أحداث الأحد 24 أيار 2015
معارضون سوريون لتشكيل هيئة تفاوض النظام
لندن، القاهرة، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
تستضيف القاهرة يومي 8 و9 الشهر المقبل مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية يتوقع أن تنبثق منه هيئة سياسية تدعو الى «التفاوض» مع النظام لـ «نقل كل السلطات العسكرية والمدنية من دون استثناء الى حكومة انتقالية»، في وقت دخل عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الى متحف تدمر التاريخي بعد يوم من رفع التنظيم رايته فوق القلعة الأثرية وسط سورية. .
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، إن القاهرة ستستضيف المؤتمر الموسع للمعارضة والقوى الوطنية السورية الذي قرر اجتماع القاهرة اﻷول في كانون الثاني (يناير) الماضي عقده، في حين أوضح أحد منظمي المؤتمر المعارض هيثم مناع، أن أكثر من مئتي شخصية من المعارضة السياسية والعسكرية «من عرب وأكراد ومن الطوائف كافة، سيشاركون في الاجتماع على أن ينتخبوا هيئة سياسية ويتبنوا خريطة طريق وميثاقاً وطنياً».
ومن المقرر أن يطلق التجمع الجديد على نفسه تسمية «المعارضة الوطنية السورية»، مضيفاً: «نحن مستعدون للتفاوض مع وفد من الحكومة السورية على أساس بيان جنيف، أي على أساس نقل كل السلطات العسكرية والمدنية من دون استثناء الى حكومة انتقالية».
ووفق مناع، فإن هذا التجمع «مختلف كلياً» عن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، الذي يلقى دعماً غربياً وعربياً واعترف به أكثر من مئة دولة ممثلاً للشعب السوري. وقال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في «الائتلاف» لـ»الحياة»، إن هناك قراراً سابقاً في «الائتلاف» بعدم المشاركة في المؤتمر، مشيراً إلى «اعتراضات الحكومة المصرية على أشخاص في «الائتلاف» لن تسمح لهم بالدخول، وبالتالي لا يمكننا المشاركة مع وجود «فيتو» على بعض المكونات، وليس رفضاً للمؤتمر في حد ذاته».
ميدانياً، أعلن المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم في دمشق أمس: «تلقينا ليل (أول من أمس) معلومات من تدمر قبل انقطاع الاتصالات، بأنهم فتحوا أبواب المتحف الخميس ودخلوا إليه، وكان هناك تحطيم لبعض المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلقوا أبوابه ووضعوا حراساً على مداخله».
وأظهرت صور نشرها أنصار «داعش» على الإنترنت، أن عناصره رفعوا أعلام التنظيم فوق القلعة التاريخية في مدينة تدمر الأثرية التي سيطر عليها التنظيم قبل أيام، وحملت إحدى الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جملة «قلعة تدمر تحت سلطان الخلافة». وفي صورة أخرى ظهر عنصر وهو يبتسم ويحمل العلم الأسود ويقف على أحد جدران القلعة.
«داعش» يرفع رايته فوق قلعة تدمر … وانهيار قوات النظام في إدلب
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
رفع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) رايته على قلعة تدمر أحد المواقع الأثرية السورية في وسط البلاد، في وقت أفيد بتسليم عناصر من قوات النظام في ريف إدلب أنفسهم لمقاتلي المعارضة بعد سيطرة «جيش الفتح» على مستشفى جسر الشغور وبثه صور وجثث عناصر النظام. وقتل 15 بغارة شنتها مقاتلات النظام على دير الزور في شمال شرقي البلاد.
وأظهرت صور نشرها أنصار تنظيم «داعش» على الإنترنت، أن عناصره رفعوا أعلام التنظيم فوق قلعة تاريخية في مدينة تدمر الأثرية التي سيطر عليها «داعش» الأربعاء، وحملت إحدى الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جملة «قلعة تدمر تحت سلطان الخلافة». وفي صورة أخرى ظهر عنصر وهو يبتسم ويحمل العلم الأسود ويقف على إحدى جدران القلعة. ولم يتسن التحقق من صحة الصور.
وأعلن التنظيم المتشدد «الخلافة» على الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسورية في حزيران (يونيو) الماضي. ودمر التنظيم آثاراً ومعالم تاريخية يعتبرها وثنية في مدن أخرى، وهناك مخاوف من أنه قد يعمد الآن إلى تدمير تدمر، التي تضم بعضاً من أهم الأطلال الرومانية، بما في ذلك معابد محفوظة بعناية وأعمدة ومسرح.
ونشر أنصار التنظيم أيضا مقاطع فيديو يقولون إنها تظهر عناصر «داعش» يجوبون غرف مبان حكومية في تدمر بحثاً عن جنود الحكومة وينزعون صور الرئيس السوري بشار الأسد ووالده.
وقال بعض النشطاء إن أكثر من 200 جندي سوري قتلوا في المعركة من أجل المدينة.
وفتحت سيطرة التنظيم على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص (وسط)، طريقه نحو البادية وصولاً الى الحدود العراقية حيث معبر تنف. وتمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة. وقال «المرصد» في بريد إلكتروني الجمعة إن «تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على محطة (ت 3) الواقعة في ريف تدمر، عقب انسحاب قوات النظام والمسلحين الموالين لها منها».
ويستخدم فوج من حرس الحدود هذه المحطة المخصصة أساساً لضخ النفط على خط كركوك في شمال العراق إلى بانياس غرب سورية، كمقر عسكري، وفق «المرصد» الذي أفاد بسيطرة التنظيم على حقل جزل للغاز بالقرب من حقل شاعر في ريف حمص الشرقي، ذلك بعد اشتباكات استمرت ثلاثة أيام وتسببت بمقتل 48 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين.
ويشكل حقل جزل امتداداً لحقل شاعر الخاضع لسيطرة قوات النظام. وبات التنظيم يسيطر على الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا، فيما تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على حقول رميلان في ريف الحسكة.
وأكدت الحكومة الموقتة المعارضة أن النظام «لم يعد يسيطر إلا على مساحة لا تتعدى ربع مساحة الأراضي الحيوية في سورية». ووفق مدير مركز «آي إتش أس جاينز» للبحوث حول الإرهاب وحركات التمرد ماثيو هنمان، يمكن «داعش» أن يستخدم مدينة تدمر «لشن هجمات باتجاه حمص ودمشق» اللتين تعدان من أبرز معاقل النظام في عمق سورية.
في شمال غربي البلاد، قال نشطاء معارضون إن 15 عنصراً من قوات النظام سلموا أنفسهم لمقاتلي المعارضة في حاجز القيسات بين جسر الشغور وأريحا الخاضعة لسيطرة النظام، وذلك بعد يوم على سيطرة المعارضة على مستشفى جسر الشغور. وبث مقاتلو المعارضة صوراً لجثث وأسرى من الجيش النظامي كانوا محاصرين في مستشفى جسر الشغور. وقال «المرصد» إن «العشرات من المحاصرين تمكنوا من الفرار، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام داخل المستشفى وخارجه، وتم أسر غيرهم، ولم يعرف مصير الآخرين».
ونقل التلفزيون السوري من جهته عن مصدر عسكري قوله إن جنوده تمكنوا من «فك الطوق» عن المستشفى. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مساء الجمعة، أن الرئيس السوري بشار الأسد أجرى اتصالاً بـ «قائد أبطال مشفى جسر الشغور»، ونقلت قوله: «صمدتم وقاومتم لأنكم لا تعرفون الهزيمة ولا الاستسلام». وأضاف: «ثقتكم بالله وبرفاقكم في الجيش العربي السوري بأنهم قادمون لفك الحصار عنكم تدل على ماهية هذا الجيش وعقيدته».
وفي الساحل غرب جسر الشغور، قال «المرصد» إن «قوات النظام شنت حملة دهم لمنازل مواطنين في مدينة بانياس وقرية البيضا وبساتينهما، حيث أسفرت المداهمات عن اعتقال نحو 100 مواطن، لتقوم بعدها بالإفراج عن غالبيتهم»، فيما أكدت مصادر أن «قوات النظام أبقت على المطلوبين لخدمة الاحتياط في صفوفها، وعلى النازحين من محافظة إدلب».
في شمال البلاد، قال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين قوات النظام مدعمة بكتائب البعث من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى في محيط حي بني زيد شمال حلب وفي محيط مسجد الرسول الأعظم وبمحيط مبنى المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب حلب، في حين استشهد ناشط إعلامي متأثراً بجراح أصيب بها جراء قصف جوي على مناطق في حي الشعار بمدينة حلب منذ عدة أيام، واستشهدت سيدة أيضاً متأثرة بجروح أصيبت بها جراء قصف من قبل الطيران المروحي ببرميلين متفجرين على مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي».
في شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه)، وسط تحليق لطائرات التحالف العربي- الدولي، وتنفيذها عدة ضربات استهدفت تمركزات التنظيم بالريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين و «انباء عن خسائر بشرية في صفوف التنظيم»، وفق «المرصد» الذي أشار الى مقتل «25 عنصراً من داعش غالبيتهم من جنسيات أجنبية، نتيجةَ قصف طائرات التحالف العربي– الدولي واشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة عين العرب (كوباني)» شمال سورية.
وفي دير الزور شرق البلاد، قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 15 على الأقل بينهم 4 مواطنين من عائلة واحدة و6 أطفال من عائلة أخرى، عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي لمناطق في حي الحميدية بمدينة دير الزور، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».
وقال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين مقاتلي الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة وعناصر حزب الله اللبناني مدعمين بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة ثانية في جرود القلمون، وسط معلومات أولية عن تقدم الأخير».
عين المعارضة السورية على سهل الغاب بعد إدلب
رامي سويد
يطرح التقدّم المستمر لقوات المعارضة السورية في محافظة إدلب، والذي يُتوقع أن يتواصل بسيطرتها على مدينة أريحا والحواجز العسكرية على الطريق الذي يصل أريحا بسهل الغاب، سؤالاً حول الوجهة المقبلة لقوات المعارضة بعد إعلانها محافظة إدلب منطقة خالية بالكامل من قوات النظام.
فقد أنهت المعارضة، ممثلة بـ”جيش الفتح”، معركة مستشفى جسر الشغور الوطني، الذي كان يُعدّ آخر معاقل النظام السوري في مدينة جسر الشغور التي تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة لوقوعها قرب الساحل السوري الذي يُعتبر المعقل الرئيسي للنظام السوري. وتمكّنت المعارضة من حسم معركة المستشفى بعد يومين فقط من سيطرتها على معسكر المسطومة وبلدة نحليا الواقعة جنوبه، لتقتصر سيطرة النظام في ريف إدلب على مدينة أريحا وعلى عدة حواجز عسكرية منتشرة على الطريق الذي يصل أريحا بمنطقتي فريكة وقرقور في مدخل سهل الغاب من الجهة الشمالية.
وواصلت المعارضة انتصاراتها في محافظة إدلب مستفيدة من مستوى التنسيق العالي وغير المسبوق بين فصائلها والذي ظهر منذ تشكيل “جيش الفتح”، فقد تمكنت قيادته من تأمين انضباط الفصائل المنضوية في صفوفه، وتم تقسيم المهام العسكرية في ما بينها لتتمكن من السيطرة على مدينة إدلب ومدينة جسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة بالإضافة لسيطرتها على عدد كبير من الحواجز العسكرية وصولاً إلى سيطرتها على مستشفى جسر الشغور أخيراً.
ولا يبدو أن المعارضة ستكون جاهزة لمهاجمة معقل النظام الرئيسي في الساحل السوري، وخصوصاً أن التركيبة الديمغرافية للمناطق الواقعة إلى الغرب من منطقة جسر الشغور والتي تُعتبر مدخل الساحل السوري، مختلفة بشكل واضح عن التركيبة الديمغرافية للمناطق التي سيطرت عليها المعارضة في إدلب. ذلك أن المناطق التي تقدّمت فيها قوات المعارضة في إدلب يغلب على سكانها الحاضن الشعبي المعارض للنظام، الأمر الذي جعل نسبة كبيرة منهم يغادرون هذه المناطق ليقاتل أبناؤهم في صفوف قوات المعارضة قبل أن يعودوا إليها بعد سيطرة المعارضة عليها، في مقابل طغيان الطابع المؤيد للنظام على سكان المناطق الجبلية المقابلة لمدينة جسر الشغور والتي يسيطر عليها النظام السوري.
كما أن تعزيز قوات النظام لخط دفاعها الرئيسي عن الساحل السوري والممتد من بلدة كسب قرب الحدود السورية التركية في أقصى شمال ريف اللاذقية، وصولاً إلى قمة النبي يونس في جبل الأكراد، ومروراً بمناطق قسطل معاف والمرصد 45 وبلدة عرامو الموالية للنظام، سيصعّب كثيراً من مهمة قوات المعارضة في كسر هذا الخط الدفاعي للدخول ضمن مناطق سيطرة النظام في الساحل السوري.
تعقيد معركة الساحل وصعوبتها بالنسبة لقوات المعارضة لا يقتصر على المستوى العسكري، ذلك أن دخول قوات المعارضة ممثلة بـ”جيش الفتح” إلى المناطق التي تحوي الحاضن الشعبي الرئيس للنظام السوري، ستكون له آثار كبيرة قد تؤخّر خوض المعارضة لهذه المعركة، ذلك أن دخول المعارضة إلى هذه المناطق قد يتسبّب بموجات نزوح كبيرة من هذه المناطق كما حصل بعد سيطرة المعارضة في مطلع الشهر الحالي على بلدات اشتبرق والسرمانية وغانية، وهي بلدات مجاورة لمدينة جسر الشغور وتسكنها أغلبية مؤيدة للنظام السوري، الأمر الذي أدى إلى نزوح سكان هذه البلدات نحو مناطق سيطرة النظام السوري في الساحل.
كل هذه المعطيات ترجّح احتمال توجّه “جيش الفتح” بعد انتهائه من السيطرة على ما تبقى من نقاط سيطرة قوات النظام في إدلب، نحو منطقة سهل الغاب الواقعة في ريف حماة الشمالي الغربي، حيث يوجد عدد كبير من حواجز ومعسكرات النظام السوري.
فبعد أن تتمكن قوات المعارضة من السيطرة على حاجز فريكة وتل القرقور الواقعين إلى الجنوب من مدينة جسر الشغور، سيكون الباب مفتوحاً أمامها لدخول منطقة سهل الغاب من الجهتين الشمالية والجنوبية في آن.
ذلك أن قوات المعارضة أعلنت بالتزامن مع دخولها مدينة جسر الشغور، عن معركة سمتها “معركة النصر” بهدف دخول جسر الشغور من الجهة الجنوبية، وتمكّنت مطلع الشهر الحالي من السيطرة على تل واسط وبلدتي المنصورة والقاهرة، لتضيّق حينها الخناق على قوات النظام الموجودة في معسكر جورين، وخصوصاً بعد سيطرة الفرقة الساحلية الأولى التابعة للجيش الحر والتي تنتشر في منطقة جبال الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، على بلدة السرمانية الواقعة إلى الشمال الغربي من سهل الغاب.
وسيزيد وجود قوات المعارضة في محيط سهل الغاب من الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية من فرص هذه القوات في شن عملية عسكرية واسعة ضد قوات النظام التي لا تزال متمركزة في السهل، لإجبارها على الانسحاب منها نحو مناطق الساحل السوري.
ويحظى سهل الغاب بأهمية استراتيجية كبيرة كونه يشكل مدخلاً واسعاً لقوات المعارضة للتقدّم نحو مناطق ريف حماة التي يسيطر عليها النظام السوري، إذ تحمي قوات النظام من خلال سيطرتها على سهل الغاب مناطق سيطرتها في ريف حماة الغربي والتي توجد فيها المدن والبلدات التي تُعتبر خزاناً بشرياً هاماً يمدّ قوات النظام بالعناصر، وتأتي على رأس هذه المدن والبلدات مدينتي السقيلبية ومحردة وبلدة سلحب الموالية بالكامل للنظام والتي تعرضت على مدار السنوات الماضية لهجمات متقطعة من قوات المعارضة المتمركزة في بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي.
هذه الأهمية الاستراتيجية الكبيرة لسهل الغاب، ستدفع قوات المعارضة إلى محاولة حسم معركة السيطرة عليه بأسرع وقت ممكن بالاستفادة من الأوضاع النفسية المتردية لعناصر ومؤيدي النظام في المنطقة بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات النظام خلال الأسابيع الأخيرة في إدلب، والتي أدت إلى هروب كثير من الشبان من الخدمة في قوات النظام السوري بسبب خسائر النظام المتتالية.
تسريبات نصرالله وتهديد المعارضين: كل من يخالفنا خائن
بيروت ــ نادر فوز
يتحيّن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، لحظة إعلان ما يشبه الجهاد العام في صفوف حزبه وجمهوره وطائفته. “الآن هو وقت التعبئة العامة، وقد نعلنها على كل الناس”، هو ما نقلته وسائل إعلامية محسوبة على الحزب، خلال احتفال داخلي نظّمه الحزب بمناسبة “يوم الجريح المقاوم”. أطلّ نصرالله على المعنيين في هذه المناسبة، من جرحى وكوادر ومسؤولين، وتحدث عن الحرب التي يخوضها الحزب في سورية بصفتها “الحرب ضد التكفيريين”. وقدّم الخطاب الداخلي والفعلي لحزب الله، والذي ليس فيه أي اعتبار للدولة أو القوانين أو المسؤولية المفروضة على كلام يمكن أن يصدر عن جهة سياسية بهذا الحجم.
ولم يوضح البيان الذي صدر عصر أمس عن “العلاقات الاعلامية” لحزب الله، سوى أن “بعض ما نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الصحف عن كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مجتزأ وأُخرج عن السياق الطبيعي للخطاب”، من دون تحديد أي جزء تحديداً هو “المجتزأ” في الخطاب. ما تم تسريبه رأى كثيرون فيه نفساً مذهبياً غير مسبوق إذ عادة ما كان نصرالله يشدّد في خطاباته على “نبذ الفتنة السنية ــ الشيعية”. عاد نصرالله هذه المرة إلى معركة صفين، إلى القرن السابع ميلادي أو عام 37 للهجرة، أي أولى معارك علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان. حمل نصرالله المعركة في سورية والمنطقة إلى أعلى قممها المذهبية، وطعّمها بنكهات الشرف والكرامة ليرفع حدّة التعبئة أو “استنهاض الهمم” بحسب ما قال. جاءت العبارة الآتية في هذا السياق: “هي معركة وجودية بكل معنى الكلمة، بل معركة عرض ودين”.
وفي سياق حرب مماثلة، يبحث نصرالله عن بثّ الروح والثقة والإيمان في مقاتليه، وأشار إلى ذلك بشكل مباشر من خلال تأكيده على أنه في “المرحلة الجديدة لا مكان للإحباط بيننا، يجب أن تكون معنوياتنا مرتفعة وحالتنا النفسية قوية”. باعتبار أنّ المعركة المقبلة تتطلب من الحزب ومناصريه كل شيء، بحيث “سنقاتل في كل مكان، بلا وجل ولا مستحى من أحد، سنقاتل بعيون مفتوحة، ومن لا يعجبه خيارنا فليفعل ما يراه مناسباً له”. أي على المعنيين الانضمام إلى هذه الحرب، سنداً أو عدواً، أو فليجلسوا جانباً متفرّجين مع تشديد نصرالله على أن “كل من يثبط عزيمة الناس أو يتكلم غير هذا الكلام هو غبي وأعمى وخائن”، وهو كلام لا يرى فيه معارضو نصرالله إلا تهديداً مباشراً غير مسبوق.
لكن نصرالله خصّ الذين يخالفونه الرأي من الطائفة الشيعية بكلام خاص ووعود خاصة. “لن نهادن شيعة السفارة الأميركية”، أي الشيطان الأكبر الذي لا تزال المفاوضات الإيرانية جارية معه. هذا اتهام واضح بالعمالة والخيانة ألحقه نصرالله بعبارة “لن يستطيع أحد تغيير قناعاتنا، ولن نسكت بعد اليوم ولن نداري أحداً”. وإذا كان السكوت يوازي حملات التخوين التي انطلقت عام 2012، فإنّ عدم المداراة يعني بشكل أو بآخر الانتقال إلى مرحلة الإجراءات التأديبية يمكن للحزب اتخاذها بحق من يسميهم “الخونة والمتآمرين”. وأمام خطاب مماثل يمكن الآن تفسير ما سبق لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة (الكتلة النيابية لحزب الله)، النائب محمد رعد، أن قاله للأمين العام لتيار المستقبل قبل أيام بأنّ “حسابه بعدين” أي حسابه سيأتي لاحقاً.
في الخطاب التعبوي لنصرالله، أصبحت ما يسميها “المؤامرة على الحزب” كبيرة لكون “الخلاف السعودي والقطري والتركي انتهى، فانخرط الثلاثة في المعركة ضدنا”. جمع نصرالله كل خصومه ووضعهم في سلّة واحدة: التكفيريين والخليجيين ومعارضيه في الداخل اللبناني، وبات يقود حرباً عامة ضد الجميع. هي حرب “لو استشهد فيها نصفنا وبقي النصف الآخر ليعيش بكرامة وعزة وشرف سيكون هذا الخيار هو الأفضل. بل في هذه المعركة، لو استشهد ثلاثة أرباعنا وبقي ربع بشرف وكرامة سيكون هذا أفضل”.
في هذا الكلام، يرى كثيرون تمهيداً للخسائر التي ستقع في صفوف حزب الله، ومحاولة إقناع الجمهور بأنّ “الوضع يحتاج إلى تضحيات كبيرة لأن الهجمة كبيرة”. هو قول فعلي لجمهور الحزب والطائفة أنّ الثمن سيكون باهظاً، وأنهم مضطرون إلى الموت ودفع هذا الثمن وإلا تحوّلوا إلى أغبياء أو عميان أو خونة.
طوال ثلاث سنوات من الحرب في سورية، ضجّت “بيئة حزب الله” على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المجالس الاجتماعية بتهديدات مماثلة، وكان قيادة الحزب والمسؤولون فيها يخرجون من وقت لآخر لتهدئة هذا النفس وهذا الخطاب. لكن التسريب الإعلامي الحاصل على لسان نصرالله هذه المرة، أوضح أنّ ثمة مصدراً رسمياً في الحزب يضخّ مواقف ممثالة، ومن أعلى الهرم هذه المرة، ليبدو أنّ نصرالله تبنّى أخيراً خطاب جمهوره.
يحتفظ نصرالله لنفسه بمفاجآت خاصة بهذه الحرب، فـ”نحن نمتلك أوراق قوة لم نستخدمها في المواجهة بعد”، من دون أن يوضح في مواجهة أي عدو سيتم استخدامها، في الداخل أو في سورية أو في أراضي المحور الخصم. التحضيرات قائمة لإطلالة نصرالله العلنية بمناسبة تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي غداً في 25 مايو/أيار. فهل يستعيد نصرالله معركة صفين، أم أن ثمة من سيذكره بأنّ الأخيرة انتهت بالتحكيم بين الطرفين؟ مع الخطاب الأخير لنصرالله، بات كثيرون في لبنان يستذكرون ملامح تكوين الحزب في ثمانينات القرن الماضي.
“القاهرة2″ السوري: الائتلاف و”الهيئة” يقاطعان ولادة جسم جديد
دمشق ــ ريان محمد
أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أمس السبت، يومَي 8 و9 يونيو/حزيران موعداً لعقد مؤتمر القاهرة 2، الذي يضم أطيافاً من المعارضة السورية وسط امتناع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة عن المشاركة كجسم سياسي، فيما يشارك فيه كل من رئيس الائتلاف السوري الأسبق وعضو الهيئة العامة للائتلاف أحمد الجربا، وعضو الهيئة السياسية للائتلاف فايز سارة بصفتهما الشخصية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، الدكتور بدر عبد العاطي، في بيان نشر أمس السبت، إن “المؤتمر برعاية المجلس المصري للشؤون الخارجية، كما كان الاجتماع الأول. ويأتي انعقاده بعد أن تمكنت لجنة متابعة اجتماع القاهرة من الاتفاق على مجمل الموضوعات ذات الصلة بالترتيبات الخاصة بالمؤتمر”.
وكان الائتلاف الوطني قد قرّر عدم المشاركة في مؤتمر القاهرة 2، بسبب دعوة مصر لشخصيات وليس ممثلي أحزاب، بالإضافة إلى مساواة الائتلاف مع كافة الأطراف المعارضة ورفض دعوة جماعة “الإخوان” في سورية، ما رفضه الائتلاف، باعتباره معترفاً به من 114 دولة كممثل شرعي وحيد ومحاور عن الشعب السوري.
كما انتقد نائب رئيس الائتلاف، هشام مروة، مؤتمر القاهرة، لافتاً إلى أن استبعاد أي مكون من مكونات المعارضة السورية غير مقبول من وجهة نظر الائتلاف، داعياً أطراف المعارضة إلى عدم التنازل عن ثوابت الثورة السورية ورصّ الصفوف من أجل إسقاط نظام الأسد.
ويأتي مؤتمر القاهرة في وقت مزدحم بالحراك الدبلوماسي والعسكري الخاص بالأزمة السورية، إذ يتزامن مع انتهاء مشاورات جنيف، التي يجريها المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، المزمع أن تنتج تقريراً يقدم لمجلس الأمن، يصدر بالاستناد إليه، قرار خاصاً بسورية، ومؤتمر “الأستانة1” الذي سيعقد منتصف الأسبوع الجاري على الرغم من تمثيله الضيق، في وقت يشهد الوضع الميداني تقهقراً لقوات النظام.
ويوضح معارض مطلع على ترتيبات مؤتمر القاهرة (طلب عدم ذكر اسمه) لـ”العربي الجديد”، أنّ “القيادة المصرية تعاني من فوبيا الإخوان”، في ظل خشية معارضين سوريين من رغبة لدى مشاركين بمؤتمر القاهرة خلق “جسم سياسي جديد يتحدّث باسم طيف واسع من السوريين، ما أدّى إلى اعتذار الائتلاف قبل أسابيع شكلاً ومضموناً ليرتاح من الأعباء السياسية، وهو المستند إلى شرعية دولية يثق أنها لن تذهب منه”.
ويتابع المعارض “أمّا هيئة التنسيق المقتنعة بمظلومية المعارضة الداخلية، وريثة ضريبة زمن تثبيت الأسد الأب حكمه، إذ إنّ معظم قياداتها اعتقل وغاب عن الحياة العامة لسنوات طويلة، فاعتبرت أنها الأحق بقيادة المرحلة المقبلة. كما أنّ الساعين دائماً للحصول على اعتراف دولي يبعد عنهم تهمة محاباة النظام، ليس أمامهم سوى التشبث بمؤتمر لأنه يقرّ اعترافاً عربياً مهماً”.
ويضيف أنّ “هناك سعياً لدى طيف من المشاركين، وعلى رأسهم القيادي السابق في الهيئة هيثم مناع، لتشكيل جسد جديد يتمخض عن المؤتمر ويجمع القوى الديمقراطية من المعارضة”.
من جانبه، يقول مصدر مطلع من هيئة التنسيق، لـ”العربي الجديد”، إن “الهيئة ترفض بشكل قاطع تشكيل جسم سياسي جديد ينتج من مؤتمر القاهرة، في حين توافقنا على تشكيل لجنة سياسية ستحدد مهامها في المؤتمر”، مبيناً أنّ “الهيئة تبحث عدة سيناريوهات في حال حاول جزء من المؤتمرين تشكيل جسم سياسي. يكمن الخيار الأول في التهديد بالانسحاب أو الانسحاب فعلاً، ما يسحب الثقل من المشروع. أمّا الخيار الثاني، وهو المعتمد حتى الآن، فيكمن في حجز عدد كبير من المقاعد يصل إلى نحو 50 مقعداً من أصل مقاعد المؤتمر، التي قد تصل إلى 200 مقعد، واعتماد إقرار المخرجات بالتصويت، فتملك حينها الهيئة كتلة تصويت مرجحة”.
في المقابل، يقول أحد أعضاء لجنة التحضير للمؤتمر، لـ”العربي الجديد”، (طلب عدم ذكر اسمه)، إنّ “معظم المؤتمرين متفقون على الخروج بجسم سياسي وازن لا يمثل المشاركين فحسب، بل معارضين سوريين لن يستطيعوا المشاركة. وبكل الأحوال، إنّ المؤتمر هو سيد نفسه ولن يقف عند أي شخص أو طرف مقتنع بأنه ممثل المعارضة أو الشعب السوري”.
ويشير عضو اللجنة إلى أنّ “جزءاً أساسياً من الهيئة متفق على الخروج بتمثيل يعبّر عن السوريين الديمقراطيين، وليس هناك خوف على المؤتمر من أي انسحاب، لأنهم سيكونون الطرف الأضعف”.
وتحدث مصدر معارض في دمشق، لـ”العربي الجديد”، عن أنّ “موقف الجربا وكتلته، يمتاز بالحذر من تشكيل جسم جديد في القاهرة. فعيونهم على مؤتمر الرياض السوري، الذي كان يهدف إلى تشكيل “هيئة تفاوضية” مستعدة لمفاوضة النظام في حال عقد جنيف 3″. ويتابع، “أما اليوم، فالحديث عن تشكيل طرف سوري جديد، عبارة عن توليفة سياسية عسكرية، مهمتها الاستعداد لتصبح حكومة سورية تمتلك جيشاً وطنياً مجهزاً ومدرباً، قادراً على تضييق الخناق على النظام السوري حتى إرضاخه لتسوية ما، لكن هذا الخيار لن يرى النور إلّا عقب نهاية ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما”.
ويوضح أنه “على الرغم ممّا تشهده الساحة السورية من نشاط دبلوماسي من مشاورات جنيف إلى القاهرة وكازاخستان، لا يملك أي منها أي أفق لحل الأزمة السورية في المدى المنظور، وحتى منظمو تلك المؤتمرات لا يملكون إجابة واضحة، سوى حديث متكرر عن توحيد رؤية المعارضة، والتوجه إلى الدول الغربية للحديث عن خطر الإرهاب ومخاطر انتشار عدم الاستقرار في المنطقة”.
وفي ظل هذه التطورات، يجتمع في العاصمة الكازاخستانية الأستانة، عدد محدود من شخصيات وقوى سورية، ليتحدثوا عن مواضيع إنسانية كسبل إدخال المساعدات الإنسانية والمناطق المحاصرة على مدى يومين في منتصف الأسبوع المقبل، ومن أبرز الحاضرين فيه نائب رئيس تيار بناء الدولة السورية سابقاً أنس جودة، الذي شكّل مؤخّراً مع عدد من مستقيلي التيار “حركة البناء الوطني”، وقياديَّا جبهة العمل الوطني، محمود مرعي وميس كريدي، والقياديان الكرديان، أمينة أوسو وخالد عيسى، والمفكر السوري الطيب التيزيني، وعدد من الشخصيات العامة.
هدوء في تدمر…و”داعش” يحذر الأهالي من “تجاوز الحدود “
دمشق ــ ريان محمد
عقب يومين من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية – داعش” على مدينة تدمر في البادية السورية، يسود هدوء حذر المدينة بعد أن قصفها النظام خلال يومي الخميس والجمعة بقذائف مدفعية وبراميل متفجرة، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى، في حين حذر التنظيم الأهالي من “تجاوز حدود الله”.
وقال الناشط الإعلامي عمر حمزة من مدينة تدمر لـ”العربي الجديد”، إن “الحياة بدأت تعود لطبيعتها والناس بدأت تعود إلى مزاولة أعمالها”، مبينا أنه “لا صحة لكل ما تتداوله بعض الهيئات والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام عن نزوح أهالي مدينة تدمر عن مدينتهم، إنما سجلت حالات نزوح فردية هرباً من قصف النظام العشوائي، والوقت ذاته شهدت المدينة حركة عودة لنازحين من المدينة كانوا قد هجروها سابقاً وعادوا إليها من مدينة الرقة وغيرها من المناطق الشرقية”.
وذكر أن “المواد الغذائية بدأت تتوفر في المدينة مع وصول عدد من السيارات المحملة بالخضار وبعض المواد الغذائية إلى المدينة مساء يوم السبت، قادمة من مدينة الرقة”، لافتا إلى “وجود انقطاع متقطع للكهرباء، ما يؤدي إلى شح في المياه إثر اعتمادنا على الآبار في الشرب”.
القياديين من المهاجرين الأجانب في “داعش” قلما يظهرون للعموم، والعناصر دائما ملثمون
وأضاف أن “تنظيم الدولة قام بإخبار الناس في مختلف أحياء المدينة عبر مكبرات صوت الجوامع بأن يأتوا إلى صلاة الجمعة أولا لأداء الفريضة وثانياً للاستماع لخطبة الجمعة، التي سيعلنون فيها ما هي المحظورات وما هي المسموحات، بحسب الدين الإسلامي على حد قولهم”، ويضيف “صبيحة يوم الجمعة امتلأت جوامع المدينة بالمصلين، فحذّر التنظيم من تعدي حدود الله في الحياة المعيشية في مدينة تدمر، بينما حذر نساء المدينة من التبرج على حد قوله، وضرورة لبس اللباس الإسلامي الذي خصه التنظيم بالثوب غير الضيق، إضافة إلى باقي المحظورات المعروفة عن التنظيم كالتدخين وغيرها”، مبينا أن “الناس في المجمل متقبلة للتنظيم إلى اليوم وما زالت تشعر بالفرح للتخلص من النظام”.
ولفت إلى أن “التنظيم يسيّر دوريات مكثفة في المدينة، وعناصره قلما يتحدثون مع الأهالي”، موضحا أن “المهاجرين الأجانب القياديين قلما يظهرون للعموم، والعناصر ملثمون دائماً”.
وذكر أنه “إلى الآن لم تشهد المدينة إقامة أي من الأحكام كالجلد أو قطع الأيدي، إلا أنه قتل عدد من الأشخاص قال إنهم “عملاء للنظام”.
وكان تنظيم “داعش” قد سيطر على مدينة تدمر يوم الأربعاء الماضي، ما تسبب في مقتل مئات من عناصر القوات النظامية، بحسب التقارير الإعلامية، في حين كان النظام قد نقل المعتقلين من سجن تدمر العسكري والأفرع الأمنية إلى حمص، قبل أيام من خسارتها.
العقيد صابر سفر لـ”المدن”:تدريب العشائر السورية بالأردن لمحاربة النظام
سفر لـ”المدن”: المرحلة المقبلة ستشهد معارك كبرى سيظهر فيها جلياً عمق التنظيم والدقة في صفوف الجبهة الجنوبية
وصف مراقبون الإعلان عن تشكيل مجلس قيادة للجبهة الجنوبية قبل نحو أسبوع، بالخطوة الأمثل على الطريق الصحيح نحو تنظيم تشكيلات الجبهة الجنوبية، واستكمالاً لما يقال إنه عمليات اندماج وتحالفات وغرف عمليات مشتركة، ضمّت كبرى تشكيلات الجبهة الجنوبية كالجيش الأول، والفيلق الأول، وجيش الأبابيل وغيرهم، لينتهي بذلك عهد الكتائب الصغيرة المتفرقة المتنازعة في ما بينها.
وفي حديث خاص لـ”المدن” حول هذه المستجدات قال عضو مجلس قيادة الجبهة الجنوبية، القائد العام لـ”الجيش الأول”، العقيد الركن صابر سفر، إن مهام هذا المجلس “تتلخص في متابعة أمور الجبهة الجنوبية في ما يخص عمليات التسليح والإمداد بكل أنواعه، ومتابعة الأعمال العسكرية للوصول إلى هدفنا وهو إسقاط النظام”.
تطور طبيعة المواجهات والمعارك في الجنوب السوري أدى إلى هذا التحول الهام في صفوف الجبهة الجنوبية، التي تعتبر فصائلها من أكثر الفصائل العسكرية قوة والتزاماً باستبعاد المتشددين من صفوفها، ما مكّنها بحسب مراقبين من الثبات في مواجهة النظام والميليشيات الأجنبية التي ساندته على جبهات المنطقة الجنوبية، في القنيطرة ودرعا وريف دمشق الغربي.
في هذا السياق، قال سفر “الجديد من هذا المجلس سنراه من خلال عمل مكاتب مجلس القيادة، بما يخص كل المجالات التي تؤمن نجاح الثورة واستمراها، ووصولها إلى هدفها بأسرع وقت لنخفف المعاناة عن شعبنا”. وأشار إلى أن طريقة التعامل مع الأطراف الداعمة للجبهة الجنوبية في السابق كان بشكل فردي عن طريق قادة الفصائل أما حالياً فالوضع بات مختلفاً والدعم سيأتي، أو سيُطلب، من خلال مجلس القيادة للجميع.
وأكد سفر أن العمليات العسكرية لا تزال مستمرة على مختلف الجبهات، موضحاً أن المرحلة المقبلة ستشهد معارك كبرى سيظهر فيها جلياً عمق التنظيم والدقة في صفوف تشكيلات الجبهة الجنوبية، سواء من ناحية التخطيط أو التنفيذ.
هذا التطور الجديد جاء على وقع إعلان الأردن عن برنامج لتدريب العشائر السورية في الجنوب، الأمر الذي دفع العديد من الفصائل والشخصيات الهامة في المنطقة الجنوبية إلى التحذير من الخطوة الأردنية، لاعتبار أنها ستؤدي إلى حالة من التشتت وإعادة ترتيب الأولويات، خصوصاً مع القول إن البرنامج يهدف إلى أن يخرّج مقاتلين يواجهون تنظيم “الدولة الإسلامية” فقط، متخذين من تجربة تدريب العشائر العراقية دليلاً على عدم جدوى وفاعلية هذه الخطوة.
في هذا الشأن، قال العقيد سفر “كلنا يعلم أن منطقة حوران، و(فصائل) الجبهة الجنوبية بالكامل، هم من أبناء العشائر”، وأكد “عدم وجود أي شروط لتنفيذ برنامج تدريب العشائر، وربطه فقط بمحاربة تنظيم داعش غير صحيح”. وأضاف “الهدف من برنامج تدريب العشائر، أو أي برنامج آخر، هو محاربة النظام بالدرجة الأولى، ومحاربة تنظيم داعش” حين يظهر في المنطقة، مؤكداً أن فصائل الجبهة الجنوبية تتقاطع في شأن محاربة تنظيم داعش وتعتبره وجهاً آخر للنظام.
يشار إلى أن مجلس قيادة الجبهة الجنوبية قد تم اختيار أعضائه عن طريق الانتخاب، وهم العقيد الركن صابر سفر، العقيد الركن بكور السليم، العقيد الركن الطيار خالد النابلسي، الرائد حسن إبراهيم الملقب بأبي أسامة الجولاني، النقيب سعيد نقرش، القائد أحمد العودة، القائد سامر محيي الدين الحبوش.
محاولات في القاهرة لتشكيل «المعارضة الوطنية السورية»
داعش» يبدأ التدمير في تدمر وراياته السوداء فوق قلعتها الأثرية
بيروت: نذير رضا
بعد تدميره آثار النمرود والحضر في العراق، يبدو أن تنظيم داعش باشر تدمير الآثار في مدينة تدمر السورية، التي سيطر عليها منتصف الأسبوع الحالي.
وأكد المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم دخول عناصر التنظيم المتطرف إلى متحف المدينة. وأوضح: «تلقينا ليلا معلومات من تدمر قبل انقطاع الاتصالات بأنهم فتحوا أبواب المتحف الخميس ودخلوا إليه، وكان هناك تكسير لبعض المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلقوا أبوابه ووضعوا حراسا على مداخله».
في غضون ذلك، نشر «داعش» صورا لمقاتليه وهم يرفعون أعلامه السوداء فوق قلعة تدمر التاريخية، وحملت إحدى الصور عبارة «قلعة تدمر تحت سلطان الخلافة».
من جهة أخرى، أعلن المعارض السوري هيثم منّاع أن مجموعة من المعارضين يعدون لإطلاق تجمع جديد وحمل اسم «المعارضة الوطنية السورية»، بديلا عن «الائتلاف السوري المعارض» خلال مؤتمر القاهرة المزمع عقده في يونيو (حزيران) المقبل.
«داعش» يرفع أعلامه على قلعة تدمر بوسط سوريا.. ويدمر مجسمات تاريخية داخل المتحف
أعدم 32 شخصًا في دير الزور بعد اتهامهم بالتخابر مع «الجيش الحر»
بيروت: «الشرق الأوسط»
نشر أنصار تنظيم داعش المتطرف يوم أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لمقاتليه وهم يرفعون أعلامه السوداء فوق قلعة تدمر التاريخية بوسط سوريا، التي سيطر عليها منتصف الأسبوع الحالي، بينما أكّد المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم دخول عناصر التنظيم المتطرف إلى متحف المدينة وتدميرهم عددا من المجسّمات الحديثة. أما في محافظة دير الزور، فقد أفاد ناشطون بمقتل أكثر من 14 مواطنا بسقوط برميل متفجر رماه طيران النظام على أحد الأبنية السكنية، ووثّقت حملة «دير الزور تذبح بصمت» إعدام 32 شخصا على أيدي «داعش» بتهمة التخابر مع «الجيش الحر».
وكالة «رويترز» نشرت أمس صورا تداولها أنصار «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية لمقاتلي التنظيم المتطرف وهم يرفعون أعلامه السوداء فوق قلعة تاريخية في مدينة تدمر الأثرية، في ريف محافظة حمص، التي سيطروا عليها يوم الأربعاء بعد معارك لبضعة أيام مع قوات النظام السوري. وحملت إحدى الصور جملة «قلعة تدمر تحت سلطان الخلافة»، وفي صورة أخرى ظهر مقاتل وهو يبتسم ويحمل العلم الأسود ويقف على أحد جدران القلعة.
وجاء هذا التطور بينما تحدث عبد الكريم في مؤتمر صحافي عقد في دمشق عن دخول مقاتلي «داعش» إلى متحف مدينة تدمر الأثرية وتدميرهم عددا من المجسمات الحديثة. وقال المدير العام للآثار والمتاحف السورية خلال المؤتمر الصحافي «تلقينا ليلا معلومات من تدمر قبل انقطاع الاتصالات بأنهم فتحوا أبواب المتحف الخميس ودخلوا إليه، وكان هناك تكسير لبعض المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلقوا أبوابه ووضعوا حراسا على مداخله». وأكد عبد الكريم رفع المتطرفين رايتهم على القلعة الإسلامية التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثالث عشر وتطل على آثار المدينة القديمة. ووفق عبد الكريم فإن «مئات القطع الأثرية في المتحف قد نقلت إلى دمشق منذ زمن وعلى دفعات»، لكنه أبدى خشيته على «القطع الضخمة التي لا يمكن تحريكها على غرار المدافن الجنائزية».
ويطلق على تدمر اسم «لؤلؤة الصحراء»، وهي معروفة بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها. ولا تشهد المواقع الأثرية أي تحركات لمقاتلي «داعش»، وفق عبد الكريم الذي أمل «ألا تتعرض المدينة لأعمال تدمير مشابهة لتلك التي حدثت في العراق»، في إشارة إلى تدمير التنظيم لآثار الموصل ومدينتي الحضر والنمرود. وشدد عبد الكريم على «ضرورة البحث عن استراتيجيات جديدة للتعامل مع الوضع القائم في تدمر»، داعيا «المجتمع الدولي إلى تقديم دعم مختلف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه». وأضاف «سنفكر في إجراءات تمكننا من منع هؤلاء من تدمير التراث الثقافي السوري».
من ناحية أخرى، تحدث «مكتب أخبار سوريا» عن إلقاء الطيران المروحي التابع لجيش النظام السوري ثلاثة براميل متفجرة على المنطقة الأثرية في المدينة، مما تسبب في حدوث أضرار، من دون سقوط قتلى أو جرحى. وأفاد ناشطون بعودة التيار الكهربائي إلى تدمر بعد انقطاعٍ دام أكثر من عشرة أيام، فيما طلب التنظيم الذي سيطر على المدينة من الأهالي العودة لممارسة أعمالهم وحياتهم الطبيعية.
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن الناشط المدني المعارض عبد الله أبو خضر أن التيار الكهربائي عاد بعدما طلب التنظيم من موظفي الكهرباء في المدينة العودة إلى عملهم وإصلاح الأعطال التي لحقت بالشبكة جراء القصف والمعارك مع القوات النظامية. ولفت أبو خضر إلى أن التنظيم طلب من أصحاب الأفران الآلية والمسؤولين عن شبكات المياه في المدينة العودة لممارسة أعمالهم، كما سمح لمن يودّ الذهاب إلى مدينة الرقة للعمل أو تلقي العلاج أو لأسباب أخرى بالذهاب بعد موافقة مسؤول التنظيم في المدينة.
في هذه الأثناء، في محافظة دير الزور، قُتل 14 شخصا بينهم 4 من عائلة واحدة و6 أطفال من عائلة أخرى بقصف للطيران المروحي، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي رجّح ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، ومفقودين تحت الأنقاض. وتحدثت شبكة «الدرر الشامية» عن ارتكاب «قوات الأسد مجزرة مروعة بحق أهالي مدينة دير الزور، عاصمة المحافظة الواقعة في شرق البلاد وتتاخم العراق، والخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، راح ضحيتها أكثر من 14 قتيلا وعشرات الجرحى». وقالت الشبكة إن «برميلا متفجرا سقط على أحد الأبنية السكنية في حي الحميدية بالمدينة، أسفر عن مقتل 14 شخصًا بينهم ثمانية أطفال، إضافة لسقوط عشرات الجرحى، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تعمل على رفع الأنقاض بحثًا عن ناجين». كذلك أفيد بقتل عناصر تنظيم «داعش» 32 شخصا آخرين في دير الزور أيضا بعد اتهامهم بـ«الردة والتخابر مع (الجيش السوري الحر)، إضافة لاتهام بعضهم بقتال التنظيم». ووثقت حملة «دير الزور تذبح بصمت» أسماء 32 شخصًا أعدموا في الأيام الـ3 الماضية، لافتة إلى أن «جميع الإعدامات كانت ذبحًا بالسكاكين أو ضربًا بالسيف».
وفي محافظة ريف دمشق، قصفت قوات النظام مناطق في مدينة الزبداني ومناطق أخرى في جرود منطقة القلمون الجبلية، في حين فتح جيش النظام نيران رشاشاته الثقيلة على أماكن في بلدة زبدين بالغوطة الشرقية، بحسب «المرصد» الذي تحدث أيضا عن سقوط عدة قذائف على أماكن في محيط منطقة السيدة زينب (جنوب العاصمة السورية) وعن اشتباكات بين مقاتلي الفصائل الإسلامية و«جبهة النصرة» من جهة وعناصر حزب الله اللبناني مدعمين بقوات النظام و«قوات الدفاع الوطني» في جرود القلمون، وسط معلومات أولية عن تقدم الأخير.
وادعت وسائل إعلام حزب الله أن «الجيش (النظامي) السوري وعناصر حزب الله واصلوا التقدم في جرود القلمون والسيطرة على المزيد من التلال والمناطق وإلحاق القتلى والإصابات والخسائر بصفوف الإرهابيين»، مشيرة إلى «السيطرة على تلة صدر البستان الجنوبية بالكامل في القلمون وإيقاع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين الذين لاذ الباقون منهم بالفرار».
وفي سياق منفصل، أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض عن اختطاف قس مسيحي من مقر إقامته في أحد الأديرة بمحافظة حمص. وكان «المرصد» أفاد بقيام مجهولين باختطاف الأب يعقوب مراد، رئيس رهبانية دير مار موسى الحبشي ورئيس دير مار اليان، في بلدة القريتين التابعة لمحافظة حمص، من مقر إقامته في الدير يوم الخميس الماضي. ودان الائتلاف «الجريمة»، وطالب بإطلاق سراح الأب يعقوب وسائر المختطفين في سوريا مع ضمان سلامتهم، مؤكدا أن «العدالة ستطال كل من يقفون وراء أعمال الخطف والترويع عاجلا أم آجلا».
ودعا الائتلاف جميع أبناء سوريا إلى «التعاون والوقوف في وجه كل طرف يسعى لإثارة الفتن الطائفية والإساءة لقيم العيش المشترك»، مطالبا جميع الفصائل المسلحة بـ«ضمان حماية المدنيين ووضع سلامتهم على رأس الأولويات وتحييدهم عن أي صراع أو اقتتال».
المعارضة السورية تتقدم نحو آخر معاقل النظام بريف إدلب
واصلت فصائل المعارضة السورية المسلحة تقدمها نحو أريحا، آخر معاقل النظام السوري في ريف إدلب، وتواصل تعقبها لقواته الفارة من جسر الشغور، في وقت تمكن فيه تنظيم الدولة الإسلامية من توسيع سيطرته على المزيد من المناطق بسوريا.
وواصلت قوات المعارضة ملاحقتها قوات النظام المنسحبة من مستشفى جسر الشغور بإدلب، حيث أعلن “جيش الفتح” قتل وأسر عشرات منهم بعد خروجهم من المستشفى الذي سيطرت عليه قوات المعارضة المسلحة أول أمس الجمعة.
وأفادت قناة الإخبارية السورية بأن طيران النظام استطاع تأمين طريق لجنوده لمغادرتهم المستشفى، وأن دفعة أولى وصلت إلى محافظة اللاذقية المجاورة والموالية في معظمها للنظام الحاكم في دمشق.
واقتحمت كتائب المعارضة منزلا يختبئ فيه جنود النظام بعد فرارهم من المستشفى وقتلتهم.
توسيع السيطرة
من جهة أخرى، تمكن تنظيم الدولة من السيطرة على مناطق واسعة من الأراضي بعد معارك متواصلة خاضها في الفترة الأخيرة ضد قوات النظام والمعارضة على حد سواء، ومكّن ذلك التنظيم من توسيع وتأمين طرق إمداداته في مناطق نفوذه في محافظتي الرقة ودير الزور وصولا إلى القلمون الشرقي وريف دمشق.
وبثت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم الدولة صورا على الإنترنت تظهر علم مقاتلي التنظيم فوق قلعة تدْمر الأثرية بريف حمص، كما تظهر بوابة سجن تدْمر العسكري أثناء اقتحامه من قبل التنظيم، إضافة إلى أسلحة وذخائر يقول التنظيم إنه غنمها من عناصر النظام السوري.
وأفاد مراسل الجزيرة جلال سليمان بأن طائرات النظام واصلت غاراتها على تدمر، بعدما تركها جيش النظام بلا ماء أو كهرباء أو اتصالات بعد عشرة أيام من المعارك الشرسة مع تنظيم الدولة.
واستمرت طائرات النظام في غاراتها على مختلف المدن والبلدات في سوريا، فقد قصفت مدينة دير الزور بالبراميل المتفجرة وقتلت 14 شخصا، وقصفت مناطق في حلب وإدلب ودمشق وريفها.
وقُتل 14 شخصا بينهم ثمانية أطفال وامرأة، وأصيب نحو 15 آخرين بجروح وصفت بالخطرة، وذلك جراء غارات لطيران النظام بالبراميل المتفجرة على حي الحميدية بمدينة دير الزور والخاضع لسيطرة تنظيم الدولة.
نقص الأدوية
وأفاد ناشطون من داخل مدينة دير الزور بأن طيران النظام ألقى برميلا متفجراً آخر على حي العرضي المجاور للحميدية، إلا أنه لم ينفجر، وذلك في ظل ضعف الإمكانات الطبية ونقص الأدوية.
وفي حلب، استهدفت المعارضة المسلحة معاقل النظام في حي الأشرفية، بينما ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على أحياء قسطل والسكري وبستان الباشا وبلدة أورم الكبرى.
وفي دمشق، قصفت مدفعية النظام حي جوبر شرق العاصمة بعدة قذائف أصابت منازل المدنيين، بينما دارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في حي التضامن.
وتتواصل الاشتباكات في القلمون حول بلدة المشرفة بين المعارضة المسلحة ومقاتلي حزب الله اللبناني. وقد تصدت المعارضة المسلحة لمحاولة قوات النظام اقتحام بلدة عقربا، وفقا لوكالة مسار برس.
تنظيم الدولة يرفع علمه فوق قلعة تدْمر ويدخل متحفها
رفع مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية أعلام تنظيمهم فوق قلعة تدْمر التاريخية، ودخلوا متحف المدينة الأثرية، ودمروا عددا من المجسمات الحديثة فيه، ووضعوا حراسا على أبوابه.
فقد بثت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة صورا على الإنترنت تظهر علم مقاتليهم فوق قلعة تدْمر الأثرية. كما تظهر الصور بوابة سجن تدْمر العسكري أثناء اقتحامه من قبل التنظيم، إضافة إلى أسلحة وذخائر يقول تنظيم الدولة إنه غنمها من عناصر النظام السوري.
وحملت إحدى الصور جملة “قلعة تدْمر تحت سلطان الخلافة”. وفي صورة أخرى، ظهر مقاتل وهو يبتسم ويحمل علم التنظيم ويقف على أحد جدران القلعة.
وسيطر التنظيم على المدينة التاريخية فجر الخميس الماضي بعد معارك طاحنة استمرت أياما مع قوات النظام السوري.
من جهته، أكد المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم، اليوم السبت، رفع مقاتلي التنظيم الجهاديين رايتهم على القلعة الإسلامية التي يعود تاريخ بناؤها إلى القرن الـ13، وتطل على آثار المدينة القديمة.
كما قال عبد الكريم، في مؤتمر صحفي في دمشق، إن مقاتلي تنظيم الدولة دخلوا متحف المدينة، ودمروا عددا من المجسمات الحديثة ثم وضعوا حراسا على أبوابه.
وأضاف “تلقينا ليلا معلومات من تدْمر قبل انقطاع الاتصالات بأنهم فتحوا أبواب المتحف الخميس ودخلوا إليه، وكان هناك تكسير لبعض المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلقوا أبوابه ووضعوا حراسا على مداخله”.
ووفق عبد الكريم، فإن “مئات القطع الأثرية في المتحف قد نقلت إلى دمشق منذ زمن وعلى دفعات”. لكنه أبدى خشيته على “القطع الضخمة التي لا يمكن تحريكها على غرار المدافن الجنائزية”.
ويطلق على تدْمر اسم “لؤلؤة الصحراء” وهي معروفة بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.
وقبل اندلاع النزاع السوري منتصف مارس/ آذار2011، شكلت تدْمر وجهة سياحية بارزة، إذ كان يقصدها أكثر من 150 ألف سائح سنويا لمشاهدة آثارها التي تضم أكثر من ألف عمود وتماثيل ومعابد ومقابر برجية مزخرفة، تعرض بعضها للنهب اخيرا، بالإضافة لقوس نصر وحمامات ومسرح وساحة كبرى.
واشنطن وموسكو والتفاهم السلبي حول سوريا
واشنطن – بيير غانم
سعت الإدارة الأميركية خلال الأسابيع الماضية إلى إعادة فهم الموقف الروسي بشأن سوريا، ولا يبدو أن أولويات الطرفين قد تغيّرت.
تحدثت “العربية.نت” إلى مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية وقال “إن الطرفين متفاهمان على أن داعش يشكّل تهديداً، وأن التعاون بين الطرفين يمكّنهما من تحقيق إنجازات مثلما حدث في نزع المخزونات المعلنة من السلاح الكيمياوي الذي يملكه نظام الأسد”، وأشار المسؤول إلى أن واشنطن ستتابع التحدث إلى موسكو خلال الأسابيع والأشهر المقبلة حول هذه القضية.
لا يشعر المتحدث إلى المسؤولين الأميركيين أن الكثير تغيّر في سياسة أو مقاربة واشنطن من الأوضاع في سوريا، فالموقف الرسمي يبقى محدّداً “بخلق أجواء حقيقية للتوصل إلى انتقال سياسي ممكن في سوريا يتطابق مع بيان جنيف”، كما يشدد الأميركيون على أن بشار الأسد فقد شرعيته، و”أن وجوده على رأس النظام يتسبب بالطائفية والتطرف، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة أيضاً”.
حذر أميركي من الحلفاء
تبدي الولايات المتحدة في هذا الوقت حذراً واضحاً حيال الأنباء عن التحركات العسكرية على الأرض، ليس ما فعله تنظيم داعش في تدمر، بل أيضاً تنظيمات المعارضة، فالمسؤولون الأميركيون يرددون وقف داعش وصدّ اعتداءات النظام السوري، لكن التقدّم الذي أحرزته المعارضة السورية خلال الأسابيع الماضية، خصوصاً في إدلب، لا يستدعي ترحيب الإدارة الأميركية، فواشنطن تصنّف جبهة النصرة على أنها تنظيم إرهابي وتعتبر أي تقدّم للنصرة “مثيراً للقلق”.
الأهم في هذا السياق أن الإدارة الأميركية تتمسّك بوصفها للحرب في سوريا على “أنها حرب استنزاف ولا حلّ عسكرياً لها”، ومع ذلك تعمل واشنطن وحلفاء إقليميون على تدريب عناصر من المعارضة.
من المؤكد أن أرقام العناصر التي تدرّبها الولايات المتحدة قليلة جداً لو كان المطلوب هو نشر عناصر في مناطق تسيطر عليها المعارضة، وعليها أن تمنع النظام من قصفها، وتستطيع دحر التنظيم الإرهابي وأخذ المناطق التي يمكن أن يخليها.
بحسب بعض التقديرات العسكرية يجب أن يكون الرقم أكبر من 25 ألفاً من عناصر المعارضة، فيما واشنطن تشرف على تدريب 5 آلاف خلال عامين.
تدريب القيادات وليس الجنود
لا يعطي الأميركيون جواباً واضحاً لوجود الفارق الضخم، لكن مصادر دبلوماسية في واشنطن تتابع عملية تدريب عناصر المعارضة السورية في تركيا قالت لـ”العربية.نت”: “إن الهدف هو تدريب قيادات وضباط المعارضة السورية وليس جنودها”، وأن هدف الأميركيين هو إعطاء المعارضة السورية نخبة جديدة من القيادات تستطيع السيطرة على عناصرها الميدانية، وتستطيع أن تتلقّى المساعدات العسكرية والإنسانية، وأن تشرف على استعمالها مثل أي جيش مؤهّل للتحالف مع الأميركيين.
تتضح بعض الأحجية عندما يقول الأميركيون إن الهدف هو بناء قدرات المعارضة السورية إلى أن تتمكن من حماية نفسها من الإرهابيين، وتسيطر بقوة على مناطقها وتتأهّل للجلوس إلى طاولة المفاوضات في المرحلة الانتقالية.
هذه المسيرة الطويلة ربما تأخذ وقتاً إضافياً، خصوصاً أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لم تتزحزح عن موقفها الرافض لإقامة منطقة حظر طيران، رغم مساعي الأطراف الإقليمية وقيادات المعارضة السورية لدى واشنطن، فالإدارة الأميركية مازالت تعتبر أن فرض حظر جوي فوق سوريا يحتاج إلى حشد عسكري كبير يحمي الطائرات والبطاريات المضادة للطيران، كما أن الأميركيين لن يقبلوا إعطاء حماية لمناطق سورية يمكن أن تنتشر فيها أو تتسرّب إليها عناصر إرهابية مثل داعش والنصرة أو حتى عناصر راديكالية من المعارضة السورية.
ولا يبدو أن الولايات المتحدة غيّرت الكثير من مواقفها حيال الوضع في سوريا بعد القمة الخليجية الأميركية، أما روسيا فلم تغيّر شيئاً من مواقفها.
أين ذهب سكان الرمادي وتدمر بعد سيطرة “داعش” على المدينتين في أسبوع؟
(CNN)– مع بسط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” سيطرته على مدينتي الرمادي في العراق، وتدمر في سوريا، خلال أسبوع واحد، تركزت الأنظار على تمدد التنظيم، والمساحات الجديدة التي خضعت له، فيما تنشغل قلة من المنظمات بالحال الذي آل إليه سكان هذه المدن.
ففي سوريا، قالت الأمم المتحدة بأن نحو 11000 شخص فروا من مدينة تدمر والقرى المحيطة بها، بعد أن سيطر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على المدينة الأسبوع الماضي، بحسب ما أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون للاجئين.
وبحسب المفوضية فإن هناك 8000 شخص نزحوا إلى قرية “القريتين”، الواقعة على بعد 40 ميلا جنوب غرب تدمر، فيما نزح 3000 إلى قرية الفرقلوس الواقعة على بعد 20 ميلا إلى الشرق من حمص، وقالت المفوضية في بيان “يصل الناس منهكون، خائفون، وبأعداد متزايدة، بحسب ما ذكر بهجت العرندس، المسؤول في جمعية البر الخيرية، والتي تعمل مع المفوضية.
وقال بأنهم هجروا منازلهم في تدمر والقرى المجاورة لصعوبة الحصول على أي شيء ولانقطاع المياه أيضا، والكهرباء، وتعطل شبكة الهواتف المحمولة في تدمر، بحسب ما نقلت مفوضية الأمم المتحدة عن العرندس، وقد لاحظ مكتب المفوضية في حمس بداية تزايد أعداد النازحين منذ عدة أسابيع، عندما بدأت الاشتباكات في السخنة، الواقعة على بعد 45 ميلا شمال شرق تدمر.
أما في العراق فقد نزح 25000 مواطن من الرمادي، بعد سيطرة تنظيم داعش مؤخرا على المدينة، إثر قتال عنيف بحسب ما أكدت الأمم المتحدة.
سوريا.. 2507 قتلى بينهم 42 طفلاً بغارات التحالف على مواقع “داعش” في 8 شهور
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- سقط أكثر من 2500 قتيل، بينهم ما لا يقل عن 132 مدنياً، منذ بدء العمليات العسكرية التي تشنها قوات “التحالف العربي – الدولي” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” داخل الأراضي السورية، بحسب ما أكدت مصادر حقوقية السبت.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنه تمكن من توثيق سقوط 2507 قتلى على الأقل، في الغارات الجوية والضربات الصاروخية، التي تشنها قوات التحالف، ضد التنظيم المعروف باسم “داعش”، منذ فجر يوم 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وحتى فجر السبت.
ولفت المرصد الحقوقي، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، في بيان حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، إلى أن العمليات العسكرية التي بدأت قبل نحو ثمانية شهور، أسفرت أيضاً عن جرح “المئات”، غالبيتهم الساحقة من عناصر تنظيم “داعش.”
ومن بين المجموع العام للخسائر البشرية، 132 مواطناً مدنياً، بينهم 42 طفلاً دون سن الـ18، ونحو 25 سيدة، سقط معظمهم في الضربات التي استهدفت مواقع نفطية في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة وحلب وإدلب.
ومن ضمن الضحايا المدنيين، بحسب المرصد الحقوقي، 62 قتيلاً سقطوا في “مجزرة” ارتكبتها طائرات التحالف مطلع مايو/ أيار الجاري، في قرية “بير محلي”، جنوبي مدينة “عين العرب – كوباني”، بمحافظة حلب، بالقرب من الحدود مع تركيا.
وأشار المرصد إلى مقتل ما لا يقل عن 2269 من مسلحي “داعش”، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، بالإضافة إلى 105 قتلى من “جبهة النصرة”، التي أصبحت تُعرف باسم “تنظيم القاعدة في بلاد الشام.”
وفيما أعرب المرصد عن اعتقاده بأن العدد الحقيقي للقتلى أكبر مما تمكن من توثيقه، بسبب “التكتم الشديد” من قبل تنظيم داعش على خسائره، فقد جدد إدانته لسقوط عشرات القتلى من المدنيين، كما جدد دعوته إلى “تحييد” المناطق المدنية عن عمليات القصف والعمليات العسكرية.
استطلاع: معظم الفرنسيين يؤيدون تدخلا عسكريا في سوريا
باريس (رويترز) – أظهر استطلاع يوم السبت أن معظم الفرنسيين يؤيدون تدخلا عسكريا لفرنسا في سوريا في تناقض حاد عن مسح أجري في عام 2013 حينما عارضت الغالبية خطط الحكومة لتنفيذ ضربات جوية على قوات الرئيس بشار الأسد.
وتقدم فرنسا أسلحة للقوات الكردية المعارضة في سوريا لكنها استبعدت مرارا القيام بعملية عسكرية دون الحصول على تفويض من الأمم المتحدة.
وفي استطلاع شارك فيه 1103 فرنسيين وأجرته مؤسسة بي.في.إيه لاستطلاعات الرأي قال 55 في المائة إنهم سيؤيدون تدخلا فرنسيا في سوريا بالمقارنة مع 64 في المائة كانوا يعارضون ذلك في عام 2013.
وقالت المؤسسة في بيان إن المسح اظهر أن “92 في المائة من الفرنسيين يقولون إنهم قلقون شخصيا من الوضع في سوريا.”
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند صرح بعد سقوط مدينة تدمر السورية في أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقاتل التنظيم في سوريا والعراق “يجب أن يتحرك.”
ويجتمع وزراء من دول التحالف في باريس في الثاني من يونيو حزيران لوضع إستراتيجية تشمل سبل وقف المكاسب التي حققها التنظيم المتشدد في الآونة الأخيرة.
والحصول على تفويض من الأمم المتحدة بتدخل عسكري يبدو انه احتمال مستبعد نظرا لأن روسيا والصين عرقلتا بالفعل مشروعات قرارات مخففة لمجلس الأمن بهذا الشأن.
(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)