أحداث الأحد 21 كانون الثاني 2018
«غصن الزيتون» التركي غارات وقصف والروس ينسحبون من عفرين
موسكو – رائد جبر { لندن، بيروت – «الحياة»
حمل إعلان وزارة الدفاع الروسية أمس، نقل وحدة المراقبة الروسية المنتشرة في عفرين إلى تل رفعت شمال حلب، خلافاً لتأكيد سبقه لوزير الخارجية سيرغي لافروف عن بقاء الوحدة في المنطقة، إشارة إلى أن موسكو توصلت إلى تفاهمات مع أنقرة حول طبيعة العملية العسكرية شمال غربي سورية وحجمها، ما يعني أن التفاهم على العملية العسكرية التركية التي حملت تسمية «غصن الزيتون» تضمّن «مقايضات» وفقاً لتعبير ديبلوماسي في موسكو.
ولفت إعلان أنقرة أمس، أنها أبلغت دمشق «كتابياً» بخصوص الهجوم. وجاء الإعلان التركي عن بدء عملية «غصن الزيتون» ضد المقاتلين الأكراد في عفرين، تزامناً مع تمكن القوات النظامية من اقتحام مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب الشرقي، وسط معارك وُصفت بـ «الطاحنة» مع فصائل المعارضة (راجع ص3).
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية تمكنت أمس، من انتزاع القسم الشرقي من المطار، وواصلت توسيع دائرة سيطرتها في محيطه، لمنع وقوع هجمات مضادة، في حال تمكنها من السيطرة عليه في شكل كامل. وسعت إلى إطباق الخناق على الفصائل التي لا تزال تقاتل داخل المطار وفي جيب محاصر يضمّ نحو 100 قرية.
وتقدّمت القوات النظامية إلى أسوار المطار من الجهة الجنوبية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد تمكنها من السيطرة على قرى وتلال عدّة أبرزها تل سلمو. كما نجحت في السيطرة على قرية أم تينة، وأغلقت بذلك جيباً لفصائل المعارضة وتنظيم «داعش» تبلغ مساحته أكثر من 1200 كيلومتر مربع.
وأوضحت مصادر ميدانية معارضة أنه في حال نجحت القوات النظامية في السيطرة على بلدة أبو الضهور فستتمكن من قطع الطريق على المقاتلين في منطقة الحص. وحقق النظام هذا التقدّم الاستراتيجي بعد توقف المعارك على هذا المحور منذ 10 أيام، *إثر نجاح «هيئة تحرير الشام» وفصائل المعارضة في إجبار قوات النظام على التراجع، بعد أن وصلت إلى داخل أسوار المطار العسكري الاستراتيجي، الذي يُعد الهدف الرئيسي لعمليات النظام في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وأتى إعلان موسكو أمس، عن «دعوة الأطراف كلها إلى ضبط النفس»، مع بدء ما وصف بأنه «عملية خاصة» ضد القوات الكردية، ليؤكد أن أنقرة حصلت على «ضوء أخضر» روسي لتنفيذ «عملية محدودة» قد تقف عند المناطق الحدودية، على رغم إشارة القيادة التركية إلى أنها ستتجاوز عفرين وتصل إلى منبج.
وكانت أوساط ديبلوماسية نقلت عن لافروف قوله في جلسة مغلقة، أن موسكو نجحت في «ضبط تركيا لعدة شهور قبل الاستفزاز الأميركي الأخير»، محملاً واشنطن مسؤولية التدهور الحاصل. وفهم من لافروف أن موسكو «تتفهم القلق التركي»، لكنها تسعى إلى تنسيق التحرك العسكري لئلا يسفر عن تقويض جهود عقد «مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي من جهة، أو توسيع نطاق المواجهات في شكل يدمر نهائياً إنجاز مناطق تخفيف التوتر في سورية من جهة أخرى.
وأشارت موسكو أمس، إلى أنها توصلت إلى اتفاقات مع أنقرة وطهران في شأن لائحة المدعوين إلى «سوتشي»، ما يعزز فرضية أن النقاشات المكثفة التي أجرتها مع أنقرة خلال الأيام الماضية على المستويين العسكري والديبلوماسي، حملت طابعاً واسعاً ولم تقتصر على ملف عفرين، بل تناولت الوضع في إدلب وطبيعة تمثيل القوى السياسية السورية في «سوتشي».
وأعلنت رئاسة الأركان التركية في بيان أمس، بدء هجوم بري وجوي في سورية تحت اسم «عملية غصن الزيتون» بمشاركة «الجيش السوري الحر»، بهدف «إرساء الأمن والاستقرار على حدودنا، وفي المنطقة، والقضاء على إرهابيي وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش في مدينة عفرين، وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم الإرهابيين». وأكدت الحكومة التركية أن عمليتها العسكرية «لا تستهدف التركمان والأكراد والعرب في المنطقة وإنما موجهة ضد التنظيمات الإرهابية».
وأفادت وكالة الأناضول التركية بأن قوات من «الجيش السوري الحر» دخلت مناطق في عفرين، بغطاء جوي تركي. واستهدفت الغارات أكثر من 108 أهداف للمقاتلين الأكراد في قرى حمدية وحاجيلار وتل سللور وفريرية التابعة لناحية جنديرس في منطقة عفرين، فيما أفادت مواقع قريبة من المعارضة السورية بأن القصف التركي استهدف أيضاً مطار منغ العسكري الخاضع لسيطرة الأكراد جنوب أعزاز في ريف حلب.
مقتل عشرة في القصف التركي على عفرين
موسكو، هاسا (تركيا)، اسطنبول – أ ف ب، رويترز
قتل عشرة أشخاص بينهم سبعة مدنيين أمس (السبت)، نتيجة القصف التركي على «وحدات حماية الشعب» الكردية، في عملية جديدة أطلق عليها الأتراك «غصن الزيتون»، في منطقة عفرين شمال سورية، وفق ما أفاد ناطق كردي.
وقال الناطق الرسمي باسم «وحدات حماية الشعب» في منطقة عفرين بروسك حسكة: «حصيلة شهدائنا أمس عشرة أشخاص هم سبعة مدنيين، بالاضافة الى مقاتلتين اثنتين من وحدات حماية المرأة الكردية، ومقاتل من وحدات حماية الشعب الكردية».
وفتحت تركيا جبهة جديدة في الحرب السورية وشنت ضربات جوية على «وحدات حماية الشعب»، ما أثار احتمال زيادة حدة التوتر بين أنقرة وواشنطن الحليفتين في «حلف شمال الأطلسي».
وأعلن الجيش التركي أن الضربات أصابت حوالى 108 أهداف لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية. وأشار مسؤول تركي كبير إلى أن الجيش السوري الحر، يقدم الدعم أيضا لعملية الجيش التركي في عفرين.
وأكدت السلطات في منطقة عفرين أن ما لا يقل عن مليون نسمة يعيشون في عفرين. والكثير منهم نزحوا من مناطق أخرى.
وقالت رئيسة الهيئة التنفيذية للإدارة الذاتية في عفرين هيفي مصطفى: «غالبية الجرحى مدنيون. هناك اشتباكات وقصف بالمدافع و القذائف. ووحداتنا ترد على هذا الاحتلال بشكل شرس».
وقال رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم «يجري إضعاف المنطقة بالمدفعية. المرحلة الأولى نفذتها القوات الجوية، وتم تدمير كل الأهداف تقريبا».
وأضاف أن القوات البرية ستبدأ من «اليوم تنفيذ الأنشطة الضرورية»، اعتمادا على التطورات في المنطقة.
وقالت «وحدات حماية الشعب» في بيان «سندحر هذا العدوان كما دحرنا غيره من الاعتداءات على قرانا و مدننا».
وفي غضون ذلك، سقطت أربعة صواريخ أطلقت من شمال سورية اليوم (الاحد) في وسط مدينة كيلس الحدودية التركية ليلة السبت – الأحد، ما أدت إلى إصابة سيدة بجروح طفيفة بالزجاج، وفق ما أفادت وكالة الانباء التركية (دوغان)
وأفادت الوكالة بأن المدفعية التركية ردت على الصواريخ التي اطلقت من مناطق في سورية تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب». وأوضح المصدر ان منزلا ومحلا تجاريا تضررا ايضا.
وغادر العسكريون الروس منطقة عفرين، في وقت أعربت موسكو عن قلقها من العملية العسكرية التركية، داعية إلى ضبط النفس.
وقالت الوزارة في بيان إن «قيادة القوات الروسية في سورية اتخذت تدابير تهدف إلى ضمان أمن الجنود الروس الذين كانوا منتشرين في منطقة عفرين». وأضافت أنه «تم سحب هذه القوات نحو منطقة خفض التوتر في تل رفعت».
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أنه تم اتخاذ هذه التدابير «لمنع استفزازات محتملة وجعل حياة العسكريين الروس وصحتهم في منأى من أي تهديد».
من جهته، حضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأطراف على التركيز بدلاً من ذلك على قتال «الدولة الإسلامية» (داعش).
وقال ناطق باسم البنتاغون «نشجع كل الأطراف على تجنب التصعيد، والتركيز على المهمة الأهم وهي هزيمة داعش».
وأشار مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إلى أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحدث مع نظيريه الروسي والتركي، من دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل عن المكالمتين.
وذكر مسؤول في «الوحدات» أن الطائرات الحربية قصفت مناطق في عفرين وقرى حولها، بينما لا تزال هناك مناوشات مع القوات التركية وحلفائها من المعارضة السورية المسلحة على مشارف عفرين.
وجاءت الهجمات، بعد أسابيع من تهديدات وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته للوحدات في سورية، إذ تعتبر تركيا الوحدات امتدادا لحزب «العمال الكردستاني» المحظور الذي حمل السلاح على مدى ثلاثة عقود في جنوب شرقي تركيا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن عضو لجنة الأمن في البرلمان الروسي قوله إن «موسكو ستطلب في الأمم المتحدة أن توقف تركيا العملية».
ونقلت الوكالة عن فرانز كلينتسيفيتش قوله: «ليست سورية فقط من ستطلب وقف هذه العملية. روسيا ستدعم هذا الطلب أيضاً وستقدم الدعم الديبلوماسي لسورية».
وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت اليوم إن موسكو «تلقت بقلق أنباء العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين السورية وإنها تدعو الأطراف لضبط النفس».
وأضافت الوزارة أن روسيا متمسكة بموقفها في حل الأزمة السورية القائم على حماية وحدة أراضي سورية واحترام سيادتها.
ودانت الحكومة السورية «العدوان التركي الغاشم» على مدينة عفرين، وقالت إن «المدينة جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية».
دمشق تنفي تبلغها من تركيا بالهجوم على عفرين وتعتبره «عدواناً»
أنقرة، بيروت، واشنطن، اسطنبول، دمشق – رويترز، أ ف ب
نفت السلطات السورية اليوم (السبت) ما أعلنته تركيا عن إبلاغها خطياً دمشق بالهجوم على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، واصفة العملية بـ «العدوان الغاشم» على أراضيها.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية قوله: «تنفي سورية جملة وتفصيلاً ادعاءات النظام التركي بابلاغها بهذه العملية العسكرية»، مؤكداً إدانة بلاده لهذا «العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين التي هي جزء لا يتجزأ من الاراضي السورية».
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو أعلن انه ابلغ السلطات السورية بالعملية العسكرية التركية. وقال في تصريح صحافي: «لقد أبلغنا كل الأطراف بما نقوم به. حتى إننا أبلغنا النظام السوري خطياً بذلك».
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على منطقة عفرين وهي ميليشيا كردية تعتبرها انقرة ارهابية، لكن الولايات المتحدة تنسق معها عسكريا وكان لها دور كبير في طرد تنظيم الدولة الاسلامية من شمال سوريا.
وشنت القوات التركية اليوم هجوماً برياً وجوياً استهدف مواقع لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين في شمال سورية، في حين دعت موسكو إلى ضبط النفس.
وانطلقت العملية العسكرية التي اطلقت عليها تركيا اسم «غصن الزيتون» في الساعة 14.00 ت غ، بحسب ما اعلن الجيش التركي، الذي أوضح بانها ستتم «مع الأخذ في الاعتبار احترام وحدة الأراضي السورية».
وتحدثت وكالة انباء «الاناضول» الحكومية عن إصابة 108 أهداف أبرزها مطار منغ العسكري.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن قبل ذلك في خطاب متلفز ان «عملية عفرين بدأت عمليا على الارض». وقال أردوغان فى خطاب متلفز إن «عملية عفرين بدأت عملياً على الأرض (…) ومنبج ستكون التالية»، في اشارة الى بلدة سورية أخرى يسيطر عليها الأكراد. وأضاف: «سنقوم لاحقاً بالتدريج بتنظيف بلدنا حتى الحدود العراقية من هذه القذارة الإرهابية التي تحاول محاصرتنا».
وتسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة «إرهابية» على عفرين ومنبج. وأرسلت تركيا خلال الأيام الأخيرة عشرات العربات العسكرية ومئات الجنود إلى المنطقة الحدودية وسط تهديدات متكررة من كبار مسؤوليها بأن العملية باتت وشيكة.
وقصفت القوات التركية خلال اليومين الماضيين مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في محيط عفرين، فيما حشدت مقاتلين من الفصائل المؤيدة لأنقرة في سورية استعدادا للهجوم.
من جهتها قالت «وحدات حماية الشعب» الكردية إن الضربات الجوية التركية على عفرين لم تترك لها من خيار سوى المقاومة، لافتة إلى أن أنقرة ضربت أحياء يقطنها مدنيون.
وحضت الوحدات الرجال والنساء في شمال سورية على الانضمام إليها لحماية عفرين. وذكرت أنها ستقف في وجه هذا الهجوم مثلما وقفت في هجمات سابقة ضد قرى ومدن أخرى.
وأعلنت الوحدات «النفير العام من أجل مساندة عفرين وناشدت شعوب روج آفا وعموم الشعب الكردستاني والأطراف الديموقراطية كافة المشاركة في النفير العام من أجل عفرين والوقوف في وجه الهجمات التركية».
وفتحت تركيا جبهة جديدة في الحرب السورية اليوم بقصف عفرين، ما يشير إلى احتمال تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن.
وغادر العسكريون الروس عفرين، وفق ما أعلنت اليوم وزارة الدفاع الروسية. وقالت الوزارة في بيان إن «قيادة القوات الروسية في سورية اتخذت تدابير تهدف إلى ضمان أمن الجنود الروس الذين كانوا منتشرين في منطقة عفرين». وأضافت أنه «تم سحب هذه القوات نحو منطقة خفض التوتر في تل رفعت».
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أنه تم اتخاذ هذه التدابير «لمنع استفزازات محتملة وجعل حياة العسكريين الروس وصحتهم في منأى من أي تهديد».
وتتدخل موسكو عسكرياً في سورية منذ أيلول (سبتمبر) 2015 دعماً لقوات النظام وضد المتطرفين.
وعلى رغم انسحاب جزئي للقوات الروسية في كانون الأول (ديسمبر)، ابقت موسكو في سورية ثلاث كتائب للشرطة العسكرية وتحتفظ بقاعدتين جوية في حميميم وبحرية في طرطوس إضافة إلى مركز مصالحة أطراف النزاع.
من جهة ثانية، أبلغ عضو في لجنة الأمن في مجلس الاتحاد الروسي وكالة الإعلام الروسية اليوم بأن روسيا ستدعم سورية ديبلوماسياً وستطلب من الأمم المتحدة دعوة تركيا إلى وقف عمليتها العسكرية في عفرين.
ونقلت الوكالة عن فرانز كلينتسيفيتش قوله: «ليست سورية فقط من ستطلب وقف هذه العملية. روسيا ستدعم هذا الطلب أيضاً وستقدم الدعم الديبلوماسي لسورية».
وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت اليوم إن موسكو «تلقت بقلق أنباء العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين السورية وإنها تدعو الأطراف لضبط النفس».
وأضافت الوزارة أن روسيا متمسكة بموقفها في حل الأزمة السورية القائم على حماية وحدة أراضي سورية واحترام سيادتها.
ويرى المحللون أن اي هجوم كبير في سورية لا يمكن ان يطلق من دون موافقة روسيا التي تقوم علاقات جيدة مع وحدات حماية الشعب الكردية.
وتوجه قائد الجيش التركي الجنرال خلوصي اكار ورئيس الاستخبارات حقان فيدان الى موسكو الخميس لاجراء محادثات مع نظيريهما الروسيين حول سورية.
وفي واشنطن، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن التقارير التي تفيد بحدوث قصف مدفعي تركي على منطقة عفرين السورية تقوض، إن صحت، الاستقرار في المنطقة ولن تساهم في حماية أمن الحدود التركية.
وأضاف المسؤول للصحافيين: «لا نعتقد أن عملية عسكرية تخدم الاستقرار الإقليمي، أو استقرار سورية أو في الحقيقة مخاوف تركيا في شأن أمن حدودها». وشدد على أن لديه معلومات محدودة في شأن التحركات العسكرية التركية التي تحدثت عنها التقارير.
وتابع: «لا نعتقد أن التهديدات أو الأنشطة، التي ربما تشير إليها تلك التقارير الأولية، تدعم أياً من تلك القضايا. إنها مزعزعة للاستقرار».
وتعتبر أنقرة، التي تخشى إقامة حكم كردي ذاتي على حدودها، «وحدات حماية الشعب»، وهي الجناح العسكري لحزب «الاتحاد الديموقراطي» في سورية، منظمة «ارهابية».
أكراد سورية مصممون على الدفاع عن أنفسهم أمام العملية التركية
إسطنبول، بيروت، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
أعلن الجيش التركي أمس، بدء هجوم بري وجوي في عفرين ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية بمشاركة «الجيش السوري الحر»، فيما توعدت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة بالدفاع عن نفسها متهمة تركيا باستغلال مزاعم بقصف عبر الحدود ذريعة لشن هجوم في سورية (عملية عفرين). وحذّرت في بيان أمس من أنها «لا تجد خياراً أمامها سوى الدفاع عن نفسها إن تعرضت لهجوم».
وأكد الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية روجهات روج أن مقاتلات تركية قصفت مدينة عفرين وعدة قرى مجاورة لها أمس، مشيراً إلى سقوط عدد من الإصابات. وقال إن «لا توجد حالياً» اشتباكات بين القوات التركية ووحدات حماية الشعب، مشيراً إلى «مناوشات فقط على حافة منطقة عفرين».
وأطلقت رئاسة الأركان التركية تسمية «غصن الزيتون» على العملية العسكرية، مشيرة إلى أنها انطلقت رسمياً عند الساعة الخامسة من عصر أمس، وتهدف إلى «إرساء الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي الوحدات الكردية وحزب العمال الكردستاني وداعش في عفرين وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم الإرهابيين».
وفي أول تعليق روسي رسمي على العملية التركية، عّبرت وزارة الخارجية الروسية عن «قلقها» إزاء التطورات ودعت الأطراف إلى «ضبط النفس». وأكدت الوزارة أن روسيا متمسكة بموقفها في حل الأزمة السورية القائم على «حماية وحدة أراضي سورية واحترام سيادتها». وكشفت وزارة الدفاع الروسية أنها أعادت تمركز مجموعات تابعة لها وأفراد من الشرطة العسكرية، بعد نقلها من منطقة عفرين السورية.
وأعلن عضو لجنة الأمن في البرلمان الروسي فرانتز كلينسفيتش، أن روسيا ستدعم سورية ديبلوماسياً وستطلب من الأمم المتحدة دعوة تركيا لوقف عمليتها العسكرية في عفرين. وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة «ريا» الروسية أن «سورية لن تطالب وحدها بوقف هذه العملية. روسيا ستدعم هذا الطلب وستقدم المساعدة الديبلوماسية» لدمشق.
وبدأت عناصر فصائل «الجيش السوري الحر» دخول مناطق سيطرة «الوحدات» في عفرين، تزامناً مع شنّ مقاتلات حربية تركية أولى غاراتها على مواقع المقاتلين الأكراد في المنطقة. أتى ذلك عقب إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الهجوم على بلدة عفرين «بدأ عملياً على الأرض»، وأنه سيتوسّع ليشمل مدينة منبج وصولاً إلى الحدود العراقية.
وقال أردوغان في خطاب أمس إن القوات التركية «ستقوم تدريجياً بتنظيف بلدنا وصولاً إلى الحدود العراقية من هذه القذارة الإرهابية التي تحاول محاصرتنا». وأكّد أن عملية عفرين «بدأت عملياً على الأرض ومنبج ستكون التالية»، من دون أن يوضح ما إذا اجتازت قوات برية الحدود. وأضاف: «لم يتم الإيفاء بالوعود التي قُطعت لنا في شأن منبج. فلا يمكن أحداً أن يعترض على قيامنا بما يلزم»، في إشارة إلى «تطمينات» أميركية سابقة بأن «الوحدات» ستنسحب من عفرين.
وشدّد الرئيس التركي على أن بلاده ستدمّر «خطوة خطوة» ما وصفه بـ «الممر الإرهابي» الذي أقامه المقاتلون الأكراد. وتتهم أنقرة «الوحدات» بأنها امتداد لـ «حزب العمال الكردستاني» الذي شنّ تمرداً جنوب شرقي تركيا لأكثر من ثلاثة عقود، وتعتبره أنقرة وحلفاؤها في الغرب «مجموعة إرهابية».
وتساءل: «أتعلمون من هو المحتل في سورية؟ إنه كل من يقتل الشعب السوري بجميع فئاته بمن فيهم الأطفال. وهل هناك محتل أكبر ممن قتل قرابة مليون شخص؟»، مؤكداً أن حكومته تعلم جيداً بأن تركيا لن تكون في أمان ما دامت سورية غير آمنة. وأردف: «وجودنا في هذه الجغرافيا منذ 1000 عام، هو بفضل شجاعتنا وصبرنا، ولن نتوانى عن القيام بمسؤولياتنا»، مشدداً على أن بلاده «لا تتبنى أدنى توجه سلبي إزاء وحدة الأراضي السورية ومستقبلها المستقل والمزدهر والمطالب الديموقراطية لشعبها».
وبحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون التطورات السورية في اتصال هاتفي أمس. وأفادت وكالة «الأناضول» بأن الاتصال جرى بطلب من الجانب الأميركي، من دون أن تقدّم مزيداً من التفاصيل. أتى ذلك، بعد اتفاق الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن مع مستشار الأمن القومي الأميركي هيربرت ماكماستر في اتصال هاتفي أمس، على «الشراكة الإستراتيجية الطويلة التي تجمع أنقرة وواشنطن»، وشددا على مكافحة الإرهاب بكل أشكاله «وعلى رأسها إرهاب حزب العمال الكردستاني وداعش والقاعدة»، كما جاء في بيان صدر عن الرئاسة التركية أمس. وأضاف أن كالن أكد «ضرورة وقف واشنطن دعم» المقاتلين الأكراد في سورية، لافتاً إلى أن الجانبين اتفقا على أن «تحقيق استقرار في سورية يدعم السلام والأمن في المنطقة، ويتم من طريق مرحلة انتقالية آمنة لا تشكل أي تهديد على جيرانها». وكانت الولايات المتحدة وصفت التهديدات التركية ببدء عملية عسكرية بأنها «تزعزع الاستقرار».
وكان أوغلو أكد في تصريحات مساء الجمعة، أن على بلاده تنفيذ العملية في عفرين «مهما كلف الأمر». وأشار إلى «محاولات في السنوات الأخيرة القليلة لتشكيل ممر إرهابي على حدودنا الجنوبية من أجل زعزعة استقرار بلادنا»، مشدداً على أن «تركيا مثلما تحارب الإرهاب داخل البلاد، فإنها ستدخل سورية وعفرين وتقوم باللازم ضد العناصر الإرهابية، من أجل أمنها وأمن حدودها، إذا لزم الأمر».
وسبق انطلاق العملية العسكرية، قصفاً مدفعياً تركياً استهدف مواقع للأكراد في عفرين ومخابئ ومعاقل يستخدمها مقاتلو «حزب العمال الكردستاني» و «حزب الاتحاد الديموقراطي» وجناحه العسكري المُتمثل بـ «الوحدات». وأوضح الجيش التركي في بيان أن المقاتلين الأكراد كانوا قصفوا مواقع تركية في وقت سابق. وأفاد نشطاء معارضون بأن مدفعية فصائل مسلحة سورية مدعومة من تركيا شاركت بالقصف المدفعي من الجهة الشمالية الشرقية.
وكشفت تنسيقيات مسلّحي المعارضة عبر تطبيق «تلغرام»، بأن قوات «الفيلق الثاني» التابعة لـ «الجيش الحر» بدأت دخول الأراضي التركية تمهيداً لمشاركتها في معركة عفرين، وهي الدفعة الثانية من مقاتلي المعارضة الذين توجهوا لتركيا للغرض ذاته. وكانت قافلة تقل نحو ألف من مقاتلي «الجيش الحر» وصلت الجمعة إلى بلدة هاتاي الحدودية الجنوبية. وغادرت القافلة من بلدة أعزاز السورية، ودخلت تركيا عبر بوابة باب السلام الحدودية ووصلت إلى مجمع عسكري في هاتاي على الحدود السورية.
وأجرى فصيل «لواء عاصفة الشمال» التابع لـ «الجيش الحر»، استعراضاً عسكرياً في مدينة أعزاز ليل الجمعة، تحضيراً للمشاركة في معركة عفرين. وقال القائد العسكري للواء في تصريح إلى موقع «سمارت»، إن 200 مقاتل شاركوا في الاستعراض، بعد تلقيهم تدريبات على استخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة للمشاركة في العملية التركية المرتقبة. ووفقاً لمصادر معارضة، فإن حوالى 20 ألف عنصر سيشارك في معركة عفرين، والتي تهدف في مرحلة أولى إلى فتح ممر بين ريف حلب الشمالي وإدلب. وأوضحت أن الفصائل أُبلغت من الجانب التركي أن الفترة الزمنية للمعركة غير محددة، مشيرةً إلى أن ما يجري على الأرض «تمهيد وعمليات صد ورد فقط».
يلدريم: الجيش التركي دخل عفرين السورية
اسطنبول: نقلت قناة خبر ترك التلفزيونية التركية، عن رئيس الوزراء بن علي يلدريم قوله إن قوات الجيش التركي دخلت عفرين السورية.
ودخل الجيش عفرين بعد يوم من إطلاقه ضربات جوية في المنطقة مستهدفاً وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.(رويترز)
المدفعية التركية تواصل قصفها المكثف لعفرين
أنقرة: واصلت المدفعية التركية في الساعات الأول من صباح الأحد، قصفها المكثف على مواقع بمدينة “عفرين” شمال غربي سوريا والخاضعة لسيطرة المسلحين الأكراد.
وذكرت وكالة “الأناضول” التركية أن القصف استهدف مواقع وأهداف للمسلحين في عفرين.
وقالت إن القصف جاء رداً على استهداف المسلحين لنقطة مراقبة خفض التوتر بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا.
ويتزامن هذا مع إرسال تعزيزات من المسلحين السوريين الموالين لتركيا إلى محيط المدينة.
كانت رئاسة الأركان التركية أعلنت السبت انطلاق عملية أطلقت عليها اسم “غصن الزيتون”، بهدف “إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة”، والقضاء على وجود المسلحين الأكراد في مدينة عفرين.
وأكد موقع “هاوار” الكردي السوري استمرار القصف التركي لعفرين، وأوضح أنه لم ترد بعد معلومات حول حجم الخسائر. (د ب أ)
صواريخ تسقط من سوريا على بلدة حدودية تركية
اسطنبول: ذكرت وكالة الأناضول للأنباء، أن أربعة صواريخ أطلقت من سوريا على بلدة كلس الحدودية جنوب تركيا في وقت مبكر من صباح الأحد مما ألحق أضراراً بمنازل.
وقالت إن ثلاثة صواريخ ألحقت أضراراً بمنزلين في حين سقط الرابع على أرض فضاء في وسط المدينة مضيفة أنه لم يسقط ضحايا.
وتابعت أن القوات الأمنية التركية ردت.
وشرعت تركيا في عملية غصن الزيتون السبت ووجهت ضربات جوية ضد حزب العمال الكردستاني والقوات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية في عفرين. (رويترز)
“السوري الحر” يطلق عملية عسكرية في عفرين
إدلب: أطلقت قوات الجيش السوري الحر، الاحد، عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة عفرين.
وبدأت وحدات الجيش السوري الحر التي تدعمها القوات التركية في عملية غصن الزيتون، بدأت بالتقدم داخل مدينة عفرين بريف محافظة حلب (شمال).
والسبت، قالت القوات التركية، أن طائراتها دمرت 108 أهداف عسكرية تابعة لتنظيمي “ي ب ك” و”الدولة الاسلامية”، في 7 مناطق شمالي سوريا، وذلك في إطار عملية “غصن الزيتون”.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية أيضاً، أنّ عملية “غصن الزيتون” تهدف إلى “إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على (بي كا كا/ب ي د/ي ب ك) و(داعش) في مدينة عفرين، وإنقاذ سكان المنطقة من القمع″. (الأناضول)
الجيش التركي يبدأ عملية «غصن الزيتون» في عفرين بغارات جوية وضربات صاروخية و»الجيش الحر» يتقدم براً
في ظل معارضة أمريكية ومطالب روسية وحسابات دولية وعسكرية معقدة
إسطنبول ـ «القدس العربي»: إسماعيل جمال: بدأ الجيش التركي، رسمياً، مساء امس السبت، عملية عسكرية من الجو والبر ضد مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عفرين السورية. وبالتزامن مع غارات جوية واسعة نفذتها مقاتلات حربية تركية من طراز إف16 بدأت وحدات من الجيش السوري الحر بالتقدم براً نحو المدينة من أكثر من محور.
وعقب ساعات من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن «عملية عفرين بدأت عملياً على الأرض وأن الهدف المقبل سيكون مدينة منبج»، أعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم بالتزامن مع بدء الغارات أن المقاتلات الحربية التركية تقصف عفرين. وقال يلدريم: «بدأت الغارات الجوية ضد أوكار المنظمات الإرهابية «ب ي د/ بي كا كا» و»داعش» و»القاعدة» في منطقة عفرين اعتبارًا من الساعة 17:00 (14:00 تغ)».
وحسب مصادر تركية وسورية، استهدفت المقاتلات الحربية العديد من النقاط العسكرية ونقاط المراقبة التابعة للوحدات الكردية في مناطق متفرقة بعفرين، منها مناطق جنديرس، وجلمة والحميدية وحاجلار وفريرية وتل سلور. ولفتت مصادر تركية إلى أن رئيس أركان الجيش خلوصي أكار يقود العملية من مقر رئاسة الأركان في أنقرة.
برياً، بدأت وحدات من الجيش السوري الحر بدخول أطراف مدينة عفرين من أكثر من نقطة حدودية. وأكدت مصادر متعددة أن وحدات من الجيش الحر مزودة بمعدات عسكرية ومدرعات تركية تقدمت من حدود ولايتي كليس وهطاي التركيتين (جنوب)، باتجاه مناطق في عفرين، بغطاء مدفعي وجوي تركي، ولم ترد أنباء في الساعات الأولى عن مقاومة من قبل الوحدات الكردية.
وقال بيان رئاسة أركان الجيش التركي: «عملية غصن الزيتون تهدف لإرساء الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي (بي كا كا/ب ي د/ي ب ك) و(داعش) في مدينة عفرين، وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم الإرهابيين».
وأكّد البيان أن العملية «تجري في إطار حقوق بلادنا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية»، وشددت على أن «العملية «تستهدف الإرهابيين فقط، ويجري اتخاذ كل التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين».
ومع انطلاق العملية أكدت روسيا أنها سحبت فعلياً قواتها المتواجدة داخل مدينة عفرين ونقلتها إلى منطقة تل رفعت، فيما هاتف وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وجرى لقاء بين مسؤولين من الخارجية التركية في مقرها بأنقرة مع مسؤولين من سفارات أمريكا وروسيا وإيران.
وأكدت الحكومة التركية أنه «جرى اتخاذ جميع التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق الضرر بالمدنيين خلال العملية»، وأن «الهدف الوحيد من العملية هو القضاء على المنظمات الإرهابية وتدمير ملاجئهم ومواقعهم وأسلحتهم ومركباتهم وأدواتهم»، على حد تعبيرها.
الهجوم التركي على عفرين بدأ بعد أشهر طويلة من التصريحات والتهديدات التي أطلقها كبار السياسيين الأتراك بمهاجمة الوحدات الكردية في عفرين، وبعد أن أتم الجيش التركي على مدى الأسابيع والأيام الماضية الاستعدادات العسكرية اللازمة لتنفيذ العملية عبر حشد مئات الدبابات والمدرعات ونقل آلاف الجنود إلى حدود المدينة، فيما واجهت العملية حسابات دولية معقدة أخرت انطلاقها أكثر من مرة.
وتعاني منطقة عفرين من تداخل النفوذ والحسابات الدولية الكبرى في سوريا، فمن سيطرة روسيا على المجال الجوي إلى الدعم الأمريكي للوحدات الكردية هناك مروراً بوجود النظام السوري على حدود المدينة وليس انتهاء بالنفوذ الإيراني هناك، وهو ما فرض على أنقرة التوصل إلى تفاهمات دولية قبيل بدء العملية.
وطول الأيام الماضية، صدرت عشرات المواقف الأمريكية المتضاربة تجاه تركيا، حول ملفي عفرين والحديث عن إنشاء قوات «حرس حدود» من الوحدات الكردية في شمالي سوريا، وبين النفي والتأكيد والتشكيك والتضارب بين تصريحات الخارجية والبيت الأبيض والبنتاغون، صدرت أخيراً دعوات رسمية أمريكية لتركيا بعدم مهاجمة عفرين ما ساعد في حسم الأمر بالنسبة للأتراك باعتبار أن واشنطن قررت معارضة العملية المتوقعة في عفرين وبناءعليه بدأت أنقرة بمحاولة ترتيب الحسابات الدولية انطلاقاً من هذه النتيجة.
في المقابل سعت تركيا للتوصل إلى تفاهمات مع روسيا باعتبارها ضامنة لحلفائها من إيران والنظام السوري، حيث أوفد أردوغان بشكل عاجل رئيسي أركان الجيش والاستخبارات إلى موسكو وهو ما أتاح للجيش التركي إطلاق العملية دون الإعلان عن طبيعة التفاهمات التي جرى التوصل إليها بين الجانبين.
وعلى الرغم من العلاقات الروسية مع الوحدات الكردية لا تبدو على القدر نفسه من «الاستراتيجية» كما هو الحال مع الولايات المتحدة التي تعتبرها حليفها الأول في سوريا، ورغم وجود رغبة روسية وإيرانية وحتى للنظام السوري في توجيه ضربة لحلفاء أمريكا في سوريا خاصة عقب الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ومخطط إنشاء قوات «حرس الحدود»، إلا أن موسكو لن تمنح أنقرة «الضوء الأخضر» دون ثمن وتنازلات مقابلة، حسب مصادر تركية. فموسكو التي وافقت على عملية درع الفرات في جرابلس والباب حصلت على تنازلات تركية في ملفات أخرى تتعلق بالأوضاع في سوريا، والأمر نفسه ينطلق على عفرين حالياً، ويبدو أن المقايضة الروسية لم تتوقف عند الدفع بتركيا نحو إنشاء مزيد من نقاط المراقبة في إدلب في خطوة لدفعها نحو المواجهة مع جبهة النصرة وضبط المجموعات المسلحة هناك، وإنما شملت مطالب جديدة تتعلق بمؤتمري استانا وسوتشي.
وتخشى تركيا مساعي تركية لإفشال العملية ومحاولة استنزاف الجيش التركي هناك، في ظل أنباء عن إدخال قرابة 1000 من الوحدات الكردية إلى مناطق قريبة من عفرين برعاية أمريكية، والأنباء عن احتمال تزويد هذه الوحدات بمضادات طائرات، وغيرها من الأسلحة التي يمكن أن تطيل أمد العملية وتستنزف الجيش التركي.
ورجحت مصادر تركية أن الجيش التركي لا يفكر في الدخول بعملية «تطهير» ضد الوحدات الكردية في عفرين، وربما يفكر في حصار المدينة واستنزاف الوحدات الكردية لدفعها نحو الانسحاب نحو مناطق النظام السوري، أو إضعافها وضمان عدم توسعها أو محاولة وصل مناطق نفوذها بعفرين بمناطق سيطرة الوحدات على الجانب الآخر في منبج.
وسيسعى الجيش التركي إلى حصار المدينة غرباً من هطاي وشمالاً من كليس، وشرقاً من أعزاز، ومن الجنوب سيتم محاصرتها من تل رفعت وإدلب، حيث ينتشر الجيش التركي فعلياً بشكل مباشر عبر قواته أو بشكل غير مباشر من خلال عناصر الجيش السوري على طول حدود المدينة من ثلاثة اتجاهات، حيث يهدف الجيش التركي إلى تجنب الدخول في حرب شوارع مع الوحدات الكردية في المدينة ذات الجغرافيا الصعبة والمساحة الواسعة.
تركيا هل ستربح الحرب سياسيا أم عسكريا؟
منهل باريش: أكدت مصادر محلية في كفر جنة لـ ”القدس العربي” انسحاب القوات الروسية من معسكر بلدة كفر جنة الذي يعتبر المركز الرئيسي للقوات الروسية في منطقة عفرين والمنطقة التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية. وأكدت المصادر إخلاء نقاط “المراقبة” التابعة للشرطة العسكرية الروسية في مطار منغ العسكري ونقاط أخرى في جوار تل رفعت وصولا إلى منطقة شعالة وخربة الدوير، آخر نقاط سيطرة “الوحدات” غرب مدينة الباب.
وأضاف المصدر أن الجنود الروس “أفرغوا كامل المعسكر ونقلوا حتى الأسرة العسكرية والأغطية”، وتوجه رتل يضم نحو عشر آليات بينها ثلاث ثقيلة وعربات زيل وسيارات والعشرات من عناصر الشرطة. وذكرت وكالة الأناضول التركية أن القوات الروسية توجهت نحو مدينتي نبل والزهراء شمالي حلب الخاضعتين لسيطرة النظام السوري. وأشارت إلى أن “قسما من عناصر الشرطة الروسية مازال موجودا في محيط مدينة عفرين”.
وتأتي التحركات الروسية وإعادة الانتشار لقواتها في عفرين بعد يوم من زيارة رئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي أكار ورئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان إلى موسكو، في محاولة لاطلاع الروس على حدود العملية العسكرية التركية في عفرين وأهدافها.
وأشار وزير الدفاع التركي نور الدين جانكلي، يوم الجمعة، إلى أن “المسؤولين الروس أعلنوا بشكل رسمي ومن أعلى المستويات، أنهم سيسحبون قواتهم في عفرين”.
وعين قائد الجيش الثاني التركي قائدا للعملية العسكرية في عفرين، ويتوقع أن عدد الجنود الاتراك الذين سيشاركون في العملية سيصل إلى نحو سبعة آلاف عسكري، إضافة إلى نحو عشرة آلاف مقاتل من فصائل المعارضة السورية في منطقة درع الفرات.
وعلمت “القدس العربي” من مصدر عسكري في منطقة درع الفرات أن فصائل المعارضة تستعد لإرسال نحو ألفي مقاتل على ثلاث دفعات إلى منطقة شمال إدلب، حيث يتمركز الجيش التركي جنوب منطقة عفرين في دارة عزة وجبل الشيخ بركات، في نقاط مراقبة بعد توقيع اتفاق أستانا 6 الخاص بمناطق “خفض التصعيد”. وأضاف المصدر: “لم تبلغ عمليات درع الفرات بالذهاب إلى إدلب الآن”، ورجح أن “يكون المحور الأول للهجوم هو عبر الأراضي التركية من جهة الشمال باتجاه عفرين وليس إلى إدلب”، أي محور شنكال ميدان إكبس المواجه لبلدة ديلي عثمان التركية والواقعة على طريق هاتاي- كيليس. ويتوقع أيضا هجوم آخر من محور راجو السورية، وصولا إلى جنديرس جنوبا.
ساعة الصفر لبدء عملية “سيف الفرات” لم يحدد بعد، حيث نوه وزير الدفاع التركي أنه لا يمكنه “الإدلاء بمعلومات عن موعد انطلاق العملية العسكرية على أوكار الإرهابيين في عفرين”، مؤكداً أن بلاده “ستقضي على كل تواجدهم في شمال سوريا”.
من جهتها تمنت واشنطن من انقرة “عدم اتخاذ مثل هذه الخطوة”. وقالت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخاريجية، هيثر ناويرت، خلال مؤتمرها الصحافي اليومي: “نحن لا نعرف ما إن كانت تركيا ستجري عملية عسكرية في عفرين أم لا، لأن عيون الجميع يجب أن تكون على داعش”.
في فرضيات المعركة يبدو أن مؤشرات الحشود حتى اللحظة وإشراك فصائل “درع الفرات”، يدلل على أن الهدف الأولي هو إبعاد “وحدات حماية الشعب”، والتي تعتبرها أنقرة الذراع العسكري السوري لحزب العمال الكردستاني، عن الحدود التركية المباشرة، وتطويقها داخل الأراضي السورية من الجهتين الشمالية والغربية، بعد أن عززت تركيا قواتها في نقاط المراقبة جنوب عفرين وانتشارها في مناطق درع الفرات شرق عفرين.
عملية “سيف الفرات”، حسب تسمية الجانب التركي، والتي يفترض أن تشمل عفرين ومنبج في الوقت ذاته يبدو أنها ستركز على عفرين حاليا فقط. وقد تحل مسألة مناطق غرب نهر الفرات ضمن تسوية تكون روسيا وإيران طرفا فيها. ومن غير المستبعد أن ينزع فتيل الحرب في عفرين بتسوية بين تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي تتدخل فيها أمريكا نفسها، تنسحب بموجبها “وحدات حماية الشعب” من القرى والبلدات الـ11 والممتدة من تل رفعت إلى غرب مدينة الباب، والتي تقدمت إليها الوحدات وشركاؤها المنضوون تحت ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، خلال حرب تركيا وفصائل درع الفرات على تنظيم «الدولة الإسلامية» العام الماضي.
ورغم تصريحاتها المتواترة والمكثفة على المستويات الرسمية والسياسية كافة، فإن القيادة التركية حذرة جدا في بدء العملية، فالحرب الإعلامية والضغط السياسي الذي تمارسه مازال أقوى بكثير من القصف المدفعي الذي بدأته في الثالث عشر من هذا الشهر بشكل متقطع على محاور عدة باتجاه عفرين. وهو ما يذكر بعمليتها العسكرية في إدلب قبل ثلاثة شهور بعد تصريحات وتهديد ووعيد، حيث قامت بالاتفاق مع “تحرير الشام” ودخلت دون أي طلقة معها.
تحاول أنقرة التخفيف من خسائرها السياسية بعد أن مضت في اتفاق أستانا مع طهران وموسكو، حيث قام الطرفان بعملية عسكرية شرق إدلب وحماة وسيطرا على نحو 300 بلدة بين جبل عزان وريف حماة الشرقي، فيما بقيت تركيا عاجزة حتى اللحظة عن إبعاد ما تعتبره تهديدا لأمنها القومي. وتدرك أيضا أن الاتفاق مع روسيا وإيران ضعيف للغاية ولا يرقى للشراكة الاستراتيجية كتلك التي بين الطرفين، وتتخوف دون شك من تغير قريب بين الجانبين، وتخشى فقدان هذه الشراكة رغم كونها الطرف الضعيف والأقل حظاً. ولا تريد أن تخسر دورها كما خسرت الشراكة الاستراتيجية مع أمريكا، وتصبح بذلك “عدوة” الجميع مع بقاء ما يهدد أمنها القومي جنوب حدودها.
مع كل تلك الحرب الإعلامية يبدو أن تركيا ستفضل حلا سياسيا وتبتعد عن التورط في عملية عسكرية طويلة المدى في منطقة عفرين، التي تعتبر أكثر المناطق الكردية السورية تماسكا قوميا فهي شبه خالية من أي مكون سوى الأكراد السوريين.
عملية عسكرية محدودة تنتهي بحل سياسي لمناطق غرب الفرات قد تكون الخيار الذي تفضله أنقرة، مقابل تأجيل خيار الرصاص إلى مناطق شرق النهر.
“الجيش السوري الحر” يبدأ عملية برية داخل عفرين
إسطنبول ــ باسم دباغ، عمار الحلبي
بدأت قوات من “الجيش السوري الحر”، اليوم الأحد، عملية عسكرية برية في مدينة عفرين، بمحافظة حلب شمالي سورية، والتي تخضع لسيطرة المليشيات الكردية، تزامناً مع غارات جوية تشنّها مقاتلات تركية، في مناطق عدّة.
وقال مصدر عسكري في المعارضة السورية لـ”العربي الجديد”، إنّ “فصائل الجيش الحر انطلقت، فجر اليوم، من الأراضي التركية نحو مدينة عفرين، من جهة نقطة ناحية بلبل الحدودية”.
وأضاف المصدر، أنّ “الجيش الحر بمساندة جوية تركية عَبر الحدود، وتوغّل في الجهة المقابلة من الأراضي السورية”، لافتاً إلى أنّ اشتباكاتٍ عنيفة اندلعت قرب الحدود”، من دون أن يورد معلومات إضافية.
وذكرت وكالة “الأناضول”، أنّ “وحدات الجيش السوري الحر التي تدعمها القوات التركية في عملية غصن الزيتون، بدأت بالتقدّم داخل مدينة عفرين في الريف الشمالي لمحافظة حلب”.
وأعلن الجيش التركي، أمس السبت، بدء عملية عفرين شمالي سورية، ضد المليشيات الكردية، مطلقاً عليها اسم عملية “غصن الزيتون”.
وذكر شهود عيان لـ”العربي الجديد”، أنّهم شاهدوا طائرات حربية تركية، وهي تشن سلسلة غارات جوية على عدّة مواقع، في قلب مدينة عفرين، وفي القرى المحيطة بها.
وأشار هؤلاء، إلى أنّ المليشيات الكردية قصفت مدينة كليس في تركيا، بقذائف المدفعية والهاون، فجر اليوم، ما أسفر عن خسائر مادية في السيارات والمنازل، دون ورود أنباء عن خسائر بشرية، بينما أعلنت ولاية كليس بعض المناطق الحدودية كمناطق عسكرية خاصة لمدة 15 يوماً.
إلى ذلك، انقطعت شبكة الاتصالات الخليوية والإنترنت التركية عن مدينة عفرين بشكلٍ تام، ما أدّى للجوء البعض إلى استخدام الشبكات الخليوية السورية “سيريتيل” و”إم تي إن”.
وتواصل المدفعية التركية، اليوم الأحد، قصفها المكثف على مواقع وأهداف عسكرية تابعة لمليشيات “حزب الاتحاد الديمقراطي”، بمدينة عفرين.
ووفقاً لمعلومات “الأناضول”، فقد واصلت المدفعية التركية المتمركزة في بلدات ريحانلي وقريق هان وهصا بولاية هطاي (جنوب)، قصفها لمواقع وأهداف التنظيم العسكرية بمدينة عفرين.
جاء ذلك ردّاً على استهداف التنظيم، لنقطة مراقبة خفض التوتر بمحافظة إدلب شمال غربي سورية، بحسب الوكالة.
كما تقصف الوحدات العسكرية التركية المنتشرة في منطقة درع الفرات الأهداف العسكرية للتنظيم في عفرين، ردّاً على هجماتها.
وأكدت رئاسة الأركان التركية، في بيان، أنّ القوات المسلحة التركية، استهدفت 153 هدفاً لكل من مليشيات “حزب العمال الكردستاني” وجناحه السوري “حزب الاتحاد الديمقراطي”، وتنظيم “داعش”، مشيرة إلى أنّ “العمليات تسير كما هو مخطط لها”.
ونشرت رئاسة الأركان التركية، في تغريدة على حسابها على موقع “تويتر”، مقطعاً مصوّراً عن تدمير نفق ومخزن سلاح تابع للمليشيات الكردية.
ونقلت وسائل إعلام التركية، عن مصادر عسكرية، تأكيدها عدم تعرّض القوات التركية لأي مقاومة تذكر في المناطق الريفية في عفرين، بعد انسحاب مليشيات “حزب الاتحاد الديمقراطي” إلى المدن المجاورة.
المليشيات الكردية رفضت عرضاً روسياً
إلى ذلك علم “العربي الجديد”، أنّ موافقة روسيا على فتح المجال الجوي السوري، أمام عملية “غصن الزيتون”، جاءت بعد أن رفضت مليشيات “الاتحاد الديمقراطي”، عرضاً روسياً بتسليم منطقة عفرين للنظام السوري، مقابل وقف العملية التركية.
واليوم الأحد، أعلنت الخارجية التركية أنّها ستواصل اتصالاتها مع دول المنطقة المعنية بالشأن السوري، لإعلامهم عن عملية “غصن الزيتون”، في عفرين.
وبعد أن قامت الخارجية التركية، أمس السبت، باستدعاء كل من سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الروسية والإيرانية والأميركية، وكذلك سفيري بريطانيا والصين لإبلاغهم بالعملية، أكدت أنّها ستقوم، اليوم الأحد، باستدعاء كل من سفراء الأردن والعراق ولبنان وقطر والكويت والسعودية، للغاية ذاتها.
وانعقد، اليوم الأحد، اجتماع جمع ممثلي المؤسسات الإعلامية التركية، مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، وذلك بحضور كل من نائب رئيس الوزراء المتحدّث باسم الحكومة بكير بوزداغ، وزير الدفاع نور الدين جانيكلي، ونائب رئيس حزب “العدالة والتنمية” الحاكم ماهر أونال، ومستشار رئاسة الوزراء فؤاد أوكتاي.
وقال يلدريم، إنّ العملية ستتم عبر أربع مراحل، وتم البدء بالمرحلة الثانية أي التدخل البري، بهدف إقامة منطقة آمنة من 30 كليومتراً داخل عفرين، موضحاً أنّ القوات التركية، عبرت الحدود من منطقة غول بابا التابعة لولاية كيليس الحدودية، وتمكّنت من التقدّم 3 كيلومترات ونصف، وتدمير 17 لغماً، نافياً وقوع أي جريح حتى الآن.
وباستثناء حزب “الشعوب الديمقراطي” (الجناح السياسي للعمال الكردستاني) عبّرت جميع أحزاب المعارضة التركية، عن دعمها لعملية “غصن الزيتون”، كما عبّر كل من الرئيس التركي السابق عبد الله غول، ورئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو، عن دعمهما للعملية.
وقال عبدالله غول، في تغريدة على موقع “تويتر”، “فليحفظ الله جيشنا وليعن عساكرنا”.
من جهته قال داوود أوغلو “إنّه الحق الأكثر شرعية لبلادنا بمنع تكوين جحور للإرهاب على حدودنا، فليعن الله قواتنا المسحلة والجيش السوري الحر”.
يُشار إلى أنّ “وحدات حماية الشعب” الكردية، الجناح العسكري لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” والفرع السوري لمنظمة “حزب العمال الكردستاني”، والتي تصنّفها تركيا “منظمة إرهابية”، تسيطر على ناحية عفرين وناحية تل رفعت في شمال حلب، وأجزاء من مدينة حلب.
“غصن الزيتون”: حصار عفرين لإخراج المقاتلين الأكراد/ أحمد حمزة، باسم دباغ
لم يكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يعلن بدء عملية الجيش التركي ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية في عفرين شمال غرب محافظة حلب السورية، حتى شنّت الطائرات التركية غارات على مواقع للمسلحين الأكراد في منطقة جلمة جنوب عفرين، فيما كانت مجموعات تابعة إلى الجيش السوري الحر تتجه إلى المنطقة، بعد دخولها من كيليس الحدودية. بذلك تكون حرب عفرين قد انطلقت فعلياً، بعدما سبق لها أن بدأت “نظرياً” بقصف مدفعي مكثف قبل يومين بهدف واضح: إخراج مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي من عفرين ومن محيطها، من دون اجتياح بري للمدينة.
وقالت مصادر، لـ”العربي الجديد”، إن العملية، التي أطلق عليها الجيش التركي اسم “غصن الزيتون”، ستتم تحت راية الجيش السوري الحر بدعم من القوات التركية، وإنها تختلف عن عملية “درع الفرات” (لذلك جرى إطلاق تسمية مستقلة لها، أي غصن الزيتون)، إذ إن القوات التركية ستنسحب من المنطقة بعد انتهاء العملية، مع ترجيح عدم شمول العملية مناطق مثل منغ وتل رفعت. وترجح المصادر فرض حصار على عفرين المدينة لا اقتحامها، وذلك بسبب وجود مئات آلاف المدنيين في المناطق التي قد تشهد المعارك، وصعوبة الميدان الجغرافي لها. ويبدو أن تركيا حصلت على ضوء أخضر روسي لإطلاق الهجوم ضد عفرين، مع إعلان وزارة الدفاع الروسية سحب جنودها (الشرطة العسكرية الروسية) من محيط مدينة عفرين.
وذكرت رئاسة الأركان التركية، في بيان، أنه “بدأت عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين اليوم (أمس) في تمام الساعة الخامسة عصراً بالتوقيت المحلي، وذلك بهدف تحقيق الأمن والاستقرار لحدودنا في المنطقة، وأيضاً بهدف تحييد عناصر العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي وداعش، وإنقاذ الشعب الصديق والشقيق من ظلمهم”. وأضافت أن “العملية تجري في إطار حقوق بلادنا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، مع احترام وحدة الأراضي السورية”. وشددت على أن “عملية غصن الزيتون تستهدف الإرهابيين فقط، ويجري اتخاذ كل التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين”.
وأعلن رئيس الأركان التركي، الجنرال خلوصي أكار، أنه “ستتم إدارة عملية غصن الزيتون من مقر الأركان العامة في أنقرة”. وأطلع أكار نظيريه الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، والأميركي الجنرال جوزيف دانفورد، هاتفياً على العملية وأهدافها النهائية. كذلك بحث غيراسيموف ودانفورد، في اتصال هاتفي، التطورات في سورية. وأجرى وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، بناء على طلب الأخير، حيث جرت مناقشة العملية التركية في عفرين. وأكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أمس، أن “الجيش التركي بدأ العمليات الجوية ضد عفرين”، مضيفاً “ليست لدينا عداوة أو مشكلة مع أحد، نحن نريد أن يحل السلام وتسود الأخوة في المنطقة”. واتهمت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة تركيا، أمس السبت، باستغلال مزاعم بقصف عبر الحدود ذريعة لشن هجوم في سورية. وحذرت “قسد”، في بيان، من “أنها لا تجد خياراً أمامها سوى الدفاع عن نفسها إن تعرضت على هجوم”، معتبرة أن “تهديد تركيا المفاجئ وغير المبرر بمهاجمة عفرين يغامر بعودة تنظيم داعش”.
وبدأت عملية “غصن الزيتون” باستهداف الطائرات التركية مواقع تابعة إلى المسلحين الأكراد في منطقة جلمة جنوب عفرين. ومهّد القصف المدفعي، المتواصل منذ أيام، على مواقع الأكراد في عفرين الطريق أمام مجموعات من الجيش السوري الحر للتقدم في المنطقة. وذكرت وكالة “الأناضول”، أمس، أن “مدرعات وعناصر للجيش السوري الحر بدأوا بالتقدم من حدود ولايتي كيليس وهطاي التركيتين باتجاه مناطق في عفرين، عقب استهداف سلاح المدفعية التابع للقوات المسلحة التركية أهدافاً للتنظيم الإرهابي”، مشيرة إلى أن “وحدات الجيش السوري الحر لم تواجه أي مقاومة من قبل التنظيم حتى الآن (مساء أمس)”. وكان قصف المدفعية التركية لمناطق تُسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية بمحيط عفرين، قد تجدّد منذ فجر أمس السبت، بعد هدوء لساعات خلال ليل الجمعة، وطاول شمال وشمال شرق ناحية عفرين، ومواقع أخرى قرب بلدة تل رفعت. وتزامن ذلك مع دفع الجيش التركي لمزيد من التعزيزات العسكرية، نحو الشريط الحدودي المقابل لعفرين، في حين أظهرت تسجيلات مصورة، وأكدت مصادر ميدانية، مواصلة مجموعات من “الجيش السوري الحر” استعداداتها قرب مدينة إعزاز شرق عفرين، للمشاركة في العملية العسكرية التركية.
وبعد يومين من حديث وزير الدفاع التركي، نور الدين كانيكلي، عن أن عملية بلاده العسكرية “بدأت” فعلياً في عفرين، من خلال القصف المدفعي، قال أردوغان، أمس، إن “عملية عفرين بدأت فعلياً على الأرض، وستتبعها مدينة منبج”، مضيفاً أن “تركيا لن تكون في أمان ما دامت سورية غير آمنة”. وأشار أردوغان، في خطاب في مدينة كوتاهية غرب وسط البلاد، إلى أن “من يخططون للعبة في سورية من خلال تغيير اسم التنظيم الإرهابي ويعتقدون أنهم يتمتعون بالدهاء، (أقول لهم) الاسم الحقيقي لذلك التنظيم هو حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي”. وقال، في إشارة إلى تطمينات أميركية سابقة بأن “وحدات حماية الشعب” الكردية ستنسحب من عفرين، “لم يتم الإيفاء بالوعود التي قطعت لنا بشأن منبج. فلا يمكن لأحد أن يعترض على قيامنا بما يلزم”. وأضاف “سنقوم لاحقاً بالتدريج بتنظيف بلدنا حتى الحدود العراقية من هذه القذارة الإرهابية التي تحاول محاصرتنا”. وأكد أن أنقرة ستدمر “خطوة بخطوة” ما وصفه بـ”الممر الإرهابي” الذي أقامته “الوحدات” الكردية. وكانت رئاسة الأركان التركية قد أعلنت في بيان لها أمس السبت، أن القوات التركية المسلحة ردت على نيران أطلقها المسلحون من عفرين، في ريف محافظة حلب السورية. كذلك نقلت وكالة “الأناضول”، عن رئاسة الأركان العامة التركية أنه تم “تحييد 20 إرهابياً من منظمة حزب العمال الكردستاني، خلال أسبوع من العمليات المستمرة جنوب شرقي تركيا، وشمالي العراق”.
وتبدو حسابات تركيا في هذه العملية العسكرية أكثر تعقيداً من عملية “درع الفرات” التي بدأت في 24 أغسطس/ آب سنة 2016، ضد تنظيم “داعش” بريف حلب الشرقي، وسيطرت خلالها القوات المشاركة في العملية على مدن، أهمها جرابلس، فالراعي وبعدها مدينة الباب، وعشرات البلدات والقرى الممتدة على طول 90 كيلومتراً من الشريط الحدودي السوري – التركي، وبعمق يصل إلى 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية. وتبدو الحسابات في هذه العملية العسكرية أكثر تعقيداً، لجهة التضاريس الجغرافية الجبلية في ضواحي عفرين، وكثافة أعداد المدنيين المقيمين في تلك المدينة، وفي ما يقارب 350 قرية حولها، فضلاً عن أن المواجهة مباشرة هذه المرة، ضد “الوحدات” الكردية، المدعومة من واشنطن، التي “حثت” الجانب التركي على تجنب عمل عسكري في عفرين، وهو ما كان ورد على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، قبل ثلاثة أيام، عندما دعت “الأتراك إلى عدم الإقدام على أي أفعال من هذا النوع. لا نريدهم أن ينخرطوا في عنف، وإنما نريدهم أن يواصلوا التركيز على تنظيم داعش”. على الرغم من ذلك، فإن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، أريك باهون، أشار لاحقاً إلى أن واشنطن وأنقرة متحالفتان، ولن تتسبب عملية عفرين بفوضى، أو انهيار علاقات البلدين. وكان تيلرسون قد حاول نزع فتيل التوتر مع أنقرة، الذي اشتعل إثر إعلان واشنطن تأسيس “قوة حدود” عمادها “الوحدات” الكردية في سورية. وقال إن بلاده لا تعتزم إنشاء “قوة الحدود”، و”هذا أمر تم تصويره وتعريفه بأسلوب خاطئ، وبعض الأشخاص تحدثوا بطريقة خاطئة”.
وفيما تشي هذه المواقف الأميركية بضبابية تتأرجح بين تطمين أنقرة تارة وإظهار تفهم أميركي للمخاوف التركية المتعلقة بأمنها القومي، وبين حضها تارة أخرى على عدم الخوض في عملية عسكرية في عفرين، فإن تركيا اتجهت نحو محاولة التوصل إلى تفاهم مع موسكو بهذا الصدد، وهو ما كان محور زيارة أكار ورئيس الاستخبارات التركية، حاقان فيدان، إلى موسكو قبل يومين، وعقدهما لقاءات مع المسؤولين هناك، أبرزهم وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بالتزامن مع نفي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده سحبت جنودها الموجودين في عفرين. وأعربت موسكو، أمس، عن “قلقها” حيال إعلان تركيا بدء هجوم يستهدف عفرين. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن “موسكو قلقة حيال هذه المعلومات”، مضيفة “ندعو أطراف المواجهة إلى ضبط النفس”.
العربي الجديد
تركيا تبدأ عملية “غصن الزيتون” في عفرين
شنت مقاتلات جوية تركية، والمدفعية الثقيلة التركية، غارات وقصفاً مكثفاً على مواقع “وحدات حماية الشعب” الكردية، الذراع العسكرية لحزب “الاتحاد الديموقراطي” في عفرين شمال غربي حلب، مساء السبت، موقعة قتلى وجرحى، بحسب مراسل “المدن” عدنان الحسين.
وقالت مصادر ميدانية لـ”المدن” إن العملية العسكرية على عفرين بدأت بالفعل، عبر القصف الجوي والمدفعي المكثف، وكذلك عبر تحرك القوات البرية على محاور متعددة؛ من مدينة مارع وجبرين ومحيط مدينة إعزاز. وكذلك انتشرت فصائل الجيش الحر على الشريط الحدودي بين تركيا وعفرين، تمهيداً لشنّ العملية البرية.
وأوضحت المصادر، أن المدفعية التركية أطلقت مئات القذائف استهدفت حواجز عسكرية ومقار “وحدات حماية الشعب”، بالتزامن مع القصف الجوي على ناحية راجو وجبل برصايا وعلى محطة الإذاعة في ناحية شيخ الحديد، بالإضافة إلى استهداف رتل عسكري تحرك من كفرجنة إلى جبل برصايا وناحية جنديريس. كما استهدفت نقاط ومراكز عسكرية لـ”وحدات حماية الشعب” داخل أحياء مدينة عفرين.
وانطلقت فصائل “الجيش الوطني” التابع لـ”الحكومة السورية المؤقتة” للسيطرة على القرى التي تستولي عليها “الوحدات” في مرعناز والشيخ عيسى وتل رفعت وعين دقنة، بحسب مصادر “المدن”.
ومع بداية القصف التركي، انسحبت القوات الروسية من عفرين باتجاه مناطق سيطرة النظام، وأعلنت بعد نحو ساعتين ونصف من بدء العملية أنها اتخذت تدبير لحماية جنودها بحسب وزارة الخارجية.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية، السبت، أن عملية عفرين، شمالي سوريا، بدأت اعتباراً من الساعة الخامسة، من مساء السبت، بالتوقيت المحلي، تحت اسم “عملية غصن الزيتون”، بحسب وكالة “الأناضول”.
وأوضح بيان صادر عن الأركان التركية أن “عملية غصن الزيتون” تهدف لـ”إرساء الأمن والاستقرار على حدودنا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي العمال الكردستاني والاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب وداعش في مدينة عفرين، وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم الإرهابيين”.
تركيا تتهم الأسد بفتح طريق للمسلحين الأكراد إلى “عفرين“
أنقرة – الخليج أونلاين
اتهمت مصادر تركية النظام السوري بفتح طريق أمام عناصر تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية المصنف إرهابياً في تركيا، من حلب للتوجه إلى مدينة “عفرين” شمال غربي سوريا، عقب انطلاق عملية “غصن الزيتون” من قبل الجيش التركي، مساء السبت.
وذكرت وكالة الأناضول التركية الرسمية نقلاً عمَّن أسمتها “مصادر موثوقة”، أن “النظام السوري أتاح لعناصر التنظيم التي تحتل حي (الشيخ مقصود) في حلب إرسال تعزيزات إلى عفرين، عبر مناطق خاضعة لسيطرته”.
وأضافت المصادر: إن “سيارات محملة بعناصر وذخائر خرجت من حي الشيخ مقصود إلى عفرين، عبر بلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة النظام في ريف حلب الشمالي الغربي”.
وكانت وزارة الخارجية التركية أعلنت، السبت، أنها أعلمت النظام السوري برسالة مكتوبة عبر روسيا بالعملية العسكرية في عفرين، إلا أن النظام نفى تلقيه أي إخطار أو رسالة بهذا الشأن.
وفي سياق متصل، أعلن قائد القيادة المركزية بالجيش الأمريكي، الجنرال جوزيف فوتيل، أن تركيا أطلعت بلاده حول عمليتها العسكرية بمدينة “عفرين” السورية، مشيراً إلى أن “المدينة لا تقع بنطاق العمليات العسكرية لأمريكا”.
وأضاف فوتيل في تصريح صحفي أدلى به على متن طائرته فجر الأحد، أثناء تنقله بين مناطق مهامه بالشرق الأوسط: إن “الولايات المتحدة لا تولي اهتماماً خاصاً بمنطقة عفرين”.
وأشار إلى أنه لا يعلم نيات تركيا من العملية، إلا أنه يشعر بالقلق من تأثيرها على مكافحة تنظيم “داعش”، لافتاً إلى استمرار حربهم على التنظيم في سوريا، وأنهم يعملون على استعادة الأراضي التي يسيطر عليها.
وأضاف أن المسؤولين الأتراك لم يحدثوهم حول عملية عسكرية تستهدف مدينة منبج بريف محافظة حلب شمالي سوريا.
وأعلنت تركيا، مساء السبت، شن عمليات أطلقت عليها اسم “غصن الزيتون” على مواقع تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، في شمال محافظة حلب؛ بهدف “إرساء الأمن والاستقرار على الحدود، والقضاء على عناصر التنظيم”.
الجيش الحر يبدأ هجوما بريا بعفرين مدعوما بقوات تركية
أعلنت تركيا أن الجيش السوري الحر دخل منطقة عفرين بريف حلب الشمالي قرب الحدود التركية، وأنه بدأ عملية برية ضد عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، مدعوما بدبابات الجيش التركي، كما أعلنت السلطات أن 15 منطقة جنوبي تركيا على الحدود مناطق أمنية خاصة منذ فجر اليوم لمدة أسبوعين.
وقالت قيادة الأركان العامة التركية إن الجيش السوري الحر بدأ عملية برية واسعة النطاق في منطقة عفرين، كما ذكرت مصادر عسكرية أن دبابات القوات التركية تدعم الجيش الحر في عملية “غصن الزيتون”، وأنه بدأ التقدم بمدينة عفرين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما أكده ظهر اليوم رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم.
كما نقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر عسكرية أن الوحدات الخاصة التركية بدأت عملياتها في الأراضي السورية وبالتحديد في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين. وأكد شهود عيان في المناطق الحدودية أن قوات كوماندوز تركية دخلت من مناطق حدودية تركية الليلة الماضية كما استمرّ دخول الآليات العسكرية التركية إلى منطقة عفرين طوال الليل.
وكان مراسل الجزيرة أكد الليلة الماضية أن سلاح الجو التركي شن غارات جوية جديدة على مواقع وحدات حماية الشعب في عفرين تمهيدا للتدخل البري، كما استهدفت المدفعية التركية جسر حشاركة والحجر الأخرس وتل الأحمر وقرية حجيكا في ريف عفرين.
وأعلن الجيش التركي اليوم أنه استهدف أكثر من 150 موقعا للوحدات الكردية، وذلك بعد ساعات من إعلانه انطلاق عمليته في عفرين تحت اسم “غصن الزيتون”، بهدف تأمين الحدود التركية و”القضاء على الإرهابيين” دون إلحاق أضرار بالمدنيين.
من جهتها، قالت وحدات حماية الشعب إن ستة مدنيين قتلوا وأصيب 13 آخرون جراء القصف التركي على عفرين. وحملت الوحدات -في بيان لها- تركيا وروسيا معا المسؤولية، قائلة إنه لولا موافقة روسيا لما أقدمت الطائرات التركية على قصف المنطقة.
آثار الاشتباكات والقصف كما تبدو من الجانب التركي من الحدود (رويترز)
قصف كيليس
من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة إن محافظة كيليس (جنوبي تركيا) أعلنت 15 منطقة جنوبية حدودية مناطق أمنية خاصة منذ فجر اليوم وحتى الثالث من فبراير/شباط المقبل، وذلك “بهدف حماية أرواح وممتلكات سكانها”، و”تحسبا لأي عمليات إرهابية يمكن أن تكون تلك المناطق ساحة لها من قبل حزب العمال الكردستاني ووحدات الشعب الكردية”، وفقا لبيان المحافظة.
وفي الأثناء، ذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن أربعة صواريخ أطلقت من سوريا على بلدة كيليس الحدودية في وقت مبكر من صباح اليوم، مما ألحق أضرارا بمنازل.
وقالت إن ثلاثة صواريخ ألحقت أضرارا بمنزلين في حين سقط الرابع على أرض فضاء وسط المدينة، مضيفة أنه لم يسقط ضحايا. وردت قوات الأمن التركية بالمثل على مصادر إطلاق القذائف.
المصدر : الجزيرة + وكالات
تركيا: عملية عفرين بسوريا 4 مراحل وسنقيم منطقة عازلة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية قال رئيس الوزراء التركي علي يلدريم إن عملية “غصن الزيتون” العسكرية في مدينة عفرين السورية ستتم على أربع مراحل وسيتم إنشاء منطقة عازلة بعمق 30 كم.
وقد أعلن يلدريم عن بدء دخول القوات التركية إلى مدينة عفرين بعد نحو يومين من القصف الجوي والبري العنيف الذي استهدف “مواقع عسكرية” للمسلحين الأكراد.
أوضح يلدريم أن منطقة عفرين تضمن ما بين 8 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل من المسلحين الأكراد.
بالمقابل، قال المتحدث باسم الوحدات في عفرين إن “القوات التركية وحلفاؤها حاولوا عبور الحدود إلى عفرين ولكن فشلوا بعد اشتباكات ضارية”.
وجهزت تركيا حوالي 10 آلاف مقاتل سوري لاقتحام عفرين، وفقا لرامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له.
وقال قائد من الجيش السوري الحر، تحدث إلى أسوشيتد برس عبر الهاتف من شمال سوريا، إن هناك آلاف المقاتلين المتمركزين في أعزاز، المتاخمة لجيب عفرين، وينتظرون الأوامر.
وقال قائد آخر إن مئات آخرين تمركزوا في أطمة، جنوبي عفرين.
وتحدث المسؤولان شريطة تكتم هويتهما لأنهما غير مخولان بالحديث إلى وسائل الإعلام.
وكان القادة الأتراك قد أصابهم غضب من جراء إعلان الجيش الأمريكي هذا الأسبوع عزمه تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف فرد من المقاتلين الأكراد لتأمين شمال سوريا.
وبعد عدة أيام، أعلن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أن الولايات المتحدة سوف تحافظ على وجود عسكري مع الأكراد في المستقبل المنظور.
الجيش التركي “يدمر” 153 هدفا للأكراد في “غصن الزيتون“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية أعلن الجيش التركي، الأحد، أن مجموع الأهداف التي تم تدميرها للأكراد في مدينة عفرين في سوريا وصل حتى الآن إلى 153 هدفا.
وقال إن الأهداف هي معاقل ومخابئ وترسانات أسلحة يستخدمهاالمقاتلون مضيفا أن نيران المدفعية استمرت من الأرض.
وكان الجيش التركي قد دفع بتعزيزات عسكرية إضافية إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا، بولاية هاتاي جنوبي البلاد.
ووصلت التعزيزات إلى بلدة ريحانلي، في هطاي، وتضمنت دبابات وثلاث حافلات تحمل وحدات خاصة. وتأتي تلك التعزيزات عقب بدء عملية غصن الزيتون.
تركيا تهجم في عفرين
من جانب آخر، ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن أنقرة استدعت ممثلي البعثات الدبلوماسية للكويت والسعودية وقطر والأردن والعراق ولبنان لتطلعهم على آخر التطورات حول عملية عفرين التي انطلقت أمس السبت، وأطلق عليها اسم “عملية غصن الزيتون”.
وكانت تركيا، أنقرة استدعت مساء السبت، ممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وإيران، وأطلعتهم على التطورات في مدينة عفرين، شمالي سوريا.
وحسب مصادر دبلوماسية، لـ”وكالة الأناضول”، فإن الخارجية التركية استدعت سفراء بريطانيا وفرنسا والصين في العاصمة أنقرة، إلى مقرها، وأطلعتهم على معلومات بشأن عملية “غصن الزيتون”.
كما استدعت الخارجية التركية ممثلي البعثات الدبلوماسية الأميركية والإيرانية والروسية لديها، وأطلعتهم على التطورات في عفرين.
وكان رئيس الوزراء التركي علي يلدريم أكد أن قوات بلاده ستنفذ ما وصفها بالأنشطة الضرورية في عفرين يوم الأحد بناء على التطورات.
أنقرة: قوات تركية تدخل عفرين بسوريا مع قوات “الحر”
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أعلن الجيش التركي، الأحد، دخول قواته مع قوات الجيش السوري الحر إلى منطقة عفرين السورية، وذلك بعد يوم على إعلان أنقرة بدء عمليات أطلقت عليها اسم “غصن الزيتون” ضد ما وصفتها التنظيمات الإرهابية شمال سوريا.
وبين الجيش التركي وفقا لما نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أن القوات تقوم بالتقدم، مؤكدة على أن العملية “تستهدف فقط الإرهابيين ومخابئهم ومواقعهم وأسلحتهم وعرباتهم ومعداتهم، ويتم إبداء الحساسية اللازمة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين.”
وذكرت وكالة الأناضول في تقرير سابق أن صواريخ أطلقت من داخل الأراضي السورية، الأحد، استهدفت مدينة كليس التركية الواقعة على الحدود مع سوريا، نقلا على لسان المحافظ، محمت تيكنارسلان، الذي بين أن الصواريخ ضربت أربعة مواقع في المدينة لافتا إلى أنها أدت لإصابة شخص بجروح بالإضافة إلى إلحاق أضرار ببعض المباني.
تركيا تطلق عملية غصن الزيتون وتقصف عفرين السورية
من ميرت أوزكان وإلن فرنسيس
هاسا(تركيا) (رويترز) – فتحت تركيا جبهة جديدة في الحرب السورية يوم السبت وشنت ضربات جوية على وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في منطقة عفرين مما أثار احتمال زيادة حدة التوتر بين أنقرة وواشنطن الحليفتين في حلف شمال الأطلسي.
وأطلق الأتراك على العملية الجديدة اسم ”عملية غصن الزيتون“ وتواجه فيها أنقرة مقاتلين أكراد متحالفين مع الولايات المتحدة في وقت تقترب فيه العلاقات بين تركيا وواشنطن، العضوين في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية، إلى نقطة الانهيار فيما يبدو.
وقال الجيش التركي إن الضربات أصابت نحو 108 أهداف لوحدات حماية الشعب الكردية السورية. وأشار مسؤول تركي كبير إلى أن الجيش السوري الحر، وهو جماعة مسلحة سورية معارضة مدعومة من تركيا، يقدم الدعم أيضا لعملية الجيش التركي في عفرين.
وقال رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم ”يجري إضعاف المنطقة بالمدفعية. المرحلة الأولى نفذتها القوات الجوية وتم تدمير كل الأهداف تقريبا“.
وأضاف أن القوات البرية ستبدأ من يوم الأحد تنفيذ ”الأنشطة الضرورية“ اعتمادا على التطورات في المنطقة.
وقال متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين إن الضربات الجوية التركية قتلت ستة مدنيين وثلاثة مقاتلين.
وأضاف المتحدث بروسك حسكة لرويترز أن أحد القتلى ينتمي للوحدات في حين ينتمي الآخران لفصيل تابع للوحدات جميع أفراده من النساء مشيرا إلى أن الغارات أدت أيضا لإصابة 13 مدنيا.
وقالت الوحدات في بيان ”سندحر هذا العدوان كما دحرنا غيره من الاعتداءات على قرانا و مدننا“.
وزادت الخلافات حول الأزمة في سوريا من توتر العلاقات المضطربة أصلا بين تركيا والولايات المتحدة الحليفتين في حلف شمال الأطلسي. ودعمت واشنطن وحدات حماية الشعب باعتبارها شريكا فعالا في الحرب على الدولة الإسلامية.
وجاء رد الفعل الأمريكي على الضربات حذرا.
وحثت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الأطراف على التركيز بدلا من ذلك على قتال الدولة الإسلامية. وقال متحدث باسم البنتاجون ”نشجع كل الأطراف على تجنب التصعيد والتركيز على المهمة الأهم وهي هزيمة الدولة الإسلامية“.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحدث مع نظيريه الروسي والتركي دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل عن المكالمتين.
* طائرات حربية وحافلات
وسمع مصورون لرويترز في هاسا قرب الحدود مع سوريا أصوات قصف كثيف وشاهدوا أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من الجانب السوري من الحدود. وقال أحد المصورين إن الطائرات الحربية تضرب فيما يبدو من الجانب التركي للحدود.
وقال المصور إن دبابات وحافلات تحمل جنودا أتراكا وشاحنات تحمل أفرادا من الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا تشق طريقها على طريق سريع طوله 15 كيلومترا في تركيا باتجاه الحدود.
دخان يتصاعد من عفرين السورية بصورة التقطت من مدينة هاسا التركية القريبة على الحدود بين تركيا وسوريا يوم السبت. تصوير: عثمان أورسال – رويترز
وخرجت قرى في البلدات المجاورة للتعبير عن البهجة والتلويح بالأعلام التركية. وصاح بعض القرويين تعبيرا عن التأييد ”أفضل جنود جنودنا“.
وقال مسؤول بوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين إن الطائرات الحربية قصفت مناطق في مدينة عفرين وقرى حولها بينما لا تزال هناك مناوشات مع القوات التركية وحلفائها من المعارضة السورية المسلحة على مشارف عفرين.
وتقول السلطات في منطقة عفرين إن ما لا يقل عن مليون نسمة يعيشون في عفرين. وكثير من هؤلاء نزحوا من مناطق أخرى.
وقالت هيفي مصطفى رئيسة الهيئة التنفيذية للإدارة الذاتية في عفرين ”اغلب الجرحى مدنيون… هناك اشتباكات وقصف بالمدافع و القذائف. ووحداتنا ترد على هذا الاحتلال بشكل شرس“.
جاءت الهجمات بعد أسابيع من تهديدات وجهها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحكومته لوحدات حماية الشعب في سوريا. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي حمل السلاح على مدى ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا.
وشعرت تركيا باستياء بشكل خاص بعد إعلان الولايات المتحدة عزمها تدريب 30 ألف فرد في منطقة شرق سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب مكونا رئيسيا فيها.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ”نتوقع في وضع كهذا انحياز الجميع لنا وليس للإرهابيين ولاسيما حلفاءنا“.
وقد تعقد الهجمات أيضا مساعي تركيا لتحسين علاقتها مع روسيا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن عضو لجنة الأمن في البرلمان الروسي قوله إن موسكو ستطلب في الأمم المتحدة أن توقف تركيا العملية.
وأدانت الحكومة السورية ”العدوان التركي الغاشم“ على مدينة عفرين وقالت إن المدينة جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.
* قوة متنامية
أثار النفوذ المتنامي لوحدات حماية الشعب في مناطق واسعة من شمال سوريا قلق أنقرة التي تخشى قيام دولة كردية مستقلة على حدودها الجنوبية. ويقول قادة أكراد سوريا إنهم يسعون إلى الحكم الذاتي في إطار الدولة السورية ولا يسعون إلى الانفصال.
وقال مسؤولون أتراك إن العملية ستستمر على الأرجح باتجاه منبج إلى الشرق. وقالوا أيضا إن آلاف المدنيين الموالين لتركيا فروا من المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في محاولة للوصول إلى حلب.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمة تراقب الحرب مقرها بريطانيا، نفى فرار السكان.
وقال المتحدث باسم البنتاجون إن الولايات المتحدة تقر بمخاوف تركيا الأمنية بشأن حزب العمال الكردستاني مشيرا إلى أن واشنطن تصنفه منظمة إرهابية.
وقال إردوغان ”سندمر الممر الإرهابي تدريجيا كما فعنا في عمليات جرابلس والباب بدءا من الغرب“ في إشارة إلى العمليات السابقة في شمال سوريا والتي كانت تهدف إلى طرد الدولة الإسلامية ووقف تقدم وحدات حماية الشعب الكردية.
وفي وقت سابق يوم السبت قال الجيش التركي إنه استهدف ملاجئ ومخابئ تستخدمها وحدات حماية الشعب ومقاتلون أكراد آخرون مشيرا إلى أن المسلحين الأكراد أطلقوا نيرانهم على مواقع داخل تركيا.
لكن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة التي تشكل وحدات حماية الشعب مكونا رئيسيا فيها اتهمت تركيا يوم السبت باستغلال القصف عبر الحدود ذريعة لشن الهجوم عليهم في سوريا.
إعداد محمد اليماني للنشرة العربية- تحرير أحمد صبحي خليفة