أحداث الخميس 7 أذار 2013
الجامعة العربية تقرر تسليم مقعد سورية إلى «الائتلاف الوطني»
القاهرة – محمد الشاذلي
لندن، دمشق – «الحياة»، أ ف ب – وافق وزراء الخارجية العرب على ان يشغل «الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» مقعد سورية في الجامعة العربية ومنظماتها المختلفة. ودعا الوزراء «الائتلاف» إلى تشكيل هيئة تنفيذية للمشاركة في قمة الدوحة إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى السلطة في سورية. وترافق هذا القرار مع اعلان الأمم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين وصل الى مليون تم تسجيلهم أو إغاثتهم.
واعتبر الأمين العام للجامعة نبيل العربي ان موافقة مجلس الجامعة على منح مقعد سورية للإئتلاف سيكون معلقاً إلى أن تشكل هذه المعارضة هيئة تنفيذية لشغل هذا المقعد، وذلك ليتسنى للائتلاف حضور القمة في نهاية الشهر في العاصمة القطرية الدوحة.
وبحث اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد برئاسة وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أجندة قمة الدوحة وأقر البنود الرئيسية فيها والتي كان رفعها إليه اجتماع المندوبين الدائمين الإثنين الماضي. وكانت الجلسة المغلقة للاجتماع الوزاري شهدت مشادات بين عدد من الدول المتحمسة للطرح القطري بشغل «الإئتلاف» مقعد سورية والدول المتحفظة مثل العراق والجزائر، وسجل لبنان الموقف الذي اتخذه منذ تداول الأزمة السورية في اجتماعات وزراء الخارجية العرب وهو النأي بالنفس، وذلك بعد ان دعا وزير خارجية لبنان عدنان منصور في الجلسة الافتتاحية الى رفع تعليق مشاركة سورية وإعادتها إلى مقعدها الدائم للتعاطي معها نحو إيجاد حل سلمي في سورية. ورد عليه رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم مؤكدا أن الرئيس بشار الأسد هو من رفض المحاولات العربية الودية واختار سفك دماء الشعب السوري.
وقال مصدر ديبلوماسي عربي لـ»الحياة» إن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اعتبر ان من الخطورة أن تشغل المعارضة مقعد الحكومة في الجامعة لأن ذلك قد يفتح الباب في يوم من الأيام وتطلب «جبهة الإنقاذ» مثلا مقعد مصر في الجامعة. وأشار المصدر إلى أن وزير خارجية مصر اعترض مؤيدا الاقتراح القطري، ومذكرا زيباري بأن الحكومة في مصر وصلت عن طريق الصندوق وليس عبر سفك الدماء. وفي الجلسة نفسها رفض نبيل العربي طلب قطر تقديم الدعم العسكري لـ «الجيش الحر» و»الائتلاف» الوطني. وقال إن الحروب لن تحسم المعارك ويجب أن ندعو إلى الحوار لإنهاء القتل والخراب.
وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل وحمد بن جاسم وكامل عمرو والعربي عقدوا اجتماعا مغلقا تمت فيه بلورة الطرح القطري بشغل المعارضة مقعد سورية، ووأد محاولات إعادة الحكومة السورية الى مجالس الجامعة.
من جهة اخرى يعقد نائبا وزيري الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والاميركي وليم بيرنز لقاء اليوم في لندن على هامش مؤتمر خاص حول اليمن. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمر صحافي في موسكو امس ان المبعوث الدولي- العربي الاخضر الابراهيمي سينضم الى اللقاء. كما ذكر مصدر دبلوماسي بريطاني ان وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اليستر بيرت يمكن ان يشارك فيه كذلك. واوضح المصدر ان لندن وواشنطن تسعيان للتحقق مما اذا كان التغيير في الموقف الروسي جديا عبر اطلاق مرحلة انتقالية، ام انه يرمي الى «شق» المعارضة السورية.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعلن امس في مجلس العموم ان بلاده ستزود المعارضة السورية بمعدات حماية شخصية من بينها ملابس واقية وعربات مصفحة لتمكين شخصيات المعارضة من التنقل بحرية اكبر. وقال ان المساعدات العسكرية غير القتالية البالغة قيمتها 20 مليون دولار تأتي كاستجابة ضرورية للمعاناة الانسانية في سورية. واضاف هيغ ان الدبلوماسية تاخذ وقتا طويلا واحتمالات حدوث اختراق فوري ضئيلة.
من جهة اخرى اكد رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة انطونيو غوتيريس امس ان سورية «دخلت دوامة الكارثة المطلقة» وقال ان هناك مليون شخص فارين من بلادهم، وملايين النازحين داخل البلاد، وآلاف الاشخاص الذين يعبرون الحدود كل يوم. وبلغ عدد الذين هربوا من سورية منذ اول كانون الثاني (يناير) الماضي 400 الف شخص وهم «في حالة صدمة، معدمون تماماً وفقدوا أفراداً من عائلاتهم»، ونصفهم اطفال دون الحادية عشرة من العمر.
واعلن متحدث باسم الامم المتحدة ان مجموعة من المسلحين السوريين احتجزت نحو 20 من عناصر قوات حفظ السلام الدولية في منطقة محاذية لمرتفعات الجولان المحتل. وصرح نائب المتحدث باسم الامم المتحدة ديل بوي ان القوات الدولية «ابلغت انه في وقت سابق من اليوم (امس) اوقف نحو 30 مقاتلا نحو 20 من عناصر حفظ السلام واحتجزوهم» في منطقة محاذية للجولان, الامر الذي دانه مجلس الامن بشدة.
الخارجية السورية: الجامعة العربية تموّل الارهابيين
دمشق – ا ف ب
رفضت دمشق اي “دور لجامعة الدول العربية في حل الازمة المستمرة منذ نحو عامين”، وذلك في بيان لوزارة الخارجية السورية رداً على دعوة الجامعة المعارضة السورية لتشكيل “هيئة تنفيذية” تشغل مقعد بلادها فيها.
وقالت الوزارة ان “الجمهورية العربية السورية تؤكد على موقفها الثابت والرافض لان يكون للجامعة في ظل سياساتها المنحازة اي دور او تمثيل في اي خطة او جهود دولية تسعى الى حل سلمي للازمة في سورية”، بحسب بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا).
ورأت ان الجامعة اختارت “ان تكون طرفاً منحازاً لصالح جهات عربية واقليمية ودولية تستحضر التدخل العسكري الخارجي، وتعرقل اي حل سياسي يقوم على الحوار الوطني وتشجع وتمول اطرافاً في المعارضة ومجموعات ارهابية متطرفة تعمل على تأجيج الازمة”.
واعتبرت الخارجية السورية ان “القرار يرسخ من جديد الدور القطري الذي يطلق رصاصة الرحمة على شيء اسمه الجامعة العربية”.
الجامعة تمنح الائتلاف المعارض مقعد سوريا
النزاع يتمدّد في اتجاه القوة الدولية بالجولان
نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات
وقت بدأت الحرب السورية تتمدد في اتجاهات اقليمية لتطاول امس جنوداً من قوة الامم المتحدة لفك الاشتباك في الجولان “اندوف” احتجزهم مسلحون للمطالبة بانسحاب الجيش السوري النظامي من احدى مناطق القتال في درعا، اتخذت جامعة الدول العربية قرارين مهمين، إذ ابدت استعدادها لمنح المعارضة السورية مقعد دمشق في الجامعة بعد تعليق عضوية سوريا منذ تشرين الثاني 2011، وترك الحرية للدول الاعضاء في تسليح المعارضة السورية، فيما اعلنت بريطانيا انها ستزود مقاتلي المعارضة السورية معدات حماية شخصية وعربات مدرعة. ص11 وعلى رغم التصعيدين العسكري والسياسي، فإن ديبلوماسيين اميركيين وروسا سيجلسون اليوم مع الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي في لندن لاستكمال البحث عن حل سياسي للازمة التي تقترب من طي سنتها الثانية. في غضون ذلك، أكد ناشطون سوريون ان مقاتلي المعارضة استكملوا السيطرة على مدينة الرقة في شمال البلاد وان المراكز الامنية التي كان يدور حولها القتال منذ يومين قد استسلمت. وبلغ عدد اللاجئين السوريين الى دول الجوار مليون شخص استناداً الى ارقام اوردتها وكالات الامم المتحدة.
الجامعة العربية
وطلب مجلس الجامعة الذي انعقد على مستوى وزراء الخارجية في مقر الجامعة بالقاهرة من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، “تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنظماتها ومجالسها واجهزتها للمشاركة في القمة العربية في الدوحة في 26 اذار و27 منه “. واضاف ان الائتلاف المعارض سيشغل مقعد سوريا “الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا وذلك تقديرا لتضحيات الشعب السوري والظروف الاستثنائية التي يمر بها”.
وشدد الوزراء على “حق كل دولة وفق رغبتها (في) تقديم كل وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر.”
وقد تحفظت الجزائر والعراق عن البند المتعلق بدعوة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” إلى احتلال مقعد سوريا في الجامعة باعتباره يتعارض مع أحكام الميثاق، ونأى لبنان بنفسه عن القرار.
دمشق ترد
ورداً على قرار جامعة الدول العربية قالت وزارة الخارجية السورية في لبنان ان “الجمهورية العربية السورية تؤكد موقفها الثابت والرافض لان يكون للجامعة في ظل سياساتها المنحازة اي دور أو تمثيل في اي خطة او جهود دولية تسعى الى حل سلمي للازمة في سوريا”
واعتبرت ان الجامعة “باتت رهينة الموقف السياسي المنحاز لدول خليجية بعينها، قطر والسعودية، وبالتالي لا يمكن ان تكون طرفاً يسهم في الوصول الى حل سياسي حقيقي للازمة في سوريا يقوم على ارادة الغالبية العظمى من ابنائها”.
ورأى ان القرار “يرسخ من جديد الدور القطري الذي يطلق رصاصة الرحمة على شيء اسمه الجامعة العربية”، ويؤشر لكون “مشيخات المال والنفط والغاز باتت ادوات التحكم بالعمل العربي المشترك وبالامن القومي العربي”. وشددت على ان موقف الجامعة “وبعض الدويلات العربية لن يثني الحكومة السورية عن الاستمرار في التعاون الايجابي مع الجهود الدولية البناءة، ولا عن الاستمرار في ممارسة واجبها ودورها الوطني في فرض الامن والاستقرار”.
مجلس الأمن
وندد أعضاء مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون “بقوة” أمس باحتجاز 21 فرداً من قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك “أندوف” في الجولان، مطالبين المجموعة المسلحة التي تنتمي الى المعارضة السورية باطلاقهم “فوراً” و”من دون شروط”.
وعلى رغم التحفظ الشديد للأمم المتحدة عن الادلاء بمعلومات عن الجهة المسلحة التي تسمي نفسها “كتائب شهداء اليرموك” وجنسيات المحتجزين وملابسات الحادث، علمت “النهار” من مصادر دولية واسعة الإطلاع أن غالبية المحتجزين الـ21 من الجنسية الفيليبينية، وأن نحو 30 مسلحاً اعترضوا موكبهم بينما كانوا في مهمة اعتيادية قرب نقطة المراقبة الرقم 58، التي تعرضت لأضرار وأخليت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي بسبب معارك ضارية في منطقة جملة. ولا يزال عنصر آخر من “أندوف”، وهو الموظف الرفيع المستوى الكندي الجنسية كارل كامبو، مفقود منذ مطلع الشهر الماضي. ويتألف أفراد القوة من 1011 رجلا، أكثرهم من النمسا وكرواتيا والهند والفيليبين.
وبعد جلسة مشاورات طارئة استمع أعضاء المجلس خلالها الى احاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ايرفيه لادسوس، تلا رئيس المجلس للشهر الجاري المندوب الروسي الدائم لدى المنظمة الدولية السفير فيتالي تشوركين بياناً جاء فيه أن أعضاء المجلس “ينددون بقوة باحتجاز” 20 من أفراد “أندوف” ضمن “المنطقة المحدودة، شرق الخط باء”، وعلى أيدي “عناصر مسلحة للمعارضة السورية”. وطالبوا “باطلاق فوري غير مشروط لجميع أفراد حفظ السلام المحتجزين”.
واتهم تشوركين “بعض الناس بأنهم يحاولون جاهدين توسيع جغرافية النزاع السوري”.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة في بيان بالحادث، داعياً الى اطلاق المحتجزين “فوراً”. وذكر “كل اللاعبين في سوريا بأن أندوف مكلفة مراقبة اتفاق فك اشتباك القوات بين اسرائيل وسوريا”.
وعلم أيضاً أن الحادث كان موضع بحث في اجتماع بين بان ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك.
وأبلغ مصدر ديبلوماسي معني “النهار” أن الابرهيمي سيقدم بعد نحو أسبوعين احاطة جديدة الى أعضاء مجلس الأمن في مناسبة الذكرى السنوية الثانية لبدء الأزمة السورية.
ووجه المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري رسالة، في نسختين متطابقتين، الى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة جاء فيها أن “هناك دولاً مثل قطر والسعودية” تسعى من خلال قرار مجلس جامعة الدول العربية الى “حجب حقيقة ما تشهده سوريا من ارهاب منظم وتحريض خارجي يسعى إلى عرقلة حل الأزمة سلميا”.
بوغدانوف وبيرنز والابرهيمي
وفي موسكو، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ان المبعوث الروسي الخاص إلى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف سيبحث في الازمة السورية مع نائب وزير الخارجية الاميركي وليم بيرنز في لندن على هامش اجتماع دولي يتعلق باليمن.
وقال ان بوغدانوف سيلتقي ايضا الابرهيمي من غير ان يوضح ما اذا كان الديبلوماسيون الثلاثة سيلتقون معا.
والتقى ديبلوماسيون اميركيون وروس كبار اكثر من مرة في الاشهر الاخيرة، منها اجتماعان بين بيرنز وبوغدانوف والابرهيمي، ولكن لا مؤشر لاحراز تقدم نحو انهاء الصراع.
وثمة خلافات بين موسكو وواشنطن على مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
واشار لوكاشيفيتش الى ان بوغدانوف سيجري محادثات ايضا مع وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ.
كيري
وفي واشنطن، أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مقابلة مع شبكة “فوكس” الاميركية للتلفزيون ان “دولا عدة” تدرب المعارضة السورية المسلحة، من غير ان يدلي بأسماء او تفاصيل. واعتبر ان “المهم ان يقوم الرئيس الاسد… بتعديل مقاربته الحالية وأن يقول له حلفاؤه “ينبغي الجلوس الى طاولة المفاوضات والتوصل الى حل سلمي”.
سوريا والعرب: مقعد خال وتسليح مفتوح
رند صباغ
يبدو أن المقعد السوري في جامعة الدول العربية سيبقى معلقاً بانتظار حسم الصراع الدائر في البلاد، فرغم محاولات المعارضة الحثيثة في توسيع دائرة الاعترافات الدولية والدبلوماسية بها كممثل شرعي للشعب السوري إلا أنها ما زالت قاصرةً في قدرتها على إقناع أهم مؤسستين تنضوي البلاد تحتهما، وهما جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، حيث ما زال النظام الحاكم في دمشق محتفظاً بكرسيه الرسمي ومندوبيه في الأمم المتحدة حتى اللحظة.
فبعد اجتماعٍ مغلق ضم كلاً من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لبحث القضية السورية ومصير المقعد السوري في الجامعة، خرج الأخير نافياً الأنباء التي تناولت منح المقعد للائتلاف الوطني السوري المعارض مع تحفظ لبنان والعراق والجزائر، حيث اعتبر العربي أن “الائتلاف غير مؤهل”.
لكن المجتمعين أقروا في بيان “حق كل عضو” في الجامعة بتزويد السوريين بأساليب “الدفاع عن النفس”، بما في ذلك “عسكرياً”. ويأتي ذلك، عقب ضوء أخضر أميركي أعلنه وزير الخارجية جون كيري خلال زيارته الأخيرة بموازاة تأكيده عدم نية واشنطن القيام بذلك.
وأشار العربي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب الاجتماع في القاهرة يوم الأربعاء إلى أن قرار الجامعة ينص على “دعوة الائتلاف الوطني وقوى الثورة والمعارضة السورية لتشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في جامعة الدول العربية إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا، وذلك تقديراً لتضحيات الشعب السوري والظروف الاستثنائية التي يمر بها”.
كما أوضح العربي أن سوريا لا تزال عضواً مؤسساً في الجامعة العربية، مشيرا إلى ضرورة وجود “سلطة تنفيذية وحكومة مؤقتة” حيث يتم شغل المقعد في الجامعة، معرجاً على بيان جنيف الذي اعتبره “أساساً لمعالجة الأزمة السورية”، متشائماً مما آلت إليه الأوضاع، ويقول: “لا توجد بارقة أمل حتى الآن”.
وكان وزير الخارجية المصري قد دعا أثناء الجلسة العامة لوزراء الخارجية العرب، إلى تقديم الدعم للمعارضة السورية و”تقوية قدرتها”، مشيراً إلى أن “ما يتعرض له الشعب السوري من قتل ممنهج ودمار يحتاج إلى عقودٍ من إعادة البناء” لافتاً النظر إلى أن “النظام السوري يرفض جميع المبادرات السلمية”.
فيما دعا وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الذي يترأس الاجتماع رفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة، وذلك “للمساعدة في التوصل إلى حل سياسي للصراع في البلاد”، معتبراً أن الجامعة قد “فشلت في حل الأزمة السورية، ولم تنجز سوى تعليق عضوية سوريا فيها”.
لكن وزير الخارجية القطري في رده على نظيره اللبناني حمل الأسد مسؤولية “بحر الدماء في سوريا” برفضه تنفيذ القرارات العربية، مشيراً إلى أن الرئيس السوري هو من “قام بقتل شعبه وقصفهم بالأسلحة الثقيلة وصواريخ سكود”، منوهاً إلى عدم استعانة الجامعة بالغرب لحل الأزمة، في محاولاتٍ دائمةٍ منها طوال العامين لحل الموضوع عبر قراراتٍ ومبادراتٍ لم تصل الى نتيجة.
وقد تم تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية أتى بعد مرور ثمانية أشهر من اندلاع الثورة السورية شهر تشرين الثاني 2011، دون أن يفضي هذا التعليق إلى أية خطوات أكثر جدية من قبل الجامعة نفسها.
درعا: ضربونا بالرصاص السامّ
معتصم الديري
يحدث ان تصيبك الرصاصة بالخدر، ان تشعر ان شيئا ما غير الباص قد عبرك.
تحدق حيث دار وجهك دورته الاخيرة، تحاول ان تتذكر الحلوة في الباص، أو أن تبتسم لأمك في عرينها المطبخ، أن تنادي ببكاء خافت الله، كي يغفر لكَ الكفر من انقطاع الكهرباء، او ربما تحيي فكرة طرت كنسر من أجلها.
يقاطعك شبان جاؤوا ليحملوك فأنت الآن مصاب فحسب.
ليس هذا ما يجعل المشهد يميل للسينما أو للحزن عليك، بل أنك سوف تموت ان شاء الرصاص السام في درعا، وإن كنت محظوظاً ستعطب.
يهذي النظام السوري بقتل شعبه، بالرصاص أو بالحديد. هو اختار منذ اليوم الأول الحرب بكل ما جاءه من اسلحة “ايرانية-صينية-روسية، وغيرها”. هي حرب سريعة، ويتوجب عليه أن يستخدم تلك الاسلحة الفتاكة منخفضة الصوت التي لا تثير ضجة لمن حوله. كلَّ هذا يختصر ما يحدث للسوريين الأن، وهو يحصل جداً في درعا. تصاب بالرصاصة، إما تموت، او تؤخذ للمشفى مرات، لينتهي بكَ الأمر معطوباً بمكان الإصابة.
هذا أوفر بكل شيء، يقول النظام السوري.
لممرض في الاربعين من عمره هذه القصة: يخرج من منزله في مدينة الحراك بدرعا، ويحلُّ الاشتباك، رصاصة مرت بأعلى الرأس، أخذت منه أن يُحيي ابناءه، أن يصرخ، أن يتكلم. يسعف عماد قومان لمشفى الشفاء في مدينة درعا، يُطَبب هناك، ينام يوماً واحداً ويرجع للبيت. لاشيء، إصابة طفيفة، نزيف خارجي، بعض القطب، والحمد لله على السلامة.
يومٌ أخر، يبدأ جرح الممرض بالنزيف. ليس دماً، بل ماء وسائل يشبه العسل. تقول زوجته: “استيقظتُ بعد يوم طويل، لأعدَّ له الشاي والفطور. وجدت أن الشاش الذي على الجرح قد تلون كأنه ينزف. أحضرنا طبيب المدينة، فطلب منَّأ أن نسعفه فوراً، والطريق الى درعا سيءٌ. فخرجنا عكساً إلى مشفى إزرع، هناك طببوه، واخبرونا انه يتحدث. عليه فقط أن يجلس في مكان نظيف، هذا الجرح تعرض لهواء وسخ، فحدثت هذه الانتانات”.
يومان أخران ويحدث الأمر نفسه، تخرج المرأة بزوج تريده الا يموت، تأخذه إلى دمشق إلى مشفى “السلام” هناك يكون الرجل قد تشوه ما سيحياه من عمره الاتي.
عمليتان في مركز العناية المشددة، للمريض الذي جعله النظام السوري اخرس. يخرج الطبيب ليخبر المراة بأننا نزعنا من دماغ زوجك مركز النطق، لأنه مصاب برصاصة سامة، كانت تزيل كل طبقة في دماغه لتصل للأخرى، كما انه يعاني الأن من شلل نصفي أيضاً. لكنه بخير، وهذا لا يحدث دائما.
الطبيب يخبرها بعد ان تهدأ بأن معظم الحالات الاتية من درعا، هي مثل زوجها، ولا يدري كيف يحدث ذلكَ!
توقع المرأة على أن العصابات المسلحة قد اكلت مركز النطق لزوجها ليصرخوا به، وأنهم قد سرقوا خطواته كي يمشوها هم فيها، توقع على أن النظام السوري لم يسرق لها حبة أرز واحدة، تشكر الله وترجع فلديها من التعب ما ينطق.
واما من أول المصابيين في الثورة أحمد الحراكي الذي مشى أربعين كيلومترا بتاريخ 23-3-2011 إلى درعا البلد. ذاك ليومنا هذا وربما لأيام كثيرة قادمة سيبقى، عظمه يحن إلى عظمه.
أكثر من عشر عمليات، ولم يشف أحمد من رصاصة سامة في الساق، لم تدع عظمه يقترب من بعضه ليلحم الجرح، ستمر على جرح الرجل سنتان ولم يقترب موعد الشفاء، ولم يخرج هو أيضاً من درعا.
لا يحب الطبيب الميداني بدرعا أن استغرب هذا: ” يا اخي الامر قديم جدا وقد تحدثنا فيه ولكن لم يغط أحدٌ هذه التقارير. وانا منذ تطور القصف لم أعد أرى الفرق كبيراً بين الرصاص السام والشظايا، فكلاهما يعطبان تماماً، وكلاهما ربما لا يطيب جرحهما”.
طبيب درعا الميداني يعرف عسكريا منشقا كان قد شفى غليله، حين أراد ان يعرف ما تلك القذائف الصغيرة السوداء التي تنفجر كشفرات الحلاقة في محيط واسع”اكثر من خمسة وعشرين مترا”، وتقتل إصابتها بعد ربع ساعة فقط.
أخبره العسكري المنشق “أسعد” من أحد الحواجز التي تمتلك ذاك السلاح بأنهم يستعملونه أحيانا بدل قذائف المدرعات ليس لأن المدرعة تحتاج وقتا كي تشتعل، بل لأنها تقتل اكثر وذلك أسهل.
هو سلاح خفيف يشبه اسلحة المافيا القديمة تلك التي تملك مخزنا مدورا، ويسمى السلاح”إي جي سي”. وهو موجود على حاجز واحد في كل قرية من درعا، هو سلاح يعتمد على نوع المقذوف، ويستخدم النظام به قذائف سامة، يوجد في العالم بعدة أنواع، من أخطرها ما يستخدم في سوريا.
مات بين يدي هذا الطبيب طفلان، من هذا السلاح:” تحتاج لجسد قوي كي تصمد امام هذه الاصابة، في حال كانت القذيفة سامة.
العديد من الجرحى ماتوا من دون ان نعرف انهم حقاً يفعلون ذلك بنا. لذلك كل الجرحى من هذه القذائف نرسلهم لمشافي الحدود الاردنية”.
ينظر ذاك الطبيب الشهم اليدين: “لا أدري لماذا كل هذا ما دامت أثخن عظمة نحملها تكفيها نصف رصاصة، واكثر شراييننا سريةً يحتاج لرصاصة واحدة”.
لا يربط الطبيب الشاب لسانه حين يرتكي على مقعده. رجل مات بين يديه كل السوريين على اختلاف اعمارهم لا يخجل حين يقول: “ربما لا يكون اسمها “دعارة ” تلك التي تمارسها دول العالم علينا في نشرة الاخبار الرئيسية، لكننا نحن السوريين وجدنا ما اسم هذه الدعارة الاخر، أنها القوادة.
نعم يا سيدي يحدث أن يخرج اوباما واخواته ليصرحوا بأنهم سيأكلون الأسد إذا أستخدم تلك التي يستخدمها الأن في درعا. ياكلون من نفس طبقه يا سيدي، وكلهم ليس فقط لا يريدننا أن ننتصر، بل يفعلون مثلي حين اخدر جريحا، يخدروننا من دون أن ندري، هم بإختصار يسدلون الستائر علينا كي نموت مطمئنين” .
العراق-سوريا: حدود النأي
عمر الجفّال
في 10 آب/أغسطس 2012، وأثناء مشاركة العراق في الاجتماع التشاوري الذي دعت إليه إيران بشأن الأزمة السورية، أبدت بغداد خشيتها من “تداعيات الأزمة السورية وانعكاساتها في انتشار التطرف والإرهاب في المنطقة”، وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري حينها إن موقف العراق تجاه الأزمة السورية “هو موقف واحد نقوله في طهران والقاهرة والدوحة وجنيف ونيويورك”.
إلا أن حادث مقتل 48 جندياً سورياً و9 جنود عراقيين في محافظة الأنبار (غربي العراق) فتح الباب مشرّعاً أمام تساؤلات كثيرة: هل دخل العراق -وهو الذي كان ينأى بنفسه- على خطِّ الأزمة السورية بعد أن آوى 48 جندياً من جيش النظام السوري، وعالجهم، ومن ثم فقدهم في كمين في منطقة عكاشات؟ والسؤال الأهم كيف دخل هؤلاء العراق؟
الرواية الرسمية تقول أن 70 جندياً سورياً فرّوا إلى الحدود العراقية (الشمالية) بعدما قام الجيش السوري الحر بالاستيلاء على معبر اليعربية الحدودي مع محافظة الموصل، لكن روايات أخرى تناقلتها وسائل الإعلام العراقي تقول إن القوات العراقية قرب المعبر، وبعدما رأت الجيش السوري الحر يسيطر على منفذ اليعربية، قامت بإخلاء الجنود التابعين للنظام السوري.
ويؤكد مصدر أمني لـ”المدن” إن الجنود السوريين طلبوا البقاء في العراق، إلا أن الحكومة العراقية رفضت ذلك وقامت بنقلهم إلى الحدود (الغربية) بغية تسليمهم عبر منفذ الوليد الحدودي إلى النظام السوري، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية لا تريد التورَّط، في ظلِّ الأوضاع التي يعيشها العراق الآن، في الأزمة السورية.
ويبدي المسؤولون العراقيون في الآونة الأخيرة خوفهم من تصدير الأزمة السورية إلى البلاد، لاسيما وأن العراق يعاني من أزمات داخليّة بدءاً من التظاهرات التي انطلقت قبل ثلاثة أشهر وصولاً إلى الأزمة السياسية التي بدأت تتفاقم بين الأحزاب السياسية العراقية. وترافق ذلك، التحذيرات الدولية من عبور مجموعات مسلحة إلى الأراضي العراقية مستغلّة بذلك التظاهرات في محافظتي الانبار والموصل المحاذيتين لسوريا بعد أن انسحب الجيش بشكل خاص من محافظة الانبار.
وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن “مذبحة الجنود السوريين العائدين إلى بلادهم من العراق على الحدود بين البلدين تهدد باشتعال التوترات الطائفية في المنطقة”، كما أدانت وزارة الخارجية الروسية الحادث، محذرة من أن يمتد الصراع داخل سوريا إلى الدول المجاورة.
ودفع حادث مقتل الجنود السوريين وزارة الدفاع العراقية إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا لضبط الشريط الحدودي هناك، بعد تأكيد تقارير أمنية على عزم مجموعات إسلامية متطرفة الدخول إلى محافظة الانبار.
أما سياسياً، فلا يبدو أعضاء البرلمان العراقي أقلَّ خوفاً من القادة الأمنيين، إذ أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النائب عن التحالف الكردستاني حسن جهاد لـ”المدن” أن “هناك من يريد أن يُأزم الوضع في المنطقة ويجر العراق إلى الصراع”. وأضاف أن “الصراع داخل سوريا بين الجيش الحر وجيش بشار الأسد، وعندما تكون هناك مناوشات على الحدود في الأراضي السورية سوف يكون هناك تخوف من أن تحدث اشتباكات في العراق”، مشيراً إلى أن “هناك مناوشات على الحدود وهناك اقتراب للجيش السوري على منفذ ربيعة والحدود العراقية وعلى العراق الا يتدخل في هذا الوضع وان يدافع عن الحدود العراقية فقط”.
وفيما تتوالى ردود الفعل والتحذيرات الدولية من أن يتعدى الصراع داخل سوريا إلى الدول المجاورة، تحلِّق طائرات عسكرية عراقية فوق الشريط الحدودي لتنفيذ عملية عسكرية واسعة غرب الأنبار، بحثاً عن المسلحين الذين نفذوا الهجوم ضد الجنود السوريين.
مخيم اليرموك والحياد الممنوع
وليد صوان
يثير ما تعرّض له مخيم اليرموك بدمشق باتخاذه ساحة للمعارك بين طرفي النزاع السوري وتهجير اللاجئين الفلسطينيين، الحنق على دور الفصائل الفلسطينية وقياداتها، وعلى الأخص الموجودة في دمشق والتي كانت مقيمة فيها وعددها 15 فصيلاً. فمنذ بداية الأحداث في سوريا اتفقت الفصائل على الحياد وعدم زج الفلسطينيين في أتون الصراع السوري، وهو ما كان يمثّل رغبة لدى اللاجئين الفلسطينيين الذين أضافوا للحياد معنى إيجابياً مع بداية تحول الأزمة السورية إلى نزاع مسلح، وذلك باحتضان النازحين من المناطق السورية الملتهبة، حيث قدّر عددهم بأكثر من 500 ألف، فتقاسموا مع أخوتهم السوريين المسكن والمأكل.
لكن على الأرض لم يدم موقف الحياد الإيجابي وقتاً طويلاً، فاختلفت الفصائل في وضع آليات العمل المطلوبة منها، نتيجة الخلافات والتناقضات في صفوفها، وقصور رؤية بعضٍ منها لمسار الأحداث. فقد فضّل بعضها الانتظار لما ستؤول إليه الأحداث في البلاد، فيما حافظ بعضها على حالة الترهّل التي يعيشها فصيله فلم يحرك ساكناً، فيما اعتقد آخرون، وعلى رأسهم الجبهة الشعبية- القيادة العامة، بوجوب تشكيل لجانٍ شعبية مسلّحة مهمتها حماية المخيمات الفلسطينية، واتجّه آخرون لاتخاذ موقف صامت وغطّوا في سبات عميق.
جملة أحداث تشير إلى أن محاولات توريط المخيم في النزاع السوري كانت تسير على قدم وساق، دون مراعاة لخصوصية الوضع الفلسطيني، ومنها ما جرى عقب تشييع الشهداء الفلسطينيين في الجولان في 6/6/2011 والاعتداء على عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ماهر الطاهر، والهجوم على مقرّ الخالصة التابع للجبهة الشعبية – القيادة العامة، لما اعتبره المشيعّون أنهم المسؤولون عن سقوط أكثر من 25 شهيداً فلسطينياً في الجولان، وتوجيه رسائل سياسية تتعلق بالوضع في سوريا.
بعد ما جرى في مقر الخالصة بدأت القيادة العامة تطرح فكرة إنشاء لجان شعبية لحماية المخيمات، وهو ما رفضه عدد من الفصائل، لكونه يورّط المخيمات في النزاع السوري. لكن مع تعقّد الأزمة السورية وتصاعد وتيرة العنف، كان يسقط بين يوم وآخر شهداء من ضباط ومجنّدي جيش التحرير الفلسطيني الذي لم يشارك في النزاع السوري، ليأتي نبأ عقَّد الوضع الفلسطيني في سوريا باستشهاد 17 مجنداً في جيش التحرير الفلسطيني من أبناء مخيم النيرب شرق حلب، بعد قتلهم بريف إدلب في 11/7/2012 خلال عودتهم إلى بيوتهم لقضاء إجازة بعد دورة تدريبية، مع أنهم غير مسلحين، لتنطلق مظاهرة في مخيم اليرموك تنديداً بمقتلهم. وسرعان ما اندلع اشتباك بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة التي تدخّلت من حيّي التضامن ويلدا، بعد محاولة الأمن السوري تفريق المظاهرة، ما أدى إلى استشهاد سبعة فلسطينيين، وهو ما جاء في سياق الإعلان عن معركة دمشق الأولى.
عندها عادت القيادة العامة إلى فكرتها بإنشاء لجان شعبية مسلحة، بهدف حماية المخيمات، واليرموك تحديداً، فأصبح المخيّم خطّ الدفاع الأول عن دمشق من الجهة الجنوبية، وباتت الاشتباكات تندلع بين الفينة والأخرى مع مسلحي المعارضة في الأحياء المجاورة.
ورغم ذلك استمرت الفصائل بسباتها العميق، لتصحو إلى عادتها التقليدية بعقد اجتماعات قيادية لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل قوى التحالف الفلسطيني. بيد أن الاجتماعات لم تكن أكثر من مجالس للثرثرة والكلام في العموميات، وإن اتفق على شيء يَتَبَخر في اليوم التالي، أو يجري تعطيله، انطلاقاً من مواقف كيدية بين مختلف تلك الأطراف، فيما بدأ التقاتل على توزيع المساعدات العينية والمادية القادمة من رام الله إلى فلسطينيي سوريا، وجرى تعطيل أي عمل فلسطيني مسؤول تجاه الناس.
ومن المفيد عرض بعض مواقف المماحكات بين حركة حماس والقيادة العامة، حيث رأت الأخيرة في حمل رئيس المكتب السياسي لعلم الثورة السورية في مهرجان الانتصار بغزة غطاءً لدخول المعارضة المسلحة إلى المخيم، إضافة إلى بعض مواقف قياداتها التي هاجمت النظام السوري، ناهيك عن مشاركة الحركة إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين في كل من مصر وتونس بمؤتمر في تركيا، وهو ما أغضب السلطات السورية التي وجدت فيه انقلاباً على سوريا ودورها في دعم الحركة والقضية الفلسطينية. فانتقدت القيادة العامة هذه المواقف وطالبت حماس بالتزام الصمت أسوة بموقفها من الثورة المصرية ونظام حسني مبارك الذي تآمر على حماس وغزة.
لكن القيادة العامة لم تفعل ما طالبت به حماس فمضت إلى تشكيل اللجان الشعبية منفردة وقاتلت إلى جانب النظام السوري، وأصبحت الاشتباكات مع المعارضة المسلحة تندلع يومياً، في حين أصبح سقوط القذائف من يوميات المخيم الذي اقتحمه مسلّحو المعارضة من المناطق المجاورة له، كالحجر الأسود ويلدا والتضامن، فانسحبت اللجان إلى خارج اليرموك وانشقّ قسم منها، وتعرّض المخيم للقصف بالطيران الحربي، فهجر اللاجئون مخيّمهم في مشهد يعيد إلى الأذهان نكبة 1948، ولتعود اجتماعات الفصائل إلى سابق عهدها فاتّفق على تشكيل لجنة أهلية عليا لتحييد المخيم وعدم الزج به في النزاع السوري، وإنهاء المظاهر المسلحة فيه، ودعوة الأهالي للعودة إلى المخيم، وإدخال المساعدات الإنسانية إليه. لكن التوافق بين الفصائل سرعان ما اصطدم بتعقيدات التطورات الميدانية، فاستمرّت الاشتباكات وتصاعدت حدّتها على أطراف المخيم، فيما تعرّض اثنان من أعضاء الهيئة العليا لإدارة المخيم إلى الاختطاف.
خلاصة القول إن الفصائل لم تعمل بشكل جدي على عدم توريط الفلسطينيين في الصراع السوري بل على العكس شاركت فيه من حيث تدري أو لا تدري، بنحو لم يضمن المصلحة الفلسطينية العليا، بل بما يخدم مصلحة تحالفات الفصائل مع الدول العربية والإقليمية، دون الاستفادة من مصير الفلسطينيين في تجارب تاريخية سابقة وقعت بدول عربية عديدة، ولنا في موقف منظمة التحرير من غزو العراق للكويت 1991 أسوة بذلك، وكذا الأمر بالنسبة إلى ما حصل لفلسطينيي العراق بعد غزوه عام 2003، وفي مخيم نهر البارد بلبنان عام 2007.
رحل تشافيز وحضرت سوريا
لم يغب الاستقطاب السياسي الحاد، الذي باتت القضية السورية محوره، عن ردود فعل مستخدمي “تويتر” و”فايسبوك” على رحيل رئيس فنزويلا، هوغو تشافيز، الثلاثاء، عن عمر ناهز 58 عاماً.
الوصف المتناقض للرجل وهو حيّ، لم يختلف عما وُصف به بعد موته. هو “بطل” ذو “تاريخ ذهبي” كما كتب أحدهم على “تويتر”، وهو “العربي أكثر من العرب” كما كتب آخر. لكن، في المقابل، ثمة من رأى أن تشافيز “من أكبر المعاونين للطاغية بشار والقذافي”.
كثيرون من الذين مدحوا تشافيز، استعادوا مواقف عُرف بها الزعيم الاشتراكي، مثل “دعمه القضية الفلسطينية”، و”وقوفه في وجه إسرائيل وأميركا”. وكتب جمال حسين علي: “تشافيز الرئيس الوحيد الذي كسر الحصار على العراق بطائرته، وهو الوحيد الذي واجه أميركا…”. ونشر الصحافي والمعارض المصري عبد الحليم قنديل على حسابه في “تويتر” عدّة تغريدات حول رحيل تشافيز، من بينها: “الخسارة ليست ولن تكون لاتينية, بل عربية من الطراز الأول, فقد فقدنا المدافع الأول عن القضية الفلسطينية وحق المقاومة, فقدنا “ناصر تشافيز””، و “مات نصير الفقراء.. مات الزعيم الذي قبّل أيادي شعبه فاحتضن الشعب جثمانه بين أعينهم.. انتقل الرجل ليعيش في قلوب محبيه.. الوداع تشافيز”.
أما على الطرف الآخر، فقد استند ناقدو تشافيز، أو ناقدو مادحيه، إلى موقفه المعادي من الثورة السورية، وإلى صداقته مع أغلب دكتاتوريي العالم، وإلى “جبروته وظلمه لشعبه المسكين الذي عانى منه الأمرين”. وكتبت ميرنا نصر الدين في صفحتها على “فايسبوك”: “بالوقت يلي بعدكن لهلق عم تغيرو صور البروفيل، وتحطو صورة تشافيز كواجب فايسبوكي، وبالوقت لي بعدكن نازلين ندب ورثاء وكفكفة دموع ساذجة كاستعراض وتقليد ولا أتفه، في أطفال ببقعة جغرافية قريبة كثير منا عم ينبادوا. في أطفال سوريين روحن عم تطلع بهل أثناء. بس الفرق إنهم ليسوا بحاجة الى كتباتكم “المعبرة””. ودوّن الكاتب محمد أحمد شومان على “فايسبوك”: ” مات وبقي شعبه الفقير”.
ثمة من رأوا إلى رحيل تشافيز من وجهة نظر “عقلانية”، محاولين الفصل بين دور الرجل الاشتراكي الذي لعبه ضد السياسات الأميركية، وبين موقفه من القضية السورية والليبية وقضايا أخرى. وغرد الكاتب الفلسطيني، سليم البيك: “إذا منحترم تشافيز منحكي وين أخطأ لنتأكد من احترامنا وحبنا إلو لإنو كان دايماً معناً، مش منبررله وقوفه مع طغاة كبشار والقذافي، إسا هدول مناح؟”. وكتب آخر: “في رأيي، تشافيز كان يناصرنا ويدعمنا فقط غيظاً من أميركا وليس حباً فينا، على أساس عدو عدوي هو صديقي لا أكثر”.
ولم تخل رودود الفعل على رحيل تشافيز من غرابة، إذ كتب أحدهم: “وداعاً تشافيز أيها الثائر الرافض لكافة أشكال الوصاية. تمنيت لو أنك مسلم لأدعو لك”، في حين كتب آخر: “تشافيز نصراني مشرك قدم للعرب مالم يقدمه حكام العرب أجمعين…”.
كما لوحظ أن رحيل هوغو تشافيز لم يحظ، عالمياً على “تويتر”، بما حظي به عيد ميلاد الكاتب الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز، الذي يصادف اليوم، إذ تفوق، لناحية كمية التغريدات، الهاشتاغ الخاص بالذكرى السادسة والثمانين لميلاد صاحب “مئة عام من العزلة” على الهاشتاغ “فنزويلا”، المتعلق برحيل الزعيم الاشتراكي.
كيري يربط التسليح بتغيير مقاربة الأسد والمفاوضات .. والوزير المصري ينعى الحل السلمي
الجامعـة «تعـرّب» الحـرب علـى سـوريا!
دخلت الأزمة السورية منعطفا خطيرا أمس، بعدما بدا أن جامعة الدول العربية، تخلّصت أكثر من صورتها الجامعة والموحّدة، ولو افتراضيا، وتحدثت بشكل لم يسبق له مثل في تاريخ الأزمة المستمرّة منذ عامين، كما لو أنها تعلن الحرب على سوريا، سياسيا وعسكريا.
وفي ظل ضغوط علنية واضحة من قطر والسعودية، وتعثّر محاولات التسليح واللجوء الى «البند السابع» في مجلس الأمن الدولي بسبب الرفض الروسي والصيني، بدا كأن الجامعة العربية قررت «تعريب» عملية تسليح مقاتلي المعارضة في سوريا، ما سيؤدي حتما إلى وصول أنواع أقوى وأكثر تطورا من الأسلحة إلى الداخل السوري، ما قد يفاقم من حدة المعارك، وسقوط أعداد أكبر من القتلى والجرحى والمزيد من الدمار والبؤس.
كما أن وزراء الخارجية العرب تجاهلوا وجود قوى المعارضة السورية المتنوّعة لمصلحة «الائتلاف الوطني السوري» الذي ولد في الدوحة، وطالبوه بتشكيل «هيئة تنفيذية» لتسلم مقعد سوريا في الجامعة والمشاركة في القمة العربية في الدوحة في 26 اذار الحالي. وسارعت دمشق إلى الرد برفضها القرار، مع التأكيد على تعاونها مع الجهود الدولية لحل الأزمة، لكن من دون أي دور للجامعة فيها.
وقال وزراء الخارجية العرب، في بيان في ختام اجتماعهم في القاهرة والذي سلّم فيه وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور نظيره المصري محمد كامل عمرو رئاسته، «جدد مجلس وزراء الخارجية العرب تأكيده اعتبار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السوري الممثل الشرعي للشعب السوري والمحاور الأساسي مع جامعة الدول العربية».
ودعا «الائتلاف إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنظماتها ومجالسها وأجهزتها للمشاركة في القمة العربية المقررة في الدوحة في 26 و27 آذار الحالي، إلى حين إجراء انتخابات تفضي لتشكيل حكومة تتولى مسؤولية السلطة في سوريا، وذلك تقديرا لتضحيات الشعب السوري وللظروف الاستثنائية التي يمر بها». وكانت الجامعة العربية علّقت عضوية سوريا فيها منذ تشرين الثاني العام 2011.
وأكد البيان «أهمية مواصلة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، مع التأكيد على حق كل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس، بما في ذلك العسكرية، لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر»، داعيا إلى «عقد مؤتمر دولي في الأمم المتحدة من أجل إعادة الإعمار في سوريا».
وتابع البيان «تحفّظ العراق والجزائر على البند المتعلق بدعوة الائتلاف إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في الجامعة، باعتباره يتعارض مع أحكام الميثاق، فيما نأى لبنان بنفسه عن القرار».
وأعلنت دمشق رفضها قرار الوزراء العرب. وذكرت وزارة الخارجية السورية، في بيان، إن «سوريا تؤكد تمسكها بمبادئ أساسية لا تراجع عنها في إطار التعامل مع أي مسعى دولي لحل الأزمة التي تشهدها البلاد، وهي أولاً أن جامعة الدول العربية اختارت منذ تدخلها في مسار الأزمة في سوريا أن تكون طرفا منحازا لصالح جهات عربية وإقليمية ودولية تستحضر التدخل العسكري الخارجي في الأزمة، وتعرقل أي حل سياسي يقوم على الحوار الوطني، وتشجع وتموّل أطرافاً في المعارضة ومجموعات إرهابية متطرفة تعمل على تأجيج الأزمة من خلال عمليات قتل الأبرياء وتخريب البنى التحتية واستهداف الجيش العربي السوري وقوى الأمن وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد».
وتابع البيان «ثاني هذه المبادئ أن جامعة الدول العربية باتت رهينة الموقف السياسي المنحاز لدول خليجية بعينها قطر والسعودية، وبالتالي لا يمكن أن تكون طرفاً يسهم في الوصول إلى حل سياسي حقيقي للأزمة في سوريا يقوم على إرادة الغالبية العظمى من أبنائها، ومن هنا فإن سوريا تؤكد على موقفها الثابت والرافض لأن يكون للجامعة في ظل سياساتها المنحازة والسلبية أي دور أو تمثيل في أي خطة أو جهود دولية تسعى إلى حل سلمي للأزمة في سوريا».
وأضافت الوزارة «ثالثا، في ما يخص ما صدر عن مجلس الجامعة من قرارات وما شهدته أروقتها من مناقشات فإنه يرسّخ من جديد الدور القطري الذي يطلق اليوم رصاصة الرحمة على شيء اسمه الجامعة العربية، ويؤشر أيضاً بأن مشيخات المال والنفط والغاز باتوا أدوات التحكم بالعمل العربي المشترك وبالأمن القومي العربي في سبيل حرف البوصلة عن العدو الحقيقي الذي يحتل الأرض، وتوجيهها نحو صراع مصطنع وهدّام يستهدف وحدة الصف العربي والإسلامي». وذكر البيان أن «كل ما سبق عرضه من مواقف للجامعة وبعض الدويلات العربية لن يثني الحكومة السورية عن الاستمرار في التعاون الإيجابي مع الجهود الدولية البنّاءة، ولا عن الاستمرار في ممارسة واجبها ودورها الوطني في فرض الأمن والاستقرار وسلطة الدولة في أنحاء البلاد، من خلال التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة والمتطرفة التي ترتكب المجازر والقتل والتخريب والتدمير ضد أبناء الوطن الواحد والتي ما زالت إلى اليوم تتلقى التمويل والتوجيه والتسليح من أطراف عربية وإقليمية».
وأكد عمرو «استمرار الأخضر الإبراهيمي في مهمته نحو حل سياسي»، مشيرا إلى أن «هناك فرقا بين الحل السياسي والحل السلمي»، موضحا «تعدينا الحل السلمي بعد قصف النظام الصواريخ على شعبه، لذا الحديث عن حل سلمي من باب الخيالات، ولكن ما نتحدث عنه الآن حل سياسي لأننا لا نريد أن يفرض النظام السوري حلا سياسيا بالقوة العسكرية، كما انه لا يوجد تعارض مع دعم الشعب السوري بالدفاع عن نفسه».
وقلّل متابعون لحركة منصور في مؤتمر وزراء الخارجية العرب المنعقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة، من أهمية ما تردد عن خلاف أو سجال بينه وبين رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، موضحين أن ما حصل هو أنه بعد خطاب منصور في افتتاح الجلسة، والتي طالب فيها بعودة سوريا إلى الجامعة العربية ورفع قرار عدم حضورها الاجتماعات، تدخل الشيخ حمد مخاطبا منصور بالقول: أخي وصديقي الوزير منصور، اعتذر عن مداخلتي هذه عن الشق السوري في خطابك. وقال مداخلته التي حمّل فيها النظام السوري مسؤولية الاستمرار في القتال وعدم التوصل إلى حل سياسي وفق قرارات الجامعة العربية.
وردّ منصور على مداخلة الشيخ حمد، فقال: إني لم أتكلم سوى عن قرارات الجامعة العربية بشأن سوريا وليس عن شيء آخر، وهذا كل شيء. فرد حمد مكررا اعتذاره عن المداخلة وانتهى الأمر عند هذا الحد. وبعد الجلسة تغدى منصور مع حمد وتمازحا. وقال منصور لحمد: هل بلغك ما تتناقله وسائل الإعلام عن سجال بيني وبينك، فرد حمد بن جاسم: ليقولوا يلي يقولوه.
وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن «دولا كثيرة» تدرب المسلحين السوريين. وقال كيري، في مقابلة مع قناة «فوكس»، إن «دولا كثيرة تقوم بالتدريب» من دون تقديم تفاصيل حول الدول المعنية. وأضاف «المهم أن يقوم الرئيس الأسد بتعديل مقاربته الحالية وأن يقول له حلفاؤه ينبغي الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل سلمي».
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده ستزود المسلحين السوريين بمعدات حماية شخصية وعربات مصفحة.
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
المسلّحون يسيطرون بالكامل على الرقة
قوات سورية ضخمة تستعد لدخولها
سقط عشرات القتلى والجرحى في غارات شنتها الطائرات السورية على مدينة الرقة، التي ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المسلحين سيطروا عليها بالكامل، فيما وصلت تعزيزات ضخمة للقوات السورية لاستعادة المدينة من المسلحين.
وذكر المرصد، في بيانات، «سقط عشرات الشهداء والجرحى اثر القصف من الطيران الحربي الذي تتعرض له مناطق في مدينة الرقة، استهدف خصوصا محيط الأفرع الأمنية والدوائر الحكومية».
وتحدث المرصد عن أنه «لدى المقاتلين أكثر من 300 أسير من القوات السورية وعناصر من كتائب البعث وقوات الدفاع الوطني، أسروا خلال المعارك».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «أصبحت مدينة الرقة خارج سيطرة القوات السورية بعد استسلام عناصر فرع الأمن العسكري اثر حصار واشتباكات استمرت يومين، لتصبح المدينة أول عاصمة محافظة خارج سيطرة النظام».
واعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن «اعتداءات وجرائم إرهابيي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في محافظة الرقة هي نتيجة هزائمهم أمام الجيش العربي السوري في حلب ودمشق»، معتبرا أن «لا شيء يثير المخاوف والقلق حول وجود هذه المجموعات في المدينة، وان المسألة مسألة وقت». وأشارت صحيفة «الوطن» إلى أن «تعزيزات عسكرية ضخمة بلغت مشارف الرقة، وتستعد لتحرير المدينة من الغزاة».
وأكد محافظ نينوى العراقية اثيل النجيفي لوكالة «فرانس برس» ان طائرتين حربيتين سوريتين خرقتا السبت الماضي المجال الجوي العراقي وقامتا بقصف معبر اليعربية الحدودي من داخل العراق مستهدفة مسلحين.
وأضاف المرصد «تتعرض أحياء مدينة حمص القديمة وحي الخالدية للقصف من القوات النظامية بالتزامن مع استمرار الاشتباكات عند أطراف هذه الأحياء، حيث تشن القوات السورية حملة لاستعادتها منذ أيام». وذكر التلفزيون السوري أن «القوات المسلحة تواصل ملاحقتها للمجموعات الإرهابية المسلحة في مناطق عدة في حمص».
وفي ريف دمشق، تشن المقاتلات الحربية غارات على الغوطة الشرقية، بينما تتعرض مناطق عدة في محيط العاصمة منها دوما وداريا للقصف، بحسب المرصد.
الى ذلك، دعا «رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر» العميد سليم ادريس، في كلمة أمام مجموعة من الأحزاب السياسية في البرلمان الأوروبي في بروكسل، «الدول الغربية الى إمداد المعارضة بالاسلحة والذخيرة»، معتبرا ان المسلحين «سيتمكنون من إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد خلال شهر في حال حصولهم على المساعدات». واعتبر أن «قلة الأسلحة والذخائر تعيق تقدم الجيش السوري الحر وتتسبب في المزيد من المعاناة للمدنيين».
(«السفير»، ا ف ب، رويترز، ا ب)
تفاصيـل العـرض السـوري لروسـيا: أولوية حوار مع «المسلحين المعتدلين»!
محمد بلوط
النظام السوري قد يوافق على استيعاب بعض الجماعات المسلحة في الجيش، كأحد الحلول المطروحة بعد وقف إطلاق النار وكمدخل للعملية السياسية. ولا يتخلى النظام السوري عن تفاؤل يفاجئ أحياناً باعتقاده القدرة على استعادة المبادرة السياسية، وفي أحلك الظروف. ويبدو تفاؤل دمشق معدياً للحلفاء، إلى حد ركون الروس نسبياً، إلى الحسابات السياسية ذاتها، وشروط النظام للذهاب نحو عملية التفاوض. ليس كل الحسابات والشروط طبعاً، ولكن موسكو باتت توأم دمشق في الطلاق مع بعض الحقائق العسكرية على الأرض، وفي تجاهل واقع أن المعارضة المسلحة، وهي في شق عريض منها إسلامي وجهادي، لم تعد، وهي لم تكن أصلاً، في وارد أي حوار مع النظام، بالرغم من أن هزيمته ليست قريبة بأي حال. ويتناسى الروس التزامهم بيان جنيف إطاراً وحيداً لأي حل سياسي.
التقديم لا مناص منه، نظراً لتركيز العرض السوري للتفاوض على التفاوض مباشرة مع الجماعات المسلحة، وإيلائها المكان الأول على طاولة المفاوضات «قبل بعض الوجوه المعارضة التي رفضت التسليح وتوافق على
التفاوض من دون شروط مسبقة، ولكنها لا تملك تأثيراً على الجماعات المقاتلة»، بحسب ما نقله وزير الخارجية السوري وليد المعلم لنظيره الروسي سيرغي لافروف.
وأبلغ الروس معارضين سوريين أن المعلم حمل عرضاً قبل عشرة أيام إلى لافروف، أرفقه باستعراض لميزان القوى على الأرض، واصفاً إياه بأنه يميل لمصلحة النظام، وبأن الأخير يشعر أنه في موقع قوي، ويرتاح للتطورات على الأرض.
وعرضُ المعلم يقصر الحوار في المرحلة الأولى على ممثلين عن النظام والجماعات المسلحة المعتدلة التي تقبل بالحوار. وقال الروس لمعارضين سوريين إن النظام يعتبر ضم هذه الجماعات إلى الجيش احد الحلول المقبولة لاستيعابها سياسياً وعسكرياً. ونقل الروس أيضاً أنهم اختبروا سقف الموقف السوري في التفاوض مع الجماعات المسلحة، وهو يبدو مفتوحاً، وذلك بالرغم مما قاله الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة لاحقة، بأنه لا حوار مع الجماعات المسلحة قبل أن تلقي سلاحها.
ونقل الروس للمعارضين السوريين أن العرض الذي حمله المعلم تضمن عدم فرض شروط مسبقة، وأن يتقرر جدول الأعمال خلال اللقاءات نفسها. واشترط المعلم أن يكون لكل طرف حق انتداب من يراه مناسباً لتمثيله، «نحن نحدد وفدنا، وهم يحددون وفدهم»، وهو ما يكفل للطرفين، القفز فوق شرط استثناء «الأيدي الملطخة بالدماء» في مرحلة التفاوض بالتأكيد، وربما في أي عملية انتقالية.
وكرر المعلم أن النظام يقبل بانتخابات نيابية مبكرة، والعمل وفق إعلان دستوري، بحسب خطة الـ18 نقطة، التي طرحها الأسد في خطاب الأوبرا. بيد أن وزير الخارجية السوري أبلغ الروس بما يعرفونه، أي أنه لن يقبل بالبحث في مصير الرئيس الأسد مسبقاً، أو بتنحيه قبل انتهاء ولايته، كما أنه لن يساوم على حقه في الترشح إلى انتخابات رئاسية في ربيع العام 2014.
ونقل المعلم للروس أن دمشق لم تعد ترى في المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي وسيطاً مقبولاً في العملية السياسية الجارية، وأنها لا تثق بحياده، كما أنه لا حاجة إلى دوره في تحديد معالم العملية الانتقالية التي حددها اتفاق جنيف. وكان السوريون قد وافقوا على قراءة تنبثق عنه، يؤيدها الروس، ولا تتضمن تنحي الرئيس السوري عند انطلاقها. إلى ذلك، قال المعلم لنظيره الروسي إن النظام السوري يستعجل إطلاق المفاوضات، والتي اقترح الروسي عقدها في جنيف أو فيينا.
وأوضح معارض سوري لـ«السفير» أن الروس تراجعوا عن طلب إشراك نائب الرئيس فاروق الشرع في المفاوضات أو العملية الانتقالية بعدما لمسوا حساسية بالغة من الجانب السوري في طرق هذه القضية.
على صعيد آخر، خطا التوافق الأميركي الروسي على عملية سياسية في سوريا خطوة إضافية، حيث سيلتقي اليوم في لندن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد الخارجية الأميركية ويليام بيرنز، وذلك في نطاق بلورة خريطة طريق لاختبار احتمالات التسوية السياسية في سوريا، واستعراض نتائج الاتصالات مع المعارضة السورية والنظام حول شروط إطلاق المفاوضات بينهما. والتقى بوغدانوف الإبراهيمي في لندن عشية لقاء ثلاثي يجمعهما مع بيرنز.
ويعقد اللقاء الثلاثي لاستكمال مشاورات بدأت بين لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في برلين، وفي سياق لقاءات ديبلوماسية جرت في لندن وجنيف حول سوريا لم تؤد إلى أي تقدم يذكر آنذاك.
المشاورات الأميركية الروسية تجهر بتقاطع روسي أميركي متزايد انتظر وصول جون كيري إلى الخارجية الأميركية، وحسم الرئيس أوباما أمره في القطع مع خيار التدخل العسكري الذي طلبته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. واتجه أوباما إلى إيلاء الروس، الذين يتمتعون بميزة القدرة على مخاطبة الرئيس السوري والتأثير عليه دون غيرهم، ابتكار مخارج سياسية للحرب السورية التي بات الطرفان، الأميركي والروسي، يتقاسمان فيها الخوف من انتشار بقعة «الجهاديين» في ما يتعدى دمشق، والحرص على إنقاذ بعض الدولة السورية وجيشها وسلطتها منعاً لتحول الموقع السوري الاستراتيجي نهباً لفوضى عارمة، تهدد أمن الجوار.
ويسعى الأميركيون إلى الاستجابة لطلب روسي بحثّ «الائتلاف الوطني السوري» و«المجلس الوطني»، على تسمية ممثليهم إلى مفاوضات مع النظام السوري بعدما أبلغ لافروف نظيره الأميركي في برلين الأسبوع الماضي أن المعلم أعلمه بأن الوفد التفاوضي للنظام بات جاهزاً، وأنه يريد التوجه إلى طاولة الحوار بأسرع وقت ممكن.
وقال مصدر ديبلوماسي أميركي إن الائتلاف محبط بسبب الخلافات التي تسوده، مضيفاً لقد «أبلغناهم برغم ذلك بأنها (المعارضة) إذا كانت تنتظر منا أن نقدم لها سلاحاً فإن أملها سيخيب، ولكننا سنقدم مساعدات لوجستية وإنسانية ملموسة». وأوضح «لقد أبلغنا الائتلاف بأن الأولوية بالنسبة لنا هي التركيز على تسريع آليات الحل السياسي، وهناك نقطة مفتاحية نتقاسمها مع المعارضة والروس، وهي ألا يملأ المتطرفون أي فراغ في السلطة في دمشق بعد رحيل الأسد، والحفاظ على مؤسسات الدولة».
ويطرح تعويم الحل السياسي مصير الائتلاف السوري، الذي رفض رئيسه معاذ الخطيب زيارة موسكو، بعدما كان حدّد موعداً أولياً لها في الخامس من الشهر الحالي.
وتقول مصادر في المعارضة إن الخطيب يتعرض لضغوط أميركية للقاء الروس مرة ثانية بعد ميونيخ. ولكن تبلور المبادرة الروسية الأميركية، وتسارع خطى التفاهم بين الرئيسين الأميركي والروسي، يطرح على الائتلاف أسئلة أكبر من مجرد زيارة الخطيب إلى موسكو. فالائتلاف كما بدا في اقتصار وفده إلى مؤتمر «أصدقاء سوريا» في روما على رياض سيف ومعاذ الخطيب، ومقاطعة كتلة المجلس الوطني للمؤتمر، يُظهر أن الكتلة المعارضة السورية الأكبر ليست جاهزة لأي حل سياسي أو تفاوضي. وباستثناء الرغبة التي أبداها الخطيب في التفاوض، لا يملك الائتلاف خطة جاهزة أو تصوراً لأي عملية سياسية أو حل سياسي في سوريا.
دمشق تتهم الجامعة العربية بالتحيز لأطراف عربية ودولية لعرقلة الحل السياسي للأزمة السورية
دمشق- (يو بي اي): اتهمت دمشق الأربعاء جامعة الدول العربية بالتحيز إلى جهات عربية وإقليمية ودولية بهدف عرقلة الحل السياسي للأزمة السورية، وأعلنت رفضها لان يكون للجامعة أي دور في أي خطة لحل سلمي للأزمة.
وجاء الاتهام السوري في بيان لوزارة الخارجية السورية نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ردا على قرار مجلس الجامعة العربية المجتمع في القاهرة الأربعاء منح مقعد سوريا المجمد في الجامعة الى “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة” السورية.
وقال البيان “إمعاناً في خرق ميثاق جامعة الدول العربية والخروج على نظامها الداخلي ومبادئها وغاياتها قام اليوم مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري باتخاذ قرار يعطي لطرف محدد في المعارضة السورية دأب منذ بداية الأزمة على استدعاء التدخل العسكري في سورية بأي ثمن ولو على حساب دم الأبرياء من الشعب العربي السوري يعطي لهذا الطرف مقعد سورية في جامعة الدول العربية”.
وأضاف ان الجامعة “اختارت منذ تدخلها في مسار الأزمة في سورية أن تكون طرفاً منحازاً لصالح جهات عربية وإقليمية ودولية تستحضر التدخل العسكري الخارجي في الأزمة وتعرقل أي حل سياسي يقوم على الحوار الوطني وتشجع وتمول أطرافاً في المعارضة ومجموعات إرهابية متطرفة تعمل على تأجيج الأزمة من خلال عمليات قتل الأبرياء وتخريب البنى التحتية واستهداف الجيش العربي السوري وقوى الأمن وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد”.
واتهم البيان الجامعة بانها “باتت رهينة الموقف السياسي المنحاز لدول خليجية بعينها “قطر والسعودية” وبالتالي لا يمكن أن تكون طرفاً يسهم في الوصول إلى حل سياسي حقيقي للأزمة في سورية يقوم على إرادة الغالبية العظمى من أبنائها”.
وشدد البيان على موقف سوريا “الثابت والرافض لأن يكون للجامعة في ظل سياساتها المنحازة والسلبية أي دور أو تمثيل في أي خطة أو جهود دولية تسعى إلى حل سلمي للأزمة في سورية”.
وكان مجلس الجامعة قرر خلال اجتماعه في القاهرة اليوم منح مقعد سوريا المجمد في الجامعة الى “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة” السورية.
واعتبر البيان السوري ان قرارات الجامعة التي اتخذت اليوم ترسخ “من جديد الدور القطري الذي يطلق اليوم رصاصة الرحمة على شيء اسمه الجامعة العربية ويؤشر أيضاً بأن مشيخات المال والنفط والغاز باتوا أدوات التحكم بالعمل العربي المشترك وبالأمن القومي العربي في سبيل حرف البوصلة عن العدو الحقيقي الذي يحتل الأرض وتوجيهها نحو صراع مصطنع وهدام يستهدف وحدة الصف العربي والإسلامي”.
وقال البيان إن قرارات الجامعة تؤكد “أن الأطراف العربية التي تتزعم هذا الجهد التخريبي وفي طليعتها “قطر والسعودية” تسعى من خلال القرار الذي صدر الأربعاء إلى حجب حقيقة ما تشهده سورية من إرهاب منظم وتحريض خارجي يسعى إلى عرقلة حل الأزمة سلمياً وخاصة عندما ينص القرار على تقديم دعم عسكري للمجموعات الإرهابية التي تسعى إلى سفك الدم السوري وتدمير البنى التحتية وهو ما يشكل أركان وعناصر جريمة العدوان التي نصت عليها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
واشار إلى أن سوريا ستستمر “في التعاون الإيجابي مع الجهود الدولية البناءة “وفي “ممارسة واجبها ودورها الوطني في فرض الأمن والاستقرار وسلطة الدولة في أنحاء البلاد من خلال التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة والمتطرفة التي ترتكب المجازر والقتل والتخريب والتدمير ضد أبناء الوطن الواحد والتي ما زالت إلى اليوم تتلقى التمويل والتوجيه والتسليح من أطراف عربية وإقليمية”.
الأردن وتركيا: حرارة ودفء مع غول وحوار (جاف) مع آردوغان وصريح وتفصيلي حول سوريا مع أوغلو
عمان- القدس العربي: لا يمكن مرة أخرى بناء صورة متكاملة عن ما دار بين الزعيمين الأردني عبدلله الثاني والتركي رجب طيب آردوغان في اللقاء المغلق اليتيم بين الجانبين في أنقره الثلاثاء.
ولكن يمكن الإستناد إلى إحتفالية الصحافة التركية بالجانب البروتوكولي والإجتماعي من هذه الزيارة خصوصا بعدما إقتصر ملفها السياسي على اللقاء القصير مع آردوغان قياسا بسلسلة نشاطات مع رئيس الجمهورية التركية عبدلله غول.
مراقبون متخصصون إعتبروا من البداية بان وقفة العاهل الأردني الأخيرة في تركيا عكست (الحميمية) القديمة بين مؤسسة القصر الأردنية ومؤسسة الرئاسة التركية.
بالمقابل بدا أن الإتصالات (السياسية) خصوصا تلك التي تختص بسوريا والملف الفلسطيني إحتفظت بدرجة حرارة متدنية مع أن المؤسسة العسكرية في الجانبين تربطهما علاقات قديمة تجددت عبر آليات التنسيق الدولية والإقليمية التي فرضتها معادلة اللاجئين السوريين جنوبي تركيا وشمالي الأردن.
سياسيا لا يوجد الكثير يمكن توقعه من لقاء القيادة الأردنية مع آردوغان الذي يواجه بدوره تحيدات السؤال السوري في ظل سيناريوهات متعددة من الواضح أن عمان إختارت مبكرا إحداها خصوصا بعد توقفها المهم على محطة موسكو.
اللافت في هذا الإتجاه وحسب مصادر داخل الوفد الأردني الذي رافق الملك في تركيا أن الجانب الأردني ركز كثيرا على ملفين يتعلق الأول بأسس إنجاح التسوية السياسية الكبرى في سوريا وفقا لمعايير السيناريو الروسي الذي لا زال السيناريو الأصلب والأقوى على الأرض وفي الميدان.
لذلك تحدث العاهل الأردني مع آردوغان عن أهمية وضرورة الإنتقال السلمي للسلطة في سوريا في تكرار لموقف عمان الذي سبق الجميع في التحذير من خيارات العنف على حد تعبير الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة الذي أشار في معرض حديثه له مع (القدس العربي) عن إتصالات ومشاورات أردنية تشمل بيروت وأنقره وكل الدول الشقيقة والصديقة.
ولذلك أيضا لاحظ المرافقون بأن أجواء اللقاء مع آردوغان على الأرجح كانت (رسمية) تماما ولم يتخللها حوارات معمقة ليس فقط بسبب عمق المسافة الفاصلة بين الموقفين التركي والأردني في المسألة السورية ولكن بسبب عدم وجود ما يمكن أن تضيفه عمان لأردوغان في هذا السياق خارج سياق إصطياد لحظة مفصلية وتاريخية تراجع فيها نفوذ التصور القطري التركي للحل في سوريا.
هنا حصريا يمكن ملاحظة أن اللقاء مع آردوغان كان على شكل (غداء رسمي) وبدون حرارة إجتماعية وإن كان السياق قد إكتمل بزيارة قام بها وزير الخارجية داوود أوغلوا للعاهل الأردني في مقر الضيافة التركي تخللها على الأرجح تقديم إيضاحات تركية تضمنت كما علمت القدس العربي ما يسميه أوغلو بالملاحظات السالبة على التصور الروسي والإحتمالات التي يثيرها تقسيم سوريا.
أوغلوا ناقش حصريا الملف السوري وتعرض للتفاصيل وهو ما لم يحصل في الغداء الرسمي مع آردوغان الذي كان على شكل تبادل مختصر للموقف السياسي وتبادل رسائل ونصائح وهو أصلا الهدف السياسي الأعمق من زيارة العاهل الأردني لتركيا.
بالمقابل لاحظ خبراء بأن اللقاء الأردني مع آردوغان لم يتخلله جولات أو إغراق في المجاملات خلافا لما حصل مع الرئيس عبدلله غول وهو صديق قديم للعاهل الأردني كما فهمت (القدس العربي) حيث إصطحب غول ملك الأردن بزيارة لمصنع طائرات هليوكبتر وترتبت معه عدة نشاطات إجتماعية شملت حتى زيارة الملكة رانيا العبدلله لمعهد تقني إضافة للأجندة الإقتصادية والإستثمارية للزيارة واللقاء.
الملفت للنظر بعد تقليب تفاعل الصحافة التركية مع الزيارة أن العشاء الرسمي الذي أقامه الرئيس غول حضره قائد الجيش التركي وزوجته وغلب عليه الطابع العائلي الحميم.
تلك بطبيعة الحال إشارة إلى أن العلاقة بين المؤسستين عابرة حتى للحكومات التركية المنتخبة وتأخذ طابعا معزولا عن سياقات برنامج الأولويات عند آردوغان.
أما الموضوع الثاني سياسا الذي ركز عليه الأردن فمرتبط بعبارة موصولة للإستراتيجية الأردنية تحاول توفير إسناد تركي لخيار المفاوضات والدولتين في فلسطين وبنفس الوقت إستثمار العلاقات الأردنية بإسرائيل لتبريد المواجهة الدائمة مع آردوغان على أمل تخصيص مسافة للاعب التركي المهم في معادلة المفاوضات التي يحاول الأردن إطلاقها على هامش القضية الفلسطينية خصوصا قبل زيارة الرئيس باراك أوباما للمنطقة.
الامم المتحدة: مقاتلون من المعارضة السورية يحتجزون 20 من جنود حفظ السلام قرب الجولان
الامم المتحدة ـ (رويترز) – قالت الامم المتحدة إن زهاء 20 من جنود حفظ السلام احتجزوا اليوم الاربعاء على ايدي مقاتلين في مرتفعات الجولان على الخط الفاصل بين سوريا والمنطقة التي تحتلها اسرائيل وانها ارسلت فريقا لحل المشكلة.
ويأتي تأكيد الامم المتحدة ردا على تسجيل مصور بث في موقع يوتيوب ويظهر فيه على ما يبدو بعض مقاتلي المعارضة السورية مع القافلة المحتجزة.
وتحتل اسرائيل مرتفعات الجولان منذ حرب عام 1967 ولا يسمح للقوات السورية بدخول المنطقة الفاصلة بموجب اتفاق لوقف اطلاق النار تم التوصل اليه عام 1973 واسبغت عليه الصفة الرسمية في 1974. وتراقب قوات للامم المتحدة المنطقة الفاصلة.
النزاع دفع بمليون لاجىء الى دول الجوار.. واشنطن تراجع كل الخيارات
الجامعة العربية تمنح مقعد سورية للمعارضة وتقر تسليحها
‘الحر’ يسيطر على الرقة واحتجاز 20 من القوة الدولية بالجولان
القاهرة ـ بيروت ـ دمشق ـ واشنطن ـ وكالات: في تطور سياسي لافت اعلنت الجامعة العربية الاربعاء استعدادها لمنح المعارضة السورية مقعد سورية في الجامعة بعد تعليق عضويتها منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، ومنح الدول العربية حق تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية.
جاء ذلك فيما سيطر المقاتلون المعارضون الاربعاء على مدينة الرقة في شمال سورية، والتي باتت اول مركز محافظة يصبح خارج سيطرة نظام، فيما اعلنت الامم المتحدة ان مسلحين سوريين احتجزوا نحو 20 من عناصر قوة حفظ السلام في منطقة محاذية لمرتفعات الجولان المحتل.
وفي القاهرة، طلبت الجامعة العربية من المعارضة السورية تشكيل ‘هيئة تنفيذية’ لتتمكن من شغل مقعد سورية في الجامعة بعدما علقت عضويتها فيها منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2011.
وفي قرار صدر اثر اجتماع وزاري لمجلس الجامعة، طلبت الاخيرة من الائتلاف الوطني السوري المعارض ‘تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سورية في الجامعة العربية ومنظماتها ومجالسها واجهزتها للمشاركة في القمة العربية في الدوحة في 26 و27 اذار (مارس)’.
واضاف القرار ان الائتلاف المعارض سيشغل مقعد سورية ‘الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سورية وذلك تقديرا لتضحيات الشعب السوري والظروف الاستثنائية التي يمر بها’.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في مؤتمر صحافي ان المجلس الوزاري العربي اتخذ قرار منح مقعد سورية المجمد في الجامعة العربية ‘بموافقة أغلبية الأعضاء، دون العراق والجزائر، اللذين صوتا ضد القرار، ولبنان الذي نأى بنفسه عن التصويت’.
وكان وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور طالب في وقت سابق الاربعاء باعادة سورية الى الجامعة العربية بعد عجز العرب عن ‘تحقيق الحل السياسي عبر الحوار الوطني’، في حين قال مجلس التعاون الخليجي في بيان في الرياض ان امينه العام عبد اللطيف الزياني ابلغ الرئيس اللبناني ميشال سليمان ‘قلق مجلس التعاون البالغ من مواقف لبنان الاخيرة وبعض الاطراف اللبنانية من الاوضاع في سورية التي لا تعكس سياسة ‘النأي بالنفس’ التي اعلن لبنان التزامه بها’.
في واشنطن، اعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان ‘دولا كثيرا’ تدرب المعارضة السورية المسلحة.
وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان الولايات المتحدة تراجع باستمرار كل الخيارات المطروحة حول سورية ومن بينها تزويد المعارضة السورية بالأسلحة.
وكرر كارني خلال مؤتمر صحافي التأكيد على ان واشنطن لا تزود حالياً المعارضة السورية بأية أسلحة بل توفر لها مساعدة مادية بشكل عام بما في ذلك ما أعلن عنه في مؤتمر ‘أصدقاء سورية’ الذي عقد في العاصمة الإيطالية روما مؤخراً. وسئل عما إذا كان تزويد المعارضة بالأسلحة امراً وارداً في المستقبل، فأجاب ‘نحن نراجع باستمرار الخيارات المطروحة أمامنا، وهذا يشمل مسألة تزويد الأسلحة، ولكن سياستنا الآن هي لا تزويد بالأسلحة’.
وفي السياق نفسه، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بلاده ستزود المسلحين السوريين الذين يقاتلون ضد نظام الرئيس بشار الاسد بمعدات حماية شخصية وعربات مصفحة.
وكان رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر العميد سليم ادريس دعا من بروكسل الدول الغربية الى امداد المعارضة السورية بالاسلحة والذخيرة، معتبرا ان المسلحين سيتمكنون من الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد ‘خلال شهر’ في حال حصولهم على المساعدات.
الى ذلك قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ‘اصبحت مدينة الرقة خارج سيطرة القوات النظامية بعد استسلام عناصر فرع الامن العسكري اثر حصار واشتباكات استمرت يومين’، لتصبح المدينة ‘اول عاصمة محافظة خارج سيطرة النظام’.
وكان الفرع آخر معاقل النظام السوري في المدينة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في شكل شبه كامل الاثنين، وتمكنوا الاربعاء من السيطرة على فرع الامن السياسي، بحسب المرصد.
وتعرضت المدينة الاربعاء لقصف بالطيران الحربي ادى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بحسب المرصد الذي قال ان الغارات الجوية تركزت في ‘محيط الفروع الامنية والدوائر الحكومية’.
وفي تطور امني اخر، اعلن متحدث باسم الامم المتحدة ان مجموعة من المسلحين السوريين احتجزت نحو 20 من عناصر قوة حفظ السلام الدولية في منطقة محاذية لمرتفعات الجولان المحتل.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان المحتجزين هم من الجنسية الفليبينية، الا ان الامم المتحدة لم تكشف عن جنسيتهم.
وصرح نائب المتحدث باسم الامم المتحدة ديل بوي للصحافيين ان القوات الدولية ‘ابلغت انه في وقت سابق من امس اوقف نحو 30 مقاتلا نحو 20 من عناصر حفظ السلام واحتجزوهم’ في منطقة محاذية للجولان.
واضاف ديل بوي ان ‘المراقبين الدوليين كانوا يقومون بمهمة امداد معتادة، وتم توقيفهم عند نقطة المراقبة 58 التي اصيبت بأضرار وجرى اخلاؤها في عطلة نهاية الاسبوع الماضي بعد قتال عنيف في منطقة مجاورة في (قرية) جملة’.
وسارع مجلس الامن الدولي الى المطالبة بالافراج عن عناصر حفظ السلام المحتجزين، وقال رئيس قوات حفظ السلام الدولية هيرفي لادسوس ان مفاوضات تجري الان مع الخاطفين.
وكانت الامم المتحدة اعلنت في وقت سابق ان عدد اللاجئين السوريين الهاربين من النزاع المستمر قرابة عامين في بلادهم ناهز المليون شخص فيما تحاول القوات النظامية السورية السيطرة على معاقل للمعارضين في وسط مدينة حمص.
رثى حكمت الشهابي واستذكر دوره في منع تقسيم لبنان
جنبلاط يعلن انه مع ‘جبهة النصرة’ ضد الاسد
بيروت – ‘القدس العربي’ من سعد الياس: قال الزعيم الدرزي اللبناني المعارض لسورية وليد جنبلاط انه مع ‘جبهة النصرة’ ضد الرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه منذ قرابة عامين احتجاجات مطالبة بإسقاطه، بحسب ما نقلت عنه صحيفة لبنانية الاربعاء.
وفي حديث الى صحيفة ‘الاخبار’ المقربة من دمشق وطهران، قال جنبلاط ‘انا مع جبهة النصرة ضد النظام السوري. للشعب السوري الحق بالتعامل مع الشيطان، باستثناء اسرائيل، لمواجهة النظام’.
وكانت هذه الجبهة غير معروفة قبل بدء النزاع السوري، لكنها اكتسبت دورا متعاظما على الارض وتبنت سلسلة تفجيرات كبيرة استهدفت في غالبيتها مراكز امنية وعسكرية. وادرجت الولايات المتحدة الجبهة على لائحتها للمنظمات الارهابية لارتباطها بتنظيم ‘القاعدة’ في العراق.
واعتبر جنبلاط ان موقفه المعارض للرئيس السوري هو ‘لحمايتهم (دروز سورية). العلويون سيعودون الى جبالهم، فيما الدروز يعيشون في بحر من السنة’.
وتتحدر الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد من الجبال القريبة من الساحل السوري، بينما يعيش غالبية الدروز في جنوب سورية في محيط ذي غالبية سنية.
واستذكر جنبلاط الرئيس السابق للاركان في سورية حكمت الشهابي وقال في تصريح: برحيل رئيس اركان العامة السابق للجيش العربي السوري العماد حكمت الشهابي تكون سورية قد فقدت أحد أبرز رجاتها الكبار وهو علم من أعلامها الذين لعبوا دوراً محورياً في بناء القوات السورية المسلحة وساهموا على مدى سنوات طويلة في الحفاظ على استقرار سورية ودورها المحوري في الشرق العربي أيام الرئيس حافظ الأسد’.
واضاف ‘عايش الراحل الكبير أدق المراحل السياسية الصعبة التي مرت بها سورية والمنطقة العربية برمتها، وهو الذي كلف ملف مباحثات فك الاشتباك بعد حرب تشرين 1973 قبل أن يتولى رئاسة الأركان العامة، كما تولى التفاوض باسم سورية لاستعادة الحقوق المشروعة من احتلال اسرائيلي في هضبة الجولان’.
وقال جنبلاط ‘ بد طبعاً من استذكار الدور الكبير الذي لعبه الشهابي إلى جانب القوى الوطنية اللبنانية لمنع تقسيم لبنان فضلاً عن دوره في تطبيق اتفاق الطائف الذي أخرج لبنان من دوامة الحرب الأهليّة’.
وختم ‘في هذه المناسبة اليمة، أتقدم من عائلة الشهابي ومن الرعيل الأوّل من الضبّاط والجنود في الجيش العربي السوري الذين عرفوه وتتلمذوا في مدرسته، ومن الشعب السوري بأحر التعازي والمواساة لفقدان هذا العلم والرمز، وستبقى ذكراه لسنوات طويلة الى امام وستظهر بصماته في العديد من المحطات والمفاصل التي كان له فيها أدوار كبيرة ‘.
ادارة الحياة والموت في سوريا المتفككة
صحف عبرية
كاميرا رجل المعارضة السورية في بلدة تلبيسة شمال مدينة حمص تمر بين جدران المدرسة المحلية وتوثق الدمار. في الصف الصغير اطفال وطفلات يجلسون على الارضية، تلفهم طبقات من الملابس ويرتعدون من البرد. في وسط الغرفة توجد مدفأة نفط ولكنها لا تعمل لانه لا يوجد نفط. الحيطان مبنية على عجل بصفوف من الطوب المكشوف وأرضية الاروقة المظلمة لا تزال مليئة بحطام البناء، بقطع الحديد الملتوية ورذاذ الاسمنت والتي يشق التلاميذ الى صفهم عبرها.
في غرفة اخرى الصف أكثر ترتيبا، توجد فيه طاولات وكراسي ولكن النوافذ فالتة، بعضها مغطاة بالنايلون الذي لا يفلح في صد الريح الباردة. رجل الهلال الاحمر السوري، الذي انتج الفيلم، يجلب بعض الهدايا الصغيرة للاطفال: كراس رسم، اقلام رصاص، بعض الملابس. ويتساءل ماذا يريدون ان يجلب لهم في زيارته القادمة. ‘طاولات’، يطلب احد الاطفال، ‘حقيبة مدرسة’، تقول بهدوء طفلة، ‘والوان’.
حسب تقرير نشرته منظمات الاغاثة، فان اكثر من 3.800 مدرسة هدمت في الحرب، والعديد من المدارس التي لم تهدم تستخدم مقرات عسكرية، مستشفيات معدة على عجل، او سجون للنظام. بعضها تستخدم لاسكان النازحين ونحو 650 ألف نسمة يسكنون فيها. تلبيسة هي بلدة صغيرة، يسكن فيها نحو 40 ألف نسمة، او على الاقل كانوا يسكنون فيها حتى القصف الاخير للجيش السوري الاسبوع الماضي. وهي تدار من قبل الجيش السوري الحر، وفيها فرع من ‘قيادة الثورة’ التي سجلت في كانون الثاني انجازا هاما عندما اسقط مقاتلوها طائرة ميغ سورية.
الرد لم يتأخر في الوصول. قصف اجرامي من الجو وقصف مدفعي اصاب مئات المنازل في البلدة وقتل عشرات المواطنين. بعد يوم من ذلك خرج مئات من المواطنين للتظاهر ليس فقط ضد الاسد ونظامه بل وايضا ضد الدول العربية، التي لا تساعد في شيء، وضد الدول الغربية، الغارقة في عدم اكتراثها. ‘الزعماء العرب سرقوا رغيف خبزك، وبعد ذلك يعطونك لقمة منه ويأمرونك بان تشكرهم على سخائهم. يا لهم من عديمي الخجل’، هكذا يقتبس الشاعر الفلسطيني غسان كنفاني في صفحة مجلس الثورة في محافظة حمص، المسؤول ضمن امور اخرى عن ادارة الحياة في تلبيسة.
‘ادارة الحياة’ هو تعبير مرن. القسم الاساسي منه يقع على عاتق المواطنين، الذين يشكلون مجالس محلية تطوعية تنظم قوات لحفظ النظام، خدمات رفاه اجتماعي وحتى محاكم. وهذه المجالس لا تنسجم دوما في رؤيتها مع الجيش السوري الحر. فقد أفادت ‘نيويورك تايمز’ مثلا عن مجلس مدني كهذا في بلدة تلالان في شمال سوريا، اضطر للصراع مع قيادة الجيش السوري الحر على توريد المنتجات الاساس. وفي النهاية نجح المجلس في تحقيق رغيفين في اليوم لكل كبير في السن وتوريد للكهرباء لاربع ساعات في اليوم. انجاز صغير ولكن هام بما يكفي لمنح المجلس الشرعية. ولكن عندما حاول مواطنون جر هيكل دبابة سورية لبيعها لتجار الخردة وكسب بعض المال، اعتقلهم جنود الجيش الحر وأمروهم بترك الدبابة في مكانها كنصب يدل على انتصارهم العسكري.
من الصعب أن يفهم المرء ما الذي يغذي تصميم سكان هذه البلدة ومئات البلدات والقرى مثلها، التي تتعرض للقصف الجوي والمدفعي وتواصل القتال او التظاهر. على صفحة الفيسبوك لتلبيسة لا يوجد تفسير لهذه الاسئلة. ولعل الجواب هو في صور الدمار الهائل التي الى جانبها تظهر صور قتلى البلدة. طلال العقيدي، الجندي الفار اياد العقيدي، خالد سليم سويس، عمر المصري، كلهم يحظون بشاهد الكتروني خالد، سيصبح جزءا من الذاكرة الجماعية في اليوم الذي يقوم به نظام جديد في سوريا وتبدأ عملية تصفية الحساب.
‘هذه بلدات صغيرة. الجميع فيها يعرف الجميع. اذا كان ابنك خدم في جيش الاسد، فان عائلتك تصبح على الفور مشبوهة. اذا قتلت ابنتك في قصف النظام، تصبح بطلا. لا يمكن ان تسمح لنفسك الا تخرج الى التظاهر او التضامن مع العائلات الثكلى. انت تخرج الى الشارع حتى عندما تتعرض حياتك للخطر والا فانك لن تتمكن من ان تري وجهك للناس’، يشرح علي عثمان، لاجىء سوري يسكن في تركيا لصحافي تركي. بيته استولى عليه قوات الجيش الحر، وهو لا يعرف اذا كان سيتمكن من استعادته في أي مرة من المرات.
مواطنو تلبيسة لا ينشغلون بالخطوات الدورية الفاشلة الرامية الى اسقاط الاسد. وهم لا يتابعون جولات مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي ولا يسألون رأيهم في زعيم المعارضة، معاذ الخطيب، الذي يجد صعوبة في اقامة حكومة سورية مؤقتة. من بقي في البلدة يجتهد بالاجمال لان يجتاز يوما آخر وهو على قياد الحياة. علاوة المساعدات التي وعدت بها الولايات المتحدة، بمبلغ 60 مليون دولار، مشكوك ان تصل الى المدرسة المحلية المهدمة أم الى المخبز الذي يصعب عليه توفير أرغفة الخبز. المال سينتقل الى قيادة المعارضة وقيادة الجيش السوري الحر ليستخدم اساسا لشراء السلاح او لتمويل الرحلات الجوية لزعماء المعارضة. الحساب الكبير سيأتي لاحقا عندما سيتعين على احد ما ان يمول اعادة بناء الدولة.
تسفي بارئيل
هآرتس 6/3/2013
رئيس اركان الجيش الحر: المعارضة ستنتصر ‘خلال شهر’ اذا حصلت على اسلحة.. وجبهة النصرة ليست جزءا منا.. ولا نعارض مشاركتهم في القتال
بروكسل ـ ا ف ب ـ د ب ا: دعا رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر العميد سليم ادريس الدول الغربية الاربعاء الى امداد المعارضة السورية بالاسلحة والذخيرة معتبرا ان المسلحين سيتمكنون من الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد ‘خلال شهر’ في حال حصولهم على المساعدات.
وقال العميد ادريس في بروكسل في كلمة امام مجموعة من الاحزاب السياسية الوسطية في البرلمان الاوروبي ‘ما لدينا قليل، بل قليل جدا’.
واكد ان قلة الاسلحة والذخائر تعيق تقدم الجيش السوري الحر وتتسبب في المزيد من المعاناة للمدنيين، داعيا دول الاتحاد الاوروبي الى رفع الحظر عن الاسلحة. واضاف ‘لا نحظى سوى بقليل جدا من الدعم من الدول الغربية’.
واكد ان القوات النظامية السورية تستخدم المدفعية الثقيلة وصواريخ سكود ضد المدنيين وان المسلحين يحتاجون الى صواريخ مضادة للدبابات والطائرات.
وقال امام اعضاء تحالف الليبراليين والديموقراطيين في اوروبا ‘اذا توفرت لدينا الاسلحة التي نحتاجها، نستطيع ان نطيح بالنظام خلال شهر’.
كما حذر رئيس أركان الجيش السوري الحر من تنامي نفوذ ‘جبهة النصرة’ مع استمرار الصراع الدائر في سورية وعدم حصول قواته على دعم دولي.
وقال العميد سليم إدريس خلال زيارة لبروكسل إنه إذا استمرت الأمور على ما هي عليه الآن (ولم يسقط النظام) فإن جبهة النصرة ستزداد قوة، وطالب المجتمع الدولي بدعم قواته لتقليل نفوذها وقوتها في أعين الناس.
وأوضح أن الجبهة تجتذب المسلحين لأنها تتلقى دعما ولديها قدرات مالية، دون أن يوضح مصدرها ، وحذر في الوقت نفسه من المبالغة في رد الفعل على الجبهة ، وقال إنها لا تمثل سوى اثنين أو ثلاثة في المئة من قوام المسلحين البالغ عددهم 300 ألف مقاتل.
وأكد أن المجموعة ليست جزءا من الجيش السوري الحر وأنه لا يوجد أي خطط قتالية بين الجانبين، ولكنه شدد على أن الجيش الحر لا يعارض مشاركتهم في القتال.
هيغ: بريطانيا ستزود المعارضة السورية بعربات مصفحة
حذر من تحول سورية إلى وجهة للجهاديين في العالم
لندن ـ يو بي آي: أعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن حكومة بلاده ستزود المعارضة السورية بعربات مصفحة ودروع واقية من الرصاص، وحذّر من تحول سورية إلى الوجهة الأولى للجهاديين في العالم.
وقال هيغ في بيان أمام مجلس العموم (البرلمان) الأربعاء ‘سنقدم المزيد من الإمدادات من المعدات غير الفتاكة للمتمردين السوريين، وتعمل الحكومة البريطانية على أن تكون أكثر فعالية وقد تشمل مركبات رباعية الدفع ومعدات للحماية الشخصية، بما في ذلك الدروع الواقية للجسد، وتكنولوجيا للمساعدة في جمع الأدلة عند وقوع هجوم بالأسلحة الكيميائية، ومعدات لعمليات البحث والإنقاذ، والإمدادات الطبيبة، ومولدات الكهرباء، ومعدات تنقية المياه’.
وأضاف ‘ليس هناك خيار زائف بين الدبلوماسية من جهة والمساعدة العملية من جهة أخرى، وسنكون دائماً حذرين بشأن كيفية تطوير سياستنا لكن استعدادنا لتطويرها ينبغي أن يكون لا لبس فيه، وخاصة من قبل نظام الرئيس بشار الأسد’.
وشدد هيغ على ‘أن الخيار الدبلوماسي أخذ وقتاً طويلاً جداً وصار احتمال تحقيقه ضئيلاً مما جعل سورية تصبح الوجهة الأولى للجهاديين في العالم’، داعياً المجتمع الدولي إلى ‘زيادة الدعم للمعارضة السورية ودفع نظام الأسد من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع الدائر’.
وقال إن بريطانيا ‘تواصل الجهود للتوصل إلى أرضية مشتركة مع روسيا بشأن سورية، وسيلتقي وزير خارجيتها في لندن الأسبوع المقبل، ونائبه ميخائيل بوغدانوف ومبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في وقت لاحق’.
وأضاف هيغ أن سياسة المملكة المتحدة حيال سورية واضحة ‘وتملي علينا أن نكون مستعدين لبذل المزيد في مثل هذه الحالة من القتل والمعاناة.. ولا نستبعد أي إجراء لإنقاذ الأرواح’.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني ان حكومة بلاده ‘ستمنح حزمة قيمتها 13 مليون جنيه إسترليني من المساعدات اللوجستية والإنسانية للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سورية’، والتي أشار إلى أنها ‘صارت ممكنة بعد التعديلات التي تم إدخالها على حظر الأسلحة المفروض على سورية من قبل الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي’.
هيثم مناع يعلن ولادة ‘حلف’ معارض ويقول إن أحد أقطابه التقى معاذ الخطيب
لندن ـ يو بي آي: اعلن رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، هيثم منُاع، عن تشكيل تجمع جديد للمعارضة السورية تحت اسم ‘الحلف الديمقراطي المدني’، وكشف أن أحد أقطابه التقى رئيس ‘الإتئلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’ أحمد معاذ الخطيب بإطار الجهود الرامية لجمع الأطراف المؤيدة للحل السياسي.
وقال منّاع في مقابلة مع يونايتد برس انترناشونال، الأربعاء، إنه ‘على ضوء المستجدات الأخيرة وخاصة بعد إعلان مؤتمر جنيف للمعارضة الديمقراطية المدنية السورية وتصريحات الخطيب حول فتح حوار مع السلطة، نشأ جو جديد إن لم نقل يعطي الوضعية الأولوية للحل السياسي فهو على الأقل يضع الحل السياسي مباشرة في موازاة الأطروحات المتطرفة العسكرية التطور، وكان من الضروري للجنة المتابعة لمؤتمر جنيف لقوى المعارضة المدنية والديمقراطية السورية انشاء صيغة متقدمة تسمح بالتحرك الداخلي والإقليمي والدولي لأوسع جبهة من الموافقين على الحل السياسي من المعارضة السورية’.
واضاف ‘عقدنا اجتماعاً في باريس شاركت فيه عناصر أساسية من مؤتمر الإنقاذ الذي انعقد بدمشق في 23 أيلول (سبتمبر) 2012 وهيئة التنسيق وتيار بناء الدولة ومنظمات هامة من المجتمع المدني، من أجل التحرك بشكل مشترك في اطار مشروع خطة عمل ترتقي بالحوار السياسي إلى مستوى أعلى من مجرد اقتراحات وملاحظات، وتُقدم تصورات متماسكة يتم تداولها بين كل الأطراف المتبنية للحل السياسي من فصائل المعارضة السورية، وهذا ما جرى وتم اختيار كلمة الحلف للتعبير عن هذا التوافق الجديد المفتوح’.
وقال مناع ‘لدينا اتصالات مع جميع الأطراف المؤيدة للحل السياسي في الائتلاف الوطني السوري، وعلى رأسها رئيسه الشيخ الخطيب ونائبه رياض سيف، ومع كل الذين شاركوا بولادة المنبر الديمقراطي المعارض وباقي التنظيمات السياسية والشخصيات الوطنية المدافعة عن الحل التفاوضي’.
وسُئل عما إذا كان التقى رئيس ‘الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’، اكتفى منّاع بالإجابة بأن ‘أحد أقطاب الحلف الديمقراطي المدني التقى الشيخ الخطيب لمناقشة ورقة عمل الحلف’.
ولكن مصادر مطلعة ابلغت يونايتد برس انترناشونال أن رئيس هيئة التنسيق في المهجر ‘اجرى اتصالات مع الخطيب الشهر الماضي تناولت امكانية تنسيق المواقف بشأن التفاوض مع السلطة والحل السياسي للأزمة في سورية’.
واشار منّاع إلى أن الحلف الديمقراطي المدني ‘سيتواصل مع كافة الدول الإقليمية ذات التأثير على الأوضاع في سوريا ومن دون أحكام مسبقة، ويعقد اجتماعاً في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 11 آذار (مارس) الحالي، ويلتقي ممثلي جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في نيويورك يومي 14 و15، ويعقد اجتماعاً مع وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن يوم 18 من الشهر نفسه، قبل أن يتواصل مع الدول الإقليمية، بدءاً من مصر، على أمل أن تتم هذه الاتصالات خلال فترة لا تتجاوز الشهر’.
وقال رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر ‘سنزور موسكو ونيويورك وواشنطن للتعريف بالبرنامج الذي يقترحه الحلف الديمقراطي المدني بشأن التفاوض والمرحلة الانتقالية في سوريا، بعد تلقينا دعوات من عدة أطراف دولية وعربية، من بينها مصر والعراق، ووعوداً من قبل هذه الأطراف بدعم موقف الحلف’.
واعتبر أن الدعوة للقاء مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية ‘تمثل تحولاً هاماً.. وخاصة بعد فترة شهدت أصراراً من قبل عدد من دول أصدقاء الشعب السوري على عدم التواصل مع أي طرف خارج الإئتلاف الوطني كوسيلة تصوّر البعض أنها يمكن أن تُجبر أطراف المعارضة السورية على الإنضمام إلى هذا الائتلاف، واليوم عاد تعبير معارضة الداخل والمعارضة الديمقراطية لإظهار جدواه في التواصل مع مختلف أطراف المعارضة السورية من دون أن يغيّر ذلك من وضعها في مصاف الائتلاف’.
وحول مسألة التفاوض مع النطام السوري، قال منّاع، إن الحلف الديمقراطي المدني ‘يعتبر التواصل ثلاثي الشكل، الأول هو الشكل المحلي، بمعنى ضرورة الوصول إلى جهود التنسيق في حلقات جوهرية مؤثرة على الوضعين الآخرين الإنساني والسياسي، مثل قضية الإغاثة ومكافحة تفاقم الطائفية لعدم وجود موقف جدي لمحاربتها لدى جميع الأطراف السورية’.
واضاف ‘أن نادي المتطرفين من الطرفين، أصحاب الحل العسكري والأمني في السلطة، واصحاب النصر العسكري في المعارضة، هم الذين كانوا الصوت الأقوى خلال العام الماضي وحتى قبل شهر من اليوم، وكان هناك تغييب عالمي وإقليمي متعمد لما يمكن تسميته بالحل السياسي في سورية، الأمر الذي جعلنا نشهد أكبر عملية تدمير يتعرض لها بلدنا منذ عام 1920’.
واتهم القوى الكبرى بلعب دور في هذا التدمير، مشيراً إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلنتون ‘كانت مؤيدة بشكل واضح لموضوع الحل العسكري وبأموال عربية ومساعدة تركية’.
وقال منّاع إن هذا الحل ‘وصل إلى الطريق المسدود عبر هدم مدينتي ديرالزور وحلب وتدمير البنى التحتية الأساسية في المناطق الصناعية في شمال البلاد لأنه أوضح للعيان أن الأطراف المسلحة سبب أساسي وطرف رئيسي لعملية الهدم، كما أن كلمة (الشبيحة) صارت تنسحب على معظم أطراف الصراع العسكري، واصبحت عمليات الخطف والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء مشتركة بين الأطراف المتنازعة، وتكونت قناعة في ذهن المواطن السوري البسيط بأن المعارضة العسكرية التي تفعل ما تفعل قبل أن تصل إلى السلطة لن تختلف عنها بعد استلامها للحكم’.
ورأى أن ‘عودة الروح للحل السياسي ستجعل من الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، طرفاً ضرورياً لتقريب وجهات النظر بين العديد من الأطراف السورية والإقليمية والدولية’.
وتمنى منّاع من الإبراهيمي ‘أن يتحملنا ويبقى معنا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها سورية’.
العرب للسوريين: اقتتِلوا
لم يعد تورط معظم الدول العربية، والخليجية خاصة، في الدم السوري أمراً يُحكى عنه في الإعلام وتنفيه هذه الدول. صار تصدير السلاح إلى سوريا أمراً شرعياً وعلنياً يحظى بغطاء جامعة الدول العربية، التي وجهت للسوريين أمس رسالة من كلمة واحدة: اقتتلوا
بعد أشهر من التسليح المستتر، قرّر العرب، أمس، المجاهرة بتقديم السلاح للمعارضة السورية. قد تكون جولة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وما صدر عنها من مؤشرات عسكرية، شكلت عاملاً محفزاً للجامعة العربية للإعلان على الملأ أن «للدول العربية الحق في تقديم السلاح للمعارضة السورية، إذا رغبت في ذلك». إعلان يمثّل غطاءً «رسمياً عربياً» لعمليات التسليح. وهو ترافق مع غطاء سياسي للائتلاف السوري المعارض، تمثّل بمنحه مقعد سوريا في الجامعة العربية شرط تشكيله «هيئة تنفيذية».
وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الأخبار» إن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر اقترح بند تسليم مقعد سوريا في الجامعة إلى الإئتلاف المعارض، فرد عليه وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بالقول إن هذا الأمر لا يجوز قانوناً. عندها، تدخل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لافتاً إلى وجوب أن تكون الجهة التي ستتسلم أي مقعد في الجامعة، دولة قائمة. والدولة، بحسب العربي، «تُبنى على أسس أبرزها الأرض والشعب والسيادة». وأضاف: «صحيح اننا اعترفنا بالائتلاف كمفاوض باسم الشعب السوري، ونعرف أن جزءاً من الأرض السورية تحت سيطرة المعارضة، لكن السيادة بحاجة لهيكلية تعبّر عنها». وهنا دار نقاش قانوني، برز فيه، كالمعتاد، مواقف كل من لبنان والعراق والجزائر، كمعارضين لتسليم الائتلاف السوري مقعد سوريا في الجامعة. وبعد هذا النقاش، بدت علامات التململ على وزير الخارجية القطري، الذي توجه للحاضرين قائلاً: «أنتم تتحدّثون عن ضرورة الالتزام بالقانون، فيما بشار الأسد يخرق كل القوانين يومياً. لماذا لا نخرق القانون لمرة واحدة ونمنح المقعد للائتلاف السوري الآن؟». ثم توجه إلى العربي قائلاً: «لماذا لا تعرضون هذا الأمر على التصويت؟». لكن الاقتراح لم يُعرَض على التصويت، وتم تبني اقتراح نبيل العربي بتأجيل تسليم المعقد السوري للائتلاف المعارض إلى ما بعد تأليف الأخير هيئة تنفيذية تكون بمثابة الحكومة التي تتسلّم مقعد سوريا في الجامعة.
الخطوة التصعيدية العربية، قابلتها دمشق برفض أي مسعى للحل تقوده الجامعة العربية، التي اعتبرتها أداة للسياسة الخليجية. وشددت وزارة الخارجية السورية، في بيان، على أن «جامعة الدول العربية اختارت منذ تدخلها في مسار الأزمة في سوريا أن تكون طرفاً منحازاً لصالح جهات عربية وإقليمية ودولية تستحضر التدخل العسكري الخارجي في الأزمة، وتعرقل أيّ حل سياسي يقوم على الحوار الوطني وتشجع وتمول أطرافاً في المعارضة ومجموعات إرهابية متطرفة تعمل على تأجيج الأزمة من خلال عمليات قتل الأبرياء وتخريب البنى التحتية واستهداف الجيش العربي السوري وقوى الأمن وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد».
وأضافت «أن جامعة الدول العربية باتت رهينة الموقف السياسي المنحاز لدول خليجية بعينها (قطر والسعودية)، وبالتالي لا يمكن أن تكون طرفاً يسهم في الوصول إلى حل سياسي حقيقي للأزمة في سورية يقوم على إرادة الغالبية العظمى من أبنائها». وأكدت أن ما صدر عن مجلس الجامعة «يرسخ من جديد الدور القطري الذي يطلق اليوم رصاصة الرحمة على شيء اسمه الجامعة العربية ويؤشر أيضاً إلى أن مشيخات المال والنفط والغاز باتت أدوات التحكم بالعمل العربي المشترك وبالأمن القومي العربي في سبيل حرف البوصلة عن العدو الحقيقي الذي يحتل الأرض وتوجيهها نحو صراع مصطنع وهدام يستهدف وحدة الصف العربي والإسلامي».
واختتمت البيان السوري بالتأكيد أن «مواقف الجامعة وبعض الدويلات العربية لن يثني الحكومة السورية عن الاستمرار في التعاون الإيجابي مع الجهود الدولية البناءة للحل، ولا عن الاستمرار في ممارسة واجبها ودورها الوطني في فرض الأمن».
وكان البيان الختامي لاجتماع الوزراء العرب، الذي عقد في القاهرة أمس، قد قال إن «الدول العربية، بحسب رغبتها، لها الحق في تقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية التي تقاتل قوات النظام السوري إذا رغبت في ذلك». وطلب المجلس من الائتلاف الوطني السوري المعارض «تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنظماتها ومجالسها وأجهزتها للمشاركة في القمة العربية في الدوحة في 26 و27 آذار». وقال قرار المجلس إن الائتلاف المعارض سيشغل مقعد سوريا «إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا، وذلك تقديراً لتضحيات الشعب السوري والظروف الاستثنائية التي يمر بها».
وأوضح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الوزاري، أن كلاً من العراق والجزائر تحفظ على القرار، فيما نأى لبنان بنفسه عنه.
بدوره، رأى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، أن «الأزمة السورية مستمرة من دون أفق واضح لحلها؛ فالصراع خلّف عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء وشرد العديد من السوريين»، معتبراً أن «كل ذنب الشعب السوري هو أنه طالب بالحرية والكرامة والاستقلال، فواجه آلة القتل والدمار المنظم من قبل النظام». وأشار عمرو، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، إلى أن «مصر دعت منذ انطلاق الثورة السورية إلى عملية سياسية ونقل السلطة بشكل يضمن وحدة التراب السوري، ونحن نعي مخاطر إطالة أمد الصراع في سوريا». وأكد أن «الأزمة تهدد وحدة أراضي سوريا وفرص العيش المشترك بين كافة أبنائها».
ميقاتي مع 14 آذار وقطر ضد… منصور
في موقف مفاجئ ولافت، دعا وزير الخارجية عدنان منصور الجامعة العربية إلى رفع تعليق عضوية سوريا فيها، في خطوة نأى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالحكومة عنها، وخاصة بعد ما أثارته من انتقادات حادة من «قوى 14 آذار».
وكان منصور قد دعا في كلمة له في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، إلى إعادة سوريا إلى الجامعة العربية ورفع تعليق عضويتها فيها.
ولفت إلى أن «الأزمة السورية تؤلمنا جميعاً، حيث نقف أمامها عاجزين عن تحقيق الحل السياسي عبر الحوار؛ إذ نثبت للعالم أننا فشلنا في ذلك، وكل ما نجحنا فيه هو تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، فغرقت سوريا في الدمار والدماء وشهدنا تدفق السلاح من هنا وهناك وكذلك تدفق مجموعات المسلحين من الخارج واجتاحت المنطقة أفكار متطرفة تزرع بذور الفتنة الطائفية، وهي كلها بعيدة عن أصالة وعادات وثقافة شعوبنا وترمي إلى تفتيت نسيج مجتمعنا».
ولفت منصور إلى أن «أعداد النازحين السوريين إلى لبنان فاقت قدراتنا».
وبعد انتهاء كلمته، سلّم منصور رئاسة المجلس لنظيره المصري محمد كامل عمرو.
وردّ رئيس الحكومة القطري حمد بن جاسم على منصور خلال الجلسة، معتبراً أن «القرارات العربية كانت تسعى لحل الأزمة السورية سلمياً ولم تكن لإيجاد بحر من الدماء، و(الرئيس السوري) بشار الأسد هو من أوجد بحراً من الدماء؛ لأنه لم يتعاون معنا لحلّ الأزمة بالحلول السلمية التي حاولنا طرحها بشكل ودي، ونحن لم نستعن بالغرب في هذا الموضوع، وحاولنا حله عربياً وودياً». ورأى أن «الخاسر الوحيد هو شعب سوريا الشقيق».
وتعليقاً على دعوة منصور، جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، التأكيد «أن الحكومة اللبنانية لا تزال ملتزمة سياسة النأي بالنفس عن الوضع في سوريا، وهو الموقف نفسه الذي اتخذته عند صدور قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية». وأشار «إلى أن هذا القرار لا يزال ساري المفعول انطلاقاً من إعلان بعبدا الذي تم التوافق عليه في خلال مؤتمر الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان».
«الخليجي» يهدّد لبنان
من جهتها، حذرت دول مجلس التعاون الخليجي، في بيان، لبنان من عدم التزامه «سياسته الرسمية النأي بالنفس حيال سوريا»، داعية اللبنانيين إلى «تفادي كل ما من شأنه تعريض أمن بلدهم واستقراره للخطر».
وأوضح بيان صادر عن المجلس أن الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني، التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بيروت أول من أمس بتكليف من دول الخليج «ليبلغه قلق مجلس التعاون البالغ من مواقف لبنان الأخيرة وبعض الأطراف اللبنانية من الأوضاع في سوريا التي لا تعكس سياسة النأي بالنفس التي أعلن لبنان التزامه بها». وأشار إلى «أن الزياني الذي التقى سليمان بحضور سفراء الدول الست الأعضاء في المجلس عبّر عن التطلع إلى أن يحافظ لبنان على سياسته المعلنة، وأن يلتزم مواقفه الرسمية؛ لأن المواقف الرسمية لها تأثيرات إقليمية ودولية تنعكس على الأمن والاستقرار في المنطقة».
من جهته، رأى الرئيس سعد الحريري أن دعوة منصور إلى فكّ تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية «هي الخلاصة الحقيقية للدور القبيح الذي تقارب من خلاله الحكومة اللبنانية الحوادث الدموية في سوريا».
وسأل في بيان: «أين هي حكومة لبنان من الخطاب الذي ألقاه باسمها وزير الخارجية في اجتماع الجامعة العربية؟ هل نحن أمام وزير يتحدث فعلاً باسم الجمهورية اللبنانية ورئيسها، باسم الحكومة ورئيسها، أم نحن أمام وزير خارجية إيران؟ أو في أحسن تقدير أمام وزير ينفذ أوامر جهة سياسية، تمسك بزمام الأمر الحكومي وتفرض على لبنان، الدولة والمؤسسات والشعب، مواقف لا وظيفة لها سوى الإساءة إلى علاقات لبنان وتعريض المصلحة الوطنية لمخاطر جسيمة؟».
وإذ رفض الحريري هذا الموقف الذي وضعه «في خانة الخضوع لأوامر خارجية فحسب»، دعا من سماها «القوى السياسية المؤتمنة على سلامة لبنان وعلاقاته العربية» إلى «إشهار الرفض الكامل لسياسات الحكومة العشوائية».
ورأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنه كان الأجدر بمنصور «أن يأخذ في الاعتبار مشاعر الأكثرية الكبرى من اللبنانيين قبل أن يتخذ موقفاً من الثورة السورية، أو أقلّه أن يحصل على موافقة حكومته قبل أن يطرح إعادة العمل بعضوية النظام السوري في الجامعة العربية في محاولة لإعادة تعويمه وتقديمه على الساحة العربية بعد كل ما حدث في سوريا».
وسأل: «هل يعلم الوزير منصور أنه يعرّض لبنان واللبنانيين لمخاطر جمّة في أمنهم وأرزاقهم، يمكن أن تجرّ لبنان إلى عزلة عربية خانقة وعزلة دولية قاتلة؟».
وكرر الدعوة إلى استقالة الحكومة وسأل «من بقي فيها من أحرار، إلى متى هذا السكوت؟ ألم يحن وقت الاستقالة بعد من هذه الحكومة التي فشلت وفسُدت إلى حدود التهديد بإفساد سمعة لبنان في العالم؟».
ودعت الأمانة العام لقوى 14 آذار أصحاب الصلاحية «لوضع حد لتصرفات منصور واتخاذ التدابير لرفع الغطاء عنه الذي يوظفه خدمة للنظام السوري».
معارضون سوريون: بشار الأسد سفاح منفصل عن الواقع
بهية مارديني
أثار بشار الأسد عاصفة من النقد والشجب والاستهزاء بإعلانه نيته الترشح للانتخابات الرئاسية السورية في العام 2014، وقد رد معارضون على هذه النية بالتأكيد أن الأسد السفاح يعيش معزولًا، منفصلًا عن واقعه، آيلًا للسقوط.
يردد الرئيس السوري بشار الأسد في لقاءاته الصحافية أنه مواطن سوري، ومن حقه الترشح لانتخابات الرئاسة في العام 2014. لكن المعارضين السوريين يؤكدون لـ”ايلاف” أن الأسد لا حقوق له، وهو مجرم حرب يعيش منفصلًا عن الواقع، ويتقمص شخصية مناقضة لواقع حاله المعزول والمهزوم والآيل للسقوط.
وقال علي البش، عضو مجلس الشعب السوري المنشق، إن الأسد خرج عن إطار التفكير الإنساني الصحيح، وهذه التصريحات دليل على انه منفصل عن الواقع. وأكد البش أن ترشح بشار الأسد لانتخابات الرئاسة هو ضرب من المستحيل، متوقعًا أن تكون نهاية الأسد مدهشة للعالم قبل العام 2014.
ليحاكم أولًا
أكد فهد الرداوي، رئيس مكتب تيار التغيير الوطني في السعودية، أن الأسد قال إنه مواطن سوري، “إذن له ما له وعليه ما عليه، فإن كان مواطنًا سوريًا من حقه الترشح للرئاسة آنذاك، تنطبق عليه كافة القوانين المعمول بها في سوريا، ويجب محاكمته وفق هذه القوانين لارتكابه كل هذه الجرائم بحق الشعب السوري”.
واعتبر محمد سعد الدين، رئيس المجلس المحلي الثوري في الرستن، أن الأسد ليس مواطنًا سوريًا، فلو كان كذلك لما قتل كل هؤلاء السوريين المدنيين بدم بارد، ولما سمحت له عروبته بارتكاب كل هذه الجرائم. كما قالت سمر بدر، عضو تيار التغيير الوطني: “لا مانع لدي من ترشح الأسد للرئاسة، لكن بعد أن يدفع ثمن الدم الذي نزفه السوريون”.
آيل للسقوط
رأى المعارض السوري الكردي صلاح بدر الدين أن معظم المراقبين الذين تابعوا لقاءات الأسد الصحفية استنتجوا أنه يمضي قدمًا في تقمص شخصية مناقضة لواقع حاله المعزول والمهزوم الآيل للسقوط في أية لحظة.
قال: “إنها سمة غالبة لطبائع الحكام المستبدين في الشرق، وقد يكون الأسد، الممانع اللفظي الأفصح، أكثرهم تماديًا في التضليل وتصنع الأدوار إلى درجة الهذيان، كما قال الوزير البريطاني وليام هيغ”.
وأضاف صلاح الدين: “بحسب القوانين الراهنة الموضوعة في ظل نظام الأسد الأب والابن، هناك ضوابط وشروط لمسألة الترشح والانتخاب، وفي مقدمتها وثيقة لا حكم عليه من تهم الجرائم، واستيفاء الشروط الأخرى التي يجب أن يتمتع بها من يتولى رئاسة الدولة، وهي لا تتوافر في شخص يتحمل مسؤولية ازهاق أرواح عشرات آلاف المواطنين كونه القائد العام للقوات المسلحة”.
دول توجهه
ورأى صلاح الدين أن الأسد يقود نظامًا وضع أسس الطائفية في الدولة والمجتمع، ويثير النعرات العنصرية والمذهبية بين السوريين ويرهن مصير البلاد لقوى وجماعات مذهبية خارجية مارقة متورطة في مخططات إشعال الفتنة بين صفوف شعوب المنطقة، مخترقًا بذلك قدسية السيادة الوطنية، جاهدًا من أجل تقسيم البلاد لمصلحة العائلة والتغطية على الجرائم ونهب المال العام. وشدد على أن ما يردده الطاغية في رغبته الترشح لما بعد 2014 بمثابة رسالة تهديد ووعيد، معتبرا أنها “استجابة لإرادة مشتركة إيرانية روسية إسرائيلية من أجل إنهاء سوريا دولة وشعبًا، وبالتالي وأد هذه التجربة الثورية الفريدة المرشحة لتكون نموذجًا لقوى الثورة والتغيير بالمنطقة، وتعميم الاقتتال المذهبي وصولًا إلى كانتون شيعي – علوي، وهو ما يؤكده ما يجري في حمص ومنطقة القصير والتدخل العسكري لحزب الله وموقف حكومة نوري المالكي”.
أما المعارض الكردي ربحان رمضان فتساءل: “في بداية الثورة، كنا نتحدث عن انتخابات رئاسية مبكرة، قبل استشهاد كل هؤلاء الشهداء، فكيف يترشح الأسد الآن؟”، معربًا عن استغرابه هذا الطرح، ومشددًا على أن ترشح بشار الاسد لانتخابات الرئاسة أمر غير مقبول بتاتًا بالنسبة للسوريين. أضاف: “هناك دول من مصلحتها بقاء الأسد، وهي التي توجه خطاباته”.
ملطخ بالدم
من جانبه، أسف المعارض السوري نزار البابا لهذه التصريحات الصادرة عن “سفاح هذا العصر وشخص أجرم كل هذه الجرائم “.
وأضاف: “ليس من باب المنطق ولا من أبجديات القانون أن يرشح الأسد نفسه لانتخابات جديدة، ولابد من تحويله إلى المحاكم الدولية”.
واعتبر البابا أن ما شجع الاسد على هذه التصريحات هو الصمت الدولي، “فالمجتمع الدولي تحول شريكًا لبشار في قتل الشعب السوري”.
وأخيرًا شدد عبد الكريم الريحاوي، رئيس المنظمة السورية للدفاع عن حقوق الانسان، على أن الأسد مواطن سوري لكنه بالمعنى القانوني مجرم حرب، وهذا هو توصيفه الحقيقي، لافتًا إلى أن يدي الاسد ملطختان بالدماء لأنه أعلن الحرب على الشعب السوري منذ اللحظات الأولى.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/797716.html
العراق يعارض منح مقعد سوريا للمعارضة ويرفض عسكرة النزاع
أسامة مهدي
عارض العراق اليوم قرار الجامعة العربية منح مقعد سوريا في الجامعة إلى المعارضة، معتبرًا ذلك سابقة خطيرة تتناقض مع ميثاق الجامعة، وتفتح الباب أمام مطالبات مماثلة في حركات المعارضة لدول أخرى في الجامعة، وشدد على رفضه عسكرة النزاع السوري.
أسامة مهدي: جاء ذلك خلال ترؤس وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وفد بلاده المشارك في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 139 التي انعقدت في القاهرة اليوم، حيث ألقى الأمين العام للجامعة نبيل العربي كلمة تطرق فيها الى الموضوعات التي رفعت من قبل المندوبين للوزراء للبتّ فيها، ثم قدم شرحاً مختصراً عن تقرير اللجنة المستقلة برئاسة الأخضر الابراهيمي لإعادة هيكلية الجامعة.
سابقة خطرة
وقد عبّر زيباري “عن موقفه المبدئي والمتوازن من الأزمة السورية، حيث ابدى اعتراضه وتحفظه على اعطاء مقعد سوريا للمعارضة، باعتبار ذلك يشكل سابقة خطيرة في تاريخ جامعة الدول العربية، ويتناقض مع ميثاق الجامعة، وقد يفتح الباب امام مطالبات مماثلة في حركات المعارضة لدول اخرى في الجامعة”، كما قال بيان لوزارة الخارجية العراقية الليلة.
وطالب رئيس الوفد العراقي من كل الدول والأمانة العامة للجامعة بتحمل مسؤولياتها حول تداعيات ذلك القرار، مؤكدا ان “مصير ومستقبل النظام السوري يقرره الشعب السوري بنفسه”. كما عبّر عن تحفظ بلاده على موضوع تسليح المعارضة.. مشددا على ان العراق يرفض عسكرة النزاع، ويؤكد على ضرورة عدم تسليح طرفي الأزمة، واعترض على فرض اي قرار من الجامعة على الدول، لأن هذا الأمر سيادي، ويخص سيادة كل دولة في تقدير الامر.
جرت خلال الاجتماع مناقشة الوضع في سوريا وتعديل ملحق فلسطين في ميثاق الجامعة العربية وهيكلية وعمل الجامعة العربية وتحديث آلياتها والعلاقات العربية – الآسيوية واليابانية والروسية، اضافة الى اعتماد تقرير الامانة العامة، الذي رفع عن اجتماع المندوبين الدائمين، كما وافق الاجتماع على تقرير لجنة متابعة تنفيذ قرارات قمة بغداد الى القمة المقبلة في الدوحة.
كما جرت في اجتماع مجلس الجامعة الوزاري أيضًا مناقشات مستفيضة حول تطورات الازمة السورية، ومناقشة مسودة قرار، تدعو الى منح مقعد سوريا الى الائتلاف الوطني السوري والى تسليح المعارضة السورية.
مقعد للائتلاف وتسليح المعارضة
وقد دعت الجامعة العربية في ختام اجتماعها الوزاري ائتلاف المعارضة السورية إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد دمشق لديها وأقرت حق تسليح المعارضة للدول التي ترغب في ذلك، في حين اعتبرت الخارجية السورية هذه القرارات “تمهيدا للتدخل العسكري الخارجي”.
وأضافت الخارجية السورية في بيان لها أن “قرارات الجامعة منحازة لجهات عربية وإقليمية ودولية تستحضر التدخل العسكري الخارجي في الأزمة، وتعرقل أي حل سياسي يقوم على الحوار الوطني”.
واشار البيان الختامي للاجتماع الوزاري العربي أن الجامعة تشدد على كون الائتلاف الممثل الشرعي للشعب السوري، وقبلت بتمثيله في الجامعة العربية بشكل مؤقت، إلى حين انتخاب حكومة جديدة في سوريا تتولى السلطات في البلاد.
وأقرّ الاجتماع الوزاري بحق الدول العربية الراغبة في تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية المسلحة، مع التأكيد على مواصلة الجهود لإيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا.
جاءت هذه القرارات بعد دعوة وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور إلى إلغاء تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية للمساعدة على إيجاد حل للأزمة السورية. وقال منصور في اجتماع وزاري في الجامعة إن الاتصال بسوريا ضروري من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وكانت الجامعة العربية علقت عضوية دمشق في الجامعة العربية في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2011 بعد مرور ثمانية أشهر على بدء الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/797803.html
الأمم المتحدة تؤكد اختطاف 20 من مراقبي حفظ السلام في الجولان
واشنطن: هبة القدسي
أكدت الأمم المتحدة أنه تم اختطاف عشرين موظفا ومراقبا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في هضبة الجولان على الحدود السورية الإسرائيلية وأشارت إلى إرسال فريق إلى المنطقة لتسوية الوضع واستعادة الموظفين، ورفض مكتب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي الحديث عن تفصيل العملية أو الخطوات إلى ستقوم الأمم المتحدة بها واكتفى ببيان قال فيه: إن «موظفين تابعين لبرنامج مراقبة فض الاشتباك قد تعرضوا لهجوم قام به ثلاثون شخصا من المقاتلين المسلحين الذين قاموا باحتجاز نحو 20 موظفا ومراقبا من جنود حفظ السلام داخل المنطقة إلى الشرق من الخط ب».
وأضاف البيان أن «مراقبي الأمم المتحدة كانوا في مهمة امتداد روتينية وتم إيقافهم واحتجازهم عند مركز المراقبة رقم 58 التي تعرضت لأضرار نهاية الأسبوع الماضي بسبب القتال العنيف قرب مركز الجملة. وسوف تقوم بعثة الأمم المتحدة بإرسال فريق لتقييم الوضع ومحاولة حله».
وكان شريط فيديو نشر الأربعاء على موقع «يوتيوب» قد عرض عددا من المقاتلين السوريين وهم يحتجزون موظفي الأمم المتحدة، وظهر بالفيديو مقاتلون سوريون ببنادق هجومية ومن ورائهم سيارتان تابعتان للأمم المتحدة وبهما خمسة أشخاص يرتدون خوذات الأمم المتحدة والملابس الواقية من الرصاص.
وقال أحد المسلحين الذي يرتدي ملابس مدنية إنه أحد جنود جماعة شهداء اليرموك وتوعد خلال الفيديو أنه لن يتم الإفراج عن موظفي الأمم المتحدة حتى تنسحب القوات الموالية للرئيس بشار الأسد من قرية الجملة وهي قرية تقع على بعد ميل شرق خط وقف إطلاق النار الفصل في الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقال الشاب المسلح: «قيادة شهداء اليرموك تعلن أنها تحتجز قوة تابعة لمراقبي فض الاشتباك حتى يتم انسحاب قوات بشار الأسد من ضواحي قرية الجملة» وأضاف: «إذا لم يتم الانسحاب في غضون 24 ساعة فسوف نعاملهم على أنهم سجناء ومتواطئون مع نظام الأسد لإجبار المتمردين للخروج من قرية الجملة».
يذكر أن إسرائيل قد استولت على مرتفعات الجولان السورية في عام 1967 ووضعت الأمم المتحدة المنطقة في إطار منطقة وقف إطلاق النار منذ عام 1974 ولا يسمح للقوات السورية بالتواجد في المنطقة.
جنبلاط: الأسد منفصم.. والجمهورية الإيرانية تسير عكس المنطق الطبيعي
قال لـ «الشرق الأوسط» إنه لن يترشح للانتخابات إذا أقر «الأرثوذكسي».. والتأجيل السياسي للانتخابات يأخذ البلاد إلى المجهول
بيروت: ثائر عباس
لا يبدو النائب وليد جنبلاط مرتاحا هذه الأيام، فكل التطورات في المنطقة ولبنان تمثل نذائر شؤم بالنسبة إليه. كما أنه يرى ان التداعيات الناشئة عن الأزمة السورية تتهدد لبنان بشر مستطير، فيما الخطاب الداخلي ينزل إلى أدنى مستوياته طائفيا مع قانون «اللقاء الأرثوذكسي» الذي يقضي بأن تنتخب كل طائفة نوابها، والذي يعلن النائب وليد جنبلاط في حواره المطول مع «الشرق الأوسط» أنه لن يكون مرشحا للانتخابات على أساسه. أما شبح «التأجيل السياسي» للانتخابات فهو يؤرق النائب جنبلاط الذي يسعى لإبعاد لبنان عن «النفق المظلم» بالتشديد على إجراء الانتخابات وفق قانون يتوافق عليه الجميع «حتى لو كان فيه تفصيل للدوائر على قياس بعض الأطراف»، لأن البديل هو الفوضى، مشككا في وجود نية لدى النائب ميشال عون لتأجيل هذه الانتخابات. وفي ما يلي نص الحوار:
* هل يعني توقيع الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي مرسوم دعوة الهيئات الناخبة أن الانتخابات حاصلة وفق قانون «الستين»؟
– إن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة هو من واجبات وصلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، لكن المرحلة الثانية هي تشكيل هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية، وهذا من صلاحيات الحكومة، وأتوقع أن يلاقي هذا المشروع معارضة كبيرة من فريق 8 آذار داخل الحكومة. وعلى الرغم من توقيع الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي المرسوم فإنهما أعلنا تمسكهما باستمرار الحوار لأجل الوصول إلى توافق حول قانون الانتخاب.
* وما هو المخرج؟
– المنطق يقول إن المخرج هو في محاولة تقريب وجهات النظر بين مشروع الحكومة الذي ينطلق من النسبية فقط وبين قانون الأكثرية، والدلائل تشير إلى أن الرئيس سليمان مستعد للسير بقانون يمزج بين النسبية والأكثرية. تيار «المستقبل» كان يرفض النسبية، لكنه الآن يوافق على المزج بين النسبية والأكثرية، والخروج بمشروع يتوافق عليه كل الفرقاء يخلط بين الأمرين، ويبقى الخلاف حول تقسيم بعض الدوائر، وهو ما يجب أن نسعى إلى حله.
* كأنما كل فريق يريد الفوز بالانتخابات قبل إجرائها عبر تفصيل القانون..
– صحيح.. لكن الأمر مرتبط باحتدام الصراع السياسي الذي يزداد نتيجة الحدث السوري، ولهذا من الأفضل أن نتفق على قانون انتخاب، وأن تجرى الانتخابات في موعدها المقرر، ولاحقا تكون حكومة جديدة قد تكون حيادية أو حكومة تكنوقراط بدل الدخول بالبلاد في النفق المظلم وتأجيل الانتخابات، ودخول البلاد في دوامة فيها الكثير من المخاطر الأمنية والاقتصادية والسياسية.
* ماذا عن التأجيل التقني، وهل من الممكن أن يحصل؟
– التأجيل التقني شيء، والتأجيل السياسي شيء آخر. فالأول مقبول لشهرين أو ثلاثة أشهر، خاصة أن الناخب اللبناني لم يتعود نفسيا حتى الآن على قضية النسبية، فلا بد من شرح بشكل تفصيلي للناخب، كيف يتم المزج بين النسبية والأكثرية. لذلك، سوف يكون أمام الناخب صندوقا اقتراع، صندوق أكثري وصندوق نسبي، فهذا الموضوع التقني مقبول تأجيله لشهرين أو ثلاثة أشهر لشرح مستفيض للناخب ولبعض السياسيين، وأنا منهم. أما التأجيل السياسي فسوف يدخلنا في متاهات ليس للبلد مصلحة فيها.
* هل تشكك في وجود فريق يريد التأجيل السياسي للانتخابات؟
– عندما نرى تصريحات بعض ما يسمى بالتيار الوطني الحر، والإصرار على القانون الأرثوذكسي وهو نوع من تفتيت البلاد وإلغاء الآخر، يراودنا الشك في أن هناك محاولة للتأجيل السياسي. وذهب المسؤول الأول في التيار الوطني الحر (العماد ميشال عون) إلى طرح بدعة، حيث يقول إن الحكومة تستطيع القيام بوظيفة التشريع، وبذلك فهو يلغي دور المجلس النيابي. نعم يراودني هذا الشك بأن هناك مشروعا لتأجيل سياسي وليس تقنيا. لكن طبعا لست أدري ما هي النوايا الحقيقية للفريق الآخر المسمى بالقوات اللبنانية.
* ماذا يعني التأجيل السياسي في البلد؟
– التأجيل السياسي هو إدخال للبلاد في دوامة المجهول، وإعطاء المجتمع الدولي فكرة أننا لا نستطيع أن نجري في الانتخابات في موعدها، وهذا يضرب الاقتصاد اللبناني ضربة قاسية، ويضرب إمكانية أن يعود المستثمرون إلى لبنان إلى جانب الاستقرار الأمني والسياسي.
* انطلاقا من الوضع القائم حاليا في الساحة اللبنانية من تشنج طائفي ومذهبي، وأمني في بعض مراحله، هل يمكن إجراء الانتخابات في هذه الأجواء؟
– التشنج موجود ويعالج. مثلا، لنبدأ بحالة (الشيخ) أحمد الأسير المتنقلة والمتشنجة.. جزء من معالجة قضيته هو اعتقال الذين أطلقوا النار على مرافقيه، وأن تخرج أصوات الاعتدال السني مثل الشيخ سعد الحريري، والسيدة بهية الحريري، وغيرهما، وتقول نحن نرفض هذا الكلام المتشنج، لكن واجب الدولة أن تعتقل من اعتدى على مرافقي الأسير، وأن يوضع الأسير في حجمه الطبيعي، وأيضا أن نعود إلى الحوار لتصويب وجهة بندقية المقاومة التي دافعت عن الجنوب في مواجهة إسرائيل عام 2006، والتي حررت الجنوب سنة 2000.. يجب أن تعود إلى موقعها الطبيعي في الدفاع عن لبنان. لكن اليوم هذه البندقية نتيجة أمر العمليات الخارجي أصبحت متورطة في الحرب الأهلية السورية، وهذا سيجلب توترا مضادا من قبل فريق آخر من فريق 14 آذار، أو غير 14 آذار. بندقية تقاتل إلى جانب النظام وبندقية أخرى تقاتل إلى جانب الشعب وهذا يجر إلى توتر سياسي داخل لبنان.
* هل طرفا الأزمة في لبنان قادران فعلا على إحداث تغيير في الوضع السوري؟
– كلا، نحن نرى موقف المجتمع الغربي وبالتحديد الولايات المتحدة الأميركية، وزيارة وزير خارجيتها جون كيري كانت أفضل دليل، عندما يتبين التفاوت بين الموقف السعودي والموقف الأميركي. فهم يريدون إعطاء مساعدات إنسانية، ويتذرعون بما يسمى المتطرفين في الثورة السورية لعدم إعطاء السلاح النوعي، الذي يعجل في إسقاط النظام. كلما أطلنا من عمر النظام سيزيد التوتر والحرب الأهلية ويزداد تدمير سوريا، ويصبح الفرز في سوريا فرزا طائفيا ومذهبيا، بدل أن يكون سياسيا. لذلك، هذه هي سياسات أميركا في الأساس ومنذ معركة بابا عمرو، وهناك دوائر أميركية وغربية مشبوهة لم تقدم السلاح النوعي، وتصريح كيري يزيدني قناعة بأن هناك مؤامرة على وحدة سوريا.
* ما المطلوب غربيا حيال الأزمة السورية، ولماذا هذا الدعم المقنن؟
– يبدوا أن الغرب يريد إطالة الحرب الأهلية السورية، وهذا واضح من خلال وعدهم للمعارضة السورية بدءا بالمجلس الوطني مرورا بالائتلاف بوعود «طنانة ورنانة» وخطابات جميلة. لكن، فعليا وعلى الأرض يبدو واضحا أن هناك شيئا لا أفهمه إلا إذا كانوا هم سائرين في مشروع تفتيت سوريا وتغيير خارطة المنطقة، بعد أن بدأوا في العراق.
* ندخل في السنة الثالثة للأزمة السورية.. إذا استمرت الأمور على النحو نفسه فإلى متى تتوقع استمرار هذه الأزمة؟
– يبدو أن سياسة الولايات المتحدة لا تكترث كثيرا بمصير الشرق العربي، فهي تهتم بشأنها الداخلي، وهمها الأول حماية إسرائيل لا أكثر ولا أقل. ماذا فعلت الإدارة الأميركية سابقا في قضية الصراع العربي الإسرائيلي؟! بالطبع لا شيء. حاول أوباما في خطابه الشهير، عندما أتى إلى جامعة القاهرة، فقال بالعودة إلى المفاوضات بعد تجميد الاستيطان. لكن الاستيطان مستمر، والمفاوضات انقطعت لأنها لا جدوى منها. إذن نرى أن التركيز الأميركي يدور فقط حول كيفية حماية إسرائيل، وعدم الاعتراف بالمحيط، وتدمير سوريا لأنها كانت قوة أساسية محورية في مواجهة إسرائيل، وكانت مركز الثقل في المعادلة الإسرائيلية العربية، والآن تدمر، والأميركيون مع الإسرائيليين يتفرجون.
* بعد سنتين من الأزمة السورية، يبدو واضحا أن هناك فرزا داخليا بين الأقليات من جهة والأكثرية السنية من جهة أخرى؟
– أخشى كثيرا عندما نقرأ المقالات المتعددة والمتنوعة والمشبوهة من فؤاد عجمي وغيره. أخشى ما أخشاه من أنهم يشجعون في المنطقة أو يريدون عن قصد تغيير خارطة المنطقة التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو، وإدخال المنطقة في دوامة الصراعات المذهبية وربما القومية، فعلينا ألا ننسى قضية الأكراد في سوريا.
* على الصعيد الدرزي، أين نجحت وأين فشلت على صعيد دروز سوريا؟
– كانت رسالتي واضحة، وهي أن يتخلى الدروز عن الخدمة في الجيش السوري، بعدما حوله النظام من جيش مقاوم ضد إسرائيل، وكانت له مواقف بطولية بمواجهة إسرائيل في حرب 1973 وأثناء غزو لبنان في السلطان يعقوب، وعين زحلتا، وبيروت، ومعا أسقطنا مع الجيش العربي السوري اتفاق السابع عشر من مايو (أيار) المشؤوم. هذا الجيش اليوم أصبح نتيجة إجرام القيادة قامعا لشعبه. لذلك قلت للعرب الدروز أن يخرجوا من هذا الجيش من أجل حمايتهم وحماية مستقبلهم واحتراما لتراث الدروز العربي النضالي الذي نعرفه، عندما قاوموا مع سائر الوطنيين السوريين مشروع تفتيت سوريا عام 1925.
* أين نجحت وأين فشلت؟
– القضية ليست نجاحا أو فشلا. إن نداءاتي المتكررة بدأت تعطي أصداء، وآخرها استشهاد الملازم خلدون زين الدين، ورفض الدروز اليوم التجنيد، لأن النظام اليوم بحاجة إلى رجال فوجه نداء للاحتياط ولم يلب إلا قلة قليلة من الدروز نداء الاحتياط. أعتقد أنني نجحت، لكن مطلوب جهد إضافي. هناك نخبة من الضباط الدروز التحقت بالثورة السورية إن في منطقة إدلب أو حوران. المطلوب أكثر، لكن أعتبر أنني نجحت رغم الصعوبات، لأن النظام أساسا دمر البنى السياسية، والتقليدية، والعشائرية والعائلية، ليس فقط للدروز بل لكل سوريا حتى عند العلويين. ولا يمكن أن نظلم الطائفة العلوية ونضعها في خانة الخيانة لأن النظام أيضا دمر بنيتها التقليدية العشائرية واغتيل كبار قادتها. لذلك، أفعل ما أفعاله حماية لتراث ومستقبل الدروز، لأن مصيرهم متعلق بمصر سوريا مع الغالبية العربية في سوريا، فهم عرب قبل أن يكونوا دروزا.
* ألا تخشى على مصير الأقليات في سوريا إذا استمر الوضع على حاله؟
– هذه النظرية بشر بها النظام، تحالف الأقليات.. وهو لا يبالي بشيء، لا بوحدة سوريا ولا بتراثها ولا بشعبها، الذي قتل واعتقل عشرات الآلاف منه وحرق الآلاف من المدن والقرى، بالعكس إنه سائر بسوريا إلى الدمار المنظم.
* هل ما زال بالإمكان لحوار ما أن يخرج سوريا من الأزمة لتسوية ما؟
– كم كان الشيخ معاذ الخطيب جريئا عندما قال إنه مستعد للتفاوض شرط إطلاق سراح عشرات الآلاف من المعتقلين. كان الجواب الساخر في آخر مقابلة لبشار الأسد أنه مستعد للحوار بعد أن يلقي الثوار سلاحهم، ثم عندما سألته المراسلة حول شهداء الثورة السورية، قال «هل تستطيعين أن تعطيني أسماءهم؟!»، فهو منفصم شخصيا. ومن خلال معظم خطاباته أظنه يعيش في عالم آخر، الأمر الذي يعطيك دلالة كيف يتصرف تجاه شعبه عندما يتجاهل أن هناك عشرات الآلاف من القتلى ومن المفقودين ويصف هؤلاء فقط بالإرهابيين، فكيف يأتي الحل؟! لا حل إلا بإسقاط النظام، لكن عندما تعود إلى الدول الكبرى، وتسمع ممثلين عنها، فهذا يريد حلا سياسيا، وذاك يريد ترجمة واضحة لمؤتمر جنيف، ويقولون إنه في مؤتمر جنيف الذي عقد عام 2012 عندما اجتمع لافروف مع فابيوس وكلينتون، اتفقوا على مفهوم معين لكيفية معالجة الأزمة السورية ثم بدأ كل منهم يتهم الآخر، فكلينتون وفابيوس ذكرا أنهما مع الحل بعد إسقاط بشار، والروس قالوا اتفقنا على حل سياسي تكون فيه حكومة انتقالية تملك كل الصلاحيات ومن ثم نعالج قضية بشار، ونرى من جميع الجهات كيف يتركون سوريا تنازع لا أكثر ولا أقل. كانت بنود مبادرة الجامعة العربية الأولى واضحة جدا: تأكيد الحوار واحترام الحراك السلمي وإطلاق المعتقلين، والتحقيق حول المفقودين، ومحاسبة المرتكبين، وانتخابات حرة تؤدي إلى تداول السلطة.. ثم اختفت تلك المقولة وجاءت البعثات المتنوعة للمراقبين، وفشلت، وأصبحنا في تفسير التفسير لمؤتمر جنيف. يا له من خبث، هذا الأمر يؤكد لنا كيف أن المطلوب هو تدمير سوريا
* بالعودة إلى لبنان، هل تخشى من انعكاس الأزمة السورية محليا؟
– نعم أخشى وأنا أردد وأقول بدءا من طرابلس.. هناك بعض السياسيين يمولون جماعات لن أستعمل كلمة تكفيرية أو سلفية لوصفها، بل جماعات متطرفة، وهذا خطأ من قبل هؤلاء السياسيين. وخطأ من بعض الدول العربية تشجيع الأسير على الاستمرار في تلك الخطابات المتشنجة أو المهينة لعدد من القادة في الطائفة الشيعية. هناك خلاف سياسي في لبنان يعالج من خلال الحوار، ولا بد لحزب الله إذا استطاع أن يبلغ القيادة الإيرانية إعادة تصويب البندقية نحو إسرائيل، وليس للدفاع عن النظام السوري.
* الشيخ الأسير وسواه يقولون إنهم يدافعون عن طائفة مستهدفة؟
– من هي الطائفة المستهدفة؟.. هناك قلق وعلينا أن نتفهم أنه بغض النظر عن سياسة حزب الله هناك قلق لدى شريحة كبيرة من الشيعة في لبنان من أن هناك مؤامرة أو صورا لهم، وأن هناك مؤامرة على مصير الشيعة في لبنان. في المقابل، هناك مراهنة أو لنقل تنفيسا لاحتقان سني تاريخي أنتجته الوصاية السورية في سوريا وفي لبنان. يظنون أنه إذا ما سقط النظام يستطيعون أن يقوموا بثأر ما ضد الذين تعاملوا مع سوريا. لا بد من تصويب الأمر. كنت من الذين تعاملوا مع النظام السوري على مدى 29 عاما مع رموز من الطائفة السنية وغيرها. رفيق الحريري تعامل مع سوريا، وكبار المسؤولين من مسيحيين ومسلمين تعاملوا مع النظام السوري من آنذاك الحفاظ على عروبة لبنان واتفاق الطائف آنذاك. لا نستطيع أن نبسّط الأمور أنها فقط سنية – شيعية، وهذا سيكون خطأ فادحا. إن لبنان مستهدف بغياب».
* هناك من يقول إن تصرفات حزب الله تقود إلى هذه النتيجة في الشارع السني؟
– إذا كان هذا هو المنطق فهذا لا يعالج التشنج، بخطابات نارية من هنا أو هناك، فهو يعالج فقط بالجلوس إلى طاولة الحوار من أجل معالجة قضية السلاح والمصارحة حول مستقبل لبنان. إذا وصلنا إلى هذا التناحر وهذا الكلام العالي فلن يحل التشنج. هناك مكونان أساسيان: السنة والشيعة.. ولا مفر من الاتفاق على مستقبل لبنان والتأكيد على النأي بالنفس عن الحدث السوري ومنع نقل الحرب الأهلية السورية إلى لبنان والعودة إلى الذاكرة. نعم عهد الوصاية استباح رموزا كبيرة من الوطنيين اللبنانيين. نعم عهد الوصاية اغتال من اغتال، لكن علينا ألا ننسى أنه مقابل هذا الوجه القبيح هناك وجه آخر بأننا استطعنا مع سوريا أن نمنع تقسيم لبنان وتفتيته وأن نخرج الاحتلال الإسرائيلي من غالب الأرض اللبنانية المحتلة.
* جلستم إلى طاولة الحوار من عام 2006 إلى عام 2012، لكن الجلسات المطولة خرجت من دون نتيجة؟
– غير موافق. لا نستطيع أن نرفض الحوار لأن مبدأ رفض الحوار غير مجد، ومبدأ الاستقواء بالسلاح، خصوصا في مواجهة الآخرين أو استخدامه في الداخل، مرفوض وكذلك فإن مبدأ رفض الحوار مرفوض. لا بد من العودة إلى أسس الحوار، أي أن يكون السلاح في الوقت المناسب والظرف الإقليمي المناسب بتصرف الدولة اللبنانية، أي بإمرة الدولة اللبنانية. هذا ما قاله الرئيس ميشال سليمان. نعلم أن المنظومة الأمنية والعسكرية لسلاح حزب الله ليست منظومة محلية.. هي منظومة إقليمية. نعرف هذا الأمر.. لكن الجمهورية الإسلامية تسير اليوم عكس السير وعكس المنطق الطبيعي. هم يقولون إنهم يناصرون المظلومين في فلسطين وسواها، وهم اليوم يناصرون الاضطهاد في سوريا، أي النظام السوري الذي يقتل شعبه، وهذا عكس ما قاله آنذاك الإمام الخميني على حد علمي.
* ما هو المطلوب من إيران لبنانيا؟
– ألا يكون لبنان ساحة استخدام لتحسين شروط الحوار مع أميركا. نرى جيدا أن حوار ما بدأ بين إيران والولايات الأميركية المتحدة لكن لا نريد أن يكون على حساب لبنان والعرب.
* هل ترى في الأفق خطرا على لبنان جراء استخدامه كساحة لتحسين التفاوض؟
– ليست المرة الأولى التي يستخدم لبنان فيها كساحة. آن الأوان ليكون لنا الحد الأدنى كدولة، وأن نخرج من دوامة استخدامنا كساحة ونبقي على الثوابت، وهي اتفاق الهدنة مع إسرائيل، رفض التوطين، وعدم الدخول في أي مفاوضة مع إسرائيل إلى أن يبرز حل عادل مبني على أساس قضية الدولتين.
* بالعودة إلى الزواريب اللبنانية، بعد بروز مسألة اللقاء الأرثوذكسي نلاحظ موقفا مسيحيا موحدا للمرة الأولى منذ سنوات طويلة؟
– لا أوافق.. خرج المستقلون المسيحيون وأولهم الرئيس ميشال سليمان، وهو الذي دحض بالمطلق القانون الأرثوذكسي، وحسنا فعل لأنه لو لم يخرج ومعه نخبة النواب المسيحيين وفي مقدمهم الشيخ بطرس حرب لأخذت الأمور بعدا طائفيا أو مذهبيا. ليس هناك إجماع أبدا على القانون الأرثوذكسي.
* هم يقولون إن النواب المسيحيين ينتخبون بغير أصوات المسيحيين، وهذا يؤثر على حسن التمثيل المسيحي؟
– إذا سرنا بهذا المنطق نستطيع كذلك القول إن النواب المسلمين ينتخبون بغير أصوات المسلمين. هناك تنوع ولبنان مبني على التنوع وعلى الاختلاط العيش المشترك، خارج إطار هوية الناخب. إذا ما سرنا بمبدأ أن كل مذهب أو طائفة تنتخب ممثليها، انتهت الصيغة اللبنانية.
* ألا يعبّر هذا الواقع عن خوف أو قلق مسيحي في لبنان؟
– لا أوافق على هذا الكلام. لكن الذين طرحوا هذا الأمر يعيدون للأسف بعض المسيحيين إلى الانعزال ويشوهون التاريخ المسيحي الوطني العربي والقومي الأساسي وانفتاحه على الإسلام والعروبة. يتنكرون لتراث ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وعصور النهضة اليازجي وكثر. هناك أعلام مسيحيون في النضال العربي والنهضة تجاوزوا أفق هؤلاء القادة الصغار الذين يجهلون تاريخهم. جورج أنطونيوس كان من رواد القومية العربية، وجورج حبش، ونايف حواتمة.
* كيف تقيم تجربتك في هذه الحكومة أو التعايش معها؟
– استطعت مع فريق رئيس الجمهورية والرئيس ميقاتي أن نكبح جماح بعض المتطرفين ونضع خطا سميناه خطا وسطيا، لكن نحن أقلية.
* ماذا عن العلاقة مع سعد الحريري؟
– هناك علاقة مع آل الحريري، حتى لو كان هناك خلاف سياسي كما يقولون. لا مشكلة في الخلاف السياسي لأن الصداقة أقوى من الخلاف السياسي. حتى لو كان هناك تفاوت أو جرى خلاف سياسي نتيجة انضمامي إلى حكومة ميقاتي، لكن تبقى العلاقة مع آل الحريري علاقة تاريخية مبنية على التضحيات المشتركة وعلى علاقة شخصية ووفاء سياسي للشهيد رفيق الحريري.
* كيف تعد نفسك للانتخابات النيابية؟
– المطلوب انتخابات. القصة ليست شخصية. المطلوب انتخابات تفاديا للتمديد السياسي. التمديد التقني شيء والتمديد السياسي شيء آخر.
* يُحكى عن مشروع قانون لتمديد ولاية القادة الأمنيين، قائد الجيش وقائد قوى الأمن الداخلي ورئيس الأركان..
– صحيح، هذا أمر تفصيلي. نعم هناك ضرورات أمنية في هذا الموضوع.
* كيف تنظر إلى التحرك المطلبي القائم حاليا للموظفين في القطاع العام والمدرسي؟
– مشروع هذا التحرك. هذه الحكومة وقعت بخطأ عندما قامت بزيادات غير مدروسة لأساتذة الجامعات والقضاة، فتحرك قطاع المعلمين والقطاع العام لأنهم يريدون المساواة. وجدنا أنفسنا في مأزق لأنه ليست هناك واردات كافية، نتيجة عدم التقييم الصحيح للواردات أولا، وعدم الجباية الكافية للجمارك نتيجة التهريب وغض النظر لبعض الأجهزة الأمنية، وانخفاض معدل النمو الاقتصادي نتيجة المقاطعة العربية وعدم السير في الإصلاح الإداري. اتفقنا مرارا وتكرارا على أننا لا يمكننا أن نستثمر هذا المصروف في القطاع العام من دون إصلاح إداري جدي وهو ما ورد في «باريس 1» و«باريس 2» ولم نقم بشيء منه ووصلنا إلى أفق مسدود والعجز يزداد.
* ليس لنا إلا النفط إذن؟
– صحيح، لكن لا نريد أن نصطاد سمكا في البحر.
* أنت معروف بقراءتك، ما جديدها حاليا؟
– أقرأ كتاب «ذكريات صحافي شاهد على العصر الذهبي للعالم العربي من الخمسينات حتى أواخر القرن العشرين»، هو إريك رولو. كان صديقا كبيرا للقائد الراحل جمال عبد الناصر وصديقا للقضية الفلسطينية. لا بد من قراءة ذكرياته في العصر الذهبي الذي كان له رجالات كبار. وعلى الرغم من هزيمة 1967، والخلاف الحاد آنذاك بين الملك فيصل بن عبد العزيز وعبد الناصر، لكن في مؤتمر الخرطوم تناسى القائدان الكبيران الخلاف وتصافحا. هذه المصافحة أخرجت الجيش المصري من مستنقع اليمن وسمحت لعبد الناصر بإعادة تنظيم الجيش وتطهيره من الفساد وقام لاحقا بحرب الاستنزاف. ثم وعد الأمير فيصل بن عبد العزيز وحاكم الكويت الشيخ صباح السالم الصباح بمد عبد الناصر بكل المال المطلوب تعويضا لخسائر حرب 67. كانت هذه مرحلة جميلة جدا، وحرب الاستنزاف التي قام بها جيش عبد الناصر هي التي سمحت لاحقا للسادات بالعبور والانتصار في حرب 1973. عنوان الكتاب «في أروقة الشرق الأوسط.. ذكريات الصحافي والدبلوماسي إريك رولو».
* هل ستترشح للانتخابات؟
– وفق «الأرثوذكسي» لن أترشح.
* وماذا عن نجلك تيمور؟
– سيأتي الوقت ليترشح تيمور، لكن لا بد له من فترة تدريب في السياسة وسيعود إلى جانبي، رافقني في رحلتي الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية وسيرافقني في رحلات سفر أخرى. لا بد من أن يستمر تيمور في إدارة المختارة، لكنني كذلك وعدت الحزب بأن يأتي دم جديد إليه وهذا مفصول عن دور تيمور. دوره أن تبقى المختارة دارا لجميع اللبنانيين.
الجامعة العربية تجيز لأعضائها الحق في تقديم الدعم العسكري للجيش السوري الحر
دعت «الائتلاف المعارض» للمشاركة في القمة العربية بالدوحة.. والعراق والجزائر يتحفظان
القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة
دعا مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في ختام دورته الـ139، برئاسة مصر أمس، الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها وأجهزتها للمشاركة في القمة العربية المقبلة بالدوحة يومي 26 و27 الشهر الجاري، إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا، وذلك تقديرا لتضحيات الشعب السوري وللظروف الاستثنائية التي يمر بها.
وأكد وزراء الخارجية، على اعتبار الائتلاف المعارض الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الأساسي مع جامعة الدول العربية.
وأكد على أهمية مواصلة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية مع التأكيد على حق كل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر.
وتحفظت العراق والجزائر على منح الإتلاف السوري مقعد سوريا في الجامعة، وقالت الجزائر إن هذا يتعارض مع أحكام الميثاق ولوائح وأنظمة الجامعة العربية من حيث المضمون والجوانب الإجرائية. وقال العراق إن هذا القرار يتعارض مع نصوص ميثاق الجامعة العربية. ونأت لبنان بنفسها عن القرار.
وقال وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، إنه تم التأكيد على آخر قرار في اجتماع وزاري (عربي) بأن الائتلاف الوطني الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الأساسي، موضحا أن الائتلاف الوطني هو فصيل طالبناه بأن يشكل هيئة تنفيذية وأن يكون ممثلا فعليا للشعب السوري بكل طوائفه وفئاته لحين تشكيل حكومة منتخبة تتولى السلطة: «لذا مشاركة سوريا كدولة في اجتماعات الجامعة معلقة ومقعدها خال وما عملناه أن يشغل مقعد سوريا من يمثل الشعب السوري».
من جهته قال نبيل العربي، إنه لا توجد بارقة أمل حتى الآن في سوريا. ولفت إلى أن بيان جنيف يونيو (حزيران) 2011 يقضي لأمرين، بدء مرحلة انتقالية، وتشكيل حكومة لها كل الصلاحيات، لكن الأطراف والمجتمع الدولي ومجلس الأمن لم يتفقوا حتى الآن.
وأشار إلى أن هناك بعض المبادرات فهناك اقتراح معاذ الخطيب رئيس الائتلاف للحوار وهناك وضع عسكري وهناك بعض نجاحات للجيش الحر الذي يبذل قصارى جهوده، وليس لنا علاقة بالحل العسكري ولكن نتحدث عن الحل السياسي.
وأوضح العربي أن سوريا عضو مؤسس ولا أحد يمس العضوية لكننا نتكلم عن تعليق مشاركة سوريا في الاجتماعات ومقاطعتها، لكن لا توجد عقوبات في ميثاق الجامعة العربية.
وقال: اليوم حتى يمكن التفكير في جلوس الائتلاف على المقعد لا بد أن تكون هناك هيئة تنفيذية، مشيرا إلى أن الدول عبارة عن شعب وأرض وسيادة، والسيادة سلطة ولا بد أن يكون ممثل سوريا سلطة تنفيذية وحكومة مؤقتة وهيئة تنفيذية وهذا ما نص عليه القرار حتى يتمكنوا من تسلم المقعد المعلق.
وأكد محمد كامل عمرو، استمرار الأخضر الإبراهيمي في مهمته نحو حل سياسي، مشيرا إلى أن هناك فرقا بين الحل السياسي والحل السلمي، موضحا بالقول: «تعدينا الحل السلمي بعد قيام النظام بقصف الصواريخ على شعبه، لذا الحديث عن حل سلمي من باب الخيالات، ولكن ما نتحدث عنه الآن حل سياسي لأننا لا نريد أن يفرض النظام السوري حلال سياسيا بالقوة العسكرية، كما أنه لا يوجد تعارض مع دعم الشعب السوري بالدفاع عن نفسه».
وقالت مصادر الجامعة العربية إن وزراء خارجية كل من مصر والسعودية وقطر والدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، عقدوا اجتماعا تشاوريا مغلقا على هامش اجتماعات مجلس الجامعة، لبلورة موقف عربي يتعلق بالتعامل مع تطورات الأوضاع في سوريا خاصة فيما يتعلق بكيفية دعم المعارضة سياسيا ولوجيستيا لتعزيز موقفها في مواجهة تعنت النظام وعدم قبوله بالحوار، إلى جانب موضوع شغل مقعد سوريا في الجامعة العربية خاصة بعد مطالبة الائتلاف السوري بشغل هذا المقعد ودعوة وزير خارجية لبنان عدنان منصور إلى رفع تعليق مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة، الأمر الذي حدث حوله نقاش كبير في الجلسة المغلقة.
وأفادت مصادر دبلوماسيه عربيه أن الوزاري العربي تدارس في كيفية دعم وتسليح المعارضة السورية ودعم الجيش السوري الحر فيما أيدت بعض الدول إرجاء مقترح منح مقعد سوريا للائتلاف الوطني السوري بعد أن يتخذ الائتلاف إجراءات تشكيل هيئة موحدة أو حكومة مؤقتة.
وشهدت اجتماعات الدورة 139 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري أمس، سجالا بين وزير خارجية لبنان عدنان منصور ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بعدما دعا عدنان منصور لإنهاء تعليق عضوية سوريا في الجامعة للتواصل معها، وهو ما رفضه الشيخ بن جاسم قائلا: «إن بشار الأسد لم يلتزم بحل الموضوع سلميا ولم ينفذ القرارات العربية الصادرة في هذا الشأن».
وعقد الاجتماع برئاسة وزير الخارجية المصري. وقال عدنان منصور، رئيس الدورة السابقة، خلال الكلمة الافتتاحية للمجلس: «لنعد سوريا لحضن جامعتها العربية ولنرفع تعليق مشاركتها في اجتماعاتنا.. فالتواصل معها لإنقاذها من جديد ضرورة من أجل الحل السياسي لأن لهيب الحرب الذي يطال سوريا اليوم وكذلك الحركات التكفيرية التي تضرب في كل مكان إن لم نخمدها ونضع حدا لها، سيمتد لهيبها غدا إلى ديارنا جميعا». وأضاف عدنان قائلا: إن «مسؤوليتنا كبيرة أمام الله والتاريخ، وأمام شعوبنا، فلنعمل اليوم قبل الغد على إيجاد حل سياسي متوازن مشرف يخرج سوريا من أتون الحرب»، موضحا أن «الأزمة السورية تؤلمنا جميعا، حيث نقف أمامها عاجزين عن تحقيق الحل السياسي عبر الحوار الوطني بين الفرقاء.. كل ما نجحنا فيه هو تعليق مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة، رغم أننا عقدنا أكثر من 15 اجتماعا على مدار عامين واتخذنا القرارات تلو القرارات ظنا منا أننا سنوفر بها الأمن والاستقرار لسوريا بإزاحة نظام واستبداله بآخر فغرقت سوريا بالدماء وشاهدنا بلا شك تدفق السلاح والأموال من هنا وهناك بلا حساب ولا حدود، وكذلك مجموعات المقاتلين القادمين من الخارج الذي لم يعد خافيا على عاقل».
وأشار وزير خارجية لبنان إلى الضغوط التي يعانيها لبنان ودول جوار سوريا بسبب تدفق السوريين والفلسطينيين اللاجئين في سوريا والتي تفوق قدراتها، مشيدا بمؤتمر الكويت للمانحين الذي استضافته دولة الكويت، مطالبا بالتأكيد على ضرورة الإسراع بترجمة مقرراته.
في المقابل، قال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم: «إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يلتزم بحل الموضوع سلميا ولم ينفذ القرارات العربية الصادرة في هذا الشأن»، مضيفا في مداخلة له، أن «النظام السوري رفض كل الحلول التي قدمت له ونحن لم نستعن بالغرب وحاولنا التوصل إلى حل عربي على مدار عامين ولكن الأسد لم يلتزم بذلك والخاسر الوحيد هو الشعب السوري الشقيق».فرد منصور قائلا: «أنا لم أقل سوى أن القرارات الخاصة بسوريا لم تسفر عن شيء ولم أزد على ذلك».
من جانبه، أعرب وزير الخارجية المصري عن ثقته في تحقيق حاضر أفضل ومستقبل واعد لسوريا. وقال عمرو في كلمته بالجلسة التي تسلمت مصر رئاستها، إن «المأساة السورية دخلت عامها الثالث وسط نزوح مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري إلى دول الجوار، فضلا عن تشريد الملايين داخل سوريا الذين هربوا من أتون هذا الصراع دون ذنب اقترفوه إلا المطالبة بالحرية والكرامة». وأشار إلى ما وصفه بالدمار المعنوي والمادي الذي خلفه القتال وهو ما يتطلب عقودا للبناء ورأب الصدع.
وفي كلمته، كشف العربي عن أن هناك بارقة أمل لتفعيل المسار السياسي لحل الأزمة السورية على أساس ما تم الاتفاق عليه في مجموعة العمل الدولية في جنيف في يونيو الماضي، وقال: «أرجو ألا يتم تبديدها تحت أوهام الحل العسكري الذي يقوم به النظام السوري». ودعا العربي الحكومة السورية إلى التجاوب مع مبادرة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة التي حظيت بدعم الشعب السوري ومساندة الأطراف المعنية، مشيرا إلى أن إضاعة هذه الفرصة سيكون لها آثار خطيرة على سوريا.
من جهته، دعا وزير خارجية ليبيا محمد عبد العزيز، للإسراع باتخاذ إجراءات حازمة لوقف ما يحدث في سوريا، مشيرا إلى أن ليبيا كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالمجلس الوطني السوري.
لندن: إذا تعذّر الحلّ السياسي فلا نستبعد أيّ خيار لحماية أرواح السوريين
العرب يقرّرون تسليح المعارضة السورية
اتخذت جامعة الدول العربية أمس قراراً استراتيجياً طالما انتظره الشعب السوري بفتح الباب لكلّ الدول العربية “وفق رغبتها (في) تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية، لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر”، حسب البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس.
وفي لندن (مراد مراد)، قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس، إنه “إذا لم يتم حصول حل سياسي واستمرت الأزمة السورية، فإن علينا وعلى شركائنا في الإتحاد الأوروبي أن نكون مستعدين للتحرك الى الامام، وعندها لن نستبعد أي خيار لحماية أرواح السوريين”.
وفي بروكسل، أكد رئيس أركان الجيش السوري الحر العميد سليم ادريس أمس، أن المعارضة السورية بإمكانها أن تنتصر على نظام بشار الأسد خلال شهر إذا زوّد الثوار بالسلاح. وبرز أمس كذلك إعلان الامم المتحدة أن مسلحين سوريين احتجزوا 21 عنصراً من قوة حفظ السلام في منطقة محاذية لمرتفعات الجولان المحتل.
ففي القاهرة قرر وزراء الخارجية العرب أمس السماح للدول العربية بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية التي تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد “إذا رغبت في ذلك”، ووجهت الدعوة للائتلاف الوطني السوري المعارض لشغل مقعد سوريا في الجامعة.
وسبق ان شددت جامعة الدول العربية على أن تكون المساعدات للمعارضة السياسية السورية والجيش السوري الحر إنسانية وديبلوماسية فقط خلال الحرب الاهلية التي اودت بحياة زهاء 70 الف شخص.
لكن البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب شدد على “حق كل دولة وفق رغبتها (في) تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر.”
وتقود قطر مسعى ضد دمشق في الجامعة العربية لكن قرار الأمس لم يخرج بالإجماع، فلبنان والعراق والجزائر رفضت الموافقة على الأجزاء الخاصة بسوريا من البيان الختامي.
وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحافي إن الوزراء وجهوا دعوة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى تشكيل هيئة تنفيذية “لشغل مقعد سوريا في الجامعة ومنظماتها ومجالسها وأجهزتها للمشاركة في القمة العربية في الدوحة” يومي 26 و27 آذار الحالي.
وتابع أن ذلك سيكون “إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤولية السلطة في سوريا.”
ورحب وليد البني المتحدث باسم الائتلاف المعارض بالقرار. وقال إن من الأفضل ان يأتي متأخراً افضل من ألا يأتي على الإطلاق. واعتبر القرار خطوة في طريق المطالبة بمقعد في الامم المتحدة. وقال إن مثل هذه الخطوات المهمة ستؤدي في آخر الأمر الى الإطاحة بالأسد ووضع نهاية لنظامه الوحشي.
كما طالب عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض هيثم المالح دول العالم التي اعترفت بالائتلاف بتسليم السفارات السورية إلى المعارضة.
وألقت قطر التي قادت الجهود ضد دمشق داخل الجامعة العربية اللوم على الأسد في إراقة الدماء المستمرة منذ نحو عامين في سوريا. وقال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في الاجتماع “من أوجد بحراً من الدماء هو بشار لأنه لم يلتزم القرارات العربية ولم يتعاون معنا لحل الموضوع سلمياً وهو الذي يقصف بالسكود شعبه وهو الذي رفض كل الحلول التي حاولنا عملها بشكل ودي وأخوي”.
وفرّ نحو مليون لاجئ من سوريا ما زاد الضغوط على جيرانها ومنهم لبنان. وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الدول المستقبلة تجد صعوبات في تقديم المساعدة للاجئين.
وجدد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ امس استعداد بريطانيا لـ”تغيير نوعية المساعدات التي تقدمها للمعارضة السورية في حال استمر حمام الدم”، وفند الدفعة الجديدة من المساعدات التي تعهد في مؤتمر روما بتقديمها طوال فترة الثلاثة اشهر المقبلة من معدات دفاعية مثل الستر الواقية والعربات المدرعة. واعرب عن امله في ان تحمل المباحثات التي سيجريها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في لندن الاسبوع المقبل نتائج ايجابية.
وخلال كلمته امام مجلس العموم امس، أعلن هيغ “ستقدم بريطانيا نوعاً جديداً من المساعدات الدفاعية للمعارضة السورية لتتمكن من حماية ارواح المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها وذلك بعدما اقر الاتحاد الاوروبي تعديل بند حظر ارسال معدات حربية”. اضاف “اننا نبحث مع الإئتلاف الوطني السوري ماهية المعدات الدفاعية التي يحتاجون اليها وتحمي اكبر عدد ممكن من الناس. وبالتالي مساعدتنا ستتضمن حتماً عربات مدرعة رباعية الدفع تساعد القوات المعارضة في التنقل بحرية وسلامة اكبر ذلك اضافة الى معدات الحماية الفردية كالدروع والستر الواقية من الرصاص..، وايضا سنقدم لهم المساعدات التقنية والتدريبية لكيفية بسط سلطتهم الامنية لحماية استقرار وسلامة المواطنين في المناطق المحررة تماماً من قبضة النظام”. اضاف “لقد قررنا ارسال 3 ملايين جنيه استرليني هذا الشهر سيليها 10 ملايين في فترة لاحقة. وندعو جميع الدول الى تقديم مساعدات مشابهة. الحكومة البريطانية لا تشك لحظة في ان هذه القرارات ضرورية ومتوازنة وتعتبر رداً قانونياً على المأساة الانسانية الشديدة التي يعيشها الشعب السوري”.
وشدد الوزير البريطاني على ان “المملكة المتحدة لا يمكنها ان تقف متفرجة بينما الاسد يطلق صواريخ السكود على شعبه. ان المسار الديبلوماسي يستهلك وقتاً طويلاً ويسير ببطء بينما اعداد الضحايا ترتفع بشكل اسوأ يوماً بعد يوم”. اضاف “لا يمكن للمجتمع الدولي ان يقف مكتوف الايدي في مواجهة الواقع”.
وألمح هيغ بشدة الى تسليح الثوار او التدخل العسكري قائلا “بالنسبة لنا اذا لم يتم حصول حل سياسي واستمرت الازمة السورية فإن علينا وعلى شركائنا في الاتحاد الاوروبي ان نكون مستعدين للتحرك الى الامام وعندها لن نستبعد اي خيار لحماية ارواح السوريين”.
وأكد هيغ ان ما يجري في سوريا يتعلق بالامن القومي البريطاني لثلاثة اسباب هي “اولاً زيادة التطرف الديني الذي قد يحول سوريا منبعاً للإرهاب، فتخلي العالم عن المعارضين المعتدلين سيسلم البلاد الى المتطرفين. ثانياً استمرار الأزمة يهدد استقرار وامن المنطقة بأسرها، فهناك تقارير مستمرة عن صراعات تدور عند الحدود مع لبنان والعراق والاردن بالاضافة الى انعكاساتها السلبية والمذهبية على شرائح المجتمع داخل تلك البلدان. ثالثاً استعار ازمة اللاجئين الانسانية التي تجبرنا وحلفاؤنا في المنطقة على التعامل بشكل طارئ ومستمر مع مأساة انسانية آخذة في الاتساع”.
وأكد هيغ ان “المعلومات التي لدينا تؤكد ان ايران تمد النظام السوري بالدعمين المالي والعسكري كما انه حبذا لو ان روسيا تحترم ايضاً قرار عدم ارسال اسلحة الى النظام في هذا الصراع”.
وحمّل هيغ موسكو وبكين مسؤولية كبيرة في استمرار الصراع لتأمينهما الغطاء للأسد في مجلس الامن الدولي “ليس لدينا اي اشارة بأن نظام الأسد ينوي فعلاً الدخول في مفاوضات سياسية حقيقية. يبدو لنا انهم يؤمنون بقدرتهم على هزيمة معارضيهم عسكرياً ويعتمدون في ذلك على الحماية التي يحصلون عليها من بعض الدول في مجلس الامن. لذا من الضروري قلب حساباتهم تلك راساً على عقب في حال اراد المجتمع الدولي التوصل فعلاً الى حل سلمي قريب لهذا النزاع”.
وسئل هيغ عن امكان فرض حظر جوي فوق مناطق معينة تحتضن المدنيين، فأجاب “اذا اردنا ان نؤمن مناطق يلجأ اليها الناس داخل سوريا فعلينا ان نكون متأكدين مئة في المئة من قدرتنا على حمايتهم لأننا لا نرغب في حصول كوارث انسانية كالتي جرت في الماضي في اماكن صراع اخرى. وان تطبيق فرض حظر جوي يناقش من وقت لآخر في اللقاءات الدولية ولكني لا ارى بريطانيا تدخل طرفا في تطبيقه الا اذا وافقت الولايات المتحدة على القيام بذلك”. واكد هيغ ان “لندن وواشنطن تنسقان تماماً سياستهما تجاه الازمة السورية”. كما اكد ان “تركيا تقف موقفاً متحمساً لتسريع انهاء الصراع عبر تقديم المزيد من الدعم للإئتلاف الوطني السوري، وسأبحث مجدداً ازمة دمشق مع نظيري التركي احمد داود اوغلو غدا (اليوم) على هامش اعمال المؤتمر الخاص باليمن الذي تستضيفه لندن”.
وأعلنت الامم المتحدة ان مسلحين سوريين احتجزوا 21 من عناصر قوة حفظ السلام في منطقة محاذية لمرتفعات الجولان المحتل.
وقال متحدث باسم الامم المتحدة ان مجموعة من المسلحين السوريين احتجزت نحو 20 من عناصر قوة حفظ السلام الدولية في منطقة محاذية لمرتفعات الجولان المحتل.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان المحتجزين هم من الجنسية الفليبينية، الا ان الامم المتحدة لم تكشف جنسيتهم.
وصرح نائب المتحدث باسم الامم المتحدة ديل بوي للصحافيين ان القوات الدولية “ابلغت انه في وقت سابق من اليوم (أمس) اوقف نحو 30 مقاتلا نحو 20 من عناصر حفظ السلام واحتجزوهم” في منطقة محاذية للجولان. واضاف ديل بوي ان “المراقبين الدوليين كانوا يقومون بمهمة امداد معتادة، وتم توقيفهم عند نقطة المراقبة 58 التي اصيبت باضرار وجرى اخلاؤها في عطلة نهاية الاسبوع الماضي بعد قتال عنيف في منطقة مجاورة في (قرية) جملة”.
ولاحقاً، اعلن المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان مراقبي الامم المتحدة الذين يحتجزهم مقاتلون معارضون في هضبة الجولان المحتلة يبلغ عددهم 21.
وسارع مجلس الامن الدولي الى المطالبة بالافراج عن عناصر حفظ السلام المحتجزين، وقال رئيس قوات حفظ السلام الدولية هيرفي لادسوس ان مفاوضات تجري الان مع الخاطفين.
واظهر شريطا فيديو بثهما المرصد السوري على موقع “يوتيوب”، متحدثاً باسم مجموعة المسلحين يعلن تبني ما اطلق عليه “لواء شهداء اليرموك” احتجاز المراقبين.
ميدانياً، قال نشطاء بالمعارضة ان طائرات حربية سورية قصفت مدينة الرقة في شمال شرقي سوريا لليوم الثاني على التوالي أمس مما أسفر عن مقتل 39 شخصا.
وقالت لجنة التنسيق المحلية ان 17 شخصا قتلوا في غارة واحدة على ساحة في المدينة. وأظهرت لقطات مصورة مقاتلين يضعون أشلاء داخل سيارة اسعاف.
وكانت استكملت المعارضة السورية أمس سيطرتها على المدينة مركز المحافظة الكبيرة التي تحمل الاسم نفسه.
كذلك شن الطيران غارات أمس على احياء محاصرة في مدينة حمص وسط سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري، مع محاولة القوات النظامية لليوم الرابع اقتحام هذه الاحياء المحاصرة التي تشكل معاقل للمقاتلين المعارضين.
وقال المرصد “تعرضت احياء حمص القديمة للقصف من الطائرات المروحية”، في حين تعرض حي الخالدية “للقصف من طائرة حربية وراجمات الصواريخ”.
وادت اعمال العنف الاربعاء الى مقتل 121 شخصا هم 33 مدنيا و34 جنديا و54 مقاتلا معارضا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.
ديبلوماسيا، يلتقي المبعوث الروسي لسوريا نظيره الاميركي ومبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي في لندن اليوم لمناقشة الازمة في سوريا، بحسب مسؤول بارز.
في واشنطن، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان “دولا كثيرا” تدرب المعارضة السورية المسلحة.
وقال كيري في تصريحات أوردها راديو “سوا” الأميركي أمس أثناء مغادرته قطر، إن “دولاً كثيرة تقوم بالتدريب”، من دون تقديم تفاصيل حول الدول المعنية. وتطرق قائلا إنه من “المهم أن يقوم الرئيس الأسد بتعديل مقاربته الحالية وأن يقول له حلفاؤه بضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل سلمي”. وكان رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر العميد سليم ادريس دعا من بروكسل الدول الغربية الى امداد المعارضة السورية بالاسلحة والذخيرة، معتبراً ان المسلحين سيتمكنون من اطاحة نظام الاسد “خلال شهر” في حال حصولهم على المساعدات التي يحتاجون إليها لهذا الغرض.
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا، “المستقبل”)
معارضة سوريا “خطوة للأمام”: عسكرياً بالرقّة وسياسياً بالجامعة العربية
احتجاز 21 مراقباً أممياً في سوريا
تتسارع التطورات الميدانية في سوريا بشكل يسبق أي حراك سياسي يجري للوصول إلى نهايات للأزمة المستحفلة منذ عامين. وفيما كانت جامعة الدول العربية تدعو الائتلاف السوري المعارض لتشكيل هيئة تتولى مقعد سوريا في الجامعة، كان مقاتلو المعارضة يحققون سيطرة تامة على مدينة الرقة أول مركز محافظة يصبح خارج سيطرة نظام بشار الأسد، في حين أعلنت الأمم المتحدة أن مسلحين سوريين احتجزوا 21 من عناصر قوة حفظ السلام في منطقة محاذية لمرتفعات الجولان المحتلة.
التطور السياسي اللافت، تمثّل بإعلان الجامعة العربية استعدادها لمنح المعارضة السورية مقعد دمشق في الجامعة بعد تعليق عضوية سوريا منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2011، الأمر الذي سارعت دمشق الى رفضه.
وفي قرار صدر إثر اجتماع وزاري لمجلس الجامعة، طلبت الأخيرة من الائتلاف الوطني السوري المعارض “تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنظماتها ومجالسها واجهزتها للمشاركة في القمة العربية في الدوحة في 26 و27 اذار/مارس”. وأضاف القرار ان الائتلاف المعارض سيشغل مقعد سوريا “إلى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا وذلك تقديرا لتضحيات الشعب السوري والظروف الاستثنائية التي يمر بها”.
ورداً على قرار الجامعة، قالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان “الجمهورية العربية السورية تؤكد على موقفها الثابت والرافض لأن يكون للجامعة في ظل سياساتها المنحازة اي دور او تمثيل في اي خطة او جهود دولية تسعى الى حل سلمي للازمة في سوريا”.
وكان وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور طالب في وقت سابق الأربعاء بإعادة سوريا الى الجامعة العربية بعد عجز العرب عن “تحقيق الحل السياسي عبر الحوار الوطني”، في حين قال مجلس التعاون الخليجي في بيان في الرياض إن أمينه العام عبد اللطيف الزياني ابلغ الرئيس اللبناني ميشال سليمان “قلق مجلس التعاون البالغ من مواقف لبنان الأخيرة وبعض الأطراف اللبنانية من الاوضاع في سوريا التي لا تعكس سياسة “النأي بالنفس” التي اعلن لبنان التزامه بها”.
ميدانياً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن: “أصبحت مدينة الرقة خارج سيطرة القوات النظامية بعد استسلام عناصر فرع الأمن العسكري اثر حصار واشتباكات استمرت يومين”، لتصبح المدينة “أول عاصمة محافظة خارج سيطرة النظام”.
وكان فرع الأمن العسكري آخر معاقل النظام السوري في المدينة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في شكل شبه كامل الإثنين، وتمكنوا الاربعاء من السيطرة على فرع الأمن السياسي، بحسب المرصد.
وتعرضت المدينة الأربعاء لقصف بالطيران الحربي أدّى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بحسب المرصد الذي قال إن الغارات الجوية تركزت في “محيط الفروع الأمنية والدوائر الحكومية”.
واعتبر وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في تصريح بثه التلفزيون الرسمي أن “اعتداءات وجرائم ارهابيي “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” في محافظة الرقة هي نتيجة هزائمهم أمام الجيش العربي السوري في حلب (شمال) ودمشق”، معتبراً أن “لا شيء يثير المخاوف والقلق” حول وجود هذه المجموعات في المدينة، وأن “المسألة مسألة وقت”.
التطور الأمني الآخر جاء من المنطقة المحاذية لإسرائيل، حيث أعلن، ديل بوي، المتحدث باسم الامم المتحدة أن مجموعة من المسلحين السوريين احتجزت 21 من عناصر قوة حفظ السلام الدولية في منطقة محاذية لمرتفعات الجولان المحتل. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان المحتجزين هم من الجنسية الفليبينية، الا ان الامم المتحدة لم تكشف جنسيتهم.
وأضاف ديل بوي ان “المراقبين الدوليين كانوا يقومون بمهمة إمداد معتادة، وتم توقيفهم عند نقطة المراقبة 58 التي أصيبت بأضرار وجرى اخلاؤها في عطلة نهاية الاسبوع الماضي بعد قتال عنيف في منطقة مجاورة في (قرية) جملة”.
وسارع مجلس الأمن الدولي الى المطالبة بالافراج عن عناصر حفظ السلام المحتجزين، وقال رئيس قوات حفظ السلام الدولية هيرفي لادسوس ان مفاوضات تجري الآن مع الخاطفين.
وأظهر شريطا فيديو بثّهما المرصد السوري على موقع “يوتيوب”، متحدثاً بإسم مجموعة المسلحين يعلن تبنّي ما أطلق عليه “لواء شهداء اليرموك” احتجاز المراقبين.
ميدانياً أيضاً، شن الطيران الحربي السوري غارات على أحياء محاصرة في مدينة حمص وسط سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري، مع محاولة القوات النظامية لليوم الرابع اقتحام هذه الاحياء المحاصرة التي تشكل معاقل للمقاتلين المعارضين. وقال المرصد “تعرضت احياء حمص القديمة للقصف من الطائرات المروحية”، في حين تعرض حي الخالدية “للقصف من طائرة حربية وراجمات الصواريخ”.
ويتزامن القصف مع اشتباكات عنيفة في احياء وسط هذه المدينة التي يعدها الناشطون المعارضون “عاصمة الثورة” ضد الرئيس بشار الاسد منذ منتصف آذار/مارس 2011.
من جهته، بث التلفزيون الرسمي السوري ان القوات النظامية “تواصل ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة في مناطق عدة في حمص (…) وتكبدها خسائر كبيرة”.
وأدت أعمال العنف الاربعاء الى مقتل 121 شخصا هم 33 مدنيا و34 جنديا و54 مقاتلاً معارضاً، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.
وكانت الامم المتحدة اعلنت أن عدد اللاجئين السوريين الهاربين من النزاع في بلادهم ناهز المليون شخص. وقال رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس ان “مع مليون شخص فارين من بلادهم، وملايين النازحين داخل البلاد، وآلاف الأشخاص الذين يعبرون الحدود كل يوم، فإن سوريا دخلت دوامة الكارثة المطلقة”.
ولم تكن الامم المتحدة تتوقع بلوغ عدد اللاجئين هذا الحد قبل حزيران/يونيو المقبل. وأوضحت المفوضية ان هذا التطور سيدفعها الى تعديل تقديراتها حيال النازحين الذين لجأت غالبيتهم الى لبنان والأردن وتركيا والعراق، بينما تنتقل أعداد متزايدة منهم الى شمال افريقيا وأوروبا.
دبلوماسيا، يلتقي المبعوث الروسي إلى سوريا ميخائيل بوغدانوف نظيره الأميركي وليام بيرنز ومبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي في لندن الخميس لمناقشة الازمة في سوريا، بحسب مسؤول بارز.
وفي العراق المجاور لسوريا، قال محافظ نينوى اثيل النجيفي إن “طائرتين سوريتين خرقتا الاجواء العراقية السبت الماضي خلال الاشتباكات التي وقعت عند منفذ اليعربية”.
وكانت القوات النظامية السورية استعادت الجمعة المعبر من ايدي المقاتلين، قبل ان تتجدد الاشتباكات السبت، والتي نقل على اثرها جنود سوريون الى العراق للمعالجة. وادى كمين خلال عودة هؤلاء الى بلادهم الاثنين، الى مقتل 48 منهم.
وفي واشنطن، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان “دولا كثيرا” تدرب المعارضة السورية المسلحة. في السياق نفسه، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بلاده ستزود المسلحين السوريين الذين يقاتلون ضد نظام الرئيس بشار الاسد بمعدات حماية شخصية وعربات مصفحة.
وكان رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر العميد سليم ادريس دعا من بروكسل الدول الغربية الى امداد المعارضة السورية بالاسلحة والذخيرة معتبرا ان المسلحين سيتمكنون من الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد “خلال شهر” في حال حصولهم على المساعدات.
الجيش النظامي السوري يقصف الرقة
140 سوريا قتلوا أمس
أكد ناشطون مقتل عشرات المدنيين أمس الأربعاء في غارات جوية وقصف بصاروخ سكود على مدينة الرقة وريفها، بعد سيطرة كتائب الثوار على معظم أنحاء المحافظة. وفي الوقت نفسه, تواصل القتال في دمشق, بينما كثفت القوات النظامية هجومها على حمص ومناطق أخرى مما تسبب في مقتل 140 شخصا.
وقال مراسل الجزيرة في الرقة ميلاد فضل نقلا عن ناشطين إن 22 شخصا قتلوا في غارة على حي البياطرة بالرقة التي تعرضت أمس لما لا يقل عن 25 غارة. وتحدث ناشطون عن ارتفاع قتلى الغارات على المدينة إلى أربعين.
وقبل ذلك, انفجرت سيارات مفخخة عقب سيطرة كتائب الثوار -بما في ذلك جبهة النصرة- على المقار الأمنية في الرقة التي تقع إلى الشرق من حلب, مما تسبب أيضا في مقتل وجرح العشرات.
وقال المراسل إن المدينة تعرضت أيضا مساء أمس للقصف من المروحيات, بينما واصلت المقاتلات التحليق في سمائها حتى وقت متأخر من الليل.
تحت السيطرة
وقد استكمل الثوار أمس السيطرة على المقار الأمنية باستيلائهم على مقري الأمن السياسي والعسكري في الرقة, بعدما سيطروا قبل ذلك على مقر المحافظة واعتقلوا المحافظ وضباطا بارزين.
وقال مراسل الجزيرة في المدينة إنه ما زال أمام الثوار الاستيلاء على مقر الفرقة 17 -الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن الرقة- واللواء 93 التابع للفرقة, ومطار الطبقة العسكري، كي تكون الرقة أول محافظة سورية تخرج بالكامل عن سيطرة النظام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلين في الرقة اعتقلوا المئات من جنود النظام والمليشيات الموالية له, وإنه يخشى على مصيرهم.
وبالتزامن مع الغارات على الرقة, سقط مساء أمس صاروخ سكود على بلدة معدان بريف المدينة مخلفا عشرات القتلى والجرحى وفقا للجان التنسيق المحلية.
حمص ودمشق
ميدانيا أيضا, أعلن الجيش الحر أنه بدأ أمس عمليات لفك الحصار عن أحياء حمص المحاصرة منذ شهور, والتي تتعرض منذ أيام لأعنف حملة عسكرية من القوات النظامية خلال شهور أيضا.
وقال ناشطون إن القوات النظامية قصفت أمس بطائرات الياك 130 والميغ والمروحيات أحياء تعد معاقل للجيش الحر مثل الخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص، مما تسبب في مقتل عشرين شخصا وإصابة عشرات.
وفي دمشق, دمر مقاتلو الجيش الحر حاجز مجمع 8 آذار في الزبلطاني, بينما تواصلت الاشتباكات في حي جوبر على مقربة من ساحة العباسيين, وفي منطقة المتحلق الجنوبي قرب مطار دمشق الدولي.
وفي وقت سابق أمس, وقعت اشتباكات في أطراف مخيم اليرموك جنوبي دمشق.
ووفقا لناشطين, تعرضت أحياء دمشق الجنوبية لقصف مدفعي وصاروخي أوقع عددا من القتلى، بينهم ثلاثة في حي الحجر الأسود. كما قُتل مدنيون في قصف على بلدات بريف دمشق, بينما استمرت المعارك خاصة في داريا التي يحاول الجيش النظامي منذ ثلاثة أشهر استعادتها.
وقتل آخرون في قصف مماثل على بلدات في إدلب ودرعا, كما قتل عناصر من الجيش الحر وجنود نظاميون أثناء اشتباكات متفرقة في ريف حلب وريف إدلب. وتعرضت حلب لغارات وقصف مدفعي بالتزامن مع اشتباكات, خاصة في محيط المخابرات الجوية بحي جمعية الزهراء حسب ناشطين.
وكان الجيش الحر قد أعلن قبل ذلك أنه أسقط مروحية في محيط مطار النيرب العسكري بريف حلب.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن 141 شخصا قتلوا أمس، بينهم 12 طفلا و11 سيدة. وقتل معظم هؤلاء في دمشق وريفها وحمص وإدلب والرقة وحلب، وفقا للمصدر ذاته.
الجامعة تشترط لمنح مقعد سوريا للمعارضة
الائتلاف المعارض يرحب
قررت جامعة الدول العربية دعوة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها وأجهزتها للمشاركة في القمة العربية المقبلة بالدوحة إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا، وذلك “تقديرا لتضحيات الشعب السوري وللظروف الاستثنائية التي يمر بها”.
جاء ذلك في ختام اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة اليوم لبحث جدول أعمال القمة العربية المقبلة في الدوحة يومي 26 و27 من الشهر الجاري وكذلك الوضع الميداني والسياسي في سوريا.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إن منح المعارضة مقعد سوريا في الجامعة سيكون معلقا إلى أن تشكل هذه المعارضة هيئة تنفيذية لشغل هذا المقعد.
وقرر مجلس الجامعة في اجتماعه كذلك التأكيد على اعتبار الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الأساسي مع جامعة الدول العربية.
كما أكد على أهمية مواصلة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، مع التأكيد على حق كل دولة وفق رغبتها بتقديم كل وسائل الدفاع عن النفس، بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر.
رد فعل
وفي تعليق على قرار الجامعة منح مقعد سوريا للمعارضة، قال الكاتب الصحفي السوري أحمد الحاج علي للجزيرة إن هذا الموقف يعد بمثابة إعلان حرب سياسية من قبل الجامعة على الحكومة السورية.
وقال “كان هناك فارسان مصريان والفريسة سورية”، في إشارة إلى تصريحات نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في مؤتمرهما الصحفي عقب اجتماع مجلس الجامعة.
في المقابل قال وليد البني الناطق باسم ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية من بودابست إن قرار الجامعة هو خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. وأضاف للجزيرة أن “أشقاءنا العرب بدؤوا فعلا الآن بالوقوف إلى جانب الشعب السوري”.
وكان مراسل الجزيرة أفاد في وقت سابق اليوم بأن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عقد اجتماعا مغلقا ضمّ كلا من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو لبحث منح الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا في الجامعة العربية.
وكان وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور دعا أثناء ترؤسه للاجتماع إلى رفع تعليق عضوية سوريا بالجامعة للمساعدة في التوصل إلى حل سياسي للصراع في البلاد.
وأضاف منصور أن “الجامعة فشلت في حل الأزمة السورية، ولم تنجز سوى تعليق عضوية سوريا فيها”، ودعا إلى ضرورة وقف نزيف الدم السوري، وأكد على ضرورة الاتصال بسوريا من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وعقب انتهاء الوزير اللبناني من كلمته رد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري بالقول إن من يتحمل مسؤولية بحر الدماء في سوريا هو الرئيس بشار الأسد الذي رفض تنفيذ القرارات العربية.
وأضاف أن الأسد قام بقتل شعبه وقصفهم بالأسلحة الثقيلة وصواريخ سكود، وأشار إلى أن الجامعة العربية لم تستعن بالغرب لحل الأزمة السورية، مضيفا أن الجامعة حاولت على مدى عامين حل هذا الموضوع عبر قرارات ومبادرات لم تصل لنتيجة.
وكانت عضوية دمشق بالجامعة علقت في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 أي بعد مرور ثمانية أشهر على بدء الثورة على نظام الأسد.
من جانبه دعا وزير الخارجية المصري لتقديم الدعم للمعارضة السورية وتقوية قدرتها. وأضاف أن “ما يتعرض له الشعب السوري من قتل ممنهج ودمار يحتاج إلى عقود من إعادة البناء”. مؤكدا أن النظام السوري يرفض جميع المبادرات السلمية.
أما الأمين العام للجامعة فكشف أن مجلس وزراء الخارجية العرب يبحث الأوضاع الدامية في سوريا وسبل وضع حد لها عبر الجهد السياسي.
وأجبرت المواجهات المستمرة منذ أيام بمحيط كورنيش النيل في القاهرة بين محتجين وقوات الأمن إلى نقل اجتماعات الدورة الـ139 لوزراء الخارجية العرب من مقر الجامعة الدائم إلى أحد الفنادق البعيدة.
لاجئو سوريا في الجوار يتجاوزون المليون
نقل مراسل الجزيرة نت بالأردن عن رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أندرو هاربر أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها تخطى حاجز المليون لاجئ في دول الجوار، وذلك في فترة مبكرة للغاية عن ما كان متوقعا، مما يزيد من الضغط على الدول المجاورة التي تجد صعوبة في إعالتهم.
وقال هاربر -في مؤتمر صحفي عقده بمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن صباح اليوم الأربعاء- إن الأردن يحتضن النسبة الأكبر من اللاجئين السوريين، حيث يبلغ عددهم أكثر من 420 ألفا، منهم 320 ألفا مسجلون لدى الأمم المتحدة.
وقال مراسل الجزيرة نت في عمّان محمد النجار إن المسؤول الأممي توقع أن يصل عدد اللاجئين السوريين في الأردن وحده إلى نحو مليون لاجئ هذا العام إذا استمرت الأزمة السورية، مشيرا إلى أن نصفهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، وأن من بين كل خمسة لاجئين طفل يقل عمره عن خمسة أعوام.
وكانت المفوضية تتوقع وصول عدد اللاجئين السوريين في الخارج إلى مليون لاجئ بحلول الصيف المقبل، لكن اشتداد حدة الصراع زادت من وتيرة النزوح.
وناشد رئيس مفوضية اللاجئين المجتمع الدولي الإيفاء بالتزاماته تجاه المفوضية التي قال إنها لم تتلق سوى 30% من حجم الدعم الذي تعهدت الدول بتقديمه خلال مؤتمر عقد مؤخرا في الكويت، والبالغ 1.5 مليار دولار.
وتوقع هاربر أن يرتفع عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار إلى ما بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ حتى نهاية العام الجاري، لافتا إلى أن هذا الارتفاع يتطلب إنشاء مخيمات جديدة، وهو ما لا يمكن للمفوضية القيام به في ظل عدم إيفاء المجتمع الدولي بالتزاماته.
معاناة خطيرة
وفي الأثناء، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنتونيو غوتيريس في بيان إن المفوضية تبذل قصارى جهدها لمساعدة اللاجئين السوريين، لكن هناك معاناة خطيرة في الاستجابة الإنسانية الدولية و”يجب لهذه المأساة أن تنتهي”.
وذكرت المفوضية أن الضغط شديد جدا على خدمات الكهرباء والماء والصحة والتعليم بالأردن، بينما أنفقت تركيا أكثر من 600 مليون دولار لإنشاء 17 مخيما للاجئين مع تواصل بناء المزيد.
وكان مدير الأمن العام في الأردن حسين هزاع المجالي قد صرح أمس بأن أزمة اللاجئين السوريين في بلاده “كسرت ظهر الأمن العام”، نتيجة للعبء الكبير الذي وقع عليها، حيث تؤوي الأردن نحو 440 ألفاً من اللاجئين.
وبلغ معدل وصول السوريين للأردن خلال الشهرين الماضيين أكثر من ألفين يوميا، حيث قالت المفوضية إن سبعين ألف لاجئ سوري دخلوا الأردن خلال الشهر الماضي.
أما في لبنان، فقالت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بلبنان نينيت كيلي إن أعداد اللاجئين المتدفقين على لبنان تضاعفت إلى 4400 لاجئ يوميا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
مجلس الأمن يدين احتجاز 20 من مراقبي الأمم المتحدة في الجولان
مقاتلون سوريون: احتجاز المراقبين حتى انسحاب جيش النظام من قرية “جملة” الحدودية
دبي – قناة العربية
دان مجلس الأمن الدولي بشدة احتجاز 20 مراقباً من الأمم المتحدة في الجولان، وطالب المجلس مقاتلي المعارضة السورية بالإفراج عنهم، وقال رئيس قوات حفظ السلام الدولية، هيرفي لادسوس، إن مفاوضات تجري الآن مع الخاطفين.
وكان نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ديل بوي، أعلن أن نحو 30 من المسلحين السوريين – حسب وصفه – أوقفوا نحو 20 من عناصر قوات حفظ السلام الدولية واحتجزوهم في منطقة محاذية لمرتفعات الجولان المحتل.
هذا ودان فيتالي تشوركين، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، عملية الاحتجاز لمجموعة من قوات الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان على الخط الفاصل بين سوريا والمنطقة التي تحتلها إسرائيل، وطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.
وقال تشوركين: “إن أعضاء مجلس الأمن يدينون بشدة احتجاز مجموعة من أكثر من 20 من قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بالمنطقة المحددة شرق الخط بي في وقت سابق اليوم من قبل عناصر مسلحة من المعارضة السورية”.
وأضاف: “يطالب أعضاء مجلس الأمن بالإفراج غير المشروط والفوري عنهم جميعاً ويدعون جميع الأطراف إلى التعاون مع قوات حفظ السلام بحسن نية لتمكينها من العمل بحرية وضمان الأمن الكامل لأفرادها. ويؤكد أعضاء المجلس دعمهم غير المشروط لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك”.
وكان ناشطون قد بثوا شريطاً على الإنترنت لعناصر من المعارضة السورية يقولون إنهم يحتجزن المراقبين الأممين، وأنهم سيفرجون عنهم بعد انسحاب قوات النظام السوري من قرية “جملة” الحدودية مع إسرائيل، التي شهدت اشتباكات خلال اليومين الماضيين.
الجيش الحر يطلق تحذيراً جديداً من تدخل حزب الله بسوريا
تقرير أكد أن الحزب يحاول السيطرة على عرسال لقطع الإمداد عن الثوار
دبي- قناة العربية
نشرت القيادة المشتركة للجيش الحر التفاصيل الأولية، لما قالت إنه خطة حزب الله لاجتياح الأراضي السورية من جهة ريف حمص. وحذرت قيادة الجيش الحر منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والرأي العام العربي والدولي من مخاطر وتداعيات الحملة العسكرية الواسعة لحزب الله.
لعلها صافرة إنذار جديدة تطلقها القيادة المشتركة للجيش الحر حول مخطط لحزب الله يفضي إلى اجتياح وتأمين مناطق واقعة على الحدود اللبنانية السورية. وبحسب معلومات القيادة المشتركة للجيش الحر فإن الحزب بدأ بإجراء تدريبات لعناصر له في البقاع الغربي قرب بلدة “مشغرة” اللبنانية تمهيداً لإرسال دفعة جديدة للقتال داخل سوريا.
أما التطورات، حسب الجيش الحر، فبدأت بإنشاء غرفة عمليات في لبنان لبدء تنفيذ المخطط الثاني، مخطط بدأ منذ بداية فبراير/شباط الماضي مع انسحاب قوات النظام السوري من بعض الحواجز، لاسيما من المنطقة الحدودية بين عرسال اللبنانية والقلمون السورية، على أن تحل محلها عناصر من حزب الله لقطع طريق الزمراني في عرسال وبالتالي قطع الإمداد عن الثوار.
وتقول قيادة الجيش الحر إن الأيام العشرة الأخيرة من فبراير/شباط شهدت إنشاء مراكز انتشار لحزب الله في جرد نحلة في بعلبك على الحدود السورية من جهة المعرة قرب يبرود، ومن جهة ثانية هي القصير والقرى السورية الثمانية التي سيطر عليها حزب الله.
ويشمل المخطط – حسب هذه المعلومات التي لم يتم التأكد من صحتها من مصدر مستقل – تكثيف عمليات التدريب العسكري في بعلبك ـ الهرمل، باعتبار الطرق الدولية التي تصل لبنان بسوريا خطوطاً حمراء لا يجب أن تقع بيد الجيش السوري الحر.
إلى ذلك، يسعى الحزب إلى تعزيز مواقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة أحمد جبريل وفتح الانتفاضة والصاعقة المنتشرة على الحدود في البقاعين الغربي والأوسط والمدعمة بدبابات ومنظومة صواريخ وأنفاق، تصل لسبعة كيلومترات.
أما عدد المقاتلين المتوقع أن يدفع به حزب الله نحو الأراضي السورية من جهة حمص، فيتراوح ما بين أربعة وخمسة آلاف مقاتل، حسب بيان القيادة المشتركة للجيش الحر.
احتجاز مراقبين دوليين في الجولان
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
دان مجلس الأمن الدولي بشدة، الأربعاء، قيام مقاتلين من المعارضة السورية المسلحة باحتجاز 21 عنصرا من جنود حفظ السلام قرب مرتفعات الجولان، في خطوة من شأنها أن تزيد من قلق إسرائيل من انتقال العنف من سوريا إلى أراضيها.
وطالب المجلس الذي شكل خلية أزمة لمعالجة الحادث، بالإفراج الفوري عن جنود حفظ السلام، في حين كشف رئيس قوات حفظ السلام الدولية، هيرفي لادسو، عن مفاوضات تجرى مع الخاطفين.
وكان تسجيل مصور بث في موقع يوتيوب ظهر فيه على ما يبدو بعض مقاتلي المعارضة السورية مع القافلة المحتجزة، في وقت نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان بيانين لمسلحين يسمون انفسهم “لواء شهداء اليرموك” أعلنوا فيهما خطف عناصر الأمم المتحدة.
وقال أحد الأشخاص في الفيديو إن “(عناصر) الأمم المتحدة يقومون بمساعدة النظام على دخول بلدة جملة، ويدعون أنهم يريدون فض الاشتباكات في أراضي الجولان. هم كاذبون. يريدون (من) قوات النظام أن تدخل قرية جملة”.
من جانبه، أكد فيتالي تشوركين، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة الذي يرأس مجلس الأمن في شهر مارس، إن رئيس عمليات حفظ السلام أبلغ المجلس في إفادة طارئة أن المقاتلين الذين احتجزوا جنود حفظ السلام “مرتبطون بعناصر في جماعات المعارضة السورية المسلحة.”
وأضاف أن محتجزي الجنود قدموا “بعض المطالب المرتبطة بالوضع الفعلي على الأرض في سوريا”، متهما من جهة أخرى جماعات مسلحة بتقويض الأمن بين إسرائيل وسوريا بالقتال في مرتفعات الجولان.
وتأتي هذه الحادثة بعد أيام على تحذير إسرائيل مجلس الأمن بأنها لن “تقف مكتوفة اليدين” مع امتداد الحرب الأهلية في سوريا التي سقط فيها أكثر من 70 ألف قتيل، إلى أراضيها.
جدير بالذكر أن إسرائيل تحتل مرتفعات الجولان منذ حرب عام 1967، ولا يسمح للقوات السورية بدخول المنطقة الفاصلة التي تراقبها قوات للأمم المتحدة، وذلك بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه عام 1973 وأسبغت عليه الصفة الرسمية في 1974.
دمشق: قرارات الجامعة تمهد للتدخل العسكري
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
دعت الجامعة العربية في ختام اجتماعها الوزاري، الأربعاء، ائتلاف المعارضة السورية إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد دمشق لديها وأقرت حق تسليح المعارضة للدول التي ترغب بذلك، في حين اعتبرت الخارجية السورية هذه القرارات “تمهيدا للتدخل العسكري الخارجي”.
وأضافت الخارجية السورية في بيان لها أن “قرارات الجامعة منحازة لجهات عربية وإقليمية ودولية تستحضر التدخل العسكري الخارجي في الأزمة وتعرقل أي حل سياسي يقوم على الحوار الوطني”.
وكان البيان الختامي للاجتماع الوزاري العربي الذي حصل مراسل “سكاي نيوز عربية” على نسخة منه ذكر أن الجامعة تشدد على كون الائتلاف الممثل الشرعي للشعب السوري، وقبلت بتمثيله في الجامعة العربية بشكل مؤقت إلى حين انتخاب حكومة جديدة في سوريا تتولى السلطات في البلاد.
وأقر بيان الاجتماع الوزاري بحق الدول العربية الراغبة بتقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية المسلحة، مع التأكيد على مواصلة الجهود لإيجاد حل سلمي للأزمة بسوريا.
جاءت هذه القرارات بعد دعوة وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور إلى إلغاء تعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية للمساعدة في إيجاد حل للأزمة السورية.
وقال منصور في اجتماع وزاري بالجامعة إن الاتصال بسوريا ضروري من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وكانت الجامعة العربية علقت عضوية دمشق في الجامعة العربية في نوفمبر 2011 بعد مرور ثمانية أشهر على بدء الاحتجاجات الشعبية على حكم الرئيس بشار الأسد.
غارات جوية على الرقة
ميدانيا، قصفت طائرات حربية سورية معاقل للمعارضة المسلحة في مدينة حمص وسط البلاد في حملة بدأتها القوات النظامية منذ أربعة أيام لاقتحام الأحياء القديمة التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة، كما أفادت مصادر سكاي نيوز عربية عن تعرض مدينة الرقة لقصف جوي لليوم الثاني إثر سيطرة المعارضة المسلحة عليها.
وقال نشطاء بالمعارضة ان طائرات حربية سورية قصفت مدينة الرقة شمال شرقي سوريا لليوم الثاني على التوالي الأربعاء ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 17 شخصا قتلوا في غارة واحدة على ساحة في المدينة، وأظهرت لقطات مصورة مقاتلين يضعون أشلاء داخل سيارة إسعاف.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر سكاي نيوز عربية أن مقاتلي المعارضة المسلحة سيطروا على فرعي الأمن العسكري والسياسي وأسروا 60 جنديا في الرقة.
وتفرض القوات السورية منذ أشهر حصارا على عدد من الأحياء وسط المدينة التي يعدها الناشطون المعارضون “عاصمة الثورة” التي اندلعت ضد الرئيس بشار الأسد منتصف مارس 2011.
من جهته، أشار التلفزيون الرسمي السوري إلى أن القوات المسلحة تواصل ملاحقتها للمجموعات “الإرهابية المسلحة” في مناطق عدة في حمص و”تضيق الطوق عليها وتكبدها خسائر كبيرة”.
وفي شمالي البلاد، تتعرض مناطق في مدينة الرقة التي سيطر المقاتلون عليها بشكل شبه كامل، الاثنين، للقصف من قبل القوات النظامية بالطائرات الحربية بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط فرع المخابرات العسكرية.
مليون لاجئ في دول الجوار
من جهة أخرى، وصل عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب في بلادهم إلى مليون شخص وفقا لما أكدته مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين الأربعاء.
وأضافت المفوضية أن نصف اللاجئين تقريبا أطفال أغلبهم دون الحادية عشرة من العمر مشيرة إلى أن أعداد الفارين تتزايد كل أسبوع.
وقال أنطونيو غوتيريس مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في بيان إن المنظمة سجلت مليون لاجئ سوري في دول الجوار. مشيرة إلى أن ذلك “يمثل هجرة جماعية تدل على مستوى الدمار والمعاناة الذي تشهده البلاد.”
وبدأ سوريون في مغادرة بلدهم منذ ما يقرب من عامين عندما بدأت قوات الرئيس بشار الأسد إطلاق النار خلال احتجاجات سلمية مطالبة بالديمقراطية.
لندن توسع مساعداتها للمعارضة
وسعت بريطانيا الأربعاء إلى حد بعيد حجم المساعدات التي تقدمها للمعارضة السورية ونطاقها وتعهدت بتزويد المقاتلين المناهضين للحكومة بعربات مدرعة ومعدات للكشف عن استخدام الأسلحة الكيماوية.
وفي أقوى تعليق لوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ حتى الآن بخصوص الصراع في سوريا، قال الوزير إن السياسة الدولية بشأن سوريا فشلت “فشلاً ذريعاً”، مضيفاً أن فرص التوصل إلى حل فوري للأزمة ضئيلة.
وقال هيغ للبرلمان “من وجهة نظرنا إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا واستمر الصراع فعلينا نحن وبقية الاتحاد الأوروبي أن نكون مستعدين للذهاب إلى مدى أبعد ويجب ألا نستبعد أي خيار لإنقاذ الأرواح”.
غير أنه هوّن من احتمال قيام الغرب بتدخل عسكري مباشر قائلاً “ما من حكومة غربية تدعو إلى تدخل عسكري للدول الغربية في الصراع في سوريا. المناقشات تتركز بالكامل على درجة المساعدة التي يمكن ويجب تقديمها للمعارضة”.
وستشمل المساعدات أدوات بحث وانقاذ ومعدات اتصال ودروعاً شخصية وأجهزة لحرق النفايات لمنع انتشار الأمراض وتقديم إرشادات وتدريب.
قائد بالجيش السوري الحر: المعارضة مسؤولة عن الأسلحة التي تحصل عليها
بروكسل (رويترز) – سعى قائد بالجيش السوري الحر المعارض لإقناع الحكومات الأوروبية برفع حظر على الأسلحة عن المعارضة التي تحارب الرئيس بشار الأسد قائلا إن المعارضة ستكون مسؤولة عن أي أسلحة تحصل عليها وقد تعيدها.
وقال العماد سليم إدريس رئيس اركان الجيش السوري الحر يوم الأربعاء أثناء زيارة لبروكسل إن المعارضة السورية تقوم بتسجيل الأسلحة التي تحصل عليها.
وقال في مؤتمر صحفي إن الأسلحة الموجودة لدى المعارضة مسجلة في قوائم بالأرقام المدونة على كل قطعة سلاح وإن قيادة المعارضة هي من يقوم بتوزيع هذه الأسلحة وتعرف بدقة من تسلمها.
ويعتقد على نطاق واسع أن السعودية وقطر تقدمان أسلحة للمعارضة لكن الولايات المتحدة تقول إنها لا تريد إرسال أسلحة خشية أن تجد طريقها إلى أيدي متشددين إسلاميين قد يستخدمونها بعدئذ ضد أهداف غربية.
وخففت الحكومات الأوروبية هذا الشهر بعض القيود على المساعدات المقدمة للمعارضة لكنها أبقت حظرا على الأسلحة أيضا بسبب مخاوف بشأن قدرة المعارضة على السيطرة على ما تحصل عليه من أسلحة.
لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال يوم الثلاثاء إن واشنطن تزداد ثقة في أن الأسلحة التي ترسلها دول أخرى للمعارضة تذهب إلى قوى المعارضة المعتدلة في علامة على تخفيف المواقف الغربية من هذا الموضوع.
وتعهد إدريس بالسيطرة على نقل وتوزيع الأسلحة وذلك ردا على المخاوف بشأن وصول الأسلحة إلى مقاصدها.
وقال إن المعارضة مستعدة لإعادة كل قطعة سلاح حصلت عليها بعد سقوط النظام بالرجوع إلى الأرقام المسجلة عليها.
لكنه قال إن الحظر الذي تفرضه أوروبا يعطي نظام الأسد مزايا غير عادلة. وأبدى أسفه لاستمرار الحظر معبرا عن اختلافه التام مع الرأي القائل بأن إرسال مزيد من السلاح يعني إراقة المزيد من الدماء على الأرض السورية قائلا إن الحظر مفروض على الضحايا.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير محمد عبد العال)