أحداث الأحد 15 أيار 2016
«داعش» يذبح أطباء في «مستشفى الأسد»
لندن – «الحياة»
سرت مخاوف أمس على مصير طاقم طبي في مستشفى تابع للحكومة السورية بعدما سيطر عليه تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور، وسط تقارير عن ذبح أطباء وممرضين في «مستشفى الأسد»، إضافة إلى مقتل عشرات من القوات النظامية وعناصر «داعش». ويشكّل تقدم التنظيم في دير الزور نكسة جديدة لحكومة دمشق التي تجهد للحفاظ على موطئ قدم في شرق البلاد، في وقت قالت مصادر معارضة إن القوات النظامية تعد لهجوم على مدينة داريا المحاصرة جنوب غربي دمشق بعد أيام من منع قافلة مساعدات طبية من دخولها.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط «مستشفى الأسد» جنوب غربي مدينة دير الزور. وتابع أن عناصر من التنظيم تسللوا إلى محيط المستشفى وسيطروا عليها خلال اشتباكات عنيفة اندلعت فجراً في محور اللواء 137 ومنطقة البغيلية. وزاد أن اشتباكات دارت لاحقاً في محيط المستشفى بين قوات النظام و «عناصر التنظيم المحاصرين في المستشفى… وأسفرت الاشتباكات المستمرة عن مقتل ما لا يقل عن 20 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين إضافة إلى 6 عناصر على الأقل من التنظيم، فيما لا يزال مجهولاً مصير الكادر الطبي للمستشفى الذي قام التنظيم باحتجازه عقب السيطرة عليها». لكن «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» اللبناني، أكد مساء أمس أن «مسلحي تنظيم داعش ذبحوا عدداً من الأطباء والممرضين في مستشفى الأسد عند أطراف مدينة دير الزور».
ونقلت وكالة «رويترز» عن وكالة «أعماق» المرتبطة بـ «داعش»، تأكيدها أن التنظيم هاجم «مستشفى الأسد» في دير الزور واستولى على أراض على أطراف المدينة المحاصرة والتي لا تزال الحكومة السورية تسيطر على أجزاء منها. وذكرت «أعماق» أن عناصر التنظيم اقتحموا المستشفى وسيطروا أيضاً على نقطة تفتيش ووحدة للإطفاء ومساكن جامعية في المدينة القريبة من الحدود الشرقية لسورية مع العراق. وأضافت أن التنظيم سيطر أيضاً على منطقة قرب حقل التيم النفطي بمحاذاة المطار العسكري الذي تسيطر عليه الحكومة على الطرف الجنوبي للمدينة.
ويسيطر «داعش» على معظم محافظة دير الزور ويفرض حصاراً منذ آذار (مارس) من العام الماضي على المناطق التي ظلت تحت سيطرة الحكومة في المدينة التي تحمل الاسم ذاته. لكن «داعش» غيّر اسم المحافظة إلى «ولاية الخير».
ووافقت الأمم المتحدة على إسقاط روسيا مساعدات على المدينة المحاصرة من حين لآخر، كما تتعرض الأهداف التابعة لـ «داعش» داخل دير الزور وحولها لغارات جوية متكررة.
في غضون ذلك، أفادت «الدرر الشامية» المعارضة، أن القوات النظامية «بدأت بالتحضير لشن عمل عسكري على مدينة داريا المحاصرة من أربع سنوات، وذلك بحشد آليات ثقيلة على أطراف المدينة ونشر طائرات من دون طيار في أجواء المدينة». وتابعت أن القوات النظامية وحلفاءها حاولت السبت «التقدم إلى مواقع الثوار على أطراف المدينة وسط قصف مدفعي صاروخي كثيف استمر لعدة ساعات تخلله اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والرشاشة انتهت بتدمير دبابة على أيدي الثوار وإفشال عملية التقدم».
وكانت القوات النظامية منعت قافلة للأمم المتحدة تحمل مساعدات طبية وأدوية قبل يومين من دخول المدينة، من دون إبداء الأسباب. وقال نشطاء معارضون إن قوات النظام قصفت المنطقة، ما أسفر عن مقتل شخصين.
اتهام «حزب الله» التكفيريين يثير أسئلة
بيروت – «الحياة»
اتهم»حزب الله» اللبناني ما سماه «الجماعات التكفيرية» باغتيال القيادي العسكري مصطفى بدر الدين، واعتبر في بيان أصدر صباح أمس، أن الانفجار الذي أودى بحياة الأخير في مركز للحزب قرب مطار دمشق الدولي، «ناجم عن قصف مدفعي للجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة»، لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نفى بعد قليل من صدور بيان الحزب، هذا الاتهام، مستنداً إلى «مصادر عدة موثوق فيها» في المعارضة السورية، ليؤكد أنه «لم يتم إطلاق أي قذيفة صاروخية من الغوطة الشرقية على المطار أو منطقته خلال الأيام الماضية».
وهي المرة الأولى التي لا يتهم «حزب الله» إسرائيل باغتيال أحد قيادييه في سورية، خلافاً للمرات الثلاث السابقة التي أدت إلى سقوط عماد مغنية (عام 2008) ثم نجله جهاد في القنيطرة ثم الأسير المحرر سمير القنطار في جرمانا (وكلاهما في العام 2015). وقد رد الحزب بعمليتين رداً على اغتيال عماد مغنية، ثم على اغتيال القنطار (في مزارع شبعا اللبنانية).
وإذ زاد الاتهام الذي وجهه «حزب الله» إلى «الجماعات التكفيرية» ثم نفي «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الأمر غموضاً، وفق الأوساط التي انتظرت بيان الحزب، بعدما وعد به نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أثناء تشييع بدر الدين عصر أول من أمس، فإن الحزب لم يحدد المنطقة التي أشار بيانه إلى أن القصف المدفعي الذي استهدف مركزه أتى منها، كما أن الحزب دأب على تعميم تسمية «الجماعات التكفيرية» على فصائل المعارضة السورية كلها، وليس على تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» فقط، ما يجعل الاتهام غير محدد لجهة الفصيل أو التنظيم الذي اتهمه بالقصف المدفعي لمركزه، وأدى إلى سقوط بدر الدين، الذي لم يحدد الحزب متى قتل وتوقيت حصول القصف على مركزه.
وإذ أكد الحزب في بيانه أن «التحقيقات التي أجريناها» أثبتت الاتهام الذي وجهه، شدد على أن «نتيجة التحقيق ستزيد من عزمنا وإرادتنا وتصميمنا على مواصلة القتال ضد هذه العصابات الإجرامية وإلحاق الهزيمة بها…»، مشيراً إلى أنها «أمنية بدر الدين ووصيته». ورأى أنها «معركة واحدة منذ المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة الذي بات الإرهابيون التكفيريون يمثلون رأس حربته وجبهته الأمامية».
إلا أن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، الذي يصدر إحصاءات يومية حول العمليات العسكرية، سواء التي تنفذها قوات النظام أو المعارضة بكل فصائلها، قال لوكالة «رويترز»: «لا يوجد ولم يسجل سقوط أي قذائف أو إطلاق قذائف من الغوطة الشرقية على مطار دمشق منذ أسبوع»… واعتبر عبدالرحمن ان الحزب «يتكتم على الرواية الحقيقية».
إلا أن اتهام الحزب «الجماعات التكفيرية» في سورية يزيل المخاوف لدى أوساط لبنانية، والتي تبرز في كل مرة تحصل عملية من هذا النوع، من إمكان حصول توتر على الجبهة الجنوبية اللبنانية- الإسرائيلية، كون هذا الاتهام لا يسوغ للحزب الانتقام باستهداف الجيش الإسرائيلي.
إلا أن اتهام «الجماعات التكفيرية» يفترض أن يدفع الحزب للقيام بعمل ما لاستهداف مواقع للمعارضة السورية، خصوصاً أن عناصره منتشرون في مناطق عدة من سورية، من محيط حلب شمالاً إلى الوسط وصولاً إلى محيط دمشق جنوباً، إلا إذا كان الحزب ينتظر أن يتبنى فصيل سوري ما العملية. وهو ما لم يحصل حتى مساء أمس.
وتترقب الأوساط السياسية ما سيُعلنه الأمين العام للحزب الجمعة المقبل، حين يلقي كلمة في تأبين بدر الدين لمناسبة مرور أسبوع على سقوطه، وما إذا كان سيضيف معطيات جديدة على العملية.
وكان «حزب الله» واصل تقبل التعازي ببدر الدين في «مجمع المجتبى» في ضاحية بيروت الجنوبية في حضور أشقائه وأفراد من عائلته، وقياديين من الحزب. وهو تلقى برقية تعزية من رئيس مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني قال فيها: «على رغم فقدان «حزب الله» إحدى شخصياته المشرقة سيعزز هذا الاستشهاد عزم المجاهدين في القتال ضد الكيان الصهيوني وعملائه الإرهابيين». ورأى لاريجاني أن «قلق العدو منه كان كبيراً إلى درجة عمد إلى بث الدعايات المغرضة عنه».
مقتل «اللغز» مصطفى بدر الدين في سوريا: إنجاز أمني- عسكري لمنفذه
رلى موفّق
بيروت ــ «القدس العربي»: أيّ رسائل حملتها عملية استهداف القيادي العسكري في «حزب الله» مصطفى بدر الدين في سوريا؟
مردّ السؤال يعود إلى طبيعة العملية والجهات التي تقف وراءها وتوقيتها. فهي تختلف في استهدافها عن عمليتي تصفية كل من قيادِيَيه سمير القنطار وجهاد مغنية، اللتين اندرجتا في إطار الحرب المفتوحة مع إسرائيل، إذ أنهما كانا معنيَين بالعمل في منطقة الجنوب السوري المتاخمة للحدود مع إسرائيل، لتعزيز أوراق القوة بيد اللاعب الإيراني على غرار ما هو حاصل في الجنوب اللبناني.
فعملية استهداف بدر الدين، المسؤول عن عمليات الحزب في دمشق وجوار مرقد السيدة زينب، جرت في المنطقة الخاضعة لنفوذ الحزب وقوات النظام السوري. وفي المعلومات التي حصلت عليها «القدس العربي»، فإن مقتل بدر الدين جرى ليل الخميس في منزل يستخدمه الحزب يقع قرب طريق المطار، معروف من الحلقة المعنية بإدارة عمليات الحزب. وكان انتهى لتوّه من اجتماع أمني عُقد فيه، بعدما كان قد أدّى الصلاة قرابة الثامنة مساء في السيدة زينب برفقة قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني.
وبدا واضحاً أن الحزب تعامل مع إعلان مقتل بدر الدين بطريقة مختلفة، إذ أنه لم يُمهّد لهذا الإعلان بأجواء نفسية ضاغطة وبتسريبات تسبق الإعلان، على جَري ما كان يحصل حين يتعلق الأمر باستهداف إسرائيلي لأحد قيادييه. بل أصدر بيان نعي من دون مقدمات، استهلّه بما كان قاله بدر الدين من أنه «لن أعود من سوريا إلا شهيداً أو حاملاً راية النصر». وهو ما أعطى مؤشراً باكراً على أن مقتل بدر الدين يَندرج في سياقات مختلفة ترتبط بدور الحزب في قتاله في سوريا.
كيف قُتل بدر الدين؟ في الرواية الرسمية أن بدر الدين قُتل في قصف مدفعي قامت به الجماعات الإرهابية المتواجدة في تلك المنطقة، واستهدف المنزل الذي يبعد كيلومترات معدودة عن الغوطة الواقعة تحت سيطرة قوى المعارضة. واستخدام الحزب لتعبير الجماعات الإرهابية يشمل في واقع الحال كل قوى المعارضة السورية، وليس فقط التنظيمات المصنّفة إرهابية.
رواية الحزب تقول أن القصف استهدف مَركزاً، ما يعني أنه مركز معروف، ويمكن تالياً استهدافه مدفعياً بالحسابات العسكرية، ما يطرح سؤالاً عن الاحتياطات التي يتّخذها قائد عسكري رفيع مثل بدر الدين الذي يُشكّل لغزاً لكثيرين، والمطلوب من جهات عدّة ، فيما المعلومات تقول لـ «القدس العربي» أن العملية استهدفت منزلاً يستخدمه الحزب، ومعروف من قلّة، بدليل أن اجتماعاً أمنياً قد عُقد فيه قبل أن يُقتل بانفجار. انفجار إذا تم التسليم جدلاً بأنه قصف مدفعي، فمن غير المفهوم كيف أن بدر الدين وحده هو الذي قُتل من دون أن يُصيبه أي تشوّه، فيما أصيب مَن كان حاضراً بجروح طفيفة؟ فالكلام عن مقتله بفعل عصف الانفجار مسألة تحمل في طياتها أسئلة عن طبيعة الانفجار.
من السذاجة اعتبار أن مقتل بدر الدين قد حصل بالصدفة، فذلك يطرح أسئلة عن مستوى احترافية «حزب الله». الأكيد أن اختراقاً أمنياً قد حصل آل إلى مقتل بدر الدين. مقتله شكّل، من دون شك، ضربة معنوية للحزب ومقاتليه وجمهوره، لكنها ليست بالضربة القاتلة التي لا يستطيع امتصاصها. فسبق أن قُتل له «القائد الأسطورة» لديهم عماد مغنية. إنها منظومة قادرة على صنع كوادر وأجيال خدمة لمعركتها وأهدافها.
السؤال يكمن في ماهية الرسالة وتوقيتها في اللحظة السياسية التي تشهدها سوريا اليوم. إنها لحظة لا تشهد فقط صراعاً بين المحور الروسي ــ الإيراني الداعم للنظام وبين المحور الأمريكي ــ الإسلامي الداعم للمعارضة، بل تشهد «شدّ حبال» داخل كل محور أيضاً.
الأكيد أن اللاعبَين الروسي والأمريكي فرضا وقف الأعمال العدائية، ورسما السقوف المسموح اللعب تحتها. ولكن في مرحلة تقطيع الوقت الممتدة حتى الإتيان برئيس جديد إلى البيت الأبيض في نهاية السنة، فإن ثمّة محاولة واضحة من قبل إيران وأذرعتها العسكرية والنظام السوري في تحقيق اختراقات كبرى تُعيد معها خلط الأوراق. وعينهم في ذلك على حلب، حيث سيطرة النظام وحلفائه على حلب، وقطع الشريان الحيوي بينها وبين تركيا يُنهي، من وجهة نظرهم، المعركة في سوريا. لكن هذا القرار لا يقف عند حدود حسابات إيران وحزب الله والنظام، وإلا لبس لبوس محاربة التنظيمات المتطرفة الإرهابية غير المشمولة في الهدنة.
أحد المحللين اللصيقين بـ «حزب الله» أوضح أنه عقب معركة حلب، تلقى كل من إيران وحزب الله والأسد رسائل دموية. إيران من خلال الضربة التي تلقتها في خان طومان، في وقت كان الروس في قاعدة حميميم ينقلون إلى الإيرانيين تطمينات من الأمريكيين، من أن ما يحصل على الجبهة المقابلة هي تعــــزيزات عسكرية وليست تحضيرات «لهجوم ما» ، و «حزب الله» في «تل العيس»، والأسد في الهجوم على قرية الزارة العلوية في ريف حماة الجنوبي.
رسائل دامية وحرب صامتة لا يمكن فهمها سوى في إطار سياسة تقليم الأظافر للحلفاء وللخصوم من قبل اللاعبَين الكبار اللذين يريدان أن يُفهما من يعنيه الأمر أنهما وحدهما يقرران متى تُحرّك الحجارة على رقعة الشطرنج.
في معطيات طهران ودمشق وحارة حريك أن خطاً أحمر روسيا – أمريكياً رُسم في ما خص معركة حلب ومحاولات استعادتها من قبل النظام أقله في الوقت الراهن. فهل كان في وارد حلفاء روسيا أن يلتزموا؟
إستهداف بدر الدين رسالة إضافية، وإن كان إصطياد الرجل يشكل إنتصاراً استخبارياً وأمنياً وعسكرياً للجهة التي نفذته. ولا شك أن «حزب الله» سيعيد تقييم مجمل قراءته في ضوء رسم الصورة الكاملة للمرامي والأهداف والرسائل المشفرة والواضحة ومرسليها كافة.. إلا أن السؤال المكمل يكمن في كيف سيعامل «حزب الله» و»إيران» الحليف الروسي ومن بعده الحليف- الخصم الأمريكي، لاسيما أن ثمة استغراباً في أن يصدر موقف عن البيت الأبيض يعلن فيه أنه لم تتواجد أي طائرات للتحالف تحلق فوق المنطقة التي قتل فيها بدر الدين. توضيح لم تفهم أسبابه ومراميه!.
السيناريو الأسود ضدّ حلب: قطع طريق الكاستيلو واستنزاف الجيش الحر في اعزاز
منهل باريش
«القدس العربي»: أخفقت قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية العراقية وقوات الحرس الثوري الإيراني في استعادة بلدة خان طومان بعد أربع محاولات، عقب سيطرة جيش الفتح عليها يوم الجمعة في السادس من أيار/مايو الجاري.
وارتفعت أعداد قتلى الميليشيات لتصل إلى أكثر من مئة قتيل، بينهم 13 مستشاراً من ضباط الحرس الثوري الإيراني، وعشرات من المرتزقة الأفغان ومقاتلي حركة النجباء العراقية. وعلى وسائط التواصل الاجتماعي، بثت الحسابات الرسمية لفصائل جيش الفتح شرائط مصورة تظهر عددا من الأسرى الإيرانيين والأفغان، إضافة لأسيرين من مدينة حلب، ألحقهما النظام كمقاتلين احتياط في جيشه.
في السياق، امتلأت المواقع الإيرانية بصور القتلى «المستشارين» الذي سقطوا في خان طومان، وتحدثت أغلب وسائل الإعلام الإيرانية عن حجم الخسارة الكبيرة للحرس الثوري الإيراني في البلدة.
مصدر عسكري في المعارضة قال إن سبب الخسارة المباشرة في خان طومان هو ثبات مقاتلي «الحزب الإسلامي التركستاني» الذين يقاتلون في قطاع كبير من خان طومان. وأضاف المصدر لـ»القدس العربي» : «لاحظنا تخلف الطيران الروسي عن الإسناد في أول يومين من اقتحام جيش الفتح للبلدة».
ويتكرر سيناريو تأخر إسناد الطيران الروسي في عدة مناطق للميليشيات المرافقة لقوات النظام، ليوقع عدداً من مقاتلي الميليشيات قتلى على يد فصائل الثوار. ولعل روسيا تريد أن ترسل رسائل واضحة لجميع حلفائها بأنها اللاعب القوي، وأن القوات البرية للحلفاء لا تستطيع أن تحرز أي نصر بدون الطيران الروسي.
وتتعدى شكوك الإسناد لتصل إلى الاتهام بالقصف من الطيران الصديق، ويتردد أن طيران السوخوي الروسي قد قصف مواقع صديقة لحزب الله والحرس الثوري الإيراني في درعا وحلب، وقتل عدد كبيراً من ميليشيا صقور الصحراء في بدء العمليات لاستعادة مدينة تدمر الأثرية في آذار/مارس الماضي.
يومها سقط أكثر من 80 قتيلاً من قوات النخبة (مغاوير البحر) بصاروخ من طيران صديق، حسب ما ذكر الموقع الرسمي للمليشيا، فيما قال تنظيم «الدولة الإسلامية» إن مقاتلاً تابعاً له فجر نفسه بسيارة مفخخة في نقطة تجمع لمليشيا صقور الصحراء غربي مدينة تدمر، على الطريق الواصل إلى مدينة حمص.
ويستغل النظام انشغال قوات المعارضة في جبهتي القتال مع «تنظيم الدولة» في شمال حلب، وجبهة الرباط مع قوات سوريا الديمقراطية على كامل الخط بين اعزاز وتل رفعت، محاولاً التقدم لإحراز مزيد من السيطرة الاستراتيجية، والتي يريد من خلالها دفع المعارضة إلى تقديم تنازل سياسي.
ومن الملاحظ أن روسيا تركز في معركتها على الطرف الغربي لمدينة حلب من أجل خنق المعارضة في حلب الشرقية، فروسيا تدرك تماماً أن السيطرة على طريق الكاستيلو يعني أن حلب سقطت من يد المعارضة، وتحولت إلى ورقة كبيرة بيد النظام في المفاوضات السياسية. في المقابل لا يبدو «حلفاء» الشعب السوري قادرين على فعل شيء جدي للفصائل العسكرية المعارضة، بل تورط «أصدقاء» الشعب السوري (العرب والأتراك) في الانسياق خلف الرغبة الأمريكية في قتال داعش في ريف حلب الشمالي، وتحولت المواجهات شيئاً فشيئاً إلى معركة استنزاف طويلة المدى.
كذلك أصبحت نقطة تجميع لفصائل الجيش الحر التي طردتها جبهة النصرة وجند الأقصى من محافظات إدلب وحلب وحماة، حيث تخسر المعارضة «المعتدلة» أغلب مقاتليها في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» دون إسناد جوي حقيقي من طيران التحالف الدولي.
في سياق متصل، فشلت ميليشيا لواء القدس في محاولة التسلل إلى مخيم حندرات التي تسيطر عليه فصائل الجيش الحر، صباح يوم الخميس الفائت. وأوقعت فصائل المعارضة أكثر من 30 قتيلاً في صفوف اللواء، المشكل من غالبية فلسطينية.
ومن الثابت أن السيطرة على طريق الكاستيلو تعني تخفيف الضغط على حلب الغربية، حيث مناطق النظام، مما يخفف على مقاتليه، ويفتح أمامهم طريق الالتفاف حول حلب الشرقية بهدف الوصول إلى الريف الشمالي، وتشكيل قاعدة انطلاق للتمدد نحو الريف الغربي.
وتتعقد خريطة السيطرة العسكرية في حلب وريفها يوماً بعد يوم، وتخسر المعارضة المسلحة تدريجياً إمكانية السيطرة والتحكم على مناطق تمركزها. فسياسة «التجزير» المتبعة في حلب، والمتفاهم عليها بين روسيا والولايات المتحدة كما تشير بعض التقارير، ستحول أماكن سيطرة المعارضة إلى جزر صغيرة تجبرها على إيجاد صيغ التواصل والحل (الهدن الجزئية) لأسباب إنسانية هذه المرة،على طريقة هدنة الفوعة ـ مضايا. وهذه سيكون النظام هو المتحكم الوحيد فيها، مع فارق مهم هذه المرة، يتمثل في أن المقابل الإنساني هو مقابل سياسي، ستُجبر المعارضة المتفرقة على القبول به.
النظام السوري يشن 11 غارة على مدينة حلب
أنس الكردي
شنّ الطيران الحربي التابع للنظام السوري، منتصف ليل الأحد، إحدى عشرة غارة جوية استهدفت مناطق استراتيجية في مدينة حلب، بعد ساعات قليلة من استهداف فصائل المعارضة لمبنى الإذاعة والتلفزيون في المدينة.
وأفاد الناشط الإعلامي المكنى بأبي مجاهد حلبي بأن “القصف الجوي للنظام تركز على طريق الكاستيلو، الذي يعد طريق الإمداد الوحيد إلى حلب، بالإضافة إلى مخيم حندرات الاستراتيجي، والشقيف”، مشيراً إلى أن هذه الغارات تهدف إلى التضييق على شريان حلب الوحيد”.
وأوضح الحلبي، خلال تصريحات لـ”العربي الجديد”، أنه لم يسجل سقوط أي ضحايا، باستثناء خسائر مادية.
من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “طائرات حربية نفذت، بعد منتصف ليل الجمعة– السبت، ما لا يقل عن 11 غارة على مناطق في أحياء بني زيد وبعيدين وبستان الباشا والشقيف ودوار الجندول ومخيم حندرات، وطريق الكاستيلو شمال حلب، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية”.
اقــرأ أيضاً
لغز مقتل بدر الدين: معطيات تشكك برواية حزب الله
وجاء تصعيد القصف، على ما يبدو، بعد ساعات من إعلان وسائل تابعة للنظام السوري إصابة مراسل المركز الإخباري بمدينة حلب، شادي حلوة، مع ثلاثة من زملائه، باستهداف المعارضة مبنى الإذاعة والتلفزيون بمدينة حلب بقذيفة صاروخيّة.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مساء أمس، إن الطيران الحربي قصف بالصواريخ بلدة بابيص في محافظة حلب، ما إدى إلى سقوط ضحيتين.
ونشرت “حركة نور الدين الزنكي”، المنضوية تحت غرفة عمليات “فتح حلب”، تسجيلاً مصوّراً، أول أمس، ظهر فيه عشرات الجنود الهاربين تحت النيران، قالت “إنّهم من قوات النظام”، التي حاولت التقدم الخميس إلى مخيم حندرات.
خفض إنتاج الخبز 30% يرعب السوريين
مرشد النايف
أثار قرار تخفيض إنتاج مادة الخبز في سوريا بنسبة الثلث مخاوف السوريين، ودفعهم إلى الازدحام أمام الأفران، وهو مشهد ينبىء بأزمة “طاحنة” في الفترة المقبلة.
القرار الذي أصدره وزير التجارة الداخلية السوري جمال شاهين قبل أيام يقضي بتخفيض الطاقة الإنتاجية في المخابز الاحتياطية التابعة للحكومة بنسبة 30% ليتقلص إنتاج المخبز الواحد من 14 طناً يومياً إلى 10 أطنان و600 كيلوغرام يومياً.
وحذر خبراء في قطاع التغذية من تفاقم العجز في مادة الطحين لدى الحكومة، التي تعاني منذ خمس سنوات عجزاً في القمح يصل أحياناً إلى 75%، كما حدث العام الماضي حين انخفضت كميات القمح التي استلمتها الحكومة إلى 420 ألف طن فقط، من 525 ألف طن في 2014.
و”المخابز الاحتياطية” التي شملها القرار هي أفران تتبع لوزارة التجارة الداخلية، وتعمل على مدار 24 ساعة، وعددها في سوريا 62 مخبزاً موزعاً على المحافظات السورية، ويقع عددها الأكبر في دمشق وريفها (33 مخبزاً).
وتؤمن هذه المخابز 60% من الطلب اليومي الكلي على الخبز في سوريا، وفق رئيس لجنة المخابز الاحتياطية موسى السعدي.
ويؤكد الخبير في قطاع التغذية، علي العبيد أن أزمة النظام مع مادة الخبز تتجه نحو مزيد من الاختناق والتعقيد بسبب النقص المتراكم في مادة القمح، جراء خروج محافظات الإنتاج الأولى له عن سيطرة النظام، كالحسكة والرقة ودير الزور وريف حلب وبعض أرياف حمص وحماة.
ويقدر العبيد في حديث إلى “المدن” أن إنتاج النظام في المناطق الخاضعة له لا تتجاوز 300 ألف طن في أحسن الأحوال. يضيف العبيد أن متوسط الحاجة اليومية للفرد من القمح يبلغ 350 غراماً، أو ما يعادل 275 غراماً من الدقيق.
ويشير العبيد إلى أن عدد السكان الذين لا يزالون في مناطق سيطرة النظام قد يصل إلى 8 ملايين شخص. وبالتالي، فإن الحاجة اليومية من القمح تساوي 2800 طن بما يعادل 2240 طن من الدقيق. وتكون الحاجة السنوية نحو مليون طن من القمح سنوياً. وهو ما لا يمكن للنظام تأمينه عبر الإنتاج المحلي.
وبالمقارنة مع الإنتاج المتوقع في مناطق النظام والذي لا يغطي 30% من حاجة المستهلكين، يتبين أن النظام يصل إلى عجز بنسبة تتجاوز 70%.
وأمام هذا العجز المتواتر اضطرت الحكومة إلى شراء القمح من الأسواق الدولية. وبلغت كميات القمح التي استوردتها الحكومة في الربع الأول من العام الحالي 350 ألف طن من القمح الطري اللازم للخبز، وفق صحيفة “الثورة” الرسمية، نقلا عن وزير الزراعة أحمد القادري مطلع أيار/ مايو 2016.
ويتوقع العبيد أن يتضاعف رقم الواردات مرات عدة خلال العام الحالي بسبب شح امدادات القمح إلى مناطق النظام.
ورفعت الحكومة في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، سعر ربطة الخبز من 35 ليرة سورية إلى 50 ليرة، وقامت بتخفيض وزنها من 1550 غراماً إلى 1300 غرام. وكانت المخابز تنتج نحو 700 طن من مادة الخبز يومياً وفي ضوء تنفيذ قرار التخفيض الحالي سينخفض الإنتاج إلى نحو 465 طناً يومياً.
وينظر كثيرون من المواطنين إلى أزمة الخبز على أنها أزمة مصيرية تهدد حياتهم. وفي ظل غياب الإجراءات الحمائية من قبل النظام، يتخوف كثيرون من تفاقم أزمة الخبز إلى حدود تصعب السيطرة فيها على بعض الممارسات غير القانونية، أهمها رفع أسعار الخبز بصورة غير محتملة، أو تحكم الأفران بكمية الإنتاج غير التي حددتها الحكومة، وكذلك بنوعية التوزيع.
هجوم لتنظيم الدولة بدير الزور وغارات روسية بحمص
بث تنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا يظهر سيطرته على مدرسة السواقة جنوبي دير الزور بعد معارك قال إنه قتل خلالها عشرات من قوات النظام السوري، فيما استهدفت غارات للطيران الروسي مدينة الرستن بريف حمص الشمالي.
وأظهر التسجيل آليات تابعة للنظام السوري قال تنظيم الدولة إنه دمرها خلال المعارك، إضافة لأسلحة وذخائر استولى عليها.
وكان تنظيم الدولة سيطر أمس السبت على عدة مواقع مهمة جنوبي دير الزور بعد معارك مع قوات النظام السوري ليضيق بذلك الحصار على الأحياء والمواقع التي يسيطر عليها النظام السوري في دير الزور.
وأعلن تنظيم الدولة أنه قتل أمس السبت ما لا يقل عن ثمانين من قوات النظام وأسر ثلاثة آخرين، فيما اعتبر أوسع هجوم يشنه التنظيم منذ سنتين.
في المقابل، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية إن الجيش قضى على ما وصفها بمجموعة إرهابيين تسللوا لمستشفى بمدينة دير الزور، بينما قالت مصادر سورية إن قوات النظام قتلت قائدا ميدانيا من تنظيم الدولة.
غارات حمص
من جانب آخر، قال مراسل الجزيرة إن امرأة قتلت وأصيب العشرات بجروح جراء غارات للطيران الروسي على مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، مما أسفر عن دمار لحق بالمنازل والممتلكات.
وأشار المراسل إلى أن بلدات زميمر والغجر والحولة في الريف ذاته تعرضت لغارات من الطيران الروسي أيضا أسفرت عن أضرار مادية.
يشار إلى أن الطيران الروسي وطيران النظام كثفا قصفهما على مدن وبلدات ريف حمص الشمالي بعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة على بلدة الزارة الموالية للنظام قبل أيام.
وفي ريف دمشق، أفادت مصادر للجزيرة بأن قوات النظام سمحت لـ65 طالبا بالخروج من بلدة مضايا المحاصرة لإجراء امتحاناتهم النهائية للعام الدراسي الجاري.
وذكرت المصادر أن الطلاب تعرضوا لمضايقات من قبل حواجز النظام وحزب الله اللبناني، وتعرضوا لاتهامات مع ذويهم بـ”إيواء عناصر إرهابية في البلدة”.
يشار إلى أن بلدة مضايا في الريف الغربي لدمشق تخضع لحصار منذ أكثر من عشرة أشهر تفرضه قوات النظام السوري وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني، حيث تمنعان دخول المواد الغذائية والدوائية والمواد الأساسية.
هل يستطيع النظام تغيير ديمغرافية حمص؟
اتهم عضو تجمع ثوار سوريا عمر إدلبي الأمم المتحدة بدعم جهود النظام لإحداث تغيير ديمغرافي في حمص، أكبر المحافظات السورية في المساحة وعاصمة الثورة السورية.
وأضاف إدلبي خلال مشاركته في حلقة الخميس (12/5/2016) من “الواقع العربي” التي ناقشت قضية تدمير نظام بشار الأسد لمدينة حمص السورية ورهانات التغيير الديمغرافي لتركيبتها السكانية، أن مشروع إعادة إعمار حي بابا عمرو يتم برعاية برنامج الأمم المتحدة للتنمية ويقوم على فكرة تهجير سكان الحي وإحلالهم بسكان آخرين، بالإضافة إلى رعاية المنظمة الدولية لمشروع إنشاء جدار فصل عنصري بطول أربعة أمتار حول حي الوعر لمنع سكانه من العودة.
أما الكاتب الصحفي السوري مصطفى السيد فشدد على أن هناك محاولات كبيرة جدا من قبل النظام السوري وبعض القوى المتحالفة معه -خاصة إيران- لإحداث تغييرات ديمغرافية، خاصة حول ضفتي نهر العاصي في منطقة تشكل أكثر من 120 كلم2 بهدف خلق صراع طائفي دموي من أجل استمرار النظام في الحكم.
وأشار إلى أن حزب الله اللبناني هجّر سكان بلدة القصير في ريف حمص وسط صمت دولي، أما تهجير السكان من أحياء حمص القديمة فتم برعاية الأمم المتحدة.
يذكر أن محافظة حمص تعرضت لحملة تهجير طائفي وتغيير ديمغرافي للمدينة التي كانت تمثل حصنا للتنوع والوحدة الوطنية السورية، مما أدى إلى تدمير 13 من أحياء المدينة ومنها أحياء بابا عمرو والخالدية وبابا السباع والقصور وكرم الزيتون، ولم يتبق سوى بعض أحياء تقطنها غالبية من السنة مثل الغوطة والإنشاءات والوعر الذي تحاصره قوات النظام.
ولم يقتصر التهجير على حمص المدينة فقد شمل ريفها كمدن القصير وتل كلخ والقريتين، بينما يشهد ريفها الشمالي حملة قصف عنيفة وحصارا منذ سنوات. كما نفذ النظام عشرات المجازر التي حملت صبغة طائفية، مثل مجازر الحولة والصفصافة والرفاعي.
مخطط كبير
وحول مشروع حلم حمص الذي أعلنه النظام مؤخرا، أوضح مصطفى السيد أن النظام سبق أن طرحه كمشروع استثماري عام 2008، وأضاف “ما نشهده الآن من تدمير على الأرض يتوافق مع المخطط المساحي للمشروع”.
ودعا السيد المفاوض الحمصي -خصوصا في حي الوعر- للانتباه إلى أن هناك مجموعة من الأعمال تقوم على فكرة إخلاء المدينة من سكانها، وألا يستجيب لأي ضغوط خارجية أو دولية تطالبه باللجوء لهذا الخيار.
من جهته أكد عمر إدلبي أن أولى محاولات النظام للتغيير الديمغرافي في حمص بدأت عندما نجح في جعل طائفتين هما -العلوية والشيعية- تصطفان إلى جانبه، لكنه في الحقيقة يجعلها تدفع ثمن بقائه على رأس السلطة، ولا يهمه ما قد تعانيه تلك الطائفة بعد سقوطه.
وحول فرص نجاح مخططات التغيير الديمغرافي، رأى إدلبي أنها ضعيفة جدا لعدة أسباب، أولها وفرة في أعداد السكان من الطائفتين العلوية والشيعية، وثانيها عدم قدرة النظام على تأمين الحماية لهم في ظل وجود الثوار في كل المناطق المحيطة بهم، ناهيك عن أن التدخل العسكري الروسي أسقط هذا المخطط لأن النظام يحاول الآن -بمعونة روسيا- استعادة ما يسميها المناطق المفيدة وغير المفيدة.
غارات جديدة على ريفي حمص وحماة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شنت طائرات غارات الجوية، الأحد،استهدفت مناطق في ريفي حمص وحماة، وذلك بعد ساعات من استعادة الجيش السوري مستشفى “الأسد” من قبضة تنظيم داعش في دير الزور.
وأفادت مصادرنا بأن الغارات طالت مناطق في ريف حمص الشمالي، وكذلك ريف حماة الجنوبي.
وأوضح المرصد السوري، من جانبه، بأن الغارات الجوية زادت عن 8 وتركزت على قرية الزارة في أقصى ريف حماة الجنوبي، الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة مسلحة، دون أن ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
وفي ريف حمص الشمالي، تكثفت الغارات على أطراف بلدة، وشنت غارات مماثلة على قريتي زميمير والغجر في المنطقة نفسها، وفق ما أفاد المرصد السوري.
ولا يعرف إذا ما كانت هذه الطائرات سورية أم روسية.
مستشفى الأسد
وكانت القوات الحكومية تمكنت من استعادة السيطرة على مستشفى الأسد، السبت، بعد ساعات على سيطرة تنظيم داعش عليها واحتجازه كادرها الطبي.
وكان تنظيم داعش سيطر على المستشفى، بعد اشتباكات أسفرت عن “مقتل 35 عنصرا من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها و24 من تنظيم داعش”، بحسب المرصد.
ويسيطر تنظيم داعش منذ عام 2013 على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وحقول النفط الرئيسية فيها، والتي تعد الأكثر إنتاجا في سوريا.
الجيش “يستعيد” مستشفى “الأسد” في دير الزور من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية
يعتقد بأن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على معظم دير الزور التي تربط مدينة الرقة، معقل التنظيم في سوريا، والأراضي التي يسيطر عليها في العراق.
استعادت قوات الجيش السوري المجمع الطبي في دير الزور من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، حسبما قال نشطاء ووسائل الإعلام الرسمية في دمشق.
وكان التنظيم قد استولى على المجمع الذي يحمل اسم مستشفى “الأسد” لعدة ساعات السبت بعد هجوم قتل فيه عشرات من قوات الجيش السوري والمقاتلين الموالين للحكومة، كما اُحتجز عدد من العاملين في المستشفى رهائن، حسبما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وحسب المرصد، الذي يقول إنه يعتمد على شبكة متعاونين معه في أنحاء سوريا، فإن 35 من قوات الجيش والمسلحين الموالين له قتلوا في هجوم التنظيم على المستشفى، في حين قُتل 24 على الأقل من مقاتلي التنظيم.
وقالت وكالة “أعماق” للأخبار التابعة للتنظيم إن مقاتليه شنوا “هجوما كبيرا” على الطرف الجنوبي الغربي من دير الزور، واقتحموا مستشفى “الأسد” وقطعوا طريق الإمدادات بين قاعدة للجيش السوري والمطار.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن “مصدر ميداني” قوله إن “وحدات من الجيش اشتبكت مع إرهابيين من تنظيم “داعش” تسللوا إلى مشفى الأسد بديرالزور وأسفرت عن القضاء على الإرهابيين المتسللين.”
ولم ترد تقارير بشأن مصير الرهائن من العاملين في المستشفى.
ويُعتقد بأن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على أكثر من نصف دير الزور، ويسعى لأن يستولي عليها بالكامل.
ويحاصر مقاتلو التنظيم منذ عامين منطقتين تحت سيطرة القوات الحكومية بالمدينة، يعيش فيهما قرابة 200 ألف مدني.
وتربط محافظة دير الزور مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية الرئيسي، بالأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في العراق المجاور.
الغارديان: القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” أمر بالغ الصعوبة
أشار تقرير، صادر عن صحيفة الغارديان البريطانية، إلى أن القضاء على تنظيم “الدولة الاسلامية” وحل الفصائل الشيعية المسلحة بات أمرا بالغ الصعوبة. وأضاف التقرير ذاته أن تصاعد العنف الطائفي والتناحر السياسي كان لهما الأثر البالغ في إعاقة تحقيق استعادة الاستقرار.
ويرى التقرير أنه على الرغم من فقدان التنظيم نصف الأراضي التي سيطر عليها في العراق وعشرين في المائة في سوريا إلا أنه لايزال قادرا على ارتكاب الفظائع ولعل آخرها تفجيرات بغداد الاخيرة.
واعتبرت الغارديان أن التنظيم ليس المسؤول الوحيد عن تراجع الأمن في العراق، وأن الفصائل الشيعية المسلحة هي الأخرى تمثل تهديدا على الدولة لما تمتلك من قوة على الأرض.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن عملية إعادة تأهيل العراقيين ومدنهم ستكون أكثر كلفة من هزيمة التنظيم.