أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 21 تشرين الأول 2013

الإبراهيمي: لا «جنيف – 2» من دون «معارضة مقنعة»

القاهرة، لندن، باريس – «الحياة» أ ف ب، رويترز

في الوقت الذي أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس أن مؤتمر «جنيف – 2» الدولي المتعلق بالبحث في حل للنزاع في سورية سيعقد في 23 الشهر المقبل، أكد موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الأخضر الإبراهيمي أن «الموعد لم يحدد رسمياً بعد». وشدّد الإبراهيمي في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع العربي بعد لقائهما في القاهرة، على أهمية فض الخلافات بين فئات المعارضة وتوحيد كلمتها، مبدياً تحفظه عن تحديد موعد عقد هذا المؤتمر، ومؤكداً أنه سيتم الإعلان عنه بعد انتهاء جولته الإقليمية التي بدأها في القاهرة السبت.

وعن وجود شروط لدى الائتلاف السوري المعارض للمشاركة في «جنيف – 2»، قال الإبراهيمي «إن المعارضة السورية تواجه مشاكل كثيرة… ولن يُعقد المؤتمر من دون معارضة مقنعة تمثل جزءاً مهماً من الشعب السوري المعارض». وأوضح للصحافيين أنه سيتوجه إلى قطر وتركيا الداعمتين للمعارضة، وأيضاً إلى ايران الحليف الإقليمي لنظام الأسد، قبل أن ينتقل إلى جنيف للقاء ممثلين عن الجانبين الروسي والأميركي اللذين كانا وراء فكرة عقد هذا المؤتمر.

ويتوجه الإبراهيمي إلى طهران السبت المقبل في إطار جولته الإقليمية «تحضيراً» لمؤتمر جنيف الدولي وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية. من جهتة أخرى، نقلت وكالة «مهر» للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبدالله هيان إن الإبراهيمي سيكون «في طهران في بداية الأسبوع (الإيراني الذي يبدأ السبت) لإجراء مشاورات مع المسؤولين الإيرانيين».

وترفض المعارضة السورية، وكذلك عدد من الدول الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة، مشاركة إيران في «جنيف-2» على خلفية اتهامها بدعم النظام السوري عسكرياً.

وفي هذه الأجواء تستضيف لندن اجتماعاً لـ11 وزير خارجية من دول غربية وعربية، إضافة إلى ممثلين عن المعارضة السورية، لبحث التحضيرات لمؤتمر «جنيف – 2» ودعم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، والسعي إلى توحيد كلمته وقناعة بضرورة حضور المؤتمر. وسيحضر الاجتماع، الذي يُعقد تحت اسم «مجموعة لندن 11» من أصدقاء سورية، وزراء خارجية كل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، من الدول الغربية، إضافة إلى تركيا والسعودية والأردن ومصر وقطر والإمارات، من الدول الشرق أوسطية. أما حليفة سورية المقربة، روسيا، التي ساعدتها على تفادي ضربة عسكرية غربية فلن تشارك في مؤتمر لندن.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في تصريح له على موقع وزارة الخارجية البريطانية، إن مجلس الأمن في الأمم المتحدة تبنى القرار الرقم 2118 المطالب بعقد مؤتمر دولي لبحث «قيام حكومة انتقالية في سورية لها صلاحيات تنفيذية كاملة وتضم أعضاء من الحكومة الحالية ومن المعارضة ومن مجموعات أخرى». كما تجتمع المعارضة السورية الأسبوع المقبل في إسطنبول لاتخاذ قرار في شأن مشاركتها في مؤتمر «جنيف-2».

وأشار العربي إلى أن الترتيبات تتم لمؤتمر «جنيف-2»، وأن البلدان العربية والغربية تتحضر للقاء المعارضة السورية غداً، في إشارة الى اجتماع لندن، لإقناعها بالمشاركة في «جنيف-2». ولفت إلى وجود «صعوبات كثيرة لا بد من تخطيها لعقد المؤتمر».

ويعود وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أوروبا في زيارته الرقم 16 منذ توليه الوزارة في شباط (فبراير) للمشاركة في مؤتمر لندن. ويقود كيري الجهود مع موسكو الداعمة للأسد من أجل حل سياسي للحرب الطاحنة في سورية. وقال الوزير الاميركي إن محادثات لندن تهدف إلى «السعي لدفع العملية قدماً… وإننا نعمل من أجل عقد مؤتمر جنيف، فيما لا ندري ما ستكون النتيجة».

وأفاد الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال بأن باريس تعمل مع المعارضة قبل لقاء لندن من أجل بناء جبهة موحدة قبل مؤتمر جنيف. وتابع: «نريد أن تكون المعارضة موحدة في هذا المؤتمر. من المهم أن تكون موحدة وقوية كي تؤثر في النتيجة».

وترى بريطانيا أن قيادة الائتلاف الجديدة مع انتخاب أحمد الجربا على رأسها في تموز (يوليو) قادرة على إحراز تقدم في إنهاء النقاشات الداخلية. كما ستحرص لندن أثناء المحادثات على دعم العناصر المعتدلة في المعارضة، كي لا يقدم الأسد نفسه على أنه البديل الوحيد للإسلاميين المتشددين الذين يتزايد دورهم في المعارضة السورية المسلحة.

لبنان: لا معلومات عن مصير المطرانين والكنيسة تنتظر تدخل الأمم المتحدة

بيروت – «الحياة»

يفتح إسدال الستار على ملف المخطوفين اللبنانيين التسعة في بلدة اعزاز السورية الذين أطلقوا بموجب عملية تبادل ثلاثية، الباب أمام تكثيف الاتصالات اللبنانية والعربية والدولية لجلاء مصير المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم اللذين كانا اختطفا في منطقة حلب السورية. وحتى الآن، لم يتم العمل للإفراج عنهما في ظل عدم وجود معلومات دقيقة عن مكان وجودهما، وهذا ما أكده أمس بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي في اللقاء الذي جمعه مع النواب الأرثوذكس على هامش القداس الذي ترأسه في دير البلمند في منطقة الكورة في شمال لبنان.

وعلمت «الحياة» من مصادر لبنانية رفيعة مواكبة للجهود التي تولاها المدير العام للأمن العام اللواء الركن عباس ابراهيم منتدباً من الدولة اللبنانية والتي أثمرت، بالتعاون مع دول تركيا وقطر وفلسطين والنظام في سورية، صفقة تبادل ثلاثية أدت الى تحرير الزوار اللبنانيين التسعة والطيار التركي ومساعده و122 سجينة معارضة من المعتقلات السورية، أن ابراهيم لم يتوان عن ملاحقة مصير المطرانين يازجي وابراهيم والسعي من أجل الإفراج عنهما.

وأكدت المصادر ان ابراهيم، وبناء على تعليمات رئيس الجمهورية ميشال سليمان، سيتابع تحريك قضية الإفراج عنهما، وانه كان يضع البطريرك يازجي في كل مرة بالمعلومات التي توصل اليها بحثاً عن مصيرهما وتحديد مكان وجودهما.

واكدت المصادر عدم وجود رابط بين خطف اللبنانيين التسعة والمطرانين يازجي وابراهيم. وعزت السبب الى ان الجهة الخاطفة لم تكن واحدة، وهذا ما تم استخلاصه من خلال الاستقصاءات للبحث عن مصيرهما. وقالت إن مجموعة من «لواء عاصفة الشمال» هي التي خطفت اللبنانيين التسعة، وهي ليست الجهة نفسها التي خطفت المطرانين.

وإذ تجنبت المصادر الدخول في التفاصيل المتعلقة بتحديد هوية الجهة المسؤولة عن خطف المطرانين، أكدت ان ملفهما سيتحرك على وجه السرعة، إنما على خط آخر بالتعاون مع الجهات الدولية.

وتردد في هذا السياق ان الأمم المتحدة تدخل حالياً على خط الاتصالات للتأكد من سلامة المطرانين، والعمل بالتعاون مع الجهات النافذة عربياً وإقليمياً لتشكيل قوة ضغط للإفراج عنهما.

نقل النواب الأرثوذكس، ومن بينهم نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، عن البطريرك يازجي أنه لا يملك أية معلومات دقيقة حول المطرانين يمكن الركون اليها، وانه ينتظر أن يتبلغ معلومات عنهما في غضون الأسبوعين المقبلين من الأمم المتحدة.

وأبلغ البطريرك يازجي النواب أن جهة رسمية لبنانية نافذة كانت نقلت اليه، ومنذ فترة طويلة، معلومات أولية مفادها أن أحد الشهود العيان شاهد رجل دين بلباس كهنوتي يتجول في باحة أحد المعتقلات، ويعتقد أنه أحد المطرانين، لكن هذه «المعلومة» ما زالت يتيمة لغياب ما يؤكد صحة أقواله، سواء من خلال لجوء الجهة الخاطفة الى بث صور لهما، أم توزيع شريط فيديو في هذا الخصوص كما كان يحصل بالنسبة الى اللبنانيين التسعة في أعزاز، لا سيما عندما كانت تتناقل بعض وسائل الإعلام معلومات تورد فيها بأنهم تعرضوا للأخطار نتيجة تبادل القصف الذي استهدف مكان إقامتهم.

وفي هذا السياق أمل الرئيس سليمان بالنجاح في إطلاق المطرانين المخطوفين في أقرب وقت وقال: «يبقى في البال جميع المفقودين اللبنانيين خلال الحرب الأهلية وواجب الاستمرار في الالتزام والعمل على كشف مصيرهم وتحريرهم أو إعادة جثامين من قضى منهم».

وعكة صحية تلم بسلام

أصيب رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بوعكة صحية بعد ظهر أمس استدعت نقله إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لتلقي العلاج. وتبيّن من خلال الفحوص الأولية التي أجريت له أنه مصاب بـ «فيروس» في الأمعاء.

وكان سلام اضطر في فترة عيد الأضحى إلى ملازمة الفراش بسبب إصابته بـ «غريب» أدى إلى ارتفاع حرارته، لكنه عاود نشاطه ظهر أمس في شكل محدود واستقبل بعض الأصدقاء في دارته في المصيطبة. وتوجه بعد الظهر لتقديم واجب التعزية لآل حلاوي في فردان، وشعر في هذه الأثناء بدوار اضطره للتوجه فوراً إلى قسم الطوارئ في الأميركية حيث خضع فوراً لفحوص طبية أظهرت إصابته بـ «فيروس» في الأمعاء. وأفاد الأطباء المشرفون على علاجه بأن وضعه الصحي إلى تحسن وأنه نقل إلى الطبقة التاسعة لإكمال العلاج.

مسؤول تركي: عدد اللاجئين السوريين في تركيا يتجاوز 600 ألف

انقرة – رويترز

قالت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن “عدد اللاجئين السوريين في تركيا تجاوز 600 ألف بينهم أكثر من 400 ألف يقيمون خارج المخيمات التي أقيمت في المدن الحدودية التركية”.

وأضاف مصطفى أيدوجدو المتحدث باسم هيئة إدارة الكوارث والطوارئ “أجرينا مسحا قبل عطلة عيد الأضحى وتبين أن الأعداد زادت عن 600 ألف”.

الابراهيمي يغادر القاهرة إلى بغداد لبحث الأزمة السورية

القاهرة – الأناضول

غادر المبعوث الأممي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي مطار القاهرة الدولي صباح اليوم الاثنين، متجهاً إلى العراق، عقب زيارة للقاهرة ضمن جولة في المنطقة للإعداد للمؤتمر الدولي للسلام في سورية “جنيف 2″، في إطار الجهود الدولية لحل الأزمة السورية.

والتقى الإبراهيمى خلال زيارته القاهرة بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وبحث معه الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، والاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر “جنيف 2” المنتظر عقده في 23 و24 نوفمبر المقبل، بحسب ما أعلن العربي.

وسيجري الابراهيمي، في وقت لاحق ظهر اليوم في بغداد، مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تتعلق بالأزمة السورية، في إطار جولته على عدد من دول المنطقة يتناول فيها تطورات الأزمة السورية.

وذكر مسؤول في المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء في العراق، أن “رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيستقبل الإبراهيمي في مكتبه الخاص اليوم، ويتناول معه تطورات الأزمة السورية”.

مخطوفو أعزاز: عشنا المرارة والتعذيب النفسي

بيروت – أمندا برادعي

يوم جديد في الحرية عاشه اللبنانيون التسعة العائدون من الخطف في أعزاز (شمال سورية)، بعد إطلاقهم أمس. الزوار كثر في يومهم الأول، الورود تزيّن مداخل محل إقامتهم، والباب مفتوح لمن أراد لقاءهم ومشاركتهم فرحتهم في محلة بئر العبد في ضاحية بيروت الجنوبية.

علي ترمس المتعب على مقعده ينسى كل هذا التعب، وهو الذي لم ينم منذ يومين، ليخبر أهله وجيرانه عن الأوضاع التي عاشها مع رفاقه الثمانية. لديه الكثير من الحكايا ليرويها لهم على أمل أن «لا يفرّقهم إلا الموت».

يروي ترمس لـ «الحياة» قصة خطفه على أيدي مسلحين تبنوا عملية الخطف تحت اسم «لواء عاصفة الشمال» في 22 أيار (مايو) عام 2012 في منطقة أعزاز السورية، ويقول: «17 شهراً لا نقدر اختصارها بكلمتين، ولكننا عشنا معاناة صعبة. فجأة انقلبت حياتنا خلال دقائق. عشنا في الأيام الاولى في خيمة في معسكر تابع للواء عاصفة الشمال في أعزاز تحت الشمس الحارقة وفكرة اختطافنا بحد ذاتها عرّضتنا لمشاكل عصبية». ويضيف: «قضينا الليالي على الأرض. لم نتعرض للتعذيب الجسدي بل لإرهاق وتعب وتعذيب نفسي بسبب نقلنا من مكان إلى آخر ولكن الحمد الله كانت المعنويات جيّدة في آخر الأيام».

ويشرح الأب لـ 4 أولاد: «كانوا يوهموننا بأننا سنعود إلى بلدنا غداً أو بعد أسبوع. عذبونا نفسياً. فكل مرة ينقلوننا فيها من مكان إلى آخر يبلغوننا أننا عائدون إلى أهلنا».

ويجهل علي أسباب نقلهم من مكان إلى آخر، ولكنه يرجّح أن أحد الأسباب كان «القصف الشديد على أعزاز، لذلك نقلونا إلى منطقتين قريبتين منها هما مارع (ريف حلب) ونيارة. تبعد إحداهما حوالى 7 كلم والأخرى 3 كلم عن أعزاز ليعودوا بنا بعدها إلى المعسكر ثم إلى معبر باب السلامة». ويصف عملية النقل بـ «المرعبة» لأنها تكون مفاجئة. ويلفت إلى أنهم «لم يكونوا يؤمنون لنا كل شيء بالمعنى الحقيقي، طبخنا في إحد الأيام في المرحاض»، مضيفاً: «في الفترة التي قضيناها هناك قدموا لنا الطعام لمدة شهرين أما في الأشهر اللاحقة فكانوا يقدمون لنا حصة من حصص العسكر كالمعلبات».

ويتحدث علي عن أيامهم الأخيرة في سورية، ويقول: «الخميس الساعة الثالثة فجراً نقلونا إلى معبر باب السلامة الذي يبعد عن المعسكر حوالى 2 كلم… اعتقدنا أنه سيفرج عن أحد منا لأن في المرات السابقة كانوا يقولون لنا نريد إطلاقكم على دفعات وبدورنا تمنينا على الجميع أن من يطلق سراحه عليه أن لا ينسى رفاقه ولا يشتم الخاطفين لأننا لا نزال عندهم». ويقول متعجباً: «أحد الخاطفين سألني ماذا سأقول عنهم بعد إطلاقي قلت له ستسمع غداً».

ويعتبر أن سبب اختطافهم «ابتزاز مالي وضغط على أهالي الضاحية». ويقول: «بعدما قتل أبو ابراهيم المهرب تولى سمير العموري قيادة المجموعة. كنا نعرفه بالشكل يسمونه «الاستاذ».

ويتحدّث ترمس عن الفترة التي سيطرت فيها مجموعة «داعش» على أعزاز السورية، ويقول: «كنا حينها في المعسكر الذي يبعد عن أعزاز 5 كلم فرحنا بالخبر».

رواية ترمس لا تختلف كثيراً عن رواية علي عباس الذي يشرح كيف تمت عملية خطفهم، ويقول: «وصلنا إلى معبر باب السلامة على الحدود التركية – السورية وختمنا جوازات السفر واتجهنا إلى طريق حلب الدولي وبعد الحدود بنحو 300 متر رافقتنا سيارة على جانب الطريق وطلبت منا التوقّف. لم نمتثل لهم… أسرعنا لكن الحظ لم يرافقنا لأن مسلحين كانوا قطعوا الطريق. اضطررنا للوقوف حفاظاً على سلامتنا لأنهم كانوا قادرين على تفجير الباص بكل سهولة. فتشونا بحجة أنهم يبحثون عن مخرّبين، وأجبروا السائق بقوة السلاح إلى اقتيادنا إلى حرج مملوء بالزيتون بعيداً من العيون وتم إنزال الرجال».

ويضيف: «في بعض المراحل تعرضنا للرعب حين تم القبض علينا لأننا كنا نسمع أن هذه الجماعة تصفّي من تمسكهم ولاحقاً فهمنا أن غايتهم ليست القتل. جماعة بنيت آمالهم على الافتراء».

ويقول إن سبب خطفهم هو أن «الخاطفين ظنوا أن من بيننا ضباطاً من حزب الله وحرساً ثورياً، ولاحقاً قالوا لنا احتجزناكم من طريق الخطأ». ويكشف «أن أبو ابراهيم أكد لي اننا سنعود سالمين إلى بلادنا لكن الفرق بيننا وبينكم موعد».

ويتابع: «قبل العيد بـ 23 يوماً لاحظنا المتغيّرات الأخيرة الايجابية وتابعنا على التلفزيون وصول وفد استخباراتي الماني لحل قضيتنا».

ويشرح: «فتح أول أيام العيد الباب، فجأة، دخل 4 مسلحين ووضعوا أكياساً على رؤوسنا وأدخلونا في سيارة وهددونا بالقتل ان نزعنا الأكياس ثم وصلنا إلى مكان بعد نصف ساعة. اعتمدت على السمع واستطعت معرفة أن 4 سيارات ترافقنا. أنزلونا وأدخلونا إلى غرفة طالبين رفع الأكياس، وكان في استقبالنا رجل بلباس مدني قال لنا أنتم في أمان على الأراضي التركية. رافقنا مسؤول تركي يدعى أبو ياسين من كيليس إلى أضنة إلى أنقرة إلى اكسراي إلى إسطنبول وهناك التقينا اللواء عباس ابراهيم ووزير خارجية قطر».

وكانت الطائرة التي أقلت المخطوفين حطت في العاشرة وأربعين دقيقة ليل امس في المطار، ونزل منها أولاً المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تولى التفاوض حول العملية، ثم تبعه المحررون الذين بدوا في صحة جيدة.

العربي يحدّد 23 تشرين2 موعداً لـ”جنيف – 2″ والإبرهيمي يرهنه بمشاركة “معارضة مُقنعة

صرح الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس بأن المؤتمر الدولي للسلام في سوريا سيعقد في 23 تشرين الثاني، وقت تحفظ الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي عن تحديد موعد لـ”جنيف – 2″، قائلا إنه لن يعقد “من دون معارضة مقنعة”.

ومنذ أشهر، تسعى واشنطن وموسكو الى جمع ممثلين للمعارضة المنقسمة والنظام للبحث في حل سياسي للنزاع، الا أن المؤتمر أرجئ مراراً. ولا يزال غير واضح حتى الان ما اذا كان الجانبان مستعدين للتفاوض وقت وصل النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 115 ألف شخص ودخل سنته الثالثة الى طريق مسدود.

وقال العربي بعد لقائه الابرهيمي، الذي بدأ السبت من القاهرة جولة إقليمية ترمي الى الاعداد للمؤتمر، إن “جنيف – 2” الذي سيجمع المعارضة والنظام السوريين سيعقد في 23 تشرين الثاني، موضحا ان الدول العربية والغربية تستعد للقاء المعارضة السورية في مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” الثلثاء في لندن لاقناعها بالمشاركة فيه. وتحدث عن وجود “صعوبات كثيرة لا بد من تخطيها لعقد المؤتمر”.

إلا أن الابرهيمي تحفظ عن تحديد موعد عقد هذا المؤتمر، قالا إنه سيعلن عنه بعد انتهاء جولته الاقليمية التي يفترض أن تشمل قطر وتركيا وايران وسوريا ولقائه مسؤولين أميركيين وروساً في جنيف.

وفي ما يتعلق بمسألة المشاركين في المؤتمر، قال إن المؤتمر “لن يعقد من دون معارضة مقنعة تمثل جزءا مهما من الشعب السوري المعارض”. الا أنه رأى “انه ليس مهماً اطلاقا أن تنضم المعارضة كلها – سواء المسلحة أم غير المسلحة – الى الاجتماع، ذلك أن أولئك الذين لن يشاركوا سينضمون الى المرحلة اللاحقة لجنيف – 2”.

ويعقد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” اجتماعا في اسطنبول في الاول من تشرين الثاني لاتخاذ قرار نهائي في شأن المشاركة في مؤتمر جنيف أو لا، علماً أن الآراء منقسمة داخل الائتلاف بين من وافق – ولو على مضض – على حضور المؤتمر الذي سيشارك فيه ممثلون للنظام السوري، ومن رفض المشاركة بتاتاً، ما لم يكن محور التفاوض تغيير النظام وبدء مرحلة انتقالية ديموقراطية.

وفي طهران، أفادت الوكالات الايرانية الرسمية للانباء ان الابرهيمي سيزور العاصمة الايرانية السبت المقبل لاجراء محادثات مع المسؤولين الايرانيين.

وكانت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من النظام السوري نشرت السبت أنه “من المرجح أن يصل الإبرهيمي الى دمشق الأسبوع المقبل من طريق بيروت، بعدما فتحت دمشق أبوابها لاستقباله شرط أن يلتزم الحيادية والمهنية والموضوعية ويمارس دوره كوسيط نزيه وليس كطرف في النزاع الدولي القائم على سوريا”.

تفجير انتحاري

في غضون ذلك، قتل 37 شخصاً على الاقل، بينهم أفراد من قوات النظام السوري، وجرح عشرات في تفجير انتحاري عند اطراف مدينة حماه في وسط سوريا، استنادا الى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له.

وأكدت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” بدورها مقتل 37 شخصا واصابة العشرات.

وشهدت مدينة حماه في بداية الانتفاضة الشعبية على نظام الرئيس السوري بشار الاسد منتصف آذار 2011 تظاهرات ضخمة طالبت باسقاط النظام.

وقائع الاتصالات بين بيروت ودمشق وأنقرة والدوحة ورام الله

تكاملت «الأدوار» .. فتحرر «الزوار»

طوي ملف المخطوفين اللبنانيين التسعة في أعزاز، مع الإفراج عنهم في صفقة مركّبة ومتعددة الطبقات والنكهات، لكن أسئلة كثيرة وكبيرة لا تزال تنتظر إطلاق سراح أجوبتها، حتى تتضح الصورة الكاملة للصفقة وخفاياها وتتماتها.

وبات واضحا من الأدوار الإقليمية التي أحاطت بمشهد النهاية السعيدة لمعاناة المخطوفين، أن «حوافز» أصحابها تتجاوز البعدين الامني والانساني الى حسابات سياسية تعبّر عن واقعية مستجدة ومحاولات استدراك وحصر خسائر وحصد أرباح من قبل أطراف تعيد انتشارها فوق رقعة الصراع السوري، ربطا بموازين القوى على الأرض والمناخ الدولي المتبدّل وتقدم خطر الإرهاب وهاجسه في أكثر من «أجندة» اقليمية ودولية.

وإذا كان المحررون العائدون من الأسر قد أمضوا اليوم الاول من الحرية في استقبال المهنئين وسرد تجربتهم، فإن مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم اختار أن يتوجه أمس الى دمشق، في زيارة غير معلنة، حيث التقى اللواء علي مملوك وشكره على الدور الذي أدّته القيادة السورية في إنجاز عملية تحرير المخطوفين، كما بحث معه في ما يمكن فعله لاستعادة المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، علما أن اللواء ابراهيم كان قد أبلغ البطريرك يوحنا يازجي أنه بات مؤكدا أن شقيقه لا يزال على قيد الحياة.

ويبدو أن اللواء ابراهيم يستعد بالتنسيق والتعاون مع جهات إقليمية للمساهمة في دور تفاوضي أوسع في المرحلة المقبلة، يتصل ليس فقط بالمطرانين، وإنما بملف الأسرى لدى كل من النظام و«الجيش السوري الحر».

وبرغم الجهود المكثّفة والمتعددة الأضلع التي استمرت حتى اللحظة الاخيرة، لإتمام عملية تحرير المخطوفين اللبنانيين وضمان وصولها الى بر الأمان، إلا أن المعلومات تفيد بأن بعض التفاصيل الطارئة في ربع الساعة الأخير، كادت تعرقل المهمة، أو على الاقل تؤخرها، علما أن مدير المخابرات القطرية لم يغادر بيروت، فيما انتهت مهمة وزير الخارجية القطري بمجرد وصول اللبنانيين التسعة الى مطار بيروت، ليغادر بعد ذلك عائدا الى الدوحة.

ويمكن القول إن قلوب بعض المواكبين لهذا الملف كادت تُخطف ايضا في الوقت القاتل، بينما كان المطار بدأ يزدحم بالوفود الشعبية والسياسية التي جاءت لاستقبال المحررين. فقد تبلغ بعض كبار المسؤولين اللبنانيين فجأة أن الاتراك يشترطون للسماح بمغادرة الزوار التسعة الى الحرية، ان يتم أولا تسليم المخطوفين التركيين الاثنين وأن يغادرا مطار بيروت الى بلادهما.

فوجئ المسؤولون بهذا الطلب الذي لا يفيد صورة تركيا، باعتبار انه يُظهرها طرفا مباشرا في ملف الخطف وبالتالي في عملية التبادل، لكنهم قرروا عدم تفويت فرصة إنهاء هذه القضية والدخول في متاهات جديدة، خاصة في ظل الاعتبارات الانتخابية والسياسية والاقتصادية الضاغطة على رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان.

وعلى الفور، تبلغ كل من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا والمسؤول الأمني في حركة «أمل» أحمد البعلبكي، من قيادتيهما، ضرورة ممارسة أقصى الضغوط للإسراع في تسلم وتسليم الطيارين التركيين اللذين كانا يتواجدان في المرحلة الاولى من اختطافهما في الجنوب ثم نقلا لاحقا الى البقاع.

في هذه الأثناء، كانت الطائرة التي تحمل العائدين اللبنانيين تتأخر في الإقلاع، بعدما كان متوقعا وصولها الى بيروت قرابة السادسة مساء. وبعد فترة من حبس الأنفاس وصل الطياران التركيان الى مطار رياق، ومنه نقلا عبر طوافة الى مطار بيروت، ليبدأ في تلك اللحظة الفصل الأخير من رحلة عودة مخطوفي أعزاز الى رحاب الوطن.

سبق ذلك، قبل ايام، اتصالان هاتفيان أجراهما وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بكل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وطلب خلالهما تأمين تواصل ما مع المخطوفين التركيين، للتأكد من سلامتهما، فكان له ما اراد، وجرى بث شريط فيديو يتضمن تسجيلا لهما.

لكن المحك الاصعب الذي تجاوزته «صفقة التبادل» لم يكن هنا بل في مكان آخر. ووفق المعلومات، كادت العملية برمتها تتعثر لولا حصول مداخلات على أعلى المستويات مع القيادة السورية في الساعات الحاسمة، افضت الى الخاتمة السعيدة. ويبدو ان دمشق كانت حذرة في التعامل المجاني الذي يفضي الى تقديم تنازلات لفصائل المعارضة المسلحة وإطلاق سراح معتقليها تباعا، في مقابل الإفراج تارة عن مخطوفين إيرانيين وطورا عن مخطوفين لبنانيين، فيما لا يزال عدد كبير من مناصري النظام معتقلين لدى المجموعات المسلحة.

صحيح أن الرئيس بشار الاسد يدرك أن حلفاءه قدموا الكثير لدعم صموده وأنهم بالتالي يستحقون رد بعض من الجميل لهم، لكنه يشعر في الوقت ذاته انه بات يحتاج الى كل موقوف لدى النظام لمبادلته بالمعتقلين من جنود وضباط الجيش السوري. أوصل الاسد الرسالة وسجل موقفه، ثم عاد وتجاوب مع الجهود التي بذلت من جهات عدة لتسهيل صفقة تحرير الزوار اللبنانيين، وهذا ما يفسر حرص عدد من المسؤولين اللبنانيين على توجيه شكر خاص لسوريا، وتحديدا للأسد الذي طلب من مدير مكتب الأمن القومي اللواء المملوك تقديم كل ما يلزم من تسهيلات لانجاز الصفقة.

…أما وأن الصفقة قد تمت، بعد مخاض عسير وطويل، فإن مصادر واسعة الاطلاع أبلغت «السفير» أن العوامل الحاسمة التي ساهمت في إنضاجها هي الآتية:

ـــ الموقف القطري الآخذ في التمايز عن السياسة السعودية التي لا تزال حتى الآن تحاول عدم الاعتراف بالتوازنات الجديدة في سوريا وبالمتغيرات الدولية والإقليمية، ومن الواضح أن الامير الجديد لقطر يريد مواكبة التحولات والتكيف معها، لاسيما أن الدوحة لا تستطيع أصلا القفز فوق مصالح واشنطن وتجاهل الانفتاح الاميركي ـ الايراني، وبالتالي فإن مساهمتها الفعّالة في إنهاء قضية المخطوفين تعطي إشارة الى رغبتها في إعادة التموضع في المنطقة كما في التعامل مع الملف اللبناني، ناهيك عن رسائل الغزل السياسي المتبادلة بينها وبين ايران.

ــــ هجوم «داعش» على «لواء عاصفة الشمال» الذي كان يحتجز الزوار اللبنانيين، وشعور من تبقى من عناصره بأن ملف المخطوفين أصبح يشكل عبئا عليهم وأنه من الافضل طيّه قبل فوات الأوان وفقدان السيطرة عليه، مع الاشارة الى أن «داعش» أعلنت خلال الساعات الماضية عن القضاء نهائيا على هذا «اللواء المعارض».

ــــ الحسابات التركية المستجدة، ورغبة أردوغان في استعادة الطيارين الاثنين، لتحسين صورته الداخلية تحسبا للانتخابات الرئاسية والمحلية المقبلة، وكان لافتا للانتباه أنه كان حاضرا شخصيا في المطار لاستقبالهما بعدما صارت قضيتهما محرجة له أمام الرأي العام التركي. وهناك من يتوقع أن يبذل أردوغان جهدا إضافيا لمعالجة ملف المطرانين المخطوفين، لإيصال رسالة طمأنة الى الأقليات في تركيا واستمالتها الى جانبه في الانتخابات، من دون اغفال ما يواجهه من تفسخات داخل حزبه وخاصة بعد قراره الترشح للرئاسة وافساح المجال أمام أوغلو لكي يتولى منصب رئاسة الحكومة من بعده.

ــــ البصمات الفلسطينية البارزة عبر تحرّك رئيس السلطة محمود عباس الذي كان قد تبلغ من الرئيس نبيه بري تمنيا بأن يساهم في معالجة قضية المخطوفين، لاسيما ان السفير الفلسطيني في انقرة معروف بحيويته وبعلاقاته الواسعة والعميقة مع المسؤولين الأتراك، والتي يمكن توظيفها والبناء عليها لتحقيق نتائج إيجابية، وهذا ما حصل بالفعل.

ــــ الحركة الدؤوبة لمدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي شكلت ديناميته قوة دفع اساسية لمساعي تحرير اللبنانيين.

يذكر أن ابراهيم قال في تصريحات أدلى بها أمس إنه في بداية المهمة التي كلّفه بها رئيس الجمهورية، والتي جعلها هاجسا له، كان يحلم باللحظة التي شهدها مطار بيروت مساء السبت، وقد كان متأكدا من حصولها، فهو كان مؤمنا بأن «الزوار الذين تم تحريرهم كانوا يقصدون بيتا من بيوت الله، والذي يقصد بيت الله يسهل له الله كل شيء لينال حريته».

وعن مصير المطرانين أوضح أن « ماحصل ليس له علاقة بموضوع المطرانين، فموضوعهما، نعمل عليه على خط آخر وبعيد جداً عن هذا الخط، وهذا واجبنا كدولة».

وردا على سؤال قال: لا أحب القول إن ما جرى صفقة، والأفضل أن يقال إن ما تم كان إنجازا وطنيا ادى إلى تحرير المخطوفين. فأنا الآن اعمل كمديرعام للأمن العام بعيداً عن الطوائف وبعيداً عن كل شيء. الوطن هو ما نعمل لأجله وليس المذاهب والطوائف.

والى من ينــــــسب هذا الإنجاز قال ابراهيم: «هذا الإنجاز هو للدولة اللبنانية».

المسلحون يهاجمون أحد مداخل جرمانا والجيش يتقدّم في المعضمية

حماه: 43 قتيلاً في تفجير انتحاري

طارق العبد

بالتزامن مع اشتعال المعارك في البادية ودير الزور، كانت حماه وريفها على موعد أمس مع تفجير انتحاري غير مسبوق أدى إلى مقتلة وإصابة العشرات، فيما عاشت مدينة جرمانا اشتباكات عنيفة، غداة تفجير حاجز للقوات السورية على مدخل غوطة دمشق.

وذكرت وكالة الأنباء السورية («سانا») أن «43 شخصاً قتلوا، وأصيب 78، في تفجير انتحاري قرب شركة المكننة الزراعية على أطراف مدينة حماه». وقال مصدر مسؤول أن «إرهابياً انتحارياً فجّر نفسه بشاحنة مفخخة بنحو 1.5 طن من المتفجرات قرب شركة المكننة الزراعية على المدخل الشرقي لمدينة حماه باتجاه السلمية».

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إلى مقتل 43 شخصاً، بينهم عناصر من القوات السورية، في التفجير الانتحاري». وبثت قناة «الإخبارية» السورية صوراً لمكان الانفجار، ظهر فيه دمار هائل امتد على مساحة واسعة. كما ظهرت صور أشلاء بشرية وسيارات وشاحنات متفحمة محملة بالخضار ومنتجات الألبان تتصاعد منها السنة النيران.

إلى ذلك، ذكرت «سانا» أن تفجيراً وقع، أمس الأول، في منطقة المليحة في الغوطة الشرقية قرب بلدة جرمانا، فيما ذكرت «تنسيقيات» المعارضة أن «اشتباكات اندلعت اثر تفجير مقاتل من جبهة النصرة لسيارة على حاجز عند مدخل بلدة المليحة، ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً وجرح العشرات، لتندلع معارك عند أطراف الحاجز ومحيط جرمانا». وتحدث نشطاء المعارضة عن مشاركة ألوية كتائب عديدة في الهجوم، مثل «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» و«الحبيب المصطفى». وذكر «المرصد» «قتل 16 جندياً و15 مسلحاً في التفجير والاشتباكات».

وذكرت «سانا» أن «وحدات من الجيش حققت تقدماً في المعضمية اثر عمليات نوعية». وقال مصدر مسؤول أن «وحدات من الجيش أحكمت السيطرة على المنطقة القريبة من معمل آسيا والمزارع المحيطة به، متقدمة من الجانب الغربي باتجاه الشرق إثر تدمير تجمعات عدة للإرهابيين».

وطالبت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس، أمس الأول، بوقف لإطلاق النار وإقامة ممر إنساني فوري لإنقاذ المدنيين المحتجزين في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق.

ونفت شبكات إخبارية تابعة للمعارضة الأنباء عن اقتحام تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) لمطار دير الزور العسكري، حسب ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت تحدثت فيه عن قصف استهدف أحياء عدة في المدينة تقع تحت سيطرة المسلحين، الذين يحاولون التقدم تدريجياً إلى باقي المناطق التي يسيطر عليها النظام. وبث مسلحون في «الجيش الحر» بياناً عبر الفضائيات «يدعون فيه الأهالي إلى تجنب استخدام الطريق الذي يصل المدينة ودمشق، حيث انه تحول إلى منطقة عسكرية، وذلك اثر المعارك التي تدور في بلدة السخنة قرب تدمر»، في إطار ما يسمّيه المسلحون «معركة البادية».

وعلى جبهة ثانية في حلب، «اعتقل مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام أكثر من 35 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة»، بحسب «المرصد».

من جهة ثانية، طالبت «القيادة المشتركة للجيش السوري الحر» و«قوى الحراك الثوري»، في بيان وزع في باريس، «باعتقال رئيس ما يُسمّى الهيئة العامة للأركان سليم إدريس»، معتبرة أن «هيئة الأركان تلك فرضت على الجيش السوري الحر من قوى خارجية».

ودعا البيان إلى «فضح الأخطاء والممارسات التي لا تمت بصلة لأهداف وأخلاق وقيم ومبادئ الشعب السوري العظيم وثورته المجيدة وجيشه الحر، لاستعادة الثورة وتعرية أمراء الحرب واللصوص والمرتزقة والانتهازيين وتجار الدم والسلاح».

ودعا إلى «اعتقال النائب اللبناني عقاب صقر ومساعده لؤي المقداد للتحقيق في دورهما في حرمان غالبية القوى الوطنية والثورية والعسكرية من الدعم المالي والعسكري، على عكس رغبات الدول الداعمة والمانحة»، مشدداً على «ضرورة التحقيق معهما في ملف تقديم الدعم المالي أو العسكري أو كليهما إلى تنظيمات إرهابية وأخرى متطرفة وعصابات وقطاع طرق».

مئة ألف قتيل بين ضفتي جنيف الأول والثاني

الإبراهيمي بين النار السورية والعرقلة الإقليمية

خليل حرب

مئة ألف قتيل بين جنيف الأول وجنيف الثاني. عام ونصف العام تفصل بين المؤتمرين. دخلت عناصر الى المعادلة السورية وخرجت منها، وكأن الدنيا دارت بالسوريين دورة كاملة، ودموية.

يذهب العالم إلى جنيف الثاني وقد تبدلت مجموعة وقائع أهمها: أن «جنيف 1» وصف وقتها بأنه «انتصار أولي» للمعارضة وللمعسكر المعادي لدمشق، بينما تتهيأ الأجواء الآن لـ«جنيف 2» وأمام هذا المعسكر حقائق واضحة من بينها: البحث عن تسوية مع النظام ذاته الذي تراجع تدريجيا المطلب ـ الخارجي والداخلي ـ لإسقاطه أولا طوال أكثر من عامين.

وإذا كان التفاهم الكيميائي بين واشنطن وموسكو في أيلول الماضي، المؤشر الأبرز على أن إرادات الأطراف الخارجية الكبرى صارت اكثر ميلا الى الخيار السياسي للخروج من النفق السوري المنذر باختلالات اقليمية، بما في ذلك البحث عن هدنة شاملة أو جزئية، فإن عنصرا جديدا حظي الآن باعتراف ـ ولو متأخراً ـ بقدرته المحتملة على تسهيل الحل السياسي في سوريا هو ايران.

ان هذا الاعتراف الغربي والاميركي تحديدا، في رأي مصادر مطلعة، كان يمكن لو شاءت أطرافه بعد انقضاء السنة الاولى من الحرب السورية، أن يمنح البدائل السياسية مبكرا فرصة أوفر حظا. وربما، يقول مصدر ديبلوماسي، كان «جنيف 1» خرج الى النور باحتمالات مغايرة عما وصل اليها بوفاته سريريا، عندما جرى تجاهل الدور الذي يمكن أن تؤديه طهران، والذي دفع المبعوث الدولي وقتها كوفي انان الى التحدث بمرارة عن الجهات التي عمدت الى تهميش الورقة الايرانية من التسوية المأمولة، ثم تقديم استقالته من مهمته الاممية في سوريا.

مئة الف قتيل اضافي بين «الجنيفين»، سقطوا. تبدلت أمور بين جنيف الاول وجنيف الثاني. هيلاري كلينتون غادرت الخارجية الاميركية، وجاء جون كيري. رحل كوفي انان، وجاء الاخضر الابراهيمي. علت اللهجة الروسية وصارت اكثر حدة ووضوحا. تعاظمت قوة «الجهاديين» ميدانيا على حساب الكتائب الاكثر اعتدالا ـ إن صح التعبير ـ في التشكيل العسكري المعترف به في الخارج، أي «الجيش السوري الحر». بدأت خيوط الوضع الميداني تخرج بشكل أوسع نطاقا عن سيطرة الغرب وأطراف عربية مؤيدة للخيار العسكري في سوريا. جاءت موقعة القصير والمسار العام لمعارك ريف دمشق، بمثابة صفعة لرهانات خارجية، وحسابات العديد من التشكيلات العسكرية الممولة بطبيعة الحال، من الخارج نفسه.

ثم جاءت اشارة اميركية بحتمية التغيير في الدوحة. تبدل الحكم في قطر، ولوحظ تراجع الدور القطري، ليتولى السعوديون زمام المبادرة سورياً. وقعت جريمة الغوطة وكانت ايذانا بحتمية الانكباب للبحث عن حل. العدد الكبير من اللقاءات والاتصالات الاميركية ـ الروسية ربما لم يعرفها تاريخ العلاقات بين الدولتين من قبل، الا في اشد حالات الازمات الدولية اشتعالا. قرعت واشنطن «بخجل» طبول الحرب، ثم انكفأت سريعا عنها، باسم ابتغاء الطريق السلمي، ما إن وفرت لها موسكو ودمشق مخرجا مناسبا لها.

وبينما شاركت تسع دول فقط في المؤتمر الاول، فإن «جنيف 2» قد يشهد مشاركة نحو 30 دولة بحسب ما تؤكده مصادر الامم المتحدة في نيويورك. وقتها، في حزيران من العام 2012، اقتصر الحضور على وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن، اي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وثلاث دول تمثل الجامعة العربية هي العراق والكويت وقطر، اضافة الى تركيا والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون، بالاضافة الى المبعوث الدولي كوفي انان.

لكن الاهم هذه المرة، الى جانب الدول الثلاثين، أن دمشق ستكون ممثلة تمثيلا رفيعا، وهو حضور ساهمت موسكو كما هو معروف في تأمينه. وتقول مصادر مطلعة إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيترأس وفد بلاده، وسيكون الى جانبه وفد يضم ايضا السفير السوري في نيويورك بشار الجعفري والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان.

حضور دمشق صار ملحاً بالنسبة الى الجميع… اللهم الا السعودية. اخماد البركان السوري اصبح اكثر من مجرد مصلحة دولية او اقليمية، عامة. هناك ترتيبات وتفاهمات تمتد خيوطها من واشنطن وموسكو الى طهران ودمشق، وتتشابك مع بيروت والرياض والدوحة والقاهرة وانقرة، وصولا الى كابول كما يؤكد لـ«السفير» مصدر واسع الاطلاع في طهران استنادا على ما سمعه الايرانيون من الاميركيين في اللقاءات والاتصالات المتعددة التي جرت في نيويورك مؤخرا.

هناك مفاتيح عدة قادت الى البوابة الايرانية، من بينها قدرة النظام في دمشق على البقاء، التعثر الميداني لبعض التشكيلات العسكرية التي راهن عليها بعض الغرب، هيمنة تنظيمي «داعش» و«النصرة» على المشهد الميداني، والسقوط السياسي للعديد من القوى المؤتلفة في «الائتلاف الوطني» المعارض في الخارج، اولا بسبب عجزها عن بلورة خطاب جامع للسوريين، وتعدد ولاءاتها لأجندات خارجية، وتناحر صفوفها الداخلية… وثانيا، وهو الأهم، فشلها في مواكبة التحولات الدولية وخصوصا التبدل الذي جرى في العلاقة الاميركية ـ الروسية في الشهور الاخيرة، وانكفاء الادارة الاميركية الى مشكلاتها الداخلية.

الا أن المفتاح الذهبي، تمثل في ايران. المقاربة الجديدة للسياسة الخارجية الايرانية التي عبّر عنها المرشد علي خامنئي بـ«ليونة المصارع»، ووصول الاميركيين، والغرب عموما، الى قناعة جديدة بعد انقضاء عهد «جنيف الاول»، بأن تغييب ايران في ذلك الوقت، بضغط سعودي شديد، كان رهانا خاسرا.

تشير مصادر في نيويورك الآن، الى محاولات تكرار السيناريو ذاته. حالة تذمر حادة تعبر عنها المملكة السعودية بأشكال عدة، من التفاهم الكيميائي الذي انسحب اعترافا بالدور الايراني في الترتيبات الجديدة، والتقارب الديبلوماسي الجاري بين طهران وعواصم غربية عدة، بينها الحليف الاول للمملكة: الولايات المتحدة.

واذا كانت طبيعة الدور السعودي ما زالت غامضة، ازاء التحولات الجديدة حول سوريا، خصوصا لجهة استمرار الغطاء المالي والسياسي لكتائب عسكرية معارضة، ربما بانتظار اللقاء المتوقع غدا الثلاثاء في لندن على هامش ما يسمى «اصدقاء سوريا»، بين الوزير السعودي سعود الفيصل ونظيره الاميركي جون كيري، فإن المراقبين يلاحظون اتجاهين متعارضين يرسمان ملامح السلوك السعودي، بين الديوان الملكي من جهة، وبين المخابرات ووزارة الخارجية، الاكثر تشددا، من جهة ثانية.

وتحدثت مصادر الامم المتحدة في نيويورك لـ«السفير» عن ضغوط تمارس من جانب السعودية لعرقلة جولة الابراهيمي الجديدة، مشيرة الى دول الخليج هي «الاقل ايجابية» في التعامل مع الخيار السياسي بشأن سوريا.

وقالت مصادر عربية لـ«السفير» إن الصراحة تقتضي القول إن لا غطاء عربيا قويا لمهمة الابراهيمي، حيث أن دول المنطقة لها وجهات نظر متفاوتة ازاء الازمة السورية ودور الامم المتحدة في الوساطة، مشيرة الى تناقض الادوار الذي تمارسه كل من السعودية وقطر وتركيا، في حين تبدو مصر والعراق والاردن وسلطنة عمان من المدافعين عن ضرورة الحل السياسي، والتعجيل به.

وقالت مصادر الامم المتحدة في نيويورك لـ«السفير» إن جولة الابراهيمي تشمل اضافة الى مصر، الكويت وسلطنة عمان، والعراق والاردن وتركيا وايران قبل ان تختتم بلبنان وبعدها سوريا التي سيضعها الابراهيمي في حصيلة حركته الاقليمية في الطريق الى «جنيف 2» الذي بلغ عدد الضحايا على الدرب اليه حتى الان نحو 120 الف شخص، بعدما كان عددهم مع انعقاد «جنيف 1»، نحو 15 الف شخص.

وقال مصدر ديبلوماسي في القاهرة لـ«السفير» إن الاشارات الايجابية من جانب القاهرة دعما للحل السياسي، تلقاها الابراهيمي من المصريين خلال اللقاء مع وزير الخارجية نبيل فهمي في نيويورك في ايلول الماضي، واطمأن لها مجددا خلال لقاءاته المصرية في اليومين الماضيين، مشيرا الى ان وساطة الابراهيمي تمتلك حظوظا اكبر من خلال التأييد المصري الان، مما حصلت عليه خلال عهد الرئيس المخلوع محمد مرسي الذي كان ملتزما بالأجندة السورية لجماعة «الاخوان المسلمين».

الا انه من بين المفاجآت البعيدة عن الاضواء التي قد تترافق مع مهمة الابراهيمي، بحسب ما تقول المصادر الديبلوماسية لـ«السفير»، اقتراح الوقف الشامل لاطلاق النار، (او الهدنة الجزئية في بعض مناطق الاشتباك الحساسة)، بما يسبق انعقاد «جنيف الثاني»، او خلاله وهو ما يفترض ان يمهد الطريق كبادرة حسن نية، امام مفاوضات ستلي المؤتمر قبل نهاية العام 2013، بدعم معجل من موسكو وواشنطن، وهي محادثات ما زال من المبكر البحث في امكانيات نجاحها، أو شكلها وآلياتها، بعدما سقط فعليا «شرط» السنوات الثلاث الماضية، بضرورة «تغيير النظام» قبل الولوج الى المستقبل السياسي في سوريا، امام طاحونة القلق الغربي من تداعيات انتظار دموي جديد لـ«جنيف الثالث»، وما هو ابعد من النار السورية.

الابراهيمي في القاهرة

ونفى الإبراهيمي، بعد اجتماعه مع الأمين العام للجامعة العربية في القاهرة أمس، تحديد موعد لعقد «جنيف 2»، بعد أن قال العربي إنه سيعقد في 23 تشرين الثاني المقبل.

وعن وجود شروط لدى «الائتلاف السوري» المعارض للمشاركة في «جنيف 2»، قال الإبراهيمي إن «المعارضة السورية تواجه مشاكل كثيرة، ولن يعقد المؤتمر من دون معارضة مقنعة، تمثل جزءا مهما من الشعب السوري المعارض».

وأضاف «ليس من المهم مشاركة الجميع في المؤتمر، سواء كانت معارضة مسلحة أو غير مسلحة، وسيتم انضمام من لا يشارك في جنيف 2 في العملية اللاحقة له». (تفاصيل صفحة 13)

في هذا الوقت، قتل 43 شخصا، وأصيب 78، في تفجير انتحاري نفّذه عضو في «جبهة النصرة» بشاحنة محملة بحوالي 1,5 طن من المتفجرات على المدخل الشرقي لمدينة حماه باتجاه السلمية.

برلين تعترف بتوريد منتجات لدمشق يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة كيماوية

برلين- (د ب أ): اعترفت الحكومة الألمانية بأنها سمحت لشركات ألمانية حتى عام 2009 على الأقل بتوريد صمامات خاصة ومضخات إلى سورية يمكن استخدامها في بناء مصانع إنتاج الأسلحة الكيماوية.

جاء ذلك في رد من الحكومة على استجواب داخل البرلمان (بوندستاج) مقدم من حزب اليسار المعارض.

وجاء في رد وزارة الاقتصاد الذي حصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة منه وتحدثت عنه مجلة (دير شبيغل) الألمانية الصادرة الاثنين في تقرير لها أنه “في كل هذه الحالات تم عرض الاستخدام السلمي لهذه البضائع بشكل معقول” مشيرة إلى أن هذه المكونات تم استخدامها في إنتاج الورق ومنجات غذائية.

وكانت دراسة أمريكية قديمة نشرت الشهر الماضي كشفت عن حصول سورية على قطع غيار صناعية من ألمانيا يرجح أنها استخدمتها في منشآت إنتاج الغازات السامة.

وكانت صحيفة (فيست دويتشه الجماينه تسايتونج) الألمانية نقلت عن الدراسة التي اجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي عام 2000 القول إن هذه القطع تتعلق ببراميل خلط خاصة وأفران حرارة عالية وأجهزة ضغط متوازن.

وتابعت الصحيفة أن القطع تم توريد جزء منها إلى سورية بموجب أذون تصدير عبر شركة هيرمس.

وتوقع المعهد الأمريكي آنذاك أن تكون عمليات التوريد من قبل العديد من الشركات الألمانية في تسعينيات القرن الماضي تمت دون انتهاك للقانون الألماني.

من جانبها ردت شركة فيروشتال للصلب في مدينة إيسن غربي ألمانيا وهي إحدى الشركات التي تم ذكرها في هذا التقرير بالقول إنها وبعد مراجعة عمليات التوريد السابقة لا يمكنها تفهم التصور الذي أشار إليه المعهد الأمريكي في دراسته.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الاقتصاد الألمانية قدرت الشهر الماضي كمية المواد الكيماوية التي تم توريدها إلى سورية في الفترة بين عامي 1998 حتى نيسان/ أبريل من العام 2011 بنحو 360 طنا لكنها أكدت أنه لم يكن هناك أي شك في أن هذه المواد ستستخدم في الأغراض المدنية.

واعترفت الوزارة في الوقت الراهن بتوريد صادرات إلى سورية يمكن استخدامها في إنتاج أسلحة كيماوية، وهذه الصادرات هي 42 صماما ذا طلاء خاص وعشر ألواح مبادل حراري واثنتان من مضخات الحجاب الحاجز وقالت الوزارة إن هذه المواد تم السماح بتصديرها على أساس استخدامها في مصانع إنتاج الورق وتصنيع الجعة ومحطة لتجهيز الغاز الطبيعي.

وذكرت الوزارة في ردها أنه لا توجد إشارات على استخدام هذه المواد في اغراض عسكرية.

ويذكر أن تصدير البضائع ذات الاستخدام المزدوج (عسكري ومدني) يخضع في ألمانيا لموافقة المكتب الاتحادي للرقابة على التصدير. وتراجعت الصادرات خلال فترة المستشار السابق جيرهارد شرودر (1998-2005) لكنها عادت واستؤنفت خلال فترة حكومتي ميركل الأولى من 2005 حتى 2009 والثانية من 2009 حتى 2013.

الابراهيمي يستبعد جنيف ـ 2 بدون معارضة ‘مقنعة

دمشق توافق على زيارته شرط ان يكون محايدا

حزب الله يرصد 15 ألف مقاتل لمعركة ‘القلمون’

عواصم ـ وكالات: اعتبر الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الاخضر الابراهيمي الاحد في القاهرة انه يستبعد انعقاد مؤتمر ‘جنيف-2′ للسلام في سورية في غياب ‘معارضة مقنعة تمثل جزءا مهما من الشعب السوري المعارض’.

وهذا المؤتمر الذي سيعقد في 23 تشرين الثاني/نوفمبر ‘لن يعقد بدون معارضة مقنعة تمثل جزءا مهما من الشعب السوري المعارض’ لنظام الرئيس بشار الاسد، كما قال الابراهيمي.

ويجتمع اصدقاء سورية الثلاثاء في لندن في محاولة لاقناع المعارضة السورية بان مؤتمر جنيف المزمع عقده بعد شهر هو الحل الوحيد للتوصل الى السلام في سورية.

وسيشدد وزراء 11 دولة غربية وعربية على ضرورة مشاركة المعارضة في جبهة ‘موحدة وقوية.’

وسيعقد الائتلاف الوطني السوري المعارض نقاشات داخلية في اسطنبول في الاسبوع المقبل يتوقع ان تنتهي بتصويت على المشاركة في محادثات جنيف 2، فيما برزت خلافات في صفوفه. وميدانيا بدا الائتلاف كأنه يفقد قدرته التمثيلية بعد انشقاق حوالى 70 جماعة معارضة مسلحة عنه في جنوب سورية مؤخرا بعد انشقاق حوالى 10 مجموعات في اواخر ايلول/سبتمبر.

على هذه الخلفية اوضح مصدر دبلوماسي غربي ان اجتماع ‘لندن يرمي الى توضيح الهدف من مؤتمر جنيف. ينبغي وضع اطار واضح كي ينضم الائتلاف اليه’ .

بعد التخلي عن خيار الضربات العسكرية ضد نظام الاسد والتصويت على قرار في مجلس الامن في اواخر ايلول/سبتمبر لاتلاف الترسانة الكيميائية السورية عملا باقتراح من موسكو، باتت الدول الغربية والعربية تدعو الى ‘الحل السياسي’ كخيار وحيد لانهاء الازمة. وهذا هو هدف جنيف 2.

وصرح وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ان الدول ‘ستناقش التحضيرات لمؤتمر جنيف ودعم الائتلاف الوطني السوري (المعارض) وجهودنا لانجاز حل سياسي لهذا النزاع المأساوي’.

وصرح نظيره الامريكي جون كيري للاذاعة الوطنية العامة ان محادثات لندن تهدف الى ‘السعي لدفع العملية قدما’، علما انه سيلتقي الاثنين في باريس وزراء خارجية الجامعة العربية، ثم صباح الثلاثاء نظيره الفرنسي لوران فابيوس.

وسيمثل الائتلاف الوطني السوري رئيسه احمد الجربا المنتخب في تموز/يوليو، يرافقه مصطفى الصباح الذي خسر امامه في المنافسة على هذا المنصب، حسب ما اعلن مصدر دبلوماسي غربي.

من جهته، اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان الدول العربية والغربية تستعد للقاء المعارضة السورية الثلاثاء لاقناعها بالمشاركة في مؤتمر جنيف-2.

واقر العربي خصوصا ‘بوجود صعوبات كثيرة لا بد من تخطيها لعقد المؤتمر’.

ويرفض النظام تنحي الرئيس الاسد، بينما ترفض المعارضة في المنفى اي عملية انتقالية تنص على بقائه في السلطة.

وقال العربي ‘تقرر أن يكون مؤتمر جنيف 2 يوم 23 نوفمبر المقبل’ مشيرا الى ان ‘الترتيبات والإعداد تتم لهذا المؤتمر’.

جاء ذلك فيما ذكرت صحيفة سورية امس الاحد ان دمشق وافقت على استقبال المبعوث الخاص الاخضر الابراهيمي الاسبوع المقبل شرط التزامه الحياد ودوره كوسيط في النزاع السوري، وذلك بعد حملة سورية عنيفة على الموفد الدولي تلت زيارته الاخيرة الى دمشق في نهاية العام 2012.

وكتبت صحيفة ‘الوطن’ المقربة من النظام السوري ‘من المرجح أن يصل الإبراهيمي دمشق الأسبوع القادم عن طريق بيروت، بعد أن فتحت دمشق أبوابها لاستقباله شرط أن يلتزم الحيادية والمهنية والموضوعية ويمارس دوره كوسيط نزيه وليس كطرف في النزاع الدولي القائم على سورية’.

الى ذلك أفادت مصادر مقربة من ‘حزب الله’ اللبناني أن الحزب يستعد لمعركة فاصلة في القلمون الواقعة بين وادي بردى والحدود اللبنانية السورية ، على أن تكون بأسرع وقت ممكن قبل انعقاد مؤتمر ‘جنيف 2′ ، المتوقع منتصف الشهر المقبل.

ونقلت صحيفة ‘الوطن’ السعودية امس الأحد عن المصادر ، التي لم تسمها ، أن الحزب يرصد لهذه المعركة أكثر من 15 ألف مقاتل وأنه يسعى لكي تكون المعركة قصيرة قبل مؤتمر جنيف ، على أساس أن موسم الشتاء لن يساعد مقاتلي الثورة السورية في التصدي وسيكون من السهل الانتصار عليهم.

ويجري الترويج لمعركة القلمون بدعوى أن إحدى السيارات المفخخة التي تم اكتشافها بالضاحية الجنوبية بلبنان جرى تفخيخها في ‘القلمون السورية’.

تضارب الانباء حول مصير المعتقلات لدى النظام بعد صفقة المخطوفين

بيروت ـ ا ف ب: تضاربت الانباء حول مصير عشرات السجينات السوريات اللواتي كان يفترض اطلاقهن السبت في اطار صفقة الافراج عن تسعة لبنانيين احتجزوا لـ17 شهرا لدى مجموعة من المعارضة المسلحة في شمالي سورية، وسط صمت سوري رسمي حول الموضوع.

وكان مسؤولون لبنانيون كرروا مرارا طيلة شكرهم للسلطات السورية للتجاوب مع طلب لبناني باطلاق نساء معتقلات في سجونها وردت اسماؤهن في لائحة سلمها خاطفو اللبنانيين الى الوسطاء في الملف، وقد تضاربت الارقام حول اعدادهن وتراوحت بين مئة ومئتين.

وتحدثت مصادر مطلعة على ملف التفاوض، عن وجوب حصول ‘تزامن’ بين انطلاق الطائرة التي تقل اللبنانيين المفرج عنهم من اسطنبول متجهة الى بيروت، وانطلاق طائرة اخرى تقل المعتقلات من مطار دمشق الى تركيا، بعد ان اشترط الخاطفون المنتمون الى ‘لواء عاصفة الشمال’ الذي يقاتل النظام، عدم حصول عملية الافراج على الاراضي السورية.

اما بالنسبة الى المعتقلات السوريات، فلم يرد اي تأكيد حول الافراج عنهن. واكتفى المسؤولون اللبنانيون بجواب موحد حول السؤال عن هذا الموضوع، وهو ‘يفترض انهن اطلقن وغادرن سورية’، مسرفين في الاشادة بتعاون الرئيس بشار الاسد في هذا الملف. ونفى الناشطون السوريون ردا على اسئلة لوكالة فرانس برس معرفتهم باي شيء عن هذا الموضوع. وقالت سيما نصار، الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان والتي تتنقل بين سورية والخارج وتتابع قضايا المعتقلين، ‘لا توجد اي معلومة مؤكدة’ حول الافراج عنهن. وكانت المؤسسة اللبنانية للارسال التي كشفت الكثير من تفاصيل الصفقة التي تمت بوساطة قطرية وانجزها مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم ممثلا لبنان، اوردت ان ‘تسليم السجينات السوريات من قبل النظام السوري ادى الى اتمام عملية التبادل بشكل نهائي’.

اطفال سورية هدف سهل لبشار

صحف عبرية

تلفظت الطفلة رنا عبيد من سورية أنفاسها جوعا، وهي لم تبلغ السنة شاحبة لم تعرف محيطها. وقد مات 170 طفلا جف حليب أمهاتهم بسبب الضغط في هذا الشهر في ثلاثة أحياء محيطة بدمشق، وهي المعظمية والغوطة الشرقية، التي أصابها الهجوم الكيميائي، ومخيم اليرموك، وهو المحبس الفلسطيني الذي يُضرب ساكنوه بسبب نقد صدر عن خالد مشعل بعد أن هرب، للرئيس الاسد.

‘يُزعزع العالم لحظة من صور البطون المنتفخة جوعا للاطفال الذين يموتون في سورية، ولكنه يعاود شؤونه بعد ذلك. إن الأحياء الثلاثة المحيطة بدمشق سيطر عليها المتمردون، لكن السلطة تتعامل بحنكة ويحيط الجنود بالمنطقة المحتلة وتُنشر فوق كل حاجز خلية قناصين. ومن يحاول نقل زجاجات شرب تصيبه رصاصة، ولم يعد أحد يستطيع أن يدفع ثمن المنتوجات الغذائية التي أخذت تنفذ والادوية كذلك بسبب الارتفاع الكبير في الاسعار، ولا يوجد حليب طازج والمخابز مغلقة. ووجهت النيران الى قوافل مساعدة الامم المتحدة فولت هربا.

رأينا في هذا الاسبوع الزوجين الرئاسيين في مسجد دمشق الكبير. يقولون إنه جاء ولا يعلم أحد متى تم تصوير الفيلم في الحقيقة الى صلاة عيد الاضحى. وظهرت أسماء الاسد بحذاء رياضي أمام طلاب مدرسة أعمارهم كأعمار أبنائها الثلاثة، كي تغرس شجرة زيتون في ذكرى شهداء الحرب الناشبة منذ ثلاث سنوات في سورية، ويا لمبلغ الهزل في ذلك. وقد أصبح الاسد يعلم أنه مستمر وهو محاط بطوق سميك من الحراس. وخرجت أسماء لاظهار الحضور أمام عدسات التصوير على أثر موجة الاشاعات التي قالت إنها هربت مع أبنائها من سورية.

‘من الذي يضمن أن يكون تجميع الاطفال حتى الموت هو آخر محطة في سلسلة التعذيب التي يوجدها خيال بشار المريض؟ ينبغي ألا ننسى أنه أقسم أن ينقذ حياة الناس حينما أُجيز طبيبا في لندن قبل أن يدخل القصر.

‘إن اولاد سورية هم هدف سهل للدكتور بشار، منذ أن نشبت الهبة الشعبية في البلدة النائية درعا في آذار/مارس 2011. وقد بدأت الوحشية التي لا حدود لها بخطف اولاد رشوا كتابات جدارية وعادوا مقطعي الاعضاء في أكياس بلاستيكية، وتطور ذلك ليصبح زيارات ليلية لاحياء سكنية، ومراسم إعدام لنساء وشيوخ واطفال أطلق شبيحة النظام النار عليهم، وحينما نزل الرجال للعمل السري خطفوا الفتيان والبنات من الشوارع وطرحوهم في مراكز اعتقال وأطلقوهم ليتحدثوا في البيوت عن فظاعات التعذيب والتنكيل الجنسي.

إن الوحشية المريضة هزت العالم المستنير الذي يُظهر ذاكرة قصيرة ويُخندق في عدم اكتراث حتى بعد الهجوم الكيميائي على ريف دمشق. حينما تحين لحظة كتابة تاريخ الهبة الشعبية في سورية سنتذكر الافلام المثيرة للقشعريرة لأكياس النايلون القاتمة. كانت صفوفا طويلة وفي كل كيس جثة ولد صغير.

تتحدث معطيات غير دقيقة ولا سبيل للتدقيق في خضم الفظاعة عن ربع مليون طفل وولد قضى عليهم شبيحة بشار، وعن اربعة ملايين ولد تلقوا حياتهم هدية، اقتُلعوا في داخل دولتهم أو أصبحوا لاجئين نجحوا في الفرار من سورية. أصرت أسماء الاسد في هذا الاسبوع على اعطائهم درسا مغطى اعلاميا في حب الوطن الخائن: أنا هنا أمس واليوم وغدا مع أبنائي لأربيكم على قيم صحيحة لتعرفوا الثقافة المجيدة، ولتكونوا مواطنين مخلصين، بل لتذوبوا تأثرا من المأكولات الرائعة للمطبخ السوري. ‘وفي حين كانت تقرأ النص الذي كتبوه لها في وزارة الاعلام، أفتى فقيهان في ريف دمشق بفتوى للاولاد الجائعين في الاحياء المحاصرة تبيح أكل لحم الكلاب والقطط والحمير من اجل البقاء فقط.

سمدار بيري

يديعوت 20/10/2013

جراح بريطاني: لم افتح صدورا في حياتي مثلما فعلت في سورية.. النظام يستهدف المستشفيات وعائلات الاطباء

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ اتهم جراح بريطاني معروف الحكومة السورية باستهداف الاطباء والمؤسسات الصحية والعاملين فيها، وقال ان القناصة يتعمدون قنص النساء الحوامل كرياضة يتنافسون فيها بينهم. ودعا الى انشاء ممرات انسانية بين سورية ودول الجوار معها لدعم النظام الصحي والمستشفيات التي خسرت الالاف من اطبائها وتتناقص المواد الطبية اللازمة لانقاذ الارواح بشكل سريع.

وكان الدكتور ديفيد نوط قد عاد الاسبوع الماضي من زيارة له الى شمال سورية حيث قضى هناك ستة اسابيع. وقال ان المواد الطبية اللازمة تتعرض لهجمات من الفصائل الاسلامية المسلحة التي تعطل وصولها الى المستشفيات الميدانية والعيادات الصحية.

وقال نوط ان هذه الجماعات تعيش حربا مع الجيش ومقاتلي الجيش الحر. وقالت صحيفة ‘اندبندنت اون صاندي’ ان نوط وهو جراح له خبرة في مناطق الحروب وعمل سابقا في افغانستان والبوسنة والعراق وكان يعمل 18 ساعة في مستشفى ميداني لا يبعد سوى كيلومتر واحد عن جبهات القتال وفي المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وقال ان معظم الحالات التي كانت تصل الى المستشفى هي من المدنيين الذين اصابهم رصاص الجيش وقناصته وعلق قائلا ‘لم يبق الكثير من الاطباء في ذلك الجزء من البلاد، وهناك قلة من الاطباء المتبقين ممن تلقوا تدريبا على ممارسة الجراحة و’لهذا السبب يموت الكثير من الجرحى لعدم قدرة الاطباء على التعامل مع الحالة ووقف النزيف’.

وقال نوط ان المستشفى الذي عمل فيه كان يفتقد لابسط الاشياء ‘ فلم تكن هناك قبعة او قناع للجراح كي يلبسه، وهم بحاجة الى مواد كثيرة لانها في تناقص دائم.

صعوبة نقل المواد الطبية

ويعتبر ايصال المواد الطبية امرا صعبا، وهناك حاجة الى ممرات انسانية تقوم بانشائها الامم المتحدة او الحكومة البريطانية، فنحن كما يقول ‘بحاجة الى ممر انساني تمر عبر المساعدات الانسانية’.

وتقول الصحيفة ان دعوات الدكتور نوط جاءت في ضوء حالة الاحباط التي اصابت منظمات الاغاثة الانسانية من المجتمع الدولي الذي اتهمته بعدم القيام بما هو لازم للتصدي للازمة الانسانية التي تواجه ملايين السوريين، وتتهم هذه الجماعات المجتمع الدولي بالتركيز اكثر على تدمير الترسانة الكيماوية للنظام السوري وتنفيذ الاتفاق الامريكي- الروسي.

ونقلت الصحيفة ما قاله مدير الابحاث في منظمة اطباء بلا حدود من ان ‘ السكان بحاجة الى دعم من الخارج.. ولم يغير الاتفاق في مجلس الامن (حول الاسلحة الكيماوية) اي شيء’، وكان الدكتور جين هارفي برادول قد عاد من سورية قبل اسبوعين حيث قال ‘لم يتم دعم الاتفاق الذي تم بأي خطوات صلبة لها علاقة بالسكان.. ولم يتغير اي شيء.. ومن المثير للدهشة هو ارتياح المجتمع الدولي للاتفاق الكيماوي لكن لم يحدث اي تغيير مهم على حياة المدنيين، فنحن بحاجة لوضع نكون فيه قادرين على ارسال قوافل للمناطق التي يتعرض فيها السكان للهجمات، ومع ذلك فهذا يبدو في الوقت الحالي حلما’.

وبالاضافة للمصاعب التي يعاني منها العاملون في مجال الاغاثة الطبية والانسانية تعرضهم للاختطاف من الجماعات المسلحة، ففي الاسبوع الماضي تم اختطاف ستة من عمال الصليب الاحمر مع متطوع اخر من الهلال الاحمر السوري في بلدة سراقب قرب في محافظة ادلب وقد تم الافراج عن ثلاثة فيما لا يزال البقية رهن الاختطاف، وقد اظهر الحادث المخاطر التي يتعرض لها العاملون المدنيون في محاور الحرب. وبدا هذا واضحا من الطريقة التي دخل فيها نوط الى سورية، حيث اختبأ في سيارة عندما وصلوا نقطة تفتيش يشرف عليها مقاتلون من الدولة الاسلامية في العراق والشام ‘داعش’.

وقال ان ‘المشكلة تكمن في وقف داعش لايصال المساعدات’، مضيفا ‘هناك صعوبة في الدخول والخروج، وان لم يشعروا بعدم الراحة تجاهك فاما يعتقلونك او يختطفونك’.

وقال نوط ان العمال في الاغاثة الطبية والعيادات اصبحوا هدفا للنظام ‘فان تخلصت من الاغاثة الطبية فلا احد عندئذ يريد القتال لعدم وجود من سيعالجهم’.

ووصف حالة مستشفى استهدفها النظام بقوله انها سويت بالتراب فيما ‘تم استهداف المستشفى الذي كنت اعمل بصواريخ سكود، انهم يحاولون تفجير كل المستشفيات، ولدينا سائقون يصلون بسيارات الاسعاف وعليها اثار الرصاص، ولدى النظام مخبرون وفي حالة تعرفهم على وجود اطباء فانهم يخبرون عن عائلاتهم التي تتعرض للاعتقال او يقوم النظام بعمل شيء وحشي ضدها’.

دعوات اخرى

وتقول الصحيفة ان منظمة الاغاثة السورية ومنظمة الاغاثة الاسلامية في بريطانيا دعمتا ما قاله الدكتور نوط، ونقلت عن مارتن كوتينغهام من الاغاثة الاسلامية قوله ‘ندعو منذ فترة ليست بالقصيرة لانشاء ممرات انسانية’.

وتشير الاحصائيات الى مغادرة اكثر من 15 الف طبيب سوري بلادهم منذ بداية الازمة. وفي الوقت الحالي هناك طبيب واحد لكل 70 الف شخص.

ويحذر عمال الاغاثة من مشاكل نقص الاغذية والجوع مع حلول فصل الشتاء الذي عادة ما يكون قارسا في مناطق الشمال السوري. ومن هنا فالممرات الانسانية ضرورية لايصال المواد الغذائية للمناطق البعيدة والتي يصعب الوصول اليها.

ويدعو عمال الاغاثة الى ممرات انسانية يقوم تحالف من الدول المستعدة بانشائها بالتعاون مع الامم المتحدة. وكانت فرنسا قد دعت الى مثل هذه الخطوة العام الماضي الا انها فشلت لحاجتها الى دعم عسكري كي تنجح. ويقول نوط الذي عاد للعمل في لندن الاسبوع الماضي انه يشعر بالارتياح لزيارته وانه قام بتعليم وتدريب الاطباء على اساليب مثل لقط الاوعية الدموية وقطب ثقوب في القلب، اساليب يمكن ان تنقذ حياة مريض اصابته رصاصة.

ويقول نوط انه لم يقم باجراء عمليات جراحية وفتح صدر مثلما فعل اثناء اقامته لان هناك الكثير من الجرحى الذين اصيبوا بصدورهم.

و’كان الجرحى ينزفون حتى الموت بسبب عدم تدريب الجراحين هناك على اهمية فتح الصدر كي يتم السيطرة على النزيف في الرئة او القلب او الاوعية الدموية’.

واكد انه تلقى رسائل من الاطباء هناك قالوا فيها انهم فعلوا بالضبط كما دربهم وهذا مدعاة لسروره. وفي تصريحات اخرى وصف نوط الحالات التي كان يعالجها بانها تعبر عن لعبة كان يمارسها القناصة، حيث كان هناك جرحى في الصدر او الرقبة واحيانا الفخذ. مشيرا ان بعض القناصة كانوا يحصلون على علب سجائر كمكافآت لهم على ضرب الاهداف الصحيحة.

وقد تحدث نوط الى راديو -4 يوم السبت قائلا انه عالج في يوم ست نساء حوامل كلهن استهدفهن القناصة، وفي اليوم التالي تم استهداف اثنتين، تم انقاذهما لكن الجنينين في داخلهما ماتا. ورفض نوط تحديد مكان المستشفى الميداني الذي كان يعمل فيه، ولا الطرف الذي كان يقوم باطلاق النار لكنه اكد انه من الجانب الحكومي. وما قام به الدكتور نوط هو جزء صغير مما يحتاجه السوريون حيث تقدر الامم المتحدة ان هناك اربعة ملايين سوري بحاجة الى مساعدات عاجلة.

ويقول المدير التنفيذي لمنظمة ‘انقذوا الاطفال’ جاستين فورسايث انه مع اقتراب فصل الشتاء فالجوع سيزداد ‘ونحن بحاجة للوصول الى المناطق في سورية في غضون اسابيع او اشهر’.

وفي الوقت الحالي تقوم منظمة الهلال الاحمر السوري بتوزيع المواد الغذائية لكن كما تقول متحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي فان توزيع المواد الغذائية عادة ما يتعرض للتوقف بسبب المخاطر الامنية ونقاط التفتيش، واستمرار تغير خطوط السيطرة على المناطق بين المقاتلين والحكومة.

وتصل المواد الغذائية عادة عبر الحدود اللبنانية او ميناء اللاذقية لكن القوافل تتعرض للتفتيش والتوقف في اي اكثر من منطقة وفي حالات يتم الهجوم عليها ونهبها. ويتساءل التقرير ان كانت الممرات الانسانية ستنجح في تخفيف الكارثة الانسانية السورية.

وتنقل عن النائب في البرلمان بروكس نيومارك قوله ان المبادرة يجب ان تأتي من الحكومة السورية او عبر تفويض دولي يسمح بممرات آمنة تمر عبرها المنظمات الانسانية العاملة في سورية.

وقال ان اية محاولة لانشاء ممرات انسانية بدون موافقة الحكومة السورية سيكون خطيرا لانه اي دولة لن تعرض جنودها للخطر، وقال ان الروس عليهم واجب اخلاقي للضغط على النظام السوري كي يسمح بانشاء هذه الممرات.

وتنقل عن كريس دويل من منظمة التفاهم العربي ـ البريطاني قوله ان الممرات الانسانية بحاجة الى من يحميها ومع ذلك لا احد مستعدا لارسال قوات او فكر اين سيتم انشاء هذه الممرات. ويرى لورد بادي اشاداون، زعيم الليبراليين الاحرار والذي عمل سابقا في البوسنة، ان الممرات الانسانية فكرة جيدة لكن من ‘سيحميها’.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر انتشار حالات شلل الاطفال او ‘بوليو’ حيث سجلت حالات في منطقة دير الزور.

تدمير الكيماوي لا يحل الازمة

وخصصت الصحيفة افتتاحيتها لموضوع الممرات الانسانية داعية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كي يمارس الضغط على النظام التابع له. وذكرت الصحيفة بما قاله ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني الذي قال ان بريطانيا ستظل مشغولة بهم المساعدة الانسانية ويجب ان لا يفهم احد ان تدمير الترسانة الكيماوية السورية يعني ان الازمة قد ‘حلت’.

وترى مع ذلك ان هناك نوعا من تراجع في ضغط الرأي العام العالمي. فعمليات تدمير الاسلحة الكيماوية جار في الوقت الذي تستمر فيه الحرب والتي ترسل يوميا الالاف من اللاجئين الى لبنان والاردن وتركيا والعراق.

واشارت الى تصريحات ديفيد نوط ‘جراح انديانا جونز′ (في اشارة الى سلسلة الافلام الشهيرة) والذي قالت انه قاد فريقا من الاطباء الى سورية.

واتهم النظام السوري بانه يقوم عبر قناصته باستهداف النساء الحوامل، حيث يقوم القناصة بممارسة هذا الفعل كرياضة وتسابق بينهم. وكان نوط قد وصف تجربته في سورية بانها ‘جهنم ما بعدها جهنم’.

يقظة الضمير

وعبرت عن املها في ان تؤدي تصريحات نوط الى ايقاظ الضمير العالمي وان تجدد الجهود الدبلوماسية. مضيفة الى ان الاحتجاج غير العادي الذي قامت به السعودية، برفضها مقعدا في مجلس الامن قد يؤدي الى زيادة هذه الضغوط. خاصة ان السعودية قد اتهمت الامم المتحدة من بين عدة اشياء بالازدواجية في المعايير وانها تسمح لبشار الاسد بقتل شعبه مستخدما السلاح الكيماوي وبدون ان تقوم اي الامم المتحدة باتخاذ اجراءات لردعه او عقابه. وقالت ان الحكومة البريطانية اعلنت عن مشاركة لها في مواجهة الازمة الانسانية حيث اعلن جاستين غرينينغ، وزير التنمية والتطوير الدولي عن 12 مليون جنيه استرليني لمساعدة الحكومة الاردنية كي توفر المساعدات للاجئين السوريين. ومع ذلك فهناك حاجة لجهود انسانية اكثر.

واشارت الصحيفة الى اقتراح نوط بانشاء معابر انسانية، متسائلة الم يحن الوقت كي تقوم الحكومة الروسية بتحويل بلاغتها حول المساعدات الانسانية الى واقع خاصة ان مفتشي الاسلحة الكيماوية يقومون بعملهم داخل سورية.

وتقول ان الحكومة الروسية تظل الداعم الخارجي الاكبر لنظام الاسد، فيما تتطلع ايران لتحسين علاقاتها مع امريكا والغرب. بوتين يمكنه دفع حليفه السوري للالتزام بالقانون الدولي.

ولهذا تأمل الصحيفة ان يؤدي الغضب الدولي بسبب ما كشفه نوط من استهداف النظام السوري للاطباء الى ان ينتج فعلا من روسيا.

طي صفحة مخطوفي أعزاز والطيارين التركيين بوساطة قطرية… احتفالات في الضاحية الجنوبية حتى الفجر والمحررون تحدثوا عن لحظات خطر وعتب

سعد الياس

بيروت – ‘القدس العربي’ إنطوت قضية مخطوفي أعزاز بعد معاناة طويلة وارتدادات أمنية عاشها لبنان منذ يوم خطفهم في 23 آذار 2012، تمثلت في قطع طرق وأعمال خطف للمبادلة وتوقيفات واعتصامات وتهديدات بالتصعيد لتحريك القضية. لكن الصفقة التي تضمنت الافراج عن الطيارين التركيين ومعتقلات في السجون السورية لم تكتمل فصولها بإطلاق سراح المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم المخطوفين في سوريا مما جعل الفرحة منقوصة بحسب ما ورد في المواقف السياسية.

وبدا واضحاً أن النتيجة الإيجابية للصفقة التي تعثّرت أكثر من مرة ما كانت لتتحقق لولا دخول قطري قوي على خط الوساطة في ظل معلومات عن أن قطر دفعت مبلغ 150 مليون دولار مقابل ضمانات بتحرير المخطوفين فوراً، الامر الذي دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى استعادة عبارته الشهيرة في مؤتمر الدوحة للقيادات اللبنانية ‘شكراً قطر’، مرفقاً إياها بتوضيح أنه يعبّر بذلك عن شعور أهالي المخطوفين.فيما إتصل الرئيس اللبناني ميشال سليمان بأمير قطر تميم بن حمدآل ثاني وشكر له مساعي بلاده من أجل إنهاء قضية المخطوفين، كما شكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الجهود التي قام بها.

وكانت طائرة قطرية خاصة تقل المخطوفين اللبنانيين التسعة في أعزاز وعلى متنها وزير الخارجية القطري خالد العطية والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم حطّت في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت عند الساعة العاشرة والدقيقة الأربعين من مساء أمس، حيث كان في استقبالها شربل ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري وممثل الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام محمد المشنوق، وممثل الرئيس سعد الحريري النائب خالد زهرمان، وممثل رئيس كتلة ‘المستقبل’ النيابية الرئيس فؤاد السنيورة النائب عاصم عراجي، إلى جانب عدد من النواب والشخصيات السياسية والحزبية.

واعتبر ابراهيم ان ‘ما تم تحقيقه وانجازه، هو نصر للبنان، فالمفاوضات مع الجانب التركي والقطري والسوري، أثمرت ما نشاهده الآن’، واصفاً عملية التفاوض بأنها ‘لا شك كانت صعبة، انما لا شيء صعباً اذا كانت هناك ارادة’.

وقال ‘نحن نشكر قطر من كل قلبنا، ونشكر تركيا وسيادة الرئيس الأسد الذي سهّل هذه المهمة.ولدينا عمل كثير نقوم به، إذ ما زال المطرانان وغيرهم مخطوفين الموضوع لم ينته انما جزء منه’.

في المقابل، كانت مروحية تابعة للجيش اللبناني أقلت من مطار قاعدة رياق العسكرية الطيارين التركيين واتجهت بهما إلى بيروت جيث استقبلهما السفير التركي لدى لبنان إينان أوزيلديز قبل أن يستقلا طائرة قطرية خاصة أقلتهما عائدة إلى تركيا.وعمّت الفرحة والاحتفالات في ضاحية بيروت الجنوبية وأطلق الرصاص ابتهاجاً، ورفعت صور للأمين العام لـ ‘حزب الله السيد حسن نصرالله واللواء إبراهيم وأعلام حزب الله وحركة أمل والعلم اللبناني’.

وأكد المحررون اللبنانيون في تصريحات صحافية لهم لحظة وصولهم إلى مطار بيروت الدولي ‘أن وضعهم كان أسوأ مما يمكن تصوره’، مشيرين إلى ‘أن معاملتهم لم تكن جيدة ، وإلى أن ‘الخاطفين لم تكن لديهم لا أخلاق ولا دين، وذنبنا أننا شيعة’.

وروى المحررون بعض ما حصل معهم خلال فترة اختطافهم في سوريا، وقال المحرر عباس شعيب ‘عشنا مأساة ودفعنا فاتورة غالية’، لافتاً أن ‘عتبي على اقرب الناس لي، على طائفتي التي لم أجدها قربي’.

وأشار أحد المحررين الى أن ‘سمير عموري تسلمنا بعد مقتل ابو ابرهيم’. وقال آخر ‘كنا في معسكر ‘عاصفة الشمال’ ومن ثم نقلنا الى مكان قريب من الحدود التركية منذ سبعة ايام وصباح السبت تسلمتنا تركيا’، واضاف ‘ان المخطوفين لم يتعرضوا لتعذيب جسدي خلال احتجازهم’. كما اشار المحررون الى ‘ان حياتهم كانت في خطر خصوصاً في الفترة الاخيرة حيث ‘كانت القذائف تتساقط على بعد امتار منا’.

وكانت عراقيل مفاجئة وصفت بأنها ‘لوجستية وتقنية’ أخّرت عملية تنفيذ الإتفاق، وتعددت الأسباب التي ساقتها المصادر المواكبة، إذ قيل إن السلطات السورية تأخرت في عملية إطلاق السجينات اللواتي طالب بهن خاطفو اللبنانيين ، في حين أصرت السلطات التركية على التزامن بين إنطلاق الطائرات الثلاث، من مطار الرئيس رفيق الحريري ناقلة الطيارين التركيين، ومن مطار صبيحة في تركيا ناقلة مخطوفي أعزاز ومعهم اللواء ابرهيم، ومن مطار في سوريا ناقلة ما بين 100 و122 سجينة سورية سابقة اشترط الخاطفون في سوريا إطلاقهن.

وتردد أن خاطفي الطيارين التركيين اشترطوا قبيل انطلاق طائرة الطيارين التركيين من بيروت، في حضور وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، إطلاق الموقوفين في سجن رومية بتهمة المشاركة في خطفهما، مما ساهم في تأخير انطلاق الطائرات الثلاث حتى التاسعة وخمس دقائق من ليل السبت. ولوحظ أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر واكب عملية إطلاق الطيارين اللذين نقلتهم مروحية عسكرية من مطار رياق العسكري إلى بيروت، مما أوحى لسياسيين متابعين أن ثمة مخارج قانونية للملاحقات في ملف خطفهما.

وشاءت الصدف أن تكون نهاية هذه المحنة بمثابة عربون وفاء لرئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء الشهيد وسام الحسن الذي كان يعمل بكد وجهد كبيرين على هذا الملف منذ اللحظة الأولى وكان شريكاً في عملية إطلاقهم، وهو ما أكّده وزير الداخلية الذي قال من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ‘كنت أود أن لا أقول هذا الكلام، إنما وبعد مرور عام على إستشهاد اللواء وسام الحسن، كنا نعمل ثلاثة أنا والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم واللواء الحسن، وكان لا يقبل أن نتكلم ونقول إنه كان يساعدنا في مراحل كثيرة في موضوع المخطوفين. أستطيع أن أقول اليوم، للواء الحسن، انه وبعد مرور عام على إستشهادك، صودف في هذا التاريخ بالذات، تم تحرير المخطوفين التسعة من سوريا’.وكانت ذكرى الحسن تحوّلت الى تظاهرة سياسية من قوى 14 آذار ضد حزب الله والنظام السوري.

وكانت قطر قد أبلغت المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في اليوم الثاني للاضحى نجاح تقدم المفاوضات مع المفاوضين وضرورة حضوره الى الدوحة لمواكبة وزير الخارجية القطري خالد العطية في رحلته لاسطنبول لوضع اللمسات الاخيرة على الاتفاق مع الخاطفين.وحرصت قطر على الحصول على ضمانات من ابراهيم على سلامة وضع الطيارين التركيين، حيث تم تسجيل شريط مصوّر لهما كان جزءاً من الضمانة اللبنانية.وألغى ابراهيم زيارته الى بلجيكا ‘بصورة مفاجئة’ عصر الخميس وذهب الى تركيا للقاء مفاوضين في هذا الملف.

يذكر أنه في 9 اب (اغسطس) خطف مسلحون خطف طيارين تركيين بعيد خروجهما من مطار رفيق الحريري الدولي.وتبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم ‘زوار الامام الرضا’ عملية الخطف، مطالبة انقرة الداعمة للمعارضة السورية، بممارسة نفوذها على لواء ‘عاصفة الشمال’ لإطلاق الحجاج التسعة.وكان تمّ الافراج عن إثنين من المخطوفين الـ11 في سوريا وهما حسين علي عمر، اواخر آب 2012، وعوض ابراهيم في أيلول 2012، وذلك بعد خطفهما في 22 ايار 2012 مع تسعة آخرين في منطقة أعزاز بسوريا اثر عودتهم من رحلة حج الى ايران.ومنذ ذلك الحين وضع لواء ‘عاصفة الشمال’ شرطا وحيدا للإفراج عنهم هو التبادل مع سجينات سوريات في سجون النظام السوري. إلا ان الأهالي حمّلوا دائماّ الدولة التركية المسؤولية واعتصموا أمام مقراتها في لبنان قائلين انها تحمي المجموعة الخاطفة.

وفي تركيا، استقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الطيارين التركيين مراد اكبينار ومساعده مراد اقجا، اللذين وصلا إلى اسطنبول على متن طائرة قطرية.

وقال اكينبار في تصريح نقلته قنوات التلفزة التركية مباشرة على الهواء، ان ‘الشهر الأول لاحتجازي كان صعباً جداً’، واضاف ‘تم نقلنا ثماني مرات، وفي كل مرة كان الأمر أشبه بعملية خطف جديدة، وفور تعرضنا للخطف جرى احتجازنا في مكان قريب جداً من المطار، فقد كان بإمكاننا سماع هدير الطائرات’.وتابع ‘لقد قررنا أن تكون علاقتنا جيدة بخاطفينا’، متوجهاً بالشكر إلى السلطات التركية، التي ‘كنا نعلم أنها لن تتخلى عنا’.

سوريا إطلاق 128 سجينة

زياد حيدر

لم تنفّذ السلطات السورية الشق المتعلق بها من عمليّة التبادل الثلاثيّة، حتى وصول المحتجزين اللبنانيين إلى مطار بيروت. ووفقاً لمصدر تابع الساعات الأخيرة من العملية لدى الجانب السوري، فإن 128 امرأة معتقلة أطلق سراحهن، مشيراً إلى أن خطورتهن بنظر السلطات السورية تراوح بين «الجدية والمتواضعة». وواجهت المعتقلات تهماً عدة أبرزها «دعم الإرهاب» عبر «نشاطات تمويل، أو دعم لوجستي بينه تهريب سلاح وإمرار معلومات حساسة».

وتجاهل الإعلام الرسمي الشق السوري المتعلق بالخبر، وركز على شكر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم القيادة السورية على «تعاونها في تسهيل» الصفقة.

ولفت مصدر برلماني سوري موجود في بروكسل إلى اعتبار ان «الاتفاق لبناني سوري» مبني على «نظرة الطرفين لمصالحهما بالدرجة الأولى». وقال لـ«السفير» إن «جهوداً تبذل لإطلاق سراح المطرانين المختطفين أيضاً، مشيراً إلى معلومات في شأن «وجودهما في مناطق تركية» محاذية للحدود السورية. ووفقاً للمعلومات التي توافرت أمس الأول تُرك للسجينات تقرير وجهتهن بعد الإفراج عنهن، فاختارت أغلبيتهن التوجه إلى مناطق الشمال الشرقي من سوريا، ولا سيما التي لا تخضع لسيطرة الجيش السوري بالكامل. ولم تعرف الطريقة التي ستتم بها عملية النقل، خصوصاً أن الوصول براً وجواً إلى تلك المناطق تشوبه المخاطر، بينما يبقى خيار استخدام مطار دمشق الدولي لنقلهن إلى مدينة أضنة التركية كوجهة محتملة، أو عبورهن من طريق لبنان، الذي يبدو الأكثر ترجيحاً.

وقال المصدر إن قسماً كبيراً من النساء السجينات لهن أزواج أو أقارب أو أخوة في المناطق الشمالية الشرقية. بالرغم من ذلك لم تؤكد أي من مصادر المعارضة الداخلية حصول الإفراج. ونفى عضو هيئة التنسيق الوطنية رجاء الناصر لـ«السفير» توافر معلومات لديه في حصول الإفراج حتى ظهر أمس.

وأكد مصدر ديبلوماسي عربي شاركت بلاده في المفاوضات التي أثمرت عملية التبادل لـ«السفير» أن دمشق نفذت من جانبها ما هو متعلق بالصفقة، مشيراً إلى أن عدد السجينات انخفض من 210 إلى 128 بعد جلسات التفاوض، وأنه ربما شمل جنسيات عربية وأجنبية أيضاً.

Print Article

العلاقات الخطرة لتركيا مع المعارضين السوريين المتطرفين

أ. ف. ب.

 سلطت عملية خطف طيارين تركيين في لبنان قبل نحو شهرين، واطلاق سراحهما السبت، الضوء على علاقات ملتبسة وخطرة لتركيا مع عدد من المجموعات السورية الجهادية، ما اثار مخاوف الحلفاء الغربيين لأنقرة.

اسطنبول:  عاد الطياران العاملان في شركة الخطوط الجوية التركية الى اسطنبول مساء السبت بموجب اتفاق معقد للتبادل أفرجت بموجبه مجموعة سورية معارضة عن تسعة لبنانيين شيعة، كما تضمن الاتفاق ايضا افراج السلطات السورية عن اكثر من مئة معتقلة سورية.

 وكان الهدف من خطف الطيارين التركيين دفع انقرة الى الضغط على المجموعة المسلحة السورية المعارضة للافراج عن اللبنانيين التسعة. واثر وساطة قطرية تمت عملية التبادل واطلق سراح اللبنانيين مقابل اطلاق سراح الطيارين التركيين مساء السبت.

 وسارع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى التعبير عن فرحه باطلاق سراح الطيارين مشيدًا بالدبلوماسية التركية في هذا الصدد. وقال “إن نجاح هذه العملية يؤكد مرة اخرى الدور الاقليمي المهم لتركيا”.

 الا أن آخرين لا يشاطرونه هذا الرأي، ويعتبرون أن عملية خطف الطيارين جاءت نتيجة لعبة خطرة تمارسها حكومة رجب طيب اردوغان في ما يتعلق بالازمة السورية.

 وقال دبلوماسي غربي لفرانس برس “لقد دعم الاتراك بعض المجموعات السورية المتشددة مراهنين على سقوط سريع لنظام الاسد”، متداركاً “الا أنهم يدركون اليوم أن هؤلاء الذين قاموا بتسليحهم يمكن أن يسببوا لهم الكثير من المشاكل”.

 وبعد أن كانت الدبلوماسية التركية تقيم افضل العلاقات مع نظام بشار الاسد في تركيا استنادًا الى شعار داود اوغلو “صفر مشاكل مع الجيران”، انقلب اردوغان ضد النظام السوري بعد اشهر قليلة من اندلاع الثورة عند جاره الجنوبي وتحول الى داعم اساسي للمجموعات السورية المعارضة التي تعمل على اسقاطه.

 من الناحية الرسمية تقدم تركيا الدعم الى الائتلاف السوري المعارض. الا أنه ومنذ أشهر قليلة، هم كثر الذين يتهمون تركيا بدعم تنظيمات متطرفة مرتبطة بالقاعدة.

 ففي ايلول/سبتمبر ندد رئيس حزب السلام والديموقراطية الكردي في تركيا صلاح الدين ديمرطاش بالدعم الذي تقدمه انقرة الى مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام والى جبهة النصرة في مواجهتهما مع المقاتلين الاكراد السوريين في شمال سوريا.

 وفي مطلع تشرين الاول/اكتوبر، نددت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية بما اعتبرته تسامح السلطات التركية مع المجموعات السورية الجهادية المتهمة بتصفية نحو 70 مدنيًا مطلع آب/اغسطس الماضي في قرى علوية غرب سوريا. وقالت هذه المنظمة في بيان إن “تركيا لا يمكن أن تكون ملجأ للذين ينتهكون حقوق الانسان”.

 وفي الاطار نفسه، قال النائب التركي المعارض ايكان اردمير في تصريح لصحيفة زمان “إن سياستنا الخارجية لا يمكن أن تكون محصورة بعلاقات مع السكان السنة في سوريا أو مع الاخوان المسلمين”، مضيفًا أنه كان “حرياً بتركيا أن تقيم فرقًا واضحاً بين جبهة النصرة والجيش السوري الحر”.

 كما أن الدول الغربية التي لا تزال تمتنع عن تقديم الأسلحة الى المعارضة السورية المسلحة خوفًا من وقوعها بأيدي تنظيمات جهادية متطرفة خرجت ايضاً عن صمتها.

 ونقلت الصحافة الاميركية خلال الفترة الاخيرة أن الرئيس الاميركي باراك اوباما اعرب عن قلقه بازاء “العلاقات الخطيرة” القائمة بين السلطات التركية والمجموعات التي تدور في فلك القاعدة.

وحيال هذه الانتقادات وجدت السلطات التركية نفسها مجبرة على أخذ مسافة من بعض التنظيمات السورية المعارضة والاعلان عن ذلك. وقال وزير الخارجية داود اوغلو قبل ايام “إن تركيا لم تأذن ابدًا لمجموعات مرتبطة بالقاعدة بعبور حدودها”.

 والدليل الملموس على التوجه الجديد للسياسة التركية قيام المدفعية التركية الثلاثاء الماضي بتوجيه بعض القذائف الى مواقع تابعة للدولة الاسلامية في العراق والشام.

 وفي الاطار نفسه، قال سينان اولغن مدير مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية في اسطنبول إن “تركيا اعادت تقييم سياستها لتجنب الاضرار بعلاقاتها مع حلفائها وخصوصًا خوفًا من أن تتحول هي لاحقًا الى هدف للجهاديين”.

 واضاف هذا المحلل “إلا أن هذه المجموعات تمكنت خلال السنتين الماضيتين من اقامة شبكاتها الخاصة في تركيا وبات من المشروع التساؤل عمّا اذا كان التحول في الموقف التركي قد جاء متأخرًا”.

غارات جوية في ريف دمشق بعد تقدم لمقاتلي المعارضة

أ. ف. ب.

بيروت: نفذ الطيران الحربي السوري اليوم الاثنين غارات جوية على منطقة جنوب شرق دمشق كان مقاتلو المعارضة تمكنوا من السيطرة على موقع استراتيجي للقوات النظامية فيها خلال اليومين الماضيين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني “نفذ الطيران الحربي صباح اليوم اربع غارات على أطراف بلدة المليحة من جهة معمل تاميكو الذي سيطر عليه مقاتلون من الوية الحبيب المصطفى وكتائب شباب الهدى وجبهة النصرة يوم امس”.

وكان انتحاري من جبهة النصرة فجر نفسه في سيارة السبت الماضي في حاجز تاميكو للقوات النظامية الواقع بين المليحة ومدينة جرمانا القريبة. وتلت ذلك اشتباكات عنيفة، وقتل في الانفجار والمعارك 16 عنصرا من قوات النظام، كما قتل في الاشتباكات 15 مقاتلا.

وتمكن مقاتلو المعارضة من احكام سيطرتهم على الحاجز، ثم سيطروا امس على معمل تاميكو للادوية الذي كان عبارة عن موقع عسكري مهم. ومن شان الاستيلاء على الحاجز والمنطقة المحيطة ان يجعل مدينة جرمانا، احد اماكن ثقل النظام، “مكشوفة” امام مقاتلي المعارضة.

من جهة ثانية، افاد المرصد اليوم عن تعرض مناطق في مدينة معضمية الشام المحاصرة جنوب غرب العاصمة لقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع اشتباكات على اطرافها بين “الكتائب المقاتلة والقوات النظامية”.

ويستمر التصعيد العسكري في مناطق عدة في سوريا حيث قتل خلال ثلاثين شهرا اكثر من 115 الف شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا.

نبيل العربي: مؤتمر «جنيف 2» بشأن سوريا سيعقد يوم 23 من الشهر المقبل

الإبراهيمي قال إن موعده سيعلن رسميا بعد عودته إلى جنيف

القاهرة: سوسن أبو حسين

أعلن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أنه تقرر أن يكون مؤتمر «جنيف 2» بشأن سوريا يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال العربي، في مؤتمر صحافي مشترك، أمس، مع المبعوث العربي الأممي المشترك الخاص بسوريا الأخضر الإبراهيمي، عقب لقائهما بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، إن الترتيبات والإعدادات تجري لهذا المؤتمر، معترفا في الوقت نفسه بوجود صعوبات كثيرة لا بد من تخطيها لعقد المؤتمر.

وأكد أن المطلوب في مؤتمر «جنيف 2» هو تنفيذ وثيقة «جنيف 1» الصادرة في 30 يونيو (حزيران) 2012، التي نصت على ضرورة أن تبدأ مرحلة انتقالية وتشكيل هيئة حكومية من النظام والمعارضة السورية ذات صلاحيات كاملة، «وهذه أمور ليست سهلة».

وشدد العربي على أن المهم هو وقف إطلاق النار وحقن الدماء، وذكّر بنداءات الجامعة العربية التي أطلقتها، بالتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي في عيدي الفطر والأضحى لوقف إطلاق النار في سوريا، والمطالبة بالحل السياسي، ودخول المساعدات الإنسانية، غير أنه أشار إلى أنه لم يتحقق ذلك حتى الآن.

وعبّر الأمين العام عن أمله بمناسبة بدء مؤتمر «جنيف 2» أن يجري وقف إطلاق النار وشلال الدم في سوريا وعملية الدمار التي لحقت بالشعب السوري على مدى أكثر من عامين ونصف العام.

وقال العربي إنه بحث مع الإبراهيمي، خلال زيارته لمصر، أمورا كثيرة متعلقة بالوضع في سوريا.

ومن جانبه، قال الإبراهيمي: «لقد تحدثنا في الهم السوري وأبعاده.. ولا شك أن موضوع المؤتمر كان المحور الرئيس للمحادثات مع الدكتور العربي»، مشيرا إلى الاتصالات التي جرت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي حضر الأمين العام للجامعة العربية جانبا منها، وكان أحدها اجتماع وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، وهو الاجتماع الذي حدث فيه كلام جاد عن الوضع المأسوي في سوريا، وضرورة انعقاد مؤتمر جنيف 2، وحدث اتفاق على عقده في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

إلا أن الإبراهيمي قال إن الموعد النهائي للمؤتمر لم يحدد بعد بشكل رسمي، لافتا إلى وجود اجتماع في لندن لمجموعة الـ11، التي تمثل العناصر الرئيسة في مجموعة أصدقاء الشعب السوري، وكذلك هناك لقاءات كثيرة بين المعارضة.

وبدأت جولة الإبراهيمي بالقاهرة، وتشمل دولا أخرى، منها قطر وتركيا وإيران وسوريا للوقوف على موقف هذه الدول من المؤتمر، وما المساهمات التي تريد القيام بها لإنهاء المأساة السورية «ليُرحم هذا الشعب، وأن تتوقف هذه الحرب، من خلال وقف إطلاق النار، أو على الأقل التخفيف مما يجري في سوريا».

وعبر الإبراهيمي عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر منهيا لهذه المأساة، ويؤدي إلى بدء هذه المرحلة الانتقالية وبناء سوريا الجديدة، وقال: «بالطبع لا بد أن تكون هناك تغييرات جذرية، ولا يمكن تجنبها في سوريا في هذه المرحلة».

وأشار إلى أنه التقى، أول من أمس، مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، مشيرا إلى أنه سيزور بعد ذلك دولا، منها قطر وتركيا، ثم العودة إلى جنيف للقاء مسؤولين عن الجانبين الأميركي والروسي والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، ثم بعدها يجري الإعلان عن الموعد النهائي لمؤتمر «جنيف 2».

وأكد الإبراهيمي أن الوضع في سوريا سيئ ويزداد سوءا، حيث قتل مائة ألف سوري على الأقل، ولم يحدث في ظل أزمات دولية، أن ثلث الشعب يتضرر من أزمة؛ سواء من خلال النزوح أو اللجوء وانتشار الأمراض، مثل شلل الأطفال، الذي عاد إلى سوريا بعد القضاء عليه في الفترة السابقة، وذلك بسبب نقص الأدوية، بالإضافة إلى وجود عشرات الآلاف من المسجونين والمعتقلين، مشددا على أن كل الأطراف تدرك أن أكبر خطر على السلم العالمي هو الوضع في سوريا.

ورأى الإبراهيمي أن إنهاء الأزمة في سوريا مطلبا ملحا لدى كل الأطراف المعنية، وطالب بضرورة تضافر الجهود لإنهاء هذه المأساة.

وردا على سؤال حول عدم وجود ارتياح قطري – تركي لانعقاد مؤتمر «جنيف 2» في هذه الظروف، قال الإبراهيمي: «أنا ذاهب إلى قطر وتركيا للوقوف على رأيهما، والكل لديه أسئلة مشروعة حول الوضع في سوريا، وهما (أي قطر وتركيا) كانا من صناع مؤتمر (جنيف 1)، لكنني لا أعتقد أن هناك خلافا على ضرورة إنهاء الأزمة السورية».

وردا على سؤال عن إمكانية مشاركة دول عربية أخرى في مؤتمر «جنيف 2»، قال الإبراهيمي: «هناك حديث على توسيع قائمة المدعوين للمؤتمر.. وهذا ما يجري بحثه في المشاورات الجارية.. والجميع يسعى لإيجاد نهاية للحرب في سوريا».

وحول وجود شروط لمشاركة الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة في مؤتمر «جنيف 2»، قال إن «المعارضة السورية تواجه مشكلات كثيرة.. وهم الآن مجتمعون، ولن يعقد المؤتمر من دون معارضة مقنعة، تمثل جزءا مهما من الشعب السوري المعارض»، مؤكدا على أن مؤتمر «جنيف 2» ليس هدفا في حد ذاته، بل هو خطوة في عملية مستمرة، وليس من المهم مشاركة الجميع في المؤتمر؛ سواء كانوا معارضة مسلحة أو غير مسلحة، وسوف يجري انضمام من لا يشارك في «جنيف 2» في العملية اللاحقة له.

إرباك في تحديد موعد «جنيف 2» والمعارضة تعده «ضغطا» عليها للمشاركة

رمضان: المؤتمر غير واضح المعالم بعد.. ونتوجه للمقاطعة ما لم يجيبوا عن أسئلتنا

بيروت: كارولين عاكوم

أثار تحديد أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي أمس موعد انعقاد مؤتمر «جنيف 2» في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تساؤلات عدة لا سيما أن الموفد الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عاد ونفى «تحديد الموعد النهائي لغاية الآن». وجاء تحديد العربي لموعد المؤتمر، بعد إشارة نائب رئيس مجلس الوزراء السوري قدري جميل، خلال زيارته إلى روسيا الأسبوع الماضي، إلى الموعد ذاته، لكن موسكو وواشنطن سارعتا إثر ذلك لتأكيد أنه لم يحدد بعد أي موعد نهائي للمؤتمر.

وتعكس هذه التساؤلات إرباكا أو حالة من عدم التوافق بين الجهات المعنية بالقضية السورية، ويضعها معارضون في خانة الضغط على المعارضة قبيل اجتماع «أصدقاء سوريا» المزمع عقده في لندن غدا على مستوى وزراء الخارجية، وقبل أيام قليلة من اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الذي من المفترض أن تحدد خلاله موقفها النهائي بشأن المشاركة في المؤتمر من عدمها، وذلك بعدما سبق للمجلس الوطني السوري أن أعلن مقاطعته المؤتمر، مهددا كذلك بالانسحاب من الائتلاف إذا اتخذ قرارا عكس ذلك.

وفي هذا السياق، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض أحمد رمضان إن «أي حديث عن مواعيد (جنيف2) ليس دقيقا، وكل الأمور لغاية الآن هي طروحات أولية». وأوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تحديد موعد المؤتمر هو من مهمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سيعلنه بعد اكتمال المشاورات»، من دون أن يستبعد أن «تهدف كل هذه التصريحات والمواقف للضغط على المعارضة من أجل المشاركة في (جنيف2)». وتوقع أن تزداد «وطأة هذه الضغوطات في اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي ينعقد في لندن غدا بمشاركة وفد من الائتلاف».

وأشار رمضان إلى أن «الكلمة الأخيرة للمعارضة ستكون بعد اجتماع الهيئة العامة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي»، مرجحا أن «لا يأتي الموقف مختلفا عما سبق للمجلس الوطني أن أعلنه».

وأثارت التصريحات المتناقضة بشأن موعد عقد مؤتمر «جنيف2» التي جاءت على لسان كل من أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي والمبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، خلال اجتماع مشترك في القاهرة أمس نوعا من الإرباك؛ إذ وبعد إعلان العربي أن المؤتمر سيعقد في 23 نوفمبر المقبل، أكد الإبراهيمي أن موعد عقد المؤتمر لم يتحدد رسميا بعد، وبأنه لا يمكن أن يعقد «من دون معارضة مقنعة وممثلة للشعب المعارض في سوريا».

وأعرب الإبراهيمي عن أمله في الوقت عينه بأن يعقد المؤتمر الشهر المقبل، مشيرا إلى أنه سيواصل مساعيه مع الدول الكبرى والدول الإقليمية، والمعارضة لحثها على المشاركة في المحادثات، موضحا قبل بدئه من القاهرة جولة إقليمية أنه «لم يبت بعد في قائمة المدعوين إلى (جنيف2)». وعدّ من جهة أخرى، أن «استمرار النزاع في سوريا، يشكل تهديدا للأمن والسلم العالمي، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط».

في المقابل، أشار رمضان إلى أنه «في ضوء المعطيات المتوفرة اليوم سياسيا وميدانيا، وإذا لم يطرأ عليها أي تغيير، فإن توجه الائتلاف هو نحو عدم المشاركة»، متسائلا: «كيف يمكن عقد (جنيف2) إذا لم يجرِ بعد تنفيذ مقررات (جنيف1)؟». وعدّ «هذا المؤتمر غير واضح المعالم ولا النتائج.. هناك العديد من الأسئلة التي سبق لنا أن طرحناها على الجهات والدول المعنية، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية، ولم نحصل لغاية الآن على أجوبة بشأنها، وأهمها: هل هدف المؤتمر فتح حوار مع النظام وقيام حكومة مشتركة معه أم العمل على إنشاء سلطة انتقالية؟».

وذكر رمضان أن أبرز ما جاء في مقررات «جنيف1» هو «تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة في سوريا»، وتابع: «سألنا عن مصير الرئيس السوري بشار الأسد ومجموعة النظام؟ وما الدول المشاركة في المؤتمر، لا سيما أننا نرفض مشاركة إيران ونعتبرها تلعب الدور الأبرز في قتل الشعب السوري؟».

وفي رد على ما أعلنته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي قبل يومين لناحية الموقف من مشاركة إيران في المؤتمر، رأى رمضان أن تأييد مقررات «جنيف2» مختلف عن تطبيقه. وقالت المتحدثة الأميركية: «ما زلنا نناقش مع حلفائنا والأطراف المعنية ما إذا كانت تتعين مشاركة إيران، وموقفنا لم يتغير، وهو أن أي طرف يشارك في (جنيف2) عليه أن يقبل علنا تأييد بيان (جنيف1)»، مضيفة «هذا أمر لم تفعله إيران، وإذا فعلت ذلك سنكون أكثر انفتاحا حول مسألة مشاركتهم».

ورفض رمضان الاتهامات التي تعد أن رفض المعارضة المشاركة في «جنيف2» ناجم عن «تراجعها ميدانيا وتشتتها سياسيا». وقال: «على العكس، لو الأمر كذلك، لكان من مصلحتنا المشاركة، لكن الوقائع تثبت تقدما ملحوظا للجيش الحر، وخير دليل على ذلك الانتصارات التي تسجل أخيرا في دير الزور وحلب وريف دمشق»، مؤكدا أن «هذه الوقائع سيكون لها تأثير على التصويت في الهيئة العامة لجهة رفض المشاركة في (جنيف2) إذا لم تتضح الصورة بالنسبة لنا وإذا لم نحصل على إجابات واضحة».

تصنيع أسلحة لمقاتلي المعارضة في ورشة حدادة بالغوطة الشرقية

تنتج قذائف مورتر» وقنابل والغاما أرضية

بيروت: «الشرق الأوسط»

مع دخول الصراع في سوريا عامه الثالث يضطر مقاتلو المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالنظام إلى الاعتماد على أنفسهم في توفير الطعام والمأوى والسلاح.

اتجه مالك إحدى ورش الحدادة في الغوطة الشرقية إلى تصنيع الأسلحة في ورشته بعد اندلاع الحرب بفترة قصيرة لإمداد الجيش السوري الحر بالأسلحة بصفة منتظمة.

وقال مالك الورشة إنه ينتج قذائف «المورتر» وكذلك القنابل والألغام الأرضية.

وعلى الرغم من استخدام العمال آلات بدائية وموارد محدودة فإنهم يؤكدون أن الإخلاص والابتكار يساعدانهم على إنتاج أسلحة عالية الكفاءة. وقال رجل آخر يعمل بالورشة إنهم صمموا قاذفا يعمل بضغط الهواء وإن قذيفته تنطلق لمسافة 200 إلى 250 مترا، وأضاف أنه حقق نتائج باهرة للغاية.

وقتل أكثر من 100 ألف شخص في الصراع السوري الذي بدأ باحتجاجات شعبية ضد الرئيس بشار الأسد وتحول إلى حرب أهلية.

النظام مستعد للذهاب إلى جنيف من دون شروط ولن يحاور «الإرهابيين»

الطائرات السورية تستهدف الأحياء الخاضعة لسيطرة «الحر» في دير الزور

لندن: «الشرق الأوسط»

أعرب وزير الإعلام السوري عمران الزعبي عن استعداد النظام السوري للذهاب إلى جنيف «من دون شروط» لكنه قال إن ذلك لا يعني أنه سيحاور «الإرهابيين والتكفيريين»، وقال الزعبي في اتصال مع قناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله، إن «خيار المسار السياسي هو خيار أصيل للدولة السورية.. ودعت إليه على كل المستويات»، مؤكدا على أن «سوريا تريد حوارا سوريا – سوريا»، مضيفا أن «ليس لدى سوريا ما تخشاه من هذا الحوار، فهي تمتلك حججها والتزاماتها وخطابها السياسي والدستوري والقانوني». وجاء تصريح الزعبي بالتزامن مع إعلان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، أن مؤتمر «جنيف 2» الدولي الذي سيجمع المعارضة والنظام السوريين سيعقد في 23 نوفمبر (تشرين الثاني). في حين استبعد الإبراهيمي انعقاد مؤتمر «جنيف 2» في غياب «معارضة مقنعة تمثل جزءا مهما من الشعب السوري المعارض».

وكانت صحيفة «الوطن» السورية الخاصة، قد ذكرت في عددها الصادر أمس أن دمشق وافقت على استقبال المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي الأسبوع المقبل بشرط «التزامه الحياد ودوره كوسيط في النزاع السوري».

ميدانيا، قتل 31 شخصا على الأقل، بينهم عناصر من قوات النظام، وجرح خمسون آخرون في تفجير عند أطراف مدينة حماه في وسط سوريا. في وقت كثف فيه طيران الجيش السوري غارات على مناطق عدة من البلاد بالتزامن مع استمرار الاشتباكات.

وقالت الوكالة السورية للأنباء (سانا) إن «انتحاريا» كان يقود شاحنة مفخخة بنحو 5.1 طن من المتفجرات فجر نفسه على المدخل الشرقي لمدينة حماه باتجاه السلمية، مما أدى إلى مقتل 30 شخصا وإصابة آخرين. ونقلت عن مصدر مسؤول قوله إن عدد القتلى مرشح للزيادة خاصة أن التفجير «وقع في منطقة مزدحمة بالسيارات وأثناء مرور شاحنة محملة بأسطوانات غاز منزلي»، إلا أنه لم يشر إلى مقتل جنود في الهجوم. من جانب آخر، قال ناشطون إن التفجير استهدف حاجز المكننة الزراعية على المدخل الشرقي لمدينة حماه، وأسفر عن وقوع عدد من قوات النظام والمدنيين وجرح أكثر من سبعين شخصا آخرين، باحتراق عدد من السيارات والبولمانات.

من جهة أخرى، ذكر ناشطون أن طائرات قوات النظام أغارت على الأحياء الخاضعة لسيطرة الجيش الحر في مدينة دير الزور، وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 10 طلاب وجرح العشرات في مدرسة عدنان المالكي بحي القصور. كما شن الطيران الحربي سلسلة غارات على مدينة الرستن في ريف حمص وسط أنباء عن إسقاط طائرة حربية لقوات النظام في منطقة السخنة، في البادية السورية بريف حمص، وذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة، بعد قيام كتائب الجيش الحر باقتحام بلدة السخنة والسيطرة على أجزاء كبيرة منها، وذكر ناشطون أن الجيش الحر سيطر على حاجز رئيس وتم قتل العشرات من قوات النظام، بينهم مرتزقة من روسيا.

“أصدقاء سوريا” في لندن غداً لإقناع المعارضة بحضور “جنيف2”

                                             (“المستقبل”، أ ف ب، المرصد السوري)

يسعى أصدقاء سوريا في لندن غداً لإقناع المعارضة بحضور مؤتمر جنيف2، فيما أكد رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة في تصريح لـ”المستقبل” أن لا مشاركة للائتلاف الوطني السوري من دون ضمانات بحكومة انتقالية من دون بشار الأسد وأركان نظامه، وهو موقف يتلاقى مع استبعاد المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي لانعقاد المؤتمر الدولي ما لم تشارك فيه “معارضة مقنعة تمثل الشعب السوري”.

وكان مؤتمر جنيف2 مدار بحث أمس في القاهرة بين الابراهيمي والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وأكد المبعوث الدولي أن هذا المؤتمر “لن ينعقد من دون معارضة مقنعة تمثل جزءاً مهماً من الشعب السوري المعارض”، لكنه أشار إلى أن “المعارضة السورية تواجه مشاكل كثيرة”.

وقال العربي ان الدول العربية والغربية تستعد للقاء المعارضة السورية غداً في لندن لإقناعها بالمشاركة في المؤتمر الذي قال إنه سينعقد في 23 تشرين الثاني المقبل. ولفت العربي الى وجود “صعوبات كثيرة لا بد من تخطيها لعقد المؤتمر”.

الا ان الابراهيمي تحفظ عن تحديد موعد لعقد هذا المؤتمر، مؤكداً انه سيتم اعلان ذلك بعد انتهاء جولته الاقليمية التي بدأها في القاهرة أول من امس. وقال “هناك اتفاق على ان تتم محاولة لعقد مؤتمر جنيف2 في شهر تشرين الثاني. الموعد لم يحدد رسمياً بعد”، وتابع “سيعلن في وقت لاحق موعد نهائي للمؤتمر. نأمل ان يكون في شهر تشرين الثاني”.

وبشأن اجتماع لندن غداً، أوضح مصدر ديبلوماسي غربي ان الاجتماع “يرمي الى توضيح الهدف من مؤتمر جنيف2″، مشدداً على أنه “ينبغي وضع اطار واضح كي ينضم الائتلاف اليه”.

وكشف رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة لـ”المستقبل” أن الائتلاف سيعقد اجتماعاً حاسماً في اسطنبول في 1 و2 تشرين الثاني المقبل لاتخاذ موقف نهائي من المشاركة أو عدمها في مؤتمر جنيف2، كما سيكون أمام اجتماع اسطنبول وقت كاف لدراسة نتائج اجتماع أصدقاء سوريا الذي ينعقد في لندن غداً.

وشدد صبرة على أن تشكيل حكومة انتقالية في ظل وجود الأسد وأركان نظامه “سيعني قدرته على تعطيل عمل هذه الحكومة بل السيطرة كلياً عليها، وهذا مرفوض تماماً”.

وندد بعدم وجود “توازن” في تعامل الغرب مع ما يجري في سوريا، وقال إنه أبلغ السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد خلال لقاء جمعهما أخيراً، بأنه “لا يجوز للولايات المتحدة عقد صفقة مع نظام الأسد بشأن ترسانة السلاح الكيميائي، ثم عقد صفقة مع إيران بشأن ملفها النووي، فيما غيبت مصلحة الشعب السوري في الصفقتين”، وسأل صبرة السفير فورد عمّا إذا كان “المطلوب أن يقتل 100 ألف سوري آخر كي يُلفت النظر إلى المأساة التي تجري في سوريا”. وأشار إلى أن فورد شدد على ضرورة حضور الائتلاف الوطني مؤتمر جنيف “اجلبوا معكم من شئتم حتى من المتطرفين، لكن يجب أن تشاركوا”.

وأشاد صبرة بقرار المملكة العربية السعودية التخلي عن مقعدها في مجلس الأمن بسبب عجز المجلس، وهو “موقف اعتراضي على السلوك الدولي يعبر عن موقف الشعب السوري كله”.

ميدانياً، قتل 43 شخصاً على الاقل بينهم عناصر من قوات النظام السوري، وجرح عشرات في تفجير انتحاري عند اطراف مدينة حماة في وسط سوريا أمس، بحسب ما ذكر المرصد السوري.

وأفاد المرصد في بريد الكتروني عن “مصرع 43 شخصا بينهم 32 مدنيا اضافة الى عناصر من القوات النظامية، اثر تفجير رجل شاحنة مفخخة عند حاجز المكننة الزراعية للقوات النظامية على طريق السلمية – حماة”، مشيرا الى ان “العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالة خطرة”.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الانتحاري ينتمي الى جبهة النصرة، وقد فجر نفسه قبل وصوله الى الحاجز، ما تسبب بوقوع عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، بالاضافة الى جنود نظاميين.

وبثت قناة “الاخبارية” السورية التابعة للدولة صورا لمكان الانفجار، ظهر فيه دمار هائل امتد على مساحة واسعة.

وسيطر الثوار أمس على مجمع تاميكو لصناعة الادوية في ريف دمشق بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، كما اشتبكوا مع تلك القوات في محيط حاجز النور بجوار المعمل بعدما بسطوا سيطرتهم على النقاط الخمس لقوات النظام في الحاجز.

ونفذ الطيران الحربي التابع للنظام خمس غارات على مناطق في بلدة طفس في محافظة درعا.

اجتماع المعارضة السورية و”أصدقاء سوريا” في لندن غداً استعداداً لـ “جنيف 2

الإبراهيمي: لا مؤتمر من دون معارضة مقنعة تمثل الشعب السوري

                                             (أ ف ب، يو بي أي)

فيما اعلنت جامعة الدول العربية امس ان المؤتمر الدولي حول السلام في سوريا سيعقد في 23 تشرين الثاني المقبل، أكد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي أنه لا يمكن عقد مؤتمر “جنيف 2” من دون معارضة مقنعة تمثل الشعب السوري.

ومن المقرر أن يجتمع اصدقاء سوريا غدا في لندن في محاولة لاقناع المعارضة السورية بأن مؤتمر جنيف المزمع عقده بعد شهر هو الحل الوحيد للتوصل الى السلام في سوريا. وسيشدد وزراء 11 دولة غربية وعربية على ضرورة مشاركة المعارضة في جبهة “موحدة وقوية”.

الابراهيمي والعربي

فقد استبعد الابراهيمي ـ عقب اجتماعه في القاهرة أمس مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ـ انعقاد مؤتمر “جنيف 2” للسلام في سوريا في غياب “معارضة مقنعة تمثل جزءا مهما من الشعب السوري المعارض”.

وهذا المؤتمر الذي سيعقد في 23 تشرين الثاني بحسب العربي “لن يعقد بدون معارضة مقنعة تمثل جزءا مهما من الشعب السوري المعارض” لنظام الرئيس بشار الاسد، كما قال الابراهيمي.

واعلن العربي ان الدول العربية والغربية تستعد للقاء المعارضة السورية الثلاثاء لاقناعها بالمشاركة في مؤتمر “جنيف 2”.

ولفت العربي الى وجود “صعوبات كثيرة لا بد من تخطيها لعقد المؤتمر”، مشيرا الى ان الدول الداعمة للمعارضة السورية ستحاول اقناع المعارضة بحضور المؤتمر خلال الاجتماع المقرر لـ”مجموعة اصدقاء الشعب السوري” الثلاثاء في لندن.

ويتوجه موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى طهران السبت المقبل في اطار جولة اقليمية “تحضيرا” للمؤتمر، وفق ما نقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية.

كما نقلت وكالة “مهر” للانباء عن نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبدالله هيان ان الابراهيمي سيكون “في طهران في بداية الاسبوع (الايراني الذي يبدأ السبت) لاجراء مشاورات مع المسؤولين الايرانيين”.

وتشمل جولة الابراهيمي، التي بدأت أمس في القاهرة، كلا من قطر وتركيا ثم طهران ودمشق قبل ان ينتقل الى جنيف للقاء ديبلوماسيين اميركيين وروس.

وكان الابراهيمي حمل خلال زيارته اقتراحات بتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لحين اجراء انتخابات، وهي المقررات التي كان تم التوصل اليها في مؤتمر جنيف الذي انعقد في حزيران 2012.

نظام الأسد

في دمشق، أكد وزير إعلام النظام عمران الزعبي أن حكومته “سبق وأعربت أنها جاهزة للذهاب إلى جنيف دون شروط مسبقة ولكن هذا لا يعني أنها ستحاور الإرهابيين والتكفيريين”. وقال “إن خيار المسار السياسي هو خيار أصيل للدولة السورية منذ بداية العدوان على سوريا ولم تتراجع يوما عن هذا الخيار بل دعت إليه على كل المستويات”.

وأضاف الزعبي في في حديث تلفزيوني أن حكومة نظام الأسد “تريد حوارا سوريا ـ سوريا سياسيا وطنيا يضع المصلحة الوطنية واعتبارات السيادة فوق كل اعتبار آخر”، معتبرا أن “هذا لا يعتبر شرطا بل هو معطى من معطيات الحوار وسوريا جازمة في ما يتعلق بخياراتها السياسية”.

وأوضح الزعبي “أن الحوار يجب أن يكون سياسيا جادا وعميقا شاملا ونوعيا بنيويا وليس لدى سوريا ما تخشاه من هذا الحوار فهي تمتلك حججها والتزاماتها وخطابها السياسي والدستوري والقانوني، مجددا التأكيد على أن سوريا لن تحاور أولئك الذين حملوا السلاح على سوريا أو سفكوا الدماء أو وقفوا خلف من غذوهم ومن سمحوا للقتلة أن يأتوا من كل أنحاء العالم عبر حدودهم ودفعوا الأموال واشتروا السلاح وفجروا السيارات المفخخة وارتكبوا المجازر وأعمال الاغتيال فهؤلاء ليسوا طرفا في أي نقاش سياسي سواء أكانوا سوريين أم غير ذلك”.

ولفت الزعبي إلى أن “الحوار يجب أن يدور بين سياسيين يؤمنون ويثقون بأن الدولة السورية هي خيارهم الأصيل وأن شعبها هو شعب عربي واحد وأن سوريا هي نموذج يحتذى به أساسا في العيش الواحد المشترك”.

أصدقاء سوريا

ومن المقرر أن يجتمع اصدقاء سوريا غدا في لندن. واوضح مصدر ديبلوماسي غربي ان اجتماع “لندن يرمي الى توضيح الهدف من مؤتمر جنيف. ينبغي وضع اطار واضح كي ينضم الائتلاف اليه”.

وبعد التخلي عن خيار الضربات العسكرية ضد نظام الاسد والتصويت على قرار في مجلس الامن في اواخر ايلول لاتلاف الترسانة الكيميائية السورية عملا باقتراح من موسكو، باتت الدول الغربية والعربية تدعو الى “الحل السياسي” كخيار وحيد لانهاء الازمة.

وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان الدول “ستناقش التحضيرات لمؤتمر جنيف ودعم الائتلاف الوطني السوري (المعارض) وجهودنا لانجاز حل سياسي لهذا النزاع المأسوي”.

وصرح نظيره الاميركي جون كيري للاذاعة الوطنية العامة ان محادثات لندن تهدف الى “السعي لدفع العملية قدما”، علما انه سيلتقي الاثنين في باريس وزراء خارجية الجامعة العربية ثم صباح الثلاثاء نظيره الفرنسي لوران فابيوس.

وسيمثل الائتلاف الوطني السوري رئيسه احمد الجربا المنتخب في تموز، يرافقه مصطفى الصباح الذي خسر امامه في المنافسة على هذا المنصب على ما اعلن مصدر ديبلوماسي غربي.

وطرح رئيس “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية” أحمد الجربا مطالبه في اواخر ايلول، مؤكدا انه على “جنيف 2” ان يكون واضح الاهداف ويرفق بجدول زمني واضح. كما طلب ضمانات دولية لتنفيذ القرارات ولمغادرة “المجموعات الاجنبية” كافة من سوريا بدءا من “حزب الله” والميليشيات الايرانية والعراقية وهم حلفاء النظام.

في مؤشر على الانقسامات العميقة حول مؤتمر جنيف سبق ان اعلن المجلس الوطني السوري الذي يشكل فصيلا اساسيا في الائتلاف انه يعارض المؤتمر وهدد بالانسحاب من الائتلاف ان شارك.

وافاد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال ان باريس تعمل مع المعارضة قبل لقاء لندن من اجل بناء جبهة موحدة قبل مؤتمر جنيف.

وصرح “نريد ان تكون المعارضة موحدة في هذا المؤتمر. من المهم ان تكون موحدة وقوية كي تؤثر على النتيجة”.

وستحرص لندن في اثناء المحادثات على دعم العناصر المعتدلة في المعارضة، كي لا يقدم الاسد نفسه على انه بديل وحيد للاسلاميين المتشددين الذين تزايد دورهم في المعارضة السورية المسلحة.

اما حليفة سوريا المقربة روسيا التي ساعدت على تجنب عمل عسكري بقيادة اميركية عبر التوسط في صفقة للتخلص من ترسانة سوريا الكيميائية فهي لن تشارك في مؤتمر لندن.

ويشارك في لندن وزراء خارجية مجموعة “لندن 11” اي نواة اصدقاء سوريا، من بريطانيا ومصر وفرنسا والمانيا وايطاليا والاردن وقطر والسعودية وتركيا والامارات والولايات المتحدة.

الحر يتقدم بالقنيطرة والنظام يعد لمهاجمة القلمون

قال ناشطون إن الجيش السوري الحر سيطر على مقري سريتين لقوات النظام قرب بلدة الحيران في ريف القنيطرة، بينما ذكرت مصادر أن قوات النظام مدعومة من عناصر في حزب الله اللبناني تستعد لشن هجوم على منطقة جبال القلمون شمال العاصمة دمشق.

وأفاد ناشطون بأن قوات الجيش الحر تمكنت من قتل عدد من الجنود والاستيلاء على مستودعات السلاح في السريتين, كما استمرت الاشتباكات بين الطرفين في محيط مقر السرية الثالثة وحي المنشية ومدينة نوى. وتمكن الجيش الحر من قتل عدد من الجنود قرب إنخل في ريف درعا.

جاء ذلك بينما قتل ما لا يقل عن ثلاثين شخصا وجرح العشرات نتيجة تفجير سيارة مفخخة في حاجز لقوات النظام على أطراف مدينة حماة.

وقال المتحدث باسم مركز حماة الإعلامي باسل درويش للجزيرة عبر سكايب إن جبهة النصرة تبنت الهجوم على حاجز “المكننة الزراعية” الذي فجر فيه شخص نفسه بشاحنة محملة بنحو 1.5 طن من المتفجرات.

ثكنة عسكرية

وأوضح درويش أن الحاجز المستهدف كان ثكنة عسكرية تضم نحو ثلاثمائة عنصر من قوات النظام التي استنفرت أمنيا عقب الهجوم.

وأوضحت لقطات عرضها التلفزيون السوري رجال إطفاء يحاولون إخماد حرائق كبيرة وسحب دخان تتصاعد من شاحنات وسيارات محترقة.

من جانب آخر استمر قصف القوات النظامية لمناطق مختلفة من سوريا، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام قصفت عدة مناطق في دمشق وريفها.

وبث ناشطون صوراً للدمار الذي لحق بالمنازل السكنية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق جراء قصف قوات النظام, كما قتل وجرح عدد من الأشخاص جراء قصف الطيران الحربي بلداتِ المليحة وجسرين والمرج في ريف دمشق, بينما تستمر المعاناة نتيجة الحصار المفروض من قبل قوات النظام على أحياء دمشق الجنوبية ومدينة معضمية الشام في ريف دمشق.

وفي دير الزور وثق ناشطون مقتل خمسة أشخاص -بينهم معلمتان- إثر قصف استهدف مدرستين في حي القصور.

هجوم القلمون

من جهة أخرى قالت مصادر مقربة من حزب الله إن الحزب والنظام السوري يستعدان للقيام بحملة عسكرية على منطقة جبال القلمون شمال العاصمة دمشق.

وتشهد هذه المناطق وجودا للجيش الحر وتتقاطع مع جبال لبنان الشرقية، وتشكل أحد المنافذ الرئيسية للجيش الحر باتجاه لبنان.

وأشارت المصادر إلى أن بدء الحملة يرتبط بموعد عقد مؤتمر جنيف2 من ناحية, وتفرضه الظروف المناخية للمنطقة من ناحية ثانية.

وفي نفس السياق أشار مصدر عسكري لبناني أنه لم تسجل أي حالة استنفار في صفوف مقاتلي الحزب في وادي البقاع, مما يوحي بأن المعركة يمكن أن تكون محدودة على بعض القرى المتاخمة للحدود مع لبنان.

130 أسيرة في سجون الأسد سقطن من المبادرة القطرية

نهاية ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا والتركيين في لبنان

دبي- قناة العربية

في الوقت الذي يحتفل فيه أهالي المعتقلين اللبنانيين التسعة والطيارين التركيين برجوعهم إلى عائلاتهم سالمين، لا يزال أهالي المعتقلات السوريات يترقبون خبر الإفراج عنهن.

سعادة، أغاني وأهازيج، اعتلت وجوه الأهالي والمعتقلين بعد ساعات من إتمام المسلسل اللبناني- التركي، الذي رعته وحسمته قطر وسوقت له وسائل إعلام عربية وعالمية.

مع تعدد الأطراف المعنية بإتمام الصفقة، وكثرة المباركين للدور القطري ضاع خلف صخب الاحتفالات مصير المئات من المعتقلات السوريات اللواتي كن من المفترض جزءاً أساسياً من الصفقة.

ومع غياب أي تصريحات رسمية تداولت وسائل الإعلام أخبارا متباينة، تعددت الأسباب والضحية الكبرى تبقى المعتقلات وأهاليهن.

لدى النظام السوري أكثر من 4000 معتقلة أبرزهن، المدونة طل الملوحي التي احتجزت قبل الثورة بنحو عامين على خلفية نشر آراء سياسية اعتبرت مسيئة للنظام السوري، ويدا كنعان، احتجزت في يونيو الماضي عند حاجز في المليحة، وتعاني المعتقلة علا حميدي من مرض السكري منذ اعتقالها في أكتوبر من العام الماضي، بالإضافة إلى سوسن عبار وأختها غادة عبار الناشطتين في مجال حقوق الإنسان. فاتن رجب معتقلة منذ عامين، بعض المعلومات تفيد أنها تعرضت لتعذيب قاس أدى إلى إصابتها بنوبات من الصرع.

هؤلاء إلى جانب أكثر من 100 أخريات لم تتضمنهن الصفقة القطرية اللبنانية التركية إلى الآن.

رغم نجاح المبادرة القطرية في طي ملف معتقلي أعزاز اللبنانيين إلا أنها فشلت بتحرير المعتقلات السوريات، وبين النجاح والفشل، أطراف في المبادرة حركتها مصالحها وأهدافها، وكل حقق بعض النجاح له.

وحسبما قال فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان لـ”العربية الحدث” فإن موضوع تضمن الصفقة للمعتقلات السوريات هو أمر أكيد، ذك أن النظام اعترف وللمرة الأولى بوجود معتقلات في سجونه، بعد أن كان ينكر ذلك دائماً. وأضاف أن الشكوك في التزام النظام بالاتفاق كثيرة، فليست المرة الأولى التي لا يلتزم فيها النظام باتفاقاته.

ودارت الكثير من الإشاعات والأقاويل حول خروج طائرة من مطار دمشق باتجاه تركيا، وكثيرون قالو إن الطائرة التي كان من المفترض أن تقل المعتقلات لم تخرج من دمشق.

ويقول الصحافي اللبناني أمين قمورية إن الصحافة اللبنانية أكدت أن طائرة انطلقت فعلا من دمشق إلى تركيا، ولكن لا توجد تفاصيل عن الموضوع بعد.

“السجينات السوريات” لا يزلن قيد الاحتجاز

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

التزمت السلطات السورية سياسة الصمت حيال قضية السجينات المشمولات في صفقة تبادل عدد من المحتجزين اللبنانيين والأتراك، ما أثار تساؤلات عن مصيرهن في ظل بعض التصريحات اللبنانية المتناقضة.

وفي حين قال مدير الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، ردا على سؤال حول مصير السجينات إن “ما تم التفاهم بشأنه قد نفذ بحذافيره”، حسم وزير الداخلية، مروان شربل، الأمر مؤكدا أنهن لا يزلن في قيد الاحتجاز.

التصريح المقتضب لإبراهيم الذي تولى هذا الملف الشائك عن الجانب اللبناني يشير إلى أن السلطات السورية أفرجت عن السجينات بموجب وساطة القطرية، أما الوقائع فتؤكد عدم إنجاز أحد بنود هذه الصفقة.

وقال وزير الداخلية اللبناني لصحيفة “الجمهورية” “أيا من السجينات السوريات اللواتي شملتهن صفقة التبادل مع المخطوفين لم تخرج من السجون السورية، لكن ذلك لا يعني أن السوريين خارج الصفقة أو ما جرى التفاهم بشأنه”.

وأعرب عن اعتقاده أن عملية إطلاق سراج السجينات ستتم في غضون “الـ24 أو الـ48 ساعة المقبلة”، مبررا هذا التأخير بالقول إن “هناك لائحة جديدة دخلت على الخط في الأيام الأخيرة.. ولذلك تأخرت الإجراءات التي تعهدوا بها وستنفذ في حينه”.

وكانت وسائل إعلام عدة قالت إن الفصيل السوري المعارض الذي كان يحتجز اللبنانيين أضاف في اللحظة الأخيرة أسماء جديدة إلى لائحة السجينات المفترض الافراج عنهن، إلا أن الجهة المعنية لم تؤكد أو تنف هذه الأنباء.

وما يزيد من التباس هذه القضية، ما أعلنته السلطات اللبنانية بعد تأخر وصول الرهائن اللبنانيين، إذ قالت إن استكمال عملية عودتهم إلى بلادهم تنتظر وصول “عدد كبير” من المعتقلين والمعتقلات في السجون السورية إلى تركيا لإجراء عملية تبادل.

وبعد يوم على عودة اللبنانيين إلى بيروت ووصول الطيارين التركيين إلى اسطنبول، ترابض طائرة قطرية على أرض مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت في انتظار نقل السجينات السوريات إلى تركيا، حسب شربل الذي أضاف أنها “ستبقى هناك مدة ثلاثة أيام”.

أوروبا تدعو لوفد موحد للمعارضة السورية بمؤتمر جنيف2 وموعده لا يزال مجهولاً

بروكسل (18 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر مصدر أوروبي مطلع الجمعة عن قناعته بضرورة أن تستطيع المعارضة السورية التقدم بوفد موحد عندما يحين موعد إنعقاد مؤتمر سلام حول سورية، ما بات يعرف إعلاميا بجنيف2

وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن الإتحاد الأوروبي يضطلع بدور هام في مجال إجراء إتصالات مع مختلف الأطراف السورية الإقليمية المعنية، وقال “ما نسعى له هو توحيد أطراف المعارضة قدر الإمكان، مع الأخذ بعين الإعتبار الأطراف المعارضة الداخلية التي تحبذ حضور مؤتمر جنيف2″، حسب تعبيره

وتابع قائلاً “هناك أطراف سورية معارضة تريد مؤتمر سلام وأخرى تتحفظ، وهنا نحن نعمل لتجميع الأطراف المؤهلة للشروع بعملية سياسية سلمية في سورية”

وأكد إلى وجود “نشاط دبلوماسي مكثف جداً” لبلورة وفد المعارضة إلى المؤتمر المعني، ما يبدو محاولة لتطويق نفوذ المجموعات الإسلامية، التي تثير مزيداً من المخاوف الدولية والإقليمية

أما بشأن التواريخ المتداولة حول موعد جنيف2، أكد المصدر أن المسؤولين الأوروبيين سمعوا تصريحات نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل حول إمكانية عقده نهاية 23 و24 الشهر القادم، وقال “سمعنا كذلك تواريخ مختلفة ولكننا نعتقد أن الموعد سيحدد في رسالة دعوة يوجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للأطراف المعنية وهذا ما لم يحدث حتى الآن”، على حد قوله.

وبشأن إمكانية مشاركة إيران في هذا المؤتمر، قال المصدر إن التوجه السائد هو أن على الدول التي ستشارك القبول بوثيقة جنيف 1 التي تم الاتفاق عليها عام 2012.

وأقر أن بعض الدول الأعضاء في التكتل متحفظة على قبول ايران في مؤتمر جنيف2، إلا أنه أضاف “لكن أعتقد أن الأمر قد يتغير في حال أعلنت إيران احترامها لجنيف 1″، على حد وصفه

ويذكر أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد ، الذين سيجتمعون الإثنين القادم في لوكسمبورغ سيناقشون الوضع السوري، وفق ثلاثة مسارات، أولاً مسالة السلاح الكيمياوي، ثم المسار السياسي باتجاه مؤتمر سلام بالإضافة إلى الشق الإنساني

وزراء خارجية أوروبا: ضرورة حضور جميع الأطراف السورية لمؤتمر جنيف2

بروكسل (21 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أجمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد على أهمية حضور كافة الأطراف السورية لمؤتمر جنيف2، بوصفه الطريق الأمثل المؤدي إلى حل يعيد الإستقرار لسورية

وفي تصريحات مختلفة أدلى بها الوزراء قبل بدء اجتماعهم الدوري في لوكمسبورغ الاثنين، قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت إن “كل ما نعمله لصالح اللاجئين السوريين، وكل الجهد الذي يجري لتدمير السلاح الكيمياوي غير كاف إذا لم يترافق بمؤتمر سلام”، مشددا على ضرور مشاركة كل أطراف المعارضة السورية في المؤتمر، “إذا لم يشمل هذا المؤتمر جميع الأطراف، فلا معنى له”، وأقر بوجود إتصالات على عدة مستويات بين بلاده وبين مختلف أطراف المعارضة السورية، بما في ذلك معارضة الداخل

من جانبه، شدد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله، على ضرورة أن تبذل كل الأطراف قصارى جهدها من أجل جلب الإستقرار والسلام لسورية، “من هنا نحن ندعم جنيف2، ونرى فيه مبادرة جيدة”، وحث جميع الأطراف السورية على حضور المؤتمر

يذكر أن الملف السوري سيناقش خلال لقاء الوزراء اليوم من خلال ثلاثة محاور منها الإنساني والسياسي وكذلك مسألة تدمير الأسلحة الكيمياوية الجارية حالياً في سورية

ويسعى الوزراء الى تكثيف حضورهم في الملف السوري عبر ضخ مزيد من المساعدة لصالح البعثة المكلفة بتفكيك السلاح الكيمياوي، وتكثيف مساعداتهم للاجئين السوريين، بينما تظل مواقفهم السياسية متأخرة وشديدة الضعف مقارنة بمواقف كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى