيين عشرات من المدنيين المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون ظروفا غاية في الصعوبة نتيجة الحصار المفروض عليهم.

وسبق للأب فرنسيس أن علق على سبب بقائه في الدير قائلا: «لقد حصلت على الكثير من الشعب السوري، من خيره وازدهاره. وإذا كان يتألم حاليا، فأحب أن أشاركه ألمه ومشكلاته»، مضيفا: «أحب أن أكون مع الشعب السوري، أن أقدم إليه بعضا من التعزية والتواصل والتعاطف، ليقدر على تحمل هذا الألم الفظيع». ووضعت نائبة رئيس الائتلاف المعارض، نورا الأمير في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» حادثة اغتيال الأب فرانسيس في سياق الاختراقات التي تتعرض لها مناطق المعارضة في حمص من قبل جواسيس النظام وعملائه، مشيرة إلى أن «هذه الجريمة تأتي بعد يوم واحد على مقتل العشرات من عناصر الجيش الحر في حمص المحاصرة». وأوضحت أن «أشخاصا مجندين من قبل النظام في حمص يعطون إحداثيات ومعلومات عن أهداف ومناطق عسكرية للمعارضة لتسهيل استهدافها».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد أول من أمس، بمقتل «ما لا يقل عن 13 مقاتلا من كتائب المعارضة في حمص، بينهم اثنان من القادة، إثر انفجار عربة في أحياء حمص المحاصرة في سوق الجاج (الدجاج)»، والواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، تزامنا مع مقتل «20 مقاتلا معارضا نتيجة سقوط صاروخ (غراد) على مستودع الذخيرة الاحتياطي الذي تم تجهيزه للقيام بعملية عسكرية ضد قوات الجيش النظامي من أجل فك الحصار عن المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام وعشرة أشهر»، بحسب ما أشار «مكتب حمص الإعلامي». وفي حين وجه بعض الناشطين اتهامات لكتائب إسلامية متشددة بالوقوف وراء الاغتيال، أكدت الأمير أن هذا الاتهام غير منطقي لأن الأب فرنسيس كان متواجدا في حمص منذ أكثر من عام ولم يمسه أحد بأذى.

وأثارت حادثة اغتيال الأب فرنسيس موجة استنكار على مواقع التواصل الاجتماعي بين الناشطين المعارضين. يذكر أن الأب فرنسيس أعلن تضامنه مع سكان حمص أثناء الحصار الذي فرض على بعض أحياء المدينة من قبل القوات النظامية. وبث ناشطون معارضون في 28 يناير (كانون الثاني) مقطع فيديو يظهر الأب فرنسيس وهو يتهم «القوات النظامية باستخدام سياسة الجوع مقابل الركوع مع الجميع». وقال فرنسيس وهو داخل إحدى الكنائس بحمص القديمة: «نحن أبناء حمص المحاصرة المسلمين والمسيحيين نعيش ضمن ظروف صعبة ومؤلمة ونعاني الكثير من المشاكل وأكبرها الجوع، حيث إن الناس في حمص القديمة لم يعد لديها أي طعام».

الائتلاف الوطني السوري يوسع هيئته السياسية

مصطفى يتولى مؤقتا منصب وزير الداخلية

بيروت: «الشرق الأوسط»

اختتم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس اجتماعات هيئته العامة التي استمرت ثلاثة أيام بانتخاب هيئة سياسية جديدة، وإضافة خمسة أعضاء جدد إليها، ليرتفع عدد أعضاء الهيئة إلى 24 عضوا، بما فيهم هيئة الرئاسة.

ولم تشمل الانتخابات منصب رئيس الائتلاف أحمد الجربا ونوابه الثلاثة، أو الأمين العام بدر جاموس، بل حصرت بالأعضاء التسعة عشر للهيئة السياسية. كما كان الائتلاف توصل خلال اجتماعاته التي بدأها الأحد الماضي إلى تعيين وزير للصحة وآخر والتعليم، إضافة إلى إجراء تقويم لنتائج مشاركة المعارضة في مؤتمر «جنيف2» والأوضاع الميدانية.

وأوضح عضو الائتلاف المعارض، عبد الأحد اصطيفو لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف من توسعة الهيئة السياسية تفعيل عمل جميع مكونات الائتلاف وزيادة لحمته وتماسكه.

من جهته، أشار عضو الائتلاف والمتحدث الإعلامي باسمه لؤي صافي أن «الهيئة السياسية الجديدة تمثل حالة توافق بين الكتل والمكونات المختلفة»، موضحا في تعليقا في صفحته على موقع «فيسبوك» أن «قيادات الصف الأول داخل الائتلاف امتنعوا عن ترشيح أنفسهم لإتاحة الفرصة لوجوه جديدة تتولى مسؤوليات الهيئة العامة خلال المرحلة المقبلة»، وأكد صافي أن «انتخاب هذه الهيئة سينهي حالة الانقسام التي وسمت الأشهر الثلاثة السابقة، وتترافق مع إتمام نصاب مجلس وزراء الحكومة السورية المؤقتة بعد انتخاب وزراء الصحة والتعليم».

وكانت الهيئة العامة للائتلاف انتخبت خلال اجتماعاتها التي بدأت السبت الماضي، وزيرين للحكومة المؤقتة هما وزيرا الصحة والتربية والتعليم محمد حزوري ومحيي الدين بنانة، بينما بقي منصب وزير الداخلية شاغرا، إذ لم يرشح طعمة أحدا لتسلمه، لأن ترشيح الاسم سيكون من مهمة المجالس العسكرية خلال فترة شهر على أن تسند مهام وزارة الداخلية إلى وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة أسعد مصطفى، إلى حين انتهاء الفترة المذكورة.

وفي هذا السياق، أشار عضو الائتلاف المعارض، عبد الأحد اصطيفو في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «مهلة الشهر التي تفصلنا عن تعيين وزير داخلية سيجري خلالها بناء جهاز إداري تابع لوزارة الداخلية قادر على إدارة المناطق المحررة وتأمين الخدمات والأمن لأهلها»، لافتا إلى «تشكيل فريق سيقوم في الأسابيع القادمة بالإشراف على بناء هذا الجهاز من ناحية الكوادر والأموال».

واطلع أمس، أعضاء الهيئة العامة، خلال جلسات منفصلة أمس، على الأوضاع الميدانية في كافة الجبهات عبر تقرير قدّمه وزير الدفاع المؤقت اسعد مصطفى، كما جرى الاضطلاع على أوضاع البعثات الدبلوماسية الخاصة بالائتلاف في الدول العربية والغربية وتقييم أدائها.

وكانت نتائج الانتخابات قد أسفرت عن إبعاد أسماء بارزة عن الهيئة السياسية مثل ميشيل كيلو وفايز سارة، في حين حافظ كل من أنس العبدة وأحمد رمضان وهادي البحرة ونذير الحكيم على عضويتهم فيها، وضمت الهيئة السياسية الجديدة كلا من حسان الهاشمي (88 صوتا) وعالية منصور (86 صوتا) ويحيى مكتبي (86 صوتا) وعبد الأحد اصطيفو (85 صوتا) وصلاح درويش (83 صوتا) وخالد الناصر (81 صوتا) وزياد الحسن (81 صوتا) وسالم المسلط (80 صوتا) وجمال الورد (80 صوتا) ونذير الحكيم (79 صوتا) ورياض الحسن (78 صوتا) ومحمد خير بنكو (78 صوتا) وأحمد جقال (73 صوتا) وأنور بدر (73 صوتا) ونصر الحريري (69 صوتا) وأنس العبدة (67 صوتا) وهادي البحرة (66 صوتا) وأحمد رمضان (65 صوتا) ومحمد خير الوزير (65 صوتا).

إسرائيل تؤكد استخدم الأسد أسلحة كيماوية في دمشق قبل أسبوعين

أمين عام الائتلاف: يستخدمه كوسيلة لإرهاب السوريين

رام الله: كفاح زبون لندن: «الشرق الأوسط»

قال الدكتور بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض إن «لدى المعارضة السورية معلومات مؤكدة مصدرها ناشطون سوريون تفيد بأن نظام الرئيس بشار الأسد عاد لاستخدام السلاح الكيماوي أكثر من مرة مؤخرا في مناطق عدة بريف دمشق».

وجاء تعليق أمين عام الائتلاف بعد إعلان مسؤول أمني إسرائيلي كبير عن أن لدى إسرائيل أدلة تدعم اتهامات المعارضة السورية لقوات موالية للأسد باستخدام أسلحة كيماوية في دمشق قبل أسبوعين.

وقال جاموس في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام مني بالكثير من الخسائر مؤخرا في أكثر من منطقة جنوبي البلاد وشمالها، لذلك يستخدم السلاح الكيماوي كوسيلة لإرهاب السوريين في المناطق الملتهبة ضده»، مطالبا «المجتمع الدولي وخصوصا بعد خروج بعض الشهود من سوريا، والذين أثبتوا بشكل قاطع استخدام النظام لهذه الأسلحة المحرمة إضافة إلى التقارير الغربية المتطابقة، بتطبيق العدالة الدولية ومحاسبة المجرمين من النظام السوري».

وكان مسؤول أمني إسرائيلي كبير قال لوسائل إعلام إسرائيلية إن «القوات السورية النظامية استخدمت بالفعل، في 27 مارس (آذار) الماضي، الكيماوي في هجومين شرق دمشق».

وكان المسؤول الإسرائيلي يشير إلى هجوم شن في آخر خميس من مارس، وخلف عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين والمدنيين.

وأوضح المسؤول، الذي لم يكشف عن اسمه، أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن المادة التي استخدمتها قوات الأسد «غير مدرجة على قائمة المواد المحظورة حسب المعاهدات الدولية، وهو ما سمح لقوات الأسد باستخدامها رغم اتفاق نزع السلاح الكيماوي». وأضاف: «المادة التي استخدمها الأسد مصنفة كمادة عازلة، وليست فتاكة، لكنها تبقى مادة كيماوية من دون شك». وتابع أن هذه المادة، التي لم يسمها، «غير مدرجة على قائمة المواد المحظورة حسب المعاهدات الدولية، ولذلك فإنه غير مطلوب منه التخلص منها وفق اتفاق نزع الأسلحة، وهو غير ملزم بذلك». بينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «المادة الكيماوية المستخدمة قادرة على شل حركة الأفراد لعدة ساعات».

وتراقب إسرائيل عن كثب كل الخطوات السورية المتعلقة بالسلاح الكيماوي، خشية نقل بعض هذه الأسلحة إلى جهات «معادية» في إشارة إلى حزب الله اللبناني، أو تحسبا من إخفاء قسم من هذه الأسلحة.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه «بموجب اتفاق نزع السلاح الكيماوي من سوريا، أخرجت سوريا من أراضيها حتى الآن نحو 60 في المائة من وسائل القتال الكيماوية التي كانت بحوزتها». وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، أمس، عن الأزمة السورية، قائلا إنها «لم تؤثر على إسرائيل حتى الآن». وأضاف أنها «حرب داخلية، قوات المعارضة تضغط على النظام وتسيطر الآن على 60 في المائة من الأراضي، بينما الأسد يسيطر على 40 في المائة من أراضي الدولة».

اتهمت المعارضة السورية مجددا قوات الرئيس بشار الأسد باستخدام غاز سام في سوريا. وعرض نشطاء من المكتب الإعلامي لجوبر، لقطات لرجل فاقد للوعي، فيما يبدو يرقد على فراش ويعالجه مسعفون.

ويأتي الهجوم «الكيماوي» على حي جوبر في العاصمة دمشق، بعد أسبوع من إرسال الحكومة السورية خطابا إلى الأمم المتحدة تزعم أن لديها دليلا على أن جماعات لمقاتلي المعارضة تخطط لهجوم بغاز سام في نفس المنطقة.

وفي غضون ذلك, تتواصل حلقة العنف في مناطق سورية عدة، وسط استمرار المواجهات في ريف اللاذقية بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام بهدف السيطرة على النقطة 45 التي تضم بلدة القرداحة. وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات المعارضة استعادت السيطرة على البرج من قوات النظام التي أحكمت قبضتها عليه فترة قصيرة قبل أن تحتدم الاشتباكات مجددا.

