أحداث الأحد 20 نيسان 2014
الظواهري: النظام اخترق «داعش» والقتال نذير «شؤم على الجهاد في الشام»
لندن – «الحياة»
تواصل الجدل أمس بين تنظيم «القاعدة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). فبعد يوم من اتهام الناطق باسم «الدولة الإسلامية» أبو محمد العدناني قيادة «القاعدة» بأنها لم تعد «قاعدة الجهاد»، وبأنها تشق صفوف الجهاديين بسبب انحيازها لمصلحة «جبهة النصرة» في سورية، خرج زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري بتصريحات انتقد فيها المنهج الذي تسير عليه «الدولة الإسلامية»، ولم يستبعد أن تكون «مخترقة» من النظام السوري، وحذّر من أن القتال الدائر بين الجهاديين في سورية «نذير شؤم على الجهاد في الشام».
وجاء هذا الجدل في وقت حققت كتائب المعارضة السورية مزيداً من التقدم على الأرض في مدينة حلب، كبرى مدن شمال سورية، فيما واصل النظام ضغطه على الثوار المحاصرين في مدينة حمص بوسط البلاد وصعّد قصفه الجوي على المقاتلين المتحصنين في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، والتي يحاول اقتحامها منذ أسابيع.
وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس ما وصفه بأنه «معلومات مؤكدة عن استقدام تعزيزات من القوات النظامية وعناصر «حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني إلى محيط الاستخبارات الجوية والليرمون» في مدينة حلب حيث يحقق مقاتلو المعارضة تقدماً ميدانياً. وأكدت هذه المعلومات صفحات مؤيدة للنظام السوري أشارت إلى أن الجيش النظامي يدفع «بأرتال» ضخمة من جنوده إلى حلب، في إشارة إلى مدى الأهمية التي يلقيها النظام على مجريات المعارك في كبرى مدن شمال سورية.
وجاءت تعزيزات النظام بعدما تمكنت «جبهة النصرة وحركة فجر الإسلام وكتائب أبو عمارة من السيطرة ليلة (أول من) أمس على حاجزي الدشم وبرج الحمام على أطراف قرية عزيزة، عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية والمسلحين الموالين لها»، وفق ما ذكر «المرصد» الذي أضاف أن «الكتائب الإسلامية المقاتلة سيطرت فجر اليوم (أمس) على قرية فجدان بريف حلب الجنوبي عقب اشتباكات مع القوات النظامية». وتابع أن اشتباكات عنيفة وقعت أمس «بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة من جهة أخرى في منطقة الشيخ نجار، بينما وردت معلومات عن استشهاد وجرح عدد من مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة إثر مكمن للقوات النظامية في منطقة الليرمون».
وفي محافظة ريف دمشق، أشار «المرصد» و «تنسيقيات الثورة» إلى غارات عنيفة تعرضت لها بلدة المليحة في الغوطة الشرقية حيث يتصدى مقاتلو المعارضة لهجمات شبه يومية تشنها قوات النظام بمساندة من مقاتلين شيعة من لبنان والعراق.
كما أفاد ناشطون بأن النظام شن غارات جوية على أحياء حمص القديمة أمس في ظل اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية. ولم ترد معلومات عن تمكن النظام من تحقيق تقدم ميداني جديد في هذه الأحياء المحاصرة.
في غضون ذلك، أعلنت السلطات الفرنسية أمس الإفراج عن أربعة صحافيين فرنسيين خُطفوا في سورية في حزيران (يونيو) 2013. ونقلت «فرانس برس» عن وكالة دوغان التركية أن جنوداً أتراكاً عثروا على الصحافيين الأربعة مكبلي الأيدي ومعصوبي العيون بعدما تركهم مجهولون ليلة الجمعة – السبت في الشريط العازل على الحدود بين تركيا وسورية قرب مدينة أكجاكالي الصغيرة جنوب شرقي تركيا. والأربعة هم: ديدييه فرنسوا وإدوار إلياس ونيكولا إينان وبيار توريس. وقال ديدييه فرنسوا أحد الأربعة المحررين لوكالة دوغان التركية: «أن يتمكن المرء مجدداً من مشاهدة السماء والسير والتحدث بحرية هو سعادة كبيرة». وأضاف مبتسماً: «وصلنا للتو من سورية».
الأسد يتفقد معلولا بعد استعادة الجيش السوري لها
بيروت ـ “الحياة”
تفقد الرئيس السوري بشار الأسد بلدة معلولا في ريف دمشق بعد أيام من استعادة الجيش النظامي السيطرة عليها.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن الأسد زار معلولا بمناسبة عيد الفصح، وتفقّد دير مار سركيس وباخوس وآثار التدمير الذي لحق به جرّاء المعارك.
ونفلت عن الأسد تمنّياته “فصحاً مباركاً لجميع السوريين وعودة السلام والأمن والمحبة إلى ربوع سورية كافة”.
والإثنين الماضي، استعاد الجيش السوري مدعوماً من حزب الله السيطرة على بلدة معلولا في ريف دمشق.
وتقع بلدة معلولا على بعد 55 كلم شمال دمشق وغالبية سكانها من المسيحيين الذين يتكلمون الارامية لغة المسيح.
وشهدت البلدة المسيحية معارك بين القوات النظامية ومجموعات من المعارضة المسلحة في ايلول/سبتمبر انتهت بسيطرة المقاتلين المعارضين، قبل ان تستعيد قوات النظام السيطرة عليها.
ثم انسحبت هذه القوات مجددا في كانون الاول (ديسمبر) ودخلها مقاتلون غالبيتهم اسلاميون احكموا السيطرة عليها.
الجرحى السوريّون في الأردن: العلاج للجميع
عمان ـ محمد الفضيلات
يتضرّع الجريح السوري أحمد الشتيوي إلى الله ليمنّ عليه بشفاء عاجل، فقد اشتاق إلى ساحة المعركة، على الرغم من أنه لم يمضِ على غيابه عنها سوى أيام قليلة. أصيب الشاب، البالغ من العمر 18 عاماً، أثناء “تأدية الواجب”، كما يقول، في صيانة عربة مدرعة، فهو اختصاصي صيانة آليات ضمن لواء مقاتل تابع لـ”الجيش السوري الحر”، في منطقة القنيطرة، جنوب سوريا.
يقول الشتيوي، الذي يرقد على سرير في مستشفى خاص في العاصمة الأردنية عمّان: “كنتُ أعمل، يوم الجمعة 11 ابريل/ نيسان، مع أحد المجاهدين على صيانة عربة في منطقة بئر عجم، عندما قصَفَنا النظام، من مقر قيادة الكوم، وسقطت علينا قذيفة هاون عيار 24″.
هذا آخر ما يذكره أحمد، إذ استفاق بعد ذلك من غيبوبة، ليجد نفسه يتلقى العلاج في عمّان، وأخبروه أنه نقل من القنيطرة إلى الأردن عبر معبر الرمثا الحدودي، بعدما عجز الاطباء عن علاجه في مستشفى القنيطرة الميداني.
ويشخّص الاطباء في عمّان حالته بـ”جرح في صلبة العين اليسرى ناتج عن شظية، أدى الى خروج السائل الزجاجي”.
التقى “العربي الجديد” المقاتل الجريح، الذي كشف عن التحاقه بالقتال وهو في سن الـ 15، بما أنه “لا يُسمح لمَن هم دون الخامسة عشرة من العمر، الالتحاق بساحة المعركة”.
وعن بداية الثورة في القنيطرة، يقول: “نحن النازحين من الجولان المحتل كنا منسيين، وخصّصت لنا الدولة، بعد حرب تشرين، مخيماً في دمشق. عاش أهلي من دون حقوق ومن دون احترام”. ويرى أنه “قبل الثورة بعام، أخرجتنا الدولة من المخيم بالقوة، وقالت لنا إن كل واحد يدبّر رأسه، فاستأجرنا منازل، لكننا عجزنا عن دفع الإيجار، فقرر أهلي العودة إلى القنيطرة”.
يشير الشتيوي إلى أنه، مع بداية الثورة، خرجت القنيطرة في احتجاجات سلمية للمطالبة بالعدالة، لكن “جاء الرد من النظام بالرصاص والقصف والاعتقالات والاعتداء على المحارم، فكان لا بد من القتال”.
واليوم، وبعدما اقترب شفاؤه، يؤكد أحمد أنه سيعود إلى سوريا لمواصلة القتال.
العلاج للجميع
الشتيوي واحد من 914 جريحاً سوريّاً تلقوا العلاج ضمن مشروع بدأه الهلال الأحمر القطري منتصف العام 2012، وتطور إلى صندوق يتشكل من ثلاث جمعيات خيرية، هي جمعية قطر الخيرية، ومنظمة الدعوة الإسلامية ـ مكتب قطر، ومؤسسة ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية.
ويوضح رئيس بعثة الهلال الأحمر القطري في الأردن، عاطف دلقموني، لـ”العربي الجديد”، أن الهلال الأحمر بدأ منتصف 2012، حملة منفردة أسفرت عن علاج 154 جريحاً، ولاحقاً انضمّت إلية جمعية قطر الخيرية، وتمت معالجة 496 جريحاً بجهد ثنائي. واعتباراً من 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، تأسس الصندوق الذي عالج حتى نهاية مارس/ آذار الماضي، 264 جريحاً.
بالإضافة إلى علاج الجرحى، يتحمل الصندوق تكاليف غسل الكلى لـ19 لاجئاً سورياً ثلاث مرات أسبوعياً. وعن هذا الموضوع، يقول دلقموني: “ينحصر عمل الصندوق في علاج الجرحى وليس المرضى، وخصوصاً الحالات التي لا تقدم الجمعيات والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين العلاج لهم، ولا سيما الذين يحتاجون لعمليات تجميلية”. ويشدد على أن “الصندوق” ليس “متخصصاً في علاج المقاتلين ضد النظام، ولا نسأل الجريح عن انتمائه السياسي”، بدليل أنهم عالجوا، العام الماضي، مقاتلاً في “اللجان الشعبية”، وهو ما يرى فيه دلقموني “عملاً إيجابياً قد يدفع بالجريح لمراجعة خياراته”.
جميع حقوق النشر محفوظة 2014
عشائر دير الزور تهدر دم من يتعامل مع داعش
بهية مارديني
اعتبر جمال معروف، قائد جبهة ثوار سوريا، في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن الاغتيالات الاخيرة لقادة في الجيش الحر مردها الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش”.
وكان قد أعلن أول أمس عن اغتيال جمال القسوم، قائد لواء رجال الشام التابع لجبهة ثوار سوريا في الجيش الحر، بعبوة ناسفة زرعت في سيارته على طريق خان السبل معردبسا الاتستراد الدولي دمشق حلب .
ويرتبط القسوم بصلة قرابة لجمال معروف وتربطه به علاقة قوية ما قبل الثورة السورية .
كما اغتيل أمير جبهة النصرة في محافظة أدلب، أبو محمد فاتح رحمون، في منطقة رأس الحصن قرب حارم في ريف أدلب الشمالي، وزوجته وابنتاه.
ورحمون من مواليد 1974 وخريج كلية الاداب جامعة حلب وسجين سابق في سجون النظام لمدة أربع سنوات .
في ريف حلب:
في ريف حلب، أكدت مصادر متطابقة نبأ اغتيال القياديّ في تنظيم دولة العراق والشام، أبي هريرة العراقيّ، في مدينة الباب، بريف حلب الشمالي من قبل مُقاتِلي سرايا أبي خالد السوري.
وذكرت الصفحة الرسميّة للسرايا، أن المقاتلين تمكنوا، بعد مراقبة طويلة، من تفجير سيّارة أبي هريرة، ما أسفر عن مقتله، إضافة إلى مقاتِلين آخرين كانوا برفقته .
كما قتل العميد حسن عثمان، رئيس فرع التحقيق في فرع المخابرات الجوية بحلب، في اشتباكات مع الجيش الحر الجارية حول المبنى منذ أيام في محاولة لتحرير المبنى، وهو اهم مركز واكبر مركز للنظام في حلب.
في حمص:
وفي حمص المحاصرة: نفذ مؤخرًا الثوار هجومًا معاكسًا على قوات الأسد المتمثلة بـ”جيش الدفاع الوطني” في منطقة وادي السايح، إحدى أسخن الجبهات خلال الأيام الخمسة الماضية، وأكد ناشطون في المناطق المحاصرة أن الثوار تمكنوا من استعادة أبنية كان احتلها النظام خلال الحملة الأخيرة، “لا يتجاوز عددها الخمسة”، كانت حصيلة خمسة أيام من الهجوم على أحياء حمص المحاصرة.
في ريف الرقة:
كما اكد قائد لواء ثوار الرقة (أبو عيسى) أنه تم أسر العشرات من جنود تنظيم داعش قرب جسر (قرقوزات)، وأن لواء ثوار الرقة في تقدم نحو تل ابيض، وتمت السيطرة من قبل اللواء على عدة بلدات وقرى وطرد داعش.
وقال ابوعيسى إن اللواء عقد تحالفاً مع القوات الكردية المتواجدة في(كوباني) لصد وتحرير كل المناطق وريف الرقة بالكامل من تنظيم دولة العراق والشام وأنه سيتوجه نحو الرقة فور الانتهاء من تحرير تل ابيض.
دير الزور:
بعد المعارك الأخيرة في مدينة البوكمال السورية والمجازر التي ارتكبها تنظيم دولة العراق والشام “داعش” بحق مدنيين في القرى والبلدات الحدودية، اجتمعت مجموعة العشائر المقيمة في المنطقة في خطوة غير مسبوقة في تحالف ضد داعش، والقبيلة اصدرت بيان اهدار دم أي من ابناء القبائل يتعامل أو ينتمي لداعش، وهو عرف شائع بين القبائل العربية، حيث يعتبر المهدور دمه أن قتله أحد من أي قبيلة فليس لأهله حق المطالبة بدمه أو أي من أبناء عمومته أو اخواله.
وقال البيان “إن تنظيم دولة الشام والعراق طعن ظهر الثوار في مناطق دير الزور المحررة وخاصة مركدة، بإيعاز من النظام لتخفيف الضغط عنه في جبهات دير الزور”.
واستنكر البيان شروط التنظيم التي يفرضها على من يريد “التوبة” عن قتالهم، ومنها تسليم السلاح الخفيف والثقيل للتنظيم وعدم مقاتلة النظام في أي جبهة من الجبهات إلا بإذن ما يسمى دولة العراق والشام.
وأكد البيان على بيعة قبيلة العقيدات وأهالي المنطقة على الدم لدفع “العدو الصائل وأتباعهم من الدواعش وغيرهم من الروافض وهم مع القرار الذي اتخذ في القبيلة في هدر دم كل من يثبت تعامله أو تفاوضه معهم”.
وقتل التنظيم خلال المعارك مع الثوار أضعاف العدد الذي قتله النظام، وارتكب مجازر بحق أسرى الثوار الذين وقعوا في يد عناصره، بحسب ما يقول ناشطون في منطقة الرقة.
مما دفع العشائر لاتخاذ قرارات مصيرية منها هدر دم المتعاملين مع التنظيم وحشد القوى لمواجهة هجماته المتوقعة على قرى ومدن دير الزور انطلاقًا من المناطق التي سيطر عليها قرب ناحية الصور وبلدة مركدة في ريف دير الزور الشمالي ومحاولته السيطرة على الحدود العراقية السورية في البوكمال.
تحسست الخطر
كما أن عشائر دير الزور تحسست الخطر وبدأت تحشد قواتها للدفاع عن المحافظة، وتقول بعض التقديرات إنهم حشدوا 10 آلاف مقاتل لرد هجمة داعش عن دير الزور.
وقال ناشطون لـ”ايلاف” إنه في اليومين الماضيين “حاولت عصابات الاسد التقدم باتجاه القطاع الجنوبي في دير الزور، ودارت اشتباكات عنيفة جدًا، حيث استطاع مجاهدونا صد محاولة الاقتحام هذه، وتمكنوا من تحقيق العديد من الاصابات في صفوف الطاغية، بعد ذلك تم استهداف مواقع عصابات الطاغية بقذائف الهاون وخاصة على بناء المسمكة ومدرسة حويجة المريعية، وما يعرف بمنازل الدغيم”.
وفي معلومات متفرقة أكدوا أنه ” بتاريخ 17- ابريل الجاري- شنت عصابات الأسد هجومًا عنيفًا جدًا على كل جبهات القتال من كتيبة الصواريخ حتى حويجة المريعية مروراً بالمطار العسكري، وقامت بتغطية نارية بكل انواع الاسلحة الثقيلة، طيران، راجمات، مدفعية ثقيلة، ولمدة خمس ساعات متواصلة، حيث جرت محاولات التسلل على القطاع الدولي الذي تقدمت به آليات ثقيلة من عصابات الطاغية وتمركزت على هذا القطاع، ومن ثم حاولت التقدم على قطاع مدرسة حويجة المريعية، وهنا حصل التحام مباشر بين مجاهدينا وعناصر الاسد والشبيحة”.
وتمكن الجيش الحر، بحسب الناشطين أيضًا، من قتل ما لا يقل عن 25 عنصراً، وفرار من تبقى، في حين تم تدمير مدفع هاون على سطح البناء الابيض بواسطة قذيفة دبابة الجيش الحر، وقبل بدء الغروب شنّ أبطال الجيش الحر هجوماً عنيفاً على القطاع الدولي، وتمكنوا من دحر عصابات الأسد وقتل وجرح العديد، وتم تدمير عربة شيلكا واغتنام بلدوزر مع عدد من الاسلحة المتوسطة والخفيفة، ومن ثم أسر اثنين من عناصر الاسد وسحب أربع جثث”.
وتكبد الجيش الحر خلال اليومين الماضيين على أسوار المطار العسكري قرابة خمسين شخصاً ما بين قتيل وجريح، من بينهم الملازم أول هاني الحميدي، والذي كان أحد قادة القطاعات، وهو من قاد الهجوم المباشر والالتحام مع عناصر الاسد، ويقول خبراء في الجيش الحر إنه نتيجة لما فعله هؤلاء الابطال قام النظام بحرق المنطقة بمن فيها بالقذائف والصواريخ، وبالرغم من ذلك تم اسر عناصر النظام وسحب جثثهم.
الجربا يبحث أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن ويزور واشنطن مطلع مايو
الائتلاف دعا وفدا من الكونغرس إلى ممارسة ضغط سياسي وعسكري على النظام
أحمد الجربا
لندن: «الشرق الأوسط»
أكدت بهية مارديني، المستشارة الإعلامية في الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية، أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا سيزور الولايات المتحدة مطلع مايو (أيار) المقبل. وجاء ذلك بينما أكدت مصادر أردنية وأخرى في المعارضة السورية وصول الجربا إلى العاصمة عمان، في زيارة يعتقد أنها لبحث أوضاع اللاجئين ومستجدات الأزمة السورية مع المسؤولين الأردنيين.
وقالت مارديني إن الجربا سيزور الولايات المتحدة للقاء مسؤولين في الإدارة الأميركية وأعضاء في الكونغرس. وجاء الإعلان عن الزيارة غداة لقاء عقده وفد من كبار موظفي لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي في إسطنبول، أول من أمس، مع فاروق طيفور ونورا الأمير، نائبي رئيس الائتلاف، والدكتور بدر جاموس الأمين العام للائتلاف، وهادي البحرة أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف، وعدد من أعضاء الهيئة وأعضاء الائتلاف في مبنى الأمانة العامة. وأوضحت مارديني أن اللقاء «تناول الأوضاع في سوريا ووجوب دعم الشعب السوري، الذي يعاني القتل والتدمير والتجويع والحصار، وأن أعضاء الائتلاف طالبوا بدعم حقيقي ووضع الملف السوري كأولوية على الطاولة الدولية».
وحسب بيان أصدره الائتلاف، فإن المباحثات تناولت «الوضع الداخلي في سوريا لا سيما في حمص وحلب والخدمات التي تقدمها المجالس المحلية في الداخل ومنظمات الإغاثة الدولية وخروقات النظام لقرار مجلس الأمن رقم 2139، واتباعه سياسة الحصار والتجويع أو الاستسلام عبر محاولات فرض اتفاقيات ما يسميها بالهدن والمصالحات».
ونقل البيان عن جاموس «دعوته الكونغرس الأميركي لدعم الثوار والضغط على النظام سياسيا وعسكريا». وأضاف جاموس أن «السوريين في الداخل فقدوا الأمل في المجتمع الدولي، ويعتبرونه يمارس سياسة بالغة السلبية في سوريا، وأنهم لا يريدون فعل شيء لإيقاف جرائم النظام». ولفت إلى «ملف اللاجئين وأزمتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم، وأنها لن تحلّ في ظل عدم التدخل المباشر وفقدان الاهتمام بمعاناتهم».
وكان الجربا عاد من زيارة رسمية إلى الصين الخميس في إطار «دعم بكين لفكرة التعاطي والحوار مع الشعب السوري عبر قوى المعارضة وتوسيع هامش التواصل بغية إقناع بكين بضرورة تغيير موقفها الحالي جذريا من نظام بشار الأسد وتشبيك مصالحها مع الشعب وليس مع النظام الآيل إلى الزوال».
وفي غضون ذلك، كشفت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط» وأخرى سياسية سورية معارضة عن وصول الجربا، أمس، إلى العاصمة الأردنية عمان لبحث أوضاع اللاجئين ومستجدات الأزمة السورية مع المسؤولين الأردنيين. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر مطلع أن «الجربا سيلتقي أيضا بعض المعارضين السوريين، فضلا عن دبلوماسيين غربيين وعرب».
والد شاب بريطاني قتل في سوريا: حاولت إقناعه بالعمل في الإغاثة
الدغيس قال لـ «الشرق الأوسط» إنه اختفى دون أن يودع والدته
عبد الله الدغيس أصغر البريطانيين الذين قتلوا في سوريا – صورتان وزعتهما الشرطة الدولية (الإنتربول)، أمس، للمراهقتين النمساويتين سامرا كيزونوفيتش (16 سنة)، وسابينا سيلموفيتش (15 سنة)، بعد مغادرتهما فيينا إلى تركيا ويعتقد أنهما توجهتا للقتال في سوريا (إ.ب.أ)
لندن: محمد الشافعي
قال والد البريطاني عبد الله أبو بكر عامر الدغيس، من مدينة برايتون الساحلية، إن نجله عبد الله البالغ من العمر 18 سنة لقي حتفه في معركة بسوريا. وقال الدغيس في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن عبد الله ذهب إلى سوريا من دون علمه أو علم والدته، مشيرا إلى أنه عندما علم بسفر ابنه إلى تركيا، سافر إلى مدينة هاتاي التركية لإقناع نجله عبد الله الطالب الجامعي في برايتون بعدم الدخول إلى سوريا للانضمام إلى المسلحين، والعمل في المجال الإغاثي أو رعاية وإمداد العون للاجئين.
وقال إن نجله اختفى من منزلهم في برايتون نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، من دون أن يودع والدته التي أبلغها عبر «فيس بوك» لاحقا بقوله: «إن الله يحب الصابرين»، و«إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب»، مستشهدا بعدد من الآيات القرآنية، ويطلب منها العفو والمغفرة والدعاء له ولأخويه. وقال لأمه أيضا: «الصبر من أعظم خصال الخير التي حثّ الله عليها في كتابه العظيم، وأمر بها رسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم – في سنته المطهرة». وأوضح أنه «لم يكن عبد الله يتحدث كثيرا، فعندما يكبر الأبناء فإنهم لا يتحدثون كثيرا مع الآباء عن حياتهم الخاصة، لقد علمت فجأة أنه أخذ جواز سفره وسافر إلى تركيا في يناير الماضي، وحاولت أن أقنعه بعدم اللحاق بالكتائب العاملة هناك ضد النظام، والعمل في المجال الإغاثي، ولكنه القدر».
وقال أبو بكر: «على حد علمي، ذهب عبد الله إلى سوريا من دون موافقتي أو موافقة والدته للقتال في سوريا ضد نظام الأسد. وقتل في معركة، على حد علمي»، وأضاف أن أحد أشقاء عبد الله (عامر) أصيب أيضا، في حين لم يصب شقيق ثان.
وكشف الدغيس لـ«الشرق الأوسط» أن نجليه الآخرين عامر، 20 سنة، وجعفر، 16 سنة، ما زالا يعملان داخل سوريا، من دون أن يكشف عن أي الكتائب أو القوات التي انضما إليها، أو إن كانا يعملان في المجال الإغاثي. وأكد الدغيس أن نجله ليس إرهابيا، وهناك العشرات من الأبرياء يموتون في النزاع المسلح في سوريا من دون ذنب، وأوضح أبو بكر أن نجله هو الحفيد الأول الذي يلحق بجده عمر الدغيس المحامي الشهير، والناشط الحقوقي مؤسس النقابات العمالية في عهد الملك السنوسي الراحل في ليبيا، الذي قتله العقيد الليبي الراحل القذافي عام 1980. وأضاف: «تغمد الله الحفيد والجد برحمته الواسعة». وعمر الدغيس بحسب نجله أبو بكر هو مؤسس الاتحاد المهني للنقابات العمالية والحرفية، والذي ضم 25 نقابة، انتسب إليها في ذلك الوقت أكثر من 54 ألف عضو عامل. كما كان له دور رئيس في توحيد «الحركة العمالية الليبية» عام 1960، تحت مظلة «اتحاد عمال ليبيا».
من جهتها، قالت شرطة مقاطعة سسكس البريطانية إنها تلقت يوم الاثنين الماضي معلومات تفيد بأن عبد الله الدغيس، من مدينة برايتون، قتل خلال الأسابيع الأخيرة، بينما قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن الوزارة كانت على علم بالتقارير التي تشير إلى مقتل مواطن بريطاني في سوريا وأنها كانت تفحص تلك التقارير.
وأردف أبو بكر: «لم أحثه على الذهاب مطلقا، وذهب إلى هناك بمحض إرادته. أنا حزين لفراق عبد الله، ولكن في الوقت نفسه أشعر ببعض الراحة لأنه ضحى بنفسه من أجل قضية عادلة، هناك أيضا عشرات الآلاف من إخواننا السوريين الذين قتلوا من دون ذنب، آمل أن يرقد في سلام، فعبد الله وأخواه ليسوا إرهابيين».
وعبد الله هو نجل شقيق عمر الدغيس، الذي احتجزته الولايات المتحدة في معتقل غوانتانامو بين عامي 2002 و2007 بعد القبض عليه في باكستان.
وتحدث عمر من مدينة طرابلس الليبية قائلا إنه لا يعرف كثيرا عن ملابسات وفاة ابن أخيه، وأضاف: «لقد فر من منزله، ولم نكن نعرف في البداية».
وكانت «الشرق الأوسط» التقت عمر الدغيس البريطاني العائد من غوانتانامو عم عبد الله الذي قتل في سوريا، حيث تحدث عن أن سنوات سجنه الست في معسكري «أوسكار» و«الخامس» بغوانتانامو كانت في سبيل الله، ولا يضمر اليوم في نفسه أي شيء ضد سجانيه، ويعد تلك الأيام نوعا من الابتلاء. وروى في لقاء أجرته معه «الشرق الأوسط» في لندن ظروف فقده البصر من عينه اليمنى في المعتقل، وقال إن ثلاثة من حراسه الأميركيين جاءوا إلى لندن للاعتذار إليه، بعد أن خرجوا من الخدمة، عن ممارساتهم بحق المساجين، حسب قوله، وأوضح أن اثنين منهم دخلا الإسلام، وأضاف: «أعلنا توبة صادقة نصوحا لا رجعة فيها». ويعتقد أن نحو 400 بريطاني ذهبوا إلى سوريا خلال العامين الماضيين، وقتل منهم نحو 20 شخصا. وفي الأشهر القليلة الماضية، أعرب المحققون في جرائم مكافحة الإرهاب عن مخاوفهم من سفر جهاديين بريطانيين إلى سوريا لتعلم كيفية صنع القنابل والتعامل مع البنادق.
وفي فبراير (شباط) الماضي، لقي عبد الواحد مجيد، من مدينة كرولي، حتفه عندما اقتحم سجن حلب المركزي بشاحنة محملة بالمتفجرات. وسافر مجيد، وهو أب لثلاثة أطفال، إلى سوريا في يوليو (تموز) الماضي كسائق لقافلة مساعدات تحمل الإمدادات إلى مخيمات اللاجئين على طول الحدود مع تركيا. وأمضى مجيد ستة أشهر في المنطقة، وكان يرسل لأسرته رسائل تظهر كيف كان يزاول عمله في بناء المخيمات وتحسين الظروف الصحية في تلك الخيام.
وجرى اعتقال أكثر من 30 شخصا خلال العام الجاري، حيث تصعّد الشرطة من حملتها الرامية إلى منع سفر مواطنين بريطانيين للقتال في سوريا.
وفي سياق متصل، وزعت الشرطة الدولية (الإنتربول) صور مراهقتين نمساويتين؛ سامرا كيزونوفيتش (16 عاما)، وسابينا سيلموفيتش (15 عاما)، على بعد من منزلهما في العاصمة النمساوية فيينا في العاشر من الشهر الحالي. وتبحث الشرطة الدولية عن المراهقتين اللتين يُعتقد أنهما وقعتا ضحية لعملية تجنيد من أجل الذهاب إلى القتال في سوريا بجانب مسلحين إسلاميين. وحسب صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية فإنّ سامرا وسابينا هما من عائلات اللاجئين القادمين من البوسنة، والذين استقرّوا في النمسا عقب الحرب الإثنية التي نشبت في البوسنة في التسعينات، وولدتا على أرض النمسا. وظهرت صور الفتاتين على المواقع الإلكترونية وهما ترتديان زيا إسلاميا عبارة عن نقاب يغطي وجهيهما.
قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة بالسلمية وحالات اختناق بغاز الكلور في إدلب وحماه
الإفراج عن أربعة صحافيين فرنسيين مختطفين
بيروت: «الشرق الأوسط»
اتهم ناشطون معارضون أمس القوات النظامية بقصف منطقتي كفرزيتا بريف حماه والتمانعة بريف إدلب بالغازات السامة، ما أسفر عن مائة حالة اختناق، تزامنا مع مقتل أربعة أشخاص، على الأقل، في تفجير سيارة مفخخة في مدينة السلمية ذات الغالبية الإسماعيلية قرب حماه، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأوضحت «سانا» أن «السيارة الملغومة انفجرت بالقرب من المخبز الآلي والمطحنة بالمدينة على طريق حماه السلمية»، مشيرة إلى «إصابة تسعة أشخاص»، في حين أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الانفجار وقع قرب حاجز (للدفاع الوطني) على المدخل الغربي لمدينة السلمية، ما أدى لمقتل ستة من العناصر التي كانت توجد هناك»، بحسب المرصد.
في موازاة ذلك، أفاد ناشطون سوريون بأن «الطيران المروحي النظامي ألقى براميل تحوي غاز الكلور السام على بلدة كفرزيتا في ريف حماه الشمالي، ما تسبب بنحو مائة حالة اختناق بصفوف المدنيين في البلدة». ونقلت وسائل الإعلام عن مدير صحة محافظة حماه من مستشفى كفرزيتا قوله إن «هناك عشر حالات بين المسعفين بالعناية المشددة»، مشيرا إلى أن «كفرزيتا تعرضت خلال أسبوع لست عمليات قصف بغاز الكلور».
وذكر ناشطون أن «حالات اختناق أخرى سجلت بقرية التمانعة في ريف إدلب بعد إلقاء المروحيات برميلا يحوي غازات سامة على القرية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة. وسبق أن استهدفت المنطقتان بغاز الكلور خلال الأسبوع الماضي، وتبادلت كل من القوات النظامية والمعارضة الاتهامات بشأن المسؤولية عن استهدافهما».
وفي حلب، سيطر مقاتلو «الجبهة الإسلامية» المعارضة على قرية «فجدان» على الطريق الواصلة بين بلدتي السفيرة وخناصر في ريف حلب الجنوبي بعد اشتباكات عنيفة ضد القوات النظامية. وأعلنت الجبهة «مقتل 20 عنصرا من القوات النظامية في المعارك وتمكنها من الاستيلاء على عدد من الآليات والذخائر». كما أفادت شبكة «سوريا مباشر» بسيطرة «الجيش الحر على حاجز قرية فجدان في ريف حلب الجنوبي، وعلى طريق الإمداد السفيرة – معامل الدفاع».
وفي حلب أيضا، قصفت القوات النظامية بالبراميل المتفجرة حي قاضي عسكر بحلب، وقرية بيانون بريف حلب. وبث ناشطون صورا تظهر آثار الدمار في قاضي عسكر.
وفي حمص، قال ناشطون سوريون إن اشتباكات عنيفة جرت على جبهة حاجز ملوك، بين مقاتلي المعارضة السورية والقوات النظامية في تلبيسة بريف المدينة، تزامنا مع مواصلة القوات النظامية عمليتها العسكرية في مدينة حمص المحاصرة التي بدأتها قبل أيام. وبث ناشطون تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الدمار الكبير الذي لحق بالأبنية السكنية في بلدة الحولة في الريف الغربي الشمالي نتيجة للقصف شبه اليومي الذي تتعرض له من قبل القوات النظامية.
وفي درعا، اندلعت معارك عنيفة بين كتائب المعارضة والقوات النظامية على المدخل الرئيس لبلدة النعيمة في ريف درعا الشرقي، حيث استقدمت القوات النظامية عددا من الدبابات والعربات المجنزرة في محاولة منها للتقدم باتجاه البلدة، التي تعد من أكبر معاقل مقاتلي المعارضة وتتميز بموقعها الاستراتيجي المطل على مدينة درعا. وأكد المكتب الإعلامي للواء «فلوجة حوران» المعارض مقتل عدد من عناصر القوات النظام على مدخل البلدة، على وقع استمرار الاشتباكات في المنطقة. وأفاد مركز «صدى» الإعلامي بـ«اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية بالأسلحة الثقيلة في درعا المحطة وحي البقعة بالتزامن مع قصف القوات النظامية للحي من الفوج 175 بدرعا».
من جهة أخرى، أعلن أمس الإفراج عن الصحافيين الفرنسيين الأربعة الذين خطفوا في سوريا في يونيو (حزيران)، وسيعودون إلى فرنسا بعد احتجازهم لعشرة أشهر في أخطر بلاد على الصحافيين والمنظمات غير الحكومية.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إنه «تبلغ بارتياح كبير هذا الصباح (أمس) إطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين الأربعة» إدوار إلياس وديدييه فرنسوا ونيكولا إينان وبيار توريس، مؤكدا أنهم «بصحة جيدة رغم ظروف احتجازهم الأليمة» وموضحا أنهم سيعودون إلى فرنسا «مساء السبت (أمس) أو صباح الأحد (اليوم)».
وسيكون الرئيس في استقبالهم مع عائلاتهم لدى نزولهم من الطائرة في مطار فيلاكوبلي العسكري قرب باريس.
وأفادت وكالة «دوغان» التركية للأنباء السبت أن دورية لجنود أتراك عثرت على الصحافيين الفرنسيين الأربعة مكبلي الأيدي ومعصوبي العيون وقد تركهم مجهولون ليل الجمعة / السبت في منطقة عند الحدود بين تركيا وسوريا قرب مدينة أكجاكالي الصغيرة جنوب شرقي تركيا. وظنت الدورية للوهلة الأولى أنهم مهربون لكنها بعد أن أدركت أنهم يتكلمون الفرنسية اقتادتهم إلى مركز شرطة اكجاكالي.
شرائط الحزن تزين أحياء دمشق المسيحية في عيد الفصح
البطريرك لحام: المصالحة خشبة الخلاص الوحيدة للسوريين
لندن: «الشرق الأوسط»
بدل شرائط الحرير وبيض العيد والكتاكيت الملونة، في عيد الفصح، تمتد شرائط بيضاء خلفتها جنازات الشباب والأطفال لتزين شوارع حي القصاع ذي الغالبية المسيحية في دمشق، وتكتسي الجدران بنعي من يموتون يوميا بقذائف الهاون المتساقطة يوميا بشكل عشوائي على الحي، الذي عاش أهله أسبوع آلام عصيبا بعد أن سقطت قذيفة صاروخية على مدرسة المنار الأسبوع الماضي قتلت طفلا وأصابت أكثر من 46 طفلا آخر، بينهم من بترت أطرافه أو فقد عينه أو أصيب بإعاقة دائمة، من خمسين عائلة في الحي نكبت في هذه الحادثة، وتحول عيد الفصح عندها إلى أسبوع آلام بلا نهاية.
تقول دارين (15 سنة)، طالبة في المرحلة الإعدادية، إن «السوريين يتألمون من ثلاث سنوات وهناك من يقول إن الحال سيستمر هكذا عشر سنوات أخرى وربما أكثر». وكانت دارين تخطط مع صديقاتها للتغلب على الحزن والاحتفال بالعيد، رغم فقدها أعز صديقاتها بقذيفة هاون سقطت على الحي منذ شهرين، لكن إصابة طفلتين صغيرتين من سكان البناء في حادثة المدرسة جعلتها تعدل عن الفكرة، فحتى صلاة الجمعة الحزينة لم تشارك فيها ومكثت في المنزل، في حين ذهبت صديقاتها ووالدتها للمشاركة في صلاة الجمعة الحزينة لكن في كنيسة بعيدة عن القصاع وباب توما وقصدت حي الصالحية. وتقول دارين: «والدتي اختارت كنيسة بعيدة خوفا من القذائف».
حسام (20 سنة)، من سكان حي القصاع، يشير إلى أنه «قبل ثلاث سنوات كان الحي يزهو بألوان الربيع والفصح أما اليوم فلولا الأطفال ربما لن نجد أحدا يحتفل بالفصح في الشام، فالاحتفالات تجري بخجل شديد».
وكان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام أكد في رسالة له بمناسبة عيد الفصح أن «المصالحة بين السوريين هي خشبة الخلاص الوحيدة لسوريا»، مناشدا العالم «إيقاف آلة الحرب» والعمل على «إحلال السلام في سوريا لأن سلامها هو سلام المنطقة بأسرها وسوريا تستحق اهتمام ومحبة وثقة العالم بأسره».
من جانبه، ندد بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان باستهداف المناطق الآمنة والمواطنين الأبرياء العزل ودعا الضمير العالمي كي يبذل الجهود الحثيثة لـ«إطلاق جميع المخطوفين وبخاصة مطرانا حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم وللروم الأرثوذكس بولص اليازجي والكهنة الثلاثة ميشال كيال وإسحق محفوض وباولو دالوليو».
وبالإضافة إلى شبح الموت الذي يخيم على البلاد عموما هناك شبح الأزمة الاقتصادية. فمثلا «أم فادي»، التي أصيب ابنها بسقوط قذيفة على منزلهم منذ ثلاثة أشهر، أرادت أن تفرج هم عائلتها وابنها وأن تحتفل بالعيد، لكنها واجهت مشكلة مالية كبيرة في تأمين لوازم العيد من بيض وحلويات، وتقول إن «تلوين صحن بيض يكلف أكثر من ألف ليرة، وصناعة كعك العيد خمسة آلاف، أما الشوكولاته فأفضل نوع سعره ثلاثة آلاف، أي أحتاج إلى عشرة آلاف ليرة كحد أدنى، من دون أن أحسب ثمن ملابس جديدة للعيد لأبنائي الأربعة الذين أقنعتهم بارتداء ملابسهم القديمة». وتضيف: «بعد الحساب والطرح والجمع لضغط المصاريف دفعت ما لا يقل عن ستين ألف ليرة أمنتها من اشتراك في جمعية مع الجارات». لكن «أم فادي» ترى أن المشكلات الاقتصادية وحتى الأمنية يمكن التغلب عليها إلا أن ما يقلقها وغيرها من السوريين، ولا سيما المسيحيين، هو ما تخلفه الحرب من مشاعر طائفية، وذلك بعد تأكيدها «عشنا طوال عمرنا مع جيراننا من أديان أخرى كالأهل ولم نشعر يوما بوجود فروقات بيننا، كنا نتشارك الأعياد والمناسبات.. اليوم احتل حياتنا الخوف والريبة من بعضنا البعض».
ويتزامن عيد الفصح هذا العام مع إعلان النظام سيطرته على بلدة معلولا بالقلمون بريف دمشق، وهي أقدم بلدة مسيحية لا تزال قائمة في العالم ولا يزال أهلها يتكلمون بلغة السيد المسيح، وكانت فصائل إسلامية مقاتلة قد سيطرت على البلدة خلال الأشهر الماضية ليعود النظام ويسيطر عليها، بعد معارك عنيفة تسببت بأضرار كبيرة بالكنائس والأديرة التاريخية المحفورة بالجبال هناك.
قتلى بريف دمشق والأسد يزور معلولا
قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية اليوم الأحد إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا بقصف على مدينة جيرود بمنطقة القلمون في ريف دمشق، ويأتي ذلك في الوقت الذي يزور فيه الرئيس السوري بشار الأسد بلدة معلولا بمناسبة عيد الفصح.
وأوضح المصدر ذاته أن عدد القتلى بلغ ستة على الأقل، وذلك جراء قصف قوات النظام سوقا للخضار غالبا ما يشهد ازدحاما بجيرود.
وفي المقابل قال اتحاد التنسيقيات إن مقاتلي الجيش السوري الحر نسفوا مبنى كانت تتحصن به قوات النظام في جبهة المليحة، وسط قصف على مدينة داريا بريف دمشق.
وفي دمشق استهدفت قذائف الهاون عددا من أحياء العاصمة ومناطقها، حيث أدى قصف ساحة العرنوس إلى مقتل أب وطفليه جراء سقوط قذيفتي هاون، وفقا لسوريا مباشر.
وذكرت سوريا مباشر أيضا أن ثمانية جرحوا جراء سقوط قذيفة هاون على سوق الصالحية وسط العاصمة، بالتزامن مع سقوط قذائف هاون أيضا في محيط ساحة السبع بحرات، وفي محيط فندق بشارع الحمرا.
معارك حمص
وفي حمص أفاد ناشطون سوريون من داخل أحياء حمص المحاصرة عن استمرار المعارك في حي جب الجندلي الذي دخلته قوات المعارضة يوم أمس السبت، وسيطرت فيه على كميات من الأسلحة والطعام.
وقال الناشطون إن قوات المعارضة المحاصرة داخل حمص ستستمر في معاركها في الأحياء التي تخضع لسيطرة النظام طالما أن قوات النظام تقصف الأحياء المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة.
وفي ريف حمص ذكر ناشطون أن اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات الأسد في محيط قرية جبورين أسفرت عن مقتل أربعة عناصر من النظام، وسط استهداف عناصر تابعة للجبهة الإسلامية بالهاون مقار قوات النظام في القرية ذاتها.
قصف بحماة
وفي حماة قصفت قوات النظام بلدة مورك بريف حماة تمهيدا لاقتحامها، بعد أن سيطرت عليها قوات المعارضة منذ عدة أشهر.
وأفاد الناشطون بأن مقاتلي المعارضة صدوا هجوما لرتل عسكري مؤلف من دبابات ومدافع حاول اقتحام البلدة التي تعتبر إستراتيجية لموقعها على الطريق الدولي بين حماة وإدلب وحلب.
وذكر مركز صدى الإعلامي أن هذ العملية أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من قوات النظام خلال محاولتهم اقتحام مورك.
وفي حلب قالت سوريا مباشر إن عددا من التابعين للجيش النظامي قتلوا إثر الاشتباكات مع مقاتلي الغرفة المشتركة لأهل الشام في محيط مباني المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء بحلب.
يشار إلى أن لجان التنسيق المحلية وثقت مقتل 73 قتيلا في سوريا أمس السبت بينهم تسعة أطفال وأربعة أشخاص تحت التعذيب.
الأسد بمعلولا
على صعيد آخر زار الرئيس السوري بشار الأسد بمناسبة عيد الفصح اليوم الأحد بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في شمال دمشق والتي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها قبل نحو أسبوع.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية خبرا بثه التلفزيون السوري قال فيه “في يوم قيامة السيد المسيح ومن قلب معلولا، الرئيس الأسد يتمنى فصحا مباركا لجميع السوريين وعودة السلام والأمن والمحبة إلى ربوع سوريا كافة”.
ولم يبث التلفزيون مشاهد لهذه الزيارة، مضيفا أن الأسد تفقد أضرارا لحقت بأحد أديرة البلدة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
سوريا سلمت 80% من أسلحتها الكيميائية
قالت رئيسة البعثة الدولية التي تشرف على تدمير الأسلحة الكيميائية السورية سيغريد كاغ أمس السبت إن سوريا سلمت أو دمرت ما يقرب من 80% من مواد الأسلحة الكيميائية التي أعلنتها.
وأضافت المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنه إذا استمر العمل بهذه الوتيرة فإن سوريا ستتمكن من تسليم جميع المواد الكيميائية المعلنة بحلول الموعد النهائي لتسليمها في 27 أبريل/نيسان.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد اتفق مع الولايات المتحدة وروسيا على التخلص من الأسلحة الكيميائية -وهي ترسانة لم تعترف دمشق رسميا بوجودها قط- بعد مقتل مئات السوريين في هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق في أغسطس/آب المنصرم.
وقالت واشنطن وحلفاؤها الغربيون إن قوات الأسد هي التي شنت هذا الهجوم الذي يُعد الأسوأ بالأسلحة الكيميائية في 25 عاما، وتتهم دمشق مقاتلي المعارضة بشن الهجوم.
قائمة مفصلة
وكان المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ذكر الأسبوع الماضي أن سوريا قدمت قائمة “أكثر تفصيلا” بأسلحتها الكيميائية إلى المنظمة بعدما أفاد مفتشون على الأرض بوجود اختلاف في البيانات الموجودة عند الجانبين.
كما أكد مايكل لوهان تقديم قائمة خضعت للمراجعة، وأضاف أنه “بالنسبة لبعض المخزون كانت تقديرات تقريبية للكميات قد قدمت، والآن حلت محلها كميات محددة” لكنه شدد على أن القائمة التي خضعت للمراجعة لا تشمل أي مواد كيميائية جديدة.
وأضاف أن الأضواء سلطت على الكميات المحددة بعدما زار مفتشون المواقع ووضعوا قائمة مفصلة وجهزوا المواد لنقلها إلى مدينة اللاذقية الساحلية، ولم يتسن للمسؤولين تقديم تفاصيل محددة بشأن الاختلافات بين الأرقام التقديرية والأرقام المأخوذة من الواقع.
ولم تعلن سوريا تفاصيل القائمة المحددة للمواد الكيميائية، لكن مسؤولين قالوا إنها تشمل أكثر من خمسمائة طن متري من الأسلحة الكيميائية الشديدة السمية مثل غاز الخردل ومواد أساسية لتصنيع غاز السارين السام، بالإضافة إلى أكثر من سبعمائة طن متري من المواد الكيميائية الصناعية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
القاعدة وداعش.. حرب “الأحبة” أم صراع “الولاءات”؟
العربية.نت
لم يعد خلاف تنظيم “القاعدة” – الذي يتزعمه أيمن الظواهري – وتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام “داعش” – بقيادة أبوبكر البغدادي – خافياً على المراقبين خصوصاً بعد الهجوم الشرس الذي شنه “داعش” ضد تنظيم “القاعدة” واتهامه للأخير بأنه انحرف وتبدل وتغير، بالإضافة إلى تصريحات الظواهري التي اتهم فيها “داعش” بخدمة النظام السوري والعمل وفق مصلحته.
ويصف بعض المراقبين هذه الحرب بأنها لا تخلو من أمرين، فهي إما حرب بين “الأحبة”، لأنها بين فصيلين كانا حتى الأمس القريب متآخيين وينتهجان نفس الفكر الجهادي المتشدد، أو أنها صراع “الولاءات” بين زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وأبوبكر البغدادي.
البداية كانت عندما هاجم المتحدث الرسمي باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” أبومحمد العدناني – بشدة قيادة تنظيم القاعدة – وقال إنها انحرفت وتبدّلت وتغيّرت، مضيفاً في تسجيل صوتي نشر ليل الخميس-الجمعة في موقع منسوب إلى “داعش”: “لقد انحرفت قيادة تنظيم القاعدة عن المنهج الصواب. نقولها والحزن يعصف بنا والمرارة تملأ قلوبنا. نقولها بكل أسف”.
وأضاف أن “القاعدة اليوم لم تعد قاعدة الجهاد، بل باتت قيادتها معولاً لهدم مشروع الدولة الإسلامية والخلافة القادمة بإذن الله”.
ويعمل فصيل آخر من الفصائل المقاتلة تحت مسمى جبهة النصرة لأهل الشام، ويدين بالولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، بخلاف تنظيم “داعش” الذي يدين بالولاء لأبوبكر البغدادي المتواجد في العراق.
الظواهري يرد
ولم يكد يمضي يوم واحد على هجوم “داعش” الموجه ضد جبهة النصرة وزعيم القاعدة أيمن الظواهري، حتى نشر على الإنترنت حديث للظواهري يهاجم فيه “داعش” ويتهمه بأنه يخدم نظام الأسد.
وأجري الحديث مع الظواهري بين فبراير وأبريل، وفق المركز الأميركي لرصد المواقع الإسلامية “سايت”، لكنه بث بعد الاتهامات التي وجهتها “الدولة الإسلامية” إلى القاعدة.
واتهم الظواهري في الحديث تنظيم “داعش” بعدم الالتزام بأصول العمل الجماعي وإعلان الدولة دون استئذان، ولم يستبعد الظواهري وجود اختراق من النظام، في إشارة لـ”داعش” كي يتولى المجاهدون إبادة بعضهم، حسب قوله.
أضاف الظواهري “أقول لكل مجاهد يشارك في قتال إخوانه المجاهدين أو يعتدي على أموالهم وحرماتهم وممتلكاتهم إن أمر أميرك لا يعفيك من المسؤولية (…) إذا أمرك أميرك بالاعتداء على إخوانك المجاهدين فلا تطعه، واطلب منه أن يرسلك إلى الخطوط والثغور التي تواجه فيها العدو البعثي المجرم وحلفاءه الصفويين”.
مواجهة حزب الله
ودعا الظواهري إلى قتال “حزب الله”، قائلاً إن الحزب “عدو صائل على أنفس المسلمين وأعراضهم وحرماتهم وحليف لأشد النظم إجراماً” – في إشارة إلى نظام الأسد.
وأضاف أن “العدو يجب دفعه بكل وسيلة شرعية، ومن حسنات الجهاد أنه أظهر الصورة الحقيقية لما يسمى بحزب الله وزعيمه حسن نصر الله”.
العشائر تتحد ضد “داعش”
جدير بالذكر أن عشائر دير الزور قررت اتخاذ خطوات لحظر التعامل مع “داعش” بعد سيطرته على مدن وبلدات في ريف دير الزور الشمالي.
ومن بين ما تقرر إهدار دم المتعاملين مع التنظيم، وحشد آلاف المقاتلين لمواجهة هجماته المتوقعة على قرى ومدن محافظة دير الزور، انطلاقاً من المناطق التي سيطر عليها قرب ناحية الصور وبلدة مركدة.
يذكر أن بيان عشائر دير الزور اعتبر أن “داعش” طعن ظهر الثوار في المناطق التي سيطر عليها، وخاصة مركدة بإيعاز من النظام لتخفيف الضغط عليه في جبهات دير الزور.
وبانضمام عشائر دير الزور لقتال “داعش” توسعت دائرة المعارضين لهذا التنظيم كجبهة النصرة والأكراد والجيش الحر والكتائب الإسلامية الأخرى.
“النظام” يربح
ويبدو أن النظام السوري – في ظل كل هذه الخلافات والحروب الجانبية – الرابح الأكبر من وراء هذا الخلاف في صفوف المجموعات الجهادية في سوريا، وتحولها إلى تنظيمات متقاتلة.
حيث يرى المراقبون أن انشغال الجيش الحر، ومن يقاتل معه، بحرب “داعش”، أعطى النظام السوري الفرصة تلو الأخرى لإعادة تجميع صفوفه وترتيب أوراقه والبدء بشنّ الهجوم، بدلاً من الدفاع الذي لازمه طويلاً، خصوصاً في دمشق والساحل السوري.
انتفاضة العشائر ضد “داعش” تمتد من دير الزور للحسكة
دبي – قناة العربية
أفادت شبكة “سوريا مباشر” بوقوع اشتباكات بين مسلحي العشائر وتنظيم “دولة العراق والشام” (داعش) بمحيط بلدتي مركدة والشدادي بريف الحسكة.
وقبل الحسكة، قررت عشائر في دير الزور اتخاذ خطوات لحظر التعامل مع “داعش” بعد سيطرته على مدن وبلدات في ريف دير الزور الشمالي.
ومن بين ما تقرر، إهدار دم المتعاملين مع التنظيم، وحشد آلاف المقاتلين لمواجهة هجماته المتوقعة على قرى ومدن محافظة دير الزور انطلاقاً من المناطق التي سيطر عليها قرب ناحية الصور وبلدة مركدة.
يذكر أن بيان عشائر دير الزور اعتبر أن “داعش” طعن ظهر الثوار في المناطق التي يسيطرون عليها، وخاصة مركدة بإيعاز من النظام لتخفيف الضغط عنه في جبهات دير الزور.
كما استنكر البيان شروط “داعش” التي يفرضها على من يريد التوقف عن قتالهم، ومنها تسليم السلاح وعدم مقاتلة النظام في أي جبهة من الجبهات إلا بإذن “داعش”.
وبانضمام عشائر دير الزور لقتال “داعش” توسعت دائرة المعارضين لهذا التنظيم كجبهة النصرة والأكراد والجيش الحر وحتى القاعدة التي تصاعد التلاسن بينها وبين “داعش” هذه الأيام.
فقد انتقد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري “داعش” واتهمه بعدم الالتزام بأصول العمل الجماعي وإعلان الدولة دون استئذان، ولم يستبعد الظواهري وجود اختراق من النظام في إشارة لـ”داعش” كي يتولى المجاهدون إبادة بعضهم بعضاً حسب قوله.
وبثت تصريحات الظواهري بعد يوم من هجوم غير مسبوق للمتحدث باسم “داعش” أبو محمد العدناني على قيادة القاعدة، معتبراً أنها انحرفت عن ما وصفه بنهجها الجهادي.
ويبدو أن النظام السوري هو الرابح الأكبر من وراء ذلك الخلاف في صفوف المجموعات الجهادية في سوريا الذي حولها إلى تنظيمات متقاتلة.
قذائف هاون على أحياء بحمص ووسط دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
لقي ما لا يقل عن 6 أشخاص مصرعهم في مدينة حمص، الأحد، وأصيب 40 آخرون، إثر سقوط قذائف هاون على أحياء يسيطر عليها الجيش السوري في المدينة، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية.
وتحدثت تقارير عن إحراز القوات الحكومية، في حملتها، التي دخلت أسبوعها الثاني، تقدماً في حي باب هود بحمص.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن الطيران الحربي نفذ غارات عدة على مناطق في حمص القديمة، أعقبها قصف مدفعي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين كتائب المعارضة، وقوات الجيش التي يساندها الدفاع الوطني.
وفي حلب، كثف الطيران الحربي غاراته الجوية على المدينة وريفها، خصوصاً تلك الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.
ففي شرقي حلب، قتل 5 أشخاص في قصف جوي على حي بستان القصر، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبث نشطاء المعارضة صوراً تظهر ما قالوا إنها عمليات تصد للغارات غربي حلب.
في المقابل نقلت وكالة “سانا” أن 3 مدنيين قتلوا، إثر سقوط قذائف هاون على حيي الحمدانية والأشرفية اللذين يسيطر عليهما الجيش شمال غربي حلب.
وفي اللاذقية، أكدت مصادر في المعارضة السورية، تحول الفصائل المشاركة في المعارك الدائرة بريف المدينة الساحلية، من “حالة هجوم إلى الدفاع”.
وأوضحت المصادر أن الجيش السوري، يولي تلك الجبهة أهمية كبيرة، ما دفعه إلى استقدام أعداد كبيرة من قواته من مختلف المحافظات السورية إلى المنطقة، إضافة إلى إشراك مجموعات إضافية مما يُعرف بجيش الدفاع الوطني.
وأكدت المصادر أن مساندة مقاتلي حزب الله للجيش السوري، تعيق تقدم قوات المعارضة في ما تسميها “معركة الأنفال”.
وفي العاصمة دمشق، سقطت عدة قذائف هاون مستهدفة عدداً من المناطق وسط العاصمة.
ففي ساحة عرنوس وسط دمشق، سقطت قذيفتا هاون، دون أن يذكر ما إذا أسفرتا عن سقوط ضحايا، وسقطت قذيفة هاون في سوق الصالحية وأخرى في محيط فندق “بلو تاور” في شارع الحمرا.
من ناحية أخرى ، أصيب مدنيان بجروح في جنوب تركيا بسقوط قذيفة مصدرها الأراضي السورية، بحسب ما نقلت وكالة دوغان التركية.
وقالت الوكالة إن الحادث وقع في منطقة ريفية بمدينة يايلاداغي الصغيرة التي تقع على مسافة قريبة من الحدود السورية، موضحة أن القذيفة سقطت قرب جرار زراعي وأدت إلى إصابة إثنين من السكان.
30 حالة وفاة جوعاً بمخيم اليرموك
جددت الأمم المتحدة في تقرير لها، تحذيراتها من كارثة إنسانية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوبي العاصمة السورية دمشق، فيما تحدثت تقارير عن 30 حالة وفاة جوعاً داخل المخيم.
وقال أحدث تقرير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، إن أكثر من 20 ألف مدني يواجهون خطر الموت جوعاً، داخل المخيم.
وتأتي هذه التطورات بسبب انهيار اتفاق هش بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة، بشأن السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المخيم.
فمنذ 10 أيام، لم تدخل أي إمدادات غذائية إلى المخيم، الذي تفرض عليه القوات الحكومية حصارا منذ سبتمبر الماضي.
تقارير عدة أشارت قبل ذلك إلى حجم المأساة، ووثقت حالات وفاة بسبب الجوع، وأمهات يطعمن أبناءهن حشائش تم التقاطها من الطريق.
وحسب مسؤولين في الأونروا، فإن الوضع في اليرموك كان بائساً بالفعل، لكنه الآن أصبح أكثر بؤساً.
ووفقاً لنشطاء المعارضة فقد تجاوز عدد ضحايا الجوع في المخيم 100 حالة، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
الصحفيون الفرنسيون المحررون “كانوا مقيدين ومحتجزين تحت الأرض”
وصل الصحفيون الفرنسيون الأربعة الذين كانوا مختطفين في سوريا إلى فرنسا عبر تركيا على متن طائرة تابعة لسلاح الجو الفرنسي.
واختطف الصحفيون الأربعة في سوريا في أوائل يونيو/حزيران الماضي وأطلق سراحهم بعد عشرة أشهر في الأسر.
والصحفيون هم ادوارد الياس وديدي فرانسوا ونيكولا انين وبيير توريس.
وقال أحد الصحفيين وهو فرانسوا إنهم كانوا مقيدين إلى بعضهم بعضا واحتجزوا في مكان تحت الأرض مع حرمانهم من حق التمتع بنور الشمس.
وأضاف فرانسوا إنهم احتجزوا لمدة ستة أشهر كاملة تحت الأرض من دون أن يتاح لهم مشاهدة نور الشمس، كما أننا قيدنا لمدة شهرين ونصف الشهر إلى بعضنا بعضا.
ومضى فرانسوا للقول إننا “لم نفقد الأمل. من حين لآخر، كنا نحصل على بعض المعلومات القليلة. لقد عرفنا أن العالم يهتم بأمرنا”.
وكانت أعين الصحفيين معصوبة وأيديهم مقيدة عندما عثرت عليهم القوات التركية في منطقة الحدود الجمعة.
واتهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) بالمسوؤلية عن اختطاف الصحفيين الفرنسيين.
ووجد الصحفيون الأربعة أقاربهم والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في استقبالهم.
وأظهرت صور تلفزيونية الصحفييين وهم أشعثو الشعر وقد ربوا لحاهم واستطال شعر رؤوسهم.
وكان هولاند أعلن أن أربعة صحفيين فرنسيين كانوا مختطفين في سوريا منذ يونيو / حزيران الماضي أطلق سراحهم.
وأوضح هولاند في بيان رسمي السبت ” أنه أخبر بكثير من الارتياح صباح اليوم بنبأ إطلاق سراح الصحفيين الفرنسيين”.
وأكد هولاند أن الصحفيين الأربعة في “صحة جيدة”.
وذكرت وكالات أنباء تركية أن ” جنودا أتراكا عثروا على أربعة صحفيين فرنسيين على الحدود مع سوريا وكانوا مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين”.
يذكر أن ديدي فرانسوا كان يعمل مراسلا لإذاعة ” أوروبا 1″ وادوارد الياس وهو مصور صحفي اختطفا في أوائل يونيو / حزيران الماضي أثناء توجههما إلى حلب.
أما نيكولا انين، مراسل مجلة “لو بوان” الفرنسية، وبيير توري مراسل قناة ” ارتي” الألمانية الفرنسية اختطفا في وقت لاحق من الشهر ذاته.
وتعد سوريا أخطر مكان على وجه الأرض لعمل الصحفيين إذ قتل نحو 60 صحفيا حتى الآن منذ اندلاع الصراع في سوريا قبل أكثر من 3 أعوام.
BBC © 2014
الأسد يزور بلدة سورية مسيحية بمناسبة عيد القيامة
بيروت (رويترز) – قالت وسائل إعلام رسمية إن الرئيس السوري بشار الأسد زار بلدة سورية مسيحية تاريخية يوم الأحد في ظهور نادر له خارج العاصمة دمشق وذلك بعد أن استعادت قواته السيطرة على البلدة الأسبوع الماضي.
وكانت قوات سورية يدعمها مقاتلون من حزب الله اللبناني قد استعادت السيطرة على بلدة معلولا شمالي دمشق يوم الإثنين في أحدث انتصار لها على مقاتلي المعارضة في منطقة جبال القلمون القريبة من لبنان.
وتمثل زيارة الأسد للبلدة يوم الأحد ظهورا نادرا له خارج العاصمة وتأتي بعدما عبر مسؤولون وحلفاء لسوريا في لبنان وغيره عن ثقة متزايدة في بقاء الرئيس السوري في منصبه.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن الأسد تفقد دير مار سركيس لليونانيين الأرثوذكس والذي يرجع عهده للقرن الرابع الميلادي “واطلع على آثار الخراب والتدمير الذي لحق بالدير على يد الإرهابيين” في إشارة إلى مقاتلي المعارضة.
وأضافت الوكالة أن الأسد تفقد أيضا دير مار تقلا. وكان مقاتلون إسلاميون بعضهم من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة قد سيطروا على جزء من البلدة في ديسمبر كانون الاول واحتجزوا عدة راهبات رهائن ثم أطلق سراحهن في مارس آذار في إطار اتفاق لتبادل الأسرى.
وأظهرت صور بثتها الوكالة السورية في موقعها على الانترنت الأسد وهو يلوح بيده ويتفقد قطعا أثرية ويجوب المنطقة برفقة رجال دين مسيحيين.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص في الحرب السورية واضطر الملايين إلى النزوح عن ديارهم.
وتصور حكومة الأسد نفسها على أنها المدافعة عن الأقليات في سوريا في مواجهة انتفاضة يسيطر عليها السنة ويقوم فيها اسلاميون متشددون بدور كبير.
وينتمي الأسد إلى الطائفة العلوية إحدى طوائف الشيعة.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)