أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 10 تشرين الثاني 2013

«الائتلاف» يربط حضوره «جنيف 2» بـ«جدية» النظام وموسكو

لندن، إسطنبول، بيروت – «الحياة»، رويتزر، أ ف ب

ربط «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مشاركته بمؤتمر «جنيف 2» بمبادرات «جدية» من نظام الرئيس بشار الأسد وروسيا، في وقت يتعرض التكتل المعارض إلى ضغوط من حلفائه الغربيين للمشاركة في المؤتمر الدولي.

وكانت الهيئة العامة لـ «الائتلاف» بدأت امس اجتماعها بإقرار جدول الأعمال، الذي شمل مناقشة تشكيلة الحكومة الموقتة التي قدمها رئيس الحكومة أحمد طعمة وضمت مرشحين لـ 12 حقيبة ذهبت فيها حقيبتا الدفاع والداخلية إلى شخصيتين مدنيتين، حيث جرت امس مناقشات ساخنة بين الكتل السياسية ازاء توزيع الحقائب، على ان تستكمل المناقشات اليوم. كما ضم جدول الأعمال إدخال أعضاء من «المجلس الوطني الكردي» إلى «الائتلاف» ومناقشة الموقف من «جنيف 2» في ضوء مسودة قرار أعدتها الهيئة السياسية.

وعلم أن السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد ومبعوثين غربيين عقدوا لقاءات مع قادة المعارضة لإقناعها باتخاذ موقف إيجابي من المؤتمر الدولي. ويبدو أن مشاركة قياديين من الصف الأول من خصوم النظام السوري غير مرجحة، باستثناء بعض أعضاء «الائتلاف» المستعدين تحت ضغط «أصدقائهم» الغربيين، لحضور المؤتمر.

وفي هذه الظروف، يبدو اجتماع إسطنبول صعباً. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية ليفينت غومروكجو، إن المعارضة «مترددة بوجه حق» في شأن صيغة «جنيف 2» ومستقبل الأسد، مؤكداً بذلك جهود الغربيين لإقناع المعارضة بحضور المؤتمر الدولي.

وكانت 11 دولة غربية وعربية من «أصدقاء سورية» أعلنت بالإجماع في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أنها تؤيد ألاّ يكون للأسد «أي دور في الحكومة المستقبلية». إلا أنها لم تتمكن من تهدئة مخاوف خصومها. وقال أحد أعضاء «الائتلاف» سمير نشار «نتجه إلى عدم المشاركة في المؤتمر». وأضاف: «هل سيتغير هذا الموقف؟ لا أعرف لكنني أستطيع القول إن نشاطاً سياسياً مكثفاً يجري». لكن رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا أكد أن تكتل المعارضة لن يذهب إلى جنيف «إلاّ موحداً». وقال ديبلوماسي غربي «يجب أن نتوقع مناقشات صعبة ومتوترة، لكن ليس قرارات نهائية»، بينما يرى مراقبون أن المعارضة يمكن أن ترجئ قرارها إلى وقت لاحق.

وكرر «الائتلاف» أنه لن يشارك في المؤتمر الدولي إلا بعد مبادرات من نظام دمشق وروسيا. وقال الناطق باسم «الائتلاف» خالد الصالح في إسطنبول امس «لطالما قلنا إننا نؤيد بالكامل (عملية) جنيف لكننا نخشى إن ذهبنا ألا يكون نظام الأسد جدياً في تطبيقه». وأضاف «نرغب في الذهاب إلى جنيف لكن على الجميع التحلي بالجدية، وليس نظام الأسد فحسب بل كذلك روسيا. نريد أن يمارس الروس ضغوطاً قوية» على دمشق. وقال: «لم تتلق بعد دعوة من الأمم المتحدة».

ميدانياً، استعاد مقاتلو المعارضة السيطرة في شكل شبه كامل السيطرة على قاعدة عسكرية في شمال سورية من قوات الأسد وموالين بعد قتال دام يومين قُتل فيه ما لا يقل عن 60 شخصاً بينهم ضابط رفيع المستوى من الجيش النظامي. ويسلط القتال العنيف الضوء على الأهمية الاستراتيجية لقاعدة اللواء 80 التي تبعد بضع مئات من الأمتار عن مطار حلب على المداخل الشرقية للمدينة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة سيطرا بشكل كامل على اللواء 80 عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني».

وقصفت القوات النظامية والطيران الحربي مناطق في حي القابون شمال دمشق وحي جوبر شرقاً وسط مواجهات بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة، بحسب «المرصد»، الذي تحدث أيضاً عن اشتباكات في حجيرة البلد جنوب العاصمة وسط قصف عنيف من القوات النظامية على مناطق في البلدة التي تقع قرب بلدة السبينة، إحدى المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام قبل أيام. وقال «المرصد» إن الطيران الحربي قصف مناطق في حي جوبر ومنطقة الحجر الأسود.

كردستان العراق منعت مسؤولاً كردياً سورياً من دخول أربيل

أربيل (كُردستان العراق) – فاروق حجّي مصطفى

عزا حميد دربندي، مسؤول الملف السوري في رئاسة إقليم كُردستان العراق، سبب منع دخول صالح مسلم، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديموقراطي (القريب من منهجيّة العمال الكُردستاني) إلى العلاقة السيئة بين المجلسين الكُرديين (مجلس الوطني الكُردي، الذي انضم إلى الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السوريّة، ومجلس الشعب لغرب كُردستان الموالي للاتحاد الديموقراطي) الأمر الذي دفع بالإقليم الكردي لتغيير مسار وشكل علاقاته مع الأخير. وقال دربندي لـ «الحياة»: «نحن ننطلق دائماً، لدى تعاملنا مع الجهات الكردية والكردستانيّة من الثوابت التي وضعناها في مقاربتنا للواقع الكُردي، والكُردستاني، وهذه الثوابت مستندة بالأصل إلى القيم الكُردية، والقيم الحديثة للعلاقات الديبلوماسيّة بين الأطراف الإقليمية والدولية، والقيم الحديثة لعلاقات الأحزاب في ما بينها… وما حصل بيننا وبين صالح مسلم رد فعل على ممارساته ضد الأحزاب الكُرديّة (في سورية).

وقال دربندي: «نحن من حيث القيم التي نحملها، لا نمنع أي كُردي من دخول الإقليم، ولم نفعل ذلك، إلا أن ما جرى هو نتيجة طبيعية لعدم سماع الرأي الآخر ما أدى إلى تعكير صفو العلاقة بيننا وبين «ب ي د» (الاتحاد الديموقراطي)».

يذكر أنّ صالح مسلم (رئيس ب ي د) منع من الدخول إلى إقليم كردستان بعد عودته من الزيارة التي قام بها إلى المناطق الكُردية السوريّة بغية حضور عزاء ولده شرفان الذي قُتل في المعارك الجارية في مناطق شمال شـرقي سـورية بين قوات الحمـاية الشـعبية، وبين الكتائب الإسـلامية المتـواجدة بكثـافة في تلـك المناطق مثل «داعش» وجبهة النصرة وغيرهما، ولا سيما في منطقة تل أبيض القريبة من الحدود التركيّة والتابعة لمحافظة الرقة، وهي الآن تحت سيطرة تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» (داعش) ما انعكس سلباً أيضاً على العلاقة بين الحزبيين الكُرديين العراقيين، الديموقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال الطالباني بخاصة بعد تصريحات عادل مراد رئيس المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكُردستاني التي حمّل فيها الديموقراطي الكُردستاني مسؤولية عدم السماح لصالح مسلم بالدخول إلى أراضي كُردستان العراق.

وقال حميد دربندي، وهو المسؤول المباشر ومستشار رئيس الإقليم للملف السوريّ: «لم نفرّق بين القوى الكُرديّة ولا نرى بأن «البارتي» قريب لنا وأنّ «ب ي د» يختلف بإيديولوجيته عن أفكارنا وإيديولوجيتنا، غايتنا هي الوفاق بين القوى الكُرديّة ولهذا السبب قبلنا بل وساهمنا في شكل جاد في إعلان اتفاقيّة «هولير»، ويستطيع الكُرد أن يحققوا وحدة الخطاب من خلال هذه الاتفاقيّة التي تم توقيعها تحت إشراف رئاسة الإقليم»، وتابع: «كيف لنا أن نكون منحازين ونحن مسؤولون في شكل مباشر عن الاتفاقيّة في الأصل؟» وأضاف: «إنّ من أشرف على الاتفاقيّة من مسؤوليته الأخلاقية والسياسية حمايتها وإنجاحها لذلك ولأجل أن لا يحرم الكُرد من فرصة تاريخيّة غضينا النظر عن بعض التجاوزات من قبل حزب «ب ي د».

تجدر الإشارة إلى انه قبل عام تقريباً تم توقيع اتفاقيّة سميت (اتفاقيّة هولير)، وعلى أساسها تم توزيع الأدوار مناصفة بين المجلسين الكُرديين، أي 50 في المئة من الحضور بين المجلس الوطني الكُردي ومجلس شعب غرب كردستان، وحتى عائدات معبر «سيمالكا» بين المناطق الكردية السورية والإقليم الكُردي كان يجب توزيعها بالمناصفة إلا أن ثمة شكوى من قبل المجلس الوطني الكُردي بسبب عدم حصوله على العائدات المستحقة ولعل هذه الشكوى أحد أسباب الخلاف بين الكُرد.

وأكد دربندي أن الطرف الكُردي في الإقليم مصرّ على إبقاء العلاقة الطيبة بين كل الأطياف الكُرديّة، وأن الكُرد في مرحلة حرجة من تاريخهم السياسي ما يستوجب توحيد الموقف. وقال: «مثلاً قيل إن حكومة الإقليم منعت صالح مسلم من السفر إلى جنيف لحضور المؤتمر عبر مطار أربيل فهل هناك موعد لعقد مؤتمر جنيف-2؟ وكيف نريد من الكُرد أن يتفقوا على صيغة تناسب مصلحتهم سواء كانوا مع المعارضة أو من خلال اتفاقية «هولير» أي الهيئة الكُرديّة العليا، ومن جهة أخرى نمنع الطرف الكُردي من الحضور؟» وأضاف: «نعم ثمة امتعاض من أداء «ب ي د» وهناك شتائم ظهرت في خطابهم الموجه ضدنا، مع أننا لم نقصّر في واجبنا تجاههم، وتغاضينا عما يقال ضدنا لأن مصلحة الكُرد تستدعي ذلك»، وتابع: «رغم كل ما جرى فإننا أعربنا عن تضامننا مع رئيس «ب ي د» عند مقتل ولده شرفان، والسيد الرئيس مسعود البرازاني قدم التعزيّة باسمه شخصيّاً».

ووفق بعض الأوساط المتابعة لنشاطات «ب ي د»، فإنّ صالح مسلم هو أول من دشن معبر «اليعربيّة» بعد استيلاء قوات الحماية الشعبيّة عليه إثر معركة شرسة دارت لأيام بين الكتائب الإسلامية المسيطرة على «اليعربيّة» وقوات الحماية الشعبية الكرديّة، وسافر إلى بلجيكا من طريق مطار بغداد الدولي، الأمر الذي أوحى للكُرد بأنهم أصبحوا بين محورين: محور (القامشلي- بغداد – طهران) ومحور آخر كان شبه مسيطر قبل ظهور الخلاف بين الإقليم الكردي وبين «ب ي د» الكُردي السوري أي محور (القامشلي- أربيل- أنقرة وتالياً الغرب).

وخفف دربندي من قيمة هذا التحليل وقال: «نحن سعينا منذ بداية الثورة ألاّ نكون من هواة بناء المحاور، سنكون إلى جانب كل من يتعامل مع قضايانا إيجاباً، فما زلنا في طور البناء لتوحيد الموقف الكُردي ليكون منسجماً مع تطلعاته سواء كان ذلك مع شركائهم في وطنهم السوري أو في مقاربتهم كُردستانيتهم، وهذا أمر مهم لأنّ الأنظار كلها تتجه نحو عقد مؤتمر دولي يشرف على العمليّة السياسية أو الانتقاليّة في سورية».

“الإئتلاف السوري” يريد دعم مقاتلي المعارضة في “محادثات جنيف”

اسطنبول – رويترز

أكدت مصادر تشارك في محادثات في اسطنبول إن “الائتلاف الوطني السوري بصدد الموافقة علي محادثات السلام الدولية في جنيف”، لكنه يشترط موافقة مقاتلي المعارضة داخل البلاد أولاً لـ”إضفاء الشرعية على المفاوضات”.

وتجتمع قيادة الائتلاف للاتفاق على موقفه إزاء محادثات “جنيف 2” الرامية الى انهاء المعارك في سورية المستمرة منذ عامين ونصف العام.

وقالت مصادر في المعارضة في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت إن “مسودة قرار تؤكد على التزام الإئتلاف بالحل السياسي للصراع وتتفق مع الإعلان الصادر في لندن الشهر الماضي عن “مجموعة اصدقاء سورية” الداعمة للمعارضة في استبعاد اي دور للرئيس بشار الأسد في أي إدارة انتقالية”.

ومن المقرر ان يصوت الإئتلاف المؤلف من 108 اعضاء على مشروع القرار ويتطلب اقراره موافقة 50 بالمئة من الأعضاء زائد واحد.

غير أن مصادر المعارضة ذكرت أن “اعضاء الائتلاف يريدون مساندة الوحدات القتالية وزعماء الاقليات والنشطاء داخل سورية للقرار للتصدي لانتقادات تقول بانفصال الإئتلاف عمن يقاتلون داخل سورية”.

واعلنت الجماعات الإسلامية الكبرى المعارضة رفضها لمحادثات جنيف إذا لم تسفر عن ابعاد الأسد، وقال البعض ان “كل من يشارك في المحادثات الدولية المزمعة سيتهم بالخيانة”.

وقال عضو في المجلس الوطني السوري المشارك في الإئتلاف “ينبغي ان نطلع القوات في الداخل على (مسودة القرار) فضلاً عن زعماء الاقليات والنشطاء ويتعين التشاور معهم”.

وذكر أن “مسودة القرار تتضمن شروطا صارمة بالفعل للمشاركة في المؤتمر لكن ربما يريد من يقاتلون على الأرض تشديدها، وقد يعني ذلك التأجيل”.

وقالت مصادر عدة انه قد يتسنى الحصول الموافقة قبل نهاية اجتماع اسطنبول، ولكن آخرين ذكروا أن “القرار النهائي قد يستغرق اسبوعين”.

وقال اعضاء في الإئتلاف ان “المبعوث الاميركي روبرت فورد التقى مع كبار زعماء الإئتلاف في اسطنبول قبل الاجتماع لحثهم على الموافقة على محادثات جنيف”. وعبّر ديبلوماسيون ومسؤولون اجانب عن تفاؤلهم.

وقال ديبلوماسي غربي كبير “نريد ان يتوصلوا لقرار بانفسهم وان يمعنوا التفكير فيه. ينبغي ان يدعمه الشعب السوري”.

وقال مصدر في المعارضة إن “المسودة تتضمن شروطاً من بينها الافراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الغارات الجوية ورفع الحصار على دخول الغذاء والادوية للمناطق المعارضة للأسد”.

بيان الظواهري يزيد التوتر بين «داعش» و«النصرة» ويعكس فشل الوساطات بين البغدادي والجولاني

لندن – إبراهيم حميدي

توقعت مصادر مطلعة لـ «الحياة» تصاعد الصراع بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و «جبهة النصرة» في شمال سورية وشمالها الشرقي، بعدما تبنى زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري «النصرة» وألغى دور «داعش» مع بقائها بالعمل باسم «دول العراق الإسلامية». وأشارت إلى أن إعلان الظواهري دليل إلى فشل الوساطات بين زعيمي «داعش» أبو بكر البغدادي و «النصرة» أبو محمد الجولاني.

وقالت المصادر إن بيان الظواهري جاء بعد سلسلة من التوترات والمواجهات بين مقاتلي «داعش» و «النصرة» في شمال شرقي سورية وشمالها، بينها قيامهم بالهجوم على مقرات ومستودعات أسلحة تابعة لـ «النصرة» في الشدادي في الحسكة في شمال شرقي سورية خلال قيام مقاتلي الأخيرة بعمليات عسكرية ضد قوات النظام السوري و «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» في شرق سورية. وأشارت المصادر إلى أن انشقاق «أبو عبد الله المصر» أمير مدينة رأس العين في شرق البلاد عن «النصرة» ومبايعته «داعش» بسبب انسحاب «النصرة» من المدينة، ما رجح حصول أمور مشابهة في الأيام المقبلة.

ويقدر عدد مقاتلي «داعش» بنحو ثمانية آلاف يشكل السوريون نحو 60 في المئة، حيث تدار عملياتها في سورية من قبل أبو محمد العدناني الناطق باسم «داعش». ويقع مقرها الرئيسي في بلدة الدانا في ريف إدلب في شمال غربي البلاد. وتحتل مواقع رئيسية بينها مقر محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة المعارضة. كما أنها صادرت مستشفى العيون في حلب من «النصرة» وحولتها مقراً إدارياً لها.

في المقابل، أشارت وثيقة إلى أن الجولاني، الملقب بـ «أبي محمد الفاتح» وهو في منتصف الثلاثينات من ريف دمشق، عمل على تأسيس «النصرة» في أيار (مايو) 2011 بعد «الربيع العربي». وقالت المصادر إن الجولاني كان مسؤولاً عن «تأمين الطرق» للمقاتلين بين سورية والعراق بعد الغزو الأميركي عام 2003، حيث كلفه أبو بكر البغدادي، الذي كان يعرفه خلال القتال في العراق، بالعمل على تشكيل تنظيم في سورية شرط «عدم التواصل مع أي جماعة جهادية تابعة للقيادة العامة لتنظيم القاعدة إلا برجوع لمجلس الشورى».

وفي نيسان (أبريل) الماضي، أعلن البغدادي جمع «دولة العراق الإسلامية» و «جبهة النصرة» تحت راية «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وسبب الإعلان بلبلة وانقسامات بين المنضويين تحت لواء «النصرة»، ما أدى إلى جدل كبير بين مقاتلي المعارضة السورية وخصوصاً الكتائب الإسلامية السورية باعتبار أنها مصنفة على قائمة الإرهاب الأميركية. وقال الظواهري أول من أمس إن «البغدادي» أخطأ بإعلانه «داعش» من دون أن «يستأمرنا أو يستشيرنا ومن دون إخطارنا» وأن «الجولاني» أخطأ برفض ذلك وإظهار علاقته بـ «القاعدة» من دون أن «يستأمرنا أو يستشيرنا ودون إخطارنا».

وقالت المصادر إن بيان الظواهري يكشف فشل الوساطات بين زعيمي «داعش» و «النصرة» في الأشهر الأخيرة. وبحسب وثيقة، قدمها «أبو عبيدة المصري»، فان العلاقة بين «البغدادي» و «الجولاني» كانت ودية باعتبار أن الأخير تعرف على الأول خلال «الجهاد» في العراق، إذ طلب «البغدادي» من «الجولاني» في 2011 تقديم خطة للعمل في سورية التي تشكل بموجبها تنظيم «النصرة». وأضاف «أبو عبيدة» أن مجلس شورى مشتركاً تشكل من 12 شخصاً ضمهما و «أبو مارية العراقي» المسؤول الشرعي للشام، غير أن التوتر أخذ بالظهور بينهما «من طريق أتباع البغدادي الذين سلطهم لمراقبة الجولاني وتصرفاته وجعلهم وصاة عليه وبخاصة أبو علي العراقي المكلف مراقبة الجولاني وإيصال رسائله إلى الظواهري»، ذلك أن «أبو علي العراقي» حاول فرض آرائه على زعيم «النصرة».

وقال «أبو عبيدة»: «شعر الشيخ الجولانى أنه لن يستطيع أن يفلح في عمل هؤلاء الإخوة فوق رأسه، فقرر مبايعة التنظيم الأم ليتواصل معهم بعيداً من تسلطهم عليه. فقرر البغدادي جمع مجلس الشورى باستثناء خمسة أعضاء من أرض الشام منهم الجولاني، وناقشهم في كيفية التصرف مع الجولانى وطُرحت مسألة إعلان الدولة، فوافقوا على الفكرة بمن فيهم أبو محمد العدناني عدا ثلاثة أعلنوا الحياد كان بينهم الشيخ أبو عبد العزيز العراقى والشيخ أبو يحيى العراقى أمير إدلب».

وبحسب المصادر، فإن وسطاء اقترحوا حلاً من أربع نقاط: «تجميد الوضع وربط الشيخ الفاتح أبو محمد الجولاني بمسؤول الأقاليم في القاعدة ليكون التواصل مباشراً بعد ما كان يمر عبر العراق وإيقاف إصدار أي بيانات من الطرفين وانتظار قرار الظواهري». وأشارت إلى أن «داعش» لم تلتزم ذلك وأنها سعت إلى التقدم على حساب «النصرة»، الأمر الذي دفع الظواهري إلى إعلان موقفه الأخير. كما أشارت المصادر إلى أن السبب الآخر هو «تركيز» تنظيم «القاعدة» عملياته في غرب العراق.

إلى ذلك، قالت المصادر إن قرار الظواهري سيغير اتجاه المقاتلين الأجانب والعرب من الالتحاق بـ «داعش» إلى «النصرة». وكانت دراسات غربية قدرت عدد المقاتلين الأجانب بين أربعة وستة آلاف مقاتل عدا العراقيين الذين يقاتلون في إطار «الدولة الإسلامية». وأعلن قائد «جيش الإسلام» زهران علوش قبل يومين افتتاح «مكتب تجنيد المهاجرين»، الذي يختص باستقبال وتجنيد غير السوريين من الراغبين في القتال إلى جانب المعارضة، علماً أن «جيش الإسلام» تشكل من نحو 50 فصيلاً معارضاً في ريف دمشق.

التضحية بـ”داعش

فادي الداهوك

كحالة نبش جثمان ميت يظنّ الكثيرون أنه مات حديثاً. هذا ما يبدو أنه حدث جراء تداول وسائل الإعلام للشريط المسجل لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، الذي يعلن فيه حلّ “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، داعش.

 قبل أيام تناقلت وسائل الإعلام نبأ إعلان زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، قراره بحلّ “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، على أن يقتصر نشاطها في العراق فقط، وذلك بعد أن بثّت قناة “الجزيرة” تسجيلاً صوتياً للظواهري يعلن فيه الأمر، ثم ما لبثت وسائل الإعلام أن بدأت تتناقل تسجيلاً لزعيم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، أبو بكر البغدادي، يعلن فيه رفضه لقرار الظواهري بحل تنظيمه، من خلال تسجيل عنوانه “الدولة الإسلامية في العراق والشام باقية”.

لكن ما غفل عنه الكثيرون أنه في التاسع من حزيران 2013 نشرت قناة “الجزيرة” تقريراً على موقعها الالكتروني تضمن نص التسجيل الذي بثته قبل أيام. وفي الخامس عشر من حزيران صدر عن البغدادي تسجيل صوتي بعنوان “الدولة الإسلامية في العراق والشام باقية”، كذلك تحدثت عنه قناة “الجزيرة”.

 إذاً التسجيل قديم، لكنه مع ذلك يعيد السجال حول أبرز تنظيمين جهاديين يحسبان على المعارضة ويشاركان في الاقتتال الدائر في سوريا، الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، وجبهة النصرة.

“جبهة النصرة” تدخلت في الثورة السورية على ثلاثة أشكال. الشكل الأول اقتصر على تأمينها مستلزمات الناس اليومية دون التدخل في إدارة مناطقهم، وهو ما مكنها من التواجد بينهم، لكن لم يتطور تواجدها إلى درجة يمنحها شعبية تسمح بأن تتسلم شؤون حياة الناس وتتحكم فيهم.

 الشكل الثاني، هو الشكل المخترق أو العميل للنظام، والذي يمرر أهداف الأخير  باتهامه الثورة باستهداف الأقليات في سوريا، مثلما يظهر من دخول جبهة النصرة إلى معلولا لتنسحب منها لاحقاً ويدخل إليها النظام معززاً لتواجدٍ كان يفتقده فيها.

 وتذهب آراء كثيرة إلى وجود انسجامٍ وتنسيق مدروس بين النظام السوري والتنظيمات الجهادية، اذ أنه في مرات عديدة مر فيها النظام السوري بضغوط دولية، كان يصدرعن التنظيمات الجهادية، أفعال موثقة بالصور، لانتهاكات كانت تتعمد نشرها. وسرعان ما كانت تنتشر تلك المقاطع المصورة على نطاق واسع ما يوحي بتجنيد ماكينة إعلامية هائلة في الترويج لها.

أما الشكل الثالث لتدخل النصرة فظهر بشكل فاضح في مناطق الجنوب السوري وفي درعا تحديداً، حيث تمكنت الجبهة  بحيازتها للمال والسلاح من استقطاب مقاتلي الجيش الحر في كثير من الأحيان، وتحكمها بمنافذ الهيئات الشرعية.

كما أنها على صعيد السلم الأهلي السوري مثلت خطراً كبيراً، وهو ما ظهر بوضوح في قضية المختطفين عند النصرة، منذ عام تقريباً، من أبناء محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية. المختطفون البالغ عددهم قرابة الـ50، أكثر من نصفهم اشترتهم الجبهة من عصابات خطف في ريف دمشق مقابل مبالغ تتراوح بين 10 آلاف حتى 50 ألف ليرة سورية للشخص الواحد.

 أما “داعش”، فكانت أوضح من جبهة النصرة في تطرفها وفي هدفها الساعي لإقامة الدولة الإسلامية في سوريا.  منذ اللحظة الأولى سعت “داعش” لإدارة المناطق التي سيطر عليها الجيش الحر، وفرضت تشريعاتها، دون مواربة وبشكل فجّ. لم تأخذ في الحسبان أن الناس بعد الثورة أصبحوا غير مؤهلين لقبول ديكتاتورية جديدة، حتى لو كانت قادمة من فصيل ناصرهم ضد النظام.

 ديكتاتورية “داعش” وتجاوزاتها، برزت في الرقة على وجه الخصوص، وبشكل علني وأمام الناس، ما سرّع في فقدانها الحاضنة الشعبية التي لم ترفض وجودها بادئ الأمر. فهي لجأت إلى اختطاف وتصفية الناشطين  الذين كانوا عصب الثورة في الرقة. وهذا على ما يبدو أنه استدعى من زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، أن يخرج في بيان يعلن فيه حلّ “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو “داعش”، والتي باتت بالنسبة للكثير من السوريين بمثابة طرف يوازي النظام في إلزامية الثورة عليه، على عكس جبهة النصرة التي أقر بها الظواهري كفرع للقاعدة في سوريا، ووجد فيها الناس نصيراً لهم من خلال عمليات عسكرية ضخمة كانت تستهدف بها مواقع للنظام.

هكذا، أمام  المأزق الذي نتج عن التطرف الإسلامي في سوريا، والذي وضع “داعش” من قبل الكثيرين في خانة النظام بعد تجاوزاتها،  يبدو أن تنظيم القاعدة قرر أن يلقي كل ما حدث من تطرف على مدى عمر الأزمة السورية في جعبة “داعش” لتقديمها كفصيل خارج تنظيمها الأم، القاعدة.

 من الواضح أن تنظيم القاعدة لا يريد الآن خسارة ما حققه من قبول اجتماعي في سوريا في زمن قياسي، من خلال جبهة النصرة، فجاء بيان الظواهري ليكون بمثابة وجه تجميلي لصورة القاعدة كان ثمنه التضحية بـ”داعش”.

 لكن هذه الخطوة لن تكون على الأرجح من دون تداعيات، وربما تنذر بمواجهات ضارية قد تحدث قريباً. أما الساحة فهي حتماً المناطق التي يشترك عناصر “النصرة” و”داعش” بالتواجد فيها في الشمال السوري على عكس مناطق الجنوب وتحديداً درعا.

 وكانت بوادر المعارك بين التنظيمين في الشمال بدأت مطلع هذا الشهر، بعد أن بايعت 6 كتائب من الجيش الحر، جبهة النصرة في حلب، وهي أحفاد عمر، جند المولى، نور الشام الإسلامية، الأنصار، شهداء حريتان، سيوف الشهباء، ويعزي البعض ذلك الإجراء بسبب قيام “داعش” بوضع حواجز لها على مداخل بلدة حيان، في ريف حلب.

أسرار تسريب خطاب زعيم القاعدة وانقلاب “الدولة” عليه

يوسف الهزاع ايلاف

كشف تسريب الخطاب الأخير لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حجم الشق الكبير الذي تعرضت له خريطة تنظيم القاعدة على يد دولة الإسلام في الشام والعراق المسماة اختصارا “داعش”.

الرياض: يبدو أن خريطة تنظيم القاعدة تعرضت إلى انقسام كبير على يد ما يعرف باسم “داعش” ويمكن أن يقال في هذا الصدد أن هذا الشق الذي بدأ منذ تأسيس مجلس شورى المجاهدين في العراق منتصف العقد الماضي، دون أن يكون واضحاً، اتسع الآن ليشمل كامل خريطتها، وليظهر واضحاً لجميع متابعي حراك القاعدة ومشروعها الذي بدأ منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي.

خطاب الظواهري الذي نشرته قناة الجزيرة صوتياً وتم تصديره للعامة بأنه توجيه من الظواهري للفصيلين الأكبر في معركة الشام، لم يكن جديداً، بل إنه يبلغ من العمر نحو 7 شهور، وكان من دواعي الخطاب آنذاك إعلان زعيم “دولة الإسلام في العراق والشام” أبو بكر البغدادي ضم جبهة النصرة إلى فصيله.

وحينها رفضت جبهة النصرة هذا الإجراء الذي اعتبره زعيمها أبو محمد الجولاني تصرفاً أحادياً من جانب فصيل دون مشورة ولا استئمار، وأحال الجولاني في رسالة صوتية منشورة الأمر إلى الظواهري بعد أن أبدى أسباباً كثيرة لعدم صواب فكرة الانضواء تحت لواء دولة البغدادي.

ومن هناك كان خطاب الظواهري، وحينها نشرت بعض الأخبار عن أمر الظواهري لكنه لم يظهر صوتيا، بل وشكك البعض ومنهم ناشطون مؤيدون لـ”داعش” أن يكون الظواهري قد أمر فعلياً بفصل التنظيمين عن بعضهما وإعادة البغدادي لحدوده “المكانية” في العراق، وسمّى الجولاني أميراً لقاعدة الجهاد في الشام.

ومن المعروف عن تنظيم القاعدة أنه يلتزم تماماً في أموره الكبرى بفتوى مكتوبة مختومة أو صوتية مسجلة من زعيم التنظيم منذ أيام أسامة بن لادن، لكن هذه الفتاوى والتسجيلات تُحفظ ولا تظهر مطلقاً للنور، حتى أتى هذا التسجيل الذي تسرب على غير العادة ودون شعار المؤسسة الشهيرة.

ويؤكد نشر التسجيل للمرة الأولى في تاريخ التنظيم أن هناك بالفعل جمراً تحت رماد الفصائل الإسلامية المسلحة في سوريا، ذلك بأن المتعهد الوحيد لنشر بيانات القاعدة هي مؤسسة السحاب، وكل ما يظهر من بيانات أو عمليات تتولى نشرها هذه المؤسسة التي تُعتبر ختماً رسميا، في حين أن بعض التسجيلات الصوتية أو المصورة لزعيم القاعدة السابق أو الحالي التي ظهرت دون ختم المؤسسة  لا أهمية كبيرة لها لأنها مجرد محاضرات أو دروس في عقيدة التنظيم وأبجدياته الدينية.

تسجيل الظواهري القديم هذا اتضح بعد الشهور السبعة أنه لا قيمة له، وأن “داعش” تجاهلته في أقل الأحوال، وفي أحوال أخرى اقتتلت مع جبهة النصرة إمعاناً في رفضه، فلماذا فعلت “الدولة” ذلك وماهي تخريجاتها الشرعية لذلك “الخروج” على زعيم “الجهاد” أيمن الظواهري ورفض أوامره؟

بداية التصدع،واعتباراته

بحسب وثائق وفتاوى تخص تنظيم “داعش”، فإن مؤشرات الخلاف بدأت منذ تعيين الأمير الأول لـ”دولة العرق الإسلامية” آنذاك أبو عمر البغدادي في أكتوبر من العام 2006، وحينها وقع التنظيم في مأزق البيعتين، البيعة الأولى هي التي أطلقت “الجهاد” في العراق بعد فتوى ودعم أسامة بن لادن، ومن ثم خليفته أيمن الظواهري، وهذ يقتضي مبايعة “الشيخين” على السمع والطاعة في المنشط والمكره، أما البيعة الثانية فهي تعيين “أمير المؤمنين” في المناطق المحررة من الاحتلال الأميركي والقوات العراقية “المرتدة” كما يسمونها.

وهذا يقتضي شرعياً، أن تتمحص البيعتين ويظهر أيهما أمير على الآخر، لكن حرج المرحلة وكثير من الاعتبارات المعلومة والمجهولة أجلت هذه المشكلة حتى ظهرت جلياً في الصراع المحموم الآن في سوريا.

ولعل من أهم تلك الاعتبارات المعلومة أن زعيم تنظيم القاعدة في تلك الفترة كان مؤسس “الجهاد العالمي” أسامة بن لادن، الذي يحظى بشعبية مطلقة داخل صفوف التيار الجهادي، بعكس خليفته الظواهري الذي لا يحظى بنفس المقومات، حتى أن أنباء دارت بأنه واجه معارضة “وإن كانت محدودة” في تسلم زعامة التنظيم بعد مقتل بن لادن.

وهذا يعني بأن “الدولة الإسلامية في العراق” لم تكن لتستطيع إعلان نيتها بأن بن لادن عليه  مبايعتها باعتبارها صارت دولة تملك أرضاً وشعباً، ولأنها حققت شروط الدولة الإسلامية التي فقدها بن لادن بعد سقوط إمارة طالبان على يد الجيش الأميركي في العام 2001، وبالتالي فإن بن لادن وغيره من رموز الجهاد يجب أن يتعاملوا مع “الدولة” كما تعاملوا مع طالبان تماما، إذ عليهم مبايعتها ومبايعة زعيمها كما فعلت القاعدة مع طالبان وكما بايع بن لادن الزعيم الأفغاني الملا محمد عمر.

أما الاعتبار الثاني المهم وهو أساسي في أبجديات فكر السلفية الجهادية، فهو أن زعيمي التنظيم لا يملكان مقوماً أساسياً ليكونا أميرين، ذلك لأن أجسادهما لا تجري فيها الدماء القرشية، وهذا أحد الشروط المهمة التي يرجحونها في شخصية “أمير المؤمنين”، وهي دماء توفرت في أبوعمر البغدادي الذي قتل في العام 2010 وخليفته أبو بكر “الحسني” البغدادي.

لكن مقولات أخرى تعارض هذه النظرية “رغم أنها بحسب الفكر السلفي الجهادي مشهورة وعليها رأي جمهور أهل العلم”،  وهذه المقولات المخالفة طبقها بن لادن حينما بايع الملا محمد عمر رغم أنه من قبيلة البشتون الأعجمية.

الاعتبار الثالث يتلخص في تمدد “الدولة”، إذ أنها وبعد سيطرتها شبه المطلقة على مناطق واسعة من شمال سوريا، صارت شوكتها أقوى في إعلان منهجها، و هي تحاول الآن إعادة التاريخ لنفس النقطة التي التقى تشاور فيها أبو مصعب الزرقاوي منتصف العقد الماضي مع مجموعة من قادة الفصائل الاسلامية المسلحة في العراق وأسسوا حلفاً أسموه بحلف “المطيبيبن”، وهو حلف  انتهى إلى تشكيل مجلس شورى ومن ثم أعلان “الدولة”، بحسب كتاب (تنبيه الأنام بميلاد دولة الإسلام) الصادر عن وزارة إعلام دولة العراق الإسلامية.

وتعمل “داعش” الآن على تكرار تلك التجربة ولكن بنسخة سورية، إذ تلتقي العشائر السنية وتستميلهم لمبايعتها، وتتهم من يخالفهم بأنهم “صحوات”، في إشارة للمجاميع السنية التي واجهت “الدولة”  في مرحلتها الأولى في العراق ورفضت حكمها.

وكذلك فإنها ترمي مخالفيها من الفصائل المقاتلة بالكفر إن كان مشروعها داخليا وإن كان إسلامياً،  والتخذيل والخطأ إن كان مشروعها موافق لها ولكنها لا ترى شرعية الدولة مكاناً أو توقيتاً، فضلا عن  “ردّة” أي فصيل يقاتل من أجل دولة علمانية أو إخوانية أو أي نظام لا يتخذ المنهج السلفي الجهادي الذي تعتقد أنها تمثله هي وحدها.

بقي أن يُشار هنا، إلى أن تسريب التسجيل بصوت الظواهري قد يصعّد الأمور بين الفصيلين الأقوى في سوريا الآن، “داعش” و”جبهة النصرة”، لأن تسريبه يعني ضمنياً بدء المعركة في الهواء المفتوح بعد أن كانت عبر الفتاوى وفوهة كواتم الصوت.

الائتلاف الوطني السوري أمام ضغط اللحظات الأخيرة

بهية مارديني

ايلاف

نقاشات صعبة وانقسامات جمة، تشق المعارضة السورية خلال اجتماعها في اسطنبول خاصة مع تحفظها الشديد حيال مشاركتها في مؤتمر جينيف2، وتحت ضغط يشتدّ من داعميها في الأسرة الدولية.

بهية مارديني: قال أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض  في جلسة مغلقة أمام اجتماع الهيئة العامة للائتلاف اليوم إن ضغوطا سلطت على الائتلاف الوطني باتجاه المشاركة في مؤتمر جنيف 2، لافتا إلى وجود “توافق دولي على هذا المؤتمر”.

وأكد الجربا موجها حديثه الى أعضاء الائتلاف: “لكن يبقى قراركم هو الذي سنلتزم به في المشاركة في جنيف من عدمها”.

ورحب الجربا بالأعضاء الجدد الذين انضموا الى الائتلاف من أعضاء المجلس الوطني الكردي والذين وافقت الهيئة العامة على انضمامهم ليكون عدد الأعضاء الأكراد حاليا 11 عضوا.

و أنهى الائتلاف الوطني السوري المعارض اجتماعات مساء اليوم  اجتماعا للهيئة العامة  بعد ترحيل ملفي المشاركة في جنيف 2 والحكومة المؤقتة حتى اجتماعه في اليوم الثاني.

ولكن كان مفاجئا اجتماع رئيس الائتلاف ورؤساء الكتل على حدا، وهو إجتماع أخذ وقتا طويلا من المناقشة المغلقة.

وأكدت مصادر من داخل اجتماعات الائتلاف المغلقة بين قادة الكتل في الائتلاف، أن الاجتماع الذي أخذ حيزا كبيرا شهد تباينا في وجهات النظر حول عدة أمور جوهرية من بينها جنيف 2 والحكومة المؤقتة.

وظهر رياض سيف أحد مؤسسي الائتلاف الوطني في اجتماعات بعض المعارضين مع روبرت فورد السفير الاميركي مساء أمس  في فندق غونان، والذي انتهى من دون الحصول على أي ضمانات حول مصير الأسد أو الدور الإيراني في مؤتمر جنيف إذا تم عقده.

وكان سيف حاضرا أيضا في اجتماعات فندق “ويندم” في اسطنبول اليوم، بعد أن غاب عن اجتماعات الائتلاف الوطني السابقة لأسباب صحية الا انه لم يغب عن التنسيق مع بعض اطياف المعارضة.

وناقش الاعضاء قبول استقالة معاذ الخطيب ووليد البني وجمال سليمان وواصل الشمالي وحسين السيد وياسر سليم.

وحسم الائتلاف موضوع الاستقالات وأكدوا أن من يستقيل من أعضاء الائتلاف ستقبل استقالته فورا دون الرجوع الى الهيئة العامة.

وتحدث الدكتور رضوان زيادة عن المرحلة الانتقالية، فيما قال الدكتور خالد صالح مدير المكتب الاعلامي في الائتلاف الوطني في مؤتمر صحافي إن الائتلاف “ينتظر دعوة رسمية من الأمم المتحدة لحضور مؤتمر “جنيف2″، مشدداً على أن “الأمم المتحدة هي الراعي الوحيد” لهذا المؤتمر.

وقال: “نحن مستعدون للخوض في أي عملية سياسية تحقق مطالب الشعب السوري”، كما اعتبر الصالح أن “المعارضة التي تروج لها روسيا موالية للنظام”.

وفي سياق آخر كشف الصالح عن انتهاء رئيس الحكومة السورية الانتقالية أحمد طعمة من عملية اختيار أعضاء حكومته، مضيفاً أنه يتم العمل حالياً على تحديد ميزانية الحكومة الانتقالية.

وكان رئيس الائتلاف أحمد الجربا قد أعلن رأيه في المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” وتحدث مطولا في مؤتمر لندن 11 واجتماع الجامعة العربية عن مواقفه، حيث طالب بأن يؤدي هذا الاجتماع الى رحيل بشار الأسد ووقف لإطلاق النار طوال فترة المفاوضات وعدم دخول ايران كطرف في المفاوضات.

وكان الجربا تحدث مطولا في مؤتمر لندن 11 واجتماع الجامعة العربية عن مواقفه، وقد حدد خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب خمسة اولويات، أولها إعلان ايران دولة محتلة لسوريا، ومطالبتها بسحب حرسها الثوري، وإعلان ميليشيا حزب الله اللبناني، وميليشيات أبو الفضل العباس القادمة من العراق، منظمات إرهابية، ووضع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي أمام مسؤولياتها عبر تشكيل وفد عربي يرفع هذه القرارات، وتأمين مظلة عربية للمعارضة السورية لحضور جنيف 2، فضلا عن مطالبته بقرار واضح بمد الشعب السوري بالسلاح وهي ذات الثوابت التي طالما أكد عليها الائتلاف.

المعارضة تستعيد السيطرة على قاعدة استراتيجية مكلفة حماية مطار حلب

إطلاق نار يستهدف مدنيين لدى خروجهم من مخيم اليرموك

بيروت: «الشرق الأوسط»

استعاد مقاتلو المعارضة السورية ومقاتلون إسلاميون السيطرة على قاعدة عسكرية نظامية مكلفة بحماية مطار حلب الدولي في شمال سوريا، كان الجيش النظامي قد تقدم في أجزاء منها إثر اشتباكات عنيفة، في وقت فتحت فيه القوات النظامية وعناصر «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة»، الموالية للنظام، النار على عدد من المدنيين أثناء محاولتهم الخروج من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «اشتباكات عنيفة جرت مساء الجمعة بين القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وبين مقاتلي المعارضة وجهاديين ينتمون للدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة» في حلب. وأشار إلى أن «مقاتلي المعارضة انتهزوا فرصة حلول الظلام للقيام بهجوم على دبابات الجيش النظامي عبر قصفها بنحو عشرين صاروخا من طراز غراد كانت بحوزتهم». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مقاتلي المعارضة والجهاديين تمكنوا، إثر هذه الاشتباكات، من إعادة السيطرة بشكل شبه كامل على اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي والتي كانت القوات النظامية استولت في وقت سابق على أجزاء منه».

وأسفرت حصيلة الاشتباكات، وفق المرصد إلى «مقتل 53 شخصا بينهم 22 مقاتلا و11 جهاديا و20 عنصرا من القوات النظامية»، فيما لم يعلن المرصد أي حصيلة عن قتلى في صفوف حزب الله.

ويحاول النظام إعادة فتح مطار حلب الدولي، المتوقف عن الخدمة منذ الأول من يناير (كانون الثاني)، بسبب تعرض محيطه لعدة هجمات من قبل مقاتلي المعارضة، وتعدّ استعادة اللواء 80 رئيسة للتوصل إلى هذه الغاية. وكان الجيش النظامي أحرز تقدما في شرق محافظة حلب وخصوصا في مدينة السفيرة الاستراتيجية والقريبة من اللواء والتي كان المقاتلون يسيطرون عليها منذ عام وتقع على الطريق الواصلة بين مدينة حلب ووسط سوريا.

أما في جنوب العاصمة دمشق، فأعلن ناشطون عن سقوط عدد من الجرحى صباح أمس، إثر إطلاق القوات النظامية وعناصر من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» النار على مجموعة من المدنيين أثناء محاولتهم الخروج من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

ونسف هذا الاعتداء هدنة كان من المفترض أن تبدأ أمس بناء على مبادرة أطلقتها «القيادة العامة» لإخلاء المخيم من سكانه والنازحين من المناطق المجاورة الموجودين فيه، تمهيدا لاقتحامه بعملية عسكرية واسعة، لكن ناشطين أفادوا أمس بأن الحواجز التي تحيط بالمخيم كانت مغلقة.

وأعقب إطلاق النار، وفق ما أورده «مكتب أخبار سوريا» أمس، قصف صاروخي متقطع على المخيم من قبل القوات النظامية المتمركزة على أبراج منطقة القاعة، جنوب حي الميدان، بالتزامن مع تحليق الطيران الحربي واستهدافه لعدة مناطق على أطراف المخيم.

ويفرض كل من القوات النظامية ومسلّحي القيادة العامة حصارا كاملا على المخيم منذ نحو أربعة أشهر، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية، نتيجة للنقص الحاد في المواد الغذائية والمستلزمات والكوادر الطبية.

«داعش» تنهي ربيع الحريات الإعلامية في حلب بعد مقتل وخطف ناشطين

صحافيون يفرون إلى تركيا بعد تهديدات.. وآخرون يجمدون عملهم الإعلامي

أنطاكيا: وائل عصام

قبل مقتله بأيام، بدا محمد سعيد، مراسل «العربية» في حلب، مضطربا وقلقا، وكأنه يدرك ما ينتظره. فقد وصله تهديد مباشر من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بترك العمل في قناة «العربية»، رغم أنه معروف في أوساط الناشطين كصحافي بارز شارك في تغطية أخبار الثورة السورية ورافق المقاتلين في جبهات القتال وخلال المظاهرات في الأيام الأولى للحراك السلمي بريف حلب. ثم عمل مراسلا لقناة «أورينت» التي تحظى بمتابعة كبيرة في المناطق المحررة في سوريا.

وعندما سألت سعيد عما إذا كان خائفا أجاب قاطعا «ما راح نخاف.. باقيين بالبلد. شجاعتنا ما قدر عليها النظام، فمين راح يقدرلنا؟ مكملين المشوار».

لكن ثلاث رصاصات باغتت حلم سعيد بإكمال مشوار الثورة. أربعة مسلحين أطلقوا عليه النار من مسدس كاتم للصوت أثناء وجوده في محل حلاقة بمدينة حريتان بريف حلب، والتي ينشط فيها وبقوة تنظيم «داعش». وقال موقع «العربية.نت» إن مسلحين مجهولين اغتالوا الصحافي محمد سعيد في ريف حلب بمسدس كاتم للصوت، وإنه عمل مع وسائل إعلام عدة خلال الثورة وأعد عشرات التقارير المصورة والمكتوبة. وكان يخصص معظم أعماله لنقل الصورة الإنسانية في حلب مركزا على معاناة الأهالي وسوء أوضاعهم المعيشية.

كل الاتهامات وجهت على الفور لـ«داعش»، فبصمات التنظيم واضحة، ومنذ سيطرتها على ريف حلب في الأشهر الثلاثة الأخيرة تعرض عشرات الصحافيين والناشطين للخطف والتهديد المباشر. كما أن قادتها يعلنون محاربتهم لكل قنوات الإعلام «العلماني»، كما يصفونه. ويشهرون عداءهم لكل من لم ينتم ويخضع لسلطتهم ودولتهم، بدءا من منظمات الإغاثة والناشطين، ووصولا إلى بقية الفصائل الإسلامية وأهمها «جبهة النصرة»، والتي حاول زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حل خلافاتها منذ أشهر، إلا أنهم (عناصر «داعش») تمردوا حتى على قرار الظواهري.

ودفع ذلك الكثيرين إلى التساؤل، فإذا كانت «داعش» غير قادرة على التفاهم حتى مع جبهة النصرة ومع الظواهري، فكيف ستتفاهم مع بقية الفصائل الإسلامية والجيش الحر؟ وكيف ستتفاهم مع الناشطين والصحافيين ومنظمات المجتمع المدني؟

ومثل سعيد، كان مراسل قناة «أورينت» في حلب مؤيد سلوم معجبا بالشجاعة التي تبديها مجموعات الدولة الإسلامية في اقتحام مقرات النظام السوري قبل أن يعتقل هو نفسه على يد «الدولة» بسبب عمله مع «قناة علمانية». ولكن هذه المرة اعترفت القيادات المحلية لـ«داعش» باعتقاله، لأنه أوقف عند نقطة تفتيش تابعة لها في طريق عام هو تقاطع الكاستيلو شمال حلب عندما كانت تدور اشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية وفصيل آخر تابع للجيش الحر، قبل أن يسيطر جيش النظام على معظم الطريق بعدها بأيام.

في يوم اعتقال مؤيد سلوم كان قادة الفصائل الإسلامية مجتمعين في تركيا لبحث الخلافات مع قيادة أركان الجيش الحر، ومنهم الحج مارع (عبد القادر الصالح) قائد لواء التوحيد، الفصيل الأكبر في حلب الذي ينظر إليه البعض على أنه «صمام أمان» المدينة، ونجح في توفير الحماية لسكانها من العديد من المجموعات المسلحة التي ارتكبت تجاوزات من خلال الهيئة الشرعية التي تجمعه مع فصائل إسلامية معتدلة، كما وفر «مناخا آمنا» لعمل صحافيين لعل بينهم مؤيد سلوم. إذ تمكن ومعه مجموعة من الناشطين البارزين المنتمين لمدن الريف الحلبي، مثل أبو فراس الحلبي ومأمون المارعي وصالح العنداني وأبو البشر، من نقل أخبار تلك المناطق لمعظم القنوات العربية والعالمية منذ اليوم الأول للحراك السلمي في ظل السيطرة الأمنية للنظام السوري وصولا لمعركة السيطرة على حلب برفقة لواء التوحيد الذي كان أول من اقتحم المدينة.

التقيت الحج مارع خلال اجتماع الفصائل في تركيا، وعندما سألته عن مصير مؤيد سلوم، وهو الإعلامي الذي رافق اللواء من أيام نشأته الأولى، قال إنهم يجرون اتصالات مكثفة للإفراج عنه بأسرع وقت، خاصة أن اعتقاله كان معلنا من طرف «داعش» بخلاف كل حالات الخطف الأخرى التي ينكر التنظيم صلته بها.

وبدا الحاج مارع منزعجا من سلسلة الاعتداءات الأخيرة التي طالت الصحافيين والناشطين في حلب، لكنه لم يشأ الخوض أكثر في الموضوع. ولعل المفارقة أن مؤيد سلوم لم يخف تعاطفه مع تنظيم الدولة الإسلامية في بداياته عندما كان عناصره يقاتلون النظام بشراسة ويختصون باقتحام المقرات العصية على باقي مجموعات الجيش الحر، قبل أن يتمدد نفوذ التنظيم وينفذ أجندته المتطرفة التي طالت المناطق السنية الحاضنة له في الريف الحلبي.

وقال سلوم في إحدى المرات «الكثير من شباب مدينتي عندان (كبرى مدن الريف الحلبي) منتمون لجبهة النصرة ولتنظيم الدولة، لذلك لا يمكن أن أتعرض لمضايقة منهم، ولا أريد أن نقاتل بعضنا البعض ليفرح النظام»، قبل أن تعتقله قوات «داعش» على حاجز لأنهم وجدوا في سيارته الشعار الخاص بقناة «أورينت» التي تعتبر أهم القنوات السورية المعارضة للنظام والداعمة للثورة السورية إعلاميا، لكنها «علمانية معادية للإسلام»، في نظر «داعش».

وكان آخر الذين تعرضوا للخطف على أيدي مجموعة مجهولة قبل يومين، الناشط البارز عبد الوهاب الملا (أبو صطيف) الذي عرف بانتقاداته المتكررة لتجاوزات بعض مجموعات الجيش الحر. وقال زملاء الملا إن أربعة أشخاص ترجلوا من سيارة جيب سوداء واقتحموا منزله بوسط حلب وخطفوه مع أحد ضيوفه ليلة الخميس الماضي. واشتهر الملا ببرنامجه التلفزيوني المحبب لقلوب الحلبيين (ثورة ثلاث نجوم) الذي كان يقدم معالجة ساخرة للأوضاع في حلب، منتقدا بشدة بعض الممارسات المتشددة لجماعات أصولية في حلب. ودافع في إحدى المرات عن مفهوم الدولة المدنية قائلا إنه «لا يتعارض مع الإسلام». كما ناقش في إحدى حلقاته جدوى المطالبة بالخلافة الإسلامية قبل بناء المجتمع وإقناع الناس «بالموعظة الحسنة»، بدلا من الفرض بالقوة.

ورغم التهديدات المتكررة للملا فإنه أصر على البقاء في حلب وعدم الخروج لتركيا أسوة بكثير من الناشطين والصحافيين. وعندما سألته قبل أيام من اختطافه عن جدوى البقاء في حلب في ظل الفوضى أجاب «إذا احنا طلعنا مين بده يظل؟».

التهديدات الرهيبة التي تواجه الصحافيين من جانب «داعش» وحالة الفوضى السائدة، أجبرت معظم الناشطين والعاملين مع القنوات الإعلامية على النزوح نحو تركيا التي وصلها قبل أسبوع نحو 15 ناشطا. أما من بقي في حلب فقد أعلن على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تجميد ممارسته للعمل الصحافي مع القنوات التي لا تروق لـ«داعش».

ويفكر كثير من الناشطين والصحافيين في حال بقوا في حلب في إيجاد مقرات بديلة لعملهم في مناطق تحظى بحماية من فصائل إسلامية معتدلة خوفا من تمدد نفوذ «داعش» لمناطقهم، كما يقول الصحافيان وائل عادل وأحمد كنجو.

كل هذه الحوادث استدعت رأفت الرفاعي، مراسل أعلن تجميد عمله الصحافي، وعبد الوهاب الملا، قبل خطفه، إعلان تأسيس «اتحاد الإعلاميين في حلب» لمواجهة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون هناك. وقال الرفاعي «هناك تشوه كبير طارئ على الثورة السورية يراد تغذيته من خلال إسكات الإعلام الحر الذي نشأ في المناطق المحررة في طفرة تواصلت طوال عام مضى».

واختطف أكثر من عشرة صحافيين أجانب في المناطق المحررة بسوريا خلال العام الحالي، يعتقد أن معظمهم ما زالوا على قيد الحياة، بينما توجه الاتهامات إلى «داعش» بالوقوف وراء ذلك. لكن تحذيرات انطلقت من وجوب توخي الحذر في إطلاق الاتهامات ضد «داعش» بالوقوف وراء كل حالات الخطف والاعتداءات في حلب. وينبه مراقبون إلى أن الكثير من العصابات الإجرامية التي تهدف للابتزاز والسرقة والخطف مقابل الفدية قد تستغل مناخ الخوف من «داعش» لتنفيذ اعتداءات باسمها، مشيرين إلى أن بعض حالات الخطف تبين أنها لأسباب شخصية وعداءات قديمة، بينما بعضها يهدف للسرقة فقط.

الائتلاف ينتظر دعوة رسمية للمشاركة في «جنيف 2» ويطالب بضمانات لـ«جدية» الأسد

ناقش تشكيل الحكومة المؤقتة.. وأسعد مصطفى أبرز مرشحي «الدفاع»

بيروت: نذير رضا

أرجأ الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أمس، البحث في المشاركة بمؤتمر «جنيف 2»، إلى مناقشات اليوم (الأحد)، على الرغم من تأكيده، بعد الجلسة الأولى من مناقشات اجتماع هيئته العامة في إسطنبول، أنه ينتظر دعوة رسمية من الأمم المتحدة لحضور المؤتمر، مشددا على أن «الأمم المتحدة هي الراعي الوحيد» لهذا المؤتمر. وواصل المجتمعون البحث في تأليف الحكومة المؤقتة، في جلسة المساء، حيث طرحوا عدة أسماء مرشحة لتولي حقائب وزارية، فضلا عن تمويل الحكومة.

وتخطى الائتلاف الوطني السوري المعارض انقساماته الداخلية، إذ اتفقت أطيافه على اعتماد موقف رئيسه أحمد الجربا في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، الأسبوع الماضي، قاعدة لاتخاذ قرار المشاركة في مؤتمر «جنيف 2». وقال عضو الائتلاف والمجلس الوطني السوري المعارض محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط»، إن المجتمعين «سيناقشون اليوم قرار المشاركة بالتفاصيل».

وكان الجربا شدد على وضع جدول زمني لرحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق لحضور اجتماعات «جنيف 2»، وعدم حضور إيران تلك الاجتماعات.

وجدد الائتلاف، أمس، تأكيده أنه لن يشارك في مؤتمر سلام مرتقب في جنيف إلا بعد مبادرات من نظام دمشق وحليفته روسيا. وقال المتحدث باسم الائتلاف خالد الصالح: «لطالما قلنا إننا نؤيد بالكامل عملية جنيف لكننا نخشى أن ذهبنا أن لا يكون نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد جديا في تطبيقه»، مؤكدا أن «الكل يعلم أن نظام الأسد سيحاول مجددا كسب الوقت وقتل مزيد من المدنيين السوريين». وأضاف: «نرغب في الذهاب إلى جنيف لكن على الجميع التحلي بالجدية، وليس نظام الأسد فحسب، بل كذلك حليفته روسيا. نريد أن يمارس الروس ضغوطا قوية» على دمشق، مذكرا أنهم تمكنوا من ذلك لفرض تفكيك أسلحة سوريا الكيماوية.

ويشير إعلان الائتلاف نيته المشاركة في المؤتمر، إلى بوادر ليونة حول التنازل عن مبدأ تنحي الأسد، وانقسام بين أعضاء الائتلاف حول هذا المبدأ، غير أن مصادر الائتلاف، نفت وجود تباين بين مكونات الائتلاف. وأكد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، أن «موقفنا سيكون منسجما مع موقف الجربا أمام مجلس وزراء خارجية العرب في القاهرة، وموقفه في اجتماع لندن»، مشددا على أنه «سيكون تأكيدا لالتزامات الدول في الاجتماعين». وأوضح رمضان أن الائتلاف «سيعتبر (جنيف 2) عملية انتقال للسلطة تسفر عن تشكيل هيئة حكم انتقالية، بكامل الصلاحيات السياسية والتنفيذية والأمنية والعسكرية، وفق قرار الأمم المتحدة 2118»، مشددا على أنه «يتوجب على النظام السوري إعلان قبوله المسبق بهذا الالتزام».

ويؤيد القرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن، بشكل تام، بيان «جنيف 1» في 30 يوليو (تموز) 2012، الذي يحدد عددا من الخطوات الرئيسة بدءا بإنشاء هيئة حكم انتقالية تمارس كامل الصلاحيات التنفيذية، ويمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الأخرى، وتُشكل على أساس التوافق. كما يدعو إلى القيام، في أبكر وقت ممكن، بعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا من أجل تنفيذ بيان جنيف، ويشدد على ضرورة أن تمثل هذه الأطراف شعب سوريا تمثيلا كاملا، وأن تلتزم بتنفيذ بيان «جنيف 1»، وبتحقيق الاستقرار والمصالحة.

وأكد رمضان أن «الائتلاف الذي يضم في عضويته ممثلين عن المجلس الوطني، متفق على ما ورد من نقاط في مذكرة الائتلاف في الجامعة العربية»، مشددا على أنه «لا تباين لدى مكونات الائتلاف حول هذه القضية».

من جهته، أكد سرميني أنه لا خلاف بين مكونات المعارضة السورية حول مبدأ رحيل الأسد، موضحا أن الخلاف «ليس في التمسك بهذا الشرط، بل في جدية وضمانة أن تذهب المعارضة وتحقق مطالب الشعب السوري وتطلعاته»، لافتا إلى وجود خشية «من عدم التزام النظام بتطبيق المقررات»، مؤكدا أنه «لا بد من وجود قوة دولية تضمن تنفيذه».

وبينما حسم موقف مكونات الائتلاف السوري من مبدأ رحيل الأسد خلال الفترة الانتقالية، بقي الجدال حول الخلافات مع مكونات المعارضة الأخرى على هذا المبدأ، بعد إعلان الإبراهيمي، قبل أيام، أن السوريين سيتمثلون بفريقين، أحدهما للنظام وآخر للمعارضة. وبينما أكد رمضان أن موقف المعارض السوري البارز ميشال كيلو «لا يتباين مع موقف الائتلاف، وكان قد وافق على رسالة الجربا إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة»، قال إن «الذين اجتمعوا بالروس قبل أيام لا يعتبرون ضمن المعارضة السورية». وأوضح «أننا نتحدث عن قوى المعارضة المؤيدة للثورة وليس عن أشخاص اختلفوا مع النظام على قضية وظيفة أو مصالح»، في إشارة إلى نائب رئيس الحكومة المقال قدري جميل.

ولم ينقطع الحديث عن ضغوط أميركية تعرضت لها المعارضة للمشاركة في «جنيف 2»، للتنازل عن موقفها القائل بتنحي الأسد. وقال رمضان إن هناك موقفا أميركيا مثبتا من قبل وزير الخارجية جون كيري في لندن، وجرى التوافق عليه، و«نحن نتعامل مع هذا الموقف فقط، ومع الالتزامات الرسمية الصادرة عن الإدارة». وأضاف: «نحن نفترض أن أي دولة وافقت على قرار مجلس الأمن الملزم يجب أن تعتبر أن تطبيقه سيؤدي لرحيل الأسد فعليا عن السلطة».

وناقش الاجتماع في إسطنبول، أمس، خلال جلسة المساء، الحكومة المؤقتة، حيث عرضت الأسماء والمهام والتشكيلة النهائية لأسماء المرشحين، تحضيرا للتصويت عليها. وكشفت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط»، قبل الدخول إلى الاجتماع، أن الحكومة ستتضمن حقيبتي الدفاع والداخلية بشكل أساسي، إلى جانب حقيبة «المال» وحقائب خدماتية، مثل وزارة الإغاثة والصحة والشؤون الاجتماعية، وتغيب عنها حقيبة الخارجية. وقالت المصادر إن أبرز المرشحين لحقيبة الدفاع ويحظى بشبه إجماع على اسمه، هو أسعد مصطفى، الذي كان مرشحا لمنصب رئاسة الحكومة المؤقتة، أما حقيبة الداخلية، فيعتبر عمار القربي أبرز المرشحين لها، علما بأن اسمه قابلته اعتراضات، مما منع المجتمعين من الإجماع عليه كمرشح للوزارة.

بلجيكا: تحقيقات مكثفة مع شباب عائدين من سوريا

سياسيون تلقوا تهديدات إثر دعوتهم قطع المعونات عن شباب تورطوا بالقتال

بروكسل: عبد الله مصطفى

تواصل جهات التحقيق البلجيكية جولات التحقيق مع أحد الشبان العائدين من سوريا كانت اعتقلته في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وسط اتهامات بانضمامه إلى جماعات قتالية.

ومنذ ذلك الوقت أحضر الشاب جيجوين بونتينك من مكان احتجازه في سجن هاسلت، إلى مدينة إنتويرب، شمال البلاد، في الجزء القريب من الحدود مع هولندا مرات عدة. وذكر الإعلام المحلي أن بونتينك أنكر خلال التحقيق معه السفر إلى سوريا بغرض الانضمام إلى المجموعات القتالية، كما أنكر سفره متأثرا بدوافع من جانب «جماعة الشريعة» في بلجيكا والتي اتهمتها السلطات بالتحريض وتسفير شبان من الإسلاميين إلى سوريا للمشاركة في القتال هناك.

وفي أقواله أمام رجال التحقيق في إنتويرب نفي بونتينك مشاركته في عمليات قتالية في سوريا، قائلا إن «كل ما فعله أثناء وجوده هناك العمل في أحد المستشفيات لمساعدة الجرحى السوريين». وجاء ذلك بعد كشف الإعلام البلجيكي عن تلقي الكثير من الشخصيات السياسية لتهديدات بالموت قادمة من سوريا. وقالت المصادر نفسها لوسائل الإعلام، إن «التهديدات وصلت لعدد من المسؤولين والسياسيين في المنطقة الفلامنكية، شمال البلاد». وإن تلك التهديدات استهدفت المسؤولين الذين تضامنوا في الإعلان عن قطع المساعدات المالية من مساعدات اجتماعية أو تعويضات البطالة عن الأشخاص الذين سافروا إلى سوريا للقتال هناك. واستندت التقارير على ما قالت إنه مصادر موثوقة، أكدت تلقي كل من عمدة مدينة أنفرس بارت دو يفير، وعمدة مدينة فيلفورد هانس بونتي وزعيم الحزب اليميني المتطرف (الفلامانيون أولا) فيليب دو وينتر، والكثير من المسؤولين الآخرين تهديدات بالقتل. وقالت إن «القاسم المشترك بين جميع هذه الشخصيات أنها تنشط لمواجهة ظاهرة توجه الشباب البلجيكي المسلم للقتال في سوريا».

وأشارت وسائل الإعلام المحلية، إلى أن من أرسل التهديدات على علم تام بالإجراءات العقابية المتخذة من قبل المسؤولين المعنيين ضد الشبان الذين ذهبوا للقتال في سوريا ونقلت عن مكتب التحقيق الفيدرالي قولها، إن «الرسائل الإلكترونية التي تلقاها المسؤولون تهدد، بلغة هولندية ركيكة، بقتل الكفار وتستند إلى خطاب ديني متطرف». وفضل المسؤولون المعنيون عدم تأكيد أو نفي المعلومات، وقال عمدة مدينة أنفرس في تصريح مقتضب، إن «هذا لن يؤثر علينا ولن يدفعنا إلى تغير مواقفنا من إشكالية ذهاب الشباب البلجيكي للقتال في سوريا». وأضاف: «لن أغير طريقتي في التعامل مع هذه المشكلة».

وفي أواخر أغسطس (آب) الماضي تضامنت السلطات المحلية في مقاطعات بلجيكية عدة مع قرار مقاطعة إنتويرب وقف كل المساعدات الاجتماعية وتعويضات البطالة الممنوحة لشبان ثبت توجههم للقتال في سوريا. ويأتي هذا القرار على خلفية العمل الحالي من أجل ثني الشباب الذين يرغبون بالتوجه إلى هناك، ومعاقبة من يوجد فعلا على الأراضي السورية ويقاتل إلى جانب مجموعات معارضة مختلفة، حيث «تطال العقوبات 29 شابا يقاتلون في سوريا حاليا»، حسب ما صدر عن مسؤولين.

الائتلاف السوري يواصل اجتماعه وينتظر دعم الثوار

                                            يواصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاته لليوم الثاني في إسطنبول، حيث من المنتظر أن يصوغ بياناً اليوم الأحد يخص المشاركة في مؤتمر جنيف2 ثم يناقش موضوع التصويت على حكومة جديدة برئاسة أحمد طعمة.

وذكرت مصادر مشاركة في المباحثات لوكالة رويترز أن المعارضة السورية تتجه نحو مشاركة مشروطة في مؤتمر جنيف2، إلا أنها تنتظر دعما من المقاتلين داخل سوريا، لإضفاء “شرعية أكبر” على المشاركة في هذا المؤتمر.

وأوضحت مصادر في المعارضة السورية في وقت متأخر أمس السبت، أن أعضاء في الائتلاف المعارض، يرغبون في الحصول على دعم من كتائب المقاتلين على الأرض وقادة المجتمع والنشطاء داخل سوريا لاتخاذ قرار المشاركة، وذلك لمواجهة الانتقادات.

وقد أعلنت عدة كتائب مقاتلة معارضتها مباحثات جنيف إذا كانت لا تؤدي إلى إزالة الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم، بل إن بعضهم ذهب إلى التأكيد على أنه سيتم اتهام المشاركين في هذه المباحثات بـ”الخيانة”.

اتفاق مشروط

وقد تم أمس السبت التوصل إلى اتفاق مبدئي مشروط على المشاركة في مؤتمر جنيف المرتقب إذا كان سقفه هو بيان اجتماع أصدقاء الشعب السوري الذي عقد أخيرا في لندن -الذي ينص على ضرورة استبعاد الأسد عن الحكم- مع إضافة بند يطالب بالتلويح بالعقوبات إذا لم يلتزم النظام السوري.

وقال ائتلاف المعارضة السورية السبت إنه ينتظر دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة للتوجه إلى مؤتمر جنيف2، مؤكدا أنه لن يشارك إلا بعد مبادرات من نظام بشار الأسد وحليفته روسيا.

وكان المتحدث باسم الائتلاف الوطني خالد الصالح قد جدد نفيه القاطع لفكرة إمكانية لعب الرئيس السوري بشار الأسد دورا في أي حل تفاوضي للنزاع, مضيفا أنه “بات جليا للجميع أن الأسد لا يمكنه ممارسة أي دور إذا طُبّق جنيف2 فعلا، سواء في مرحلة انتقالية أو لاحقا”.

وقال أحد أعضاء المجلس الوطني السوري -وهو جزء اساسي في الائتلاف- إنه سيتم إشراك المقاتلين داخل سوريا بالإضافة إلى قادة المجتمع والناشطين، بشأن ما تم التوصل إليه بخصوص اتفاق المشاركة المشروطة في جنيف2، متابعا “نحن بحاجة لتأكيد هذا معهم”.

شروط الائتلاف

وأضاف أن الائتلاف وضع شروطا قاسية للمشاركة في جنيف2، إلا أن القوى الموجودة على الأرض قد ترغب في المزيد من التشديد.

وكانت وكالة “مسار برس” المعارضة قد قالت في وقت سابق أمس السبت إن الهيئة العامة للائتلاف ناقشت مجموعة من الشروط لحضور المؤتمر، منها ضمان التزام كافة الأطراف بخطوات جدية لمواجهة الأوضاع الإنسانية في سوريا، والإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين، إضافة إلى وقف القصف العشوائي للمدنيين.

وأشارت الوكالة إلى أن الهيئة السياسية في الائتلاف طرحت أيضا عددا من النقاط الواجب توفرها لضمان جدية المفاوضات ونجاحها، بينها إعلان الدول الراعية والمشاركة في جنيف2 التزامها بالتوصل إلى تطبيق كامل لبيان جنيف1 الصادر في يونيو/حزيران 2012.

من جهته، اشترط رئيس الائتلاف المعارض، أحمد الجربا، احترام الغرب لوعوده بفتح ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة في سوريا مقابل حضوره مؤتمر جنيف2 للسلام بشأن سوريا.

وقال الجربا في مقابلة مع صحيفة “صاندي تلغراف” البريطانية اليوم الأحد، إنه سيحضر محادثات جنيف للسلام إذا ضمن الغرب وصول الدعم إلى المعارضة وقام أولاً بتحقيق وعوده بتمكينها من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وفقا لما نقلته وكالة يونايتد برس إنترناشيونال.

وفاء بالوعود

وأضاف أن الدول الأساسية الـ11 في مجموعة أصدقاء سوريا لم تف حتى الآن بوعود ضمان فتح ممرات إنسانية في سوريا لإيصال المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين والمحاصرة حالياً من قبل قوات النظام.

وفيما اعتبر الجربا أن هذا الشرط المسبق يمثّل أيضاً اختباراً لقدرة المجتمع الدولي على تحقيق أهدافه الأوسع، أضاف نشعر أن الدول الراعية لمؤتمر جنيف2 غير قادرة على تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا وتصر في الوقت نفسه على أنها ستتمكن من تأمين حل سياسي.

وشدد على أن تحقيق هذه التدابير يشكل أيضاً عاملاً حاسماً لكسب تأييد مقاتلي المعارضة داخل سوريا الرافضين بقوة حتى الآن لأي نوع من المحادثات السياسية.

وأضاف رئيس الائتلاف أنه “إذا رأت هذه الجماعات أن المجتمع الدولي يمارس ضغطاً حقيقاً على النظام (السوري) من خلال تنفيذ هذه التدابير فلا أعتقد أنها سترفض جنيف2”.

وتابع أن الائتلاف يواصل الحديث والتباحث مع مجموعات المقاتلين، التي لا ترفض الحل السياسي، إلا أنه بيّن أن على القوى العظمى مساعدتهم لإقناعها بهذه الخطوات.

المعارضة تتصدى لهجوم جنوب دمشق ومعارك بحلب

                                            قال ناشطون إن قوات المعارضة صدت هجوماً لقوات النظام على منطقة الحجيرة جنوب دمشق، فيما تكثف القصف على أحياء أخرى، واحتدت الاشتباكات لاقتحام مدينة معضمية الشام في ريف دمشق، تزامنا مع اشتباكات في حلب بين الجيشين الحر والنظامي.

وأفاد الناشطون بأن اشتباكات تدور في مناطق جنوب دمشق يحاول فيها جيش النظام -مدعوماً بعناصر من لواء أبي الفضل العباس وحزب الله اللبناني- التقدم من منطقة السبينة باتجاه مناطق أخرى لقطع الطريق بين داريا والغوطة الشرقية.

وأوضحت شبكة شام أن قصفا بالمدفعية الثقيلة هز حي جوبر وأحياء دمشق الجنوبية، فيما تشهد مناطق في حي برزة إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة من قبل القوات النظامية، ولا معلومات عن خسائر بشرية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبريف دمشق استهدف قصف راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات حجيرة البلد ويبرود ومعضمية الشام وداريا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.

وتشير التفاصيل إلى أن قوات النظام تواصل محاولاتها المستمرة من أجل اقتحام معضمية الشام من الجهة الشمالية والغربية.

قصف وحصار

يأتي ذلك في حين، استمرت قوات النظام في قصف أحياء مدينة داريا بالمدفعية الثقيلة والدبابات, حيث شهدت الجبهة الجنوبية من المدينة قصفا بالدبابات استهدف عددا من الأبنية.

وتزامن هذا مع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين الجيشين الحر والنظامي, فيما تعرضت بعض أحياء المدينة أيضاً لقصف بالمدفعية الثقيلة مصدره جبال الفرقة الرابعة، في ظل حصار مطبق على المدينة وشح بالمواد الغذائية والطبية وانقطاع خدمات الكهرباء والاتصالات منذ سنة.

من جهته، قال اتحاد تنسيقيات الثورة، إن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام تدور في إدارة الدفاع الجوي بين بلدة شبعا وحتيتة التركمان بريف دمشق.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مناطق في مدينة يبرود ومخيم خان الشيح بريف دمشق تعرضت البارحة للقصف، مما أدى لسقوط جرحى.

وبحلب تدور اشتباكات في اللواء 80 ومحيطه قرب مطار حلب الدولي وسط قصف يستهدف المنطقة، وذلك عقب تمكن مقاتلي المعارضة من صد هجوم لقوات النظام السوري سيطروا خلاله على أطراف حي طريق الباب في مدينة حلب وعلى محيط اللواء 80 لساعات قليلة، وفقا لمراسل قناة الجزيرة.

استعادة السيطرة

وكانت قوات المعارضة المسلحة قد استعادت أمس السبت السيطرة على اللواء 80 -وهو قاعدة عسكرية مكلفة بحماية مطار حلب الدولي- بعد معارك استمرت عشرين ساعة عقب سقوط أجزاء واسعة منه بيد قوات النظام الجمعة.

وفي درعا، استهدف قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، فيما دارت اشتباكات عنيفة على أطراف أحياء طريق السد ومخيم درعا وعلى محاور أخرى بمنطقة درعا المحطة.

وبريف المدينة ذاتها، تركز قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات عتمان وإنخل وناحتة، مما أدى إلى سقوط قتيل وعدة جرحى بحسب ما أفاد ناشطون.

وفي دير الزور، دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في حي الرشدية بالتزامن مع قصف مدفعي على أحياء المدينة.

وفي حمص، قالت مسار برس إن اشتباكات تدور بين كتائب المعارضة وقوات النظام على جبهة مستودعات مهين بالتزامن مع قصف الجبهة. في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن صاروخا -يُعتقد أنه أرض أرض- سقط على منطقة مهين، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد ذكرت أن عدد قتلى أمس السبت قد ارتفع إلى 38، مشيرة إلى أن من بين القتلى أربعة أطفال، وخمس سيدات، وتسعة مقاتلين من الجيش الحر.

أم من زملكا بغوطة دمشق: بعد الكيمياوي ننام بعيون مفتوحة

بسبب حملة النظام لتجويع ريف العاصمة لم يعد الآباء يجدون ما يطعمون به أطفالهم ونساءهم

دمشق- جفرا بهاء

زملكا في غوطة دمشق غيّرت اسمها لتصبح “شهيدة الكيمياوي”، هكذا قال “فراس. ع” الناشط الإعلامي وعضو في تنسيقية زملكا، وإن كان العالم نسي مجزرة الكيمياوي التي نفذها الأسد في غوطة دمشق قبل أشهر قليلة وراح ضحيتها أكثر من 1300 سوري، فإن زملكا لا تزال تعاني من تلك المجزرة وتبعاتها.

أبو محمد أب لـ5 أبناء، قضى معظم نهاره في البحث عن أي طعام ليسد رمق أولاده دون أن يستطيع أن يجد أكثر من فتات لا يغني من جوع.

لا يبدو أبو محمد الرجل الستيني من زملكا في غوطة دمشق، قادرا على الوقوف أكثر، خصوصاً عندما قال محاولاً أقصى جهده منع دموعه من أن تراها أعيننا: “قتلونا بكل شيء.. رصاص وهاون وطيارة و صواريخ وكيماوي بس شوف ولادي عم تموت من الجوع”.

تعيش الغوطة الشرقية ضحية الكيمياوي حصاراً شديداً، ويؤكد ناشطون للعربية نت أن الغوطة على بعد أيام من كارثة إنسانية.

الحواجز التي تتبع للنظام والتي أقيمت منذ شهر تمنع الدخول والخروج من وإلى زملكا، وإن كان دخول الإنسان أصبح ممنوعاً وبشكل كامل، فإنه غني عن القول إن حملة “الجوع أو الركوع” التي أطلقها النظام السوري قبل أشهر باتت قريبة من القضاء على من بقي حياً في زملكا.

ابصم تخرج

قبل يومين، وبحسب فراس، أطلق النظام حملة تحت عنوان “إخراج الشرفاء”، وهي ببساطة واختصار تنص على الموافقة على خروج بعض سكان زملكا بعد أن يبصموا ويوقعوا على ورقة، ولا يعرف من بقي في الداخل “وهم الأغلبية” ما هي تلك الورقة التي يوقع عليها من قرر ألّا يموت جوعاً وكمداً داخل زملكا.

زملكا تملك أراضي زراعية كانت كافية لإطعام الناس بالحد الأدنى، ولكن ومع بدء فصل الشتاء تتناقص الزراعة، وحاليا لا يمكن لأولئك الناس إلا زراعة الملفوف والقرنبيط، وبحسب فراس فإنه حتى تلك الأصناف القليلة من الخضراوات اقتربت من نهايتها، “ولن نجد ما نأكله”.

زملكا

إغماءات في المدارس

يحاول الأهل إرسال أولادهم للمدارس، حتى لو كانت النتيجة مجرد قضاء بعض الوقت مع أولاد بعمرهم، ولكن حالات الإغماء الكثيرة المتكررة يومياً (4-5 حالات) بسبب سوء التغذية بدأت تنذر بمستقبل قريب شديد السواد.

ويؤكد فراس أن نساء زملكا أصبحن إما أرامل أو ثكالى، فلا يوجد بيت هناك لم يفقد أباً أو أماً أو أطفالاً، حتى أن بعض النساء اللواتي فقدن زوجاً بتن أفضل حالاً بكثير من تلك اللواتي فقدن أزواجاً وأطفالاً.

وتقول السيدة أم خالد “نحن ننام بعيون مفتوحة، لأن التجربة التي مررنا بها والناس التي ماتت بالكيمياوي لا تفارق صورهم مخيلاتنا، عدا عن كوابيس الأطفال في الليل بعدما شاهدوا ما شاهدوه، وننام كل ليلة بعد أن نسلم أمرنا لله خوفاً من أن يضربونا مرة ثانية بالكيمياوي”، وتختم قائلة “نحن نموت ببطء جوعاً وخوفاً ورعباً”.

كيمياوي.. جوع.. وموت

تقول أم عمر “لا يوجد في زملكا ناجون، نحن جميعا ننتظر دورنا في الموت”، ويبدو أنه من لم يمت بالكيمياوي في الغوطة الشرقية سيموت من الجوع بعد أن يشهد موت أطفاله جوعاً.

وإن كانت مدارس سوريا في المستقبل ستستقبل أطفالاً من جميع الأعمار، فإن من سيبقى من أهل أطفال الغوطة الشرقية عموماً وزملكا خصوصاً حياً سيمر من أمام تلك المدارس ويشيح بوجهه، فأطفاله ليسوا فيها، ويصبح يوماً بعد يوم الموت هو اللغة الوحيدة المقروءة في سوريا، واللغة الوحيدة غير المفهومة.

حزب لبناني يتهم فناناً سورياً بتفجير مسجدي طرابلس

تيسير غليون: سأرفع قضية تشهير على الحزب العربي الديمقراطي

دبي – صخر إدريس

تفاعلت من جديد قضية تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، وذلك بعد أن طالب أمين عام الحزب العربي الديمقراطي الموالي لسوريا، رفعت عيد، الأجهزة الأمنية في لبنان بالبحث عن مواطن سوري اسمه “تيسير يحيى غليون”، وهو مطرب معروف قدم أغاني وطنية عن الثورة السورية، ويحمل الجنسية التشيكية، متهماً إياه بأن له علاقة مباشرة بتفجيرات المسجدين، مضيفاً بأنه لا يوجد أي مبرر للقبض على بعض المتهمين الذين تجمعهم روابط مع الحزب.

واتصلت “العربية.نت” مع عيد لمعرفة التفاصيل الجديدة عن خلفية اتهامه لغليون، إلا أنه رفض الكشف عن مصدر معلوماته التي استند عليها في اتهامه، وقال: “أنا لم أقل إن غليون مسؤول عن التفجيرات، ولكن على المسؤولين متابعته لمعرفة من قام بالتفجير”.

وتابع عيد أنه تمت ممارسة ضغوط على عناصر من الحزب للاعتراف بتسهيل هروب متهمين بالتفجيرات ومطلوبين من العدالة.

وجاء ذلك بعدما أصدرت السلطات اللبنانية المختصة بلاغ بحث وتحر بحق أمين عام الحزب العربي الديمقراطي، عيد، بعد أن بينت التحقيقات الأولية تورط بعض العناصر المسلحة من جبل محسن والمحسوبين على الحزب في التفجير.

وفي اتصال مع الكاتب والخبير السياسي أسعد بشارة، قال بشارة إن “عيد يحاول التشويش على مجرى سير التحقيق بعد أن ثبت بالأدلة تورط المحتجزين”.

وتابع: “أستبعد أن يكون هناك رد من قبل الأمن الداخلي، الذي قرر بالفعل الادعاء على عيد”.

وبعد البحث عن تيسير غليون، استطاعت “العربية.نت” التواصل معه، وكانت المفاجأة في أنه لا يحمل الجنسية التشيكية كما ادعى عيد، ولا يقيم في أوروبا أًصلاً، بل يعمل في دولة تشيلي ويقيم فيها منذ 14 عاماً.

وقال مستغرباً: “زرت لبنان في حياتي مرتين، الثانية كانت في نفس يوم التفجير، ووصلت إلى مطار رفيق الحريري بعد التفجير بحوالي ساعتين، وهناك ما يثبت ذلك من التذكرة إلى ختم الدخول”، واستطاعت “العربية.نت” الحصول على صورة ختم دخول ومغادرة غليون.

وصرح غليون بأنه سيرفع قضية تشهير ضد رفعت عيد يتهمه فيها بتشويه صورته، وقال: “يحاولون استغلال الصدفة، ويزجون باسم عائلتي عمداً في هذا التفجير الإرهابي، هذا الاتهام خطير جداً، وأعتقد أن ذلك بهدف التشويش، والدليل أنهم عجزوا عن تحديد جنسيتي الحالية، مما يدل على أنهم تلقوا أوامر بالتلفيق، ولكنها لم تكن واضحة فوقعوا بالخطأ”.

حركة نزوح كبيرة في مخيم اليرموك وسط مخاوف من اقتحامه

السيطرة على السبينة في ريف دمشق فتحت الطريق باتجاه الحجر الأسود و”اليرموك”

دبي- قناة العربية

يشهد مخيم اليرموك في دمشق حركة نزوح كبيرة وسط انباء عن حملة عسكرية قد تشنها قوات النظام على الحي لاستعادة السيطرة بشكل كامل على العاصمة وذلك بعد ان سيطرت هذه القوات مدعومة بميليشيات حزب الله وابو فضل العباس على بلدات سبينة الصغرى والكبرى وغزال التي تشكل الممرّ الاساسي للامدادات التابعة للمعارضة نحو مناطق جنوب دمشق.

نزوح جديد يشهده الفلسطينيون في مخيم اليرموك القابع على أطراف العاصمة دمشق بعد أن باتت المنطقة قاب قوسين او ادنى من معركة وشيكة تحظر لها قوات النظام .

فالمخيم الذي يعتبر من الاحياء الجنوبية في العاصمة دمشق والتي تعرضت لسلسلة واسعة من العمليات العسكرية التي نفذتها قوات النظام بات الهدف الحتمي التالي .

وكما كانت منطقة السبينة مدخلا لقوات النظام في معركته بجنوب دمشق فان مخيم اليرموك سيكون الحلقة الاهم في هذه المعركة التي قد تغير خريطة الواقع العسكري في هذه المنطقة.

فبعد سيطرة قوات النظام مدعومة بميليشيات حزب الله ولواء ابو فضل العباس على بلدات سبينة الصغرى والكبرى وغزال التي تشكل الممرّ الاساسي للامدادات التابعة للمعارضة نحو مناطق جنوب دمشق نظرا لموقعها الإستراتيجي بات الطريق مفتوحاً باتجاه الحجر الاسود ومخيم اليرموك وهو ما يرتقب ان تكون معركة النظام القادمة فيهما في محاولته لاستعادة السيطرة على العاصمة .

ومع اشتداد قبضة النظام على المخيم المحاصر منذ أشهر لا تجد المنظمات الانسانية سوى ارسال نداءات استغاثة للسماح للمدنين باخلاءه فيما يغمض العالم اعينه عما قد يجري كما حدث في المعضمية.

سوريا.. الأمن يداهم مناطق سكنية بدمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكر ناشطون، الأحد، أن قوات الأمن السورية داهمت منطقة الفيلات في حي المزة بدمشق، فيما شهد حي برزة انتشارا أمنيا كثيفا.

وفي ريف دمشق شن الطيران الحربي غارات على مناطق في القلمون، حسب ناشطين.

وفي ريف درعا، قال ناشطون إن الاشتباكات تجددت شرقي مدينة إنخل. كما شهدت بلدة الغنطو في ريف حمص اشتباكات على وقع قصفٍ استهدف البلدة، حسب ناشطين.

وذكرت مصادر للمعارضة السورية، الأحد، أن الجيش الحر قام بتدمير حاجز كوكب العسكري بريف حماة الشمالي، وقام بقتل العشرات من القوات الحكومية.

وأضافت المصادر أن الاشتباكات لا تزال تجري في محيط الحاجز بعد تدميره بالكامل، بعد سقوط عشرات من القتلى والجرحى، وفقا لناشطين.

وفي ريف دمشق شن الطيران الحربي غارات على مناطق في القلمون حسب ناشطين.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت إن 48 شخصا قتلوا السبت معظمهم في دمشق وريفها وحلب.

الإئتلاف الوطني السوري يريد دعم مقاتلي المعارضة لمحادثات جنيف

اسطنبول (رويترز) – قالت مصادر تشارك في محادثات في اسطنبول يوم السبت إن الائتلاف الوطني السوري بصدد الموافقة علي محادثات السلام الدولية في جنيف لكنه يشترط موافقة مقاتلي المعارضة داخل البلاد أولا لإضفاء الشرعية على المفاوضات.

وتجتمع قيادة الائتلاف للاتفاق على موقفه إزاء محادثات جنيف 2 الرامية لانهاء المعارك في سوريا المستمرة منذ عامين ونصف العام.

وقالت مصادر في المعارضة في ساعة متأخرة من مساء السبت إن مسودة قرار تؤكد على التزام الإئتلاف بالحل السياسي للصراع وتتفق مع الإعلان الصادر في لندن الشهر الماضي عن مجموعة اصدقاء سوريا الداعمة للمعارضة في استبعاد اي دور للرئيس بشار الأسد في أي إدارة انتقالية.

ومن المقرر ان يصوت الإئتلاف المؤلف من 108 اعضاء على مشروع القرار ويتطلب اقراره موافقة 50 بالمئة من الأعضاء زائد واحد.

غير أن مصادر المعارضة ذكرت أن اعضاء الائتلاف يريدون مساندة الوحدات القتالية وزعماء الاقليات والنشطاء داخل سوريا للقرار للتصدي لانتقادات تقول بانفصال الإئتلاف عمن يقاتلون داخل سوريا.

واعلنت الجماعات الإسلامية الكبرى المعارضة رفضها لمحادثات جنيف إذا لم تسفر عن ابعاد الأسد وقال البعض ان كل من يشارك في المحادثات الدولية المزمعة سيتهم بالخيانة.

وقال عضو في المجلس الوطني السوري المشارك في الإئتلاف “ينبغي ان نطلع القوات في الداخل على (مسودة القرار) فضلا عن زعماء الاقليات والنشطاء ويتعين التشاور معهم.”

وذكر أن مسودة القرار تتضمن شروطا صارمة بالفعل للمشاركة في المؤتمر لكن ربما يريد من يقاتلون على الأرض تشديدها.

وقد يعني ذلك التأجيل.

وقالت عدة مصادر انه قد يتسنى الحصول الموافقة قبل نهاية اجتماع اسطنبول ولكن اخرين ذكروا أن القرار النهائي قد يستغرق اسبوعين.

وقال اعضاء في الإئتلاف ان المبعوث الامريكي روبرت فورد التقى مع كبار زعماء الإئتلاف في اسطنبول قبل الاجتماع لحثهم على الموافقة على محادثات جنيف. وعبر دبلوماسيون ومسؤولون اجانب عن تفاؤلهم.

وقال دبلوماسي غربي كبير “نريد ان يتوصلوا لقرار بانفسهم وان يمعنوا التفكير فيه. ينبغي ان يدعمه الشعب السوري.”

ويهدف مؤتمر السلام المقترح الى البناء على اتفاق يونيو حزيران 2012 بين القوى العالمية في جنيف والذي يدعو لتشكيل إدارة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة ولكن لم يحدد اذا كان للاسد دور في المستقبل.

وقال مصدر في المعارضة إن المسودة تتضمن شروطا من بينها الافراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الغارات الجوية ورفع الحصار على دخول الغذاء والادوية للمناطق المعارضة للأسد.

وحتى ان وافق الإئتلاف على حضور محادثات السلام فلا يزال عليه تشكيل وفد واسع التمثيل إذ ترغب واشنطن في ضم بعض خصوم الإئتلاف الى صفوف المعارضة.

من داشا افاناسييفا

(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقاتلو المعارضة في سوريا يستعيدون السيطرة على قاعدة عسكرية قرب مطار حلب

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلين اسلاميين بالمعارضة استعادوا السيطرة بشكل شبه كامل على قاعدة عسكرية في شمال سوريا من القوات الموالية للرئيس بشار الأسد يوم السبت بعد قتال دام يومين قتل فيه ما لا يقل عن 60 شخصا.

ويسلط القتال العنيف الضوء على الاهمية الاستراتيجية لقاعدة اللواء 80 التي تبعد بضع مئات من الامتار عن مطار حلب على المداخل الشرقية للمدينة.

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على الموقع لمدة تسعة اشهر حتى يوم الجمعة عندما استطاعت قوات الأسد مدعومة بالمدفعية الثقيلة والقصف الجوي طردهم منه لفترة وجيزة.

وقال المرصد السوري ان الاشتباكات استمرت يوم السبت حول القاعدة وهي واحدة من عدة مواقع يحتدم فيها القتال بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد إلى الشرق والجنوب الشرقي من حلب.

واستعاد الجيش بلدة السفيرة التي توجد بها واحد من مخازن الاسلحة الكيماوية الرئيسية في سوريا وتقدم لمهاجمة بلدتي تل عرن وتل حاصل الخاضعتين لسيطرة مقاتلي المعارضة والواقعتين قرب الطرف الجنوبي الشرقي لحلب.

وفي حال سيطرت السلطات على تلك البلدتين والقاعدة العسكرية فإنها ستحكم السيطرة على المناطق المحيطة بالمطار المغلق امام الرحلات المدنية بعد اطلاق مقاتلي المعارضة النار على طائرة هناك في ديسمبر كانون الأول الماضي.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب اعمال العنف في سوريا من خلال شبكة من المصادر الطبية والأمنية ان ما لا يقل عن 21 جنديا و41 من مقاتلي المعارضة بينهم 11 مقاتلا اجنبيا من الدولة الاسلامية في العراق والشام قتلوا في المعركة التي دارت من اجل السيطرة على القاعدة.

وقال ان الجيش السوري تدعمه جماعة حزب الله اللبنانية وميليشيات سورية موالية للأسد.

ولم تشر وسائل الاعلام الرسمية إلى القتال حول القاعدة العسكرية لكنها قالت ان مقاتلي المعارضة اطلقوا قذيفة صاروخية في حي الاشرفية في حلب مما أدى إلى مقتل ستة اطفال.

وتنقسم حلب التي كانت ذات يوم كبرى المدن السورية من حيث عدد السكان والمركز التجاري للبلاد إلى شطرين بين الجانبين المتحاربين.

ويسيطر مقاتلو المعارضة على معظم محافظة حلب لكن الحكومة تريد ان تحتفظ بموطيء قدم في الشمال حيث تصل الامدادات الغذائية للمعارضة من تركيا.

وسيطرت قوات الأسد ايضا على بلدة السبينة الجنوبية الاستراتيجية القريبة من دمشق يوم الخميس مما يهدد سيطرة مقاتلي المعارضة على المنطقة الاوسع نطاقا وقطع طريق امدادات لمقاتلي المعارضة حول العاصمة.

وبعد عامين ونصف العام من الحرب التي بدأت عندما اطلقت قوات الأسد النار على احتجاجات تطالب بالديمقراطية وصل القتال إلى طريق مسدود حيث لا يستطيع اي طرف حسم المعركة لصالحه. ويقتل يوميا اكثر من 100 شخص وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 100 الف شخص قتلوا منذ بدء الصراع الذي تسبب ايضا في تشريد ملايين اخرين.

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير أحمد حسن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى