أحداث الخميس 10 كانون الثاني 2013
الإبراهيمي يصعّد لهجته: السوريون يريدون انهاء حكم أسرة الأسد
لندن، دمشق، بيروت – «الحياة»، رويترز، ا ف ب
وجه المبعوث الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي، قبل يومين من اجتماعه المقرر في جنيف مع مساعد وزير الخارجية الاميركي وليم بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، انتقادات قاسية لحكم الرئيس بشار الاسد ولمبادرته الاخيرة، داعيا الى «تغيير حقيقي» في سورية، وقال «اعتقد ان ما يقوله الناس هو ان حكم اسرة الاسد لمدة 40 عاما هو أطول بعض الشيء مما يجب. ولذلك فالتغيير يجب ان يكون حقيقيا. واعتقد ان الرئيس الاسد يمكنه ان يتولى زمام القيادة في الاستجابة لتطلعات شعبه بدلا من مقاومتها».
ووصف الابراهيمي، في حديث الى محطة تلفزيون «هيئة الاذاعة البريطانية»، مبادرة الاسد الاخيرة بأنها «تكرار لمبادرات سابقة لم تنجح». ونقل عن الاسد انه اخبره خلال لقائهما الاخير في 24 الشهر الماضي انه ينوي اعلان مبادرة لحل الازمة، فشجعه الابراهيمي على ان تكون مبادرة جديدة تختلف عما اعلن سابقاً، لكنه وصف ما عرضه الاسد بأنه «لم يكن مختلفاً عن الماضي، بل كان اكثر انحيازاً الى جانب واحد». ولاحظ انه جرت في العام الماضي انتخابات لبرلمان جديد وتم اقرار دستور جديد كما تم تشكيل حكومة جديدة، ومع ذلك بقي الوضع على حاله، واضاف ان المطلوب في سورية هو تغيير جذري، موضحاً ان «حكم عائلة واحدة لمدة تصل الى اربعين سنة هي فترة طويلة».
وردت المعارضة السورية بالترحيب بتصريحات الابراهيمي، وقالت انه طال انتظارها. ويعتقد المراقبون بان من شأن هذه التصريحات، التي لم يوجه الابراهيمي مثلها منذ بدء الوساطة التي يقوم بها في سورية، ان تقطع الطريق على امكان تفاوضه في المستقبل مع الرئيس السوري، وان يكون هدفه من ورائها فتح المجال امام تخليه عن هذه المهمة في فترة قريبة.
وكان مجلس الوزراء السوري اقر امس البرنامج السياسي لحل الازمة السورية، في ضوء خطاب الاسد يوم الاحد الماضي، بما في ذلك تشكيل فريق وزاري لهذا الغرض. وتضمن البرنامج الذي بثته الوكالة السورية الرسمية (سانا)، دعوة «المعارضة الوطنية في الداخل والخارج وجميع الأحزاب والقيادات والتيارات السياسية» للانخراط في حوارات مفتوحة بهدف التحضير مع الفريق الحكومي لعقد مؤتمر الحوار الوطني، وذلك «بعد تقديم الضمانات الكافية لمن يرغب بالدخول إلى البلد والاقامة فيه ومغادرته من دون التعرض له»، واشارت الى ان البرنامج يتضمن «مرحلة انتقالية» بعد مرحلة تحضيرية ويرمي الى «تشكيل حكومة موسعة ذات صلاحيات تنفيذية واسعة». وتضمن ايضا اصدار عفو عام عن الجرائم المرتكبة خلال الأحداث والافراج عن المعتقلين بسببها و»التوقف عن ملاحقة أي من المواطنين نتيجة هذه الأحداث مع الاحتفاظ بالحقوق المدنية لأصحابها».
كما ارسلت وزارة الخارجية رسالة الى رئيس مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول البرنامج السياسي، فيها ان البرنامج السياسي «يستند إلى مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وبيان جنيف الصادر « في نهاية حزيران (يونيو) الماضي. وكان بوغدانوف بحث مع السفير السوري في موسكو رياض حداد البرمامج السياسي و»سبل الاسراع بحل الازمة فى سورية عبر حوار وطني واسع مع التركيز على ضرورة الوقف الفوري للعنف».
من جهة اخرى، تمت امس صفقة تبادل هي الاولى من هذا النوع بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة الذين افرجوا عن 48 ايرانيا كانوا يحتجزونهم منذ اشهر في سورية مقابل افراج النظام عن 2135 معتقل، غالبيتهم سوريون. وقال احمد الخطيب، المتحدث باسم «الجيش الحر» في دمشق وريفها، ان بين الذين اطلقهم النظام «اسماء مهمة». وقال ان الصفقة تمت «برعاية قطرية – تركية وتدخل ايراني مع النظام». وقال بولنت يلدريم رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية التي ساعدت في التوصل لاتفاق مبادلة السجناء انه جرى نقل الاسرى الايرانيين إلى دمشق برفقة مسؤولين إيرانيين وسوريين.
وكان «لواء البراء» السوري المعارض احتجز الإيرانيين في أوائل آب (اغسطس) الماضي وهدد في باديء الأمر بقتلهم. وقال إنهم أعضاء في «الحرس الثوري» الإيراني أرسلوا للقتال الى جانب النظام السوري.
وعلى الصعيد الميداني، سيطر مقاتلو المعارضة على مساحات واسعة من مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب الذي يحاصرونه منذ فترة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان المقاتلين استطاعوا اجتياز اسوار المطار والاستيلاء على مساحات واسعة منه واعطاب عدد من المروحيات. وردت القوات النظامية بقصف المطار والمناطق المحيطة به. واكد الهجوم مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» مشيرا الى ان «الطيران والمدفعية ساندا عناصر حماية المطار حيث تم تدمير ثلاث دبابات كانت بحوزة المسلحين». واوضح ان هذا الهجوم تلا هجوما آخر شنه المقاتلون ليل الثلاثاء «اسفر عن مقتل عدد منهم وتدمير دبابة كانت بحوزتهم»، مشيرا الى ان «الطيران السوري ساند وحدة حماية المطار في صد الهجوم الذي دام لنحو ثلاث ساعات».
سورية: صار للمعارضة “مخابرات” ايضاً
بيروت – رويترز
يبث مجرد ذكر هذه الكلمة الفزع في قلوب السوريين .. “المخابرات”.
كانت انتهاكات وحدات الأمن مرهوبة الجانب التابعة للرئيس السوري بشار الأسد بين الأسباب التي دفعت السوريين للخروج إلى الشارع في اذار (مارس) 2011 وصولا إلى الانتفاضة التي تحولت إلى حرب أهلية.
لكن بعض المعارضين الذين يقاتلون الأسد حاليا يقولون إنهم أنشأوا جهاز مخابرات خاصا بهم “لحماية الثورة” ومراقبة المواقع العسكرية الحساسة وجمع المعلومات العسكرية لمساعدة المقاتلين على التخطيط للهجمات ضد القوات الحكومية.
وقال ضابط مخابرات بالمعارضة يعمل تحت اسم حاجي “شكلنا الوحدة رسميا في نوفمبر. توفر كل المعلومات للسياسيين والمقاتلين المعارضين. نحن مستقلون ومهمتنا فقط هي خدمة الثورة.”
وأوصل قادة عسكريون بالمعارضة رويترز بحاجي المقيم في سورية عبر برنامج سكايب بشرط عدم تعريفه.
وقال حاجي إن معظم أفراد مخابرات المعارضة منشقون عن الجيش وضباط سابقون بالمخابرات وإن المعلومات التي يجمعونها تنقل إلى كل الفصائل وكتائب المقاتلين المناهضة للأسد دون تمييز.
غير أن الجهاز يعمل فيما يبدو بشكل مستقل عن الائتلاف الوطني السوري جماعة المعارضة الرئيسية وكذلك الجيش السوري الحر مما يعني فعليا أن الجهاز لا يخضع لسلطة أخرى.
وحرص حاجي على التمييز بين وسائل الجهاز وتلك الخاصة بأجهزة مخابرات الأسد وقال إنه يدرك السمعة المخيفة لأجهزة المخابرات السرية الحكومية.
وقال في حديث مقتضب عبر سكايب “عملنا منظم ولدينا قانون داخلي ونحن ملتزمون بالقانون الدولي وحقوق الانسان.”
ومخابرات الأسد مصطلح شامل لسلسلة من أجهزة الأمن التي تتداخل أعمالها أحيانا وترتاب في بعضها وساعدت والده الراحل حافظ الأسد ومن بعده هو على البقاء في السلطة لأكثر من اربعة عقود من الزمن حيث قضت على المعارضة ووضعت حدا للانقلابات العسكرية المتكررة التي شهدتها في السابق.
وقال حاجي إن مخابرات المعارضة عملت سرا لشهور حيث ساعدت المقاتلين على تنفيذ هجمات على أهداف حكومية.
ولم يعلن حاجي بشكل محدد مسؤولية مخابراته عن تفجير مقر أمني في دمشق في تموز (يوليو) قتل فيه خمسة من كبار مسؤولي الأسد الأمنيين بينهم صهره الذي كان قائدا بالمخابرات ووزير الدفاع.
ورفض حاجي الافصاح عن تفاصيل بشأن مخابرات المعارضة لكنه قال إنها تعمل في أنحاء سورية بما في ذلك في حلب وإدلب في الشمال ودير الزور في الشرق وفي العاصمة دمشق.
وقال “لدينا عملاؤنا وسط النظام يزودوننا بالمعلومات التي نحتاجها بما فيها المعلومات العسكرية.”
وطالما تناقلت بين السوريين قصص مروعة بشأن سجون فروع المخابرات التي كان يحتجز بها المعارضون ويعذبون دائما وأحيانا يقتلون.
ويصر نشطاء المعارضة على أن مخابراتهم لن تكون بأي حال مثل تلك الأجهزة التي ورثها الأسد عن والده.
وقال نشط بالمعارضة في حلب يستخدم اسم أبو هشام “كلمة أمن يجب أن تعني أمن الشعب. للأسف غيرت أجهزة الأسد الأمنية هذا ليصبح حفظ أمن الحكومة من الشعب.”
وتابع قوله “وجود هذا الجهاز مهم في الوقت الحالي لتعقب ميليشا الشبيحة الموالية للأسد وقوات النظام. نأمل أن يظل على قدر المسؤولية بعد الإطاحة بالأسد.”
وقال حاجي إن مخابرات المعارضة تراقب عن كثب تحركات أسرة الأسد وقادة جيشه وكبار المسؤولين الذين لا يزالون حتى الآن بعيدا عن متناول المعارضين المسلحين.
ونفى شائعات ترددت على نطاق واسع عن مقتل ماهر شقيق الأسد وهو قائد عسكري في تفجير تموز (يوليو) مضيفا أن زوجته وضعت توأمين ذكرين الشهر الماضي.
وقال حاجي أيضا إن الأسد الذي ألقى كلمة في دار الأوبرا بدمشق يوم الأحد لا يزال في العاصمة لكن معنويات المسؤولين الحكوميين منخفضة وإن كثيرين منهم يساعدون المعارضة سرا لتأمين أنفسهم في حالة انتصارها.
وقال “يتواصلون معنا ويعطوننا المعلومات. لا ندفع لهم مقابلا لذلك. يقولون إن كل ما يريدونه هو حماية أسرهم فيما بعد” في تلميح إلى فترة ما بعد الأسد.
ومن بين الدول البوليسية السابقة أو الحالية في العالم العربي طالما عرفت المخابرات السورية بأنها واحدة من أشدها قسوة. وتتشكل مما لا يقل عن خمسة أجهزة قوية تتجسس حتى على بعضها وتتنصت على هواتف المعارضين وتتنافس على السلطة.
وأنشئت الشرطة السرية في ظل حكم الانتداب الفرنسي في سورية في الفترة من 1923 حتى 1943 وأصبحت أقوى في عهد حافظ الأسد الذي حكم البلاد بقبضة حديدية من عام 1971 حتى وفاته في 2000.
وربما يوفر الفساد والمصالح الشخصية وضعف التواصل بين أفرع المخابرات الحكومية سبلا فيما يبدو للمعارضة لاختراقها لكن أجهزة الأمن تهيمن عليها الأقلية العلوية المتماسكة والتي ينتمي إليها الأسد.
ويشكل العلويون نحو 12 في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون نسمة والذين دعموا الرئيس السوري خشية انتقام المعارضة المسلحة المشكلة في أغلبها من السنة إذا أطيح به.
وتخشى اقليات أخرى مثل الدروز والمسيحيين والشيعة على حرياتهم إذا أتت الانتفاضة المسلحة بمتشددين إسلاميين من السنة إلى السلطة.
وزادت تلك المخاوف بعد ظهور انتهاكات موثقة ارتكبها بعض المعارضين المسلحين حيث اتهموا بتعذيب وإعدام معارضين دون محاكمة وبنهب ممتلكات عامة وخاصة خلال الصراع المستمر منذ 22 شهرا وأودى بحياة ما لا يقل عن 60 ألف شخص. وقال حاجي إن ضباط مخابراته يوثقون مثل تلك الانتهاكات من أجل محاسبة مرتكبيها.
واضاف “نراقب الجميع. جمعنا معلومات بشأن كل انتهاك حدث خلال الانتفاضة. من لا نستطيع معاقبتهم الآن سيعاقبون بعد الاطاحة بالأسد. لن يتم تجاهل شيء. لدينا أعضاء بين كل الكتائب العاملة. لا يعرف أنهم من المخابرات ويعملون سرا.” وقال حاجي إن ضباطه يعملون سرا كنشطاء أو صحفيين مواطنين أو مقاتلين.
ورحب أحد القادة العسكريين للمعارضة بتشكيل جهاز المخابرات المعارض لكنه عبر في الوقت نفسه عن القلق من أن يغير أجندته لخدمة جماعة أو حزب سياسي فيما بعد تماما مثلما ركزت مخابرات الأسد عملها على حماية حكمه.
وقال القائد الذي يعرف باسم عبيدة “بعد سقوط الأسد سيعاد تشكيل كل هذا.. إنها وحدة مؤقتة لكن هناك مخاوف من أن تظل هذه الوحدة سرية مثلما هي الآن وتبدأ في تنفيذ أجندات غير مرغوب فيها.” واضاف “نخشى أن تسيس فيما بعد وتخدم أجندة سياسية معينة وتضيع كل تضحياتنا هباء.”
ايران والابراهيمي يبحثان عن “وسيط اسلامي” لحل الأزمة السورية
تركيا – يو بي أي
أكد مصدر دبلوماسي دولي، إن المبعوث الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي ووزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي، اتفقا على “ضرورة إيجاد وسيط جديد في النزاع السوري لا يكون محسوباً على نظام بشار الأسد ولا على المعارضة”.
ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية الرسمية، عن المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه، قوله إن “الإبراهيمي وصالحي اتفقا خلال أول لقاء لهما في القاهرة صباح اليوم الخميس على ضرورة إيجاد طرف آخر للتدخل في مفاوضات مع نظام الأسد”.
وأضاف المصدر الدبلوماسي أن “الحديث بين الجانبين عن الوسيط الجديد كان يدور حول دول إسلامية”.
وكان الإبراهيمي سبق أن نفى شائعات عن تهديده بالإستقالة من مهمته.
ونقل المصدر عن الإبراهيمي، قوله إن لقاءه مع الإئتلاف السوري المعارض “ساهم بشكل كبير في تقريب وجهات النظر، ولكن يبقى وجود طرف محايد للتدخل أمر هام”.
وأشار إلى أن “حديث صالحي للمبعوث الدولي والعربي كان واضحاً بأن إيران مستمرة في اللجنة الرباعية وتعتبرها إيجابية إلى حد كبير، ولكن في نفس الوقت لا يستطيع الإيرانيون تقديم شيء لأن أطرافاً عدة تحسب تدخلهم وفق مصالح، وإيران لا تحمل أي تعديل لمبادرتها التي تتضمن 6 نقاط، سوى أنها تدعم الإبراهيمي بشكل كامل”.
وقال المصدر الدبلوماسي إن “المباحثات بين الجانبين تناولت كيفية تطوير مبادرة جنيف لحل الأزمة السورية سلمياً برعاية أميركية – روسية، كما تناولت كلمة الرئيس بشار الأسد الأخيرة وما إذا كانت تضمنت أي حلول، أم أنها تعد عقبة جديدة في طريق الوصول لإنهاء الأزمة”.
وقال المصدر الدبلوماسي الدولي إن “الاجتماع الثلاثي بجنيف سيناقش تشكيل حكومة ائتلافية بصلاحيات كاملة”.
لبنان: ضآلة المساعدات ترغم لاجئين على التسوّل
بيروت – عمر وهبي
الخروج من المسجد لم يعد بالأمر اليسير، ليس بسبب زحمة المصلّين بل لكثرة المتسولين المصطفين على طرفي بوابة المسجد. اعتاد المصلون أن يصادفوا متسولاً أو اثنين على الأكثر، يقفون كل صلاة لينالوا القلــيل مما يتكرم الناس به عليهم، إلاّ أن عدد المتسولين يزداد بشكل مطرد وسريع، معظمهم يلجا إلى استخدام أسباب، كـ «التشرد من سورية» و «عدم إيجاد مأوى أو أكل أو ملابس أو دواء…»، لإقـــدامه على التسول، ويبرز بعضهم بطاقة هويته «السورية» ويفتــح منــديلاً بين ذراعيه، وآخر يحــمل وصفــات دواء يدّعي أنها لأحد أبنائه.
بعض المارّة يجود بالنقود والدعاء، ولكن غالبية الناس لا تصدّقهم، ويحاولون معرفة إذا ما كانت حيلة جديدة من حيل المتسولين، أو أنهم فعلاً لاجئون محتاجون. المشهد يتكرر في كل تقاطع ومفترق طرق من شوارع بيروت، وعند مواقف الباصات ونقل الركاب.
ولأن الناس ليس في مقدروها أن تفرّق بين المحتاج والمتسول، يعمد كثيرون إلى الكلام على دور الجمعيات الخيرية والمنظمات الأجنبية في محاولة سدّ ثغرات تقصير الحكومة اللبنانية في إيواء اللاجئين وتأمين حاجاتهم الأساسية من الطعام والعلاج.
وعدم إيجاد مخيمات للجوء فتح الباب أمام المهجّرين للانتشار في المدن والشوارع، ما أدى إلى ارتفاع أسعار إيجار المنازل. ووصل إيجار المنزل إلى 400 دولار أميركي، أي أنه ازداد 100 في المئة في بعض الأحياء الفقيرة في مدينة طرابلس الشمالية، حيث لجأت عشرات الآلاف من العائلات السورية. وتقول سيرين (مشرفة اجتماعية) إنها وجدت عائلات تبيع المؤن والمساعدات الغذائية وتبقي الخبز فقط لإطعام أبنائها، كل ذلك من أجـل تسديد إيجار المنزل المكلف، فالجمعيات تدفع نحو 70 في المئة من الإيجار والباقي يتحمله اللاجئ المستأجر.
يرقد أبو محمد الذي فقد عقله، مع اثنين من أبنائه المعوقين، كان أبو محمد قبل أسابيع بكامل قواه العقلية، قبل اغتصاب ابنته أمام ناظريه واختطافها على أيدي مسلحين وهو لا يعرف عنها شيئاً. يسأل كل من يزوره: «هل ستعود ابنتي؟ هل سترجع إلي؟»، ويجيب نفسه: «نعم ستعود». بجانبه يتربع ابنه البكر، الذي حاول لجم المسلحين عن انتهاك عرض أخته لكنهم قابلوه بالضرب المبرح حتى كسر حوضه وبات مُقعداً لا يقوى على الحركة. أما عامر، اللاجئ الأربعيني، فخرج بحثاً عن علاج لقدمه المتورمة، من دون أن يوفّق بالسرعة اللازمة، ما أدى إلى بترها خوفاً من تمدّد «الغرغرينا» إلى جسمه.
في جبل البداوي يسكن اللاجئون في مخازن بانتظار إيجاد منازل تقيهم برد الشتاء القارس. ويقول الناشط الاجتماعي وسام حسن إن 4 عائلات من 27 فرداً تعيش في مخزن من غرفتين وحمام واحد ويدفعون إيجاراً مماثلاً لإيجار شقة عادية في المنطقة. ينام هؤلاء اللاجئون بين أربعة جدران، لكن آخرين لم يجدوا ملجأً، فافترشوا الطرقات وناموا تحت الجسور ملتحفين السماء. ولم يكن تأخر نزول المطر أسابيع متواصلة شراً لهؤلاء، بل كان خيراً لهم، إذ أجّل انجرافهم مع أوحال الشتاء ولعنتها.
المساعدات وطمع التجار
المساعدات العينية والمالية، رغم محدوديتها، أثارت جشع تجّار المواد الغذائية وأصحاب المنازل على حدّ سواء، فأصحاب المحلات الذين يأخذون القسائم الموزّعة للاجئين يبيعونها بأسعار أغلى من السعر المتعارف عليه. واللاجئ الذي لا يعرف أسعار المواد الغذائية لا يدرك أن البائع يزيد في سعرها.
وتتحدث سيرين عن أصحاب منازل يحاولون أخذ إيجار المنزل من الجمعية من دون معرفة المستأجر، ثم يعودون مرة أخرى الى اللاجئ ويطالبونه بدفع الإيجار مرة ثانية، وهو ما ترفضه إدارة الجمعيات، فهي لا تسلّم بدلات إيجار المنزل إلاّ بوجود الطرفين. ولا يقف الأمر عند حدّ الغش، بل يتعداه إلى سوء المعاملة. في منطقة رأس مسقا (الكورة)، تشكو أم لأربع بنات من سوء معاملة جارها، مؤكدة أنه يحاول التحرش بهن بين يوم وآخر، مهدداً إياهم بالترحيل، علــماً أن الفتيات جامعيات وإحداهن متخرجة من جامعة أميركية، ويبحثن عن عمل لكفّ عائلتهن عن ذلّ السؤال وطلب المساعدة.
إطلاق 48 رهينة إيرانية مقابل إفراج دمشق عن 2130 معتقلاً مدنياً
الإبرهيمي: الأسد لن يكون عضواً في الحكومة الانتقالية
في أوسع عملية تبادل للسجناء منذ بدء الأزمة السورية قبل نحو 22 شهراً بمساعدة أطراف اقليميين مثل تركيا وقطر وايران، أطلق مقاتلو المعارضة السورية المسلحة 48 رهينة ايرانية في مقابل افراج الحكومة السورية عن 2130 مدنياً كانوا بين المحتجزين لديها. وتمت عملية التبادل هذه مع تقدم جديد في التحركات الديبلوماسية، ذلك أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي سيلتقي وكيل وزارة الخارجية الاميركية وليم بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في جنيف غداً الجمعة لاستكمال البحث في سبل التوصل الى حل للأزمة السورية. وقد هاجم الابرهيمي الرئيس السوري بشار الأسد قائلاً إنه لن يكون مشاركاً في الحكومة الانتقالية.
أما موسكو، فرأت انه يتعين على الغرب ان يأخذ في الاعتبار بعض الافكار التي اقترحها الأسد.
الرهائن
ووصل الايرانيون الذين أطلقوا قرابة الساعة 15:30 بعد الظهر بالتوقيت المحلي لدمشق الى فندق في وسط العاصمة السورية. وبدا عليهم التعب والتأثر، وبكى بعضهم لدى معانقته مستقبليه.
وفي مؤتمر صحافي عقده في الفندق، صرح السفير الايراني محمد رضا شيباني بأن اطلاق هؤلاء تم بعد مفاوضات “شاقة وطويلة وكانت هناك شروط صعبة من الجهات الخاطفة”. وأضاف انه “لا يزال هناك مهندسان ايرانيان يعملان لدى شركات خاصة ايرانية تعمل على تطوير قطاع الكهرباء في سوريا، لا يزالان قيد الاحتجاز”، في اشارة الى مهندسين خطفوا في حمص في كانون الأول 2011، وأفرج عن بعضهم دون الآخرين.
وأفاد الناطق باسم مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية الاسلامية سيركان نرجس الذي اضطلعت منظمته بدور في اطلاق الرهائن، أن “النظام السوري بدأ اليوم (أمس) الافراج عن 2130 معتقلاً مدنياً في مدن سورية عدة مقابل اطلاق 48 ايرانياً بين أيدي المعارضة”.
وقال نائب رئيس المؤسسة عزت شاهين إن الرهائن احضرت “من الغوطة الشرقية (في ريف دمشق)، وتعرضنا لمخاطر” بسبب اعمال العنف في المنطقة.
وعلق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يزور النيجر حالياً على عملية التبادل قائلاً: “نأمل في اطلاق جميع المعتقلين ولنأمل في أن يكون ذلك مفيداً للجميع”. وأكد أن صفقة التبادل أنجزت بمساعدة تركيا ومنظمة اغاثة قطرية. وأشار الى ان تركيا كانت تتحدث مع مقاتلي المعارضة خلال المفاوضات. وأوضح أن أربعة اتراك و”عدداً من الفلسطينيين” كانوا في عداد المعتقلين الذين أفرجت عنهم السلطات السورية.
وصرح الناطق باسم مؤسسة حقوق الانسان والحريات والاغاثة الانسانية أوميت سونميز خلال مؤتمر صحافي في اسطنبول بأن بين المعتقلين السوريين المفرج عنهم “أناساً عاديين وأصدقاء أو أقارب للثوار”. وأضاف ان “تركيا وقطر اللتين لهما نفوذ لدى الثوار، تحدثتا معهم، كما تحدثتا مع ايران التي تحدثت بدورها مع سوريا”.
وأفادت وكالة “الأناضول” التركية شبه الرسمية ان مجموعة من الأشخاص بينهم نساء وأولاد، محتجزون في مقر وزارة الداخلية السورية بدمشق، أطلقوا وجرت مرافقتهم الى أوتوبيسات.
وقال رئيس منظمة الاغاثة التركية بولنت يلديريم إن دمشق أطلقت حتى الآن ألف شخص بينهم 74 امرأة وعدد من الاولاد تراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة.
ووصفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند معظم الايرانيين الذين أطلقوا بأنهم “أعضاء في الحرس الثوري الايراني”. وقالت ان ذلك بمثابة “دليل آخر على كيفية استمرار ايران في توفير المستشارين والخبراء والافراد والقدرات الفنية للنظام السوري”.
وكان الايرانيون خطفوا اوائل آب الماضي قرب مطار دمشق الدولي. واتهمتهم المعارضة السورية بأنهم عناصر في الحرس الثوري الايراني “الباسدران”. لكن طهران نفت ذلك.
تفتناز
في غضون ذلك، سيطر مقاتلون معارضون على مساحات واسعة من مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له ان اشتباكات تدور في المطار بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وأحرار الشام والطليعة الاسلامية… بعدما استطاع المقاتلون اجتياز أسوار المطار والاستيلاء على مساحات واسعة منه واعطاب عدد من المروحيات”.
وأبلغ مصدر عسكري سوري ان المقاتلين شنوا هجوما عنيفا على المطار، وأن “الطيران والمدفعية ساندا عناصر حماية المطار”، وذلك غداة هجوم آخر شنه المقاتلون ليل الثلثاء.
الابرهيمي
وعلق الابرهيمي على خطاب الاسد بأن “ما قيل هذه المرة ليس مختلفا في الواقع، ولعله أكثر فئوية وانحيازا لجهة واحدة”. وذكر أنه “في وقت سابق من عام 2012 كان ثمة برلمان جديد ودستور جديد وحكومة جديدة، وكل هذا لم يحسن الواقع قيد أنملة.
وأوضح في مقابلة بالانكليزية ان “ما نحن في حاجة اليه هو مد اليد والاقرار بأن ثمة مشكلة، ومشكلة خطيرة جدا جدا بين السوريين، وأن على السوريين أن يتحدثوا بعضهم مع البعض لحلها”، وأن الناس “يطلبون ويطالبون بتغيير حقيقي لا تجميلي”.
واضاف: “في سوريا بالاخص، ما يقوله الناس ان حكم عائلة واحدة نحو 40 سنة هو أطول من اللازم. لذا على التغيير ان يكون حقيقيا. ودعا الاسد الى “أن يضطلع بدور قيادي بالاستجابة لتطلعات شعبه بدل مقاومتها”.
وأكد أن الاسد لن يكون عضوا في الحكومة الانتقالية.
ولاحقا، أبلغ الابرهيمي “رويترز” ان اعلان جنيف هو أساس الحل في سوريا. نتحدث عن حل سلمي، لا حل عسكري”. وقال “كلما أسرعنا بالحل السلمي كان افضل… لأن سوريا تتهشم. عميلة الهدم لازم تتوقف”. وأضاف: “لا يمكن ان ينتظر الحل الى 2014، يجب أن يتم في 2013”. واعتذر عن استخدامه كلمة “طائفية” في المقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية “البي بي سي” لوصف خطاب الاسد الاحد.
وقبيل اللقاء الثلاثي الجديد في جنيف، قالت نيولاند إن الابرهيمي سيرئس الاجتماع “فهو كانت لديه الفرصة للتحدث مع الاسد وتحدث مع المعارضة، وهو الان سيبلور بعض الافكار عن الحكومة الانتقالية… اننا نرى أنه يعكس آراء الغالبية الواسعة من السوريين الذين نتحدث معهم، ان أربعين عاما من حكم عائلة الاسد تبدو كافية”.
أما موسكو، فرأت وجوب مواصلة المفاوضات الدولية “مع أخذ بعض الافكار التي جاءت في خطاب الرئيس بشار الاسد في السادس من كانون الثاني في الاعتبار”.
وقالت في تعليقها الاول على الخطاب ان الاسد أكد استعداده للحوار والاصلاحات “في اطار احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها ومبدأ عدم التدخل”.
وفي خطوة على مسار المساعي الديبلوماسية للحل، وصل وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الى القاهرة، حيث يلتقي اليوم نظيره المصري محمد كامل عمرو والرئيس محمد مرسي وشيخ الازهر أحمد الطيب.
صفقة بين أنقرة وطهران لتبادل معتقلين ورهائن في سوريا:
2100 منهـم 4 طياريـن أتـراك مقابـل 48 إيرانيـاً
طارق العبد
لطالما ربط السوريون بين تساقط الثلج وبين حلول الفرح والخير، على الرغم من أن الأيام التي سبقت العاصفة لم تكن خيراً على السكان في الداخل ولا على اللاجئين في الخارج، خاصة في الأردن وسهل البقاع اللبناني. لكن العاصفة لم تكذّب حدس السوريين، فحمل يوم أمس خبراً يثلج قلوب الكثيرين، حيث بدأ إطلاق سراح دفعات من المعتقلين في سجون النظام والمقار الأمنية في ظلّ صفقة لتبادل المعتقلين بين النظام و«الجيش الحر»، برعاية مؤسسات حقوقية تركية أبرزها «مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية الإسلامية».
وتشمل الصفقة الإفراج عن أكثر من ألفي معتقل، بينهم أربعة طيارين أتراك، مقابل قيام «الجيش الحر» بالإفراج عن ثمانية وأربعين مختطفاً إيرانيا لديه، في وقت ضربت عاصفة من الآمال قلوب كثيرين أن تشمل ناشطين وشخصيات في المعارضة السياسية أو تمتد لتحرير مختطفي أعزاز في الشمال، على اعتبار أن الصفقة التي لم ينفها أو يؤكدها الإعلام الرسمي تشمل كافة المناطق السورية وتُعتبر الأضخم منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في آذار قبل عامين.
في الواقع، كان خبر الإفراج عن الطيارين الأتراك العنصر الأبرز في صفقة أمس. فهؤلاء رفضت السلطات التركية الاعتراف بوجودهم على الأراضي السورية منذ فترة قليلة، ليظهر مع إطلاقهم بالأمس الواقع مختلفاً. وكان موضوع اعتقال الطيارين الأربعة أثار جدلاً واسعاً في نهاية العام الماضي حول تورط الأتراك في الصراع السوري، مع خروج هيئة الأركان التركية لتنفي ما وصفته بـ«ادعاءات صحافية سورية، عن اعتقال أربعة طيارين عسكريين أتراك، أثناء محاولة التسلّل إلى أحد المطارات العسكرية قرب مدينة حلب». وأتى النفي التركي رداً على ما نشرته صحيفة «الوطن» السورية التي اتهمت الضباط الأتراك بمحاولة التسلل إلى مطار كويرس العسكري في حلب، قبل أن تلقي عناصر حماية المطار القبض عليهم عندما كانوا برفقة مجموعة مسلحة.
وفي السياق، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، خلال جولته الأفريقية، أن «المواطنين الأتراك الأربعة تمّ الإفراج عنهم»، معبراً عن أمله في إطلاق المزيد من المعتقلين، في وقت كشف عن «جهود تبذل للإفراج عن رعايا دول أخرى لدى النظام».
أما عن الآليات التي سبقت تنفيذ الصفقة، فتتحدث مصادر مطلعة عن مفاوضات إيرانية ـ تركية سرية، برعاية قطرية، رافقها تدخل إيراني مع النظام السوري. فإلى جانب الأتراك، كان الإيرانيون مهتمين بـ48 معتقلاً منهم كانوا بين أيدي المعارضة السورية المسلحة. هؤلاء اعتقلوا في آب الماضي، بحسب «كتيبة البراء» التابعة لـ«الجيش السوري الحر» التي بثت شريطاً مصوراً أكدت فيه خطف «ضباط في الحرس الثوري الإيراني». وهو ما نفته طهران آنذاك مؤكدة بأن «الرهائن كانوا يزورون عتبات شيعية مقدسة، وهم عسكريون متقاعدون». وطلبت من الأمم المتحدة المساهمة في إطلاقهم، كما بدأت التواصل مع تركيا وقطر للغاية ذاتها.
وبالعودة إلى قضية الإفراج عن المعتقلين، ينبغي التذكير بأنها حصلت في ثلاث فترات زمنية بارزة، الأولى مع بداية الازمة حين أصدر الرئيس السوري بشار الأسد عفواً عن كل من اعتُقل في الأسابيع الأولى للحراك ثم توالت سلسلة مراسيم العفو من دون أن تشمل ناشطين في المعارضة أو الشارع ما زال النظام يحتفظ بهم رغم مضي أكثر من عام على توقيفهم. في مرحلة ثانية، خرج آخرون بشكل فردي كحال رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا ورئيس «الائتلاف الوطني» معاذ الخطيب وعضو المجلس نجاتي طيارة وشخصيات ما زالت في الداخل مثل لؤي حسين، ليطلق النظام بعد ذلك سراح دفعة جديدة مع قبوله بمبادرة الجامعة العربية الأولى في تشرين الثاني من العام الماضي. وكان أبرز من خرج يومها عضو المجلس الوطني كمال اللبواني والمحللة النفسية رفاه ناشد، فيما شهدت مختلف المناطق التي تتمركز فيها فصائل المعارضة المسلحة عمليات خطف لجنود من النظام لمبادلتهم مع آخرين معتقلين أو مختطفين لكنها بقيت محدودة ولم تشمل أعدادا كبيرة كحال الصفقة التي تمت بالأمس.
وبعد الإفراج عنهم، انطلق الإيرانيون من منطقة السيدة زينب إلى فندق «الشيراتون»، وسط العاصمة، حيث كان بانتظارهم السفير الإيراني لدى دمشق محمد رضا شيباني مع حشد إعلامي ودبلوماسي إيراني وسط إجراءات أمنية مشددة. وبموازاة ذلك، تجمّع حشد بشري ضخم أمام مبنى قيادة شرطة دمشق في شارع خالد بن الوليد، حيث كان المعتقلون يخرجون على دفعات متتالية فيما الأهالي ينتظرون رغم الثلج المتساقط ودرجة الحرارة التي تجاوزت الخمس درجات تحت الصفر. هناك ذرفت الأمهات دموعاً غالية عند اللقاء بالأبناء ممن تفاوتت فترة اعتقالهم بين شهر وسنة ونصف. وبدا المشهد قاسياً مع خروج البعض بثياب بالية أو صيفية وسط جنون البرد القارس، أو عدم عثور بعض المفرج عنهم على ذويهم بسبب قطع الطرق. وازداد إيلاماً مع انتظار عائلات كثيرة حتى المساء من دون خروج أي من أبنائهم.
وافتتحت الناشطات ريما دالي ورؤى جعفر وكندة ولبنى الزاعور، اللواتي اعتُقلن في دمشق القديمة بسبب رفعهن للافتة تنادي بالوحدة الوطنية وهن مرتديات فساتين العرس، سلسلة المفرج عنهم، ثم تلاهم خروج الناشط في الحراك السلمي زيدون الزعبي. وتوالى خروج المعتقلين تباعاً، فيما كان لافتاً غياب رئيس مكتب العلاقات الخارجية في هيئة التنسيق الوطنية المعارض البارز عبد العزيز الخيّر، بالإضافة لرفيقيه أياس عياش وماهر الطحان.
ووفقاً لمصادر المعارضة، فإن المعتقلين المقرر الإفراج عنهم هم 2100 معتقل، موزعون على جميع المحافظات، منهم من خرج من دمشق ومنهم من محافظته في إدلب وحمص واللاذقية وطرطوس حيث يتم احتجازه، ليصل العدد حتى السادسة والنصف من مساء الأمس إلى خمسين معتقلاً من مقر الشرطة في دمشق، من دون ورود أنباء مؤكدة من باقي المدن.
ولم يبدِ أي من ناشطي المعارضة تفاؤلاً بخروج المقربين أو الداعمين لـ«الجيش الحر» أو أولئك القائمين على العمل الإعلامي. ومن المقرر الإفراج عن دفعة أخرى في صباح اليوم، وفقاً لمصادر المعارضة التي تقول إن عدد المعتقلين الكلي ممن تم توثيقهم يقارب الثلاثة وعشرين ألفاً، فيما تتفوق على هذا الرقم بكثير أعداد المفقودين.
ويتفاوت المعتقلون بين من هو رهن الاحتجاز ولم تتم إحالته للقضاء وبين من أحيل للمحاكم وصدرت بحقه أحكام السجن، علماً أن هؤلاء يُعتبر قرار الإفراج عنهم منوطاً بمرسوم عفو عام صادر عن رئيس الجمهورية. يُذكر أن الإعلام الرسمي بث طوال الأيام الماضية صوراً لمعتقلين أطلق عليهم وصف «من تورطوا بالأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري»، يدعوهم فيه إلى تسليم أنفسهم وتسوية أوضاعهم فوراً.
هكذا، حمل هطول الثلج بالأمس خبراً مفرحاً لناشطي المعارضة السورية وكذلك لأهالي الزوار الإيرانيين بعد شهور من اختطافهم، وبقي الكثير متمسكاً بأمل الإفراج عن مزيد من المعتقلين.. كما الإفراج عن السلم والاستقرار المعتقلين منذ سنتين بفعل الدم والنار.
صفقة بين طهران وأنقرة تنهي أزمة الرهائن الإيرانيين .. وموسكو تدعو الى بحث أفكار الرئيس السوري
الإبراهيمي يهاجم مبادرة الأسد: لا دور له في المرحلة الانتقالية!
استبق المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الاجتماع مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز في جنيف غداً، بشن هجوم على المبادرة التي تقدّم بها الرئيس السوري بشار الأسد لحل الأزمة، معتبراً أنها «تكرار للمبادرات السابقة التي لم تعمل، بل ربما أكثر طائفية وأحادية الجانب»، لكنه عاد واعتذر عن استخدامه كلمة «طائفية»، موضحاً «أنها زلة لسان»، مضيفاً «الخطاب به أمور كثيرة، لكنه ليس طائفياً»، مشيراً إلى أنه لا يرى أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية. على الرغم من أن موسكو دعت إلى أخذ اقتراحات الأسد بالاعتبار.
وانطلقت عملية إطلاق سراح دفعات من الموقوفين لدى السلطات السورية في مقابل إفراج المسلحين عن 48 زائراً إيرانياً، كان مسلحون خطفوهم في دمشق في آب الماضي. وتمت الصفقة برعاية مؤسسات حقوقية تركية أبرزها «مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية الإسلامية». وشملت الصفقة الإفراج عن الإيرانيين مقابل أكثر من ألفي معتقل، بالإضافة إلى أربعة طيارين أتراك.
وتتحدث مصادر مطلعة عن مفاوضات إيرانية – تركية سرية، برعاية قطرية، رافقها تدخل إيراني مع النظام السوري لتنفيذ الصفقة. وكان خبر الإفراج عن الطيارين الأتراك العنصر الأبرز في الصفقة الأضخم منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في آذار قبل عامين. فهؤلاء رفضت السلطات التركية الاعتراف بوجودهم على الأراضي السورية منذ فترة قليلة، ليظهر مع إطلاقهم بالأمس الواقع مختلفاً. وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن «المواطنين الأتراك الأربعة تمّ الإفراج عنهم».
وبعد الإفراج عنهم، انطلق الإيرانيون من منطقة السيدة زينب إلى فندق «الشيراتون»، وسط العاصمة، حيث كان بانتظارهم السفير الإيراني لدى سوريا محمد رضا شيباني مع حشد إعلامي وديبلوماسي إيراني وسط إجراءات أمنية مشددة. وبموازاة ذلك، تجمّع حشد بشري ضخم أمام مبنى قيادة شرطة دمشق في شارع خالد بن الوليد، حيث كان المعتقلون يخرجون على دفعات متتالية. (تفاصيل صفحة 10)
وقال الإبراهيمي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثت أمس في رد على خطاب الأسد الأحد الماضي، «قابلت الرئيس الأسد في 24 كانون الأول الماضي وحدثني عن مبادرة ينوي إطلاقها للحل، وأبلغته بضرورة أن تكون مغايرة لما جرى في السابق من مبادرات ولم تعمل». وأضاف «أخشى أن المبادرة التي طرحها الأسد في خطابه الأخير كانت تكراراً للمبادرات السابقة التي شهدناها في العام 2012، حين كان هناك
برلمان جديد وحكومة جديدة ودستور جديد، لكنها لم تساهم في تحسين الأوضاع».
واعتبر أن خطاب الأسد «كان فرصة ضائعة لحل الأزمة في سوريا، كما اعتقد انه كان أكثر طائفية وأحادي الجانب»، وذلك في إشارة إلى دعوة الأسد للسوريين لقتال «المجرمين والتكفيريين». وقال الإبراهيمي «ما نحتاج إليه هو مد اليد والإقرار بأنه ثمة مشكلة، ومشكلة خطيرة جداً جداً بين السوريين، وأنه على السوريين أن يتحدثوا إلى بعضهم البعض لحلها».
وأقر بأن المواقف الحالية للحكومة السورية والمعارضة تعني أنه لا يوجد أي عملية سياسية، مكرراً انه لا يوجد حل عسكري للنزاع. وقال «الحكومة لن تنتصر. قد تنتصر المعارضة على المدى الطويل، ولكن حتى وقت حصول هذا الأمر، لن يكون هناك سوريا، فأي نصر سيكون هذا؟». وشدد على ضرورة حل الأزمة «بنهاية العام 2013، أو لن يكون هناك سوريا».
وقال الإبراهيمي «الزمن الذي تمنح فيه الإصلاحات من أعلى برحابة صدر قد ولى. الناس يريدون أن تكون لهم كلمة بشأن طريقة حكمهم ويريدون أن يتولوا أمر مستقبلهم بأنفسهم». وأضاف «الناس في سوريا، كما في دول أخرى في المنطقة، تطالب بتغيير حقيقي وليس تجميلياً، وأن تكون لهم كلمة في طريقة حكمهم ومستقبلهم». وأعلن أن «الأسد أبلغه انه يأمل في الترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2014»، وأضاف «في سوريا بالذات اعتقد أن ما يقوله الناس هو أن حكم أسرة لمدة 40 عاماً أطول بعض الشيء مما يجب. ولذلك فالتغيير يجب أن يكون حقيقياً. واعتقد أن الرئيس الأسد يمكنه أن يتولى زمام القـيادة في الاستـجابة لتطلـعات شـعبه بدلاً من مقاومــتها».
وأعلن الإبراهيمي، في مقابلة مع «رويترز»، أنه لا يرى دوراً للأسد في حكومة تشرف على مرحلة انتقالية في البلاد. وقال «بكل تأكيد لن يكون عضواً في هذه الحكومة». وكرر أن «إعلان جنيف هو أساس الحل في سوريا.. نتحدث عن حل سلمي لا حل عسكري. كلما أسرعنا بالحل السلمي كان أفضل لأن سوريا تتهشّم. عملية الهدم لازم (يجب أن) تتوقف». وأضاف «لا يمكن أن ينتظر الحل إلى العام 2014، يجب أن يتم في 2013».
واعتذر الإبراهيمي عن استخدامه كلمة «طائفية» في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية لوصف خطاب الأسد. وقال «إنها زلة لسان.. ولذلك أعتذر»، لكنه تمسّك بانتقاد الخطاب وقال «الخطاب به أمور كثيرة لكنه ليس طائفياً».
ورحب «ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في بريطانيا وليد سفور بتصريحات الإبراهيمي. وقال «تصريح الإبراهيمي طال انتظاره. إنه لم ينتقد الأسد من قبل، لكن الآن بعدما يئس عقب كلمة الأسد يوم الأحد ليس لديه بديل آخر سوى أن يقول للعالم إن حكمه حكم عائلي ويكفي أكثر من 40 عاماً».
ووجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة حول البرنامج السياسي الذي طرحه الأسد لحل الأزمة السورية.
موسكو
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «عقد اللقاء الثلاثي حول سوريا في جنيف الجمعة بين الإبراهيمي ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز».
وأضاف البيان إن «موسكو تأمل في أن يواصل المشاركون في لقاء جنيف البحث عن إيجاد سبل ممكنة لتقديم مساعدة المجتمع الدولي على تسوية الأزمة الداخلية الحادة في سوريا بالاعتماد على بيان جنيف في 30 حزيران (الماضي) مع الأخذ بالاعتبار الأفكار التي طرحها الأسد في خطابه».
وأوضح البيان «لقد أكد الرئيس السوري، بصفة خاصة، استعداده لإطلاق الحوار السوري الداخلي وإجراء إصلاحات في البلاد على أساس سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها، وعلى أساس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة وغيره من مواثيق القانون الدولي وبيان جنيف».
وأعلن بوغدانوف أنه سيجري مباحثات حول سوريا مع نظيره التركي فريدون سينيرلي اوغلو في موسكو اليوم. وكانت مصادر ديبلوماسية تركية قالت لوكالة «الأناضول» مؤخراً إن أنقرة ستتقدم لموسكو باقتراحات جديدة لحل أزمة سوريا.
إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر مصري مطلع قوله إن «خطاب الأسد والعرض الذي طرحه لا يختلف عما قدّمه سابقاً»، معتبراً أن «هذا الموقف لا يرقى لمستوى الاستجابة للمطالب الدولية، والأهم من ذلك أنه لا يستجيب لإجماع المعارضة السورية بمختلف أطيافها في الداخل والخارج، وبالتالي فكل ما قدّمه الأسد لا يسمح بتغيير المعادلة القائمة في سوريا على النحو المطلوب».
واعتبر المصدر أن «هناك استحالة لأن يكون ما قدمه الأسد في خطابه أساساً يمكن البناء عليه لإحداث التغيير في سوريا»، مضيفاً إن «الشعب السوري والمعارضة يطالبون برحيل بشار الأسد، ومن المهم أن يستمع النظام السوري إلى صوت شعبه».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب،
رويترز، ا ش ا)
دمشق: الإبراهيمي أظهر “انحيازه السافر” للمتآمرين على سوريا
استنكرت دمشق تصريحات المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي التي انتقد فيها طرح الحل المقدم من الرئيس السوري بشار الأسد، متهمة إياه بأنه “خرج عن جوهر مهمته واظهر بشكل سافر انحيازه لمواقف أوساط معروفة بتآمرها على سوريا وعلى مصالح الشعب السوري والتي لم تقرأ البرنامج السياسي لحل الأزمة في سوريا بشكل موضوعي”.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية: “إن الجميع يعلم دولا وأفرادا بأن لا احد بمقدوره أن يتحدث نيابة عن الشعب السوري صاحب السلطة الحصرية بتقرير مستقبله ونظامه السياسي واختيار قيادته وتاريخ سوريا معروف بأن الشعب السوري لا يقبل الإملاء أو التدخل الخارجي”.
وأضاف “كنا نتوقع من المبعوث الأممي أن يقرأ ويحلل ما تضمنه برنامج الحل السياسي في سوريا الذي زودنا مكتبه بدمشق بنسخة عنه وهو المخرج السياسي الوحيد لحل الأزمة في سوريا، لأنه يقوم على الحوار الشامل بين مختلف مكونات الشعب السوري للتوافق على ميثاق وطني يعرض على الاستفتاء الشعبي ويرسم المستقبل السياسي والاقتصادي والقضائي لسوريا على أسس ديموقراطية تعددية، وبإمكان الإبراهيمي إذا ما قرأ هذا البرنامج أن يستنتج أن ممثلي الشعب السوري هم الذين يقررون مستقبل سوريا”.
وتابع “إذا كان الإبراهيمي قد استنتج أن الوضع في سوريا يسير من سيء إلى أسوأ وحتى لا ندخل في جدل حول صحة هذا الاستنتاج فان الجميع يعلم أن استمرار العنف والإرهاب يعود إلى فشل المجتمع الدولي في إلزام بعض الدول الإقليمية والدولية بوقف تمويل وتسليح وإيواء وتهريب المجموعات الإرهابية المسلحة”.
وأكد المصدر أن “سوريا ما زالت تأمل نجاح مهمة الإبراهيمي وستواصل التعاون معه لإنجاح هذه المهمة في إطار مفهومها للحل السياسي للأزمة السورية المستند إلى مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وبيان جنيف المؤرخ في 30 حزيران الماضي وقرارات مجلس الأمن التي أكدت جميعها على أن الحل يجب أن يكون بين السوريين وبقيادة سورية”.
(سانا)
سوريا تتهم تركيا بسرقة نحو ألف معمل من مدينة حلب ونقلها إلى أراضيها
دمشق- (يو بي اي): اتهمت سوريا الخميس، تركيا بسرقة نحو ألف معمل من مدينة حلب شمال البلاد ونقلها الى أراضيها، ودعت الأمم المتحدة إلى العمل على إعادة تلك المعامل إلى سوريا.
وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين وجهتهما الخميس إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، إن “تعرّض نحو ألف معمل في مدينة حلب للسرقة والنقل إلى تركيا بمعرفة تامة وتسهيل من الحكومة التركية هو عمل غير مشروع يرقى إلى أفعال القرصنة ومرتبة عمل عدواني يستهدف السوريين في مصادر رزقهم وحياتهم الاقتصادية”.
وأشارت الوزارة في رسالتيها اللتين نشرتهما وكالة (سانا) الرسمية، إلى أن هذا العمل “يدلل مرة أخرى على المطامع التركية وعلى الدور التخريبي الذي تلعبه بالأزمة في سوريا، وعلى سوء نواياها تجاه الشعب السوري، كما يؤكد زيف ادعاءاتها في الحرص على حياة السوريين ومستلزمات حياتهم الأساسية”.
وقالت وزارة الخارجية إن “هذه الممارسات غير الأخلاقية التي تمثل انتهاكاً فاضحاً لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول هي بمثابة مساهمة مباشرة في جريمة عابرة للحدود وأعمال قرصنة تستوجب رد فعل دولي يرقى إلى حجم الضرر الواسع الذي تلحقه بالشعب السوري ومقدراته الاقتصادية والتجارية”.
وأضافت أن “قيام دولة مجاورة مثل تركيا بدعم الإرهاب وتوفير الشروط المساعدة على نهب ثروات سوريا عبر الحدود وتدمير مقدرات الشعب السوري ومصادر عيشه وتسهيل تسخير تلك المقدرات لصالح دعم الإرهاب في الداخل السوري يستوجب رد فعل من مجلس الأمن يرتقي إلى حجم مسؤولياته وتعهداته التي قطعها في مجال التصدي للإرهاب والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين”.
وطالبت وزارة الخارجية مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة “بإصدار إدانة صريحة لهذه الأعمال التخريبية والإرهابية واتخاذ ما يلزم لمحاسبة مرتكبيها ومن يقف خلفهم من دول وقوى إقليمية ودولية، وذلك كتعبير عن رفض المنظمة الدولية لأي مساهمة إضافية من جانب الدول المعادية لسورية في مفاقمة الأوضاع المعيشية للشعب السوري أو زيادة معاناته الإنسانية”.
ودعت الوزارة إلى “اتخاذ كل الإجراءات القانونية بحق الحكومة التركية لإلزامها بإعادة تلك الممتلكات إلى أصحابها ودفع كل التعويضات للمتضررين وفقاً لما تقرّره أحكام القانون الدولي النافذة ذات الصلة، وكذلك لإلزامها بالكف فوراً عن تكرار مثل هذه الممارسات الآن وفي المستقبل”.
حلف الأطلسي يدين إطلاق صاروخ باليستي في سورية ويصفه بتصرف طائش
بروكسل- (د ب أ): أعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الخميس أن الحلف رصد إطلاق صاروخ باليستي غير موجه قصير المدى في داخل سورية، وأدان التصرف واصفا إياه بأنه “طائش”.
وذكر المسؤول أن إطلاق الصاروخ الأربعاء جاء بعد إطلاق اثنين آخرين في الثاني والثالث من كانون ثان/ يناير الجاري، مضيفا أنه لا يمكن تأكيد أي تفاصيل حول الصواريخ.
وقال المسؤول: “أطلقت جميع الصواريخ من داخل سورية، وسقطت في شمال سورية. ولم يسقط أيا منها في الأراضي التركية”.
وأضاف أن “استخدام مثل هذه الأسلحة غير الموجهة يوضح الاستهتار التام بحياة الشعب السوري”.
وعلمت وكالة الأنباء الألمانية بأن الجيش الألماني يعد الخميس لتحميل بطاريات صواريخ (باتريوت) المضادة للصواريخ على متن سفينة في ميناء إمدين ببحر الشمال لتتجه إلى تركيا، كما ذكر ذلك تقرير أوردته صحيفة “نوردويست تسايتونج” الألمانية.
وكانت القوات المسلحة الالمانية قد بدأت بالفعل في وقت سابق هذا الأسبوع شحن نحو 300 مركبة عسكرية و130 حاوية معدات عسكرية على متن السفينة الدنماركية “سويسيا سيوايز” لتحملها إلى ميناء الاسكندرونة التركي على البحر المتوسط.
وفي الوقت نفسه انطلقت طلائع من 50 جندي من الجيش الألماني والهولندي إلى قاعدة “إنجرليك” الجوية في تركيا.
كما يجري شحن الصواريخ نفسها من موقع آخر في إطار مهمة تبلغ تكلفتها 25 مليون يورو تهدف لمساعدة تركيا عضو الناتو في الدفاع عن نفسها ضد النيران الآتية عبر الحدود مع سورية.
وسيتم نشر بطاريات (باتريوت) الألمانية في منطقة قهرمان مرعش جنوب تركيا، والتي تبعد حوالي 100 كيلومتر من الحدود مع سورية. ويبلغ مداها 68 كيلومترا، وتهدف لاعتراض أي صواريخ قادمة من ناحية سورية.
كما أن هناك بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ أمريكية وهولندية في طريقها إلى جنوب تركيا.
ومن المقرر أن يتوجه المزيد من الجنود الألمان إلى تركيا الأسبوع المقبل، حيث يبلغ قوام القوة الالمانية حوالي 350 جنديا.
الف مسيحي محاصرون في قرية بشمال حلب
الفاتيكان ـ ا ف ب: ذكرت وكالة فيديس التابعة للفاتيكان ان الف مسيحي محاصرون في قرية اليعقوبية السورية بشمال حلب ومحرومون من كل الحاجات الاساسية في ظل المواجهات بين القوات النظامية والمعارضين.
وصرح الراهب الفرنسيسكاني فرنسيس قصيفي، وهو كاهن كنيسة القديس فرنسيس في شارع الحمراء في بيروت التي تساعد 500 لاجىء سوري، للوكالة ان المحاصرون كاثوليك وارثوذكس “وهم يعيشون ظروفا رهيبة ومعرضون للابادة”.
وقد نقل لاجئون سوريون هم من سكان القرية المذكورة معاناة هؤلاء الى الراهب، اضافة الى شهادات لراهبات فرنسيسكانيات يقمن في اليعقوبية.
واضاف قصيفي ان السكان يفتقرون الى المواد الغذائية والكهرباء والحاجات الاساسية ولا يستطيعون مغادرة القرية.
وقبل النزاع في سوريا، كانت هذه القرية تضم نحو ثلاثة الاف مسيحي من الارمن والارثوذكس والكاثوليك، فر معظمهم خشية المعارك.
واوضح قصيفي ان من بقوا في اليعقوبية “محاصرون. نحاول مساعدتهم بكل الوسائل الممكنة للسماح لهم بالحضور الى لبنان. وفي الايام الاخيرة ارسلنا اشخاصا الى هناك لكن الرحلة خطيرة وبعد اكثر من يوم تمكنوا من الوصول الى حلب”.
واكد ان السكان “مهددون بالموت وسط صمت عام”، لافتا الى ان موجة الصقيع التي ضربت المنطقة في الايام الاخيرة “جعلت ظروف الحياة بالنسبة اليهم اكثر صعوبة”.
وذكرت وكالة فيديس ان هناك اكثر من 25 الف لاجىء سوري مسيحي في لبنان.
ويشكل المسيحيون نحو خمسة في المئة من عدد السكان في سوريا، ينتمي معظمهم الى الطائفة الارثوذكسية.
الامم المتحدة تطلب مساعدات للاجئين السوريين في الأردن بعد عاصفة شديدة
عمان- (ا ف ب): دعت الامم المتحدة الخميس إلى تأمين مساعدات عاجلة لاغاثة آلاف اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري شمال الأردن بعد عاصفة شديدة اعتبرت الاسوأ منذ عقد وتركتهم في مواجهة مياه الامطار ودرجات حرارة بلغت درجة التجمد.
وقالت مديرة مكتب صندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في الأردن دومينيك هايد في بيان ان “الموارد التي وفرناها عام 2012 استنفذت، ولم تصلنا اي اموال جديدة هذا العام”.
وناشدت “المجتمع الدولي والجهات المانحة توفير المال في اقرب وقت ممكن”.
واضافت ان “ال72 ساعة القادمة تشكل اختبارا حاسما لقدرتنا على توفير الاحتياجات الاساسية للأطفال واسرهم في مخيم الزعتري (85 كم شمال عمان)” والذي يأوي نحو 65 الف لاجىء سوري بمحافظة المفرق قرب الحدود مع سوريا.
وقالت هايد ان الحكومة الاردنية وشركاء آخرين، “يفعلون كل ما هو ممكن لضمان الحفاظ على الخدمات وابقاء الاطفال دافئين وجافين”.
وتضررت على الاقل 500 خيمة بفعل الرياح العاتية والامطار الاخيرة، فيما حاول لاجئون عبثا حفر خنادق صغيرة حول خيامهم لحمايتها من الامطار والاوحال التي باتت تغطي كافة ارجاء المخيم الذي تبلغ مساحته نحو 7 دونمات.
وقالت “اليونيسف” ان “الوضع المتدهور في الزعتري يأتي وسط استمرار تدفق اللاجئين عبر الحدود. وقد عبر الحدود الى الاردن منذ مطلع يناير/ كانون ثاني حوالى 10 آلاف لاجىء سوري”.
ويستضيف الاردن اكثر من 290 الف لاجىء منهم حوالى 65 الف في الزعتري.
وتفيد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بان عدد اللاجئين السوريين المسجلين والذين ينتظرون التسجيل في الاردن يبلغ 142 الفا و664.
ويعبر مئات السوريين يوميا الحدود مع الأردن وبشكل غير شرعي، هربا من القتال الدائر بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة منذ اكثر من 21 شهرا.
في صفقة بين النظام والمعارضة برعاية قطرية تركية
سورية: اطلاق 2130 معتقلا مقابل 48 ايرانيا
الابراهيمي: حكم عائلة الاسد طال اكثر مما ينبغي
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: بيروت ـ وكالات: اطلق المقاتلون المعارضون الاربعاء 48 ايرانيا كانوا يحتجزونهم منذ اشهر في سورية مقابل افراج النظام عن اكثر من الفي معتقل، في اكبر عملية تبادل اسرى في النزاع المستمر منذ 21 شهرا، في وقت اعلن عن لقاء جديد بين الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي ومسؤولين روس وامريكيين الجمعة.
وتعد هذه العملية اكبر تبادل للاسرى في النزاع المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011، وهي الاولى تعلن رسميا.
ويدل العدد الكبير للمعتقلين الذين وافق النظام السوري على اطلاقهم، على استعداده لتقديم الكثير في سبيل مصلحة طهران ابرز حلفائه الاقليميين.
واعلن التلفزيون الحكومي الايراني امس ان المقاتلين المعارضين افرجوا عن الزوار الايرانيين، بدون ان يوضح متى ولا في اي شروط تم الافراج عنهم.
وكان مقاتلون معارضون ينتمون الى ‘كتيبة البراء’ التابعة للجيش السوري الحر بثوا على الانترنت في الخامس من آب (اغسطس) الماضي شريطا مصورا اعلنوا فيه خطف الايرانيين، قائلين ان من بينهم ضباطا في الحرس الثوري الايراني.
ونفت ايران بداية صحة هذه المعلومات، لتعود وتقول بعد ايام ان من الرهائن الذين كانوا يزورون عتبات شيعية مقدسة، عسكريين ‘متقاعدين’. وطلبت ايران مساعدة الامم المتحدة في اطلاقهم، وتواصلت للغاية نفسها مع تركيا وقطر الداعمتين للمعارضة.
وافاد احمد الخطيب، وهو متحدث باسم الجيش الحر في دمشق وريفها، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في بيروت عن ‘اكتمال المفاوضات من الناحية النظرية’ لاطلاق سراح 2135 معتقلا لدى النظام ‘بينهم اسماء مهمة’، وذلك في مقابل الاسرى الايرانيين.
ورفض تقديم اي تفاصيل قبل انجاز الصفقة التي تمت ‘برعاية قطرية تركية وتدخل ايراني مع النظام’. وبدأ الافراج عنهم في وقت لاحق امس.
وظهر المخطوفون في أحد فنادق دمشق بحضور السفير الإيراني بدمشق محمد رضا شيباني الذي شكر أمام الصحافيين المسؤولين السوريين على تعاونهم مع القيادة الإيرانية، كما شكر منظمات إنسانية ساهمت في الافراج عن المخطوفين، وقال شيباتي أن الشعب السوري عاني الكثير من الآلام وأن السلاح والعنف لن يزيد الأزمة إلا تصعيداً.
وكان سيركان نرجس الناطق باسم مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية الاسلامية قال لفرانس برس في اتصال هاتفي ان ‘النظام السوري بدأ (الاربعاء) الافراج عن 2130 معتقلا مدنيا في عدة مدن سورية مقابل اطلاق سراح 48 ايرانيا بين ايدي المعارضين’.
واكد انها ‘ثمرة مفاوضات اجرتها منظمتنا لاشهر في اطار نشاط دبلوماسي اهلي’.
واوضح ان اطلاق سراح المعتقلين المدنيين يتم منذ صباح الاربعاء خصوصا في دمشق وحمص (وسط) وادلب (شمال) واللاذقية (غرب) وطرطوس (غرب)، ومن بينهم اربعة اتراك.
وفي محاولة متجددة للتوصل الى حل للنزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا وادى الى مقتل اكثر من 60 الف شخص بحسب ارقام الامم المتحدة، اعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف ان ‘الاجتماع الثلاثي بين بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الامريكية وليام بيرنز والاخضر الابراهيمي مقرر في 11 كانون الثاني (يناير) في جنيف’، وذلك بعد اجتماع اول في المدينة نفسها في التاسع من كانون الاول (ديسمبر) الماضي.
كما رحب الائتلاف الوطني السوري وهو جماعة المعارضة السورية الرئيسية بتصريحات المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي التي انتقد فيها الرئيس بشار الاسد. وقال الابراهيمي في وقت سابق لهيئة الاذاعة البريطانية ان كلمة الاسد يوم الاحد كانت ‘فرصة ضائعة’ لانهاء الازمة في سورية وان مبادرات الاسد لانهاء العنف ‘طائفية وأحادية’. وقال ايضا ان حكم عائلة الاسد الممتد لاكثر من اربعة عقود طال اكثر مما ينبغي.
وقال ممثل الائتلاف السوري في بريطانيا وليد سفور لرويترز ‘تصريح الابراهيمي طال انتظاره. انه لم ينتقد الاسد من قبل’.
وفي سياق متصل، طرح المجلس الوطني السوري على الائتلاف المعارض بدء المرحلة الانتقالية في سورية عبر تشكيل حكومة موقتة تمارس مهامها ‘في الاراضي المحررة’، في اشارة الى المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون.
وفي ‘خطة نقل السلطة وبدء المرحلة الانتقالية’ التي حصلت فرانس برس على نسخة منها، دعا المجلس الائتلاف الى تولي هذه الحكومة كامل السلطات التنفيذية، مشترطا ‘تنحية بشار الاسد ورموز النظام رضوخا لمطالب الشعب السوري’، وهو ما تصر عليه المعارضة كشرط مسبق لاي حوار او تسوية.
ميدانيا أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن سيارة مفخخة انفجرت في مدينة ‘المعضمية’ بريف دمشق مساء الأربعاء، فيما قتل اربعة اطفال من عائلة واحدة في وقت متقدم من ليل الثلاثاء في بلدة بالقرب من مدينة حمص وسط سورية جراء غارة جوية نفذتها طائرات حربية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس.
وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن معلومات أولية تشير إلى ‘سقوط شهداء وجرحى وأضرار مادية كبيرة في منطقة الانفجار’.
كما سيطر مقاتلون سوريون معارضون الاربعاء على مساحات واسعة في مطار عسكري في شمال غرب سورية يحاصرونه منذ فترة ويهاجمونه في محاولة للاستيلاء عليه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني بعد ظهر الاربعاء ‘لا تزال الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة واحرار الشام والطليعة الاسلامية داخل مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب بعدما استطاع المقاتلون اجتياز اسوار المطار والاستيلاء على مساحات واسعة منه واعطاب عدد من المروحيات’.
الحكومة السورية توزع المهمات على اعضائها لتطبيق اقتراح الاسد
دمشق ـ ا ف ب: وزعت الحكومة السورية الاربعاء المهمات على اعضائها لتطبيق اقتراح الحل السياسي الذي عرضه الرئيس بشار الاسد في خطاب الاحد لحل الأزمة المستمرة في البلاد منذ 21 شهرا، بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) امس.
وقالت الوكالة ان مجلس الوزراء ‘اقر البرنامج السياسي لحل الازمة في سورية الذي يوضح المهام التي تعمل الحكومة السورية على انجازها لحين اعتماد الميثاق الوطني من قبل الشعب’.
وكلفت الحكومة الاربعاء ‘وزارة الخارجية والمغتربين بإجراء الاتصالات الاقليمية والدولية لتوضيح البرنامج والدعوة لتأييده والتشاور حول الآلية التي يمكن تطبيقها لمراقبة تنفيذ بنوده وخاصة مراقبة الحدود’.
كما اعلن المجلس عن تشكيل فريق عمل وزاري ‘لتنفيذ ما يترتب على الحكومة في البرنامج السياسي لحل الأزمة في سورية’.
الخوف من استخدام الاسد للكيمياوي ما زال قائما
صحف عبرية
في آخر ايام شهر تشرين الثاني هاتفت جهات رفيعة في الجيش الاسرائيلي وزارة الدفاع الامريكية مع معلومات مقلقة: فقد وثقت صور لاقمار صناعية جديدة من موقعين في سورية جنودا يخلطون مواد كيميائية تكون غاز الأعصاب الفتاك السارين ويحشون بها قنابل وزنها 225 كغم يمكن حملها في طائرات.
وقد أُبلغت المعلومات الى رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما في غضون بضع ساعات. وأخذ القلق يزداد في نهاية الاسبوع تلك بعد ان تبين ان القنابل الكيميائية حُملت في سيارات قرب قواعد جوية في سورية. وجاء في ارشادات لعناصر في الادارة الامريكية انه اذا زاد يأس رئيس سورية بشار الاسد، واستقر رأيه على استعمال السلاح الكيميائي فان سلاح الجو السوري يستطيع ان يلقي القذائف في غضون ساعتين وهو زمن قصير لا يُمكّن الولايات المتحدة من الرد على أي حال من الاحوال.
بيد ان ما حدث بعد ذلك، كما تقول جهات رسمية، لم يكن يقل عن مظاهرة تعاون دولي مدهش بين الولايات المتحدة والدول العربية وروسيا والصين، خاصة في ضوء حقيقة ان الحديث عن دول فشلت طوال الحرب الأهلية في سورية دائما تقريبا في صوغ سياسة مشتركة. وأفضى التأليف بين تحذير معلن من اوباما وسلسلة رسائل واضحة نُقلت في قنوات خاصة الى الاسد وقادة جيشه بوساطة روسيا ودول اخرى منها العراق وتركيا وربما الاردن ايضا، الى وقف الاستعدادات السورية في شأن السارين.
بعد ذلك باسبوع عبر وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا عن أن الخوف من استعمال سوري للسلاح الكيميائي قد سكن الآن. ومع ذلك من المهم ان نؤكد ان الخوف من ان يستعمل الاسد قنابل السارين ما زال قائما وقد يصبح واقعا في كل لحظة. وقالت عناصر امريكية واوروبية أنها بعيدة عن الراحة فوق أغصان الغار.
‘أعتقد ان الروس أدركوا ان هذا أمر قد يجعلنا نتدخل في الحرب. أما ما فهمه الاسد وهل سيتغير فهمه في الاشهر القريبة فهو مفتوح للتأملات’، قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الامريكية في الاسبوع الماضي. ليس استعمال السلاح الكيميائي (الذي يعتبر مع وسائل قتالية ذرية وبيولوجية سلاحا للابادة الجماعية) سهلا من جهة تقنية. ويتعلق مبلغ نجاح هجوم كيميائي تعلقا كبيرا بالظروف الميدانية وبالرياح. ويصعب احيانا ان تلاحظ هذه الهجمات ماديا وهو شيء يُطيل قدرة العالم الخارجي على ان يلاحظ ما يجري. وقد يكون هذا هو السبب الذي جعل المعارضة السورية تنشر تقارير عن استعمال السلاح الكيميائي وهي تقارير دحضتها اجهزة الاستخبارات الامريكية.
إن اللحظات الحرجة في سورية قبل بضعة اسابيع أبرزت مرة اخرى في جدول العمل العام سؤال هل يجب على الغرب ان يساعد المعارضة السورية على تدمير سلاح جو الاسد. ما يزال سلاح الرئيس السوري الكيميائي في مواقع الخزن تلك الموجودة قرب قواعد جوية أو بجوارها مُعدة للاستعمال مع انذار قصير. ولم تُقدم ادارة اوباما وحكومات اخرى معلومات معلنة كثيرة عن التطورات في شأن السلاح الكيميائي، ومن جملة اسباب ذلك خشية تعريض مصادر المعلومات الاستخبارية للخطر.
في الشهر الماضي حذر رئيس جهاز الاستخبارات الالماني (بي.ان.دي) بوثيقة سرية من ان النظام السوري قد يستعمل السلاح الكيميائي الذي يملكه في غضون اربع ساعات الى ست منذ لحظة اصدار الامر. وجاء في تقرير في مجلة ‘شبيغل’ ان للاسد مستشارا خاصا يشتغل بشأن السلاح الكيميائي. ومع ذلك قدّرت جهات امريكية وغيرها في مقابلات صحافية أنه يمكن شحن قنابل السارين على طائرات في غضون ساعتين بل في أقل من ذلك.
ماذا سيكون رد الولايات المتحدة واسرائيل، مع الدول العربية على استعمال صوري للسلاح الكيميائي انه لغز. وقد تحدثت جهات امريكية وغيرها على نحو غامض عن صوغ ‘خطط احتواء’ في حال استقرت آراؤهم على احباط التهديد الكيميائي وهي مهمة تحتاج في تقدير وزارة الدفاع الامريكية الى 75 ألف جندي. بيد انه لا توجد شهادة على استعدادات مادية لهذه المهمة. وقد أرسلت الولايات المتحدة سرا فريق قوة خاصة الى الاردن يشتمل على 150 خبيرا لمساعدة قوات أمن المملكة على الاستعداد لاحتمال ان يفقد الاسد السيطرة على مخزونات السلاح الكيميائي. وسافر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الاردن وباحث الملك بحسب أنباء في وسائل الاعلام الاسرائيلية في كيفية مواجهة وضع يُنقل فيه السلاح الكيميائي السوري الى لبنان.
في الاسابيع الأخيرة قالت جهات في الغرب ان الجيش السوري نقل جزءا من مخزونات السلاح الكيميائي الى مواقع خزن أكثر أمنا وهذا اجراء اذا استمر قد يساعد قوات الغرب اذا احتاجت الى دخول الدولة للسيطرة على مخزونات السلاح الكيميائي أو لتدميرها. ان مخزونات السلاح الكيميائي يتولى المسؤولية عنها وحدة سرية من سلاح الجو السوري تسمى ‘الوحدة 450’.
قالت جهات امريكية ان بعض قنوات الاتصال التي تمت من وراء ستار في الاسابيع الاخيرة قد تمت مباشرة مع قادة من ‘الوحدة 450’: فقد تم تحذيرهم بتحذير يشبه التحذير المعلن الذي أرسله اوباما الى الاسد في الثالث من كانون الاول، من أنهم يتحملون المسؤولية شخصيا عن كل استعمال للسلاح الكيميائي. وقالت جهات في الغرب انه رغم العمليات التي نفذتها الادارة السورية لتحسين تأمين السلاح الكيميائي ما يزال يوجد خوف كبير من ان تقع هذه المخزونات في أيدي منظمات اسلامية متطرفة أو حزب الله الذي انشأ مواقع تدريب صغيرة قرب عدد من مواقع الخزين.
اريك شميدت وديفيد سنغر
هآرتس 9/1/2013
القوات البريطانية الخاصة حضرت تمرينا مشتركا للامريكيين والاردنيين لتأمين السلاح الكيماوي السوري
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: هل سيفضي الربيع العربي، خاصة الدموي منه في سورية الى تحقيق حلم الاكراد الذي حرمهم الحلفاء من اقامة دولة لهم على انقاض الدولة العثمانية. فالحديث عن الدولة الكردية يظل او ظل حساسا في السياق العربي والتركي، خاصة ان نسبة الاكراد الذين يعيشون في الدول العربية ـ العراق وسورية كبيرة وكذا في تركيا.
وفي العراق بالذات فالاكراد لديهم دولتهم ‘الفعلية’ في ظل الانقسام الذي حدث بعد غزو البلاد عام 2003 وبسبب تداعيات حرب الخليج الاولى واحتلال العراق عام 1990. وحتى الآن اكد قادة الاكراد في اقليم كردستان رغبتهم بالبقاء ضمن العراق الفيدرالي طبعا وبشروطهم. في سورية لا يزال الاكراد متخوفون من الانتفاضة، خاصة انهم يعارضون الطابع العربي للدولة في مرحلة ما بعد الاسد، خاصة سورية ظلت تقدم نفسها على انها عرين العروبة وقلبها، ومن هنا يفهم توزعهم بين مؤيد ومعارض. وثناء الرئيس السوري بشار الاسد على ما حدث في رأس العين في محافظة الحسكة، في خطابه يوم الاحد هو ثناء على ما انجزه مقاتلو الاتحاد الوطني الديمقراطي الكردي، الذي يعتقد انه مرتبط بحزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، حيث دارت معركة بين مؤيدي الحزب والجيش السوري الحر.
وفيما اعتبر الاسد المعركة دليلا على رفض الاكراد لـ’الارهابيين’ كانوا هم يردون على ما رأوه تهميشا واهانة لهم. وكان الجيش السوري قد انسحب في بداية الانتفاضة من خمس قرى تعيش فيها الغالبية الكردية كي يخفف الضغط وينتشر في مناطق اخرى من سورية.
من الهرطقة للايمان
وان لم يخف الاكراد طموحهم التاريخي باقامة دولة الكرد الكبرى حيث نشرت خارطة تشير الى امتدادات هذه الدولة في التجمعات الكردية في تركيا وايران وسورية والعراق، ولكن ما اعتبره ديفيد هيرست، الصحافي المخضرم ومراسل ‘الغارديان’ في الشرق الاوسط، قول ما لا يقال هو مقال كتبه محمد عبد الجبار شبوط في جريدة ‘الصباح’ العراقية في (24/12/2012) لحل المشكلة الكردية واقامة دولتهم، والجريدة تعتبر لسان حال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، حيث لم يسمع مثل هذا الكلام ‘المهرطق’ من قبل، ذلك انه دعا الى فك الارتباط بين العرب والاكراد بطريقة سلمية. وكان شبوط يتحدث في السياق العراقي، حيث رأى ان الحوار بين الحكومة المركزية في بغداد والاقليمية في كردستان وصل الى طريق مسدود، خاصة ان الخلافات بين الطرفين عميقة لانها تتركز على توزيع السلطة والثروة ومسألة الحدود، ووصل الوضع الى حالة من الحرب وقف فيها الجيش العراقي والبشمركة وجها لوجه.
وحذر المالكي من أن الحرب ان اندلعت فلن تكون كما حدثت من قبل بين النظام ‘الديكتاتوري’ لصدام والمتمردين الاكراد، بل بين العرب والاكراد. ويقول هيرست ايا كان الحال، حربا او سلاما، فالمسألة الكردية وصلت مرحلة حرجة وهي مرتبطة الان بشكل وثيق مع ‘الربيع العربي’ ونهاياته. ويضيف ان قدر الاكراد ظل مرتبطا دائما بالتغييرات الاقليمية والسياسة العالمية اكثر من ارتباطه بكفاحهم ومطالبهم الدائمة بالاستقلال. مشيرا الى تنكر كل من فرنسا وبريطانيا لمطالبهم وحنثهما وعودهما لهم باقامة دولة لهم على انقاض الدولة العثمانية، في اتفاقية سايكس ـ بيكو. وفي كل المناطق التي انتهوا فيها كاقليات قاموا بتمردات وثورات كان اكثرها في العراق، لكن الطبيعة كانت تلعب ضدهم فمناطقهم المحصورة بين الجبال كانت تسهل على القوات الحكومية سحق انتفاضتهم كما تم في عهد صدام حسين.
زمن الفرص
ومع ذلك لم يتخل الاكراد عن حلمهم بالاستقلال. وجاءت اول فرصة لهم على طريق تحقيق هذا الحلم عندما قرر صدام احتلال الكويت، وقمعه للانتفاضة في الشمال والجنوب، الامر الذي ادى الى اقامة منطقة حظر جوي ومناطق آمنة لهم في الشمال عام 1990، اما الفرصة الكبرى الثانية فجاءت من الدستور العراقي الجديد، الذي كتب بعد الغزو ورحيل صدام، حيث اعطاهم الدستور القوة لتعزيز مكاسبهم الاولى وتقوية استقلالهم الذاتي من ناحية والسيطرة على قواتهم المسلحة، وحصة كبيرة من اقتصاد العراق من ناحية اخرى.
الفرصة الثالثة
ولكن الاكراد في العراق الفدرالي يعانون الآن من مشاكل، خاصة ان بقاءهم ضمنه كان بشرط معاملتهم بطريقة متساوية، ومن هنا فهم وكما يقول الكاتب يقفون على ابواب فرصة تاريخية ثالثة، وهنا يتساءل بالقول ان الخاسرين في سايكس ـ بيكو وبعد 90 عاما سيكونون الرابحين في ‘الربيع العربي’. ويبدو ان اللحظة التاريخية قد تسنح لهم من خلال الثورة السورية والنهايات التي ستسفر عنها من تفكك للبلاد، خاصة ان سورية تعيش حربا اهلية تتخذ طابعا طائفيا.
ومن هنا يقول ان ربعي الدولة سيكتمل اما الربع الثالث والاهم فهو التركي. فانقرة ستخسر كثيرا من قيام دولة مستقلة كردية على حدودها، خاصة انها تعاني من تمرد يقوده (بي كي كي)، الذي تعتقل تركيا زعيمه عبدالله اوجلان.
وظلت تركيا تراهن دائما على بقاء العراق موحدا كصمام امان لها من الانفصاليين الاكراد، لكن ومنذ عام 2008 بدأت تركيا ببرنامج ‘اندماج اقتصادي كامل’ مع كردستان العراق، في وقت اخذت فيه علاقة حكومة طيب رجب اردوغان بالتدهور مع حكومة بغداد، والعلاقة بين كردستان العراق وانقرة تتطور سريعا لدرجة قد تقود الى قطع علاقتها مع بغداد، وستقوم الحكومة التركية والحالة هذه بالتعاون مع المكونين السنيين في العراق، العرب والاكراد.
وستجني تركيا من تعاونها مع اقليم كردستان منافع اقتصادية، بترولا وفرصا تجارية، وسيعمل الاقليم كحاجز لتركيا ضد ايران والعراق (الشيعي) كما انه سيساعد على احتواء الحزب الكردستاني الذي اقام له وجودا قويا في الاقليم شبه المستقل، بل يقال ان اردوغان وعد مسعود البارزاني بحماية اقليمه ان استقل كاملا ضد الجيش العراقي، ولهذا السبب يفهم البالون الذي انطلق من جريدة ‘الصباح’.
عذاب يومي
في الوقت نفسه وبانتظار ما سينتج عن الحرب الاهلية، فالمواجهات تتواصل بين الجيش والمعارضة المسلحة فيما حذرت وكالات الامم المتحدة من ان استمرار الحرب يحرم مليون مشرد من المساعدات الضرورية، وفي ظل الامطار الغزيرة التي سببت فيضانات في منطقة الشرق الاوسط، فالوضع الانساني والكارثي يزداد سوءا وسيؤدي الى الجوع والمرض والتعاسة، ومن هنا جاء تحذير ‘برنامج الغذاء العالمي’ من ان اكثر من مليونين ونصف المليون سوري بحاجة الى مساعدة عاجلة، لكن استمرار الحرب يعوق وصول المساعدات اليهم، حيث اصبح من الصعوبة بمكان الوصول الى المناطق التي عانت من مواجهات ودمار كبير، حسب المتحدثة باسم البرنامج اليزابيث بريس. فالبرنامج الذي اعتمد على الهلال الاحمر السوري والعدد القليل من المنظمات غير الحكومية لتوزيع الاغذية لم يعد قادرا على الوصول الى المناطق المتضررة، بسبب قلة الوسائل وخطورة الوضع، حيث تعرضت الشاحنات التي تقل المعونات الى هجمات متكررة ومنذ تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، مما اضطرها لسحب فرقها من حمص وحلب وحماة والقامشلي.
واصبحت طوابير الطعام والخبز امرا طبيعيا، حيث تصل مدة الانتظار امام المخابز القليلة في مدينة حلب مثلا الى 16 ساعة، كما اصبح البحث عن بقايا الطعام في اكوام النفايات امرا عاديا.
وتعاني البلاد من نقص في القمح، مما ادى الى اغلاق الكثير من المخابز او تخفيض عملها، حيث يتهم المقاتلون الحكومة باستهداف المخابز في استراتيجية لتجويع المناطق الواقعة تحت سيطرتهم بشكل يجعل الناس يثورون عليهم.
بريطانيا والسلاح الكيماوي السوري
في اتجاه اخر، اشارت صحيفة ‘اندبندنت’ الى المخاوف داخل الحكومة البريطانية حول السلاح الكيماوي السوري، حيث قالت ان قائد القوات البريطانية، السير ديفيد ريتشارد عبر عن مخاوفه داخل اروقة الحكومة البريطانية ‘وايت هول’ فيما تم عقد سلسلة من اللقاءات حول الموضوع حضره ممثلون عن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي والدول المعنية بالموضوع السوري في منطقة الشرق الاوسط. وقالت ان امكانية لجوء الرئيس الاسد لاستخدام ترسانته الكيماوية ربما كانت السبب الحقيقي وراء نشر منظومة صواريخ باتريوت على الحدود التركية مع سورية. وجرى الحديث في نهاية العام الماضي عن امكانية قيام النظام باستخدامها، حيث رصدت تحركات بهذا الشأن حسبما اوردت صحف امريكية، حيث رصدت صور فضائية تحركات سورية حول مواقع تخزين السلاح الكيماوي، ثم عاد وزير الدفاع الامريكي ليون بانتيا وقال ان التحركات توقفت وان النظام فهم الرسالة التحذيرية التي وجهت اليه عبر وسطاء روس وعرب. ويظل المسؤولون البريطانيون والامريكيون يتشككون في نوايا النظام وامكانية لجوئه الى الاسلحة هذه كخيار اخير. وبالاضافة لخشيتهم من استخدام النظام لها هناك خشية من وقوعها في يد الجهاديين حالة فقد النظام السيطرة عليها. وقالت الصحيفة ان فريقا من القوات البريطانية الخاصة ‘اس اي اس’ حضر كمراقب تمرينا قامت به القوات الخاصة الامريكية والاردنية في التحضير لاية عملية طارئة لتأمين السلاح الكيماوي السوري.
وقال مسؤولون بريطانيون انه لا توجد في الوقت الحالي خطط لنشر قوات بريطانية من اجل هذه المهمة. وتشير الصحيفة ان شكا عاما سيحصل حول قدرات سورية الكيماوية، خاصة بعد ان استخدم نفس الموضوع لتبرير غزو العراق عام 2003 لامتلاك صدام اسلحة لم يعثر عليها ابدا او لم تكن موجودة اصلا. لكن مسؤولي الاستخبارات الغربيين يؤكدون ان هناك ادلة كثيرة عن قدرة النظام السوري ادارة حرب كيماوية، حتى ان كانت محدودة الطابع. ومما يزيد من مخاوف الدول الغربية حول الاسلحة هذه هي معاناة النظام من ضربات ادت الى ضعفه، اضافة للانشقاقات الكثيرة. لكن هذا الزعم يتناقض مع ما اورده تقرير لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ من ان المسؤول عن ادارة وحماية الترسانة مرتبط بالاسد نفسه ويدير وحدة اسمها ‘الوحدة 450’ والتابعة للقوات الجوية ويتم اختيار افرادها بطريقة دقيقة، حيث تعتبر الاكثر ولاء للنظام. وعلى الرغم من ذلك فاللقاءات تعقد بشكل متواصل بين امنيين بريطانيين وامريكيين وفرنسيين وقيادات امنية في المنطقة، حيث كشفت الصحافة الاسرائيلية عن زيارة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو للعاصمة الاردنية، عمان وناقش مع الملك عبدالله الثاني الترسانة، حيث تخشى اسرائيل من وقوع الاسلحة بيد ‘حزب الله’، حليف سورية القوي. كما تمت مناقشة موضوع الاسلحة في اكثر من مناسبة بين الامريكيين والمسؤولين الروس، حيث قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ان الاسلحة الكيماوية محفوظة في موقعين وانه سيكون بمثابة انتحار لو فكر الاسد باستخدامها.
وزعم جنرال سوري اسمه عدنان سيلو انشق قبل اشهر عن النظام وكان يعمل مديرا للمشروع الكيماوي السوري، ان الجيش استخدم الشهر الماضي غاز السارين في حي البياضات في حمص. ولم يجد المسؤولون الغربيون اي تأكيد لهذه الرواية، خاصة ان الصور والشهادات التي جمعوها لا تشي بحدوث هجوم كالذي زعمه سيلو. وتقول باحثة مستقلة في مجال الاسلحة الكيماوية والبيولوجية، دكتور سالي ليفيزلي ان النظام لو استخدم حقيقة غاز السارين السام لادى هذا الى وقوع ضحايا كثر وقد يكون ما جرى هو استخدام عامل محفز لا السارين نفسه. وتقول ليفيزلي التي عملت في وزارة الداخلية البريطانية سابقا وتعمل مستشارة في المجال الخاص ان التقارير حول القدرات البيولوجية السورية التي لا يعرف الكثير عنها، تعود الى التسعينات من القرن الماضي، حيث تم تركيبها لخدمة اجندة معينة، مشيرة الى تقارير عنها قدمت للكونغرس عام 2004 واخرى لحلف الناتو. وتقول ان مشكلة العوامل البيولوجية انها قد تفعل بالمصادفة لا عبر تخطيط سواء من النظام او المعارضة، فعوامل بيولوجية من مثل باثوجين، او الانثراكس وتولارميا قد تبدأ عندما يتم تعريضها للهواء، اما بالمشي عليها او كشفها لوجودها في مناطق غير آمنة، ولو حدث هذا فهنا امكانية حصول وباء لا يمكن السيطرة عليه.
يورانيوم سوري ايضا
في سياق اخر، كتبت صحيفة ‘الفايننشال تايمز’ البريطانية عن مخاوف الولايات المتحدة على مصير 500 طن من مادة اليورانيوم التي يحتفظ بها النظام السوري في مكان سري. ويعتقد ان هذه الكمية من بقايا المفاعل النووي السوري الذي تعاونت في بنائه مع سورية ودمرته اسرائيل في غارة عام 2007. وتنقل عن خبراء قولهم ان الكمية هي من اليورانيوم الجيد الذي تبحث عنه ايران لبناء مفاعل نووي سري جديد.
ويعتقد الخبراء انفسهم ان ايران ربما حصلت على الكمية حيث اظهرت صور فضائية تفريغ مخازن في مرج السلطان، في الفترة ما بين تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الاول (ديسمبر) 2012. فيما يلقي مسؤول اوروبي ظلالا من الشك على هذا الزعم، حيث يقول ان امتلاك سورية لهذه الكمية امر لا جدال فيه لكن نقلها الى ايران أمر اخر.
موسكو تأخذ ‘بعض الافكار’ في خطاب الاسد في الاعتبار
موسكو ـ ا ف ب: اعلنت وزارة الخارجية الروسية الاربعاء ان روسيا اخذت ‘بعض الافكار’ التي وردت في الخطاب الذي القاه الرئيس السوري بشار الاسد في الاعتبار من دون ان تذكر النقاط الرئيسية لهذه الخطة التي رفضتها المعارضة السورية ودانها الغربيون.
وقالت الوزارة في بيان حول المفاوضات الجديدة مع الولايات المتحدة والموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الجمعة في جنيف ان المفاوضات الدولية ستستمر حول النزاع السوري ‘مع اخذ بعض الافكار التي جاءت في خطاب الرئيس بشار الاسد في السادس من كانون الثاني (يناير) في الاعتبار’.
واضافت الوزارة ان ‘الرئيس السوري اكد انه مستعد لاطلاق حوار سوري ولاجراء اصلاحات في اطار احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة اراضيها ومبدأ عدم التدخل’.
ولم توضح الوزارة ما اثار اهتمامها في خطة الرئيس الاسد الذي اقترح وقف العمليات العسكرية وبدء حوار وطني برعاية ‘الحكومة الحالية’ مؤكدا انه لم يجد حتى الآن ‘شريكا’ لاطلاقه.
وروسيا الداعم الرئيسي مع الصين للنظام السوري، لم تعلق حتى الاآ على خطابات الاسد التي انتقدها الغربيون ورفضتها المعارaضة السورية.
المجلس الوطني السوري: صفقة التبادل كشفت «تبعية» النظام لإيران
خاص بالموقع – اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض، اليوم، أن صفقة التبادل التي أطلق بموجبها المقاتلون المعارضون رهائن إيرانيين في مقابل إطلاق أكثر من ألفي معتقل في السجون السورية، تكشف «تبعية» نظام الرئيس بشار الأسد لإيران. فيما شنت الصحف السورية هجوماً عنيفاً على الموفد الدولي الأخضر الابراهيمي بعد انتقاده طرح الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة في بلاده.
وقال المجلس الوطني السوري المعارض، في بيان، إن التبادل يكشف «مدى تبعية النظام السوري لحكام طهران والدور الخطير الذي يؤديه النظام الإيراني في سوريا الأسيرة»، مضيفاً: «يكفي النظام السوري عاراً أنه النظام الوحيد في العالم الذي بادل حرية مواطنيه بحرية مواطني دولة أجنبية».
وكان المقاتلون المعارضون قد أطلقوا، أمس، 48 رهينة إيرانية كانوا يحتجزونهم منذ آب/أغسطس الماضي، في مقابل إطلاق نظام الرئيس بشار الأسد 2130 معتقلاً مدنياً في السجون السورية.
واعتبر المجلس الوطني أن إطلاق السوريين «انتصار جديد ومن نوع جديد حققه الشعب السوري وجيشه الحر»، محيياً الأخير الذي يضم غالبية المقاتلين المعارضين «على هذا الإنجاز الكبير».
وأضاف البيان: «نبارك للمحررين عودتهم إلى أسرهم وثورتهم».
واعتبر المجلس الخطوة «بشرى للشعب السوري باقتراب نصره النهائي على الطغيان والاستبداد، واستعادته لحريته الكاملة»، وتكشف في الوقت نفسه «قوة الثورة السورية، وسعة المساحة الجغرافية التي تحررت في العاصمة دمشق وفي أنحاء سوريا، والمستوى المتقدم في التنظيم والإدارة الذي بلغه أبطالنا في الجيش الحر».
ورأى المجلس أن حجم التبادل «يعطي صدقية كبيرة لما أعلنه الجيش الحر في وقت مبكر عن أن الإيرانيين الذين اعتقلهم عناصر أمنية جاءت لتدعم نظام الأسد».
وكان المقاتلون المعارضون الذين تبنوا خطف الإيرانيين، قد قالوا إن بعضهم ينتمي إلى الحرس الثوري الإيراني. ونفت إيران، بداية، هذه المعلومات، قبل أن تقول إن عدداً من الحجاج الذين كانوا في طريقهم إلى زيارة مقام السيدة زينب جنوب العاصمة السورية، هم عسكريون «متقاعدون».
الصحف السورية اليوم
واعتبرت الصحف السورية أن الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي «نزع قناع الحيادية» وكشف عن «وجهه الحقيقي» الذي يرى الأزمة «بعين واحدة تلائم أسياده».
وتحت عنوان «المبعوث الأممي يخلع عن نفسه… ثوب الحياد ويكشف عورته السياسية»، قالت صحيفة «الوطن» الخاصة القريبة من النظام إن الإبراهيمي نزع «قناع النزاهة والحيادية الذي ارتداه منذ تعيينه خلفاً لكوفي أنان، وكشف عن وجهه الحقيقي الذي يرى الأزمة السورية بعين واحدة تلائم أسياده».
وأضافت الصحيفة أن الموفد الدولي «فضح نفسه، فتبين أنه ليس إلا أداة لتنفيذ سياسة بعض الدول الغربية والإقليمية تجاه سوريا».
وكان الإبراهيمي قد اعتبر، أمس، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن ما قاله الأسد في خطابه الأخير «ليس مختلفاً في الواقع، ولعله أكثر فئوية وانحيازاً لجهة واحدة».
من جهتها، رأت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم أن سوريا «مصممة على اجتراح معجزة الحل السياسي» وتمدّ يدها «لكل مخلص يريد مساعدتها على إنجاز خطتها الوطنية للحل السياسي». ورفضت الصحيفة في المقابل «كل مساعدة مزعومة أو ملغومة على طريقة الدول التي تدعي ظاهرياً حرصها على حل الأزمة السياسية، وتعمل في السر على إذكاء نارها عبر الاستمرار في تصدير الإرهاب إلى سوريا وتمويله، أو على طريقة الإبراهيمي الذي أكد تصريحه الأخير» أنه يستمع إلى صوت تلك الدول «أكثر بكثير مما يستمع إلى صوت الشعب السوري المحترق بنار الأزمة».
وتحدثت صحيفة «الثورة» الحكومية عن دور بريطاني «في تنسيق أمر العمليات الأميركي للمرحلة القادمة»، بعد فشل الدور الفرنسي «في قيادة الحملة الكونية المنظمة لاستهداف سورية»، مشيرةً إلى «تناغم الإبراهيمي» مع هذا الدور، «كجزء من التعويض الغربي الفاشل وإعادة تجميع الأوراق».
وأضافت أن جديد المرحلة القادمة «الجوكر البريطاني مع احتفاظها ببيدق المبعوث الأممي».
في سياق منفصل، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، اليوم، أن عناد الرئيس السوري بشار الأسد ووحشيته يعنيان أن هناك خطورة حقيقية في تفاقم العنف في سوريا، وأنه في حالة حدوث هذا، على المجتمع الدولي «أن يصعّد» من رده.
وقال هيغ، أمام البرلمان إن «خطاب الرئيس الأسد في الأسبوع الماضي حثّ الشعب السوري على وحدة الصف في حرب ضد معارضيه. في ظل عناد النظام ووحشيته هناك خطورة حقيقية في تفاقم العنف حقاً خلال الأشهر القادمة»، مضيفاً أنه «إذا حدث ذلك، فيجب أن يصعد المجتمع الدولي من الرد. لذلك لن نستبعد أي خيارات لإنقاذ الأرواح وحماية المدنيين».
(أ ف ب، رويترز)
لقاء ثلاثي في جنيف.. والإبراهيمي: زمن «منح» الإصلاحات ولى
موسكو تبحث مقترحات الأسد.. والحكومة السورية تقر برنامجها لـ«الحل»
موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»
كشفت وزارة الخارجية الروسية أمس عن لقاء ثلاثي يعقد في جنيف غدا ويجمع بين المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، ووليم بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأميركية، لبحث الأزمة السورية. وفي الوقت الذي أشارت فيه موسكو إلى أن الأفكار التي طرحها الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه يوم الأحد يجب أن تؤخذ في الحسبان خلال مساعي البحث عن حل للصراع، استنكر الإبراهيمي الخطاب، موضحا أن اقتراح الرئيس السوري لإنهاء الأزمة لم يكن أفضل مما طرح من مبادرات سابقة فاشلة.
وقال الإبراهيمي أمس، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية: «أخشى أن يكون ما طرح لا يعدو أن يكون تكرارا لمبادرات سابقة لم تنجح عمليا.. في الواقع هذا أمر لا يختلف، وقد يكون طائفيا أكثر وأحادي الجانب»، وتابع أن «الزمن الذي تمنح فيه الإصلاحات من أعلى برحابة صدر قد ولى. الناس يريدون أن تكون لهم كلمة بشأن طريقة حكمهم ويريدون أن يتولوا أمر مستقبلهم بأنفسهم».
وتأتي تصريحات الإبراهيمي بالتزامن مع بيان وزارة الخارجية الروسية الذي أشار إلى أن لقاء الغد الثلاثي سوف يتناول مواصلة البحث عن سبل للتسوية السياسية للخروج من الأزمة الراهنة في سوريا، انطلاقا من اتفاقات جنيف التي أسفر عنها اجتماع مجموعة العمل في يونيو (حزيران) الماضي، موضحا أن سيرغي لافروف وزير الخارجية كان توصل إلى اتفاق بهذا الشأن مع الإبراهيمي خلال مكالمة هاتفية (الثلاثاء).
وقالت الخارجية الروسية إن اللقاء المرتقب مدعو أيضا إلى مراعاة ما طرحه الرئيس السوري بشار الأسد من أفكار، ولا سيما ما يتعلق «باستعداده لإطلاق الحوار السوري الداخلي وإجراء إصلاحات في البلاد على أساس سيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، وعلى أساس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية».
كما أشارت إلى «ضرورة التحرك السريع والحاسم إلى الأمام على طريق التسوية السياسية عبر الحوار السوري – السوري على أساس مبادئ القانون الدولي». وتوقع الجانب الروسي أن «تقدم كل أطراف النزاع السوري، لأجل تحقيق هذا الهدف، على وقف كل أشكال العنف والاحتكام والنظر الحصري للمصالح العليا للشعب السوري ومهام تحقيق التطور الديمقراطي الحر لسوريا».
وفي غضون ذلك، ورغم الرفض المتوالي لقوى المعارضة الخارجية والداخلية لمحتوى خطاب الأسد، أشارت قناة «الإخبارية السورية» أمس إلى أن «مجلس الوزراء السوري أقر البرنامج السياسي لحل الأزمة في سوريا، الذي يوضح المهام التي تعمل الحكومة السورية على إنجازها لحين اعتماد الميثاق الوطني من قبل الشعب، بعد التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني، وبما يضمن تأكيد التعددية السياسية والمبادئ الأساسية المتعلقة بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها ووحدة شعبها ورفض التدخل الخارجي ونبذ العنف والإرهاب بكل أشكاله».
إلى ذلك، كشفت المصادر الروسية أمس عن زيارة يقوم بها فريدون سينيرلي أوغلو، نائب وزير الخارجية التركية، إلى موسكو بدعوة من نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف. وقالت إن المبعوث التركي يجري مباحثات مع الجانب الروسي حول تطور الوضع في المنطقة، وخصوصا الأزمة السورية. ونقلت المصادر الروسية عن مصادر دبلوماسية تركية قولها إن أوغلو سيقوم بزيارة الولايات المتحدة الأسبوع المقبل.
لبنان: الصقيع والمياه تسربا إلى خيام النازحين السوريين.. ووسائل التدفئة الحاجة الأكبر
أطفال يرسمون المروحيات النظامية.. وأمهات لا يحلمن إلا بالعودة إلى منازلهن
بيروت: ليال أبو رحال
في غرفة متواضعة في طابق أرضي، يقيم مصطفى، شاب سوري في الثلاثين من عمره، يعمل منذ سنوات ناطورا لمبنى قديم في شارع تراثي في العاصمة اللبنانية بيروت. منذ أسابيع، لم يعد مصطفى وحده من يقطن في تلك الغرفة المتواضعة. حضرت زوجته وطفلهما، وكذلك والده ووالدته وشقيقاه الصغيران، إضافة إلى شقيقته وزوجها، للإقامة معه بعدما هربوا جميعهم من بلدتهم الواقعة في ريف حماه. 3 عائلات تتقاسم اليوم اللقمة والغرفة والأحزان عينها.
يعمل مصطفى ناطورا في المبنى حيث يقطن. لا يمر يوم إلا ويسأل الله استمرار تحنن مالك المبنى عليه ليضمن قدرته على إيواء أفراد أسرته. بعد إنهائه واجباته الوظيفية الصباحية في المبنى، ينتقل مصطفى لمطعم مجاور، في الشارع عينه. يغسل الصحون للحصول على أموال يستخدمها لإعالة العائلة، التي تبدو الغرفة التي تؤويها أشبه بـ«زريبة»، على حد تعبير الوالدة الخمسينية، التي لا تتمكن من إخفاء دمعتها. ورغم ذلك، تشكر الوالدة الله على نعمته، فعائلتها مستورة وليست مشرّدة في البرية أو في خيمة، شأنها شان آلاف العائلات السورية الموجودة في عدد من المناطق اللبنانية. الابن الرابع للأسرة الكبيرة يعمل في دولة خليجية، ويرسل بدوره ما تيسر لديه من مال لمساعدة عائلته شهريا.
أما الولدان الصغيران، شقيقا مصطفى، فيحتاران كيف يقضيان يومهما، بعد أن كانا يسرحان مع الغنم والماعز في سهل بلدتهما. هما لا يجيدان الكتابة والقراءة كثيرا، لكن أكبرهما يحتفظ بورقة بيضاء رسم عليها في مكتبة مجاورة بعد أن طلب المرشد الاجتماعي منه التعبير عن حلمه بعد رواية قصة تتحدث عن حلم الحيوانات. رسم الطفل البالغ من العمر 10 سنوات رجلا يمسك ببندقية يوجهها إلى طائرة في السماء. ولدى سؤاله عن حلمه ومغزى لوحته، قال لـ«الشرق الأوسط»: «حلمي أن أنتسب للجيش الحر وأقاتل المروحيات»، فيما تسارع والدته التي تنصت إلى حديث ابنها إلى القول «حلمنا الوحيد العودة إلى منزلنا والعيش بكرامة وحرية».
وإذا كانت هذه العائلة النازحة قد وجدت غرفة تؤويها بسهولة، فإن آلاف العائلات النازحة تعيش معاناة صعبة هذه الأيام في لبنان مع تساقط الأمطار بغزارة وملامسة الحرارة درجات الصفر وانخفاضها إلى ما دونها ليلا. في بلدة المرج البقاعية، لم تكن ليالي النازحين السوريين الأخيرة بعادية، فالهواء البقاعي القارس يلفح الوجوه السمراء، الصغيرة منها والكبيرة. قرابة 500 عائلة يتوزعون في أنحاء البلدة، القريبة من نقطة المصنع الحدودية. بعضها تمكن من إيجاد مأوى في بيوت تم استئجارها، لكن قسما كبيرا يبيت في خيام من القماش، يتسرب الهواء والماء إليها، فيما عاملو الإغاثة من متطوعين ومجلس بلدي ومنظمات محلية ودولية يحاولون قدر الإمكان التخفيف من معاناتهم.
اللبنانيون الهانئون داخل منازلهم سئموا العاصفة القوية، الروسية المنشأ، التي تضرب لبنان منذ ثلاثة أيام، وافترش ثلجها المناطق الجبلية كافة. وإذا كانت السيول قد اجتاحت منازل عدد من اللبنانيين وبعض المؤسسات وحتى الإدارات الرسمية كالبلديات في بعض مناطق شمال لبنان، وأغرقت الطرق الدولية بالمياه، فكيف هو حال النازحين، الذين لم يحملوا من بلدهم إلا الهموم والقهر والخوف؟! الحرامات، والمازوت، ووسائل التدفئة، تشكل الحاجة الأبرز للنازحين السوريين. ويقول رئيس بلدية المرج، عماد علي الشموري، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عددا كبيرا من العائلات السورية الموجودة في البلدة يقيمون في بيوت خشبية مغطاة بالشوادر، فيما يقيم آخرون في 40 خيمة، ويعيشون معاناة حقيقية، تحديدا في الأيام الأخيرة». ويشير إلى «حالة استنفار كبرى في البلدة لمعالجة الحالات الصعبة وتوفير ما أمكن من أغطية ووسائل تدفئة بالتنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين والجمعيات الناشطة وهيئات الإغاثة وأبرزها الهيئة الإسلامية السعودية».
واشنطن تخشى من «مواصلة متطرفي سوريا القتال»
مسؤول أميركي يشدد على الحل السياسي ورفض التدخل العسكري من دون إجماع «المعارضة»
لندن: مينا العريبي
هناك هواجس أميركية عدة في ما يخص الأزمة السورية، على رأسها التبعات الأمنية على المنطقة وسيطرة «المتطرفين» من الطرفين على الأوضاع. وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى، في لقاء مع عدد من الصحافيين في لندن أمس، أن «الحل السياسي» يبقى الخيار الذي تدعمه بلاده، لكن من دون التوصل بعد إلى حل ملموس؛ رغم أن «خطة جنيف» تبقى مطروحة. وكرر المسؤول اعتقاد بلاده أنه «لا يمكن للنظام السوري إنهاء المظاهرات بالقوة، والوقت ليس من صالح النظام»، لكن من دون معرفة متى يمكن أن ينهار.
وتبقى المخاوف الأميركية من تبعات توغل «جبهة النصرة» في سوريا وتحالفها مع «القاعدة في العراق» قائمة، بل تعتبر عاملا أساسيا في اتخاذها قرارات حول سوريا. وأوضح المسؤول الأميركي «نحن لا نسأل المجموعات الأخرى الإدانة العلنية لجبهة النصرة، لكن عليها أن تكون حريصة جدا في التعامل مع أجندة جبهة النصرة السياسية.. والربط بين جبهة النصرة و(القاعدة في العراق) والدولة الإسلامية في العراق أمر واضح جدا». لكنه أردف قائلا «لا يمكننا العمل مع مجموعات تساعد جبهة النصرة»، موضحا أن هناك «أسبابا كثيرة لذلك، من بينها حدود قانونية»، بعد أن اعتبرت الولايات المتحدة جبهة النصرة «جماعة إرهابية».
ولفت المسؤول الأميركي المطلع على الملف السوري إلى أن «غالبية السوريين لا يريدون دولة إسلامية، والقضية هنا ليست متعلقة بطبيعة الدولة، بل كيف تقام، أي لا تكون مفروضة على الشعب السوري». ولفت إلى أن «قيادات من الجيش السوري الحر تقلل من أهمية جبهة النصرة، إذ يعتبرون أنه لا يوجد لديهم أكثر من ألف مقاتل، وهؤلاء لا يمثلون الأغلبية؛ أو حتى أقلية كبيرة». لكنه أقر بأن جبهة النصرة «تمثل وجودا أكبر الآن مما كانت قبل 6 أشهر»، مشيرا إلى أن «المتطرفين سيواصلون القتال»، إذا لم يغلب صوت المعتدلين. وأضاف أن «النزاع يفيد المتطرفين على كلا الجانبين»، مما يعني ضرورة «التوصل إلى حل سياسي بأسرع وقت ممكن». وأوضح «منذ يناير (كانون الثاني) 2012 ونحن نقول إننا نعتقد أن هناك عناصر من (القاعدة) في سوريا، إنه الأمر الوحيد الذي اتفقنا مع (الرئيس السوري بشار) الأسد عليه».
ولفت إلى أنه «على المعارضة إقناع الكثير من السوريين القلقين من المستقبل – وهم أقلية كبيرة – بأن هناك خيارا أفضل بدلا من الأسد، وليس لتكوين دولة متطرفة». وأضاف «هناك جهات لن تتخلى عن الأسد لأنها مستفيدة أو تخشى على حياتها، لكن من المهم أن تفسر المعارضة موقفها للمعارضة الأوسع». وتابع «مخاوف العلويين حقيقية ويجب أن تعالج».
وبينما أكد المسؤول الأميركي أن «خيار التدخل العسكري ما زال على الطاولة»، فإنه شدد على عدم اتخاذ قرار التدخل العسكري. وقال «الولايات المتحدة ما زالت تؤمن بحل سياسي للبلاد»، مؤكدا أن ذلك الحل لا يمكن أن يشمل بقاء الأسد في السلطة. وأوضح أن هناك شروطا عدة مهمة في تحديد قرار أي تدخل عسكري، على رأسها «اتفاق الجهات السورية المعارضة المختلفة على هذه القضية». وأضاف أن «أحد الدروس التي تعلمناها من العراق أنه من الخطأ التدخل العسكري من دون إجماع كبير من الشعب.. يجب أن يكون هناك اتفاق على الخطة على الأرض». وفي ما يخص نشر صواريخ «باتريوت» على حدود تركيا مع سوريا، قال المسؤول إن ذلك الإجراء ليس غطاء لفرض منطقة حظر جوي «بل لسد حاجة لحليف في الناتو للحماية من الصواريخ» التي أطلقها النظام السوري.
وأفاد مسؤول أميركي رفيع المستوى أمس بأن بلاده لم تكن جزءا من الصفقة التي أدت إلى إطلاق 48 رهينة إيرانية لدى المعارضة السورية مقابل إطلاق 2130 سجينا لدى النظام السوري، لكنه أوضح أنه على وعي بوجود اتصالات بين عناصر من المعارضة والنظام، موضحا «في الكثير من الأحيان هذه الاتصالات تكون بين أفراد عائلة واحدة، البعض مع المعارضة والبعض الآخر ما زال يعمل مع الحكومة». وأضاف «هناك أيضا اتصالات بين عناصر من الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر»، مشيرا إلى أن هذه الاتصالات «إنسانية» ومبنية على معارف خاصة؛ بدلا من الاتصالات الرسمية.
النصرة تسعى لدولة إسلامية سورية تحمي أقلياتها
لميس فرحات
أثبتت جبهة النصرة الجهادية حضورها الميداني في الساحة السورية كأهم قوة قتالية في الحرب الأهلية المستعرة في البلاد، بالرغم من ايديولوجيتها المتطرفة واتهامها بأنها جزء من تنظيم القاعدة، ما أثار قلق الكثيرين في الداخل والخارج.
بيروت: في الشهر الماضي، أدرجت الولايات المتحدة الأميركية جماعة جبهة النصرة على قائمة الإرهاب، وعدّتها اسمًا مستعارًا لتنظيم القاعدة في العراق. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن مئات العمليات العسكرية منذ أعلنت تشكيلها قبل عام، بما في ذلك التفجيرات الانتحارية والهجمات التي أدت إلى وقوع خسائر مدنية كبيرة.
ايديولوجيا متطرفة
أثارت التكتيكات التي تعتمدها هذه الجماعة السنية المتطرفة، وتوجهاتها في الدعوة إلى إقامة دولة إسلامية، الكثير من المخاوف، لكنها أثبتت نفسها قوة فعالة في القتال ضد قوات الرئيس بشار الأسد، لا سيما وأن معظم مقاتليها من المحاربين المتمرسين على القتال في الساحات الجهادية الأخرى، مثل أفغانستان والعراق.
لكن هذه ليست حال الجميع. فالمقاتل عدنان (26 عامًا) كان عاملًا في سوق العطور في مدينة حمص قبل الانتفاضة، وهو الآن مقاتل في جبهة النصرة. تحدث عدنان لصحيفة نيويورك تايمز قائلًا إن إقامة دولة إسلامية في سوريا ليس هدف تنظيم القاعدة فحسب، “بل هو هدف العديد من السوريين من المسلمين السنة”.
وتدعو جبهة النصرة إلى اعتماد الشريعة الإسلامية أساسًا للحكم في سوريا، ما يضعها على طرف نقيض مع المجموعات المعارضة الأخرى التي تدعو للديمقراطية في البلاد.
بين الاعتدال والتطرف
يؤكد عدنان أن غير المسلمين سيتمتعون بموقع متقدم في النموذج الذي تدعو إليه جبهة النصرة في مرحلة سوريا ما بعد الاسد، مؤكدًا على تاريخ البلاد في التعايش الديني.
أضاف: “الحكم الإسلامي أو الدولة الإسلامية لا يعني أن الدولة للمسلمين فقط، بل يعني أن سيادة القانون يجب أن تكون وفقًا للإسلام”.
وبالرغم من الطبيعة الطائفية التي تتعمق في الصراع السوري، إلى جانب تفاقم المخاوف من الجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة وغيرها، يقول عدنان: “لا أسباب لقلق الأقليات، فالمسيحيون عاشوا بالقرب من المسلمين السنة في مدينة حمص منذ الأزل، ونحن لا نريدهم أن يرحلوا، ولا نرفض العيش معهم، فقد كانوا في سوريا قبل الإسلام والمسلمين”.
لكن اعتدال عدنان لا ينطبق على جميع المقاتلين، فهناك الكثير من أشرطة الفيديو التابعة لجبهة النصرة تستخدم لغة تحقير في إشارتها إلى الطائفة العلوية في سوريا، كما أن هذه المجموعة لم تظهر الكثير من الندم عندما أدت الهجمات بسيارات ملغومة ضد أهداف حكومية إلى مقتل العديد من المدنيين.
لا يخافون الموت
ينظر عدد من المراقبين إلى جبهة النصرة والجماعات الجهادية الأخرى في سوريا على أنها تقاتل بشكل مستقل، بعيدًا عن قيادة الجيش السوري الحر. إلا أن عدنان يقول إن جماعته تعمل في إطار المعارضة، مضيفًا: “إنهم اخواننا ونحن نقاتل معًا في هذه المعركة”.
لكن هذا الشعور ليس متبادلًا، إذ نقلت الصحيفة عن عمر الحمصي، أحد قادة الجيش السوري الحر، قوله إن “جبهة النصرة لا تريد التعاون مع أي شخص، كما أنها لا تتمتع بالدعم الشعبي”.
وقاد مقاتلو جبهة النصرة هجمات عدة ناجحة ضد القوات الحكومية، وتمكنوا من اختراق الأراضي التي تسيطر عليها. وهذا التقدم دفع الجيش السوري الحر إلى التسامح مع المجموعة بالرغم من الاختلافات الايديولوجية الصارخة.
لا يعكس احترام براعة الجبهة العسكرية تجربة بعض مقاتليها الذين خاضوا حروبا في دول أخرى، ولكن أيضًا استعدادهم لتحمل المخاطر وتقديم التضحيات في المعركة. يقول عدنان: “المقاتلون في جبهة النصرة يختلفون عن أفراد الجيش السوري الحر، فهم دائما على الجبهة ولا يخافون الموت”.
ملء الفراغ
سيؤدي رفض الجبهة لأي خيار آخر غير الحكم الإسلامي في نهاية المطاف إلى مواجهة مع جماعات معارضة أخرى في سوريا ما بعد الأسد. وقد شهدت البلاد احتكاكات بين الجماعات الجهادية وبعض وحدات الجيش السوري الحر تحولت في بعض الأحيان إلى صراع واضح.
وفي تقرير خاص بقناة سي أن أن الإخبارية، أشار المراقبون إلى أن الجماعات الإرهابية تملأ فراغ السلطة في سوريا، محذرين من توسع نشاط تنظيم جبهة النصرة الارهابي المرتبط بالقاعدة، والمسؤول عن مئات الهجمات الارهابية القاتلة في سورية، إلى خارج الحدود السورية.
ورأى التقرير أن جبهة النصرة تستخدم أساليب إرهابية جديدة، تسببت بمقتل المئات من الأبرياء في سوريا يوميًا. ونقل عن مصادر لها علاقة بجبهة النصرة تأكيدها أن الجبهة تقيم عن قصد علاقات مع تنظيم القاعدة وهي تتبع اساليبها في العراق مستخدمة الاغتيال والسيارات الانتحارية المفخخة، لكنها أيضًا بدأت تستخدم السيارات الانتحارية المتفجرة، وفقًا لنعمان بن عثمان، الذي وصفته القناة بالجهادي السابق ورئيس مؤسسة بحثية تدعى كويليام وتتخذ من لندن مقرًا لها.
وثائق أبوت أباد
السؤال الحقيقي المطروح اليوم هو الآتي: كيف ستستجيب الولايات المتحدة في حال صعود هذه الجماعة إلى الحكم بعد سقوط الأسد؟ ولماذا لا تفصح جبهة النصرة عن علاقاتها بتنظيم القاعدة في العراق؟
تجيب الوثائق التي حصلت عليها الاستخبارات الأميركية من مخبأ زعيم القاعدة أسامة بن لادن في أبوت أباد عن هذه الأسئلة، لا سيما وأنها تتحدث عن تدهور سمعة التنظيم.
فقد حث بن لادن المجموعات الإقليمية على القول إن العلاقة مع تنظيم القاعدة هي مجرد اتصال بين الجماعات الإسلامية الشقيقة، ولا شيء أكثر من ذلك، وفقًا لشبكة سي أن أن.
وكان بن لادن وأيمن الظواهري قد انتقدا المؤسس الاردني المولد وزعيم تنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، لقتله للمدنيين وعدم فطنته السياسية لكسب تأييد الرأي العام.
توازن النصرة
أعلنت جبهة النصرة نفسها لاعبًا أساس في النضال من أجل الجهاد العالمي، ما يشير إلى أنها تملك القدرة على زعزعة الاستقرار الإقليمي وتعقيد مطاردة أميركا لأهداف الأمن الوطني.
لكن هناك بعض الاختلافات الجوهرية بين تنظيم القاعدة في العراق وجبهة النصرة، من ضمنها التكتيكات. فالزرقاوي اعتمد على ممارسة القتل بدون تمييز المدنيين العراقيين، ما أدى إلى ترهيب وترويع الشعب العراقي، خصوصًا الأقلية الشيعية.
أما جبهة النصرة، وبالرغم من أنها تستخدم بعض الأساليب المشابهة لتنظيم القاعدة في العراق كالتفجيرات الانتحارية وعمليات الخطف والسيارات المفخخة، إلا أنها تحاول تحقيق توازن ما عن طريق تجنب ترهيب الشعب السوري، إضافة إلى تقديم السلع والخدمات الضرورية مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية الأساسية التي يحتاجها الناس، للاستمرار في ظل الحرب الأهلية التي تستعر في بلادهم.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/785535.html
باتريـوت الـ”ناتـو” في تركيـا يؤجّـج التوتـرات
أنّـا ماريـا لوكـا
انطلقت باخرة تحمل بطاريتي صاروخ باترويت (patriot) من ألمانيا الى تركيا صبيحة يوم الثلاثاء، في حين كان فريق من حلف شمال الأطلسي (NATO) مؤلّف من جيوش ألمانية وهولندية يستعدّ للسفر والمساعدة على تركيب هذه الأنظمة الصاروخية. فقد اتفقت كل من هولندا والولايات المتحدة على إرسال بطاريتي صاروخ باتريوت ونحو 400 جندي من كل من البلدين، لحماية الأراضي التركية من هجمات محتملة من قبل قوات النظام السوري.
هذا التحرّك جاء كاستجابة للطلب الذي تقدّمت به تركيا نهاية العام الماضي.
لم تكن دمشق وحدها التي شعرت أنّها مستهدفة من هذه الخطة. إذ قال المسؤولون العسكريون الروس إنّ وضع نظام صاروخ باتريوت على الحدود التركية السورية هو بمثابة صد الإبر بواسطة المدافع. أما المسؤولون العسكريون الإيرانيون فقد اشتكوا معتبرين أنّ الغرب يستهدف طهران ويستخدم سوريا كذريعة.
في المقابل فانّ موسكو كانت عزّزت وجودها العسكري في البحر المتوسط عبر إرسالها المزيد من السفن والجنود الى ميناء طرطوس في سوريا، المرفأ العسكري الوحيد الذي تمتلكه في المنطقة.
“يجب عدم المبالغة في الحديث عن تهديد مزعوم لتركيا من قبل سوريا، فعلى الرغم من إطلاق النار المتقطّع (بين الطرفين)، لم تحصل أي اعتداءات متعمّدة على الأراضي التركية”، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، معتبرا أنّ “تعزيز الترسانة العسكرية في المنطقة يساهم فقط في مفاقمة الطابع العسكري للنزاع في سوريا، حيث تواجه الحكومة أعمالاً مسلّحة مدعومة من جهات خارجية توجد معسكرات التدريب الخاصة بها في أغلبها على الأراضي التركية”.
إلاّ أنّه وبعيداً عن الموقف الرسمي الذي يعلن عنه المسؤولون الدبلوماسيون الروس على المنابر الدولية، ما زالت الحكومة الروسية تعمل بذهنية الحرب الباردة كما يقول بعض المحلّلين. “تفسّر روسيا تصرّفات حلف الناتو- كحلف أو من خلال الدول الأعضاء- بالعدوانية”، كما أشار المحلّل العسكري الروماني رادو تيودور في حديث إلى NOW. وتابع: “من المؤكّد أنّ دولاً قويّة في المنطقة مثل مصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وغيرها لا تقوم بتعديل برامجها العسكرية وفقاً للتوترات بين حلف الناتو وروسيا”.
وتحتضن كل من رومانيا وبولندا وإسبانيا وتركيا منشآت الدرع الصاروخي والقواعد العسكرية التابعة لحلف الناتو، والتي تمّ تركيبها لصد الصواريخ الباليستية التي تُطلقها الدول المشاكسة مثل إيران وكوريا الشمالية. وقد صبّت روسيا جام غضبها على هذه الدول الحاضنة بالذات.
فقد اعترضت روسيا غاضبة على اتفاق 2010 حول إنشاء الدرع الصاروخي. وحذّرت من أنّها قد تنصب صواريخها الخاصة بالقرب من بولندا إذا ما وصلت إليها الخطة. وانتقدت موسكو بشدّة تلكّؤ حلف الناتو في منحها ضمانات خطيّة ومُلزمة بأنّ درعها الصاروخي الأوروبي لن يوجّه ضدها. وفي هذا الإطار، أمر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في تشرين الثاني 2011 باتخاذ سلسلة من الإجراءات المخصّصة لتعزيز قدرات الدفاع الصاروخي للبلد ردّاً على درع الناتو، بما فيه نشر صواريخ إسكندر في إقليم كاليننغراد على الحدود مع بولندا.
“إنّ وجود القوّات البحرية السوفياتية ومن ثم الروسية هو أمر واقع منذ عقود، حيث تترك موسكو بصمتها على المنطقة من خلال سوريا، وهي تعتقد بأنّ وجودها العسكري استراتيجي من أجل مصالحها في الشرق الأوسط”، يقول تيودور.
هكذا أّجّج نصب أنظمة الباتريوت في تركيا مؤخراً التوتّرات. فالتعزيزات العسكرية على طول الحدود السورية التركية قد تزيد المخاوف من سباق جديد للتسلّح، غير أنّ عماد سلامة، البروفسور في العلوم السياسية والشؤون الدولية في الجامعة اللبنانية الأميركية، يرى أنّ الأمر لا يعدو كونه أسلوب روسيا في تقوية موقفها في المفاوضات، وأنّ موسكو غير مهتمة بالحرب على الإطلاق. وعن ذلك قال: “الدرع الصاروخي هو من بقايا الأنظمة الأخرى التي كانت تُستخدم خلال الحرب الباردة، أيام إدارة الرئيس رونالد ريغان. إذا كان ثمة نزاع مسلّح بين قوّتين عظمتين، لا يوجد أي درع صاروخي يمكن أن يحمي أيّاً كان. ألعاب القوّة هنا وهناك وكافة المناورات العسكرية مقصود منها إعادة طمأنة الحلفاء وممارسة الضغط على الأعداء”.
وأضاف البروفسور: أعتقد أنّ الولايات المتحدة والغرب، برغم التقارب الذي حصل بعد الحرب الباردة، ما زالت أمامهما قضايا هامة لحلّها مع روسيا في مجالات الاقتصاد، والنفط، والطاقة، ونطاق النفوذ”،
وبدا الصراع جليّاً في الموضوع السوري. فحتى الأمس القريب، كان هذا الصراع على الموارد، والأسواق، والنفوذ مركّزاً على إيران والعراق. لكن ومنذ اكتشاف آبار الغاز والنفط في البحر المتوسط، باتت كل من سوريا ولبنان مهمّين بالنسبة لطرفي الصراع.
ويشرح سلامة أنه “بات من المهم جداً معرفة أي جانب ستختار سوريا ولبنان، وكذلك العراق. تخشى روسيا إمكانية خسارة سيطرتها على سوريا، وهي مستميتة للدفاع عن مصالحها. المعركة عنيفة جداً. تريد موسكو أن تخضع لخيار المفاوضات حول سوريا إذا كان الغرب راغباً في منحها بعض الحوافز المهمة. هم يريدون اتفاقاً ناتجاً عن التفاوض، ولكنّ المفاوضات ستكون عملية شاقة، والأمر الخطير هو أنّ روسيا غير قادرة على التفاوض من دون اللجوء الى قوّتها العسكرية”.
لاجئو سوريا بين ويلات الحرب وغضب الطبيعة
خلفت العاصفة التي تجتاح منطقة شرق المتوسط أضرارا كبيرة في دول المنطقة، لكن وقعها كان أشد على اللاجئين السوريين في دول الجوار وفي الداخل السوري على حد سواء، حيث دهمت الأمطار والثلوج والرياح خيامهم البسيطة، واستنفدت موجة البرد مؤونتهم البسيطة للغذاء والتدفئة القليلة أصلا التي لا تفي بالحاجة.
فقد زادت العاصفة التي تجتاح منطقة شرق المتوسط، وهي الأعنف منذ نحو 20 عاما من تفاقم الأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين في مخيمات اللجوء بكل من الأردن ولبنان وتركيا، ولعل الأسوأ كان في مخيم الزعتري بالأردن.
فقد قضى لاجئان سوريان حتى الآن من جراء العاصفة التي أدت كذلك إلى إغراق مئات الخيام التي دهمها الماء، واقتلاع المئات بسبب الرياح العاتية، وبات عدد كبير من عشرات آلاف اللاجئين الذين يؤويهم المخيم عرضة للبرد والجوع والأمراض.
وقد وزعت إحدى المنظمات الإغاثية الدولية مدفأة لكل عائلة مع قارورة غاز تستبدل كل أسبوعين أي بمعدل استعمال يومي لا يتجاوز ساعتين في ظل موجة البرد القارس والرياح التي لا تصمد الخيام أمامها طويلا.
ويضم مخيم الزعتري نحو 4500 خيمة من المفترض أن تؤوي كل منها خمسة أشخاص حدا أقصى، كما يضم نحو 4000 عربة متنقلة وزعت على لاجئين حسب الأقدمية والأحقية، وذلك تبعا لشروط معينة.
وقد ناشد آلاف اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري دول العالم مد يد العون لهم بعدما فاقم سوء الأحوال الجوية معاناتهم وتركهم يصارعون مياه الأمطار والرياح العاتية والبرد القارس حيث انخفضت درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر.
كما أطلق صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) نداء عاجلا للتبرع بمساعدات فورية للاجئين السوريين داخل المخيم الذي حولته العاصفة إلى بركة كبيرة من الأوحال.
ويستضيف الأردن أكثر من 290 ألف لاجئ منهم حوالي 65 ألفا في المخيم. وتفيد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأن عدد اللاجئين السوريين المسجلين والذين ينتظرون التسجيل في الأردن يبلغ 142.664 لاجئا.
لبنان
وفي لبنان نكبت مخيمات عشرات الآلاف من السوريين في الشمال والبقاع، حيث وجد اللاجئون أنفسهم وجها لوجه مع البرد والعواصف والثلوج والأمطار، ولا قبل لهم بمقاومة جبروت الطبيعة من خلال وسائلهم البدائية التي لا تصمد.
ففي سهل البقاع اللبناني اقتحمت مياه السيول والأمطار مخيما مؤقتا يؤوي حوالي 400 لاجئ سوري ودمرت خيامهم، وتقطعت السبل باللاجئين بعد تدمير أغلب الطرق بهذه المنطقة الجبلية المرتفعة وعزل عديد القرى الجبلية الصغيرة.
وفي مخيم قبة المؤقت بشمرة على ساحل البحر المتوسط في لبنان لم يكن حال الأسر السورية التي لجأت إلى هذه المطقة أفضل، حيث لم تصمد الخيام البسيطة التي أقاموها من مواد بلاستيكية أمام الرياح والأمطار ليجدوا أنفسهم في العراء.
الداخل
العاصفة العاتية لم تترك أيضا السوريين الذين تقطعت بهم السبل وأصبحوا لاجئين داخل وطنهم، حيث ساهمت الظروف الجوية السيئة في تفاقم معاناة عدد كبير من السوريين، وقال ناشطون إن عددا من المدن والمناطق في ريف دمشق لا سيما في المرتفعات الجبلية كالزبداني وبلودان تعاني من أوضاع إنسانية قاسية في ظل اشتداد البرد والصقيع وانعدام الوقود ووسائل التدفئة، ما ينذر بكارثة إنسانية لعدد كبير من سكان تلك المدن والقرى.
وحسب الناشط الميداني محمد شحادة تسببت موجة البرد في حالات وفاة عديدة خاصة لدى الأطفال الرضع، ووجه شحادة في مداخلة عبر الجزيرة نداء للمنظمات والهيئات الدولية من أجل التدخل وتخفيف معاناة المواطنين الذين يعيش بعضهم في خيام وبنايات غير مهيأة للسكن.
ويقول النشطاء إن الظروف تزداد سوءا بفعل هذه العاصفة التي شلت الحركة تقريبا واستنفدت المؤونة القليلة وأدت إلى مشكلة جديدة هي انقطاع الطرق بسبب الأمطار والثلوج.
وفي شمال سوريا قال فادي ياسين الناشط من محافظة إدلب إن مدنيين نازحين اضطروا للجوء إلى الكهوف هربا من الأمطار، حيث لجأ بضعة ألوف من الذين فقدوا منازلهم في القصف أو فروا هربا من القتال إلى ما يعرف باسم المدن الميتة في سوريا، وهي 700 تجمع مهجور يعود إلى العصر البيزنطي.
وأضاف أن عددا من الأسر أصبحوا يحرقون الأبواب والمقاعد طلبا للدفء في ظل البرد الشديد وانعدام وقود التدفئة.
وتحذر المنظمات الإنسانية من أن هذه العاصفة قد تؤدي إلى وفيات كثيرة بسبب البرد الشديد والنقص الحاد في الغذاء، وهو ما يعرض اللاجئين الفارين من جحيم الحرب للإصابة بالمزيد من الأمراض والعدوى.
بن جاسم: الأسد مسؤول عن معاناة شعبه
خطاب الأسد “لم يأت بجديد”
قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن الرئيس السوري بشار الأسد يتحمل مسؤولية استمرار الأزمة في سوريا، مؤكدا أن خطابه الأخير لم يأت بجديد.
وتطرق رئيس الوزراء القطري -في مقابلة أجراها معه مراسل الجزيرة بالقاهرة- إلى ملفات أخرى، منها واقع العلاقات المصرية القطرية على ضوء التقارب الدبلوماسي الملحوظ بين البلدين، وجهود المصالحة الفلسطينية وإعمار غزة، والمظاهرات في العراق ضد سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال حمد بن جاسم “إن الذي ساهم في إطالة معاناة الشعب السوري وقتله هو الرئيس السوري..، عليه أن يعي اليوم أن ما حصل لبلده في فترة سنتين لا يستحقه بلده ولا شعبه..، ويجب عليه أن ينسحب لمصلحة الشعب السوري”.
وأكد أن “اختيار الخيار الأمني لإخماد مطالب الشعب ما زال مستمرا بنفس الحدة التي بدأ بها منذ أول يوم”، مناشدا الرئيس الأسد وضع المصلحة السورية قبل أي شيء، واتخاد “قرار شجاع” لوقف ما يحصل في سوريا.
الأسد عرض خلال خطابه الأخير رؤيته
لا جديد
وبخصوص خطاب الأسد الأخير، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إنه “للأسف لم يأت بشيء جديد..، وحتى إن كان هناك حديث فيه عن مبادرة أو حل سياسي فهي حتى الآن غير مفهومة..، فهي فقط مماطلة بعد مماطلة”.
وفي الجانب الدبلوماسي، كرر المسؤول القطري دعم بلاده والجامعة العربية لمساعي المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي، مؤكدا أنه “الشخص المناسب للتوصل لحل سياسي إذا كان هناك حل سياسي”.
وذكر أن لقاءه مع الإبراهيمي بالقاهرة كان بهدف متابعة المباحثات الثلاثية الجارية مع الروس والولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه “إذا كان هناك تفاهم بين هاتين الدولتين والصين فالأمر سيسهل تجاوز الخلاف الحاصل في مجلس الأمن”.
وعن دور الدول العربية في جهود التوصل إلى حل، ذكر حمد بن جاسم أن “المنظومة العربية ليست عاجزة عن الوصول إلى حل، لكنها لم تقم بما يجب أن تقوم به بالكامل”.
وعن واقع العلاقات القطرية المصرية، أكد المسؤول القطري أنه “لم تكن أبدا علاقات البلدين سيئة، لكنها كانت تمرّ بأزمة في مراحل معينة ولأسباب محددة”، كما حصل في قضية حصار غزة.
وذكر أن بلاده “لا تتدخل في معارضة أو موالاة مصر..، فهذا شأن مصري..، نحن نتعامل مع الحكومة المصرية، إذا اتفقنا فهناك مسار للاتفاق، وإذا اختلفنا فهناك أيضا إطار أخوي للخلاف”.
دعم المصالحة
وبخصوص جهود المصالحة الفلسطينية، ذكر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن بلاده “دعمت المصالحة الفلسطينية منذ البداية، ودعمت الجهود والدور المصري المهم في هذا الصدد”، معبرا عن أمله في أن تتم المصالحة قريبا في العاصمة المصرية القاهرة.
كما تحدث عن جهود إعمار غزة، وقال إن “إعمار القطاع بدأ من الجانب القطري، ونأمل أن تقوم باقي الدول العربية بما قررته بالنسبة لغزة”.
أما عن تفاعلات المظاهرات المناوئة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وحديث بعض الأطراف عن دور قطري محتمل في هذا الإطار، فقد ذكر بن جاسم “أنه من الطبيعي أن يلجأ أي ساسة -لا يجدون تفسيرا أو حلا لأي قضية- لوضع اللوم على طرف آخر..، وإقحام قطر في هذه القضايا أسهل..”.
لكنه تساءل “ما مصلحة قطر في إثارة قضايا بالعراق؟ أنا لست أفهم هذا الموضوع”، مؤكدا أن مصلحة قطر في استقرار العراق، وفي أن يتوافق كل أطياف الشعب العراقي
وأضاف “إذا كانت هناك مطالب لأي طرف في العراق فيجب أن تدرس على أنها مطالب لعراقيين لهم حق في العراق كما للطرف الآخر حق فيه”.
دمشق تنتقد الإبراهيمي وطهران تدعو لتسوية
اتهمته بـ”الانحياز السافر” لأعداء سوريا
الإبراهيمي التقى الأسد الشهر الماضي قبل أن يدعو من دمشق لحكومة انتقالية بصلاحيات كاملة (وكالة الأنباء الأوروبية)
انتقدت دمشق بشدة اليوم الخميس المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، واتهمته بالانحياز “بشكل سافر للمتآمرين على سوريا”، فيما تتحرك إيران لعقد اجتماع إقليمي لبحث حل الأزمة السورية “دون تدخل خارجي”.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري -في شريط عاجل عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية- قوله إن “سوريا تستغرب بشدة ما صرح به الأخضر الإبراهيمي لخروجه عن جوهر مهمته، وإظهاره بشكل سافر انحيازه لمواقف أوساط معروفة بتآمرها على سوريا والشعب السوري”.
رد فعل دمشق جاء بعد أن أعلن الإبراهيمي -قبيل مغادرته إلى جنيف اليوم- أنه لن يكون للرئيس السوري بشار الأسد مكان في الحكومة الانتقالية التي قد تتشكل في إطار تسوية سياسية محتملة، وقال -في مقابلة صحفية- “بكل تأكيد لن يكون الأسد عضوا في هذه الحكومة (الانتقالية)”.
وجاء تصريح المبعوث الأممي بعد يوم من تصريح انتقد فيه بشدة خطاب الأسد الذي ألقاه الأحد الماضي بدمشق ونعته بـ”الطائفي”, لكن الإبراهيمي تراجع -في تصريحات لرويترز- عن هذا الوصف, وقال إنه كان “زلة لسان”.
وفي تلك التصريحات, وصف الإبراهيمي خطاب الأسد بـ”الفرصة الضائعة”, قائلا إنه ربما أعاد إنتاج مبادرات لم تنجح، وتبنى الإبراهيمي القول بأن حكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعين عاما طال كثيرا, وقال إن التغيير يجب أن يكون حقيقيا, وإن الأسد “يمكنه أن يتولى زمام القيادة في الاستجابة لتطلعات شعبه بدلا من مقاومتها”.
وكان الموفد الأممي العربي قد دعا -عقب اجتماعه بالأسد الشهر الماضي- إلى تغيير حقيقي يبدأ بتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات إلى حين إجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية في سوريا العام القادم. بيد أنه لم يوضح آنذاك أي مستقبل للرئيس بشار الأسد الذي تنتهي ولايته الحالية عام 2014.
اجتماع ثلاثي
وتأتي تصريحات الإبراهيمي الأخيرة قبل ساعات من سفره إلى جنيف للقاء مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في قمة ثلاثية ستبحث سبل تنفيذ إعلان جنيف الذي توصلت إليه القوى الكبرى في يونيو/حزيران الماضي.
ولقيت تصريحات الإبراهيمي ترحيبا من قبل الائتلاف الوطني السوري الذي رأى فيها تحولا في تصريحات الموفد الأممي العربي.
وعلى صعيد آخر، دعت بريطانيا اليوم الخميس المجتمع الدولي لـ”تصعيد” رده ضد دمشق في حال تفاقم العنف، حيث أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن “عناد الرئيس السوري بشار الأسد ووحشيته يعنيان أن هناك خطورة حقيقية في تفاقم العنف في سوريا”.
وأضاف “إذا حدث ذلك فيجب أن يصعد المجتمع الدولي من الرد..، لذلك لن نستبعد أي خيارات لإنقاذ الأرواح وحماية المدنيين”.
اجتماع إقليمي
ومن ناحية أخرى، دعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي من القاهرة -في إطار جولة إقليمية يقوم بها للمنطقة- دول المنطقة للاجتماع لبحث حل الأزمة السورية “دون تدخل خارجي”.
وقال -في تصريح صحفي- “إنّ الإعلام الغربي وأعداء هذه المنطقة هم من يزرعون الفتنة بين السنّة والشيعة في المنطقة”.
وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد استقبل صالحي الذي سلمه رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. كما التقى كلا من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير خارجية مصر محمد كامل عمرو.
وذكر عمرو عقب اللقاء أنّه “يمكن لإيران أن تقوم بدور في وقف النزيف السوري”.
وقال المستشار نزيه النجاري نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن الحديث بين الطرفين “تركز بصفة أساسية على الوضع السوري، وجرى بحث التطورات هناك واستعراض مختلف وجهات النظر إزاء كيفية الخروج من الأزمة السورية”.
كما جرى اليوم اتصال هاتفي بين محمد كامل عمرو ووزير الخارجية الصيني يانغ ييشي تناول خلاله الطرفان تطورات الوضع الإقليمي بما فيها تطورات الشأن السوري.
تقدم “للحر” بمطار تفتناز ومجزرة بسوريا
مقتل 16 شخصا بمناطق مختلفة
قال ثوار سوريون إنهم سيطروا على مساحات شاسعة من مطار تفتناز العسكري التابع لقوات النظام التي يتهمها ناشطون بارتكاب مجزرة بحق عائلة سورية، وسط اشتباكات وصفت بالعنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في مناطق مختلفة من البلاد.
وأفادت الشبكة السورية لحقوق الانسان بأن 16 شخصا على الأقل قتلوا صباح اليوم الخميس، معظمهم في دمشق وريفها.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلي المعارضة تقدموا داخل مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب، وسيطروا على أجزاء واسعة منه.
وتابع المرصد أن الثوار “سيطروا اليوم على مستودع للأسلحة”، وأسروا 13 عنصرا من القوات النظامية بينهم ضابط و11 مسلحا مواليا للنظام.
في المقابل، كثفت القوات النظامية قصفها بطيران الميغ للمطار ومحيطه مستهدفة مستودعات الذخيرة والطائرات المتواجدة في المطار.
وأفاد سكان في بلدة تفتناز بأن “حشودا كبيرة” من المقاتلين توجد في المناطق المحيطة بالمطار، وأن “الطيران والمدفعية قصفا بلدتي تفتناز وطعوم” في ريف إدلب.
مجزرة
من جانبه قال المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في مدينة داريا بمحافظة ريف دمشق إن قوات النظام أعدمت ثلاثة أشخاص من عائلة بورمة أمام جامع طه.
وأضاف أن تلك القوات قامت أيضا بخطف طفلة (5 سنوات) أحد الضحايا وشقيق آخر على أطراف المدينة.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن اشتباكات وصفتها بالعنيفة وقعت اليوم بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط إدارة المركبات بحرستا في ريف دمشق.
كما أغار الطيران الحربي على بلدة المليحة والغوطة الشرقية، في حين دارت اشتباكات في منطقة السيدة زينب في ضاحية دمشق.
وشهدت الحولة بحمص قصفا متجددا اليوم من قبل قوات النظام التي استخدمت مدافع الفوزديكا، حسب لجان التنسيق المحلية.
وقال ناشطون إن قوات النظام جددت قصفها منذ الصباح الباكر على طيبة الإمام بريف حماة، وطال القصف أحياء في المدينة وأدى إلى دمار في عدد من المنازل والأبنية بالتزامن مع اشتباكات على أطراف المدينة بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحامها منذ عدة أيام.
وأفادت لجان التنسيق بأن الجيش الحر دمر رتلا عسكريا لقوات النظام في بصر الحرير بـدرعا، وسط استمرار للاشتباكات في الجهتين الشرقية والغربية للمدينة.
دلالات “زلة لسان” الإبراهيمي
مصطفى رزق
تطرح تصريحات المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي حول الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد علامات استفهام، وتعكس دلالات ربما عن رؤيته لمستقبل الأزمة السورية التي قاربت على دخول عامها الثالث.
الإبراهيمي وصف في مقابلة تلفزيونية خطاب الأسد الأخير بأنه “طائفي وأحادي الجانب”، مؤكدا أن خطة الأسد لإنهاء الأزمة لم تكن أفضل مما طرح من مبادرات سابقة فاشلة.
ورغم أن الإبراهيمي عاد وتراجع عن هذا الوصف وعده “زلة لسان”، فقد تمسك بانتقاد الخطاب الذي قال إن به “أمورا كثيرة”، وجدد التأكيد على أنه لا يرى دورا للأسد في حكومة تشرف على مرحلة انتقالية في سوريا.
عبد المنعم سعيد:
زلة لسان الإبراهيمي تعكس رؤيته الحقيقية للأزمة السورية التي تتحول تدريجيا إلى صراع طائفي، في ظل حرص نظام الأسد على تصوير الصراع والاحتجاجات ضده بأنها حرب أهلية
ترحيب
ولاقت تصريحات الإبراهيمي ترحيبا من المعارضة السورية الغاضبة منذ فترة طويلة من رفض الوسيط الدولي اتخاذ موقف صارم فيما يتعلق باستبعاد أي دور مستقبلي للأسد، لكنه جلبت له غضب النظام الذي اتهم الإبراهيمي بـ”الانحياز السافر لمواقف أوساط معروفة بتآمرها على سوريا وعلى مصالح الشعب السوري”.
وقال ممثل الائتلاف السوري المعارض في بريطانيا وليد سفور إن تصريح الإبراهيمي “طال انتظاره”، خاصة أنه لم ينتقد الأسد من قبل، وأضاف أن هذه التصريحات تعكس يأسه من نجاحه في مهمة الوساطة مع استمرار تشبث الأسد بالسلطة.
ويرى رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور عبد المنعم سعيد أن زلة لسان الإبراهيمي تعكس رؤيته الحقيقية للأزمة السورية التي تتحول تدريجيا إلى صراع طائفي، في ظل حرص نظام الأسد على تصوير الصراع والاحتجاجات ضده بأنها حرب أهلية.
ويضيف سعيد للجزيرة نت أن التقدم الذي يحرزه مقاتلو الجيش السوري الحر على الأرض من سيطرة متتالية على عدد من المدن والمناطق، في مقابل فقدان جيش النظام لسيطرته بشكل متسارع، دفع بالأسد إلى ترويج صورة الصراع الطائفي في بلاده، في محاولة أخيرة للاحتماء بطائفته التي تتخوف على مستقبلها فيما لو تمكنت المعارضة من تحقيق النصر.
ولا يرى سعيد في تصريحات الإبراهيمي اعترافا بالفشل في مهمته، مؤكدا أن من يعلم جيدا شخصية الدبلوماسي الجزائري يعلم أنه سيواصل محاولاته لإنهاء الأزمة في سوريا بقدر استطاعته، ويمكنه تدارك أي انعكاسات سلبية لها بتقديم ما يكفي من إجراءات للنظام السوري تكون كفيلة بزحزحة الأزمة التي تمر بمرحلة جمود.
تفتقر للدبلوماسية
في المقابل، وصف المحلل السياسي السوري عصام خليل تصريحات الإبراهيمي بأنها تفتقد إلى الدبلوماسية التي كان يجب على الإبراهيمي أن يراعيها في حديثه عن أحد أطراف الصراع الذي يتوسط فيه.
وأضاف خليل للجزيرة نت أن الخطاب الأخير للأسد -الذي قوبل برفض شديد من الدول الغربية والمعارضة- يمثل وجهة نظر سوريا ويؤسس لحل سوري للأزمة بامتياز.
وأوضح أن الأسد في خطابه كان متفقا مع حقائق الواقع التي تقول إن حل الأزمة يجب أن يكون سياسيا وشاملا وعبر مرجعية وطنية لا تسمح “للإرادات الأجنبية” بفرض رؤيتها على الواقع السوري.
عصام خليل:
الأسد في خطابه كان متفقا مع حقائق الواقع التي تقول إن حل الأزمة يجب أن يكون سياسيا وشاملا وعبر مرجعية وطنية لا تسمح “للإرادات الأجنبية” بفرض رؤيتها على الواقع السوري
وبشأن تأكيد الإبراهيمي أنه لا مكان للأسد في المرحلة الانتقالية، قال خليل إن الإبراهيمي غير مفوض بالتحدث بلسان الشعب السوري، وليس ضمن مهمته أن يحدد من يشغل منصبا في هذه المرحلة، وعليه أن يؤدي مهمته التي كلفته بها الأمم المتحدة والخاصة بإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، معتبرا أن هذه التصريحات لا تساعد على تأسيس مصداقية يمكن الاطمئنان إليها من جميع الأطراف.
وقال خليل إن اعتذار الإبراهيمي لاحقا عن تصريحاته لا يغفر له قولها، خاصة أنه دبلوماسي مخضرم ويتمتع بتجربة واسعة في هذا المجال، ولم يكن من المقبول أن يسمح لمشاعره الشخصية أن تطفو على السطح في ملف بالغ الأهمية كالملف السوري، على حد قوله.
مهمة فاشلة
أما استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور أحمد عبد ربه فاعتبر أن مهمة الإبراهيمي في سوريا بدأت فاشلة، لأنها أعقبت اعتراف سلفه كوفي أنان بالفشل، وكذلك عدم تحقيقها حتى الآن أي تقدم ملموس في مسار الأزمة.
وأضاف عبد ربه للجزيرة نت أن الإبراهيمي حتى وإن تراجع عن وصف خطاب الأسد بالطائفية، فإن التراجع كان لدواعي الدبلوماسية، مشيرا إلى أن النظام السوري حوّل الصراع بالفعل إلى صراع طائفي، وهو ما حذر منه الإبراهيمي مرارا في أكثر من مناسبة.
وأوضح أن المبعوث العربي والدولي يواجه بضغوط “غير عادية” من قبل أطراف عربية وإقليمية فاعلة في الملف السوري، فضلا عن الانتقادات الشديدة التي يتلقاها من المعارضة السورية التي تتهمه بأنه سفير بشار الأسد لدى الأنظمة العربية، وهي كلها أمور تجعل “زلة اللسان” أمرا واردا.
الخطيب: النظام تخلى عن 200 ضابط علوي وأخرج أسرى أجانب
الائتلاف الوطني يتصل بقادة في النظام السوري.. والإبراهيمي يستبعد الأسد من الحل
دبي – العربية
أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، أحمد معاذ الخطيب، استعداد الائتلاف لقبول مبادرة تتضمن تنحي الأسد وتشكيل حكومة انتقالية ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، مؤكداً أنهم على تواصل مع قادة على مستوى عال في النظام السوري.
وكشف الخطيب عن إعداد الائتلاف قائمة تتضمن 250 اسماً لأفراد من النظام السوري متورطين في جرائم ستقدمها اللجنة القانونية إلى محكمة الجنايات الدولية، مضيفاً أن النظام تخلى عن 200 ضابط علوي لدى الجيش الحر، وفضل إخراج أسرى أجانب، في إشارة إلى الأسرى الإيرانيين.
وفي تصريح له عن رؤيته لدور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية في البلاد، قال المبعوث الدولي للأزمة السورية، لخضر الإبراهيمي لوكالة أنباء رويترز، إن الأسد بكل تأكيد لن يكون عضواً في الحكومة التي ستشرف على المرحلة الانتقالية في سوريا.
وأضاف الإبراهيمي أنه سيجتمع بمسؤولين أمريكيين وروس في جنيف، لبحث سبل تنفيذ إعلان جنيف.
وأكد أن إعلان جنيف الذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية، هو أساس الحل
الذي يجب أن يكون سلمياً لا عسكرياً، كما شدد على أنه يجب التوصل إلى الحل في هذا العام، وليس عام 2014.
واعتذر الإبراهيمي عن استخدام كلمة “طائفية” عندما وصف خطاب الرئيس السوري، في تصريحات سابقة له، إلا أنه تمسك بانتقاده للخطاب.
وناشد الإبراهيمي النظام والمعارضة في سوريا وقف إطلاق النار والقبول بخطة جنيف، مضيفاً أن أي تنازل يتم تقديمه لن يكون خسارة لكي ينتهي هذا الوضع.
الناشطون السوريون يحمّلون النظام والائتلاف مسؤولية اللاجئين
خوف شديد من انتشار الأمراض والأوبئة في الزعتري
دبي – صخر إدريس
انتشر العديد من الحملات الإلكترونية الغاضبة في وسائل التواصل الاجتماعي التي تطالب الائتلاف السوري الوطني والنظام السوري ومنظمات الإغاثة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم في حماية اللاجئين السوريين داخل المخيمات التي يقطنونها، خاصة مخيم الزعتري الواقع في مدينة المفرق الأردنية، الذي يعيش لاجئوه ظروفاً غير إنسانية، بعد أن دهمته مياه الأمطار وشكّلت بركاً بسبب السيول والفيضانات التي اجتاحت المخيم، كما جرفت بعض خيمه.
وخلع الهواء القوي الكثير من الخيم وأتلفها تاركاً اللاجئين في العراء يواجهون قسوة المناخ دون مُعيل أو وكيل.
وتسرّبت صور ومقاطع فيديو تظهر سوء الأحوال المعيشية القاسية التي يعاني منها لاجئو مخيم الزعتري، بسبب تراكم مياه الأمطار وتسرّبها إلى داخل الخيم.
ويقول محمود صدقة لـ”العربية.نت”، وهو متطوع أردني يعمل على مساعدة اللاجئين السوريين في المخيمات بشكل فردي: “إن المخيم غير مصمم لاستقبال هذا الكمّ الهائل من اللاجئين الذين بلغ عددهم نحو 65 ألفاً بشكل تقريبي، ويصل يومياً حوالي 200 لاجئ من درعا”.
وأوضح صدقة أن الجمعيات الأهلية في الأردن تقوم بكافة المساعدات التي تستطيعها ضمن إمكانياتها، ولكنها تعجز عن أن تقدم المساعدات لجميع اللاجئين السوريين.
ويقع مخيم الزعتري ضمن منطقة تسمى “حوض الزعتري”، وهي منطقة منخفضة نسبياً، وضمن الظروف الجوية الحالية التي تمر بها المنطقة، وبعد هطول الأمطار تجمعت المياه فيها لانخفاضها، ومع اشتداد الأمطار تشكّلت سيول وتضررت الخيم بسبب الرطوبة، ما أضعف قوة الشد لأوتاد الخيم التي تثبتها في الأرض، وتسببت الرياح الشديدة في اقتلاع الخيم، تاركة مَنْ يقيم فيها في العراء يعانون البرد القارس وقلة الماء والغذاء.
ولجأ الناس إلى الكرافانات الصغيرة المغلقة التي وصلت عن تبرعت بها السعودية، كما دخلوا إلى “المدرسة البحرينية”، وهي خيمة كبيرة تقع ضمن مخيم الزعتري، تبرّعت بها دولة البحرين لتعليم الأطفال، كما سكن اللاجئون المطابخ التي تقع في مخيم الزعتري للوقاية من الأحوال الجوية السيئة.
وانتشرت حالة من التذمر والضجر من قبل اللاجئين السوريين، ما تسبب بحالة من الفوضى بسبب سوء الأوضاع المعيشية ونقص المساعدات الغذائية.
وطالب صدقة اللاجئين السوريين بتنظيم أنفسهم من خلال تشكيل لجان تتحدث باسمهم لإيصال مطالبهم، خاصة أن إدارة المخيم ترفض دخول المتطوعين للعمل بسبب اعتبارات يجهلها هو وبقية المتطوعين.
ويعزو صدقة هذه الحالة إلى نقص في الكادر الوظيفي في المنظمات الدولية والتي حمّلها المسؤولية الأولى وصولاً إلى إدارة المخيم والتي لا تفكر إلا في الحلول الأمنية، على حد قوله، وطالبهم بفتح باب التطوع للمدنيين الذي يرغبون في العمل لمساعدة اللاجئين السوريين.
انتشار الأمراض والأوبئة
ويتخوّف الناشطون السوريون الذين أطلقوا الحملات ومن جميع أنحاء العالم من تفاقم الأوضاع وانتشار الأمراض والأوبئة نتيجة الظروف اللإنسانية والسيئة التي يعيشها اللاجئون السوريون ويعانون منها داخل المخيمات التي تفتقد للتجهيزات.
وطالبت بعض الحملات الائتلاف الوطني السوري بتحمل مسؤولياته باعتباره ممثلاً عن الشعب السوري، مطالبة بإنفاق الأموال وصرف المساعدات الإنسانية التي تم التبرع بها من قبل بعض الدول إلى اللاجئين السوريين الذين يلاقون مصيراً مجهولاً بسبب تفاقم الأوضاع خلال فصل الشتاء كنتيجة حتمية لعدم جهوزية المخيمات المنشأة والمخالفة لأدنى المعايير الإنسانية الواجب اتخاذها في مثل هذه الظروف، حيث لا تتوافر فيها الخدمات الأساسية على أقل تقدير مثل المرافق الصحية، ما سيتسبب في الكثير من الأمراض المستعصية وانتقال الأوبئة.
كما طالبت حملات أخرى النظام السوري باتخاذ كافة الإجراءات لإعادة اللاجئين السوريين من جميع المخيمات في الدول المجاورة إلى سوريا، وتأمين السوريين النازحين في الداخل لحمايتهم من الظروف المناخية التي تواجه المنطقة خاصة بعد الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد، معتبرين أن حماية المواطن حسب كلامه تكون بتأمين المأكل والمأوى له وليس في تهجيره، وهو ما اعتبروه أحد أهم مسؤوليات النظام.
وتتعرض المنطقة حالياً، ومن ضمنها الأردن، لمنخفض جوي كبير تصاحبه أمطار غزيرة وتساقط الثلوج في المرتفعات ورياح عاتية.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في الأردن بحوالي 290 ألف لاجئ، يقطن منهم حوالي 65 ألفاً في مخيم الزعتري فقط.
اجتماع مغلق على الإعلام يناقش مصير سوريا والأسد
المشاركون بالاجتماع الذي عقد في مركز مخصص للتداول بشأن القضايا الدولية غير معروفين
لندن – كمال قبيسي
اجتماع نخبوي وهام بدأ أمس الأربعاء في بريطانيا وينتهي اليوم الخميس، من دون أن تتسرب عنه أي معلومات تقريباً، لأنه مغلق وممنوع على الصحافة والإعلام، وموضوعه يلخصه سؤال: ماذا عن سوريا بعد الرحيل المرتقب لرئيسها بشار الأسد؟
لا أحد يدري شيئاً عن نوعية المناقشات والمداولات التي جرت أمس وراء أبواب موصدة وتنتهي اليوم، ليليها إعلان غداً الجمعة على الأكثر عن النتائج والتوصيات التي قد يدعو إليها الاجتماع الذي نظمته الخارجية البريطانية ودعت إليه، موحية بأهميته من اختيارها للمكان الذي عقدته فيه، وهو “مركز ويلتون بارك” المعروف بأنه قصر تاريخي تم بناؤه في القرن السادس عشر في ريف بعيد عن لندن 50 كيلومترا بمقاطعة ساسكس في الجنوب البريطاني.
والقصر هو الأشهر عالمياً لعقد مؤتمرات واجتماعات خاصة بمناقشة قضايا دولية مهمة، وأشهر مؤتمر عقد فيه هو الذي اقترحه رئيس الوزراء البريطاني الراحل، ونستون تشرشل، في 1946 وناقش بنجاح سبل إرساء السلام والديمقراطية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وقد حاولت “العربية.نت” أمس، ومن دون أن تنجح، التعرف إلى هوية بعض المشاركين، ممن وصفتهم الخارجية البريطانية بخبراء وجامعيين متخصصين في كيفية إدارة وتجاوز اللأزمات، مضيفة أن البعض الآخر أعضاء في قيادة الائتلاف السوري المعارض، كما حضر ممثلون عن دول عربية ووكالات دولية.
وبحسب ما قال أمس متحدث باسم الخارجية البريطانية، فإن الهدف من الاجتماع هو “حض المجتمع الدولي على التفكير والإعداد لانتقال سياسي يتولاه السوريون”، مضيفاً “أننا نبذل ما في وسعنا لوضع حد للعنف في سوريا والتوصل إلى انتقال سياسي فعلي”.
وكان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، سبق المتحدث باسم وزارته وكتب في “تويتر” الثلاثاء الماضي، وهو اليوم الذي دعت فيه الوزارة للاجتماع، بأن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد “لا مفر منه”، وشدد في “تغريدة” ثانية على أهمية أن “يعد المجتمع الدولي للمرحلة التالية في سوريا”، لكنه لم يشرح شيئاً عن الاجتماع الذي يشرف عليه مسؤول دائرة الشرق الأوسط وإفريقيا في الخارجية البريطانية، ديفيد كواري، والذي سيختتمه ظهر اليوم الخميس وزير الدولة أليستير بيرت.
ولم تسمح الخارجية البريطانية لأي وسيلة إعلامية بتغطية الاجتماع الذي يهدف أيضا إلى الخروج بتوصيات وبرامج عمل تطمئن المجتمع الدولي عن مرحلة ما بعد سقوط الأسد.
كما لم تكشف الوزارة عن هوية أي طرف عربي أو أجنبي، ولا عن ممثلي أي جهة عربية ودولية وسورية شاركوا بالاجتماع، وسط تأكيدات لمحت إليها بعض وسائل الإعلام البريطانية بأن أي وزير خارجية ولا حتى زعيم التحالف الوطني السوري معاذ الخطيب كان بين المشاركين.
عدد اللاجئين السوريين قارب نصف مليون وسط معاناة مريرة
دمشق- جفرا بهاء
أثارت صورة لطفل سوري يتوسد الثلج في أحد مخيمات اللاجئين، عاصفة من التعليقات على شبكة الإنترنت، ويبدو الطفل في الصورة يكاد يتجمد من البرد، أو أنه اتحد مع الثلج ليذكر العالم بأكمله بحكايات الأطفال عن جنية الثلج التي تأخذ الأطفال برحلة ثلجية، مع فارق بسيط أنها (أي تلك الجنية) تدفئ من معها، ويبقى الطفل السوري نائماً متجمداً في حال استطاع قلبه أن يقاوم البرد والصقيع ليحافظ على حياته.
استناداً لأرقام الأمم المتحدة، فإن عدد السوريين المسجلين لديها كلاجئين، أو الذين تم تقديم المساعدة لهم في هذه الدول، قد تجاوز الآن 540 ألف شخص، مع زيادة تفوق 140 ألف شخص خلال الأسابيع الستة الماضية فقط.
يتبقى لبنان مستمراً في استضافة أكبر عدد من اللاجئين السوريين، حيث يبلغ عددهم ما يقارب 170 ألف لاجئ، وهم مستمرون في التدفق عبر الحدود. وقد وصل أكثر من 13 ألف لاجئ إلى لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك مع تصاعد القتال والضربات الجوية.
أطفال المخيمات السورية، غلب عليهم الخوف والتعب، وبقي المطر البارد والمستمر سبباً إضافياً ليزيد من بؤس حياتهم.
لاجئو سوريا في الأردن في مواجهة الثلوج والصقيع
يصارعون الأمطار والأوحال والرياح العاتية.. والبرد القارس الذي بلغ الصفر
مخيم الزعتري – غسان أبو اللوز، فرانس برس
لليوم الرابع على التوالي، يعاني اللاجئون السوريون من الظروف الجوية السيئة التي تضرب الأردن، حيث داهمت مياه الأمطار مئات الخيام، ودفعت الأهالي إلى مغادرتها، فيما تواصل إدارة مخيم الزعتري في شمال الأردن التعامل مع الحالة الطارئة لمحاولة تأمين المنكوبين.
وناشد آلاف اللاجئين السوريين بالمخيم، دول العالم، مد يد العون لهم بعدما فاقمت الأحوال الجوية السيئة معاناتهم وتركتهم يصارعون مياه الأمطار والرياح العاتية والبرد القارس، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى درجة الصفر المئوية، بحسب تقرير من فرانس برس، الخميس.
وداهمت مياه الأمطار الغزيرة، التي تهطل على الأردن منذ أيام، مئات الخيام في مخيم الزعتري، الذي يقع في محافظة المفرق شمالي المملكة على مقربة من الحدود السورية، والذي يأوي حوالي 65 ألف لاجئ سوري.
كما أدت الرياح العاتية، التي تجاوزت سرعتها 100 كيلومتر في الساعة، إلى اقتلاع وتمزيق العديد من الخيام، ما حدا بساكنيه من الرجال والنساء إلى حفر خنادق صغيرة حول خيامهم لحمايتها من الأمطار والأوحال التي باتت تغطي كافة أرجاء المخيم.
ويقول يوسف الحريري (38 عاما)، الذي فر إلى المخيم من محافظة درعا (جنوب سوريا) قبل نحو أربعة أشهر، بغضب: “لا أحد يشعر بنا، أو يمد لنا يد العون، نشعر وكأن لا أحد يكترث لحالنا، نحن نادمون على مجيئنا إلى هنا، لو بقينا في منازلنا تحت القصف لكان أفضل لنا من هذه الحال المزرية”.
ولم تبق مياه الأمطار في خيمة الحريري شيئا وإلا وطالته من الأرضية والأفرشة والأغطية، وحتى الملابس التي كان يرتديها أطفاله الأربعة وزوجته.
وتساءل “من يقبل بهذا الذل؟ من يرضى بهذه الحال؟ حتى الحيوانات تعيش أفضل حالا منا”.
طلبات عودة إلى سوريا
أما عبدالمجيد محمد (35 عاما)، وهو من درعا أيضا، فقد أمضى شهرا واحدا فقط في المخيم هو وأبناؤه الأربعة، وهو اليوم ضاق ذرعا ولم يعد يتحمل، وتقدم بطلب إلى السلطات الأردنية لإعادته إلى بلده.
ويقول، وهو يرتجف وقد غطى رأسه ببطانية: “الحياة هنا مأساوية، لو نظرت إلى المخيم ليلا سترى الخيام وكأنها نصبت وسط البحر، وضعنا تعيس جدا”.
ويضيف، وقد بدا عليه اليأس: “أريد العودة إلى بلدي سوريا، على الأقل هناك الموت، إن أتى، فهو سريع دون أن تشعر بكل هذه المعاناة، أما هنا فالموت بطيء، والنتيجة واحدة لذلك الأفضل لي أن أموت في بيتي وببلدي”.
ويضم المخيم نحو 4500 خيمة من المفترض أن تأوي كل منها 5 أشخاص كحد أقصى، كما يضم حوالي 4 آلاف عربة متنقلة (كرفان) وزعت على لاجئين بحسب الأقدمية والأحقية، وذلك تبعا لشروط معينة.
وتقول الحاجة صبحة (60 عاما): “ولدي في الجيش الحر، وقضينا خمسة أشهر في المخيم، لكننا لم نحصل حتى الآن على كرفان”.
وأضافت، وهي ترنو بناظرها إلى وجوه الأطفال الذين كانوا ينظرون من باب الخيمة: “كنت أخشى أن تطير الخيمة من شدة الرياح، وكنت طوال الوقت أدعو الله أن ينجينا ويسترنا”، مشيرة إلى أن “لا شيء يقينا البرد القارس هنا. يعطون كل شخص غطاءين خفيفين فقط وليس لدينا مدافئ”.
وعلى مسافة قريبة كان حسين الحوراني (42 عاما) يتعاون مع زوجته وأبنائه الثمانية على مد طبقة من الحصى تحت الخيمة ليرفعها عن مستوى مياه الأمطار، ويقول حسين الذي كان يرتدي قبعة سوداء “ثلاثة أيام ونحن على هذه الحال، غرقنا بالمياه، لم نستطيع أن ننام الليل كل شيء تبلل”.
وتشهد معظم مناطق المملكة منذ نحو أربعة أيام تساقطا غزيرا للأمطار فيما تساقطت الثلوج (الثلاثاء) على بعض مناطق المملكة، مع تعمق تأثير المنخفض الجوي القطبي وانخفاض درجات حرارة إلى الصفر.
أعمال شغب
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن الأمطار داهمت نحو 500 خيمة في المخيم، فيما وقعت بعض أعمال الشغب عند توزيع مساعدات على اللاجئين، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف عمال إغاثة.
ويستضيف الأردن أكثر من 290 ألف لاجئ، منهم حوالي 65 ألفا في مخيم الزعتري.
وتفيد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأن عدد اللاجئين السوريين المسجلين والذين ينتظرون التسجيل في الأردن يبلغ 142 ألفا و664.
ويعبر مئات السوريين يوميا الحدود مع الأردن وبشكل غير شرعي، هربا من القتال الدائر بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة منذ 22 شهرا، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 60 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
ويقول فصل إسماعيل (40 عاما) وهو أب لثلاثة أطفال بألم وحسرة، رافعا كفيه إلى السماء “لم يبق لنا إلا الله، هو الذي نجانا من الحرب وسينجينا من هذه المحنة”.
الإبراهيمي يستبعد أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية
شدد عشية اجتماع جنيف على ضرورة التوصل إلى حل العام الجاري
دبي – قناة العربية
في أوضح تصريح له عن رؤيته لدور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية في البلاد، قال المبعوث الدولي للأزمة السورية، لخضر الإبراهيمي، لوكالة أنباء رويترز، إن الأسد بكل تأكيد لن يكون عضواً في الحكومة التي ستشرف على المرحلة الانتقالية في سوريا.
وأضاف الإبراهيمي أنه سيجتمع بمسؤولين أمريكيين وروس في جنيف، لبحث سبل تنفيذ إعلان جنيف، الذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية.
وقال إن هذا الإعلان هو أساس الحل الذي يجب أن يكون سلمياً لا عسكرياً.
كما شدد على أنه يجب التوصل إلى الحل خلال هذا العام، وليس عام 2014.
واعتذر الإبراهيمي عن استخدام كلمة “طائفية”، عندما وصف خطاب الرئيس السوري، في تصريحات سابقة له، إلا أنه تمسك بانتقاده للخطاب.
وناشد كلا من النظام والمعارضة في سوريا وقف النار والقبول بخطة جنيف، مضيفاً أن أي تنازل يتم تقديمه لن يكون خسارة لكي ينتهي هذا الوضع.
دمشق: تصريحات الإبراهيمي “انحياز سافر“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اعتبرت وزارة الخارجية السورية أن تصريحات المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي الأخيرة التي انتقد فيها خطاب الرئيس بشار الأسد واستبعد دورا له في المرحلة الانتقالية بسوريا تعبر عن “انحيازه السافر” في بيان أصدرته الأربعاء.
وكان الإبراهيمي هاجم الأربعاء خطاب الأسد مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يرى دورا للأسد في حكومة تشرف على مرحلة انتقالية في البلاد.
وفي مقابلة مع رويترز، أطلق الإبراهيمي واحدا من أوضح تصريحاته بشأن مستقبل الأسد، إذ جزم أن الأخير “لن يكون عضوا في هذه الحكومة”.
وأضاف أنه سيتوجه إلى جنيف، الخميس، للمشاركة في اجتماع مقرر مع مسؤولين أميركيين وروس لبحث سبل تنفيذ إعلان جنيف.
يشار إلى أن القوى الكبرى اتفقت في يونيو على إعلان جنيف الذي دعا لتشكيل إدارة انتقالية للخروج من دوامة العنف في سوريا، حيث قتل أكثر من 60 ألف شخص منذ مارس 2011 حسب الأمم المتحدة.
وشدد الإبراهيمي على أن إعلان جنيف هو “أساس الحل في سوريا.. نتحدث عن حل سلمي.. لا حل عسكري”، مشيرا إلى أنه “كلما أسرعنا بالحل السلمي كان أفضل… لأن سوريا.. تتهشم… عملية الهدم يجب أن تتوقف”.
وفي حين اعتذر المبعوث الدولي عن استخدامه كلمة “طائفية” في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية في وقت سابق الأربعاء لوصف خطاب الأسد الأخير، تمسك بانتقاد الخطاب.
وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض رحب بتصريحات الإبراهيمي التي انتقد فيها الرئيس بشار الأسد، إذ قال ممثل الائتلاف في بريطانيا “تصريح الإبراهيمي طال انتظاره. إنه لم ينتقد الأسد من قبل”.
وأضاف وليد سفور “لكن الآن بعدما يئس عقب كلمة الأسد يوم الأحد ليس لديه بديل آخر سوى أن يقول للعالم إن حكمه حكم عائلي ويكفي أكثر من 40 عاما”.
عارف دليلة: سوريا لن تشهد حربا أهلية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
استبعد معارض من الطائفة العلوية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد دخول سورية في حرب أهلية، أو إقامة حكم علوي على الساحل السوري.
وقال نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي في سورية عارف دليلة في حوار مع جريدة الرأي الكويتية إن سيناريو الحرب الأهلية يفتقر إلى المقومات الأساسية والأسباب البنيوية التي تؤدي عادة إلى مثل هذه الصراعات.
وأكد أن الصراع السوري في جوهره سياسي، و”إن دخلت عليه عناصر كثيرة مختلفة ومعقدة”، لافتا الى أن “ما يحدث صراع سياسي، والحرب الأهلية بين الجماعات غير متوافرة على أرض الواقع.”
ورأى دليلة أن لا إمكان لإقامة حكم علوي على الساحل السوري “لأن هناك موانع قوية في التركيبة السكانية بسبب التمازج الاجتماعي – المناطقي”.
يذكر أن دليلة المولود في اللاذقية عام 1943 هو أحد أهم وجوه المعارضة السورية الداخلية لنظام الأسد، ولطالما كان معارضا لسياساته الاقتصادية.
منظمة: النظام السوري يدمر المستشفيات والجرحى يموتون لقلة العلاج
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” من أن فرص الجرحى في سوريا للحصول على علاج تتضاءل مع استهداف الطائرات المقاتلة للمستشفيات والمنشآت الطبية، وذلك ضمن إستراتيجية الرعب التي يقودها نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، على حد وصف المنظمة.
وتناولت المنظمة الإنسانية تحديداً الوضع في “إدلب”، شمالي سوريا، حيث عملت إحدى فرقها بالمدينة التي تعرضت لهجمات متكررة، وقالت في بيان: “المنشأة الطبية الوحيدة العاملة هي عيادة سرية يديرها سكان المنطقة وبعض السوريين العاملين في المجال الطبي.”
وسبق أن أشارت “أطباء بلا حدود” والمعارضة السورية مراراً لاستهداف المستشفيات العامة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، من قبل طيران النظام السوري، وتابع البيان: المستشفيات تحديدا في خطر لأنها أصبحت من الأهداف المفضلة”، علماً بأن الأمم المتحدة أطلقت، في وقت سابق، تحذيرات مشابهة.
وتابعت: “نتيجة لذلك هُجرت المستشفيات العامة، المستشفيات الميدانية المؤقتة يتم إخفائها في منازل أفراد أو أقبية وعندما يتم اكتشافها يغير الأطباء الموقع.”
وقال د. أدريان مارتو، طبيب من الفريق الذي عمل في ادلب، بأن صعوبة الوضع دفعت بأشخاص لإجراء عمليات جراحية، مضيفاً: “بالنظر لخطورة الإصابات والمخاطر المترتبة عن إخلاء المرضى المصابين، فإن العديد منهم يلفظون أنفاسهم نظراً لعدم تلقيهم العلاج الطبي أو نقلهم في الوقت المناسب.”
وتابع بيان المنظمة: “القوات الحكومية السورية تقصف المدن والقرى بشكل عشوائي ما يهدد حياة المدنيين.”
وأردف ميغو تيرزيان، مدير العمليات الطارئة بالمنظمة: “ما نشهده هو إستراتيجية رعب حقيقية تقودها الحكومة السورية ضد سكان المنطقة.”
الناتو: سوريا استخدمت “صواريخ بالستية” في قصف حلب وإدلب
استخدمت قوات الجيش السوري النظامي “صواريخ بالستية” في قصف مدن شمالي البلاد بحسب تصريحات لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بينما نفت الحكومة السورية ذلك.
وقالت متحدثة باسم الناتو لبي بي سي إن الصواريخ المستخدمة “لم تكن موجهة بيد أنها اطلقت نحو مدينتي حلب وإدلب” مضيفة أن الجيش السوري يمتلك صواريخ “سكود” لكن الحلف لايستطيع تحديد النوع الذي استخدم هذه المرة على حد قولها.
وأضافت أن أجهزة الحلف التقطت الاربعاء اشارات لاطلاق الصواريخ من داخل سوريا للمرة الثالثة خلال الايام القليلة الماضية.
وتابعت “يبدو أن اهداف الصواريخ تمثلت في تقاطعات بين طرق رئيسية ومقرات حكومية سابقة سيطر عليها مسلحو المعارضة” على حد قولها.
وأقر الشهر الماضي نشر دفعة من صواريخ باتريوت أرض-جو التابعة لحلف الاطلسي في الأراضي التركية.
وقال المراسل الديبلوماسي لبي بي سي جوناثان ماركوس إن موافقة الحلف على هذه الخطوة تلقي الضوء على اقرار استخدام تركيا لهذا السلاح لحماية مجالها الجوي.
تحذير بريطاني
من جانبها، حذرت بريطانيا من تفاقم الأوضاع في الاراضي السورية داعية المجتمع الدولي لاتخاذ اجراءات لوقف هذا العنف.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ “دعى الرئيس بشار الأسد السوريين في خطابه الأخير إلى التوحد لمحاربة مناوئيه ومع الاخذ في الاعتبار قسوة وتصلب النظام السوري فيمكننا أن نقول أن ثمة احتمال كبير لزيادة الاوضاع سوءا في الشهور المقبلة”.
هذا ودعت المعارضة للتظاهر غدا الجمعة تحت عنوان (جمعة مخيمات الموت) في اشارة الى الاحتجاج على الاوضاع التي يعاني منها اللاجئون السوريون في بلدان اللجوء.
ولم تخف حدة الاشتباكات واصوات الانفجارات نتيجة الاجواء المناخية والثلوج واستمرت في المليحة حيث تصدت القوات الحكومية لمسلحي المعارضة الذين هاجموا ادارة الدفاع الجوي هناك وسقوط قتلى منهم حسب الحكومة.
كما انفجرت سيارة مفخخة في المعضمية حسب المعارضة وسقط بعض القتلى، كما استمرت الاشتباكات في دوما وعربين وداريا وعقربا وديابية.
وأعدم 12 مدنيا من نازحي حماه في ريف حمص في المشرفة على يد القوات الحكومية حسب المعارضة، ووقعت اشتباكات في تلدو والحولة والرستن وسقوط قتلى من المسلحين حسب المصادر الحكومية.
ووقوع اشتباكات عنيفة في مدينة حماة وخاصة على طريق حلب وحلفايا ومحردة وسقوط 6 قتلى من المسلحين حسب الحكومة.
ووقوع قصف واشتباكات في حلب في البوابية والشيخ سعد وسوق الزهراوي وخان الوزير وخان العسل وجسر النيرب وكفرناها وسقط 6 قتلى في جب القبة نتيجة القصف الحكومي حسب المعارضة
“قناع النزاهة”
وهاجمت صحيفة الوطن الموالية للحكومة السورية بعنف المبعوث الاممي الى سورية الاخضر الابراهيمي عقب تصريحات له تناولت خطاب الرئيس السوري بشار الاسد.
وقالت الصحيفة الخميس “نزع المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي قناع النزاهة والحيادية الذي ارتداه منذ تعيينه خلفاً لكوفي عنان، وكشف عن وجهه الحقيقي الذي يرى الأزمة السورية بعين واحدة تلائم أسياده وفضح نفسه فتبين أنه ليس إلا أداة لتنفيذ سياسة بعض الدول الغربية والإقليمية تجاه سورية”.
واضافت الصحيفة “حاول الإبراهيمي التقليل من أهمية مبادرة الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة السورية وتفريغها من مضمونها زاعماً أنها لم تكن أفضل مما طرح من مبادرات سابقة «فاشلة»، على حد زعمه”.
وختمت الوطن بالقول “يبدو أن الإبراهيمي لم يقرأ أن مبادرة الرئيس الأسد تنص على وقف دعم المسلحين وعقد مؤتمر وطني يتم عبره إقرار قوانين جديدة للأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية والدستور على أن يحظى كل ذلك باستفتاء شعبي يعقبه مؤتمر للمصالحة وعفو عام وإعادة إعمار”.
مستشفى الأمراض النفسية
وعلى صعيد آخر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اثنين من مرضى مستشفى الأمراض النفسية في مدينة حلب كانا قد تمكنا من الفرار من القصف الذي تعرض له المستشفى، قتلا الأربعاء على أيدي قناصة.
حلب
حلب تشهد معارك شرسة منذ عدة أشهر
ولقي المريضان حتفهما خلال القتال الذي لا تزال المدينة تشهده منذ أشهر.
وكان المرصد السوري وعدد من السكان قد أفادوا بوجود بعض المرضى الآخرين يهيمون على وجوههم في الشوارع خلال الأسبوع الماضي، وتم تحديد هويتهم وأنهم كانوا مرضى في مستشفى ابن خلدون للأمراض النفسية الموجود في شرق حلب.
وأدى قرب موقع المستشفى من قاعدة نيرب العسكرية الجوية، ومن مطار حلب الدولي إلى تعرضه لأضرار بالغة بسبب القصف الذي تعرضت له المنطقة في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد اشتعال معركة بين القوات السورية والمسلحين السوريين.
وأظهر شريط فيديو أرسله النشطاء إلى اليوتيوب في 25 ديسمبر/كانون الأول أشعة الشمس وقد اخترقت جدران المستشفى عبر الثقوب التي خلفها القصف، والنوافذ وقد تكسرت، والكراسي وقد انقلبت والغرف وقد خلت.
وقال أحد الأطباء لوكالة الأنباء الفرنسية إن “إدارة المستشفى ناشدت في أواخر ديسمبر أقارب المرضى بالحضور لأخذهم من المستشفى بسبب سوء الأحوال الأمنية فيه”.
وتعرض أيضا مستشفى دار العجزة في المدينة القديمة لقصف القوات السورية، كما أنه يتعرض لنقص في الأغذية منذ اشتعال القتال في شهر يوليو/تموز الماضي، ولكنه لا يزال يعمل بسبب موقعه ومواصلة العاملين لعملهم.
BBC © 2013
سوريا تنتقد الإبراهيمي بعدما لمح إلى ضرورة رحيل الأسد
بيروت (رويترز) – انتقدت سوريا المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي يوم الخميس ووصفته بأنه منحاز “بشكل سافر” الأمر الذي يلقي بشكوك بشأن إلى متى يمكن لوسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية مواصلة مهمته.
وجاءت انتقادات وزارة الخارجية السورية ردا على تصريحات للإبراهيمي يوم الأربعاء استبعد فيها أي دور للرئيس بشار الأسد في حكومة انتقالية ودعا فيها الرئيس السوري فعليا إلى التنحي.
وقال الإبراهيمي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية “في سوريا بالذات اعتقد ان ما يقوله الناس هو ان حكم اسرة الأسد لمدة 40 عاما أطول بعض الشيء مما يجب. ولذلك فالتغيير يجب ان يكون حقيقيا. لا بد ان يكون حقيقيا واعتقد ان الرئيس الأسد يمكنه ان يتولى زمام القيادة في الاستجابة لتطلعات شعبه بدلا من مقاومتها” في تلميح من الدبلوماسي الجزائري المخضرم إلى أنه ينبغي للأسد أن يتنحى.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن بيان لوزارة الخارجية ان سوريا “تستغرب بشدة” ما صرح به الابراهيمي وقالت ان ذلك يظهر “بشكل سافر انحيازه لمواقف أوساط معروفة بتآمرها على سوريا وعلى مصالح الشعب السوري.”
وقالت الوزارة في وقت لاحق إنها رغم ذلك لا تزال مستعدة للعمل مع الابراهيمي لايجاد حل سياسي للأزمة.
ولم يحقق الابراهيمي أكثر مما حققه سلفه كوفي عنان في مسعاه لحل سياسي للصراع المستمر منذ 22 شهرا وقتل فيه أكثر من 60 ألف شخص.
وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم الخميس من احتمال تزايد العنف في سوريا وقال إنه يجب على المجتمع الدولي “ان يصعد” رده إذا حدث هذا.
وعرقلت الخصومات في المنطقة والانقسامات بين القوى الكبرى حتى الآن أي نهج منسق تجاه الأزمة.
ويلتقي دبلوماسيون من الولايات المتحدة التي تدعم المعارضة وروسيا التي تدعم الأسد مع الإبراهيمي في جنيف يوم الجمعة.
وقبيل الاجتماع كررت روسيا إصراراها على ضرورة عدم تدخل قوى أجنبية للاطاحة بالأسد وعلى أن رحيله لا يجب أن يكون شرطا مسبقا للمفاوضات.
وقال ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية “السوريون وحدهم يمكنهم الاتفاق على نموذج ما أو التطور القادم في بلدهم.”
وقالت صحيفة الوطن الموالية للأسد ان الابراهيمي “نزع قناع النزاهة والحيادية الذي ارتداه منذ تعيينه خلفا لكوفي عنان وكشف عن وجهه الحقيقي الذي يرى الأزمة السورية بعين واحدة تلائم اسياده وفضح نفسه فتبين أنه ليس إلا أداة لتنفيذ سياسة بعض الدول الغربية والاقليمية تجاه سوريا.”
ولم يقدم الأسد يوم الأحد في أول خطاب علني له خلال ستة أشهر أي تنازلات وقال انه لن يتحاور مع خصوم وصمهم بأنهم ارهابيون ودمى في أيدي الغرب.
ومع تعثر جهود السلام قاتل المعارضون المسلحون لليوم الثاني للسيطرة على قاعدة جوية استراتيجية مواصلين الحرب الأهلية التي انحسرت حدتها لفترة وجيزة بالنسبة لبعض سكان دمشق الذين نحوا الخلافات جانبا للهو وسط تساقط نادر للثلوج غطى المدينة.
وألقى البعض في العاصمة السلاح لبضع ساعات وبدأوا يلهون بكرات الثلج.
وقالت إيمان وهي من سكان حي الشعلان في وسط دمشق عبر خدمة سكايب للاتصالات عبر الانترنت يوم الخميس “الليلة الماضية سمعت لأول مرة منذ شهور صوت الضحكات بدلا من القصف. بل إن قوات الأمن ألقت أسلحتها وساعدتنا في صنع رجل الجليد.”
إلا أن المعارك لم تهدأ على جبهات أخرى حيث وقعت معارك عنيفة حول قاعدة تفتناز الجوية في شمال غرب البلاد والتي يحاول المعارضون السيطرة عليها لتعزيز قبضتهم على محافظة إدلب وإضعاف قدرات الأسد الجوية.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان الموالي للمعارضة والذي يراقب الصراع من خارج البلاد إن المقاتلين هاجموا المباني الرئيسية ومستودعات الأسلحة في القاعدة بالمدافع والدبابات وأسلحة أخرى وسيطروا فيما يبدو على نصف مساحة القاعدة.
وأضاف أن القاعدة الجوية تستخدم لشن هجمات بطائرات الهليكوبتر في المنطقة وإن فقد السيطرة عليها سيشكل ضربة لقدرة الحكومة على الدفاع عن مواقعها هناك.
وأضاف أن المعارضين يحاولون السيطرة على القاعدة منذ شهور لكنهم حصلوا على دعم في الآونة الأخيرة بوصول مقاتلين إسلاميين ومن بينهم مقاتلون من جماعة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ولم تعلق الحكومة على الفور بشأن الاشتباكات التي لم يتسن التحقق منها من جهة مستقلة.
وسيطرت قوات المعارضة على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا في الشهور الماضية لكنها ظلت معرضة لهجمات المقاتلات والطائرات الهليكوبتر ومن هنا تأتي استراتيجيتها لمحاولة السيطرة على قواعد جوية مثل قاعدة تفتناز.
ولم ترد أنباء بشأن ما إذا كان إطلاق صاروخ قصير المدى داخل سوريا يوم الأربعاء وفق ما أعلنه مسؤول في حلف شمال الأطلسي مرتبط بالقتال عند قاعدة تفتناز.
وقال المسؤول إن الحلف لا يمكنه تأكيد نوع الصاروخ المستخدم لكن أوصافه تتفق مع مواصفات الصواريخ سكود التي يمتلكها الجيش السوري. ووصف إطلاق الصاروخ وصواريخ أخرى في الاسبوع الماضي بأنه “تهور”.
وذكر المرصد أيضا أن قتالا اندلع بين المعارضين وقوات حكومية في منطقة السيدة زينب في دمشق وترددت أنباء أيضا عن غارات جوية في منطقة مليحة وضواح شرقية.
وتعاني المعارضة المسلحة أيضا من صراعات على النفوذ بين وحداتها ومع جماعات كردية. وقالت مصادر بالمعارضة المسلحة والمعارضة السياسية يوم الخميس إن قائدا عسكريا إسلاميا اغتيل قرب الحدود مع تركيا.
وكان يشتبه في أن ثائر علي وقاص قائد كتائب الفاروق في شمال سوريا ضالعا في قتل عضو في جبهة النصرة الإسلامية قبل نحو أربعة اشهر.
وقالت المصادر إنه قتل رميا بالرصاص عند موقع للمعارضة المسلحة في بلدة سرمين على بعد بضعة كيلومترات من تركيا.
وخيم الوجوم على دمشق لشهور مع اقتراب الانتفاضة من العاصمة لكن تساقط الثلوج أتاح استراحة نادرة من صوت الرصاص والقذائف القادم من مشارف المدينة.
وقال أمين وهو من سكان وسط دمشق وكان يتحدث من خلال الانترنت “شعرنا بابتسامة غابت عن وجوهنا لعامين تقريبا وكنا جميعا سوريين وحسب… كانت قلوبنا لساعات قليلة بيضاء كالثلج.”
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
من ألكسندر جاديش
هدنة “كريات الثلج” تجلب بهجة قصيرة لدمشق المنهكة من الحرب
بيروت (رويترز) – ألقى سكان العاصمة السورية دمشق أسلحتهم لساعات عابرة للهو بكريات الثلج وهم يضحكون متناسين مشاعر العداء في هدنة قصيرة.
وأدى تساقط نادر للثلوج التي غطت دمشق باللون الأبيض يوم الأربعاء إلى إشاعة جو من المرح بين السوريين الذين تجاهلوا للحظات حربهم الأهلية الدامية ونسوا انقساماتهم بين معارضين وموالين وجنود.
قالت إيمان وهي من سكان حي الشعلان في وسط دمشق عبر خدمة سكايب للاتصالات من خلال الانترنت يوم الخميس “الليلة الماضية سمعت لأول مرة منذ شهور صوت الضحكات بدلا من القصف. بل إن قوات الأمن ألقت أسلحتها وساعدتنا في صنع رجل الجليد.”
ومضت تقول “كانت هذه هي المرة الأولى منذ زمن طويل التي أتذكر فيها أنني تحدثت مع جيراننا المؤيدين للمعارضة.”
وخيم الوجوم على دمشق لشهور مع اقتراب انتفاضة عمرها 21 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد من العاصمة حيث يدوي صوت صوت نيران المدافع والقصف القادم من مشارف المدينة.
وضربت عاصفة شتوية سوريا وجيرانها هذا الأسبوع واجتاحت الفيضانات وغطت الثلوج بلدات ومدنا في أنحاء المنطقة. لكن سكان دمشق قالوا ان الثلوج خففت من مشاعرهم الحزينة لبرهة.
قال أمين وهو من سكان وسط دمشق وكان يتحدث من خلال الانترنت “شعرنا بابتسامة غابت عن وجوهنا لعامين تقريبا وكنا جميعا سوريون وحسب… كانت قلوبنا لساعات قليلة بيضاء كالثلج.”
وتحولت الانتفاضة التي بدأت سلمية ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود إلى صراع مسلح يتحول إلى صراع طائفي على نحو متزايد وحصدت أرواح ما يزيد على 60 ألف شخص.
وفي هذه الأيام فإن شوارع دمشق تكون خاوية على الأرجح عندما يحل الظلام ويبقى الناس في بيوتهم خوفا من العنف أو الخطف. ويحرس جنود يتملكهم التوتر نقاط التفتيش والمباني العامة من الاشتباكات والتفجيرات التي تتسلل أحيانا إلى قلب المدينة.
لكن السكان في عدة أحياء قالوا ليل الأربعاء إنهم ظلوا خارج البيوت حتى ساعات مبكرة للاستمتاع بالثلج ويمازحهم الجنود الذين يقفون عادة صامتين بوجه عابس.
قال ساكن رفض الكشف عن اسمه متحدثا عبر الانترنت من حي الميدان في دمشق المؤيد للمعارضة “كنا حتى الثانية صباحا نلهو وحسب… في الليلة السابقة كان هنا نساء وأطفال ورجال في الخارج ولم يكن أحد خائفا.”
واستطرد قائلا “اليلة الماضية الجنود رشقونا بكريات الثلج من نقاط التفتيش. الكل بدأ في الخروج والجنود يمزحون قائلين: هل هذه انتفاضة.”
وبالنسبة للغالبية فإن هدنة الثلج لم تقدم الكثير من الأمل في أيام أفضل لكن البعض قال إنها أظهرت أنه لا يزال في وسع السوريين التعايش في المستقبل.
قالت إيمان “لا أظن أن هناك أي أمل في أن نتمكن من وقف هذه الحرب – استمعت هذا الصباح للقصف مرة أخرى.”
وتابعت قائلة “لكن بالأمس الجميع كانوا متحابين. وأنا على يقين بأننا نستطيع في يوم ما أن نعيش معا من جديد.”
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
من إيريكا سولومون