المعارضة ترد على التصعيد بريف دمشق واللاذقية بالتقدم في ريف القنيطرة

النظام يتحدث عن مقتل 20 مقاتلا معارضا بكمين في عدرا الصناعية

بيروت: «الشرق الأوسط»

رد مقاتلو المعارضة السورية أمس على تصعيد القوات الحكومية في ريف دمشق وريف اللاذقية، بفتح جبهة الجنوب، حيث أعلن ناشطون تقدم قوات المعارضة في ريف القنيطرة الجنوبي، الذي يشهد هدوءا حذرا منذ ما يقارب الشهرين. وبموازاة ذلك، أعلن النظام مقتل 20 مقاتلا معارضا في كمين بمنطقة عدرا الصناعية بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وأفاد ناشطون سوريون بتقدم قوات المعارضة في ريف القنيطرة المحاذية لهضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، بعد اشتباكات اندلعت ليل الأحد في المنطقة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باندلاع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في ريف القنيطرة الجنوبي بالقرب من التل الأحمر الغربي، مؤكدا «تقدم الكتائب والنصرة في المنطقة»، وتكبد القوات النظامية «خسائر بشرية». ولفت إلى مقتل أربعة مقاتلين من جبهة النصرة، والكتائب الإسلامية المقاتلة. وكانت «جبهة النصرة» وعدة كتائب مقاتلة أعلنت، أمس، بدء معركة «فجر التوحيد نصرة للأنفال» في محافظة القنيطرة، وشكلت أربع غرف عمليات هي: «غرفة عمليات الفاتحين، وغرفة فتح الشام وغرفة تجمع تحرير القنيطرة، وغرفة عمليات النصرة».

ويأتي تصعيد المعارضة في الجنوب، ردا على الحملة العسكرية التي يتعرض لها ريف دمشق، وكان آخرها محاولة تقدم القوات الحكومية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق على محورين، الأول في المليحة وجوبر جنوب الغوطة الشرقية المحاذي للعاصمة السورية، والثاني على المحور الشمالي للغوطة الشرقية قرب دوما وفي بلدة عدرا. وفيما لم تعلن المعارضة عن مقتل عدد من مقاتليها في عدرا، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بمقتل عشرين مقاتلا معارضا «في كمين محكم في منطقة عدرا الصناعية بالغوطة الشرقية بريف دمشق». وقالت الوكالة إن المجموعة تتبع «جيش الإسلام»، «ورصدت أثناء خروج المقاتلين من الغوطة الشرقية باتجاه منطقة عدرا الصناعية»، مشيرة إلى أنهم كانوا «يحاولون الفرار من الغوطة الشرقية باتجاه بئر القصب الضمير» بريف دمشق.

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري بمقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين بجراح إثر سقوط قذائف أطلقتها الكتائب الإسلامية المقاتلة على مناطق في حي الحمدانية وساحة سعد الله الجابري، الخاضعين لسيطرة القوات النظامية في مدينة حلب. وأشار المرصد إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين في حي الراشدين، أسفرت عن سيطرة المقاتلين المعارضين على منطقة عقرب الواقعة بين ضاحية الأسد ومدرسة الحكمة بحي الراشدين. وتواصل القصف بالطيران المروحي على أحياء حلب، حيث قال ناشطون من حلب إن الطائرات النظامية ألقت أكثر من 20 برميلا متفجرا على مناطق في جنوب المدينة.

وقال ناشطون إن مسلحي المعارضة سيطروا على حي الراموسة في حلب، إضافة إلى إسقاط مروحية عسكرية فوق سوق الجبس. ونقل مركز صدى الإعلامي المعارض أن الجيش الحر قتل 38 عنصرا من القوات الحكومية وأسر خمسة آخرين في مساكن الضباط بضاحية الأسد بحلب.

وفي ريف حلب، الذي تتعرض مناطق فيه لقصف بالبراميل المتفجرة، وقعت اشتباكات في منطقة تلة صبيحية قرب مدينة السفيرة، في حين دارت فجر أمس اشتباكات عنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إثر هجوم مقاتلي «داعش» على قرية قلحيدة بريف مدينة عين العرب (كوباني). وفي ريف اللاذقية تواصلت الاشتباكات بين مقاتلين معارضين وآخرين تابعين للقوات النظامية، وتركزت أمس في محيط جبل تشالما. ودفعت الاشتباكات عددا من السوريين الأرمن إلى النزوح من المنطقة.

وأعلنت السفارة التركية في بيروت، أن عددا من السوريين الأرمن نزحوا إلى داخل الأراضي التركية منذ بدء الاشتباكات في 21 مارس (آذار) الماضي، وكان آخرهم 18 أرمينيا دخلوا الأراضي التركية أول من أمس، مشيرة إلى أنهم نقلوا «بإشراف مؤسسات في منطقة هاتاي إلى جانب ذويهم بعلم البطريركية الأرمينية في تركيا»، لافتة إلى أن أنقرة «اتخذت كل التدابير من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية لجميع ضيوفنا».

قتلى وأسرى للنظام بحلب واغتيال راهب هولندي بحمص  

قال مراسل الجزيرة في حلب إن قوات المعارضة أعلنت الاثنين مقتل وأسر قرابة أربعين جنديا من قوات النظام خلال معارك حلب، في الأثناء اغتيل الراهب الهولندي فرنسيس فندرلخت برصاصة أطلقها عليه مجهول بـحمص.

وقالت شبكة “سوريا مباشر” إن مقاتلي الجيش السوري الحر قتلوا 38 جنديا من قوات النظام، وأسروا خمسة آخرين في حي الراشدين غربي حلب.

كما سيطر مقاتلو غرفة عمليات “أهل الشام” على منطقة عقرب على الطريق العام (الراموسة-الحمدانية) في حي الراشدين غربي مدينة حلب، مما أدى إلى سقوط خمسة قتلى وهروب عدد آخر خلال هذه العملية.

وأضافت “سوريا مباشر” أن مقاتلي غرفة عمليات “أهل الشام” استهدفوا بمدافع “الفوزليكا” قوات النظام في مبنى المخابرات الجوية بحلب والأكاديمية العسكرية وضاحية الأسد بحي الحمدانية غربي المحافظة ذاتها.

يأتي ذلك في الوقت الذي واصلت فيه قوات النظام إلقاء البراميل المتفجرة على حي الراشدين بحلب وعلى مدن وبلدات أخرى بريفها.

ويقول ناشطون إن المعارضة السورية المسلحة بدأت سلسلة عمليات ضد قوات النظام جنوبي البلاد وشمالها بهدف تخفيف الضغط عن مقاتليها في اللاذقية، كما بدأت سلسلة معارك ضد قوات النظام

بـالقنيطرة وإدلب وحلب.

غارات واشتباكات

وفي دمشق، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن الطيران الحربي أغار بالبراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة على حي جوبر ومدينتي داريا ومعضمية الشام بالريف الغربي وبلدة المليحة ومدينة دوما وكفر بطنا بالغوطة الشرقية، موضحا أن هذه المناطق شهدت أيضا قصفا مدفعيا وصاروخيا.

ولليوم السادس على التوالي شنت قوات النظام حملة مكثفة على بلدة المليحة، وقد جرت اشتباكات عنيفة على جبهات البلدة، كما أسفرت الحملة عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، معظمهم بحالة خطرة.

وأفاد ناشطون بأن كتائب المعارضة تعمل على صد قوات النظام والمليشيات العراقية وعناصر من حزب الله اللبناني، في محاولة لمنع تقدمها نحو بلدة المليحة، وبينوا أن هذه الاشتباكات أدت إلى مقتل أربعة عناصر من قوات النظام.

وفي درعا، ذكر مراسل الجزيرة أن سلاح الجو السوري شن غارة جوية استهدفت بلدة النعيمة بريف درعا، بينما قتل خمسة أشخاص وسقط عدد من الجرحى جراء قصف من سلاح الجو بالبراميل المتفجرة.

وفي حمص، أفادت سوريا مباشر بأن أربعة أطفال قتلوا وسقط عشرات الجرحى جراء سقوط قذائف هاون قرب مدرسة في حي الميدان، كما استهدفت المدفعية حي الوعر وأحياء حمص المحاصرة.

وفي حماة، قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن قوات النظام شنت حملة دهم للمنازل في أحياء طريق حلب والعدية بمدينة حماة، بينما شهد الريف قصفا من الطيران الحربي على مدينة طيبة الإمام التي قتل فيها أربعة أشخاص وأصيب عدد آخر بجروح.

وفي القنيطرة، أعلنت “شبكة شام” عن تمكن الكتائب الإسلامية ومقاتلي الجيش الحر من السيطرة على كامل التل الأحمر الغربي الواقع بريف القنيطرة الجنوبي ضمن معركة صدى الأنفال.

وجاءت هذه السيطرة بعد عملية حصار استمرت أكثر من شهرين، تم على إثرها تدمير عدة آليات وقتل العديد من جنود النظام، كما دمروا دبابة للنظام في منطقة الهور بالريف أيضا.

وفي اللاذقية، قال اتحاد التنسيقيات إن الطيران المروحي ألقى البراميل المتفجرة على وادي شيخان بريف اللاذقية، في حين تصدى مقاتلو “معركة الأنفال” لمحاولة جيش النظام التقدم من جنوب كسب بريف اللاذقية، وسط تواصل القصف على المدينة.

اغتيال راهب

على صعيد ميداني آخر، اغتيل الراهب الهولندي فرنسيس فندرلخت برصاصة أطلقها عليه مجهول في مدينة حمص المحاصرة.

وكان الراهب فرنسيس قد عاش في دير الآباء اليسوعيين  بحمص 35 عاما ورفض مغادرة حمص أكثر من مرة وطالب برفع الحصار المفروض على أهلها.

وقال المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي إن القس فرنسيس فندرلخت (75 عاما) الذي يعيش في سوريا منذ أوائل السبعينيات رجل ذو شجاعة كبيرة فقد رفض مغادرة المدينة رغم الأخطار التي تحدق بها.

 وقال زياد هلال وهو يسوعي آخر عاش هناك مع القس الهولندي لراديو الفاتيكان “الأب فرنسيس قتل في حديقة الدير، قتلوه بالرصاص في الرأس، إنه عمل متعمد”. وقالت الطائفة اليسوعية بهولندا إن القس أخذ من الدير في الصباح وأطلقت على رأسه رصاصتان.

 وكتب وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانز على صفحته على موقع فيسبوك أن فندرلخت “لم يجلب سوى الخير لحمص وكان سوريا بين السوريين ورفض التخلي عنهم حتى عندما كان ذلك يعني المخاطرة بحياته”.

وأدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بسوريا في بيان نشر على صفحته على موقع فيسبوك “جريمة اغتيال الأب الهولندي فرنسيس فندرلخت، وأكد ضرورة محاسبة من يقف وراء هذه الجريمة”، مذكرا بأن نظام الرئيس بشار الأسد “طالما قام بتصفية كل من تعاطف مع الشعب السوري أو عبر عن مواقف ضد القمع والإجرام الممارس ضد المواطنين”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

                      2014

الإنترنت الفضائي يعوض غياب الاتصالات بريف حلب  

نزار محمد-ريف حلب

دفع غياب الاتصالات الخليوية عن مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، منذ أكثر من عام بسبب سرقة أبراج التغطية، شبابا من المدينة للبحث عن بديل يوفر وسيلة اتصالات بين المغتربين والنازحين وذويهم في الداخل.

ويُعد الشاب إبراهيم من أوائل الذين توصلوا إلى حل يعوض غياب الاتصالات الخليوية، ويفي بالحاجة بعد بحث طويل.

وعملا بمقولة “الحاجة أمّ الاختراع” أوضح إبراهيم أن سبب قيامه بالبحث عن وسيلة اتصال بديلة هو حاجة الناس للتواصل مع أبنائهم في الخارج، والمشاق التي يعانونها للذهاب إلى مدينة جرابلس الحدودية لاستخدام الخطوط التركية من أجل الاتصال.

ويروي الشاب السوري للجزيرة نت “سافرتُ مع صديق لي إلى تركيا بعدما سمعت بأجهزة الإنترنت الفضائي ووجدنا ما نريده بعد بحث طويل، ومن ثم عُدنا ومعنا أول جهاز من هذا النوع يدخل منبج”. ويضيف “افتتحنا مقهى إنترنت فضائيا في المدينة، وكان له أثر غريب على الناس آنذاك”.

وأمام إقبال الناس عليه -يقول إبراهيم- انتشرت تلك المقاهي حتى وصل عددها إلى أكثر من مائة، وتطورت خدماتها وأصبحت تقدّم خدمات الاتصال لجميع أنحاء العالم بتكلفة لا تتجاوز خمسين ليرة سورية (حوالي 34 سنتا) للدقيقة الواحدة، أما أجرة ساعة الإنترنت فتصل إلى مائة ليرة إضافة إلى وجود أكثر من معتمد تجاري لشراء أجهزة الإنترنت الفضائي كحل يُغني عن الذهاب إلى تركيا لجلب هذه الأجهزة.

التغطية

وتمكن حسام (صاحب محل لبيع وشراء أجهزة الخليوي) من اختراع لاقط تغطية، وهو عبارة عن عمود خشب موصول عليه بعض الأسلاك لتقوية تغطية الشبكات التركية وإمكانية استخدام اتصالات هذه الشبكات داخل الأراضي السورية.

ويتحدث للجزيرة نت عن الفكرة التي أوحت له البدء بمشروعه، فيقول “بحكم أن جغرافيا منبج جعلتها قريبة من الحدود التركية إذ لا تبعد سوى 30 كلم من النقطة الحدودية ولأن الأتراك قد ركبوا أبراجاً لتقوية التغطية الخليوية التركية، خطرت ببالي فكرة الأنتيل المقوي للشبكة، ونجحت فكرتي بعد التجربة وأصبح المواطنون يشترون الخطوط التركية ويثبتون اللاقط على سطح المنزل فتصبح التغطية جيدة لديهم”.

لقي مشروع حسام رواجا كبيرا بين الأهالي، فأينما نظرت نحو أسطح الأبنية في منبج تراها ممتلئة بلواقط التغطية التركية. ويثني غالبية السكان على هاتين الوسيلتين البديلتين عن الاتصالات.

وقال شريف (أحد أبناء المدينة) “عندما تدخل اليوم كل منزل سترى أنه مشترك بالإنترنت ولديه مولد كهرباء من أجل التسلية والاطّلاع على أخبار البلد والعالم أو للتواصل مع أقربائهم بالخارج”.

أما أبو عمار فقد أثنى على المقاهي تحديدا، وقال “لولاها لما تمكنت من الاتصال بولديّ اللذين يعملان بليبيا، كنت اضطر للذهاب إلى حلب لأتواصل معهما من شبكة الخليوي بعد انقطاعها في منبج، أمّا الآن فبجانب منزلي يوجد مقهى إنترنت ويقدم خدمة الاتصال. أذهب إليه كل يومين واطمئن على ولديّ”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

                      2014

بان يدين مقتل الكاهن اليسوعي في حمص  

أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم مقتل الكاهن اليسوعي الهولندي فرانز فاندرلخت (75 عاما) في حمص بوسط سوريا حيث كان يقيم منذ عقود، واصفا اغتياله بأنه عمل عنيف وغير إنساني.

وقال الأمين العام على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إن الكاهن اليسوعي ظل واقفا ببطولة إلى جانب الشعب السوري في ظل حصار وصعوبات متزايدة.

وأضاف المتحدث أن الأمين العام للأمم المتحدة يطالب المتحاربين وأنصارهم بأن يضمنوا حماية المدنيين أيا كانت ديانتهم أو مذهبهم أو إثنيتهم، ويقول إن الواجب القانوني والمسؤولية الأخلاقية تحتم على الحكومة السورية والمجموعات المسلحة التقيّد بذلك.

وأكد دوجاريك أن بان كي مون روعته الصور الفظيعة للإعدامات المفترضة في مدينة كسب السورية، مؤكدا في الوقت نفسه أن الأمم المتحدة غير قادرة على تأكيد صحة هذه الصور.

وندد الأمين العام كذلك بما تقوم به القوات النظامية السورية من عمليات “تدمير عمياء لأحياء بكاملها”، معربا عن “قلقه الشديد لاستمرار مجموعات، اعتبرها مجلس الأمن الدولي جماعات إرهابية في ارتكاب أعمال وحشية بحق السكان المدنيين”.

وطالب بان كي مون كلا الطرفين المتنازعين في سوريا بإنهاء النزاع والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها.

وكان الراهب فاندرلخت قد قُتل على يد مجهولين في حي بستان الديوان وسط حمص، في وقت اتهمت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من سمتها مجموعة “إرهابية مسلحة” بقتله.

وأعلنت الرهبنة اليسوعية في الشرق الأدنى والمغرب في تدوينة على الإنترنت أن مسلحين اختطفوا الأب فاندرلخت أمس الاثنين وتعرضوا له بالضرب، ثمّ أعدموه برصاصتين في الرأس قرب مقرّ الرهبنة في حمص.

وأفادت مصادر مقربة في دير الآباء اليسوعيين بأن الأب فاندرلخت قُتل بإطلاق نار من مسلح مجهول داخل الدير بحي بستان الديوان في حمص، دون تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.

وقال المتحدث باسم الفاتيكان بعد الإعلان عن قتل فاندرلخت -الذي كان يقيم في حمص منذ عقود- “إن رجل السلام قد مات”.

وكان فاندرلخت الذي يترأس دير الآباء اليسوعيين في حمص القديمة حيث يتحصن مقاتلون من المعارضة، قد تحدث في تسجيل مصور في وقت سابق من هذا العام عن المعاناة الإنسانية لسكان حمص، قائلا إنهم يعانون من الشقاء والمجاعة.

وقال القس الكاثوليكي في التسجيل إنه يستحيل الاستمرار في هذه المعاناة بينما العالم لا يحرك ساكنا.

وفرانز فاندرلخت هو الأجنبي ورجل الدين المسيحي الوحيد المتبقي في الأحياء التي تحاصرها القوات النظامية منذ سنتين. وكان قد رفض مغادرة المنطقة المحاصرة رغبة منه في مشاركة الشعب السوري آلامه ومشاكله.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

                      2014

“حلب المنكوبة” تستنجد بالعالم بحملة #Save_Aleppo

دمشق – جفرا بهاء

“حلب المنكوبة” هو الاسم الذي بات يطلق على ثاني أكبر مدينة سورية والعاصمة الاقتصادية، واستبدلت المدينة صفة “الشهباء” بـ “المنكوبة” بعد اقتراب عدد قتلى المدينة من الألف كضحايا لبراميل الأسد المتفجرة.

ونشرت شبكات حلب الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي صور أطفال حلب وأمهاتهم ورجالها المنكوبين، ويبدو الموت يخيم على تلك الصور، وحلت الفجيعة على مشاهد المدينة، فأطلق نشطاء سوريون حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم “#Save_Aleppo” أنقذوا حلب من إجرام الأسد.

“الفيس بوك” السوري صار بمعظمه عبارة عن لون أخضر، يد تطلب التوقف، “أنقذوا حلب” هو الآن البروفايل السوري شبه الموحد، على أمل أن تلقى تلك الحملة صدى عالميا يساعد في الحد من المجازر الجماعية والقتل المتواصل الذي حل في حلب وريفها منذ خمسة أشهر، عندما بدأت حملة الأسد بالبراميل المتفجرة على المدينة دون توقف.

من جانبه، قال الإعلامي ومدير شبكة شاهد عيان من حلب “حسان الحلبي” لـ”العربية.نت” إن هذه الحملة انطلقت منذ أيام على أمل أن تنال حلب بعض الاهتمام الدولي مع مجازر حقيقية، بعد أن اكتسبت “كسب” اهتماماً” عالمياً مع مجازر لم تثبت حتى الآن.

وتعرض حي الشعار الأسبوع الماضي إلى مجزرة مروعة وقتل أكثر من 35 شخصا في هذا الحي، حين ألقت قوات الأسد براميل متفجرة على تجمع كبير للمدنيين في السوق الشعبي به، فانطلقت الحملة بحسب الحلبي “بمثابة صرخة يجب أن يسمعها ضمير العالم العاجز عن إيقاف آلة القتل” .

أحياء حلب “الكالستو وحبان وحريتان وعندان وهنانو والجندول والشعار” تعرضت لما يشبه الإبادة الجماعية، ونقلت صورها الأحياء والأموات، وباتت الروح السورية أكثر تعباً مع كل صورة تنتشر ويكتب اسمها “حلب الفاجعة السورية الجديدة”.

أنقذوا حلب اليوم.. أنقذوا حمص الأمس.. أنقذوا سوريا.. صرخة من تبقى من السوريين في وجه الإنسانية جمعاء.

المعارضة تـضيق الخناق على أكبر معاقل النظام في حلب

دبي – قناة العربية

قال ناشطون إن قوات المعارضة السورية بدأت بالتضييق على أكاديمية الأسد العسكرية في حلب، وهي أكبر معاقل قوات النظام في المدينة.

يأتي هذا فيما تمكنت قوات المعارضة السورية من السيطرة على مخازن أسلحة كبيرة في منطقة “تل الأحمر” في درعا.

وكانت قوات المعارضة تمكنت أمس الاثنين، من اقتحام اللواء 137 في الريف الغربي من دمشق، فيما واصلت قوات النظام حملتها العسكرية على الريف الدمشقي، وتحديداً المليحة التي استهدفتها بالبراميل المتفجرة، مخلفة قتلى وجرحى على مدار أكثر من أسبوع.

يذكر أن الصراع السوري الذي دخل عامه الرابع أسفر عن سقوط أكثر من 150 ألف قتيل وأرغم الملايين على النزوح عن ديارهم.

الائتلاف السوري ينتقد تأخر الدعم الدولي

دبي – قناة العربية

أعرب الائتلاف الوطني السوري عن عدم رضاه عن الدعم الذي يتلقاه الائتلاف مقارنة بالدعم الذي يتلقاه الأسد من حلفائه، لا سيما من روسيا وإيران والعراق وحزب الله، وذلك في ختام اجتماعاته في اسطنبول.

من جانبه، قال عضو الائتلاف لؤي الصافي إن الوضع العام غير مناسب حالياً لخوض جولة جديدة من المفاوضات. كما اتهم النظام السوري بأنه غير مستعد للحل السياسي ونقل السلطة.

وكان الصافي قد أكد في تصريح سابق أن “الجولة الثانية أثبتت أن النظام غير مستعد للدخول في عملية انتقالية، بل يريد أن يسوف ويخرج عن إطار جنيف”.

ولم تحقق جولتا التفاوض في يناير وفبراير أي تقدم بين الطرفين وسط تباين حاد في أولويات البحث. وشدد النظام على ضرورة الاتفاق على “مكافحة الإرهاب”، في حين طالبت المعارضة بالاتفاق على “هيئة الحكم الانتقالي” التي تتولى صلاحيات الرئيس الأسد.

الطيران الحربي يستهدف ريفي دمشق وحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شن الطيران الحربي السوري، الثلاثاء، غارات عدة على مناطق متفرقة من البلاد، في وقت تعرضت أحياء في العاصمة دمشق لسقوط قذائف هاون، حسب ما ذكر ناشطون في المعارضة.

وقالت “شبكة سوريا مباشر” إن قذائف هاون سقطت قرب ساحة الأمويين وعلى حيي البرامكة والروضة وأرض المعارض القديمة في دمشق، دون الإشارة إلى سقوط قتلى أو جرحى.

وأضافت الشبكة أن حي جوبر في العاصمة تعرض لقصف وصفته بـ”العنيف”، وذلك بالتزامن مع تعرض مناطق في ريف دمشق لغارات شنتها الطائرات والمروحيات الحربية.

بدورها، قالت “لجان التنسيق المحلية” المعارضة إن القصف المدفعي طال منطقة الجمعيات في الزبداني بريف العاصمة، حيث اندلعت معارك بين القوات الحكومية وفصائل من المعارضة.

كما شن الطيران غارات على بلدة رنكوس ومنطقة مرصد صيدنايا في القلمون، طبقا لناشطي المعارضة الذي أشاروا إلى اندلاع مواجهات مسلحة بين الطرفين على أطراف بلدة المليحة.

وفي محافظة حلب، شهد حي الزهراء اشتباكات بين “كتائب غرفة عمليات أهل الشام” والقوات الحكومية في محيط فرع الأمن الجوي، بالتزامن مع تعرض المنطقة لقصف مدفعي.

أما في ريف المدينة الواقعة شمال البلاد، فقد تعرضت مدن وبلدات قبتان الجبل ودارعزة وتل حطابات لغارات جوية، حيث ألقت الطائرات والمروحيات العسكرية براميل متفجرة.

في غضون ذلك، استمرت المعارك وأعمال القصف في محافظات أخرى من البلاد، ولاسيما في درعا حيث تعرضت أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد لقصف من قبل القوات الحكومية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معلومات وردت من محافظة إدلب تشير إلى تفجير آليتين للقوات الحكومية في مدينة خان شيخون، وأعقب ذلك اندلاع اشتباكات بين طرفي النزاع.

كما استمرت الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي في محافظة القنيطرة، حسب المرصد الذي أكد سيطرة المعارضة على “التل الأحمر الغربي” على أثر مواجهات مع القوات الحكومية.

يشار إلى أن أكثر من 150 ألف قتيل سقطوا في الأزمة السورية التي تفجرت في مارس 2011 بعد اندلاع مظاهرات مناهضة للرئيس السوري، قبل أن تتحول إلى مواجهات مسلحة ردا على قمع السلطة للاحتجاجات.

توقعات بانخفاض قياسي لإنتاج القمح بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن إنتاج سوريا من القمح يقدر بما يتراوح بين 1.7 مليون ومليوني طن متري وهو ما يمثل مستوى منخفضا قياسيا في ظل “جفاف وشيك” بشمال غرب البلاد.

وذكرت المتحدثة باسم البرنامج، إليزابيث بيرس، للصحفيين “برنامج الأغذية العالمي قلق من تأثير جفاف وشيك يضرب شمال غرب البلاد خصوصا حلب وإدلب وحماة، إذ يقل معدل الأمطار عن نصف متوسطه على المدى الطويل (منذ سبتمبر)، وقد تكون هناك آثار كبيرة على موسم حصاد الحبوب المقبل.”

وأضافت أن “موجة جفاف قد تعرض حياة ملايين آخرين للخطر”.

الزعبي ينفي الاتصال بقطر “تحت الطاولة”: أغلبية ساحقة تؤيد بقاء الأسد بمنصبه

دمشق، سوريا (CNN) — قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن المستقبل “منفتح” أمام حزب البعث الذي يقوده، مضيفا أن استهداف الحزب منذ بداية الأزمة في البلاد “زادته قوة” في حين قال وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي إن الانتخابات الرئاسية المقررة الصيف المقبل “ستجري في موعدها” مضيفا أن “أغلبية ساحقة” تؤيد بقاء الأسد، نافيا بالوقت نفسه التواصل مع قطر.

وقال الأسد، خلال لقاء بذكرى تأسيس الحزب أن “استهداف البعض ومحاولات تشويه صورته منذ بداية الأزمة لم تضعفه بل زادته قوة كونه قاعدة أساسية في العمل الوطني والقومي” مضيفا: “طالما بقي (الحزب) عقائديا فإن المستقبل منفتح أمامه بشرط أن تكون عملية تطوير الأداء مستمرة.”

واعتبر الأسد أن الجبهة الداخلية أساسية في المعركة التي يخوضها قائلا: “طالما نكون أقوياء في الداخل فإن كل ما يحصل أو يحاك في الخارج هو تحصيل حاصل — بشار الأسد.” على حد تعبيره.

من جانبه، قال وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، إن “الإرادة الراسخة” لدى الشعب والجيش والقيادة في سوريا هي أن “المعركة التي يخوضونها في مواجهة الإرهاب الدولي ليست معركة مصير لسوريا فقط بل للعروبة والمنطقة ” وأكد أن الانتخابات الرئاسية “ستجري في موعدها وفي ظروف أفضل من الظروف الحالية” وأن دمشق “لن تسمح لأحد بأن يؤخرها أو يؤجلها لأي سبب كان أمنيا أو عسكريا أو سياسيا داخليا وخارجيا.”

وزعم الزعبي أن الانتخابات “ستجري في جميع المحافظات السورية وفقا لأعلى معايير الشفافية والحياد والنزاهة” مضيفا أن “أغلبية ساحقة من السوريين تضغط وتطلب” من الأسد “أن يستمر في قيادة البلاد عبر منصب رئيس الجمهورية” مبينا أن باب الترشح سيفتح في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الجاري.

ونفى الزعبي وجود اتصالات مع قطر “مباشرة أو من تحت الطاولة أو عبر وسيط” مضيفا: “لن نبيع دماء السوريين الذين سقطوا في هذه المؤامرة وسيأتي يوم يدفع كل من دفع بقاتل إلى سوريا ثمن فعلته كبر شأنه أم صغر وبعد جغرافيا عن سورية أم اقترب” على حد قوله.

المعارضة السورية: نصرالله متخبط وخسائره تحرجه وجنائز حزبه يومية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — ردت المعارضة السورية على المواقف الأخيرة للأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، التي اعتبر فيها أن مرحلة سقوط النظام السوري قد انتهت، ودفاعه عن تدخل حزبه في القتال بسوريا بالقول إن ما أدلى به يدل على “تخطبه وحالة الحرج الشديد” جراء العدد المرتفع للقتلى في صفوفه.

وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، محمد يحيى مكتبي، إن تصريحات حسن نصر الله “تدل على التخبط الذي يعيشه الحزب نتيجة وجود حالة من الحرج الشديد لديه جراء مقتل عدد كبير من ميليشيا الحزب مؤخرا ووجود ضغط كبير عليه من حاضنته الشعبية لهذا السبب.”

واعتبر مكتبي أن من بين أسباب “تخبط” نصرالله “تراجع قدرات ميليشيا الحزب لكون عدد مقاتليه قليل، وتناقص أعدادهم بشكل مطرد نظراً لارتفاع تكلفة القتال إلى جانب نظام الأسد” ونقل عنه المكتب الإعلامي للائتلاف قوله إن حزب الله “يحاول أن يرفع معنويات مقاتليه، لكنه لن ينجح في هذا الصدد، نظراً لحالات التشييع اليومي لمقاتلي الحزب الذين قضوا في سوريا.”

وبحسب مكتبي فإن قوات النظام السورية، ورغم الدعم الذي تتلقاه من حزب الله، إلا أنه مازالت تعاني ميدانيا، ما دفع النظام إلى أن “يستعين بميليشيا عراقية جديدة، وسط أنباء عن وجود تدخل إيراني مباشر للمساعدة في إعادة هيكلة حزب الله نتيجة الخسائر التي مني بها.” ووصف مكتبي أقوال نصر الله بأن “الخيار العسكري في سورية قد فشل” بأنها “محاولة منه لإعادة التوازن، ولإيجاد منفذ يختلف عن الحل العسكري بعد أن وجد أنه لا يمكن تحقيق الحسم العسكري.

واعتبر مكتبي أن سبب إشارة حزب الله إلى استحالة تحقيق الحسم العسكري يعود إلى “خسائر كبيرة منيت بها ميليشيا حزب الله الإرهابي في معركة الأنفال في جبهة الساحل، وكانت تتوقع أن تنتصر في يبرود حسبما تغنت أغانيهم لكن ذلك لم يحصل وهذا ما جعل الحزب يبدأ التفكير بحلول أخرى.”

وكان نصرالله قد قال في مقابلة صحفية جرت مؤخرا إن خطر سقوط النظام السوري قد انتهى مؤكدا على أنه تم تجاوز خطر تقسيم سوريا في الوقت ذاته.

ونقل تلفزيون المنار التابع لحزب الله بعضا مما جاء بمقابلة نصرالله مع صحيفة “السفير” أن الخيار العسكري “قد فشل” وأن معركة سوريا “ليس هدفها صنع ديموقراطية أو عدالة أو مكافحة فساد بل تغيير موقع سوريا وموقفها.”

واشنطن ترفض تقريرا يتهم حكومة أردوغان بتدبير هجوم غوطة دمشق الكيماوي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — نفت وزارة الخارجية الأمريكية صحة المقال الذي كتبه الصحفي سايمور هيرش، واتهم فيه المخابرات التركية بالوقوف وراء هجوم أغسطس/آب الكيماوي في ريف دمشق، مؤكدة أن المعلومات التي يمتلكها المجتمع الدولي يؤكد مسؤولية النظام عنها.

وقال جين بساكي، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، ردا على سؤال حول ما كتبه هيرش: “البيت الأبيض نفى صحة تلك التقارير، وأنا أكرر ما قاله، نحن متمسكون بما ذكرناه، معلوماتنا الاستخبارية ووجهة نظر المجتمع الدولي تدل بدون شك على أن هجوم 21 أغسطس/آب الماضي من تنفيذ النظام السوري.”

وكان هيرش قد زعم في مقاله أن الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان مسؤولة عن الهجوم الذي استخدم فيه غاز السارين في غوطة دمشق، وذلك في محاولة منها لدفع الولايات المتحدة نحو تصعيد الموقف بوجه دمشق نظرا لاعتبار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن استخدام السلاح الكيماوي “خط أحمر” في سوريا.

يشار إلى أن هجوم الغوطة الذي تسبب بمقتل المئات من الأشخاص، كان قد دفع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إلى التلويح بضرب النظام السوري عسكريا، قبل أن توافق دمشق على خطة لتدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية.

وزير سوري: الانتخابات الرئاسية ستجرى في موعدها

بيروت (رويترز) – أوضحت الحكومة السورية يوم الثلاثاء أنها لا تنوي تأجيل الانتخابات الرئاسية التي ستمنح على الارجح الرئيس بشار الاسد فترة ثالثة رغم الحرب او السياسة.

ولم يعلن الاسد الذي يخوض منذ ثلاث سنوات حربا ضد قوات المعارضة التي تحاول الاطاحة بحكمه ما اذا كان سيخوض الانتخابات التي تجري بحلول يوليو تموز لكن حلفاءه في روسيا وحزب الله اللبناني توقعوا ترشحه وفوزه.

ووصفت القوى الدولية التي تؤيد المعارضة السورية خطط اجراء الانتخابات بانها “مسخ للديمقراطية” وقالت انها لن تساعد محادثات السلام.

لكن صحيفة الحياة نقلت في موقعها الالكتروني عن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي قوله ان الانتخابات لن تتأجل وان العمليات العسكرية ستستمر بغض النظر عن الانتخابات.

ونقلت الصحيفة عن الزعبي قوله “ليس لاي سلطة ان تؤجل او تلغي هذا الاستحقاق الذي سيجري في موعده.”

وأضاف “لن نسمح لأسباب أمنية أو عسكرية أو سياسية داخلية أو خارجية بتأجيل او الغاء الاستحقاق الرئاسي.”

وتقدمت قوات الاسد في مناطق حول العاصمة دمشق وصوب الحدود اللبنانية خلال الاشهر الاخيرة مما أمن مناطق وسط سوريا وجعلها تحت سيطرة الحكومة.

وعبر حلفاء الاسد عن ثقتهم مع انهيار محادثات السلام التي جرت في سويسرا بين الحكومة السورية وسياسيين معارضين يعيشون في المنفى يدعمهم الغرب.

وأمس الاثنين نقلت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء عن رئيس الوزراء الروسي الأسبق سيرجي ستيباشين قوله إن الرئيس السوري يتوقع انتهاء المعارك الرئيسية في الصراع السوري بحلول نهاية العام.

وفي اليوم نفسه قال حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني في مقابلة نشرت يوم الاثنين إن حليفه الرئيس السوري سيخوض الانتخابات لفترة رئاسية جديدة هذا العام وإنه لم يعد يواجه تهديدا بإسقاطه.

وقال نصر الله في مقابلة مع صحيفة السفير اللبنانية “في تقديري مرحلة إسقاط النظام وإسقاط الدولة انتهت” مضيفا أنه يعتقد أن الأسد سيرشح نفسه لولاية رئاسية ثالثة في الانتخابات المقرر إجراؤها بحلول يوليو تموز.

وسقط في الحرب السورية التي بدأت كحركة احتجاج سلمية أكثر من 150 ألف قتيل وأجبرت الملايين على ترك بيوتهم وفقدت خلالها الحكومة السورية السيطرة على اراض في شمال وشرق البلاد لصالح قوات المعارضة.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى