صفحات العالم

سورية الموحدة خير من المقسَّمة مع المرتزقة وجيش صدام


عبدالله خلف

ما يجري في البلاد العربية من متناقضات أمر عجيب.. دول في أقصى اليمين السياسي تُؤمر بالطاعة لمساندة الثورات بالمال والسلاح، وسيّان عندها يمين ويسار وهناك دول عربية لاتقبل بطرح الرأي في داخلها ولكنها تتقبله خارجها وإن كان مخالفا لنهجها الفكري والسياسي.. الآن وقد انكشفت مؤامرات (الربيع العربي) عندما رفعت دول الغرب يدها عن رموزها السياسية التي نصبتها كرؤساء وفتحت الشارع العربي إعلامياً للإذاعات والفضائيات الناطقة باللغة العربية.. وما تشيعه من فتنة لنشر الجدل وغسل الدماغ لدى العامة والخاصة، جاء مخطط تقسيم وتفتيت الدول العربية في مشروع سري إلى الكونغرس في سنة 1980 وتمت الموافقة عليه في 1983.. (ذكرتُ هذا مراراً) النائب البريطاني جورج جالوي ألقى محاضرة في طلبة عرب في لندن بعنوان (مؤامرة سايكس- بيكو الثانية) وأُذيعت في قناة «الميادين» وانتشرت في التلفونات.. وكان هذا الاسم هو الذي صحب الملف السري.. الغريب أن هذه المؤامرة قد وعيها العرب وانكشف سرها إلاّ أنه لا حراك فقط نجد السكون وهذا السبات الذي هُم غارقون فيه..

قال النائب البريطاني إن التقسيم القادم باسم برنار لويس هو سايكس بيكو جديد، ولكن هذه المرة يهدف إلى تفتيت وليس تقسيم وإثارة الطائفية الإسلامية والمسيحية.. وبين الشيعة والسنة والأقليات المختلفة، وكذلك بين المذاهب المسيحية..

حلف وارسو تدخل سابقا ووضع يده على النفط والغاز الليبي ومخطط التقسيم مرسوم لتكون هناك ثلاثة أقاليم برقة وطرابلس وفزّان.. وتقسيم تونس موجود.. والتقسيم سيشمل اليمن والجزيرة العربية وسلاحها التفجير الطائفي بالإسلام السياسي والقاعدة التي ترسل بمتفجراتها.. صديقة في ظاهر العدو.

لقد قُسم الاتحاد السوفيتي من الخارج وأطلقت الأسماء على كل قطاع منفصل وقالوا عن انفصال يوغوسلافيا بالثورة المخملية أى مسالمة دون صدامات حربية، وكونها حدثت في الربيع قيل عنها ثورة الربيع.. وأطلق الاسم على الانتفاضات العربية مع أنه لا توجد ثورة تقام في ساحة.. الثورة الحقة هي ثورة الجزائر في كل مدنها وقراها ولعقود طويلة.. وكذلك ثورة عمر المختار وثورة العشرين في العراق والباقي انقلابات ولكنها قُبلت لأنها من الداخل.. وكأن الشعوب العربية فرحة بتفكيك دولها حسب مخطط برنار لويس الصهيوني وها هي لبنان تتحول إلى كونتينات:

– دويلة سنية في الشمال، والعاصمة طرابلس.

– دويلة في سهل البقاع عاصمتها بعلبك.

– دويلة مارونية عاصمتها جونية.

– بيروت (مُدولة).

– كنتون فلسطيني في الجنوب مركزه صيدا.

– كنتون كتائبي في الجنوب.

– كنتون تحت النفوذ الإسرائيلي.

– دويلة درزية في أجزاء من الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية.

أما سورية التي يقوم الآن المرتزقة على تقسيمها مع مرتزقة «الشهيد» صدام حسين.. إن فشلت المعارضة المتعددة فستبقى سورية موحدة خير من تقسيمها.. وبعد استمرار وحدتها سيُدخل الشعب الديموقراطية المطلوبة.. والتقسيم الطائفي الجاري تنفيذه من قبل معارضات مرتزقة ومعها فيلق صدام حسين ستصل إلى هذا التقسيم دولة دمشق السنية، دولة حلب السنية، دولة شيعية، وأخرى علوية، ودويلة درزية.

ومراكز البحوث العلمية ما هي إلا مراكز تجسسية لها توغل في الجامعات والبحوث العلمية، هذه هي الخرائط الطائفية التي سوف تعيد العرب إلى كونتينات وشيوخ طوائف وشيوخ القبائل.

الوطن الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى