أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 21 أيلول 2014

 

 

 

 

«ساعات حاسمة» في كوباني والأكراد يهبّون لمنع سقوطها

لندن، بيروت، أنقرة – «الحياة»، أ ب، رويترز

أعلنت تركيا أمس أن قرابة 60 ألف كردي سوري عبروا حدودها في الساعات الماضية هرباً من هجوم يشنه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على مناطقهم في ريف حلب الشمالي. وفي وقت أفادت معلومات أن مئات المقاتلين الأكراد بدأوا يتدفقون من تركيا والعراق إلى سورية للمشاركة في التصدي لهجوم «الدولة الإسلامية» التي باتت على أبواب المدينة الكردية المهمة كوباني (عين العرب)، أكد ناشطون قيام تنظيم «داعش» بإعدامات في حق الأكراد في المناطق التي سيطر عليها منذ بدء هجومه الخاطف يوم الثلثاء الماضي.

 

وقال صالح مسلم، رئيس الاتحاد الديموقراطي الكردي، الجماعة الكردية الأساسية في شمال سورية، إن «كوباني تواجه أعنف هجوم وأكثره بربرية في تاريخها». وأضاف في رسالة وزعها على وسائل الإعلام ونشرتها وكالة «أسوشييتد برس»: «تدعو كوباني كل الذين يدافعون عن القيم الإنسانية والديموقراطية… إلى الوقوف في جانبها وأن يدعموها فوراً. إن الساعات المقبلة حاسمة».

 

وتتولى وحدات حماية الشعب الكردي المحسوبة على الاتحاد الديموقراطي الكردي مهمة الدفاع عن كوباني، لكنها تبدو عاجزة عن وقف تقدم «الدولة الإسلامية» التي سيطرت حتى الآن على عشرات القرى الصغيرة الواقعة في ريفها وباتت الآن تفرض طوقاً عليها.

 

وصدرت مناشدة مسلم بعد يوم من صدور موقف مماثل عن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، الذي ناشد المجتمع الدولي التدخل لوقف سقوط المدينة في أيدي من وصفهم بـ «الإرهابيين»، قائلاً إن الهجوم على كوباني يمثّل «تهديداً لكل الأمة الكردية، ويمس بشرف شعبنا وكرامته ووجوده».

 

وفيما أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى عبور «مئات» المقاتلين الأكراد من الحدود التركية إلى داخل سورية للمشاركة في معركة الدفاع عن كوباني، نقلت «أسوشييتد برس» عن مسؤول عسكري كردي في إقليم كردستان العراقي، أن 600 مقاتل عبروا الحدود من الإقليم إلى سورية متجهين إلى كوباني، وينتمي هؤلاء إلى حزب العمال الكردستاني الناشط في تركيا، لكنه يملك قواعد عسكرية في منطقة جبال قنديل في كردستان العراق. وقال المسؤول الكردي: «دخل (عناصر) حزب العمال الكردستاني في الصباح الباكر (الحدود السورية) وهم يتجهون إلى كوباني».

 

وفتحت تركيا ممراً حدودياً الجمعة للمدنيين الأكراد الذي فروا خشية هجوم وشيك على كوباني (عين العرب) بعدما بات تنظيم «الدولة الإسلامية» على بعد 15 كيلومتراً منها فقط، بحسب عصمت الشيخ قائد القوات الكردية التي تدافع عن كوباني. وصرح لـ «رويترز» عبر الهاتف بأن عناصر الدولة تقدموا صوب كوباني الليلة قبل الماضية مستخدمين الصواريخ والمدفعية والدبابات والمركبات المدرعة.

 

وقال لقمان عيسى (34 عاماً) وهو مزارع عبر الحدود إلى تركيا: «بدأت الاشتباكات في الصباح وهربنا بالسيارة. وكنا 30 أسرة في الإجمال». وذكر أن عناصر «الدولة الإسلامية» دخلوا قريته بالأسلحة الثقيلة وأن أفراد القوات الكردية التي كانت تتصدى لهم كانوا لا يحملون سوى أسلحة خفيفة. وقال لـ «رويترز» في بلدة سروج التركية: «دمروا كل مكان ذهبوا إليه. شاهدنا ما فعلوه في سنجار بالعراق وهربنا خوفاً». وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي، إن نحو 45 ألف كردي سوري عبروا قطاعاً من الحدود يمتد لمسافة 30 كيلومتراً منذ أن فتحته تركيا الجمعة. ورفعت الحكومة لاحقاً الرقم إلى 60 ألفاً.

 

لبنان: إعدام جندي يعلق المفاوضات وسلام يعلن المواجهة مع الخاطفين

بيروت – «الحياة»

حلّت المواجهة العسكرية في منطقة عرسال وجرودها مكان التفاوض على إخلاء العسكريين الـ26 المحتجزين لدى «داعش»و»جبهة النصرة»، بعد استهداف الجيش اللبناني بعبوة ناسفة أدت إلى استشهاد جنديين أول من أمس، وبعد تأكد نبأ إعدام «النصرة» أحد الجنود اللبنانيين المحتجزين لديها، محمد حمية أمس، وتهديدها بأن الجندي علي البزال هو التالي الذي «سيدفع الثمن» متهمة الحكومة اللبنانية بـ»المماطلة» في تنفيذ مطالبها.

 

ودبت فوضى الخطف على الهوية في البقاع نتيجة ردود الفعل الانفعالية على إعدام الجندي حمية، حيث أُبلغ ليلا عن خطف 5 أشخاص من آل فليطي والحجيري من عرسال، على طريق قرى اللبوة – النبي عثمان – البزالية المؤدية إليها، بعدما حمل آل حمية عائلات من عرسال مسؤولية إعدام إبنهم من قبل «النصرة». كما خطف مسلحون ملثمون شخصا من آل البريدي (من عرسال) في منطقة الأوزاعي (عاد الجيش فحرره) في بيروت، التي شهدت قطعاً لطريق المطار لبعض الوقت من أهالي العسكريين المخطوفين. كذلك طريق الشويفات – الحدث في ضاحية العاصمة، على رغم أن والد حمية ناشد الأقارب والمحبين عدم قطع الطرقات والتعرض للنازحين السوريين. (للمزيد)

 

واستبق زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ردود الفعل المذهبية على استشهاد الجندي حمية بإصدار بيان مساء، حذر فيه من «أن المجموعات الإرهابية التي تتخذ من خطف أبنائنا العسكريين وسيلة للضغط على الحكومة والدولة والجيش، تريد للمسلمين في لبنان أن يسقطوا في الفتنة، وأن يتبارزوا في التحريض على إثارة المشاعر والعصبيات، وهو ما يجب أن يحملنا على التنبه والوقوف وراء الجيش والقوى الأمنية في ملاحقة بؤر الارهاب والتطرف وتفويت الفرصة على المتلاعبين بوحدة اللبنانيين والنافخين في رماد الفتنة».

 

وكان رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أعلن بلهجة حاسمة، قرار المواجهة مع «العدو التكفيري اللاإنساني» في تصريح له بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري بعد الظهر،معتبراً أن «المفاوضة تبدأ من إيقاف القتل»، فيما شددت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها على استمراره في «إجراءاته الميدانية المشددة وتأمين حسن سير مهماته الأمنية وتمسكه بحقه في استخدام الوسائل المتوافرة لديه». وأكدت القيادة أن الجيش «لن يتهاون مع الجماعات الإرهابية أينما وجدت على الأراضي اللبنانية، ومهما بلغت التضحيات».

 

وقالت مصادر أمنية أن الجيش واصل أمس قصفه في شكل مركز من محيط عرسال مواقع المسلحين السوريين في جرودها. وقالت مصادر في عرسال لـ»الحياة» أن القصف لم يتوقف أمس. وأعلنت قيادة الجيش أن قواته «نفذت رمايات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ضدّ عددٍ من مراكز وتحصينات الجماعات الإرهابية الموزّعة في جرود المنطقة، وحققت خلالها إصابات مباشرة، أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين».

 

وأعلنت جبهة «النصرة» ليلاً، أنه «في حال لم يتوقف القصف على جرود عرسال عند الفجر من قبل الجيش اللبناني وحزب الله، فإن المعركة هذه المرة ليست كسابقتها، والثمن سيكون غالياً».

 

وكانت المداهمات التي نفذها الجيش أول من أمس واليوم في عرسال ومخيمات النازحين بعد تفجير عبوة ناسفة في شاحنة للجيش، أدت إلى توقيف ما يقارب 220 شخصاً معظمهم سوريون. وقالت مصادر أمنية لـ»الحياة» أن هؤلاء أوقفوا في مخيمات محيطة بمراكز الجيش وقريبة من موقع الانفجار الذي استهدف دورية له وسيخلى سبيل معظمهم تباعا بعد التثبت من أوضاعهم. وذكرت المصادر أن الجيش «لم يعد مستعداً للقبول باستنزافه. وهو لم يكن اتخذ أي إجراءات حين أعدموا الجنديين علي السيد وعباس مدلج ثم زرعوا العبوة التي سببت استشهاد الجنديين محمد ضاهر وعلي الخراط (شيعا أمس في عكار وصيدا) أول من أمس ثم حين أعدموا الجندي حمية».

 

وقالت مصادر حكومية لـ»الحياة» أن إعلان سلام المواجهة مع المسلحين السوريين يعود إلى اقتناعه بأن التفاوض معهم على إخلاء العسكريين كان يجري في ظل استمرارهم في القتل وهم رفضوا الالتزام بشرط وقفه لتستمر العملية التفاوضية. وأضافت: «مضى شهر ونصف الشهر على احتجازهم العسكريين ونحن نسعى للتفاوض ونبقي على الخيارات كافة مفتوحة ولا يمكن القبول بأن يتسببوا بفتنة بين اللبنانيين عن طريق مواصلتهم الإعدامات للجنود». وأوضحت المصادر «أن الوسيط القطري لم يأت إلى لبنان أول من أمس كما كان مقرراً لكنه أبلغ الجانب اللبناني أن «النصرة» أعلمته أول من أمس بأنها ستباشر إعدام العسكريين إذا لم تنفذ الحكومة مطالبها بالإفراج عن سجناء في سجن رومية، وإذا لم تفتح الطرقات التي أقفلها الجيش بين عرسال والجرود، فضلا عن مطالب أخرى». ورداً على سؤال عما إذا كانت المفاوضات توقفت، قالت المصادر أنها «علّقت ولا يمنع العودة إليها إذا أراد الفريق الآخر التصرف بعقلانية».

 

وقالت مصادر عرسالية أن المفاوضات كانت متعذرة في الأيام الماضية لأن البلدة معزولة عن الجرود ولا يستطيع أي كان أن ينتقل إليها لمقابلة قادة المسلحين.

 

وعلى خط التفاوض قال وزير الداخلية نهاد المشنوق الموجود في موسكو لمحطة «إم تي في» أنه سيسعى إلى تحريك المسعى التركي مع الخاطفين بعد الإفراج عن الرهائن الأتراك في العراق من قبل «داعش» وأنه سيتواصل لهذا الغرض مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.

 

وقالت النصرة على «تويتر» في تغريدة «إلى الطائفة الشيعية وآل الجندي البزال» أنه «أحسنتم القول بأنكم لن تتعرضوا للاجئين السوريين. نتمنى أن نرى هذا عمليا وليس نظريا».

 

وترأس سلام عصرا اجتماعاً أمنياً حضره الوزراء المختصون وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة سائر الأجهزة الأمنية قال بعده وزير الدفاع سمير مقبل: «قدم المسؤولون العسكريون والأمنيون تصورا متكاملا حول الأوضاع الميدانية في عرسال، وكان هناك تأكيد على ضرورة متابعة المواجهة التي يقوم بها الجيش اللبناني والقوى الأمنية ضد هذه القوى التكفيرية، ورفض الابتزاز والمساومة على بطولات الجيش وكرامة الوطن.

 

واكد سلام للقادة العسكريين والأمنيين، ان الحكومة «تقف صفا واحدا وراء قواها العسكرية والأمنية، في معركة مفتوحة على كل الخيارات ومنع أي التباس حول هذه المواجهة العسكرية تحت وطأة التهديدات وتنفيذها التي عرقلت جهود التفاوض».وأضاف مقبل:» التوجيهات لقيادات الجيش والقوى الامنية باتخاذ كل التدابير الآيلة الى تطبيق الخطط العسكرية الموضوعة وعدم التهاون مع كل ما يهدد سلامة لبنان ومنطقة عرسال وجرودها.»

 

وكان الحريري أكد أن «أحداً من اللبنانيين، في أي موقع كان، لا يمكن أن يجاري في الأسف والنقمة والوجع، نقمة ووجع الأمهات والآباء والأهل، تجاه استشهاد أولادهم وتلك القرابين التي يقدمونها في مواجهة الإرهاب وقوى الفتنة والضلال فداء للبنان وكرامته ووحدة بنيه».

 

واعتبر أن «الجمرة لا تحرق إلا مكانها، كما يردد أهالي العسكريين المخطوفين،مهما عبرنا عن مشاعر الغضب والاستنكار وتكررت الدعوات الى التهدئة وضبط النفس».

 

وإذ توجه «بأحرّ العزاء وأصدق عبارات التضامن،في هذه الساعات الحزينة، من أهلنا آل حمية، الذين يتوحدون في مسيرة التضحية مع الأخوة الكرام من آل السيد ومدلج(أعدمهما) والخراط وضاهر(استشهدا في تفجير أول من أمس في عرسال)، وعشرات الشهداء الأبطال الذين قضوا في معركة التصدي للإرهاب والمتلاعبين بوحدتنا الوطنية»،أكد أن اجتماعنا على درء الفتنة، مسؤولية تعلو على أي اعتبار آخر، بل هو واجب شرعي ووطني، لا مفر أمامنا جميعا من الدعوة إليه والالتزام به».

 

وزار منزل الجندي الشهيد حمية رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» وناشد «كل الشعب بأن الفتنة تحرق الجميع وعلينا أن نتوحد ولن نترك أسرانا وسنثأر لشهدائنا مهما طال الوقت».

 

وشدد رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط خلال جولة له في منطقة العرقوب وحاصبيا على الحاجة إلى احتضان الجيش والمؤسسات الأمنية مؤكدا أنه لن تحدث فتنة في المنطقة طالما تمتع أبناؤها بالوعي الوطني والعربي.

 

صفقة أردوغان مع «داعش»: إطلاق الرهائن مقابل عدم انضمام تركيا إلى «التحالف الدولي»

أنقرة – يوسف الشريف

اطلق «داعش» سراح 46 رهينة تركياً أمس بعد أكثر من مئة يوم في قبضة التنظيم الذي خطفهم من القنصلية التركية عندما استولى على الموصل، في ما يعتقد أنها «صفقة بين التنظيم والرئيس رجب طيب أردوغان تقايض إطلاق الرهائن بعدم انضمام أنقرة إلى تحالف دولي يريد القضاء على الدولة الإسلامية في العراق وسورية».

 

وكشف رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن «الاستخبارات حاولت ست مرات سابقاً تحرير الرهائن لكنها فشلت». ورغم تشديد الحكومة على الرهائن بعدم الإدلاء بأية تصريحات عن تفاصيل تجربتهم واعتذار داود أوغلو عن كشف تفاصيل العملية والاكتفاء بتأكيده أنه لم يتم دفع فدية لـ «داعش» أو الدخول في عمل مسلح ضده، إلا أن المعلومات التي تسربت عن العملية تشير إلى أن المفاوضات بدأت بين الاستخبارات التركية و «داعش» منذ اليوم الأول لخطف الرهائن، وتكثفت قبل أسبوعين، ما أدى إلى موافقة التنظيم على الإفراج عن الرهائن وإعادة مبنى القنصلية، بفضل تيار العشائر والبعثيين داخل «داعش»، الذين أبقت أنقرة على علاقة جيدة معهم منذ انتفاضتهم في العراق في 2007.

 

وبينما أعلن الرئيس أردوغان أن المحتجزين اطلق سراحهم ضمن «عملية إنقاذ» نفذتها القوات الخاصة، قالت مصادر مسؤولة لـ «الحياة» إن التيار البعثي والعشائري لم يكن راضياً على عملية خطف الرهائن، ودخل في سجال مع قيادة «داعش» في هذا الشأن، ما دفع الحكومة لمحاولة استعادة الرهائن من دون اللجوء إلى الخيار العسكري».

 

وأوضح أردوغان أنه «منذ اليوم الأول لعملية خطفهم، تابعت وكالة الاستخبارات هذه المسألة بصبر وعناية، وأخيراً قامت بعملية إنقاذ ناجحة»، لكن مصادر عراقية أكدت أن وساطة عشائر السنة في العراق هي التي أدت إلى الإفراج عن الرهائن. كما كان لافتاً نقل الرهائن براً من الموصل إلى سورية ومن ثم عبورهم إلى تركيا عبر بوابة تل أبيض التي يسيطر عليها «داعش»، مع التأكيد بأن الجيش والاستخبارات التركية أشرفا على حراسة القافلة طوال الطريق.

 

ولم تكشف الحكومة التركية عن تفاصيل تلك المفاوضات المعقدة التي جرت مع «داعش» وما إذا كانت أنقرة تعهدت له بشيء، لكن التسريبات تحدثت عن أن أهم جولات المفاوضات جرت أثناء إعلان الرئيس باراك أوباما خطته لضرب «داعش» وحشد دعم دولي لذلك وزيارات المسؤولين الأميركيين لأنقرة التي جاءت في هذا الإطار، ما يشير إلى أن موقف تركيا من الانضمام إلى ذلك الحلف كان حاضراً أثناء المفاوضات على الرهائن، على رغم أن داود أوغلو نفى أي دور أميركي في عملية تحرير الرهائن.

 

وقالت مصادر مقربة منه: «بالنظر إلى محاولة الاستخبارات الأميركية الفاشلة في تحرير الصحافيين الأميركيين فإنه من العبث الحديث عن مساعدة أميركية لتركيا في هذا الشأن». لكن المصادر أكدت أن تركيا كانت تتابع الرهائن عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات من دون طيار والتعاون الاستخباراتي مع الدول الصديقة، وأن هذا التعاون لم يمتد إلى العمل على الأرض، حيث تم نقل الرهائن ثماني مرات إلى أماكن مختلفة في الموصل. في المقابل تحدث موقع «تقوى» الإسلامي التركي القريب من «داعش» عن «مفاوضات بين دولتين جرت لتحرير الرهائن وأن تركيا تعرفت من خلالها على جدية وقوة تنظيم الدولة الإسلامية والتزامه تعهداته».

 

وشككت مصادر مقرّبة من الحكومة في أن يؤدي تحرير الرهائن إلى تغيير موقف تركيا من التحالف الدولي ضد «داعش»، بل على العكس فإن ما حصل سيدعّم نظرية تركيا بأن الوضع في العراق وسورية أكثر تعقيداً مما تظن واشنطن، وأنه يمكن الوصول إلى نتائج على الأرض بعيداً من العمل العسكري، والتأكيد على أن «داعش» يستمد قوته من دعم العشائر والتنظيمات السنية، وأنه يجب التفاوض والحوار مع تلك التيارات السنية بالتوازي مع إضعاف قوة «داعش» عسكرياً من أجل الوصول إلى نتيجة.

 

ومن بين الرهائن القنصل التركي في الموصل وزوجته وعدد كبير من الدبلوماسيين وأطفالهم، بالإضافة إلى عناصر من القوات الخاصة التركية.

 

وعاد الرهائن بالطائرة إلى أنقرة برفقة داود أوغلو حيث استقبلتهم عائلاتهم والمئات من أنصار حزب «العدالة والتنمية» الحاكم. وقال أوغلو، الذي صعد إلى حافلة الركاب محوطاً ببعض الرهائن: «إنهم أبطال، مثل أولئك الذين أعادوهم إلى تركيا». وأضاف: «لقد انتظروا بكل صبر وفخر ورفضوا الانحناء وظلوا صامدين». كما أشاد بالقوات الأمنية التي «عملت بشكل منسق لكي تحررهم». وقال القنصل المفرج عنه أوزتورك يلماظ للصحافيين: «لم أفقد الأمل يوماً. سأتذكر دائماً تجربتي هذه بكل اعتزاز».

 

أردوغان: مفاوضات سياسية حررت رهائننا لدى “داعش” ولم ندفع فدية

اسطنبول ـ رويترز

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد إنه لم ندفع فدية مقابل افراج تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق عن رهائن أتراك، مضيفاً أن الإفراج عنهم كان نتيجة مفاوضات ديبلوماسية وسياسية.

 

وكانت المخابرات التركية أعادت السبت 46 رهينة تركياً خطفهم متشددون من تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد أكثر من ثلاثة شهور في الأسر فيما وصفها اردوغان بعملية انقاذ سرية.

 

وقال اردوغان أيضاً إنه بحث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وحلفاء في حلف شمال الأطلسي خلال قمة الحلف في وقت سابق من الشهر الجاري إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سورية.

 

النظام يشن هجوماً كبيراً في الغوطة … وبراميله المتفجرة تحصد ضحايا في حلب

لندن – «الحياة»

في وقت بدأ الجيش السوري هجوماً كبيراً لاستعادة السيطرة على بلدة عدرا البلد في ريف دمشق، لوحظ أن قيادياً كبيراً في المعارضة السورية حذّر من التكتلات التي تحصل بين جماعات مسلحة ناشطة في الغوطة.

 

وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بدأت عملية عسكرية واسعة في اتجاه عدرا البلد وأحكمت الطوق على البلدة وتتابع أعمالها القتالية بنجاح». ونقلت عن مصدر عسكري أنه «تم القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين»، وهو الوصف الذي تطلقه السلطات على المعارضين. وأضاف المصدر العسكري أن «وحدات أخرى من الجيش والقوات المسلحة استهدفت تجمعات الإرهابيين مع عتادهم في نهاية شارع الروضة بمزارع خان الشيح ومزرعة الهندي بشارع نستلة بريف دمشق».

 

أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فأشار من جهته إلى تصاعد المواجهات في الغوطة الشرقية، وأوضح في تقرير: «نفّذ الطيران الحربي 3 غارات على مناطق في مدينة زملكا وأطرافها، من دون أنباء عن إصابات حتى الآن، كما ارتفع إلى 11 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على أماكن في منطقتي عدرا وتل كردي، بينما استشهد رجل متأثراً بجروح أصيب بها إثر طلق ناري من جهة مجهولة في بلدة جسرين بالغوطة الشرقية». وتابع: «ألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً على منطقة في الأراضي الزراعية الواقعة بين بلدتي خان الشيح ودروشا من دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين قصفت قوات النظام مناطق في الأراضي الزراعية الواقعة بين بلدتي دير ماكر والدناجي، ما أدى لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين، وأنباء عن سقوط عدد من الجرحى».

 

وأشار «المرصد» أيضاً إلى تعرض مناطق في مدينة الزبداني قرب الحدود اللبنانية لقصف من قوات النظام، في حين «نفّذ الطيران الحربي أربع غارات على مناطق في حي جوبر (شرق دمشق) من دون معلومات عن خسائر بشرية، كما نفذت قوات النظام حملة مداهمات في منطقتي تحت السقيفة والسواح بحي الميدان وسط العاصمة، ولم ترد معلومات عن اعتقالات حتى اللحظة».

 

وتزامن هذا التصعيد في المواجهات في دمشق وريفها، مع موقف لافت صدر عن زعيم «جيش الإسلام» زهران علوش، القيادي البارز في منطقة الغوطة الشرقية، والذي حذّر فيه من «أنه لن يسمح بأن يكون هناك رأسان لجسد واحد»، داعياً إلى «أن ينضوي الجميع تحت راية الوحدة التي حدثت في الغوطة». وجاء موقفه بعدما أعلن 20 فصيلاً مسلحاً في الغوطة الشرقية اتحادها ضمن فصيلين هما «جيش الأمة» و «فيلق بدر». و «جيش الإسلام» هو القوة المهيمنة في الغوطة وحول دمشق، على رغم وجود لجماعات أخرى بينها «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية». وتم أخيراً تشكيل «القيادة العامة» للمعارضة في الغوطة بقيادة علوش، لكن إعلان جماعات عدة اندماجها في إطار «جيش الأمة» و «فيلق بدر»، قبل أيام، اعتُبر إعلاناً منها أنها لا تريد الرضوخ لـ «راية الوحدة» تحت قيادة «جيش الإسلام» وهو فصيل من فصائل «الجبهة الإسلامية» التي تُعتبر من أكبر التكتلات الإسلامية في عموم سورية.

 

ونقلت «شبكة مراسلي ريف دمشق» (موقع إخباري مقره دوما في الغوطة الشرقية) عن زهران علوش قوله أمام جمع من المصلين بعد انتهاء صلاة الجمعة في أحد مساجد الغوطة، «إن زمن التشرذم والفرقة التي عاشتها الغوطة الشرقية عدة أعوام بعد التحرير قد انتهى».

 

وأضافت الشبكة أن علوش بشّر الأهالي بما وصفها «الانتصارات التي استبشر بها المجاهدون بعد التوحد» وأكد أن «قوات النظام كانت تتقدم يومياً إلى أحد الأبنية التي كانت بحوزة المجاهدين ولكن اليوم حصل تغيّر مفاجئ في موازين المعركة»، موضحاً «أن المجاهدين تمكنوا من اقتحام أحياء الدخانية والكباس بسبب التنسيق الكبير الذي حدث بعد التوحد».

 

كما بشّر علوش الأهالي بأن «الوضع الاقتصادي سيكون في الأيام المقبلة أفضل بكثير مما هو عليه الآن».

 

وفي شمال سورية، أعلن «المرصد» أنه «ارتفع إلى خمسة بينهم سيدة وطفل عدد الشهداء الذين قضوا جراء إلقاء الطيران المروحي برميلين متفجرين على منطقة في أوتوستراد مساكن هنانو- الصاخور» في مدينة حلب، كما أشار إلى «سقوط قذائف عدة أطلقها لواء شهداء بدر بقيادة المدعو خالد حياني، بالقرب من تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في حي الأشرفية شمال حلب، تبعه اشتباكات متقطعة بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر».

 

كذلك «سقطت أسطوانة غاز متفجرة على منطقة في حي جمعية الزهراء بمدينة حلب، ما أدى إلى أضرار مادية»، بحسب «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى «اشتباكات متقطعة بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم (جيش المهاجرين والأنصار وحركة شام الإسلام وحركة فجر الشام الإسلامية والكتيبة الخضراء) من طرف، وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث وعناصر من «حزب الله» اللبناني من طرف آخر بالقرب من مسجد الرسول الأعظم في حي جمعية الزهراء غرب حلب، في حين تتعرض مناطق في مخيم حندرات لقصف من قوات النظام».

 

الأردن يستعد للحملة على «داعش» وسط مخاوف من استهدافه

عمان – رنا الصباغ

بين ليلة وضحاها، يجد الأردنيون بلدهم لاعباً محورياً في ترتيبات الحرب الأميركية على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الذي يُحكم سيطرته على مناطق سورية وعراقية شاسعة متحولاً إلى قوة إقليمية هدفها التمدد لابتلاع المنطقة برمتها.

 

نقطة التحول في الموقف الرسمي طفت على السطح يوم الخميس بعد اجتماع جدة بمشاركة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، عندما وافق الأردن ولبنان والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي على الانخراط في التحالف الدولي ضد داعش والمشاركة في جوانب عدة من الجهد «اذا اقتضت الحاجة». وهكذا تحتشد دول المنطقة – غداة إعلان باراك أوباما عن خطته الإشكالية للقضاء على تهديد «الدولة الإسلامية» – بدلاً من الركون في خلفية المشهد بانتظار النجدة من الولايات المتحدة.

 

واشنطن لا تزال منهمكة في بلورة استراتيجية متنوعة طويلة الأمد لجهة توزيع الأدوار على الدول المشاركة في منطقة منقسمة عمودياً بين مراكز قوى على أطرافها. وتحاول حشد المزيد من الأعضاء في حلف قابل للتمدد واستصدار قرار من مجلس الأمن لتوفير غطاء شرعي لهذه العمليات تحت شعار حماية السلم العالمي وقيم الإنسانية.

 

لكن انخراط الأردن في الجهد المقبل جاء من دون مقدمات ومن دون فتح نقاش عام حيال الفرص والتحديات، ما أثار جدلاً في المجتمع المنقسم اصلاً والمتوجس من نماذج لتدخلات عسكرية غربية في العراق (1991) و (2003) وأفغانستان (2001)، ساهمت في خلق جيل جديد من التكفيريين أشد شراسة وإجراماً من «القاعدة».

 

الجدل يتعمق حول دخول الأردن عضواً فاعلاً في التحالف الجديد لكسر شوكة «داعش» التي تنفذ مبدئياً عمليات «جس نبض» باختراقات عبر الحدود، حيث يضرب المتسللون أو يقبض عليهم، وترى الفئة الداعمة لهذا التوجه أن المملكة ستكون هدف «داعش» المقبل إذا ثبّت أقدامه في دول الجوار. يتزامن ذلك مع رصد بوادر تعاطف شعبي بين أردنيين وإن ظل محدوداً مع هذا التنظيم الظلامي لأسباب أيديولوجية أو كرد فعل على التهميش السياسي والاقتصادي. وثمّة أصوات معاكسة تخشى تعريض البلاد لعمليات إرهابية ثأرية على غرار تفجيرات عمان الثلاثية عام 2005، على يد عناصر تسللت عبر الحدود للرد على مساهمة الأردن في الحملة الأميركية على الإرهاب واستهداف تنظيم «القاعدة» في العراق بقيادة الأردني أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل بعد عام في غارة أميركية على وقع إحداثيات استخبارية أردنية. كما أن هناك مخاوف من تحرك من يحملون فكر «داعش» داخل الأردن بمن فيهم «خلايا نائمة» لما يرونه حرباً أميركية على الإسلام.

 

بالأمس، أحيل ثمانية أشخاص على محكمة أمن الدولة بتهم «الالتحاق بجماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية (داعش) خارج الأردن، وتجنيد أشخاص للالتحاق بجماعات مسلحة واستخدام الشبكة العنكبوتية للترويج لأفكار جماعة إرهابية».

 

في الأردن فئة ثالثة تحذر من التدخل لأن «الحرب ليست حربنا»، كما يقول عضو مجلس النواب خليل عطية. وفئة رابعة متعاطفة مع أيديولوجية «داعش» التي باتت قوة ضاربة ضد أميركا – «حامية إسرائيل والمعادية للمسلمين» – أو حماية للمجتمعات العربية ذات الغالبية السنّية من خطر التغلغل «الشيعي» الذي خرج من عقاله عقب الإطاحة بنظام صدام حسين، وفتح الباب أمام تمدد إيران في بلد كان يشكّل عمقاً استراتيجياً للأردن. ويجاهر البعض بتوجهاتهم الداعشية وسط تداعي منظومة القيم التي تحكم المجتمع. يرافق ذلك شعور بضعف مبدأ سيادة القانون والمواطنة واستشراء الفساد والقمع وإقصاء الرأي الآخر.

 

دور محوري

 

يقول ديبلوماسي غربي إن دور الأردن في التحالف سيكون محورياً بحكم موقعه الجغرافي وتحالفه الاستراتيجي مع واشنطن إلى جانب الخبرة الاستخباراتية المتراكمة والعلاقات العشائرية العابرة للحدود. فالأردن سيقدم إسناداً لوجستياً ومعلوماتياً/ استخباراتياً، إضافة إلى تكثيف التواصل مع عشائر «السنّة» في غرب العراق لتــأليبها ضـد «داعش». ديبلوماسي آخر لا يرى ضرورة في إرسال قوات برية أردنية أو مشاركة في الضربات الجوية لأن لأميركا بدائل في المنطقة: قواعد في العـــراق والخليج وتركيا، تنطلق منها هجمات جوية جراحية بتكنولوجيا متطورة وطائرات من دون طيار مدعــــومة بأساطيل متأهبة تجوب بحـــار المنطقة. وقد يطلب من الأردن فتح مراكزه الإقليمية المتخصصة في التدريب على مكافحة الارهاب لـــتدريب قوات عراقية خاصة وربما قـــوات للمعارضة السورية. وسيشارك في تعزيز جهود مبذولة منذ أعوام لـــوقف تدفق مقاتلين أجانب عبر دول الجوار ومكافحة تمويل «داعش» والمنظمات الإرهابية. ولا مانع من المساهمة في جهود إغاثة إنسانية ومشاريع إعادة الإعمار. وبطبيعة الحال، سيتحرك الأردن لإنقاذ قائد اي طائرة مقاتلة قد تسقط داخل حدوده وسيغض الطرف في حال عبرت مقاتلات التحالف الأجواء الأردنية لضرب أهدافها.

 

لكن الخطر الرئيس يكمن في احتمالات «تعريض المملكة لخطر عمليات إرهابية ضد أهــداف داخلية تضع الأردن مباشرة على خط نار «داعش» وتؤجج ردود فعل شعبية غير متوقعه في مجتمع لم يشارك في بلورة قرار الانضمام إلى الحلف. وفي ذلك أيضاً خطوة عالية المخاطرة قد تحرج النظام السياسي وتفتح صندوق باندورا (عش دبابير)»، على ما يقول الديبلوماسي.

 

غالبية النخب السياسية والاقتصادية تدرك حجم التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة – عسكرياً وأيديولوجياً – لأن الخطر على الأردن مرتبط بمستقبل المعركة مع «داعش» وأخواتها لجهة تنامي التعاطف مع التنظيم أو حسر امتداده. لكنهم يفضلون أن يعمل بلدهم من تحت الطاولة لإسناد المعركة تحاشياً لتهديد أمنه واستقراره في إقليم مضطرب منذ هبوب رياح التغيير عام 2011.

 

مسؤول أردني بارز يقر بأن ثمّة خطراً من عمليات إرهابية ضد أهداف أردنية كرد فعل على دخول عمان الحرب على «داعش»، لكنه يستدرك أن التحرك الاستباقي مطلوب لأن «معركة استئصال «داعش» معركتنا قبل أن تكون معركة الأميركيين، ومن يهاجمنا سنهاجمه».

 

تعقيدات

 

يفاقم الوضع غياب تصور مشترك بين دول الإقليم المنخرطة بالشراكة حيال مستقبل سورية وتعقيدات التعامل مع الوضع القائم لضرب «داعش» هناك، بعكس العراق؛ حيث حكومة جديدة عازمة على دحر «داعش والإرهاب» وجيش نظامي وقوات كردية جاهزة للقتال على الأرض ضد غالبية المقاتلين الأجانب ممن تدفقوا من سورية إلى العراق خلال الأشهر الماضية.

 

فالمقاربة الأميركية تقوم على دعم المعارضة السورية وتسليحها على أمل أن تحل مكان «داعش» في السيطرة على محافظات الرقة ودير الزور ومناطق أخرى، بينما الوضع علـــى الأرض، ووفــــق القراءة الرسمية الأردنية، يؤشر إلى أن هذه القوى المعتدلة والمنقسمة على نفسها تكـــاد تتـــلاشى. كما أن غالبيتها فقدت صدقيتها وشرعيتها بينــما يتمثل البديل الوحيد المحتمل بـ «جبهة النصرة»، نسخة ليست أفضل من «داعش» أو قوات الجيش السوري النظامي. لذا، فعملية تطهير نفوذ «داعش» العسكري في سورية قد تتطلب سنوات وتجلب متاعب.

 

بالتزامن، تعكف دول عربية وغربية على استصدار قرار من مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة لتوفير غطاء شرعي، لشن غارات جوية واصطياد ما بات يسمى بـ «المقاتلين الأجانب» في سورية والعراق. باراك أوباما، وفق معلومات توافرت لـ»الحياة»، سيستغل اجتماع الأمم المتحدة السنوي لاستضافة أعضاء مجلس الأمن الدائمين يوم 24 أيلول (سبتمبر)، بمشاركة الأردن بصفته عضواً غير دائم في نادي الكبار. يعقب ذلك استصدار قرار حول التعامل مع تهديد «المقاتلين الأجانب» في سورية والعراق والمقدر عددهم بين 20.000 و30.000 مقاتل. وتالياً ستتسارع الأحداث وتتبلور الاستراتيجية والأدوار المرسومة للحلفاء.

 

مشروع القرار يتضمن «آلية للتعاون القانوني في مجال مكافحة الإرهاب». ويدفع الوفد الأردني – المنخرط في المفاوضات التمهيدية – باتجاه تضمين صيغته النهائية «إشارة إلى الخطر الذي يشكله أولئك المقاتلون الإرهابيون على دول جوار مناطق النزاع، وما يفرزه هذا التهديد من أعباء إضافية عليها».

 

في الأثناء تعكف واشنطن وحلفاؤها في الإقليم على بلورة تصور مشترك للتعامل مع «داعش» في سورية، حيث يرفض نظام منبوذ أي تدخلات خارجية من دون تنسيق مسبق. حتى الآن لم تصل الأطراف إلى معادلة حول مستقبل سورية مع أو من دون بشار الأسد. لكن الحرب على «داعش» بدأت وستستعر.

 

ولتقليص منسوب القلق الداخلي المشروع، يتطلب تعامل الأردن خطاباً سياسياً واضحاً بحيث لا تتعرض للخطر الجوانب الأمنية/ الاستخباراتية والعسكرية، وفي الوقت ذاته كسب تعاطف قطاعات واسعة بأن هذه معركة عربية وليست أميركية لوقف طوفان «داعش».

 

مكاسب المشاركة كثيرة وفق مسؤولين. وهي فرصة ذهبية نادرة يرسم الأردن من خلالها دوراً قيادياً جديداً كنابذ للفكر المتطرف الذي يدمّر وسطية الدين ويتحول «منطقة عازلة» أو «بوليصة تأمين» بين ما تبقى مما يسمى بـ» قوى الاعتدال» مقابل التطرف والراديكالية. وقد توقف تراجع دور الأردن الإقليمي لأكثر من عقد بسبب انشغاله بدعم جهود إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بجوار إسرائيل بينما تتبدل التحالفات مع دخول تركيا وإيران مدعومتين بحلفاء محليين وإقليميين على ملفات المنطقة قبل ان يشتعل مسلسل الثورات والانتفاضات الشعبية.

 

فالنظام السياسي الأردني يتمتع بشرعية تؤهله للعب دور رئيس كبوتقة للاعتدال والتسامح والوسطية. والملك عبدالله الثاني عسكري التنشئة، والأردن يتغنّى بالاعتدال الديني والوسطية المجتمعية، مع أن المجتمع نحا في السنوات الأخيرة صوب الانغلاق والتشدد لظروف اقتصادية وسياسية وإقليمية، وازدواجية تعامل الغرب مع إسرائيل.

 

مراقبة جيوب التمدد

 

الانخراط في حملة كهذه يجب أن يجلب معه دعماً مالياً «سخياً، خارقاً ومستداماً» يساعد على إنقاذ الوضع الاقتصادي الكارثي والاستثمار في مشاريع تقدّم فرصاً بهدف تعزيز الاستقرار.

 

الأجهزة الأمنية تعمل ليل نهار ضمن استراتيجية استباقية لمراقبة جيوب التمدد «الداعشي» في الأردن والحواضن الاجتماعية لفكره، وتحديداً في الرصيفة؛ وهي منطقة في عمان وجدت فيها «القاعدة» الكثير من المناصرين بسبب الكثافة السكانية وتداخل المكونات المجتمعية في ظل فقر وبطالة، وتهميش وضعف الرقابة الرسمية على دور العبادة. وهناك تجمعات أخرى في الزرقاء، والسلط، ومعان وإربد.

 

وضع الأردن أخيراً استراتيجية للتعامل مع الفكر التكفيري من خلال المدارس والمساجد ومحاورة الجهاديين داخل السجون، لمحاربة الفكر بالفكر والاعتماد على فتاوى آباء روحيين للجهاديين التكفيريين أمثال ابو محمد المقدسي الذي أُفرج عنه أخيراً وأبو قتادة. لكن هل ستفلح الحكومة في دفع الإخوان المسلمين الى إدانة جرائم «داعش» وأخواتها علناً؟

 

المعركة ضد «داعش» بدأت. ودور الأردن محوري لإنجاح الحملة وربما تشجيع الإدارة الأميركية على وضع تصـــورات سياسية صادقة لتسوية قـــضايا المنطقة العالقة تساعد علـــى تخفيف محفزات نمو التطرف. وتتـــطلب أيضاً تسريع الإصلاحات الســياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفوق ذلك ثورة في التربية والتعليم والثقافة لدحر فكر «داعش» الذي يتغلغل في أحشاء مجتمعنا.

 

سورية : معارك كرّ وفرّ في ريف حماة

دمشق ــ أنس الكردي

أفاد ناشطون ميدانيون بأنّ قوات النظام السوري استعادت خلال ساعات الصباح الأولى اليوم، الأحد، قرية الحماميات في ريف حماة الشمالي، بعد انسحاب مقاتلي المعارضة تحت وطأة القصف الكثيف. غير أنّ قائد المجلس العسكري في المحافظة، العميد أحمد برّي، أكّد أنّ هناك خطة لرصّ الصفوف، مع أنّ مشكلة الطيران الحربي تبقى معضلة الثوار.

 

وقال الناشط الإعلامي، أبو ورد، لـ “العربي الجديد”، إن “الثوار انسحبوا من حاجز الحماميات بعد قصف عنيف تعرّضت له المنطقة من الطيران الحربي والمروحي، مترافقاً مع قصف مدفعي وصواريخ من طراز أرض – أرض، مما أدى إلى مقتل عنصر من كتائب المعارضة وسقوط عدد من الجرحى”.

 

يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من سيطرة “الجيش الحر” و”كتائب إسلامية” على القرية، بعد قتل 20 جندياً من قوات النظام، وتدمير دبابتين. وتكمن أهمية السيطرة على الحماميات من خلال تدمير حاجزها، الذي يعد نقطة تمركز ضخمة لقوات النظام، خصوصاً في قصف بلدات وريف حماة. كما تعتبر القرية بوابة شرقية لقرية كرناز وريف حماة الشمالي.

 

من جهة ثانية، قال مدير مركز حماة الإعلامي، يزن شهداوي، لـ “العربي الجديد” إن “مقاتلي المعارضة استهدفوا بشكل مكثف مواقع النظام، في معسكر دير محردة، والسقيلبية، في ريف حماة الغربي، بصواريخ (غراد)، مما أسفر عن مقتل عدد من لجان الدفاع الوطنية”.

 

وشهد اليومان الماضيان استعادة قوات المعارضة تل ملح وقرية الزلاقيات، وفك الحصار عن قرية التريمسة، بعد قتل 25 عنصراً من قوات النظام، وأسر عدد آخر، والاستيلاء على كميات من الصواريخ والذخائر، بحسب قائد المجلس العسكري لـ “الجيش الحر” في محافظة حماة، العميد بري.

 

وعلى الرغم من معارك الكر والفر بين الجانبين، غير أن الأيام القليلة تعد مرحلة استعادة توازن لقوات المعارضة بعد خسارة عدد من البلدات والقرى، أبرزها حلفايا وخطاب وأرزة.

 

وفي هذا الإطار، يؤكد بري أن العمل جار لاستعادة المواقع التي خسرها مقاتلو المعارضة لصالح النظام، مشيراً إلى أنّ “الجيش الحر” يحاول رص الصفوف وإعادة التوازن، لكن مشكلة الطيران تبقى الهاجس الأكبر.

 

ودفعت عوامل عديدة النظام إلى استعادة مواقعه في ريف حماة، بعد استهداف المعارضة إيّاه على أكثر من جانب، والاقتراب من مطار حماة العسكري مما أغضب الميليشيات التابعة له والأنصار المؤيدين.

 

واتبع النظام، بعد استقدامه العقيد، سهيل الحسن الملقب بـ”النمر”، من حلب، لقيادة العمليات في حماة ووضع المطارات العسكرية تحت إمرته، سياسة الأرض المحروقة، مما أدى إلى انسحاب الثوار من بلدات وقرى عدة.

 

وكانت معلومات قد وصلت إلى “العربي الجديد”، قبل أسبوعين، تفيد باستقدام النظام تعزيزات عسكرية تضمنت جنوداً وآليات من محافظتي طرطوس واللاذقية، وقرى سهل الغاب، لمحاولة استرجاع النقاط، التي خسرها في ريف حماة.

 

وبحسب المعلومات المسربة من أحد عناصر قوات النظام، المتعاون مع “الجيش الحر”، فإنهم “جاؤوا بفريق نخبة من عناصر الجيش و”الشبيحة” ويدعى “فريق الصحراء”، وأن “الهجوم سيعتمد على ثلاثة محاور وقطع طريق الإمداد وتكثيف القصف بكافة أنواع الأسلحة.

 

تجدر الإشارة إلى أن قوات المعارضة المسلحة كانت قد حققت سلسلة من الانتصارات خلال الأسابيع الماضية، بُعيد إطلاق سبعة فصائل مقاتلة، معركة تحت شعار “بدر الشام الكبرى”، بهدف السيطرة على موقع خطاب، ومبنى القيادة، ومطار حماة العسكري.

 

فصائل المعارضة والرهان على حصار دمشق

دمشق – جديع دواره

اعتقد النظام السوري أن سيطرة قوّاته على بلدة المليحة، القريبة من دمشق، بعد حملة عسكريّة وُصفت بـ”الشرسة”، وامتدّت لنحو 135 يوماً، وكبّدت المعارضة خسائر فادحة في المقاتلين، ستفتح الطريق أمامه لاختراق الغوطة الشرقية. وحين لم يتمكّن من ذلك، كثّفت قواته نيرانها على جبهة جوبر، في قصف عشوائي، وارتكبت طائراته المجزرة تلو الأخرى داخل الغوطة، كان آخرها يوم الاثنين الماضي، في بلدة حموريّة، حيث قضى نحو 13 مدنياً وجُرح العشرات في غارتين على الأحياء السكنيّة وسط البلدة.

 

وعلى الرغم من كلّ ما فعله النظام من مجازر، وإدخاله نوعيّة جديدة من الصواريخ (محمولة بالمظلات)، ذكرت بعض التقارير أنها مصنوعة في إيران ولها قدرة تفجيرية هائلة، فضلاً عن استخدامه الغازات السامة أكثر من مرّة، إلا أن النتائج جاءت معاكسة لرغباته، بإبعاد خطر المقاتلين عن محيط دمشق.

 

قبل عشرة أيام، تفاجأ النظام بتسلّل المقاتلين إلى مكان، لطالما اعتقد أنه حصين، في حي الدخانية، التابع لمدينة جرمانا، التي تعتبر قاعدة خلفيّة لمقاتليه، وخزاناً بشرياً لمناصريه.

 

وجرى التسلّل إلى حيّ “الدخانية” والسيطرة عليه بالكامل، بمساعدة ضباط وعناصر من داخل الحي، كما يكشف المتحدث باسم “فيلق الرحمن”، محمد عبد الغني، لـ”العربي الجديد”، علماً أن “فيلق الرحمن” هو أحد الفصائل التي دخلت الحي. ويعتبر عبد الغني أنّ العامل الأهم، هو “القيادة المشتركة التي أعلن عنها مؤخراً، لقيادة العمل العسكري في الغوطة الشرقيّة بقيادة زهران علوش”.

 

وكان لدخول حي الدخانية، ومن ثم منطقة الكشكول، بشكل مباغت وسريع، وفرار السكان من المدينة التي طالما تمّ تصويرها على أنّها قلعة النظام العصيّة على أي اختراق، وقع الصاعقة على قوات النظام. وأدى ذلك إلى حالة من التخبّط والإرباك، دفعت بمحافظ ريف دمشق للتجول ليلاً في جرمانا، والمناداة على السكان في مكبّرات الصوت، لمناشدتهم عدم النزوح عن المدينة، مدّعياً أن الأمور تحت السيطرة، وفاقم ذلك من حالة الذعر، وجعل غالبيّة مؤيدي النظام ينتقلون إلى خارج جرمانا.

 

يعتبر عبد الغني أنّ العمليّة كانت ناجحة جداً، ويبرهن ذلك بحسابات عسكريّة، إذ سقط نحو 150 قتيلاً للنظام، بينهم العقيد رضا مخلوف (ابن حافظ مخلوف، رئيس قسم الأربعين في الفرع الداخلي التابع للاستخبارات)، وتمّ أسر نحو 60 آخرين. كما خفّفت العمليّة الضغط عن جبهة جوبر، وأصبح المتحلق الجنوبي أهم الطرق الحيويّة المحيطة بدمشق، تحت مرمى نيران المعارضة، علماً أنّ فرع الدوريات وفرع فلسطين على بعد كيلو متر واحد من أماكن تمركزهم.

 

يعترف عبد الغني أنّ الغارات الجوية حوّلت الحي إلى ركام، مما دفعهم لتأمين خروج آمن للسكان، مؤكداً في الوقت ذاته، استخدام النظام غاز الكلور، موقعاً عدد من الإصابات بين مقاتليهم، في محاولة لوقف تقدّمهم باتجاه الكشكول والدويلعة.

 

ولم تكن عملية الدخانية، الاختراق الوحيد، إذ نفّذ مقاتلو المعارضة مؤخراً عملية أخرى في حي الميدان، نفذتها فصائل أخرى مغايرة لتلك التي نفذت عملية الدخانية، من بينها “أحرار الشام” و”جبهة النصرة” و”لواء الإسلام”. وتمكّنت مجموعتان من مقاتلي هذه الفصائل، من التسلّل إلى حيي الميدان والزاهرة، ونفذتا عمليّة نوعيّة على حاجز مارينا، واشتبكتا مع الحواجز المتواجدة في محيط دوار البطيخة، مما أدّى إلى قتل وجرح عدد من قوات النظام قبل أن تنسحبا.

 

وتأتي هذه العمليات في وقت تتوالى فيه الأنباء عن تقدم مقاتلي المعارضة في محافظة القنيطرة، وتحرير نحو 80 في المئة من مساحتها، والسيطرة على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل من قبل إسرائيل، وجنوباً إلى الحدود الأردنية، مما يعني أنّ تهديد طريق دمشق ــ عمان، وهي الرئة التي تتنفّس منها دمشق اقتصادياً، لم يعد هدفاً بعيد المنال. ولن يتمكّن النظام من حمايته بالبراميل المتفجّرة، التي ترميها مروحيّاته على نوى وداعل وعتمان وغيرها من بلدان ومدن محافظة درعا.

 

ويتركّز الإنجاز الأهم في معركة تحرير القنيطرة، باتصالها جغرافياً مع بلدات الغوطة الغربيّة المحاصرة. ويقدّر ناشطون المسافة المتبقية بنحو 30 كيلو متراً. وفي حال إنجاز ذلك الاتصال، فمن شأنه أن يخرج غرب وجنوب دمشق من الحصار، ويفتح الطرق أمام المعارضة وصولاً إلى الأردن، ما يخوّلها احكام سيطرتها على كلّ الجبهة الجنوبية “درعا والقنيطرة والجولان وريف دمشق الغربي والجنوبي”.

 

ويكمن الإنجاز الأبرز في معركة الدخانية، بأنها تفتح الباب أمام احتمال اتصال الغوطتين الشرقيّة والغربيّة، مما يعني ضمناً قطع طريق المطار، مع إمكانيّة الدعم من الامتداد الطبيعي شمالاً وصولاً إلى مناطق وادي بردى والقلمون، التي تشهد أيضاً معارك كرّ وفرّ بين النظام ومقاتلي المعارضة، مما يعني أن طريق دمشق ــ حمص لن يبقى آمناً.

 

يضاف إلى ما تقدّم، حملة صواريخ مقاتلي المعارضة التي باتت، تصل إلى مرآب القصر الجمهوري، في حي المالكي، وإلى المربّع الأمني في كفرسوسة، والمراكز العسكريّة في أبعد نقطة في دمشق، المزة 86، مما يشير في المحصلة إلى أنّ أحداثاً جديدة للمعركة، بدأت ملامحها في التشكّل، وما تحتاجه هو قيادة جامعة تنسّق عمل كل الجبهات، مما يؤهلها لقلب المعادلة وإعادتها إلى وضعها الطبيعي.

 

ويبقى السؤال المطروح: “هل سيتغلّب مقاتلو المعارضة على انقساماتهم، كي يعيدوا لأرض المعركة وحدتها، ويضعوا المعادلة في مكانها الصحيح، لتصبح دمشق المدينة، ودمشق العاصمة “مركز القرار السياسي والعسكري” هي المحاصرة من محيطها وريفها المفتوح، وليس العكس؟

 

في حال وجدت الإرادة، فإنّ المعارضة قادرة على تغيير ميزان القوى، ذلك أنّ النظام يجد نفسه مكشوفاً وعاجزاً أمام قوى دوليّة، تستعد ربّما لأكثر من استباحة أجوائه، تحت ذريعة مطاردة “داعش” و”جبهة النصرة”.

 

تأخر ضرب “داعش” في سورية ينعش دعوات التدخل البري

واشنطن ــ منير الماوري

تدل كل المؤشرات على أن الغارات الجوية على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) داخل الأراضي السورية، لن تبدأ قبل لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما بزعماء العالم في نيويورك، ليبدو العمل الأميركي وكأنه تفويض عالمي وليس عملاً منفرداً.

 

ومن المقرر أن يُلقي أوباما كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء المقبل لتوضيح وجهة نظره تجاه القيام بعمل عالمي ضد “داعش”، كما سيرأس اجتماعاً لزعماء العالم لوضع استراتيجية لمنع المقاتلين الأجانب الذين انضموا لهذا التنظيم من العودة إلى بلادهم لشن هجمات ضد المدنيين.

 

وكان أوباما أكد في كلمته الإذاعية الاسبوعية أن الحرب ضد “داعش”، “ليست حرب الولايات المتحدة فقط بل حرب شعب المنطقة والعالم ضد التنظيم”، مشدداً على “أننا لن نتردد في التحرك ضد هؤلاء الارهابيين في العراق وسورية”. وقال “سنقود تحالفاً واسعاً يضم دولاً لها مصلحة في ذلك”، مشيراً الى أنه “سيواصل هذا الأسبوع في الأمم المتحدة حشد العالم ضد هذا التهديد”.

 

وبغض النظر عن الدافع السياسي المشار إليه سابقاً، فإن التأخر الملحوظ في بدء الغارات الجوية الأميركية على مواقع “داعش” في سورية، التي اتخذ البيت الأبيض قرار الشروع في شنها منذ ما يقارب الأسبوعين، يؤكد صحة التقارير التي تناولتها الصحافة الأميركية عن خلافات بين أوباما وجنرالات الحرب في وزارة الدفاع (البنتاغون) بشأن كيفية التنفيذ.

وتفيد بعض التسريبات أن أوباما يريد أن يتولى بنفسه الموافقة على كل غارة تُشن داخل الأراضي السورية قبل بدئها وأن يتم إبلاغه مسبقاً بالأهداف المنوي مهاجمتها، في حين يعتبر القادة العسكريون هذا الطلب غير عملي وسيكون مرهقاً لهم وللقائد الأعلى. كما يشكو بعض الجنرالات من أن الرئيس كلّفهم بمهمة تقويض “داعش”، لكنه في الوقت ذاته اشترط عليهم ألا يستخدموا الوسيلة التي يملكونها لإنجاح الهدف وهي الجيش الأميركي. وهذا الأمر كمن يكلف أتباعه بضرب أحد الخصوم بشرط ألا يستخدموا مع هذا الخصم العصا وإنما يكتفون برجمه عن بُعد بالحجارة، الأمر الذي قد يستفز هذا الخصم من دون أن يؤدي إلى تكسير ضلوعه.

 

لكن الأستاذة في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن نتاليا دنيس، ترى أن تأخر سلاح الجو الأميركي في تنفيذ الغارات له ما يبرره عملياً، لأن المعلومات المتوفرة للولايات المتحدة عن العراق ليست متاحة بنفس القدر عن سورية، وأن هناك استعدادات ميدانية لا تزال تجري لجمع المعلومات.

 

وتشير دنيس، في لقاء مع محطة “إم إس إن بي سي”، إلى أن أكثر من ثلثي مقاتلي “داعش” في سورية هم من المقاتلين الأجانب المستميتين لقتال الولايات المتحدة، في حين أن الوضع مختلف في العراق لأن معظم من يلتحق بـ”داعش” هم من العراقيين الذين جاء انضمامهم نتيجة المعاناة من سياسات الحكومة العراقية السابقة تجاههم، أي أن خصمهم الأول هو تلك السياسات وليس الولايات المتحدة بالضرورة. وفي العراق هناك من يقوم بالمهمة على الأرض أما في سورية فليس هناك حتى الآن أي جيش حليف.

 

وفي خضم هذه الصعوبات عادت مجدداً الدعوات إلى إرسال جيش بري أميركي إلى سورية لأداء المهمة بنجاح وعدل، بظل الجدل بين أصحاب هذه الدعوات وآخرين من المعارضين لأي تورط بري، في حين أن أوباما يقف بين وجهتي النظر في حيرة من أمره.

 

وكشف النائب الجمهوري إد رويس، في حديث تلفزيوني، عن أنه التقى بسفراء عرب في واشنطن وأبلغوه أن مخاوف تعتريهم بسبب غياب الثقة داخل العراق بالأميركيين خصوصاً من العشائر السنّية التي كانت جزءاً من الصحوات وساعدت على استئصال تنظيم “القاعدة”، ثم جرى بعد ذلك إهمالها، وحتى الأكراد أنفسهم يواجهون الكثير من الصعوبات حالياً في الحصول على المعدات والتسليح الذي يريدونه، وفقاً لما ذكره السفراء العرب للنائب رويس.

 

أما في ما يتعلق بتسليح المعارضة السورية، فقد تساءل المعلّق السياسي الأميركي في محطة “إن بي سي نيوز” تشاك تود هل أن المعارضة السورية مستعدة أصلا لمحاربة “داعش” أم أنها تعتبر نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو العدو وليس “داعش”؟

 

مثل هذه التساؤلات وغيرها تدعم وجهة نظر الجنرالات الأميركيين بأن الحرب البرية لا مفر منها في نهاية الأمر، لأن مواجهة داعش بخمسة آلاف متدرب من المعارضة السورية هو بالفعل نوع من التخريف كما وصفه أوباما من قبل.

 

وعندما رفضت مستشارة أوباما لشؤون الأمن القومي، سوزان رايس، إعطاء الصحافيين في البيت الأبيض إجابة واضحة عن موعد بدء الغارات الجوية على مواقع “داعش” في سورية، بدت وكأنها تتظاهر بإخفاء الموعد، في حين أن نبرتها كانت واضحة بأنها لا تدري وربما أن أوباما نفسه لا يدري لأن القرار اتُخذ والاستعدادات لم تتم.

 

ولهذا تهربت رايس من الإجابة قائلة “لا أظن أنه من الصواب أو الحكمة أن أعلن من هذه المنصة على وجه التحديد متى سيحدث ذلك وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها قبل أن يحدث ذلك”. وأضافت رايس، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز” عنها، أن “أي هجمات في سورية ستكون في وقت ومكان من اختيارنا”، وتابعت: “متى وكيف نختار فعل ذلك سيكون قراراً يتعلق بالعمليات”.

 

وكان الرئيس الأميركي أعلن في العاشر من سبتمبر/أيلول الحالي أنه أجاز شن هجمات جوية في سورية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون إيرنست إن أوباما اطَّلع يوم الأربعاء في مقر القيادة الوسطى الأميركية في تامبا في ولاية فلوريدا، على الخطط الطارئة التي أعدها القادة العسكريون ووجدها “شاملة جداً”.

 

أما وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل فقد اعطى انطباعاً خلال شهادة أمام الكونغرس يوم الخميس الماضي بأن أوباما يتعين عليه اتخاذ قرار خطة الهجوم النهائية. وقال للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب إن “الرئيس لم يوافق بعد على شكلها النهائي.”

 

ورغم الإصرار الذي يبديه الرئيس الأميركي على استبعاد إرسال قوات برية أميركية مقاتلة لمواجهة “داعش”، فإن هذا الإصرار لا يعني أن أوباما لن يغيّر رأيه غداً، بل قد يتبنى وجهة نظر معاكسة تماماً لرأيه الحالي. ولا يزال الأميركيون يتذكرون كيف كان أوباما يسخر من مطالب تسليح المعارضة السورية ويعتبر ذلك نوعاً من التخريف الذي لا يجدي، ثم أصبح الآن يدافع بشدة عن الفكرة التي تحوّلت لاحقاً إلى مشروع قانون تقدم به بنفسه إلى الكونغرس الأميركي وتمت المصادقة عليه.

 

“جسور الحبّ” تتساقط في دير الزور

إسطنبول ــ عبسي سميسم

لطالما كانت جسور مدينة دير الزور، المقامة على نهر الفرات الذي يقسم المدينة إلى قسمين بفرعيه الصغير والكبير، مكاناً لتلاقي عشاق المدينة، وتخليد ذكرياتهم على الأشجار الممتدة على ضفتيه.

 

ومع استمرار قصف النظام للمدينة، يتوالى سقوط جسورها السبعة. في البداية سقط جسرا “إيمان حجو” و”كنامات” على الفرع الصغير للنهر. بعدها انهار “الجسر المعلق” على الفرع الكبير للنهر، منتصف عام 2013 نتيجة القصف. وهذا الجسر بالذات، يعتبر أحد رموز المدينة. كما أنّه الأجمل والأقدم بين الجسور. فقد بني عام 1931 كثاني جسر من نوعه في العالم، بعد جسر في شرق فرنسا.

 

أما آخر الجسور المتساقطة فهو جسر “السياسية”. وقد وصفت الصفحات المؤيدة للنظام السوري، سقوطه بمفخخات الجيش، بـ”العملية النوعية”.

 

ومع سقوط “السياسية” انقطعت المحافظة، عن ريفها الشمالي، منطقة الجزيرة، بالكامل. فقد كان المعبر البري الأخير، من الريف الشمالي إلى الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضة السورية. وبذلك، تبقى ثلاثة جسور عاملة، على الفرع الصغير للنهر، وهي التي تصل حي الحويقة بباقي أحياء المدينة.

 

ويقول حسام لـ”العربي الجديد” عن ذلك، إنّ “السكان يعتبرون الجسور المنهارة من شهداء المدينة الذين تجاوز عددهم 6 آلاف شخص”. ويضيف أنّ “مناطق الجسور كانت مليئة بالحياة، والشباب، كما أنّ كافة الشوارع المؤدية لها كان يقصدها عشاق المدينة، لذلك كان يسمى أحد الشوارع الملتصق بالجسر المعلق شارع العشاق”.

 

وليس السقوط الأخير سابقة، فالقصف مستمر منذ بداية الحرب. وأوضح أبو همام لـ”العربي الجديد” أنّ “الجسور هي الأخطر في المدينة، نتيجة تلقيها الدائم للقذائف والصواريخ”. ويتابع أنّ “الناشطين يستخدمون الجسور بكثرة، لكونها تصل أطراف المدينة بالريف، ويدخلون الأدوية عبرها، والمساعدات الغذائية، وهو ما يجعلها هدفا لقوات النظام”.

 

وعن الحادثة الأخيرة، يقول أبو همام إنّ “جسر السياسية الذي سقط منذ عدة أيام، كان آخر المعابر للسكان والآليات، في عبورهم من المدينة إلى الريف وبالعكس. وهذا ما سيجبر الأهالي اليوم، على استخدام الزوارق في التنقل”. ويوضح أنّ مدينة دير الزور باتت، مع سقوط الجسر، محاصرة برياً بالكامل. فالنظام يحاصر معابر عياش غرباً، والبانوراما جنوباً، وهرابش شرقاً.

 

وعلى الرغم من الأهمية الاستراتيجية والمعيشية لجسور دير الزور، فإنّ تدميرها يعبر كذلك عن انهيار للأحلام وذكريات الحب المرسوم على عواميدها، بحسب حسام. لكنّ ما يريحه هو أنّها باتت برعاية نهر الفرات العظيم.

 

داعش تحاصر مدينة كوباني والمعارضة السورية تدعو للتحرك

70 ألف كردي سوري فروا إلى تركيا خلال 24 ساعة

أ. ف. ب.

أحكم تنظيم الدولة الإسلامية، اليوم، الحصار على مدينة كوباني، ثالث تجمع للأكراد في سوريا، بهدف تعزيز سيطرته على منطقة واسعة من الحدود، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن 70 ألف كردي سوري هربوا إلى تركيا منذ يوم الجمعة.

 

بيروت: لجأ حوالى 70 الف كردي سوري منذ الجمعة الى تركيا، هربًا من تقدم جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في شمال شرق سوريا، كما اعلنت المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين. واضافت المفوضية في بيان صدر ليل السبت الاحد، أن “المفوضية العليا تعزز تحركها لمساندة الحكومة التركية في مساعدة حوالى 70 الف سوري فروا الى تركيا في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة”.

 

وتابع البيان “أن الحكومة التركية والمفوضية العليا للاجئين تتحضران لإحتمال وصول مئات آلاف اللاجئين الاضافيين في الايام المقبلة”. وقد فتحت تركيا حدودها الجمعة امام اللاجئين السوريين الذين بدأوا يغادرون الخميس قطاع مدينة عين العرب (كوباني باللغة الكردية) التي يطوقها مقاتلو التنظيم المتطرف.

 

وعين العرب ثالث مدينة كردية في سوريا بقيت نسبياً في منأى عن النزاع الدائر في سوريا، وقد لجأ اليها حوالى مئتي الف نازح سوري بحسب الامم المتحدة. لكن الزحف الاخير للدولة الاسلامية في المنطقة والحصار الذي يفرضه هؤلاء المقاتلون على المدينة دفعا عددًا كبيرًا من السكان خاصة من الاكراد للهرب.

 

وقال المفوض الاعلى للاجئين انطونيو غوتيريس في البيان “إن هذا التدفق الكثيف (…) يؤكد ضرورة حشد المساعدة الدولية لدعم البلدان المجاورة” لسوريا، مشيداً بتركيا التي فتحت حدودها امام السوريين. وقد ارسلت المفوضية العليا للاجئين مساعدات، منها حتى الآن 20 الف غطاء و10 آلاف فراش و5 آلاف صفيحة محروقات والفا خيمة بلاستيكية.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن تنظيم الدولة الاسلامية الذي يريد تعزيز سيطرته على منطقة واسعة من الحدود مع تركيا، “يحكم الحصار” الاحد على مدينة عين العرب (كوباني باللغة الكردية)، ثالث تجمع للاكراد في سوريا.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن عناصر هذا التنظيم المتطرف الذين سيطروا على اكثر من 60 قرية في منطقة كوباني منذ مساء الثلاثاء احرزوا مزيدًا من التقدم، وهم موجودون في بعض الاماكن على بعد عشرة كيلومترات فقط من المدينة.

 

وبشنه الهجوم على عين العرب، يريد التنظيم تأمين امتداد جغرافي على منطقة كبيرة من الحدود بين سوريا وتركيا. وتقع المدينة الكردية في الواقع وسط هذه المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم، مما يعوق تحرك الجهاديين على الحدود.

 

واذا ما توصلت المجموعة المتطرفة الى الاستيلاء على هذه المدينة، فستهدد بالتالي المناطق الحدودية في الشرق، مثل القامشلي الكردية. واسفرت المعارك التي ما زالت مستمرة في ضواحي كوباني، منذ مساء الثلاثاء، عن مقتل 37 مقاتلاً على الاقل من عناصر الدولة الاسلامية و27 من الاكراد.

 

وقال عبد الرحمن إن “اكثرية القتلى لدى الجهاديين هم غير سوريين، ومنهم شيشانيون”. ويواصل المدنيون الاكراد في المدينة وضواحيها الهرب نحو تركيا خوفًا من عمليات انتقامية، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وروى لاجئون من القرى لوكالة الصحافة الفرنسية أن “الجهاديين” قصفوا ودمروا المنازل وقطعوا رؤوس السكان الباقين. ولمواجهة تقدم تنظيم الدولة الاسلامية، جاء حوالى 300 مقاتل كردي من تركيا الى سوريا لمساعدة اخوانهم في سوريا، كما ذكر المرصد.

 

ودعت المعارضة السورية في المنفى المجموعة الدولية الى “التحرك العاجل للحؤول دون حصول تطهير اثني” في هذه المدينة.

 

دمشق تؤكد مجددا خلوها من الاسلحة الكيميائية

أ. ف. ب.

دمشق: اكدت دمشق الاحد مجددا خلوها من الاسلحة الكيميائية تنفيذا لالتزاماتها محذرة من تزويد المعارضة بهذا السلاح لتبرير اي عدوان عليها، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية.

 

وافاد البيان الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان دمشق “تؤكد انها نفذت التزاماتها في اطار انضمامها لاتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية وأصبحت خالية من هذا السلاح بعد تعاونها التام مع مهمة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة”.

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اتهم الخميس نظام الرئيس السوري بشار الاسد بانتهاك معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية باستخدام قواته غاز الكلور كسلاح هذا العام.

كما اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في العاشر من ايلول/سبتمبر ان بعثة تقصي الحقائق التابعة لها اثبتت “بتاكيد كبير” ان مادة الكلور استخدمت “بشكل منهجي ومتكرر” كسلاح في قرى شمال سوريا في وقت سابق العام الحالي.

واضافت الخارجية ان سوريا “أكدت مرارا وهي تؤكد مجددا أنها لم ولن تستخدم السلاح الكيميائي تحت أى ظرف كان وفي الوقت ذاته تحذر من احتمال قيام الاطراف الاقليمية والدولية المتامرة عليها بتزويد التنظيمات الارهابية المسلحة بالاسلحة الكيميائية لاستخدامها ضد

شعبنا بهدف اتهام الجيش العربى السوري …لايجاد ذريعة لشن عدوان مبيت ضد سورية وشعبها الصامد”.

وتبادل نظام الرئيس بشار الاسد والمسلحون الاتهامات باستخدام عناصر كيميائية من بينها الكلور في النزاع الدموي الذي بدأ في اذار/مارس 2011 رغم وعد دمشق بتسليم جميع اسلحتها الكيميائية.

ولم تعلن سوريا عن مخزونها من الكلور الذي يعتبر عنصرا كيميائيا ساما ضعيفا ويمكن اعتباره سلاحا كيميائيا فقط في حال استخدامه في هجمات، في اطار اتفاق نزع اسلحتها الكيميائية الذي تم التوصل اليه العام الماضي.

وكانت سوريا انضمت الى الاتفاقية حول حظر الاسلحة الكيميائية في تشرين الاول/اكتوبر 2013 في اطار اتفاق روسي اميركي اتاح تجنب ضربة عسكرية اميركية بعدما اتهمت دمشق باستخدام غاز السارين في هجوم اوقع حوالى 1400 قتيل.

 

طائرات النظام تغير على دمشق وريفها وحمص وإدلب واشتباكات في درعا وحلب

عشرات الآلاف من الأكراد السوريين يعبرون إلى تركيا مع تقدم «داعش»

عبر عشرات الآلاف من أكراد سوريا الحدود إلى تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية هرباً من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذين سيطروا على عشرات القرى القريبة من الحدود ويتقدمون باتجاه بلدة عين العرب (كوباني).

 

وفتحت تركيا ممراً حدودياً الجمعة للمدنيين الأكراد الذي فروا من ديارهم خشية هجوم وشيك على بلدة عين العرب التي تسمى بالكردية كوباني. وبات تنظيم الدولة الإسلامية على بعد 15 كيلومتراً من البلدة.

 

وطلب أكراد المنطقة المساعدة مع تقدم «داعش» في شمال سوريا خوفاً من حدوث مذبحة في كوباني التي تتميز بموقعها الاستراتيجي قرب الحدود التركية.

 

وقال لقمان عيسى (34 عاماً) وهو مزارع عبر الحدود إلى تركيا «بدأت الاشتباكات في الصباح وهربنا بالسيارة. وكنا 30 أسرة في المجمل». وذكر أن مقاتلي «داعش» دخلوا قريته بالأسلحة الثقيلة وأن أفراد القوات الكردية التي كانت تتصدى لهم كانوا يحملون أسلحة خفيفة. وقال لوكالة «رويترز» في بلدة سروج التركية «دمروا كل مكان ذهبوا إليه. شاهدنا ما فعلوه في سنجار بالعراق وهربنا خوفاً».

 

وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي لقناة «سي.ان.ان ترك»: «عبر نحو 45 ألف كردي سوري الحدود حتى الآن من ثماني نقاط على مسافة 30 كيلومتراً من أقجة قلعة الي مورسيتبينار منذ أن فتحنا الحدود أمس».

 

وأخلت القوات الكردية مئة قرية على الأقل على الجانب السوري منذ بدأ «الدولة الإسلامية» يتقدم يوم الثلاثاء كما تخلوا عن عشرات القرى الأخرى مع تقدم التنظيم.

 

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن «تنظيم الدولة الإسلامية» يرى أن كوباني مجرد عقبة في الطريق. وذكر أن أكثر من 300 مقاتل كردي عبروا الحدود إلى سوريا من تركيا مساء الجمعة للمساعدة في صد تقدم مسلحي «داعش»، مضيفاً أنه لم يتضح إلى أي مجموعة ينتمي هؤلاء المقاتلون.

 

وقال عصمت الشيخ قائد القوات الكردية التي تدافع عن كوباني إن الاشتباكات كانت تدور أمس شمالي البلدة وشرقها. وصرح لـ«رويترز» عبر الهاتف بأن مقاتلي «الدولة الإسلامية» تقدموا صوب كوباني ليل الجمعة ـ السبت مستخدمين الصواريخ والمدفعية والدبابات والمركبات المدرعة وأنهم يبعدون الآن نحو 15 كيلومتراً عن البلدة.

 

وقتل 18 على الأقل من «داعش» في الاشتباكات ليل الجمعة ـ السبت بعد أن سيطر التنظيم على عدد أكبر من القري حول البلدة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وفي دمشق، نفذ الطيران الحربي أربع غارات على مناطق في حي جوبر، كما نفذت قوات النظام حملة مداهمات في منطقتي تحت السقيفة والسواح بحي الميدان وسط العاصمة. كما نفذ 3 غارات على مناطق في مدينة زملكا وأطرافها، و11 غارة على أماكن في منطقتي عدرا وتل كردي، كما ألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً على منطقة في الأراضي الزراعية الواقعة بين بلدتي خان الشيح ودروشا، في حين قصفت قوات النظام مناطق في الأراضي الزراعية الواقعة بين بلدتي دير ماكر والدناجي، ما أدى لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين. وتعرضت مناطق في مدينة الزبداني لقصف من قوات النظام، من دون معلومات عن خسائر بشرية. كذلك قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل الجمعة ـ السبت مناطق في بلدة عين ترما، بصاروخين أرض ـ أرض، ما أدى لأضرار مادية، من دون معلومات عن الإصابات.

 

ودارت اشتباكات صباح أمس بين مقاتلي المعارضة، وقوات النظام على أطراف بلدة عتمان، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق في البلدة. ونفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة دير العدس، بينما قصفت قوات النظام مناطق في قرية صماد بريف درعا، ومناطق أخرى في بلدة جمرين من دون معلومات عن خسائر بشرية، ودارت اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في الحي الشرقي لمدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، أيضاً تعرضت مناطق في درعا البلد، لقصف من قبل قوات النظام.

 

وفي حمص قصف الطيران المروحي بـ4 براميل متفجرة مناطق في قرية الزعفرانة بريف حمص، كما تعرضت مناطق في قرية الطيبة الغربية لقصف جوي، بينما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة الرستن، ومناطق أخرى على أطراف المدينة، ما أدى لأضرار مادية في ممتلكات المواطنين. وفي حلب، دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني على أطراف حي بستان الباشا شرق حلب، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، كما نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في بلدة مسكنة بريف حلب الجنوبي الشرقي، فيما قصفت قوات النظام مناطق بالقرب من سجن حلب المركزي في المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، ومناطق أخرى في بلدة فافين بريف حلب الشمالي.

 

وفي محافظة إدلب، نفذ الطيران الحربي بعد منتصف ليل الجمعة ـ السبت غارتين على مناطق في قريتي الحسينية والطويحينة، وغارتين على مناطق في مدينة خان شيخون، وأربع غارات على مناطق في قرية الدبشية، ومناطق أخرى في مدينة أبو الضهور، وغارة على مناطق في بلدة التمانعة، وغارة على مناطق في قرية الشيخ مصطفى بريف إدلب الجنوبي.

(رويترز، المرصد السوري)

 

تنظيم الدولة يحكم الحصار على مدينة كردية سورية  

أطبق مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية اليوم الأحد الخناق على مدينة عين العرب -ثالث أكبر المدن الكردية في سوريا- بعد أن بسطوا سيطرتهم على قرى مجاورة، مما أجبر عشرات الآلاف من سكانها على الخروج منها والتماس اللجوء في تركيا.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر التنظيم باتوا على بعد عشرة كيلومترات من مدينة عين العرب (كوباني باللغة الكردية) الإستراتيجية الحدودية.

 

وطبقاً للمرصد، فإن المليشيات الكردية التي ظلت تدافع عن المدينة فقدت 27 من مقاتليها منذ أن شن التنظيم هجومه عليها الثلاثاء الماضي.

 

وبشنه الهجوم على عين العرب، يريد تنظيم الدولة الإسلامية تأمين امتداد جغرافي على منطقة كبيرة من الحدود بين سوريا وتركيا.

 

وأشار المرصد -الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الأطباء والنشطاء في تقاريره- إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية فقد هو الآخر 37 من عناصره على الأقل.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن أغلبية القتلى في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية هم من الأجانب ومنهم شيشانيون وخليجيون.

 

واستولى التنظيم على أكثر من ستين قرية محيطة بمدينة عين العرب طوال الأيام الخمسة الماضية، مما أحدث هجرة جماعية للمدنيين الأكراد الذين تدفق أكثر من ستين ألفا منهم عبر الحدود إلى تركيا، وفق ما ذكر نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي.

 

وفتح الجنود الأتراك الأسلاك الشائكة التي تفصل بين حدود البلدين لتسهيل عبور هؤلاء النازحين، وقال نازح يدعى أحمد عمر هادي (37 عاما) “لقد استغرق الأمر خمس ساعات مشيا من قريتنا للتمكن من عبور الحدود”. وأضاف “نحن هنا الآن، لكن لا نعلم ماذا سنفعل، لقد تركنا كل شيء خلفنا”.

 

وأخلت القوات الكردية مائة قرية على الأقل على الجانب السوري منذ بدأ تنظيم الدولة الإسلامية هجومه يوم الثلاثاء الماضي.

 

كاتيوشا المعارضة تستهدف دمشق مرة أخرى  

سلافة جبور-دمشق

بعد عمليته الأولى الشهر الفائت، والتي استمرت أربعة أيام وشهدت إطلاق أكثر من مائة صاروخ كاتيوشا تجاه العاصمة السورية دمشق، أعلن “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” انطلاق المرحلة الثانية من عملية “صواريخ الأجناد”، وذلك ردا على قصف النظام السوري مدن وبلدات ريف دمشق.

 

وفي بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين الماضي، أعلن الاتحاد استهداف المنطقة الرئاسية للنظام السوري في حي المالكي الدمشقي والمنطقة الأمنية والعسكرية في حي المزة 86 بصواريخ كاتيوشا المصنعة محليا في معامل الدفاع التابعة للاتحاد.

 

وأكد البيان أن هدف العملية “الرد على المجازر المروعة والقصف الهمجي للنظام على المناطق المحاصرة خاصة دمشق وغوطتيها، والذي استهدف التجمعات المدنية والأحياء السكنية، وأودى بحياة مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء”.

 

إصابات موفقة

وطالب البيان المدنيين وسكان دمشق بالابتعاد عن المناطق المحيطة بالمراكز الأمنية والعسكرية من يوم الثلاثاء تجنبا لوقوع أي إصابات، من دون تحديد عدد الأيام التي سيستمر خلالها إطلاق الصواريخ.

وبالفعل، بدأت الصواريخ وقذائف الهاون تتساقط على عدد من أحياء العاصمة السورية منذ يوم الثلاثاء، وأوقعت عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، ومخلفة أضرارا مادية تفاوتت نسبتها بين مكان وآخر.

 

ويؤكد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وائل علوان للجزيرة نت أنه “تم إطلاق الدفعة الأولى من الصواريخ ظهر الثلاثاء ليخبرنا الرصاد بإصابتها الموفقة لأهدافها، حيث تم رصد الصواريخ المنهمرة على حواجز وثكنات الشبيحة في حي المزة 86، إضافة إلى عدة أهداف أمنية في حي المالكي منها حاجز وزارة السياحة”.

 

ويضيف للجزيرة نت أن العملية تستمر عدة أيام، وتنتهي ببيان يعلن انتهاءها والنتائج التي حققتها، وذلك على غرار العملية السابقة التي نفذت ابتداء من 22 أغسطس/آب الماضي واستمرت أربعة أيام على حد قوله.

 

ويختم علوان، أن الاتحاد ملتزم بتحييد المدنيين تماما عن دائرة الصراع، الأمر الذي يدفعهم للاستعانة بالخبرات والكفاءات العالية لتطوير صواريخ كاتيوشا المصنعة في معامل الدفاع لتصيب أهدافها بدقة وفاعلية مضاهية بذلك كاتيوشا الروسية، حسب تعبيره.

 

ضحايا مدنيون

ورغم تأكيد مقاتلي المعارضة عدم استهدافهم أي أهداف مدنية، فإن عددا من ناشطي وسكان العاصمة السورية يؤكدون بدورهم سقوط العديد من “صواريخ الأجناد” على أهداف مدنية موقعة عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى.

 

ويؤكد أبو منذر -ناشط من مدينة دمشق- أن معظم أحياء المدينة اليوم تحوي قوات نظامية متمركزة فيها كاللجان الشعبية والدفاع الوطني وكتائب البعث والشبيحة، الأمر الذي يدعو فصائل المعارضة لاعتبار تلك الأحياء أهدافا عسكرية يجب قصفها، متناسية وجود آلاف المدنيين فيها، على حد قوله.

 

ويضيف أبو منذر للجزيرة نت أن “كافة الأهداف التي تمت إصابتها خلال الأيام الماضية هي مناطق مدنية تماما تحوي آلاف السكان ومعظمهم من النازحين من الأرياف المشتعلة. وبلغت حصيلة الضحايا حتى اليوم ستة وأكثر من أربعين جريحا منهم خمسة أطفال، إضافة إلى أنباء غير مؤكدة عن إصابة عنصرين من قوات الأمن أثناء تواجدهم بطريق الصدفة في أحد الأحياء المستهدفة.

 

ويتساءل الناشط الدمشقي عن جدوى مثل هذه العمليات قائلا “الحياة في العاصمة السورية لا زالت على حالها، وتساقط القذائف لم يعد يمنع المدنيين من ممارسة حياتهم الطبيعية والذهاب إلى أعمالهم.

 

ويخلص إلى أن “الجميع يدرك أن كل ما يحدث لا يفيد ولن يؤدي إلى إسقاط النظام”.

 

70 ألف كردي سوري نزحوا إلى تركيا خلال 24 ساعة

دبي – قناة العربية

قالت الأمم المتحدة إن 70 ألف كردي سوري نزحوا إلى تركيا خلال 24 ساعة.

وفر عشرات الآلاف من الأكراد السوريين في الأيام الماضية ومازالوا يفرون من مناطقهم التي هاجمها داعش نحو الحدود التركية طلبا للأمن وهرباً من وحشية التنظيم، بعد سيطرة داعش على عشرات القرى القريبة من الحدود، ويتقدمون باتجاه غيرها.

 

وبحسب وكالات الأنباء فإن قواقل من آلاف الأشخاص الذين أرغموا على الفرار، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال والمسنين الذين يحملون أكياسا وحقائب اندفعوا على عجل طيلة يوم السبت إلى محطة مركز الحدود في مرسة بينار جنوب تركيا وهم تحدثوا عن مجازر يرتكبها عناصر التنظيم كلما دخلوا قرية أو بلدة.

 

الجنود الأتراك فتحوا الأسلاك الشائكة التي تفصل بين حدود البلدين لتسهيل عبور اللاجئين الآتين من كوباني، خصوصا قرب بلدة سوروك التركية.

 

نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، أعلن أن نحو 60 ألف كردي سوري عبروا الحدود إلى تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وقال مسؤولون إن آلافا آخرين مازالوا ينتظرون استعدادا للعبور.

 

وكانت القوات الكردية أخلت مئة قرية على الأقل على الجانب السوري منذ بدأ تنظيم داعش هجومه يوم الثلاثاء الماضي، كما تخلوا عن عشرات القرى الأخرى مع تقدم مقاتلي التنظيم الذين يسعون إلى السيطرة على كوباني التي تشهد اشتباكات عنيفة، إذ تعتبر نقطة استراتيجية وعقبة أمام تقدم التنظيم، وأمام هذا الوضع وصل نحو ثلاثمئة مقاتل كردي من تركيا إلى سوريا لمد يد العون لأخوة السلاح، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وفيما يتقدم التنظيم الإرهابي نحو الحدود التركية ويستولي على المزيد من أراضي أكراد سوريا، ويدفع بالآلاف منهم نحو الداخل التركي، أطلق التنظيم أمس سراح ستة وأربعين رهينة تركيا بعد احتجازهم في العراق في الحادي عشر من يونيو عندما سيطر مقاتلوه على القنصلية التركية العامة في الموصل مع ثلاثة موظفين عراقيين.

 

وإذا كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن أن المواطنين الأتراك أطلق سراحهم ضمن عملية إنقاذ نفذتها القوات الخاصة دون إعطاء المزيد من التوضيحات كما فعل رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو الذي استقبل الرهائن وعاد بهم إلى أنقرة، فإن أكثر من علامة استفهام والكثير من الأسئلة حول التوقيت والثمن رافقت – ومازالت – العملية التي جرت في وقت تستعد عشرات الدول لشن ضربات على مواقع التنظيم في العراق وسوريا.

 

حرب “الذهب الأسود” بين داعش والأكراد

عمان – رويترز

في حقل نفط الشدادي الواقع في شمال شرق سوريا، يصطف طابور من الشاحنات يومياً لتحميل النفط الخام الذي يبيعه بثمن بخس مقاتلو داعش الذين استولوا على بعض أجزاء صناعة النفط في البلاد، في سعيهم لإقامة دولة الخلافة. والمبيعات في حقل الشدادي كما يصفها تاجر نفط هي مجرد مثال واحد على كيف يسعى داعش الذي استولى على أراض في سوريا والعراق المجاور إلى إقامة اقتصاد خاص به من خلال سلسلة من الصفقات والمعاملات النفعية التي يبرمها لبيع النفط.

 

ويبدو أن الحرب المستعرة حالياً بين داعش والأكراد تجد مبررها الأكبر في السيطرة على “الذهب الأسود”، فقد عزز التنظيم الإرهابي قوته بفضل ما استولى عليه من أسلحة في العراق المجاور، وأحكم قبضته على منطقة دير الزور الشرقية المنتجة للنفط في الأشهر الأخيرة، واقترب من الشمال الشرقي حيث تسيطر ميليشيات كردية على أكبر حقول النفط.

 

وتذهب التقديرات إلى أن التنظيم سيطر على مئات الآبار الصغيرة في دير الزور كانت تنتج نحو 130 ألف برميل يومياً من الخام الخفيف في معظمه، وذلك حسب ما قاله مهندس نفط رفيع يعمل الآن في دمشق.

 

وكان نصف إنتاج سوريا قبل الحرب والبالغ 380 ألف برميل يومياً في عام 2011 يوجد في محافظة الحسكة التي سيطر عليها الأكراد في منتصف عام 2012 مع انتقال قوات الأسد غربا لقتال المعارضين في حلب. وإذا حدث في نهاية المطاف أن سقطت الحسكة في أيدي داعش فإن التنظيم سيكون له السيطرة على كل منشآت البلاد النفطية تقريباً.

 

إلا أن التنظيم لم يستطع بعد استغلال الحقول التي يسيطر عليها بالفعل استغلالاً كاملاً بسبب الافتقار إلى الخبرة الفنية. أما الحقول الرئيسية التي يسيطر عليها كالشدادي والعمر والتنك وورد، فكانت تقوم بتشغيلها في الغالب شركات نفط دولية.

 

غير أن شركات رويال داتش شل وتوتال وبترو كندا غادرت المنطقة منذ وقت طويل، الأمر الذي جعل الاستغلال الكامل للحقول تحدياً رهيباً.

 

وفي هذا السياق، قال مدير نفط سابق يعمل في شركة أجنبية “الكثير من الحقول أغلقت، والشركات الأجنبية انسحبت، والمعدات نهبها المسلحون الذين أفرغوا المستودعات”.

 

ولم يبق في المناطق التي يسيطر عليها داعش إلا القليل من الأفراد ذوي الخبرة الفنية، في حين بقي في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد الكثير من الموظفين الذين مازال بعضهم يتلقى راتبه من وزارة النفط في دمشق.

 

“خراسان”.. تنظيم متطرف جديد في سوريا يقلق أميركا

العربية نت

نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين استخباراتيين كبار في الإدارة الأميركية تأكيدهم أن تنظيماً يتخذ من سوريا مقراً له ويدعى “خراسان” ويقوده النافذ السابق في تنظيم القاعدة، محسن الفضلي، يمثل الخطر المباشر الأكبر للولايات المتحدة وأوروبا عن التنظيمات المتطرفة الأخرى.

 

ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين رفيعي المستوى أن الفضلي يركز جهوده وتنظيمه لتوجيه الضربات داخل الولايات المتحدة وأوروبا.

 

وأكد مسؤولون أميركيون أن الفاضلي الذي فر من أفغانستان وأقام في إيران حتى عام ألفين واثني عشر بمعرفة السلطات الإيرانية قدم إلى سوريا منذ أكثر من عام ليقود مجموعة “خراسان”.

 

نيلسون لـCNN: قد ندعم بريّاّ المجموعات السنية المقاتلة لداعش.. وتركيا يمكن لها المشاركة سرا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — توقع السيناتور الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي، بيل نيلسون، أن تمارس بعض القوات الأمريكية البرية أدوارا في المعركة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا بـ”داعش” مضيفا أن المهام ستكون دعم القوات السنية المعتدلة التي ستواجه التنظيم، معربا عن اعتقاده بأن تركيا ستشارك في التحالف الدولي بعد إطلاق مواطنيها المخطوفين.

 

وحول مدى ثقته بقدرة الثوار في سوريا على إنهاء مهمة تدمير داعش قال نيلسون: “لا يمكن الفوز بأي حرب برية، وبصرف النظر عن هوية العدو، ما لم يكن لدينا حلفاء على الأرض، والشعب الأمريكي لا يرغب بالعودة إلى العراق، كما أن واشنطن لن تتدخل بريا في سوريا، ولكن لدينا فرصة توجيه ضربات جوية مركزة مع وجود حلفاء من السنة على الأرض. هذه المعادلة يمكن لها أن تنجح، قد يشكك البعض في الأمر، ولكن ما هو البديل؟

 

وعن مدى الحاجة إلى تدخل بري أمريكي قال نيلسون: “الأمر مرتبط بتعريف معنى القوات البرية. ما لا نرغب في حصوله هو تدخل عسكري بري واسع النطاق، ولكن إذا كان الأمر يقتصر على دعم المجموعات السنية على الأرض فقد يكون هناك بعض القوات الأمريكية على شكل وحدات استطلاع تمهد للضربات الجوية أو ربما قوات للعمليات الخاصة.”

 

وأضاف: “إذا كان هناك رغبة بالانتصار في هذه الحرب فسيكون هناك إمكانية لنشر بعض القوات على الأرض، لكن الأمر لن يشبه على الإطلاق ما حصل في العراق.” مشددا على أن المبادرة بيد أمريكا قائلا: “لدينا فرصة تتمثل بوجود المعتدلين السنة الذين يخضون حشود داعش وهم يدعمون ضرباتنا الجوية وسينجحون في نهاية المطاف.”

 

وحول إمكانية تأثر الموقف التركي المتردد حتى الساعة حيال التحالف الدولي ضد داعش بعد الإفراج عن الدبلوماسيين الأتراك الذين كانوا مختطفين قال نيلسون: “أعتقد أن تركيا ستساعدنا الآن، وستقوم بذلك بشكل سري لأن هناك بعض المسلمين الذين يتعاطفون مه داعش ويتوجب على أنقرة الحذر منهم، هم أقلية ولكنهم أقلية مهمة، ولكن في كل الأحوال لدينا فرصة أن تكون تركيا إلى جانبها كحليف وشريك.”

 

سيناتور أمريكي: لا يمكن للمعارضة السورية تدمير داعش وقد يضطر أوباما لإرسال قوات

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال السيناتور الأمريكي، طوم روني، إنه متمسك بموقفه الرافض لخطة الرئيس باراك أوباما، حول الاكتفاء بتسليح ودعم المعارضة السورية من أجل مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ”داعش” مضيفا أنه إذا كان هناك من ضرورة لتدمير التنظيم فلا يجب استبعاد إرسال قوات أمريكية.

 

وقال روني، في مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول سبب تصويته ضد خطة الرئيس أوباما ورأيه بإمكانية إرسال قوات برية أمريكية لمواجهة التنظيم: “قد نضطر لذلك. لا أحد يرغب في العودة إلى الحرب، وهناك عدد كبير من أعضاء الكونغرس الذين شاركوا في حروب سابقة ولدي الكثير من الأصدقاء الذين قاتلوا في العراق وأفغانستان وآخر ما يرغبون به هو الذهاب مجددا إلى هناك لتكرار ما كانوا يقومون به.”

 

وتابع بالقول: “ولكن الحقيقة هي أنه إذا كنا نعتبر أن داعش يهدد الأمن القومي الأمريكي ويمكن له إلحاق الأذى بنا في أمريكا – كما يقول الرئيس – فسيكون علينا تدميره، وأظن أن خطة تسليح وتمويل المعارضة السورية للقيام بهذه المهمة لن تنجح، ولذلك كان لا بد من معارضة تلك الاستراتيجية.”

 

ولفت روني إلى ضرورة أن يقوم أوباما بالمسارعة بتقديم طلب إجازة التدخل العسكري ضد التنظيم، باعتبار أن الأمر قد يستغرق أشهرا من النقاش، كما حصل خلال التصديق على التدخل في العراق وأفغانستان مضيفا: “هذا أمر جدي للغاية، والكونغرس ملزم كعربون وفاء لجيشنا ودستورنا بتناول هذه القضية، ولكن يجب أن يصدر الطلب من الرئيس نفسه، وبعدها يحصل على الموافقة أو لا يحصل عليها.”

 

ولدى سؤاله حول ما إذا كان التنظيم يشكل خطرا على الأمن القومي الأمريكي رد روني بالقول: “لقد بات التنظيم بالتأكيد خطرا متعاظما. أنا عضو في لجنة الاستخبارات وأتلقى بيانات حول هذه القضايا أسبوعيا. قد لا يكون الخطر حالا وآنيا ولكن هدف التنظيم هو إحداث الفوضى الشاملة في الشرق الأوسط والقيام بكل ما بوسعه من أجل ضم المزيد من المقاتلين من الغرب لأجل إعادتهم إلى أوروبا.”

 

وختم السيناتور الأمريكي بتكرار الدعوة إلى توسيع دائرة المواجهة مع داعش قائلا: “أما مسرور لأن الرئيس قال إن هناك ضرورة لتدمير التنظيم، ولكنني لا أظن أن تسليح المعارضة السورية سيفي بالغرض.”

 

صوت بلكنة أمريكية في آخر تسجيلات داعش وخبراء لـCNN: التنظيم يحاول بث الذعر داخل أمريكا

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال خبراء ومحللون أمنيون أمريكيون إن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ”داعش” يحاول بث الذعر في الولايات المتحدة من خلال تسجيل جديد يظهر فيه عنصر يتحدث بلكنة أمريكية شمالية خلال قتل عدد من جنود الجيش السوري، مشيرين إلى أن القوى الأمنية الأمريكية تعمل على تحليل صوته لاكتشاف هويته.

 

ويظهر الرجل الذي يتحدث اللغة الإنجليزية بلكنة أمريكية شمالية في نهاية تسجيل تبلغ مدته 55 دقيقة، ويتحدث قائلا: “نحن هنا مع جنود (الرئيس السوري بشار) الأسد، ويمكنكم رؤيتهم وهم يحفرون قبورهم بأنفسهم في نفس المكان الذي كانوا يمتركزون فيه.. لقد انتصرنا.. نحن أصعب حرب يمكن خوضها، ونيران الحرب بدأت تستعر.”

 

وتفاوتت التقديرات حول هوية الرجل الذي يظهر صوته في التسجيل، إذ قال محللون عسكريون إنه قد يكون من الأمريكيين الذين يقاتلون ضمن صفوف داعش، أو قد يكون كنديا، أو عربي درس في أمريكا، علما أن التسجيل يظهر في نهايته عد من المسلحين المقنعين وهم يقتلون الجنود، على ما يبدو.

 

وقال فرانك سيلوفو، محلل الشؤون الأمنية لدى “معهد سياسات الأمن القومي” الأمريكي، في مقابلة مع CNN: “من الواضح أن داعش تعمد إظهار الرجل في التسجيل لأنه يبدو أمريكيا، والهدف هو الوصول إلى الجمهور الغربي وبث الرعب في الولايات المتحدة لإظهار القوة.”

 

ولفت سيلوفو إلى أن أجهزة الأمن الأمريكية ستقوم بتحليل الصوت لمحاولة التعرف على لهجة المتحدث وتقديم ما يفيد للشرطة.

 

من جانبه قال ويل غيدز، خبير مكافحة الإرهاب، بمقابلة مع CNN: “داعش يتبع أسلوبا وحشيا لإيصال رسائله، ولديه من الذكاء ما يسمح له بتنفيذ تسجيلات متطورة ويعلم أن استخدام وسائل الإعلام الغربية التي ستبث تلك المواد سيساعد على إيصال رسالته وعرض قوته.”

 

زوجة بريطاني تناشد داعش عدم قتله: زوجي ترك عائلته وعمله لإيصال الطعام إلى المحتاجين بسوريا

لندن، بريطانيا (CNN) — وجهت زوجة آلن هينينغ، الرهينة البريطاني الموجود لدى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” نداء إلى التنظيم طالبت فيه بالإفراج عن زوجها، قائلة إن قتله لن يفيد أحدا، وأكدت أنها أرسلت للتنظيم عدة “رسائل مهمة” لكنها لم تتلق جوابا عليها بعد.

 

وقال باربرا هينينغ ، في رسالة المناشدة التي بعثت بها إلى التنظيم: “زوجي رجل مسالم وغير أناني، ولم يذهب إلى سوريا إلا لمساعدة أولئك الذين هم بحاجة لذلك.. لا أعرف كيف يمكن أن تستفيد قضية دولة ما عبر ترك العالم يشاهد مقتل آلن.”

 

وتابعت هينينغ بالقول: “حاولت التواصل مع الدولة الإسلامية ومع الناس الذين يحتجزون آلن، وقد بعثت لهم برسالة مهمة جدا، ولكنهم لم يردوا عليها.. آلن مسالم وغير أناني وترك عمله وعائلته من أجل الانضمام إلى قافلة تحمل مساعدات، مشاركا بذلك رفاقه من المسلمين من أجل توصيل مواد الإغاثة.”

 

ولفتت هينينغ إلى أن زوجها كان عند اختطافه يقود سيارة إسعاف محملة بالمواد الغذائية لتسليمها إلى المحتاجين، مضيفة أنه ذهب إلى سوريا “بدافع التعاطف” مع المدنيين هناك وتابعت بالقول: “أصلي لأحصل على رد من أولئك الذين يحتجزون آلن قبل فوات الأوان.. أتمنى من الدولة الإسلامية النظر إلى هذه المناشدة نظرة وجدانية وأن يصار إلى الإفراج عن زوجي.”

 

وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد هدد بقتل هينينغ في الفيديو الأخير الذي أصدره، ويظهر فيه قتل الرهينة البريطاني، ديفيد هاينز، وذلك ما لم توقف الولايات المتحدة ضرباتها للتنظيم. ويعمل هينينغ سائقا لسيارة أجرة في مدينة بولتون بشمال إنجلترا، وكان ضمن فريق من المتطوعين الذين سافروا إلى سوريا لإيصال الطعام والماء إلى المحتاجين، وتعرض للاختطاف في ديسمبر/كانون الأول 2013.

 

وكانت القافلة التي تضم هينينغ قد وصلت إلى الحدود التركية، وقرر بعض المشاركين فيها التوقف، غير أن هينينغ، وهو أب لولدين وغير المسلم الوحيد في القافلة، اختار مرافقة عشرة من المشاركين لدخول سوريا.

 

تنظيم “الدولة” يواصل تقدمه شمالي سوريا واستمرار النزوح

واصل مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية تقدمهم الأحد في القرى الكردية المحيطة ببلدة عين العرب شمالي سوريا، واقتربوا مسافة 10 كيلو مترات من البلدة الاستراتيجية التي تعرف باللغة الكردية باسم “كوباني” والتي تسكنها أغلبية كردية.

وتعتبر عين العرب ثالث كبريات البلدات الكردية في سوريا، وتتميز بموقعها الاستراتيجي على الحدود وتحول دون تعزيز المتشددين الإسلاميين مواقعهم في شمالي سوريا.

 

وسيطر التنظيم في الايام الماضية على عشرات القرى المجاورة للبلدة مما اطلق موجة من النزوج الجماعي للأكراد باتجه تركيا التي فتحت حدودها لاستقبالهم كلاجئين.

 

وأفاد مسؤولون اتراك بأن أكثر من ستة وستين ألف شخص عبروا الحدود منذ أن اعادت انقرة فتحها يوم الجمعة الماضي لاستقبالهم.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن المقاتلين الاكراد الذين يواجهون تنظيم الدولة فقدوا 27 مسلحا منذ بدء المواجهات بين الطرفين الثلاثاء الماضي.

 

وتكبد تنظيم الدولة 37 مسلحا قتلى، وفق المرصد المعارض للحكومة السورية.

 

وغالبية هؤلاء القتلى هم من الاجانب الذين يقاتلون في صفوف التنظيم من الشيشان وعرب الخليج.

 

وكان ما لا يقل عن ثلاثمئة مسلح كردي قد توجهوا الى سوريا قادمين من تركيا للانضمام الى المواجهات ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية بالقرب من بلدة عين العرب.

 

وطلب اكراد المنطقة المساعدة مع تقدم الدولة الإسلامية شمالي سوريا خوفا من حدوث مذبحة في كوباني.

 

واستضافت تركيا اكثر من 874 الف لاجيء منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد قبل ثلاثة اعوام.

 

وفتحت تركيا ممرا حدوديا يوم الجمعة للمدنيين الاكراد الذي فروا من ديارهم خشية هجوم وشيك على كوباني.

 

وأخلت القوات الكردية مئة قرية على الأقل على الجانب السوري منذ بدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” هجومه يوم الثلاثاء الماضي، كما تخلوا عن عشرات القرى الأخرى مع تقدم مسلحي التنظيم.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن تنظيم “الدولة الإسلامية” يرى أن كوباني مجرد عقبة في طريقه.

 

وذكر المرصد إن تنظيم الدولة الإسلامية أعدم ما لا يقل عن 11 مدنيا كرديا بينهم أطفال في القرى التي سيطروا عليها قرب كوباني.

 

الأمم المتحدة: تركيا تواجه أحد أكبر موجات تدفق اللاجئين من سوريا

أنقرة (رويترز) – قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يوم الأحد إن تركيا تواجه أحد أكبر موجات تدفق اللاجئين من سوريا منذ اندلاع الحرب هناك قبل أكثر من ثلاثة أعوام في الوقت الي يستمر فيه المدنيون في الفرار من الاشتباكات بين متشددي تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الكردية.

 

وسيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على عشرات القرى قرب الحدود وتقدموا صوب بلدة عين العرب التي يطلق عليها الأكراد اسم كوباني في الوقت الذي طلب فيه قادة أكراد من أكراد تركيا الانضمام للقتال.

 

وقالت كارول باتشيلور ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تركيا لرويترز يوم الأحد إنه تأكد عبور 70 ألف شخص على الأقل إلى تركيا في أقل من يومين وإن الرقم الحقيقي قد يكون أكثر من مئة ألف.

 

وأضافت في مقابلة من العاصمة التركية أنقرة “لا أعتقد أننا على مدار ثلاثة أعوام ونصف مضت رأينا عبور مئة ألف شخص في يومين” مشيرة إلى أن ذلك يوضح نوعا ما حقيقة الوضع “والخوف البالغ الذي يشعر به الناس بسبب الأوضاع داخل سوريا والعراق.”

 

وبعد إعادة الناس في باديء الأمر فتحت السلطات التركية يوم الجمعة أجزاء من الحدود للسماح للمدنيين وخاصة النساء والأطفال وكبار السن بالعبور في سلام.

 

وتستضيف تركيا بالفعل 1.3 مليون لاجئ سوري ويقدر مسؤولون أن جهود الاغاثة كلفت الحكومة ما يزيد على ثلاثة مليارات دولار.

 

وقدمت باتشيلور الشكر لتركيا محذرة من أن ضراوة القتال وتغير الأوضاع سريعا قرب كوباني جعل عبور مواد الاغاثة للحدود أمر مستحيل ما يعني أنه ليس هناك أي خيار آخر سوى الابقاء على الحدود التركية مفتوحة.

 

وتابعت “بصراحة لا نعلم متى ستتوقف هذه الأرقام ولا نعلم ما يحمله المستقبل… قد تصل مرة أخرى إلى مئات الآلاف.”

 

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على 64 قرية على الأقل حول كوباني منذ بدء الهجوم يوم الثلاثاء باستخدام أسلحة ثقيلة وآلاف المقاتلين. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الأحد إن الدولة الإسلامية أعدمت 11 مدنيا على الأقل يوم السبت بينهم اثنان على الأقل من الفتية.

 

وتقول المفوضية إنها تلقت أقل من ربع المبلغ الذي طلبته والبالغ 497 مليون دولار للتعامل مع مشكلة اللاجئين التي تواجه تركيا.

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى