أحداث الأحد، 16 أيلول 2012
الأسد لـ«حوار سوري» والإبراهيمي يرى «فجوة كبيرة» بين الأطراف
دمشق، لندن، عمان – «الحياة»، اف ب، رويترز
اكد الرئيس السوري بشار الاسد امس «الالتزام الكامل» بالتعاون مع «اي جهود صادقة» لحل الازمة في سورية «طالما التزمت الحياد والاستقلالية»، ودعا الى «حوار سوري يرتكز الى رغبات جميع السوريين»، في حين حذر مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي من تفاقم الازمة السورية وتشكيلها «خطراً على الشعب السوري والمنطقة والعالم كله»، ملاحظا «ان الفجوة بين الأطراف السورية كبيرة، وعلينا تجسير هذه الفجوة من خلال إيجاد أرضية مشتركة». في موازاة ذلك، أعلن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب ان لقاءاته التي يجريها تصب في خانة الجهود «المساهمة في توحيد المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً».
وكان الاسد استقبل الابراهيمي أمس في ختام زيارة لدمشق استمرت ثلاثة ايام تضمنت لقاءات مع وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم وشخصيات معارضة واخرى ممثلة للمجتمع المدني في سورية.
وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الاسد أكد خلال لقائه الابراهيمي الذي حضره المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان، «استمرار التزام سورية الكامل بالتعاون مع أي جهود صادقة لحل الأزمة في سورية طالما التزمت الحياد والاستقلالية». واضافت الوكالة ان الاسد «أوضح أن المشكلة الحقيقية في سورية هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض»، معتبراً أن «العمل على المحور السياسي مستمر وخصوصاً لجهة الدعوة الجادة لحوار سوري يرتكز الى رغبات جميع السوريين». واضاف ان «نجاح العمل السياسي مرتبط بالضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى سورية لوقف القيام بمثل هذه الأعمال».
واشارت «سانا» الى ان الابراهيمي اكد في اللقاء ان «الحل لا يمكن ان يأتي الا عن طريق الشعب السوري نفسه». وأضاف أنه سيعمل «باستقلالية تامة تكون مرجعيته الأساسية فيها خطة (سلفه كوفي) انان وبيان جنيف»، مضيفاً أن «أي نقاط أخرى تتم إضافتها أو تعديلها ستكون بالاتفاق مع جميع الأطراف».
وصرح المبعوث الدولي – العربي بعد المحادثات بأن «الرئيس الأسد والحكومة السورية سيدعمانه في أداء عمله على أكمل وجه»، قائلا: «سنحاول جهدنا أن نتقدم بأفكار ونجند ما يحتاجه الوضع من إمكانيات وطاقة لمساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه المحنة» مجددا وصفه للمهمة الموكلة إليه بأنها «صعبة»، معتبراً أن الأزمة في سورية «خطرة جداً وتتفاقم وتشكل خطراً على الشعب السوري والمنطقة والعالم كله».
وقال ردا على سؤال عن إمكان وقف العنف في سورية ان «الفجوة بين الأطراف السورية كبيرة، وعلينا تجسير هذه الفجوة من خلال إيجاد أرضية مشتركة»، موضحاً ان «هذه الأرضية موجودة وتتمثل في أن كل الأطراف يحبون بلدهم وعلينا مساعدتهم».
الى ذلك، اقترح المعارض في الداخل لؤي حسين على الابراهيمي «وقفاً مناطقياً» لاطلاق النار يتضمن تفاوضاً غير مباشر بين السلطة والمجموعات المسلحة الرئيسية في مناطق سورية مختلفة، موضحاً انه بحث مع الابراهيمي الذي التقاه أول من أمس ضرورة اعتماد «مرحلة انتقالية مركبة».
وأوضح في بيان ان الاقتراح يتضمن «وساطة الفريق الأممي لتحقيق تفاوض غير مباشر بين السلطة من جهة، والمجموعات المسلحة الرئيسية المناوئة لها كل على حدة من جهة أخرى، والتي كانت السلطة السورية قد أبلغت كوفي انان موافقتها عليها».
وكانت «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» برئاسة منسقها العام حسن عبد العظيم أعلنت ان العمل جار لتنظيم «المؤتمر الوطني للانقاذ» في سورية في 23 الشهر الجاري، فيما اعلن لؤي حسين عدم استمرار تنظيمه في التحضير للمؤتمر بسبب «تفرد» قياديين في «الهيئة».
في غضون ذلك، أعلن حجاب ان لقاءاته التي يجريها تصب في خانة الجهود «المساهمة في توحيد المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً» ونفى في بيان أصدره مكتبه في عمان أمس سعيه إلى إقصاء أي فصيل أو شخصية سياسية معارضة، مؤكداً احترامه للأدوار التي تقوم بها قوى المعارضة المختلفة.
في غضون ذلك، قتل 12 مدنياً على الاقل وجرح ستون آخرون بعد غارات جوية شنتها القوات السورية ليل أول من أمس على مدينة الباب (35 كيلومترا شمال شرقي حلب) التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
البابا لشباب سورية: أقدر شجاعتكم ولا أنساكم
بيروت – «الحياة»
وجه البابا بنديكتوس السادس عشر رسائل متعددة الاتجاهات الى اللبنانيين ومسيحيي الشرق الأوسط في اليوم الثاني من زيارته لبنان، غداة توقيعه الإرشاد الرسولي الذي دعا الى الحوار بين المسيحيين والمسلمين واليهود والى استئصال التطرف في المنطقة.
واكتسب لقاء البابا الحاشد مع الشباب في الصرح البطريركي الماروني، والذي ضم أكثر من 25 ألف شاب وشابة بينهم وفود جاءت من مصر والأردن وسورية وفلسطين والعراق، مغزى معبّراً، بعد لقاء مع رؤساء الطوائف كافة، لا سيما الإسلامية اللبنانية في حضور القيادات السياسية كافة بدعوة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وخصّ «الشباب السوري» بلفتة قائلاً لهم: «البابا لا ينساكم».
وفيما يمكن القول إن المعاني السياسية لزيارة البابا لبنان والتي خاطب من خلالها مسيحيي الشرق الأوسط، كانت حاضرة بوضوح، حقق الرئيس سليمان حضوراً بارزاً بحضوره المفاجئ للقاء البابا مع الشبيبة، بعد أن كان أطلق مواقف بارزة في القصر الرئاسي صباحاً، هذا فضلاً عن أن الرسالة التي سلمها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لرأس الكنيسة الكاثوليكية والتي أكد فيها «أننا نصنع مستقبلنا معاً… والتعرض للمسيحيين يتناقض مع قيم الإسلام»، وثمَّن دعوات البابا للحوار والتفاهم، لقيت ارتياحاً شديداً لدى دوائر الفاتيكان.
وفيما شهد القصر الرئاسي لقاء جامعاً بين البابا والطبقة السياسية والقادة الروحيين، واصطف كثيرون من المواطنين على الطريق التي سلكها موكبه، اجتمع البابا لدقائق مع كل من الرئيس سليمان وعائلته ثم رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزوجته ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعائلته، وتسنّى لكل منهم محادثته حول أوضاع لبنان والمنطقة، وأعقبت ذلك لقاءات سريعة مع رؤساء الطوائف الإسلامية.
وألقى الرئيس سليمان كلمة توجه فيها الى البابا، مجدداً تأكيد توافق اللبنانيين على «تجنب التداعيات السلبية لما يحصل حولنا من أحداث وتحييد بلادنا عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية من دون أن ننأى بأنفسنا عن التزام القضايا العربية المحقة وعلى رأسها قضية فلسطين».
واعتبر أن «الديموقراطية لا يمكن أن تستقيم ما لم يتحقق إشراك المكونات البشرية المتنوعة للعالم العربي، ومن بينها المكون المسيحي، في الحياة السياسية». وأوضح أن لبنان «يتمنى للشعوب العربية الشقيقة والشعب السوري بالذات ما تريده لنفسها من إصلاح وحرية وديموقراطية بعيداً من أي شكل من أشكال العنف والإكراه». (السفير السوري علي عبدالكريم علي كان حاضراً بين الوفود الديبلوماسية).
وقال البابا إن «خصوصية الشرق الأوسط تكمن في التمازج العريق لمكونات مختلفة»، معتبراً أن «المجتمع المتعدد لا يوجد إلا عبر الاحترام المتبادل والرغبة في معرفة الآخر والحوار المتواصل».
ورأى أن «الله اختار هذه المنطقة لكي تكون نموذجية لتشهد أمام العالم أنه بإمكان الإنسان أن يعيش عملياً رغبته في السلام والمصالحة».
وقال: «إن نوعية أفضل للحياة والتطور الشامل غير ممكنة إلا في مقاسمة الخبرات والمسؤوليات ضمن احترام كل فرد». واعتبر أنه «يقتضي أن نقول لا للثأر، وأن نعترف بأخطائنا ونقبل الأعذار من دون التماسها». ورأى أن «لبنان مدعو الآن وقبل أي وقت مضى الى أن يكون مثالاً».
ومساء التقى الباب الشبيبة في باحة البطريركية المارونية، حيث احتشد الآلاف منهم. وشق طريقه إليهم في سيارته، وظهرت على وجهه علامات المفاجأة من ضخامة الحشد.
وألقى البطريرك الماروني بشارة الراعي كلمة أكد فيها أن «الشباب العربي يعاين أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وتتزايد مخاوفهم أمام زيادة التعصب الديني الذي لا يقبل حق اختلاف الدين ويلجأ الى العنف وسيلة لتحقيق أهدافه». وشدد على أن «على الشباب اللبناني أن يحفظ مبدأ أساسياً هو العيش المشترك».
وتحدث شاب وفتاة عن الصعوبات التي يواجهها شباب الشرق، فتناولا «الفكر الأصولي في جميع الديانات والذي يعيق مسيرة حوار الأديان».
ورد البابا بكلمة قال فيها: «أعرف الصعوبات التي تعترضكم بسبب غياب الاستقرار والأمن وصعوبة إيجاد عمل أو الشعور بالوحدة والإقصاء. وحتى البطالة والأخطار يجب ألا تدفعكم لتجرع العسل المر للهجرة. تصرفوا كصنّاع لمستقبل بلدكم. الكنيسة تثق بكم وتعتمد عليكم وتحتاج لحماستكم وإبداعكم». ودعاهم الى «استقبال الآخر من دون تحفظ حتى وإن كان مختلفاً في انتماءاته الثقافية والدينية والوطنية. فإعطاؤه فرصة واحترامه وإظهار دماثة الخلق تجاهه عوامل تجعلنا كل يوم أكثر غنى بالإنسانية».
وإذ دعا الى محاربة بذور الانقسام، أكد أن الإرشاد الرسولي «موجه إليكم»، وطالبهم بتطبيق الرسالة التي يتضمنها.
واختتم بالتوجه الى الشباب اللبناني قائلاً: «أنتم رجاء بلدكم ومستقبله. أرض الضيافة والتناغم الاجتماعي وأصحاب المقدرة الهائلة والطبيعية على التأقلم. وفي هذا الوقت، لا نستطيع نسيان ملايين الأشخاص المقيمين في الشتات ويحتفظون بأواصر قوية مع بلدهم الأصلي. شباب لبنان، كونوا مضيافين ومنفتحين، أريد أن أحيي الشبيبة المسلمة الحاضرة معنا هذا المساء. أشكركم لحضوركم البالغ الأهمية. فأنتم والشبيبة المسيحيون مستقبل هذا البلد الرائع والشرق الأوسط برمته. اعملوا على بنائه معاً وعندما تصبحون بالغين، واصلوا عيش التفاهم في الوحدة مع المسيحيين. لأن جمال لبنان يكمن في هذا الاتحاد الوثيق».
وأضاف: «على الشرق الأوسط بأكمله، عند النظر إليكم أن يدرك أن بإمكان المسلمين والمسيحيين، الإسلام والمسيحية، العيش معاً بلا كراهية ضمن احترام معتقدات كل شخص لبناء معاً مجتمع حر وإنساني».
ثم قال: «علمت أيضاً أنه يتواجد بيننا شبيبة قادمون من سورية. أريد أن أقول لكم كم أقدر شجاعتكم. قولوا في بيوتكم، لعائلاتكم ولأصدقائكم، أن البابا لا ينساكم. قولوا من حولكم أن البابا حزين بسبب آلامكم وأتراحكم. لا ينسى سورية في صلواته وهمومه. لا ينسى الشرق أوسطيين الذين يتعذبون. آن الأوان لكي يتحد المسلمون والمسيحيون من أجل إيقاف العنف والحروب».
5 ملايين طالب سوري يبدأون غداً عامهم الدراسي الجديد
يو بي أي – يبدأ العام الدراسي في سورية يوم غد الأحد، حيث يستعد نحو 5 ملايين طالب وتلميذ لخوض عامهم الجديد في ظل الأحداث الأمنية التي تشهدها البلاد.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، اليوم السبت، إن 5 ملايين من الطلاب والتلاميذ و385 ألف معلم ومدرّس وإداري يتوجّهون غداً إلى مدارسهم مع بداية العام الدراسي الجديد، ويتوزّعون على “22 ألف مدرسة استكملت كل إجراءاتها لاستقبالهم غير تلك التي تعرّضت للتخريب من قبل المجموعات الإرهابية المسلّحة ولم تعد صالحة لاستقبال الطلاب، وتلك التي يقيم فيها من تضرّرت منازلهم بفعل العمليات التخريبية للمجموعات الإرهابية المسلحة وعددها 607 مدارس”.
ونقلت عن وزير التربية هزوان الوز، قوله إن “الوزارة اتخذت كل الإجراءات التي من شأنها المساعدة على انطلاق العام الدراسي، وإن جهوزية المدارس شملت كل المستلزمات التي تحتاجها رغم الصعوبات التي اعترضت وصولها إلى بعض المناطق”.
ودعا الوزير أهالي الطلاب إلى “التعاون مع الجهاز التربوي وعدم تمكين أولئك الذين يستهدفون العملية التربوية من خلال الشائعات أو الترهيب أو غير ذلك وقطع الطريق عليهم وتمتين العلاقة بين المدرسة والأهل وخلق الثقة التامة فيما بينهما”.
وتشهد سوريا منذ 15 آذار/مارس عام 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، تحوّلت الى مواجهات بين قوى مسلّحة وأجهزة الأمن الحكومية، أدّت الى مقتل الآلاف من الطرفين.
وفيما تتهم المعارضة الحكومة بأنها تقصف البلدات وتقتل من تصفهم بـ”المتظاهرين السلميين”، تقول السلطات السورية إنها تخوض حرباً مع من تصفهم بـ”المجموعات الإرهابية المسلّحة” التي تقول إنها مدعومة من الخارج، وتتحدث عن إستقدام المعارضة آلاف المقاتلين العرب والأجانب من أصحاب الخلفيات الأصولية للمشاركة في القتال.
ودُمّرت الكثير من المدارس في أنحاء مختلفة من البلاد بفعل المواجهات العسكرية بين الجماعات المسلّحة والقوات الحكومية، وفيما يتخذ المسلّحون من بعض المدارس والمباني التربوية في المناطق الساخنة مقاراً لهم، اضطر الكثير من السوريين ممن فقدوا منازلهم أو هربوا من مناطق سكنهم بفعل المواجهات، الى السكن في عدد من المدارس الواقعة في مناطق أكثر أمناً.
موسكو “ليست متشبّثة” بالأسد في إطار “عملية سياسية“
أعلنت موسكو أنها “ليست متشبثة” بالرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدةً أنها توافق على أي مصير يختاره له شعبه في اطار “عملية سياسية”. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بحسب ما نقلت عنه وكالة “انترفاكس” الروسية للأنباء: “نحن لا نتشبث بشخصيات سياسية. أولئك الذين يدّعون عكس ذلك يجافون الحقيقة”.
وأضاف غاتيلوف: “فقط في إطار عملية سياسية، وليس بقرار من مجلس الأمن الدولي، يجب أن يقرر السوريون مستقبل دولتهم وتنظيمها”، وتابع: “نحن سنحترم أي اتفاق يتم التوصل اليه في اطار هكذا حوار. وهذا ينطبق حتى على شخص الرئيس السوري”.
وذكّر المسؤول الروسي بأن بلاده تأمل أن يصدر مجلس الامن الدولي قراراً يتبنى فيه اتفاق جنيف الذي توصلت اليه في حزيران مجموعة العمل الدولية حول سوريا (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وتركيا والجامعة العربية) والذي ينص على مبادئ عملية انتقال سياسي في هذا البلد. وأضاف: “للإسف فإن زملاءنا الغربيين يرفضون، تحت ذرائع شتى، المصادقة في مجلس الامن على قرارات جنيف”، معتبراً أن الغربيين “في خطواتهم العملية يتحركون ايضا بما يتناقض ومبادئ هذه الوثيقة”.
(أ.ف.ب.)