أحداث الأحد 11 أيلول 2016
رسائل أميركية تحذر من عواقب التحالف مع «النصرة» … والمعارضة تشعر بـ «طعنة»
لندن – ابراهيم حميدي
بعث مسؤولون أميركيون، بينهم المبعوث إلى سورية مايكل راتني وقادة أمنيون، رسائل إلى المعارضة حصلت «الحياة» على نصها، لتقديم تطمينات تحضهم على قبول الاتفاق بين واشنطن وموسكو وخوض حرب ضد تنظيمي «فتح الشام» (جبهة «النصرة» سابقاً) و «داعش» والتهدئة في طريق الكاستيلو بحلب مع وضع إجراءات خاصة في طريق الراموسة جنوب غربي المدينة، إضافة إلى إعطاء جرعة سياسية مفادها أن «الأولوية هي تهيئة الظروف الملائمة لانطلاق عملية سياسية ذات صدقية تؤدي إلى الانتقال السياسي إلى سورية جديدة من دون (الرئيس) بشار الأسد».
وإذ اعربت كبريات فصائل المعارضة المسلحة عن الشعور بـ «الخيبة» و «الطعنة» من الموقف الأميركي، حذرت من أن تنفيذ هذه الاتفاق «سيزيد من مشروعية تنظيم القاعدة في سورية». وكان لافتاً أن الاتفاق لم يتضمن أي آلية جديدة لتناول الخروقات بل جرى اعتماد الصيغة السابقة في اتفاق وقف العمليات القتالية في شباط (فبراير) الماضي، التي تضمنت تسجيل الخروقات.
وشهدت الأيام الماضية سلسلة مراسلات خطية بين قادة الفصائل الإسلامية و «الجيش الحر» مع راتني و «غرفة العمليات العسكرية» (موم) برئاسة «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي إيه) حصلت «الحياة» على نصها، تناولت مسودات الاتفاق الأميركي- الروسي قبل إعلانه من الوزيرين جون كيري وسيرغي لافروف مساء أمس.
بدء الهدنة والكاستيلو
بعث راتني أمس رسالة إلى قادة الفصائل، حضهم فيها على أن «يبدأ التزامكم بهدنة تشمل جميع أنحاء البلاد اعتبار من الساعة 7 مساء الإثنين (أول أيام العيد غداً) بتوقيت دمشق. وخطتنا أن تستمر لفترة أولية لمدة 48 ساعة. وفي حال استمرت بالصمود بما يحقق رضى أميركا وروسيا سيتم تمديدها إلى فترة يتم الإعلان عنها ويمكن أن تمدد إلى أجل غير محدد. ويجب أن تصمد الهدنة سبعة أيام متتالية قبل أن تبدأ أميركا وروسيا في تنسيق العمل ضد تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش» مع ملاحظة أن الهدنة تشمل «حق الدفاع عن النفس».
كما تضمنت الرسالة أنه بالنسبة إلى طريق الكاستيلو في حلب، فإن الترتيبات الخاصة «تظل كما هي وعلى النحو الموضح في الرسائل السابقة، اذ يفترض أن تدخل المساعدات في شكل فوري وأن يبدأ الانسحاب حالما يتم وضع آليات للرقابة».
نصت الرسائل الأميركية السابقة عن ترتيبات محددة في حلب، إذ إنه منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف العمليات حيز التنفيذ «سيتم توزيع مساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وستقوم بعثة المراقبة التابعة لها بأعمال التفتيش والتختيم الشمعي للشاحنات المخصصة لنقل المساعدات الإنسانية عبر طريق الكاستيلو إلى شرق حلب». وستقوم قوة صغيرة لا تتعدى عشرين مسلحاً في الوردية الواحدة، يتم تقديمها وقبولها من كل الطرفين (المعارضة والحكومة)، بحماية طواقم الهلال الأحمر في نقاط التفتيش في نهايتي طريق الكاستيلو الشرقية والغربية». ومن المقرر أن تنسحب القوات الموالية للنظام ووحدات المعارضة في آن واحد من طريق الكاستيلو بالتزامن مع إقامة حاجزي التفتيش المذكورين. وستُعتبر المناطق التي يتم الانسحاب منها مناطق منزوعة السلاح.
وتضمنت الإجراءات «سحب جميع الأسلحة الثقيلة كالدبابات، والمدفعية وصواريخ المورتر والعربات المصفحة القتالية وعربات المشاة القتالية (ما عدا بي تي آر- 60 وبي أم بي-1 غير المزودة بصواريخ موجهة مضادة للدبابات) إلى مسافة 3.5 كيلومتر شمال الكاستيلو، وسحب الأسلحة المحمولة المركبة على العربات، و «بي تي آر -60» و «بي أم بي-1» غير المزودة بصواريخ موجهة مضادة للدبابات إلى مسافة 2.5 كيلومتر شمال الطريق، وسحب جميع الأفراد ما عدا الأشخاص الموجودين في نقطتي التفتيش إلى مسافة كيلومتر شمال الطريق على أن يكونوا مسلحين بأسلحة خفيفة فقط أو رشاشات خفيفة».
وجنوب طريق الكاستيلو، سيتم سحب جميع الأفراد والأسلحة والمعدات إلى 500 متر من الطريق وإقامة نقطتي مراقبة على مسافة لا تقل عن 500 متر شمال الطريق، وسيتم الاتفاق المتبادل على مكان نقطتي المراقبة، اعتماداً على التضاريس، وسيقوم على النقطتين فريق لا يتجاوز عدد أفراده 15، مزودين بمعدات المراقبة وأسلحة خفيفة بغرض الدفاع عن النفس، إضافة إلى عدم إعاقة أي حركة سير ذات أهداف إنسانية، مدنية، أو تجارية على طريق الكاستيلو وعدم الاستيلاء على أي مناطق تخليها جماعات المعارضة، وعدم إقامة مواقع في المنطقة المنزوعة السلاح، ما عدا نقطتي المراقبة.
جنوب غربي حلب
في الرسالة السابقة، جرى استثناء جنوب غربي حلب حيث جرت معارك كر وفر بين النظام والمعارضة قبل استعادة القوات النظامية بدعم روسي- إيراني للمنطقة. غير أن راتني قال أمس إن «منطقة الراموسة تعتبر منطقة عدم حركة للقوات، حيث يتوقع من قوات المعارضة والقوات الموالية للنظام ضمان وصول المساعدات الإنسانية بصورة آمنة إلى شرق حلب وغربها وتسهيل المرور من خان طومان (ريف حلب) إلى الراموسة بالتنسيق مع الأمم المتحدة»، علماً أن المعارضة اقترحت في رسائل سابقة طريقاً موازياً للكاستيلو يمتد من باب الهوى على حدود تركيا إلى الأتارب وخان طومان إلى الراموسة.
ومن المقرر أن تجتمع فرق فنية من روسيا وأميركا والأمم المتحدة خلال خمسة أيام من سريان الهدنة لمناقشة الأمر، حيث «نتوقع إيصال المساعدات وفق شروط الهدنة الأصلية المعمول بها من الأمم المتحدة (…) ويفترض ألا تقوم قوات المعارضة والقوات الموالية للنظام بشن هجمات داخل منطقة الراموسة وألا يحاول أي من الطرفين كسب أراض جديدة». وقال راتني في رسالة أخرى قصيرة: «طريق الراموسة مفتوح للحركة المدنية والإنسانية والتجارية بشكل كامل، لكن من دون أي إعادة انتشار وترتيب القوات على الأرض في هذا الوقت. وسيجتمع الطرفان الأميركي والروسي لمناقشة آليات مراقبة طريق الراموسة.
الجماعات الإرهابية … والانتهاكات
كتب راتني أن الاتفاق «لا يشمل داعش وتنظيم القاعدة في سورية. هما جماعتان إرهابيتان يمكن استهدافهما، وكذلك في إطار اتفاقنا مع روسيا (على افتراض تحقق استمرار سريان الهدنة)، وبالتالي فإن التعاون مع النصرة أو فتح الشام كما تسمى الآن، أمر ندعو في شدة إلى تجنبه ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة».
وأشارت الرسالة إلى أن أي انتهاكات في الهدن سيتم التعامل معها كما حصل في اتفاق وقف العمليات العدائية في شباط و «ندرك أن الهدن السابقة تم خرقها بصورة متكررة من النظام وحلفائه. عليكم الاستمرار في الإبلاغ عن الخروق للهدنة ونحض الفصائل التي توقفت عن الإبلاغ سابقاً على البدء بذلك، ويجب الاستمرار في الدفاع عن النفس».
يشار إلى أن عدم وجود آلية الرد على الخروقات كان بين أسباب انهيار هدنة شباط وانتقاد المعارضة. وسعت واشنطن إلى تغيير آلية الرد على الخروقات و «إلزام النظام على الامتثال»، الأمر الذي رفضته موسكو ودمشق.
وتابع راتني أن هدف الاتفاق الأميركي- الروسي هو «وضع حد للعنف الذي يعاني منه الشعب منذ فترة، أي القصف المدفعي والجوي من النظام وروسيا على مواقعكم (فصائل المعارضة) وعلى المدنيين والبنية التحتية»، مع إعرابه عن الأمل بأن تكون هذه الهدنة «أكثر فاعلية» من سابقاتها لان «لديها القدرة على وقف الضربات الجوية ضد المدنيين السوريين وقوات المعارضة وإتاحة المجال لوصول المساعدات. وتبقى أولويتنا تهيئة الظروف الملائمة لانطلاق عملية سياسية ذات صدقية تؤدي إلى الانتقال السياسي إلى سورية جديدة من دون الأسد. إن هذا الاتفاق إذا نفذ بحسن نيةٍ أفضلُ وسيلة لإنقاذ الأرواح ورفع المعاناة عن الشعب وفتح مسار سياسي إلى الأمام».
كما بعثت «غرفة العمليات العسكرية» رسالة مشابهة لرسالة راتني، إلى قادة «الجيش الحر» شمال سورية وجنوبها مع تفاصيل عسكرية وأمنية أخرى، إضافة إلى انتقاد أشد إلى النظام ومسؤوليته عن خروق اتفاق وقف العمليات القتالية».
وتسلم مسؤولون أميركيون رسالة خطية من قادة «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» و «الجبهة الشامية» و «تجمع فاستقم» و «حركة نور الدين الزنكي»، تضمنت تحفظات على مسودة الاتفاق الأميركي- الروسي قبل أن يعقد اجتماع هاتفي لمناقشة التحفظات مع راتني. وجاء في الرسالة: «ننقل لكم شعورنا بخيبة أمل عميقة من الطعنة التي تلقيناها، إذ في الوقت الذي كنا نناقش معكم المساعدات الإنسانية وترتيباتها إذ بنا نتفاجأ بهجوم واسع من الروس والنظام ليعيدوا احتلال طريق الراموسة وحصار حلب من جديد»، إضافة إلى انتقاد «الحديث عن أي هدن مناطقية أو حل سياسي قبل فتح طريق الراموسة ورفع الحصار عن حلب وبقية المناطق المحاصرة. ونشعر أننا خدعنا بقضية الحل السياسي وخسرنا أكثر من منطقة كداريا ومعضمية الشام والوعر في المستقبل على أمل الحل السياسي. وهذه المناطق الآن تتعرض لتغيير ديموغرافي حقيقي بعد تهجير أهلها وتوطين عراقيين وإيرانيين فيها. لماذا يُطلب منا نحن فقط الحديث عن مفاوضات أو حل سياسي في الوقت الذي بات واضحاً أن الروس والأسد ماضون في الخيار العسكري حتى النهاية؟».
وحذرت الرسالة المسؤولين الأميركيين من أنه «قلتم إنكم تسعون لإضعاف تنظيم القاعدة في سورية. لكن بالحقيقة أن الأساليب المتبعة بالتعاطي مع القاعدة منحته مزيداً من مشروعية البقاء والاستمرار من خلال مسألتين: تسويف وتأجيل رحيل بشار الأسد واستمرار قتله الممنهج للسوريين وتدمير مدنهم وتهجيرهم، والتغاضي عن الميليشيات الطائفية الإرهابية العابرة للحدود والتي تقاتل مع الأسد وعددها بلغ نحو أربعين ميليشيا»، إضافة إلى انتقاد دعم أميركا المقاتلين الأكراد الذي «يمارسون القتل والتطهير العرقي الممنهج ويسعون إلى تقسيم سورية، وهو دعم ربما يضر بشكل العلاقة المستقبلية مع هذا المكون الهام وقد يخلق شرخاً مجتمعياً ربما يستمر لعشرات السنين». كما جرى انتقاد غياب «الشفافية والوضوح» من الأميركيين.
وأرسلت هذه الفصائل هذه الرسالة بدلاً من مسودة أعدتها فصائل «الجيش الحر» المدرجة على قائمة الدعم الأميركي في «غرفة العمليات».
احتدام المعارك يسابق وقف النار في سورية
لندن، جنيف، أنقرة، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
سقط عشرات بين قتيل وجريح بغارات لم يُعرَف ما إذا كانت روسية أو سورية، طاولت مناطق في حلب وإدلب وغوطة دمشق. واحتدمت المعارك بين القوات النظامية السورية وفصائل معارضة في القنيطرة قرب الجولان المحتل، قبل بدء تنفيذ وقف النار بموجب الاتفاق الأميركي- الروسي الذي تضمّن هدنة بدءاً من مساء غد، أول أيام عيد الأضحى، وتطويرها إلى وقف شامل للنار، وتوقّف الطيران السوري عن القصف تمهيداً لبدء واشنطن وموسكو قتال تنظيم «القاعدة» في سورية، سواء كان «جبهة النصرة» أو «داعش». وإذ أعلنت الحكومة السورية موافقتها على الاتفاق، ظهرت شكوك لدى المعارضة، وأعربت كبريات الفصائل في رسائل إلى مسؤولين أميركيين عن «خيبة».
وبث التلفزيون السوري مساء ان الطيران الاسرائيلي قصف موقعاً للجيش قرب الجولان «لمساعدة جبهة النصرة» وجماعات أخرى متشددة في محافظة القنيطرة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن «مصادر مطلعة»، أن «أحد أهداف الاتفاق الروسي- الأميركي هو التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في سورية»، مضيفة أن «الحكومة السورية وافقت على الاتفاق». وأكدت المصادر أن «الاتفاق بكامله تم بعلم الحكومة ووافقت عليه».
وأعلنت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، التي تضم أبرز مكونات المعارضة والفصائل المقاتلة، أنها «لم تتسلّم أي نص رسمي للاتفاق، وفي حال استلامه ستُجري الهيئة دراسة لتفاصيله ومعرفة آليات تطبيقه وضماناته». وأضافت: «قبل إعطاء أي رد رسمي ستجتمع الهيئة مع المكونات السياسية والمدنية وقيادات الجيش الحر والفصائل الثورية للتشاور في هذا الأمر».
وبعث مسؤولون أميركيون، بينهم المبعوث إلى سورية مايكل راتني وقادة أمنيون، برسائل إلى المعارضة حصلت «الحياة» على نصها، لتقديم تطمينات تحضها على قبول الاتفاق بين واشنطن وموسكو وخوض حرب ضد تنظيمي «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) و «داعش» والتهدئة في طريق الكاستيلو في حلب، مع وضع إجراءات خاصة في طريق الراموسة جنوب غربي المدينة، إضافة إلى إعطاء جرعة سياسية مفادها أن «الأولوية هي تهيئة الظروف الملائمة لانطلاق عملية سياسية ذات صدقية تؤدي إلى الانتقال السياسي إلى سورية جديدة من دون (الرئيس) بشار الأسد».
وإذ أعربت كبريات فصائل المعارضة المسلحة عن الشعور بـ «الخيبة» و «الطعنة» من الموقف الأميركي، حذّرت من أن تنفيذ هذا الاتفاق «سيزيد من مشروعية تنظيم القاعدة في سورية». وكان لافتاً أن الاتفاق لم يتضمن أي آلية جديدة لتناول الخروق بل اعتُمِدت الصيغة السابقة في اتفاق وقف العمليات القتالية في شباط (فبراير) الماضي، وتضمنت تسجيل الخروق.
وشهدت الأيام القليلة الماضية سلسلة مراسلات خطية بين قادة الفصائل الإسلامية و «الجيش الحر» وراتني و «غرفة العمليات العسكرية» (موم) برئاسة وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إي) حصلت «الحياة» على نصوصها، تناولت مسودات الاتفاق الأميركي- الروسي قبل أن يعلنه الوزيران جون كيري وسيرغي لافروف في وقت متقدّم ليل الجمعة- السبت.
في المقابل، رحبت دول أوروبية وإقليمية بالاتفاق، وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن الوزير مولود تشاووش أوغلو تحدث هاتفياً إلى كيري وأبلغه أن أنقرة ترحّب باتفاق وقف النار. لكن محللين تحدّثوا عن تحدّيات تواجه تطبيقه، بينها «انعدام الثقة العميق بين قوات النظام السوري والفصائل المسلحة»، إضافة إلى صعوبة الفصل بين «جبهة فتح الشام» والفصائل المعتدلة و «الجيش الحر».
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بسقوط خمسة قتلى بينهم مواطنة وطفل بقصف طائرات حربية لمناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، لافتاً إلى مقتل 24 شخصاً في غارات جوية على سوق ومناطق في مدينة إدلب، ولم يعرف ما إذا كانت الغارات سورية أو روسية بالتزامن مع قصف على قرى ريف إدلب الجنوبي. وأضاف «المرصد»: «ارتفع إلى 11 بينهم مواطنتان عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران الحربي مناطق في أحياء الصالحين والمرجة وبستان القصر والحرابلة بمدينة حلب». وأشار إلى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محاور بريف القنيطرة الشمالي». ولفت إلى أن الفصائل أطلقت على المعركة «قادسية الجنوب» بهدف فك الحصار عن الغوطة الغربية، مؤكداً «تقدم الفصائل وسيطرتها على منطقة الحمرية».
الحكومة السورية توافق على اتفاق الهدنة الروسي-الاميركي.. والمعارضة «حذرة»
جنيف (سويسرا)، بيروت – أ ف ب
وافقت الحكومة السورية اليوم (السبت) على اتفاق الهدنة الاميركي-الروسي في سورية المزمع البدء بتطبيقه اعتباراً من الاثنين المقبل، فيما ردت المعارضة السورية بحذر على إعلان الاتفاق الذي يمكن أن تؤدي إلى تعاون عسكري غير مسبوق بينهما ضد المتطرفين.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن «مصادر مطلعة» قولها ان «أحد أهداف الاتفاق الروسي-الاميركي هو التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في سورية»، مشيرة إلى ان «الحكومة السورية وافقت على الاتفاق».
وأعلن وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في وقت متأخر أمس، التوصل إلى خطة لإرساء هدنة تبدأ نهاية الأسبوع الحالي في سورية، سيسفر صمودها عن تعاون عسكري بين البلدين.
وأشادت المعارضة السورية في بيان رسمي اليوم بالاتفاق الأميركي- الروسي، معربةً عن أملها في أن يشكل «بداية نهاية معاناة المدنيين» بسبب النزاع المستمر منذ خمس سنوات.
واعربت بسمة قضماني من «الهيئة العليا للمفاوضات» التي تضم أبرز مكونات المعارضة والفصائل المقاتلة في سورية عن أملها في أن يشكل الاتفاق خطوة على طريق إنهاء «معاناة المدنيين». وقالت: «ننتظر أن تقنع روسيا النظام بضرورة التزام الاتفاق، ولا نتوقع أن يقوم النظام بذلك بملء إرادته».
وأضافت: «نأمل من روسيا أن تنطلق من منطق الحرب إلى منطق الحل السياسي. نحن لا نعول على النظام إطلاقاً، ولكن نعول فقط على روسيا التي في يدها كل الأوراق».
ويتعين على روسيا ممارسة ضغوط على النظام السوري بينما على واشنطن اقناع من تسميها «المعارضة المعتدلة» بفك ارتباطها بالمجموعات الجهادية التي تتحالف معها في محافظتي حلب وإدلب (شمال غرب).
وأوضح كيري إلى جانب لافروف، في ختام مفاوضات ماراثونية في جنيف، ان بدء سريان الهدنة ليل الأحد – الإثنين، بالتزامن مع عيد الأضحى. وقال كيري: «أميركا وروسيا تعلنان خطة، نأمل في أن تسمح بالحد من العنف وفتح الطريق أمام سلام عن طريق التفاوض وانتقال سياسي في سورية»، بينما أشار لافروف إلى أن الخطة «تسمح بتنسيق فاعل لمكافحة الإرهاب، وفي حلب أولاً، كما تسمح بتعزيز وقف إطلاق النار، وذلك لإيجاد الظروف الملائمة للعودة إلى العملية السياسية».
وأعرب عن أمله في أن يتيح الاتفاق «خفض العنف وفتح الطريق أمام سلام من طريق التفاوض وانتقال سياسي في سورية».
وقال كيري انه في حال صمود الهدنة «أسبوعاً»، فإن القوات الأميركية ستوافق على التعاون مع الجيش الروسي في سورية. وسيبدأ التعاون العسكري بين البلدين، من خلال تبادل المعلومات لتوجيه ضربات جوية، وهو ما كانت ترفضه واشنطن.
وشددت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في بيان على ان التعهدات المدرجة في الاتفاق «يجب ان تحترم بالكامل قبل اي تعاون عسكري محتمل» مع الروس.
وأضاف كيري ان «الولايات المتحدة موافقة على القيام بخطوة إضافية لأننا نعتقد أن لدى روسيا وزميلي (لافروف) القدرة للضغط على نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد لإنهاء النزاع والذهاب إلى طاولة المفاوضات».
من جهته أقر لافروف بأنه لم يكن قادراً على ضمان نجاح الخطة الجديدة «مئة في المئة»، خصوصاً بعد مبادرة روسية-أميركية سابقة، حظيت بموافقة الأمم المتحدة في شباط (فبراير)، لم يطل أمدها وأعقبها ازدياد في العنف.
وإلى جانب مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، اتفق الطرفان على تعزيز العمل ضد جميع القوى المتشددة، خصوصاً «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقاً التي أعلنت أخيراً فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة»).
وأعلن لافروف إنشاء «مركز مشترك» روسي- أميركي لتنسيق الضربات «سيعمل فيه عسكريون وممثلون عن أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية لتمييز الإرهابيين من المعارضة المعتدلة».
وقال الوزير الروسي: «سنتفق على الضربات ضد الإرهابيين من جانب القوات الجوية الروسية والأميركية. واتفقنا على المناطق التي سيتم فيها تنسيق تلك الضربات». وأعلن لافروف الجمعة أن موسكو «أطلعت الحكومة السورية على الاتفاق، وأنها مستعدة لتطبيقه».
وأوضح مقاتلون من «الجيش السوري الحر» اليوم انهم لا يرون فرصاً كبيرة لنجاح الاتفاق لأن دمشق وموسكو لن تلتزما الاتفاق. وذكر فارس البيوش، وهو قائد جماعة تابعة لـ«الجيش السوري الحر»، بان روسيا ودمشق لم تلتزما الاتفاق السابق، مشدداً على ان فرص نجاح الاتفاق الجديد لا تختلف عن سابقتها.
وينص الاتفاق على «نزع الاسلحة من طريق الكاستيلو (شمال حلب)»، والذي كانت الفصائل المقاتلة تستخدمه للتموين قبل ان تسيطر عليه قوات النظام في 17 تموز (يوليو) وتحاصر مواقع المعارضة. كما ينص الاتفاق على أن يتم نقل المساعدات الغذائية عبر هذه الطريق.
ورحب الموفد الخاص للامم المتحدة الى سورية ستيفان دي ميستورا بالاتفاق. وقال انه «ينتظر من كل الاطراف تسهيل جهود الامم المتحدة الهادفة الى تسليم المساعدة الانسانية الى السكان الذين يحتاجون اليها بما في ذلك الذين يعيشون في المناطق المحاصرة».
ورحب أيضاً بالاتفاق كل من بريطانيا والاتحاد الاوروبي وتركيا التي بدأت تدخلاً عسكرياً غير مسبوق في سورية منذ أواخر آب (أغسطس) ضد المقاتلين الاكراد وتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).
أردوغان: «الكردستاني» يحاول عرقلة عملية تركيا في سورية
إسطنبول، ديار بكر (تركيا) – رويترز
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الأحد) ان المسلحين الأكراد يحاولون تكثيف هجماتهم منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو)، وان هدفهم الواضح هو عرقلة عمليات الجيش التركي في سورية.
وقال أردوغان في رسالة بمناسبة عيد الأضحى «نرى أن منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية تحاول تكثيف أنشطتها في مناطقنا الحدودية بعد 15 تموز. هذه الهجمات التي لها هدف واضح وهو عرقلة عملية تركيا في سورية لا تزال مستمرة».
وأضاف ان واجب أنقرة «القضاء» على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية ومنعه من تنفيذ هجمات في تركيا، موضحاً ان التوغل العسكري التركي الذي بدأ قبل أسبوعين ونصف الأسبوع، هو خطوة أولى في هذا الصدد.
وفي شأن متصل، قال مكتب حاكم إقليمي في تركيا اليوم أن السلطات عزلت رؤساء بلديات تعتقد أنهم يقدمون الدعم للمسلحين الأكراد وعينت آخرين في أكثر من 24 بلدية في جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه غالبية كردية.
وذكر مكتب حاكم إقليم ديار بكر ان حزب «الشعوب الديموقراطي» المعارض الموالي للأكراد يهيمن على كل البلديات باستثناء أربع. وسبق للرئيس التركي أن أكد الخميس الماضي أن الحملة على حزب «العمال الكردستاني» المحظور، هي الأكبر في تاريخ البلاد، واصفاً عزل الموظفين المرتبطين بالجماعة بأنه «جزء رئيس في هذه المعركة».
إسرائيل تعلن استهداف مواقع للجيش السوري
القدس المحتلة ـ أ ف ب
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (السبت)، أنه استهدف مواقع عسكرية سورية بعد قصف تعرّض له القسم المحتل من هضبة الجولان مصدره الأراضي السورية.
وأورد بيان للجيش أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع لمدفعية النظام السوري، رداً على قصف طاول شمال الجولان من دون أن يخلف ضحايا أو أضراراً.
وأضاف البيان أن «الحكومة السورية مسؤولة عن هذا الانتهاك الفاضح للسيادة الإسرائيلية»، في حين رجحت ناطقة عسكرية أن يكون القصف نتج في شكل غير متعمد من المعارك في سورية.
ومن جهته، قال التلفزيون السوري نقلاً عن عن مصدر عسكري سوري إن طائرات حربية إسرائيلية قصفت موقعاً للجيش، موضحاً أن الغارة تستهدف مساعدة هجوم لمسلحين متطرفين.
ونقل التلفزيون عن المصدر قوله إن «سلاح الجو الإسرائيلي يساعد الجماعة التي كانت تعرف في السابق بجبهة النصرة وجماعات متشددة اخرى في هجوم تشنه ضد القوات السورية في محافظة القنيطرة الجنوبية على الحدود مع مرتفعات الجولان».
وتتهم سورية منذ وقت طويل إسرائيل بمساعدة وتمويل مسلحين متشددين بمحاذاة الحدود والسماح بوصول علاج طبي إلى مقاتليهم المصابين.
وهذا الحادث هو الثالث في أقل من أسبوع، وأتى بعد بضع ساعات من إعلان وزيري الخارجية الأميركي والروسي التوصّل الى اتفاق في شأن هدنة في سورية يتوقع أن تبدأ الاثنين المقبل.
وتحتل الدولة العبرية منذ حرب حزيران (يونيو) العام 1967، حوالى 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان السورية (شمال شرقي)، وأعلنت ضمها في العام 1981 من دون أن يعترف المجتمع الدولي بذلك. ولا يزال حوالى 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية.
حزب الله اللبناني يدعم اتفاق الهدنة في سوريا
بيروت – أ ف ب – أعلن حزب الله اللبناني الشيعي دعمه اتفاق الهدنة في سوريا، حيث يحارب مقاتلوه الى جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد.
وأفاد بيان نشرته قناة “المنار” في ساعة متأخرة من مساء السبت دون كشف مصدرها، ان “القائد الميداني للعمليات في سوريا اكد ان حلفاء سوريا يلتزمون بشكل كامل ودقيق بما تقرره القيادة السورية والحكومة والمرجعيات الأمنية والسياسية في موضوع الهدنة واحترام قراراتها وتنفيذها بالصورة المطلوبة”.
وكانت دمشق وافقت السبت على اتفاق الهدنة المبرم بين الولايات المتحدة وروسيا، ويرمي الى تشجيع خفض فوري لأعمال العنف واستئناف المفاوضات للتوصل الى عملية انتقالية سياسية في البلاد التي تشهد حرباً منذ 2011.
وشدد القائد الميداني على ان “الجيش العربي السوري وحلفاءه سوف يواصلون حربهم المفتوحة وبلا هوادة ضد الاٍرهاب التكفيري (داعش والنصرة) لعدم شمولهم باتفاقيات الهدنة”.
ووفقاً لتقديرات الخبراء يقاتل بين خمسة الى ثمانية آلاف عنصر من حزب الله في سوريا على عدة جبهات.
ويتلقى حزب الله مساعدة عسكرية ومالية من ايران، التي رحبت الاحد باتفاق الهدنة الذي يفترض ان يدخل حيز التنفيذ مساء الاثنين تزامناً مع عيد الاضحى.
مركز “حميميم” الروسي: اتساع نطاق التهدئة في المناطق السورية
موسكو- د ب أ- أفاد المركز الروسي لتنسيق التهدئة في سوريا بأن عدد البلدات والقرى الملتزمة بنظام التهدئة في البلاد ارتفع إلى 597، طبقا لما ذكرته وكالة “سبوتنيك” الروسية للانباء الأحد.
وقال المركز الكائن في قاعدة “حميميم” الجوية قرب اللاذقية في بيان أصدره مساء السبت إن هذا التطور الإيجابي تحقق بعد توقيع ممثلين عن خمس بلدات في ريف اللاذقية على الاتفاقات بهذا الشأن خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأضاف أن مفاوضات الانضمام تتواصل مع قادة لمسلحي المعارضة السورية في أرياف دمشق وحمص وحلب والقنيطرة.
كما أشار المركز إلى أن وقف الأعمال القتالية ظل صامدا في معظم محافظات البلاد، رغم تسجيل 7 خروقات له في محافظة دمشق وحالة واحدة في ريف اللاذقية.
وأوضح أن مسلحي “جيش الاسلام” قصفوا بلدات تل الكردي وحوش دوارة ودوما والمحمدية والنشابية وجوبر (مرتين) في محافظة دمشق بمدافع الهاون والاسلحة الصاروخية. أما في ريف اللاذقية، فقد قصفت فصائل تنظيم “أحرار الشام” إحدى القرى المحلية بقذائف الهاون.
وذكر البيان في الوقت ذاته أن مسلحي تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين لم يكفوا عن محاولاتهم الرامية إلى منع تثبيت وقف إطلاق النار في البلاد، حيث أقدموا، خلال الساعات الـ24 الماضية، على قصف عدد من المناطق في مدينة حلب وريفها، إضافة إلى قصفهم لعدد من القرى في أرياف دمشق وحماة ودرعا.
اتفاق أمريكي روسي بشأن السلام في سوريا يثير الشكوك مع تصاعد القتال
عمان/جنيف ـ من سليمان الخالدي وديفيد برونستورم: أشادت الولايات المتحدة وروسيا بالانفراجة التي حدثت من خلال التوصل لاتفاق في الساعات الأولى من صباح أمس السبت بهدف إعادة عملية السلام في سوريا إلى مسارها على الرغم من أن مقاتلي المعارضة قالوا إنهم يشكون في صمود الاتفاق وعلى الرغم من احتدام العنف في حلب.
وأعلنت الولايات المتحدة وروسيا اللتان تدعمان أطرافا متناحرة في الصراع عن اتفاق في الساعات الأولى من صباح أمس السبت ويشمل وقفا لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا بدءا من غروب شمس يوم الاثنين وتحسين إيصال المساعدات والاستهداف المشترك للجماعات الإسلامية المتشددة المحظورة.
لكن بعد ساعات فقط من الإعلان قالت الحكومة والمعارضة إن الجيش السوري هاجم مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب شمال البلاد لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل دخول وقف جديد لإطلاق النار في أرجاء سوريا حيز التنفيذ يوم الاثنين. وقال مقاتلو معارضة إنهم يخططون لهجوم مضاد.
وقال النقيب عبد السلام عبد الرزاق المتحدث العسكري باسم جماعة كتائب نور الدين الزنكي المعارضة إن القتال يتصاعد على كل جبهات جنوب حلب لكن الاشتباكات في العامرية هي الأعنف.
وأسفرت الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات في سوريا عن مقتل الآلاف في حلب وهي مضمار المعركة الرئيسي بين مقاتلي المعارضة ومن بينهم جماعات يدعمها الغرب وبين القوات الموالية للحكومة المدعومة من روسيا وإيران.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كل الأطراف لاحترام الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد محادثات ماراثونية في جنيف وبعد عدة محاولات فاشلة للاتفاق على التفاصيل في الأسابيع الأخيرة.
وقال كيري «يتطلب ذلك وقف جميع الهجمات بما في ذلك القصف الجوي وأي محاولات للسيطرة على أراض إضافية على حساب أطراف وقف إطلاق النار. يتطلب ذلك توصيلا مستداما للمساعدات الإنسانية دون عوائق لكل المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بما في ذلك حلب.»
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه على الرغم من استمرار انعدام الثقة فإن الجانبين وضعا خمس وثائق من شأنها إحياء هدنة متعثرة تم الاتفاق عليها في فبراير شباط وإتاحة التنسيق العسكري بين الولايات المتحدة وروسيا ضد الجماعات المتشددة في سوريا.
واتفق الجانبان على عدم نشر الوثائق.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي «يهيئ كل ذلك الظروف الضرورية لاستئناف العملية السياسية المتوقفة منذ فترة طويلة.»
شكوك
انهارت الجهود السابقة لإبرام اتفاقات لوقف القتال وإرسال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة بسوريا في غضون أسابيع مع اتهام الولايات المتحدة لقوات الحكومة السورية بمهاجمة جماعات المعارضة والمدنيين.
وقال كيري إن «حجر أساس» الاتفاق الجديد هو الاتفاق على أن الحكومة السورية لن تقوم بمهام جوية قتالية في المنطقة المتفق عليها بذريعة ملاحقة مقاتلين من جبهة النصرة الجناح السابق لتنظيم القاعدة في سوريا.
وبموجب الاتفاق ستتوقف القوات الحكومية المدعومة من روسيا وجماعات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة ودول الخليج عن القتال لفترة في إجراء لبناء الثقة.
إذا صمدت الهدنة ابتداء من يوم الاثنين فسوف تبدأ روسيا والولايات المتحدة سبعة أيام من العمل التحضيري لإقامة «مركز تنفيذ مشترك» لتبادل المعلومات لتحديد الأراضي التي تسيطر عليها جبهة النصرة وجماعات المعارضة.
وسينسحب الجانبان المتحاربان من طريق الكاستيلو الاستراتيجي في حلب لإقامة منطقة منزوعة السلاح بينما يتعين على جماعات المعارضة والحكومة توفير طريق آمن دون عوائق إلى جنوب المدينة عبر الراموسة.
وقال مقاتلون من الجيش السوري الحر أمس السبت إنهم لا يرون فرصا كبيرة لنجاح اتفاق أمريكي روسي بشأن سوريا لأن دمشق وموسكو استمرتا في قصف مناطقهم خلال اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار.
وذكر النقيب عبد الرزاق من كتائب نور الدين الزنكي أنهم يدرسون الاتفاق لكنه يبدو أنه سيمنح الجيش السوري فرصة لحشد قواه والدفع بالمزيد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المعارك الرئيسية بمدينة حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات يعتقد أنها إما سورية أو روسية قصفت أيضا بلدات تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي بما في ذلك عندان وحريتان بالإضافة إلى طرق إمداد مهمة لمقاتلي المعارضة.
وأكد المرصد تقارير سكان ونشطاء في شرق حلب قالوا إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة على مناطق سكنية للمدنيين في بضع مناطق مما أدى لإصابة العشرات ومقتل أربعة مدنيين على الأقل.
وقال المرصد وسكان إن طائرات يعتقد أنها روسية أيضا ضربت مناطق في مدينة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا واستهدفت سوقا مزدحمة مع ورود تقارير عن سقوط العديد من القتلى والجرحى. (رويترز)
أهم تفاصيل الرسالة الأمريكية إلى الجيش الحرّ
بخصوص الاتفاق الروسي ـ الأمريكي حول فتح طريق الكاستيلو انسانياً:
منهل باريش
«القدس العربي»:أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية فصائل الجيش السوري الحر. بالمقترح الروسي لبدء العمل بوقف الأعمال القتالية او «الأعمال العدائية «حسب ماجاء في الرسالة التي تضمنت مسودة المقترح الروسي و التي اطلعت «القدس العربي» عليها.
وأفادت الرسالة إن «الهدف من المقترح إيجاد جو من التفاوض من أجل تسوية تتضمن رحيل الأسد، وذلك بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
وأوضح البندان الرابع والخامس من الرسالة الأمريكية التي تضمنت عشر نقاط تنفيذية أن «بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة ستقوم بأعمال التفتيش والتختيم الشمعي للشاحنات المخصصة لنقل المساعدات الإنسانية عبر طريق الكاستيلو الى شرق حلب». وشددت الرسالة على أنه «لن يتم كسر التختيم، ولن يتم فتح الشاحنات من قبل أي سلطة بدءاً من نقطة التفتيش والتختيم في تركيا حتى تصل الشاحنات الى مخازن التفريغ التابعة إلى الأمم المتحدة وشركائها في شرق وغرب حلب».
كذلك فإن الهلال الأحمر العربي السوري وعدداً من الموظفين الدوليين التابعين للأمم المتحدة سيضعون حاجزي تفتيش في المناطق المتفق عليها، بهدف التأكد من أن الشاحنات التي تم تفتيشها من قبل المتحدة هي الوحيدة التي سوف يسمح لها بالسير على الطريق المذكور والتحقق بأن الأختام غير مكسورة». وسترافق القوافل مجموعة مسلحة صغيرة برضا الطرفين وبحماية طواقم الهلال الأحمر في نقاط التفتيش عند نهاية طريق الكاستيلو.
تقنيا، لتطبيق المقترح يجب على الطرفين (النظام والمعارضة) الانسحاب من طريق الكاستيلو، ويُعتبر بعدها منطقة «منزوعة السلاح». و يجبر المقترح «قوات النظام السوري» على سحب جميع الأسلحة الثقيلة، كالدبابات والمدفعية وصورايخ الهاون والعربات والمصفحات القتالية وعربات المشاة الى مسافة 3500 م شمالي طريق الكاستيلو. بينما عليه أن يسحب مقاتليه الى مسافة 500 م جنوبي الطريق فقط، وسيتم الاتفاق على نقطتي مراقبة للاتفاق، وعدم استيلاء النظام على أي نقطة تخليها المعارضة.
الى ذلك، فصلت مسودة الاتفاق الوضع فيما يخص فصائل المعارضة، حيث يجبر المقترح قوات المعارضة على سحب آلياتها من شمال مجمع الكاستيلو الى مسافة 3000م، وسحب الصواريخ المضادة للدروع الى مسافة 2500م شمالا،ويتراجع الأفراد بأسلحة خفيفة إلى مسافة 1000 م فقط.
وشدد مقترح الرسالة الأمريكية على دور المعارضة في «بذل أقصى جهد لمنع قوات القاعدة في سوريا من التقدم نحو المنطقة منزوعة السلاح من مناطق تقع بمحاذاة المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة».
ويحق لأي سوري في شرق حلب الخروج عبر طريق الكاستيلو، «بمن فيهم المدنيون وقوات المعارضة المسلحة مع أسلحتها، ويجب الادراك التام بأنه ينبغي عدم الحاق الأذى بأي منهم»، حسب البند الثامن من الإتفاق.
ونص البند العشر في المقترح على أنه «لا ينطبق هذا الاتفاق على داعش أو القاعدة في سوريا، حيث أن هاتين المجموعتين هما منظمتان ارهابيتان سوف نبدأ باستهدافهما بالعمل مع روسيا وفقا لاتفاقنا».
في السياق، أكد مصدر عسكري معارض، طلب عدم ذكر اسمه، أن فصائل الجيش الحر ردت على الرسالة الأمريكية في شرح مفصل تضمن 13 نقطة. وقال المصدر إن «فصائل الجيش الحر فندت كل نقاط المقترح، ورفضت القبول بهدنة في منطقة معينة وإدخال المساعدات اليها، فيما غاب عن المقترح أي ذكر لمناطق محاصرة مثل الزبداني ومضايا والغوطة الشرقية والمعضمية وحي الوعر في حمص».
وأشار المصدر الى أن «تخصيص أي منطقة جغرافية من سوريا بشروط خاصة دون مناطق أخرى في اتفاق وقف الأعمال القتالية يخالف وبشكل صريح نص القرار 2268 لعام 2016 والذي يؤكد على الالتزام التام بهدنة شاملة في كل سوريا وفق اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي جرى بتاريخ 27 شباط 2016 بين الولايات المتتحدة وروسيا». وأضاف المصدر أن المقترح «ينص على خروج المدنيين والمقاتلين من حلب دون أن يتحدث عن إمكانية عودتهم». وهو ماوصفه الجيش الحر سابقا بمحاولة «تغيير التركيبة السكانية» وإفراغ مدينة حلب من ساكنيها.
وأوضح المصدر أن «الجيش الحر نوّه، في رده على رسالة الولايات المتحدة، أن المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، الدكتور رياض حجاب، هو المفوض بالتفاوض في هذا الأمر».
ويأتي استثناء المناطق الجنوبية والغربية لحلب، قرب الراموسة، ليعزز فرضية الرغبة الدولية بهزيمة المعارضة في حلب الشرقية. ويوضح النوايا «الأممية» بإفراغ حلب الشرقية من أهلها، وهي الفرضية التي أطلقها المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا في عدة لقاءات له مع نشطاء سوريين. ويأتي بند السماح للمدنيين وللمقاتلين بالخروج من المدينة، دون عودتهم ليعزز شكوك المعارضة العسكرية والسياسية، أن اتفاقا اميركيا – روسيا جرى حول تسليم حلب، فيما تركيا مشغولة في حربها ضد تنظيم «الدولة» وقوات سوريا الديمقراطية.
ووصلت الرسالة الأمريكية بعد يومين أعقبا تمكن النظام من استعادة السيطرة على طريق الراموسة والمدارس العسكرية، وقطع الطريق الى حلب الشرقية بعد نحو أسبوعين من سيطرة جيش الفتح وفصائل غرفة عمليات حلب عليه.
وكانت الأمم المتحدة، قد رفضت مقترح المعارضة السورية بإدخال المساعدات الإنسانية عبر طريق الراموسة التي تسيطر عليه المعارضة، وأصرت على إدخالها عبر طريق الكاستيلو الذي يسيطر عليه النظام، الأمر الذي اعتبرته المعارضة محاباة للنظام، ومحاولة للضغط على المعارضة للتعامل مع «المقاتلين الأكراد» والنظام بشكل مباشر. ذلك جعل عدداً من المنظمات الإنسانية السورية تصدر بيانا تعرب فيه عن استيائها من أداء الأمم المتحدة بشأن طريقة تعاملها مع الكارثة الانسانية في حلب الشرقية المحاصرة .
غارات جديدة بسورية قبل ساعات من الهدنة الروسية الأميركية
أحمد حمزة
واصلت طائراتٌ حربية للنظام وأخرى روسية، شن غاراتها فجر اليوم الأحد، على مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية في محافظة حلب، وذلك قبل ساعات من الهدنة الأميركية الروسية.
وتأتي هذه الغارات، بعد أن شهدت مدن سورية، أمس السبت، هجمات تسببت في مقتل نحو 100 مدني في هجماتٍ جوية مماثلة، أكثرها دموية كانت في مدينة إدلب، وأحياء وبلدات في حلب، بالإضافة لمدينة دوما بريف دمشق.
وكان وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، قد اتفقا على وقف لإطلاق النار في سورية لمدة 48 ساعة، بدءاً من يوم غد الاثنين، بالإضافة إلى منع طائرات النظام السوري من استهداف مناطق المعارضة، وتشكيل مركز روسي أميركي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وجبهة “فتح الشام”.
وقالت مصادر “العربي الجديد” في محافظة حلب إن “حي الزبدية (شرقي حلب) تعرض ليلاً لغارةٍ شنتها طائرات حربية، وتم استهدافه أيضاً بالرشاشات الثقيلة”، مضيفة أن “الطيران الروسي قصف بلدة قبتان الجبل، وكذلك مناطق أورم الكبرى، والراشدين وخان العسل وكفرناها”.
وأتت هذه الهجمات الجوية، بعد ساعاتٍ قليلة من مقتل نحو أربعين مدنياً في محافظة حلب بحسب مصادر المعارضة السورية، في أعقابٍ غاراتٍ شنها طيران النظام الحربي، وكذلك الطائرات الروسية، أعنفها استهدفت بلدة باتبو غربي المدينة.
وقال الناشط الإعلامي، محمد الحلبي، لـ”العربي الجديد” أمس، إنّ “طائرة حربية روسية استهدفت بلدة باتبو، ما أدّى إلى مقتل تسعة مدنيين وإصابة أكثر من عشرين آخرين بجراح متفاوتة”، موضحاً أنّ “ثلاثة مدنيين بينهم طفل، قُتلوا، وأصيب نحو عشرة آخرين بغارة جوية روسية على حي الميسر بمدينة حلب”.
كما أشار ذات المصدر، إلى أنّ “اثنين آخرين، قُتلا وأصيب آخرون في قصف مماثل، طاول حي بستان القصر”، مضيفاً أنّ “الطائرات الحربية الروسية عادت واستهدفت الريف الغربي من جديد، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ستة في بلدة كفر داعل”.
كما سقط ضحايا آخرون بالمحافظة، إذ إن القصف طاول أمس، مناطق واسعة هناك، أبرزها: أحياء بستان القصر والمرجة وصلاح الدين والصالحين، وكذلك بلدات وقرى كفرناها وعينجارة وحريتان وعندان.
وكانت مدينة إدلب القريبة، شهدت أكبر المجازر دمويةً في سورية أمس، إذ قُتل نحو ستين مدنيّاً، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى جرح العشرات، بغارةٍ روسية استهدفت أسواقاً وأحياءً سكنية وسط المدينة.
وقال مصدر من الدفاع المدني لـ”العربي الجديد”: “إن الفرق العاملة في المدينة وثّقت مقتل 49 مدنياً، بينما ما يزال 12 آخرون تحت الأنقاض، إلى جانب نحو عشر جثث مجهولة تحوّلت إلى أشلاء”، موضحاً أن مستشفيات المدينة امتلأت بالجرحى الذين فاق عددهم المائة، فيما تم تحويل الحالات الحرجة إلى المسشتفيات التركية القريبة.
كما استهدفت الطائرات الروسية مساء أمس السبت، مدينة جسر الشغور بالريف الغربي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة نحو عشرة آخرين.
أما في ريف دمشق، فقد قُتل طفلان وثلاثة مدنيين آخرين، بغارةٍ شنها طيران النظام الحربي، واستهدفت الأحياء السكنية في مدينة دوما، كبرى مدن غوطة دمشق الشرقية.
الزبداني ومضايا وبقين… على درب التهجير
ريان محمد
على بعد نحو (40 كيلومتراً) من العاصمة السورية دمشق، باتجاه الشمال الغربي على السلسلة الشرقية لجبال لبنان، وبالقرب من الطريق الرئيسي دمشق بيروت، تقع منطقة الزبداني، التي تتبع لها كل من مضايا وبقين، والتي التحقت باكراً بالحراك المناهض للنظام السوري، لتواجه آلته العسكرية، إلى جانب بطش المليشيات الموالية، ومليشيا “حزب الله” اللبناني، والذي تحول إلى القوة المسيطرة على المنطقة.
التحقت الزبداني، (وهي المركز الرئيسي للمنطقة)، بسكانها الـ30 ألف شخص، بالمناطق المناهضة للنظام في البلاد، حيث خرجت أول تظاهرة فيها في 25 مارس/آذار عام 2011، لتتوالى التظاهرات التي كان يسقط خلالها قتلى وجرحى، إلى أن اقتحمتها القوات النظامية في 17 يوليو/تموز.
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، شنت قوات النظام حملة اعتقالات وقطعت الاتصالات والكهرباء والماء. وتسارعت الأحداث، لتشارك المدينة بإضراب الكرامة في الـ11 من ديسمبر/كانون الأول، إذ أصبحت معظم المدينة تحت سيطرة الفصائل المعارضة.
وفي فبراير/شباط من عام 2012، وقعت معارك لمدة 4 أيام بين فصائل المعارضة والقوات النظامية، انتهت بانسحاب الفصائل المسلحة، لتعود القوات النظامية وتنسحب من المدينة نهاية العام نفسه، لتبدأ تطبيق سياسة الحصار، الذي تحول في شهر مايو/أيار 2013 لحصار كامل، بالتزامن مع استهدافها يومياً بمختلف الأسلحة الثقيلة، مسجلة في 2 أغسطس/آب سقوط أول برميل متفجر يرمى في سورية، لتشهد عقبها سقوط عشرات البراميل بشكل شبه يومي.
ومع بداية شهر إبريل/نيسان من عام 2014 صعّد النظام من عملياته العسكرية ضد الزبداني، عبر القصف المكثف، ما دفع الأهالي إلى النزوح من المدينة للمناطق المحيطة بها، والذي استمر حتى الآن، وإن كان بوتيرة أقل.
دُمرت المدينة بنسبة تتجاوز 95 في المائة، في حين بقي داخل المدينة ما لا يزيد عن 120 شخصاً بينهم مدنيون، محاصرين داخل منطقة لا تتجاوز الواحد كيلومتراً، في حين تفيد معلومات بوجود اتفاق على ترحيلهم إلى شمال سورية.
وفي هذا الصدد، قال مدير المشفى الميداني في الزبداني عامر برهان، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “عدد قتلى الزبداني من بداية الثورة إلى اليوم هو 789 قتيلا، مع قتلى الجوع بمضايا، وقتلى تحت التعذيب بمعتقلات النظام”.
أمّا المعتقلون، بحسب برهان، فبلغ عددهم منذ بداية الثورة حوالي 1300 (ما بين اعتقال وإطلاق سراح). أما العدد اليوم فهو 470 معتقلاً. في حين بلغ عدد المعتقلات مع (اعتقال واطلاق سراح) 300 معتقلة، أمّا اليوم فعدد المعتقلات فهو 17 امرأة، وعدد الجرحى حوالي 2000 إصابة مختلفة، فيما أدت 140 إصابة إلى عاهة دائمة.
يشار إلى أن الزبداني تعتبر من أهم مصايف دمشق، وتشتهر بزراعة الفواكه، وهي ذات موقع استراتيجي لقربها من الحدود اللبنانية.
الحصار يمتد إلى مضايا
مضايا؛ وهي مدينة تبعد عن الزبداني نحو 4 كيلومترات، وتعد مصيفاً إلى جانب مدينة الزبداني، بلغ عدد سكان الناحية نحو 17 ألف نسمة حسب تعداد عام 2015.
شهدت المدينة تظاهرات مناهضة للنظام، منذ مارس 2011، وكانت سلمية إلى أن استهدفت من قبل القوات النظامية بالقصف المباشر في 6 يونيو/حزيران، بالتزامن مع قصف الزبداني، لتعود وتشهد في 13 يناير 2012، معارك عنيفة بين الفصائل المعارضة المسلحة والقوات النظامية، ما تسبب بنزوح جزء من أهلها، ثم تطبيق سياسة الحصار.
وفي سبتمبر/أيلول 2014 عقدت هدنة عرفت باسم “هدنة المدن الأربعة”، والتي شملت كلاً من مضايا والزبداني وكفريا والفوعة، عمل النظام و”حزب الله”، الذي يطبق الحصار عليها، إلى تهجير النازحين من أهالي الزبداني إلى داخلها، لتتحول إلى معتقل كبير يضم مع بلدة بقين الملاصقة لها نحو 40 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء.
ويفرض “حزب الله” منذ منتصف أغسطس/آب الماضي على مضايا حصاراً مطبقاً، إذ قام بزراعة أكثر من 6 آلاف لغم حولها، إضافة إلى انتشار الحواجز والقناصة، الذين يوقعون أعداداً من الجرحى بشكل يومي، يعتقد بأن ذلك بهدف زيادة الضغط على الأهالي ليصبح خيار الخروج هو الخيار الأوحد.
وأفادت مصادر مُطلعة، بأن هناك قوائم تعد للراغبين بالنزوح إلى إدلب، تحت الضغوط التي يعاني منها الأهالي جراء عدم دخول المساعدات الإنسانية منذ 4 أشهر، في وقت تنتشر بداخلها الأوبئة، وعلى رأسها التهاب السحايا، إذ توجد نحو 14 حالة خطرة بحاجة إلى نقل إلى خارج المدينة، إضافة إلى أكثر من 400 حالة صحية بحاجة إلى رعاية طبية خاصة لا تتوفر داخل مضايا.
وقد فشلت جميع المناشدات في تخفيف مأساة الأهالي، حتى أن النظام رفض أكثر من مرة مبادرات لإنهاء الصراع القائم وعودة مؤسساته إلى داخل المدينة، مقابل فك الحصار، وسط أنباء أن “حزب الله” يصر على ترحيل أهالي بقين ومضايا والزبداني، وإبقاء المدن تحت سيطرته، وسبق أن تم نقل مئات العائلات إلى إدلب عبر لبنان أو الأراضي السورية.
بقين على درب أخواتها
بقين وهي بلدة صغيرة ملاصقة لمضايا وتعيش الظروف ذاتها، في حين تم تهجير نحو 400 عائلة من بلدة هرير، القريبة من الزبداني، الشهر الماضي عقب السيطرة عليها من قبل القوات النظامية و”حزب الله”.
النظام يقصف حلب وغارات روسية على ريف اللاذقية
أحمد حمزة
قُتل خمسة مدنيين وجُرح عشرة، اليوم الأحد، بقصفٍ جوي استهدف حي الصالحين الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، شرقي حلب، بينما فشلت قوات النظام في التقدم في محور كبانة بجبل الأكراد، شمالي اللاذقية.
وقال الناشط الإعلامي، منصور حسين، لـ”العربي الجديد”، إن “طائرة مروحية للنظام ألقت، ظهر اليوم، برميلاً متفجراً في منطقة سكنية بحي الصالحين، شرقي حلب”، مشيراً إلى أن ذلك خَلَّفَ “خمسة قتلى من المدنيين وعشرة جرحى كحصيلة أولية”.
وأضاف أن “غاراتٍ أخرى شنها الطيران الحربي قبل الظهر، استهدفت منطقة قبر الإنكليزي، شمالي المحافظة”.
ويأتي هذا بعد يومٍ واحد من مقتل نحو 100 مدني بغاراتٍ شنها طيران النظام السوري وسلاح الجو الروسي على إدلب وحلب، إضافة لمقتل خمسة أشخاص في مدينة دوما بريف دمشق، والتي جددت قوات النظام استهدافها اليوم.
وقالت شبكة “سورية مباشر” الإخبارية، إن “جرحى من المدنيين سقطوا، ظهر اليوم، بقصف صاروخي من قوات النظام على الأحياء السكنية في مدينة دوما” كبرى مدن الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة.
غاراتٌ ومعارك شمالي اللاذقية
على صعيد متصل، شن الطيران الروسي غاراتٍ وصفها ناشطون بالـ”كثيفة على محور جبهات كبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي”، مشيرين إلى أن القصف الروسي استهدف تلك المناطق بـ”صواريخ ومقذوفاتٍ حرارية، ما أدى إلى اشتعال حرائق ضخمة بالأراضي الزراعية القريبة” من محاور القتال الذي دار هناك صباح اليوم.
وتزامن ذلك، مع فشل محاولات تقدم قوات النظام والمليشيات المساندة له، بعد تصدي مقاتلين معارضين لها، خلال معارك خلّفت “عشرات القتلى” من القوات المهاجمة، وفق المكتب الإعلامي في “جبهة فتح الشام”.
وسيطر النظام السوري بداية هذه السنة، مستفيداً من الغطاء الجوي الذي وفرته الطائرات الحربية الروسية، على معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف اللاذقية الشمالي، لكن الأخيرة تحتفظ حتى اليوم بسيطرتها على مناطق قليلة، يمتد معظمها قرب الشريط الحدودي مع تركيا.
الداخلية اللبنانية تطلب حلّ تنظيمين حليفين لدمشق متورّطين بتفجيرات
بيروت ــ العربي الجديد
أعلن وزير الداخلية والبلديات اللبناني، نهاد المشنوق، أنه وقّع، اليوم الأحد، طلباً إلى مجلس الوزراء يقضي بحلّ “الحزب العربي الديمقراطي” و”حركة التوحيد”، فرع هاشم منقارة، الطرفان اللذان تبيّن ضلوعهما في تفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس (شمالي لبنان) عام 2013.
وأكد المشنوق أنّه ستتم متابعة هذه القضية في السياسة والقانون “حتى خواتيمها والاقتصاص من كل القتلة”. فـ”الحزب العربي الديمقراطي بقيادة آل عيد (حلفاء النظام السوري و”حزب الله”) ثبت ضلوعهم المباشر في التفجير وإيواء المنفذين. كما أنّ أحد مرافقي مؤسس الحزب الراحل علي عيد مشارك مباشر في الجريمة، في حين ثبت أنّ الشيخ هاشم منقارة (وهو أيضاً من حلفاء النظام السوري و”حزب الله”) كان على علم مسبق بالعملية ولم يبلّغ السلطات عنها، فيُتعبر بالتالي مشاركاً في التفجير أيضاً”.
ويأتي طلب المشنوق في وقت تعيش فيه الحكومة اللبنانية أزمة فعلية، إذ تعجز عن الانعقاد بفعل مقاطعة كل من وزراء “حزب الله” وتكتل التغيير والإصلاح (برئاسة النائب ميشال عون)، مع العلم أنّ موضوعاً مماثلاً يمكن أن يكون عنصراً تفجيرياً إضافياً للحكومة على اعتبار أنه يمسّ مباشرة بحلفاء “حزب الله”. فالعارفون بشؤون الحزب يدركون جيّداً أنّ سماحه بإدانة حلفائه هو إدانة أخرى ومباشرة له، وبالتالي ينتظر المتابعون السياسيون ردّ الفعل المفترض أن يصدر عن قيادة “حزب الله” على هذا الموضوع.
سياسياً، يأتي قرار المشنوق منسجماً مع مواقف سياسية صادرة عن معظم قوى 14 آذار، طالبت بحلّ الأطراف المنظمة والمتورّطة في التفجيرات التي تسعى من أجل إيقاع الفتن وضرب الاستقرار في البلد، في حين أن مطلب طرد السفير السوري في لبنان، علي عبد الكريم علي، لم يلق استجابة لبنانية رسمية. فالقرار الاتهامي الصادر عن القضاء اللبناني في التفجيرين أشار إلى ضابطين من الاستخبارات السورية، كمخططين ومشرفين على العملية، وهما النقيب في فرع فلسطين في المخابرات السورية محمد علي علي، والمسؤول في فرع الأمن السياسي في الاستخبارات السورية ناصر جوبان.
كما نص القرار الاتهامي على ملاحقة الضابطين المذكورين والتحري لكشف هويات الضباط المسؤولين عنهما ومتابعة التحقيقات حول صدور قرار تنفيذ الجريمة من منظومة أمنية رفيعة المستوى في النظام السوري. فالتوفيقات السابقة اقتصرت فقط على خمسة من المنفذين وفرار آخرين إلى سورية.
ويأتي قرار المشنوق كخطوة رسمية أولى في إطار حظر منظمات متورّطة بأعمال تفجير و”إرهاب” في لبنان منذ بدء موجة التفجيرات والتوتر الأمني عام 2004، إبان الوصاية السورية على لبنان التي حاولت التمديد لرئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود، وتلتها سلسلة تفجيرات، كان أبرزها اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في فبراير/ شباط 2005.
الدماء لا تجف في مزارات العلويين
أسعد أحمد العلي
يقصد والد زين العابدين، مقام “الشيخ غريب” في جبلة في الساحل السوري، لوفاء نذر قطعه لابنه المتطوع في مليشيا علوية تقاتل في حلب. فالمعارك هناك لا تنتهي، والمهمات القتالية العنيفة تتطلب حالة مشتهاة من العناية الإلهية، قد تتكفل بتحقيقها نذور، اعتاد زين العابدين قطعها على نفسه، بين معركة وأخرى.
زين العابدين قال لـ”المدن” إنه اعتاد الاتصال بوالده قبل كل اشتباك مسلح، طالباً منه وفاء نذر لأحد المزارات، ليسارع الوالد بشراء الأضاحي، وتقديمها للقائم بأعمال المزار كي يذبحها ويريق دمها بالقرب من المقام. جريان الدم هو علامة على وفاء النذر، ودليل على التزام صاحبه بما تعهد به.
تحتل المقامات والمزارات مرتبة بارزة في التقاليد الدينية للطائفة العلوية، وتعتبر زيارتها واجباً مقدساً، وهي أماكن مباركة برفاة أصحابها من العباد الصالحين الذين يملكون كرامات معينة، ويقصدها الكثيرون طلباً للخير والشفاء والرزق. كما تبرز أهمية المزارات الاجتماعية في الأعياد الدينية المختلفة، لتكون بمثابة مكان يجتمع فيه المريدون من مختلف المناطق، للتعبير عن فرحهم وابتهاجهم بكل مناسبة دينية. طقوس الفرح هذه أصبحت أقل حضوراً مع اندلاع الثورة السورية، وانخراط العلويين بقوة ضمن مليشيات خاضت معارك طويلة ومعقدة في انحاء البلاد، ما حوّل هذه المزارات إلى أماكن لتلقي التعازي في كثير من الأحيان، لكنها بقيت مكاناً لإيفاء نذور المقاتلين الذاهبين الى المعارك على الجبهات المختلفة.
تنتشر مزارات العلويين بشكل كبير في الساحل وريف حمص وسهل الغاب. وعلى الرغم من عدم توفر رقم دقيق لأعدادها، إلا أنها تُقدر بالمئات، ويزداد حضورها في الريف ويقل في المدن، ويمكن القول إن لكل قرية مزاراً خاصاً بسكانها. وهناك بعض المزارات التي أخذت شهرة أكثر من غيرها، نظراً للدور المنسوب لأوليائها في الانجاب أو الرزق. لكن طلب الحماية يعتبر الدافع الأكبر حالياً لزيارتها.
ويبقى لذوي المخطوفين والمختفين من العلويين، منفذ أخر، عبر التوجه إلى بعض المشايخ المعروفين بكشف مصير المخطوف أو المختفي. وعلى الرغم من عدم قدرة الشيوخ على إعطاء دلائل حسيّة عن حالة المخطوف، إلا أن ذلك لا ينتقص من قيمة إجاباتهم في ظل بحث الأهل عن أي أمل.
ويصعب المرور في بعض المزارات من دون رؤية الدماء مراقة في المكان، كدلالة على كثرة النذور. ويطمح كثيرون من المقاتلين في قطع النذور لأكثر من مقام، رغبة في أكبر قدر ممكن من الحماية. ويشدد البعض منهم على ذويه، بضرورة ايفاء النذور السريع، خوفاً من الموت أو الإصابة.
ويتضاعف عدد زوار المقامات مع كثرة المصابين من المقاتلين، فيؤمها أيضاً من أصيب بالشظايا ومن سيجري عمليات جراحية. ولعل مقام الشيخ أحمد قرفيص في جبلة هو الأكثر شهرة، ويقال إن دماء النذور فيه لا تجف نهائياً، نظراً لكثرة الراغبين في الاستشفاء. كذلك مقام الشيخ يوسف الرداد في ريف حمص ومقام الشيخ مقبل في القرداحة، يشهدان مئات الزوار يومياً.
لم يُعرف العلويون في تاريخهم بممارسة الطقوس الدينية العلنية، فهم كفرقة باطنية يحرصون على إبقاء طقوسهم سرية، ولا تعتبر زيارة المقامات جهراً يخرق ذلك الأمر، إذ أن لبعض مذاهب السنّة، خاصة الصوفية، منها قولاً في الطرق ومزارات الأولياء. ومع ذلك، يرى البعض أن وجود المليشيات الشيعية المقاتلة إلى جانبهم، أعطى العلويين ثقة لممارسة طقوسهم، التي لطالما افتقدوها. في حين يؤكد آخرون، أن التوجه إلى المزارات بحثاً عن الحماية والأمان، قد لا يدل على التدين بقدر الخوف من الوضع الراهن وترقب المستقبل.
العامل الأمني جعل بعض المزارات أكثر ارتياداً من غيرها، ففي الساحل وخاصة ريف اللاذقية الشمالي، هُجرَ الكثير من المزارات خوفاً من المعارك القريبة. كما أن رواج زيارة بعض المزارات، دفع القائمين عليها لتحسين نوعية الخدمات المتوفرة فيها من ماء وكهرباء ومقاعد للعزاء.
وتبقى المرويات التي تتحدث عن كرامات وعجائب تظهر لرواد المزار من أهم العوامل الجاذبة للمريدين. ولا تنعدم الحكايا المروية عمن غافلهم النوم بالقرب من مزار ما، ليظهر لهم صاحب المزار في الحلم ويحدثهم عن انفراج قريب قادم، أو مجزرة مروعة تقترب، أو انتصار محقق.
وفيق ناصر ينسف مقولة “النظام الغبي“
همام الخطيب
لطالما صدّرت المعارضة السورية مقولة “النظام الغبي”، إلا أنه على مدى سنوات الثورة تبيّن أن النظام يتبع إستراتيجية منظّمة، تنطلق من معرفة أكثر من أمنية صرفة، ببنى المجتمع السوري وتكويناته وتناقضاته. وهدفت تلك الاستراتيجية إلى تذرير المجتمع السوري، وتعطيل قواه الكامنة، عبر جرِّ الثورة إلى ممرات إجبارية؛ ابتداءً بالعسكرة مروراً بالتشرذم وليس انتهاءً بـ”التطرف” الناتج عن سياسة “اللاخيار”.
رئيس فرع “الأمن العسكري” في المنطقة الجنوبية وفيق ناصر، أحد أعمدة هذه الإستراتيجية، وهو الحاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ والعلاقات الدولية، والحاكم الفعلي للمنطقة الجنوبية التي تشمل السويداء وأجزاء من درعا والقنيطرة الواقعة تحت سيطرة النظام.
عندما اندلعت الثورة من درعا، حاول ناصر أن يفعّل الثنائيات الضدية داخل مجتمع السويداء الدرزي مع محيطها السني؛ فلعب على وتر الطائفية والمناطقية والحساسيات التاريخية، مؤسّساً لثنائيات متناحرة: سنة-دروز ودروز-بدو ودرعا-السويداء ومعارضة-موالاة. وبحسب تقاطع المعلومات المتوافرة عن ناصر، فهو يتصف بعقل بارد وغير منفعل بالأحداث، ويتحكم بردود أفعاله ولغة جسده. كما أنه ليس لديه ثقة بأحد من عناصره ويفضل أن يتابع جميع الملفات بنفسه.
استفاد ناصر من المؤسسة الدينية الدرزية الرسمية “مشيخة العقل” ليضفي على ممارساته شرعية اجتماعية؛ وقبل كل عمل كبير ينوي القيام به يحرص على أن يأخذ تفويضاً به من قبل الزعامات الدينية والاجتماعية، عبر استدعائهم إلى “مضافته” في الفرع ذاته. والمضافة هي مكان الاستقبال في بيوت الوجهاء، كتقليد اجتماعي درزي، لمناقشة جميع القضايا المرتبطة بالعائلة والمجتمع. ويراعي ناصر في “مضافته” العادات والتقاليد والطقوس المتعارف عليها في المحافظة؛ من احتفال بالضيوف وشرب القهوة المرّة وتقديم الطعام “المناسف”.
وبعدها يحصل ناصر على التفويض الذي يريده من خلال صكّ أو بيان مكتوب، كما حدث قبيل اغتيال زعيم “مشايخ الكرامة” الشيخ وحيد البلعوس، عندما وقّع “مشايخ العقل” ومجموعة من الزعامات التقليدية، صكاً فحواه رفض السلاح “غير الشرعي” وملاحقته. وقد يعمد ناصر إلى تصوير “فيديو”، قد يُنشرُ مسرباً، كما حدث بعد اغتيال البلعوس، عندما ظهر “مشايخ العقل” وبعض الزعامات التقليدية في “مضافته” وهم يؤكدون على توجيهاته، ويفوضونه باجتثاث حركة “رجال الكرامة”.
وعبر تاريخ الدروز لم يستطع أحد من خارج المؤسسة الدينية أن يطلق “الحرم الديني” أو “البعدة” على أحد من داخلها، لكن هذا حصل عندما أوعز وفيق ناصر لـ”مشايخ العقل” بإصدار “البعد الديني” بحق الشيخ البلعوس.
كما يُعرف عن ناصر قدرته الكبيرة على الابتزاز؛ ويقال إنه يحوز ملفات فساد أخلاقي ومالي لأغلب المتعاونين معه، من مشايخ وزعامات اجتماعية وشبيحة، ومن خلالها يضمن ولاء هؤلاء به كلياً، خوفاً من المحاسبة أو الفضيحة الاجتماعية.
ونتيجة لقدرته على المناورة والابتزاز، دفع نسبة ليست بالقليلة من المعارضة في المنطقة الجنوبية، إلى توقيع “تسوية وضع” لدى “الجهات المختصة”، من دون إجراء تحقيقات كما “الأصول” المتبعة. فهو يعمل بعقلية “المافيا” لكنه يُصرُّ شكلياً على “هيبة الدولة” وموقعه كـ”رجل دولة”.
منذ انطلاق الثورة لم يعمد ناصر إلى المواجهة المباشرة مع المعارضين في السويداء، بل أقام عقداً ضمنياً مع الشرائح الدنيا في المجتمع: “أغض النظر عن أفعالكم الشائنة مقابل إخماد أي حراك مجتمعي في المحافظة”. فتشكلت طبقة “الشبيحة” من الدروز لمواجه المعارضين الدروز، ما ساهم في اضعاف الحراك الثوري، وضبضه من خلال العلاقات القرابية. وتطورت “الشبيحة” في السويداء لتصبح عصابات منظمة تسطو وتنهب وتعيث فساداً في المجتمع، لترده إلى حظيرة الولاء تبعاً لشعوره بالحاجة إلى “حماية الدولة”، بعدما بدأ يتمرد عليها تدريجياً.
يعمل وفيق ناصر على استثمار وتوظيف الأحداث الخارجة عن إرادته ويلوي عنقها لصالحه غالباً. وفي كثير من الأحيان يتعامل مع الواقعة لا لإنهائها، بل لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب منها. ويروي أحد الناشطين أن ناصر أمر بعض عناصره بتصوير المظاهرات التي حدثت في السويداء في إطار حملة “حطمتونا” العام الماضي، وزوّد بمقاطع منها وفد النظام المفاوض في جنيف. وذلك بغرض أن يثبت وجود معارضة تعبّر عن رأيها في الشارع ولا تتعرض للقمع، ومن ثم فالحرب في سوريا ليست على المعارضة والشعب بل على “الإرهاب والإرهابيين”. وبعد أن انتهت جولة المفاوضات، أوعز ناصر للشبيحة بإنهاء حالة الاحتجاج بالعنف. وبالفعل تمّ ذلك.
ويتنقل ناصر بين السويداء ودرعا، بشكل مستمر، ويقود عمليات الأمن العسكري في المحافظتين، بما يتضمن نشر السيارات المفخخة، والقصف بالهاون على التجمعات السكانية، كرسائل صارت مفهومة لا يخطئها أحد. كما سعى ناصر لاقامة علاقة متناغمة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة الحدودية بين المحافظتين، وشمالي السويداء. علاقة تتضمن تنسيق الهجمات، وتنويع الأهداف، بما يخدم أجندة النظام. ويروى عن الحاكم العسكري المطلق للمنطقة الجنوبية، تباهييه أمام زواره مطلع الثورة، بعرض مقاطع “فيديو” عن عمليات “الإرهابيين” في درعا، قبل وقوعها.
قد لا يكون وفيق ناصر، استثناءً بحد ذاته، لكنه يُمثلُ مجتمع السلطة الحقيقية في النظام السوري. وهو مجتمع، قيل عن عنفه وبطشه وإجرامه الشيء الكثير، لكن وصفاً واحداً لم يعد ينطبق عليه: الغباء.
تحويلات مالية من سوريا إلى روسيا..و”ويكيليكس” يتوعّد مفجّري القصة
أكثر من ملياري يورو حوّلها النظام السوري إلى بنك روسي حكومي، كشفت عنها وثيقة مسربة من محكمة أميركية حصل عليها موقع “دايلي دوت” الأميركي، تكشف أيضاً استبعاد وثائق “ويكيليكس” المنشورة عام 2012 لهذه الوثيقة، الأمر الذي ينفيه موقع “ويكيليكس” ويتنصل منه.
ونشر “ديلي دوت” تقريراً يؤكّد فيه أن السجلات الممهورة بختم محكمة مانهاتن الفيدرالية والتي حصل الموقع عليها من مصدر مجهول، توضح بشكل مفصّل كيف قامت مجموعة من قراصنة الإنترنت باختراق شبكات الحكومة السورية عشية اندلاع الحرب الأهلية السورية، وتمكنت من الحصول على رسائل بريدية عن تحويلات بنكية ضخمة كان النظام السوري يجريها على عجل أثناء تطبيق حزمة العقوبات الاقتصادية. ووجدت غالبية الرسائل طريقها إلى قاعدة بيانات “ويكيليكس” بحلول ربيع 2012.
ووفقاً للتقرير عينه فإن مجموعة بعينها من الرسائل الإلكترونية لم تدخل ضمن الذاكرة المؤقتة للوثائق المنشورة في موقع “ويكيليكس” في تموز/يوليو 2012 تحت اسم “الملفات السورية”. وفي حين ينكر موقع “ويكيليكس” حجب الوثائق، يقدر تقرير “ديلي دوت”، أنه تم نقل أكثر من ملياري يورو (2.4 مليار دولار أميركي) من البنك المركزي السوري إلى بنك “في تى بي” الروسي.
ويوضح التقرير أنه بحلول خريف 2011 فقدت الحكومة السورية السيطرة على غالبية شبكات الحاسوب، والتي بدت وكأنها لم تكن تحت سيطرتها من قبل، وصلت لدرجة “اعتراف” نظام بشار الأسد، الذي تدعمه روسيا حالياً في الحرب المستمرة، إعلان سيطرة أحد قراصنة الإنترنت على “جميع بروتوكولات الإنترنت” في البلد. وقد أعلن قرصان إنترنت في إحدى غرف الدردشة، أثناء حديثه لزملائه من أعضاء مجموعة تطلق على نفسها اسم RevoluSec من المناضلين الإلكترونيين الداعمين للثورة الذين نفذوا العديد من الهجمات الإلكترونية المتطورة ضد الحكومة السورية لمدة عام تقريباً، قائلاً “لقد استطعنا بشكل أساسي، الوصول عدة مرات للمحولات الداخلية للبوابة الرئيسية للاتصالات في سوريا، وإلى حد ما البنية التحتية للهاتف، وربما التلفاز أيضاً”.
وفي مقابلة سابقة مع قناة “الجزيرة”، نُشرت في أيلول/سبتمبر 2011، قال أحد ممثلي RevoluSec: “حتى أكون أميناً فإن المناضلين ظلوا لمدة عام يحاولون القرصنة”، مضيفاً: “لكن التركيز الشديد كان في البحث على نقاط الضعف، وعندما كسرت، كانت هائلة”. وحول المستوى المهاري لأعضاء RevoluSec قال:”لدينا فريق عمل على مستوى عالٍ من المعرفة، وهم أشخاص بارعون في مجالهم. على عكس ما يبدو حال إدارة النظام في سوريا. لقد كان أمنهم الإلكتروني مهلهلاً، ما يسمح لأي شخص يبحث بجد عن نقاط الضعف أن يجد ما يريد”.
وتكشف أكثر من 500 صفحة من الوثائق المختومة، عن تفاصيل غير عادية، لقدرة عدد من النشطاء السيطرة شبه الكاملة على شبكة الإنترنت السورية وتسخير هذه السلطة لوضع الرقابة طوال الوقت على العديد من قيادات وزارات الدولة. كما تراكمت السجلات المسربة بين يدي الحكومة الأميركية أثناء التحقيق في قضية جوليان أسانج، مؤسس موقع “ويكيليكس”، والقراصنة التابعين له حول العالم، فيما أكد فريق RevoluSec أنه مصدر “ملفات سوريا” والتي بلغ عددها مليوني رسالة إلكترونية تخص الحكومة السورية نُشرت في موقع “ويكيليكس” نهاية صيف 2012، وتقدم دليلاً أن بعض الرسائل التي اعترضتها RevoluSec لم تجد طريقها إلى قاعدة بيانات “ويكيليكس”، رغم حماس القراصنة لعرضها.
ويقدّم “دايلي دوت” نموذجاً للرسائل التي لم ينشرها “ويكيليكس”، كإحدى الرسائل الالكترونية الموقعة من قبل سالم طوباجي، رئيس الخزانة في البنك المركزي السوري. وتؤرخ الرسالة بتاريخ 26 تشرين الأول/أكتوبر 2011، لإخطار البنك الروسي “في تي بي” بارتفاع مبلغ الإيداع إلى أكثر من ملياري يورو. كما تضمنت الرسالة الإلكترونية طلباً من جانب طوباجي لمدير بنك “في تي بي” المالي، أندري جالكن، فتح حساب “بالروبل الروسي”.
والحال فإن الوثائق التي وصلت “ويكيليكس” تمثّل جزءاً ضئيلاً من “ملفات سوريا”، والذي يشمل اليوم 5 أشهر إضافية من الرسائل الإلكترونية الجديرة بالاهتمام. وفي مرحلة ما بعد آذار/مارس 2012، مررت مجموعة RevoluSec أو أحد أعضائها دفعة أكبر من ملفات البريد الإلكتروني الاحتياطية. لكن الأهم من ذلك هو أنه يُفترض أن “ملفات سوريا” لا تزال تحوي رسالة البنك المركزي المؤرخة بتاريخ 26 تشرين الأول/أكتوبر 2011 في ما يتعلق بالتحويلات المالية من سوريا إلى بنك موسكو.
“ويكيليكس” نشررسائل إلكترونية عديدة مستلمة من قبل نفس البريد الإلكتروني (treasury@bcs.gov.sy) منذ ذلك اليوم. غير أن ما تم تسريبه من سجلات المحكمة لموقع “ديلي دوت” يكشف أن رسائل بنك موسكو الإلكترونية كانت في الواقع جزءاً من ملف احتياطي أكبر يشمل العديد من الرسائل الإلكترونية الموجودة حالياً في موقع “ويكيليكس”. وإحدى هذه الرسائل مثلاً نوقشت بعمق من قبل أعضاء RevoluSec لمدة تجاوزت التسعة أشهرقبل أن تنشرها “ويكيليكس”، وهي تشرح نقل 5 ملايين يورو من بنك فرانكفورت في ألمانيا إلى البنك المركزي في النمسا، والمرسل إليه طبقاً للرسالة هو البنك المركزي السوري.
وأشار “دايلي دوت” إنه بناءً على طلب من مصدر مطلع من أعضاء RevoluSec، فقد قرر الموقع عدم نشر الوثائق المتعلقة بالمجنوعة في الوقت الحالي لإبعاد الشبهات عن القراصنة الذين يمكن التعرف إليهم، حيث يمكن أن يعتقلوا أو يصابوا بأذى في بلدانهم، والتي من بينها اليمن وسوريا. ونقل الموقع عن أحد القراصنة الذين تواصل معهم قوله “آمل آلا يقتلني الروس” مضيفاً “أخشى روسيا أكثر من خشيتي بشار”.
من جانب آخر، توجّه “دايلي دوت” إلى “ويكيليكس” للوقوف عند تعليقها على ما جاء في الوثيقة الأميركية التي حصل عليها “دايلي دوت”، فكان جواب المنظمة أن “الحساب المشار إليه وهمي”. وقال متحدث باسم المنظمة: “لقد شمل النشر رسائل عديدة تشير للعلاقات بين سوريا وروسيا. ومن سياستنا على المدى البعيد رفض التعليق على المصادر المزعومة. ومن المخيب لآمالنا أن نرى موقع ديلي دوت ينشط لصالح حملة هيلاري كلينتون ضمن نظرية المؤامرة للمكارثيين الجدد تجاه الإعلام المعارض”. وقد توعدت “ويكيليكس” بالانتقام من مراسلي “دايلي دوت” إذا تابعوا العمل على هذه القصة.
عيد ميلاد بشار الأسد
من الصعب جداً تخيل الرئيس السوري بشار الأسد كإنسان “طبيعي” يحتفل بعيد ميلاده وتغني له العائلة “عيد ميلاد سعيد” قبل أن ينفخ على الشموع الصغيرة ويقطع قالب الحلوى بخجل وتأثر، فالديكتاتور “اللطيف” مسؤول “فقط” عن مقتل حوالى نصف مليون مواطن سوري وتهجير الملايين، منذ العام 2011 بعد الاحتجاجات الشعبية التي قامت في البلاد ضده مطالبة بمزيد من الحرية والديموقراطية.
ويحاول موالون للنظام السوري هذا العام، إقامة حفلة عيد ميلاد إلكتروني، لزعيمهم الدموي، عبر موقع إلكتروني بسيط، يعرض مجموعة كبيرة من صور الأسد، مأخوذة في المجمل من حسابات “رئاسة الجمهورية العربية السورية” المختلفة في “فايسبوك” و”إنستغرام”، وتتنوع بين صور الأسد في خطاباته الرسمية أو مع زوجته أسماء ومع المدنيين في الشوارع، وصولاً إلى صوره في المناطق العسكرية مع جنود جيشه، ويترافق ذلك “الجو الشاعري” مع خلفية موسيقية لفنانة الممانعة الأولى جوليا بطرس بأغنيتها “أشرف إنسان”.
يحمل الموقع عنوان “كل عام وأنت بخير سيدي الرئيس”، و”يتيح لأي شخص معايدة الأسد عبر إرسال رسالة إلكترونية، يقوم فريق الموقع بنشرها على الموقع ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ابتداء من يوم غد الاثنين، أي بعد يوم واحد من عيد ميلاد الأسد اليوم الأحد، من دون الكشف عن هوية القائمين على الموقع أو طبيعة علاقتهم بالمكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، الذي يشكل مصنع البروباغندا الأسدية الحديثة.
وبدأت مواقع التواصل الموالية للنظام بالترويج للموضوع عبر هاشتاغ #weloveyou، أي “منحبك” باللهجة السورية العامية، وهي الكلمة التي استخدمتها الأجهزة الأمنية – البعثية في “الحملة الدعائية” للأسد خلال مسرحية الانتخابات الرئاسية العام 2007، قبل أن تتحول لازمة ترافق صور الأسد في كل مكان، ويزداد استخدامها من موالي النظام بعد الثورة في البلاد، وتصبح المدخل لتسميتهم “المنحبكجية”.
والحال أن حالة تقديس الزعيم السياسي كرمز للدولة، هي واحدة من أبرز خصائص النظام البعثي الشمولي في البلاد منذ انقلاب حافظ الأسد واحتكاره السلطة مطلع سبعينيات القرن الماضي، ثم توريثها لابنه بشار بعد وفاته العام 2000، ورغم ذلك لم تكن الاحتفالات بعيد ميلاد حافظ أو حتى بشار رائجة، حتى في السنوات الأخيرة بين موالي النظام، ربما لأن العقلية البعثية ترى أعياد الميلاد عادة غربية – ليبرالية لا تتناسب مع الطابع الاشتراكي للحزب الحاكم، أو لكونها تظهر الزعيم “الخالد” بمظهر بشري طبيعي يتناقص عمره المتبقي له عاماً إثر عام، بما يناقض أبدية السلطة المعروفة في الشعارات البعثية.
وتحاول شركات العلاقات العامة المرتبطة بالنظام تغيير هذه العقلية منذ الثورة في البلاد، بهدف تحسين صورة رأس الأسد بطرق جديدة، لخلق صورة بشعبية جارفة للأسد كزعيم محبوب ومتواضع، لا شريراً أو دموياً كما يصفه “الإعلام المغرض”، وكل هذه رسائل موجهة في المجمل للرأي العام الغربي وليس للجمهور المحلي من الموالين، فتصبح اللغة الانجليزية طاغية في الشعارات والهاشتاغات والتفاعل، ويتحول الموالون إلى أدوات مجانية للترويج لا أكثر ولا أقل.
بموازاة ذلك، بات 11 أيلول/سبتمبر يوماً تكرسه المعارضة السورية لأمنيات الخلاص من الأسد قريباً، مع بث صور للأسد وأعمال القتل والدمار في مناطق متفرقة من البلاد، في إشارة إلى تورطه شخصياً فيها، بحيث يتحول يوم ميلاده إلى كارثة ومأساة إنسانية “لا تقل عن أحداث 11 أيلول الإرهابية في الولايات المتحدة”، وليس إلى “عيد ميلاد الوطن” كما تصفه تغريدات مؤيدين في “تويتر”، بشكل يعكس الاستقطاب الحاد الذي تعيشه البلاد على مستويات عديدة.
في السياق، تعيد الصفحات المعارضة نشر إنتاجات ساخرة من الأسد في عيد ميلاده، أبرزها فيلم كارتوني قصير مميز بعنوان “عيد ميلاد بشار الأسد سيلفي”، الذي قدمه فريق “سياسة نص كم” العام الماضي، ويصور الأسد “دراما كوين”، وهو يشكر ضيوف حفلته على مساندتهم له للبقاء والاستمرار خلال “الفترة العصيبة”، قبل أن ينهي كلمته “المؤثرة” بصورة “سيلفي” هزلية مع ضيوفه من زعماء الدول والميليشيات الحليفة له، مثل فلاديمير بوتين وحسن نصرالله.
مجازر روسية في حلب وإدلب.. وترحيب بالاتفاق الروسي-الأميركي
ارتكب الطيران الروسي والسوري مجازر في محافظتي إدلب وحلب، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إعلان التوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن من أجل “تحقيق السلام” في سوريا.
واستهدفت المقاتلات الروسية سوقاً شعبية وسط مدينة إدلب، ما أدى إلى سقوط 25 قتيلاً وعشرات الجرحى. وأظهرت صور بثها نشطاء دماراً هائلاً في المباني المجاورة، فيما أطلقت فرق الدفاع المدني عملية لانتشال الأحياء والجثث من تحت الأنقاض.
وفي حلب، قتل 15 شخصاً، بقصف لطيران النظام والطيران الروسي، استهدف أحياء الميسر والصاحلين وبستان القصر والحرابلة، في حين قتل 5 مدنيين من عائلة واحدة، جراء قصف لطائرات روسية على أحياء سكنية في بلدة كفرداعل في الريف الغربي.
تأتي تلك التطورات على وقع تواصل الترحيب بالاتفاق الروسي-الأميركي حول سوريا، حيث رحّبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني بالاتفاق ودعت “كل أطراف الصراع باستثناء الجماعات التي يصنفها مجلس الأمن الدولي كمنظمات إرهابية”، إلى “ضمان سريانه بشكل فعال”.
تركيا رحبت بالاتفاق أيضاً، وقال بيان صدر عن وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، إن تركيا أعربت خلال اتصال بين جاوش أوغلو ونظيره الأميركي جون كيري عن دعمها للاتفاق وترحيبها به.
الفصائل الإسلامية تطلق حملة خاطفة في القنيطرة
قوات النظام لحظة انسحابها من المنطقة بحسب يظهر شريط بثته “جبهة فتح الشام” (يوتيوب)
أعلن تحالف فصائل حركة “أحرار الشام الإسلامية”، و”جبهة فتح الشام”، وتنظيم “بيت المقدس”، وفصائل أخرى عن إطلاق معركة “قادسية الجنوب”، التي تهدف إلى السيطرة على مناطق في القنيطرة.
وبحسب بيان مشترك صدر عن الفصائل الإسلامية الثلاثة، السبت، فإن المعركة جاءت رداً على تهجير مقاتلي وسكان داريا. وقال البيان “إن المعركة لم تنته بأنحياز أخوتنا واحبتنا الكرارين في داريا إلى الشمال -رغم تأملنا ذلك- لكنها الحرب، وإن كان للباطل صولة، فللحق ألف صولة وجولة، والحق أظهر وأعلى وأمضى والأيام بيننا والله مولانا ما دمنا على الحق لا نحيد عنه”.
ووضعت الفصائل 3 مراحل للمعركة، الأولى هي السيطرة على سرايا طرنجة، وعباس، والكتاف، أما الثانية فستكون السيطرة على تل الأحمر وتلة الأمم المتحدة، التي كان يتواجد بها فريق من قوات “اندوف”، وذلك لفتح الطريق الى الغوطة الغربية ورفع الحصار عن مناطق من بينها بيت جن. وفي المرحلة الثالثة، تهدف المعارضة إلى السيطرة على مدينتي خان أرنبة والبعث، المعقلين الأبرز لقوات النظام في المنطقة.
وكانت “قادسية الجنوب” قد بدأت بتمهيد مدفعي وصاروخي عنيف، استهدفت فيه المعارضة سرية طرنجة، وأعطبت دبابة، فضلاً عن قتل عدد من قوات النظام، مقابل 5 قتلى على الأقل في صفوف المعارضة. كما تمكنت المعارضة من السيطرة على سرية الحمرية.
مدير المكتب الإعلامي في “جيش العشائر” محمد عدنان، قال لـ”المدن”، إنه كان يتم التحضير للمعركة منذ وقت طويل، إلا أن ظروف اكتمال التحضيرات من حيث المعدات والعناصر المشاركين، وتوزعهم على النقاط في المنطقة، أدى إلى إطلاقها السبت.
وأشار عدنان إلى أن المعركة تهدف للوصول الى بيت جن بالدرجة الاولى، فضلاً عن أنها تخفيف عن جبهات المنطقة بشكل عام. ولفت إلى أن المعركة لا تزال في بدايتها، وأي تقدم سيكون مرهوناً بما يتمكن المقاتلون من تحقيقه على الأرض. وأكد أن الأهداف الأولية تم إنجازها بالسيطرة على تل حمرية، ما يعني فعلياً قطع طريق إمداد النظام وحزب الله إلى قرية حضر ومحيطها.
غضب من تجاهل وثيقة الائتلاف والمجلس الكردي
المكونات السورية تحتج على تهميشها
بهية مارديني
بهية مارديني: تابعت المكونات السورية من أكراد وآشوريين وتركمان في اصدار احتجاجات على الاطار التنفيذي الذي قدمته الهيئة العليا للمفاوضات الى اجتماع أصدقاء سوريا، الذي انعقد في لندن الأسبوع الماضي، واعتبروا أنه تم تجاهلهم في هذه الوثيقة، كما تمّ تجاوز وثيقة سابقة تم توقيعها بين الائتلاف الوطني السوري والمجلس الكردي..
وقال شلال كدّو، سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا وعضو الائتلاف الوطني عن المجلس الكردي، في تصريح لـ”إيلاف”، “إننا لا نتفق مع وثيقة الاطار التنفيذي التي اعتبرها تضمر تعصباً شوفينياً وعنصرياً وتلغي حقيقة التعدد الاثني والقومي في سوريا في تناغم واضح مع نظرية البعث الذي كان وما زال يسعى الى تعريب البشر والشجر والحجر في البلاد، ويبدو أن الذهنية التي أعدت وثيقة الاطار التنفيذي تسعى الى ترسيخ الاستبداد من جديد في سوريا، الامر الذي يتنافى مع قيم الثورة السورية والتضحيات التي قدمها السوريون بمختلف طيفهم الاثني والديني والطائفي”.
كما أن اعتبار الثقافة العربية الاسلامية، كما قال، “منهلاً خصباً ومعيناً للانتاج الفكري وللعلاقات الاجتماعية بين السوريين، من شأنه أن يلغي الثقافات السورية الأخرى غير ثقافة العروبة والاسلام التي تفاعلت وتلاقحت وانتجت على مر العصور الحضارة السورية التي تتميز بفسيفسائها الجميل.”.
وأكد أنه كذلك من شأنها أن تؤدي الى” انهيار بنية المجتمع السوري الثقافية وتفتيته، وبالتالي تقسيم البلاد والعباد الى جماعات وثقافات واثنيات متناحرة”.
واعتبر أنه” لا بد من نزع فتيل معظم هذه القنابل الموقوتة في هذه الوثيقة التي ستنسف نسيج المجتمع السوري” .
وأشار كدّو الى اعتبار الوثيقة اللغة العربية لغة رسمية وحيدة في البلاد، وقال “هي إلغاء متعمد وتجاهل لا يمكن القبول به للغة الكردية التي لا بد وان تكون اللغة الرسمية الثانية في البلاد، وخاصة في المناطق الكردية، وكذلك في المناطق ذات الغالبية السكانية الكردية، وفي هذا السياق فإن عددًا كبيرًا من دول العالم تعتمد اكثر من لغة رسمية كما هو عليه الحال في بلجيكا وهولندا والنمسا وسويسرا والهند وروسيا وغيرهم عشرات الدول الاخرى. لذلك، فإن الوثيقة المذكورة تعيد إنتاج الدولة السورية بمرتكزاتها الفكرية والعنصرية ونظامها الديكتاتوري الاستبدادي”.
تجاهل الشعب الكردي
كما عبّر كدّو عن أسفه لتجاهل الوثيقة بشكل واضح الاعتراف بالشعب الكردي “في كردستان سوريا، الذي يعيش على ارضه التاريخية منذ مئات السنين إن لم نقل الآلاف من السنين، وكذلك انكار لضمان حقوقة السياسية والديمقراطية واللغوية والثقافية دستوريًا، وفق العهود والمواثيق الدولية، ويتناقض مع نص وروح الوثيقة المشتركة بين الائتلاف الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي في سوريا”.
وحول نظام اللامركزية الادارية الوارد في الوثيقة، فرأى انها “هي شكل مستنسخ من نظام المجالس المحلية التي اعتمدها النظام، ومن شأنها أن تعيد انتاجه الشمولي الاستبدادي الذي يقمع الآخر المختلف بالقوة. فالمجلس الكردي لم يطالب يوماً واحداً باللامركزية الادارية، وانما من الممكن أن يكون هنالك توافق مع اطياف المعارضة السورية على اللامركزية السياسية التي ربما يحصل في ظلها كل ذي حق على حقه، وهي تتنافى مع المساعي المحمومة التي تسعى الى أن يحل نظام ديكتاتوري استبدادي شمولي محل نظام البعث الجاثم على صدور السوريين بقوة الحديد والنار منذ نصف قرن من الزمن “.
وفي هذا السياق، أضاف “لا شك ان المعارضة السورية لم تتفق بعد على مطالب وحقوق الشعب الكردي، وأن الوثيقة الوحيدة التي اعترف من خلالها الائتلاف بجزء يسير من طموحات وحقوق الأكراد، هي الاخرى يتم تجاهلها عن قصد، وخاصة من قبل الهيئة العليا للمفاوضات التي قزمت دور الأكراد وحقوقهم منذ انطلاقتها الاولى، وانكرت معظم حقوقهم وما زالت تسير بنفس العقلية التهميشية والالغائية الى حد كبير”.
وفي هذا الصدد، قال كدّو “إن تمثيل الأكراد في الهيئة العليا للمفاوضات لا يتناسب مع ثقلهم ودورهم التاريخي والحالي في الثورة السورية البتة، وكان هذا الامر متعمداً منذ البداية. من هنا، فإن الأكراد برمتهم يرفضون هذه الوثيقة ويضعون المجلس الوطني الكردي أمام مسؤولية كبيرة، وبالتالي من غير المستبعد أن تكون هنالك خيارات أخرى امام المجلس في حال الاستمرار في انكار حقوق الشعب الكردي الذي يعدّ ثاني اكبر مكون في البلاد”.
لم تكن جامعة
من جانبه، قال زارا صالح القيادي السوري الكردي لـ”ايلاف”، إن الوثيقة التي قدمتها الهيئة العليا للتفاوض في مؤتمر لندن لأصدقاء سوريا لم تكن “جامعة وشاملة ” كما تم وصفها، بل “جاءت في اطارها العام جملاً انشائية بعيدة عن الواقع السوري، أما في جانبه السياسي فكان مخيّبًا وعبّر عن رؤية قاصرة واقصائية تعكس ايديولوجيا قومية تلاقت مع الديني في فرض العروبة والإسلام من جانب واحد مع تهميش لحقوق بقية المكونات السياسية والتاريخية والثقافية والدينية.. “.
وفي الجانب الكردي اعتبر أن “الوثيقة خالفت حتى الاتفاق السابق الموقّع بين الائتلاف السوري والمجلس الوطني الكردي، واعتبرت الأكراد كمجموعة ثقافية وليس شعباً يعيش على أرضه التاريخية كردستان. “.
وانتقد تصرفات المعارضين السوريين في تحضير الوثائق والأوراق، وقال “انها ثقافة البعث عندما تكون الرؤية وفق مبدأ المواطنة بمفهومها العروبي الذي يعتبر الجميع سوريين، وكأنه يمننهم بالمواطنة التي هي حق مدني طبيعي، لهذا فإن هذه الرؤية القاصرة تعكس حالة من الشك لدى اغلب المكونات في اعادة انتاج جديدة للدكتاتورية بمسمى آخر.”.
الانسحاب من الائتلاف
وأضاف صالح” لم يعد هناك سبب لبقاء المجلس الوطني الكردي ضمن الائتلاف السوري بعد هذه الوثيقة، لانها كشفت المستور عن مفهوم الشراكة وسوريا المستقبل، وكذلك تنفيذ الائتلاف لاكثر من أجندة وفق منطق الدعم، لهذا فإن الأكراد سوف يتخذون قرارهم المناسب قريباً، وعلى الاغلب سيكون انسحابًا من الائتلاف كونه لا يعبر عن رؤية سورية اتحادية، بل يحمل فكراً أحادي الجانب يقصي بقية المكونات، والأكراد. يرى، وفق رؤيته السياسية حول سوريا، كوطن جامع في اطار النظام الفيدرالي، الذي يكفل دستورياً حقوق الجميع، “رغم أن القضية الكردية تختلف في اطارها التاريخي والوجودي الجغرافي- السياسي كون الأكراد شعباً يمتلك كل مقومات حق تقرير المصير بما فيه الاستقلال، ولكن الفيدرالية كطرح ملائم للواقع السوري يفضله الكرد، وكذلك أغلب دول العالم التي تدعم الشعب السوري، والا فإن الواقع الحالي وما يطرحه الائتلاف وبقية الفصائل الأخرى يعني تقسيماً كما هو على الارض”.
ورأى أن “وثيقة لندن ستكون القشة التي ستقصم بقاء الائتلاف، وستكون بداية حل هذه الهيئة الموقتة، خاصة فيما اذا نجحت استراتيجية الاميركيين والروس في جمع بعض المعارضة مع النظام والخروج بحل توافقي لن يكون للائتلاف مكان فيه، لأن رؤية الهيئة العليا للتفاوض حول محادثات جنيف كانت غير واقعية، فيقول حجاب، على سبيل المثال، إن الاسد ونظامه عليهما الرحيل، في حين أن المجتمع الدولي لا يستطيع فرض وقف إطلاق النار حتى في حي من أحياء حلب مثلاً.”
غارات روسية تقتل العشرات بسوريا رغم اتفاق الهدنة
قتل عشرات المدنيين في غارات للنظام ولروسيا على مدينتي إدلب وحلب شمالي سوريا وعلى ريف دمشق، وذلك قبل ساعات من بدء سريان اتفاق الهدنة المتفق عليه بين الولايات المتحدة وروسيا، بينما سيطرت المعارضة السورية المسلحة على تلة الحمرية بريف القنيطرة الشمالي.
وقتل ستون شخصا -معظمهم من النساء والأطفال- وأصيب عشرات بجروح وصفت بالخطيرة، جراء قصف لطائرات روسية استهدف سوقا في مدينة إدلب كان مكتظا بالمدنيين لقضاء حاجياتهم لعيد الأضحى.
وقال مراسل الجزيرة في إدلب أدهم أبو الحسام إن فرق الإسعاف تتوقع ارتفاع عدد ضحايا القصف الروسي على سوق إدلب بسبب خطورة الإصابات المسجلة، وأضاف المراسل أن القصف خلف الكثير من المفقودين في السوق التي يقصدها آلاف المدنيين من داخل المدينة ومن قرى وبلدات الريف المجاور.
وجاء هذا القصف الروسي بعد ساعات من الإعلان عن اتفاق روسي أميركي لبدء هدنة في عموم سوريا، اعتبارا من فجر غد الاثنين.
تكثيف الغارات
وذكرت هيئات إغاثة دولية وسكان أن محافظة إدلب شهدت تكثيفا للضربات الجوية الروسية في الأشهر الماضية، مما أدى إلى تدمير عشرات المستشفيات والمخابز ومرافق البنية التحتية في أنحاء المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وفي حلب قال مراسل الجزيرة إن ستة قتلى على الأقل سقطوا بقصف جوي استهدف حي الصالحين في المدينة اليوم.
وقتل خمسون شخصا وأصيب عشرات آخرون جراء الغارات الكثيفة التي شنتها طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام على المدينة وريفها، ومن بين القتلى عائلة من خمسة أفراد. وقال مراسل الجزيرة إن عددا من الأشخاص ما زالوا عالقين تحت الأنقاض، مما قد يزيد عدد الضحايا.
وأفاد المراسل أن عائلة من خمسة أشخاص قتلت وأصيب آخرون بجروح، إثر قصف الطائرات الروسية قنابل محمولة بمظلات على أحياء سكنية في بلدة كفر داعل بريف حلب الغربي.
وقال المتحدث العسكري باسم جماعة كتائب نور الدين الزنكي النقيب عبد السلام عبد الرزاق إن القتال يتصاعد على كل جبهات جنوب حلب، لكن الاشتباكات في حي العامرية هي الأعنف.
وفي ريف دمشق، قتل خمسة مدنيين بينهم طفلان وأصيب آخرون جراء قصف طائرات النظام أحياء سكنية في مدينة دوما، وخلف القصف أضرارا مادية كبيرة.
ريف القنيطرة
وفي جنوب غرب سوريا، تمكنت جبهة فتح الشام وفصائل من المعارضة من السيطرة على تلة الحمرية في ريف القنيطرة الشمالي، وذلك ضمن معركة أطلق عليها اسم “قادسية الجنوب”.
وتسعى المعارضة للسيطرة على مواقع تسيطر عليها قوات النظام بغية فتح الطريق بين ريف القنيطرة وريف دمشق الغربي، وتكمن أهمية المنطقة في وقوعها في ملتقى أرياف محافظات درعا والقنيطرة ودمشق.
وذكرت وكالة رويترز أن طائرات عسكرية إسرائيلية قصفت أمس السبت موقعا للمدفعية تابعا للنظام في القنيطرة قرب مرتفعات الجولان المحتلة، وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة شنت ردا على قذيفة أطلقت من سوريا وسقطت داخل مرتفعات الجولان، في المقابل اتهم التلفزيون الرسمي السوري إسرائيل بالسعي إلى مساعدة هجوم يشنه مقاتلون تابعون لفتح الشام في المنطقة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
روسي يكشف.. بماذا يتلهى جيش الأسد
دبي – قناة الحدث
خمس سنوات من الحرب في سوريا كانت كافية لاستنزاف جيشها ونفاد قوتها، ولعل ذلك ما يفسر دخول ميليشيات مختلطة على خط النار تنوب عن عناصر جيش النظام المتداعي.
وشهد في هذا التحليل للمشهد العسكري شاهد من أهلها، فقد نشرت “غازيتا” الروسية تحليلاً مفصلاً لضابط روسي متقاعد يفسر فيه أسباب فشل جيش النظام في إحراز تقدم أو نصر على الأرض.
ويوضح الضابط أن قرابة نصف عناصر جيش النظام تركت مهمة القتال لميليشيات حزب الله والميليشيات الإيرانية، بينما ينتشر الجنود السوريون على حواجز التفتيش في مناطق سيطرته لا يفعلون شيئاً سوى أخذ الرشاوى وجمع المال، لافتاً إلى أن انخفاض الجاهزية القتالية ونقص العناصر المقاتلة من أسباب فشل قوات الأسد في تحقيق تقدم. كما يرجع الضابط الروسي السبب إلى انضمام الشباب ممن هم من عمر التجنيد إلى المعارضة المسلحة أو الهروب إلى مناطق خارج سيطرة النظام أو حتى خارج البلاد، بحثاً عن لجوء آخر.
كذلك يعتبر الضابط المتقاعد أن أي تقدم قد يحرزه جيش النظام في أي مدينة لا يعني أنه سيجلب نهاية قريبة للحرب في سوريا، خصوصاً أن الأسد فاقد للسيطرة على نصف البلاد وجزء مهم من المدن الرئيسية فيها.
وخلص مقال الضابط الروسي إلى أن حل جيش النظام وتشكيل جيش بديل سيكون أسهل من إصلاح هذا الجيش، من وجهة نظره.
إيران ترحب باتفاق سوريا وتدعو إلى حل سياسي
دبي (رويترز) – رحبت إيران الحليفة الوثيقة والداعمة العسكرية للرئيس السوري بشار الأسد بالاتفاق الأمريكي الروسي بشأن الهدنة في سوريا ودعت يوم الأحد إلى ضرورة حل الصراع عبر السبل السياسية.
وينص الاتفاق على هدنة في عموم سوريا تبدأ مع غروب شمس يوم الاثنين وتعزيز عمليات توصيل المساعدات الإنسانية والاستهداف العسكري المشترك للجماعات الإسلامية المتشددة.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري قوله “تؤيد إيران أي وقف لإطلاق النار وأي خطة سلام لإنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا… تشمل (الخطة) حلا سياسيا بناء على أصوات الشعب السوري.”
وأضاف “تؤمن إيران دائما بعدم وجود حل عسكري للأزمة السورية وأنه ينبغي حلها عبر السبل السلمية.”
وتوصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق يمثل انفراجة لمساعي استعادة السلام في سوريا لكن ضربات جوية بعد ساعات استهدفت سوقا مزدحمة مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات الأمر الذي زاد شكوك المعارضة في صمود أي وقف لإطلاق النار.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير سها جادو)
مقاتلون سوريون يرحبون باتفاق الهدنة لكن مع تحفظات
بيروت (رويترز) – قال قيادي في المعارضة السورية يوم الأحد إن فصائل معارضة ستصدر بيانا للترحيب بالاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الهدنة وتوصيل المساعدات في سوريا لكن لها تحفظات على طريقة التعامل مع الانتهاكات من جانب الحكومة.
وقال التلفزيون السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان وجماعات من المعارضة إن القتال العنيف والضربات الجوية تواصلت في أجزاء من سوريا قبل يوم من دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ.
وقال زكريا ملاحفجي من تجمع (فاستقم) في حلب إن الفصائل “ترحب بوقف إطلاق النار وترحب بدخول المساعدات ولها تحفظات على بعض النقاط… إن النظام ما بيلتزم طيب شو عقوبة النظام إذا ما التزم.”
وقال ملاحفجي إن جماعات المعارضة “تشعر أنها غُبنت ولم تستشار أصلا (في أمر الاتفاق)… قسم كبير من الاتفاق بيخدم النظام وما بيضغط عليه وما بيخدم الشعب السوري.”
ولن يشمل وقف إطلاق النار الجماعات المتشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة حتى قطعت صلاتها التنظيمية مع تنظيم القاعدة وغيرت اسمها.
ويوم السبت حذرت الولايات المتحدة مقاتلي المعارضة من “عواقب وخيمة” إن تعاونوا مع جبهة فتح الشام التي قاتلت إلى جانب مجموعة من الفصائل المسلحة من المعارضة الرئيسية والإسلامية في عدة معارك طاحنة في الأسابيع الأخيرة في جنوب حلب.
وتعرضت حلب ومحافظة إدلب للمزيد من الضربات الجوية يوم الأحد بعد مقتل العشرات في قصف جوي يوم السبت.
وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا إن ضربات جوية على مدينة سراقب استهدفت “مركزا للدفاع المدني مخلفة جرحى ودمارا في المعدات والآليات.”
(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)