أحداث السبت، 06 نيسان 2013
المعارضة تُسقط حامية معبر استراتيجي مع الأردن
لندن، واشنطن، جنيف، عمان، نيويورك – «الحياة»، رويترز، ا ف ب
أعلن البيت الأبيض امس، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيلتقي في واشنطن زعماء ثلاث دول معنية بالملف السوري خلال الفترة المقبلة، وذلك قبل بحثه هذا الموضوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماعهما المقرر على هامش قمة الدول الثماني في إرلندا الشمالية في مطلع حزيران (يونيو) المقبل.
في غضون ذلك، أعلن مقاتلو المعارضة امس أنهم سيطروا على حامية عسكرية تدافع عن معبر نصيب الاستراتيجي على الحدود مع الأردن، بعيد سقوط موقع اللواء 49 وبلدة داعل، ضمن مكاسب حققتها المعارضة بين دمشق والحدود الأردنية، في حين تعرّض حي برزة البلد في الطرف الشمالي لمدينة دمشق، لقصف عنيف بصواريخ أرض-أرض من قبل النظام السوري، وفق المعارضة.
وأوضح البيت الأبيض في بيان امس، أن اوباما سيلتقي أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في 23 الشهر الجاري، قبل ثلاثة أيام من وصول العاهل الأردني عبدالله الثاني، مشيراً إلى أن لقاء الرئيس الأميركي مع الملك الأردني، وهو الثاني بينهما خلال أقل من شهر، سيركز على مناقشة «الإصلاحات السياسية والاقتصادية والأزمة الإنسانية في سورية والملفات الإقليمية الأخرى ذات الاهتمام المشترك».
ومن المقرر أن يصل إلى العاصمة الأميركية أيضاً رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للقاء اوباما في 16 الشهر المقبل، علما أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيجري محادثات مع نظيره التركي احمد داود اوغلو تتعلق بالأزمة السورية.
وكان الرئيس الأميركي بحث مع عبدالله الثاني في عمان في 23 الشهر الماضي أزمة اللاجئين السوريين الذين يتدفقون إلى الأردن وجهود إحياء عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية. وأعلن الأردن قبل يومين أنه سيدرس إقامة منطقة عازلة في جنوب سورية في المنطقة الواقعة بين حدوده ودرعا. وأعلن مقاتلو المعارضة أن «الجيش الحر» سيطر امس على حامية أم المياذن شديدة التحصين على الطريق الرئيسي السريع بين دمشق والأردن على بعد بضعة كيلومترات من معبر نصيب الحدودي بعد اشتباكات شرسة ليلاً مع قوات الجيش خلفت عشرات القتلى.
وأفادت المعارضة أن «القصف الأشد» امس حصل على حي برزة البلد عند البوابة الشمالية للعاصمة. وبث ناشطون صوراً على الإنترنت لمحاولات الأهالي انتشال القتلى والجرحى من تحت الأنقاض، حيث دمرت أربعة أبنية بشكل كامل. وكتب رئيس»الائتلاف الوطني السوري» المعارض معاذ الخطيب على صفحته على موقع «فايسبوك»، إن برزة «تحت القصف. يا سوريون النجدة، اجمعوا لهم ما تقدرون لدعمهم». وقال ناشطون إن نحو 15 قذيفة صاروخية سقطت على الحي الذي يقع بالقرب من أحياء عش الورور وتشرين وضاحية الأسد الموالية للنظام.
وفي جمعة «لاجئون والشرف والكرامة عنواننا»، خرجت يوم امس تظاهرات في مناطق سورية بينها قرى في الغوطة الشرقية التي تعرضت لقصف في الأيام الأخيرة، إضافة إلى تظاهرات في أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سورية وشمال شرقها.
في غضون ذلك، أطلقت الأمم المتحدة أمس أشد تحذيراتها حتى الآن من أنها ستفتقر قريباً إلى الأموال اللازمة للتعامل مع التدفق الكبير للاجئين السوريين إلى الأردن والدول المجاورة مثل لبنان وتركيا. وقالت الناطقة باسم «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) ماريكسي ميركادو في مؤتمر صحافي في جنيف، إن «الاحتياجات تزداد بسرعة، ونحن مفلسون». وكان الأردن قال أمس إنه على رغم استمرار تدفق اللاجئين من سورية، فإن حوالى 35 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلدهم منذ اندلاع الأزمة، علما انه يستضيف نحو 475 ألفاً.
الى ذلك، أعلن أمس عدم التوصل إلى اتفاق بين الأمم المتحدة والحكومة السورية إزاء المجال الذي سيسمح به لفريق مفتشي الأسلحة الكيماوية للتحقيق في مزاعم بأن مثل هذه الأسلحة استخدمت في الآونة الأخيرة في الصراع السوري. وفيما تصر سورية على «تحديد» حركة المفتشين وأن يقتصر عملهم على موقع خان العسل في ريف حلب شمالاً، تطالب الأمم المتحدة بحرية حركة أكبر، وسط مطالب دول كبرى بالتحقيق في اتهامات المعارضة باستخدام النظام للسلاح الكيماوي في بلدة العتيبة في ريف دمشق وفي حمص نهاية العام الماضي.
وعقد السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري سلسلة اجتماعات مع الممثلة العليا لشؤون نزع الأسلحة أنجيلا كاين، كان آخرها الثلثاء الماضي في مقر الأمانة العامة، حيث سلمها «قائمة تعديلات مقترحة من الحكومة السورية حول صلاحية بعثة التحقيق ونطاق عملها في سورية» وفق المصادر نفسها.
وذكر ديبلوماسيون في مجلس الأمن، أن الممثل الخاص المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «قد يقدم إحاطة إلى مجلس الأمن في 18 من الشهر الحالي» حول مشاوراته في شأن الأزمة السورية.
كيري يعود إلى سياسة «الديبلوماسية المكوكية»
واشنطن – جويس كرم
ترسخ زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري الى المنطقة اليوم نهجاً جديداً في ولاية الرئيس باراك أوباما الثانية للتعاطي مع الملفات الاقليمية. ففي عملية السلام يحذو كيري نهجاً معاكساً للمبعوث السابق جورج ميتشل في محاولته إطلاق المفاوضات المباشرة، واقليمياً يحاول اعادة رص التحالفات التقليدية وتعميق شبكة التعاون الاقليمي خصوصاً بين أنقرة وتل أبيب في شأن ملفي ايران وسورية.
ويبدأ كيري جولته اليوم من تركيا قبل أن يتوجه الى اسرائيل والأراضي الفلسطينية، في زيارة تحيط بها الملامح التقليدية للسياسة الأميركية، اذ تُعتبر الزيارة الثالثة للوزير في أقل من شهرين الى المنطقة، وتعكس الأهمية التي يوليها لـ «الديبلوماسية المكوكية» التي اعتمدها سلفه هنري كيسنجر، ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس.
وزارت رايس الأراضي المقدسة ٢٤ مرة خلال توليها وزارة الخارجية (٢٠٠٤-٢٠٠٨) سعياً لابرام اتفاق سلام، من دون أن تحرز أي نجاح. غير أن كيري، وخلافاً لرايس يستفيد من شبكة علاقات شخصية مع زعماء المنطقة، حرص على تنميتها خلال ٢٧ عاماً في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وبانتظار توليه هذا المنصب الذي سعى اليه لفترة طويلة.
وتقول مصادر موثوق فيها لـ «الحياة»، إن محادثات كيري الأولى مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في آذار (مارس) الماضي كان لها دور حيوي في إرساء المصالحة بينه وبين نظيره الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، التي تمت خلال زيارة أوباما لإسرائيل وبعد اعتذار رسمي من تل أبيب.
وسيسعى كيري في لقاءاته في إسطنبول إلى البناء على هذه المصالحة وإعادة إطلاق التعاون الإسرائيلي-التركي في مجالي الاستخبارات والأمن الإقليمي. إذ تحتم الظروف الإقليمية، بنظر واشنطن، استئناف هذه العلاقة بين أنقرة وتل أبيب، خصوصاً للتعامل مع تهديدات متزايدة من الوضع في سورية وأيضاً مع الملف النووي الإيراني.
وسيبحث كيري أيضاً على حدة الأزمة السورية، وما يعرفه بـ «استراتجية زيادة الضغوط الميدانية لتغيير حسابات النظام». وينسق الأميركيون بشكل وثيق وشبه يومي مع الأتراك في الملف السوري، ومن المتوقع أن يستمر التصعيد عبر دعم المعارضة، والذي سيتوجه بوصول شحنات مساعدات غير مسلحة من واشنطن الى قيادة «الجيش الحر» الأسبوع المقبل. وكان أوباما رفض اقتراحات من مستشاريه في مجلس الأمن القومي وفي الخارجية لتقديم أسلحة نوعية للمعارضة، مع وعد باستمرار المراجعة الأميركية في هذا الملف.
وفي عملية السلام، يبدو أن كيري يقود «انقلاباً ناعماً» على استراتيجية ميتشل القديمة، ويعتمد خطة معاكسة لرؤية المبعوث السابق، إذ فيما كانت شروط وقف الاستيطان والقيام بخطوات تطبيعية أساسية في مهمة ميتشل، وكشرط لبدء المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لم يضع كيري علناً أي شروط مسبقة، لا بل عاد إلى الاستراتيجية التقليدية التي اعتمدتها رايس أيضاً عبر خطوات «بناء الثقة» تمهيداً للمفاوضات.
وفي هذا الإطار تقع محاولات إقناع إسرائيل بالإفراج عن أسرى فلسطينيين ما قبل حقبة أوسلو، وتقديم ضمانات أمنية لإسرائيل في منطقة وادي الأردن. كما يأتي دعم السلطة الفلسطينية وتوثيق التعاون مع الأردن، كوسيط إقليمي في عملية السلام، في صلب جهود كيري.
ويضع الوزير الأميركي ثقلاً شخصياً لتحريك عملية السلام، كونها من الملفات التي قد تعطيه شرعية تاريخية في حال الوصول إلى اتفاق، وتعني أيضاً حفز الاستقرار الإقليمي وشبكة التعاون بين حلفاء الولايات المتحدة حتى لو لاقت جهوده مصير جهود رايس ووزراء الخارجية الذين تعاقبوا منذ اتفاق أوسلو.
مقاتلو سورية الأجانب يشغلون الإعلام الاوروبي
أمستردام – محمد موسى
الوثيقة التي حصل عليها التلفزيون الهولندي من مسجد في مدينة «زوتيمير» الهولندية، تُقدم خطة سفر كاملة للعازمين على الإلتحاق بالقتال في سورية من الهولنديين المسلمين، بدءاً من الإنطلاق من مطار العاصمة الهولندية أمستردام حتى الوجهة النهائية في عاصمة شمال سورية حلب.
هناك تفاصيل دقيقة في تلك الوثيقة، كأفضل طرق السفر أماناً من مدينة أسطنبول الى مدينة أضنة التركية الحدودية، وتَضم أيضاً الرقم الهاتفي لـ «أبو أسامة»، السوري الذي سيكون في الإنتظار عند الحدود السورية-التركية، لإستقبال المتطوعين الأوروبيين المسلمين، وإلحاقهم بنظرائهم من «المجاهدين» الذين يتوجهون بالمئات الى سورية للقتال هناك، بحسب مصادر استخباراتية أوروبية.
تطرّف
الوثيقة التي قدمت في الحلقة الخاصة من برنامج «اليوم الخامس»، والتي خصصت للحديث عن الجهاديين الهولنديين في سورية، وعرضت أخيراً على الشاشة الهولندية الثانية، تُوزع بشكل علنيّ تقريباً في مساجد وجوامع في هولندا، خصوصاً تلك التي تصنف رسمياً بـ «الجوامع التي تشجع على الأفكار المتطرفة»، وأئمة تلك الجوامع والمشرفين عليها، وبعدما دعوا لأشهر طويلة للجهاد في سورية، هاهم يُسهلون الأمر أكثر للراغبين، بتوفير معلومات عن أكثر الطرق أماناً للوصول الى البلد العربي، وربما يقدمون مجموعة أخرى من الخدمات، فما خفي ربما يكون أعظم بحسب الإعلام الهولندي، والذي إنضم الى البلجيكي والبريطاني في تسليط الإنتباه على ظاهرة المقاتلين الاوروبيين في سورية.
هذا الإهتمام الهولندي، ليس جزءاً من هيستيريا إعلامية. فلقد أصبح في حكم المؤكد أن شابين هولنديين مسلمين قتلا في معارك سورية في الشهر الماضي، كما إن هناك أفلام فيديو صُورت من حلب، نقلت حوارات بالهولندية بين مقاتلين هناك. وكشف بعض من تلك الأفلام، إن هناك مقاتلين من بلجيكا أيضاً ( يمكن بسهولة تمييز اللهجة التي يتحدث بها البلجيك من الذين يتحدثون الهولندية)، في حين تخشى هولندا الرسمية أن يكون مئات الهولنديين الآن في مناطق سورية من دون أن تكون الحكومة أو أهلهم أحياناً على علم بمكانهم.
«من هم هؤلاء الشبان الذين يقاتلون في معركة لا تعنيهم..؟»، هذا السؤال تردد كثيراً في برامج حوارية وإخبارية تلفزيونية في الأيام الأخيرة.
الإجابات التي يقدمها برنامج «اليوم الخامس» الهولندي، تخالف أحياناً النظرة التقليدية الشائعة عن هؤلاء الشباب، فلقـــاءات من حي الشــابين اللذين يُرجح إنهما قتلا في سورية، تشير الى طفولتهما العادية، وأنهما لم يتلقيا تربية دينية صارمة من أهلهما (ينتمون الى الجيل الاول من المهاجرين المسلمين الى هولندا)، لكنهما بدآ يترددان في العامين الآخرين على جامع معروف بإمــــامه ورواده المتطرفين، ليتغيرا في أشهر قليلة، من شابين معتدلين الى جنود في معركة، وصفها أحدهم في رسالة صوتية تركها لأهله بـ«الكونية».
السؤال الآخر الذي لا يقل إلحاحاً والذي لم تتوقف البرامج التلفزيونية وتغطيات برامج الأخبار لموضوع المجاهدين الاوروبيين عنده، مثل برنامج «نيوزنايت» البريطاني، هو: «لماذا علينا، كمجتمعات أوروبية أن نشعر بالقلق من إشتراك هؤلاء الشباب في القتال الدائر في سورية؟». المؤسسات الرسمية وخبراء الإرهاب من ضيوف تلك البرامج، حذروا من عودة هؤلاء المقاتلين الى مجتمعاتهم بعد نهاية القتال في سورية، والخوف مما سيحملونه من أفكار متطرفة وعنف، وإستشهدوا بحادثة أخيرة عن شاب بلجيكي مسلم، إشترك في قتال الشيشان، وكان يحضّر لعمل ارهابي في بلجيكا بعد عودته.
جهاد
في المقابل كانت أجوبة أعضاء منظمات إسلامية متطرفة، أو شباب على وشك التوجه الى سورية أكثر هدوءاً، فأحد الهولنديين الشباب من الذين تحدثوا الى برنامج «اليوم الخامس»، جادل بأن الجنود الهولنديين الذين إشتركوا في حروب العراق وأفغانستان، هم أكثر عطباً وخطورة على مجتمعاتهم وبلدهم بسبب ما فعلوه في تلك الحروب من المقاتلين المسلمين الذين سيعودون من سورية، وإن على الدول الاوروبية أن تميّز ولا تخلط الأوراق بين «الجهاد» الذي دعا إليه بعضهم في سورية، والعلاقة المستقرة نسبياً بين المسلمين والدول الاوروبية التي يقطنون فيها!
وإذا كان الصوت الغالب إعلامياً، هو ذلك الذي يتعامل مع قتال الأوروبيين المسلمين في سورية بجزع ورُعب كبيرين، إلا إن هناك من تجرأ على الحديث أيضاً، عن قيم أوروبا الحرة، وحقوق أبنائها التي يجب أن تصان في فعل ما يشاؤون، حتى لو كان ذلك يعني التوجه الى ساحات معارك في بلدان وقارات بعيدة. وحذر من أن هذا الإهتمام الإعلامي الكبير بهذا الموضوع، ربما من شأنه أن يزيد من الهوة، الواسعة أصلاً بين أبناء المهاجرين المسلمين ومجتمعاتهم الأوروبية.
الأسد: سقوط النظام أو التقسيم يُزعزع المنطقة
بوتين يجدد رفضه التنحي ويدعو لوقف “المجزرة”
نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات
في أقوى تحذير له حتى الان من الانعكاسات المحتملة للحرب الاهلية في سوريا على الدول المجاورة، تحدث الرئيس السوري بشار الاسد عن “تأثير الدومينو” في حال “تقسيم” بلاده الغارقة في نزاع دام منذ اكثر من سنتين، او سقوط نظامه، وانعكاسه عدم استقرار في دول الجوار يستمر “سنوات وربما عقوداً طويلة”. وفي موسكو، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفضه الدعوات الى تنحي الاسد، وقال إن الحرب الاهلية في سوريا تحولت “مجزرة” يجب وقفها من طريق محادثات سلام بين الحكومة السورية والمعارضة.
ورفض بوتين في حديث الى قناة “أ ر دي” الالمانية الاتهامات الغربية لبلاده بالاستمرار في تزويد الاسد السلاح، قائلاً إن هذه الشحنات لا تنتهك القانون الدولي. وانتقد أولئك الذين يرسلون أسلحة الى المعارضة السورية التي تقاتل “حكومة شرعية”، ووصف ما يحصل بأنه “مجزرة… انها مصيبة، كارثة… يجب وقفها”. وقال: “عندما يقولون ان الاسد يقاتل شعبه، علينا أن نتذكر أن هذا الجزء المسلح من المعارضة”. وفي رأيه أن المفاوضات بين الحكومة والمعارضة ضرورية لتوفير ضمانات لكل الافرقاء ولتجنيب البلاد الانزلاق الى الفوضى، و”لا نعتقد أن على الاسد أن يرحل اليوم، كما يقترح شركاؤنا. في هذه الحال، علينا غدا أن نقرر ما يجب القيام به، والى أين يجب الذهاب”. وأكد أن روسيا لا تريد أن ترى سوريا تنزلق الى الاضطرابات التي شهدتها ليبيا والعراق واليمن “لذلك، نعتقد أنه من الضروري احضار الجميع الى طاولة المفاوضات ليتمكنوا من التوصل الى اتفاق على كيفية حماية مصالحهم والطريقة التي يشاركون فيها مستقبلاً في ادارة بلادهم… ثم يعملون معا على تطبيق هذه الخطة مع ضمانات مناسبة من المجتمع الدولي”. وذكر أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قدم “بعض الافكار المفيدة التي يمكن تنفيذها” خلال زيارته لموسكو في شباط، وإن يكن لفت الى أنها تتطلب بعض العمل الديبلوماسي.ومن غير أن يدلي بتفاصيل عن هذه الافكار، قال:”نحن مستعدون لدعمها…علينا أن نجرب، ونضعها موضع التنفيذ”.
الاسد
وفي حديثه الى قناة “أولوصال” التركية الذي بث كاملا أمس، اتهم الاسد الدول المجاورة لسوريا بدعم الثورة ضد نظامه ، وقال: “اننا محاطون بدول تساعد الارهابيين وتسمح لهم بدخول سوريا”، محذرا من أن هذه الدول نفسها قد تدفع الثمن في نهاية المطاف.وأضاف: “الكل يعرف انه اذا حصل في سوريا اضطراب وصل الى مرحلة التقسيم او سيطرة القوى الارهابية في سوريا او كلا الحالين، فلا بد ان ينتقل هذا الوضع مباشرة الى الدول المجاورة اولا، وبعدها بتأثير الدومينو الى دول ربما بعيدة في الشرق الاوسط”. وهذا “يعني خلق حال من عدم الاستقرار لسنوات وربما لعقود طويلة”.
وحمل على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قائلا: “عندما يتورط أو الحكومة وأو المسؤولون الاتراك في اراقة دم الشعب السوري، لا يعود هناك مكان للجسور بيني وبينهم أو مع الشعب السوري الذي لا يحترمهم”.
واغتنم الاسد الحديث لتبديد الشائعات عن مقتله على يد أحد حراسه في دمشق. فعندما سأله أحد الصحافيين من قناة “أولوصال” ألا يزال حيا، أجابه: “أنا حاضر أمامك ولست في ملجأ.تلك كانت مجرد شائعات”. وأوضح أنه يعيش كالعادة في سوريا وأنه ليس مختبئا في ملجأ.
وفي واشنطن، حملت وزارة الخارجية الاميركية الاسد مسؤولية التوتر في المنطقة. وصرّحت الناطقة باسمها فيكتوريا نيولاند: “نشعر بقلق من تأثير الأزمة السورية على الجوار، وخصوصاً على الأردن ولبنان”.
ميدانيا، سيطر مقاتلو المعارضة السورية على حامية عسكرية تدافع عن نقطة حدودية رئيسية مع الأردن وتعهدوا المضي قدماً للسيطرة على المعبر، وقصفت القوات السورية بالصواريخ حي برزة في دمشق مما أدى، استناداً الى ناشطين، الى مقتل خمسة أشخاص.
الأسلحة الكيميائية
وفي نيويورك، علمت “النهار” من مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى أن أعضاء فريق مهمة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق عن الإدعاءات المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا برئاسة البروفسور الأسوجي آيك سيلستروم سيجتمعون خلال الساعات المقبلة في لاهاي، قبل ان ينتقلوا الى بيروت، ومنها الى دمشق، لمباشرة تحقيقاتهم في ما إذا كانت هذه الأسلحة المحرمة دولياً استخدمت فعلاً.
وتحدث المصدر عن “تحفظات” سورية “لا تزال تعوق بدء الفريق مهمته الحساسة هذه من طريق إثارة تساؤلات عن الخبراء الذين يشاركون في التحقيق، ونطاق التعاون المطلوب من الحكومة السورية للقيام بهذه المهمة على أفضل صورة ممكنة”.
غير أن ديبلوماسياً قريباً من البعثة السورية نفى هذه “الإدعاءات”، متهماً “جهات غربية” بالعمل على “توسيع نطاق التحقيق ليتجاوز حادث خان العسل في حلب”. وشدد على أن “التحفظات السورية تتعلق باجراءات وتفاصيل تقنية وفنية يمكن حلها ببساطة”.
وحصلت “النهار” على رد الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة أنجيلا كاين على التحفظات التي قدمها اليها سابقاً المندوب السوري الدائم لدى المنظمة الدولية السفير بشار الجعفري، وفيه أن المهمة ستنظر في الحادث المحدد الذي وقع في حلب، وأن “المهمة ستجمع البيانات المناسبة وتقوم بالتحليلات الضرورية لهذه الغاية”. بيد أنها أكدت أن “علينا أن نبقى واعين للادعاءات الأخرى عن استخدام الأسلحة الكيميائية في أماكن أخرى من البلاد”، في اشارة الى الادعاءات عن حوادث مشابهة في دمشق وحمص. وأكدت له ضمناً ايضاً أنه لا يحق لدمشق التدخل في تشكيلة فريق التحقيق.
الأسد: عقل أردوغان «إخواني»… وتقسيم سوريا سينتقل للجوار
شن الرئيس السوري بشار الأسد هجوماً على رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، واتهمه بأنه يحمل عقل جماعة الإخوان المسلمين وأنه رأى في الأحداث التي تحصل في العالم العربي فرصة له لإطالة عمره السياسي.
وفي مقابلة مع قناة «اولوصال» وصحيفة «ايدنليك» التركيتين بثت أمس، قال الأسد «نحن محاطون بمجموعة من الدول التي تقوم بمساعدة الإرهابيين في الدخول إلى سوريا»، مشيرا إلى أنه «في لبنان هناك أطراف مختلفة تساعد أو تقف ضد إدخال الإرهابيين إلى سوريا، لكن تركيا تقوم رسمياً باحتضان الإرهابيين وإدخالهم إلى سوريا».
وعن تقييمه لنشاطات دول «البريكس» فيما هناك دول عربية وغربية تدعم المسلحين، قال الأسد إن «الصراع في سوريا لم يكن بالأساس صراعاً محلياً. هناك حراك داخلي في سوريا، ولكن الموضوع برمّته خارجي. هو صراع خارجي مرتبط بالخريطة الإقليمية، وإعادة رسم خريطة المنطقة، وفي الوقت ذاته مرتبط بالصراع بين القوى الكبرى. إن تشكيل مجموعة البريكس يدل على أن الولايات المتحدة لن تكون بعد الآن القطب الوحيد في العالم. مجموعة البريكس لا تدعم الرئيس بشار ولا سوريا، هي تدعم الاستقرار في المنطقة، والكل يعرف أنه إذا حصل اضطراب في سوريا وصل إلى مرحلة التقسيم أو سيطرة القوى الإرهابية في سوريا، أو كلاهما، فلا بد أن ينتقل هذا الوضع إلى الدول المجاورة أولا وبعدها، بتأثير الدومينو، إلى دول بعيدة عن الشرق الأوسط. من هذا المنطلق وقفت دول البريكس مع الحل السياسي في سوريا في مواجهة القوى الغربية».
وعن دعم أميركا وتركيا وفرنسا ودول الخليج لطرف في سوريا وما إذا كان يفكر بترك منصبه بسبب مطالبة أكثر من 100 دولة بهذا الأمر، قال الأسد «هناك عدد كبير من الدول الغربية والإقليمية تقف ضد الرئيس وفي الوقت ذاته يقف شعبه ضده، فكيف يبقى؟ وكيف تصمد سوريا لمدة سنتين؟! أنا رئيس منتخب من قبل الشعب السوري، لذلك فإن النتيجة هي أن مجيء رئيس أو ذهاب رئيس هو قرار يتخذ داخليا».
وتابع «هل هذه الدول حريصة على دماء الشعب السوري؟ إن الولايات المتحدة تقف مع جرائم إسرائيل وارتكبت المجازر في أفغانستان والعراق. فرنسا وبريطانيا ترتكبان، بتغطية أميركية، المجازر في ليبيا. الحكومة التركية الحالية منغمسة بالدماء السورية. هل هذه الدول حريصة على الدم السوري؟ هذا القرار هو قرار شعبي سوري ولا علاقة لأي دولة به».
وقال الأسد «نحن محاطون بمجموعة من الدول التي تقوم بمساعدة الإرهابيين في الدخول إلى سوريا. ليس بالضرورة أن تكون مقصودة، فمثلا العراق ضد تسريب الإرهابيين ولكنّ لديه ظروفاً معينة لا تسمح بضبط الحدود. وفي لبنان هناك أطراف مختلفة تساعد أو تقف ضد إدخال الإرهابيين إلى سوريا. تركيا تقوم رسمياً باحتضان الإرهابيين وإدخالهم إلى سوريا. هناك تسريب يأتينا من الأردن، ومن غير الواضح تماماً إذا كان مقصوداً أم لا، وما دام هناك تسريب للإرهابيين فسيكون هناك معارك مع أولئك الإرهابيين. هي حقيقة حرب بكل ما تعني الكلمة. إن الإرهابيين يدخلون بالآلاف، وربما بعشرات الآلاف، فمن الطبيعي أن تسمع أصوات المعارك في عدة أماكن في سوريا».
وعن تغيّر العلاقة بينه وبين أردوغان، قال الأسد «يبدو أن أردوغان رأى في الأحداث التي تحصل في العالم العربي فرصة له لإطالة عمره السياسي. هذا الرجل عقله عقل إخوان مسلمين. وتجربتنا مع الإخوان في سوريا منذ أكثر من 30 عاما هم أنهم مجموعة انتهازية تستخدم الدين من أجل مصالح شخصية. هو رأى بأن دولا أخرى قامت بها ثورات أو انقلابات أو تدخلات أجنبية أتت بمجموعات من الإخوان إلى الحكم، فرأى في هذا الأمر فرصة كبيرة لاستمراره في الحكم لسنوات طويلة، فانقلب على سوريا لأن في ذلك فرصة شخصية للاستمرار في الحكم. ومنذ البداية، وقبل الأزمة، كان اهتمام أردوغان منصبّا على الإخوان أكثر من اهتمامه في موضوع العلاقات السورية ـ التركية واهتمامه بتركيا نفسها. هكذا يفكر هذا الشخص. فعندما أتت هذه الظروف قرر أن يقف مع مصالحه قبل مصالح سوريا وتركيا. حاول التدخل في الشؤون الداخلية السورية، ومن ثم بدأوا بدعم الإرهابيين علناً وتورطوا في الدماء السورية، ومن الطبيعي أن تنقطع العلاقة بيننا وبينهم».
وحول إعلان أردوغان انه قدم اقتراحات له من أجل الإصلاح، وعدم أخذه هذه الاقتراحات بالاعتبار، قال الأسد «للأسف، لم يقل أردوغان كلمة صدق واحدة منذ بداية الأزمة. لقد قدم مقترحات عامة تتحدث عن أن الشعب السوري يجب أن يقرر من يكون رئيسه وأي نظام يريده، وهذا ما قلته. والآن لدينا حوار في سوريا، نحضّر له، وستجتمع فيه كل القوى السياسية وتقرر ما تريده، وليس ما يريده أردوغان. هناك سؤال، وهو إذا كان أردوغان قدم مقترحات لكي تحل المشكلة في سوريا فما علاقة هذه المقترحات بدعم المسلحين؟ أردوغان اليوم يقوم بجلب المسلحين، بتمويل قطري، ويؤمن لهم السلاح عبر الأراضي التركية والخدمات الطبية ويرسلهم إلى سوريا. هل هذا المقترح كان موجوداً بين المقترحات التي قدمها لي، أم أن هذه المقترحات كانت مجرد غطاء يستخدمه لكي يصل إلى هدفه. هو يعرف أننا كنا مع الحوار، ومنذ اليوم الأول أعلنّا موافقتنا على الحوار مع كل القوى السورية، وعندما فشلت المرحلة الأولى، التي كانوا يسمونها المرحلة السلمية، انتقلوا إلى دعم المسلحين. أردوغان يكذب ويستخدم هذه المقترحات مجرد قناع. نحن نقبل النصيحة من أي جهة ولكن لا نقبل على الإطلاق التدخل في الشؤون الداخلية السورية. وعلى ما يبدو أن أردوغان فهم موقفنا خطأ، وفهم بأن العلاقة الأخوية بيننا وبين تركيا تسمح له بالتدخل في الشؤون الداخلية السورية بهدف العمل على إسقاط الدولة، ولكن الموضوع كان واضحاً بالنسبة لي منذ الأيام الأولى».
ونفى الأسد أن تكون السلطات السورية تفكر بالرد بالمثل على دعم الأتراك للمسلحين، موضحاً «هذا ما يريده أردوغان، لأنه يريد وقوع صدام على المستوى الشعبي بين البلدين حتى يحصل على الدعم الشعبي لسياساته ليستعيد بعضاً من شعبيته التي خسرها». وأضاف «حتى اليوم لم نلق القبض على أي عنصر استخبارات تركي، لكن عدم وجود استخبارات على أراضينا لا يعني أنها غير متورطة».
وقال الأسد «نحن منذ أن بدأ التحرك داخل تركيا منذ عدة سنوات باتجاه حل المشكلة الكردية كان موقفنا الواضح والصريح هو دعم أي حل بين الأكراد والأتراك، لأننا لا نريد أن نرى المزيد من الدماء في بلدكم والتي ستنعكس سلباً على المنطقة. نحن ندعم أي حل صادق في هذا الاتجاه، لأن الأكراد جزء طبيعي من نسيج المنطقة».
(«السفير»)
الأسـد يحـذر من تأثيـر «الدومينو» إقليميـاً .. ويهاجـم أردوغـان
نكسات الإبراهيمي تصيب التسوية السورية بالجمود
محمد بلوط
حذّر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، من أن تقسيم سوريا أو سيطرة «الإرهابيين» عليها سينتقل وفق تأثير «الدومينو» إلى دول الجوار أولا ومن ثم إلى دول بعيدة عن المنطقة، معتبراً أن دمشق محاطة بدول تساعد «الإرهابيين» وتسمح بمرورهم إلى سوريا.
وشنّ الأسد، في مقابلة مع قناة «اولوصال» وصحيفة «ايدنليك» التركيتين بثت أمس، هجوماً على رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الذي يدعم «الإرهابيين» من أجل مستقبله السياسي. وقال «يبدو أن أردوغان رأى في الأحداث التي تحصل في العالم العربي فرصة له لإطالة عمره السياسي. هذا الرجل عقله عقل إخوان مسلمين. الإخوان مجموعة انتهازية تستخدم الدين من أجل مصالح شخصية». (تفاصيل صفحة 16)
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف تزويد المعارضة السورية بالأسلحة وضرورة جلوس جميع الأطراف السورية حول طاولة المفاوضات، منتقداً فكرة البحث بإسقاط الرئيس بشار الأسد أولا قبل معرفة الطريق الذي ستمضي إليه الأزمة، وذلك فيما تشهد التسوية السياسية والجهود الديبلوماسية حالة من الجهود يتوقع استمرارها خلال الأسابيع المقبلة.
ليس هناك تحرك سياسي دولي بشأن سوريا قبل حزيران المقبل. الاستنتاج يفرض نفسه على ديبلوماسي عربي قدّم تقييماً سلبياً لنتائج مهمة الوساطة التي يحاولها المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي في سوريا.
ويرتبط ذلك التاريخ ببديهة أن التحرك الأخير الذي أعاد الإبراهيمي إلى الأضواء، ومحاولات دفع الحل السياسي أميركياً وروسياً إلى الحياة، نجم عن اللقاء الأخير للرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين مطلع كانون الأول الماضي في دبلن، على هامش قمة الثمانية الكبار.
وكان أوباما وبوتين قد كلفا وزيري خارجيتهما آنذاك بتنشيط اللقاءات على قاعدة «بيان جنيف»، وأدى إلى تنظيم أربعة لقاءات متتالية في دبلن وجنيف ولندن، شارك فيها الإبراهيمي ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز. وأدت الاتصالات الأميركية – الروسية إلى تحقيق تفاهم على إحياء «اتفاق جنيف»، واعتباره قاعدة الحل في سوريا، من دون أن ينعقد توجه أميركي – روسي مبرم حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد في العملية الانتقالية.
ويقول ديبلوماسي عربي يواكب عمل الإبراهيمي إنه يستبعد أن يطرأ أي تغيير على جبهة الحل السياسي تؤدي إلى تحريك مهمته، قبل لقاء بوتين – أوباما أواخر حزيران المقبل، وتجديدهما المحتمل الدعوة إلى تحريك الملف.
وأصيبت مهمة الإبراهيمي بسلسلة من النكسات المتتابعة. إذ نقل ديبلوماسي عربي أن أي تقدم لم يتحقق في اللقاءات التي أجراها الإبراهيمي، سواء مع الإيرانيين الذين زارهم في طهران قبل ثلاثة أسابيع ثم التقى مساعد وزير خارجيتهم حسين أمير عبد اللهيان في القاهرة الاثنين الماضي، أو مع مسؤولي المعارضة السورية، خلال لقائه الأسبوع الماضي بزعيم «الائتلاف» المعارض أحمد معاذ الخطيب في اسطنبول.
وروى المصدر الديبلوماسي أن الإيرانيين لا يزالون يتمسكون ببقاء الأسد على رأس السلطة، وان شيئاً لم يتغير في مواقفهم، وهو ما يتعارض مع «بيان جنيف» وروح العملية الانتقالية. وقال إن اللقاءات مع الخطيب تهدف إلى تقديم دعم إلى الطرف الوحيد داخل «الائتلاف» الذي يقبل ببيان جنيف ويؤيد قيام حكومة انتقالية، من دون أن يكون قادراً على اتخاذ مبادرات في هذا الاتجاه، لا تؤدي إلى زيادة عزلته داخل «الائتلاف».
وقال المصدر الديبلوماسي العربي إن مهمة الإبراهيمي تلقت ضربتين قويتين من قطر والجامعة العربية التي وافقت على منح «الائتلاف» مقعد سوريا لدى الجامعة، واعترفت «بالحكومة المؤقتة» خصوصاً. وتخل هذه الخطوة بشرعية انتدابه مبعوثاً عربياً إلى سوريا على قاعدة بيان جنيف الذي وافقت عليه الجامعة العربية، وينص على تشكيل حكومة انتقالية أساساً لأي حل سياسي. وكان الإبراهيمي نفسه قد قاطع القمة العربية في الدوحة لتعارض ما يمثله مع موضوع القمة.
ومنذ اعتراف الجامعة العربية بـ«حكومة الائتلاف» سيكون صعباً على الإبراهيمي الجمع بين المبعوثية العربية والأممية، لأنه من غير الممكن مبدئياً، الجمع بين العمل على قيام حكومة انتقالية، وتمثيل مجموعة تدعم «حكومة مؤقتة» تسيطر على قسم من سوريا، وتعارض في السياسة والواقع حل الحكومة الانتقالية.
وكان القرار العربي قد أجهز على كل محاولات الحل السياسي بنظر الإبراهيمي، وأدى إلى إضعافه خاصة إزاء الأمم المتحدة أيضا. ورغم أن مهمته تستمر حتى نهاية العام رسمياً، فإنه عبّر عن تشاؤمه في اتصال هاتفي الأسبوع الماضي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال ديبلوماسي عربي، مقرب من مهمة الإبراهيمي، إنه لن يبقى مكتوف اليدين بانتظار اجتماع أوباما – بوتين، وان كل الاحتمالات واردة بالنسبة إليه.
وألغى الأميركيون والروس اجتماعاً مقرراً في 15 آذار الماضي في مجلس الأمن يتوّج تفاهمهم حول بيان جنيف للبحث في الاتفاق على تحويل البيان إلى قرار دولي. وكان الروس قد رفضوا المشاركة في الاجتماع المكرّس لسوريا وأفغانستان، بعد عودة الأميركيين إلى المطالبة بتنحي الأسد، ما عدّوه تراجعاً عن تفاهم بتحييد البحث بمصيره إلى مرحلة لاحقة.
وأسهم الإبراهيمي نفسه في إضعاف مهمته في الأشهر الأخيرة. إذ لم يعد إلى زيارة دمشق منذ أربعة أشهر، بعد لقائه العاصف الأخير مع الرئيس السوري في 25 كانون الأول الماضي. وأعقب اللقاء سلسلة تصريحات هاجم فيها الأسد وانتقد خطابه في الأوبرا، وقدم فيها تفسيرات لبيان جنيف اعتبرتها دمشق منحازة. وجاءت موجة قذائف الهاون الأخيرة على دمشق لتغلق مكتب ممثله هناك مختار لماني لينتقل إلى القاهرة.
وكان اجتماع دول «البريكس» قد تجاهل تسميته بالاسم في بيانه النهائي في جنوب أفريقيا. كما أن الروس لا يعتزمون تنظيم أي لقاء قريب به لعدم حدوث أي تقدم على جبهة الاتصالات السياسية، وغضب الروس من الجامعة العربية التي تحبط كل الجهود الديبلوماسية كما نقل خبير عربي عن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف. وينقل عن لافروف قوله إن المرحلة المقبلة ستشهد جموداً، وان الأميركيين لا يريدون التدخل، ويتركون القطريين والسعوديين يقومون بعمليات التسليح الواسعة.
ويضع الوزير الروسي تفسيرات عدة لما يمكن أن يسعى إليه الأميركيون في تعدد سياساتهم في سوريا، لا سيما منها إشاعة الفوضى، وتغيير ميزان القوى لتحسين شروط التفاوض لإجبار الروس على التخلي عن الأسد. ويقول إن النظام لا يزال يملك من القوة لكي يصمد أشهراً طويلة، لكن الروس لن يتحركوا كثيرا بعد قرار الجامعة العربية، لكي لا يعكسوا الانطباع بأنهم يريدون الدخول في مواجهة مع أكثرية الدول العربية، رغم قناعتهم بأن قرار الجامعة العربية غير شرعي.
بعضهن يرتدين ‘ملابس مثيرة ويضعن مكياجا’ لجذب المارة
فتيات سوريات يزاحمن العراقيات في التسول ‘على طريقتهن’ في الموصل
الموصل- د ب أ: أبدت أم خديجة (50 عاما) وهي امرأة عراقية متسولة معروفة في شوارع الموصل العراقية انزعاجها من انتشار المتسولات السوريات في شوارع المدينة بشكل غير مسبوق، مما انعكس سلبا على ما تجنيه يوميا حيث انخفضت من 50 ألف دينار يوميا إلى 10 الاف دينار( الدولار الواحد يساوي 1158 دينارا عراقيا).
وقالت أم خديجة، وهي متسولة معروفة تقضي معظم وقتها في التسول بالشارع الرئيسي لمنطقة النبي يونس في الجهة اليسرى لمدينة الموصل الشمالية، ‘المتسولات السوريات المهاجرات هن السبب الرئيسي في قطع أرزاقنا في الشوارع والأزقة بالموصل، كونهن جميلات ويحققن يوميا مبالغ طائلة ما انعكس سلبا واثر على إيراداتنا التي كنا نكسبها بمعدل 50 ألف دينار يوميا، أما اليوم فقد انخفضت الى 10 الاف دينار يوميا’.
وأضافت أن ‘النساء (السوريات) وغالبيتهن من الفتيات انتشرن بشكل كبير في التقاطعات المرورية وأصبحن من اللاتي يكسبن أموالا كثيرة بعد أن أزحن كثيرات من المتسولات العراقيات بسبب جمالهن وطريقتهن في استمالة الأشخاص’.
وكان نحو 100 ألف سوري فروا للعراق بعد اتساع رقعة العنف والاضطرابات في سورية، وأقيمت لهم مخيمات في مناطق محاذية للحدود السورية مع العراق في كل من كردستان والموصل والأنبار، فيما فضل آخرون الاندماج في عدد من المدن العراقية.
وتقدم الحكومة العراقية ومكاتب المرجعيات الشيعية ومنظمة الهلال الأحمر ومنظمات أخرى وميسورون المساعدة للنازحين السوريين.
ودعت أم خديجة الجهات العراقية الى اخراج المتسولات السوريات ‘لانهن السبب في قطع أرزاقنا’.
وقالت متسولة عراقية اخرى تدعى نبيلة (58عاما) أم لأربع فتيات تمارس التسول منذ 10 سنوات في منطقة الدواسة بالموصل ‘ان اثنتين من بناتي يمارسن التسول لجأتا الى استخدام المكياج (الزينة) والملابس المثيرة لاستمالة الرجال في الشحاذة
(التسول) من أجل منافسة البنات السوريات اللاتي انتشرن في الشوارع بشكل كبير’.
وأضافت أن ‘المتسولات السوريات ينزلن الى الشارع بملابس جميلة وضيقة ويضعن المكياج (الزينة) لاثارة الطرف الاخر لهذا استطعن بفنونهن ازاحة أكبر عدد من المتسولات’.
وذكرت نبيلة أن ‘رجال المرور والشرطة المنتشرين بالشارع يوميا لهم مواقف لانهاء حالات العراك بين المتسولات السوريات والعراقيات، لكني أرى ان السورية أصبحت تسيطر على الشارع بجمالها وليس لحاجتها’.
وتتخوف الحكومة العراقية من اتساع رقعة العنف في سورية وانعكاساتها الخطيرة على الأوضاع غير المستقرة في العراق، وتتبنى موقف الاعتدال في حل الازمة السورية من دون اللجوء الى التدخل العسكري الدولي.
وقال علي ادريس وهو مواطن عراقي ‘علينا مساعدة المواطنين السوريين ومنحهم كل أشكال المساعدة لانهم شعب يتعرض للاضطهاد وظروف قاسية جدا ونزوح جماعي اذ اغلبهم لا يملكون مالا لشراء رغيف’.
وأضاف ‘بالتأكيد نحن لا نشجع التسول لانه مهنة الربح الذليل وعلى جميع العراقيين مساعدة المهجرين السوريين وتقديم يد العون لهم الى ان يفرج الله كربهم ويعودون الى بلادهم آمنين محترمين أعزاء’.
وقالت متسولة سورية فضلت، عدم الاشارة الى اسمها ‘ان الشعب العراقي شعب نبيل وساعد السوريين والسوريات في أشد الظروف، لكن ظروفنا اليوم اصبحت تحتاج الكثير لسد لقمة العيش’.
وأضافت ‘نحن نتعرض يوميا الى الضرب من قبل المتسولات العراقيات كونهن لا يردن منافسة الاخرين لهن بهذه المهنة التي دفعتنا اليها مرارة الظروف القاسية، خاصة اننا تركنا في بلدنا أموالنا وملابسنا ومنازلنا وغادرنا تحت أصوات الانفجارات في مشهد لا يمكن نسيانه’.
وتتصاعد الدعوات لدى المراجع الشيعية والسنية على حد سواء للعراقيين باستمرار على احتضان أشقائهم المهجرين من سورية وتقديم كل وسائل العون والدعم لهم ليتجاوزوا المعاناة جراء ترك بلادهم وأموالهم بسبب القتال الدائر حاليا منذ أكثر من سنتين.
وقال الشيخ محسن الحبار إمام وخطيب جامع النوري الكبير في مدينة الموصل ‘نحن لا نشجع التسول لجميع البشر لكن نرى أن الصدقة الجارية اولا يجب منحها للمهجرين الذين تركوا منازلهم وبلادهم مرغمين’.
وأضاف أن ‘أشقاءنا السوريين هم أول من فتح للعراقيين بيوتهم وبلدهم واستقبلوا ملايين العراقيين الذين فروا في الأعوام السابقة على خلفية أعمال العنف والتهديدات بالقتل وعلينا اليوم رد الجميل’.
ودعا إمام الجامع الكبير ‘جميع العوائل العراقية الميسورة إلى تقديم يد العون والمساعدة لاشقائهم السوريين المهجرين حتى لا يشعروا يوما بالضيق وشظف العيش وليتذكروا دائما ان السوريين شعب عربي مسلم يتعرضون اليوم الى ظلم وعلينا الوقوف الى جانبهم حتى يفتح الله لهم أبواب الفرج’.
مقاتلون سوريون معارضون يسيطرون على حاجز قرب الحدود الاردنية
بيروت ـ ا ف ب: سيطر مقاتلون معارضون الجمعة على حاجز عسكري في بلدة بجنوب سورية قريبة من الحدود الاردنية، في حين تتواصل اعمال العنف على اطراف دمشق وفي محيطها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني مساء ‘سيطر مقاتلون من الكتائب المقاتلة على حاجز ام المياذن العسكري في بلدة ام المياذن في ريف درعا (جنوب)’ القريبة من الطريق السريع الدولي بين دمشق ودرعا، وذلك اثر اشتباكات اودت بمقاتلين اثنين.
وقالت ‘الهيئة العامة للثورة السورية’ ان المقاتلين سيطروا على الحاجز ‘بالكامل بعد انسحاب ما تبقى من عناصره الى المنطقة الحرة على الحدود السورية الاردنية’.
وبحسب المصدر ذاته يحقق مقاتلو المعارضة في الفترة الماضية تقدما واسعا على الارض في محافظة درعا الحدودية مع الاردن، تمكنوا خلاله من السيطرة على شريط حدودي بطول 25 كلم يمتد من الحدود الاردنية حتى الجولان السوري. كما باتت مدينة درعا ‘شبه معزولة’ عن دمشق بعد قطع المقاتلين عددا من الطرق الواصلة بينهما.
وفي دمشق، قال المرصد ان سبعة اشخاص بينهم طفلان قتلوا جراء ‘القصف الصاروخي الذي تعرض له حي برزة’ (شمال)، في حين تدور اشتباكات على اطرافها لا سيما في جوبر (شرق).
من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) بان القوات النظامية ‘اشتبكت مع مجموعات ارهابية في محيط الجامع الكبير والى الشرق من بناء المعلمين في حي جوبر’، كما ‘اردت افراد مجموعة ارهابية’ في حي برزة.
ويصف النظام السوري المعارضين المسلحين بـ ‘الارهابيين’.
وتشهد دمشق، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ارتكاز النظام، تصاعدا في اعمال العنف على اطرافها، حيث توجد جيوب للمقاتلين المعارضين، ويتكرر سقوط قذائف الهاون على وسطها.
كما تحاول القوات النظامية السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين في محيط العاصمة يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم، ومنها مدينة داريا (جنوب غرب) التي يحاول النظام فرض سيطرته الكاملة عليها. وشهدت المدينة الجمعة اشتباكات عنيفة، بحسب المرصد.كذلك، شن الطيران الحربي سلسلة غارات جوية على بلدات في ريف دمشق، لا سيما في مناطق الغوطة الشرقية، بحسب المرصد.
في محافظة حلب (شمال)، تدور اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في الجزء الشرقي من حي الشيخ مقصود (شمال)، بحسب المرصد.
ويحاول المقاتلون السيطرة على هذا الحي الاستراتيجي الواقع على تلة مشرفة على كامل حلب، كبرى مدن الشمال السوري.
وفي محيط حلب، قال المرصد ان اشتباكات تدور في قرية عزيزة المجاورة لمطار حلب الدولي، والتي تشهد منذ ثلاثة ايام معارك عنيفة ادت الى مقتل اكثر من عشرين شخصا.
ودارت اشتباكات منتصف ليل الخميس الجمعة ‘في محيط مطار حلب الدولي عند منتصف ليل الخميس الجمعة، ترافقت مع قصف بقذائف الهاون من الكتائب المقاتلة على حرم مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري’، بحسب المرصد.
ويحاصر مقاتلو المعارضة منذ شباط (فبراير) المطارين المتجاورين ضمن ما اطلقوا عليه ‘معركة المطارات’ في المحافظة، للسيطرة على نقاط انطلاق الطيران الحربي الذي يشكل نقطة تفوق للقوات النظامية.
والجمعة، افاد المرصد ان ‘طائرة حربية نفذت غارة جوية على محيط الفرقة 17 في ريف الرقة (شمال)’ حيث تدور اشتباكات منذ ايام.
ويعد مقر الفرقة من آخر المعاقل المهمة للنظام في المحافظة، لا سيما منذ باتت مدينة الرقة اول مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام في السادس من آذار (مارس).
وادت اعمال العنف الجمعة الى مقتل 36 شخصا في حصيلة اولية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سورية.
تقرير: كتائب القسام تدرب الجيش الحر وتساعده على حفر الانفاق قرب دمشق وحماس تنفي وتصفها بالمزاعم العارية عن الصحة
ابراهيم درويش
لندن- ‘القدس العربي’ بالنسبة لحكومة دمشق فقطر، السعودية، الاردن وتركيا هي محور ‘الشر’ الذي يدعم المقاتلين السوريين ضد بشار الاسد، فالسعودية وقطر تدعم بالمال والسلاح والاردن يدرب وتركيا تسهل عمليات نقل السلاح.
ولم تتوقف الصحافة السورية الحكومية ولا اعلام النظام عن شجب هذه الدول لدورها في مساعدة من تراهم ‘المخربين’، وكانت اخر الهجمات من الرئيس السوري نفسه في تصريحات لقناة تلفزيونية تركية. كما وجد الاعلام السوري في التقارير الغربية مناسبة للهجوم على الاردن الذي قال انه يلعب بالنار، بعد ما ورد فيها من حديث عن تكثيف الجهود لتدريب المقاتلين التابعين للجيش الحر، وخصصت صحيفة ‘الثورة’ افتتاحية للموضوع حيث اتهمت الاردن بالتحيز.
والمحت الافتتاحية بأن الاردن لم يعد محصنا من ردود الافعال الانتقامية بعدما زال قناع الغموض عن مواقفه من الانتفاضة السورية. وسيجد الاعلام السوري مادة جديدة في تجديد الهجوم على حركة حماس التي اغلقت مكاتبها مع بداية الانتفاضة السورية ورفضت التورط في الحرب الجارية في سورية، فقد زعمت صحيفة ‘التايمز’ ان مقاتلين من الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، كتائب عز الدين القسام يقومون بتقديم الدعم العسكري والتدريب للجيش الحر في المناطق الواقعة تحت سيطرته وذلك في يلدا وجرمانا وبيبلا.
وتقول الصحيفة ان التقارير التي نسبتها لدبلوماسي غربي تؤكد قطع حماس علاقتها بالكامل مع النظام السوري وحددت موقفا داعما من الانتفاضة السورية ملمحة انها اتخذت موقفها بناء على طلب قطري، الدولة الراعية لعدد من الفصائل السورية.
ووصفت الصحيفة الدبلوماسي بانه على علاقة مع النظام السوري ولديه اتصالات مع المعارضة ويزور دمشق بشكل متكرر، حيث قال ‘تقوم كتائب القسام بتدريب وحدات من المقاتلين قرب دمشق، ولديها خبرة جيدة’. فيما تقول مصادر اخرى ان حماس تساعد الجيش الحر على حفر الانفاق في منطقة يتنازع الجيش الحر السيطرة عليها مع قوات الحكومة قرب دمشق فيما يعتقد انها التحضيرات للهجوم الاخير على العاصمة.
وتشير المصادر الى ان حماس لديها خبرة واسعة في بناء الانفاق في غزة التي استخدمت لتهريب البضائع والطعام من مصر بسبب الحصار المفروض عليها منذ اكثر من سبعة اعوام. وزعم مصدر فلسطيني في عين الحلوة – لبنان ان الجميع يعرف ان اعدادا من مقاتلي حماس يحاربون مع الجيش الحر في مخيمي اليرموك والنيرب قرب دمشق وكذلك في حلب العاصمة التجارية لسورية.
ونفت الحركة المعلومات على لسان احد قادتها البارزين في لبنان وهو اسامة حمدان الذي قال ‘هذا كلام غير صحيح، فلا يوجد افراد من الحركة او عز الدين القسام في سورية’، ومن يعيش في سورية ‘هم مواطنون عاديون يعيشون مع عائلاتهم، فنحن كحركة رفضنا منذ بداية الاحداث اي تورط في الاحداث الجارية في سورية’.
خرجت بهدوء
وتشير الصحيفة الى ان النظام السوري قدم الملجأ الامن للحركة بعدما اجبرت على الخروج من الاردن. وكانت الحركة تعتبر جزءا من محور الشر الذي تحدث عنه جورج بوش الى جانب حزب الله وايران وكوريا الشمالية وسورية. ولكن الحركة وجدت نفسها في وضع صعب مع بداية الانتفاضة السورية، اي الولاء للنظام الذي قدم لها الحماية وموقف ابناء الحركة من الانتفاضة السورية، ولهذا قررت الانسحاب واغلاق مكاتبها مما عرضها للانتقاد والهجمات المتكررة من اعلام النظام.
وقد ركز الاعلام نقده تحديدا على خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة الذي جددت له ولاية جديدة في الانتخابات التي جرت في القاهرة. ذلك ان مشعل قرر بعد تحول الانتفاضة الى مواجهات عسكرية الانتقال من دمشق، ففي شباط (فبراير) العام الماضي سافر الى قطر التي يتنقل بينها والقاهرة وعدد من الدول العربية. وفي نفس الوقت اعلن اسماعيل هنية، رئيس الوزراء في غزة عن موقف داعم للانتفاضة ومطالب الشعب السوري.
ويقوم تقرير الصحيفة على معلومات وتقارير تسمع حيث ذكرت هذه المعلومات ان بعض المقاتلين واعضاء حماس سافروا الى سورية للقتال الى جانب السوريين. وقال مصدر فلسطيني ان مدربا فلسطينيا قتل في ادلب في كانون الاول (ديسمبر).
وتشير الصحيفة الى الدعم القطري للحركة والانتفاضة السورية، خاصة ان الدعم الايراني لحماس تراجع، نظرا لدعم ايران وحليفها في لبنان حزب الله للنظام السوري. ويعيش في سورية حوالي 470 الف لاجىء فلسطيني موزعين على عشرة مخيمات معترف بها اشهرها اليرموك الذي شهد مواجهات وقصف من الجيش ادى الى هروب الالاف من سكانه الى لبنان. وهناك تقارير عن مشاركة الفلسطينيين في سورية في القتال الى جانب الجيش الحر، حيث سقط مئات منهم في المعارك مع النظام. وهناك فلسطينيون عاملون في مجال دعم الثورة اعلاميا وفي الاغاثة.
معركة دمشق
وينظر الى التقارير هذه على انها جزء من الحديث عن التحضيرات التي يقول الجيش الحر انه يحضر لها للمعركة الحاسمة على دمشق حيث نقلت ‘التايمز’ عن احد القادة العسكريين في جنوب دمشق قوله ان هجوما على دمشق ‘قريب جدا، جدا، جدا’.
والتقرير يربط وجود مدربي حماس بهذه المعركة مع ان اشرطة الفيديو التي تبث على الانترنت ، والتطورات الاخيرة تظهر ان تركيز المقاتلين هو الآن على المناطق القريبة من الحدود الاردنية ـ السورية، اي منطقة درعا حيث يجري الحديث عن اجراء منطقة عازلة تكون منطقة انطلاق للمقاتلين ويتم فيها استيعاب اللاجئين السوريين الذين يتسببون بجدل داخل الاردن ولبنان.
وينظر المقاتلون الى سيطرتهم على مناطق الجنوب كمفتاح لهم للتقدم نحو دمشق، ولكن السيطرة قد تؤدي الى خلق توترات ومشاكل مع جيران سورية، خاصة ان الحدود الجنوبية تضم الى جانب الاردن مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ عام 1967. ونقلت وكالة انباء اسوشيتد برس عن جنرال لبناني متقاعد قوله ان المثلث الجنوبي حساس وسقوط درعا سيكون انتصارا استراتيجيا للمعارضة يعبد الطريق نحو دمشق.
واظهرت اشرطة الفيديو ما يعتقده المقاتلون الذين حققوا تقدما في المناطق هذه حيث اظهر واحد منها مقاتلا بالبندقية والكوفية التي تغطي وجهه وهو يقول ‘دمشق ستحرر من هنا، من درعا، من الجنوب’.
وظهر المقاتل الى جانب اخر وهما يحتفلان دخول مركز عسكري للجيش تمت السيطرة عليه في بلدة علما قرب درعا، حيث قال اخر ‘سنزحف للقصر الجمهوري من هنا’، وظهر في الشريط مقاتلون من كتيبة ‘صقور حوران’ وهم يركبون دبابة روسية الصنع.
ويرى دبلوماسي يراقب تطور الاحداث من مركزه في عمان انه وبناء على التقدم الذي حققه المقاتلون في الاسابيع الاخيرة فيبدو ان سقوط مدينة درعا قريبا. وقالت ‘اسوشيتدبرس’ ان تقييمه قائم على تقارير ومعلومات امنية سري. ويعتقد مراقبون ان سقوط درعا سيؤدي الى فوضى مثل ما يحدث في الشمال، وستؤثر على الاردن الذي يعمل على منع هذه التطورات، وسيجد الجيش الحر نفسه وجها لوجه مع اسرائيل. وبالاضافة لهذا فستجد الاقليات التي تسكن المنطقة خاصة الدرزية التي تقطن في محافظة السويداء الجنوبية مضطرة للدخول في الحرب. ويربط التقدم الذي حققه المقاتلون بالجهود التي تبذل لتزويد المقاتلين بالاسلحة المتقدمة والتدريب من الدول العربية حيث شهدت محافظة درعا دخول الالاف المقاتلين الجاهزين للتقدم نحو دمشق التي تبعد 60 ميلا عن الحدود الاردنية، وسقوطها يعني نهاية النظام.
وفي المحصلة النهائية فسقوط درعا على اهميتها لن تغير من معادلة الحرب كثيرا حتى يحصل المقاتلون على اسلحة ثقيلة، كما انهم بحاجة الى قطع الطريق المهم بين حمص ودمشق، والطريق للساحل مما يعزل النظام في دمشق ويعجل بنهايته.
رئيس الحكومة اللبناني المكلف يتعهد بدرء المخاطر المتأتية من النزاع السوري
بيروت- (ا ف ب): تعهد رئيس الحكومة اللبناني المكلف تمام سلام السبت بحماية لبنان من الاخطار المتأتية عن النزاع في سوريا المجاورة واخراجه من “الانقسام والتشرذم السياسي”.
وقال سلام في بيان تلاه امام صحافيين بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي كلفه تشكيل الحكومة “انطلق من ضرورة اخراج لبنان من حالة الانقسام والتشرذم السياسي، وما انعكس منه على الصعيد الامني، ودرء المخاطر المترتبة عن الأوضاع المأساوية المجاورة والاجواء الاقليمية المتوترة ومنع الانزلاق باتجاهها”.
واكد سلام الذي حصل على شبه اجماع على تسميته من الكتل النيابية المختلفة انه سيمد يده الى الجميع، قائلا “هذا الاجماع النيابي في الظروف الراهنة، يحمل الى جانب الثقة التي أعتز بها شخصيا، مؤشرات من القوى السياسية كافة على الرغبة في الانتقال الى مرحلة انفراج تعيد الى الديموقراطية حيويتها، والى المؤسسات الدستورية ضمانتها، والى المواطن اللبناني الأمن والاستقرار”.
وتابع انه قبل التكليف “ايمانا مني بان الواجب يفرض تحمل المسؤولية والعمل من أجل مصلحة الوطن بالتعاون مع جميع القوى السياسية”.
ودعا الى تغليب مصلحة الوطن في تشكيل الحكومة المقبلة. وقال “في الايام الماضية، تم التداول في تسميات عديدة للحكومة العتيدة، من حكومة وفاق وطني، إلى وحدة وطنية، الى حيادية، إلى تكنوقراط، إلى سياسية الى انقاذية. وانا بدوري اقول انني حتما سأسعى إلى تشكيل حكومة المصلحة الوطنية”.
وتابع “المهم اليوم ان تنعقد الخناصر لنتمكن معا من انجاز الاستحقاقات الدستورية”، في اشارة الى الانتخابات النيابية التي لم يتوصل الافرقاء اللبنانيون بعد إلى اتفاق حول قانون تجرى على اساسه.
وقال سلام في بيانه انه ينطلق ايضا “من ضرورة توحيد الرؤى الوطنية والاتفاق بسرعة على قانون للانتخابات النيابية، يحقق عدالة التمثيل لجميع المواطنين والطوائف والمناطق”.
وقبل وقت قصير من استقبل سليمان لتمام سلام، صدر بيان عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، اعلن تكليف سليمان لسلام “استنادا إلى الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها بتاريخي 5 و6 نيسان/ ابريل 2013”.
وسمى اكثر من 120 نائبا من اصل 128 تمام سلام المنتمي الى تحالف قوى 14 آذار (المعارضة)، لكن المعروف بخطابه المعتدل وغير الصدامي.
وقدم هذا التوافق على انه محاولة لتجنب تفجر الانقسامات العميقة على خلفية الازمة السورية في البلد الصغير ذي التركيبة السياسية الهشة والذي شهد منذ بدء الاضطرابات في سوريا المجاورة احداثا امنية عدة خلفت قتلى وجرحى.
حماس تنفي مشاركة ذراعها العسكري في تدريب الجيش السوري الحر
غزة- (يو بي اي): نفت حركة المقاومة الاسلامية حماس ما أوردته صحيفة (التايمز) البريطانية الجمعة عن مشاركة عناصر من ذراعها المسلح في تدريب الجيش الحر في سوريا.
وقالت المكتب الإعلامي لحماس في بيان في وقت متأخر مساء الجمعة، إنَّ ما ورد في تقرير صحيفة التايمز البريطانية “لا أساس له من الصحة والواقع”.
وكانت صحيفة التايمز البريطانية ذكرت أن الجناح العسكري لحركة “حماس” يدرّب مقاتلي “الجيش السوري الحر”، في المناطق الخاضعة لسيطرته شرق العاصمة دمشق.
وقالت التايمز إن مصادر مطلعة أخرى أكدت أن مقاتلين من حركة حماس “يقاتلون بشكل فعلي إلى جانب المتمردين السوريين في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في العاصمة دمشق ومدينة حلب”.
وأضافت أن عناصر من الجناح العسكري لحركة حماس تشارك الآن في القتال إلى جانب مقاتلي المعارضة المسلحة في الحرب الدائرة بسوريا منذ أكثر من عامين.
غير أن حماس أعلنت أنَّ موقفها “هو عدم التدخل في الصراع الدائر في سوريا، وأنَّ وقوفها مع الشعب السوري وتعاطفها معه وتأييدها لمطالبه العادلة والمشروعة لا يعني المشاركة في الصراع الدائر في سوريا”.
الأسد يحذر من تأثير الدومينو في المنطقة في حال سقوط النظام السوري
دمشق- (ا ف ب): حذر الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة من “تأثير الدومينو” في حال “تقسيم” بلاده الغارقة في نزاع دام منذ عامين أو سقوط نظامه، محذرا من عدم استقرار في دول الجوار يستمر “لسنوات وربما لعقود طويلة”.
ووجه الاسد في مقابلة مع قناة (اولوصال) وصحيفة (ايدنليك) التركيتين انتقادات لاذعة الى رئيس الحكومة التركية رجب طيب ارودغان، ملمحا إلى انه من “الحمقى” وغير مدرك ان “الحريق” في سوريا سينتقل الى بلاده.
وقال الأسد “الكل يعرف انه اذا حصل في سوريا اضطراب وصل الى مرحلة التقسيم او سيطرة القوى الارهابية في سوريا او كلا الحالتين، فلا بد (من) ان ينتقل هذا الوضع مباشرة الى الدول المجاورة اولا، وبعدها بتأثير الدومينو الى دول ربما بعيدة في الشرق الاوسط”، وذلك في المقابلة التي بثتها صفحة المكتب الاعلامي في الرئاسة السورية على موقع (فيسبوك).
واضاف ان الامر “يعني خلق حالة من عدم الاستقرار لسنوات وربما لعقود طويلة”.
وسجلت المقابلة مع الاسد الثلاثاء وبثت مقاطع قصيرة منها في الأيام الماضية.
واتهم الاسد في تلك الاجزاء أردوغان الذي تدعم بلاده المعارضة السورية، بعدم قول “كلمة صدق واحدة” منذ بدء الازمة السورية منتصف آذار/ مارس 2011.
وفي المقابلة، توجه الاسد برسالة إلى الاتراك قال فيها ان “الحكومات ستذهب ولن تبقى الى الابد. علينا الا نسمح للحكومات والمسؤولين الحمقى منهم وغير الناضجين، ان يضربوا هذه العلاقة التي يجب ان نبنيها نحن وليست أي جهة في الخارج”.
وحذر من ان “المشكلة (هي) كيف تقنع المسؤولين الاتراك الآن الموجودين في الحكومة وفي مقدهم رئيس الحكومة بان الحريق في سوريا سيحرق تركيا. هو لا يرى هذه الحقيقة مع كل اسف”.
واتهم الاسد تركيا بالتحالف مع اسرائيل لاسقاط النظام السوري، وذلك ردا على اعتذار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤخرا لاردوغان عن مقتل تسعة اتراك خلال هجوم اسرائيلي على مجموعة سفن كانت تنقل مساعدات الى قطاع غزة عام 2010.
وسأل الاسد “لماذا لم يعتذر (نتانياهو) خلال الاعوام الماضية، ما الذي تغير؟”، معتبرا ان “ما تغير هو الوضع في سوريا”.
اضاف “هذا يؤكد بدقة وبوضوح ان هناك التقاء اسرائيليا تركيا حول الوضع في سوريا”، وان اردوغان “يعمل الآن بالتحالف مع اسرائيل لضرب الوضع في سوريا. هو فشل خلال العامين الماضيين (…) ولم تسقط الدولة السورية. كان هناك صمود سوري بالرغم من شراسة المعركة. لم يكن لديه حليف يساعده الا اسرائيل”.
واعتبر ان الحكومة التركية “تساهم في قتل الشعب السوري بشكل مباشر”، وان رئيسها يسعى لاعادة “التاريخ السيى” بين العرب والاتراك.
كما اعتبر أن جامعة العربية “بحاجة الى شرعية”، وذلك ردا على منحها مقعد دمشق الى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.
وفي موضوع الحل السياسي للازمة التي حصدت نحو 70 الف قتيل، قال الأسد ان “الخطوط الحمراء” في الحوار الذي اقترحه خلال خطاب في كانون الثاني/ يناير “هي التدخل الاجنبي. اي حوار يجب ان يكون حوارا سوريا فقط وغير مسموح التدخل الاجنبي في هذا الحوار”.
اضاف “عدا عن ذلك، لا توجد خطوط حمراء. يستطيع المواطن السوري ان يناقش أي شيء يريده”.
وكان رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب اعلن في نهاية الشهر نفسه استعداده المشروط للجلوس مع ممثلين للنظام، مقترحا اسم نائب الرئيس فاروق الشرع كمحاور، في خطوة لم تلق تجاوبا من دمشق.
ووجه الاسد في حديثه اليوم انتقادات الى جماعة الاخوان المسلمين، احدى ابرز مكونات المعارضة السورية. وقال “الاخوان المسلمون من تجربتنا معهم في سوريا منذ ثلاثين عاما واكثر بقليل، هم مجموعة انتهازية تستخدم الدين من اجل مصالح شخصية”.
وكان نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي، قمع بعنف انتفاضة للجماعة في حماة وسط البلاد مطلع الثمانينات من القرن الماضي، وفرض حظرا على نشاطها وحكما بالاعدام على كل من ينتمي اليها.
معارضة سورية سلحفاة
رند صباغ
لا تزال المعارضة السورية المنظمة في المجلس الوطني أو الائتلاف تحبو ببطئ متعثرةً مع كل خطوةٍ بخلافاتها الداخلية، وكان آخرها إبان انتخاب غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة، والمشاركة في قمة الجامعة العربية في الدوحة، حيث انسحب عدد من الأعضاء خلال أيام قليلة دون الوقوف على أسباب الانسحاب بشكلٍ واضح من أي أحد.
في اسطنبول بدأت اجتماعات المجلس الوطني الخميس بهدف مناقشة تشكيل الحكومة المؤقتة بعد قرابة الأسبوعين عن انتخاب هيتو، ونتائج القمة العربية، بالإضافة إلى بحث آليات تطوير العلاقات مع الدول العربية بالأخص السعودية ومصر، والوضع الميداني في داخل، إلى جانب دراسة احتياجات النازحين في الداخل وفي دول الجوار، بالأخص بعد إعلان الأمم المتحدة وصول عدد اللاجئين السوريين إلى أربعة ملايين لاجئ تقريباً.
وكان هيتو قد أعلن نهاية الشهر الماضي أن المشاورات لتشكيل الحكومة تحتاج لأسبوعين، فيما ستعرض نتائجها في الأسبوع الذي يليه، ومن المفترض أن تضم عشرة مقاعد وزارية تركز على الناحية الخدمية بالدرجة الأولى، ويحال أمر وزارة الدفاع إلى الجيش الحر بحسب تصريحات هيتو، رغم تصريحات بعض القادة رفضهم لانتخابه بحجة عدم التوافق عليه بين كافة المكونات في الائتلاف.
ومن المفترض أن تعمل الحكومة بحسب التصريحات السابقة في المناطق المحررة بالأخص في الشمال السوري، حيث أشارت بعض الأنباء الى أرجحية كفة محافظة الرقة حتى اللحظة، فيما كان رئيس الحكومة المنتخب قد أشار إلى أن مكاتب حكومته ستعمل عند الحدود التركية، وتوزع مكاتبها على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة وذلك بغية تسيير شؤون هذه المناطق كأولويةٍ من أولوياتها، بالرغم من خروج العديد من الأصوات المعارضة للمشروع.
ويتناول اجتماع اسطنبول بحسب أحمد رمضان العضو في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني المشاورات التي أجراها هيتو، والمقترحات التي سيتقدم بها للمجلس الوطني في ما يخص عدد الحقائب وبرنامج الحكومة المقترح، ودورها على الصعيد الداخلي.
وفي حديث ل”المدن”، أشار جبر الشوفي أحد ممثلي “إعلان دمشق” في المجلس الوطني، إلى أن اجتماع الخميس ليس بمخول اتخاذ أية قرارات في ما يخص الحكومة، كونه اجتماعاً للمكتب التنفيذي، إلا أنه يقوم على طرح مقترحات، لافتاً إلى أن التوجهات العامة في معظمها تدل على أن الحكومة العتيدة ستبنى على قاعدة تكنوقراط كما اشار إلى إمكانية التوافق على أشخاص من الداخل، حيث سيتركز عمل الحكومة بالشكل الأساسي على المناطق المحررة في ما يخص مسائل الأمن والإغاثة والأمور الإدارية، وتتباين الإشارات إلى أن يكون مركز الحكومة في المناطق المحررة نفسها أو على الحدود التركية السورية، أما اختيار أعضاء الحكومة فهو يتعلق بالرئيس المنتخب غسان هيتو الذي سيقدم اقتراحاته للائتلاف الوطني ليتم التوافق عليها كما تم التوافق على اختياره نفسه.
وفي حين تبقى الحكومة ومهامها وما ستتأتى عليه رهينةً للوقت وللتوافقات السياسية بين المعارضة المنظمة متمثلةً في الائتلاف بمكونه الأساسي وهو المجلس، والتي صار الانقسام سمتها الأساسية، يبقى الداخل السوري في حالةٍ من التخوف إزاء التحركات السياسية على اختلافها حيث تزعزعت ثقته بعد تعويله على العديد من الخطوات السابقة وبعض السياسيين والتكتلات دون أن تأتي بنتائج من الممكن أن يلمسها على أرض الواقع، وسط الحالة الدموية التي يعيشها بشكلٍ يومي، والتي لم تتأثر بكل الخطوات السياسية التي مرت بها المعارضة السورية المنظمة في العامين المنصرمين.
أم عبد ممرضة حرمها النظام شقيقها ووالدتها فوصفتها زميلتها بـ”الإرهابية“
أ. ف. ب.
من ممرضة في مستشفى عسكري في اللاذقية إلى معالجة المصابين من الثوار، نقلة كبرى في حياة أم عبد التي قتل النظام السوري شقيقها وأمها، فقررت الانتقال إلى الضفة الأخرى، وأسفت عندما وصفتها زميلة سابقة لها بـ”إرهابية” فلم تكن تتوقع منها ذلك.
دمشق: كانت أم عبد حتى الأمس القريب ممرّضة في المستشفى العسكري في اللاذقية شمال غرب سوريا، وعندما حصدت عمليات القصف، التي شنها الجيش النظامي، شقيقها ووالدتها، تخلت عن وظيفتها، وانصرفت إلى معالجة المصابين في المنطقة الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين.
قالت هذه المرأة، التي تبلغ السابعة والعشرين من عمرها، والتي يحوط وجهها حجاب أسود يتدلى على عباءتها السوداء الطويلة، “كيف أستطيع الاستمرار في معالجة الجنود الذين قتلوا والدتي وشقيقي؟”.
وفي مستشفى ميداني في منطقة جبل الأكراد المتمردة في شمال اللاذقية – منطقة الرئيس بشار الأسد -، باتت تعالج المقاتلين وعددًا كبيرًا من المدنيين المصابين أو الذين تسمموا جراء مواد غذائية فاسدة أو مياه ملوثة. ويقع المستشفى في قرية سلمى، التي كانت مصيفًا رائعًا، بات هدفًا لعمليات القصف الكثيف واليومي للجيش النظامي.
ويعدّ جبل الأكراد منطقة استراتيجية للنظام والمقاتلين على حد سواء، إذ يحدّه من الجنوب معقل الطائفة الحاكمة منذ 40 عامًا في سوريا، أي جبل العلويين، وهي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد.
زميلتي تصفني بإرهابية
لدى مغادرتها المستشفى، الذي كانت تعمل فيه، تركت أم عبد السنية أصدقاء، منهم سيدة علوية كانت “مقرّبة جدًا” منها. وقالت “عندما تركت عملي، سألتني لماذا أغادر المستشفى. أخبرتها بما حصل لشقيقي ووالدتي”. وأضافت “أصبت بدهشة شديدة عندما بعثت إليّ برسالة وصفتني فيها بأني إرهابية”، وهو التعبير الذي يستخدمه النظام لوصف المقاتلين.
وأوضحت أم عبد “أحب كثيرًا أن نعود كما كنا”، مشيرة إلى أنها نشأت في أجواء وئام وانسجام مع العلويين. وقالت “كنا أخوة، وكان يجب أن نبقى كذلك، لكنهم غيّروا وشنّوا الحرب الطائفية”.
وأم عبد هي واحدة من أربع نساء يتناوبن ليل نهار لمعالجة المرضى والجرحى في هذا المستشفى، الذي أقيم في مبنى سكني بفضل مساعدات إنسانية وطبية.
تأخذ زميلتها منال على عاتقها الاهتمام بالصيدلية منذ 10 أشهر. وتقول هذه السيدة الشابة (26 عامًا)، “عندما وصلت، لم نكن سوى ثلاثة أو أربعة يعملون في المستشفى. وعندما نظرت حولي، أدركت أني الفتاة الوحيدة من كل جبل الأكراد”.
أقوى من مليون رجل
وقد غادرت عائلتها المنطقة، لكنها تقول إنها بقيت رغبة منها في مساعدة الناس. وأضافت بابتسامة عريضة أمام رفوف الأدوية “أصبحت أقوى من مليون رجل”.
تعلمت هذه الشابة، التي درست الصيدلة، تضميد الجروح الناجمة من شظايا القذائف والقيام بالإسعافات الأولية تحت عمليات القصف المتواصل. وتسكن منال مع زميلاتها في المستشفى أو في منازل قريبة، وهي على أهبة الاستعداد على مدار الساعة. ويتحدثن بالهاتف مع عائلاتهن في المساء، عندما يتيح المولّد تبديل البطاريات أو استخدام شبكة الانترنت.
ولم ير بعض منهن عائلته منذ أشهر، لكنهن أنشأن عائلة جديدة في المستشفى. وقالت إحداهن “هنا، اكتشفنا أهمية التضامن، نعمل يدًا واحدة، رجالًا ونساء، لمساعدة الآخرين”. وفيما كان المبنى يهتز على وقع الأصداء العنيفة لقصف جوي قريب، قالت “فليقصفوا ما شاءوا، لم نعد خائفين الآن”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/803923.html
لاجئو الخارج ونازحو الداخل توحدهم المعاناة والأمل
نصفهم من الأطفال.. والمساعدات لا تكفي عشرهم
لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: كارولين عاكوم
تداعى السوريون لإطلاق عبارة «لاجئون.. والشرف والكرامة عنواننا»، كشعار لجمعتهم 108 في عمر الثورة السورية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وتأتي هذه التسمية بعدما ضنكت الدول المجاورة بالسوريين الفارين من المعارك في بلادهم، إذ يطالب مسؤولون ونواب في الأردن ولبنان والعراق وتركيا بضرورة إيجاد حل لأزمة اللاجئين في ظل غياب أي إشارات على أي تحلحل في الملف السوري.
وبين اللجوء والنزوح تشرد ربع الشعب السوري، ولم يعودوا يذوقون طعم الاستقرار في ظل افتقادهم الغداء والدواء، والمسكن والملبس، والجهات الداعمة التي تفعل ما تقول. ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار ما يقارب المليون، يتوزعون بشكل أساسي بين الأردن ولبنان وتركيا وكردستان العراق. وبحسب إدارة الطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية، بلغ عدد اللاجئين السوريين الوافدين لتركيا نحو 188 ألفا و529 لاجئا، وإذا كان هناك من يعتبر هؤلاء «لاجئي الخمس نجوم» مقارنة مع مواطنيهم في لبنان والأردن والداخل، فليس الحادث الأخير الذي أدى إلى ترحيل 600 لاجئ غداة قمع الشرطة العسكرية التركية تظاهرات في مخيم احتجاجا على سوء الظروف المعيشية، إلا صورة تعكس الوضع الإنساني المتردي الذي يعيشه هؤلاء.
أما في لبنان، حيث يتباين العدد بين جهة وأخرى، لا سيما أنه لم يتم اتخاذ قرار بجمعهم في مخيمات باستثناء تلك التي أنشئت في البقاع، فيتوزع الـ700 ألف لاجئ، وفقا لوزارة الشؤون اللبنانية، بين منطقة الشمال والبقاع.
أما عن الداخل السوري، فقد أفادت ريم السالم، مسؤولة في المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، بأن عدد المهجرين قسرا بلغ نحو 4 ملايين، مضيفة أن الأرقام السابقة لبرنامج المساعدة الإنسانية لسوريا «لم تعد تعكس الوضع المتغير بسرعة»، ومؤكدة أن «الأمم المتحدة تعمل مع شركائها على إعادة النظر في الأرقام والأجوبة الواجب تقديمها قبل نهاية السنة».
وتخفيفا للعبء على الدول المحيطة بسوريا، اقترح مؤخرا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان إقامة مخيمات للأعداد الإضافية من اللاجئين السوريين داخل الأراضي السورية بعيدة عن مناطق الاشتباكات، وتكون محمية من قوات تابعة للأمم المتحدة، أو أن يصار إلى توزيعهم على دول «شقيقة وصديقة» من خلال مؤتمر دولي يعنى بعددهم وكيفية توزيع الأعداد الإضافية منهم.
وفي هذا الإطار، فقد أكد أديب الشيشكلي، المنسق العام لوحدة الدعم الإغاثي والإنساني في الائتلاف الوطني لقوى الثورة، أن الأطفال من هم دون الـ11 سنة، يشكلون 50 في المائة من عدد اللاجئين، ويعانون من مشكلات عدة، وأهمها نقص المواد الغذائية الأساسية كالحليب والأدوية، إضافة إلى حرمانهم من التعليم للسنة الثانية على التوالي.
ويقول الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»: «يعتبر وضع اللاجئين في تركيا هو الأفضل مقارنة مع أوضاع اللاجئين في لبنان والأردن والداخل السوري، نظرا إلى توزيعهم في مخيمات، الأمر الذي يجعل تأمين متطلباتهم يتم بشكل أفضل، إضافة لإحصائهم بشكل دقيق»، مضيفا «فيما يبقى الوضع السياسي في لبنان هو الذي يتحكم في مصير هؤلاء الذين يقيم عدد كبير منهم لدى عائلات لبنانية أو يستأجرون بيوتا، فيما عدد كبير آخر يقف غير قادر على تأمين مأوى ومأكل».
وفي ظل إعلان برنامج الأغذية العالمي عن أن المعارك تعوق وصول المساعدات إلى النازحين في الداخل السوري، لفت الشيشكلي إلى أن المشكلة والمعاناة الأكبر تكمن في وضع المواطنين السوريين الذين لا يزالون يصارعون من أجل البقاء في الداخل السوري، في ظل الافتقاد إلى مسكن وعمل وغذاء وأي مدخول مادي. ويشير الشيشكلي إلى أن المساعدات التي تحصل عليها وحدة الدعم التي يرأسها لا تؤمن أكثر من 15 في المائة من حاجيات النازحين في كل البلدان، لا سيما أن الدول المانحة التي سبق لها أن أعلنت أنها ستقدم مليارا ونصف المليار كمساعدات لا تقوم بواجبها.
ووفقا للمستشار الإعلامي في رئاسة إدارة الطوارئ والكوارث التركية مصطفى أيدوغدو، فإن تدفق اللاجئين السوريين على المخيمات بتركيا يتفاوت من يوم لآخر حسب شدة القصف والقتال داخل الأراضي السورية، فأحيانا لا يلتحق أي لاجئ بالمخيمات، وفي أحيان أخرى يدخلها خمسون ألف لاجئ في يوم واحد.
وعن المشاكل التي تعانيها تركيا مع ازدياد تدفق اللاجئين السوريين، يفيد مسؤول بوزارة الخارجية التركية بأن أكثر ما يثقل كاهل تركيا هو المصاريف الخاصة بتوفير الرعاية للاجئين السوريين في جميع المجالات من مأوى وتعليم وخدمات صحية، واصفا كل مخيم بأنه مدينة متكاملة. وأشار إلى تجهيز المخيمات بكل ما تحتاجه أي مدينة من كهرباء وماء وغيرها من المرافق التي يحتاجها اللاجئون للعيش داخلها، مما يستنزف مصاريف كبيرة لا تستطيع تركيا وحدها تحملها. ويؤكد المسؤول التركي أن المساعدات، رغم النداء الذي وجهته تركيا للمجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة، تبقى قليلة مقارنة بما يتطلبه الوضع.
وتطرق المسؤول التركي إلى تزايد عدد المواليد الجدد، إذ تجاوز عدد الرضع حديثي الولادة في المخيمات 2800 رضيع، في وقت لا تجد فيه الحكومة التركية أعدادا كافية من الأطباء الناطقين بالعربية للعمل في المخيمات، مما يضطرها لاستيفادهم من الخارج. وتنطبق هذه المشكلة على قطاع التعليم وتوفير المدرسين المناسبين.
«النظامي» يقحم سلاح الـ«توشكا» في مواجهة سلاح «الحر» الجديد الـ«إيه إس 50»
أقدم عاصمة في التاريخ مهددة بالدمار
لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»
تتزايد مخاوف سكان أقدم عاصمة في التاريخ، دمشق، من تدمير مدينتهم بشكل كامل، وذلك بحكم وقوعها في قلب الصراع الدامي بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد وكتائب الجيش السوري الحر الساعية لإسقاطه.
ويرى العديد من سكان دمشق هذه الأيام، ومع دخول الثورة عامها الثالث، أن مناطق حيوية وشديدة التحصين يقول نظام الأسد إنه يحكم سيطرته عليها، لن تكون بمعزل عن الاشتباكات ودوامة العنف. ويتخذ كثير من الأهالي احتياطات غذائية وطبية ولوجيستية، ويخفون تحركاتهم قدر المستطاع، ويأوون إلى منازلهم باكرا قبل حلول الظلام، رغم عدم وجود الكهرباء في منازلهم أحيانا، إلا أنها قد تكون أمانا أكثر عندما يجتمعون معا مع الأهل والعائلة كنوع من المؤانسة.
ويبدو قلق الدمشقيين مبررا خصوصا في ظل دخول أسلحة جديدة لمعركة السيطرة على دمشق من ناحية، واستهداف مناطق آمنة مثل أحياء البرامكة والمزرعة وأبو رمانة من ناحية أخرى. ففي تطور هو الثاني من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية، قال ناشطون سوريون إن قوات النظام قصفت أمس حي برزة في دمشق بأكثر من 15 صاروخا باليستيا من طراز توشكا.
وتوشكا هي «أنظمة صواريخ باليستية تكتيكية قصيرة المدى»، تحمل على متن منصات إطلاق متنقلة، وقد صممها الروس في نهاية حقبة ستينات القرن المنصرم لتكون جنبا إلى جنب مع الوحدات القتالية البرية في ميادين المعارك. ووفقا للجان التنسيق المحلية، سقط 18 صاروخ توشكا على حي برزة، مما أسفر عن تهدم أربعة مجمعات سكنية، مما أسفر عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال إلى جانب إحراق عدد من المباني السكنية.
وهذه هي المرة الثانية التي يستخدم فيها نظام الأسد صواريخ باليستية في قصفه للعاصمة منذ اندلاع الثورة، حيث سبق أن أطلق صاروخا على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في مطلع أبريل (نيسان) الحالي. ويتميز صاروخ «توشكا» بدقته في ضرب الأهداف التكتيكية مثل مواقع السيطرة والجسور ومرافق التخزين وتجمعات القوات والمطارات وقدرته التدميرية العالية، إذ ينفجر قبل سقوطه على الأرض بنحو 16 مترا، الأمر الذي يزيد من مساحة الدمار الذي يحدثه. ويتميز أيضا بقدرته على حمل رؤوس نووية أو بيولوجية أو كيمائية قد يصل وزنها لـ500 كيلو غرام.
وإلى الجنوب من دمشق، شهدت مدينة داريا اشتباكات عنيفة أمس في محاولة جديدة للقوات النظامية لاستعادة السيطرة على المدينة الملاصقة لمطار المزة ومقر الفرقة الرابعة.
وتحاول القوات النظامية دفع كتائب الجيش الحر باتجاه أطراف العاصمة وتحييد قلب دمشق عن المعارك باعتباره نقطة ارتكاز له، مما اضطر «الحر» لاستخدام صواريخ محلية الصنع موجهة عن بعد عبر تقنية «تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية» الـ«جي بي إس».
لكن تقارير إعلامية تحدثت بالأمس عن امتلاك «الحر» لـ«صواريخ «مصرية الصنع» استخدمها في معاركه مع النظام على الحدود اللبنانية السورية، حصل عليها من جماعة الإخوان المسلمين المصرية. فيما تحدثت تقارير أخرى عن امتلاك «كتيبة أحفاد الرسول» التابعة لـ«الجيش الحر»، بندقية «AS-50» البريطانية الصنع.
وتتميز الـ«إيه إس 50»، التي يصل ثمنها لأكثر من 10 آلاف دولار، بوزنها الخفيف وسرعة تفكيكها، الذي لا يستغرق أكثر من 3 دقائق، ويعتمد هذا النوع من أسلحة القنص على ذخيرة متفجرة أو حارقة وغاز يعمل بشكل شبه آلي لمنع الارتداد، وقد صنعت خصيصا للقوات البريطانية والبحرية الأميركية في عام 2007.
لكن النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المنشق عن إدارة الأسلحة، نفى لـ«الشرق الأوسط»، أن «يكون إخوان مصر قد أرسلوا الأسلحة إلى كتائب (الجيش الحر) من الصواريخ أو سواها».
وعن امتلاك كتيبة «أحفاد الرسول» لبندقية «إيه إس 50» قال عبد الرزاق «إن الجيش الحر لا يمتلك قناصات سوى تلك التي غنمها من الجيش النظامي»، مشيرا إلى أن «معظم هذه القناصات قديمة جدا لكن الأمر يخضع لمهارة القناصة وليس لتطور بندقيته». وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن «الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس يدرب مقاتلي الجيش السوري الحر»، في مناطق يلدا وجرمانا وببيلا بريف دمشق.
ويأتي هذا التقرير بعد يوم واحد من تجديد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل معارضته للنهج الذي يتبعه الأسد في التعامل مع الثورة في بلاده، بالقول «نحن لا ننسى من دعمنا، ولا ننكر معروف أحد، لكن مهما أسدي إلينا لا يمكن أن نتعامل معه لينسينا القيم والمبادئ والأخلاق، ونحن مع مطالب الشعوب، وتعز علينا دماءها».
وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» من لندن، نفى المحلل السياسي حمزة أبو شنب أن تكون حماس تدرب مقاتلي الجيش الحر، بالقول «هذه المعلومات غير صحيحة جملة وتفصيلا. كل ما يجري هو أن بعض العناصر التي كانت محسوبة على حماس، وخرجت من عباءة حماس، ذهبت للقتال في سوريا، وهي أقرب إلى العناصر السلفية الجهادية منها لحركة المقاومة الإسلامية».
ووضع أبو شنب، وهو ابن القيادي في حماس إسماعيل أبو شنب، التقرير البريطاني «ضمن محاولات شيطنة حماس والتي ابتدأت بمصر»، مؤكدا أن حماس خرجت من سوريا لعدم رغبتها في التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد.
كما صدر في وقت متأخر، مساء أمس، بيان عن المكتب الإعلامي لحركة حماس جاء فيه: «ان ما ورد في التقرير البريطاني لا أساس له من الصحة والواقع، ونؤكد أن موقف الحركة هو عدم التدخل في الصراع الدائر في سوريا، وأن وقوفها مع الشعب السوري وتعاطفها معه وتأييدها لمطالبه العادلة والمشروعة لا يعني المشاركة في الصراع الدائر في سوريا».
وبالعودة إلى دمشق، فإن النظام السوري لا يبدو مستعدا للتخلي عنها، لا سيما أنه وضع منذ أيام عددا من راجمات الصواريخ عند قمة جبل قاسيون، الكاشف لكل أحياء العاصمة. وأعقب نصب الراجمات تحذير لمصدر عسكري مسؤول نقلت عنه صحيفة «الوطن»، المملوكة لابن خالة بشار الأسد، قوله إن «الجيش على أهبة الاستعداد للدفاع عن دمشق التي لن يدنس أرضها الإرهابيون مهما كلف الأمر»، مما يعني أن دمشق ستلاقي مصير حمص، عندما اعتبر الثوار الأخيرة عاصمة لهم.
أكراد سوريا يريدون حرية لا «استقلالا»
مستلهمين الدروس من التجربة التركية
بيروت: «الشرق الأوسط»
عقد حزب «الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا» (يكيتي) قبل يومين مؤتمره السابع في المناطق السورية المحررة وبحضور كوادره التي أتت من بقية المناطق السورية ومن خارج البلاد أيضا.
وأقيم المؤتمر الذي هدف لمناقشة مصير الأكراد في سوريا في مدينة عفرين، ذات الكثافة السكانية الكردية التابعة لمحافظة حلب، شمال سوريا.
وتضمن البيان الختامي للمؤتمر تأييده لـ«ثورة الحرية والكرامة»، مع التشديد على التطلع إلى «سوريا حرة ديمقراطية تعددية لا مركزية».
وأكد البيان التمسك بـ«حماية وحدة الصف الكردي والسلم الأهلي»، معتبرا أن «أفق إيجاد حل سياسي يلبي طموحات الشعب في وقف نزيف الدم والدمار وإنهاء الاستبداد لا يزال شبه مسدود، محملا المسؤولية للنظام (الموغل في خياره الأمني – العسكري إزاء الأزمة الوطنية) مسؤولية إعاقة جهود إنجاح المبادرات السلمية العربية والدولية».
أما فيما يخص مبادرة السلام التي أطلقها الزعيم الكردي عبد الله أوجلان التي أطلقها في عيد النيروز في 21 مارس (آذار) الماضي، أشاد البيان بالمبادرة مع التحفظ على بعض النقاط التي كان «أبرزها مصير عشرات الألوف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني».
وفي هذا السياق أشار الكاتب السوري الكردي بدرخان علي، القريب من «يكيتي» في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تمسك البيان بـ«اللامركزية لا يعني الانفصال على غرار حزب الاتحاد الديمقراطي (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني)»، مشيرا إلى أن «الحركة الكردية في سوريا لم تطالب بالانفصال عن سوريا منذ تأسيسها التنظيمي عام 1957. وجميع المطالب الكردية في سوريا تطرح ضمن إطار وحدة البلاد». ولفت إلى أن حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) الذي تأسس من أجل نيل حقوق الكرد في تركيا بصورة أساسية نادى باستقلال كردستان – تركيا في مراحله المبكرة قبل أن «يتبين أن هذا المطلب غير واقعي وغير ممكن»، موضحا أن تغييرا طرأ على تفكير أكراد سوريا بعد مبادة أوجلان حيث إنه «لا بد أن تتأثر سياسة الاتحاد الديمقراطي بهذا التحول السياسي المنشود الذي من المفترض أن يبدأ في تركيا».
وفي نهاية المؤتمر توجه القائمون عليه بالشكر إلى كل من يساعد في خدمة القضية الكردية في سوريا، وخصوا بالذكر «السيد رئيس إقليم كردستان العراق الأخ مسعود بارزاني الذي كان له الدور الأبرز في التوصل إلى إعلان هولير خدمة لحماية الصف الكردي في سوريا ووحدته».
يذكر أن إعلان هولير هو اتفاق تم التوصل إليه في يونيو (حزيران) العام الماضي بين مجلس الشعب لغربي كردستان والمجلس الوطني الكردي في سوريا وبرعاية بارزاني، بهدف وضع الآليات اللازمة لبلورة مشروع سياسي موحد يرتكز على منح اللامركزية للأكراد في سوريا.
4 ملفات سيناقشها الأميركيون والبريطانيون والفرنسيون مع قادة المعارضة
الملف السوري على جدول أعمال قمة الثماني
باريس: ميشال أبو نجم
ينتقل الملف السوري إلى العاصمة البريطانية يومي الأربعاء والخميس المقبلين بمناسبة انعقاد مؤتمر وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الأكثر تصنيعا، والمكلف تحضير قمة المجموعة المذكورة المرتقبة في آيرلندا الشمالية يوم 17 يونيو (حزيران) المقبل.
ووفقا للخارجية الفرنسية فإن الأزمة السورية ستناقش في إطارين مختلفين. الأول، ضمن مجموعة الوزراء الثمانية وذلك إلى جانب ثلاثة مواضيع رئيسية أخرى هي النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، والملف النووي الإيراني، والأزمة الناشئة بين الكوريتين وامتداداتها على طرفي المحيط الهادي.
أما الإطار الثاني فقوامه اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مع ممثلي المعارضة السورية من السياسيين والعسكريين، لكن معلومات توفرت لاحقا من مصادر دبلوماسية أشارت إلى إمكانية توسيع الاجتماع الثلاثي وضم أطراف عربية وغير عربية إليه.
وتريد الأطراف الغربية الثلاثة أساسا أن تتشاور مع رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب ورئيس الحكومة المنتخب حديثا غسان هيتو ومع اللواء سليم إدريس، رئيس أركان الجيش السوري الحر. وحتى أمس، لم يكن مجيء الخطيب إلى لندن مؤكدا بالنظر إلى وضعه الغامض على رأس الائتلاف بعد إعلان استقالته ثم تأكيده لاحقا أنه سيستمر على رأس الائتلاف حتى انتهاء انتدابه في شهر مايو (أيار) المقبل.
وبالمقابل، فإن اللواء إدريس موجود في لندن ولن يكون هناك أي عقبات لوصول هيتو للندن.
وإن تم الاجتماع بهذه الصيغة، فسيكون الأول من نوعه على هذا المستوى العالي.
وكشفت مصادر فرنسية رفيعة المستوى أن الوزراء الثلاثة ينوون بحث أربعة مواضيع رئيسية تتناول تطورات الأزمة السورية.
وعلى رأس هذه الملفات الحكومة المؤقتة التي أسندت مهمة تشكيلها لهيتو. وليس سرا أن واشنطن لم تكن «متحمسة» لمثل هذه الحكومة بعكس باريس، لذلك تريد الدول الثلاث الاطلاع على ما حققته مهمة هيتو حتى الآن ومن هي الأطراف وشكل الحكومة والأطراف التي ستتشكل منها. ويريد الوزراء الثلاثة، في المرتبة الثانية، العودة إلى قراءة ما حصل في اجتماعات إسطنبول للمعارضة السورية التي أفضت إلى اختيار هيتو والنظر في التوازنات القائمة اليوم داخل الائتلاف فضلا عن القرارات التي اتخذتها القمة العربية وأهمها إعطاء مقعد سوريا للمعارضة ممثلة بالائتلاف وكذلك إعطاء الضوء الأخضر، رسميا، للدول العربية التي تريد تسليح المعارضة الأمر الذي يشكل غطاء شرعيا لما كانت بعض الدول الخليجية قد بدأت به قبل عدة أشهر.
ويرتبط الملف الثاني بعزم عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا على توفير السلاح للمعارضة مع انتهاء فترة الحظر الأوروبي نهاية مايو المقبل. وما زال النقاش على أشده داخل الاتحاد الأوروبي بين دول مستعجلة وأخرى رافضة. ويبدو أن الأولى، فرنسا وبريطانيا، بدأت تعيد مراجعة حساباتها حيث أخذت باريس مثلا تطلب «ضمانات مطلقة» حول الجهات التي يمكن أن تسلم السلاح المتطور وحول سبل رقابتها والتحكم بها لاحقا.
أما الملف الأخير فيتناول «جبهة النصرة» التي تطرح مشكلة حقيقية بالنسبة للغربيين خصوصا بعد أن سارعت واشنطن إلى وضعها على لائحة المنظمات الإرهابية. ولذا، فإن وزراء الخارجية الثلاثة «يريدون أن يسمعوا تصور قادة المعارضة» السياسيين والعسكريين من هذه المسألة.
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» في عددها قبل يومين قد نقلت عن تقرير للمعارضة رفع إلى الإدارة الأميركية يفيد أن عديد «النصرة» يصل إلى ستة آلاف رجل. فضلا عن ذلك، سيبحث الغربيون في بلورة موقف مشترك من الطلب الذي تقدم به النظام السوري إلى مجلس الأمن لجهة فرض عقوبات على الجبهة المذكورة. ويرى الغربيون أنه «فخ دبلوماسي» وغرضه الحقيقي الإحراج.
علاوة على ما تقدم، تفيد المصادر الغربية بأن العواصم الثلاث تريد التداول مع المعارضة السورية بشأن الأسلحة الكيماوية الموجودة بأيدي النظام والتي تثير عندها مخاوف على الصعيدين الإقليمي والدولي. ومصدر القلق سيناريوهان كارثيان: الأول، لجوء النظام إلى استخدامها ضد المدنيين والثاني، وقوعها في أيدي المنظمات الجهادية المتطرفة.
تمكن النظام السوري من النجاح وهو يدرك أن المواجهة طويلة المدى
أمين حطيط
أولا، لا يمكن وصف ما يحصل في الميدان بأنه تقدم لصالح الحركات المسلحة، لأننا نراها تتقدم في مكان وتتراجع في مكان آخر. إذا أجرينا تقديرا إجماليا لا يمكن القول إنها حققت تقدما يمكن احتسابه عسكريا أم استراتيجيا ويؤثر على الحراك كليا.
تقوم استراتيجية النظام السوري في مواجهة الجماعات المسلحة على ثلاثة عناصر:
العنصر الأول يتمثل بمبدأ «الاقتصاد في القوة»، بمعنى عدم استعمال القوة كثيرا للحد من الخسائر الميدانية والبشرية، انطلاقا من أنه عند استخدام قوة كبيرة ترتفع مستويات الخسائر في المواجهة.
العنصر الثاني يقوم على الاستمرار في المواجهة والمشاغلة، ومنع المسلحين من الاستقرار في أي منطقة يدخلون إليها ومنعهم من تحويلها إلى «منطقة سيطرة»، وفقا لقواعد السيطرة العسكرية المتعارف عليها. العنصر الثالث يفيد بأن النظام السوري بدأ المواجهة الدفاعية، وهو خيار غالبا ما يكون مكلفا، ويقوم على مسك الأرض بعد إخراج المسلحين منها اعتمادا على القبضة الحاسمة التي يشكلها الجيش بشتى فروعه. ويعتمد النظام هذه القبضة لمعرفته أن الحرب طويلة ولا مدى منظورا لها، وذلك لأن من فتح الحرب لا يمكن أن يسارع في لحظات أو ساعات قليلة إلى وقفها قبل تحقيق ما يريده، وهو لم يحقق حتى الآن إلا تدميرا في سوريا، لكنه لم يصل بعد إلى حد السيطرة وما زالت بعيدة عن متناوله. يدرك النظام السوري جيدا أن المواجهة طويلة، ولذلك اعتمد هذه الاستراتيجية في التطبيق. تمكن النظام السوري من النجاح، بحيث إن المسلحين لم يتمكنوا من زعزعة بنية الجيش السوري، رغم عمليات الفرار والخسائر البشرية، إذ استطاعت القيادة تعويض كل الخسائر في هذا المجال. كذلك، نجح في منع الاستقرار المؤمل من قبل المسلحين، ولا تزال مناطق وجودهم مناطق اشتباك قابلة للتطهير، ولقد تمكن من تحقيق نتائج مهمة في حمص وحماه وريف إدلب وحلب. لذلك، فإن استراتيجيته تعتبر ناجعة وتمكن النظام من الدفاع المنظم لمدى طويل.
* عميد متقاعد
الحر يسقط طائرة والنظام يقصف دمشق وريفها
قال ناشطون إن الجيش الحر أسقط طائرة حربية في حي مشاع الأربعين في حماة صباح اليوم، في حين استهدفت القوات النظامية السورية بصواريخ أرض أرض كلا من مخيم سْبينِة للاجئين الفلسطينيين وبلدات في ريف دمشق ، وجددت قصفها براجمات الصواريخ على أحياء دمشق الجنوبية وجوبر والقابون مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.
وقال المركز الإعلامي السوري إن شخصا قتل وأصيب 25 نتيجة إطلاق صاروخ غراد أرض أرض على مخيم سبينة للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق فجر اليوم.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أشخاصاً قتلوا وجرح آخرون جراء قصف صاروخي على بلدات في ريف دمشق وأحياء أخرى في العاصمة.
وذكرت شبكة شام أن ثلاثة صواريخ من نوع أرض أرض استهدفت بلدة العبادة في الغوطة الشرقية بريف دمشق مما أسفر عن وقوع عدد كبير من الجرحى وتدمير في المباني.
وأفادت شبكة شام بأن قوات النظام قصفت براجمات الصواريخ من مطار المزة العسكري مدينة داريا بريف دمشق.
وأضافت أن الهدف من القصف هو تأمين تغطية لدخول قوات برية إلى المدينة لاقتحامها وإحكام السيطرة عليها.
وقالت شبكة شام إن الجيش الحر استهدف فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا بريف دمشق بقذائف الهاون الثقيلة، وحقق إصابات مباشرة في صفوف قوات النظام داخله.
اشتباكات على طريق دولي
وذكرت الشبكة أن اشتباكات عنيفة تدور على الطريق السريع درعا دمشق الدولي قرب بلدة أم المياذن بدرعا بين الجيش الحر وقوات النظام التي خرجت من معبر نصيب الحدودي لإعادة السيطرة على حاجز بلدة أم المياذن بعد سيطرة الثوار عليه.
في غضون ذلك تجددت الاشتباكات بين عناصر الجيش الحر والشبيحة في محيط بلدة العتيبة بريف دمشق.
وفي ريف حمص، كثفت قوات النظام قصفها بقذائف الهاون على بلدات الدار الكبيرة والغنظو ومنطقة بساتين تدمر.
وأفاد ناشطون سوريون بأن قوات النظام جددت صباح اليوم قصف أحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور وسط مدينة حمص، مستهدفة المرافق الأساسية والمنازل مما ألحق بها دمارا كبيرا.
وفي حلب قالت شبكة شام إن عددا كبيرا من الشهداء والجرحى وقع جراء قصف لطيران جيش النظام على حي الأشرفية.
وكانت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي الجيش الحر والقوات النظامية قد تواصلت الجمعة على أطراف دمشق وفي محيطها، في وقت سيطر الثوار الجمعة على حامية عسكرية قرب الحدود الأردنية وأعلنوا عن إسقاط طائرة ميغ. وفي هذه الأثناء خرجت العديد من البلدات السورية في مظاهرات تعبيرا عن مساندتها للاجئين في جمعة أطلق عليها اسم “لاجئون.. الكرامة والشرف عنواننا”.
وسجلت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 73 شخصا أمس -معظمهم في دمشق وريفها وحلب- جراء القصف الجوي والصاروخي من قبل قوات النظام ونتيجة للاشتباكات بين الثوار والجيش النظامي.
الأمم المتحدة: نازحو سوريا خمسة ملايين
قالت الأمم المتحدة إن نحو ربع عدد سكان سوريا البالغ 22 مليون نسمة أصبحوا إما نازحين داخل البلاد أو لاجئين خارجها، وحذرت من أن الأموال المتوفرة للتعامل مع موجات اللجوء إلى الأردن ودول الجوار الأخرى، توشك على النفاد. ومن جهتها حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من “عواقب كارثية” جراء تضاؤل حجم المساعدة الإنسانية للنازحين داخل سوريا.
وقالت مسؤولة الاتصال الإقليمية في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ريم السالم إن المنظمة الأممية تعمل مع شركائها على إعادة النظر في الأرقام والحلول الواجب تقديمها قبل نهاية السنة، وقدرت بنحو أربعة ملايين عدد النازحين داخل الأراضي السورية منذ اندلاع النزاع في مارس/آذار 2011.
ويضاف هذا الرقم إلى نحو 1.2 مليون لاجئ أجبروا على مغادرة بلدهم إلى الدول المجاورة في كل من الأردن ولبنان وتركيا والعراق، حسب المفوضية العليا للاجئين.
نفاد التمويل
وفي سياق متصل قالت المتحدثة باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة ماريكسي ميركادو في مؤتمر صحفي بجنيف إن “الاحتياجات تتزايد أضعافا مضاعفة ونحن مفلسون”.
وأضافت ميركادو “منذ بداية العام يتدفق أكثر من ألفي لاجئ عبر الحدود إلى الأردن يوميا، ونتوقع أن تزيد هذه الأعداد على الضعف بحلول يوليو/تموز القادم، وأن تصل إلى ثلاثة أمثالها بحلول ديسمبر/كانون الأول القادم”.
وتابعت “نقدر أنه بنهاية 2013 سيكون هناك 1.2 مليون لاجئ سوري في الأردن، وهو ما يساوي خُمس سكان الأردن”.
وسيكون من آثار نفاد التمويل توقف توصيل 3.5 ملايين لتر من المياه يوميا إلى مخيم الزعتري بالأردن، والذي يوجد به أكثر من 100 ألف لاجئ أغلبهم من الأطفال. ووصل 11 ألف سوري تقريبا إلى الزعتري في الأسبوع المنصرم، وفقا لما ذكرته المنظمة الدولية للهجرة.
وتظهر أرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكبر الجهات المانحة هي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان. وتلقت المفوضية 162 مليون دولار، وهو ما يمثل ثلث المبلغ المطلوب للنصف الأول من العام الحالي والمقدر بنحو 494 مليون دولار.
وكانت الصين قد تبرعت بمليون دولار خصصت للاجئين في تركيا، ولا تظهر روسيا على قائمة المانحين للمفوضية.
وقالت ميركادو “حتى الآن لم يصلنا إلا القليل جدا.. نفعل الكثير.. نضطلع بجهد هائل، لكن الاحتياجات ضخمة وتزداد كل يوم”.
أم وأطفالها نزحوا من إدلب
عواقب كارثية
من جهتها حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة من “عواقب كارثية” جراء تضاؤل حجم المساعدة الإنسانية للسوريين النازحين في مختلف أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب.
وقال جيروين كارين المسؤول عن أنشطة الإغاثة التي تضطلع بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، إن “غياب المساعدة الإنسانية يمكن أن يسبب عواقب كارثية لنحو مئات الآلاف من الأفراد عبر سوريا”.
وأضاف “لا يمتلك عدد متزايد من الأفراد النازحين دخلا أو مدخرات، ويعتمدون بشكل تام على كرم مواطنيها السوريين والمجتمع الدولي”. وقال إن من الصعب الحصول على عدد محدد للسوريين النازحين، لأن الكثير منهم يعيش في مناطق يصعب الوصول إليها، في حين لا يسجل آخرون أنفسهم كنازحين.
أولويات الثورة السورية بندوة بألمانيا
خالد شمت-برلين
تقاطعت تصورات قدمها مفكر ماركسي وقيادي إسلامي سوريان بندوة عقدت مساء الجمعة بالبرلمان المحلى لولاية العاصمة الألمانية برلين، حول أولويات المرحلة الحالية لثورة بلدهما ضد بشار الأسد، وطبيعة نظام الحكم القادم في سوريا الجديدة.
وحدد المفكر اليساري المعروف صادق جلال العظم ست أولويات للمرحلة الراهنة للثورة السورية، أولها “استعادة الجمهورية السورية من السلالة العسكرية الحاكمة وإنهاء الدولة القمعية للوريث بشار”.
واعتبر أن الأولويتين الثانية والثالثة هما “حماية مدنية الدولة السورية الجديدة من العودة لحكم عسكري، وتجنيبها الوقوع تحت سيطرة أيديولوجية شمولية”.
وذكر العظم أن القوى السياسية والعسكرية للثورة السورية مطالبة بعد ذلك بالحد من فوضى محتملة بعد سقوط الأسد وحصر مظاهر هذه الفوضى بأضيق نطاق.
ورأى أن آخر أولويتين هما المسارعة بإنشاء مؤسسات للعدالة الانتقالية لمنع المظلومين من القصاص بأنفسهم، وإطلاق مشروع كبير لإعادة بناء سوريا.
التقاعس الدولي
ومن جانبه اعتبر رئيس اللجنة السياسية بجماعة الإخوان المسلمين السورية صدر الدين البيانوني أن أولوية الأولويات للثورة السورية هي إسقاط النظام وتغيير موازيين القوى على الأرض بتزويد الثوار بأسلحة نوعية.
وقال البيانوني إن دخول حرب التدمير والإبادة التي يشنها نظام الأسد عامها الثالث، وعدم حدوث تدخل دولي لحماية المدنيين ولد لدى الشعب السوري قناعة، برغبة جهات دولية نافذة بإنهاكه وعدم قبولها بانتصار ثورته وإقامة نظام ديمقراطي حقيقي ببلاده.
وأشار إلى أن التدمير الشامل الذي يقوم به النظام بحاجة لإعادة إعمار تمتد لسنوات، ويظهر أن المقصود هو شغل السوريين طويلا بعد سقوط النظام بعلاج جراحهم وإعادة بناء بلدهم.
ورأى أن تبرير عدم تسليح الثوار بالخوف من وقوع الأسلحة بقبضة متطرفين، يقابله إدراك الولايات المتحدة بوجود قيادات منضبطة بالجيش الحر يمكن تسليمها الأسلحة دون خوف.
وذكر أن التذرع بتشتت المعارضة السورية ينفيه اتفاق هذه المعارضة على خطوط عامة تمثل هدفا للشعب ولا يمكن توقع منهم أكثر منها، وهي إسقاط النظام وإقامة دولة ديمقراطية تعددية.
البيانوني (يسار) : لا خوف على سوريا من التطرف لأن المسلمين فيها أصحاب تدين وسطي ومعتدل (الجزيرة نت)
اعتدال لا تطرف
وفي تقييم للواقع الحالي بين الأسد ومعارضيه، قال المفكر صادق العظم إن الثورة السورية انتصرت من حيث المبدأ والحديث عن وصول موازيين القوى بين الأسد والثوار لطريق مسدود هو مجرد خداع بصري.
وأوضح أن الثوار حولوا بشار الأسد من حاكم لسوريا إلى محافظ لدمشق الصغرى، واعتبر أن أهم إنجازات الثورة السورية هو إجهازها على صورة روجها النظام داخليا وخارجيا لنفسه وعسكره وقواه الأمنية كصخرة سيتفتت من يقترب منها.
وفي نفس السياق شدد نائب المرشد العام للإخوان المسلمين السوريين على أن منحنى الثورة السورية في صعود مقابل تراجع النظام، وإدراك داعميه الرئيسيين بروسيا وإيران أن سقوطه قادم لا محالة.
وأكد البيانوني أن الشعب السوري لن يقبل بعد تنسمه نسمات الحرية وما سدده من ثمن باهظ بالعودة للدكتاتورية مرة أخرى.
واعتبر أنه لا خوف على سوريا من التطرف لأن المسلمين فيها أصحاب تدين وسطي ومعتدل، وذكر أن من يتحدثون عن مجموعات متطرفة بين الثوار يقرون بعدم تجاوز هذه المجموعات نسبة 10% ويشيرون إلى أن هدفهم الرئيسي هو إسقاط النظام.
ولفت القيادي الإخواني السوري إلى أن تطرف هذه المجموعات قابل لمعالجته بعد سقوط النظام عبر حوار حر يستند للمنطق والأدلة الشرعية.
من جهة أخرى أشار البيانوني إلى أن ممثلين التقاهم لكل وزارات خارجية الاتحاد الأوروبي كالوا الثناء لوثيقة العهد والميثاق التي أصدرتها جماعة الإخوان المسلمين السورية.
وقال إن الحديث عن سيطرة الإخوان على ائتلاف الثورة السورية لا سند له لأن نسبتهم بالائتلاف لا تتجاوز 10% وهم مستعدون لخفضها 5% حرصا على الصالح الوطني.
وبدوره أشار المفكر صادق العظم إلى أن ما تعيشه سوريا الآن يمثل “إسلام التوتر العالي المساعد على جذب الشباب لتيارات متطرفة” ورأى أن “انتهاء الأوضاع الحالية سيعيد السوريين لإسلامهم العفوي”.
مقابلة كاملة مع الأسد: أنا حي أمامكم ولست في ملجأ
حذّر في لقاء مع قناة تركية من موجة عدم استقرار بالشرق الأوسط إذا سقط نظامه
لندن – العربية.نت –
حذر الرئيس السوري، بشار الأسد، من أن سقوط نظامه، أو تفكك سوريا، سيطلق موجة من عدم الاستقرار تهز الشرق الأوسط لسنوات مقبلة، على حد ما قال في مقابلة أعدتها معه قناة “أولوسال” التركية، وبثتها ليلة أمس الجمعة بعد 3 أيام من تصويرها، كما ستنشرها مجلة “أيدنليك” التي تصدر اليوم السبت.
ورداً على سؤال حول ما قيل عن وفاته وعن مكان وجوده أجاب الأسد: “أنا موجود أمامكم ونحن فوق الأرض وليس في ملجأ، وهذه الإشاعات التي يحاولون بثها من وقت لآخر هي للتأثير على الروح المعنوية للشعب السوري، وأنا لا أعيش لا في بارجة روسية ولا في إيران، أنا أعيش في سوريا في نفس المكان الذي كنت أعيش فيه دائماً”، مشيرا إلى أن الصراع في سوريا لم يكن بالأساس محلياً، “لكن الموضوع برمته صراع خارجي على سوريا مرتبط بالخارطة الإقليمية” كما قال.
وقال الأسد: “نحن محاطون بدول تساعد الإرهابيين، وتسمح لهم بدخول سوريا”. واتهم تركيا بدعم الثوار عمداً، لكنه قال إنه ليس واضحاً ما إذا كان الأردن دعم أيضاً معارضيه بشكل متعمد أم لا. كما حذر من أن سقوط حكومته، أو انقسام سوريا، سوف يكون له “تأثير الدومينو” في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وسيوجد “فترة من عدم الاستقرار لسنوات طويلة وربما لعقود”، وفق تعبيره.
وأضاف الأسد في المقابلة: “أردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بداية الأزمة في سوريا”. ووجه انتقاداً خاصاً للجامعة العربية التي جمدت عضوية سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، وأعطت المقعد الخالي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، معتبرة إياه الممثل الشرعي للشعب السوري، في احتفال رسمي في 26 آذار/مارس الماضي. وقال: “الشرعية الحقيقية ليست من منظمات ولا من مسؤولين خارج بلدك. كل هذه المسرحيات ليس لها أي قيمة بالنسبة إلينا”.
وأعلن الأسد في المقابلة التي نشرها مكتب الرئاسة السورية على صفحته الرسمية في “فيسبوك”، أن الجامعة العربية بحد ذاتها “بحاجة لشرعية. هي جامعة تمثل الدول العربية وليس الشعوب العربية، وبالتالي فهذه الجامعة لا تعطي شرعية ولا تسحبها”، مضيفاً أن الشرعية الحقيقية “ليست من منظمات ولا مسؤولين خارج بلدك ولا من دول أخرى. الشرعية هي ما يعطيك إياها الشعب. عدا عن ذلك كل هذه المسرحيات ليس لها أي قيمة بالنسبة لنا”، طبقاً لتعبيره.
وفي رده على سؤال حول تصريح وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، بأنه يفضّل الاستقالة عن مصافحة الأسد، قال الأسد “هذا الكلام ليس محل اهتمام، ولا يرد عليه أصلاً”، مضيفاً عن أوغلو: “إذا لم يكن هناك من ربّاه تربية صحيحة في منزله، فأنا في منزلي تربّيت تربية صالحة، وإن لم يكن قد تعلّم شيئاً من أخلاق الشعب التركي التي رأيتها خلال زياراتي إلى تركيا، فأنا في سوريا تعلّمت الكثير من أخلاق الشعب السوري”.
أما عن المشكلة الكردية في تركيا، فقال الأسد: “نحن منذ أن بدأ التحرك داخل تركيا منذ عدة سنوات باتجاه حل المشكلة الكردية كان موقفنا الواضح والصريح هو دعم أي حل بين الأكراد والأتراك، لأننا لا نريد أن نرى المزيد من الدماء في بلدكم، والتي ستنعكس سلباً على المنطقة”.
وتابع: “نحن ندعم أي حل صادق في هذا الاتجاه، لأن الأكراد جزء طبيعي من نسيج المنطقة، هم ليسوا ضيوفاً أو مهاجرين جدداً. هم يعيشون في هذه المنطقة منذ آلاف السنين”.
واعتبر أن الحكومة التركية تساهم في قتل الشعب السوري بشكل مباشر، مشيراً إلى أن سوريا ترفض الأعمال الإجرامية، ولفت إلى أن الشعب التركي شعب شقيق وإلى أن أردوغان يريد أن يفتعل صداماً على المستوى الشعبي، وبالتالي يحصل على بعض الشعبية التي خسرها.
وواصل الأسد تصريحاته: “نحن في سوريا لن نقع في هذا الفخ لأسباب مبدئية، ولأن مصلحتنا مع الشعب التركي”، مشيراً إلى أن الدخول في صراع بين الشعبين لن يخدمنا وسيجعل الأمر معقداً، ولفت إلى أن ما قامت به دمشق خلال الـسنوات العشر الماضية هو محاولة لمحو الماضي السيئ بين العرب والأتراك، و”أردوغان يسعى لإعادة هذا التاريخ”.
ولفت إلى أن ما قامت به دمشق خلال الـسنوات العشر الماضية هو محاولة لمحو الماضي السيئ بين العرب والأتراك، ولكن “أردوغان يسعى لإعادة هذا التاريخ”.
الجيش الحر يلغي زيارات خارجية لتزويد الثوار بالسلاح
الثوار يستهدفون قوات النظام في مطار المزة العسكري بالهاون وصواريخ محلية الصنع
دبي – قناة العربية –
أعلنت هيئة أركان الجيش الحر اعتذارَها عن زيارات كان من المفترض القيام بها لبعض الدول العربية والأجنبية، من أجل مناقشة موضوع تزويد الثوار بالسلاح.
ولم تفصح هيئة أركان الجيش الحر عن الأسباب وراء إرجاء أو إلغاء الزيارات، التي كانت تهدف لتزويد المقاتلين بشكل أساسي بأسلحة مضادة للطائرات وكمامات واقية من الأسلحة الكيمياوية، بعد قرار الجامعة العربية السماحَ بإرسال مساعداتٍ عسكريةٍ فردية إلى الجيش الحر.
وميدانياً تواصل قوات النظام حملتها العسكرية على أحياء دمشق برزة مستخدمة صواريخ أرض أرض للمرة الأولى، لترتفع حصيلة القتلى إلى 73 قتيلاً.
يأتي ذلك في ظل معارك عنيفة ومتفرقة شملت عددا من المناطق السورية تمكن خلالها الجيش الحر من تحقيق مكاسب وتدمير آليات تابعة لقوات النظام.
وتعرض كل من الحجر الأسود ومخيم اليرموك لقصف خلّف قتلى وجرحى، حيث طال القصف مخيمي السبينة والنيرب اللذين يعانيان من أوضاع معيشية صعبة، تتمثل في نقص الغذاء والدواء والكهرباء.
وتجددت الاشتباكات في دمشق على الطريق الواصل بين جوبر والعباسيين، فيما تصدى الجيش الحر لمحاولة قوات النظام اقتحام حيي برزة وتشرين.
كما استهدف الثوار قوات النظام المتمركزة في مطار المزة العسكري بالهاون وصواريخ محلية الصنع.
من جانبها، تشهد داريا محاولات اقتحام متواصلة أدت إلى اشتباكات دامية، فيما دارت معارك مشابهة في العتيبة حيث تمكن الجيش الحر من إعطاب دبابة.
وفي مناطق متفرقة من الريف الدمشقي تم تسجيل عدد من نقاط الاشتباك، بينها المليحة وببيلا.
وفي حلب دارت معارك طاحنة في قرية عزيزة في الريف الجنوبي، في ظل قصف عنيف أسفر عن سقوط عدد من أبنائها. هذا وشهدت كفرحمرة قصفا بالهاون والمدفعية الثقيلة.
أما في درعا فمعظم مناطقها وبينها الشيخ مسكين يخصها جيش النظام بقصف متواصل.
الائتلاف السوري يعلن حكومته خلال أسابيع
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، السبت، أن رئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو، باشر مشاوراته لتشكيل هذه الحكومة التي ستعلن “خلال الأسابيع المقبلة”.
وجاء في بيان للائتلاف: “انسجاما مع قيم الثورة السورية النبيلة، خاصة فيما يتعلق بتطبيق معايير وآليات استقطاب المهارات والكفاءات اللازمة لإدارة المرحلة القادمة، بدأ رئيس الحكومة السورية المؤقتة المكلف الأستاذ غسان هيتو مشاوراته المتعلقة بتشكيلة حكومته التي ستعرض على الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلال الأسابيع المقبلة”.
وأضاف أن “مجموعة من اللجان بدأت عملها لاستقطاب أصحاب الخبرة والاختصاص من السوريين داخل سوريا وخارجها للعمل في وزارات هذه الحكومة”، موضحا أن الحكومة ستتألف من 11 وزارة، أبرزها الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية.
كما أوضح البيان أن “معايير ومحددات تجري بموجبها عملية اختيار” الوزراء تشمل مثلا “ألا يكون أحد أركان النظام، أو ممن ارتكب جرائم ضد الشعب السوري، أو استولى على أموال الشعب دون وجه حق”، وأن يكون متفرغا بشكل كامل للعمل في الحكومة”، وأن “يكون قادرا على العمل في الداخل السوري بشكل رئيسي”.
وأكد البيان أخيرا أن “مكان عمل الحكومة السورية المؤقتة والمديريات والهيئات التابعة لها سيكون في الأراضي السورية”. وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض انتخب في الثامن عشر من مارس الماضي هيتو رئيسا للحكومة المؤقتة، التي من المقرر أن تشرف على الأراضي الخاضعة لسلطة المعارضة في سوريا.
قتلى بقصف على حلب
جاءت هذه التطورات في وقت أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في قصف نفذته طائرات حربية سورية على حي الشيخ مقصود الذي تسكنه غالبية من الأكراد في مدينة حلب شمال البلاد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “طائرة حربية قصفت غرب حي الشيخ مقصود، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين على الأقل وجرح آخرين”. ويأتي هذا القصف بعد أيام من المعارك العنيفة بين مقاتلين أكراد وقوات موالية للرئيس بشار الأسد، ووصول مسلحين من المعارضة السورية إلى الحي.
وأضاف: “يمكننا رؤية محاولة واضحة من قبل الجيش لمهاجمة أكراد في الأيام القليلة الماضية. الجيش يجر حزب الاتحاد الديمقراطي لدخول الصراع في سوريا”. ومازال أكراد سوريا منقسمين في النزاع السوري، ومعظمهم يحاول البقاء على الحياد.
وفي أماكن أخرى استهدفت طائرات حربية منطقتي الحجر الأسود (جنوب دمشق)، والقدم (جنوب غرب دمشق) بحسب المرصد. وقصفت الطائرات الحربية أيضا بلدة يبرود (90 كلم شمال دمشق)، ومدينة القصير وسط محافظة حمص، بينما أطلقت دبابات الجيش السوري نيرانها على مناطق تواجد مسلحي المعارضة في مدينة حمص.
وفي دمشق أطلقت قذائف الهاون على حي البرامكة وسط المدينة، بحسب المرصد، فيما كثف مسلحو المعارضة هجومهم لاختراق نقطة ارتكاز النظام.
الناطق باسم الجيش الحر لـ آكي: تأجيل الجولات الخارجية المقررة ولا امتيازات اقتصادية مقابل السلاح
روما (6 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
كشف المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر عن تأجيل جميع جولات مقررة لوفد من قيادة الأركان المشتركة للجيش الحر لعدد من الدول العربية للحصول على السلاح لأسباب قال إنها تتعلق بالتطورات الميدانية على الأرض، ونفى أن يكون الحصول على السلاح مشروطاً بمنح أي امتيازات في سورية في المستقبل
وقال المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي المقداد لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بداية ولأسباب عسكرية خاصة بالتطورات الميدانية على الأرض، قررت قيادة هيئة أركان الجيش الحر إلغاء كافة الزيارات العربية والدولية، مع كل الشكر والتقدير للدول التي وجهت هذه الدعوات والمسؤولين العرب والدوليين على أمل أن نستطيع تلبية هذه الدعوات في وقت لاحق” وفق قوله.
وكان من المقرر أن يقوم وفد من قيادة الأركان المشتركة للجيش السوري الحر بجولة في عدد من البلاد العربية لطلب التسليح، بعد إشارات إيجابية من بعض الدول العربية حول وجود توجه لديها لتسليح المعارضة السورية
وفيما إن كانت هناك مؤشرات للنجاح بالحصول على السلاح من دول غير خليجية، قال المقداد “أعتقد أن بعض الدول الغربية قد باتت أكثر جديةً وإدراكاً لضرورة تقوية وتسليح الجيش السوري الحر لتسريع إسقاط النظام، ولأن الجيش الحر هو الضامن الوحيد لمستقبل سورية ووحدتها ونسيجها الاجتماعي، وقد بدأت بعض هذه الدول بخطوات عملية على هذا الطريق لكنها ما زالت خطوات خجولة حتى الآن نتمنى أن تتسارع قريباً” حسب قوله
وحول إمكانية تحرك الدول العربية بهذا الملف بمعزل عن الإرادة الغربية، قال “أعتقد أن الدول العربية بحاجة إلى غطاء دولي ولو كان ليس من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة إذا تعلق الأمر بالسلاح النوعي”. وأضاف “لقد قامت بعض الدول العربية الشقيقة وبمعزل عن القرار الدولي بدعم الشعب السوري وثورته، لأنهم لم يستطيعوا أن يبقوا مكتوفين الأيدي أمام المذبحة التي ترتكبها قوات بشار الأسد منذ عامين بحق الشعب السوري”، وتابع “اليوم تملك الدول العربية الغطاء العربي الكامل بعد مقررات القمة العربية الأخيرة والتي اعترفت بالجيش الحر رسمياً وأعطت الشرعية الكاملة لمسألة تسليحنا” حسب جزمه
وكانت القمة العربية الأخيرة التي عُقدت في العاصمة القطرية الدوحة قد أقرّت منح الدول العربية حق تسليح المعارضة السورية بشكل اختياري وفقًا لظروف كل دولة، فيما تُشير بعض التقارير إلى أن السلاح بدأ بالتدفق بشكل ملموس لمقاتلي المعارضة في سورية لكنه لا يرقى للمستوى المطلوب
ونفى المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر أن تقوم دول بتزويد الجيش الحر بأسلحة مقابل مشاريع في سورية بعد سقوط النظام، وقال “هذه المعلومات غير دقيقة، لأن الجيش الحر ليس كياناً سياسياً بل هو كيان ثوري سيُعاد تنظيمه وهيكلته بمجرد سقوط النظام، فليس بمقدوره تقديم أي التزامات اقتصادية مستقبلية”. وأضاف “أما إذا كان المقصود أن الدول التي تدعم الثورة السورية سيكون لها مكانة خاصة في نفوس الشعب السوري لوقوفها لجانبه في محنته مما سيسهل عليها القيام باستثمارات في مرحلة ما بعد الأسد على عكس الدول التي دعمت هذا النظام، فهذا أمر مؤكد وحقيقي”، وفق تعبيره
حزب سوري معارض: على معارضة المهجر العمل كوزارة خارجية وليس حكومة مؤقتة
روما (6 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رأى حزب سوري معارض ضرورة أن تعمل فصائل المعارضة المتواجدة في المهجر كـ”وزارة خارجية” حصرا تسعى لـ”توفير الدعم السياسي والإغاثي والعسكري للثورة” بدلا من تشكيل حكومة “انتقالية”
واعتبرت الأمانة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري، أن أهم عمل يسرّع في إسقاط النظام يتحدد في “توحيد جميع فعاليات الثورة على المستوى السوري، أو التنسيق فيما بينها، بحيث تتمكن من تكوين قيادة واحدة تشكل المرجعية الإدارية والعسكرية والسياسية للثورة”، وشددت على أن مهام هذه القيادة “حصر العمليات العسكرية بيد القادة العسكريين المحترفين، وربط نشاط الفصائل الميداني بتكتيك واستراتيجية تلك القيادة”.
وأشار الحزب اليساري في بيان إلى أن تسمية رئيس حكومة مؤقتة “جاءت في غير أوانها، وفي ظروف داخلية غير ناضجة، بسبب غياب الوحدة بين فعاليات الثورة” في سورية
وشدد على أنها لو تشكّلت “ستكون أقرب إلى حكومة منفى”، وسوف “تتجاذبها ضغوط العديد من الدول ذات المصالح المتناقضة، الأمر الذي سيضعف أداءها السياسي وعلاقاتها مع الداخل”، وأضاف “كما أن المناطق المحررة، التي انحسر عنها النظام، مازالت غير آمنة من الصعب على تلك الحكومة أن يكون لها دور مفيد فيها”، وأوضح أن قيام أية حكومة لا تحظى بدعم الداخل “لا شرعية ولا معنى لها، والإصرار عليها يمكن أن يصبح عامل تقسيم داخل صفوف الثورة” بالبلاد
وأعرب الحزب عن قناعته بأن تشكيل الحكومة الانتقالية يرتبط بإسقاط النظام “حيث تتولى إدارة البلاد بمراسيم تشريعية، وتعمل على توفير الأمن وسحب السلاح من أيدي المواطنين وحصره بيد الجيش والشرطة، وإعادة المهجرين، والتحضير لمؤتمر وطني تشارك فيه جميع مكونات المجتمع السوري، من أجل المحاسبة والمصالحة الوطنية، كما ينجم عنه حكومة وحدة وطنية، تشرف على انتخاب جمعية تأسيسية، تضع دستورأ وتنتخب رئيساً للبلاد”
وأعرب عن أمله أن تتصرف فصائل المعارضة السورية، وخصوصاً المتواجدة في المهجر “وفقاً للمصلحة الوطنية العليا الداعم للثورة يشبه بشكل أو بآخر عمل وزارة خارجية، تسعى لتوفير الدعم السياسي والإغاثي والعسكري. أمّا في المسائل الحساسة فيتطلب الأمر الرجوع إلى فعاليات الثورة لاستشارتها، خصوصاً فيما يتعلق بمشاريع التسوية المطروحة”، وفقا للبيان
وكان ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية قد أعلن السبت من استانبول بتركيا عن بدء رئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو مشاوراته المتعلقة بتشكيلة حكومة مؤقتة ستُعرض على الائتلاف خلال الأسابيع المقبلة، وأشار إلى أنها ستتألف من إحدى عشرة وزارة من بينها الدفاع والداخلية والخارجية والاقتصاد، على أن تعمل من داخل الأراضي السورية
الائتلاف الوطني المعارض يعلن بدء مشاورات تشكيل حكومة مؤقتة تعمل بالداخل السوري
روما (6 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السبت عن بدء رئيس الحكومة المؤقتة المكلف، غسان هيتو مشاوراته المتعلقة بتشكيلة حكومته “ستعرض على الائتلاف خلال الأسابيع المقبلة، وسيكون مكان عملها والمديريات والهيئات التابعة لها في الأراضي السورية”
وقال بيان للإئتلاف المعارض في هذا الصدد، أن “مجموعة من اللجان بدأت عملها لاستقطاب أصحاب الخبرة والاختصاص من السوريين في داخل سوريا وخارجها للعمل في وزارات هذه الحكومة”
وأضاف الإئتلاف المعارض أن “الحكومة السورية المؤقتة هي سلطة تنفيذية تبسط سلطاتها على كافة التراب الوطني السوري. وتتألف من إحدى عشرة وزارة” من بينها الدفاع، والداخلية والعدل والشؤون الخارجية والاقتصاد وشؤون الإغاثة والمهجرين واللاجئين
وأشار البيان إلى أنه وضعت معايير ومحددات تجري بموجبها عملية الاختيار، من بينها “أن يكون المرشح سوري الجنسية، لا يقل عمره عن 35 سنة، وألا يكون أحد أركان النظام أو ممن ارتكب جرائم ضد الشعب السوري أو استولى على أمواله دون وجه حق”. كما ينبغي على المرشح أن يكون “مناصرا للثورة السورية، متفرغا بشكل كامل للعمل في الحكومة، وقادراً على العمل في الداخل السوري بشكل رئيسي ويلتزم بتقديم كشف بأملاكه وأمواله
سوريا: تجدد الاشتباكات والقصف في حلب ودمشق
لقي خمسة أشخاص أشخاص حتفهم في غارة جوية شنتها قوات الحكومة السورية في منطقة الشيخ مقصود التي تشهد قتالا ضاريا في مدينة حلب الواقعة شمالي البلاد، في حين وقعت اشتباكات بين قوات الحكومة والمعارضة خارج العاصمة دمشق، حسبما أفاد نشطاء.
وتمثل حلب ودمشق، أكبر مدينتين في سوريا، جبهتين رئيسيتين في الصراع الدائر في سوريا بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة التي تسعى للإطاحة بحكمه.
وتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على عدة مناطق في حلب منذ اقتحامهم للمدينة الصيف الماضي، بينما تمكنت قوات الحكومة بدرجة كبيرة من إبعاد قوات المعارضة عن دمشق حتى الآن، رغم أن المعارضة سيطرت على العديد من الضواحي في العاصمة وبدا أنها قادرة بصورة متزايدة على تهديد وسط المدينة وسلطة الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن الغارة الجوية التي وقعت السبت استهدفت منطقة الشيخ مقصود في حلب، والتي سيطرت قوات المعارضة على أجزاء منها الأسبوع الماضي بعد أيام من الاشتباكات المكثفة مع القوات الحكومية.
ويسعى الجانبان بشدة إلى السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية، التي تقطنها بشكل كبير أقلية كردية.
اشتباكات
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات الحكومة اشتبكت مع مسلحي المعارضة في بلدة العتيبة شرقي دمشق.
من جهتها ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن شخصا قتل وأصيب 13 آخرين في هجوم بقذائف الهاون بالقرب من استاد تشرين لكرة القدم في العاصمة دمشق.
وأوضحت الوكالة أن الهجوم ألحق أضرارا مادية بمتاجر في حي البرامكة وسط العاصمة حيث يوجد الاستاد وإضرام النيران في العديد من السيارات المتوقفة.
وتأتي الغارة الجوية بعد أيام من اشتباكات ضارية بين مقاتلين أكراد وقوات موالية للرئيس الأسد ووصول قوات المعارضة إلى المنطقة، حسبما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
وقال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن المنطقة التي استهدفتها الغارة الجوية تخضع لسيطرة حزب الوحدة الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.
وأضاف “يمكن أن نرى أن هناك حملة واضحة من الجيش (السوري) لمهاجمة الأكراد في الأيام الأخيرة”، مشيرا إلى أن هناك محاولات “لجر حزب الاتحاد الديمقراطي إلى الصراع في سوريا”.
وحتى الآن هناك انقسام بين أكراد سوريا بشأن الصراع الدائر في البلاد، حيث يسعى معظمهم إلى أن يظل على الحياد.
وتأتي أعمال العنف السبت بعد يوم من مقتل 94 شخصا على الأقل في أنحاء البلاد بينهم 32 مدنيا و36 من مسلحي المعارضة و26 جنديا حكوميا، وفقا للمرصد.
BBC © 2013
الأسد:انتصار المعارضة في سوريا يزعزع استقرار الشرق الأوسط
بيروت (رويترز) – حذر الرئيس السوري بشار الأسد من ان استيلاء المعارضة -التي تسعى للاطاحة به-على السلطة من شأنه زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط لعقود قادمة.
وانتقد الرئيس السوري المسؤولين الاتراك ودولا عربية مجاورة قال إنها تسلح وتأوي مقاتلي المعارضة.
واضاف في مقابلة مع التلفزيون التركي “الكل يعرف بانه اذا حصل في سوريا اضطراب وصل إلى مرحلة التقسيم او سيطرة القوى الارهابية في سوريا او كلا الحالتين فلابد ان ينتقل هذا الوضع مباشرة إلى الدول المجاورة اولا وبعدها بتأثير الدومينو إلى دول ربما بعيدة في الشرق الاوسط غربا وشرقا وشمالا وجنوبا.
“هذا يعني خلق حالة من عدم الاستقرار لسنوات وربما لعقود طويلة.”
وتصريحاته التي بثتها الرئاسة السورية على الانترنت تكرار لتأكيداته السابقة بان المنطقة ستواجه مستقبلا قاتما في حالة سقوطه. ويقول معارضون ان تشبثه بالسلطة مهما كان الثمن تسبب في كارثة في البلاد بالفعل.
وتقول الامم المتحدة إن 70 ألفا على الأقل قتلوا في الصراع في سوريا ويقول متابعون للشأن السوري أن سقوط نحو 200 قتيل في اليوم اضحى مألوفا. وفر أكثر من مليون لاجيء من البلاد في حين يقدر الهلال الأحمر السوري وجود نحو أربعة ملايين نازح.
واتهم الرئيس السوري معارضيه برفع شعارات طائفية مضيفا “جوهر الصراع ليس طائفيا ..الصراع الان هو بين قوى ودول تريد ان تعود بشعوبها إلى الماضي وفي المقابل دول تريد أن تذهب بهم إلى المستقبل” في إشارة على ما يبدو للسعودية وقطر اللتين تدعمان جهود تسليح المعارضة.
وأضاف الأسد أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يجند مقاتلين باموال قطر لشن حرب في سوريا وحذر صديقه السابق من انه لا يمكن احتواء اراقة الدماء بسهولة مضيفا ان النار المشتعلة في سوريا ستحرق تركيا.
وقال الأسد “مع الاسف اردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بدأت الازمة في سوريا ابدا على الاطلاق.”
كما انتقد الجامعة العربية التي علقت عضوية سوريا ودعت الشهر الماضي زعيما المعارضة معاذ الخطيب وغسان هيتو لحضور القمة العربية بدلا من الأسد.
وقال “اذا اردنا ان نتحدث بصراحة فان الجامعة العربية هي بحد ذاتها بحاجة الى شرعية. هي جامعة تمثل الدول العربية وليست الشعوب العربية ولم تحصل على هذه الشرعية منذ سنوات طويلة لان هذه الدول في مواقفها المختلفة لم تعبر عن الشعوب العربية حتى عندما كنا نحن نشارك كنا نعرف هذه الحقيقة.”
ووصف الدول الغربية التي تدين قمعه للمعارضة بالنفاق قائلا “فرنسا… كانت ترتكب المجازر هي وبريطانيا في ليبيا بدعم من الولايات المتحدة وبتغطية من الولايات المتحدة.. الحكومة التركية الحالية الان منغمسة بالدماء السورية ودول اخرى مشابهة. هل هذه الدول حريصة على الدم السوري؟”
وردا على شائعات اغتياله التي رددها نشطاء ومقاتلون خلال الاسبوعين الماضيين أكد الأسد انه موجود في دمشق رغم تقدم المعارضة لمشارف المدينة والهجمات بقذائف المورتر على وسطها.
وتابع “انا موجود امامكم وموجودون فوق الارض وليس في ملجأ هذه اشاعات يحاولون بثها من وقت لاخر للتأثير على الروح المعنوية للشعب السوري. لا اعيش لا في بارجة روسية ولا في ايران انا اعيش في سوريا في نفس المكان الذي كنت اعيش فيه دائما.”
وفقد الأسد مساحات شاسعة من الاراضي في شمال وشرق البلاد ويتصدى الان للمعارضة المسلحة على مشارف دمشق من جهتي الشرق والجنوب.
وفي الاسابيع الاخيرة حققت المعارضة تقدما في محافظة درعا الجنوبية- مهد الانتفاضة التي اندلعت قبل عامين- ما يمنحها نقطة انطلاق لشن هجمات اكثر ضراوة على العاصمة.
(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
مع “اقتراب” معركة دمشق.. هذه معطيات “الخارجية الأميركية”
مع اقتراب معركة الحسم للسيطرة على دمشق، يبدو أن قوى المعارضة السورية التي تخوض مواجهة مع الرئيس بشار الأسد تتشاطر قاسماً مشتركاً: معظم مجموعات الثوّار الكبرى لديها جذور إسلامية قوية، وتحظى بالدعم من الدول الإسلامية المجاورة.
وضع الجيش السوري الحر “أمر معارك”، إذا جاز التعبير، يستعرض فيه مجموعات الثوّار وأيديولوجيتهم ومصادر تمويلهم. وقد عُرِض التقرير على وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي. وهو يُشكّل نافذة على حرب تسير، في غياب معجزة ديبلوماسية ما، نحو حسم دموي وفوضوي.
تقودنا المعارضة غير المنظّمة التي يطغى عليها الطابع المسلم، إلى العديد من الخلاصات: أولاً، سيكون للولايات المتحدة تأثير محدود، حتى لو فعّلت التدخّل السرّي في الأشهر القليلة المقبلة. ثانياً، قد تكون مرحلة ما بعد الأسد فوضوية وخطرة بقدر الحرب الأهلية في ذاتها. سوف تحاول مجموعات الثوّار المسلمين السيطرة على ترسانة الأسد القوية، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية، ما يولّد مخاطر جديدة.
على الرغم من انقضاء عامَين على انطلاقة الثورة السورية، لم تشكّل القوى الثورية قيادة موحَّدة. حاول اللواء سليم إدريس، رئيس أركان الجيش السوري الحر، التنسيق بين المقاتلين. لكنها تبقى ثورة من الأسفل إلى الأعلى، حيث شكّلت البلدات والمناطق ألوية اندمجت في تحالفات أوسع. تضم هذه الائتلافات عشرات آلاف المقاتلين، لكنها تفتقر إلى كل ما يمتّ بصلة إلى الانضباط الذي تُعرَف به الجيوش النظامية.
إلا أن الثوّار تحوّلوا قوّة فاعلة على الرغم من عدم وجود تنسيق فعلي بينهم. لقد سيطروا على الجزء الأكبر من حلب وشمال سوريا، ويُحكمون قبضتهم أكثر فأكثر على دمشق، بعد السيطرة على عدد كبير من الطرقات التي تقود إلى العاصمة من الجهتَين الشمالية والجنوبية، بحسب مصادر الثوّار. يعتبر القياديون في الجيش السوري الحر أن المعركة على دمشق ستبلغ ذروتها في غضون شهرَين إلى ثلاثة أشهر.
أصابت قذائف الثوّار معالم أساسية في وسط دمشق، مثل فندق “شيراتون”، وحي أبو رمانة، حيث تقع مقارّ عدد كبير من الديبلوماسيين. في الشرق، يبدو أن الثوّار يسيطرون الآن على منطقة الغوطة الشرقية التي تشكّل المنفذ الشرقي إلى المدينة، ويطلقون القذائف باتّجاه مطار دمشق. وفي الغرب، يقصفون، بحسب التقارير، حي المزة. تركيبة المجموعات العسكرية المعارِضة مشوِّشة بالنسبة إلى الجهات الخارجية، لكن مصادر الثوّار تقول إن هناك العديد من الفصائل الكبرى.
المجموعة الأكبر التي تنضوي فصائل عدّة تحت مظلّتها هي “جبهة التحرير السورية الإسلامية”. تضمّ نحو 37 ألف مقاتل ينتمون إلى أربع مجموعات فرعية أساسية تتمركز في أجزاء مختلفة من البلاد. ليست هذه التنظيمات المدعومة من السعوديين إسلامية متشدّدة، لكنها أكثر قتالية من الائتلاف السياسي الذي يقوده الشيخ معاذ الخطيب الذي جلس الأسبوع الماضي إلى مقعد سوريا في الجامعة العربية.
ائتلاف الثوّار الثاني من حيث الحجم أكثر تطرّفاً ويسيطر عليه إسلاميون سلفيون متشدّدون. اسمه الرسمي – الجبهة الإسلامية لتحرير سوريا – مطابق تقريباً لاسم المجموعة المدعومة من السعودية. تقول مصادر الثوار إن 11 كتيبة من مختلف أنحاء البلاد اندمجت لتشكيل هذا الائتلاف الذي يحصل على التمويل من أثرياء من السعودية والكويت ودول أخرى في الخليج العربي. وتُقدِّر أعداد المقاتلين السلفيين في هذا التنظيم بـ13 ألفاً.
تحصل مجموعة ثالثة من الثوّار تُعرَف بـ”أحفاد الرسول” على التمويل من قطر، ويُقدَّر أعداد مقاتليها بـ15 ألفاً.
المجموعة الأخطر هي “جبهة النصرة”، أحد فروع تنظيم “القاعدة” في العراق. تشير تقديرات الثوّار إلى أنها باتت تضم نحو ستة آلاف مقاتل. لكن يقال إن هذه المجموعة تفضّل التخفّي، ربما خوفاً من استهدافها من القوى الغربية المعنية بمكافحة الإرهاب، وتمتزج على الأرجح مع الائتلاف السلفي.
تقول مصادر الثوار إن إدريس يقود على رأس الجيش السوري الحر، نحو 50 ألف مقاتل إضافي. واقعياً، يتمثّل الأمل الأفضل للسياسة الأميركية في الضغط على الائتلاف المدعوم من السعودية ومقاتليه الـ37 ألفاً، للعمل تحت قيادة إدريس والجيش السوري الحر. فمن شأن ذلك أن يرسي نوعاً من التنظيم، ويفسح في المجال أمام إدريس للتفاوض على تشكيل حكومة عسكرية انتقالية تضم عناصر من جيش الأسد يُبدون استعداداً للتعاون والمصالحة.
قال لي أحد الثوّار السوريين في اسطنبول ليلة الثلاثاء “من شأن توحيد القوى في ظل اللواء إدريس أن يعزّز صدقيته والاعتراف به”. لكن إذا لم يبادر السعوديون إلى الدفع بقوّة في هذا الاتجاه، يبقى هذا التنسيق احتمالاً بعيد المنال.
تقول مصادر الثوّار في تركيا إن المعارضة طوّرت خططاً لتدريب الشرطة السورية، وتنقية الإمدادات المائية، وتلقين القوات كيف تتخلّص من الأسلحة الكيميائية – وكلها تنتظر الموافقة عليها. تقدّم هذه الخطط الفرصة الأفضل للتخفيف من وطأة الكارثة السورية. فما الذي تنتظره الولايات المتحدة؟