البندقية وقصائد أخرى للشاعرة الإنكليزية فيكى فيفر

ترجمة: محمد عبدالحليم غنيم
1 – البندقية : The Gun
إدخال بندقية إلى منزل
يغيره
تضعها فوق مائدة المطبخ
ممددة مثل شيء ميت
في ذاته: الخشب اللامع المحبب
يبرز عن الحافة
الماسورة المعدنية الطويلة
تلقي ظلالا رمادية
فوق المفرش الأخضر المنقوش
في البدء مجرد تدريب:
علب مثقوبة
تتدلى فوق خيوط برتقالية
من أشجار في الحديقة
ثم طلقة نحو أرنب
تجتث الرأس
وسرعان ما تمتلئ الثلاجة بكائنات
كانت ركضت وطارت
تفوح من يديك رائحة عفن زيت البندقية
والأحشاء، تدوس بقسوة
على الفراء والريش، ثمة ربيع
في خطواتك، عيناك تتوهجان
كما لو كنت مفعماً بالجنس
بعثت البندقية الحياة في المنزل
أشارك في الطبخ: أربط
وأقطع، أقلب وأذوق –
في حماس كما لو أن ملك الموت
قد وصل لوليمة، خارجاً
من غابات الشتاء
فمه الأسود
يبخ زعفراناً ذهبياً
2- معطف: The Coat
في بعض الأحيان أردت
أن أتخلص منك
مثل معطف ثقيل.
وفي بعض الأحيان قلت
أنت لا تود أن تدعني
أتنفس أو أتحرك.
لكنني الآن وأنا حرة
أختار ملابس خفيفة
أو بدون ملابس تماماً
أشعر بالبرد
وطوال الوقت أفكر
لكم اعتدت على دفئه .
3- برقوق بري Sloes
كان في باريس لقضاء عطلة الأسبوع
في اعتقاده، أنها مجنونة
لو ظنت خلاف ذلك.
أخذت الصغار
في رحلة كشفية مع الأصدقاء
لجمع البرقوق البري ـ برقوق صغير لاذع
من أغصان متشابكة
لأشجار السياج، يفضل أن يجمع
بعد بداية الصقيع
الذي يلين الحجارة
كان أصدقاؤها في طريقهم للغرق في النبيذ
استعداداً لعيد الميلاد
لم تستطع أن تفكر أبعد من هذا
لم تستطع حتى أن تفكر
أبعد من أسبوع مقبل
أو فحل الخيل، أسود كالبرقوق البري
يرقص فوقها
أسفل الحقل المنحدر
من ديوان «كتاب الدم»
4 – قصيدة حب: Love Poem
نتقاسم مظلة واحدة
علينا أن يمسك كل منا بالآخر
من حول الخصر كي نبقى معاً
تسألني لماذا أبتسم:
ذلك لأنني أفكر
أريد أن تمطر إلى الأبد.
5 – الساحرات: The Witches
على صرخات أختي
أتت أمي تركض
هل دفعتيها ؟
توجهوا إلى المستشفى
وتركوني وحيدة في المنزل
أقرأ في كتاب بجوار النافذة
ريثما لا أستطيع رؤية الكلمات
أخشى جداً إشعال الضوء
شاهدت شبح الورد الأبيض
يختفي في الظلام
ذات مرة، وأنا محمومة، حلمت
بالساحرات يسكن في مخزن الغلال
ويحلقن عند الباب
الآن يجثمن
خلفي على جناحي المقعد
حاولت ألا أتنفس
متظاهرة بالموت
كالفتاة المتحجرة في باحة الكنيسة
أو أختي لو أن دمها كله
سال من ساقها
لو أنها ماتت، سيظن الناس
أنني كنت حزينة
الساحرات وحدهن يعرفن الحقيقة
يتشممن خبثي
بأنوفهن الضخمة المقوقة
6 – آلة الحصاد The Mower
عندما كنت صغيرة وبائسة
مهمشة ومتمردة
لا أخلو تقريباً من المشكلات
يائسة من الروب من المدرسة
زمن ضائع
لكن الآن وأنا أكبر
وأكثر سعادة، أريد أن يسير ذلك في بطء
وقت الخروج من سيطرة آلة الحصاد
منطلقة عبر الحقول
تجز رؤوس الزهور جميعاً
(من مجموعة «الربيع ثانية» 2015 )
7 – الجميلة والوحش: Beauty And Beast
لقد أكلها في النهاية
عندما صار متعباً
من مراقبة أكلها
يدس الفوطة البيضاء
في أعلى بلوزتها
يلتقط اللحم
من ساق الطاووس
بأسنان حادة
أو بلسانها
يمتص السمك
من صحف محارتها
بعد عدة ليال
لم يستطع مقاومة
الركض في الحقول
للانقضاض على الأغنام
بينما أزرار اللؤلؤ
تطير من فستانها
يتدلى بطنه
مثل حقيبة فارغة
مخالبه معلقة في تراخ
في علكات صغيرة مكرمشة
يرسلها إلى البيت لوالدها
يعلم أنه قد مات
إن لم يأكل اللحم النيئ
في اليوم الذي عادت فيه
كان يرقد في العشب المرتفع
بحديقة الورد
عيناه مغلقتان، معتزماً
أن يقيم وليمة على كبدها
سمع خطواتها، تذوق
شيئاً ما رطباً ومالحاً
على شفتيه، لمست يداه
بكسل حزامه الفرائي
انتهت
المؤلفة فيكي فيفر: ولدت في توتنغهام عام 1943 شاعرة إنكليزية درست الموسيقى في جامعة دوهام، والإنكليزية في كلية جامعية في لندن، وعملت مؤخراً محاضرة ومعلمة للغة إنكليزية والكتابة الإبداعية في جامعة شيشستر، حيث تعمل استاذة فخرية وتعيش الآن مع زوجها الطبيب النفسي في دانساير في جنوب لاناركشاير.
نشرت فيكي ثلاث مجموعات رئيسية من الشعر. «أقرب ذوي الــقربى» (سيكر 1981) «العذراء بدون يدين» (كيب 1994 ) و«كتاب الدم» (كيب 2006 ) وقد حصـــلت على جائزة هينمان وزمالة hawlhornden، وجائزة مجلس الفنون وجائزة cholmondeley وكانت إحدى الشاعرات اللاتي دعين إلى الكتابة عن موضوع كبار السن من قبل مؤسسة بارنج baring.
القدس العربي