أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد19 شباط 2012

هل يقرأ النظام رسالة دمشق؟

الدوحة – محمد المكي احمد

دمشق، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب – وجهت العاصمة السورية امس رسالة صارمة وواضحة الى النظام الحاكم، فقد تحدى آلاف الدمشقيين الخوف والبرد والثلوج واغتنموا مناسبة تشييع ثلاثة قتلى سقطوا في المواجهات التي وقعت بعد صلاة اول امس (الجمعة) للتعبير عن انخراطهم في الانتفاضة السورية. وقدر ناشطون عدد المشاركين في تظاهرات التشييع في حي المزة بـ 20 الفاً على الاقل. ونقلت قنوات فضائية صوراً مباشرة من المسيرات التي كان المشيعون يكبّرون خلالها ويطلقون شعار «واحد واحد واحد الشعب السوري واحد». ويعتبر تجمع امس الاكبر الذي يشهده وسط دمشق منذ بدء الاحتجاجات ضد النظام السوري قبل 11 شهراً. واعتبرته مصادر مواكبة لتطورات الاحداث انه اشارة الى ان مشكلة النظام ليست مع حمص وحدها وان الحل الامني ينذر بتوسيع الانتفاضة بدل اخمادها. وتساءلت المصادر «هل يقرأ النظام رسالة دمشق؟».

ويعتبر حي المزة من الأحياء الأمنية بامتياز في العاصمة السورية، فإلى جانب قربه من القصر الجمهوري، تنتشر فيه فروع مقرات الاستخبارات الجوية والاستخبارات العسكرية والامن السياسي، كما يوجد فيه الكثير من مقرات البعثات الدبلوماسية ومنها السفارة الايرانية وعدد من المؤسسات الحكومية، مما يجعل امتداد التظاهرات إليه نقلة نوعية.

في هذا الوقت علمت «الحياة» ان وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام وجه مساء أمس دعوة رسمية الى «المجلس الوطني السوري» لحضور مؤتمر «اصدقاء سورية» المقرر عقده في في تونس في 24 الشهر الجاري. وقال عضو «المجلس الوطني» ورئيس مكتب الاعلام أحمد رمضان أن عبد السلام أكد أن ما نقل عن عدم دعوة المجلس غير صحيح. وقال إن المعارضة ستمثل في مؤتمر تونس بوفد كبير يرأسه رئيس «المجلس الوطني» برهان غليون وسيضم كامل مكونات المعارضة وشخصيات وطنية بارزة كما سيضم أعضاء في المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني» وأمانته العامة.

وذكر احد المشاركين في تظاهرة المزة امس ان قوات الامن بدأت إطلاق النيران على الناس بعد الدفن. وكان المشاركون يركضون ويحاولون الاحتماء في الأزقة. وأسفر اطلاق النار عن مقتل أحد المعزين واصابة أربعة بينهم امرأة اصيبت في رأسها.

وجددت القوات السورية امس قصفها لحي بابا عمرو في حمص لليوم الخامس عشر على التوالي. وغطت طبقة من الجليد شوارع المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، وقال نشطاء إن قوات الامن كانت قريبة من بابا عمرو الذي كان هدفاً لأعنف عمليات قصف منذ ان بدأ الهجوم عليه بالمدرعات قبل اسبوعين. كما بدأ الجيش هجوماً جديداً على حماة ونفذ اعتقالات في محافظة درعا فيما شهدت ادلب مواجهات بين قوات الامن وعناصر منشقة عن الجيش. وقدر ناشطون عدد قتلى امس في مختلف انحاء سورية بـ 12 شخصاً على الأقل.

من جهة أخرى، اكد الرئيس بشار الاسد خلال استقباله امس نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون ان ما تتعرض له سورية يستهدف دورها «التاريخي» الذي تضطلع به في منطقة الشرق الاوسط. ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عنه «تقديره لمواقف الصين قيادة وشعباً تجاه سورية»، كما اوضح الاسد ان الاحداث في سورية «تهدف الى تقسيم البلاد وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي في المنطقة».

وقال العراق امس انه شدد الاجراءات الامنية على طول الحدود بينه وبين سورية لمنع تهريب السلاح بعد تقارير عن عبور مقاتلين واسلحة إلى سورية

وتخشى الحكومة العراقية من امتداد الاضطراب الذي تشهده سورية عبر الحدود غير المحكمة وطولها نحو 600 كيلومتر لتهز التوازن الطائفي الهش في العراق.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الاجراءات الضرورية اتخذت لتعزيز السيطرة على الحدود مع سورية ولم يوضح البيان تفصيل الاجراءات التي اتخذتها السلطات. وصدر بعد اجتماع عقده المالكي مع مسؤولين امنيين كبار من بينهم القائم بأعمال وزير الدفاع ومستشار الامن القومي وقائد قوات حرس الحدود.

وكانت العلاقات قد توترت بين سورية والحكومة العراقية عندما اتهمت بغداد الحكومة السورية بعدم بذل ما يكفي من الجهد لوقف تدفق المقاتلين الاجانب على العراق عبر الحدود بين البلدين خلال العنف الطائفي عامي 2006 و2007.

بوغدانوف أكد تمسك موسكو بمبدأ الحوار ومشاركة كل المعارضة في حل الأزمة السورية

موسكو – رائد جبر

قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن بلاده تعول على لقاء عاجل وسريع مع مجلس التعاون الخليجي لشرح وجهات نظرها والتوصل إلى تفاهمات حول القضايا الملحة.

وشدد المسؤول الروسي في حوار مع «الحياة» على أن أي مشروع قرار يطرح في مجلس الأمن سيمر عبر دراسة عميقة جداً لتجنب وجود «مناطق رمادية» فيه، وأكد تمسك موسكو بمبدأ الحوار من أجل تسوية الأزمة السورية ومشاركة كل أطراف المعارضة فيها.

وانتقد فكرة «لقاء أصدقاء سورية» و «الطريقة الغريبة التي تمت فيها الدعوة له»، خصوصاً «عدم دعوة كل الأطراف التي لها علاقة بالأزمة»، لافتاً إلى أن أي مؤتمر دولي ينبغي أن يكون تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن وينطلق من المقررات الأممية.

وأكد بوغدانوف أن موسكو «منفتحة» على الحوار مع «الشركاء» في كل المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة السورية، وزاد «أحياناً لا يرغب الشركاء بسماع وجهات نظرنا أو التعامل معها»، وشدد على أن موسكو تسعى إلى عمل جماعي مشترك مع كل الأطراف.

وعن استخدام الفيتو في مجلس الأمن انتقد بوغدانوف «موقف الزملاء والشركاء الذين دفعونا إلى استخدام حق النقض» وأوضح أن الموقف الثابت لروسيا والصين هو أنه لم يكن من الممكن أن يمر نص القرار بالصيغة المطروحة لأنه «أحادي الجانب ويعبر عن رأي واحد من طرفي الأزمة الداخلية السورية، وهذا لم يكن من الممكن أن يساعد على تجاوز الأزمة»، مجدداً تأكيد موقف بلاده الداعي إلى أن البديل المطروح الذي لا بديل منه هو دعم الحوار بين كل أطراف الأزمة السورية و «في إطار هذا الحوار يمكن الأطراف طرح كل المسائل والنقاط الموضوعة للنقاش».

ورداً على سؤال في شأن المشروع الفرنسي الجديد قال بوغدانوف إن موسكو لم تتعرف بعد إلى النص المقترح، لكنه شدد على أن «الدرس الليبي علمنا الكثير. واليوم قبل تبني أي قرار أو اتخاذ موقف في شأنه لا بد من إخضاع النص لدراسة عميقة ودقيقة جداً لكل بند من بنوده من أجل عدم السماح بوجود مناطق رمادية فيه يمكن تأويلها أو تفسيرها في أشكال مختلفة وبطريقة يمكن أن تسفر عن تصرف من أي طرف يتوافق مع رغباته أو تطلعاته الخاصة». وجدد تأكيد أن «التجربة الليبية علمتنا أن علينا أن نعمل في شكل دقيق جداً مع زملائنا ونحن منفتحون على العمل والحوار ومناقشة كل التفاصيل».

وفي جواب على سؤال عن موقف النظام السوري ومدى تعاطيه مع المبادرات للتسوية لفت بوغدانوف إلى أن دمشق «اعتمدت قرارات مهمة جداً لتجاوز الأزمة» مشيراً إلى مشروع الدستور الذي سيتم عرضه على استفتاء عام بعد أيام، وأعرب عن اعتقاد بلاده بأن «الدستور الجديد سيتم تبنيه في الاستفتاء ما يفتح على مرحلة سياسية جديدة تماماً تؤسس لوضع وظروف مهمة لتطوير البلاد والحياة السياسية» وأشار خصوصاً إلى أن الدستور يتضمن التراجع عن احتكار حزب البعث السلطة وفتح المجال أمام التعددية» وأضاف أن «هذا التطور المهم سيكون مقدمة أساسية للانتقال إلى انتخابات برلمانية ثم تأسيس حكومة جديدة، وستكون لدى الشعب فرصة لقول كلمته، وهذا جزء مهم من الإصلاحات. ومهم جداً أيضاً أن تشارك المعارضة في تلك الانتخابات وإذا تمكنت من تحقيق فوز سيكون لها وجود في السلطة التنفيذية».

ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا تشعر بأنها تفقد مواقعها في المنطقة العربية قال المسؤول الروسي إنه لا يمكن التوقف عند مشكلة واحدة أو تباين في المواقف، وأعرب عن ثقته بأن «لدى روسيا إمكانات واسعة وثقة متراكمة مع شركائها في العالم العربي. ونحن تمسكنا بموقف ثابت حيال قضايا تحرر شعوب المنطقة وحصولها على الاستقلال وبناء مجتمعات حديثة واقتصاد متقدم، إضافة إلى أن موسكو قدمت مساعدات كثيرة في مجالات مختلفة خصوصاً على صعيد الموقف المبدئي تجاه تحرير الأراضي العربية المحتلة من الاحتلال، وفي المسألة الفلسطينية خصوصاً لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة». وتابع «أعتقد أن أصدقاءنا وشركاءنا العرب الأطراف التي لا تنظر إلينا كما نريد ولا تتفهم مواقفنا تماماً تعي أن علاقاتها مع المنطقة أوسع من مشكلة بعينها حتى لو كانت حادة جداً ومطروحة بقوة على الطاولة كما يحدث حالياً».

وأضاف بوغدانوف أن «التباين في وجهات النظر ظاهرة طبيعية خصوصاً بسبب تعقيد وصعوبة المشكلة الذي نتعامل معها حالياً» وزاد أن المخرج الوحيد لهذا الموقف من وجهة النظر الروسية هو «البحث عن سبل لتقارب لوجهات النظر وفتح حوار من أجل شرح وجهات نظرنا المختلفة والاستماع إلى الشركاء» وتابع أن موسكو «تسعى لتطوير الحوار مع شركائها. وقبل أيام أجرينا محادثات مهمة مع وزيري خارجية عربيين (البحرين والإمارات) في موسكو ولدينا مشاورات مع الأردن، واقترحنا عقد جلسة طارئة وعاجلة مع زملائنا في مجلس التعاون الخليجي على أرضية منتدى الحوار الاستراتيجي بيننا تكون مخصصة للشأن السوري، ونأمل برد إيجابي من الأصدقاء في المجلس في أسرع وقت». وزاد أن موسكو تتطلع خلال هذا اللقاء إلى «المناقشة في أجواء من الثقة والشراكة للبحث عن مخرج للمشكلات التي تواجهها المنطقة». ورداً على سؤال عما إذا كانت موسكو تلقت رداً على اقتراحها قال: «هم يدرسون الاقتراح، ولدينا معطيات بأنهم يناقشون الموضوع، ويوجد فهم بأهمية ذلك الحوار. ونحن نأمل بأن يتم تبني قرار سياسي إيجابي لعقد هذا اللقاء ونأمل بشرح موقفنا والتوصل إلى تفاهمات».

وأكد أن موسكو اقترحت أن يكون اللقاء عاجلاً وسريعاً من دون أن يتم ربطه بلقاء أصدقاء سورية في تونس «لأن اقتراحنا سبق الإعلان عن لقاء تونس».

وانتقد الديبلوماسي الروسي فكرة «لقاء أصدقاء سورية»، فقال «منذ البداية لم نفهم الطريقة الغريبة التي تمت فيها الدعوة إلى هذا اللقاء إذ دعيت أطراف من المعارضة فقط وبرأسها، وهذا لا يؤسس لنتائج إيجابية وليس هذا المطلوب الآن. وإذا دعا (اللقاء) كل الأطراف التي لها علاقة بالأزمة فقط يمكن أن يكون ذلك مفيداً من أجل التوصل إلى حلول». وأعرب عن أسفه لأن «أصدقاء سورية سيكون لهم علاقة بطرف واحد من طرفي الأزمة».

ورداً على سؤال عما إذا كان موضوع تنحي الأسد نوقش مع النظام السوري قال بوغدانوف إن وزير الخارجية سيرغي لافروف كان واضحاً عندما أعلن نتائج زيارته الأخيرة دمشق حين قال: «طلبنا من الأسد أن يمنح صلاحيات كاملة لنائبه الأول تحديداً، أي الشخص الذي ورد اسمه في المبادرة العربية للمرحلة الانتقالية لمعالجة الأزمة. وفعلاً كلف الأسد نائبه وأعطاه الصلاحيات المطلوبة للبدء في حوار مع كل أطراف المعارضة من دون استثناء وهو (نائب الرئيس السوري) مستعد للتوجه إلى موسكو في أي وقت من أجل البدء بهذا الحوار».

وأعرب بوغدانوف عن قناعته بأن التطورات الميدانية الجارية على الأرض ترمي بثقلها على العمليات السياسية الجارية، لكنه أشار إلى عدم القناعة بالنسب التي أعلنتها أطراف معارضة تحدثت عن خروج نصف الأراضي السورية عن سيطرة النظام إذ لا يمكن الاعتماد على هذه النسب لأنها تقريبية و «نحن دعمنا مهمة المراقبين العرب، وكنا نأمل بأن يشكل عملها الآلية الأساسية للحصول على معلومات موثقة وحقيقية عما يجرى على الأرض. وللأسف تم وقف نشاطها على رغم أن تلك الآلية كانت تعطي لوحة متوازنة»، وأضاف «على رغم ذلك وحتى لو اعتمدنا الأرقام التي أعلنتها المعارضة فهذا أيضاً يثبت صحة موقفنا ووجهة نظرنا، لأن هذا يعني أن نصف الشعب يؤيد النظام وعلينا أن لا نقف مع طرف ضد طرف آخر، وعلينا أن نكون مع نسبة مئة في المئة من السوريين، أي مع الشعب كله. وهذا يتم عبر الحوار فقط».

وأكد المسؤول الروسي دعم بلاده عقد مؤتمر دولي حول سورية لكنه أعاد التذكير بـ «التجربة الليبية» وخصوصاً مؤتمر باريس الذي شكل منطلقاً لعمل أحادي الجانب، مشدداً على أن أي مؤتمر دولي ينبغي أن يكون تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن وينطلق من المقررات الأممية.

مدوّنة ليوميات الثورة السورية بالصور

زينة إرحيم

في المدوّنة الأولى لتوثيق صور الثورة السورية، يســتقبلك شعار «لجان التنسيق المحلية» بألوان قوس قزح: «حريّة، كرامة، مواطنة». ولجان التنسيق المحلية، كما تعرّف عن نفسها، هي «مظلّة تضم ممثلين عن نشطاء ميدانيين في معظم المدن والمناطق السورية، ينظّمون ويخطّطون للتظاهرات محلياً، وهي تعبّر عن موقفهم السياسي وتوفر خيوط التواصل بينهم».

وتقول لـ «الحياة» عضو في المكتب الإعلامي للّجان، فضّلت عدم ذكر اسمها: «عملنا منذ بداية الثورة على توثيق جرائم النظام وانتهاكاته لحقوق الإنسان، بأخبارنا وبالتقارير الدوريّة التي يُعدّها ويشرف عليها نشطاء حقوقيون متخصصون. ولأن فنّون الثورة وإبداعات الثائرين لا تقل أهمية، كان لا بد لنا من جمع الصور المتناثرة هنا وهناك في موقع واحد يكون له صدقية ويسهّل وصول الإعلاميين إليه واستخدام الصور المُحمّلة عليه».

وتضيف: «واجبنا تجاه أطفال الشهداء والجرحى والأجيال المقبلة أن نحفظ لهم هذه الوثائق البصرية التي ستُطبع في صفحات كتب التاريخ المدرسية يوماً ما، وأن نسّهل عملية جمعها مع توثيق التاريخ والمكان».

الفيديو أولاً

حظي تصوير الفيديو بالمرتبة الأولى في أولويات الناشطين الإعلاميين، منذ انطلاقة الثورة السورية في آذار (مارس) الماضي، فأُغرق موقع «يوتيوب» بآلاف أشرطة الفيديو التي تُحمّل يومياً من مختلف المناطق السورية، بمساهمة من السوريين المغتربين الذين يتمتعون بمقدار أكبر من الحرية، حتى وصل عدد الشرائط على قناة شبكة «شام» المعارضة إلى ما يقارب 69 ألفاً، فيما بلغ عدد مشاهديها مليوناً و60 ألفاً.

الصور الفوتوغرافية، خصوصاًَ خلال الأسابيع الأولى، لم تقو على منافسة الفيديو الذي تابعه جمهور عربي واسع ونقلته الفضائيات، في ظل منع الإعلاميين من العمل بحرية في سورية، وما زالت تلك الأشرطة تعتبر المصدر الأول للمعلومات.

يقول ناشط من مدينة داعل في محافظة درعا: «إذا كنت سأغامر فأحمل كاميرا وأصوّر، بالتأكيد سأختار الفيديو، فهو يُعرض على التلفزيون وتأثيره أكبر، كما أنه يُعاد أكثر من مرة، بينما الصور الفوتوغرافية تُعرض مرة واحدة، أما الصحف فلا يقرأها سوى عدد محدود من الأشخاص، والأمر لا يستحق المخاطرة».

ودفعت ندرة الصور عموماً وكالات الأنباء والصحف إلى استخدام صور ثابتة ملتقطة من أشرطة الفيديو المنتشرة على «يوتيوب»، إلى أن بدأت مدينة بانياس الساحلية توثّق يوميات تظاهراتها بالصور الفوتوغرافية آخر نيسان (أبريل) الماضي، لتتحّول صورة التظاهرة الحاشدة، حيث حمل المتظاهرون وروداً حمراء وبيضاء، خلفية ثابتة للعديد من الأخبار السورية.

وبقيت صور بانياس تتصدّر ألبوم الثورة، إلى أن دخلها جيش النظام واعتقل غالبية نشطائها. في تلك الآونة، بدأت تتصدر المشهد صور بلدة كفرنبل في محافظة إدلب، لتوثيق لافتاتها اللافتة بنَفَسها الساخر، قبل أن تتسع الحلقة لصور التظاهرات واللقطات ذات الدلالة الفنية والسياسية في آن واحد، من نوع متظاهرين يرتدون قمصاناً طبع على كل منها اسم حي أو منطقة في محافظة حمص.

وتميزت مدينة إدلب أيضاً بلقطات فوتوغرافية عامة وأخرى عالية الدقة، لساحات التظاهر في جامع سعد بن أبي وقاص، حيث سقط أول شهدائها، وساحة «الساعة» التي تحوّل اسمها إلى «ساحة الحرية»، وازدانت صورها بالبالونات والألوان الزاهية.

وشكلّت صورة العلم البشري في حماه، خلال تموز (يوليو)، نقلة نوعية في صور الثورة، ورافقتها في الشهر نفسه القامشلي وعامودا وداعل، إضافة إلى حمص ومدن عدة في ريف دمشق.

إلا أن لمدينة الزبداني الحصّة الكبرى من الصور، إذ واظب فريقها الإعلامي على توثيق تظاهراتها بالصور الثابتة والفيديو، كما وثّق بالصور الدمار الذي خلّفه القصف على المدينة أخيراً.

في دوما وداريا بريف دمشق، وفي مدينة حمص، ظهرت للمرة الأولى صور ذات جودة للاعتصامات والتظاهرات النسائية، وحرص النشطاء الإعلاميون على توثيق اللافتات واللوحات التي رسمتها النساء بلقطات عامة أو قريبة لا تكشف هوية المتظاهرات المُنقّبات بأعلام الاستقلال التي أخفين بها وجوههنّ هرباً من الملاحقة الأمنية، وعاونتهن طريقة التصوير الحذرة، حتى تكرّس أسلوب سياسي-أمني في التصوير إذا جاز التعبير.

إلى «أسوشيتد برس»

عن طريقة جمع الصور والتحقق من مصادرها، قالت عضو المكتب الإعلامي للجان التنسيق: «المصدر الأساسي هو عدسات نشطاء التنسيقيات المنضوية تحت لجان التنسيق المحلية، ثم هناك النشطاء المستلقون الذين يرسلون إلى بريدنا الإلكتروني صوراً يومية، كما تنسّق اللجان مع نشطاء ينشرون صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل عرضها في المدوّنة».

مسؤولة إضافة الصور على المدّونة، وهي مُلقبّة بـ «مونيكا»، تخبر أن «المدونة أنشئت آخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ومنذ مطلع 2012 تُحمّل عليها الصور يومياً، إضافة إلى جمع الصور وأرشفتها». وتضيف «مونيكا»: «على المدوّنة الآن نحو ألفي صورة، مرتّبة وفق الزمان ثم المكان، ولكل منها شرح بسيط باللغة الإنكليزية، ويصل عدد الصور المُحمّلة أيام الجمعة إلى ثلاثين، وهو الحّد الأقصى الذي تسمح به إمكانات المدوّنة، بينما يتراوح عدد الصور خلال أيام الأسبوع بين 15 و20».

أما عدد متابعي المدونة، فقد ارتفع من 200 إلى 600 مشاهد يومياً، فيما قد يصل أيام الجمعة إلى ألف. لكّن عدد مشاهدات المدونة لا يعبّر عن عدد مشاهدي الصور، إذ وقّعت اللجان عقداً مع وكالة «أسوشيتيد برس» الصحافية تتنازل لها فيه عن الحقوق الفكرية للصور، وتسمح لها باستخدامها وإرسالها إلى مشتركيها حول العالم، كما يُعدّ الفريق الآن «حائط ذكريات» للثورة لموقع «صوت أميركا» الإلكتروني.

تقول عضو المكتب الإعلامي: «كنا نعاني من تبعثر الصور وقلّتها، ونعتذر من الصحافيين الذين يطلبونها منّا. اليوم نقدّمها لهم في شكل منظّم، كما أن رؤية الأهالي لصورهم في الصحف والمواقع وخلف مقدّمي نشرات الأخبار التلفزيونية تشجّعهم على تصوير المزيد».

وتضيف: «المدوّنة، كمختلف الإنتاجات الإعلامية للجان، هي جهد جماعي، كلنا نجمع الصور ونرسلها إلى مونيكا التي تحمّلها مع شرح بالإنكليزية، أما الصور التي لا نتأكد من مصدرها فنتناقش في أمرها ونصوّت على إبقائها أو حذفها. وأصبح لدينا زاوية أسبوعية للصور في موقع «المندّســـة» وهو الأنشط منذ انطلاقة الثورة، حيث تنشر الصور مع مقال عن أبرز أحداث الأسبوع».

(موقع مدونة صور الثورة السورية على الإنترنت:

http://www.photoblog.com/Lccsyria)

الموفد الصيني يدعم إصلاحات الأسد ويلتقي معارضين

وتركيا ترى أن ما يحدث في سوريا ليس شأناً داخلياً

  أكد الرئيس السوري بشار الاسد لنائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون ان ما تتعرض له سوريا يستهدف دورها “التاريخي الذي تضطلع به في منطقة” الشرق الاوسط. واعتبر ان الاحداث في سوريا “تهدف الى تقسيم البلاد وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي في المنطقة”. واكد ان سوريا “ماضية في مسيرة الاصلاح السياسي وفق خطة واضحة وجداول زمنية محددة”. (راجع العرب والعالم)

ونقل الموفد الصيني تأييد بيجينغ للنظام السوري ودعم الاصلاحات، والتقى عدداً من المعارضين.

 وفي انقرة، قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج: “إننا نشعر بالقلق الشديد إزاء الحوادث التي تشهدها سوريا”، مؤكدا أن ما يحدث في سوريا ليس شأنا داخليا “بل على العكس، هو مشكلة تتعلق بحقوق الانسان”.

وأضاف: انه “إذا قتل 500 شخص في مدينة واحدة في ليلة واحدة، فهذا يقلق تركيا والعالم بأسره”. وأشار الى أن الحكومة التركية تشعر بقلق بالغ حيال ما تشهده سوريا من منطلق إنساني.  ميدانيا، اطلقت قوات الامن السورية النار على آلاف المشاركين في تشييع جنازة متظاهرين قتلوا الجمعة في دمشق، في حين دعا المعارضون السوريون سكان العاصمة الى العصيان الاحد (اليوم) في ما اطلقوا عليه يوم “عصيان دمشق”.

  وقال الناطق باسم الناشطين في محافظة العاصمة محمد شامي: “انها المرة الاولى التي تجري فيها تظاهرات بهذا الحجم في وسط دمشق”، على رغم تهديد اجهزة الامن، مضيفا ان “قوات الاسد اطلقت النار على المشاركين في التشييع كما اطلقت باتجاههم الغاز المسيل للدموع لتفريقهم”.

¶ في بغداد، اعلنت الحكومة العراقية انها شددت الاجراءات الامنية على طول الحدود مع  سوريا لمنع تهريب السلاح بعد تقارير عن عبور مقاتلين واسلحة إلى سوريا.

الأسد يتحدث عن مخطط لتقسيم سورية والتظاهرات تصل إلى مشارف مركز الحكم

الآلاف يخرجون في «المزة» لتشييع قتلى «جمعة المقاومة» • بكين تدعم «مسيرة الإصلاح الجارية» في سورية

في وقت وصلت التظاهرات الحاشدة إلى منطقة المزة، القريبة من القصر الجمهوري في دمشق، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أمس أن بلاده تواجه مخططاً لتقسيمها، مؤكداً في الوقت نفسه مضيه في “مسيرة الإصلاح”. وقال الأسد، خلال لقائه نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون في دمشق، إن “سورية تواجه مخططاً لتقسيمها والتأثير على دورها السياسي والتاريخي وضرب موقعها الجغرافي الجيوسياسي في المنطقة”، مضيفاً أن بلاده “ماضية في مسيرة الإصلاح السياسي وفق خطة واضحة وجداول زمنية محددة”. وتناولت مباحثات الأسد والمبعوث الصيني، بحسب بيان رئاسي، علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين والأوضاع في المنطقة، حيث أعرب الأول عن “تقديره لمواقف الصين قيادة وشعباً” تجاه بلاده. بدوره، قال نائب وزير الخارجية الصيني إن موقف بكين من الأزمة السورية “مبني على سياسة مسؤولة تنطلق من الموضوعية والعدالة والتمسك بمبادئ القانون الدولي، تحقيقاً لمصالح الشعب السوري واستعادة الأمن والاستقرار في سورية”، داعياً جميع الأطراف إلى “الوقف الفوري لأعمال العنف، وضرورة استعادة الاستقرار بأسرع وقت ممكن”. وأكد جيون دعم بلاده لـ”مسيرة الإصلاح الجارية في سورية والخطوات المهمة التي قطعتها الدولة في هذا المجال”، مشيراً إلى أن الصين “ستواصل دورها البناء والإيجابي، الهادف إلى إيجاد تسوية سياسية للأزمة عبر الحوار وبعيداً عن أي شكل من أشكال التدخل الخارجي”. وخلال لقائه معارضين في دمشق أمس، قال جيون إن استخدام بلاده حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع القرار بشأن سورية نابع من موقفها “المعارض للأحادية التي يستخدمها بعض الدول”، مشيراً إلى أن “الصين ليست مع أي طرف ضد آخر في الأزمة”، مضيفاً: “نحن ضد التدخل في سيادة الدول من قبل الولايات المتحدة والغرب، وبذلك تكون الحكومات تستمد شرعيتها من تلك الدول لا من شعوبها”. وكان المسؤول الصيني بدأ زيارة للعاصمة دمشق أمس الأول، وقال خلال مباحثات أجراها فور وصوله مع نظيره السوري فيصل المقداد إن “بكين لن تسمح بتمرير ما يحاك ضد سورية في الأمم المتحدة”. وتأتي زيارته لدمشق في إطار جولة في المنطقة تقوده كذلك إلى السعودية ومصر وقطر، لشرح سبب استخدام بلاده حق النقض. على صعيد آخر، شهد حي المزة، وسط دمشق أمس، للمرة الأولى، خروج آلاف المعارضين في مسيرات لتشييع عدد من القتلى الذين سقطوا خلال جمعة “المقاومة الشعبية” أمس الأول. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه جرى “إطلاق رصاص حي من قبل قوات الأمن لتفريق آلاف المشاركين في تشييع شهداء سقطوا في جمعة المقاومة الشعبية”، موضحاً أن “مواطنين أصيبوا بجروح بفعل الرصاص والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع”. ويعتبر حي المزة من الأحياء العالية التأمين، فإلى جانب قربه من مركز الحكم وقصر الشعب، تنتشر به فروع مقار المخابرات الجوية، فضلاً عن كثير من المقار الدبلوماسية ومقار الهيئات الحكومية، مما يجعل امتداد التظاهرات إليه نقلة نوعية في تضييق الخناق على النظام السوري. (دمشق – أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

المرصد السوري: 80% من سكان بابا عمرو نزحوا

صحافة عربية

دمشق: أكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن حي بابا عمرو في حمص يتعرض «لقصف قوي من القوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي ولكن المجموعات المنشقة تتصدى لها»، مشيراً الى أن «الوضع الإنساني في بابا عمرو سيئ للغاية فالكادر الطبي الموجود هناك تعرض لارهاق كبير والمواد الغذائية بدأت بالنفاد».

ونفى عبد الرحمن في حديث مع صحيفة الراي الكويتية المعلومات التي نقلها بعض الناشطين السوريين عن «اعدام 12 عسكرياً في درعا» لافتاً الى وجود معلومات عن وقوع «مجزرة في وادي سحم الجولان (ريف درعا)».

وقال: “لا نملك أرقاماً دقيقة حول عدد الضحايا بسبب صعوبة التواصل مع الناشطين، ونحن في المرصد نعتمد على المعطيات التي نقوم بتوثيقها، وثمة معلومات تشير الى أن أهالي حي بابا عمرو يدفنون أقاربهم الذين ماتوا بسبب القصف داخل الحدائق العامة. ويقدَّر عدد الضحايا في حمص منذ بداية الثورة بنحو 40 في المئة من شهداء الثورة السورية، عدا أن هناك حالات نزوح جماعية كبيرة من منطقة بابا عمرو وصلت الى نحو 80 في المئة.

مسؤول صيني يجتمع مع وفد من المعارضة السورية في الداخل

ملهم الحمصي

دمشق: لم يكن اجتماع المبعوث الصيني مع الرئيس السوري بشار الأسد مخصصاً لتوجيه الدعم الرسمي الصيني للنظام السوري في مواجهة الاحتجاجات والانتفاضات التي يواجهها على مدى أكثر من أحد عشر شهراً متواصلاً، ولم يكتف مبعوث الرئيس الصيني تشاي جيون بما نقلته عنه وسائل الإعلام من تأييد بلاده لخطط النظام لإجراء استفتاء على الدستور الجديد، وتنظيم انتخابات برلمانية لحل الأزمة في سوريا.

فقد سربت المعارضة السورية داخل البلاد بياناً صحفياً، حصلت “إيلاف” على نسخة منه، يؤكد فيه اجتماع المبعوث الصيني مع وفد من معارضة الداخل، وتحديداً تيار بناء الدولة السورية، حيث التقى وفد من تيار بناء الدولة السورية بمبعوث الرئيس الصيني إلى دمشق. وعرض الوفد، الذي ضم لؤي حسين رئيس التيار ومنى غانم أمين سر التيار، موقفه ورؤيته لما يجري في البلاد.

وأكد الوفد أنه كان من المفترض أن يكون من بين أعضائه الأستاذ مازن درويش، “مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، ولكن السلطات اعتقلته يوم الخميس الماضي، لتؤكد من جديد زيف ادعاءاتها بأنها تقمع العناصر المسلحة فقط، وأنها غير جادة في إيجاد أطراف معارضة لعملية الحوار التي تدعيها.

وبحث الوفد مع الطرف الصيني، الذي ضم إضافة لنائب وزير الخارجية السفير الصيني في دمشق وأعضاء البعثة الدبلوماسية، موضوع الحوار، ليؤكد أن أغلب قوى المعارضة ترضى بالحوار إن كان جاداً ومسؤولاً تلتزم السلطة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. لكن المشكلة التي تحول دون تحقيق هذا الحوار هو عدم مصداقية السلطة الذي تؤكده يومياً. فمنذ أيام قليلة أصدر رئيس الجمهورية عفواً عن المعتقلين، غير أن السلطة كذبت كعادتها في التنفيذ، بل إنها استمرت بالاعتقال باليوم ذاته.

وأكد وفد التيار للصينيين أنه في حال أقدمت السلطة على خطوة جدية باتجاه عملية سياسية سلمية، فإن التيار والقوى الأخرى سنتقدم نحوها بثلاث خطوات.

كما طلب الوفد من الصينيين المساعدة لإيجاد ممرات إنسانية آمنة ليتمكن أعضاء التيار وأصدقاؤه والمؤسسات المدنية والجمعيات الأهلية السورية من تأمين المساعدات والحاجيات والأدوية للمواطنين السوريين في المناطق المنكوبة والتي تشهد اجتياحات وصراعات مسلحة.

المبعوث الصيني أكد لوفد التيار أن وجود مسلحين لا يعطي أي مبرر للسلطات لاعتقال أو قمع الناشطين السياسيين السلميين. وأنه أبلغ الرئيس السوري بضرورة إيقاف العمليات العسكرية فوراً والدخول بعملية سياسية مع جميع الأطراف. وأضاف البيان الصادر عن تيار بناء الدولة السورية، أن الرئيس السوري قد استمع إلى الرسالة التي حملها له، بإشارة إلى قبول إيجابي من قبل الرئيس. وبما يتعلق بموضع الممرات الآمنة التي عرضها وفد التيار، وعد السيد تشاي جيون، نائب وزير الخارجية الصيني، بالتحدث مع السلطات السورية لتحقيق هذا الموضوع

عشرات الآلاف يهتفون في دمشق بسقوط الأسد

دعوة لعصيان مدني في دمشق اليوم.. والمعارضة تحذر من جريمة كبرى في حمص بعد توزيع النظام كمامات واقية على الجنود

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح أربيل: شيرزاد شيخاني القاهرة: عبد الستار حتيتة واشنطن: محمد علي صالح

الرئيس السوري: الإصلاح يجري بموازاة إعادة الأمن.. والمبعوث الصيني يدعو لوقف العنف ويلتقي معارضين > سفينتان حربيتان إيرانيتان مزودتان بمعدات تنصت تصلان إلى سوريا

* شهدت العاصمة السورية، دمشق، أمس، ولليوم الثاني على التوالي، مظاهرات حاشدة ضد النظام السوري، إذ خرج عشرات الآلاف في حي المزة القريب من القصر الجمهوري هاتفين بسقوط الأسد، وذلك في جنازة لتشييع 3 قتلى سقطوا يوم الجمعة برصاص الأمن. وقال ناشطون إن ما يصل إلى 30 ألف متظاهر نزلوا إلى الشوارع في حي المزة بدمشق.

وقد استغل الناشطون السوريون الحراك الدمشقي غير المسبوق لدعوة سكان دمشق إلى «العصيان»، اليوم (الأحد)، والتضامن مع حمص و«شهداء الثورة». من جانبه، حذر رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، من «نية نظام الرئيس السوري بشار الأسد ارتكاب جريمة كبرى في مدينة حمص»، موضحا أن «النظام قام بتوزيع كمامات واقية من الغازات السامة على جنوده في المدينة». وأوضح غليون أن «ذلك يُعد دليلا على إمكانية إقدام النظام على ارتكاب جريمة كبيرة بحق المدنيين في حمص».

الى ذلك أكد الرئيس الأسد، بعد لقائه نائب وزير خارجية الصين، تشاي جيون، أن ما تتعرض له سوريا يهدف بشكل أساسي إلى تقسيمها وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي في المنطقة، وأنه على الرغم من ذلك لا يزال ماضيا في مسيرة الإصلاح السياسي وفق خطة واضحة وجداول زمنية محددة، وأن هذا يجري بالتوازي مع إعادة الأمن. ومن جهته، أعلن المبعوث الصيني أنه وضع الأسد في صورة موقف بلاده من المسألة السورية، الذي يتمثل في دعوة الحكومة السورية وجميع الأطراف المعنية إلى الحوار والوقف الفوري لأعمال العنف ضد المدنيين.

وكان تشاي جيون التقى، أمس، عددا من رموز المعارضة السورية في دمشق، بينهم المعارض والناشط والكاتب السوري البارز، لؤي حسين.

وقالت مصادر إيرانية ومصرية، أمس، إن سفينتين حربيتين إيرانيتين مجهزتين بأجهزة تنصت ومراقبة عن بعد، عبرتا قناة السويس في طريقهما إلى السواحل السورية، على البحر المتوسط، لتقديم العون لنظام الرئيس الأسد، ونقل احتمالات المواجهة بين طهران والدول الغربية إلى سوريا، بدلا من إيران. كما أعلن عن إبحار سفينة من فنزويلا تحمل نفطا إلى سوريا، خرقا للمقاطعة الغربية والعربية. وقال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن الخارجية الأميركية «قلقة» من هذه التطورات , وتراها «تصعيدا» للوضع السوري، وذلك للاعتقاد بأن إيران وفنزويلا تتحالفان، ليس فقط في تأييد نظام الأسد، ولكن أيضا في تصعيد مواجهة عسكرية في المنطقة بسببه.

دمشق تقف في وجه الرصاص الحي وتعلن «العصيان»

الآلاف خرجوا ينادون بإسقاط الأسد في عقر دار النظام

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

شهدت العاصمة السورية دمشق يوم أمس ولليوم الثاني على التوالي، مظاهرات حاشدة ضد النظام السوري إذ خرج الآلاف في حي «المزة» القريب من القصر الجمهوري في جنازة لتشييع 3 قتلى سقطوا يوم الجمعة برصاص الأمن السوري. وسجلت مظاهرات أمس في دمشق نقلة نوعية من حيث أعداد المشاركين والأحياء التي شهدت المظاهرات خاصة أن حي «المزة» من الأحياء الأمنية بامتياز، فإلى جانب قربه من القصر الجمهوري، تنتشر فيه فروع مقرات المخابرات الجوية والعسكرية والهيئات الحكومية.

وقد استغل الناشطون السوريون الحراك الدمشقي غير المسبوق لدعوة سكان دمشق إلى «العصيان» اليوم الأحد والتضامن مع حمص وشهداء الثورة. وكتب الناشطون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي: «19 شباط فبراير.. عصيان دمشق» وأضافوا «إن دماء الشهداء تناديكم».

وقال ناشطون سوريون إن قوات الأمن السورية أطلقت الذخيرة الحية لفض احتجاج ضد الرئيس بشار الأسد في دمشق يوم السبت وبالتحديد في حي المزّة مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل.

واندلع إطلاق النار خلال جنازة ثلاثة شبان قتلوا يوم الجمعة في احتجاج مناهض للأسد وصف بأنه من أكبر الاحتجاجات في العاصمة منذ بدء الانتفاضة في أنحاء البلاد.

وقال شاهد عيان إن قوات الأمن بدأت في إطلاق النيران على الناس بعد الدفن مما أدى لصخب كبير إذ حاول المتجمهرون الاحتماء في الأزقة.

وأوضح اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن إطلاق النار بالقرب من الجبانة أسفر عن مقتل أحد المعزين وإصابة أربعة بينهم امرأة أصيبت في الرأس.

وقال ناشطون إن ما يصل إلى 30 ألف متظاهر نزلوا إلى الشوارع في حي المزة بدمشق.

وظهرت في مقاطع الفيديو التي حمّلها الناشطون على صفحات «الثورة السورية» عشرات النساء يزغردن لتكريم الشهداء في حين ردد المشيعون «بالروح بالدم نفديك يا شهيد.. واحد واحد واحد الشعب السوري واحد».

ولفت ناشطون إلى أن الحراك في دمشق طال إلى جانب حي المزّة، حي الحميدية الواقع بالقرب من الجامع الأموي، كما أحياء «القدم» و«الحجر الأسود» و«كفر سوسة» و«البرزة» متحدثين عن حملة مداهمات واعتقالات نفذتها قوات الأمن في هذه الأحياء.

في هذا الوقت، استمر القصف العنيف بالصواريخ والمدفعية على مدينة حمص وبالتحديد على أحياء باب عمرو، الخالدية والإنشاءات مما أدّى لمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل. وقال الناشط السوري في المحافظة عمر حمصي إن القتلى سقطوا عندما أطلقت قوات الأمن قذائف على مبنى سكني في حي بابا عمرو لافتا إلى أن القصف تسبب أيضا في إصابة خمسة أشخاص على الأقل.

وفيما لفت الحمصي إلى أن «قوات الأمن أطبقت على باب عمرو وأن القصف يجري بصورة مجنونة لكنه لا يعرف إن كانوا يرغبون في اقتحام الحي أثناء تساقط الثلوج»، أشار إلى أنه «لا توجد كهرباء وأن الاتصالات بين الأحياء مقطوعة ولذلك فهم غير قادرين على تحديد عدد القتلى»، مضيفا أنه «لا يوجد وقود في معظم المدينة». هذا وأفيد عن مقتل فتاة في حي كرم الزيتون إثر إصابتها برصاص قناصة.

بدوره، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مواطنا قتل في بلدة الطيبة في ريف حماه إثر إطلاق الرصاص عليه مباشرة من قبل حاجز أمني عسكري على طريق بلدة طيبة الإمام – صوران»، لافتا إلى أن «مواطنا آخر قُتل من بلدة انخل بمحافظة درعا إثر إطلاق رصاص في القرى الشرقية للمحافظة».

وقال المرصد إن مواطنا قُتل في محافظة إدلب إثر إطلاق الرصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في بلدة احسم بجبل الزاوية، في وقت سلمت السلطات السورية جثامين ثلاثة مجندين إلى أهلهم في محافظتي درعا ودير الزور.

بالتزامن، أعلن ناشطون أن قوات الأمن السورية نفّذت في درعا حملة اعتقالات واسعة في بلدة طفس أسفرت عن اعتقال العشرات وقال المرصد السوري إن تعزيزات أمنية عسكرية مشتركة تضم عشرات الحافلات الكبيرة المحملة بعناصر الأمن والجيش وصلت إلى البلدة.

وفي محافظة دير الزور، نفّذت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة القورية وبلدة الطيانة أسفرت عن اعتقال أكثر من 40 شخصا من القورية ونحو 16 من الطيانة.

هذا وأظهر مقطع فيديو نشر على موقع «يوتيوب» عملية انشقاق 2500 جندي سوري أدّوا يمين القسم على بذل دمائهم وأرواحهم في سبيل إسقاط نظام الأسد وحماية المتظاهرين المدنيين، وذلك في انشقاق جماعي هو الأكبر بحسب معارضين سوريين.

وفي سياق آخر، أفيد عن حجب موقع «بامبوسر» السويدي في سوريا لبث أشرطة الفيديو عبر الهواتف النقالة بعيد إرسال أحد مستخدميه الخميس صورا عن قصف مدينة حمص، كما قال رئيسه هانز اريكسون لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضح اريكسون أنّه «نحو ظهر الخميس أبلغنا من خلال اتصالاتنا في سوريا بحجب موقع (بامبوسر.كوم) على شبكة الإنترنت السورية واستخدام (بامبوسر) على الهواتف النقالة على (ثري جي) /الجيل الثالث السورية». وأضاف أنّ «المستبدين لا يحبون بامبوسر» ويبدو أن نظام (الرئيس السوري بشّار) الأسد يعتبره «تهديدًا جديًا».

ولفت أريكسون إلى أنّه حتى لو حجبت خدمات «بامبوسر» حجبًا تامًا «فقد اتخذت المعارضة إجراءاتها منذ فترة بعيدة للالتفاف على شبكة الإنترنت السورية وثري.جي»، معتبرًا أنّ المعارضين «جيدو التنظيم ومتضلعون في التكنولوجيا».

إلى ذلك، جاء في بيان لموقع «بامبوسر» أنّ حجب الموقع جاء ردًا على الازدياد الكبير لأشرطة الفيديو في الأسابيع الأخيرة وخصوصًا بث صور مباشرة عن انفجار خط أنابيب في حمص. ولفت إلى أنّ مواطنًا سوريًا «بث طوال النهار صورًا عن أعمدة الدخان الكثيف المنبعث من الانفجار وتبادل إطلاق النار وقصف حمص».

يشار إلى أنّه في الأشهر الثمانية الأخيرة، أقام موقع «بامبوسر» علاقات وثيقة مع المعارضة السورية التي تستخدم أجهزته لبث أشرطة فيديو حول تصعيد عمليات القمع في البلاد مباشرة، من دون أن يكون ضروريًا على من يصوّرها أن يخزنها مسبقًا. وقد استخدمت كبرى شبكات التلفزة هذه الصور.

ناشط سوري: قوات النظام استخدمت مستشفى الوليد فخا لقتل الأطفال الخدج

طبيب ناشط في الثورة لـ «الشرق الأوسط» : نطلب من كل مريض يدخل إلى المستشفى أن يودع عائلته

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

بعد أسبوع على وفاة أكثر من 20 طفلا في مستشفى الوليد في حمص في حي الخالدية نشر الناشطون السوريون «فيديو» على صفحات الثورة يظهر فظاعة الجريمة التي ارتكبها النظام بعدما عمد إلى قطع التيار الكهربائي عن المستشفى.

وهذه الحادثة التي اعتبرتها والدة أحد الأطفال أنها «حرب إبادة ضد شعب حمص، كي لا يثور أطفالها بعد سنوات عدة على النظام كما ثار اليوم الشباب السوري على بشار الأسد ووالده»، ليست الأولى من نوعها خلال الثورة السورية، إذ يؤكد ناشطون وكذلك مقاطع الفيديو التي نشرت على المواقع الإلكترونية أن هناك عددا كبيرا من المرضى السوريين ولا سيما منهم الذين يعانون من حالات صحية دقيقة تتطلب عناية مركزة يفارقون الحياة في المستشفيات فقط بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وهذا ما يؤكده أيضا أحد الأطباء السوريين الذين يعملون على إغاثة المصابين، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أصبح بالنسبة لدينا أمرا عاديا أن نطلب من كل مريض يدخل إلى المستشفى ويكون بحاجة إلى تخدير عام أو أي إسعافات طبية تعمل على الكهرباء، أن يودع أهله وأقرباءه، لأنه معرض للوفاة في أي لحظة قد تنقطع فيها الكهرباء أو قد تعمد فيها قوات النظام إلى مداهمة المستشفى».

ويؤكد الطبيب أن ما حصل في مستشفى الوليد تكرار لما حدث قبل ذلك في مستشفى الحوراني في شهر رمضان المبارك وكذلك في المستشفى الوطني في مجمع الأسد الطبي في شهر أغسطس (آب) الماضي، وأكد ناشطون حينها أنه قد تم قطع التيار الكهربائي عمدا عن المستشفى كما عمدت قوات الأمن إلى تعطيل المولدات الكهربائية الخاصة بالمستشفى.

كذلك، من جهته يؤكد محمد، وهو أحد أعضاء مجلس الثورة في حمص، أن «قوات النظام استخدمت مستشفى الوليد فخا لقتل الأطفال الخدج، لأن ما حصل لم يكن متوقعا رغم كل الجرائم التي اعتاد عليها الشعب السوري، لافتا إلى أن الحادثة كانت مدروسة من قبل قوات النظام، لأن المستشفى الذي مات فيه الأطفال كان من بين المستشفيات التي تعتبر آمنة لأنه من المفترض أن تكون بحسب وعود قوات الأسد بمنأى عن انقطاع الكهرباء، وبالتالي كانت بمثابة فخ للأهالي الذين فضلوا وضع أطفالهم فيها لحمايتهم وإبعادهم عن خطر الموت الذي يتعرض له المصابون والجرحى في مستشفيات سورية أخرى»، مضيفا: «لهذا السبب كان عدد هؤلاء كبيرا، وبالتالي كان سببا واضحا ليعمد النظام إلى ارتكاب جريمته بحقهم وحق أهاليهم».

ولفت الطبيب إلى أنه حتى الأطباء في المستشفيات الميدانية قد يضطرون في بعض الأحيان إلى العمل على ضوء الهواتف الجوالة أو البطاريات، في ظل قطع الكهرباء عن المناطق ولا سيما المنكوبة منها، أي حمص وحماه وإدلب.

الصبي مؤيد ينتظر الموت مع كل انفجار

عائلات سورية تحت صواريخ الأسد: حتى الأذان لم يعد يرفع في باب عمرو

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: هيثم التابعي

قالت أسرة سورية محاصرة في حي باب عمرو في مدينة حمص السورية إن النظام السوري يستخدم الطائرات الحربية بكثافة لدك الحي الذي تهدمت معظم أبنيته، وإن الصواريخ تسقط على الحي أشد من المطر، ووصفت الأسرة ما يحدث في الحي بأنه عملية إبادة منظمة بحق السكان، كاشفين أن مخزون المياه والطحين لديهم شارف على النفاد مع عدم القدرة على توفير المزيد منه، ومن ضمن الأسر التي تعيش تحت الحصار قال صبي اسمه «مؤيد» يبلغ من العمر 13 عاما إنه ينتظر الموت مع كل انفجار.

وقال مواطن سوري يدعى «طارق»، (24 عاما) تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت إن الآلاف من أهالي الحي محاصرون، ولا يمكن لهم الدخول أو الخروج منه، وتابع: «باب عمرو ليس مفصولا عن العالم فقط بل حتى عن باقي أحياء حمص»، مضيفا أن شوارع الحي نفسها مفصولة عن بعضها البعض.

ويختبئ طارق رفقة أربع عائلات أخرى في منزل من طابقين في مكان فضل ألا يذكره، ولا يوجد بمنزل طارق أقبية كبقية المنازل، لكن طارق الذي تحدث من غرفة مكتظة بـ13 مواطنا سوريا قال إن البيت آمن حيث إنه لا يقع في مرمى راجمات الصواريخ؛ لكن صوت تحليق الطائرات كان مسموعا أثناء التحدث عبر برنامج «سكايب» مع طارق وأسرته.

وكشف طارق أن 95 في المائة من بيوت الحي ليس بها أطعمة أو ماء، قائلا: «المؤن تنفد، لا يوجد خبز.. أتناول وجبة واحدة فقط في اليوم من البرغل أو ما تبقى من كسرات خبز».

وتابع أن الحي يتعرض للقصف بالطائرات الحربية بالإضافة لراجمات الصواريخ، مضيفا بقوله إن «الصواريخ تنهمر بهدف الإبادة.. يسقط صاروخ ثم يليه سبعة أو ثمانية صواريخ دفعة واحدة.. البيوت تنهار ولا نستطيع إنقاذ الناس من تحتها».

وقال طارق إن قناصة تابعين للجيش السوري يتمركزن في منطقة السكن الشبابي ومنطقة المدينة الجامعية، المشهورة بارتفاع أبنيتها التي تسيطر عليها قوات الجيش السوري، بغرض منع السكان من الخروج من بيوتهم، مضيقا أن العشرات يقتلون على أيدي القناصة يوميا، وأفصح طارق أن بعض القتلى قضوا في الأقبية بحالات اختناق من جراء الدخان المتصاعد من ضرب خط النفط في حمص.

وكشف طارق عن وجود نحو 1900 جريح بحي باب عمرو في وضع إنساني خطير ومتفجر، مضيفا أن المشفى الميداني تم قصفه ثلاث مرات، مما نتج عنه تدميره تماما، وقتل طبيب المشفى وعدة مسعفين، مشيرا إلى أن الجيش السوري استهدف كل مخابز الحي ودمرها تماما، بالإضافة إلى استهدافه المساجد قائلا: «مساجد باب عمرو كلها تهدمت.. ولم يعد يرفع الأذان في باب عمرو.. نحن نرفعه بأنفسنا».

وتابع: «الجيش السوري يستهدف صهاريج الوقود والماء فوق أسطح البيوت.. لقد أصبح وجودها مصدرا للموت لا مصدرا لمواصلة الحياة».

ووفقا لطارق، يعاني أطفال باب عمرو من حالات نفسية وعصبية بسبب أصوات الصواريخ والانفجارات، كما أن السلطات رفضت خروج النساء والأطفال من المدينة».

وقال الصبي مؤيد، وهو طفل محاصر في منزل طارق إن سبعة من رفاقه بالمدرسة قتلوا في الأيام القليلة الماضية، وبصوت سيطر عليه الخوف قال الصبي مؤيد عبر برنامج «سكايب» أيضا: «أريد الخروج من حمص.. فقدت متعة الحياة وأخشى من الموت مع كل ضربة صاروخ».

وتابع مؤيد، بصوت متحشرج، أنه شاهد أكثر من مرة منازل كاملة تنهار أمامه مما يخلف العشرات من القتلى تحتها، لكنه أضاف بنبرة غاضبة: «لا نستطيع أن نخرج المصابين من تحت الأنقاض رغم أننا نسمع أصواتهم».

وتابع مؤيد، الذي فر من بيته الواقع في مرمى راجمات الصواريخ: «لا أستطيع النوم أكثر من أربع ساعات باليوم فأصوات الصواريخ مرعبة وتوقظني من نومي».

الزبداني تتحول إلى منطقة منكوبة وتفتقد المياه والخبز والمواد الغذائية منذ أيام

ناشطوها خبأوا الجرحى في الحفر وجثث الشهداء في برادات الخضار

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

تعيش الزبداني ومحيطها أوضاعا حياتية وإنسانية قاسية جدا، بفعل اقتحام المدينة بنحو 25 ألف جندي مع مئات الآليات والمدرعات، وتحويلها إلى منطقة منكوبة ومحتلة بالكامل، وهو ما يحول دون تمكين الناس من دفن القتلى ومعالجة الجرحى الذين يسقطون بالعشرات.

وفي موازاة الوضع الميداني الذي يزداد صعوبة ساعة بعد ساعة، أعلن عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري كمال اللبواني، أن «الوضع الإنساني في مدينة الزبداني وفي مضايا وجوارهما، صعب للغاية». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المنطقة محرومة منذ أيام من الكهرباء والمياه والهاتف، وتفتقد إلى الخبز بعد أن قصف الجيش النظامي الفرن الآلي الكبير وعطله بالكامل، كما أحرق المخابز الصغيرة، والآن ينتظر الأهالي المحاصرون بعض الخبز الذي يهرب إليهم بصعوبة من بلودان».

وكشف اللبواني عن أن «عناصر الأمن والشبيحة الذين دخلوا الزبداني في الساعات الماضية أقدموا على تكسير المستشفى وتحطيم عيادات الأطباء بكاملها، وإحراق عشرات المنازل وسرقة المحلات التي تبيع المواد الغذائية لحرمان الناس من هذه المواد، وهو ما دفع بالناشطين إلى إخفاء الجرحى ببعض الأقبية والحفر خوفا من تصفيتهم، أما جثث الشهداء فوضعت داخل برادات الخضار والفواكه، التي يجرى تشغيلها على مولدات صغيرة، بانتظار أن تسمح الأوضاع بتشييعهم ودفنهم»، مشيرا إلى أن «المدارس والمؤسسات التعليمية مغلقة منذ أكثر من ثلاثة أشهر»، لافتا إلى أن «أعمال القصف (أمس) لم تقتصر على الزبداني ومضايا والجوار، إنما طالت منطقة بلودان التي سقط فيها عدد من الشهداء والجرحى، لأن بلودان تشكل متنفسا إنسانيا للزبداني»، موضحا أن «هذه المآسي الإنسانية تترافق مع حملات المداهمات والاعتقالات والتصفيات التي لم تتوقف، والتي تهدف إلى كسر إرادة أنباء المنطقة واستسلامهم، وهذا ما لن يحصل».

وردا على سؤال حول كيفية تمكن القوات النظامية من دخول الزبداني التي كانت عصية عليها لفترة طويلة، أجاب «كان الشباب (الثوار) ملازمين لمداخل المدينة الأربعة ويمنعون أي اختراق لها، عندها لجأ الشبيحة إلى إحضار جرافات ضخمة جدا، تمكنوا عبرها من إزالة منازل بالكامل، وأحضروا مختصين بالمتفجرات عمدوا إلى تفكيك العبوات التي كانت منصوبة في بعض النقاط، وقد صدهم المقاتلون وتمكنوا من تدمير ما بين 18 و23 دبابة بالكامل، وبعد هذا الدخول انسحب المقاتلون تكتيكيا إلى أطراف المنطقة، تحضيرا لعمليات سينفذونها عندما تحين الفرصة المواتية لهم».

أضاف «إن ما نشهده اليوم من قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد، ليس حربا تشن بوجه ثوار ومعارضين، إنما هو تدمير ممنهج للدولة السورية، وهو يحرص على تدمير الجيش السوري، بقدر حرصه وإصراره على إبادة الشعب السوري، عبر زج الجيش في مواجهة مع الشعب، فالأسد يسعى إلى إنهاك وتدمير الجيش السوري حتى لا يرتد هذا الجيش عليه في القريب من الأيام، لأن ذلك يمكنه من إنشاء الدولة العلوية في الساحل السوري تكون محمية من روسيا وإيران، والظاهر أن مدعي المقاومة والممانعة يطبقون فعليا المشروع الصهيوني بإنشاء دويلات طائفية في المنطقة».

الأسد يعلن أن الإصلاح يجري في موازاة إعادة الأمن.. والمعارضة تحذر من حرب أهلية

نائب وزير الخارجية الصيني يدعو بعد لقائه الرئيس السوري إلى الحوار ووقف العنف

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

عاد الرئيس السوري بشار الأسد، وأكد بعد لقائه نائب وزير خارجية الصين تشاي جيون أن «ما تتعرض له سوريا يهدف بشكل أساسي إلى تقسيمها وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي في المنطقة»، وهو رغم ذلك لا يزال ماضيا في مسيرة الإصلاح السياسي وفق خطة واضحة وجداول زمنية محددة. ومن جهته، أعلن المبعوث الصيني أنه وضع الأسد في صورة موقف بلاده من المسألة السورية، الذي يتمثل في دعوة الحكومة السورية وجميع الأطراف المعنية إلى الحوار والوقف الفوري لأعمال العنف ضد المدنيين وضرورة استعادة الاستقرار والنظام الطبيعي في سوريا بأسرع وقت ممكن، لأن التنمية والاستقرار أمران يصبان في مصلحة جميع أبناء الشعب السوري، لأنه في ظل الظروف المستقرة فقط يمكن لسوريا أن تجري إصلاحا سياسيا شاملا. كما أعرب جيون عن أمله في أن يجري الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في سوريا والانتخابات البرلمانية في المرحلة القادمة بصورة سلسة.

وكان تشاي جيون التقى، أمس، عددا من رموز المعارضة السورية في دمشق، بينهم المعارض والناشط والكاتب السوري البارز، لؤي حسين.

وصرح حسين لوكالة الأنباء الألمانية، عقب اللقاء، بأنه أكد أن أهم القضايا بالنسبة للمعارضة هي قضية عنف السلطات، لافتا إلى أن الدبلوماسي الصيني أخبره بأنه دعا القيادة السورية إلى وقف العمليات العسكرية. وجرى اللقاء في مقر السفارة الصينية بالعاصمة السورية، دمشق.

وتعليقا على موقف الرئيس السوري، اعتبر عبد الباسط سيدا عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أن كلام الأسد الذي لا يزال يصر فيه على الاستمرار في الحل الأمني القمعي الذي تحول إلى إعلان حرب على شعبه، هو دليل واضح على أنه لا يعيش واقع ما يحصل في سوريا من القتل والمظاهرات التي تتسع دائرتها يوما بعد يوم، منذ 11 شهرا، ويحاول أن يتصرف مع كل العالم وكأن الأمور في سوريا هي طبيعية. وقال سيدا لـ«الشرق الأوسط»: «الكل بات على يقين أن سوريا تتجه نحو المزيد من العنف، والواقع الذي لم يعد مقبولا بكل المعايير أصبح مفتوحا على كل الاحتمالات، وقد يخرج عن السيطرة، إذا لم يتم اتخاذ موقف سياسي دولي». وأضاف أن «الشعب السوري إذا فقد الأمل بالجامعة العربية والمجتمع الدولي أمام تزايد وتيرة القتل، سيعتمد عندها على نفسه، وهذا الحل سيؤدي بالبلاد نحو العسكرة والحرب الأهلية، وها نحن وصلنا إلى أبواب التسلح الذاتي وبدأ كل فريق يبحث عن أمنه الخاص، وإذا لم يتم العمل على الحد من هذه المخاطر، فلن تكون عندها هذه الآثار السلبية محصورة في سوريا بل ستمتد إلى الجوار الإقليمي». ولفت سيدا إلى أنه «رغم كل ما يحصل في سوريا، لا يزال المجال مفتوحا أمام إيجاد حلول، لكن الأهم من ذلك البحث عن حلول جدية وجذرية وليس الاكتفاء بالمسكنات التي لم تعد تكفي، مع التأكيد على أن النظام بات جزءا من الماضي». وفيما يتعلق بكلام جيون ودعوته إلى الحوار بين الأطراف السورية، قال سيدا «إن هذا الإصلاح والحوار بين المعارضة والنظام الذي تطرحه الصين كان مطلبنا في بداية الثورة وكي يقود الرئيس مسيرة الإصلاح بنفسه، لكن اليوم وبعدما وصل عدد القتلى إلى أكثر من 10 آلاف وآلاف الجرحى والمعتقلين، لم يعد مقبولا لا الحوار ولا الإصلاح الذي يدعيه الأسد». وسأل «عن أي إصلاح أو حوار يتحدثون، وها هو ألغى قانون الطوارئ وأمر بإرسال فرق الموت والدبابات إلى المناطق السورية؟». وأضاف «خبرتنا مريرة مع هذا النظام الذي يقول شيئا وينفذ أمرا آخر، هو يعيش على الخداع، وخير دليل على ذلك هذا الدستور الجديد المفصل على قياس النظام».

وفي حين لفت سيدا إلى أنه كان هناك تواصل في فترة سابقة مع الصين وروسيا، قال «لا ننكر أن كلا من هذين البلدين يمثل قوة عظمى، وندرك أن هناك تنافسا بين القوى الكبرى وموقف روسيا هو جزء من هذه الحالة، لكن نرفض أن يكون هذا التنافس على حساب سوريا وشعبها، ونرجو بالتالي من الصين وروسيا أن تعيدا حساباتهما وتقفا إلى جانب الشعب السوري».

من جهته، اعتبر ماجد حبو، عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية، أن روسيا والصين تتبنيان خطاب الأسد الذي فقد مصداقيته عند الشعب بعدما بقي يعد بالإصلاح 12 سنة، ويقف خلف هذا الموقف مصالح كل من الدولتين التي لا تتوافق مع مصالح الشعب السوري. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «النظام يحمل لواء الدعوة إلى الحوار بموازاة تمسكه بالحل الأمني، وهذا ما قاله ولا يزال يكرره الأسد منذ بدء الثورة السورية، فيما نحن نؤكد أن أي حوار يجب أن يكون مبنيا على مقدمات أولية للوصول إلى الحوار، ولا سيما منها، وقف الحل الأمني للانتقال بعده إلى حوار يهدف إلى الانتقال السلمي للديمقراطية في سوريا، لكن المشكلة تكمن في أن هذا النظام لن يتخلى عن هذا الحل وهو لا يزال رهين مجموعة عسكرية أمنية»، مضيفا «وها هي نتائج هذا الحل الأمني الذي لا يزال الأسد يصر عليه، المرعبة بدأت تظهر على الأرض من خلال ملامح التموضع الطائفي والتسلح الذي بدأ يظهر في مناطق سورية عدة، لا سيما في حمص وإدلب وريف دمشق، وهذا كله سيؤدي في النهاية إلى حرب بين الشعب الواحد».

من هنا يرى حبو أنه «في ظل اتجاه الأزمة السورية نحو التدويل، المطلوب اليوم من الجميع، لا سيما المعارضة، إعادة الثورة إلى أبنائها».

أشتون تلتقي العربي وبان كي مون في لندن لبحث الوضع في سوريا

باحث أوروبي يطالب باللجوء إلى الصفقات على غرار ما حدث في اليمن وتعيين مبعوث دولي

جريدة الشرق الاوسط

بروكسل: عبد الله مصطفى

قالت المفوضية الأوروبية ببروكسل، إن منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون، ستلتقي كلا من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الخميس المقبل في لندن على هامش مؤتمر حول الصومال، وأكدت المفوضية مشاركة أشتون أيضا في مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر في تونس في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وحسب مصادر داخل المؤسسات الاتحادية الأوروبية، سيشكل مؤتمر لندن فرصة للتباحث بين أشتون وكل من بان كي ومون والعربي، حول تطورات الملف السوري، وتنسيق المواقف قبيل انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس. وجاء الإعلان من جانب بروكسل عن المشاركة الأوروبية في هذه الاجتماعات، بالتزامن مع صدور بيان عن مكتب أشتون، حول محادثاتها التي أجرتها في واشنطن مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وتضمن البيان تصريحات أشتون حول الملف السوري، التي قالت فيها إن الوضع في سوريا مثار قلق بالغ بسبب استمرار العنف في البلاد.

وأشارت إلى أن الموقف الأوروبي كان واضحا عندما طالب بضرورة إزالة المعوقات التي تسمح بالتحول وقالت «كنا واضحين وقلنا ينبغي على الرئيس الأسد التنحي وإفساح المجال أمام عملية، تجمع الشعب السوري بجميع طوائفه، في إطار عملية شاملة تدفع البلاد إلى الأمام»، كما أشادت أشتون بدور نبيل العربي وقيادته للمجتمع العربي وبالتنسيق والعمل الحثيث مع المجتمع الدولي، وحول اجتماع تونس قالت أشتون إنه سيتيح الفرصة للنظر في الكيفية التي يمكن بهـــا دعم الجهود الإنسانية خصوصا.

وأشارت إلى إمكانية عمل مشترك مع الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مثلما حدث في الوضع الليبي، واختتمت قائلة «أتمنى أن أرى المجتمع الدولي يسعى لإيجاد حلول تضع نهاية لما يحدث في سوريا»، وفي بروكسل، نقلت تقارير إعلامية أوروبية أجواء من مقال كتبه الباحث لدى المركز الأوروبي للإصلاح إدوارد بيرك، وذكر فيه أن روسيا ليست مخطئة تماما في موقفها تجاه سوريا، مشيرا إلى وجود عدة مصالح ومخاوف لدى موسكو تبرر رفضها التصويت في مجلس الأمن الدولي لصالح قرار ضد هذا البلد. وأوضح الباحث في مقال نشرته وسائل إعلام بلجيكية ناطقة بالفرنسية أن لا مصلحة لروسيا بتغير نظام الرئيس السوري بشار الأسد، «لأن النظام يشتري السلاح ويوفر لها قاعدة عسكرية في المنطقة». وأضاف أن روسيا تعارض التدخل الغربي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية من حيث المبدأ، كما أنها لديها مخاوف من أن تؤدي حركات التغيير في العالم العربي إلى استيلاء الإسلاميين على السلطة. ويرى الباحث أن روسيا ترى، على الرغم من ذلك، ألا مفر من التغيير في سوريا، «إلا أن روسيا تريد تغيرا يحافظ على مصالحها، ومن هنا ترى أن خطة الجامعة العربية ستؤدي إلى انهيار مفاجئ للسلطة من دون أي بديل موثوق به، مما سيؤدي إلى الفوضى».

وأشار إلى أن الكرملين يقول إنه يتعامل بواقعية مع الأزمة السورية، «ولكنه يريد أن يحافظ على اعتزازه بعرقلة أي تحرك غربي»، كما جاء في مقال الباحث. وعبر الباحث عن قناعته بأن الغرب وضع نفسه في مأزق، وقال «لقد أساءوا فهم الوضع السوري في الغرب، ولذلك فكل ما قاموا به لن يؤدي إلى نتيجة تذكر». وفسر إدوارد بيرك كلامه بالقول إن الغرب لم يفعل شيئا ملموسا من أجل معالجة الأزمة السورية، مكتفيا بإدانة العنف ودعوة الرئيس الأسد للتنحي، «نقدر أن تنحي الأسد بحد ذاته لن يحل المشكلة، كما أن الغرب أفرط في تقدير ضعف النظام وقوة المنشقين»، على حد وصفه. وأشار إلى أن النظام السوري يعرف أن خطة الجامعة العربية وتهديداتها لن تؤدي إلى شيء، كما أن قيام الغرب بتقليص تمثيله الدبلوماسي قد أضر المعارضة وليس النظام، على حد تقديره. ورأى إدوارد بيرك أن المطلوب الآن لحل الأزمة السورية هو «خلق شروط ملائمة للبدء بحوار دبلوماسي والبحث عن صفقات على غرار ما حدث في اليمن»، حيث تم إعطاء ضمانات لعلي عبد الله صالح. وأضاف أن الوقت قد حان لتعيين مبعوث دولي لسوريا يقوم بمهمة التفاوض مع المعارضة والسلطة، إذ يستحيل، برأي الباحث، على الغرب أو جامعة الدول العربية القيام بدور قيادي يحظى بثقة كافة الأطراف السورية على الساحة لإيجاد نهاية للأزمة.

قوات الجيش العراقي تعتقل أكرادا سوريين وتسوقهم إلى مقر الاستخبارات

ناشطة سورية تتخوف من تسليمهم إلى نظام الأسد

جريدة الشرق الاوسط

أربيل: شيرزاد شيخاني

أبلغت ناشطة كردية سورية «الشرق الأوسط» أن «قوات تابعة للجيش العراقي اعتقلت مجموعة من العمال الأكراد السوريين كانوا يعملون في حفر آبار المياه بمنطقة تابعة لمحافظة كركوك، وساقتهم إلى بغداد»، مشيرة إلى أن «اعتقال هؤلاء جاء بذريعة انتهاء مدة صلاحية جوازات سفرهم».

وقالت روشن قاسم، الناشطة السياسية في اتصال مع «الشرق الأوسط»، «إن قوة تابعة للفرقة الثانية عشرة المنتشرة حول أطراف كركوك اعتقلت تسعة أشخاص، بينهم عدد من الأكراد السوريين، وساقتهم إلى بغداد، ووجهت إليهم تهمة الوجود غير الشرعي في البلاد، على أساس انتهاء مدة نفاذ جوازات سفرهم، وقد اتصلت بآمر أحد الأفواج بالفرقة المذكورة فأكد لي أنهم سفروا المعتقلين إلى مقر الاستخبارات العسكرية ببغداد، ونحن في الحقيقة نشعر بقلق بالغ من مصيرهم، لأن علاقة حكومة نوري المالكي مع النظام السوري أكثر من جيدة، ونخاف أن يسلمهم المالكي إلى سوريا، أو يقايضهم بصفقة مع نظام بشار الأسد». ولفتت قاسم إلى أن «هذه التهمة لا تستوجب مثل هذا التعامل القاسي مع هؤلاء العمال الذين جاؤوا إلى إقليم كردستان بحثا عن لقمة العيش، وهم مجرد عمال يعملون في حفر الآبار، وهم بطبيعة الحال لا يستطيعون مراجعة السفارة السورية ببغداد مثل جميع السوريين الموجودين في كردستان، لأن السفارة تحولت إلى فرع للمخابرات السورية، والكل يخافون من مراجعتها لكي لا يعادوا إلى سوريا، التي ستتعامل السلطات الأمنية معهم بكل تأكيد على اعتبارهم إرهابيين، ولذلك فإن انتهاء نفاذ جوازات سفرهم لا يبرر مطلقا تسفيرهم إلى بغداد وتسليمهم إلى سلطات نوري المالكي، التي لا تتوانى حسب اعتقادنا عن التضحية بهم بتسليمهم إلى مصير مظلم بإعادتهم إلى سوريا ومواجهتهم القتل على أيدي السلطات الأمنية».

وللتحقق من هذا الخبر، اتصلت «الشرق الأوسط» بمصدر رفيع المستوى في قيادة الفرقة الثانية عشرة، الذي أكد أن «عملية اعتقال هؤلاء العمال ليست من اختصاصات قوات الجيش العراقي، بل هي مهمة قوات الشرطة». وكشف المصدر، وهو ضابط كبير في الفرقة، مشترطا عدم الكشف عن اسمه، عن تفاصيل مثيرة للحادث وقال «جاءت مفرزة من قيادة الاستخبارات العامة ببغداد ونصبت كمينا لهؤلاء العمال البسطاء واعتقلتهم جميعا، ثم أخذتهم معها إلى بغداد، وفي الحقيقة استغربت أنا من مثل هذه العملية العسكرية لأنها ليست من اختصاصات الجيش العراقي، بل هي من مهام قيادة شرطة المحافظة، وبعد أن اتصلت بمصادري في قيادة الفرقة تبين أن تلك المجموعة جاءت من بغداد بعد أن تلقت قيادة الاستخبارات معلومات استخباراتية بوجودهم في منطقة (كيوان) التابعة لمحافظة كركوك، وهي منطقة تخضع لسيطرة قيادة الفرقة الثانية عشرة، وعلى ما أعتقد فإنه يبدو أن المعلومات التي نقلت إلى قيادة الاستخبارات قد أكدت لهم أن هؤلاء العمال يعملون في حفر الآبار النفطية، مع أنهم حسب علمي يعملون في حفر آبار المياه الارتوازية، ولا علاقة لهم بحفر الآبار النفطية، لأنه لو كان الأمر كذلك لاحتاج الأمر إلى معدات ومكاتب للشركات ومهندسين ومجموعة كبيرة من الفنيين، ولكن هؤلاء لم يكن معهم أي شخص، ولذلك أستبعد عملهم في حفر الآبار النفطية كما تزعم قيادة الاستخبارات».

وأضاف أن «ما حصل أمر غريب وخارج عن السياقات المعهودة، لأنه من غير المعقول أن تأتي قوة خاصة من بغداد وتنصب كمينا لاعتقال عدد من الأشخاص حتى لو كانوا متهمين بقضايا الإرهاب، فإن الجهة المعنية بالأمر هي قوات الجيش المنتشرة في المنطقة التي يشتبه في أن يكون فيها إرهابيون، أما اعتقال المدنيين فهو من اختصاص قوات الشرطة، ولذلك الأمر غريب حقا ولا يستدعي استقدام قوة خاصة من الاستخبارات ونصب الكمين لاعتقال هؤلاء، لذلك من حق عوائلهم وأصدقائهم أن يشعروا بالقلق والخوف على مصيرهم».

المجلس الوطني السوري يحذر من توزيع النظام كمامات واقية على جنوده في حمص

الغضبان لـ «الشرق الأوسط»: لا نستبعد أن يقوم بحرب إبادة على أحيائها

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

حذر رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، من «نية نظام الرئيس السوري بشار الأسد ارتكاب جريمة كبرى في مدينة حمص»، موضحا أن «النظام قام بتوزيع كمامات واقية من الغازات السامة على جنوده في المدينة».

وأوضح غليون أن «ذلك يعتبر دليلا على إمكانية إقدام النظام على ارتكاب جريمة كبيرة بحق المدنيين في حمص».

في هذا السياق، قال الناشط في تنسيقية حمص، أبو علي جعفر، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن على يقين من أن النظام يستخدم الغازات السامة وبشكل جزئي كي لا يتم كشف أمره. هو كان يستخدمها في المناطق السورية التي لا تحظى بتغطية إعلامية واسعة، لكننا اليوم لا نستبعد أن يستخدمها بشكل كثيف في حمص بعدما لمسنا نيته إبادة أهلنا لأنهم يدعمون الجيش السوري الحر».

ولفت أبو علي إلى أن «الناشطين في حمص كانوا يسعون في بادئ الأمر لسحب المدنيين من بابا عمرو باتجاه مناطق أكثر أمانا، وهو ما أصبح مستحيلا اليوم». وأضاف: «الأعداد الحقيقية للقتلى تختلف كليا عن الأعداد التي يتحدث عنها الإعلام يوميا؛ فهي أكثر بكثير، خاصة مع افتقارنا إلى المواد الغذائية والطبية، مما يؤدي إلى موت أعداد كبيرة من الجرحى».

بدوره، أوضح عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، نجيب الغضبان، أن «العميد المنشق مؤخرا من مدرسة القوى الجوية في حمص هو من كشف عن توزيع النظام كمامات واقية من الغازات السامة على جنوده في المدينة»، لافتا إلى أن «هذه المعلومة تتردد كثيرا في أوساط الجنود المنشقين». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نستبعد أن يقوم النظام بحرب إبادة على أحياء حمص وبالتحديد على بابا عمرو والإنشاءات والخالدية؛ لأنها مثلت صمود الثورة السورية، وهو سيسعى بكل ما توافر له من قوة لكسر إرادتها. من قتل أكثر من 600 شخص في مدينة واحدة خلال 20 يوما لن يتوانى عن استخدام غازات سامة أو أسلحة كيميائية لإبادة ما تبقى من أهلها».

وتوجه الغضبان للمجتمعين العربي والدولي محملا «إياهما نتائج أي حرب إبادة قد يشنها النظام»، داعيا «وبأسرع وقت ممكن إلى إنشاء ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين في حمص، خاصة بعدما بات من المستحيل مدهم بأي مواد غذائية أو طبية أساسية»، وأضاف: «هم يجمعون مياه الشتاء ليشربوا ويأكلوا الخبز اليابس.. لم يعد مسموحا في العام 2012 أن يمارس النظام عملية تجويع وحصار وإذلال وإبادة لأهالي منطقة بكاملها، مما سيؤدي إلى نتائج مماثلة لمجزرة حماه عام 1982».

ولم تستبعد مصادر ميدانية أن «يعمد النظام إلى اقتحام بابا عمرو في وقت قريب حتى لو كانت التكلفة البشرية مرتفعة جدا»، مستبعدة «اللجوء لاستخدام أسلحة كيميائية؛ لأنها ستؤثر كثيرا على صورته أمام المجتمع الدولي وبالتحديد أمام روسيا والصين».

هذا وقد أظهر فيديو تم تعميمه على صفحات «الثورة السورية» رضيعا لم يتخطَّ عمره الـ3 أيام مصابا بشظايا قذيفة في بابا عمرو.

إيران ترسل سفينتين حربيتين لشواطئ سوريا لتعضيد نظام الأسد

مصدر أميركي لـ «الشرق الأوسط»: قلقون من دخول سفن إيرانية المتوسط

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: عبد الستار حتيتة واشنطن: محمد علي صالح

قالت مصادر إيرانية ومصرية، أمس، إن سفينتين حربيتين إيرانيتين مجهزتين بأجهزة تنصت ومراقبة عن بعد، عبرتا قناة السويس في طريقهما إلى السواحل السورية، على البحر المتوسط، لتقديم العون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ونقل احتمالات المواجهة بين إيران والدول الغربية إلى سوريا، بدلا من إيران. وأعلن قائد البحرية الإيرانية، الأميرال حبيب الله سياري، أن الأسطول الثامن عشر التابع للبحرية الإيرانية دخل، أمس، مياه البحر المتوسط، بعد عبوره لقناة السويس. ووفقا لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية، قال سياري إن سفنا حربية إيرانية قامت، أمس، بعبور قناة السويس للمرة الثانية، منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، وإن هذا الأسطول سينقل رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة، وسيثبت للعالم قوة إيران.

وقال مصدر أمني مصري، وهو مسؤول سابق عن الملف الإيراني في إحدى المؤسسات الأمنية الاستراتيجية، إن الأسطول الذي عبر قناة السويس مزود بنظم للتنصت والمراقبة عن بعد، معربا عن اعتقاده في أن يكون هدف إيران من وراء ذلك هو «التنصت ومراقبة تحركات المعارضة السورية، خاصة الجيش السوري الحر، بالإضافة إلى التنصت والمراقبة للتحركات العسكرية الإسرائيلية بشأن هجوم محتمل على إيران». ويقول المراقبون إن تحرك الأسطول الحربي الإيراني في البحر المتوسط، يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين طهران والغرب توترا بسبب الاتهامات الموجهة إلى طهران بمحاولة تطوير أسلحة نووية تحت غطاء برنامجها النووي المدني، وكذا بسبب محاولة إيران تقديم العون للنظام السوري. وتقول طهران إن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وتقر بمساندتها للنظام السوري.

وعن تفسيره لتحرك هذه السفن الإيرانية في هذا التوقيت، قال الخبير الاستراتيجي، جمال مظلوم، الأستاذ بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية: «نحن نعلم الظروف التي تمر بها سوريا حاليا، والتوتر الموجود، وقد يكون هذا دعما للنظام السوري في الأوضاع التي يمر بها، خاصة بعد قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، يوم الخميس الماضي، بإدانة سوريا»، مشيرا إلى ضرورة الأخذ في الحسبان «الأوضاع المتوترة في سوريا، وسقوط المزيد من الضحايا، كل يوم»، وأضاف: «أتصور أن هاتين السفينتين تهدفان إلى دعم سوريا في ظل علاقة إيران مع سوريا وحزب الله».

ووفقا للمصادر الأمنية المصرية، فقد وصلت السفينتان الإيرانيتان بالفعل إلى ميناء طرطوس السوري، وهما سفينة الإمداد «خارك»، والمدمرة «الشهيد قندي»، بعد أن حصلتا على التراخيص اللازمة من السلطات المصرية لعبور قناة السويس، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تعبر فيها هاتان السفينتان قناة السويس إلى البحر المتوسط منذ تولي النظام الديني المتشدد في إيران نظام الحكم، أواخر السبعينات من القرن الماضي. وكانت السفينتان عبرتا القناة من قبل في مثل هذا الوقت من العام الماضي، في إطار ما تقول إيران وسوريا إنه «تعاون بين البلدين في مجال التدريب».

وعما أفادت به بعض المصادر من أن إيران تستغل سوريا لإبعاد الصراع عن أراضيها، ونقلها إلى البحر المتوسط، قال جمال مظلوم إن هذا احتمال موجود، ويمكن بهذه الطريقة أن تبعد إيران الأنظار بعيدا عن أراضيها، و«أود أن أضيف أنه كون إيران تبعث قطعتين بحريتين تعبران قناة السويس، والذهاب إلى سوريا، يعد بمثابة استعراض عضلات من الجانب الإيراني، تجاه التهديدات والتلميحات من الإدارة الأميركية وإسرائيل بصدد التخطيط للعدوان على إيران بسبب برنامجها النووي».

وأهم حليفين لطهران، بعد العراق، هما النظام السوري وحزب الله اللبناني، ويقول المراقبون إن إيران تشعر بمرور الأيام بوطأة العقوبات الاقتصادية على نظامها، وعلى نظام حليفيها بالمنطقة (الأسد، وحسن نصر الله)، إضافة إلى «زيادة وتيرة عمليات الجيش السوري الحر (المنشق) ضد نظام بشار الأسد، وهو أمر يقلق حكام طهران، كما يقلقها التصعيد الغربي تجاه برنامجها النووي».

ومن المقرر أن ينتهي توم دونيلون، مستشار الأمن القومي الأميركي، من إجراء محادثات في إسرائيل تستغرق يومين. وأشار مظلوم إلى هذه الزيارة بقوله إنها مخصصة لبحث الملف الإيراني والملف السوري، وأضاف: «أتصور أن ما قامت به إيران من إرسال للسفينتين الحربيتين للبحر المتوسط، ما هو إلا رد فعل تريد أن تقول من خلاله إنها موجودة وليست مختبئة، وإنها تتصرف كدولة ذات سيادة تريد أن تظهر قوتها أمام الرأي العام».

وحول ما يقال من أن تشديد الحصار حول سوريا هو بالأساس موجه إلى إيران، وأن إسقاط نظام بشار يعد ضربة قاصمة للنظام الإيراني، قال مظلوم: «إن هذا صحيح، وإن محاولة تغيير النظام في سوريا، هي خطوة للوصول إلى إيران.. سقوط النظام السوري الحالي المتعاون مع إيران يمثل ضربة صارمة لإيران في الأساس».

ومن جانبه، قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن الخارجية الأميركية «قلقة» على هذه التطورات. وتراها «تصعيدا» للوضع السوري، وذلك للاعتقاد بأن إيران وفنزويلا تتحالفان، ليس فقط في تأييد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، ولكن أيضا في تصعيد مواجهة عسكرية في المنطقة بسببه.

وقال المصدر: «كررت الوزيرة (هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية) أن الولايات المتحدة تضع كل الخيارات على الطاولة، فيما يخص تدهور العلاقات مع إيران، واستمرار إيران في إنتاج أسلحة نووية، وتهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز». وكررت الوزيرة أن تأييد إيران لنظام الأسد ليس فقط رهانا خاسرا، لأن الأسد ساقط عاجلا قبل أن يكون آجلا، ولكن، أيضا، لأن التأييد يثبت المطامع التوسعية لإيران في المنطقة، خاصة دعمها لسوريا ولحزب الله في لبنان».

وأضاف المصدر: «الآن، يبدو أن إيران تصعد المواجهة، وترسل سفنا حربية لتأييد الأسد. هذا أكثر من رهان خاسر، هذا تمهيد لمواجهات عسكرية»، وقال: «رأينا في إيران وفي نظام الأسد واضح ومكرر. الآن، الكرة في ملعب الدول العربية لتواجه هذا التصعيد العسكري من جانب إيران. الآن، يبدو أن الموضوع ليس إرسال مراقبين فقط، وأنه ربما بداية مواجهة عسكرية مع إيران، ليس بسبب مضيق هرمز، ولكن بسبب حماية نظام الأسد، وهو نظام يعرف كل العالم تقريبا أن أيامه صارت معدودة».

ورفض المصدر التعليق على ردود الفعل الإسرائيلية على دخول السفن العسكرية الإيرانية البحر الأبيض المتوسط. وقال إن الإسرائيليين يقدرون على التعليق على هذه التطور.

وأيضا، رفض المصدر تصور سيناريو لتنسيق بين السفن العسكرية الإيرانية والسفن العسكرية الروسية، في شرق البحر الأبيض المتوسط. ولاحتمال مواجهات مع الأسطول الأميركي في البحر الأبيض المتوسط. وقال إنه يأمل ألا تصل الأمور إلى هذا الحد.

وعن إرسال سفن من فنزويلا تحمل نفطا إلى سوريا، قال المصدر: «في السنة الماضية، ضمن قرارات مقاطعة نظام الأسد، وضعنا شركة النفط السورية في القائمة. وفعل الاتحاد الأوروبي نفس الشيء. وبالنسبة لفنزويلا، وضعنا شركتها البترولية الحكومية (بي دي في إس إيه)، في قائمة المقاطعة بسبب خرقها لقوانين مقاطعة إيران».

وكانت وكالة «رويترز»، نقلت أمس أن فنزويلا أخذت في الظهور كمورد نادر للنفط إلى سوريا. وأنها، بهذا، تقوض العقوبات الغربية على الحكومة السورية. كما أنها تصعد المواجهة العسكرية في سوريا لأن النفط لا بد أن يساعد قوات الأسد، وأن شحنة النفط الفنزويلية فيها ديزل يمكن استخدامه لدبابات قوات الأسد. ويتوقع أن يصل النفط الفنزويلي هذا الأسبوع إلى ميناء بانياس السوري، على ظهر السفينة الفنزويلية «نيغرا هيبوليتا». ويمكن أن تكون قيمة الشحنة 50 مليون دولار تقريبا.

وأشارت «رويترز» إلى أن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز مؤيد قوي للرئيس السوري بشار الأسد، وللرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، اللذين يواجهان ضغوطا ومجموعة كبيرة وقوية من العقوبات الغربية، وأن شافيز لا يزال يدافع عن العقيد الليبي المقتول، معمر القذافي.

وحول الشحنات النفطية إلى سوريا، وإذا كانت ستستخدم لأغراض عسكرية، قال شافيز إن فنزويلا لم تطلب من الولايات المتحدة تفسيرا لما فعلته بالنفط الذي تبيعه لها فنزويلا، وبالتالي لا يقدر أحد على أن يملي على فنزويلا ما تفعل بنفطها.وقال: «نحن أحرار. نحن بلد حر».

وفي سياق آخر، ضبطت السلطات السويسرية في 2010 و2011 معدات مراقبة للهواتف الجوالة، كانت مرسلة إلى سوريا وإيران، كما قال مسؤول في هيئة مراقبة التصدير.

وأوضح رئيس عمليات مراقبة تصدير المنتجات الصناعية داخل أمانة الدولة للاقتصاد، يورغن بولر، في إطار برنامج تلفزيوني ألماني مساء الجمعة، إن السلطات السويسرية أوقفت شحنتي معدات تجسس كانتا مرسلتين إلى هذين البلدين في 2010 و2011.

وقد حاول مزودون أوروبيون، لم يذكر البلد الذي ينتمون إليه، إرسال هاتين الشحنتين إلى سوريا وإيران عبر سويسرا، لكن الجمارك السويسرية ضبطتهما عند الحدود.

ولا تستطيع الشركات السويسرية بيع هذا النوع من المعدات من دون موافقة السلطات المكلفة مراقبة التصدير.

وحذرت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان من تصدير معدات تجسس إلى بلدان مثل إيران وسوريا حيث تستخدم، بحسب قولها، لمراقبة المعارضين وتتبع تنقلاتهم وقراءة بريدهم الإلكتروني ورسائلهم عبر الهواتف الجوالة.

الجيش اللبناني متأهب لمواجهات محتملة بين السنة والعلويين

بعد تنظيم مظاهرة ضد نظام الأسد عبر ميادين طرابلس الرئيسية

جريدة الشرق الاوسط

طرابلس (لبنان): جوش وود*

في شارع طويل يعمل كحد فاصل، يعج بالتقلبات في معظم الأحيان، بين أكثر ضاحيتين اهتياجا في طرابلس، ثاني أكبر مدينة لبنانية، تتخذ ناقلات الجنود المسلحة التابعة للجيش اللبناني المزودة بمدافع رشاشة عيار 50 مواقعها في كل ركن. وتجوب المنطقة قوات تحمل بنادق هجومية طراز «إم 16»، يدخن أفرادها السجائر بجانب أطلال المباني التي دمرت بفعل الطلقات النارية والتفجيرات.

يبدو الانتشار المكثف للجيش اللبناني على طول الشارع الذي يحمل اسم «سوريا» هو الشيء الوحيد الذي يمنع ميليشيات السنة المعارضين للأسد والميليشيات العلوية المؤيدة له في المنطقتين المتناحرتين من مواصلة معركة استمرت على مدار يومين خلال نهاية الأسبوع.

لقد اعتادت الميليشيات بضاحيتي باب التبانة السنية وجبل محسن العلوية الدخول في اشتباكات منذ انتهاء الحرب الأهلية. على المستوى السياسي، ظل العلويون هنا منذ فترة طويلة على مقربة من نظام الأسد، الذي تنتمي قيادته إلى نفس الطائفة الشيعية. وقد أضمر كثيرون من بين السكان السنة الذين يشكلون نسبة ضخمة في طرابلس مشاعر عداء قوية تجاه الحكومة السورية بعد أن احتلت القوات السورية أجزاء من لبنان في الفترة من 1976 إلى 2005.

ويلقي اتجاه سوريا نحو حرب أهلية بثقله على لبنان، وبالأخص في طرابلس وباقي أنحاء شمال البلاد. ومع تصاعد الأحداث بالجوار، احتدمت التوترات في جبل محسن وباب التبانة، مع نظر السكان لأنفسهم كجزء من الصراع السوري.

ويمكن الاعتقاد على محمل خاطئ اليوم بأن باب التبانة هو مقاطعة تابعة للجيش السوري عبر الحدود: شعارات مكتوبة على الجدران تطالب بإسقاط نظام الأسد، وعلم المعارضة السورية الذي يحمل الألوان الأخضر والأبيض والأسود معلق على الحوائط وأغلفة الرصاصات متناثرة في الشارع.

ومن منحدر التل شديد الانحدار في ضاحية جبل محسن، تظهر صورة ممتدة لستة طوابق لرفعت عيد، رئيس الحزب السياسي الرئيسي التابع للأقلية العلوية اللبنانية، تواجهها ملصقات للرئيس بشار الأسد.

«نحن نعلم أنه وقتما تسير الأمور في حمص على ما يرام بالنسبة للجيش السوري، فإنها تكون سيئة هنا»، هذا ما قاله عيد رئيس الحزب العربي الديمقراطي. وأشار عيد إلى أن الميليشيات السنية حرضت على آخر معركة وقعت وهاجمت هذه الضاحية انتقاما لهجوم مفرط في شدته شنته الحكومة السورية على معقل المعارضة في حمص، ذلك الهجوم الذي بدأ هذا الشهر.

وأشار سكان باب التبانة إلى أن قوات الجيش اللبناني شنت هجوما على ضاحيتهم من مواقع كائنة في جبل محسن. إلا أن «هذه المعركة لم تكن بيننا وبين الجيش، بل كانت بيننا وبين جبل محسن»، هذا ما قاله أسعد الحايك، أحد سكان باب التبانة الذي رأى منزله يدمر جراء القتال. وأضاف أنه لم يصدق أن الجيش كان «يصوب نيرانه بهدف القتل».

واندلعت آخر معركة ظهيرة يوم الجمعة الماضي، عقب ساعات من تنظيم أحزاب سلفية مظاهرة ضد نظام الأسد عبر ميادين طرابلس الرئيسية. وبينما ملأ صوت إطلاق النار جنبات المكان، سرعان ما انهارت الشركات والمؤسسات الواقعة خلف باب التبانة. وتعالت صيحات المدنيين بتحذيرات من وجود قناصة وسارعوا بالعدو بأقصى سرعة عبر الشوارع شبه المهجورة بحثا عن حماية. على مدار الأربع والعشرين ساعة التالية، تبادلت الميليشيات إطلاق النار والقنابل اليدوية.

وأنهى وقف إطلاق النار الذي فرض بوساطة من الجيش القتال ظهيرة السبت، وانتقلت القوات اللبنانية إلى المناطق الحساسة. وفي الوقت الذي توقف فيه إطلاق النار، كان ثلاثة أفراد قد لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 20 شخصا. وألقى كل طرف باللوم على الآخر في التسبب في بدء المعركة.

بدأ الجيش اللبناني يجد نفسه واقعا بين شقي الرحى، مع استمرار الصراع في سوريا في زيادة التوترات في لبنان.

وبعد شن غارات على الحدود السورية ووقوع حوادث اختطاف لمنشقين سوريين لاذوا بالفرار إلى لبنان وحالات قصف من قبل القوات السورية على لبنان، طالب ائتلاف «14 آذار» الجيش بالانتشار على طول حدود الدولة. إنهم يرغبون في أن يحميهم الجيش من أي هجوم عسكري سوري وأن يدافع عن اللاجئين الذين يزيد عددهم على 6000 ممن نزحوا إلى لبنان.

كذلك، ترغب كتلة «8 آذار» التي يقودها حزب الله في بقاء الجيش على الحدود، ولكن لأسباب مختلفة تماما. ويوصي أعضاء الائتلاف الضخم المؤيد لسوريا باستخدام المناطق الحدودية كملاذات آمنة من قبل «الجيش السوري الحر» وكنقاط عبور لتهريب الأسلحة للثوار.

مؤخرا، اتهم ائتلاف «14 آذار» تكتل «8 آذار» باستغلال الجيش اللبناني لصالحه، ولصالح سوريا.

ويعتبر الجيش اللبناني واحدا من مؤسسات الدولة القلائل التي تحظى بالاحترام في دولة عادة ما تطغى فيها الهويات السياسية والعرقية والدينية على الهوية الوطنية. «الجيش بالفعل يعكس المجتمع»، هذا ما قاله إلياس حنا، ضابط جيش لبناني متقاعد.

ولكن في الأغلب يفضل الجيش اللبناني البقاء بمعزل عن النزاعات، قابعا في الصفوف الجانبية حتى وقف إطلاق النار. ويشير ضعفه المزمن وتكوينه الذي يمزج بين طوائف مختلفة إلى أن تدخله يمكن أن يزيد من تفاقم المواقف الخطيرة بالأساس بدلا من تخفيف حدتها.

* خدمة «نيويورك تايمز»

مخيم اليرموك في دمشق يتحرك ضد الأسد

40 قتيلا فلسطينيا على يد قوات الأمن السورية

جريدة الشرق الاوسط

استعاد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي يقع على بعد 8 كيلومترات من وسط العاصمة السورية، دمشق، زخمه الاحتجاجي ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حيث خرجت من أحيائه خلال الأسبوع الماضي، الكثير من المظاهرات المطالبة برحيل النظام السوري والمتضامنة مع أهالي مدينة حمص المحاصرة.

وكان المخيم الذي أنشئ عام 1957، على مساحة تقدر بمليوني متر مربع، قد اشتعلت المظاهرات فيه، في أوائل شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، حين حاول مئات من اللاجئين الغاضبين اقتحام مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة المقربة من النظام السوري، واتهموا الجماعة بالتضحية بأرواح الفلسطينيين من خلال تشجيع المحتجين على التظاهر في مرتفعات الجولان، حيث قتل منهم 24 شابا برصاص القوات الإسرائيلية خلال إحياء الذكرى الـ44 لنكسة يونيو (حزيران) 1967.

غير أن الحملة الأمنية المتصاعدة التي يشنها النظام السوري حاليا ضد المدن الثائرة، لا سيما حمص، دفعت أهالي المخيم للخروج في مظاهرات يومية معارضة قامت تنسيقية مخيم اليرموك للثورة السورية بنشر مقاطع منها في صفحتها الرسمية على موقع «فيس بوك». ويعتبر أحد الناشطين الفلسطينيين، الذي تفرغ أخيرا للعمل في تنسيقيات الثورة السورية، أن «الشعب الفلسطيني الذي عانى كثيرا من دموية النظام السوري، وآخرها في مخيم الرمل الفلسطيني في مدينة اللاذقية الذي تم قصفه بالبوارج البحرية، لا يمكن أن يقف على الحياد في الوقت الذي يذبح النظام إخوته السوريين»، ويؤكد أن «الفلسطينيين جزء من الثورة السورية وستتوسع مشاركتهم فيها خلال الأيام المقبلة».

واقتصرت العمليات الأمنية التي نفذها الأمن السوري داخل المخيم الذي يبلغ عدد سكانه من سوريين وفلسطينيين 359550 نسمة، على المداهمات والاعتقالات، إذ يقول الناشط الفلسطيني إن «معتقلات النظام السوري مليئة بالشبان الفلسطينيين، الأمر الذي يجعل الناس في مخيم اليرموك وسواه من المخيمات في حالة احتقان وغضب واستعداد دائم للخروج في مظاهرات تؤيد الثورة السورية».

وبحسب لجان التنسيق المحلية، فإن عدد الضحايا الذين سقطوا من الفلسطينيين برصاص الأمن السوري خلال الثورة المندلعة ضد نظام الأسد وصل إلى أربعين في جميع أنحاء سوريا، معظمهم يسكن في مخيمات درعا وحمص واللاذقية.

كما قدّم اللاجئون الفلسطينيون الدعم الإغاثي لأبناء مدينة درعا أثناء الحصار الذي فرضته قوات النظام السوري على المدينة، حيث أظهر أحد أشرطة «يوتيوب» جثث مشوهة لفلسطينيين يتحدرون من مخيم «الطوارئ»، كانوا يحاولون نقل الطعام والدواء لأهالي مدينة درعا، فاعترضتهم مجموعة من عناصر الأمن السوري وقامت بقتلهم. كما قال ناشطون.

وفي الوقت الذي تلتزم فيه معظم الفصائل الفلسطينية موقف الحياد فيما خص الانتفاضة السورية، باستثناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جناح أحمد جبريل، التي تعلن تأييدها الواضح لنظام الحكم في سوريا فإن الناشط الفلسطيني المنخرط في الثورة يؤكد أن «الفلسطينيين لن يسمحوا بعد الآن لنظام الأسد أن يقتل الأطفال، ويغتصب النساء باسمهم، وتحت عناوين قضيتهم». ويضيف: «هذا النظام قتلنا في تل الزعتر وتاجر بدمائنا، والآن يقتل الشعب السوري تحت اسم فلسطين والدفاع عن العروبة، سنقطع الطريق عليه وننخرط مع إخوتنا السوريين في الثورة المندلعة ضده».

يذكر أن مخيم اليرموك، هو مسكن لأكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، عمل اللاجئون فيه على تحسين مساكنهم وقاموا بإضافة المزيد من الغرف عليها. واليوم، فإن المخيم مكتظ بالمنازل الإسمنتية المبنية من الطوب، وهو يعاني من اكتظاظ سكاني. وهناك ثلاثة طرق رئيسية في المخيم تتناثر على جنباتها المحلات التجارية وتزدحم شوارعها بسيارات التاكسي والباصات الصغيرة التي تجوب أرجاء المخيم.

والكثير من اللاجئين في مخيم اليرموك هم من الأشخاص المؤهلين الذين يعملون كأطباء ومهندسين وموظفين في جهاز الخدمة المدنية. أما الآخرون فهم يعملون كعمال عرضيين وبائعين في الشوارع. وبشكل إجمالي، ووفقا لمنظمة «أونروا» فإن الظروف المعيشية في المخيم أفضل بكثير من الظروف التي يعيش فيها اللاجئون الفلسطينيون الآخرون في المخيمات في سوريا.

وفاة أنتوني شديد تسلط الضوء على صعوبة مهمة الصحافيين في سوريا

بعث برسالة لصحيفته قبل سفره: أشعر وكأنه لا أحد يقول الحقيقة.. علينا أن نأتي بالتفاصيل

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: بريان ستيلتر*

أصبح الصراع في سوريا، إحدى أكثر المهام صعوبة وخطورة بالنسبة للصحافيين، خلال سنوات كثيرة، مع مقتل خمسة أشخاص على الأقل، خلال تغطيتهم أحداث الانتفاضة التي اندلعت في سوريا منذ مارس (آذار) الماضي.

ودفع رفض الحكومة السورية، بقيادة الرئيس بشار الأسد، السماح للصحافيين الأجانب بالتجول بحرية عبر أنحاء الدولة، البعض للتسلل عبر لبنان أو تركيا معرضين حياتهم لمخاطر جسيمة. وكان من بينهم أنتوني شديد، مراسل صحيفة «نيويورك تايمز»، الذي قد أمضى قرابة أسبوع في تغطية الأحداث سرا من داخل سوريا وكان في طريق عودته لتركيا، عندما تدهورت حالته الصحية، وتوفي يوم الخميس، جراء إصابته بأزمة ربو. وكانت برفقته المصور تايلر هيكس. وتمكن مراسلون بمحطات «بي بي سي» و«سي إن إن» و«إيه بي سي» و«إن بي سي» و«الجزيرة» الإنجليزية، وعدد محدود من المحطات الإخبارية الأخرى، من دخول سوريا من دون تأشيرات، مثلما فعل شديد وهيكس، وحمل أدلة على المعارك غير المتكافئة التي تجري بين حكومة الأسد ومقاتلي المعارضة والمدنيين. وخلال رحلتهم، واجه المراسلون مزيجا فريدا من التحديات، من بينها ضعف الاتصالات عبر الهواتف الجوالة وشبكة الإنترنت، وعدم وجود خط مواجهة واضح، والتهديد المستمر بالاعتقال من قبل قوات الأمن الموالية للنظام السوري.

«لم أشاهد مطلقا شيئا مثل هذا»، قال مارك ويتاكر، نائب المدير العام بمحطة «سي إن إن»، التي لديها فريقان إخباريان يعملان بشكل سري في سوريا هذا الأسبوع. ويضيف ويتاكر، بينما تفرض دول أخرى قيودا صارمة على الصحافة، كما في سوريا (مثل كوريا الشمالية وإيران وميانمار): «فإنك لا تجد حروبا حية تجري مجراها هناك، مثلما يحدث هنا.

«إذا تم إيقافك بإحدى نقاط التفتيش التابعة للحكومة، يكون الأمر قد انتهى، ليس فقط بالنسبة لك، بل بالنسبة لجميع من هم في السيارة»، قالت كلاريسا وورد، مراسلة بشبكة «سي بي إس نيوز»، التي اتبعت نفس المسار الذي أخذه أنتوني شديد، عن طريق دخول منطقة شمال سوريا والخروج منها عبر تركيا، هذا الشهر.

وقالت وورد، الخبيرة في الصراعات في العراق وأفغانستان ولبنان وقطاع غزة ومناطق أخرى: «لم أشاهد مطلقا وضعا مشابها لذلك الذي شاهدته في سوريا».

وقد مُنح بعض الصحافيين تصريح بدخول سوريا، عبر دمشق بالأساس، لكنهم ذكروا أنهم قد تم تعقبهم من قبل البوليس السري، وحرمانهم من التجول في بعض أجزاء الدولة.

وذكر بيل نيلي، محرر دولي بمحطة «آي تي في نيوز» في بريطانيا،والذي غادر دمشق يوم الجمعة، أنه تمت محاصرته من قبل رجال الأمن أثناء رحلة إلى درعا، حيث بدأت الانتفاضة. وعندما «فررت من الحصار للتحدث إلى الناس، اتضح لي جليا أنهم يخشون الحديث»، قال نيلي.

لقد شعر أنتوني شديد بأنه مجبر على دخول سوريا بمساعدة المهربين للأسباب نفسها التي ذكرها صحافيون آخرون في مقابلات أجريت معهم، هذا الأسبوع، ألا وهو شعورهم بأن عمليات القتل واسعة النطاق والمعاناة التي يتجرعها الشعب هناك تحتاج لتوثيق.

«إنها مجرد تعبيرات عامة عن مشاعر الضجر والاستياء من الأوضاع. أشعر وكأنه لا أحد يقول الحقيقة الآن»، هذا ما كتبه أنتوني شديد في رسالة بريد إلكتروني بعث بها للمحررين في صحيفة «نيويورك تايمز»، بينما كانوا يفكرون فيما إذا كان يتوجب عليه التسلل مجددا إلى داخل سوريا أم لا. وقال شديد: «علينا أن نأتي بالتفاصيل».

كانت المرة الأولى التي سلك فيها هذا الطريق في يوليو (تموز) من العام الماضي، حينما كان يغطي مشاعر العداء تجاه النظام والتوترات في مدينة حمص المضطربة.. «كان أنتوني ينقل الأخبار من حمص، في الوقت الذي لم يكن فيه بوسع بقيتنا سوى أن يحلموا فقط بتحقيق هذا الهدف»، قال جون ويليامز، المحرر الإخباري بمحطة «بي بي سي»، الذي شارك آخرين في التعبير عن خالص تعازيهم لصحيفة «نيويورك تايمز» يوم الجمعة.

وقال ويليامز إنه إبان موجة الغضب العام التي اجتاحت الشرق الأوسط، التي بدأت في تونس في ديسمبر (كانون الأول)، كانت سوريا «أكثر المناطق التي غطينا أخبارها خطورة». وعلى الرغم من أنه كانت هناك الكثير من الأمثلة على المضايقات وأعمال العنف ضد الصحافيين في مصر وليبيا، فإن «الحصار الشديد الذي يفرضه نظام الأسد على مناطق مثل حمص يرفع مستوى المخاطر بدرجة كبيرة»، حسب ويليامز. وعندما تسلل مراسل «بي بي سي»، بول وود، والمصور المصاحب له فريد سكوت، إلى سوريا من تركيا هذا الشهر، قال ويليامز إنه أصر على أن يسافروا مع متعهد يمكنه أن يعمل اختصاصي خدمات إسعاف «في حالة حدوث أي حالة طارئة». وقد دفع إلى هذه الفكرة وفاة تيم هيثرنغتون، وهو مصور ومخرج سينمائي، في ليبيا العام الماضي. «وظل ينزف حتى وافته المنية، نظرا لأنه لم يكن أحد معه يعلم كيفية وقف النزيف»، حسب ويليامز.

وقد أرسلت بعض الوكالات الإخبارية الأخرى متعهدي أمن إلى سوريا مع فرقهم الإخبارية. وقال إيسون جوردان، الذي كان مديرا للأخبار في محطة «سي إن إن» حتى عام 2005، ثم ساعد في تنسيق الأمن للشبكات التلفزيونية في العراق: «من الجيد بالطبع أن يكون لديك شخص يتمتع بالخبرة، بما في ذلك الخبرة في خدمات الإسعاف في رحلة السفر، لكن لن يكون عمليا دائما أن تقوم بذلك لأسباب لوجيستية، وفي بعض الأحيان أسباب مالية».

اختار شديد وهيكس للسفر من دون مستشار أمني. وأحيانا ما تستخدم صحيفة «نيويورك تايمز» مثل هؤلاء المستشارين، لكنها تقيم كل موقف على حدة.

ورفض ممثلو بعض الوكالات الإخبارية، من بينها «أسوشييتد برس» و«رويترز»، التعليق على الطرق التي يستخدمها أعضاء فريق عملهم لتغطية الأحداث في سوريا، مشيرين إلى مخاوف تتعلق بالأمن. لقد كان لمخاطر تغطية الأحداث تأثير معرقل على تغطية الأحداث في سوريا، على الأقل في الولايات المتحدة، حيث لم تكن هناك وفرة كبيرة في التغطية حتى الأسبوع الذي بدأ من 6 فبراير (شباط). وكان من اللازم أن يعتمد الكثير من القطاعات التلفزيونية والمقالات بكثافة على معلومات من مصادر غير مباشرة؛ ما أطلق عليه أنتوني شديد «المراسلة بالتحكم عن بعد» في مقابلة مع محطة «إن بي آر» في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وبالنسبة لبعض الصحافيين المشاركين، كان الأمر مخيبا للآمال.

«أكره التفكير في أن نظام الأسد كان ناجحا في اعتقاده المثير للسخرية بأنه من خلال إبقاء الصحافيين خارج الدولة، سينسى العالم القضية برمتها»، هذا ما قاله وورد من محطة «سي بي إس نيوز».

وقال المسؤولون التنفيذيون بمحطة «سي إن إن» إنهم قد حاولوا تسليط الضوء على النزاع في سوريا لأنهم توقعوا أنه، من دون إمكانية الوصول بسهولة لمقاطع فيديو على مستوى جودة احترافي، لن تعيره منافذ إخبارية أخرى اهتماما كبيرا. ويقول ويتاكر: «إذا أمكننا أن نتعرف على كثير من مجريات الأمور على الأرض في سوريا، مثلما أمكننا أن نفعل في مصر وليبيا، فسيقود ذلك البث الإخباري لجميع الشبكات في كل ليلة تقريبا»، هكذا قال ويتاكر.

وأكد هو وآخرون على أن تصوير لقطات الفيديو بشكل مهني والتغطية الإخبارية عنصران أساسيان حتى في عصر شبكات التواصل الاجتماعي، عندما تم تحميل لقطات الفيديو التي تصور أعمال العنف في سوريا على موقع «يوتيوب» ومشاركتها على موقع «تويتر» كل يوم تقريبا.

«من المهين نوعا ما أن نرى على موقع (يوتيوب) مقاطع فيديو وصورا غير واضحة تم التقاطها بالهواتف الجوالة»، هكذا تحدث ويليامز. وأضاف أن المقابلات التي يجريها صحافيون محترفون، على الجانب الآخر، «تنقل الصورة بشكل حي للجمهور».

وأظهرت استطلاعات لآراء المشاهدين من قبل محطة «بي بي سي» قدرا أقل من المتوسط من الاهتمام بتغطية أخبار سوريا لمعظم فترات العام الماضي، حسبما ذكر ويليامز، ربما بسبب عدم وجود أخبار مستقاة من مصادر مباشرة من قبل صحافيين هناك. وخلال الأسبوعين الماضيين، اختبأ وود وسكوت وهما من شبكة «بي بي سي» في حمص وأخذا يبثان الأخبار وقت قصف قوات النظام للمدينة، وقال ويليامز: «لقد تخطى القصف المستوى المعتاد»، منوها بقيمة التغطية الأصلية المبدعة.

توفي أربعة صحافيين آخرين على الأقل في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة، بحسب لجنة تسليط الضوء على الصحافيين، التي لم تملك أي سجلات عن الوفيات بين الصحافيين في سوريا خلال فترة العشرين عاما الماضية. وبحسب اللجنة، توفي خمسة صحافيين وأحد العاملين في المجال الإعلامي في ليبيا العام الماضي وتوفي اثنان في مصر، التي تمتع فيها الصحافيون بقدر أكبر من حرية الحركة. وفي سوريا، عثر على المصور، فرزات جربان، مقتولا، في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني). وشوهت جثته، بحسب معلومات جمعتها اللجنة. وتوفي مصور آخر، يدعى باسل السيد، في نهاية شهر ديسمبر. وقتل مراسل تلفزيوني فرنسي، يدعى جيل جاكييه، في يناير (كانون الثاني) خلال رحلة برعاية الحكومة إلى حمص. وتوفي أيضا مراسل كان يعمل لحساب وكالة الصحافة الفرنسية وصحيفة «غارديان» وغيرها من الصحف الأخرى، يدعى مظهر طيارة، في حمص أوائل شهر فبراير (شباط). وكانت كل حالة وفاة مقترنة بادعاءات بأن قوات الأمن السورية ملومة، غير أنه كان من المستحيل التحقق من صحة هذه الادعاءات بسبب صعوبة التغطية المستقلة للأخبار هناك.

* خدمة «نيويورك تايمز»

آخر ما كتبه أنتوني شديد قبل وفاته: صراع الإسلاميين مع الديمقراطية

الإسلامي التونسي سعيد الفرجاني: لدينا فرصة ذهبية حاليا ومهتمون بتقديم نظام ديمقراطي يتمتع بالقبول والحضور

جريدة الشرق الاوسط

تونس: أنتوني شديد*

يأتي ظهور سعيد الفرجاني بعد طفولة قضاها في الفقر في قرية متدينة تقية في تونس بعد أن أنارت «الصحوة الإسلامية» منذ جيل عقله وفكره وبعد تخطيطه لانقلاب، وبعد أن أنهكه العذاب وسافر إلى بريطانيا للانضمام إلى الإسلاميين الآخرين الذين يطلبون اللجوء السياسي بجواز سفر كان قد استعاره من صديق. وبعد 22 عاما منذ ذلك التاريخ عندما عاد الفرجاني إلى أرض الوطن، أدرك المهمة المطلوبة وهي بناء نظام ديمقراطي بقيادة الإسلاميين، معتبرا أن هذا سيعد نموذجا يقتدي به العالم العربي. وقال: «هذا هو الاختبار الذي نواجهه».

كان الشباب العازمون على صنع مستقبل مغاير للعالم العربي هم وقود الثورات التي اجتاحت الشرق الأوسط العام الماضي، إلا أن ما أعقب تلك الثورات من انتخابات في مصر وتونس واحتمال سيطرة الإسلاميين في المغرب وليبيا وربما سوريا هو لحظة خاصة بجيل آخر أكبر.

لا أحد يعلم ما هي نهاية أكثر الصفحات أهمية في التاريخ الحديث للعالم العربي، حيث تتجه المنطقة من حركة مناهضة للديكتاتورية إلى حركة تجاه شيء آخر مختلف يثبت غموضه مع الأيام. مع ذلك سيكون للجيل الذي يمثله الفرجاني والذي شكلته المعتقلات والمنفى والمتمسك بالدين وسنوات التحالفات، الكلمة في تحديد ما ينتج عن هذه الثورات. ويرسم تصدر الإسلاميين المشهد السياسي العربي القدرات الفكرية والتنظيمية لـ«الإخوان المسلمين»، الجماعة التي أنشأها معلم مصري في مدينة السويس عام 1928. وتسير التيارات الفكرية التي كان تعد مصر مصدر إشعاع لها، في توجه مغاير، حيث انتشر علماء وناشطون في المغرب وتونس في أنحاء العالم العربي وكثيرا ما يتضح التأثير الغربي عليهم وبدأوا يصدرون أفكارا تسعى إلى تركيبة يراها أكثر الإسلاميين المتشددين ومنتقديهم على حد سواء، متناقضة حيث تتكون من عنصرين هما: الدين والديمقراطية. إنهم يطلبون من المجتمعات الثقة في ذلك بالنظر إلى تجارب الثورة الإيرانية عام 1979. ويقر الفرجاني، الذي يبلغ من العمر 57 عاما والذي علم نفسه بنفسه والمفعم بالحيوية مثلما هو متدين، بالشكوك. وصرح في إحدى المقابلات أن التاريخ، وهي كلمة يستخدمها كثيرا، سوف يحكم على جيله لا استنادا إلى قدرته على تولي السلطة، بل على ما فعل بها وهو ما سيحدث بعد أربعة عقود من العمل. وقال: «يمكنني أن أخبرك بشيء واحد هو أننا لدينا فرصة ذهبية حاليا ولست مهتما بالسيطرة، بل بتقديم نظام ديمقراطي يتمتع بالقبول والحضور، فهذا هو حلمي».

لم ير الفرجاني في طفولته ما يمكنه من تحقيق هذا الطموح، حيث ولد في مدينة القيروان التي تعد رابع مدينة مقدسة عند المسلمين، ولم يكن متدينا في طفولته. وكان يعمل والده بائعا في متجر ولم يتمكن من إعالة أسرته على النحو المناسب. ويروي كيف ظل ثلاثة أيام من دون طعام إضافة لارتدائهم للنعال الرخيصة عند ذهابهم إلى المدرسة. وقال: «لقد ذقنا مرارة الفقر». وطبقا لروايته ظل جامحا ومتمردا وصعب المراس حتى بلغ السادسة عشرة، ففي ذلك الوقت كان راشد الغنوشي، وهو قومي تحول إلى النهج الإسلامي، درس في مصر وسوريا قبل عودته إلى تونس وشغل وظيفة معلم للقرآن. لم يمض العام إلا وأسس الغنوشي حركة الاتجاه الإسلامي، الذي تغير اسمها لاحقا وأصبحت حزب النهضة، لكنه ترك إرثا مع تلاميذه. وقال الفرجاني: «لقد كان يتحدث دوما عن العالم والسياسة. ويتساءل عن سبب تخلف المسلمين وما إذا كان مقدرا لنا ذلك؟». وشكلت تلك الأسئلة التي كان يطرحها الغنوشي ثقافة أجيال متعاقبة من الإسلاميين، وإن كان المصطلح لا يعبر بدقة عن تنوع هؤلاء الأشخاص.

تناول حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، التي انخرطت بنجاح في مجال العمل الدعوي لخمسين عاما، هذه القضية في أعماله. كذلك تطرق سيد قطب، المفكر المصري، إلى هذا الأمر في كتاباته التي كان لها صدى واسع بعد إعدامه عام 1966 مما ساعد على ظهور التنظيم الخاص الذي نفذ عمليات دموية في الشرق الأوسط. وحاول حل هذه المشكلة في كتابه «الفريضة الغائبة» وهو الذي يمثل الأساس الفكري لاغتيال السادات عام 1981. وكذلك فعل الغنوشي، الذي دعم التعددية والديمقراطية، حتى مع اندلاع الثورة الإيرانية. في مسجد نجرا في القيروان خلال الحقبة الاستعمارية، كان الفرجاني يجتمع مع مئات الشباب الآخرين لمناقشة كل هذه الأمور، وأخذ يقول: «لقد كنت أقرأ وأقرأ وأقرأ حتى وأنا أسير».

ذهب الفرجاني إلى تونس العاصمة حيث انضم إلى مجموعة أستاذه القديم الذي كان يعلمه اللغة العربية. وقال في المقابلة: «لقد كانت السياسة هي الأساس».

وكان الحبيب بورقيبة، ذو التوجه العلماني الذي أكد ذلك من خلال شرب عصير البرتقال في نهار رمضان على شاشة التلفزيون، هو من يتولى الحكم آنذاك. ونكل بورقيبة، الذي تولى الحكم منذ عام 1957، بأتباع الغنوشي، وفي ظل احتمال الحكم بإعدام الكثير منهم، بدأ التخطيط لانقلاب، على حد قول الفرجاني، الذي قابل الكثير من المنظمين في متجر للفيديو كان يديره في الطابق الأرضي من مبنى من الجص الأبيض يطل على شارع قريب من البرلمان.

وقبل 17 ساعة من تنفيذ الانقلاب، قام زين العابدين بن علي، الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية في حكومة بورقيبة، بانقلاب آخر. وبعد عشرة أيام في السابع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1987 تم إلقاء القبض على الفرجاني، الذي قضى 18 شهرا في السجن حيث قيده المحققون بقائم أطلق عليه اسم «قائم الدجاج المشوي» وكسروا عموده الفقري بقضيب حديدي. ولم يكن قادرا على السير وكان يشعر بألم شديد، لذا كان يحمله السجناء على ظهره عندما يريد التحرك. يقول الفرجاني: «لقد كانوا خبراء في تعذيب كل جزء من جسدك. كنت أظل مستيقظا حتى الخامسة صباحا وأظل أصلي حتى موعد صلاة الفجر، ثم أنام لأنه لم يكن بداخلي أي شيء».

بعد خمسة أشهر من إطلاق سراحه، ظل يتحرك على كرسي متحرك، ودرب نفسه على السير 50 ياردة حتى لا يلاحظه أفراد الأمن في المطار. وحلق لحيته واستعار جواز سفر صديقه، ثم استقل الطائرة إلى لندن طالبا اللجوء السياسي.

أصبحت لندن التي توجه إليها الفرجاني مركز تجمع الكثير من السياسيين الإسلاميين في فترة التسعينات، وسرعان ما وصل الغنوشي إلى هناك وانضم إلى الفرجاني.

يتذكر أحمد يوسف، عالم وشخصية قيادية في منظمة حماس في قطاع غزة، مناخا مماثلا في الولايات المتحدة، حيث أقام علاقات امتدت لزمان طويل في المؤتمرات في واشنطن. ومن بين معارفه سعد الدين عثمان، العالم والسياسي المغربي، وعلي صدر الدين البيانوني، أحد قياديي «الإخوان المسلمين» في سوريا، وعبد اللطيف عربيات، القيادي الإسلامي في الأردن وعبد الإله ابن كيران، المغربي الذي يتولى رئاسة الوزراء حاليا. لقد أصبح المناخ أقل تسامحا بعد تفجيرات مركز التجارة العالمي في الولايات المتحدة عام 1993، على حد قول يوسف سعيد، لكن حتى ذلك الحين كان المكان مثل الجنة. ويقول عزام التميمي، عالم الدين الفلسطيني والناشط في لندن، وصاحب كتاب يتناول سيرة الغنوشي: «يشعر الناس بحاجتهم إلى بعضهم البعض في المنفى، أما في الوطن يفرض المناخ العام نفسه علينا، وتصبح الأولويات مختلفة».

* خدمة «نيويورك تايمز» – كتب أنتوني شديد هذا التقرير قبل وفاته

المزة تتحدى الرصاص و”عصيان دمشق” اليوم

واشنطن تناقش القيام بمهمات إنسانية والأسد يتحدث عن تقسيم سوريا

تسجل المعارضة يوماً بعد يوم مزيداً من النقاط على حساب النظام السوري مقدمة الشهداء بالعشرات في وجه رصاص القوات الأمنية والعسكرية للرئيس السوري بشار الأسد الذي خرج نحو 30 ألف متظاهر أمس مطالبين بإسقاطه على بعد أقل من كيلومتر من قصره الرئاسي في العاصمة دمشق، حيث اعتبر بعد لقائه نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون أن “ما تتعرض له سوريا يهدف إلى تقسيمها”.

وعلى الرغم من حملات الاعتقال التي شنتها قوات الأسد ضد ناشطين في محاولة لمنع خروج العاصمة في تظاهرات احتجاجية رداً على حملات القمع التي قامت بها القوى الأمنية أول من أمس، إلا أن الدمشقيين تحدوا إطلاق قوات الأمن الرصاص على آلاف المشاركين منهم في تشييع جنازات متظاهرين قتلوا الجمعة، ودعا معارضون سوريون سكان العاصمة الى العصيان اليوم في ما أطلقوا عليه يوم “عصيان دمشق”.

وقال مسؤولون أميركيون أمس إن “عدداً كبيراً” من الطائرات الأميركية من دون طيار تعمل فوق سوريا لمتابعة الهجمات التي تشنها قوات النظام على المعارضة والمدنيين، وأن مناقشات أجريت في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأميركية حول احتمال القيام بمهمات إنسانية في سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن “قوات الأمن السورية أطلقت الرصاص في حي المزة في دمشق لتفريق آلاف المواطنين الذين شاركوا في تشييع أربعة شهداء سقطوا الجمعة، ما أدى الى استشهاد شخص وإصابة آخرين بجروح”. ويقع حي المزة الاستراتيجي في وسط غرب العاصمة السورية.

وقال رئيس المرصد رامي عبدالرحمن إن “التشييع تحول الى تظاهرة في المزة، اعتبرت الأكبر حتى الآن في دمشق والأقرب جغرافياً من المقرات الأمنية وساحة الأمويين” في وسط العاصمة. وأوضح شاهد أن نحو 30 ألف شخص شاركوا في التشييع برغم الثلوج التي كانت تتساقط بغزارة على العاصمة السورية.

وأضاف المرصد أن حملة دهم واعتقالات جرت أمس في الحي.

وقال محمد شامي المتحدث باسم الناشطين في محافظة العاصمة “إنها المرة الأولى التي تجري فيها تظاهرات بهذا الحجم في وسط دمشق” برغم تهديد أجهزة الأمن، مضيفاً أن “قوات الأسد أطلقت النار على المشاركين في التشييع كما أطلقت باتجاههم الغاز المسيل للدموع لتفريقهم”. وتابع ان “النظام فوجئ برؤية هذا العدد من الناس في المزة. ولم يكن الناس يجرؤون على النزول قبلاً في العاصمة، لكن الوضع تغير اليوم وسيجرؤون أكثر لاحقاً”.

وأوضح أن “التلفزيون الرسمي لم يغطِ الوقائع التي كانت تجري على بعد بضع خطوات” من مقره. وقال شاهد “بدأوا في إطلاق النيران على الناس بعد الدفن. الناس تجري وتحاول الاحتماء في الأزقة”.

وقال “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية” إن اطلاق النار بالقرب من الجبانة أسفر عن مقتل أحد المعزين وإصابة أربعة بينهم امرأة أصيبت في الرأس. وذكر تاجر أن السلطات ألقت القبض على عدة محتجين.

ويضم حي المزة المطل على القصر الرئاسي العديد من السفارات والمباني الحكومية والأجهزة الأمنية وكذلك بعض مقار الصحف الرسمية.

وبعد أن تشجعوا بمشاركة آلاف الأشخاص في التظاهرات في العاصمة يومي الجمعة والسبت، دعا ناشطون سوريون على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011” على الفيسبوك أهالي دمشق الى العصيان اليوم تحت شعار “الأحد عصيان دمشق، دماء الشهداء تناديكم للعصيان”.

وكتبت “لجان التنسيق المحلية” في صفحتها على موقع “فيسبوك”:

“هل يخيفك شبح الحرب الأهلية وتبحث عن مخرج؟

هل تؤرقك فكرة التدخل الخارجي العسكري في بلدك؟

تريد أن ترى سوريا مزدهرة وتريد الاطمئنان على المستقبل؟

إذاً، أعلن عصيانك المدني وشارك في إضراب ليوم بتاريخ الأحد 19 شباط (فبراير) 2012″.

وأكد ناشطون أن الوضع في مدينة حمص حساس للغاية حيث بات السكان يعانون من نقص في المواد الغذائية. وقال الناشط أبو بكر من حي بابا عمرو أمس إن “القصف يتواصل على المدينة وبسبب النقص في الماء بتنا نستخدم مياه الأمطار للشرب”. وطالب بـ”إقامة ممرات إنسانية لتمكيننا من الخروج من هذا الجحيم”.

وفي محافظة دير الزور في أقصى شرق سوريا “نفذت قوات الأمن السورية صباح السبت حملة مداهمات واعتقالات في مدينة القورية وبلدة الطيانة أسفرت عن اعتقال أكثر من 40 شخصاً من القورية ونحو 16 من الطيانة”.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن عدد الضحايا الذين سقطوا أمس برصاص قوات الأمن السوري ارتفع إلى 35 شخصاً بينهم 18 في محافظة حلب.

سياسياً، دعا نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون بعد لقائه الرئيس السوري في دمشق أمس كل الأطراف في سوريا الى “الوقف الفوري لأعمال العنف” في البلاد. وقال إن “موقف الصين هو دعوة الحكومة والمعارضة والمسلحين الى الوقف الفوري لأعمال العنف”.

وأكد الموفد الصيني أنه “لا يمكن لأي دولة تحقيق التنمية والرفاهية لشعبها فى ظل غياب الاستقرار”، مشدداً على ضرورة “عودة الهدوء في أسرع وقت ممكن”.

وقال الرئيس السوري خلال لقائه المسؤول الصيني إن الأحداث في سوريا “تهدف الى تقسيم البلاد وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي في المنطقة”.

وأشار تشاي خلال لقائه معارضين سوريين في دمشق، الى أن بلاده استخدمت “الفيتو” 8 مرات في تاريخها 2 منها خلال مناقشة الملف السوري في مجلس الأمن، “ومع ذلك نحن لسنا مع طرف ضد طرف”.

الى ذلك، قال رئيس “تيار بناء الدولة” المعارض لؤي حسين الذي شارك في اللقاء، “طالبنا من الموفد الصيني أن ينقل الى حكومته طلب تأمين ممرات إنسانية آمنة للمنظمات السورية وليس الدولية، لإيصال مساعدات غذائية وطبية الى المناطق المنكوبة في سوريا”.

وقال عضو المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد الذي شارك في اللقاء، “نقلنا الى المسؤول الصيني أن النظام يفوّت الفرصة تلو الأخرى للحل السياسي في البلد”. وأضاف “أكدنا خلال الحوار مع الموفد الصيني على أن الوضع الأمني يدخل البلاد في مأزق العنف من السلطة يقابله العنف من قبل المسلحين، وبذلك يدخل البلد الى منزلق خطير”.

في غضون ذلك، ذكرت شبكة “ان بي سي” الأميركية أمس أن “عدداً كبيراً” من الطائرات الأميركية بلا طيار وأجهزة الاستخبارات الأميركية تعمل فوق سوريا لمتابعة الهجمات التي تشنها قوات سورية على المعارضة والمدنيين.

ونقلت “أن بي سي” عن مسؤولين أميركيين في مجال الدفاع طلبوا التكتم على هوياتهم، قولهم إن عمليات التحليق التي تقوم بها هذه الطائرات بلا طيار لا تشكل تحضيراً لتدخل عسكري أميركي. وأوضحت الشبكة أن مناقشات أجريت في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع حول احتمال القيام بمهمات إنسانية في سوريا.

(أ ف ب، رويترز،

يو بي أي، “المستقبل”)

مسؤول أردني ينفي مزاعم سورية باحتضان مسلحين ليبيين مجهّزين لقتال نظام الأسد

عمان ـ خليل رضوان

نفى مسؤول اردني رفيع المستوى ما نشرته وسائل اعلام سورية امس بأن الأردن يحتضن ما يقارب 18 ألف مسلح سلفي ليبي يجري تحضيرهم للقتال في سوريا ضد الرئيس بشار الأسد .

وقال المسؤول الأردني لـ”المستقبل” ان “الليبيين الموجودين على اراضي المملكة جاءوا بقصد العلاج، وهذا امر معلوم للجميع، وليس اكثر من ذلك”.

وقلل المسؤول اياه من اهمية تلك الاخبار، وقال نحن سنتعامل معها في الوقت الراهن بحدود الاخبار الاعلامية الملفقه.

ونقل موقعا “الحقيقة و”شام برس” السوريين المقربين من نظام بشار الأسد عما أسموها مصادر في عمّان، أن المقاتلين السلفيين هم من “لواء طرابلس” بقيادة رئيس المجلس العسكري في العاصمة الليبية عبد الحكيم بلحاج وانهم بدأوا التوافد إلى الأردن تحت غطاء أنهم “جرحى بحاجة إلى العلاج”.

وحسب هذه المصادر، أن “عدد الليبيين في الأردن أصبح الآن 43 ألفا، منهم 18 ألف مقاتل محترف من السلفيين، والباقي مرافقون لهم من أفراد أسرهم لوحظ أن معظمهم من الذكور”.

وأشار التقرير إلى انه “يتم تجهيز منطقة مغلقة بين المفرق والرمثا لاستيعاب هذه الأعداد حيث ينتظرون الإشارة لدخول سوريا من اجل القتال هناك”.

وزعم التقرير أيضا ان دخول هؤلاء إلى سوريا بات قريبا وفق اتفاق بين عمّان والدوحة وواشنطن.

واكد المسؤول الاردني إن عدد المرضى الليبيين في الأردن وصل إلى 30 ألف شخص، بالاضافه الى اكثر من 40 الف مرافق لهم، لافتا الى وجود أزمة في سعة المستشفيات الأردنية استيعاب المرضى سواء كانوا أردنيين او ليبيين، بعد أن وصلت نسبة الإشغال في مستشفيات العاصمة عمان مئة في المئة .

ولم يتخذ الاردن الرسمي موقفا واضحا من الاحداث في سوريا، خلافا لموقف الشارع الحاد، من المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه .

ففي الوقت الذي يضغط الشارع المسيس والشعبي على الحكومة لطرد السفير السوري من عمان واستدعاء السفير الاردني من دمشق والاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري، كان الموقف الرسمي المعلن والقلق من تداعيات الاوضاع في سوريا، متحفظا حتى على مستوى التصريحات الرسمية لكنه بالمقابل فتح حدوده لاستقبال الاف اللاجئين السوريين.

واكد وزيرا الخارجية والاعلام في الحكومه الاردنية في تصريحات سابقه إن “الحديث في الملف السوري في غاية الحساسية بالنسبة للاردن”، وان الاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري المعارض غير مطروح الان .

ويرى سياسيون اردنيون ان عمان قلقه بحال بقاء نظام الأسد ضعيفا ويعاني اضطرابات داخلية مستمرة نتيجة الأحداث الحالية، أو من سقوطه وما قد يعقبها من فوضى وربما حرب أهلية ستكون لها تأثيرات مباشرة على الأردن، فضلا عن تخوفه على حياة اكثر من اربعة الاف طالب اردني يدرسون في الجامعات السورية.

حجب موقع لبث أفلام الفيديو في سوريا

حجب في سوريا موقع “بامبوسر” السويدي لبث أشرطة الفيديو عبر الهواتف النقالة بعيد إرسال أحد مستخدميه صوراً عن قصف مدينة حمص (وسط)، حسب رئيسه هانز إريكسون لوكالة “فرانس برس” . الذي قال “أبلغنا من خلال اتصالاتنا في سوريا بحجب موقع “بامبوسر .كوم” على شبكة الإنترنت السورية واستخدام بامبوسر على الهواتف النقالة على 3 جي السورية” . وأضاف أن “المستبدين لا يحبون بامبوسر” ويبدو أن نظام الأسد يعده “تهديداً جدياً” . (أ .ف .ب)

حجب موقع بامبوسر لبث افلام الفيديو في سوريا

حجب في سوريا موقع بامبوسر السويدي لبث اشرطة الفيديو عبر الهواتف النقالة بعيد ارسال احد مستخدميه الخميس صورا عن قصف مدينة حمص (وسط)، كما قال رئيسه هانز اريكسون لوكالة فرانس برس الجمعة.

واكد اريكسون “حوالى ظهر (الخميس) ابلغنا من خلال اتصالاتنا في سوريا بحجب موقع بامبوسر.كوم على شبكة الانترنت السورية واستخدام بامبوسر على الهواتف النقالة على تري.جي السورية”.

واضاف ان “المستبدين لا يحبون بامبوسر” ويبدو ان نظام الاسد يعتبره “تهديدا جديا”.

وفي الاشهر الثمانية الاخيرة، اقام موقع بامبوسر علاقات وثيقة مع المعارضة السورية التي تستخدم اجهزته لبث اشرطة فيديو حول تصعيد عمليات القمع في البلاد مباشرة، من دون ان يكون ضروريا على من يصورها ان يخزنها مسبقا. وقد استخدمت كبرى شبكات التلفزة هذه الصور.

وجاء في بيان لبامبوسر ان حجب الموقع جاء ردا على الازدياد الكبير لاشرطة الفيديو في الاسابيع الاخيرة وخصوصا بث صور مباشرة عن انفجار خط انابيب في حمص.

واضاف البيان ان مواطنا سوريا “بث طوال النهار صورا عن اعمدة الدخان الكثيف المنبعث من الانفجار وتبادل اطلاق النار وقصف حمص”.

واكد اريكسون ان “كبرى الشبكات استخدمتا الصور. اعتقد ان السلطات السورية اضطرت لمشاهدتها ايضا وفهمت تأثيرها”.

وقال انه حتى لو حجبت خدمات بامبوسر حجبا تاما “فقد اتخذت المعارضة اجراءاتها منذ فترة بعيدة للالتفاف على شبكة الانترنت السورية وتري.جي”، معتبرا ان المعارضين “جيدو التنظيم ومتضلعون في التكنولوجيا”.

واكد انه شخصيا لا يعرف كل التقنيات التي تتيح للمعارضين الاستمرار في بث اشرطة الفيديو على رغم الحجب.

وكانت خدمات بامبوسر حجبت في مصر في كانون الثاني/يناير 2011 وهي محجوبة منذ سبعة اشهر في البحرين.

الأسد يشير لمؤامرة وبكين تبرر موقفها

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن ما تتعرض له بلاده يهدف بشكل أساسي إلى تقسيمها وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي في المنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الأسد قوله -خلال استقباله تشاي جيون نائب وزير الخارجية الصيني في دمشق السبت- أن سوريا ماضية في مسيرة الإصلاح السياسي وفق خطة واضحة وجداول زمنية محددة.

وبدوره أعرب تشاي عن قلق بلاده من تصاعد الأوضاع في سوريا، داعياً جميع الأطراف إلى وقف العنف ضد المدنيين، والدخول في الحوار للتواصل إلى خطة سياسية شاملة.

وأضاف المسؤول الصيني أنه “في ظل الظروف المستقرة فقط يمكن لسوريا أن تجري إصلاحا سياسيا شاملا، بعبارة أخرى، تدعو الصين إلى وقف فوري لأعمال العنف، وندعو جميع الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار للتوصل إلى خطة سياسية شاملة، وآلياته المعنية”.

وأعرب المسؤول الصيني عن تمنياته بأن يجري الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في سوريا، وأن تجري انتخابات برلمانية في المرحلة القادمة بصورة سلسة، مؤكدا أن الصين صديق لجميع أبناء الشعب السوري وترى أن أي دولة لا يمكنها أن تحقق التنمية ورفاهية الشعب في حالة غياب الاستقرار.

وكان تشاي قال -في وقت سابق اليوم- إن موقف بلاده الموضوعي تجاه سوريا ينطلق من مصلحة الشعب السوري، وذلك في معرض تبريره لاستخدام بلاده حق النقض (الفيتو) لإحباط قرار يدين سوريا في مجلس الأمن.

كما قال إن بلاده تفضل التوصل إلى حل للأزمة السورية في إطار جامعة الدول العربية يؤدي إلى وقف العنف.

وكان الأسد قد حدد -في مرسوم تشريعي أصدره الأحد الماضي- يوم 26 من الشهر الجاري موعدا للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد.

اجتماعات مع المعارضة

وقالت السفارة الصينية إن تشاي عقد اجتماعات منفصلة في سفارة بلاده بدمشق مع ثلاث شخصيات معارضة، هم قدري جميل ولؤي حسين وحسن عبد العظيم، لكنها لم تعط أي تفاصيل عما دار في الاجتماعات.

إلا أن حسين -وهو رئيس “تيار بناء الدولة” المعارض- قال إن المعارضين قالوا للمبعوث الصيني إن معظم المعارضة السورية تقبل الحوار إذا كان الحوار جادا ومسؤولا، بما يعني أن السلطات السورية ستنفذ ما يُتفق عليه، لكن المشكلة في الحوار هي أن السلطات فقدت مصداقيتها.

وقال حسين إن نائب وزير الخارجية الصيني أكد أن استخدام بلاده (الفيتو) جاء لمنع التدخل الخارجي في سوريا.

وقال حسين “طالبنا من الموفد الصيني أن ينقل إلى حكومته طلب تأمين ممرات إنسانية آمنة للمنظمات السورية، وليس الدولية، لإيصال مساعدات غذائية وطبية إلى المناطق المنكوبة في سوريا”.

وأضاف “نقلنا إلى نائب وزير الخارجية الصيني طلباً بوجوب وقف العمليات العسكرية فوراً، والدخول في العملية السياسية، ولابد أن تكون الخطوة الأولى من السلطة ونحن سوف نلاقيها بخطوات”، مشيراً إلى أن “المعارضة السورية بكل قواها تقبل الحوار”.

ومن جانبه، قال عضو المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد -الذي شارك في اللقاء- “نقلنا إلى المسؤول الصيني أن النظام يفوّت الفرصة تلو الأخرى للحل السياسي في البلد”.

وأضاف أكدنا -خلال الحوار- أن الوضع الأمني يدخل البلاد في مأزق العنف من السلطة الذي يقابله العنف من قبل المسلحين، وبذلك يدخل البلد في منزلق خطير.

وتأتي جولة نائب وزير الخارجية الصيني في عدد من الدول العربية بينها سوريا قبيل مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في تونس يوم الجمعة المقبل.

وقال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أمس إن روسيا والصين دُعيتا إلى اجتماع ستشارك فيه دول عربية وغربية إضافة إلى تركيا. ولن يكون المجلس الوطني السوري ممثلا رسميا في المؤتمر، وفق ما قاله الوزير التونسي.

35 قتيلا بسوريا والمزة تتظاهر

قالت لجان التنسيق المحلية إن خمسة وثلاثين شخصا قتلوا السبت في سوريا برصاص قوات الأمن بينهم 18جنديا حاولوا الانشقاق في مدينة الأتارب بمحافظة حلب. يأتي ذلك في وقت دعا فيه ناشطون إلى عصيان مدني في العاصمة دمشق اليوم الأحد.

وقد شارك الآلاف في تشييع عدد من القتلى في حي المزة بدمشق. وقال ناشطون إن قوات الأمن قتلت اثنين من المشيعين، وجرحت أربعة على الأقل.

وقال شاهد عيان لوكالة رويترز إن عدد المتظاهرين بلغ نحو ثلاثين ألفاً، رغم البرد القارس وتساقط الثلوج. وأوضحت تغطية على الهواء مباشرة -نشرها ناشطون على الإنترنت- نساء يزغردن لتكريم القتلى، في حين ردد مشيعون “بالروح بالدم نفديك يا شهيد، واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد”.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن اتفاقية أبرمت بين أهالي القتلى والوجهاء في المنطقة مع الأجهزة الأمنية، نصّت على عدم دخول العناصر الأمنية والشبيحة إلى أحياء المزة مقابل عدم قيام أي نشاط ميداني للمحتجين في المنطقة، وذلك لمدة ثلاثة أيام ريثما تنتهي مراسم تشييع القتلى.

وفي هذا الإطار، دعا ناشطون سياسيون سوريون إلى عصيان مدني في دمشق الأحد، في حين أنشأ معارضون “هيئة حماية المدنيين السوريين”، وقالوا إن الهدف توسيع دائرة الانشقاقات السياسية والعسكرية عن النظام في سوريا، وحماية المدنيين بكل الوسائل المتاحة والمشروعة.

وفي بابا عمرو بحمص، استمر القصف على الحي بقذائف الدبابات والمدرعات لليوم الرابع عشر على التوالي.

قتلى واقتحامات

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 12 قتيلا آخر سقطوا في درعا وحمصوإدلب، ومن بين هؤلاء مجندون منشقون.

وتحدثت الهيئة عن مقتل طفلين في حماة إثر إطلاق نار من قبل دبابة متمركزة عند جسر المزارب على سيارة كانوا يستقلونها، وإصابة شخصين آخرين كانا معهما في السيارة، وقد اعتقلت قوات الأمن الجريحين واقتادتهما إلى جهة مجهولة.

وقال ناشطون إن نحو ألف جندي وعنصر أمن اقتحموا بلدة بصر الحرير في درعا، وسط إطلاق رصاص كثيف وعشوائي وانقطاع كامل للاتصالات.

وفي داعل توغلت المدرعات في المدينة، كما اقتحم الجيش بلدة طفس واللجاة وجاسم وشن حملة اعتقالات.

وفي دير الزور دهمت قوات الأمن عدة منازل، ونفذت اعتقالات في مدينة القورية وبلدة الطيانة. وفي إدلب قطعت الاتصالات بالكامل عن المدينة.

جمعة “المقاومة الشعبية”

وكان يوم الجمعة داميا في سوريا حيث أفادت لجان التنسيق أن 56 شخصا قتلوا الجمعة برصاص الأمن السوري في عدد من المدن السورية، معظمهم في حمص وبينهم 12 جنديا من الجيش الحر أعدموا في درعا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حمص شهدت أعنف قصف في أسبوعين، في حين شنت القوات السورية عمليات متزامنة في مناطق أخرى.

وقال ناشط محلي إن القذائف كانت تسقط بمعدل أربع قذائف في الدقيقة، مشيرا إلى تحليق كثيف للطائرات الحربية بما فيها طائرات الاستطلاع في سماء حمص التي قتل فيها المئات بنيران الجيش السوري منذ الرابع من هذا الشهر.

وأشار الناشط إلى أن آلاف المدنيين باتوا معزولين تماما، ولا تستطيع الأحياء التواصل فيما بينها. وكان ناشط سوري قدر قبل أيام عدد المحاصرين في حي بابا عمرو بنحو مائة ألف.

في الوقت نفسه قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الجمعة للجزيرة إن النظام السوري وزّع كمامات واقية من الغازات السامة على الجيش السوري في حمص. وأضاف غليون أن ذلك دليل على إمكانية إقدام النظام على ارتكاب جريمة كبيرة بحق المدنيين.

دعوة للعصيان المدني في دمشق

قتلى بإدلب واستمرار قصف حمص

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن القصف على حي بابا عمرو بمدينة حمص وسط سوريا تواصل صباحا لليوم السادس عشر على التوالي وسط انقطاع الماء والكهرباء و جميع أنواع الاتصالات، في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط سبعة قتلى اليوم بينهم ستة في إدلب شمال غرب البلاد.

يأتي ذلك بعد يوم قالت فيه لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 35 شخصا لقوا مصرعهم السبت، وذلك عشية عصيان مدني دعا إليه ناشطون في العاصمة دمشق، فيما رست سفينتان حربيتان إيرانيتان في ميناء طرطوس.

وأوضحت اللجان أن 18 من بين قتلى السبت سقطوا في مدينة الأتارب بمحافظة حلب، وأشارت إلى أن الضحايا هم من الجنود الذين حاولوا الانشقاق وقتلوا في اشتباك مع القوات النظامية.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن القصف تواصل لليوم الخامس على التوالي على الأتارب، وتحدثت عن سقوط العديد من الجرحى وانتشار للقناصة على أسطح المباني الحكومية، وهو ما دفع إلى نزوح جماعي لأغلب سكان البلدة.

وأشارت إلى أن 10 قتلى سقطوا في حمص من بينهم ثلاث سيدات وثلاثة مجندين لقوا مصرعهم عند محاولتهم الالتحاق بالجيش السوري الحر، وأوضحت أن ثلاثة قتلى سقطوا في درعا، وثلاثة في حماة بينهم طفلان، فيما سقط قتيلان في كل من دمشق وإدلب، إضافة إلى قتيل في الرقة.

وأكدت الهيئة تعرض منطقة الجورة بدير الزور لإطلاق نار كثيف، فيما استهدف إطلاق نار بشكل عشوائي مدينة البوكمال.

وأكد ناشطون أن الوضع في مدينة حمص حساس للغاية حيث بات السكان يعانون من نقص في المواد الغذائية. وقال الناشط أبو بكر من حي بابا عمرو إن “القصف يتواصل على المدينة، وبسبب النقص في الماء بتنا نستخدم مياه الأمطار للشرب”. وطالب بـ”إقامة ممرات إنسانية لتمكيننا من الخروج من هذا الجحيم”.

عصيان دمشق

وكان حي المزة بدمشق قد شهد السبت مشاركة الآلاف في تشييع جنازة أربعة قتلى سقطوا يوم الجمعة، وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن التشييع تحول إلى مظاهرة تعد الأكبر حتى الآن في دمشق، والأقرب جغرافيا من المقرات الأمنية وساحة الأمويين في العاصمة.

وقال ناشطون إن قوات الأمن قامت بحملة اعتقالات واسعة بين المشاركين في التشييع، واحتجزت بعضهم في مقر سفارة إيران، وأوضحوا أنه تم التوصل إلى اتفاق بين أهالي القتلى ووجهاء المنطقة لمنع دخول قوات الأمن إلى أحياء المزة لمدة ثلاثة أيام، وذلك إلى غاية انتهاء مراسم التشييع، في مقابل وقف أي نشاط ثوري في المنطقة طيلة هذه الفترة.

ويقع حي المزة الإستراتيجي -الذي يطل على القصر الرئاسي- في وسط غرب العاصمة السورية، ويضم العديد من السفارات والمباني الحكومية والأجهزة الأمنية وكذلك بعض مقار الصحف الرسمية.

وبعد أن تشجعوا بمشاركة آلاف الأشخاص في المظاهرات في العاصمة يومي الجمعة والسبت، دعا ناشطون سوريون على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011” على فيسبوك أهالي دمشق إلى العصيان الأحد تحت شعار “الأحد 19 شباط/فبراير عصيان دمشق، دماء الشهداء تناديكم للعصيان”.

سفن إيرانية

من جانب آخر، رست سفينتان حربيتان إيرانيتان السبت في ميناء طرطوس السوري، وأكد قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري عبور السفينتين قناة السويس المصرية إلى البحر الأبيض المتوسط، وأوضح أن “الأسطول ينقل رسالة سلام وصداقة للمنطقة، ويبرهن على قوة الجمهورية الإسلامية”.

وكانت إيران قد اتفقت مع سوريا العام الماضي على التعاون في مجال التدريب  البحري، كما سبق أن عبرت سفينتان إيرانيتان هما “خارك” و”الوند” قناة  السويس في 17 فبراير/شباط العام الماضي، وكانت تلك أول مرة تعبر فيها بوارج إيرانية من القناة منذ الثورة الإيرانية.

وفي سياق متصل، نددت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بقيام إيران “بتزويد النظام السوري بسفينتي أسلحة من أجل استخدامها في قمع المظاهرات المناوئة لنظام الحكم في سوريا، والمساهمة المباشرة في توفير جميع الذخائر التي يحتاجها النظام السوري لإطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر على المتظاهرين في أكثر من 400 نقطة تظاهر يومياً، ولقصف المدن والتجمعات السكنية المدنية”.

وطالبت الشبكة  -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- “بمحاسبة وملاحقة المسؤولين الإيرانيين الحاليين مع شركائهم وحلفائهم في النظام السوري، كمرتكبين لجرائم حرب ضد أبناء الشعب السوري وفق مواثيق القانون الدولي، ومن خلال محكمة الجنايات الدولية”.

معارضون سوريون يعلنون عن تأسيس تيار سياسي جديد

يسعى لإسقاط النظام وترسيخ أهداف الثورة ودعم الجيش الحر ووقّع على تأسيسه نحو 80 شخصية معارضة وحقوقيون ورجال دين

بيروت – محمد زيد مستو

أعلن معارضون سوريون بارزون عن تشكيل تيار جديد يسعى إلى إسقاط النظام السوري وترسيخ أهداف الثورة حسب وصف مؤسسيه، كما يسعى إلى دعم الجيش الحر حسب تأكيد وحيد صقر أحد المؤسسين.

وأشار البيان التأسيسي للتيار، الذي وقع عليه في اسطنبول بتركيا نحو 80 شخصية معارضة وحقوقيون ورجال دين ونشطاء في الداخل، أن التيار يسعى لبناء دولة ديمقراطية وصون الحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والدينية.

وقال عمار قربي أحد مؤسسي التيار لـ”لعربية.نت” :”إن تيار التغيير الوطني جاء لدعم الثورة وترسيخ مبادئها ومفاهيمها والمشاركة في بناء مستقبل يضم جميع السوريين”، معتبراً أنه يسعى للمواطنة كركيزة ومفهوم يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية مدنية تعددية.

ومن جانبه، صرح المعارض البارز وحيد صقر: “بصراحة شديدة وجدنا أن هيئة التنسيق والمجلس الوطني لا يشكلان النسيج السوري، وغايتنا أن نكون جسداً واحدا بدون تمييز وإقصاء لأي أحد في المجتمع السوري”.

وأضاف صقر: “نحن ندعم الثورة وندعم الجيش الحر”، معرباً عن ترحيبه بأي حراك للخلاص من نظام الأسد.

واعتبرت رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير‏ وأحد الأعضاء المؤسسين بهية مارديني أن الشعب السوري سيُسقط بشار الأسد، ولن يحكم سوريا طيف واحد حسب اعتقادها، وهو ما يسترعي أهمية تأسيس أحزاب جديدة حقيقية تعمل على الأرض وتواجه حالة الفراغ السياسي القادمة التي خلفها حزب البعث.

ورأت مارديني أن التحديات الأكبر الذي ستواجه الأحزاب المستقبلية في فترة مابعد الأسد ستكون تحديات تنموية واقتصادية بامتياز.

وعرفت الحركة السياسية للمعارضة السورية حركة نشطة خلال الثورة بعد عقود من الركود أثناء حكم الرئيسين الأسد الأب والابن، حيث نصت المادة 8 من الدستور السوري على أن حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم هو القائد للدولة والمجتمع في إشارة إلى منع تداول السلطة.

وتمخضت الائتلافات السياسية بين المعارضين السوريين بعد أشهر من اندلاع الثورة في منتصف مارس/ آذار العام الماضي عن تشكيل جبهتين رئيسيتين هما المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون، وهيئة التنسيق الوطنية برئاسة هيثم مناع.

موسكو ترغب في لقاء عاجل مع دول الخليج بشأن سوريا

روسيا تود شرح وجهة نظرها والتوصل إلى تفاهمات حول القضايا الملحة

العربية.نت

أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن موسكو ترغب في لقاء مع مجلس التعاون الخليجي لشرح موقفها من القضية السورية.

وقال بوغدانوف إن بلاده تعول على لقاء عاجل وسريع مع المجلس لشرح وجهات نظرها والتوصل إلى تفاهمات حول القضايا الملحة، خصوصاً في الشأن السوري.

وحسب صحيفة “الحياة” فإن المسؤول الروسي أكد أن بلاده اقترحت عقد جلسة طارئة وعاجلة مع مجلس التعاون الخليجي على أرضية منتدى الحوار الاستراتيجي، موضحاً أن روسيا تسعى إلى تطوير الحوار مع شركائها.

وأضاف بوغدانوف أن موسكو اقترحت أن يكون اللقاء عاجلاً من دون أن يتم ربطه بلقاء أصدقاء سورية في تونس.

21 قتيلاً في سوريا أحدهم خلال تشييع في قلب دمشق

آلاف المتظاهرين في حي “المزة” الأمني بالقرب من القصر الجمهوري

العربية.نت

أطلقت قوات الأمن السورية النار، السبت، على جموع احتشدت للمشاركة في تشييع جنازة متظاهرين قتلوا أمس الجمعة في حي المزة بدمشق، ما أسفر عن سقوط قتيل وأصابة آخرين بجروح.

وأفادت الهيئة العامة للثورة بمقتل 21 شخصاً اليوم في مختلف أنحاء البلاد.

واندلع إطلاق النار في دمشق أثناء جنازات ثلاثة شبان قتلوا يوم الجمعة في احتجاج مناهض للأسد، وصف بأنه من أكبر الاحتجاجات في العاصمة منذ بدء الانتفاضة في أنحاء البلاد.

وقال شاهد تحدث الى رويترز في عمان بالتليفون: “بدأوا في اطلاق النيران على الناس بعد الدفن. الناس تجري وتحاول الاحتماء في أزقة”.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن اطلاق النار بالقرب من الجبانة أسفر عن مقتل أحد المعزين وإصابة أربعة بينهم امرأة جُرحت في الرأس.

وقال شهود إن ما يصل الى 30 ألف متظاهر نزلوا الى الشوارع في حي المزة بدمشق.

وأوضحت تغطية على الهواء مباشرة على الانترنت نساء يزغردن لتكريم الشهداء في حين ردد مشيعون بالروح بالدم نفديك يا شهيد.. واحد واحد واحد الشعب السوري واحد.

استمرار قصف حمص

وفي نفس الوقت جددت القوات السورية قصفها لمعقل المعارضة في حمص اليوم السبت.

وغطت طبقة من الجليد مدينة حمص التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة فيما قصفت قوات الاسد بالصواريخ والمدفعية الاحياء السنية في المدينة التي كانت في طليعة الانتفاضة ضد حكم عائلته.

وقال نشطاء إن القوات كانت قريبة من بابا عمرو وهو حي في جنوب المدينة كان هدفا لاعنف عمليات قصف منذ ان بدأ الهجوم بالمدرعات قبل اسبوعين.

وقال الناشط محمد الحمصي من حمص إن القوات أطبقت على بابا عمرو وان القصف يجري بصورة مجنونة لكنه لا يعرف ان كانوا يرغبون في اقتحام الحي اثناء تساقط الثلوج. وأضاف انه لا توجد كهرباء وان الاتصالات بين الاحياء مقطوعة ولذلك فهم غير قادرين على تحديد عدد القتلى مضيفا انه لا يوجد وقود في معظم المدينة.

كما بدأ الجيش هجوما جديدا على حماة وهي مدينة لها تاريخ دام في مقاومة الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار. وعائلة الاسد من الاقلية العلوية في سوريا التي يغلب السنة على سكانها.

الزحف نحو القصر الجمهوري

يذكر أن العاصمة السورية دمشق تشهد لليوم الثاني على التوالي، مظاهرات حاشدة ضد النظام السوري. وسجلت مظاهرات اليوم نقلة نوعية حيث انتقلت إلى حي “المزة” الذي يطل عليه القصر الجمهوري، ما يزيد من تفاقم مخاوف النظام السوري.

وبثت “العربية” اليوم السبت لقطات لمظاهرات حاشدة بالآلاف في الحي أثناء تشييع جنازة 3 قتلى سقطوا أمس برصاص الأمن السوري.

ويعتبر حي “المزة” من الأحياء الأمنية بامتياز، فإلى جانب قربه من القصر الجمهوري، تنتشر به فروع مقار المخابرات الجوية حيث يجري احتجاز المتظاهرين وتعذيبهم، وكذلك فروع المخابرات العسكرية التي يتم فيها سجن وتعذيب العناصر العسكرية التي ترفض الانصياع لقرار إطلاق النار على المتظاهرين.

وتوجد بالحي المذكور الكثير من المقار الدبلوماسية، ومقار الهيئات الحكومية، مما يجعل امتداد المظاهرات إليه نقلة نوعية.

كما شهدت الكثير من أحياء دمشق، أمس الجمعة، تظاهرات حاشدة مناهضة للرئيس السوري، بشار الأسد، وخاصة حي “الحميدية” الذي يقع بالقرب من الجامع الأموي، حيث تم مقتل عشرات المتظاهرين برصاص الأمن.

كما انتشرت المظاهرات أيضا أمس الجمعة في أحياء “القدم” و”الحجر الأسود” و”كفر سوسة” و”البرزة” بالعاصمة السورية.

أكثر من 2500 جندي سوري منشق يؤدون القسم

على بذل دمائهم وأرواحهم في سبيل إسقاط نظام الأسد وحماية المتظاهرين المدنيين

العربية.نت

في انشقاق جماعي هو الأكبر بحسب المعارضة السورية، أدى أكثر من 2500 جندي يمين القسم على بذل دمائهم وأرواحهم في سبيل إسقاط نظام الأسد، وحماية المتظاهرين المدنيين.

وبحسب مقطع فيديو نشر على موقع “يوتيوب”، كان نصُّ قسم الانضمام للجيش السوري الحر، وأداه الجنود، هو: “نقسم بالله العظيم، أن نحافظ على سيادة الوطن، براً وبحراً وجواً، وأن نعمل على إرساء أسس نظام ديموقراطي تعددي، وأن نحترم جميع الاتفاقات الدولية، المبرمة مع كافة الدول، وأن نحافظ ونلتزم بأخلاقيات ومبادئ الدولة، وأن نلتزم بحماية المتظاهرين المدنيين، ونبذل دماءنا وأرواحنا من أجل إسقاط النظام الأسدي، النظام المجرم، والله على ما أقول شهيد”.

وبعد أداء القسم، أعلن المتحدث الذي لقن الجنود القسم بأنهم منتمون إلى كتيبة معاوية التابعة للجيش الحر.

يُذكر أن الجيش النظامي السوري قد تداعى بشكل كبير مؤخراً، بعد أن وصلت موجة الانشقاقات إلى ضباط ومسؤولين كبار في وزارة الدفاع، بعد استمرار نظام الأسد في قتل المتظاهرين السلميين بشكل ممنهج.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنت بالأغلبية الخميس الماضي قراراً يدعو إلى الوقف الفوري لحملة القمع العنيفة التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد على المناهضين له.

وكانت الصين وروسيا وإيران من بين الدول التي عارضت مشروع القرار الذي طرحته مصر وعدد من الدول العربية لإدانة “انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة والمنهجية” في سوريا.

ويطالب القرار الحكومة السورية بوقف هجماتها على المدنيين ويدعم جهود الجامعة العربية لضمان انتقال ديمقراطي في سوريا ويوصي بتعيين موفد خاص للأمم المتحدة الى سوريا.

القوى العلمانية السورية تدعو لتشكيل “أصدقاء سوريا

دعماً للمدن المنكوبة وإيقاف نزيف الدم وتوفير الشروط الكفيلة بإنهاء الحالة الديكتاتورية

العربية.نت

أصدر ائتلاف القوى العلمانية الديمقراطية السورية بياناً دعا فيه إلى ضرورة تشكيل مجموعة باسم “أصدقاء سوريا”.

وأشار البيان إلى أنه نظراً لانسداد الأفق أمام استصدار موقف دولي يدين جرائم النظام السوري ضد شعبه في الأمم المتحدة فإن الدعوة لتشكيل مجموعة باسم “أصدقاء سوريا” أصبحت أمراً ملحا.

ذاكراً أن هذا التشكيل أمر فرضته جملة من الاعتبارات الإنسانية إلى جانب الاعتبارات السياسية، وقد أتى تبني الدولة التونسية لمؤتمر تحت اسم “أصدقاء سوريا” بمثابة استجابة للحاجة المتزايدة في إيجاد بديل عن دهاليز الأمم المتحدة التي تستنزف المزيد من الوقت على حساب الدم السوري.

وتمنى ائتلاف القوى العلمانية الديمقراطية السورية أن يخرج مؤتمر “أصدقاء سوريا” بحلول حقيقية للأزمة في سوريا، وخاصة فيما يتعلق بالأمور الملحة على مستوى دعم المدن المنكوبة، وإيقاف نزيف الدم، وتوفير الشروط الكفيلة بإنهاء الحالة الديكتاتورية، والانتقال إلى الدولة المدنية التعددية الحديثة على أرضية المواطنة الكاملة، وانطلاقا من مشروع شامل للمصالحة الوطنية.

وطالب الائتلاف من الجهة المنظمة للمؤتمر أن توجه الدعوة إلى أطياف المعارضة السورية كافة، حيث إن نجاح أي تصور لدعم الثورة السورية يتوقف بشكل كبير على حصول أكبر إجماع ممكن من قبل القوى السياسية الفاعلة.

وختم الائتلاف بيانه بـالقول: “نود أن نوضح من خلال ما نمثله من قوى منضوية في الائتلاف بأن إقصاء أي مكون من مكونات المعارضة هو أمر يتنافى مع الغايات التي قامت بها الثورة السورية، وتحديدا المسألة الديمقراطية”.

ناشط سوري لـ آكي: ما لم يتدخل المجتمع الدولي فإن البلاد ذاهبة للاستنزاف

روما (18 شباط/ فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب ناشط ثوري سوري عن قناعته بأن النظام السوري لن يستطيع بآلته العسكرية والأمنية إخماد الثورة، وشدد الناشط العضو في المجلس الوطني المعارض على أن المعارضة السورية غير قادرة حتى الآن على توجيه الحراك للوصول للعصيان المدني، ورأى أنه ما لم يتدخل المجتمع الدولي للجم النظام السوري فإن سورية ذاهبة للاستنزاف

وفيما لو كانت القوات العسكرية والأمنية السورية قادرة من خلال تصعيد حلها العسكري العنيف على قمع الثورة قبل الذكرى السنوية لانطلاقتها قال الناشط في الثورة السورية أيمن الأسود عضو المجلس الوطني لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “كل شيء في سورية قابل للنقاش ما عدا العودة إلى زمن العبودية، وبألف حملة عسكرية لن يستطيع النظام السوري إخماد الثورة، لا خلال عامها الأول ولا بعد ذلك، فالكل في سورية مقتنع بأن النظام ساقط لا محالة” حسب تأكيده

وحول التصعيد السلمي، وهل مازال له مكاناً في الوضع السوري الراهن، قال الأسود، الذي قاد وعدد من رفاقه أولى التظاهرات في درعا (مهد الثورة) منتصف آذار/ مارس العام الماضي “كان أداء المعارضة على مدى الأشهر الماضية سيء جداً لذلك لم تستطع الإمساك بدفة توجيه الحراك، ولو كانت اليوم قادرة على توجيه الحراك لاستطاعت الوصول للعصيان المدني، لكنها غير مؤهلة لذلك، ففشل المعارضة من جهة في توجيه الحراك والإصرار على الخيار العسكري من النظام من جهة ثانية وفشل المجتمع الدولي حتى الآن في حماية الشعب السوري من جهة ثالثة، كل ذلك يقوّي خيار التسلح في الشارع واللجوء للكفاح المسلح” على حد قوله

وفيما لو كان اقتراح الجامعة العربية إرسال قوات حفظ سلام عربية ـ أممية، وكذلك الإعلان عن مؤتمر (أصدقاء سورية) بمشاركة دولية واسعة، هدفه الأساسي تهيئة الأجواء للتدخل العسكري الخارجي قال الأسود الذي يعيش في المنفى مؤقتاً “أعتقد أن الهدف الأساسي هو حماية الشعب السوري، لكن رفض النظام السوري لذلك سيكون ممهداً لتدخل ملامحه الأولى هي دعم المعارضة المسلحة، وشخصياً لو كان الأمر لي لاخترت ضربة جوية منتقاة لقوى الأمن السوري وقوى الجيش التابعة لماهر الأسد (الحرس الجمهوري)ن لأن تقويض هذه القوى سيُحدِث انشقاقات عامودية في الجيش تستطيع تأمين المرحلة الانتقالية، أما بحالة تسليح الشباب والمحتجين فسيكون من الصعب استرجاع السلاح منهم وخصوصاً أنهم غير مؤطرين سياسياً” حسب رأيه

وعن المطالب التي تدعو إلى حماية المحتجين من قبل متطوعين والجيش السوري الحر “إن استمرار الحراك السلمي ينحسر أمام الأداء السيء للمعارضة السورية وأمام وحشية النظام، أما بالنسبة للجيش الحر فهو غير قادر إلى الآن على حماية المدنيين، وعندما يكون الجيش الحر قادراً على ذلك من خلال دعم دولي متوقع ستتحول المسألة إلى حرب تحرير شعبية، وأعتقد أن مهمة حماية المدنيين من قبل الجيش الحر هي عملية افتراضية، وهو يخوض الآن بإمكاناته المتواضعة حرب عصابات، أما إن اختار المجتمع الدولي تسليحه فستمتد المسألة إلى مقاومة شعبية ولن تقتصر عليه ويصعب عندها تأطير الحراك سياسياً” حسب رأيه

وعن أفق الحل قال الأسود الذي كان أول من تحدّث باسم الثورة السورية باسمه الصريح عبر وسائل الإعلام وعمل في درعا متخفياً لأشهر “النظام ساقط هذه حقيقة غير قابلة للنقاش وما لم يتدخل المجتمع الدولي بطريقة قادرة على لجم هذا النظام فإن سورية ذاهبة للاستنزاف وستطول الحالة ويزداد عدد الضحايا من جهة ويخسر النظام قواه شيئاً فشيئاً من جهة أخرى، كما يذهب المجتمع السوري إلى منزلقات خطرة وقد نصل إلى دولة فاشلة لا تسيطر على داخلها ولا على حدودها، أما إن تدخل المجتمع الدولي من داخل مجلس الأمن أو من خارجه وبسرعة للجم هذا النظام وإفقاده قدراته العسكرية سيكون الانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية أمراً يسيراً وسيكون إجراء التسويات والمصالحة الوطنية أمراً ممكن” على حد تعبيره

الحكومة الألمانية ستخصص مساعدات طوارئ لضحايا الاضطرابات في سورية

برلين (18 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت الحكومة الألمانية الاتحادية أنها ستخصص نحو ثلاثمائة ألف يورو كمساعدات طوارئ عاجلة لضحايا الاضطرابات في سورية

وأوضحت الخارجية الألمانية في بيان لها أن هذه المساعدات ستوجه “لمشروع الصليب الاحمر الألماني بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري للمساهمة في تخفيف حدة المحنة التي يمر بها الشعب السوري” حسب تعبيرها

دو فيسترفيلله اليوم السبت “إن الوضع الإنساني في سورية ومعاناة شعبه يثيران الحزن” وأضاف “إن تخفيف معاناة السكان في سورية واللاجئين السوريين جهد محوري بالنسبة لألمانيا” على حد قوله

وتابع القول “سنتابع العمل من أجل تمكين منظمات الإغاثة من الوصول إلى الاشخاص الذين يعانون نتيجة الاضطرابات الجارية في سورية” حسب تعبيره

ومن المقرر أن تشمل مساعدات الطوارئ التي ستقدمها الحكومة الألمانية، مواد غذائية وأغطية ومواد نظافة

ولفتت الخارجية الألمانية إلى إن “الوضع الميداني في سورية يجعل من الصعب على منظمات الإغاثة الدولية توصيل مساعداتها إلى متضرري الاضطرابات” حيث “ارتفع عدد اللاجئين السوريين الذين فروا إلى الدول المجاورة إلى عشرين ألف شخص على الأقل” على حد قوله

يذكر أن قيمة المساعدات التي قدمتها الحكومة الألمانية لكافة أطياف السوريين المتضررين واللاجئين في الدول المجاورة، قد وصلت منذ العام الماضي إلى نحو ثلاثة ملايين يورو

ناشطون: 25 ألفاً في تشييع قتلى وسط دمشق والأمن يفرقهم بالرصاص الحي

روما (18 شباط/ فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد ناشطون سوريون معارضون إن قتيلاً واحداً على الأقل سقط ظهر اليوم (السبت) وأصيب العشرات بجروح مختلفة في منطقة (المزة) في العاصمة السورية دمشق بعد أن استخدمت القوات الأمنية السورية الرصاص الحي والقوة لتفريق آلاف المشيعين لثلاثة من قتلى المنطقة سقطوا في وقت سابق الجمعة برصاص القوات الأمنية نفسها

وقال ناشطون إن شاباً واحداً على الأقل قد قُتل (سامر الخطيب) فيما جُرح العشرات بعضهم إصابته خطيرة، وبينهم نساء وشابات، حينما استخدمت القوات الأمنية السورية الرصاص الحي والقنابل الدخانية والغازية لتفريق مشيعين لثلاثة من أبناء المزة قتلوا بالأمس برصاص الأمن خلال تشييعهم لقتيل آخر من أبنءا المنطقة

وانطلق التشييع من مسجد المزة الكبير (المزة شيخ سعد)، وتم إغلاق طرق رئيسية في المزة خلال التشييع، وشارك الآلاف من السكان من المنطقة ومن مناطق أخرى في التشييع، وعلت هتافاتهم وسط مواكبة أمنية كثيفة

وقال ناشطون إن أكثر من 25 ألفاً من السوريين شاركوا في تشييع أبناء المزة الذين قتلوا بالأمس، وتم إغلاق حي (الشيخ السعد) في المزة بالكامل بالمشيعين والمحتجين، وهتفوا للشهداء وللحرية ولحمص وغيرها كما هتفوا بإسقاط النظام

وأكّد شهود العيان إن القوات الأمنية ومسلحين باللباس المدني يرافقونها أطلقوا قنابل الغاز على المجتمعين، ثم أطلقوا الرصاص الحي، وقاموا بحملة اعتقالات عشوائية طالت العشرات، وقال ناشطون في تنسيقيات الثورة السورية إن العديد من الشبان احتجزوا في مقر حزب البعث القريب من الحي، وأنهم تعرضوا للضرب الشديد، وأكّدوا أن آخرين تم احتجازهم في سيارات تابعة للأمن، ثم قامت قوات الأمن بتنفيذ حملة مداهمات واعتقالات عشوائية في الأحياء الفرعية

ومنطقة المزة، القريبة من سفارات عربية وغربية ومن مكان إقامة عدد كبير من المسؤولين السوريين والدبلوماسيين الغربيين، شهدت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة إطلاق نار وتفريق بالعنف ومشيعين ومحتجين ومتظاهرين ضد النظام السوري

وتعتبر هذه التظاهرة أكبر تظاهرة مناوئة للنظام تشهدها منطقة المزة التي تقع في منطقة وسطى بين رئاسة الوزراء السورية (كفرسوسة) وأحد القصور الرئاسية في (الربوة)، وقرب السفارة الإيرانية

وتشهد المنطقة منذ أشهر تظاهرات مناوئة للنظام السوري يتعامل معها الأمن السوري دون استخدام الرصاص الحي، ويقول سكان المنطقة إنهم يسمعون يومياً في وقت متأخر من الليل أصوات انفجارات ضخمة في منطقة المزة بساتين، لكنهم لم يحدّدوا نوع هذه الانفجارات ويرجّحون أنها ناتجة عن قنابل صوتية لإرهاب أهالي المنطقة الذين يكبّرون بأصوات عالية في الليل

سوريا: مقتل 19 شخصا ومظاهرة “حاشدة” في دمشق والصين تدعم خطط الاسد لحل الازمة

استمرار العنف يتزامن مع زيارة المسؤول الصيني

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن والجيش قتلت 19 شخصا في انحاء متفرقة في البلاد، كما افادت التقارير بمقتل شخص واحد على الاقل واصابة اخرين لدى اطلاق قوات الامن النار اليوم على جموع احتشدت للمشاركة في تشييع جنازة متظاهرين قتلوا يوم امس في حي المزة الواقع في العاصمة السورية دمشق.

وافاد ناشطون ان قوات الامن اطلقت في حشد بالالاف تجمع لتشييع جنازات ثلاثة شبان قتلوا يوم الجمعة في احتجاج مناهض للاسد وصف بأنه من أكبر الاحتجاجات في العاصمة منذ بدء الانتفاضة في انحاء البلاد.

ونقلت وكالة فرانس برس نقلا عن محمد شامي المتحدث باسم الناشطين في دمشق قوله “إنها المرة الاولى التي تجري فيها تظاهرات بهذا الحجم حتى وسط دمشق”.

واضاف ان التشييع جمع “15 الف شخص” رغم تهديد اجهزة الامن والثلج الذي تساقط السبت على العاصمة السورية.

كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الأمن نفذت حملة مداهمات في مدينة القورية وبلدة الطيانة في محافظة دير الزور وقد وصل عدد المعتقلين لديها من هاتين المنطقتين نحو ستين شخصاً.

طائرات بلا طيار

وذكرت شبكة ان بي سي الاميركية ان عددا كبيرا من الطائرات الاميركية بلا طيار واجهزة الاستخبارات الاميركية تعمل فوق سوريا لمتابعة الهجمات التي تشنها قوات سورية على المعارضة والمدنيين.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين امريكيين يعملون في مجال الدفاع قولهم ان عمليات التحليق التي تقوم بها هذه الطائرات بلا طيار لا تشكل تحضيرا لتدخل عسكري امريكي.

وذكرت الشبكة ان الحكومة الامريكية تأمل في استخدام هذه المراقبة الجوية واعتراض اتصالات الحكومة السورية وعسكرييها لدعم حجتها في شأن رد دولي على سوريا.

الصين تدعم خطط الاسد

دعا نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون كافة الأطراف في سوريا إلى “الوقف الفوري لأعمال العنف” في البلاد وذلك عقب لقائه الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق السبت.

ونقل التلفزيون السوري عن جون قوله ان الصين تؤيد خطط الرئيس السوري بشار الاسد باجراء استفتاء تليه انتخابات برلمانية كطريقة لحل الازمة السورية.

وقال إن ” الصين تأمل أن يجرى الاستفتاء على مشروع الدستور والانتخابات البرلمانية بصورة سلسة وان تحقق سوريا الاستقرار بأسرع وقت لان ذلك يصب في مصلحة الشعب السوري كله”.

وقال جون إن “موقف الصين هو دعوة الحكومة والمعارضة والمسلحين الى الوقف الفوري لاعمال العنف”.

وأكد المبعوث الصيني انه “لا يمكن لأي دولة تحقيق التنمية والرفاهية لشعبها فى ظل غياب الاستقرار” مشددا على ضرورة “عودة الهدوء في اسرع وقت ممكن”.

وجاءت تصريحات المبعوث الصيني خلال زيارته إلى دمشق في محاولة للتوسط من أجل ايجاد حل للأزمة.

من جانبه قال الرئيس بشار الأسد إن سوريا تواجه محاولات لتقسيم البلاد.

ونقل التلفزيون السوري عن الأسد قوله إن ” سوريا تواجه جهودا لتقسيمها والتأثير على مكانتها السياسية والتاريخية في المنطقة”.

ومن المقرر أن يلتقي جون مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، كما سيلتقي السبت قيادات المعارضة السورية في الداخل “حسن عبد العظيم ولؤي حسين وقدري جميل”.

وكان المبعوث الصيني قد وصل إلى دمشق بعد يوم واحد من تصويت الصين ضد قرار في الجمعية العامة يدعو لإنهاء العنف في سوريا.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

القوات السورية تطلق النار على حشد مناهض للاسد في دمشق

عمان/بيروت (رويترز) – قال ناشطون معارضون ان قوات الامن السورية أطلقت النار على احتجاج ضخم ضد الرئيس بشار الاسد في دمشق وذلك بعد فترة وجيزة من نداء مبعوث صيني لوقف اعمال العنف المستمرة منذ 11 شهرا.

ووقع اطلاق النار يوم السبت خلال تشييع جنازات ثلاثة شبان قتلوا يوم الجمعة في احتجاج مناهض للاسد وصف بأنه من أكبر الاحتجاجات في العاصمة منذ بدء الانتفاضة في انحاء البلاد.

وقال شاهد تحدث الى رويترز في عمان بالتليفون “بدأوا في اطلاق النيران على الناس بعد الدفن.”

واضاف ان الناس حاولت الهروب والاحتماء في الازقة.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان اطلاق النار بالقرب من الجبانة أسفر عن مقتل أحد المعزين واصابة أربعة بينهم امرأة اصيبت في الرأس.

وذكر تاجر لرويترز ان السلطات القت القبض على عدة محتجين.

وقال شهود ان ما يصل الى 30 ألف متظاهر نزلوا الى الشوارع في حي المزة بدمشق قرب مقر مخابرات القوات الجوية ومقر حزب البعث الحاكم.

وأوضحت مشاهد للجنازة بثت على الانترنت نساء يزغردن لتكريم “الشهداء” في حين ردد مشيعون “بالروح بالدم نفديك يا شهيد.. واحد واحد واحد الشعب السوري واحد.”

واظهر تصوير من ضاحية دعما القريبة من دمشق نشر على موقع يوتيوب عدة الاف من المحتجين في جنازات شخصين قيل انهما قتلا على ايدي قوات الامن. وحمل النعشان وسط بحر مائج من المشيعين الذين لوحوا بالعلم السوري الذي يرجع الى عهد ما قبل حكم حزب البعث.

ووصف الاسد الاضطرابات التي تجتاح سوريا بأنها محاولة لتقسيم البلاد.

ونقل التلفزيون السوري عن الاسد قوله بعد لقائه ونائب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون في دمشق “ما تتعرض له سوريا يهدف بشكل أساسي الى تقسيمها وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي في المنطقة.”

وأضاف “سوريا ماضية في مسيرة الاصلاح السياسي وفق خطة واحدة وجداول زمنية محددة.”

ودعا تشاي الى انهاء العنف من كل الاطراف بما في ذلك الحكومة وقوى المعارضة. غير ان تصريحاته في معظمها بمثابة اظهار للدعم لحملة الاسد على الانتفاضة الشعبية رغم التنديد العالمي بها.

وقال المبعوث ان الصين تؤيد خطط الاسد اجراء استفتاء في 26 فبراير شباط تليه انتخابات برلمانية كطريقة لحل الازمة السورية. ورفضت المعارضة والغرب الخطة ووصفتها بأنها زائفة.

وقال “الصين تؤيد مسار الاصلاح الذي يجري في سوريا والخطوات المهمة التي اتخذت في هذا الشأن.”

وذكرت السفارة الصينية ان تشاي عقد اجتماعات منفصلة مع ثلاث شخصيات معارضة معتدلة هم قدري جميل ولؤي حسين وحسن عبد العظيم لكنها لم تعط اي تفاصيل عما دار في الاجتماعات.

وقال حسين لرويترز ان المعارضين قالوا للمبعوث الصيني ان معظم المعارضة السورية تقبل الحوار اذا كان الحوار جادا ومسؤولا بما يعني ان السلطات السورية ستنفذ ما تتفق عليه لكن المشكلة في الحوار هي ان السلطات فقدت مصداقيتها.

وبكين وموسكو هما أهم مدافعين عن الاسد في الساحة الدولية اثناء الحملة التي قتل فيها عدة الاف وأحدثا انقساما بين القوى العالمية. وتريد الامم المتحدة والولايات المتحدة واوروبا وتركيا والقوى العربية من الاسد ان يتنحى ونددت بحملة القمع الشرسة.

واستخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الامن في الرابع من فبراير شباط يدعو الاسد الى التنحي وصوتتا ايضا ضد قرار مماثل غير ملزم في الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الخميس.

وفي نفس الوقت جددت القوات السورية قصفها لمعقل المعارضة في حمص يوم السبت.

وغطت طبقة من الجليد مدينة حمص التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة فيما قصفت قوات الاسد بالصواريخ والمدفعية الاحياء السنية في المدينة التي كانت في طليعة الانتفاضة ضد حكم عائلته.

وقال نشطاء ان القوات كانت قريبة من بابا عمرو وهو حي في جنوب المدينة كان هدفا لاعنف عمليات قصف منذ ان بدأ الهجوم بالمدرعات قبل لاسبوعين.

وقال الناشط محمد الحمصي من حمص ان القوات أطبقت على بابا عمرو وان القصف يجري بصورة مجنونة لكنه لا يعرف ان كانوا يرغبون في اقتحام الحي اثناء تساقط الثلوج.

وأضاف انه لا توجد كهرباء وان الاتصالات بين الاحياء مقطوعة ولذلك فهم غير قادرين على تحديد عدد القتلى مضيفا انه لا يوجد وقود في معظم المدينة.

كما بدأ الجيش هجوما جديدا على حماة وهي مدينة لها تاريخ دام في مقاومة الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار. وعائلة الاسد من الاقلية العلوية في سوريا التي يغلب السنة على سكانها.

ويقول بشار الاسد الذي خلف والده في عام 2000 بعد نحو 30 عاما في السلطة انه يقاتل ارهابيين تدعمهم قوى خارجية.

وبدأت الانتفاضة السورية باحتجاجات مدنية سلمية في مارس اذار لكنها تضم الان تمردا مسلحا موازيا يقوده الجيش السوري الحر المعارض.

وايران هي حليف سوريا الاخر المهم من الناحية العسكرية وهي على خلاف مع الغرب. وقال مصدر في هيئة قناة السويس ان مدمرة وسفينة امداد ايرانيتين عبرتا قناة السويس الاسبوع الماضي ويعتقد انهما في طريقهما الى الساحل السوري.

وقال العراق يوم السبت انه شدد الاجراءات الامنية على طول حدوده مع سوريا لمنع تهريب السلاح بعد تقارير عن عبور مقاتلين واسلحة الى سوريا.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الاجراءات الضرورية اتخذت لتعزيز السيطرة على الحدود مع سوريا التي تشهد اضطرابا يشجع على التسلل وكل اشكال التهريب خاصة الاسلحة.

ويخشى شيعة العراق ان يؤدي سقوط الاسد – الذي ينتمي الى أقلية شيعية – الى صعود المتشددين السنة الى السلطة وهو تحول من شأنه ان يضر بالهيمنة الشيعية الحديثة على العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 .

من خالد يعقوب عويس وانجوس ماك سوان

نشطاء: النظام السوري يحتجز نحو 300 طبيب

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — أفاد ناشطون بأنه تم تسجيل نحو 300 حالة اعتقال لأطباء في سوريا منذ بداية الانتفاضة الشعبية في مارس/آذار الماضي، بهدف ترهيب الكوادر الطبية ومنعها من إسعاف المتظاهرين.

وقالت “لجان التنسيق المحلية في سوريا،” وهي شبكة من النشطاء المعارضين للنظام تنظم وتوثق الاحتجاجات، إن 295 طبيباً اعتقلوا في سياق “حملة شرسة” ضد الأطباء.

وذكرت اللجان بأن حصيلة قتلى العمليات العسكرية المستمرة ضد المعارضين بشتى مدن سوريا، بلغت 17 قتيلاً، السبت.

ولفت ناشطون إلى أن القصف مستمر على أحياء حمص، على رأسها حي بابا عمرو، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وتضرر عدة منازل.

وأوقعت حملة عسكرية شرسة أطلقها النظام السوري لسحق احتجاجات مناوئة له تطالب برحيله، أكثر من 8500 قتيلاً، منذ نحو 11 شهراً مضت، وفق المصدر عينه.(تفاصيل)

وتقدر الأمم المتحدة أن ما يزيد على 5 آلاف شخص لقوا حتفهم في العنف، الذي يحمل النظام السوري مسؤوليته على “جماعات إرهابية مسلحة.”

وفي هذا الصدد، أعلنت الحكومة العراقية، السبت، تشديد الإجراءات الأمنية على طول الحدود مع سوريا لمنع تهريب السلاح، بعد تقارير عن عبور مقاتلين وأسلحة إلى سوريا.

وقال بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، إن الأخير ترأس اجتماعا لخلية الأزمة في الحكومة بحث “أمن الحدود وكيفية العمل على سد جميع الثغرات التي يتسلل منها الإرهابيون وبعض العصابات الإجرامية.”

ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من هذه التقارير بشكل مستقل نظراً لقيود مفروضة من قبل النظام السوري على تحركات المراسلين الأجانب داخل أراضيه.

ومنذ نحو عام، تشهد سوريا احتجاجات مناهضة للنظام تنادي بالتغيير والديمقراطية.

وإلى ذلك، شكك وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمام حشد من الصحفيين في سنغافورة، في بقاء الأسد بالسلطة حتى العام المقبل، ورجح سقوطه جراء الحملة العسكرية التي يقوم بها ضد شعبه.

الإفراج عن سبعة من معتقلي المركز السوري لحرية التعبير

 أفرجت المخابرات الجوية عن  ستة من معتقلي المركز السوري لحرية التعبير الذين تم اعتقالهن ظهر يوم الخميس وهن :هنادي زحلوط، يارا بدر، ميادة خليل، ريتا ديوب، ثناء زيتاني، ورزان غزاوي. كما أفرج عن مها سبلاتي  ليل الخميس الجمعة.

   ومازال معتقلاً كلاً من  مازن درويش رئيس المركز، وعبد الرحمن حمادة، وجوان فرسو، وهاني زيتاني، و بسام الأحمد، ومنصور حميد.

 ويذكر أن عناصر من المخابرات الجوية كانت قد اقتحمت ظهر الخميس16/2/2012 مكتب مازن درويش ريئس المركز السوري لحرية التعبير واعتقلت جميع من كان فيه، كما صادرت كافة أجهزة الكومبيوتر والأوراق الموجودة في المكتب.

مقارنة بين سوريا والبوسنة

 رويترز

-1-

قتل بدم بارد على يد القناصة وقصف عشوائي وجراحة على ضوء مصابيح يدوية وموت ورعب وجوع في مدينة مظلمة تقع تحت مطرقة لا ترحم لقوة غاشمة. يشبه الصراع في سوريا في وحشيته العشوائية الحرب في البوسنة التي دارت رحاها قبل عشرين عاما عندما دمرت قوات الصرب والمسلمين والكروات الدولة الواقعة في منطقة البلقان ودفن شعب سراييفو المحاصر الاف القتلى في الملاعب الرياضية. ونقلت القنوات الاخبارية الفضائية التي كانت حينذاك في ايامها الاولى وقائع مذبحة البوسنة على مدار الساعة الى انحاء العالم شهرا بعد شهر. وتذاع المذابح في مدينة حمص السورية على العالم على مدار الساعة تقريبا بواسطة الهواتف المحمولة والتسجيلات المصورة للهواة. وانطلقت مطالب بتدخل خارجي مسلح بعد عرض صور لقتلى من الرضع ولاطراف مبتورة ودماء تنساب من المزاريب ولاشخاص كاد الحزن ان يودي بعقولهم.

-2-

ولم يحدث التدخل فى البوسنة الا على نحو متردد لدرجة ان محنة الشعب استمرت اربع سنوات تقريبا قتل فيها عشرات الالاف وشرد مليون شخص.وتقول القوى الغربية التي اوقفت القتل في آخر الامر إنه ليس لديها نية للذهاب الى سوريا وهو تحرك سيكون له عواقب غير محسوبة في منطقة مضطربة.

كانت البوسنة جمهورية صغيرة تابعة ليوغوسلافيا السابقة ومثلت وقتها ازمة اوروبية على اعتاب حلف شمال الاطلسي. لكن سوريا دولة عربية كبيرة لها اصدقاء اقوياء مثل روسيا وايران وتقع عند مفترق طرق استراتيجي في العالم.

والقاسم المشترك الأعظم بينهما هو الدبابة تي-72 التي تعود للعهد السوفيتي. فقد شقت طريقها الى المدن لقمع المتمردين المسلحين بأسلحة خفيفة والمدنيين على السواء خلال عمليات القمع التي يمارسها الرئيس بشار الاسد منذ 11 شهرا.وهناك احساس بتكرار هذه المشاهد من قبل الى جانب الوسائل “الانسانية” لعلاج الموقف والتي يجري طلبها الان ومهمات الاغاثة التي ادت الى التدخل المسلح في البوسنة.

ويقول سونر كاجابتاي واندرو تابلر من معهد واشنطن “الحرب البوسنية والصراع في سوريا مختلفان في الطبيعة اي جماعات دولية تتطلع لتوفير تدخل انساني لحماية المدنيين الضعفاء في مناطق ’حررتها’ المعارضة (في سوريا) يجب ان تستفيد من دروس البوسنة في التسعينات”.

وتظهر هذه الدروس انها تتطلب قوة دولية تحميها قوة جوية ومعها تفويض للرد ان تعرضت لاطلاق النار.ومن المرجح ان يقودها حلف شمال الاطلسي ويرأسها جنرال مسلم من تركيا عضو حلف شمال الاطلسي وجارة سوريا الشمالية وتضم وحدات عربية.

– 3 –

وكانت تركيا دعت قبل اشهر الى اقامة ملاذات آمنة للسوريين وتتعاون الان مع الجامعة العربية وفرنسا. وتقول الامم المتحدة ان ما لايقل عن 5500 سوري قتلوا في 11 شهرا.ويقول وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إن اجتماع “اصدقاء سوريا” الذي من المقرر عقده مع الدول العربية في تونس في 24 شباط “سيبعث برسالة تضامن قوية جدا وكذلك تحذير للنظام السوري”.وتريد فرنسا ان يقر مجلس الامن خطتها لفتح ممرات انسانية في سوريا من تركيا ولبنان او الاردن الى ساحل البحر المتوسط او الى مطار.

واذا فازت هذه الخطة بدعم الامم المتحدة فمن المرجح بدرجة كبيرة فيما يبدو ان تكون تركيا التي تؤوي بالفعل لاجئين ومنشقين عن الجيش السوري هي رأس الجسر.لكن الرئيس نيكولا ساركوزي استبعد يوم الجمعة تدخلا مباشرا قائلا ان “الثورة في سوريا لن تقاد من الخارج ..بل يجب ان تقاد من الداخل”.

وفي البوسنة تابع العالم الفظائع تحدث مع بطء التدخل الذي ارجأته الممانعة الغربية في خوض ما كانت تعتبر حربا اهلية عرقية بالاضافة الى عقيدة روسيا الصلبة الخاصة بعدم التدخل والدبلوماسية التي طال انتظارها والتي حجبها التظاهر بأنها كانت معركة عادلة.

نفس العوامل موجودة في حالة سوريا. فروسيا والصين اللتان تملكان حق النقض (الفيتو) تعرقلان حتى الان اي تحرك لمجلس الامن وتصران على عدم التدخل في انتفاضة لجماعات مسلحة ضد دولة شرعية. لكن الجمعية العامة للامم المتحدة ادانت الاسبوع الماضي حكومة الاسد لانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان وابلغت الرئيس السوري بضرورة تنحيه. وساند قرارها خطة للجامعة العربية تطالب بسحب الاسلحة السورية الثقيلة من البلدات والمدن والقرار غير ملزم خلافا لقرارات مجلس الامن. لكن كانت هناك قرارات مبكرة بشأن البوسنة.

وكان غضب الرأي العالمي واشمئزازه مما يحدث في البوسنة افضل سلاح ضد قوة النيران غيرالمتكافئة لجيش صرب البوسنة الذي كان يستخدم الدبابات والمدفعية.

وحتى الآن لم تقم مظاهرات حاشدة في عواصم غربية تطالب حكومات حلف شمال الأطلسي بالتدخل في سوريا. لكن انطلاقا من مطالب تتراكم من زعماء اجانب لتنحي الأسد على الفور يبدو أن الضغوط تتزايد.

– 4 –

وفي سراييفو الأسبوع الماضي عرضت نجمة هوليوود انجلينا جولي التي تتبنى قضايا لحقوق الإنسان فيلمها الجديد “في أرض الدم والعسل” عن حرب البوسنة. وقالت إنها تتمنى أن يكون “ناقوس إنذار” للعالم لوقف الفظائع التي ترتكب في سوريا.

ويقول اندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إنه حتى مع وجود تفويض من الأمم المتحدة ومساندة عربية فإنه يشك في اشتراك الحلف في مثل هذه العملية. لكن كما أظهرت الأوضاع في البوسنة فإن السياسة يمكن ان تتغير.

قال جيمس بيكر وزير الخارجية الأميركي عام 1991 مقولة شهيرة بعد محاولة فاشلة لمنع تحول الصراع في يوغوسلافيا إلى صراع دموي والذي أشعل حرب البوسنة إذ قال حينئذ “لا ناقة لنا ولا جمل في هذه المعركة.”

لكن عندما تحولت الحرب هناك إلى أسوأ صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية انخرط حلف شمال الأطلسي بالفعل في المعركة ابتداء بإرسال قوة رمزية لحفظ السلام قوامها 50 فردا لكنها انتهت بوجود مئة ألف فرد في البلاد بعد قصف الأسلحة الثقيلة لصرب البوسنة لفرض تسوية سلمية.

واستغرق إخماد الحرب التي كانت تأمل الأمم المتحدة أن تضع أوزارها في صيف عام 1992 خمس سنوات وأكثر من مئة قرار من مجلس الأمن الدولي. انتهت الحرب في شتاء عام 1995 بعد مقتل أكثر من مئة ألف وتدمير مدن بأكلمها.

لكن أنقذت أرواح كثيرة لأن الفظائع التي ارتكبت في البوسنة مثلت تحديا لقوة الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي لدرجة جعلتها لا تتصور الفشل.وسيتطلب إقامة ملاذات آمنة وممرات إنسانية في سوريا تفويضا من الأمم المتحدة. وتقول روسيا التي تعارض “تغيير النظام” إنها سيتعين عليها الاطلاع على صياغة مثل هذا القرار.

– 5 –

بدأ التدخل في البوسنة بإقامة ممر لإرسال المساعدات الإنسانية ومناطق محمية من الأمم المتحدة في كرواتيا المجاورة ما تطلب قوة حماية من الأمم المتحدة مسلحة تسليحا خفيفا. وعلى الرغم من أن هذه القوة كانت متواضعة في البداية فإن دورها أخذ في الزيادة وأصبح محوريا.وفي حزيران عام 1992 أكد قرار مجلس الأمن رقم 761 على ضرورة توصيل المساعدات إلى العاصمة سراييفو.تمكنت قافلة من حاملات الجند المدرعة البيضاء وهو اللون الشهير للمركبات التابعة للأمم المتحدة وقوة الحماية التي وضع أفرادها الخوذات الزرقاء المميزة للأمم المتحدة من الوصول إلى مطار سراييفو والسيطرة عليه بعد أن قطعت الجبال قادمة من كرواتيا.

أصبحت قوة الحماية ما أسماه المؤرخ البريطاني وليام شوكروس “واحدة من أتعس بعثات حفظ السلام في الأمم المتحدة في السنوات القليلة الأخيرة” ومثال لتشعب المهمة والتي تعلمت من أخطائها الكثيرة بعد ثمن مؤلم.

ومن خلال إرسال حلف شمال الأطلسي جنودا على الأرض أصبح بذلك ملتزما بحماية قواته التي كان يتعين حمايتها بدبابات وطائرات حربية تابعة للحلف. وبعد العديد من التحديات التي مثلها صرب البوسنة حصل الحلف أخيرا على تفويض من الأمم المتحدة قال محللون عسكريون إنه كان لازما من البداية.لكن الحق في رد إطلاق النار بالمثل لم يتحقق إلا بعد أن تعرض جنود للإذلال عندما رأوا أناسا في “ملاذات آمنة” يتعرضون دون رادع للقصف بينما كانت كاميرات التلفزيون تصور العجز الواضح لقوات حلف شمال الأطلسي.

– 6 –

وفي الوقت الحالي فإن احتمالات إرسال قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة لسوريا تبدو محدودة بما أنه “ليس هناك سلام أصلا لنحفظه”. لكن في عام 1992 .. لم يكن هناك أيضا سلام ليتم حفظه.ويقول كاجابتاي وتابلر من معهد واشنطن إن أي مهمة لسوريا من الممكن ان تنجح وتتجنب التصعيد إذا التزمت بالدروس المستفادة من البوسنة وتجنبت المثالب.وقالا إن عليها أولا “تجنب إقامة ملاذات آمنة دون هيكل عسكري يعتد به لحمايتها.” وثانيا عليها ألا “توفد قوات لحفظ السلام دون تفويض قوي يسمح لها برد إطلاق النار”. وثالثا لابد أن تستخدم “القوات الجوية لحماية الجيوب وحفظ الممرات الإنسانية” ..وهما يتوقعان أن يقود مثل هذه المهمة جنرال تركي يعمل من مقر الحلف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى