أحداث الأربعاء، 13 حزيران، 2012
الجيش السوري يريد تدمير الحفة وتطهيرها
بيروت – رويترز – قال مقاتلون من المعارضة السورية في بلدة الحفة غرب البلاد أمس انهم يكافحون من أجل تهريب مدنيين محاصرين وسط قتال عنيف قوبل بانتقادات دولية. والحفة ذات موقع استراتيجي لقربها من ميناء اللاذقية السوري والحدود التركية، وموقعها قد يهدد التجمعات العلوية.
وقال ثلاثة من المعارضين، خلال اتصالات هاتفية، أن مئات المسلحين الذين انضموا إلى الانتفاضة المستمرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ 15 شهراً يتصدون لهجوم بالدبابات وطائرات الهليكوبتر على بلدتهم الواقعة وسط سلسلة جبال قرب السواحل السورية المطلة على البحر المتوسط.
وعبر المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان عن قلقه على السكان المحاصرين في الحفة وطالب بالسماح فوراً لمراقبي الأمم المتحدة بدخولها. وحذرت الولايات المتحدة من «مذبحة محتملة» بعد تقارير عن وقوع عمليات قتل جماعي في محافظتين قريبتين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال مقاتلون إنهم أبعدوا المدنيين إلى مشارف الحفة مع بدء الحصار المستمر منذ ثمانية أيام لكن هذه المناطق أصبحت الآن في مرمى النيران. وذكروا أن قوات الجيش والميليشيا الموالية للأسد تحاصر المنطقة.
وقال مقاتل عرف نفسه باسم أبو الودود «كل بضعة أيام نتمكن من فتح طريق لإخراج الجرحى ومن ثم استطاعت بعض الأسر الهروب. نحاول إخراج كل الأسر حتى يتمكنوا من الهرب إلى تركيا» على بعد 25 كيلومتراً.
وبدأت الاشتباكات الثلثاء الماضي بين مقاتلي المعارضة وقوات الأمن التي تقيم نقاط تفتيش لتشديد قبضتها على البلدة ذات الموقع الاستراتيجي لقربها من ميناء اللاذقية السوري وأيضاً من الحدود التركية والتي يستخدمها منشقون لتهريب المواطنين والإمدادات.
وتقع بلدة الحفة التي تقطنها غالبية سنية عند سفح جبال ساحلية تتركز فيها الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وتحولت الاشتباكات سريعاً إلى هجوم من جانب قوات الأمن. وطلب أنان دخول مراقبي الأمم المتحدة إلى الحفة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً وله شبكة من النشطين في أنحاء سورية، أن 29 مدنياً و23 من مقاتلي المعارضة و68 جندياً قتلوا منذ بدء القتال في المنطقة في الخامس من حزيران (يونيو).
وأضاف أن عشرات أصيبوا. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن من بين المصابين اثنين من قناة «الإخبارية» التلفزيونية الموالية للحكومة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن القوات السورية عازمة على استعادة السيطرة على البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وتساءل قائلاً: «المسألة هي بأي ثمن؟».
وقال نشطون إن الجيش السوري تكبد خسائر كبيرة بسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة التي يصعب تحريك الدبابات والأسلحة الثقيلة فيها وهو ما يعرض الجنود لهجمات مقاتلي المعارضة.
وقال عبد الودود انه على رغم هذه المكاسب تقف وحدات المعارضة معزولة وتعاني من سوء التنظيم نظراً لقطع خطوط الاتصال في شكل متكرر.
وقال قائد من الجيش السوري الحر متمركز قرب الحدود التركية إن هناك حاجة عاجلة للمساعدات. وأضاف: «الموقف رهيب، فلتنس الأسلحة… الناس يحتاجون إلى الدواء والغذاء. كما تعرف نحن في حالة حرب… الجيش يمكنه دخول الحفة في دقائق إذا أراد لكنه يريد أن يدمرها بدلاً من ذلك».
الأمم المتحدة: سورية في حرب أهلية
واشنطن – جويس كرم؛ نيويورك، لندن، باريس، دمشق – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب
اعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرفيه لادسو ان «سوريا الآن في حرب اهلية». وقال لادسو، لمجموعة صغيرة من الصحافيين، ردا على سؤال عما اذا كان يظن ان سورية دخلت مرحلة الحرب الاهلية: «نعم اظن انه يمكننا قول ذلك… من الواضح ان ما يجري هو ان حكومة دمشق فقدت السيطرة على انحاء واسعة من اراضيها، وعلى مدن عدة، لمصلحة المعارضة وهي تحاول استعادة السيطرة عليها».
ومع تقرير للأمم المتحدة أمس افاد بأن القوات السورية أعدمت أطفالاً في سن الثامنة وعذبتهم واستخدمتهم «دروعاً بشرية» خلال عمليات عسكرية ضد معارضين، دخلت معركة السيطرة على مدينة الحفة السورية، والقرى القريبة منها، مرحلة حاسمة مع عرقلة دخول المراقبين الدوليين اليها، عندما رشقهم انصار النظام بالحجارة، قبل ان تطلق في اتجاههم النار، وتصريحات لمقاتلين في المنطقة افادت بان الجيش النظامي لن يوقف هجومه على المدينة قبل تهجير سكانها من السنة وتدميرها كونها مفترق طرق استراتيجياً الى تركيا وقريبة جداً من التجمعات المدنية العلوية وتبعد 20 ميلاً عن القرداحة مسقط رأس الرئيس بشار الاسد.
وأدرجت الأمم المتحدة الحكومة السورية من بين الأسوأ على قائمتها «السوداء» السنوية للدول التي تشهد نزاعات يتعرض فيها أطفال للقتل أو التعذيب أو يرغمون على القتال. وقدرت مجموعات حقوق الإنسان أن قرابة 1200 طفل قتلوا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل 15 شهراً ضد النظام لذي تعرض لانتقادات شديدة للقمع العنيف الذي يواجه به الانتفاضة الشعبية.
وقالت راديكا كوماراسوامي ممثلة الأمم المتحدة الخاصة لشؤون الأطفال في النزاعات المسلحة لوكالة «فرانس برس» قبل نشر التقرير: «نادراً ما رأيت مثل هذه الوحشية ضد الأطفال كما في سورية حيث الفتيات والصبيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإعدام ويستخدمون دروعاً بشرية».
وأنجز التقرير قبل مجزرة الحولة في 25 أيار (مايو) حيث كان 49 طفلاً بين الضحايا الـ108 بعضهم في الثانية والثالثة من العمر تعرضوا للقتل بإطلاق النار على رؤوسهم أو بتهشيم جماجمهم بواسطة أدوات غير حادة.
وبعد يوم من تحذير الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية من إمكان ارتكاب النظام السوري مجازر جديدة، حذر وزير شؤون التنمية الدولية البريطاني ألن دنكان من خطورة تدهور الوضع الإنساني في سورية إن لم يتم وقف العنف في هذا البلد «بشكل فوري». وقال الوزير البريطاني، خلال زيارته للحدود الأردنية – السورية إن «الوضع الإنساني في سورية يواجه خطر التدهور وبشكل ملحوظ في الأسابيع والأشهر المقبلة، إلا إذا تم وقف العنف الدائر هناك وبشكل فوري».
وأعلن الصليب الاحمر الدولي، في بيان من مقره في جنيف، انه يحاول تحديد أمكنة «مئات الناس» تردد انهم فروا من القتال في اماكن عدة من حمص الى مناطق أكثر امنا في المحافظة التي تتعرض لقصف منذ سبعة ايام متتالية. واشار الى ان عمليات الاغاثة اصبحت صعبة جداً بسبب القتال والحاجة الى المعونات.
ومع حديث لجان التنسيق عن سقوط 45 قتيلاً على الاقل بنيران قوات النظام يوم امس، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إن الجهود الدولية لتخفيف حدة الصراع المتصاعد في سورية تتركز على محاولة التوصل لانتقال سلمي وإن التدخل العسكري الأجنبي ليس مطروحاً. واكد في مؤتمر صحافي في إسلام آباد اننا «لا نبحث في أي تدخل عسكري أجنبي، أعتقد بأننا يجب ألا نفكر فيه بمنظور ليبيا أخرى». وقال: «التشبيه الآن أقرب إلى الموقف في البلقان مثلما تتطور الأمور الآن حيث نرى النظام يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد مناطق آهلة بالمدنيين ثم إرسال ميليشيا لتقتل وتغتال الشعب».
وحذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الجانب الروسي من ارسال طائرات هليكوبتر لنظام الرئيس الأسد، مشيرة الى أن هذا الأمر سيُشكل “تصعيداً جديا” للأمور، وذكرت بأن مهمة المراقبين والمبعوث الدولي – العربي كوفي أنان تنتهي منتصف الشهر المقبل وأن هناك “قدرة متزايدة لدى الجانبين للقتال”.
وقالت كلينتون، في خطاب أمام معهد بروكينغز الأميركي، أن الولايات المتحدة «لا تزال تدعم خطة أنان»، وذكرت بأن هذه الخطة “ستنتهي منتصف تموز (يوليو) المقبل وسيحتاج المراقبون الى تجديد انتدابهم».
وذكرت مصادر ديبلوماسية لـ»الحياة» أن الجهود الدولية تسعى الى تعديل الخطة بشكل يوازي تطبيق شقيها السياسي والأمني وطبقاً لجدول زمني محدد. وقالت كلينتون أنها تدعم «جهود» أنان لاستقطاب دول بينها روسيا” غير أنها جددت تحفظاتها عن دور ايران ومشاركتها في اي مؤتمر يتناول الحل في سورية.
وقالت «أن هناك تقارير تفيد أن طائرات هليكوبتر قتالية في طريقها من روسيا الى سورية” واعتبرت أن هكذا أمر في حال كان صحيحاً «سيكون غير مقبول ويمثل تصعيداً جدياً للوضع». ولفتت الى تقارير أخرى افادت عن «تطويق الجيش السوري لحلب في الـ٤٨ ساعة الأخيرة” ورأت أن هكذا تحرك «قد يكون خطاً أحمر للجانب التركي”.
وجددت كلينتون تأكيدها على ضرورة رحيل الأسد واستعجال المرحلة الانتقالية واستيعاب الأزمة الانسانية وبينها تدفق اللاجئين الى الدول المجاورة.
وكانت الوزيرة عرضت المأزق الانساني مع نظيرها الأردني ناصر جودة أول من أمس.
وفي القدس المحتلة، ابدت اسرائيل اطمئنانها لاستمرار سيطرة النظام السوري الحالي على مخزون الاسلحة الكيماوية. وقال موشيه يعالون نائب رئيس الحكومة انه «في هذه المرحلة لا يزال النظام يخضع هذه الأسلحة لرقابة صارمة» مشيراً الى امكان وقوعها في ايدي تنظيم «القاعدة» لكنه قال «اننا نتابع الامر بكل دقة».
وجاءت ملاحظات يعالون وسط انباء واشارات صحافية عن امكان قيام اسرائيل بعمليات استباقية لمنع هذه الاسلحة من الوقوع بايدي «ارهابيين».
ومع استمرار القتال في غالبية انحاء سورية وسقوط عشرات الضحايا اتهمت دمشق أمس الولايات المتحدة بالتدخل «السافر» في شؤونها الداخلية، مؤكدة ان التصريحات التي تطلقها تشجع «الارهابيين» على تصعيد عملياتهم في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية في بيان ان التصريحات الاميركية «تقلب الحقائق وتزور ما يجري على الارض وتشجع المجموعات الارهابية المسلحة على ارتكاب مزيد من المجازر والعنف والارهاب ليس في الحفة فحسب بل في جميع ارجاء سورية».
واضافت ان الإدارة الأميركية «تابعت تدخلها السافر في الشؤون الداخلية لسورية ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة والتغطية على جرائمها وتشويه الحقائق حول سورية». واعتبرت ان ذلك «انعكس في تصريحات تصعيدية خلال الايام الأخيرة بشكل خاص انسجاماً مع التصعيد الذي يقوم به الإرهابيون في مختلف انحاء سورية وقتلهم للعشرات من الابرياء وهجماتهم الارهابية على عدد من المدن السورية».
واعربت الولايات المتحدة الاثنين عن قلقها من ان يكون النظام السوري يستعد لارتكاب مجزرة جديدة اثر معلومات عن استخدام قذائف الهاون والمروحيات والدبابات في مدينة الحفة.
ولفتت الخارجية السورية الى ان خطة انان طالبت «جميع الاطراف بوقف العنف»، مشيرة الى ان الحكومة السورية استجابت لذلك. لكن «المجموعات المسلحة التي تدعمها اميركا وعدد من عملائها في المنطقة اعلنوا منذ البداية تشكيكهم بخطة انان وعملوا مع حلفائهم في المجموعات المسلحة على انتهاك بنود هذه الخطة».
الجيش السوري استخدم أطفالاً «دروعاً بشرية» وقتل 1200 قاصر منذ بدء الانتفاضة
عمان – نبيل غيشان
نيويورك (الأمم المتحدة)، لندن، باريس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب – أفاد تقرير للأمم المتحدة نشر الثلثاء أن القوات السورية أعدمت أطفالاً في سن الثامنة وعذبتهم واستخدمتهم «دروعاً بشرية» خلال عمليات عسكرية ضد معارضين. في الوقت نفسه انضمت فرنسا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في التحذير من مجازر جديدة في سورية في حين شددت الحكومة البريطانية على وقف القتال بسبب تدهور «الوضع الإنساني في سورية».
وأدرجت الأمم المتحدة الحكومة السورية من بين الأسوأ على قائمتها «السوداء» السنوية للدول التي تشهد نزاعات يتعرض فيها أطفال للقتل أو التعذيب أو يرغمون على القتال.
وتقدر مجموعات حقوق الإنسان أن قرابة 1200 طفل قتلوا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل 15 شهراً ضد نظام بشار الأسد الذي تعرض لانتقادات شديدة للقمع العنيف الذي يواجه به الانتفاضة الشعبية.
وقالت راديكا كوماراسوامي ممثلة الأمم المتحدة الخاصة لشؤون الأطفال في النزاعات المسلحة لوكالة «فرانس برس» قبل نشر التقرير: «نادراً ما رأيت مثل هذه الوحشية ضد الأطفال كما في سورية حيث الفتيات والصبيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإعدام ويستخدمون دروعاً بشرية».
وأضاف التقرير حول «الأطفال في النزاعات المسلحة» أن قوات حكومية جمعت عشرات الصبيان الذين تراوح أعمارهم بين الثامنة والثالثة عشرة قبل شن هجوم على بلدة عين لاروز في محافظة إدلب في 9 آذار (مارس) الماضي.
وجاء في التقرير أن الأطفال «استخدموا من قبل الجنود وعناصر الميليشيات دروعاً بشرية فوضعوا أمام نوافذ حافلات تنقل عسكريين لشن الهجوم على البلدة».
ونقل التقرير عن شهود أن الجيش والاستخبارات السورية وعناصر من «الشبيحة» طوقوا البلدة قبل شن الهجوم الذي استمر أكثر من أربعة أيام.
ومن بين القتلى الـ11 في اليوم الأول ثلاثة فتيان بين الـ15 والـ17 بينما اعتقل 34 شخصاً من بينهم فتيان اثنان في الـ14 والـ16 وفتاة في التاسعة.
وتابع التقرير: «في النهاية، تركت القرية أرضاً محروقة بحسب ما أفيد وأردي أربعة من الموقوفين الـ34 بالرصاص وأحرقوا بمن فيهم الفتيان في الـ14 والـ16».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن التقرير كشف عن واحدة من «انتهاكات عدة خطيرة» بحق أطفال.
وأضاف التقرير «إن أطفالاً في التاسعة في سورية تعرضوا للقتل والتشويه والاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك العنف الجنسي كما أنهم استخدموا دروعاً بشرية».
وتابع إن «غالبية الأطفال الذين عذبوا تعرضوا للضرب وعصبت أعينهم ووضعوا في وضعيات مرهقة وجلدوا باسلاك كهربائية ثقيلة وحرقوا بأعقاب السجائر وفي حالة موثقة تعرضوا لصدمات كهربائية في أعضائهم التناسلية».
وروى شاهد على الأقل للمحققين إن فتى في الـ15 تقريباً توفي من جراء الضرب المتكرر.
وأشار التقرير إلى أن المدارس تعرضت مرات عدة لهجمات واستخدمت كقواعد عسكرية ومراكز للاعتقال.
وأنجز التقرير قبل مجزرة الحولة في 25 أيار (مايو) حيث كان 49 طفلاً بين الضحايا الـ108 بعضهم في الثانية والثالثة من العمر تعرضوا للقتل بإطلاق النار على رؤوسهم أو بتهشيم جماجمهم بواسطة أدوات غير حادة.
والحكومة السورية والميليشيات الموالية لها هي واحدة من المجموعات الأربع الجديدة التي أضيفت إلى القائمة السوداء للأمم المتحدة مع منظمات وأحزاب سياسية في السودان واليمن.
وتشمل القائمة 52 مجموعة في 11 دولة تراوح بين الشرطة الأفغانية وشبكة حقاني وجيش الرب للمقاومة في أفريقيا الوسطى والقوات المسلحة السودانية ومجموعات متمردة في دارفور.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش من مقرها في نيويورك إن مجلس الأمن الدولي يجب أن يفرض حظراً على الأسلحة وعقوبات أخرى على نظام الأسد بسبب الانتهاكات التي يمارسها بحق أطفال.
ونقلت المنظمة عن مركز توثيق الانتهاكات في سورية وهو عبارة عن شبكة من الناشطين السوريين أن 1176 طفلاً على الأقل قتلوا منذ شباط (فبراير) 2011.
كما أفادت المنظمة عن «مزاعم موثوقة» تفيد بأن مجموعات مسلحة من المعارضة من بينها الجيش السوري الحر تقوم بتجنيد أطفال.
وبعد يوم من تحذير الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية من إمكانية ارتكاب النظام السوري مجازر جديدة، حذر وزير شؤون التنمية الدولية البريطاني ألن دنكان أمس من خطورة تدهور الوضع الإنساني في سورية إن لم يتم وقف العنف في هذا البلد «بشكل فوري».
وقال الوزير البريطاني، خلال زيارته للحدود الأردنية – السورية إن «الوضع الإنساني في سورية يواجه خطر التدهور وبشكل ملحوظ في الأسابيع والأشهر المقبلة، إلا إذا تم وقف العنف الدائر هناك وبشكل فوري». وأضاف دنكان، في بيان صادر عن السفارة البريطانية في عمان، «تحدثت إلى أسر أخبرتني وبشكل مباشر عن الضرر المدمر والأثر المميت للعنف الدائر في القرى والبلدات في جميع أنحاء سورية». وأوضح أن «هناك آلاف القتلى والجرحى وفر العديد من ديارهم نتيجة العنف الرهيب»، محذراً من «خطر واضح بأن آلافاً آخرين سيتبعونهم في الأسابيع والأشهر المقبلة إن لم يتوقف العنف».
وأكد الوزير البريطاني أن «النظام (السوري) ارتكب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد مواطنيه، وبريطانيا والمجتمع الدولي يوفران المساعدة التي تشتد الحاجة إليها، إلا أن الوضع سيزداد سوءاً إن لم يكن هناك وقف فوري لإراقة الدماء».
وحض دانكان، وهو أول وزير بريطاني يزور الحدود الأردنية السورية «نظام (بشار) الأسد على السماح للمنظمات الإنسانية من دون قيود بالوصول للمحتاجين للمساعدة».
وفي إسلام آباد قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إن الجهود الدولية لتخفيف حدة الصراع المتصاعد في سورية تتركز على محاولة التوصل لانتقال سلمي وإن التدخل العسكري الأجنبي ليس مطروحاً.
وأضاف في مؤتمر صحافي في إسلام آباد: «لا نبحث أي تدخل عسكري أجنبي، أعتقد أننا يجب ألا نفكر فيه بمنظور ليبيا أخرى». وتابع: «التشبيه الآن أقرب إلى الموقف في البلقان مثلما تتطور الأمور الآن حيث نرى النظام يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد مناطق آهلة بالمدنيين ثم إرسال ميليشيا لتقتل وتغتال الشعب».
وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار: «كل جهودنا مخصصة لدعم انتقال سلمي في سورية و(إيجاد) حل سلمي».
وأضاف: «إذا كان هناك أي حل عنيف فإنه سيؤدي بوضوح إلى عدد كبير من الوفيات وقدر كبير من المصاعب للشعب السوري».
وفي باريس أعربت فرنسا عن قلقها من «أن تكون مجازر جديدة تُحضر» في سورية كما أعلنت وزارة الخارجية في وقت طالبت الأمم المتحدة بتسهيل الوصول إلى مدينة الحفة المحاصرة التي تقصفها قوات النظام السوري.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسي برنار فاليرو: «نحن أيضاً نشعر بالقلق من أن تكون مجازر جديدة تحضر» في سورية، مؤكداً في الوقت نفسه حصول اتصالات فرنسية – روسية في محاولة لإيجاد مخرج ديبلوماسي للأزمة.
الأمم المتحدة: سوريا في حرب أهلية الآن
والحكومة لا تسيطر على أجزاء من أراضيها
كلينتون قلقة من ارسال موسكو مروحيات هجومية الى سوريا ومن حشود حول حلب
المعارضة السورية المسلحة أعلنت انسحاب “الجيش السوري الحر” من الحفة
واشنطن – هشام ملحم
العواصم الاخرى – الوكالات:
فرض الوضع الميداني المتحرك في سوريا انحساراً للجهود الديبلوماسية ولمهمة المراقبين الدوليين، وحمل الامم المتحدة على ان تعلن للمرة الاولى منذ بداية الازمة في سوريا قبل 16 شهراً، ان هذا البلد دخل في حرب اهلية وان الحكومة السورية فقدت السيطرة على اجزاء واسعة من اراضيها، وقت كان القتال يشتد في حمص حيث دعا المراقبون الدوليون الى اجلاء الاطفال والنساء عن الاحياء التي تتعرض للقصف والحصار من القوات النظامية، فيما اعلنت المعارضة السورية انسحابها من مدينة الحفة في محافظة اللاذقية التي تتعرض لهجوم بالدبابات والمروحيات منذ ثمانية ايام. ومع تصاعد العمليات العسكرية، أبدت واشنطن قلقها مما وصفته بارسال موسكو في الايام الاخيرة شحنة من المروحيات العسكرية الهجومية الى النظام السوري، معتبرة ان من شأن ذلك تصعيد النزاع بشكل دراماتيكي. أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يصل اليوم الى طهران، فجدد استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر دولي حول سوريا وشدد على مشاركة ايران في هذا المؤتمر، الامر الذي تتحفظ عنه الولايات المتحدة واوروبا.
وبعد نحو شهرين من انشاء بعثة المراقبين الدوليين، سئل وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسوس هل يظن ان سوريا دخلت مرحلة الحرب الاهلية، فأجاب :”نعم اظن انه يمكننا قول ذلك. من الواضح ان ما يجري هو ان حكومة سوريا فقدت السيطرة على انحاء واسعة من اراضيها، على مدن عدة، لمصلحة المعارضة وهي تحاول استعادة السيطرة عليها”. ولاحظ ان “هناك ارتفاعاً هائلاً في وتيرة العنف”. وقال: “بات لدينا الان تأكيد ان ثمة استخداماً ليس للدبابات والمدفعية فحسب، بل ايضا للمروحيات الحربية… بات هناك نزاع على مستوى كبير لأن المعارضة تقاوم” قوات نظام الرئيس بشار الاسد.
وأدلى بتفاصيل عن اطلاق النار الذي تعرض له المراقبون الدوليون على مقربة من مدينة الحفة، واوضح ان احد المراقبين كاد يصاب بالرصاص. وقال: “لقد اصيبت سيارتهم بعدد كبير من الرصاصات مما يجعل من المؤكد ان اطلاق النار عليهم كان متعمدا”. ووصف مهمة المراقبين بانها “مهمة مراقبة غير قادرة على مراقبة وقف النار، لانه لا وقف للنار. هذا افضل وصف نستطيع ان نقدمه. ونحن نراقب الوضع بانتباه شديد”.
ومع اقتراب موعد نهاية مهمة بعثة المراقبين في 20 تموز، أشار لادسوس الى ان مجلس الامن سيبحث في “خيارات عدة” لمستقبل هذه البعثة.
كلينتون
وفي واشنطن صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بأن آخر المعلومات المتوافرة لديها تفيد ان “مروحيات هجومية هي في طريقها من روسيا الى سوريا” وحذرت موسكو من ان هذه الخطوة “ستصعّد النزاع بشكل درامي للغاية”. كما تحدثت عن وجود حشود عسكرية سورية حول حلب، وفق المعلومات المتوافرة في اليومين الاخيرين، ورأت ان ذلك “يمكن ان يشكل خطا احمر للاتراك بالنسبة الى مصالحهم الاستراتيجية والوطنية. لذلك فاننا نراقب الوضع بشكل دقيق جدا”.
ولفتت الى ان تحديات داخلية واقليمية تواجه واشنطن والدول الاخرى المعنية بالنزاع في سوريا مثل ضمان أمن الفئات السورية القلقة او الخائفة من مرحلة ما بعد سقوط نظام الاسد، ومنع حدوث أزمة لاجئين سوريين، وكيفية صون لبنان من خطر الانزلاق الى نزاع طائفي.
واضافت كلينتون التي كانت تتحدث في ندوة مشتركة مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس نظمها مركز “صبان” التابع لمؤسسة بروكينغز للابحاث، “لقد واجهنا الروس في شأن وقف شحنات الاسلحة الى سوريا، وقالوا لنا من وقت الى آخر: لا تقلقوا ما نزودهم اياه لا يصلح للاستخدام المحلي، لكن هذا ليس صحيحا بشكل نافر”.
واكدت ان حكومتها لا تزال تدعم خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان، ولكنها اشارت الى ان النظام السوري لا يزال يرفض تنفيذ البند الاول فيها أي وقف العنف. وقالت ان انان يعمل على تشكيل فريق اتصال يشمل دولاً منها روسيا، التي وافقنا على ضمها من اجل “ايجاد خريطة طريق لعملية الانتقال السياسي”. واوضحت ان روسيا تقول انها لا تدافع عن الاسد، ولكنها قلقة من مرحلة ما بعد الاسد، “الا انهم دوماً يطرحون الشروط”. وأعربت مجدداً عن معارضة حكومتها لاشراك ايران في مثل هذه الجهود قائلة: “الخط الاحمر بالنسبة الينا هو اشراك ايران. نحن نرى ان ذلك يشكل خطأ فادحا لاننا نعلم ان ايران لا تدعم نظام الاسد فحسب، بل تساعده بشكل نشيط وتقود وتشجع، ليس فقط الجيش النظامي، بل ايضا الميليشيات التي برزت والتي تؤجج النزاع الطائفي”.
ثم اعتبرت ان ثمة فترة زمنية محددة لنجاح خطة انان، وقالت “ان اقصى هذه الفترة الزمنية هو منتصف تموز المقبل، وعندها يجب ان يقرر مجلس الامن ما اذا كان سيمدد المهمة” وتابعت “وبالتأكيد اذا لم تكن هناك حركة ملموسة في ذلك الوقت سوف يكون من الصعب جدا تمديد المهمة التي تزداد خطرا بالنسبة الى المراقبين الارض”.
وأبرزت وجود مخاوف في أوساط واسعة في المجتمع السوري وفي المنطقة “مما سيأتي” بعد سقوط نظام الأسد. وقالت: “يتصل بنا ممثلون للشرائح السورية المختلفة التي تشعر بالخوف مما سيأتي في المستقبل”. وتساءلت “كيف سنعالج العملية الانتقالية، اذا افترضنا اننا قادرون على معالجة الانتقال السياسي، كيف نوفر الضمانات ونوعا من الحماية للمسيحيين والدروز والعلويين والاكراد ورجال الاعمال السنة وغيرهم؟ كيف نمنع تدفق اللاجئين عبر الحدود الاردنية والتركية؟ كيف نحمي لبنان من الانزلاق الى الانقسامات الطائفية التي يعانيها كما تعانيها سوريا، ولو كانت لهذه الاسئلة أجوبة جاهزة أو قابلة للتطبيق لكنت بالتأكيد قد شاطرتكم اياها”.
لافروف
وفي موسكو، نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء عن لافروف ان موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر تشارك فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (روسيا، الولايات المتحدة، الصين، بريطانيا، فرنسا)، وكذلك السعودية وقطر وجيران سوريا (لبنان، الاردن، العراق، تركيا) وايضا ايران الى جانب جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي، والاتحاد الاوروبين وهيئة الامم المتحدة، على ان ينعقد المؤتمر في رعاية المنظمة الدولية.
وقال إن روسيا اقترحت عقد المؤتمر على أساس مبادئ محددة وواضحة، كي يصير المؤتمر “الاطار الوحيد لدعم الجهود الرامية الى تنفيذ قرارات مجلس الامن التي أيدت خطة أنان”. وأوضح أن “المؤتمر الذي تقترحه موسكو يختلف جوهريا عن مؤتمرا مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” والتي تعتبر مجموعة أصدقاء “المجلس الوطني السوري” في حقيقة الامر”.
وفي دمشق، أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع استقبل السفير الايراني لدى سوريا محمد رضا شيباني و”بحثا في العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين”. واضافت أن الحديث تطرق الى الزيارة التي سيقوم بها لافروف لطهران اليوم.
واتهمت وزارة الخارجية السورية في بيان الولايات المتحدة بـ”دعم المجموعات الارهابية المسلحة” والتغطية على جرائمها، واعتبرت ان التصريحات الاميركية “تقلب الحقائق وتزور ما يجري على الارض وتشجع المجموعات الارهابية المسلحة على ارتكاب مزيد من المجازر والعنف والارهاب ليس في الحفة فحسب بل في جميع أرجاء سوريا”.
الوضع الميداني
ميدانيا، أفاد الناطق باسم المعارضة السورية المسلحة سليم العمر أن مقاتلي “الجيش السوري الحر” انسحبوا من الحفة المحاصرة ذات الغالبية السنية تحت ضغط القصف من القوات الحكومية. وقال من مدينة اللاذقية الساحلية على مسافة 30 كيلومترا غرب الحفة، ان القصف الكثيف بمدفعية الميدان أجبر المقاتلين المئتين الباقين الذين كانوا يدافعون عن الحفة على مغادرتها. وأضاف ان بضعة آلاف من المدنيين تركوا في المدينة من دون حماية من الميليشيات العلوية التي تحاصر المدينة.
وقال عضو “الهيئة العامة للثورة السورية” محمد سعيد ان ريف حلب يتعرض لحملة قصف عنيفة لم يشهدها من قبل، اذ يقصف الجيش النظامي المنطقة بالدبابات والطائرات.
وأعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له مقتل 36 شخصا في قصف وأعمال عنف أخرى في أنحاء سوريا.
وصرح الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر هشام حسن في جنيف بأن المنظمة، وهي الوكالة الدولية الوحيدة التي تنشر عمال مساعدات في سوريا، تحاول تحديد مكان مئات الناس من المعتقد أنهم فروا من القتال في أجزاء عدة من محافظة حمص الى مناطق أكثر أمانا في المحافظة.
الأمم المتحدة تعلن «الحرب الأهلية» وواشنطن تلوّح بسحب المراقبين
المبادرة الروسية تتقاطع مع خطة أنان
اكتسبت المقاربة الروسية للازمة السورية أمس، مزيداً من الدفع، بإعلان المبعوث الدولي والعربي كوفي انان دعمه للمبادرة إلى عقد مؤتمر دولي تريده موسكو بديلاً من «اصدقاء سوريا» وبمشاركة إيران. أما واشنطن فقد لوّحت امس بإمكان عدم تجديد مهمة المراقبين الدوليين لدى انتهائها في منتصف تموز المقبل، في ظلّ تصاعد العنف إلى مستويات وصفتها الامم المتحدة للمرة الاولى بـ«الحرب الاهلية».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي حول سوريا، وشدّد على أن مشاركة إيران في هذا المؤتمر أمر ضروري. ويزور لافروف طهران اليوم، ليسمع من قيادتها تأكيداً على التمسك بالرئيس السوري بشار الأسد وتشدداً في رفض «الحل اليمني»، كما ليؤكد لها بحسب المصادر الإيرانية موقفاً مشابهاً، وليطلعها على تفاصيل المداولات الروسية الأميركية في هذا الشأن، على الرغم من أن السفير الأميركي في الكويت ماثيو تويلر أكد أن روسيا وأميركا
متفقتان على «ضرورة تنحية النظام الحالي».
والتقى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع سفير إيران لدى دمشق محمد رضا شيباني وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الحديث تطرق للزيارة التي يقوم بها لافروف اليوم لطهران. فيما اتهمت وزارة الخارجية السورية الولايات المتحدة بـ«دعم المجموعات الإرهابية المسلحة» والتغطية على جرائمها، وأكدت على لسان مصدر مسؤول في الوزارة استعدادها للالتزام بخطة انان.
وقال المتحدث باسم انان احمد فوزي «نأمل في ان يعقد مثل هذا الاجتماع (الروسي) قريباً، ان كوفي انان متشجع بموقف الروس، والعمل الدبلوماسي يتكثف». واضاف إن «هدف مثل هذه المجموعة هو إقناع الاطراف في سوريا بتنفيذ خطة انان وليس وضع خطة أخرى». وتابع قائلاً «نعتمد على كل الاطراف التي لديها نفوذ كي تمارس ضغطاً على كل الاطراف» بهدف ايجاد حل سياسي للازمة السورية.
وقال فوزي إن عقد مثل هذا الاجتماع وموعده وكذلك لائحة المشاركين فيه «ما زال يجب تحديدها». وأضاف ان «طرف النزاع الأبرز يجب ان يوجه رسالة قوية لإنهاء العنف وفي الوضع الراهن، هو الحكومة السورية».
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال اجتماع في واشنطن «اذا لم يحصل تحرك ملحوظ بحلول ذلك التاريخ فسيكون صعباً جداً تمديد مهمة يتزايد خطرها على المراقبين على الأرض». وتنتهي مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا في 20 تموز المقبل.
واضافت كلينتون أمام معهد «بروكينغز»، وقد جلس الى جانبها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، «نحن نواصل دعم جهود كوفي انان، لأنه يمثل جهود الامم المتحدة والجامعة العربية». وأكدت وزيرة الخارجية أن خطة النقاط الست التي وضعها انان لحل الازمة في سوريا «هي خطة جيدة ولكنها بالطبع لم تطبق»، منددة بـ«ازدراء» الرئيس السوري بشار الاسد ببند وقف إطلاق النار الوارد في هذه الخطة. واضافت «لدينا في فكرنا جدول زمني لمعرفة ما اذا كانت جهود كوفي يمكن أن تثمر»، مشددة على ان «المهلة النهائية لهذا الأمر هي تموز المقبل، حين سيتعين على مجلس الأمن ان يقرر تمديد مهمة البعثة أم لا».
وأعربت كلينتون عن قلقها ازاء انباء عن ارسال روسيا مروحيات مقاتلة إلى سوريا، فيما أكدت الأمم المتحدة استخدام القوات النظامية السورية للمروحيات في محافظة اللاذقية، فيما اعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في كلمة أمام اعضاء المجلس الاميركي التركي أن «الوضع في سوريا معقد ومأسوي فوق الحد ومن كل النواحي. لا يوجد علاج معجزة». واوضح بانيتا من جهة أخرى ان الرئيس السوري بشار الاسد قام بـ«اعمال عنف مشينة».
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه «يجب ان لا ننظر الى سوريا على انها ليبيا أخرى». واضاف هيغ في مؤتمر صحافي في العاصمة الباكستانية إسلام اباد ان «الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في سوريا تتركز على محاولة التوصل لانتقال سلمي وأن التدخل العسكري الأجنبي ليس مطروحاً». واكد هيغ: «لا نبحث أي تدخل عسكري أجنبي. أعتقد أننا يجب ألا نفكر فيه بمنظور ليبيا أخرى».
في المقابل، ورداً على سؤال حول ما اذا كانت سوريا دخلت مرحلة الحرب الاهلية، قال مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو لمجموعة صغيرة من الصحافيين في نيويورك «نعم أظن أنه يمكننا قول ذلك. من الواضح ان ما يجري هو ان حكومة سوريا فقدت السيطرة على انحاء واسعة من اراضيها، على مدن عديدة، لمصلحة المعارضة، وهي تحاول استعادة السيطرة عليها». واضاف «هناك ارتفاع هائل في وتيرة العنف».
وتعرضت ثلاث سيارات تقل مراقبين دوليين لإطلاق نار بعدما أجبرت على مغادرة منطقة الحفة في محافظة اللاذقية، حسبما أفادت المتحدثة باسم البعثة سوسن غوشة في بيان. وذكرت غوشة انه «تم اطلاق النار على ثلاث سيارات تقل المراقبين فيما كانوا يغادرون منطقة الحفة (غرب) باتجاه ادلب (شمال غرب)»، مشيرة الى أن «مصدر إطلاق النار لا يزال غير واضح». وأوضحت المتحدثة ان المراقبين كانوا يعودون أدراجهم بعدما اجبروا على مغادرة المنطقة، حيث تصدت لهم «حشود غاضبة» لدى محاولتهم الوصول الى الحفة و«أحاطت بسياراتهم ومنعتهم من التقدم».
ومنع عدد من سكان قرية الشير في ريف اللاذقية من الموالين للنظام السوري وفداً من المراقبين الدوليين من بلوغ مدينة الحفة المجاورة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما ذكر التلفزيون السوري الرسمي من جهته في شريط اخباري أن «اهالي ريف اللاذقية حاولوا شرح معاناتهم من المجموعات الإرهابية المسلحة لوفد من بعثة المراقبين أثناء مروره في قراهم، لكنه لم يستمع إليهم، بل قامت إحدى سياراته بدهس ثلاثة مواطنين، اثنان منهم في حالة خطرة».
وقتل 36 شخصاً، هم 24 مدنياً و12 عنصراً من قوات النظام، في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. وقال «المرصد» في بيان «لا تزال مدينة الحفة وقرى مجاورة لها في محافظة اللاذقية تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام المنطقة» بعد أن تمّ استقدام «تعزيزات عسكرية» اليها في وقت سابق اليوم. وقال الناشط ابو محمد من اللاذقية «حتى الآن، تمكن الجيش السوري الحر من الدفاع عن الحفة، لكن الوضع الإنساني كارثي».
وأضاف الناشط «القصف يستمر عنيفاً منذ الصباح وتستخدم فيه قوات النظام المروحيات والدبابات»، مشيراً الى تدمير شبه كامل لقرية الدفيل المجاورة للحفة. واشار الى «عدم وجود خبز في المدينة منذ أسبوع تقريباً» والى ان السكان غير قادرين على النزوح بسبب حدة القصف وعشوائيته.
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب ، أ ش ا)
طهران: رفض «الحل اليمني» وتأكيد تمسك خامنئي بالأسد
رياض الاخرس
عشية الزيارة المقررة اليوم لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لطهران، تشددت ايران في مواقفها الداعمة لسوريا وقيادة الرئيس بشار الأسد. وترى طهران أن حليفها السوري يتعرض لهجمة ممنهجة من قبل «أطراف عربية وإقليمية وغربية، القاسم المشترك بينها هو العلاقات السرية والعلنية مع الكيان الإسرائيلي»، وذلك انتقاما لمواقف النظام السوري «المساندة للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية». واستحضرت أوساط إيرانية معنية بالملف السوري مواقف قائد الثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي أمام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بأن «إيران ستدافع عن سوريا» بقيادة الأسد بكل ما أوتيت من قوة لأنه يتعرض لما يتعرض له من دون غيره من الأنظمة «بسبب المقاومة» الحقيقية للمشاريع الصهيونية والاميركية.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي حول سوريا، وشدد على أن مشاركة إيران في هذا المؤتمر أمر ضروري. وقال لافروف ان «المبادرة الروسية حول عقد المؤتمر تأتي في سياق الجهود الرامية الى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بتبني خطة كوفي انان»، مشددا على ان روسيا اقترحت عقد المؤتمر على أساس مبادئ محددة وواضحة.
ورفضت المواقف الصادرة في طهران أي نوع من التدخلات الخارجية الرامية إلى التحريض ضد النظام السوري لتبرير «التدخل الأجنبي، عسكريا كان أو غيره». كما ترفض أي مساومة على شخص الأسد بأي شكل كان، حتى لو كان على «الطريقة اليمنية» التي هي «خطة سعودية ـ غربية غُلفت بإطار مجلس التعاون» الخليجي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست إن «القضية السورية لا يمكن حلها عبر الخيار العسكري لأن اي نوع من التدخل الاجنبي سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة». واتهم مهمانبرست في مؤتمره الصحافي الأسبوعي بعض الدول بأنها «بصدد اثارة الفوضى في سوريا لتوفير الامن للكيان الصهيوني لأن استقرار سوريا لا يصب في مصلحته»، في إشارة إلى قطر والسعودية. وطالب مهمانبرست جميع الدول «بدعم مخلص للخطة السداسية لكوفي أنان»، مضيفا ان هذه الخطة كلما اقتربت من أهدافها، يتم توتير الاجواء في سوريا بتحريض من قبل بعض الدول» العربية والاقليمية. ودعا مهمانبرست الدول المنخرطة في المشروع المعادي للدور السوري إلى «التصرف بحكمة وتعقل»، محذرا إياها من اتخاذ «قرارات تؤدي الى زعزعة الامن الاقليمي من خلال الدعوة إلى التدخل الاجنبي في شؤون المنطقة». واكد «ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تؤيد وتدعم اي طريقة تساعد في حل المشاكل في سوريا من خلال حوار بناء بين الحكومة والمعارضين في محيط إيجابي واصلاحات مناسبة تعمل على تحقيق مطالب الشعب».
وشدد مهمانبرست على أن «القضية الموجودة لها حل سوري ـ سوري فقط وليس حلا قادما من تدخلات الآخرين». مضيفا «ان الخطط الاخرى غير مطروحة» في اشارة إلى المقترح الاميركي بحل على الطريقة اليمنية.
إلى ذلك، طالب وزير الدفاع العميد احمد وحيدي «الدول الغربية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا». واتهم وحيدي في تصريحات للصحافيين بعض الاطراف «بالسعي لإثارة الفوضى والاضطرابات في هذا البلد العربي، بالرغم من أنه شهد اجراء اصلاحات»، مشددا على «اللجوء إلى القانون» لتحقيق المطالب الشعبية.
وقبيل الزيارة المقررة اليوم لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شهدت طهران حراكا سياسيا داخليا وخارجيا وتحضيرات للاتفاق على خطة عمل إزاء سوريا والمؤتمر الدولي الذي دعت إليه موسكو التي أصرت على إشراك إيران فيه نظرا لدورها وعلاقتها الوثيقة مع دمشق لمدة تزيد على ثلاثة عقود رغم تحفظ بعض العواصم الغربية كباريس ولندن وواشنطن.
وقال ديبلوماسي ايراني سابق في سوريا ومقرب الى أوساط خامنئي ومنخرط بشكل واسع في متابعة الملف السوري لـ«السفير» إن الرسالة التي سيتم إبلاغها للقيادة الروسية بكل وضوح خلال زيارة لافروف، هي ان «طهران لن تسمح بأي شكل من الاشكال بسقوط الاسد».
وتستحضر أوساط ايرانية معنية بالشأن السوري الموقف الصارم الذي أبداه قائد الثورة الإسلامية أمام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قبل حوالى شهرين وأكد فيه أن «إيران ستدافع بكل ما تملك عن سوريا»، باعتبار أن ما يحصل فيها هو «مخطط أميركي لمعاقبة هذا البلد على خياراته السياسية الخارجية ودعمه واحتضانه حركات المقاومتين اللبنانية والفلسطينية». وترى تلك الأوساط أن «الدعم الإيراني لدمشق بسبب دعم سوريا للمقاومة، وأن ايران لا يمكن أن تتخلى عن دعم المقاومة بأي حال من الأحوال».
وردا على أخبار نشرتها وسائل إعلام سعودية في لندن بأن الطلاب الإيرانيين وقعوا على بيان يدين النظام السوري، أكد مصدر طلابي إصلاحي من تجمع «انجمن اسلامي» لـ«السفير» ان «الإصلاحيين يتخوفون من العنف الذي تمارسه المعارضة المسلحة ويتم التعتيم عليه من قبل سلاسل الإعلام المتواطئ ضد سوريا على خلفية دورها في انتصارات العام 2006 في جنوب لبنان والعامين 2008 و2009 في غزة، ويحذرون من التدخلات الاجنبية والعربية التي تدفع سوريا نحو حرب أهلية تضر بكامل المنطقة»، وبالتالي فإن «انجمن اسلامي» ليس في وارد «دعم الاجندات الرجعية في المنطقة»، وهو في الوقت نفسه يدعم «أي إصلاحات في سوريا تجري بطريقة حضارية وعن طريق صناديق الاقتراع وليس عن طريق الانخراط في مشاريع تستغل شعارات الاصلاح».
«الجهاديون» يتغلغلون في صفوف المعارضة المسلحة في سوريا
يتهم النظام السوري المعارضة المسلحة بالإرهاب وبضمّ مقاتلين أجانب دخلوا البلاد بهدف خلق المزيد من الفوضى. صحت الاتهامات أو خابت، يبقى أكيداً دخول مجموعات من المقاتلين الإسلاميين إلى سوريا لقتال قوات حفظ النظام. أما الأكثر خطورة، فهي الدعوات التي يطلقها المتطرفون الإسلاميون للجهاد في سوريا.
ولعل ما يسهل دخول المقاتلين «الجهاديين» إلى الأراضي السورية اليوم هو شبكة العلاقات التي نسجها هؤلاء خلال الحرب الأخيرة على العراق، حيث دخل عدد كبير منهم عبر الحدود السورية إلى الأراضي العراقية لمقاتلة الاحتلال الأميركي. ويبدو أن الأزمة السورية أعادت إنعاش تلك الشبكة، فهؤلاء «الجهاديون» لا يبدأون حراكهم من الصفر، بل يستخدمون اتصالاتهم القديمة لجلب المزيد من المقاتلين من العراق وشمال أفريقيا وأوروبا.
تخوف الكثيرون من أن يسمح التدخل العسكري لحلف الأطلسي في ليبيا بدخول «الجهاديين» إلى البلاد، الأمر الذي لم يحصل على مستوى ملحوظ، فيما شهدت سوريا خلال الأشهر الستة الماضية تحديداً دخول عدد كبير من المقاتلين الأجانب، وربما الفارق بين الحالتين هو دعوة تنظيم «القاعدة» ومنظري الإسلام المتطرف إلى الجهاد في سوريا، ومن بينهم دعوة الشيخ الموريتاني أبو المنذر الشنقيطي لتشكيل «جبهة النصرة» للجهاد.
وبالرغم من عدم توافر بيانات موّثقة عن عدد المقاتلين الأجانب في سوريا، فإن مصادر عدة أكدت وجودهم، وقد أورد ما لا يقل عن 33 تقريراً إعلامياً بريطانياً وفرنسياً وعربياً تصريحات لعدد منهم أو للذين ينسقون دخولهم إلى البلاد، والتي تؤكد مقتل البعض أو اعتقال آخرين على الحدود.
وتشير الأدلة إلى أن بين 700 و1400 من المقاتلين الأجانب دخلوا أو حاولوا الدخول إلى الأراضي السورية خلال العام الحالي. وبحسب التقديرات الأخيرة، يقاتل في صفوف المعارضة حوالي 18000 مقاتل، يشكل الأجانب منهم نسبة تتراوح بين أربعة وسبعة في المئة. يُذكر أن النظام السوري لم يذكر سوى 40 جهادياً في اللائحة التي سلمتها دمشق إلى الأمم المتحدة في شهر أيار الماضي.
ومقارنة بين المشهد السوري ودول أخرى، فقد قاتل بين 10 و15 في المئة من «الجهاديين» الأجانب في أفغانستان في الثمانينيات من القرن الماضي ضد الاتحاد السوفياتي، وبين واحد وثلاثة في المئة في البوسنة، وثلاثة في المئة في الشيشان، وبين أربعة وعشرة في المئة في حرب العراق الأخيرة.
وبحسب التقارير، تضمّ صفوف المقاتلين الأجانب في سوريا مواطنين عرباً (لبنانيين، عراقيين، أردنيين، فلسطينيين، كويتيين، تونسيين، ليبيين، جزائريين، مصريين، سعوديين، سودانيين ويمنيين)، بالإضافة إلى إسلاميي جنوب ووسط آسيا (أفغان، وبنغاليين، وباكستانيين)، ومقاتلين غربيين (بلجيكيين، بريطانيين، فرنسيين وأميركيين). ويبدو أن الجزء الأكبر منهم، بين 500 و900 مقاتل، ينتمي إلى الدول المجاورة لسوريا (لبنان، العراق، فلسطين والأردن) وقاتل عدد كبير منهم في وقت سابق قوات الاحتلال الأميركية في العراق، ويلي هؤلاء المقاتلون القادمون من دول شمال أفريقيا ويتراوح عددهم بين 75 و300 مقاتل.
ويدخل معظم هؤلاء عبر الحدود اللبنانية والتركية، وسجلت التقارير الإعلامية دخول عدد صغير عبر الحدود العراقية والأردنية.
وبالرغم من أن بعض هؤلاء المقاتلين يفتقد إلى التدريب أو الخبرات العسكرية، فإن عدداً آخر شارك في معسكرات تدريبية، أو لديه خبرات «جهادية». وتشير بعض التقارير إلى وجود معسكرات في لبنان وليبيا، ويستخدم المقاتلون مخيمات عسكرية في البقاع اللبناني، فيما يجري تدريب المقاتلين من شمال افريقيا والأوروبيين في ليبيا في الصحراء قرب بلدة هون (وسط) وفي منطقة الجبل الأخضر شرقي البلاد.
ليس هناك حتى الآن صورة عامة عن انتماءات هؤلاء «الجهاديين»، ولكن معظمهم يقاتل إلى جانب «الجيش السوري الحر»، فيما قام آخرون، خصوصاً اللبنانيين، بتأسيس ميليشيات خاصة، كما دخلت إلى سوريا عناصر من تنظيم «فتح الإسلام» وكتائب «عبد الله عزام»، ولكنهم لا يقاتلون باسم تنظيماتهم بل بصفتهم «جهاديين».
كذلك، ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية في شهر كانون الثاني الماضي أن مجموعة يقودها عبد المهدي الحاراتي، المقرب من الزعيم السابق لـ«الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة» عبد الحكيم بلحاج، انضمت إلى القتال في سوريا.
(عن «معهد واشنطن»)
الجيش الحر ينسحب من الحفة باللاذقية والقصف يتواصل على حمص
القاهرة- (د ب أ): أعلن العقيد رياض الأسعد قائد (الجيش السوري الحر) انسحاب القوات المنشقة عن بلدة الحفة بمحافظة اللاذقية اليوم الأربعاء.
وقال الأسعد في اتصال مع قناة (العربية) إن انسحاب قواته “تكتيكي” ويهدف إلى تجنيب المدنيين المزيد من الخسائر.
وأكد أن عمليات القصف والمجازر الأخيرة سببها أن النظام أصبح هستيريا بسبب فقدانه السيطرة على عدة مناطق.
وقال ناشطون من المنطقة لوكالة الأنباء الألمانية إن القوات المنشقة تمكنت خلال الليلة الماضية من إجلاء أعداد من الجرحى والمدنيين الذين كانوا محاصرين في الحفة ، وذلك عبر طريق سري نجحوا في فتحه.
وكان موالون للرئيس السوري بشار الأسد قد منعوا أمس مراقبي الأمم المتحدة من الوصول لبلدة الحفة، ما أثار مخاوف بين ناشطي المعارضة من وقوع مذبحة جديدة.
وفي غضون ذلك، تواصل القصف اليوم على مناطق بمحافظة حمص، حيث يؤكد الناشطون أن نحو 400 مدني بينهم نساء واطفال محاصرين بسبب أعمال العنف.
إسرائيل: الأسد يحكم السيطرة على الأسلحة الكيماوية في سوريا
القدس المحتلة- (رويترز): قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الثلاثاء إن إسرائيل تعتقد انه لا يوجد خطر مباشر من أن تقع أسلحة سوريا الكيماوية في أيدي المتشددين رغم المخاوف المتزايدة بشأن القتال هناك مما دفع إلى دعوات إسرائيلية للتدخل العسكري الخارجي.
وقال موشي يعلون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش السابق “في هذه المرحلة يحكم النظام السوري السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيماوية ولكن هناك عناصر القاعدة في سوريا ومن ثم نتابع الوضع عن كثب”.
وإسرائيل التي كانت حذرة في البداية عن أي تغيير للحكومة في سوريا خرجت في الآونة الأخيرة بدعوات قوية على نحو متزايد إلى وضع نهاية لحكم الرئيس السوري بشار الأسد.
واتهمت إسرائيل الأسد هذا الاسبوع بارتكاب “ابادة جماعية” طائفية ودعت إلى تدخل عسكري أجنبي للإطاحة به.
والقلق الرئيسي هو أن الاسد قد ينقل أسلحة سوريا الكيماوية التي تعتقد القوى الغربية انها المخزون الأكبر في العالم لحزب الله اللبناني حليفها السياسي المدعوم من إيران في محاولة يائسة للبقاء في السلطة عن طريق نشر الترسانة العسكرية السورية.
ورغم ذلك فإن احتمال سقوط هذه الترسانة في أيدي المقاتلين الأجانب المنتمين لتنظيم القاعدة مصدر قلق ثانوي.
وهون عاموس يادلين الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية من احتمال أن يكونوا قادرين على استخدامها.
وقال “هذه أنظمة معقدة للغاية لدرجة أن الجماعات الإرهابية ستجد صعوبة في التعامل معها… سيكونون أكثر عرضة لإيذاء أنفسهم بهذه المواد”.
وتعليقات يعلون انه يعتقد أن الأسد يسيطر باحكام على الأسلحة الكيماوية لها صدى قوي قادم من بلد لديه أسباب قوية لدق ناقوس الخطر إذا كان يعتقد أن تلك الأسلحة عرضة للخطر.
وجاءت تصريحاته التي أدلى بها في كلمة ألقاها بعد تكهنات وسائل اعلام ان إسرائيل قد تشن ضربة وقائية لمنع وقوع الأسلحة الكيماوية في أيدي المعارضة السورية أو نقلها إلى حزب الله.
وقال نائب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الميجر جنرال يائير نافيه إن الصواريخ السورية يمكنها أن تحمل رؤوسا حربية كيماوية في أي مكان في إسرائيل.
وقال نافيه في بيان وزرع على وسائل الاعلام “كنا نظن أننا ابعدنا أنفسنا بالفعل عن موضوع الحرب الوجودية… للأسف نعود ببطء من جديد لهذا الواقع”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بشكل منفصل إن إسرائيل تشعر بالقلق خشية أن تصل “أسلحة متطورة أو غير تقليدية” إلى حزب الله “وقت سقوط نظام (الاسد)”.
وسوريا واحدة من ثماني دول فقط منها إسرائيل ومصر لم تنضم لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية لعام 1997 وهو ما يعني أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ليس لها حق التدخل هناك. ونفت حكومة الأسد في الماضي امتلاكها أسلحة للدمار الشامل.
وقامت إسرائيل بقصف استباقي لمشروعات أسلحة نووية يشتبه بها في سوريا عام 2007 وفي العراق عام 1981 وهددت باتخاذ إجراءات مماثلة ضد إيران.
لكن إسرائيل لم تنتهج مثل هذه الاستراتيجية ضد البرامج الكيماوية المعادية. ويعتقد كثير من الخبراء أن إسرائيل تعتبر تفوقها العسكري كافيا لصد أي هجوم كيماوي.
وقال ضابط بالجيش الإسرائيلي اطلع على التخطيط للطوارئ انه لا توجد استعدادات غير عادية لاتخاذ أي إجراء تجاه سوريا.
قائد الاطلسي: التدخل العسكري الأجنبي في سوريا ليس الطريق الصحيح
سيدني- (ا ف ب): اعتبر الأمين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاربعاء أن تدخلا عسكريا اجنبيا في سوريا “لن يكون الطريق الصحيح”، بعد ساعات على تصريحات لقائد عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة قال فيها ان البلاد دخلت في حرب اهلية.
وقال راسموسن في كلمة القاها أمام صحافيين استراليين “ان تدخلا عسكريا اجنبيا ليس الطريق الصحيح لسوريا” داعيا الى حل سياسي للازمة في هذا البلد.
واضاف “ليس هناك اي خطط حاليا” لشن عملية للحلف الاطلسي في سوريا.
وتابع “رغم ذلك، انني ادين بشدة سلوك قوات الامن السورية وقمع السكان المدنيين” مضيفا “ما نشهده مشين تماما ولا شك ان النظام السوري مسؤول عن انتهاكات للقوانين الدولية”.
كان مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو اعلن الثلاثاء ان “سوريا باتت الآن في حرب اهلية” مشيرا الى “ارتفاع هائل في وتيرة العنف” مع تصاعد المعارك بين القوات الحكومية وقوات من المعارضة واشتداد القصف على معاقل الانتفاضة.
وقال راسموسن الذي يقوم بزيارة دبلوماسية الى استراليا انه ليس واثقا ما اذا كان من الممكن وصف الوضع بحرب اهلية “من وجهة نظر قانونية”.
وتابع “لكن من المؤكد ان الوضع في سوريا خطير جدا وشهدنا فظاعات ارتكبها النظام والقوات الموالية له” مؤكدا “انني ادين بشدة هذه الاعمال”.
ورأى راسموسن أن فشل مجلس الامن الدولي في التوصل الى اتفاق لتشديد الضغط على دمشق “خطأ جسيم” معتبرا ان بوسع روسيا لعب “دور اساسي” من اجل وقف العنف واعادة السلام الى سوريا.
كلينتون تحذر من تصاعد العنف في سورية في ظل مروحيات روسية جديدة
عواصم- (د ب أ): حددت الولايات المتحدة الثلاثاء منتصف تموز/ يوليو المقبل كـ(حد أقصى) لنجاح خطة السلام المتعثرة التي اقترحها المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان بشأن سورية، وقالت إنها ستعمل على خطط من أجل انتقال سياسي سلمي.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري رودهام كلينتون إن الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل خطة عنان المكونة من ستة نقاط، لأن جهوده بالنيابة عن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تمثل وحدة هدف دولية “غير مسبوقة”.
وذكرت في معهد (بروكينجز) للأبحاث بواشنطن أن “ازدراء” الرئيس السوري بشار الأسد لخطة السلام كثف الجهود الدولية، التي شملت روسيا، لتحديد ملامح انتقال سياسي لحقبة ما بعد الأسد. وأكدت أن الولايات المتحدة ترفض انضمام طهران للمحادثات بسبب دعمها العسكري لدمشق.
وأضافت كلينتون أنها ناقشت الخطط المستقبلية مع عنان الأسبوع الماضي. وقالت “لدينا حد زمني في أذهاننا لرؤية إذا ما كانت جهود عنان ستنجح أم لا. الحد الأقصى هو منتصف تموز/ يوليو المقبل، عندما يقرر مجلس الأمن الدولي ماإذا كان سيمدد مهمة مراقبي السلام هناك أم لا”.
وكانت كلينتون قد ذكرت الثلاثاء إن روسيا ترسل مروحيات حربية جديدة لسورية، وحذرت من أن هذا ربما يزيد بصورة “كبيرة للغاية” من مستوى العنف في البلاد.
وأضافت أن الولايات المتحدة “قلقة” إزاء “المعلومات الأخيرة عن ان هناك مروحيات مقاتلة في طريقها من روسيا لسورية، وهو الأمر الذي سيصعد من الصراع بصورة كبيرة للغاية”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند إن ارسال شحنات من مروحيات هجومية ستتناقض مع التطمينات من روسيا بأن صادراتها العسكرية لسورية “لا يمكن أن تستخدم ضد المدنيين”.
وباعت روسيا على مدار سنوات معدات عسكرية لدمشق. وقالت نولاند إن هناك بالفعل “مروحيات سوفيتية الصنع أو مروحيات روسية الصنع… يستخدمها النظام ضد شعبه”. وأوضحت أن كلينتون لا تشير إلى الطائرات الموجودة بالفعل في سورية.
ومن ناحية أخرى، قال رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفي لادسوس الثلاثاء إنه يعتقد أن سورية في حرب أهلية، وهذا احتمال كان قد حذر منه بالفعل مسؤولون بارزون بالأمم المتحدة.
وقال لادسوس لصحفيين، لدى سؤاله في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، عما إذا ما كان الصراع في سورية تصاعد لحرب أهلية “نعم، أعتقد أنه يمكن قول ذلك”.
وأضاف لادسوس “أعتقد أن هناك زيادة هائلة في مستوى العنف… إنها زيادة هائلة بالفعل، تشمل بطريقة ما، بعض التغيير في طبيعة الحرب. ما يحدث هو أن الحكومة السورية فقدت مساحات كبيرة من الأراضي ومدن عديدة لصالح المعارضة وترغب في استعادة السيطرة على هذه المناطق”.
وقال “لدينا تقارير مؤكدة عن استخدام دبابات ومدفعية ومروحيات هجومية أيضا، وهذا بالفعل أصبح على نطاق واسع”.
ومن ناحية أخرى، قال متحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف إن مجموعة الاتصال الدبلوماسية التي تشكلها الأمم المتحدة حاليا من المقرر أن تعقد أول اجتماع لها “قريبا” لمنح “قوة” للخطة السداسية بشأن سورية والتي اقترحها المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان.
وتسعى الأمم المتحدة لتشكيل مجموعة اتصال للمساعدة في تفعيل خطة عنان المتوقفة. ولا يعرف بعد الدول والأشخاص المشاركة في المجموعة، والتي ستعمل على دفع الحكومة السورية والمعارضة لتطبيق خطة وقف إطلاق النار.
وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم عنان، إن “المجموعة ستلتقي … الجهود الدبلوماسية كثفت من كل الأطراف”.
وأضاف فوزي أن “هدف تشكيل هذه المجموعة هو منح قوة للخطة… لإقناع الأطراف لتطبيق كل بنودها”.
وقالت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة من أجل الأطفال والنزاعات المسلحة اليوم الثلاثاء، إن الأطفال في سورية، وبعضهم دون التاسعة من العمر، قتلوا وشوهوا، وتعرضوا لاعتقال تعسفي وتعذيب وعنف جنسي واستخدموا كدروع بشرية.
وقالت راديكا كوماراسوامي إنه “في كل الحالات تقريبا” كان الأطفال ضمن ضحايا العمليات العسكرية التي ارتكبتها القوات المسلحة السورية وقوات تابعة للاستخبارات ومليشيات (الشبيحة) الموالية للنظام في قتالهم ضد المعارضة.
وأعلنت في تقرير سنوي مفصل عن العنف ضد الأطفال في 52 دولة إن “هناك زيادة استثنائية في العنف ضد الأطفال في سورية”.
وأضيفت سورية وليبيا إلى القائمة للمرة الأولى هذ العام.وغطى التقرير الصراع في سورية منذ اندلاع الاضطرابات في آذار/مارس 2010. وبعثت كوماراسوامي فرق محققين لإجراء مقابلات مع لاجئين على الحدود بين سورية وجيرانها.
وذكر التقرير أنه في أحد المرات في 9 آذار/مارس ، حاصرت القوات السورية و”الشبيحة” قرية عين العروس في محافظة إدلب لشن هجوم دام أربعة أيام. وقتل 11 مدنيا في اليوم الأول بينهم ثلاثة صبية تتراوح أعمارهم بين 15 عاما و17 عاما. وأحرقت القرية بعدما اعتقلت القوات ثلاثة وأربعين شخصا وأطلقت النار على أربعة منهم بينهم صبيان تتراوح أعمارهما بين 14 عاما و16 عاما.
وأشار التقرير إلى إنه تلقى “بعض المزاعم ذات المصداقية ” مفادها أن المعارضة المسلحة وبينها الجيش السوري الحر استخدما الأطفال في القتال، على الرغم من نفي الجيش السوري الحر لذلك.
وعلى الصعيد الميداني، منع سوريون موالون للرئيس السوري بشارالاسد مراقبي الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء من الوصول لبلدة الحفة المحاصرة في محافظة اللاذقية شمال غرب البلاد، ما أثار مخاوف بين نشطاء المعارضة من وقوع مذبحة جديدة.
وقال رامي عبدالرحمن، المتحدث باسم المرصد السوري لحقوق الإنسان، ” سنحمل المبعوث الدولي كوفي عنان المسؤولية في حال وقوع مذبحة في الحفة… أدعو الأمم المتحدة وعنان بصورة خاصة إلى التدخل الفوري لإنقاذ المدنيين”.
وأضاف عبدالرحمن لوكالة الأنباء الألمانية إن الجيش يستخدم المدفعية الثقيلة ضد البلدات والقرى القريبة، وأصيب العشرات.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 14 ألف شخص قتلوا في سورية منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في آذار/ مارس 2011 ، بينما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل ما يربو على تسعة آلاف شخص منذ ذلك الحين.
الامم المتحدة: سورية دخلت مرحلة الحرب الاهلية واطلاق نار على المراقبين ومنعهم من الوصول للحفة
اتهمت الحكومة باستخدام الأطفال كدروع.. وكلينتون قلقة من مروحيات روسية
نيويورك ـ دمشق ـ جنيف ـ وكالات: بعد نحو شهرين على انشاء بعثة المراقبين الدوليين، اعلن مسؤول كبير في الامم المتحدة ان سورية باتت ‘في حرب اهلية’ وان الحكومة السورية فقدت السيطرة على ‘اجزاء واسعة من اراضيها’.
وردا على سؤال حول ما اذا كان يظن ان سورية دخلت مرحلة الحرب الاهلية، قال مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو لمجموعة صغيرة من الصحافيين في نيويورك ‘نعم اظن انه يمكننا قول ذلك. من الواضح ان ما يجري هو ان حكومة سورية فقدت السيطرة على انحاء واسعة من اراضيها، على مدن عدة، لصالح المعارضة وهي تحاول استعادة السيطرة عليها’. واضاف ‘هناك ارتفاع هائل في وتيرة العنف’.
وفي الاطار نفسه اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء ان تمديد مهمة بعثة المراقبين في سورية بعد تموز (يوليو) سيكون صعبا اذا لم يحصل تقدم في تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لاحلال السلام في هذا البلد.
وقالت الوزيرة الامريكية خلال اجتماع في واشنطن ‘اذا لم يحصل تحرك ملحوظ بحلول ذلك التاريخ فسيكون صعبا جدا تمديد مهمة خطرها متزايد على المراقبين على الارض’.
في غضون ذلك، أشار تقرير للأمم المتحدة حول الأطفال في الصراعات المسلحة إلى أن الأطفال السوريين عرضة للقتل والتمثيل بالجثث والاعتقالات القسرية والاعتقال والتعذيب والعنف الجنسي، كما يتم استخدامهم كدروع بشرية.
وقال التقرير الذي استند إلى أقوال عشرات الشهود: ‘يتم اقتياد الأطفال والبنات من سن ثماني سنوات إلى 13 سنة قسرا من منازلهم ليستخدمهم الجنود كدروع بشرية، حيث يضعونهم في مقدمة أو على نوافذ الحافلات التي تنقل الجنود لدى توجههم لاقتحام المناطق المضطربة.
وقتل 36 شخصا على الاقل في سورية الثلاثاء في قصف واعمال عنف اخرى بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتعرضت ثلاث سيارات تقل مراقبين دوليين الثلاثاء الى اطلاق نار بعد ان اجبرت على مغادرة منطقة الحفة في محافظة اللاذقية، بحسب ما افادت المتحدثة باسم البعثة سوسن غوشة في بيان.
وذكرت غوشة في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه انه ‘تم اطلاق النار على ثلاث سيارات تقل المراقبين فيما كانوا يغادرون منطقة الحفة (غرب) باتجاه ادلب (شمال غرب)’، مشيرة الى ان ‘مصدر اطلاق النار لا يزال غير واضح’.
واوضحت المتحدثة ان المراقبين كانوا يعودون ادراجهم بعد ان اجبروا على مغادرة المنطقة حيث تصدت لهم ‘حشود غاضبة’ لدى محاولتهم الوصول الى الحفة و’احاطت بسياراتهم ومنعتهم من التقدم’.
ومنع عدد من سكان قرية الشير في ريف اللاذقية من الموالين للنظام السوري الثلاثاء وفدا من المراقبين الدوليين من بلوغ مدينة الحفة المجاورة، وفق المرصد.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ‘قطع سكان قرية الشير الموالية للنظام طريقا رئيسيا تقود الى مدينة الحفة، باجسادهم حين تمددوا ارضا امام سيارات المراقبين’.
واوضح ان ‘الحاجز البشري’ حال دون مواصلة الفريق طريقه، ‘فعاد ادراجه للبحث عن طريق اخر من اجل الوصول الى المدينة’.
بينما ذكر التلفزيون السوري الرسمي من جهته في شريط اخباري ان ‘اهالي ريف اللاذقية حاولوا شرح معاناتهم من المجموعات الارهابية المسلحة لوفد من بعثة المراقبين اثناء مروره في قراهم، لكنه لم يستمع اليهم، بل قامت احدى سياراته بدهس ثلاثة مواطنين، اثنان منهم في حالة خطرة’.
واتهمت سورية الثلاثاء الولايات المتحدة بـ’دعم المجموعات الارهابية المسلحة’ والتغطية على جرائمها، في حين تواصل القوات النظامية السورية لليوم الثامن على التوالي قصفها لمدينة الحفة المحاصرة في محافظة اللاذقية غرب البلاد.
واعتبرت الخارجية السورية في بيان الثلاثاء ان التصريحات الامريكية ‘تقلب الحقائق وتزور ما يجري على الارض وتشجع المجموعات الارهابية المسلحة على ارتكاب مزيد من المجازر والعنف والارهاب ليس في الحفة فحسب بل في جميع ارجاء سورية’.
واشارت الخارجية الى ان الإدارة الأمريكية ‘تابعت تدخلها السافر في الشؤون الداخلية لسورية ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة والتغطية على جرائمها وتشويه الحقائق حول سورية’.
ومن جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الثلاثاء ان الوضع يتدهور في العديد من اجزاء سورية في وقت واحد مع اشتداد القتال مما يحول دون تلبية كل الاحتياجات الانسانية على الفور.
وقال المتحدث باسم الصليب الاحمر هشام حسن لرويترز ان المنظمة وهي الوكالة الدولية الوحيدة التي تنشر عمال مساعدات في سوريا تحاول تحديد مكان مئات الناس من المعتقد انهم فروا من القتال في عدة اجزاء من محافظة حمص الى مناطق اكثر امنا في المحافظة.
وتعرضت الحفة الثلاثاء ولليوم الثامن على التوالي الى قصف مركز، في وقت قتل 36 شخصا في اعمال عنف الثلاثاء في البلاد.
وتواصل القوات النظامية السورية قصفها لمدينة الحفة التي استقدمت اليها ‘تعزيزات عسكرية’، بحسب ما ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.
وقال عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان ‘قوات النظام تستخدم في قصفها قذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ’، مشيرا الى ان ‘مئات المقاتلين المعارضين يتحصنون في الحفة وجبل الاكراد المجاور’.
وقال ان ‘النظام فقد السيطرة على مناطق عديدة من دون ان يعني ذلك ان المقاتلين المعارضين سيطروا عليها’.
صحف بريطانية: تسليح المعارضة وانشاء منطقة آمنة كفيل بمنع تصدير الازمة السورية للجيران واحسن طريقة لتنحية الاسد مواصلة عزله اقتصاديا.. والتدخل الخارجي سيزيد تعقيد الازمة
بعد الخيار العسكري هيغ يحذر من القاعدة والعسكريون البريطانيون مندهشون ويقولون ما زلنا نتعلم من دروس العراق
لندن ـ ‘القدس العربي’: القاعدة اوجدت موطئ قدم لها في سورية، القاعدة موجودة ولكن لا تشكل خطرا والقاعدة ليست موجودة قطعا لان الغالبية المسلمة في سورية من السنة المعتدلين ولن يسمحوا بدخولها.
هذه تحليلات ظلت تطرح كلما نوقش موضوع التدخل العسكري في سورية وتسليح المعارضة، خشية ان تقع الاسلحة في ايدي القاعدة، ومن خلالها بررت السعودية منع دعاة سعوديين من جمع اموال لمساعدة السوريين اسوة بما قامت به السعودية ودول الخليج الاخرى اثناء الجهاد الافغاني في ثمانينات القرن.
ومع تطور الوضع فان الاخبار ‘السيئة’ للغرب ان القاعدة فعلا موجودة حسب تصريحات وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الذي تحدث فيها عن خطر القاعدة وبنفس الوقت شجب افعال النظام الذي يستخدم الطائرات والاطفال دروعا بشرية حسب مسؤولي الامم المتحدة.
موجودة
فبحسب التقييمات الامنية التي قامت بها الاجهزة الاستخباراتية البريطانية فقد اظهرت وجودا لتنظيم القاعدة، واخبر هيغ مجلس العموم ان الحكومة البريطانية تعتقد ان القاعدة او تنظيمات مرتبطة بها قد ارتكبت افعال عنف ولم يقدم الوزير البريطاني اية ادلة، وتؤكد تصريحاته ما سبق وتحدث الامريكيون عن اشارات لدخول تنظيم القاعدة خاصة ان زعيم التنظيم، ايمن الظواهري دعا اتباعه في كل انحاء العالم لمساعدة ‘اخوانهم’ السوريين. وتأتي تصريحات هيغ هذه بعد ان وصف الوضع في سورية انه بات يشبه البوسنة ولم يستبعد حلا عسكريا للازمة.
وقد اثارت تصريحاته دهشة العسكريين البريطانيين الذين تعجبوا من توقيتها خاصة ان بريطانيا ما زالت تتعلم من دروس الحرب الكارثية في العراق والمهمة التي لم تنجز في افغانستان. ويرى محللون ان وضع جنود على الارض في منطقة متفجرة فيه الكثير من المخاطر وسيؤدي الى مقتل الكثيرين، فالعملية ان قام بها الناتو او غيره ستكون مكلفة بشريا. وعندما يتحدث ويليام هيغ عن الخيار العسكري فانه ينسى الكلفة المادية للمهمة، ففي حالة ليبيا تكفلت دول عربية بدفع الجزء الاكبر من الميزانية، لكن في الحالة السورية فقدرة بريطانيا على دفع الفاتورة ستكون متأثرة بخفض ميزانيات الدفاع. ويضاف الى هذا قوة الدفاع الجوي السوري، فقد ظل الناتو يقصف الدفاعات الجوية الليبية الفقيرة لمدة اشهر قبل ان ينهي النظام، وفي حالة سورية ستكون المهمة اصعب. واشارت صحيفة ‘اندبندنت’ الى اجتماع عقد في معهد الخدمات المتحدة ـ روسي – الذي ناقش فيه عسكريون مستقبل الحروب البرية وقدرة الجيش البريطاني على التعامل معها، وناقش المجتمعون الدرس العراقي والافغاني حيث قالوا ان الوقت الآن وقت التفكير وليس وقت ارسال فرق حربية الى بلاد بعيدة. ولم يشر اي من المجتمعين الى ضرورة ارسال بريطانيا قواتها الى سورية. وقال التقرير ان الكثير من القادة العسكريين عبروا عن دهشتهم عندما لم يستبعد هيغ الخيار العسكري في سورية في وقت ينتظر اكثر من اربعة الاف جندي ابلاغ انهاء الخدمة. ففي الوقت الذي ارسلت فيه بريطانيا 12 الف جندي للبوسنة التي يقول هيغ ان الحرب التي حدثت فيها باتت تشبه ما يحدث في سورية، فيما لا يزال 9500 جندي في افغانستان فان التزام بريطانيا في حرب جديدة امر مستبعد. وبعيدا عن الاعتبارات العسكرية يقول جنرال بريطاني شارك في حرب العراق ان ما يمنع حدوث التدخل هو غياب الارادة السياسية كما حدث في العراق وافغانستان وليبيا التي صدر بشأنها قرار من مجلس الامن. ويضيف ان الجيش البريطاني لا يزال في افغانستان ولا يعرف احد ما ستؤول اليه الاوضاع في ليبيا، وتساءل هل من الحكمة الدخول في حملة عسكرية جديدة.
ونقل عن القائد السابق للبحرية البريطانية الادميرال سير آلان ويست قوله ان ارسال قوات لسورية سيكون الخيار الاسوأ لان دخول قوات غربية الى سورية التي تعاني من حرب اهلية طائفية الطابع لن يؤدي الا لاشعال النار في الحرب المستعرة. وربط التدخل ان حصل وان استطاع الاوروبيون تنفيذه بالمساعدة الامريكية التي يقول انها لن تأتي لان امريكا لا تريد ان تضع قدمها في حرب جديدة. وعلق الجنرال سير مايك جاكسون الذي قاد قوات الناتو في كوسوفو ان اصوات التدخل العسكري هي ذات طابع سياسي لممارسة الضغط كلما حدثت مجزرة.
ولكنه دعا للحذر حيث قال ان بريطانيا ليست قادرة على التدخل وحدها وان حصل فيجب ان يتم ضمن قوة دولية. ونقل عن العميد بن باري الذي عمل في البوسنة ولديه خبرة واسعة هناك قوله ان هناك ملامح الشبه اقل من الفروق ففي البلقان قامت الاطراف الثلاثة في الحرب بانشاء جيوش من الجيش اليوغسلافي القديم وهذا ليس موجودا في سورية، كما حذر من امكانية قيام اسرائيل بضرب المنشآت النووية الايرانية مما يعني ان الوقت ليس وقت التدخل العسكري. ولا يستبعد الكثير من العسكريين خسائر كبيرة ان حدث التدخل، فالنظام الجوي السوري قوي ومتقدم، ففي حالة ارسال طائرات تورنيدو فهناك امكانية اسقاط بعضها الا في حالة استخدام الطائرات العسكرية الامريكية.
اهمية المنطقة الامنة
لكن ‘التايمز’ ترى في افتتاحيتها الرئيسية ‘اشباح البلقان’ قائلة ان قوات الاسد لا تزال تواجه المعارضة بالمعدات الثقيلة من اجل سحقها وترجيح ميزان الكفة لصالح النظام، واشارت الى ان تلكؤ الغرب في التعامل مع الازمة البوسنوية، وترى الصحيفة ان الضغط كي يرحل الاسد ليست دعوة مفتوحة لتغيير النظام، ولكنها نابعة من حاجة انسانية كي يتوقف القتل. كما ان السوريين يبحثون عن الوسائل للدفاع عن انفسهم ومن خلال تزويدهم بالاسلحة الثقيلة، وانشاء منطقة آمنة على الحدود وعزل نظام الاسد فسيكون الغرب قادرا على منع انتشار العنف وخروجه من سورية الى الجيران.
وفي غياب الحل العسكري فالسؤال المطروح منذ الازمة هو كيف نتخلص من الاسد على الرغم من الدعم الروسي والايراني له، هل هناك طريقة ما لاخراجه من السلطة؟
استراتيجية الاسد
وفي مشاركة في النقاش كتب المحلل المعروف في مجلة ‘تايم’ الامريكية فريد زكريا مقالا طرح فيه سؤالا عن استراتيجية الرئيس السوري بشار الاسد، حيث قال هل يقوم نظام الاسد الشرس بتطبيق فكرة ان القمع يعمل من اجل سحق المعارضة، مشيرا الى ان مجزرة الحولة هي مثال اخر على استخدام هذه الاستراتيجية التي لا تقدم تنازلا. وبحسب تفكير النظام السوري فان ينظر ويتعلم مما حدث في كل من ليبيا ومصر، حيث ابدى كل من حسني مبارك ومعمر القذافي ترددا ادى لزرع الشك في نفوس مؤيديهم وتقوية معارضيه. وفي ضوء فشل خطة عنان المحتوم والتي تقوم على التفاوض حول رحيله اي الاسد، يدعو زكريا امريكا واوروبا والمجتمع المتحضر للعمل على تنحية الاسد، ولكن كيف؟ هل هناك طريقة ذكية للتخلص منه. ويرى ان التدخل العسكري ولاسباب عدة مستبعد، لان سورية ليست مثل ليبيا كبيرة المساحة والتي تمنح المقاتلين الفرصة للتراجع والتزود بالسلاح، فمساحة سورية لا تساوي الا عشر مساحة ليبيا، ومع ذلك فكثافتها السكانية اكبر من ليبيا بأضعاف. اضافة الى ذلك فالمقاومة السورية لم تستطع لحد الآن السيطرة على مناطق كما فعلت المعارضة الليبية التي سيطرت على منطقة الشرق ومناطق الجبال في الغرب. ويضيف الكاتب اسبابا اخرى وهي ان غالبية السكان في سورية يعيشون في المدن مثل العاصمة دمشق وحلب وغالبية هذه المدن لا تزال تحت سيطرة النظام مع ان المعارضة تؤكد انها ستنقل المعركة لدمشق وتقول انها تسيطر على مناطق خارج دمشق وتتحدث عن احتجاجات واسعة في احياء العاصمة، لكن هذه النشاطات ليست كافية لاسقاط النظام.
واهم معضلة تواجهها الازمة السورية هي معضلة المعارضة التي اتفقت اخيرا على تعيين معارض كردي رئيسا للمجلس الوطني السوري الذي ظل اعضاؤه يتقاتلون اكثر مما يعملون وهذا الوضع ادى الى تجاذبات وانشقاقات واستقالات داخل المجلس، لاسباب كثيرة، منها سيطرة هذا التيار او ذاك وغياب الشفافية.
غياب الاجماع
وما يجعل التدخل العسكري خيارا غير جذاب هو غياب الاجماع الدولي في حالة ليبيا نظرا لعلاقة روسيا وايران مع النظام، وهذا يعني كما يقول زكريا والبيت الابيض حربا بالوكالة بين ايران وحلفاء امريكا في المنطقة يدعم ويسلح كل طرف طرفا في الازمة السورية وهذا يعني حربا اهلية. فالحرب في سورية ستكون نسخة عن الحرب اللبنانية التي حصدت 150 الف قتيل خلال 15 عاما، اكثر من الحرب على ليبيا. والعامل الاهم هو غياب الانشقاق الكامل في الحالة السورية، فلا انشقاقات واسعة من داخل الحكومة، الجيش، الامن، الاستخبارات او طبقة رجال الاعمال. اضافة لنجاح النظام لابقاء الاقليات الى جانبه اما بالتهديد او الترغيب والرشوة، وبالنسبة للاقلية العلوية فانها تعرف انها ستتعرض للذبح حالة انهيار النظام. وفي غياب كل الخيارات فما هي الطريقة الذكية التي يقترحها زكريا، يرى ان العامل الاقتصادي هو كعب اخيل للنظام، فاستمرار الحظر والعقوبات الدولية المشددة سيفقد النظام قدرته على المواصلة وسيؤدي لانهيار النظام خاصة ان سورية دولة ليست نفطية ونقص المال والموارد سيؤدي اما الى انهيار كامل للنظام، او تفاوض لخروج آمن لرأس النظام.
ومن هنا يرى ان استراتيجية باراك اوباما في التعامل مع الازمة السورية هي في الاتجاه الصحيح وان العمل المشترك مع عدد كبير من الحلفاء كفيل بنجاح الاستراتيجية، وحتى وان لم تنجح الادارة بجلب روسيا الى التحالف ضد الاسد فعلى الادارة مواصلة الضغط على موسكو ان تخفف من معارضتها من العقوبات وفي النهاية فان روسيا ستتخلى عن حليفها الاستراتيجي الاسد في اللحظة الذي تراه فيها انه راحل لا محالة.
يعلون: الأحداث في سورية قد تستمر أشهراً طويلة لكن الأسد سيسقط في النهاية
تل أبيب ـ يو بي آي: قال نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعلون، إن الأحداث في سورية قد تستمر لأشهو طويلة لكن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط في نهاية المطاف، واعتبر أنه لا يوجد حالياً حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يعلون قوله خلال مؤتمر في الجليل للصناعات الكلاسيكية الثلاثاء، أن ‘الأحداث في سورية قد تستمر لأشهر طويلة لكن في نهاية المطاف نقدّر أن الأسد سيضطر إلى التنازل عن حكمه’.
وأضاف يعلون أن ‘النظام السوري يوجه ضربات للسكان المدنيين إنطلاقاً من مفهومه بأنه سيُخضع المتمردين وأيضاً من أجل ممارسة ضغط على الغرب من أجل التوصل إلى تسوية’.
وتابع يعلون أن قوة المعارضة السورية تتزايد وتحصل على دعم من عدة دول ‘وتبيّن أنها تتمتع بمسؤولية لكنها لم تنجح حتى الآن بالتغلّب على جيش النظام’.
وفي ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، إنتقد يعلون الدول الغربية، وقال إنها تتصرف بسذاجة في كثير من الحالات وتعاني مما وصفه بـ’أعراض الآنية’، وأن ‘الغرب يعتقد أن ينبغي حل أي مشكلة حتى لو لم يكن هناك حلاً لها، ولا يتحدثون عن إدارة الأزمة من دون حل آني، والصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني هو الحالة الكلاسيكية لهذا التوجّه’.
وتطرق يعلون إلى إيران وبرنامجها النووي قائلا إنه يوجد تفهّم في العالم اليوم بأنه لا يمكن إحتواء إيران نووية ولا مكان للمقارنة بين إيران وأنظمة أخرى لديها سلاح نووي وبالأساس كوريا الشمالية. وأضاف أن ‘الفرق البارز والأهم هو أن كوريا الشمالية لا تسعى ضد أنظمة بينما إيران، وحتى قبل حيازتها على قدرات نووية، تفعل ذلك في كثير من الدول والمناطق إنطلاقاً من نيّتها في نقل الثورة الإيرانية إلى جميع أنحاء العالم’.
وأردف أن ‘هذه الأمور تحدث في الساحة الخلفية للولايات المتحدة، في أمريكا الجنوبية، في سياق التشافيزم (نسبة للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز) والجهادية، وإضافة إلى ذلك هناك الدعم للنظام السوري والدعم لحزب الله في لبنان والصدام المباشر بين إيران والسعودية المتزايد في البحرين وكذلك ضلوع إيران في العراق وأفغانستان بواسطة دعم منظمات من أجل منع حالة إستقرار في هذه الدول’.
وتابع يعلون ‘لذلك فإننا نقول إنه ينبغي منع إيران من حيازة سلاح نووي’، مشيرا إلى أن ‘الحل من جانبنا هو أن يتنازل الإيرانيون عن برنامجهم عموماً وعن تخصيب اليورانيوم، ولا يهمنا إذا التخصيب بنسبة 20 بالمئة أو 3 بالمئة’.
وفي ما يتعلق بهجوم عسكري محتمل ضد إيران، قال يعلون إن ‘الخيار العسكري ما زال الخيار الأخير والأمل هو أن تقود العقوبات الإقتصادية بقيادة الولايات المتحدة والغرب إلى وضع معضلة أمام إيران بالتنازل أو عدم التنازل عن برنامجها النووي’.
وأضاف أنه ‘بهذه الطريقة أو تلك يجب وقف البرنامج النووي الإيراني وليت ذلك يتم بطريق غير حربية وليت ليس نحن من يفعل ذلك’.
وحول جولة المحادثات المقبلة بين الدول الكبرى وإيران المزمع إجراؤها في موسكو، قال يعلون إن موقف إسرائيل هو أنه ‘لن نهدأ حتى يتنازل الإيرانيون عن جميع أشكال تخصيب اليورانيوم ويخرجون اليورانيوم المخصب من إيران ويتم إغلاق منشأة التخصيب في قم، وحتى ذلك لن نهدأ لأننا لا نعتمد على الإيرانيين فهم يعرفون كيف يخدعون ويحتالون ويناورون’.
وأضاف أن ‘حقيقة أنهم مستعدون لدفع ثمن إقتصادي من أجل التقدّم هي التي تثير قلقنا’.
كلينتون: روسيا ترسل طائرات مروحية إلى سوريا.. وحلب محاصرة بقوات النظام
حددت مهلة لتقييم خطة أنان بحلول منتصف الشهر المقبل
واشنطن: هبة القدسي
وجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون انتقادا لافتا إلى روسيا ودورها في الأزمة السورية، قائلة إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق بشأن احتمال أن ترسل روسيا طائرات هليكوبتر هجومية إلى سوريا، معتبرة أن مزاعم روسيا بأن شحناتها من الأسلحة إلى سوريا لا ترتبط بالصراع «غير حقيقية بالمرة».
وقالت كلينتون في ندوة مشتركة مع الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، برعاية معهد بروكينغز في واشنطن أمس «واجهنا الروس بشأن وقف شحناتهم المستمرة من الأسلحة إلى سوريا. قالوا من آن لآخر إنه لا داعي لأن نقلق.. وإن كل شيء يقومون بشحنه غير مرتبط بتصرفات (الحكومة السورية) في الداخل. هذا غير حقيقي بالمرة». وتابعت «نشعر بالقلق بشأن أحدث معلومات وردتنا عن أن طائرات هليكوبتر هجومية في طريقها من روسيا إلى سوريا، وهو ما سيصعد الصراع بشدة».
وكشفت وزيرة الخارجية الأميركية معلومات حول «حشود للقوات السورية حول حلب. لقد حصلنا على معلومات حول هذه المسألة في الساعات الـ24 إلى 48 ساعة الماضية»، محذرة من أن «هذا قد يكون خطا أحمر للأتراك من حيث المصالح الاستراتيجية والوطنية لهم». وأضافت «نحن نراقب هذا التطور بحذر شديد».
ومن جهة أخرى، أعلنت كلينتون أن تمديد مهمة بعثة المراقبين في سوريا بعد يوليو (تموز) سيكون صعبا إذا لم يحصل تقدم في تطبيق خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لإحلال السلام في هذا البلد. وقالت «إذا لم يحصل تحرك ملحوظ بحلول ذلك التاريخ فسيكون صعبا جدا تمديد مهمة يتزايد خطرها على المراقبين على الأرض».
يذكر أن مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا تنتهي في 20 يوليو. وكان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سوريا أنان تفاوض على هذه البعثة وطلب يومها أن تكون مدتها ثلاثة أشهر. لكن كلينتون أكدت أن خطة النقاط الست التي وضعها أنان لحل الأزمة في سوريا «هي خطة جيدة لكنها بالطبع لم تطبق»، مشددة على أن «المهلة النهائية لهذا الأمر هي يوليو، حينها سيتعين على مجلس الأمن أن يقرر تمديد مهمة البعثة أم لا». وأضافت كلينتون «أنان يحاول إشراك روسيا في رسم خارطة طريق، وقد عقدت اجتماع مع أنان يوم الجمعة وقلت إن الخط الأحمر بالنسبة لنا هو إشراك إيران، لأن إيران لا تساند الأسد فقط، بل وتشترك في التدخل وتشجيع الميليشيات المنغمسة في الصراع الطائفي».
ولفتت كلينتون النظر إلى التحديات التي تواجه الدول المجاورة لسوريا، وقالت «نريد وضع نهاية للعنف من دون رؤية زيادة في أنشطة عناصر المعارضة تقود إلى حرب أهلية نحاول تجنبها». وأشارت كلينتون إلى التعقيدات المتعددة أمام التعامل مع الملف السوري، بما فيها هواجس دول الجوار والأقليات داخل سوريا. وقالت إن «جزءا من الصعوبات التي نواجهها في مواجهة ما يفعله الأسد يتمثل في وجود خوف لدى عناصر في المجتمع السوري مما سيأتي بعد نظام الأسد، وخوف من إقصاء عناصر من المجتمع السوري، وهناك جماعات مختلفة لديها رعب مما سيأتي بعد الأسد». وطرحت كلينتون عدة أسئلة منها «كيف ندير عملية انتقال سياسي في سوريا؟.. كيف نوفر تطمينات للمسيحيين والأكراد والسنة والعرب؟.. كيف نوفر ملاذات للاجئين؟». وقالت «لو كنت أملك إجابات عن هذه الأسئلة لكنت شاركتكم فيها، لكن هناك ضرورة لدفع الأسد للتنحي وإعطاء تطمينات لما سيأتي بعده».
وقال الرئيس الإسرائيلي إن الوضع في سوريا يمثل خطورة كبيرة، مبديا إعجابه الشديد بمقاومة السوريين الذين يواجهون النار كل يوم ويواجهون ديكتاتورا يقتل الأطفال. وأشار الرئيس الإسرائيلي إلى تطلعه للتوصل إلى حل لقضية السلام مع الفلسطينيين في أسرع وقت، وقال «الآن هو الوقت المناسب لعقد سلام مع الفلسطينيين، وهم يدركون أن ما يحدث في ثورات الربيع العربي يوفر لهم الوقت، والشباب العربي يدرك أن ما حدث من ثورات ليس بسبب الصراع العربي الإسرائيلي، وأن ما يحدث في سوريا وحدث في تونس ومصر وليبيا ليست له علاقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإنما حدثت الثورات بهدف وضع نهاية للديكتاتوريات».
وحذرت كلينتون من عدم تحقيق الثورات المردود الذي تتطلع إليها الشعوب، وقالت «المشكلة أن الالتزام بالديمقراطية ليس واضحا بعد في ذهن القادة والمواطنين، فالديمقراطية عندنا ليست انتخابات تحدث مرة وتنتهي، وإنما هي بناء لمؤسسات وحماية حرية الأقليات والمرأة وحرية الصحافة، وما نريد عمله هو تشجيع الدول التي تقوم بالتغيير على التعلم من تجارب دول أخرى».
وحول الملف النووي الإيراني قال بيريس «إيران ليست عدونا، والسبب أننا ضد إيران ليس فقط رغبتها في تصنيع قنبلة نووية، وإنما لأن القادة الإيرانيين – وليس الشعب – يريدون إعادة فرض سيطرتهم وبناء إمبراطورية من خلال الإرهاب، ونحن لا يمكننا السماح بذلك». وشدد الرئيس الإسرائيلي على أنه لا أحد يهدد إيران أو يقلل من نفوذها، مشيرا إلى أن الإيرانيين يستغلون الوقت والمفاوضات للوصول إلى أهدافهم. وقال بيريس «إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي هدد الإيرانيون بتدميرها».
مجزرة في دير الزور وقصف حمص وحلب.. والحفة تستغيث
الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: حركة الانشقاقات تضاعفت بعد مجزرة الحولة وعدد الضباط أصبح 1100
بيروت: كارولين عاكوم
بينما تتزايد وتيرة الانشقاق بين ضباط وجنود الجيش السوري النظامي، وبخاصة بعد المجازر الأخيرة في مختلف المدن، أكد ناشطون أن قوات الجيش السوري ارتكبت مجزرة جديدة في دير الزور شرق البلاد، مشيرين إلى أن أكثر من ثلاثين شخصا قتلوا جراء استهداف مظاهرة بقذائف آر بي جي ليلا في منطقة الجبيلة، الأمر الذي أدى إلى إصابة العشرات، كما أن عددا من الجثث لا تزال تحت الأنقاض.
ويأتي ذلك بينما وجه سكان الحفة في اللاذقية نداء استغاثة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ من كارثة محدقة جراء القصف المتواصل عليهم من قوات النظام. وأوضح ناشطون أنه لا يمكن الوصول إلى الجرحى في الحفة جراء اشتداد وتواصل القصف عليها، متحدثين عن نقص شديد في المواد الطبية والغذائية في الحفة التي تحيط بها بلدات موالية للنظام، مع العلم بأن الناشطين ذكروا أن موالين للنظام من منطقة الشير قطعوا الطريق الرئيسي لمدينة الحفة لمنع المراقبين من الوصول إليها.. وقال الناشطون إن فرقا من قوات النظام عمدت إلى حرق أراض زراعية وأجزاء من الغابات لإحكام الحصار على الحفة.
من جهتها قالت سوسن غوشة، المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، إنهم تلقوا بلاغات عن وقوع هجمات بطائرات عمودية على الرستن وتلبيسة في حمص. كما تحدثت عن اشتباكات عنيفة تدور في عدد من أحياء المدينة، وناشدت جميع الأطراف وقف القتال، للسماح بإجلاء المدنيين إلى مناطق آمنة ودخول المراقبين.
وفي بيان لاحق، ذكرت غوشة أنه «تم إطلاق النار على ثلاث سيارات تقل المراقبين فيما كانوا يغادرون منطقة الحفة باتجاه إدلب»، مشيرة إلى أن «مصدر إطلاق النار لا يزال غير واضح». وأوضحت أن المراقبين كانوا يعودون أدراجهم بعد أن أجبروا على مغادرة المنطقة، حيث تصدت لهم (حشود غاضبة) لدى محاولتهم الوصول إلى الحفة و(أحاطت بسياراتهم ومنعتهم من التقدم)»، مشيرة إلى أن هذه الحشود «التي يبدو أنها من سكان المنطقة»، قامت بعدها «بإلقاء الحجارة والقضبان الحديدية على سيارات الأمم المتحدة».. وأكدت غوشة أن المراقبين «عادوا إلى مراكزهم وهم الآن بأمان».
في المقابل، أعلن العقيد الطيار محمد النعسان في شريط مصور، انشقاقه عن النظام، وقال: «أعلن انشقاقي عن الجيش العربي السوري الذي تحول من حام للأرض والعرض إلى عصابة من القتلة والمجرمين، وأنضم إلى لواء أحرار حمص».. فيما أكد العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان بالجيش الحر، أن عدد الضباط المنشفين في الجيش الحر وصل إلى أكثر من 1100 ضباط، وحركة الانشقاقات تزايدت بشكل ملحوظ في المرحلة الأخيرة بعد مجزرة الحولة.
وقال الحمود «أصبح يعلن يوميا نحو 10 ضباط انشقاقهم، إضافة إلى عشرات العناصر من رتب مختلفة»، أما فيما يتعلق بالعمليات العسكرية، فيلفت الحمود إلى أنها شهدت انعطافا ملحوظا بعد مجزرة الحولة، وهي ترتكز هذه الفترة على مناطق إدلب بشكل رئيسي وحمص واللاذقية، ولا سيما في الحفة، حيث نقوم بالعمليات في محاولة لتخفيف الضغط عن الأهالي ولتحقيق توازن.
بدوره أكد عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية، أن أمس كان من أشد أيام القصف وطأة على الحفة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يأتي القصف من المناطق الموالية للنظام التي تحيط بالحفة، وهذا دليل على أن الهدف من مخطط النظام والعمليات التي ينفذها هو تهجير أهل الحفة بهدف الاستيلاء عليها، الأمر الذي يجعل الأهالي يرفضون الخروج منها، فيما يكثف النظام عملياته عليها».
وفي حين أشار الحسن أن قتلى الأيام الثمانية الماضية وصل إلى 100 في الحفة فقط، وأكثر من 200 جريح، لفت إلى أن العائلات تفتقد إلى الأطباء؛ في وقت لا يعمل في بلدتهم إلا طبيب واحد يتولى بمفرده مهمة معالجة المصابين في المستشفيات الميدانية، التي لا تسلم أيضا من قذائف النظام.
وأكد الحسن تعرض سيارات فريق بعثة الأمم المتحدة إلى إطلاق رصاص على الطريق أثناء توجههم إلى الحفة، وذلك في المناطق المؤيدة للنظام.
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن الحفة تعرضت إلى إطلاق نار كثيف جدا من جهة الأمن العسكري وجهة المستشفى وجهة القوس، وذلك بعد ضرب أربعة صواريخ متتالية من راجمة الصواريخ المتمركزة عند المستشفى.
وذكر اتحاد التنسيقيات أنه سمع إطلاق نار كثيف من البنايات الموجودة عند مفرق العيدو في جبل الأكراد مع استمرار الحرائق في منطقة المريج، كما سمع دوي انفجارات مجهولة المصدر وإطلاق نار في عدة أحياء منها الرمل الجنوبي والصليبة، وذلك على خلفية المظاهرات التي خرجت أول من أمس وقد تم اعتقال 3 شبان في الصليبة، لافتا إلى أن الانتشار الأمني الذي يزداد يوما بعد يوم طال استخدام الأمن لسيارات الأجرة والسيارات الخاصة التي تستخدم في عمليات الدهم والاعتقالات. ودارت اشتباكات عنيفة بحسب المرصد في إدلب بين الجيش الحر والقوات النظامية السورية المتمركزة عند معمل الزيت قرب بلدة سراقب، وسمعت أصوات انفجارات شديدة من المنطقة ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف. كما تعرضت بلدة حريتان منذ صباح أمس لقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحامها بعد أن تكبدت خسائر بالأرواح والمعدات خلال الأيام الفائتة إثر اشتباكات على مداخل البلدة.
وفي حمص، لفت المرصد إلى أن حي الخالدية لا يزال يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي، مشيرة إلى وقوع اشتباكات في ريف حمص بين القوات النظامية السورية والجيش الحر قرب قرية الغنطو. فيما ذكرت لجان التنسيق أن قصفا صاروخيا استهدف حي القرابيص في حمص.
وفي حلب قال ناشطون إن 6 أشخاص قتلوا من عائلة واحدة في قصف للجيش النظامي على عندان بريف حلب فيما استهدف القصف بلدتي بيانون وحيان بالأسلحة الثقيلة.
وفي درعا، أدى القصف المستمر خلال الأيام الماضية على مدن عدة بالمحافظة إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. واستيقظ أهالي عدة مدن، منها إنخل وجاسم بدرعا على حرق محاصيلهم الزراعية. ويقول الناشطون إن الجيش يقصف المدن من مشارفها ليلا ثم ينقل منصات إطلاق القذائف نهارا إلى مناطق أخرى. كما ذكرت لجان التنسيق أن بلدة صيدا تعرضت للقصف من اللواء 38 التابع لجيش النظام.
وفي دير الزور، وبخلاف قتلى المظاهرات، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام مدعمة بآليات عسكرية ثقيلة اقتحمت بلدة العشارة بدير الزور، وترافق الاقتحام مع إطلاق رصاص كثيف وبدأت هذه القوات تنفيذ حملة مداهمات واعتقالات في البلدة التي سيطرت فيها قوات معارضة على حاجز للقوات النظامية فيها وقتلوا عددا من عناصر الحاجز واستولوا على الأسلحة.
وفي مدينة البوكمال اغتيل مساعد أول في الأمن السياسي، وذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة دارت في الميادين بين الجيش الحر وجيش النظام ترافقت مع انفجار ضخم هز المدينة.
وارتفع عدد القتلى في حي الجبيلية بعد استهدافه بقذائف الهاون على ليل الاثنين الثلاثاء من بينهم طفلة، كما ارتفع إلى 12 عدد القتلى الذين سقطوا إثر انفجار سيارة مفخخة في شارع الوادي بحي الجورة بمدينة الزور ومن بينهم 3 أطفال.
وأفادت لجان التنسيق أن جيش النظام يقتحم بلدة العشارة بتعزيزات عسكرية ضخمة من دبابات وسيارات محملة بالجنود والشبيحة بالإضافة إلى سيارات تابعة للأمن العسكري وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي من رشاشات ثقيلة في المدينة.
وفي دمشق ذكرت لجان التنسيق المحلية أن جيش النظام اقتحم حي البرزة بأعداد كبيرة من السيارات المليئة بالجنود لليوم الثاني.
وفي حلب ذكر المرصد أن عدة بلدات بريف حلب الشمالي تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على المنطقة، كما استشهد خمسة مواطنين إثر سقوط قذيفة على منزلهم في بلدة عندان التي تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحامها. ولفتت لجان التنسيق أن مدينة عندان تعرضت لقصف عنيف على المدينة وعلى بلدتي حيان وبيانون، مع استمرار القصف على بلدة حريتان وقرية حردتنين حيث تم استخدام الصواريخ والرشاشات الثقيلة. وذكرت لجان التنسيق أن القصف استمر على حريتان وسقوط أكثر من 50 قذيفة وتهدم عدد كبير من المنازل وسجلت حركة نزوح للأهالي منها.
باراك: الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد إزاء التدهور في سوريا
تل أبيب: نظير مجلي
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أن جيشه يقف على أهبة الاستعداد إزاء تدهور الأوضاع السريع والمقلق في سوريا.
وقال باراك في خطاب له أمام الشباب الإسرائيلي الذين أنهوا دورة من سنتين في «الخدمة المدنية»، إن الأوضاع في سوريا مرعبة، حيث يقوم الرئيس بشار الأسد بتفعيل قوات عسكرية وعصابات شبيحة لذبح شعبه، وهذا يخلق أجواء توتر شامل داخل سوريا وعلى طول الحدود مع إسرائيل. ولذلك، فإن الجيش الإسرائيلي يراقب عن كثب ما يحصل في بلاد الشام ويقف على أهبة الاستعداد ويتابع تطورات الأحداث خشية نقل أسلحة متطورة أو غير تقليدية من الأراضي السورية أو إليها.
وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية قد أفادت أن القلق يساور قادة الأذرع الأمنية والجيش الإسرائيلي على ضوء التطورات الميدانية في سوريا، وعلى ضوء التقارير التي تتحدث عن نجاح الثوار في السيطرة على إحدى قواعد سلاح الجو السوري. وقالت الصحيفة إن «قيادة الجيش الإسرائيلي تخشى من وقوع أسلحة استراتيجية بأيدي منظمات عسكرية وإرهابية».
ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير نافيه، قوله في هذا السياق إن «سوريا هي أكبر مستودع للأسلحة الكيماوية في المنطقة، ولذلك على إسرائيل أن تظل يقظة للغاية». وقالت الصحيفة إن تصريحات نافيه «تعكس الخوف المتزايد في صفوف الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة من احتمال وقوع أسلحة دمار شامل، وبالذات الأسلحة الكيماوية، الموجودة بكميات كبيرة في سوريا، بأيدي الثوار والمتمردين على نظام الأسد، وبأيدي منظمات معادية لإسرائيل». وقال نافيه: «كنا نظن أنه بعد هذه الحرب، سيعم السلام طيلة أربعين عاما.. واليوم نعرف أن آمالنا خابت».
وقد خرج أحد سكان هضبة الجولان، ويدعى حمد عويدات، قائلا: إنه أحد المقربين للنظام السوري، بتصريحات حذر فيها إسرائيل من موقفها الجديد ضد الأسد. وقال خلال لقاء مع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إن «على إسرائيل أن تصحو وتدرك بأن المعارضة التي يتحمسون لها، فجأة سوف تنقلب على إسرائيل في حال تسلمها النظام». وقال: إنهم يحاولون الاتصال بإسرائيل الآن، ولكنهم في اللحظة التي يتولون فيها مقاليد الحكم، سيوجهون أسلحتهم نحو تل أبيب.
من جهة ثانية، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن خطة للجيش الإسرائيلي لإخلاء مئات آلاف المواطنين الإسرائيليين نحو منطقة النقب وإيلات الجنوب، في حالة تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي، أطلق عليها خطة الطوارئ «فندق النزلاء».
وجاء في التقرير أن إسرائيل تستعد لـ«يوم الحساب»، حيث تدربت الجبهة الداخلية على خطة لإجلاء الإسرائيليين القاطنين شمال ووسط إسرائيل إلى جنوبها في منطقة العربا وإيلات.
ووفقا لـ«يديعوت» فسوف تطرح خطة الإخلاء على وزراء الحكومة الأسبوع المقبل في إطار اللجنة الوزارية للشؤون الجبهة الداخلية، وتتضمن اقتراحا لجعل مستوطنة «أرئيل» في الضفة الغربية منطقة إخلاء مؤقتة. كما تحاكي خطة الإجلاء ليس فقط تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي كبير؛ بل لمواجهة كوارث طبيعة كالزلازل أو الهزات الأرضية، ولكن الهدف الرئيسي من خطة الجلاء الاستعداد لأي سيناريوهات محتملة على ضوء الثورات العربية. ويقود خطة الإخلاء وزير حماية الجبهة الداخلية متان فلنائي.
وقال فلنائي بأنه اطلع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على بالخطة، الذي تشاور حولها مع رئيس مجلس الأمن القومي، الجنرال يعقوب عميدرور، ثم أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لتنفيذها.
آخر محاولات إنعاش نظام الأسد إعلاميا.. قناة تلفزيونية جديدة
«الميادين» تبدأ بثها من بيروت
لندن: محمد جزائري
في واحدة من صور الاستمرار في التمدد الإعلامي لما كان يعرف بـ«محور الممانعة» الذي يمثله في المنطقة إيران وسوريا وحركات سياسية مسلحة مثل حزب الله، أعلن الإعلامي غسان بن جدو، المستقيل من قناة «الجزيرة» القطرية عن إطلاق قناة «الميادين» من خلال الاندماج مع قناة «الاتحاد» التي يرأسها نايف كريم المسؤول الإعلامي السابق في قناة «المنار» التابعة لحزب الله.
الإعلان عن إطلاق هذه القناة التي اختارت مقرا لها «بيروت» العاصمة اللبنانية، لم يكن مفاجئا، فقد تسربت أنباء التحضير لها منذ فترة، حتى إن اختيار بيروت كمقر رآه الكثير من المهتمين سياقا طبيعيا. فالنائب اللبناني نهاد المشنوق، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «بيروت منذ فترة طويلة وهي غرفة عمليات سياسية وإعلامية للمشروع الإيراني في المنطقة». وكان غسان بن جدو أظهر أخيرا في الأزمات التي تمر بها المنطقة، ميله الكامل لتصورات محور «الممانعة» السياسية، فهو يرى بحسب حوار أجري معه في قناة «المنار» التابعة لحزب الله أن «نظام بشار الأسد يتعرض لمؤامرة دولية» رغم ماكينة الموت اليومية التي يُعمِلها النظام في الشعب السوري وتنشرها جميع وسائل الإعلام. وأشار أيضا في ذات اللقاء إلى أنه «ضد توجه دول الخليج التي تشجع على تسليح المعارضة السورية، وأن هذا التوجه من دول الخليج يعلن حربا على هذه المنظومة ومحور كامل للمانعة والمقاومة» بحسب وصفه.
وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع غسان بن جدو، ولكن تعذر إيجاد رد منه حتى بعد التواصل مع سكرتيرته الشخصية.
في هذا السياق، يرى الكاتب الكويتي سامي النصف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «استخدام الإعلام من قبل محور الممانعة، هو في شق منه تأكيد على الإخفاق الذي يجده هذا المحور متمثلا في إيران وسوريا وحتى عراق صدام حسين، والنظام الناصري، وهو إعلام يهدف لتضليل الرأي العام عن الإخفاقات التنموية والبشرية على الأرض».
ويضيف «كشعوب عربية نتأثر كثيرا في قضية الخطاب المدغدغ للعواطف، خصوصا الخطابات التي تصف بعض الأفكار العقلانية لمحور (الاعتدال) في المنطقة بالخيانة والتهاون. لأننا لا نستوعب أن العمل السياسي الصحيح يقوم على الواقعية والوسطية والعقلانية، وهذا ما لا يرغب في تعزيزه الإعلام الذي يتبنى الأجندة والمشروع الإيراني والسوري في المنطقة».
قناة «الميادين» أعلنت عن استقطابها أفرادا ممن عملوا في قناة «الجزيرة» القطرية لفترات طويلة. وربما من أبرز الأسماء التي تم تداولها، سامي كليب كمدير للأخبار في القناة، وزوجته لونة الشبل التي كانت مقدمة برامج على قناة «الجزيرة»، وهي اليوم مستشارة إعلامية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، إضافة للمذيع اللبناني زاهي وهبي.
يقول مصدر مطلع من داخل قناة «الجزيرة» لـ«الشرق الأوسط» إن مكتب بيروت تحديدا قام بما «يشبه الانشقاق عن قناة الجزيرة، والانتقال لقناة الميادين» حيث شهد استقالات متعددة أخيرا على مستوى المقدمين ومحرري الأخبار وفرق العمل، بعد تزايد الضغط على النظام السوري الحاكم.
وبالعودة للنائب اللبناني نهاد المشنوق، يرى أنه «لم يعد ممكنا حماية نظام الأسد بأي منطق إعلامي مهما بلغت حرفيته، فالمجازر وكم الدماء التي يسيّلها يوميا على جبين الشعب السوري، أصبحت أكبر من قدرة أي إعلامي أن يغطي على هذه السياسة».
وختم حديثه «لسوء الحظ لم ينفذ أي عمل عربي جدي لمواجهة هذا المشروع الإيراني لا إعلاميا ولا سياسيا ولا حتى أمنيا».
كلينتون قلقة من استقدام مروحيات هجومية روسية ومن حشود عسكرية قرب حلب
الأمم المتحدة: الأسد فقد سيطرته على أنحاء واسعة من سوريا
كشف مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو أمس، أن “سوريا باتت الآن في حرب أهلية”، مؤكداً فقدان النظام السوري سيطرته على أنحاء واسعة من البلاد مقابل سيطرة المعارضة، موضحاً أن “هناك ارتفاعاً هائلاً في وتيرة العنف ما يشير الى تغير في طبيعة” النزاع.
وانتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس ما ذكر عن تزويد موسكو لسوريا بمروحيات هجومية، معتبرة أن هذه الخطوة “ستصعد الصراع بشكل دراماتيكي”، ومحذرة من حشود لقوات النظام حول مدينة حلب “ما يمكن أن يعتبره الأتراك خطاً أحمر في ما يتعلق بمصالحهم الاستراتيجية والوطنية”.
وقال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، إن التقرير الدولي الذي كشف عن قيام القوات السورية بإعدام أطفال في سن الثامنة وتعذيبهم واستخدامهم “دروعاً بشرية” خلال عمليات عسكرية، يعد واحداً من “انتهاكات عديدة خطيرة” يرتكبها النظام السوري. ميدانياً، سقط أمس ما يزيد عن ستين شهيداً برصاص كتائب الأسد واشتد هجوم قوات النظام على مدينة الحفة قرب اللاذقية أمس بعد أربعة أيام من القصف المتواصل، وأعلن الجيش السوري الحر أن مقاتليه انسحبوا من البلدة المحاصرة تحت ضغط مدفعية القوات الحكومية.
وفي العاصمة دمشق حيث سمعت انفجارات ضخمة ترافقت مع حملات اعتقال عشوائية، نشرت قوات النظام القناصة والحواجز في حي برزة تزامناً مع استنفار أمني واسع، واستمرت حملات القصف على أحياء في مدينة حمص وانتشرت حشود كبيرة لقوات النظام حول حلب.
أعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو أمس، ان “سوريا باتت الآن في حرب اهلية”، مؤكدا أن مهمة المراقبين هي “حفظ السلام في حين انه لا يوجد سلام لحفظه”.
ورداً على سؤال حول ما اذا كان يظن ان سوريا دخلت مرحلة الحرب الاهلية، قال لادسو لمجموعة صغيرة من الصحافيين “نعم اظن انه يمكننا قول ذلك. من الواضح ان ما يجري هو فقدان الحكومة لسيطرتها على انحاء واسعة من اراضيها، وعلى مدن عدة لصالح المعارضة، وهي بالتالي تحاول استعادة السيطرة عليها”. واضاف ان “هناك ارتفاعا هائلا في وتيرة العنف ما يشير الى تغير في طبيعة” النزاع.
وقال المسؤول الدولي “بات لدينا الان تأكيد ان هناك استخداما ليس للدبابات والمدفعية فحسب، بل ايضا للمروحيات الحربية”، وتابع “اصبح هناك نزاع على مستوى كبير لأن المعارضة تقاوم” قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقدم مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة تفاصيل حول اطلاق النار الذي تعرض له المراقبون الدوليون الثلاثاء على مقربة من مدينة الحفة في منطقة اللاذقية. وقال “لقد اصيبت سيارتهم بعدد كبير من الرصاصات ما يجعل من المؤكد ان اطلاق النار عليهم كان متعمدا”.
ووصف لادسو مهمة المراقبين بأنها “مهمة مراقبة غير قادرة على مراقبة وقف لاطلاق النار، لانه لا يوجد وقف لاطلاق النار. هذا افضل وصف نستطيع ان نقدمه. ونحن نراقب الوضع بانتباه شديد”.
وأفاد تقرير للامم المتحدة نشر أمس ان القوات السورية قامت بإعدام اطفال في سن الثامنة وتعذيبهم واستخدامهم “دروعا بشرية” خلال عمليات عسكرية ضد معارضين.
وصرحت راديكا كوماراسوامي ممثلة الامم المتحدة الخاصة لشؤون الاطفال في النزاعات المسلحة قبل نشر التقرير “نادرا ما رأيت مثل هذه الوحشية ضد الاطفال كما في سوريا حيث الفتيات والصبيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب والاعدام ويستخدمون دروعا بشرية”. وأضاف التقرير حول “الاطفال في النزاعات المسلحة” ان قوات حكومية جمعت عشرات الصبيان الذين تراوح اعمارهم بين الثامنة والثالثة عشرة قبل شن هجوم على بلدة عين لاروز في محافظة ادلب في 9 اذار (مارس) الماضي.
وجاء في التقرير ان الاطفال “استخدموا من قبل الجنود وعناصر الميليشيات دروعا بشرية فوضعوا امام نوافذ حافلات تنقل عسكريين لشن الهجوم على البلدة”.
ومن بين القتلى ال11 في اليوم الاول ثلاثة فتيان بين ال15 وال17 بينما اعتقل 34 شخصا من بينهم فتيان اثنان في ال14 وال16 وفتاة في التاسعة. وتابع التقرير “في النهاية، تركت القرية ارضا محروقة بحسب ما افيد واردي اربعة من الموقوفين ال34 بالرصاص واحرقوا بمن فيهم الفتيان في ال14 وال16”.
واضاف التقرير ان اطفالا في التاسعة في سوريا تعرضوا للقتل والتشويه والاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك العنف الجنسي كما انهم استخدموا دروعا بشرية. وتابع التقرير ان “غالبية الاطفال الذين عذبوا تعرضوا للضرب وعصبت اعينهم ووضعوا في وضعيات مرهقة وجلدوا باسلاك كهربائية ثقيلة وحرقوا باعقاب السجائر وفي حالة موثقة تعرضوا لصدمات كهربائية في اعضائهم التناسلية”.
وروى شاهد على الاقل للمحققين ان فتى في ال15 تقريبا توفي من جراء الضرب المتكرر.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، إن ثمة معلومات تفيد أن روسيا تزود سوريا بمروحيات هجومية وأن قوات النظام تحتشد قرب مدينة حلب.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن كلينتون قولها في مؤتمر في واشنطن “نحن قلقون من المعلومات الأخيرة بأن مروحيات هجومية في طريقها من روسيا إلى سوريا، ما سيصعد الصراع بشكل دراماتيكي”.
وتابعت كلينتون أنه توجد إشارات على أن قوات الحكومة تحتشد حول مدينة حلب، وقالت “يمكن أن يكون ذلك خطاً أحمر للأتراك في ما يتعلق بمصالحهم الاستراتيجية والوطنية”.
وقالت إن الولايات المتحدة تدعم مساعي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الهادفة إلى تشكيل مجموعة دول تضم روسيا لإعداد “خارطة طريق للانتقال السياسي” في سوريا، غير أنها أضافت أن ضم إيران إلى المجموعة كما تطلب روسيا سيكون “خطأ كبيرا”، متهمة طهران بتدريب ودعم القوات الحكومية السورية والميليشيات التي تحملها واشنطن مسؤولية قتل المدنيين.
وفي ما يتعلق بالتمديد لمهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا في منتصف تموز (يوليو)، قالت كلينتون إنه بدون “تقدم واضح”، “سيكون من الصعب جداً تمديد العمل في المهمة التي تزداد خطورتها بالنسبة للمراقبين على الأرض”.
وفي باريس (مراد مراد)، أكدت فرنسا امس مجددا مشاركتها في تدخل عسكري لحل الأزمة السورية شرط استصدار قرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع، وجزمت في الوقت عينه بأنها لا تنوي تزويد المعارضين السوريين بالسلاح.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو امس “نواصل دعمنا الكامل لخطة كوفي انان ولهذا نحن نرحب بدعوته لعقد اجتماع لمجموعة اتصال، ونحبذ فكرة توسيع جهود الاسرة الدولية لتشمل بلدانا اكثر ولكن الاهم في كل هذا ان نتمكن من احراز تقدم في اتجاه التوصل الى عملية انتقال للسلطة بشكل سلمي”.
واكد استمرار التواصل مع روسيا بهذا الخصوص “غدا (اليوم) يزور المدير السياسي في الخارجية الفرنسية الى موسكو للبحث في عدد من القضايا التي تهم البلدين وبينها الأزمة السورية”.
ميدانياً، سقط اكثر من 60 شهيداً امس برصاص قوات النظام حسبما أعلنت لجان التنسيق المحلية.
وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة إن مقاتلي الجيش السوري الحر انسحبوا أمس من بلدة الحفة المحاصرة تحت ضغط القصف من جانب القوات الحكومية.
وقال المتحدث سليم العمر هاتفيا من مدينة اللاذقية الساحلية التي تبعد 30 كيلومترا إلى الغرب من الحفة، إن القصف الكثيف بمدفعية الميدان أجبر مئتي مقاتل كانوا يدافعون عن الحفة على مغادرتها. واضاف أن عدة آلاف من المدنيين تركوا في المدينة دون حماية من الميليشيات التي تحاصر البلدة.
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، “المستقبل”)
فقدان للسيطرة بسوريا والناتو يستبعد التدخل
استبعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) التدخل العسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، رغم إعلان مسؤول عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة أن سوريا تعيش حربا أهلية، مشيرا إلى أن حكومة دمشق فقدت السيطرة على مدن عدة وأنحاء واسعة من الأراضي لصالح المعارضة وتحاول استعادة السيطرة عليها.
وقال الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن إنه لا يوجد خطط للحلف للقيام بعمليات في سوريا، واعتبر في تصريحات له بأستراليا اليوم الأربعاء أن التدخل العسكري الأجنبي في هذا البلد ليس الطريق الصحيح، واصفا فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق لزيادة الضغط على دمشق بأنه “خطأ جسيم”.
وجاءت تصريحات راسموسن بعد ساعات من إعلان قائد عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة هيرفيه لادسو أن سوريا دخلت في حرب أهلية كاملة، بعد 15 شهرا من انطلاق الانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام، حيث تحاول حكومة دمشق استعادة السيطرة على مساحات واسعة من البلاد وعلى المدن التي سيطرت عليها المعارضة.
وردا على سؤال عما إذا كان يظن أن سوريا دخلت مرحلة الحرب الأهلية، قال لادسو “نعم أظن أنه يمكننا قول ذلك، من الواضح أن ما يجري هو أن حكومة سوريا فقدت السيطرة على أنحاء واسعة من أراضيها، على مدن عدة، لصالح المعارضة، وهي تحاول استعادة السيطرة عليها”.
طبيعة النزاع
وأشار قائد عمليات حفظ السلام في تصريحات للصحفيين في نيويورك أمس إلى ارتفاع وصفه بالهائل في وتيرة العنف مما يشير لتغير في طبيعة النزاع، موضحا أنه “بات لدينا الآن تأكيد بشأن استخدام مروحيات عسكرية هجومية يتسع وليس دبابات ومدفعية فقط”.
وبخصوص الهجوم الأخير وإطلاق النار الذي تعرض له فريق بعثة المراقبين الدوليين أثناء محاولته الوصول إلى مدينة الحفة في ريف اللاذقية، قال لادسو إن المراقبين يواجهون “مخاطر جدية تتعلق بسلامتهم” مشيرا إلى أن مهمة المراقبين “هي مهمة حفظ سلام في حين أنه لا يوجد سلام لحفظه، وهذا يختصر بالفعل الوضع”.
ووصف لادسو مهمة المراقبين بأنها “مهمة مراقبة غير قادرة على مراقبة وقف لإطلاق النار، لأنه لا يوجد وقف لإطلاق النار” الذي دخل حيز التنفيذ نظريا في 12 أبريل/ نيسان الماضي، لكن الالتزام به كان ضعيفا للغاية منذ البداية.
ومع اقتراب موعد نهاية مهمة بعثة المراقبين في 20 يوليو/ تموز فإن مجلس الأمن سيبحث في “خيارات عدة” لمستقبل هذه البعثة، وفق ما قال لادسو.
وفي المقابل، قال مارتن نتسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنه لا يوجد حتى الآن تشخيص شامل للوضع في سوريا يمكن بموجبه وصف ما يحدث بأنه حرب أهلية.
سقف خطة أنان
في غضون ذلك حددت وزيرة الخارجية الأميركية منتصف يوليو/تموز المقبل كـ”حد أقصى” لنجاح خطة السلام
المتعثرة التي اقترحها المبعوث الدولي العربي كوفي أنان بشأن سوريا.
وقالت هيلاري كلينتون -خلال مناقشة في معهد بروكينغز بواشنطن- إن “ازدراء” الرئيس السوري لخطة السلام كثف الجهود الدولية -التي شملت روسيا- لتحديد ملامح انتقال سياسي لحقبة ما بعد الأسد. وأكدت أن الولايات المتحدة ترفض انضمام طهران للمحادثات بسبب دعمها العسكري لدمشق.
من جانبه قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إنه أطلع أنان على موقف بلاده من الأحداث في سوريا، وأكد موقف تركيا الداعي إلى وضع جدول زمني لتطبيق خطة أنان.
في تطور متصل، قال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان إن مجموعة الاتصال الدبلوماسية التي تشكلها الأمم المتحدة حاليا من المقرر أن تعقد أول اجتماع لها “قريبا” لمنح “قوة” للخطة السداسية بشأن سوريا التي اقترحها أنان.
قلق أميركي
من جهة ثانية، قالت كلينتون إن الولايات المتحدة قلقة من معلومات تشير إلى إرسال مروحيات روسية هجومية إلى سوريا، متهمة موسكو بالكذب بشأن شحناتها للأسلحة. وأضافت “إننا قلقون بشأن معلومات أخيرة لدينا تشير إلى إرسال مروحيات هجومية من روسيا إلى سوريا، من شأنها أن تصعد النزاع بشكل مأساوي”.
وأوضحت أن الولايات المتحدة واجهت الروس لوقف شحناتهم المستمرة من الأسلحة إلى سوريا، لكنهم ردوا بأنه “لا داعي للقلق لأن كل شيء يقومون بشحنه غير مرتبط بتصرفات الحكومة السورية في الداخل”.
ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي إنه لا يملك معلومات عن شحنة مروحيات جديدة مرسلة لسوريا، لكنه أكد أن “نظام الرئيس بشار الأسد بدأ يلجأ إلى المروحيات لشن هجمات”. وشدد كيربي على أن بلاده تعلم باستخدام نظام الأسد “مروحيات هجومية ضد شعبه”.
مظاهرات ليلية تضامنا مع مدن تُقصف
قتلى بدرعا والجيش يقتحم الحفة باللاذقية
أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى في قصف عنيف على بلدة بصرى الشام بـدرعا في حين اقتحم الجيش النظامي بلدة الحفة بريف اللاذقية، وسط إطلاق نار كثيف وحملات اعتقال عشوائية بعد انسحاب مقاتلي الجيش السوري الحر من المنطقة. وقد شهدت المحافظات والمدن السورية مظاهرات ليلية تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد وتتضامن مع المدن التي تتعرض للقصف، وذلك بعد يوم دام خلف 65 قتيلا برصاص قوات النظام.
وأشارت الهيئة إلى أن بلدة بصرى الشام تتعرض منذ ما بعد منتصف الليلة الماضية لقصف من قبل قوات النظام، في حين منعت قوات الأمن ومليشيات الشبيحة التابعة للنظام إسعاف الجرحى وسط نقص حاد بالمواد الطبية.
كما شهدت اللجاة بدرعا أيضا قصفا عنيفا وانفجارات ضخمة لليوم الثالث عشر على التوالي، وأشارت شبكة شام الإخبارية إلى سقوط عشرات قذائف المدفعية ومن راجمات الصواريخ على البلدة، في حين تعرضت بلدة كفر شمس بنفس المحافظة لقصف بالهاون من قبل قوات النظام أوقع خسائر مادية وأدى لاشتعال منزلين وفق نفس المصدر.
وفي ريف حلب أفاد ناشطون بسماع دوي انفجارات ضخمة هزت مدينة عندان صباح اليوم ترافق مع إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل قوات الجيش المتمركزة على الحواجز، كما تم قطع التيار الكهربائي عنها, وسط نزوح أغلب السكان خوفا من وقوع مجازر.
وتعرضت قرية معرشمارين في معرة النعمان بمحافظة إدلب المجاورة لقصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية من قبل قوات الجيش وفق ناشطين.
اقتحام الحفة
في هذه الأثناء، أفادت شبكة شام أن جيش النظام اقتحم بلدة الحفة بريف اللاذقية وسط إطلاق نار كثيف وحملات دهم وتفتيش واعتقال عشوائية، جاء ذلك بعد انسحاب مقاتلين من الجيش الحر من المنطقة أمس تحت ضغط القصف من جانب الجيش النظامي.
وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة يدعى سليم العمر
-هاتفيا من مدينة اللاذقية الساحلية التي تبعد 30 كلم إلى الغرب من الحفة- إن القصف الكثيف بمدفعية الميدان أجبر المائتي مقاتل الباقين الذين كانوا يدافعون عن الحفة على مغادرتها.
وأضاف لرويترز أن “عدة آلاف من المدنيين تركوا في المدينة دون حماية من المليشيات العلوية التي تحاصر القرية”.
وكان مقاتلو الجيش الحر قالوا في وقت سابق أمس إنهم يكافحون لتهريب مدنيين محاصرين في الحفة وسط قصف عنيف، في حين قال مراقبو الأمم المتحدة إن العنف جعل اقترابهم من القرية أمرا شديد الخطورة.
من جهتها قالت شبكة شام الإخبارية إن الجيش النظامي اقتحم قريتيْ الزنقوفة والمشيرفة في ريف الحفة، مشيرة إلى أن الأهالي يوجهون نداء استغاثة لحمايتهم وسط مخاوف حقيقية من مجازر كبيرة.
وقد طالب المبعوث الدولي العربي كوفي أنان بالسماح لمراقبي الأمم المتحدة بدخول الحفة، لكن المراقبين الذين ذهبوا للمنطقة قالوا إنهم قرروا عدم دخول الحفة نفسها، معتبرين أن ذلك خطير للغاية.
قتلى وقصف
في غضون ذلك، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 65 شخصا أمس برصاص الأمن والجيش النظامي. وأفاد ناشطون أن قتلى سقطوا بينهم نساء وأطفال في قصف لقوات النظام لريف حلب.
كما استمرت قوات النظام في قصف حمص القديمة وريف حمص وريف حلب والحفة قرب اللاذقية وعدد من بلدات درعا، وأطلق الأهالي نداءات استغاثة في ظل النقص الحاد في المواد الطبية والغذائية.
وكانت قوات النظام ارتكبت مجزرة جديدة فجر الثلاثاء في دير الزور قتل فيها 31 شخصا وأصيب أكثر من سبعين آخرين، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وذلك بعدما استهدف قصف مدفعي للجيش النظامي مظاهرة في الجبيلة تندد بالمجازر التي حصلت بالمناطق الأخرى من البلاد وتنادي بالحرية وإسقاط النظام.
مظاهرات ليلية
وإزاء اشتداد القصف على العديد من المدن، شهدت المحافظات السورية عددا من المظاهرات الليلية التي تطالب برحيل الأسد وتعلن تضامنها مع المدن التي تتعرض للقصف.
ففي العاصمة دمشق تظاهر المئات ليلا في عدة أحياء مطالبين بمحاكمة الأسد وكبار المسؤولين عن المجازر التي ارتكبت في الحولة والقبير ودير الزور.
وفي عدد من مدن وبلدات ريف دمشق خرج عدد من المظاهرات الليلية التي تطالب بإسقاط النظام وبالانتقام من المسؤولين عن المجازر الأخيرة.
وشهدت أحياء عدة في مدينة حلب مظاهرات ليلية، تعهد خلالها المتظاهرون بالاستمرار في الثورة ضد النظام متضامنين مع المدن والأحياء التي تتعرض للقصف.
كما شهدت كل من محافظة درعا بجنوب البلاد وحما وسط ودير الزور شرقا مظاهرات ليلية مماثلة طالب المتظاهرون خلالها بالقصاص من المسؤولين عن المجازر.
الشبيحة.. انقلاب السحر على الساحر
قد تظهر المذابح الطائفية في سوريا المليشيات التي تعرف بالشبيحة وتدعمها السلطات في صورة المسخ الذي سينفر حلفاء سوريا ويدفع بالتدخل الخارجي وتمزيق أوصال البلاد، الأمر الذي سيسرع بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ولا يرى بعض المحللين منطقا عسكريا قويا يدفع دمشق لقتل عشرات المدنيين في هجومين في بلدتي الحولة والقبير في شمالي غربي البلاد وهو الأمر الذي ألهب المشاعر ضد الأسد في الخارج وفي صفوف من يؤيدونه من الأغلبية السنية في سوريا.
وقال البعض إن مسلحين من الشبيحة من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد والتي تسلحها النخبة في دمشق ربما تشن حملة لطرد السنة لإقامة منطقة عازلة حول معقل آمن للعلويين على ساحل سوريا.
وتزيد تلك التطورات الأمنية المخيفة من خطر تفكك سوريا على غرار ما حدث في الاتحاد السوفياتي السابق مما سيحدث هزة في نسيج الأعراق والطوائف في منطقة الشرق الأوسط.
وقال سياسي مسيحي في لبنان الذي كان مسرحا لحرب طائفية دامت 15 عاما “هذه المذابح نوع من التطهير العرقي، إنهم يطهرون مناطقهم مثلما حدث في البوسنة”.
سيناريو لبنان
وقال السياسي اللبناني -وهو على دراية بشكل الحرب الأهلية التي عانى منها لبنان- إن تكرار الأساليب نفسها مثل قتل النساء والأطفال بدا أن الهدف منه هو نشر الخوف على نطاق أوسع بين السنة الذين يعيشون في مناطق قريبة من المناطق ذات الأغلبية العلوية.
وقال السياسي اللبناني إن محاولة إيجاد معقل للعلويين على الساحل الغربي لسوريا قد يكون هو التفسير الوحيد لقتل 78 من السنة في القبير بعد قتل 108 أشخاص في الحولة.
وتصاعدت وتيرة العنف الطائفي منذ شهور في سوريا حيث قتل مدنيون من السنة والعلويين أو شردوا من منازلهم لكن المذابح في الحولة والقبير القريبتين من مدينتي حمص وحماة زادت من الضغوط على حلفاء الأسد في الخارج للتخلي عنه كما عززت مخاوف إراقة دماء في سوريا على غرار ما حدث في العراق.
وقال فواز جرجس من كلية الاقتصاد في لندن إن الشبيحة أصبحوا الآن المسخ الذي يهدد حياة صانعيه وذلك بعد إثارة نفور الطبقات الوسطى من السنة في المدن والتي كانت تؤيد الأسد وترى فيه حماية للنظام في مواجهة الفوضى وكذلك استياء الغرب وغضب الدول العربية السنية من إيران التي ترعى العلويين الشيعة، على حد قوله.
وأوضح جرجس أن النظام السوري خلق الشبيحة وحركهم وسلحهم وأصبحوا الآن يمثلون كابوسا بالنسبة له وهو كابوس يدمر أركان النظام نفسه بشكل أساسي.
وألقت جماعات معنية بالحقوق باللائمة في المذبحتين على مليشيا علوية ارتكبتهما في أعقاب قصف بالمدفعية مما يؤكد وجود شكل من أشكال الموافقة على ما حدث في الأوساط الرسمية.
قال مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، بول سالم إن حاشية الأسد ربما تخلي منطقة تقهقر لها في معقل العلويين لتفر إليها إذا ما لم تتمكن، رغم تفوقها الكبير في القوة، من الاحتفاظ بالسيطرة على كامل أرجاء سوريا.
خطة بديلة
وقال سالم إن القادة العلويين الذين أثاروا مخاوف بين الأقلية بأنها ستواجه انتقاما قويا من السنة إذا تمت الإطاحة بالأسد يعدون بالطبع لخطة بديلة وأضاف أنه إذا اضطروا للذهاب إلى هناك فقد يفعلوا ذلك.
ويعيش الكثير من العلويين الذين يمثلون 12% من السكان في سوريا ويصل عددهم إلى 2.5 مليون شخص في المنطقة بين الحدود اللبنانية والتركية بما في ذلك ميناء اللاذقية السوري الرئيسي. وكانت المنطقة في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين منفصلة وتحت الحكم الفرنسي.
وكانت المنطقة لوقت طويل منطقة ريفية فقيرة يسيطر عليها مالكو أراض وتجار من السنة وعلا شأن الكثير من العلويين منذ وصول الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والد بشار إلى السلطة عام 1970.
وظهر الشبيحة على الساحة في سوريا في الثمانينيات من القرن العشرين وكانوا يديرون تجارة غير مشروعة حتى يزيدوا من ثراء أقارب الأسد. وعلى الرغم من انضمام السنة إلى الشبيحة أيضا فإن هذه الجماعات أصبحت تضم علويين بالأساس منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد قبل 15 شهرا.
السعوديون يلغون العرضة والسامري تضامنا مع السوريين
القائمون على مهرجان الصيف في حائل يحولون الأوبريت الغنائي إلى إنشاد
العربية.نت
ألغت بعض العائلات في منطقة حائل بالسعودية مظاهر الفرح التي عادة ما تتخللها العرضة النجدية والسامري والدبكة، وسط مطالبة بتعميم ذلك على جميع حفلات الزواج بالمنطقة، تضامنا مع ضحايا الثورة السورية، واقتصرت حفلات الزواج على تقديم وجبة العشاء فقط.
فيما أجمع منظمو مهرجانات الصيف السعودية على إلغاء الوصلات الغنائية في أوبريت الافتتاح، وخلت مهرجانات أخرى من مظاهر الاحتفال لنفس السبب.
وبرز خلال الأيام الماضية مهرجان الطائف كأول مهرجانات الصيف الذي ألغى أوبريته الغنائي تضامنا مع الضحايا السوريين.
وبحسب ما نشرته صحيفة “الوطن” السعودية قام منظم مهرجان الصيف في حائل بتحويل الأوبريت الغنائي، الذي كان من المزمع أن يؤديه الفنانان محمد الزيلعي ونايف البدر، إلى حفل إنشادي، فيما شدد مسؤول منتديات شباب حائل محمد الجارالله “راع إعلامي للمهرجان” على أنه إذا ثبت وجود أوبريت غنائي فإن الفريق الإعلامي للموقع لن يغطي الأوبريت، وإن كلفهم ذلك سحب الرعاية الإعلامية من الموقع، وذلك تضامنا مع ما يحدث لإخواننا في سورية.
وأكد رئيس اللجنة الإعلامية لمهرجان حائل، بشير الزويمل أمس، أن إمارة المنطقة وجهت الأمانة بألا يشتمل حفل الأوبريت الغنائي على أي آلات موسيقية، بناءً على ما تقدم به منظم المهرجان.
واقتصرت أمسيات مهرجاني جدة وأبها الأكثر شهرة في المملكة على الأشعار.
وفي مهرجانات صيف الجوف وعرعر والقريات، لم يعلن عن أوبريت غنائي. واقتصرت مهرجانات الصيف في السعودية على برامج ترفيهية للعائلات، ومحاضرات وندوات.
دعم أوروبي لفرض عقوبات على سوريا وفق الفصل السابع
رئيس الحزب الليبرالي الأوروبي يدعو الناتو للتدخل ويتساءل عما ينتظره العالم
بروكسيل – نورالدين الفريضي
جدد الاتحاد الأوروبي دعمه لخطة كوفي عنان رغم الصعوبات التي تواجه تنفيذها من جانب النظام السوري. ودعت وزيرة الخارجية كاثرين آشتون، في كلمتها أمام النواب الأوروبيين في ستراسبروغ، إلى وضع خارطة طريق تتركز حول تشكيل “لجنة اتصال” وتسليط عقوبات دولية على النظام السوري بمقتضى الفصل السابع، وصوغ مسار سياسي للمرحلة الانتقالية.
إلى ذلك، دعا رئيس الحزب الليبرالي الأوروبي الاتحاد الأوروبي إلى دعم تدخل المجموعة الدولية لإنقاذ الشعب السوري، مشدداً على وجوب دعوة الناتو للتدخل.
وسأل غراهم واتسون، آشتون عما ينتظره العالم قبل أن يتدخل ويضع حدا للمأساة، وأضاف: “يمكن للأمين العام بان كي مون دعوة الناتو للتدخل ويجب تكليف محكمة الجزاء الدولية بالتحقيق في الجرائم التي ترتكب في حق المدنيين.
وفي ما يتعلق بالمعارضة السورية، أكدت آشتون على أن “تجديد القيادة” ليس كافياً وهناك حاجة إلى معارضة قوية وموحدة وذات مصداقية.
كما لفتت إلى أن الوضع في سوريا يزداد تدهورا من يوم إلى آخر ويضاعف العناصر الأكثر تشددا في مختلف الجهات. وأشارت إلى أنه في حال تواصل التصعيد العسكري، فإن الكارثة لن تحل بالشعب السوري فقط وإنما ستطال لبنان حيث التطورات الجارية مخيفة.
إلى ذلك، شددت على أن تنفيذ خطة كوفي عنان ليس سهلا، لكنها تظل الصيغة الوحيدة للخروج من الأزمة. كما لفتت إلى وجود حاجة إلى اتفاق جماعي (داخل مجلس الأمن) حول وضع خارطة طريق تتركز حول ثلاث أولويات: تشكيل لجنة اتصال ذات جدوى تضم ضمن أعضائها كلا من الصين وروسيا من أجل تنسيق دعم خطة كوفي عنان وممارسة الضغط على النظام، وتوحيد الجهود داخل مجلس الأمن من أجل ممارسة ضغط فعّال منها فرض عقوبات بمقتضى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وتحقيق إجماع دولي حول مسار سياسي للمرحلة الانتقالية.
كما أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يعمل على عقد ندوتين لدعم جهود جامعة الدول العربية من أجل عقد اجتماع موسع في غضون شهر يوليو. وعلى صعيد الدعم الإنساني، أقر الاتحاد معونات بقيمة 28 مليون يورو لدعم نشاطات الإغاثة لفائدة المشردين داخل سورية وفي الدول المجاورة.
الناتو يستبعد التدخل العسكري الأجنبي في سوريا
مسؤول عمليات حفظ السلام: سوريا الآن تشهد حربا أهلية
العربية.نت
استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” أندرس فوغ راسموسن اليوم الأربعاء التدخل العسكري الأجنبي في سوريا، واصفا إياه بأنه ليس الطريق الصحيح لحل الأزمة.
يأتي ذلك بعد ساعات على تصريحات لقائد عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، قال فيها إن البلاد دخلت في حرب أهلية.
وصرح راسموسن “لا توجد أي خطط حاليا” للقيام بعملية لحلف الأطلسي في سوريا، واصفا فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق بشأن وسائل زيادة الضغط على دمشق بأنه “خطأ جسيم”.
وتعهد راسموسن بعدم التخلي عن أفغانستان، في وقت بدأت القوات الأجنبية انسحابها التدريجي من البلاد.
وقال في مؤتمر بنادي الصحافة في العاصمة الأسترالية كانبيرا “لن نتخلى عن أفغانستان، ولن نخلف وراءنا فراغا أمنيا”.
حرب أهلية
وكان مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة ايرفيه لادسو اعتبر أن سوريا تشهد “حرباً أهلية”، مؤكداً أن “الحكومة السورية فقدت السيطرة على أنحاء واسعة من أراضيها، على مدن عدة، لصالح المعارضة وهي تحاول استعادة السيطرة عليها”.
ومن جانبها أكدت متحدثة باسم الأمم المتحدة سوزان غوشة أن حشوداً غاضبة قذفت المراقبين الدوليين في سوريا بالحجارة والقضبان الحديدية اليوم الثلاثاء، أثناء محاولتهم الوصول الى بلدة الحفة وأجبرتهم على العودة.
وأضافت غوشة في بيان لها أن ثلاث سيارات تابعة للمنظمة الدولية تعرضت لإطلاق النار لدى مغادرتها منطقة الحفة باتجاه إدلب، مشيرة الى أن “مصدر إطلاق النار لايزال غير واضح”.
نداء استغاثة
وكان سكان الحفة في اللاذقية قد وجهوا نداء استغاثة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ من كارثة محدقة جراء القصف المتواصل عليهم من قوات النظام.
وأوضح ناشطون أنه لا يمكن الوصول إلى الجرحى في الحفة جراء اشتداد وتواصل القصف عليها، كما تحدث ناشطون عن نقص مُريع للمواد الطبية والغذائية في الحفة التي تحيط بها بلدات موالية للنظام.
وقد عمدت فرق من الشبيحة إلى حرق أراض زراعية وأجزاء من الغابات لإحكام الحصار على الحفة.
وسياسياً، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري إلى السماح للمراقبين بالدخول إلى مدينة الحفة السورية، حيث تحدثت المعلومات عن تعرضها لقصف مكثف، وأعرب عن قلقه مما دعاه “تكثيفا خطيرا” للنزاع في سوريا.
وقال مون في بيان نشره مكتبه إن “عمليات عسكرية مكثفة” قامت بها القوات الحكومية ضد مدينة حمص، وإن مروحيات قصفت مدنا أخرى، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
تحذير من مجزرة جديدة
وأعربت واشنطن عن قلقها حيال المعلومات التي تصل من سوريا وتتحدث عن استعداد النظام لمجزرة جديدة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين إن “الولايات المتحدة تنضم إلى (الموفد الدولي) كوفي عنان للتعبير عن قلقها حيال المعلومات التي تصل من سوريا وتتحدث عن استعداد النظام لمجزرة جديدة”.
وأضافت نولاند: “نحرص على تذكير الضباط السوريين بإحدى العبر التي تعلمناها في البوسنة: المجتمع الدولي يستطيع تحديد الوحدات المسؤولة عن الجرائم ضد الإنسانية، وستحاسبون جميعا عن أعمالكم”.
لكنها استبعدت مجددا تدخلا عسكريا أمريكيا في سوريا، وقالت: “نحن قلقون من أن يؤدي تدخل قوات أجنبية في هذا النزاع الذي يكاد يصبح حربا أهلية، كما يقول الجميع، إلى تحويله حربا بالوكالة”.
تقرير الأمم المتحدة
وفي غضون ذلك، كشف تقرير للأمم المتحدة أن القوات السورية عذبت أطفالا في سن الثامنة وأعدمتهم واستخدمتهم “دروعا بشرية” خلال عمليات عسكرية ضد معارضين. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن التقرير كشف عن واحدة من “انتهاكات عديدة خطيرة” في حق الأطفال.
وقد أدرجت المنظمة الدولية الحكومة السورية في قائمتها “السوداء” السنوية للدول التي تشهد نزاعات يتعرض فيها الأطفال للقتل أو التعذيب أو يرغمون على القتال، واعتبرتها من أسوأ تلك الدول.
وتقدر منظمات حقوق الإنسان عدد الأطفال الذين قتلوا هناك بنحو 1200، وذلك منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 15 شهرا.
وفي وصفها للاعتداءات على الأطفال قالت ممثلة الأمم المتحدة الخاصة لشؤون الأطفال في النزاعات المسلحة راديكا كوماراسوامي لوكالة “فرانس برس” قبل نشر التقرير إنه “نادرا ما رأيت مثل هذه الوحشية ضد الأطفال كما في سوريا حيث الفتيات والصبيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإعدام ويستخدمون دروعا بشرية”.
وجاء في التقرير الذي نشر اليوم الثلاثاء أن الأطفال “استخدموا من قبل الجنود وعناصر المليشيات دروعا بشرية فوضعوا أمام نوافذ حافلات تنقل عسكريين لشن الهجوم على البلدة”.
إجراء الامتحانات بسوريا وسط غياب الآلاف من الطلبة
بسبب القتل والنزوح والأوضاع الأمنية المتردية
بيروت – محمد زيد مستو
تجري امتحانات نهاية العام الدراسي في سوريا، وسط ظروف أمنية صعبة للغاية، وتغيُّب عدد كبير من الأستاذة والطلبة والتلاميذ عن امتحاناتهم لأسباب متعدة، في وقت يتحدث فيه طلبة عن تسيُّب في أجواء الامتحانات، متهمين حكومة بلادهم بتسريب الأسئلة لمناصري النظام والشبيحة، سيما في امتحانات الشهادة الإعدادية والثانوية.
وأكدت الحكومة السورية أن الامتحانات تجري بطريقة “هادئة ومريحة”، مشيرة إلى أن عدد المسجلين في الشهادة الثانوية هذا العام، بلغ نحو 375 ألف طالب وطالبة توزعوا على 3063 مركز امتحان، في حين بلغ عدد المسجلين لامتحانات الشهادة الإعدادية نحو 44 ألف طالب، إضافة إلى أكثر من 43 ألف تلميذ من المفترض أن يتقدموا لإجراء امتحانات التعليم الأساسي.
وصرح وزير التربية السوري صالح الراشد لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أنه “تم اتخاذ حزمة إجراءات بهدف توفير الأجواء المناسبة لإنجاح الامتحانات” سيما في بعض المناطق، من خلال نقل عدد من مراكز الامتحانات إلى مناطق أخرى، وهو ما أعلنته مديريات التربية في وقت سابق عن نقل مراكز الامتحانات في منطقة الحفة باللاذقية، والرستن وتلبيسة والزعفرانة والحولة في حمص إلى مناطق أخرى.
توتر أمني
لكن العديد من الأهالي والطلبة أكدوا من جانبهم، أن أجواء الامتحانات لا تسير بشكل طبيعي في مناطق أخرى، سيما التي تشهد عمليات عسكرية وقصف للجيش السوري وقوات الأمن، متحدثين عن أن الجيش الحر ينظم عمليات تسيير الامتحانات في المناطق التي يحكم سيطرته عليها.
ففي حين تعيش بعض المناطق أوضاعاً شبه طبيعية تمكن فيها الطلبة من التوجه إلى مراكز امتحاناتهم بسهولة، لم يتمكن آخرون في مناطق كثيرة تشهد توترات أمنية من مغادرة بيوتهم خشية القصف.
وفيما أكد أحد الطلبة الجامعيين في مدينة دوما، أن الطلبة بمدينته يتوجهون إلى مراكز امتحاناتهم بشكل شبه طبيعي، وسط حماية أمنية من قبل عناصر الجيش الحر لمراكز الامتحان، أشار إلى أن ما يقارب 40 بالمائة من الطلبة حرموا من الامتحانات هذا العام.
وقال الشاب الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن العديد من الطلبة الجامعيين انقطعوا عن امتحاناتهم أيام عدة، بسبب منعهم من التوجه إلى جامعاتهم من قبل الحواجز الأمنية، مشيرا إلى تعرض أبناء دوما للمضايقات في مراكز الامتحانات وسط العاصمة دمشق.
وأشار إلى أن كثيرا من الطلبة فقدوا السنة الدراسية أو التقدم للامتحانات، بسبب قتلهم، أو اعتقالهم، أو الملاحقة الأمنية بسبب انخراطهم في نشاطات الثورة، أو بسبب الأوضاع النفسية المتردية، لافتا إلى أن الطبيب عدنان وهبة الذي قتل قبيل أيام على أيدي موالين للنظام السوري في دوما، كان من المفترض لولديه أن يجريا امتحانات في نفس اليوم، لكن وضعهما النفسي منعتهما من إكمال امتحاناتهم على سبيل المثال.
وتحدث الشاب عن نفسه، موضحاً أنه توقف عن دراسته في إدارة الأعمال بإحدى الجامعات الخاصة، منذ إعلان مقاطعة الجامعات عقب حملة إضراب الكرامة العام الماضي، ويكرس جهوده في الوقت الحالي بالعمل كمسعف في الهلال الأحمر، والمكتب الإعلامي لأحد كتائب الجيش الحر الناشطة في دوما والمناطق الشرقية من ريف دمشق.
وفي أحداث مشابهة، ذكر شاب من كفرنبل في إدلب شمال سوريا، أنه تم تحويل جميع مراكز الامتحانات إلى معرة النعمان، وأن الجيش الحر الذي يسيطر على تلك المنطقة هو الذي يشرف على سير الامتحانات. معرباً عن تأكيده أن المدارس في بلدته توقفت عن الدوام بشكل كامل منذ بداية الفصل الثاني.
وفي قدسيا بريف دمشق، أدت إصابة شاب في الخامسة عشر من عمره الجمعة الماضي خلال مظاهرة، إلى توقفه عن متابعة امتحانات الشهادة الإعدادية.
أما في مناطق مثل حمص ودرعا وإدلب ودير الزور وبعض مدن ريف دمشق، فإن المدارس مقفلة منذ أشهر وتحول بعضها إلى أماكن تمركز لقوات الجيش وجعلها معتقلات، في حين تعرضت مدارس أخرى للقصف والتهدم بشكل جزئي أو كامل، وهو ما أكدته الأمم المتحدة في تقرير نشر أمس.
نازحون
وفي السياق ذاته، يواجه آخرون اضطروا إلى مغادرة مناطقهم إلى داخل البلاد أو خارجها، معاناة في تسجيل أولادهم في المدارس، إذ يقدر عدد النازحين إلى مدن أخرى داخل سوريا بمليون شخص، بينهم آلاف من الطلبة والتلاميذ، في حين نزح عشرات الآلاف الآخرين إلى دول مجاورة وبعيدة.
في الأردن تمكنت العائلات من تسجيل أطفالها في المدارس الحكومية بعد قرار حكومي بتسهيل معاملة السوريين بعد أسابيع من انقطاعهم عن الدراسة، أما في تركيا حيث يقدر عدد النازحين المسجلين بـ30 ألف نازح يتمركزون في محافظات هاتاي وغازي عنتاب وكيليس وأورفة، فإن معظم الأطفال هناك تغيبوا عن المدارس خلال العام الحالي، بسبب عدم توفر اللغة العربية في المدارس التركية وصعوبة التسجيل بها.
واستعاض أطفال المخيمات التركية عن المدارس بأنشطة تعليمية يشرف عليها متطوعون من الشبان السوريين الذين نزحوا إلى تلك الأماكن.
تسيُّب
في المقابل يتهم طلبة يجرون امتحانات، مشرفي وزارة التربية بتعمد تسييب أجواء الامتحانات، وإشاعة جو من الغش داخل قاعات الامتحان، إضافة إلى تسريب الأسئلة للطلبة الموالين للنظام.
وذكرت طالبة في دمشق، أن المراقبين تعمدوا إهمال التركيز على الطلبة في وضع يدعو للاستغراب، معتبرين أن مشرفين دعوهم صراحة إلى “الغش” خلال وقت الامتحان، وهو ما يشكل خطورة خلال انتقالهم إلى الجامعات حسب وصفها.
وذكر طلبة في عدة مناطق مختلفة، أن الطلبة “الشبيحة” والموالون للنظام، يعيشون أجواء مريحة داخل قاعات الامتحان، وتمكن الكثير منهم من الحصول على الأسئلة في الشهادات الثانوية والإعدادية بشكل مسبق.
ودعا طلبة جامعات وزارة العليم العالي إلى انتهاج أسلوب “النجاح الإداري” خلال السنة الحالية ليتمكنوا من الانتقال إلى السنة الموالية مع إعادة المواد التي لم يتمكنوا من تقديمها.
كما طالب آخرون بإقرار دورة استثنائية لطلبة الشهادات الإعدادية والثانوية، والإفراج عن آلاف الطلبة المعتقلين ليتمكنوا من إكمال عامهم الدراسي، وإيجاد حل للطلبة الذين لم يتمكنوا من الدراسة وإكمال امتحاناتهم في المناطق المتضررة.
الناتو يستبعد التدخل العسكري في سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن الأربعاء التدخل العسكري الأجنبي في سوريا، واصفا إياه بأنه ليس الطريق الصحيح لحل الأزمة.
يأتي ذلك بعد ساعات على تصريحات لقائد عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، قال فيها إن البلاد دخلت في حرب أهلية.
وصرح راسموسن “لا توجد أي خطط حاليا” للقيام بعملية لحلف الأطلسي في سوريا، واصفا فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق بشأن وسائل زيادة الضغط على دمشق بأنه “خطأ جسيم”.
وتعهد راسموسن بعدم التخلي عن أفغانستان، في وقت بدأت القوات الأجنبية انسحابها التدريجي من البلاد.
وقال في مؤتمر بنادي الصحافة في العاصمة الأسترالية كانبيرا “لن نتخلى عن أفغانستان، ولن نخلف وراءنا فراغا أمنيا”.
استياء أممي من تجييش أطفال سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اتهمت الأمم المتحدة، في تقرير لها بشأن استهداف الأطفال في مناطق النزاع المسلح حول العالم، القوات الحكومية السورية باستخدام أطفال دروعا بشرية. وانتقدت كذلك الجيش السورى الحر المعارض لاستخدامه أطفالا دون سن الـ16 في مواجهاته للقوات الحكومية.
ونقل التقرير عن راديكا كوماراسوامي، المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الاطفال فى مناطق النزاع المسلح قولها إن الاتهامات لحكومة الأسد تشمل إجبار أطفال على اعتلاء الدبابات الحكومية لمنع هجمات قوات المعارضة عليها.
وقالت كوماراسوامي إن أطفالا قد تبلغ أعمارهم 9 سنوات “كانوا عرضة للتعذيب والاعتقال والعنف الجنسي”.
وأشارت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى أنه “في معظم الحالات التي رصدت كان الأطفال ضمن ضحايا المعارك التي تخوضها القوات الحكومية وقوات موالية لها ضد المعارضة.
كما انتقدت المبعوثة الدولية “الجيش السورى الحر” أيضا “لاستخدامه الأطفال في قتال القوات الحكومية بقولها: “لقد وصلتنا معلومات عن قيام الجيش السوري الحر باستخدام أطفال في الخدمات الطبية وبعض المهام الأخرى غير القتالية، ولكن هذه المهام تقع في نطاق جبهات القتال”.
ووضع التقرير، الذي يصدر سنويا، القوات الحكومية السورية والعناصر الموالية للنظام و”الشبيحة” ضمن قائمة سوداء تضم 52 اسما لحكومات أو جماعات مسلحة تستخدم الأطفال وتستغلهم في الصراعات المسلحة.
مطالبات بحظر الأسلحة على سوريا
بدورها، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، مجلس الأمن إلى فرض حظر أسلحة وعقوبات أخرى “محددة الهدف”، تشمل تجميد الأصول، وحظر السفر على القيادة السورية، رداً على عمليات القتل المتفشية، وغيرها من الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا.
وكانت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان قد أشارت في بيان، نشر هذا الأسبوع، إلى مقتل 1175 طفلاً في سوريا، منذ فبراير عام 2011، عندما اندلعت انتفاضة شعبية مناهضة للرئيس بشار الأسد.
الصين قلقه من الوضع “الحرج” بسوريا
أعربت الصين الأربعاء عن “قلقها الشديد” حيال الوضع الذي بلغ “مرحلة حرجة” في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين إن “الصين تعرب عن قلقها الشديد من تطور الوضع في سوريا”، معتبرا أن هذا البلد بلغ “مرحلة حرجة”، وذلك غداة إعلان مسؤول كبير في الأمم المتحدة أن سوريا باتت في حالة “حرب أهلية”.
مقتل 65 والجيش الحر ينسحب من الحفة
عشرات القتلى في يوم دام بسوريا
إيهاب العقدي – بيروت – سكاي نيوز عربية
قالت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان، إن 65 قتيلا سقطوا في سوريا، الثلاثاء، في محافظات مختلفة، غالبيتهم في حمص وحلب، بينهم خمسة أطفال وثلاث نساء ومجندان منشقان، وخمسة قضوا تحت التعذيب.
وقالت المعارضة السورية إن العاصمة تشهد حالة استنفار أمني كثيف، تترافق مع حملة اعتقالات عشوائية.
وأفادت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان في تقرير أن 16 شخصاً قتلوا في حمص و13 في حلب و8 في اللاذقية و5 في إدلب و4 في دمشق وريفها و3 في دير الزور و2 في الرقة وواحداً في كل من حماة والقنيطرة ودرعا.
وأعلن الجيش السوري الحر مساء، الثلاثاء، انسحابه من بلدة الحفة المحاصرة في محافظة اللاذقية، وذلك بعد ساعات من إعلانه عن تهريب المدنيين من البلدة التي تعرضت كذلك لقصف عنيف من القوات النظامية السورية.
وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة إن مقاتلي الجيش السوري الحر انسحبوا من بلدة الحفة المحاصرة، التي شهدت هجوماً مدعوماً بالدبابات والطائرات المروحية.
وقال مقاتل عرف نفسه باسم عبد الودود “كل بضعة أيام نتمكن من فتح طريق لإخراج الجرحى ومن ثم استطاعت بعض الأسر الهروب الاثنين”. وأضاف : “نحاول إخراج كل الأسر حتى تتمكن من الهرب إلى تركيا” على بعد نحو25 كيلومتراً.
يأتي هذا القصف بعد فشل وفد المراقبين الدوليين من دخول البلدة، بعد تدخل أهالي قرية مجاورة مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مراقبون دوليون في سوريا إن حشوداً غاضبة قذفتهم بالحجارة ومنعتهم من الوصول إلى بلدة الحفة وإن ثلاث سيارات تعرضت لإطلاق نار لدى مغادرتها المنطقة، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
وكانت المتحدثة باسم الأمم المتحدة سوزان غوشة قالت، الثلاثاء، إن مراقبي المنظمة الدولية في سوريا الذين توجهوا إلى الحفة للتحقيق في تقارير بوقوع اشتباكات في المنطقة، وجدوا صعوبة في الوصول إلى البلدة بدرجة خطيرة للغاية، تحول دون دخولها.
وتابعت غوشة لرويترز عبر الهاتف من دمشق “الوضع الأمني غير آمن لدخول البلدة، كنا عند آخر نقطة تفتيش وقالت الحكومة يمكنكم المرور ولكننا رأينا أن الوضع غير آمن”.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عددا من سكان قرية الشير في ريف اللاذقية الموالين للحكومة السورية الثلاثاء منعوا وفدا من المراقبين الدوليين من بلوغ بلدة الحفة المجاورة، التي تتعرض منذ أسبوع لقصف وحصار متواصلين من قوات الأمن.