أحداث الأربعاء، 14 تشرين الثاني 2012
اعتراف فرنسي و«ترحيب» عربي – أوروبي بـ«الائتلاف»
القاهرة – محمد الشاذلي؛ الدوحة – محمد المكي أحمد؛ دمشق، بيروت، باريس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
استقبل الرئيس المصري محمد مرسي مساء أمس وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي أنه «تم خلال اللقاء البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيز التعاون المشترك في كل المجالات، فضلاً عن عدد من القضايا التي تهم مصر والسعودية إلى جانب استعراض جهود اللجنة الرباعية في إطار مبادرة مرسي لحل الأزمة السورية واستعراض الدور السعودي المهم لحل هذه الأزمة». وكان الفيصل شارك في اجتماعات وزراء الخارجية العرب أول من أمس كما شارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب والأوروبيين أمس. واعلنت فرنسا ليل أمس اعترافها بـ «الائتلاف» ولم تستبعد تسليح المعارضة لاحقاً.
واطلق هذا الاجتماع «إعلان القاهرة» الذي رحب فيه الوزراء بالاتفاق الذي توصلت اليه اطياف المعارضة السورية في اجتماعها الاخير في الدوحة. وأكد الوزراء أن الاتفاق «خطوة مهمة في تشكيل معارضة تمثيلية واسعة». كما رحبوا بتشكيل «الإئتلاف الوطني السوري للمعارضة والقوى الثورية»، وطالبوا كل أطياف المعارضة بالانضمام إلى هذا التحالف. وأكدوا مجدداً دعمهم الكامل لمهمة المبعوث الدولي – العربي الأخضر الابراهيمي، مطالبين الائتلاف بالبدء في حوار موسع معه في اطار السعي الى الانتقال السلمي للسلطة. كما أكدوا الحاجة لعملية انتقال سياسي حقيقي وفق جدول زمني يتفق عليه من قبل مجلس الأمن على أن يلبي هذا الانتقال المطالب المشروعة للشعب السوري وإنشاء هيكل مؤسسي انتقالي.
وجدد الوزراء تأكيدهم ضرورة مواصلة الجهود في اطار بيان جنيف الصادر في 30 حزيران (يونيو) الماضي بهدف الاتفاق على قرار من مجلس الأمن يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار ويكون ملزماً لجميع الأطراف. وعبّر الوزراء عن قلقهم البالغ ازاء الوضع الانساني في سورية، وطالبوا بأن يخضع جميع المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان للمساءلة.
وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ليل أمس اعتراف بلاده بالائتلاف الوطني ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري لتكون فرنسا الدولة الاوروبية والغربية الاولى في مساندة الهيئة الجديدة. وقال «ان اي تدخل عسكري في سورية لا يمكن ان يتم الا بقرار يتخذه مجلس الامن» مشيراً الى انه و«نظراً للموقف الروسي فإن ذلك غير مطروح ولكن هناك طرق اخرى يمكن ان نلجأ اليها وهي حماية مناطق محررة تحت سلطة الائتلاف الوطني».
وعما اذا كانت فرنسا ستواصل موقفها بعدم تسليح المعارضة قال «انه مع الائتلاف ستكون هناك حكومة شرعية لسورية ما يحتم اعادة النظر في ذلك ليس فقط لفرنسا لكن لجميع الدول التي تعترف بالائتلاف».وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده تدعم «الائتلاف الوطني»، وتتطلع إلى أن يلبي تطلعات الشعب السوري. وقال إن الحكومة البريطانية ستطلع على التفاصيل الخاصة بالائتلاف ونتائج عمله، وبناء عليها ستُحدد موقفها في شأن الاعتراف به، مشدداً على ضرورة مساندة الشعب السوري ومعالجة القضايا الإنسانية. وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي «إن الدعم الأوروبي يعزز مهمة الإبراهيمي»، ولكنه طالب الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بالإئتلاف.
من جهة اخرى يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات في الرياض اليوم مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي حول النزاع في سورية. وقال الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني ان المحادثات ستجرى في مقر الأمانة العامة للمجلس بالرياض، للبحث في الأزمة السورية وتطوراتها. واضاف ان الاجتماع يأتي في «ظل إمعان النظام السوري في استخدام آلته العسكرية في سفك دماء الشعب السوري وتدمير مدنه، وفي ضوء تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».
وقال الزياني ان الاجتماع مع لافروف «يأتي سعياً من دول المجلس لوضع حد لمعاناة الشعب السوري بتحقيق انتقال سياسي سريع للسلطة يوقف سفك دماء الأبرياء، ويحقق تطلعات الشعب السوري».
وكان رئيس «الائتلاف» طالب في تصريحات أمس بدعم مقاتلي المعارضة «بأسلحة نوعية». وقال: «ان الدعم يقصر من معاناة السوريين ونزيف دمائهم». كما دعا الدول الاوروبية الى الاعتراف بالائتلاف ودعمه مالياً. وشدد على ان ائتلافات وطوائف كثيرة انضمت الى الائتلاف وهو يمثل الآن معظم المعارضة السورية.
من جهة اخرى قال أحمد رمضان عضو «الائتلاف الوطني» لـ «الحياة» إن قرار الجامعة العربية في شأن الاعتراف بالائتلاف «ليس كافياً، لأنه اعتبر «الائتلاف» يعبّر عن تطلعات الشعب السوري، أي أنه أضعف من الاعتراف الذي منح في وقت سابق لـ «المجلس الوطني»، حيث منح المجلس صفة الممثل الشرعي».
وأضاف رمضان أن «المسألة الأخطر (في قرار وزراء الخارجية العرب) أنه ربط القرار بدعم مبادرة الموفد الدولي العربي الأخضر الابراهيمي، علماً أن المجلس الوطني كان اعترض على طبيعة المهمة لأنها تعطي النظام مهلة جديدة، وثانياً لأنها تتحدث عن حوار مع النظام من دون ضمانات برحيل بشار الأسد».
ورد نائب المراقب العام لـ «الأخوان المسلمين» في سورية علي صدر الدين البيانوني على الاتهامات في شأن هيمنة «الاخوان» على المعارضة السورية وقال لـ «الحياة» أنه» ادعاء لا صحة له». واضاف: «الاخوان المسلمون جزء من مكونات المعارضة وجزء من الشعب السوري، الاخوان موجودون، قد يكونون أكثر تنظيماً من غيرهم، لكن موضوع الهيمنة ادعاء لا صحة له، نحن جزء من كل هذه المكونات، وساهمنا في «المجلس الوطني» وفي كل المؤتمرات، لكن لم نقصد في يوم من الأيام أن نهيمن على القرار أو أن نكون معطلين فيه، نحن جزء مساعد ومساهم في أعمال «المجلس الوطني» وكل ما يتعلق بدعم الثورة في سورية ومساندتها».
في هذا الوقت ردت الحكومة الفرنسية على مطالبة «الائتلاف الوطني» بالاعتراف به وبتسليح المعارضة وقال وزير الخارجية لوران فابيوس على هامش اجتماعات القاهرة أن من أجل الاعتراف بالمعارضة كممثل شرعي للشعب السوري: «هناك مراحل عدة: أولاً أن يكون هناك مسؤولون جدد من المجلس الوطني السوري وخصوصاً جورج صبرا الذي بات رئيسه، وثانياً أن تكون هناك هيئة أوسع تضم المسؤولين الجدد». وبالنسبة الى الدعم بالأسلحة الذي تطالب به المعارضة، قال فابيوس: «يوجد حتى الآن حظر من جانب الدول الأوروبية تجاه مسألة الأسلحة وسنرى إذا كانت التدابير المتخذة من قبل المعارضة ستعدل هذا القرار».
وأوضح الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ان حكومته لا تزال ملتزمة حظر ارسال أسلحة الى سورية بقرار من الاتحاد الاوروبي. واضاف: ان هذا الحظر واضح خصوصا المادة الثانية منه، والاستثناءات الموجودة لا تطبق على الوضع القائم، وذكر ان هذا الحظر عندما اقر لم يحدد بمهلة زمنية.
ودعا فابيوس ليلاً من القاهرة «المجتمع الدولي الى الاعتراف بالائتلاف بصفته «الممثل الشرعي للشعب السوري»، مضيفاً ان «دور فرنسا هو جعل المأمول ممكناً».
وعلى الصعيد الامني أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان النظام استقدم تعزيزات عسكرية امس إلى محيط مدينة رأس العين في محافظة الحسكة قرب الحدود مع تركيا التي استولى عليها المقاتلون المعارضون الجمعة الماضي. كما نفذت طائرات حربية غارات جوية على المدينة، وطاول القصف مبنى أمن الدولة الذي يحتله المقاتلون المعارضون وتجمعاً لهؤلاء على طريق رأس العين – الحسكة في حين استهدف قصف مدفعي تجمعاً آخر لمقاتلين يحاصرون حاجزاً للقوات النظامية في اصفرونجار في محيط رأس العين. وقال شاهد لوكالة «رويترز» ولاجئون إن طائرة حربية سورية قصفت منازل في رأس العين لإجبار مقاتلي المعارضة على الخروج من البلدة. كما طاول القصف أمس حي التضامن جنوبي دمشق حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام التي تحاول السيطرة على الحي ومقاتلي المعارضة.
واشنطن تعتبر الائتلاف السوري “ممثلاً شرعياً“
وطهران تعلن استضافة “حوار وطني” الأحد
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
اعتبرت الولايات المتحدة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي شكل الاحد في الدوحة “ممثلا شرعيا للشعب السوري”، لكنها تجنبت الاعتراف به حكومة موقتة مقبلة كما فعلت فرنسا.
وصرّح مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر: “نعتقد انه ممثل شرعي للشعب السوري، انعكاس للشعب السوري… نريد ايضاً ان يظهر قدرته على تمثيل السوريين في داخل سوريا”. واضاف :” صار لدينا هيكل قائم يمكن ان يعد الانتقال السياسي، لكننا ننتظر تشكيل لجان فنية يمكننا بفضلها ان نكون واثقين من ان مساعدتنا تذهب الى مكانها الصحيح”. واكد انه “لا تغيير” في رفض تسليح المعارضة.
وكان رئيس الائتلاف المعارض الجديد معاذ الخطيب دعا من القاهرة المجتمع الدولي الى تسليح المعارضة السورية. وقال ان “المعارضة في حاجة ملحة الى أسلحة، الى اسلحة نوعية”. وأفاد ان “ائتلافات وطوائف كثيرة انضمت الى الائتلاف الوطني السوري. البعض لهم تحفظات.. ولكن نحن نتواصل مع الجميع”.
واكد ان “الكثرة الكاثرة من المعارضة انضمت الى الائتلاف. انه الائتلاف الاقوى الآن. وهو يمثل الداخل الحقيقي”، موضحاً ان “الائتلاف السوري يمثل معظم المعارضة السورية”.
واضاف: “السوريون يواجهون القصف من مقاتلات بشار (الاسد) ويحتاجون الى اسلحة نوعية”، رافضا ذكر هذه الاسلحة التي قال ان مجلسا عسكريا تابعا للائتلاف جار تكوينه سيحدد نوعيتها. وحذر من انه “اذا استمرت الازمة ربما تنشأ تطورات اكبر واخطر… ربما تنفجر المنطقة باكملها”.
في غضون ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الايرانية ان ايران ستعقد لقاء بين اطراف النزاع السوري في طهران الاحد لاجراء “حوار وطني”. وصرّح نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان لقناة “العالم” التي تبث بالعربية ان الاجتماع سيركز على تشجيع الحل الديبلوماسي وانهاء النزاع في سوريا، من غير ان يكشف هوية الاطراف المشاركين فيه من المعارضة.
وبينما حذرت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين اشتون من امتداد النزاع السوري الى الدول المجاورة لسوريا، دعت منظمتا “هيومان رايتس ووتش” و”العفو الدولية” الائتلاف الجديد للمعارضة الى العمل على وقف التجاوزات التي يرتكبها معارضون مسلحون.
ووصف المبعوث الخاص للبابا الكاردينال روبرت سارا، عقب عودته من زيارة للبنان، اتفاق المعارضة السورية على تشكيل هيئة موحدة بأنه خطوة إيجابية، وقال إن الكنيسة تخشى ألا يبقى مسيحي في المنطقة قريباً ، مشيراً إلى أن مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان تعاني نقصاً في كل شيء.
الطائرات الحربية السورية تواصل الغارات على رأس العين
وأردوغان يحذّر دمشق: لا تختبروا صبرنا
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
أغارت أمس طائرة حربية سورية على منازل في بلدة رأس العين على مسافة قريبة من الحدود السورية – التركية، مواصلة حملة لإجبار مقاتلي المعارضة على الخروج من البلدة، الأمر الذي دفع أنقرة الى توجيه تحذير جديد الى دمشق.
في اليوم الثاني من الغارات الجوية على رأس العين، تدفق السوريون على السياج الحدودي الذي يفصل بين البلدة في محافظة الحسكة وبلدة جيلانبينار التركية وتصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان من البلدة.
وقال عاملون في المجال الطبي ولاجئون في جيلانبينار إن غارات الاثنين والثلثاء استهدفت مناطق سكنية في رأس العين وهي بلدة يسكنها عرب وأكراد باتت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة الأسبوع الماضي خلال زحف إلى شمال شرق سوريا.
وأفاد مسؤول صحي تركي في مستشفى بالبلدة التركية الحدودية أن مقاتلي المعارضة يحاولون انتشال الجرحى من تحت أنقاض منزل. وأشار لاجئون الى أن المقاتلين يحتمون داخل منازل الكثير منها هجرها سكانها وفروا إلى تركيا.
وتحدث شاهد من “رويترز” في الجانب التركي من الحدود عن اطلاق مقاتلين نيران مدافع آلية موضوعة على سيارات نقل، بينما حلقت الطائرة الحربية على ارتفاع مخفوض فوق رأس العين وأسقطت ثلاث قنابل قبل أن توجه ضربة ثانية الى جزء آخر من البلدة. ونقلت سيارات إسعاف الجرحى من الحدود للعلاج في جيلانبينار.
واعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان”، الذي يتخذ لندن مقراً له، أن القوات النظامية استقدمت تعزيزات عسكرية الى محيط رأس العين.
وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن أنقرة لن تتردد في الرد إذا تعرضت للتهديد. وقال لنواب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه: “نقوم بالرد اللازم على الحدود ولن نحجم عن رد أشد إذا لزم الأمر… يجب ألا يلعب أحد بالنار أو يحاول اختبار صبر تركيا”.
وفي دمشق، سجل المرصد في بيانات متتالية قصفاً طاول حي التضامن حيث تدور منذ الاثنين اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية “التي تحاول السيطرة على الحي” ومقاتلين معارضين، سقط فيها اربعة مقاتلين. واشار الى سقوط قذيفة على منزل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين القريب من التضامن.
وتعرض حي العسالي والاحياء الجنوبية لقصف من القوات النظامية في الساعات الاولى من الصباح.
ونشرت صحيفة “الوطن” المقربة من السلطات ان “اعدادا كبيرة من عناصر الجيش مدعومة بآليات ثقيلة دخلت حي التضامن صباح الاثنين من محورين”، وان “اشتباكات عنيفة دارت منذ الصباح وحتى ساعات المساء بين عناصر الجيش والمسلحين في شارع فلسطين استخدمت فيها كل انواع الاسلحة”. واكدت ان “المجموعات المسلحة تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات مما دفعها الى الانسحاب من الشارع وتقدم عناصر الجيش حتى دوار فلسطين المقابل لمدخل بلدة يلدا في ريف دمشق”.
وقال مصدر محلي إن سيارة مفخّخة انفجرت في ساحة عين الفيجة بريف دمشق أمام مدخل النبع. ولم يعرف عدد ضحايا الانفجار الذي أوقع أضراراً مادية.
وفي ريف دمشق ايضا تعرضت مناطق عدة للقصف مما تسبب، استناداً الى المرصد، بمقتل سبعة مدنيين، ستة منهم في مدينة داريا حيث هاجم مقاتلون معارضون حواجز للقوات النظامية.
وسقط اثنان من مقاتلي المعارضة في اشتباكات في ريف دمشق، بينما “قتل عشرة عناصر من القوات النظامية اثر اشتباكات مع مقاتلين اقتحموا محطة بث تلفزيوني وكلية الزراعة في قرية خاربو”.
وأوردت صحيفة “البعث” السورية ان القوات النظامية “أحكمت سيطرتها على كل احياء حرستا في ريف دمشق في انتظار اعلانها منطقة آمنة”.
وفي محافظة ادلب، قال المرصد ان مدينة معرة النعمان تتعرض لقصف مدفعي من القوات النظامية السورية “التي تشتبك مع مقاتلين من كتائب عدة عند المدخل الجنوبي للمدينة”.
كذلك تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين “هاجموا مراكز للقوات النظامية في مدينة البوكمال” الحدودية مع العراق.
وافادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة ارهابية قرب كنيسة سيدة البشارة بالرقة أسفر عن اصابة امرأة بجروح واضرار”.
باريس قد تسلّح الائتلاف السوري
بمجرد انتهائه من تأليف حكومة انتقالية
(“الموند”، و ص ف، رويترز، أ ب)
في مؤتمر صحافي حاشد، هو الاول له منذ وصوله الى الاليزيه قبل ستة أشهر، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعتراف باريس بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بصفته الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وتالياً الحكومة الموقتة المقبلة لسوريا الديموقراطية”، وقال إن حكومته ستنظر في تسليح الائتلاف بمجرد انتهائه من تأليف حكومة انتقالية.
وأمام 400 صحافي، تحدث هولاند ساعتين ونصف ساعة في حضور رئيس الوزراء جان – مارك ايرولت والوزراء عن سياسته الاوروبية وجهوده لخفض العجز وميثاق التنافسية، وذكر بوعده الانتخابي بوضع قانون لتنظيم النشاطات المصرفية، وحض الخضر واليساريين على التضامن، ووعد بقانون في شأن تعدد الصلاحيات. الا أنه بدا كأنه يتراجع عن وعده بالسماح للاجانب بالاقتراع في الانتخابات البلدية. وناشد الجميع التوحد في مواجهة الارهاب. وتحدث عن زواج المثليين، معتبرا أن الاصلاح سيكون “نص حرية” لا “نص انقسام”.
وفي السياسة الخارجية، خالف هولاند إجماع حلفائه الأوروبيين بإعلان اعترافه رسميا بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، وقال إن بلاده ستدرس تسليح المعارضة بمجرد تأليف حكومة انتقالية.
وقال: “اعلن اليوم اعتراف فرنسا بالائتلاف الوطني السوري بصفته الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وتالياً الحكومة الموقتة المقبلة لسوريا الديموقراطية بما يتيح وضع حد لنظام بشار الاسد”. ولمح الى احتمال تغيير موقف بلاده الرافض لتسليح المعارضة، قائلا: “في شأن تصدير الأسلحة، لم تؤيده فرنسا ما دامت الجهة التي ستذهب إليها تلك الأسلحة غير معروفة (ولكن) بمجرد أن يصير الائتلاف حكومة شرعية لسوريا ستنظر فرنسا في الأمر وكذلك كل الدول التي تعترف بتلك الحكومة”.
وتطرق أيضاً الى أزمة مالي، فقال إن فرنسا لن تتدخل “في اي حال” بنفسها في مالي، مذكرا بأن باريس التزمت أن “تدعم لوجيستيا” البلدان الافريقية لانهاء احتلال “المجموعات الارهابية” لشمال البلاد.
لماذا لم تطبق تركيا «قواعد الاشتباك» في رأس العين؟
محمد نور الدين
لفت النظر حصول اشتباكات بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة عند بلدة رأس العين الواقعة مباشرة على الحدود مع تركيا بمواجهة قرية جيلان بينار، وقيام الطوافات والمقاتلات السورية بغارات جوية على قيادة المسلحين فيها، ما أدى إلى مقتل العديد وفرار العشرات من المواطنين إلى الداخل التركي، كما تكسر زجاج بعض البيوت في الجانب التركي، وأصيب مواطن بجروح خفيفة.
وأثار ذلك تساؤلات عن مدى تطبيق تركيا لما أعلنته من «قواعد اشتباك» جديدة بعد إسقاط سوريا طائرة تركية فوق البحر.
وكتبت أصلي ايدين طاشباش في «ميللييت» أن الطائرات السورية نفّذت ثلاث غارات على رأس العين بعمق 300 متر فقط عن الحدود. ولكن بخلاف ما جرى في قرية أكجاكالي، عندما سقطت قذيفة سورية وقتل خمسة مواطنين أتراك، وردت أنقرة بقصف مماثل، فإن تركيا لم يكن في نيتها الرد على انتهاك سوريا لقواعد الاشتباك التركية. واكتفت بإرسال احتجاج إلى الجانب السوري. وقالت الكاتبة إن مرد ذلك أن حلف شمال الأطلسي والمجتمع الدولي لا يزالان مترددين تجاه الدخول في صدام ساخن مع سوريا كما أنهما لم يتجاوبا حتى الآن مع ما تنتظره تركيا.
وتتابع الكاتبة أن أنقرة ليست راضية أبدا عن النتائج السياسية التي خلفها انتهاك سوريا لقواعد الاشتباك التركية التي أعلنتها للعالم.
من جهة ثانية، تفيد ايدين طاشباش بأن المعلومات المعطاة من الجانب التركي كانت متناقضة، فمن جهة جاء في بيان للقوات المسلحة التركية أن الطائرات السورية اقتربت إلى مسافة كيلومترين ونصف الكيلومتر من الحدود، وبالتالي لم تنتهك خط الحدود، فيما قال رئيس بلدية جيلان بينار إن الطائرات السورية دخلت المجال الجوي التركي أثناء محاولتها الانعطاف والعودة إلى الداخل السوري، واقتربت طائرات أخرى على مسافة 300 متر من الحدود.
وبنظر إيدين طاشباش فإن الطائرات السورية كان عندها الجرأة هذه المرة للاقتراب من الحدود، وكان هذا مفاجئاً لتركيا وللمعارضة السورية المسلحة. وتساءلت عما إذا كانت إمكانية المنع لدى تركيا قد تراجعت.
ووفقاً لمصادر عسكرية وديبلوماسية فإن قواعد الاشتباك التي لم يعلن عن تفاصيلها يوماً تقضي بعدم السماح للطائرات السورية المقاتلة والطوافات الاقتراب من الحدود التركية بعمق خمسة كيلومترات. ولمواجهة أي انتهاك ترسل التعليمات لطلعات جوية عاجلة للطائرات التركية في قاعدة «اينجيرليك»، وفي مناطق أخرى في جنوبي شرقي البلاد. لكن هذه الطائرات أقلعت أمس متأخرة ولم تستطع ردع الطائرات السورية.
وينقل الكاتب فكرت بيلا في الصحيفة نفسها عن مصدر عسكري أن الطائرات التركية أقلعت من «اينجيرليك» مع أمر بضرب الطائرات السورية.
وبحسب المصدر، فإن الطائرات السورية اقتربت إلى مسافة ثلاثة كيلومترات تقريباً، وقصفت مقراً للجيش السوري الحر. لكنه نفى أن تكون الطائرات السورية انتهكت الحدود التركية، مشيراً إلى أنه ما أن ثبت أن الطائرات تتجه إلى داخل مسافة الخمسة كيلومترات صدرت الأوامر للطائرات التركية بالتوجه محملة بالقذائف لضربها.
وعندما اقتربت الطائرات التركية ابتعدت الطائرات السورية، ومنذ ذلك الوقت تقوم الطائرات التركية بطلعات متتالية على الحدود مع سوريا.
واختصر المصدر العسكري قواعد الاشتباك بما يلي: منع الطائرات السورية من انتهاك عمق الخمسة كيلومترات، والرد بالمثل على أي قذيفة تسقط على الأراضي التركية، ومن أجل ذلك ستتواصل الطلعات الجوية على مدار الساعة بأوامر ضرب أي طائرة سورية تنتهك هذه القواعد.
ويعلق فكرت بيلا أن استمرار هذه الحوادث يحمل مخاطر دخول البلدين في صدام مسلح، وسوريا بهذه الانتهاكات تضغط على «صبر أنقرة»!
وأمام نواب «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، أكد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن أنقرة لن تتردد في الرد إذا تعرضت للتهديد. وقال «نقوم بالرد اللازم على الحدود ولن نحجم عن رد أشد إذا لزم الأمر… يجب ألا يلعب أحد بالنار أو يحاول اختبار صبر تركيا».
تركيا تفتح الطريق لـ«الجهاديين» إلى رأس العين .. وتتقرّب من العشائر لدعمها
معركة وشيكة في القامشلي وأكراد سوريا يستعدّون للدفاع عنها
محمد بلوط
بعد رأس العين، معركة حول القامشلي. القيادة الكردية في الشمال السوري التي ارتبكت في مواجهة معركة رأس العين بدأت تستعدّ لمعركة تقول بأنها قريبة جداً، يجري الإعداد لها في تركيا لاختراق مدينة القامشلي السورية ذات الأكثرية الكردية.
ومثلت معركة رأس العين أول اختراق حقيقي للشريط الكردي الممتد من عفرين غرباً شمال حلب وحتى ديريك في أقصى الشرق عند تقاطع مثلث الحدود العراقية ـ السورية ـ التركية. وكان 300 مسلح من جماعة «غرباء الشام» الإسلامية الجهادية قد اقتحمت البلدة الاستراتيجية، وتمركزت في الأحياء العربية منها، من دون أن تدخل الأحياء التي تتحصن فيها وحدات من لجان الحماية الشعبية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، القوة الكردية الأساسية في كردستان الغربية.
وكانت مجموعة «غرباء الشام» وهي إحدى المجموعات الإسلامية السورية قد قاتلت إلى جانب تنظيم «القاعدة» في العراق، واستخدمتها الاستخبارات السورية في الحرب على الاحتلال الأميركي، قبل أن يقتل زعيمها محمود غول آغاسي (أبو القعقاع) في أحد مساجد حلب في أيلول العام 2007، على يد أحد العائدين من العراق، بعد أن أفتت المجموعة بتكفيره وهدرت دمه واتهمته بالعمالة للحكومة السورية.
وقال مصدر قيادي كردي إن الأركان التركية دفعت بألف مقاتل من مسلحي المعارضة السورية إلى معسكر قريب من مدينة نصيبين المحاذية للحدود السورية التركية على بعد 3 كيلومترات فقط من اقرب الأحياء في مدينة القامشلي على الجانب السوري. وشهدت نصيبين، التي ضمتها تركيا إليها في العام 1929، في ظل الانتداب الفرنسي، حركة نزوح باتجاه الأرياف القريبة خوفاً من وصول القصف إلى المدينة التي يقطنها 150 ألف نسمة أغلبهم من الأكراد.
وقال قيادي سوري كردي معارض إن المعركة على القامشلي، المدينة الإستراتيجية، قد تكون وشيكة وسيضطر حزب الإتحاد الديموقراطي الذي يحاول النأي
بنفسه عن القتال إلى تغيير موقفه وإرسال قوات إلى المدينة التي تعدّ 180 ألف نسمة للدفاع عنها. وتعد القامشلي، اكبر التجمعات الكردية في المنطقة، والمعقل الأساسي لحزب الاتحاد الديموقراطي الذي يديرها مجلس وطني لغربي كردستان، وتحت إشراف الهيئة الكردية العليا يتقاسم نصف أعضائها مع 16 حزباً كردياً معارضاً يشاركهم اتخاذ القرارات، فيما تنتمي القوات الأمنية والعسكرية المنتشرة في المدينة وحولها، إلى صفوفه حصراً.
وقال القيادي الكردي إن الأتراك بعد أن نفذوا عمليات القصف الأولى ضد مواقع الجيش السوري في رأس العين، دفعوا بجماعات «جهادية» مسلحة إلى البلدة، كرأس جسر لقوات أخرى ستحاول الانتشار من نصيبين بعمق خمسة كيلومترات بطول الشريط الحدودي، وإحداث ثغرات في الجدار الكردي الذي يسيطر عليه حزب الاتحاد الديموقراطي، ومنع قواته من التحرك في المنطقة وتحويلها تدريجياً إلى منطقة مفتوحة أمام عمليات المجموعات المسلحة، من «جيش سوري حر» او جماعات «جهادية» مثل «جبهة النصرة» و«غرباء الشام»، وإنهاك الجيش السوري وإجباره على التراجع، ولكن الهدف الأهم في الهجوم على القامشلي سيكون السيطرة على مطار المدينة الذي يبعد كيلومترات قليلة عن الحدود التركية، ويمكن استخدامه في عمليات الإمداد وتموين المعارضة المسلحة مباشرة في الأراضي السورية.
وكانت غرفة العمليات الأميركية في أنطاكيا قد أشارت على «الجيش الحر» فتح معارك السيطرة على المطارات قرب حلب وادلب في تفتناز ومنغ، إلا أنها أخفقت على الدوام في السيطرة على اي من القواعد الإستراتيجية الجوية في الشمال، والتي تنطلق منها الحوامات والقاذفات السورية .
وبالإضافة إلى «الجهاديين» يلعب الأتراك لعبة استعادة علاقاتهم القديمة مع عشائر المنطقة. وبدأ الأتراك وأجهزتهم الأمنية في المنطقة اتصالات واسعة مع العشائر العربية المنتشرة حول القامشلي، لبناء جبهة موحدة ضد حزب الإتحاد الديموقراطي وبقايا وحدات الجيش السوري التي لا تزال تنتشر في المنطقة. ودخل «الجهاديون» المتمركزون في نصيبين في مفاوضات مع محمد الفارس، زعيم قبيلة طي التي يسكن عشرة آلاف فرد منها الحي الجنوبي من المدينة. وبدأ الجيش السوري نفسه بإخلاء بعض مواقعه في المدينة، وأزيل الحاجز الشرقي بناء على طلب من الأكراد. وكان محمد الفارس يتمتع بعلاقات جيدة مع السلطة في دمشق إلى وقت قريب، كما تمتع بعلاقات ايجابية مع المجلس الوطني الكردي، رغم أنه كان على رأس المجموعات العربية التي نهبت متاجر الأكراد في المدينة خلال انتفاضة القامشلي الكردية في العام 2004.
ونقل الأتراك و«الجهاديون» أسلحة إلى عشائر عرب الغمر في قرى تنورية الغمر وام الفرسان وحلة الغمر، وهي قرى تسيطر على الهضاب الشرقية المطلة على القامشلي الواقعة في قلب منطقة سهلية يصعب الدفاع عنها. ويقول قيادي تركي إن الأتراك يحاولون ضم عرب الغمر إلى المعركة، وهم عشائر جيء بهم من حوض الفرات إلى القامشلي، بعد بناء سد الفرات، وتم إسكانهم في 40 قرية تمتد مسافة 240 كيلومتراً من ديريك حتى سري كانية بموازاة الشريط الحدودي التركي – السوري، في ما يعرف بالحزام العربي. كما يحاول الأتراك منذ اسابيع ضم عشائر شمر التي يقودها حميدي بن دهام الهادي، وفرع شمر الجربا الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع السعودية، إلا ان زعيمها لا يزال يقف على الحياد،
واشتكى القيادي الكردي من اختراق كردي لكردستان الغربية. وقال إن جناح «يكيتي» الذي يقوده اسماعيل حمي وجناح «حزب آزادي» الذي يتزعمه مصطفى جمعه، يقومان بالاتصال بالأتراك، ويعملان معهم من خلال المجلس الوطني الكردي، وقد يشاركان في المعركة، بالإضافة إلى كتيبة «صلاح الدين» التي يشرف عليها صلاح بدر الدين، والتي تتألف من عناصر غالبيتها كردية.
ويخضع الأكراد لابتزاز سياسي وعسكري مزدوج في المعركة التي خاضوها في رأس العين، والمعركة التي يجري التحضير لها للدخول إلى القامشلي. فخلال معركة رأس العين لم تتدخل قوات الاتحاد الديموقراطي في المعارك بين «غرباء الشام» والجيش السوري خوفاً من اتهامها بالوقوف إلى جانب النظام، وهي أصلا متهمة بذلك، لأنها لا تشارك في المعارك في حلب وتمنع المعارضة المسلحة من دخول مناطقها. كما أن «غرباء الشام» ابدوا حنكة كبيرة بعدم مهاجمة الأحياء الكردية ما سهل إسقاط البلدة. لكن الموقف الكردي المحايد الخائف من الاتهام بالتعاون مع النظام ادى إلى خسارة رأس العين، وإحداث اختراق في الجدار الكردي.
ويخشى القيادي الكردي انضمام جزء من لاجئي دير الزور، الذين يعدون 12 الف عائلة، إلى قوة الهجوم التي يجري الإعداد لها.
وتفادياً للوقوع مرة اخرى في مأزق الاختيار بين القتال للدفاع عن البلدات والمدن الكردية، بحجة ان المهاجمين يستهدفون الجيش السوري، وبين وقوع هذه البلدات والمدن في النهاية إذا ما هزم الجيش السوري في ايدي الجماعات «الجهادية» بشكل خاص، قال قيادي كردي سوري «إننا حاولنا سحب هذه الذريعة من أيدي المهاجمين بالسيطرة على المنطقة التي كانت لا تزال وحدات من الجيش السوري تتمركز فيها، وقلنا للمسؤولين من النظام في المنطقة إن خروج وحداتهم منها يسهل علينا سياسيا الدفاع عنها بحجة فراغها من وجود عسكري للنظام، مع محافظتنا على المؤسسات الخدمية التابعة للدولة، والأعلام السورية فوقها».
واضاف القيادي الكردي ان قادة الفروع الأمنية والمسؤولين العسكريين طلبوا البقاء فيها والمشاركة في الدفاع عن المدينة، لكننا طلبنا منهم الخروج من المدينة، وإزالة الحواجز، لكنهم لا يزالون يتمركزون في المطار. كما أن كتيبة من ألف جندي سوري توجّهت إلى رأس العين، فيما تواصل الحوامات استطلاع المنطقة، و«نعتقد انهم لن يكونوا قادرين على التحرك بحرية في المنطقة من دون استخدام كثيف للطيران، لذلك قام الأتراك في الأيام الأخيرة بنشر شبكة صواريخ ودفاع جوي».
وأقنع الأكراد الفروع الأمنية النظامية بالانسحاب من ديريك، كما انسحبوا من بلدة تل تمر الاستراتيجية التي تبعد 40 كيلومتراً عن رأس العين، على الطريق السريع إلى حلب. وتولى اجتماع عقد في كنيسة المدينة، التي تعدّ 50 الف نسمة، إنشاء وحدات دفاع ذاتي .
وحول ما إذا كان بوسع الأكراد ووحدات الحماية الشعبية الدفاع عن القامشلي ومنع سقوطها، يقول القيادي الكردي «إننا لن نكرر خطأ رأس العين، وسنقاتل في المدينة سواء قاتلت وحدات الجيش السوري في المدينة أم لم تقاتل، انسحبت من المطار أم لم تنسحب. وإذا لم يقم الأتراك بالتمهيد للهجوم على القامشلي بقصف مدفعي، كما فعلوا في رأس العين، فنحن قادرون على الدفاع عن المنطقة، ولا يوجد خيار آخر سوى الدفاع عنها، لان الاستيلاء عليها سيؤدي إلى تقطيع أوصال كردستان الغربية بأسرها، وفتح الطريق لمهاجمة عفرين، وتحويل المنطقة كلها إلى ساحة قتال، وهو ما حاولنا حتى الآن تفاديه».
من جهة ثانية، (ا ف ب، ا ب، رويترز) أعلن الأمين العام لمجلس دول مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، في بيان، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيجري محادثات في الرياض اليوم مع نظرائه في دول مجلس التعاون حول النزاع في سوريا، فيما أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن طهران ستعقد لقاء بين أطراف النزاع السوري الأحد المقبل لإجراء «حوار وطني».
وخالفت باريس إجماع حلفائها الأوروبيين بإعلان اعترافها رسمياً «بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» وتأكيدها أنها «ستدرس تسليح المعارضة بمجرد تشكيل حكومة انتقالية».
واعتبرت واشنطن «الائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري»، لكنها تجنبت الاعتراف به «كحكومة انتقالية» كما فعلت فرنسا.
وعبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في حديث مع قناة «روسيا اليوم»، عن اعتقاده بأن «الائتلاف» مشروع أميركي وقطري يستخدم من قبل القوى الخارجية لتدمير سوريا.
نائب الرئيس العراقي يحذر من خطورة وصول المعارضة السورية إلى الحكم
بغداد- (د ب أ): حذر نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي في تصريح لصحيفة (الصباح) العراقية في عددها الصادر الأربعاء، من خطورة وصول المعارضة إلى الحكم في سورية.
وقال الخزاعي إن هناك “عتاة الإرهابيين في صفوف المعارضة وهم من يمسكون زمام الأمور” وإن “وصولهم إلى الحكم يعني تنصيب طالبان جديدة في المنطقة”.
وأضاف في الوقت نفسه أن “العراق ينحاز إلى الشعب السوري ويقف مع تطلعاته في اختيار نظامه بطريقة ديمقراطية”.
مصادرة أجزاء صواريخ كورية شمالية مشتبه بها كانت متجهة إلى سوريا
الأمم المتحدة- (رويترز): قال دبلوماسيون انه عثر على شحنة من اسطوانات الجرافيت التي يمكن استخدامها في برنامج للصواريخ ويشتبه بأنها جاءت من كوريا الشمالية في مايو آيار على متن سفينة صينية في طريقها إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة فيما يبدو.
وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء لرويترز طالبين ألا تنشر أسماؤهم إن مسؤولين كوريين جنوبيين صادروا الشحنة المكونة من 445 اسطوانة جرافيت- والتي اشار بيان الشحنة إلى أنها أنابيب رصاص- من سفينة صينية تسمى شين يان تاي.
وأوقفت السلطات الكورية الجنوبية السفينة في ميناء بوسان الكوري الجنوبي. وقال المبعوثون ان الإسطوانات كانت متجهة إلى شركة سورية تسمى قطع الغيار الكهربائية.
وأبلغ مسؤولون كوريون جنوبيون لجنة عقوبات كوريا الشمالية المنبثقة عن مجلس الأمن عن مصادرة الشحنة في 24 من أكتوبر تشرين الأول. وأضاف المبعوثون قولهم ان الصين عرضت المساعدة في التحقيق في ظروف الحادث وملابساته.
وقال دبلوماسي “يبدو ان الاسطوانات كانت مطلوبة لبرنامج صاروخي في سوريا. وأكدت لنا الصين انها ستجري تحقيقا بشأن ما يبدو أنه انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة”.
وقال دبلوماسي آخر “من الممكن ان يكون طاقم السفينة الصينية لا يعرف شيئا عن حقيقة هذه الشحنة. هذا شيء جيد ان الصين عرضت استعدادها للتحقيق.”
وذكر دبلوماسيون ان اسطوانات الجرافيت تبدو متوافقة مع مادة مستخدمة في برامج الصواريخ البالستية وان كوريا الجنوبية ستجري تحقيقا مشتركا مع الصين في القضية.
وقال الدبلوماسيون ان الشحنة المتجهة إلى سوريا قام بالترتيب لها شركة تجارية كورية شمالية. وقال دبلوماسي ان الشركة السورية التي كان من المقرر ان تتسلم الاسطوانات ربما تكون وحدة تابعة للشركة التجارية الكورية الشمالية.
ويحظر على كوريا الشمالية استيراد أو تصدير تكنولوجيا نووية وصاروخية بموجب عقوبات مجلس الأمن الدولي التي فرضت على بيونجيانج بسبب تجاربها النووية في عامي 2006 و2009.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على سوريا لكن الامم المتحدة لم تفرض حظرا على السلاح على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد التي تشن حملة عسكرية منذ 20 شهرا على المعارضة السورية التي أصبحت مسلحة بشكل متزايد.
وفي وقت سابق من العام قالت لجنة خبراء مجلس الامن في شؤون كوريا الشمالية وهي لجنة تضم خبراء مستقلين تراقب مدى الالتزام بنظم عقوبات الامم المتحدة انها تحقق في تقارير عن اتفاقات قد تكون لها صلة بالسلاح بين بيونجيانج وكل من سوريا وميانمار.
الأمين العام للأمم المتحدة: آثار امتداد الأزمة السورية واضحة في دول الجوار
نيويورك- (يو بي اي): جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التعبير على قلقه البالغ بشأن سوريا، مشدداً على ان آثار امتداد الأزمة السورية واضحة في دول الجوار.
وتطرق بان، في محاضرة ألقاها في جامعة (يال) الأمريكية إلى الوضع في سوريا فقال إن “المخاطر بالنسبة إلى المنطقة واضحة، ونحن نشهد انتشار تأثيراته وتوترات شديدة، واندلاعاً للعنف في الدول المجاورة لسوريا”.
وشدد على أن ما من حل عسكري للأزمة السورية، مضيفاً ان على الحكومة والمعارضة أن تلتزم بحوار إذ أرادتت قيق أي تقدم.
وقال “سبق وحذرت الحكومة والمعارضة من ان ما من حل عسكري، وعلى سوريا أن تنفصل عن ماضيها وعملية الانتقال المطلوبة يجب أن تتم عبر المفاوضات والحوار”.
وأسف لأنه مع كل يوم في سوريا ثمة تقارير عن انتهاكات رهيبة لحقوق الإنسان ومعاناة شديدة “والأمم المتحدة ترسل على وجه السرعة الأدوية والطعام للسوريين داخل البلاد ومئات الآلاف الذين فروا إلى الدول المجاورة”.
وشدد بان على ان الوضع في سوريا هو تذكير بأن المنطقة على المحك ما لم يتحرك المجتمع الدولي بطريقة منسقة، وما لم يلبي القادة مطالب شعبهم بالانفتاح والكرامة.
منظمتان حقوقيتان تطالبان المعارضة السورية بوقف انتهاكات مقاتليها
فرنسا تعترف بائتلاف المعارضة الجديد ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري
الرئيس التركي يحذر من مخاطر تعرض بلاده لهجوم سوري بأسلحة كيميائية
القاهرة ـ دمشق ـ باريس ـ وكالات: رحب وزراء خارجية اوروبيون الثلاثاء في القاهرة بتشكيل الائتلاف الوطني السوري المعارض، في الوقت الذي طالب فيه رئيس هذا الائتلاف بدعم المعارضة بالاسلحة.
جاء ذلك فيما استبق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء الجميع بإعلانه ان باريس تعترف بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية ‘الممثل الوحيد للشعب السوري وبالتالي الحكومة المؤقتة القادمة لسورية الديمقراطية’.
وقال هولاند في مؤتمر صحافي ‘اعلن ان فرنسا تعترف بالائتلاف الوطني السوري الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة المؤقتة القادمة لسورية الديمقراطية التي ستتيح الانتهاء من نظام بشار الاسد’.
وقال هولاند الثلاثاء ان مسألة تسليم اسلحة الى المعارضة السورية، التي كانت باريس تعارضها حتى الآن، ‘سيعاد بالضرورة طرحها’ وذلك بعد اعترافه بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية.
وقال هولاند في المؤتمر الصحافي ان ‘هذا المسألة (تسليم الاسلحة) سيكون من الضروري اعادة طرحها ليس في فرنسا فحسب وانما في جميع الدول التي ستعترف بهذه الحكومة’ المؤقتة. وكان الرئيس الفرنسي اعترف قبل ذلك بقليل بالائتلاف الوطني السوري الجديد ‘الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والحكومة المؤقتة القادمة’.
اعتبرت الولايات المتحدة الثلاثاء الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي تشكل الاحد، ‘ممثلا شرعيا للشعب السوري’، لكنها تجنبت الاعتراف به كحكومة مؤقتة قادمة كما فعلت فرنسا.
وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر ‘نعتقد انه ممثل شرعي للشعب السوري، انعكاس للشعب السوري (…) نريد ايضا ان يبدي (هذا الائتلاف المعارض) قدرته على تمثيل السوريين في داخل سورية’.
ودعا رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد معاذ الخطيب العالم الى تسليح المعارضة. وقال لوكالة فرانس برس ان ‘المعارصة بحاجة ملحة للاسلحة، لاسلحة نوعية (…) والدعم يقصر من معاناة السوريين ونزيف دمائهم’.
واضاف ‘السوريون يواجهون القصف من مقاتلات بشار (الاسد) ويحتاجون اسلحة نوعية’، رافضا تحديد نوعية الاسلحة التي قال ان مجلسا عسكريا تابعا للائتلاف وجاري تكوينه سيحدد نوعيتها.
الى ذلك وصف نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الثلاثاء، الائتلاف السوري الجديد بأنه ‘مشروع أمريكي – قطري’ تستخدمه القوى الخارجية لتدمير بلاده. وقال المقداد، في حديث مع قناة ‘روسيا اليوم’، ‘نعتقد أن المعارضة ليست صناعة سورية، كما لاحظتم هي صناعة أمريكية وقطرية ويكفيهم شرفاً مثل هذه الرعاية’.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء المجتمع الدولي الى الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري بصفته ‘الممثل الشرعي للشعب السوري’.
من جهته قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في القاهرة ‘ان الائتلاف خطوة كبيرة الى الامام’، مضيفا ‘نحن نريد الان رؤية تنفيذ تفاصيل الاتفاق الذي تم في الدوحة ولا بد ان نرى على ارض الواقع ان الائتلاف الذي جرى تشكيله يمثل بأكبر قدر ممكن اطياف المعارضة والطوائف المختلفة داخل سورية’.
وقال الخطيب لفرانس برس عبر الهاتف ان ‘الكثرة الكاثرة من المعارضة انضمت الى الائتلاف. انه الائتلاف الاقوى الان. وهو يمثل الداخل الحقيقي’، مشددا على ان ‘الائتلاف السوري يمثل معظم المعارضة السورية’.
وتابع ‘ائتلافات وطوائف كثيرة انضمت للائتلاف الوطني السوري. البعض لهم تحفظات.. لكن نحن نتواصل مع الجميع’.
من جانبها، ابدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي التي تشارك في الاجتماع الوزاري في القاهرة ترحيبها بولادة الائتلاف السوري المعارض.
وقالت كاترين آشتون في مستهل الاجتماع الوزاري ‘اود ان احيي العمل الذي جرى في الدوحة لبناء وتوحيد المعارضة’.
واضافت ‘لكن مأساة سورية مأساة لا تنحصر بهذا البلد وانما تطال المنطقة باسرها’.
واعترفت الجامعة العربية الاثنين بالائتلاف الوطني السوري باعتباره ‘الممثل الشرعي للمعارضة السورية’. وقال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم ال ثاني في المؤتمر الصحافي الذي اعقب اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب ‘ان الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الشرعي للمعارضة السورية والمحاور الاساسي للجامعة العربية’.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي اعترفت في وقت سابق من الاثنين بالائتلاف الوطني السوري بصفته ‘الممثل الشرعي للشعب السوري’.
من جهة اخرى طالبت منظمتا العفو الدولية و’هيومن رايتس ووتش’ المعنيتان بالدفاع عن حقوق الانسان الثلاثاء ائتلاف المعارضة السورية بان تضع على رأس اولوياتها وقف ‘الانتهاكات’ التي يرتكبها بعض مقاتليها.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ‘هيومن رايتس ووتش’ ‘يجب أن يكون إنهاء انتهاكات عناصر المعارضة المسلحة من أولويات الائتلاف الجديد. ولابد أن يتعهد الائتلاف علنا بحماية المعايير الدولية وبمراجعة قيام الجماعات المسلحة بأية انتهاكات قبل منحها الأسلحة، وبمحاسبة المتسببين في الانتهاكات’.
ووثقت هيومن رايتس ووتش أكثر من 12 عملية إعدام ‘خارج نطاق القضاء وبإجراءات موجزة دون مراعاة الإجراءات القانونية السليمة على يد قوات المعارضة، وكذلك أعمال تعذيب ومعاملة سيئة في منشآت اعتقال تديرها المعارضة’ بحسب البيان.
بدورها شددت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها على ضرورة ان يقوم الائتلاف الجديد المعارض ‘بمراقبة ومنع الانتهاكات التي تمارسها بعض جماعات المعارضة مخالفة بذلك حقوق الإنسان’.
وطالبت المنظمة في بيان منفصل الثلاثاء ائتلاف المعارضة الجديد ‘بوضع اليات لمراقبة طريقة تصرف الجماعات المسلحة المعارضة لتجنب اي ملاحقة تتعلق بجرائم الحرب والانتهاكات’.
واضافت ‘على المقاتلين في جميع الاطراف معرفة انهم لا يمكنهم الافلات من العقاب بحجة الامتثال للاوامر وان الحساب سيطالهم على افعالهم’.
ومع استمرار الاشتباكات على الحدود السورية التركية حذّر الرئيس التركي عبد الله غول من مخاطر تعرض بلاده إلى هجوم بصواريخ مزودة برؤوس كيميائية من قبل النظام السوري.
وقال غول في مقابلة مع صحيفة ‘فايننشال تايمز’ الثلاثاء ‘من المعروف أن سورية تمتلك أسلحة كيميائية ومنظومات سوفييتية لإطلاق الصواريخ، ولهذا السبب ينبغي اتخاذ بعض الإجراءات ووضع خطط طوارئ للتعامل مع هذا الوضع إذا كان هناك ضرب من الجنون، وهذا ما يقوم به حلف الأطلسي (الناتو)’.
وفيما أعرب الرئيس التركي عن اعتقاده بأن سلسلة حوادث سقوط قذائف سورية على أراضي بلاده والتي ردت عليها أنقرة ‘لم تكن متعمدة’، شدد على أن تركيا ‘لا يمكن أن تتسامح مع مثل هذا العمل واتخذت الرد المناسب’.
وحذّر غول من أن استمرار تدفق اللاجئين السوريين على تركيا ‘يمكن أن يشكل خطراً على أنقرة’.
وقال الرئيس التركي ‘إن الخطر أولاً وأخيراً يواجهه الشعب السوري، ومن الواضح أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر مع استمرار هذا البلد (سورية) في استهلاك نفسه’.
وأشارت ‘فايننشال تايمز’ إلى أن تركيا تدرس الطلب من حلف الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على الحدود مع سورية، غير أن تصريحات الرئيس غول تذهب أبعد من تصريحاته السابقة لتوضيح مخاوف أنقرة من احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية السورية ضدها.
ومن جهته شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على ان انقرة لن تتردد في الرد اذا تعرضت للتهديد.
وقال لنواب حزبه العدالة والتنمية في انقرة ‘نقوم بالرد اللازم على الحدود ولن نحجم عن الرد بصورة اشد اذا لزم الامر. ينبغي الا يلعب احد بالنار او يحاول اختبار صبر تركيا’.
فرنسي ينعش ليالي دمشق في حانته وزبائنه يرغبون بالاسترخاء والتفكير بامور اخرى غير الحرب
دمشق ـ (ا ف ب) – فتح الفرنسي جان لوك دوتيون حانة ليلية في دمشق بعد بدء الاضطرابات التي ما لبثت ان تحولت الى نزاع دام في سوريا، وهو حتى اليوم يقاوم اقفالها مدفوعا بعشقه للمدينة، فيستقبل الزبائن الراغبين بالرقص وسماع الموسيقى ونسيان الحرب الضارية القريبة منهم، ولو لوقت قصير.
كانت حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد قد بدأت، عندما قرر جان لوك مع شقيقه جان بيار وشريكين سوريين في شباط/فبراير 2012، فتح حانة اطلق عليها اسم “بيور لاونج” في حي مسيحي من دمشق القديمة.
ويقول عن مغامرته هذه “اعتقد، بعد كل هذا الوقت، ان ما دفعنا فعلا الى اتخاذ قرار بفتح الحانة هو غياب اي حس سياسي لدينا. اعتقدنا ان الانتفاضة لن تستمر الا اشهرا قليلة وان السوريين الذين يعشقون الحياة والاحتفالات سيتعبون سريعا. لقد اخطأنا”.
وقد استقر جان لوك دوتيون (28 عاما) القادم من باريس في دمشق في نهاية العام 2007.
وبات شقيقه معروفا في وسائل الاعلام، بعد ان وجد لنفسه عملا كمراسل لمحطات تلفزة عدة، ونشاطه على موقع “تويتر” الالكتروني الذي يروي فيه حياته اليومية في دمشق.
وكان جان لوك، السينمائي المتخصص في تقنيات الاعلان، اختار سوريا لانها “كانت بلدا مغلقا الى حد ما انما مع نسبة نمو تفوق بكثير نسبة النمو في فرنسا. وكانت والدتي الخبيرة في القطاع النفطي اصطحبتني معها في السابق في زيارة الى سوريا”.
وعمل جان لوك في القطاع الاعلاني حتى بداية حركة الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس 2011. ويقول “بين ليلة وضحاها، توقفت كل الطلبيات ووجدت نفسي عاطلا عن العمل. عندها، قررنا فتح الحانة”.
ويطغى اللون الابيض على المكان، مع مرايا ووسادات حمراء. كلف التجهيز 120 الف دولار، ويقول جان لوك ان اختيار الالوان يعطي انطباعا “بالنظافة، والشباب، والنضارة، والنساء لا يخشين دخول المكان، لانه ليس عبارة عن زاوية مظلمة”.
لم يكن جان لوك وحده في خوض مثل هذه المغامرة. في شارع محاذ، فتح ملهى “تاو بار” الذي يتسع ل700 شخص وكلف خمسة ملايين دولار، ليقفل بعد ثلاثة اشهر. كذلك اقفل ملهى “زودياك” في المنطقة نفسها.
لكن في دمشق، رغم الحرب، لا يزال عدد من الملاهي فاتحا ابوابه، مثل “بار تيني” الذي ينظم سهرات “سالسا” و”وايت” و”باك دور” و”808″، ويقصدها الزبائن خصوصا في نهاية الاسبوع.
كذلك، لا يزال عدد من المطاعم والمقاهي التي تقدم النارجيلة صامدة في العاصمة السورية.
ويقول جان لوك “كنا نظن اننا سنستعيد رأسمالنا خلال عام. كم كنا على خطأ! في البداية، كانت الامور تسير بشكل رائع، وكان كل الشبان الاثرياء يقصدوننا. ولكن مع استمرار الثورة على مدى اشهر، غادر هؤلاء الى بيروت او الى بلدان بعيدة اكثر”.
اليوم، ينتمي زبائن “بيور لاونج” الى الطبقة الوسطى. “انهم شبان تتراوح اعمارهم بين 25 و35 عاما يرغبون بالاسترخاء وبالتفكير بامور اخرى غير الحرب، ولو انهم، فور خروجهم من هنا، يستعيدون صوت المدفع”.
ويدخل الحانة كل ليلة حوالى 25 زبونا. في نهاية الاسبوع، يرتفع العدد الى ما بين 45 و60 شخصا. كما ان البعض ينظم في المكان احتفالات خطوبة او حفلات انهاء العزوبية.
ويقول صاحب المكان “اعتقد انهم يأتون الى هنا، لان الموظفين يبتسمون، والاسعار لا بأس بها، فسعر البيرة يبلغ 310 ليرات سورية (اربعة دولارات) وكأس الكحول تقريبا حوالى 350 ليرة سورية، والموسيقى جيدة ويمكنهم ان يرقصوا ويسترخوا”.
ويقول الياس حنا (مهندس، 27 عاما) “ناتي الى هنا لاننا نحب الحياة ولاننا نريد الاستفادة من كل لحظة. قبل شهرين، وقع انفجار قرب منزلي. احسست بانني على شفير الانهيار. فبدأت اتردد الى هنا”.
ويؤكد جان لوك انه ينجح في تأمين رواتب موظفيه الثمانية، وانه لا يخسر، وسيواصل احياء ليالي دمشق، “الى ان يصبح الواقع غير قابل للعيش”.
ويقول لفرانس برس “في السابق، كنت اتنقل في كل انحاء البلاد. اليوم يستحيل حتى الانتقال الى الضواحي. اذا وصلت الحرب الى دمشق ولم يعد في امكاني التنقل، ساحزم امتعتي وارحل. لكنني سافعل ذلك رغما عني. انا اعشق هذه المدينة”.
الاسد أفضل لاسرائيل
صحف عبرية
لعله خلافا للتنبؤات عن سقوط نظام الاسد في غضون أسابيع أو في غضون فترة زمنية قصيرة نسبيا، فان الوضع في سوريا آخذ في التعقد. كلما مر الوقت اتضحت أكثر فأكثر بضعة أمور مركزية في الحرب الاهلية بين الثوار والنظام السوري.
أولها عدم الوضوح والغموض حول اولئك الثوار. فليس واضحا في المعارضة السورية من يقودها، والى اين يريد ان يقود سوريا بعد أن يسقط نظام الاسد. فضلا عن ذلك، كلما مر الوقت اتضح أكثر فأكثر انه في أوساط الثوار توجد محافل خارجية لا صلة لها بالشعب السوري.
ويدور الحديث عن جماعات من الارهاب الدولي، بعضها تحت تعريف القاعدة، بعضها منظمات سلفية ومنظمات اسلامية متطرفة أصولية. مسيحيون، دروز وأقليات اخرى يخشون مما يختبىء خلف تلك المنظمات، لا يتعاونون معها. من الجهة الاخرى نرى الجيش السوري، الذي يعتمد هيكله القيادي على الطائفة العلوية. وهم يفهمون بان الخسارة في هذه الحرب ضد الثوار يمكن أن تكون حكما بالاعدام، ولهذا فانهم يقاتلون في واقع الامر في سبيل حياتهم.
الصراع بين جماعات الثوار تلك وبين جنود الجيش السوري والنظام يجري تقريبا في كل المناطق في سوريا. ومؤخرا نرى قتالا مشابها، جنوبي القنيطرة، في منطقة قرية بير العجم.
فقد دخل الثوار الى ذاك الفاصل الذي بين الاستحكامات المتقدمة للفرق السورية وبين الحدود الاسرائيلية. وعليه ففي اثناء اطلاق الجيش السوري النار عليهم، والذي تم بخبرة غير عالية، سقطت بعض القذائف في الاراضي الاسرائيلية. رد الجيش الاسرائيلي كان متزنا وسليما. فقد أوضح للسوريين ليس فقط بان عليهم أن يحرصوا على الا يطلقوا القذائف داخل الاراضي الاسرائيلية، بل وشخص لهم الفجوة الهائلة بين التكنولوجيا التي يستخدمها الجيش السوري وبين وسائل الجيش الاسرائيلي.
أمس، عندما سقطت قذيفة طائشة لمدفع سوري مرة اخرى في الاراضي الاسرائيلية، اطلقت حظيرة دبابات مركفاه قذائف فأصابت مدفعا وأغلب الظن تسببت بعدد من الاصابات في الطرف السوري. آمل الا ينجر الجيش الاسرائيلي هنا، والا يجر الجيش السوري الى تبادل لاطلاق النار، يبدو عندنا بداية بانه غير اشكالي، ولكنه سيصبح لاحقا أمرا عاديا قد يتطور الى امور جد غير مرغوب فيها.
في هذا الشأن يجب الحذر جدا، وذلك لان النظام السوري يمكن أن يفهم بان لديه امكانية لخلق زخم حرب ضد اسرائيل. ويمكن لهذا أن يساعدهم لان اسرائيل لا تزال هي العدو رقم واحد لسوريا، وسيكون أسهل عليهم دعوة الشعب الى الاتحاد حول الحكم في الحرب ضد العدو الصهيوني.
يبدو أن الثوار حذرون كي لا يقعوا في خدمة الاسد في هذا الموضوع، وحتى الان لا يبدو أن الحكم السوري يعمل في هذا الاتجاه، ولكن يمكن بالتأكيد أن يحصل تطور كهذا لا ترغب فيه اسرائيل.
وبالنسبة لرد هذا الصباح، ينبغي الحذر من الدخول الى استراتيجية بموجبها كل قذيفة تسقط في الاراضي الاسرائيلية تؤدي الى رد اسرائيلي يمس بجنود سوريين. وذلك لان الصورة قد تتغير كلها.
توجد في اسرائيل أصوات يمكن أن يفهم منها بان لدينا توقعا في أن يسقط نظام الاسد وان يستولي الثوار على الحكم. أعتقد أنه من ناحية اسرائيل نظام الاسد أفضل من الثوار، الذين لا يعرف أحد ما الذي يختبىء خلفهم، ونحن لا نعرف على أي دولة سنحصل بعد أن يستولوا على الحكم.
ومن تجربتي أعرف بانه بشكل عام خطوات من هذا النوع لا تحسن وضعنا ولا تجعل المنطقة اكثر هدوءا، بل العكس. نحن نرى ذلك في اماكن عديدة، حين تغير الحكم في أعقاب الربيع العربي في الدول في منطقتنا والواقع هناك بات اكثر عداء لاسرائيل.
مصلحة اسرائيل، دون الخروج في تصريحات عن ذلك، هي ان يبقى الحكم العلوي في دمشق. صحيح، انه توجد نقطة واحدة تشكل بالنسبة لنا عقبة في نظام الاسد، وهي الجسر الذي يستخدمه هذا النظام بين ايران وحزب الله. ولا يزال الوضع يمكن ان يكون اسوأ بعد تغيير الحكم.
سوريا بقيادة بشار الاسد هي صاحبة حكم، دوافعها هي قومية وليست دينية اصولية. وليس أقل أهمية من ذلك: نحن نعرف عما يدور الحديث، ونحن نعيش مع هذا النظام منذ عشرات السنين، بنجاح وبهدوء نسبي.
رافي نوي
عميد احتياط قائد ركن في الشمال
يديعوت 13/11/2012
انعدام الثقة في الاخوان المسلمين مازال قائما في سورية
الدوحة ـ رويترز: أخيرا وقف الاخوان المسلمون في سورية وراء اتفاق جديد لتوحيد المعارضة السورية تم التوصل اليه في قطر لكن بعض السوريين يخشون ان تحاول الجماعة الاحتفاظ بنفس النفوذ الذي كان لها في المجلس الوطني السوري الاضيق تمثيلا.
ووافق المجلس الوطني السوري الذي يهيمن عليه الاخوان المسلمون المدعومون من قطر تحت ضغط شديد من الدوحة والولايات المتحدة يوم الاحد الماضي على ان يصبح أقلية في كيان أوسع نطاقا هو الائتلاف الوطني السوري.
وسيحاول الكيان الجديد نيل اعتراف دولي بانه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري ويكون هو المتلقي الرئيسي للدعم السياسي والانساني والعسكري للانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد.
وقال دبلوماسي على هامش محادثات الدوحة ان الاخوان المسلمين في سورية – الذين وصل أقرانهم في مصر وتونس الى سدة الحكم- كانوا الكتلة التي بوسعها انجاح الاتفاق او افشاله.
وبعد ان استشعروا الرياح السياسية -حيث شارك عدد كبير من الدبلوماسيين الامريكيين ودبلوماسيي دول اخرى في المحادثات التي استمرت اسبوعا في قطر- وافق الاخوان المسلمون في سورية على الكيان الجديد.
ويبدو أن المعارضة لانضمام المجلس الوطني السوري الى الائتلاف الجديد كانت تأتي أساسا من جانب شخصيات علمانية مثل زعيم المجلس الجديد الناشط المسيحي جورج صبرا.
وقال فاروق طيفور وهو شخصية بارزة من الاخوان المسلمين ونائب رئيس المجلس ان الاخوان المسلمين لن يحتكروا السلطة في الساحة السياسية وادارة الفترة المقبلة.
وأضاف ان الاخوان سيكونون جزءا من اطار سوري شامل لاعادة بناء البلاد وشفاء الجروح التي خلفها حكم أسرة الاسد.
وكما حدث في مصر خلال الاشهر الاولى بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك حاول الاخوان المسلمون في سورية التخفيف من نفوذهم على المجلس الوطني السوري حتى لا يفزعوا الداعمين الغربيين.
لكن تصاعدت الاتهامات الموجهة لهم بانهم يهيمنون على المجلس من خلال ممارسة النفوذ على اسلاميين مستقلين ويوجهون الاموال الى جماعات ذات حظوة لديهم داخل سورية حتى تعزز من وجودها.
ومن المتوقع ان يشغل المجلس الوطني السوري نحو خمسي مقاعد الائتلاف الوطني السوري الجديد التي يبلغ عددها حوالي 60 مقعدا ومن ثم فمن المنتظر ان يتقلص نفوذ الاخوان المسلمين ولو على الورق.
وانتخب معاذ الخطيب وهو رجل دين من دمشق يحظى بشعبية أول رئيس للائتلاف.
والخطيب (50 عاما) كان ضيفا دائما على شاشات قناة الجزيرة الفضائية التي تستخدمها قطر للترويج لإسلاميين لهم علاقة بالاخوان وتسهيل قبول الولايات المتحدة للشبكة الاسلامية.
وقال حسن حسن وهو معلق سوري يعيش في الامارات انه يعتقد ان الخطيب مستقل حقا ولا ينضوي تحت لواء الاخوان المسلمين لكن من غير الواضح بعد هل ستكون الجماعة قادرة على الهيمنة على الائتلاف الوطني الجديد.
وأضاف ‘هذا سؤال بمليون جنيه’. واستطرد انه حين طرحت الولايات المتحدة هذه الخطة الجديدة علم الاخوان المسلمون انه لن يكون بوسعهم الاصرار على بقاء المجلس الوطني السوري ولذلك بدأوا يبنون لنفسهم مكانا جديدا في الائتلاف ونجحوا في ذلك.
واستقال عدد كبير من الشخصيات البارزة في المجلس الوطني خلال الاشهر القليلة الماضية شاكين من ان الاسلاميين يهمشون الاقليات والمرأة. وغادر ثلاثة آخرون محادثات الدوحة من بينهم اديب الشيشكلي مؤسس المجلس الوطني وعبروا عن غضبهم من عدم تمكين المرأة من الوصول الى الامانة العامة الجديدة للمجلس الوطني التي انتخبت الاسبوع الماضي.
ويقول الاخوان المسلمون الذين تأسس فرعهم في سورية عام 1936 انهم ببساطة منظمون اكفاء وتقر بعض شخصيات المعارضة ان قدرا كبيرا من التذمر يرجع الى اسباب شخصية من افراد لا يحظون بشعبية.
وقال عضو عن الانسحابات التي حدثت الاسبوع الماضي ‘لقد قالوا ان المجلس أصبح مجلسا للاخوان المسلمين. لكن بكل صدق اعتقد ان ذلك حدث لانهم لم ينتخبوا (للامانة العامة)’.
لكن رغم ذلك ظلت شخصيات تتمتع بالاحترام في الائتلاف الجديد تشعر بعدم ثقة في الاسلاميين بغض النظر عما يصرحون به.
وقال هيثم المالح المعارض اليساري ان الاخوان المسلمين لم ينفتحوا على الجماعات الاخرى رغم انهم قالوا من قبل انهم سيفعلون ذلك وانه يجب الضغط عليهم حتى يصبحوا أكثر انفتاحا.
ويشك العلمانيون في موقف الاسلاميين من المرأة ومن غير المسلمين في انتفاضة شابتها الطائفية.
وساند الاسد مسيحيون ودروز وشيعة من بينهم العلويون الذين ينتمي اليهم وتخشى هذه القطاعات مما قد ينتظرها من اغلبية سنية واقعة تحت تأثير الاسلاميين.
وتدفق مقاتلون من القاعدة في العراق وجهاديون من دول اخرى على سوريا للقتال ضد حاكم يعتبرونه كافرا لانه علوي. واشتبك الاخوان المسلمون مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد عام 1982 وقتل الالاف في انتفاضة فاشلة. وحينها عملت الجماعة بلا كلل للوصول بنفوذها الى العامة من خلال المساجد والمعاهد الدينية رغم كونها جماعة محظورة.
وأصبحت سورية التي كانت تفخر بنفسها يوما كقلعة للقومية العربية العلمانية مجتمعا محافظا دينيا.
وعملت جماعة الاخوان المسلمين على الابتعاد عن الجماعات الجهادية والطائفية في سورية وحاولت شخصيات المعارضة بصفة عامة في الدوحة التهوين من مخاوف الغرب بشأن التشدد.
ونفى قائد عسكري من المعارضة المخاوف بشأن جبهة النصرة وهي جماعة سلفية نفذت هجمات انتحارية قائلا انها مجرد جماعة ‘اسلاميين منظمين’.
ويقول حسن ان المعارضين مازالوا قلقين من ان ينجح الاخوان المسلمون بمساعدة قطر في اقناع القوى الغربية بانهم مؤثرون وأصحاب نفوذ على الارض مثل الاخوان المسملين في مصر وهو زعم يشكك فيه.
وقال ان السوريين أصبح لديهم فجأة ثورة وعدد كبير من الجماعات تصور نفسها على انها صاحبة النفوذ الاكبر في المجتمع لكن 70 في المئة تقريبا من المجتمع السوري خارج عن نطاق سيطرة الاخوان المسلمين اذا وضعت في الاعتبار الاقليات الدينية والاكراد والعشائر.
رئيس الائتلاف الوطني السوري يطلب دعم المعارضة باسلحة نوعية والمقداد يصف الائتلاف بأنه ‘مشروع أمريكي قطري’ لتدمير سورية
اشتون ترحب بـ ‘الائتلاف الوطني’.. وفرنسا تدعو للاعتراف به كـ’الممثل الشرعي’ للسوريين
القاهرة ـ موسكو ـ وكالات: اعلن احمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري الذي تشكل الاحد وضم تحت لوائه غالبية اطياف المعارضة السورية في تصريح لوكالة فرانس برس بالقاهرة الثلاثاء انه يطالب بدعم مقاتلي المعارضة ‘باسلحة نوعية’.
وقال الخطيب ان ‘المعارصة بحاجة ملحة للاسلحة، لاسلحة نوعية’، واضاف ‘ان الدعم يقصر من معاناةالسوريين ونزيف دمائهم’.
واضاف لفرانس برس عبر الهاتف ان ‘ائتلافات وطوائف كثيرة انضمت للائتلاف الوطني السوري. البعض لهم تحفظات.. لكن نحن نتواصل مع الجميع’.
وتابع ‘الكثرة الكاثرة من المعارضة انضموا للائتلاف. انه الائتلاف الاقوى الان. وهو يمثل الداخل الحقيقي’، مشددا على ان ‘الائتلاف السوري يمثل معظم المعارضة السورية’.
وقال الخطيب ‘نحن نريد من المجتمع الدولي ان يشعل شمعة في النفق الذي وضع الطاغية بشار الاسد شعبه فيه’.
واضاف ‘السوريون يواجهون القصف من مقاتلات بشار ويحتاجون لاسلحة نوعية’، رافضا تحديد نوعية الاسلحة التي قال ان مجلسا عسكريا تابعا للائتلاف وجار تكوينه سيحدد نوعيتها.
وقال ‘اذا استمرت الازمة ربما ستنشأ تطورات اكبر واخطر’، متابعا ‘ربما ستنفجر المنطقة باكملها’.
والتقى الخطيب في وقت سابق من الثلاثاء في القاهرة بوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
ودعم فابيوس ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الائتلاف السوري الجديد، ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء المجتمع الدولي للاعتراف بالائتلاف الوطني السوري بصفته ‘الممثل الشرعي للشعب السوري’.
وقال فابويس في مؤتمر صحافي في القاهرة ‘نحن نأمل ان تعترف مختلف الدول بالائتلاف الوطني السوري بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري’، مضيفا ان ‘دور فرنسا هو جعل ذك الامل ممكنا’.
واعلن الاحد في قطر عن تأسيس الائتلاف الوطني السوري بعد ان وافقت غالبية قوى المعارضة السورية على التوحد تحت لوائه بعد اربعة ايام من المفاوضات والمناقشات.
كما رحبت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون باتفاق المعارضة السورية على تأسيس ‘الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة’.
وقالت آشتون المتواجدة في القاهرة لحضور اجتماعات مجموعة العمل الأوروبية المصرية واجتماعات الإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، في بيان صدر عن مكتبها اليوم الثلاثاء ، ‘أرحب بشدة باتفاق ممثلي المعارضة السورية في الدوحة لتشكيل مظلة جامعة، هي الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة’.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي ‘دعا دائماً المعارضة السورية الى تشكيل منصة مشتركة تمثيلية’، وثمنت اختيار معاذ الخطيب رئيساً للائتلاف الجديد، قائلة إن ‘الخطيب معروف بكونه شخصية وطنية حقيقية تؤمن بسوريا جديدة تضم كافة أطياف المجتمع السوري’.
وأعربت عن تطلعها بأن يصبح الائتلاف الجديد فعالاً وتمثيلياً بالكامل ويحترم مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية.
وقالت آشتون إن ‘الإتحاد الأوروبي ما يزال مصمماً على متابعة العملية الانتقالية التي يقودها السوريون والتي ستلبّي التطلعات الديمقراطية للشعب السوري’.
ومن جهته وصف نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الثلاثاء، الائتلاف السوري الجديد بأنه ‘مشروع أمريكي – قطري’ تستخدمه القوى الخارجية لتدمير بلاده.
وقال المقداد، في حديث مع قناة ‘روسيا اليوم’، ‘نعتقد أن المعارضة ليست صناعة سورية، كما لاحظتم هي صناعة أميركية وقطرية ويكفيهم شرفاً مثل هذه الرعاية’.
وأضاف ‘عندما لا تنبت المعارضة في أرض الوطن وعندما لا تحظى بدعم أهل الوطن فإنها تكون مجرّد ترتيبات خارجية تستخدم في هذا الوقت أو ذاك من أجل التشكيك بالوطن ومن أجل تدميره’.
وفي تعليقه على إمهال المعارضة السورية المسلّحة للبعثات الدبلوماسية 3 أيام لإغلاق مكاتبها في سورية، أكد المقداد أن دمشق تعمل ما في وسعها لضمان الأمن الكامل للتمثيل الدبلوماسي والمؤسسات الدولية التي تعمل في الأراضي السورية.
وتابع ‘من المعروف أن الدول الغربية سحبت معظم تمثيلها الدبلوماسي من سورية، وهي تريد الآن سحب ما تبقى من هذه البعثات، لكن هذه المرة من خلال إراقة الدماء’.
وأكّد المقداد ‘أننا نتابع هذا الموضوع بكل جدية’، لافتاً إلى أن ‘البعض يقول إن الجيش الحر قد تراجع أو أصدر بياناً يقول إنه ليس مسؤولاً عن ذلك، لكننا نتعامل مع التهديدات المماثلة بكل جدية، ولن يتمكن هؤلاء من الإضرار بالسلك الدبلوماسي ولا بالتمثيل الدبلوماسي ولا بمؤسسات الأمم المتحدة أو رجال الأعمال الذين يقومون بدور إنساني الآن من خلال تقديم لقمة العيش إلى المواطن السوري بعيداً عن العقوبات اللاإنسانية التي فرضها الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على سورية’.
سكان على الحدود التركية السورية يتساءلون.. عن أي حدود تتحدثون؟
جيلان بينار (تركيا) ـ رويترز: رغم إدراكهم للمخاطر دفعهم الفضول إلى هذا المكان وتجمعوا على سطح أحد المنازل بينما كانت قذائف المدفعية تتساقط على بعد أمتار من السياج الذي يفصل بلدة جيلان بينار التركية عن سورية.
قال أحمد كاياكيران البالغ من العمر 26 عاما ‘هذه الحرب ليست في سورية وحدها.. انها هنا الآن في تركيا.. في جيلان بينار’. وتابع بينما كان سطح المنزل يهتز مع كل غارة ‘أي حدود؟ لم تعد هناك حدود’.
وخلال الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد كانت البلدات والقرى التركية الهادئة بامتداد هذه الحدود التي يبلغ طولها 900 كيلومتر ترقب الأوضاع بينما تقترب منها الحرب الدائرة في سورية أكثر فأكثر.
خير مثال على هذا بلدة جيلان بينار حيث انقسم ما كان يوما بلدة واحدة خلال الحكم العثماني بعد الحرب العالمية الأولى وأصبح جزء منها يقع في الجمهورية التركية الجديدة والجزء الآخر تحت الحكم الفرنسي فيما أصبح سورية لاحقا.
زحف مقاتلو المعارضة على بلدة رأس العين كما تعرف على الجانب السوري من الحدود يوم الخميس لدى تقدمهم صوب شمال شرق البلاد الذي يسكنه الكثير من الأكراد. وتسبب القتال في فرار آلاف اللاجئين طلبا للحماية في تركيا.
وسرعان ما رفع مقاتلو المعارضة علم الانتفاضة السورية في رأس العين بعد معركة ضارية لكن الدبابات والمدفعية السورية بدأت في إطلاق النار على البلدة فيما أصبح نمطا معتادا جدا في الحرب هناك.
واستخدمت قوات الأسد قواتها الجوية أمس إذ دخلت طائرة حربية المنطقة وقصفت منطقة قرب السياج الحدودي مما دفع عشرات السوريين إلى التوجه لتركيا. كما قصفت طائرات هليكوبتر أهدافا لليوم الثاني.
ولا تريد تركيا أن تتورط في حرب بالمنطقة لكنها قد تنزلق فيها بسبب ضغوط داخلية. فمع تزايد إحباط الزعماء في أنقرة من إخفاق قوى العالم في وقف إراقة الدماء بسورية نفد صبر المواطنين الأتراك من عجز حكومتهم عن حفظ أمنهم.
وعلى جانبي الحدود منازل سورية وتركية عند السياج الذي يفصل بين البلدتين اللتين يبلغ إجمالي عدد سكانهما 80 ألف نسمة تربط العرب والأكراد فيهما روابط أسرية واجتماعية منذ زمن طويل.
وفي حين تحد القيود الرسمية من عبور الحدود يتبادل الأصدقاء والأقارب التحية عبر السياج.
لكن الوضع أصبح خطيرا على هذه الحدود وتحدث محمد علي أحد أقارب كاياكيران عن مدى اقتراب الحرب من تركيا عندما خرج من منزله في جيلان بينار للاتصال بصديق يعيش على الجانب الآخر من الحدود بعد أن سيطر مقاتلو المعارضة على بلدة رأس العين.
قال ‘كنت أريد أن أعرف ما إذا كان على قيد الحياة… كنت أضع الهاتف على أّذني عندما ضربت رصاصة هذا المكان’ مشيرا إلى لافتة مثبتة على جدار منزله.
وأحدثت الرصاصة الطائشة التي أطلقت عبر السياج الحدودي ثقبا في اللافتة المعدنية التي كانت على مسافة قريبة جدا من رأسه.
وانضم أحد الجيران إلى الحديث وقال ‘هذا ليس شيئا… جدار منزلي مليء بآثار الرصاص’.
وهناك آخرون أقل حظا إذ أصيب اثنان في جيلان بينار الأسبوع الماضي بسبب الرصاص الطائش الذي يطلق من سوريا أحدهما فتى أصيب بطلق ناري في صدره.
وعلى بعد نحو مئة كيلومتر إلى الغرب بامتداد الحدود في بلدة أقجة قلعة التركية قتل خمسة في الشهر الماضي عندما سقطت قذيفة مورتر من سورية على منزلهم.
وكان هذا أسوأ حادث عبر الحدود منذ اندلاع القتال مما دفع تركيا إلى مطالبة قوى العالم بإجراء أشد بما في ذلك نشر حلف شمال الأطلسي صواريخ باتريوت أرض جو على الحدود التركية السورية.
وتقول تركيا إنها ردت بإطلاق النار لكنها تشكو من أن دعواتها لإقامة منطقة عازلة داخل سوريا لم تنل الاهتمام بين القوى الغربية العازفة عن اتخاذ إجراء.
وكما هو الحال في أقجة قلعة ترك كثيرون من سكان جيلان بينار ممن يعيشون قرب السياج منازلهم. وبات هذا الحي أشبه بمدينة أشباح يتدرب فيها جنود أتراك داخل خنادق على استخدام مدافعهم على سورية.
وتقوم شاحنات تابعة للشرطة التركية تحمل مدافع مياه كانت تستخدم عادة في قمع الأكراد في جنوب شرق تركيا بما فيه جيلان بينار بدوريات على الحدود مع سورية.
وتحذر الشرطة الأطفال من اللعب قرب السياج. كما أغلقت المدارس منذ الأسبوع الماضي وحثت السلطات السكان أمس الناس عبر مكبرات للصوت على التزام منازلهم.
وقال حسين البيراك وهو أحد جيران كاياكيران ‘أغلقنا أبوابنا ورحلنا.. أرسلت زوجتي وأبنائي إلى أبي في مكان أبعد بالبلدة.. على تركيا أن تفعل شيئا لحماية شعبها’.
«أمن الثورة» يواجه أبو ابراهيم و«الفئة الباغية»
ينذر التوتّر بين هيئة «أمن الثورة» ولواء «عاصفة الشمال» بحدوث اقتتال قد يكون الأعنف بين المجموعات المسلحة في منطقة أعزاز، وذلك في أعقاب تكليف لواء «عمرو بن العاص» بتصفية لواء «عاصفة الشمال» وقائده عمار داديخي الملقب بـ«أبو ابراهيم»
باسل ديوب
حلب | خرجت إلى العلن مجدداً صراعات المجموعات المسلحة المنضوية تحت اسم «الجيش الحر». فهيئة «أمن الثورة» في حلب أعلنت الحرب على لواء «عاصفة الشمال» بعد التثبت من وجود المبرر «الشرعي» الذي يتيح لها محاربته. وكلفت لواء «عمرو بن العاص» لقتال الفئة الباغية «حتى تفيء إلى أمر الله» في أعزاز، التي هجرها معظم سكانها وفقد معظم فعالياتها الاقتصادية العمل منذ بدء المعارك فيها بعد سيطرة المسلحين وفرض الإتاوات والخطف بقصد الفدية والسطو على الأملاك العامة والخاصة.
التوتر بين ثوار اليوم في أعزاز تجاوز ما تكرر مرات عديدة في ريف حلب في الأشهر الماضية. وينذر هذا التوتر اليوم بمواجهات أكثر دموية من تلك التي أعقبت السطو على بضائع المنطقة الحرة في المسلمية، التي تحوي بضائع وأمانات بمليارات الليرات السورية. ووصل التوتر إلى حد قرار تصفية لواء «عاصفة الشمال» وقائده عمار داديخي، الملقب بـ«أبو ابراهيم». واللواء كان قد تم تشكيله في المدينة وريفها عشية إقامة الحكومة التركية مخيم كلس في الجهة المقابلة من الحدود.
صباح الأحد قبل الماضي، أذاعت مساجد المدينة نداءات إلى الأهالي «من له مجاهد عند عمار داديخي فليسحبه». وكلفت «هيئة أمن الثورة» جماعة مسلحة أخرى بقيادة «أحمد عبيد» بالقبض على «عمار داديخي» وإنهاء الوجود المسلح لمقاتليه وأنصاره. كما تم اتخاذ قرار بإلزام أنصاره بيوتهم، بانتظار تشكيل جيش حر جديد في المنطقة، وسط حالة من الحذر تسيطر على الأهالي وفي ظل مخاوف من أن تندلع المعارك في أية لحظة.
«أمن الثورة»
أعلنت «هيئة أمن الثورة»، في بيانها، أن عمار داديخي خارج عن الثورة. وأهابت بمن يقاتل معه جهاداً في سبيل الله الابتعاد عنه، والتزام المنزل بانتظار تشكيل جيش حر جديد. وبدأت هيئة الأمن المذكورة بيانها بآية من القرآن «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله».
ومن أسباب القرار الأمني الثوري «جرأته (عمار داديخي) على الدين الحنيف وشتمه للإسلام أمام مرأى عدد من الشهود ومسمعهم، ونقضه للعهود والمواثيق مع الهيئة الشرعية لأمن الثورة وهيئة علماء المسلمين لأكثر من مرة».
ومن الأسباب التي عددها البيان «عدم التعاون مع أمن الثورة والاعتقالات العشوائية للمواطنين وأفراد الجيش الحر وتعذيب المساجين بأساليب فاقت في وحشيتها أساليب النظام».
وللقضية بعدها الاقتصادي، حيث «الهيمنة على معبر السلامة الحدودي وفرض أموال على المسافرين والبضائع والسيارات واحتكاره المساعدات الإنسانية»، فضلاً عن فرض الإتاوات على الناس بذريعة «ماذا قدموا للثورة؟».
وكان آخر الأسباب التي فجرت الغضب على أبي ابراهيم «محاولته التغطية على جرائمه بفتح جبهة جديدة وتحويل مسار الثورة إلى حرب أهلية»، في إشارة إلى الهجوم المتكرر الذي نفذه على قرية قسطل جندو التي ينتمي سكانها إلى الطائفة الإيزيدية.
وبحسب البيان، فإن أهداف «أمن الثورة» بعد القضاء على أبي إبراهيم وأتباعه هي «المطالبة بمجلس مدني وشرعي منتخب يقود البلد لتحقيق العدل والأمان، وتشكيل لجنة شرعية منتخبة تضم خيرة العلماء لحل النزاعات بين المواطنين».
وكذلك «تشكيل شرطة إسلامية تابعة للهيئة الشرعية لا تعتقل أحداً إلا بأمر القاضي الشرعي وإنهاء المظاهر المسلحة وإحالة جميع المساجين في سجن عمار داديخي إلى هيئة شرعية مستقلة لبتّ أمورهم، والمطالبة برفع اليد عن مقدرات الثورة ومنع اتخاذ القرار بالقوة».
تنافس على الأموال
يرفض أنصار داديخي التهم الموجهة إلى زعيمهم. «أبو عبيدة»، وهو من أوائل الذين رفعوا السلاح في أعزاز، أشار إلى أن الثورة في هذه المنطقة قامت على أكتاف عمار داديخي، حيث قدم المال واصطدم مع الأمن والشبيحة وجرت ملاحقته. وأضاف «وقتها كانوا يقدسونه، لكن عندما ظهر أن الدولة أصبحت ضعيفة أصبحوا رجالاً وأصبحوا كلهم ثواراً وأصبحنا نحن السيئين».
ويتهم أنصار أبو ابراهيم متزعم لواء «عمرو بن العاص»، أحمد عبيد، بالتحريض على منافسه داديخي لأسباب شخصية وأسباب لا علاقة لها بالثورة، منها محاولة السيطرة على معبر السلامة بغية الحصول على عائداته وعلى المساعدات الإنسانية التي تصل إلى المنطقة.
ويعتبر هؤلاء أن خصومه استغلوا هجومه على قسطل جندو «لنشر الإسلام فيها بين طائفة عقيدتها فاسدة وكفرية، رغم أسماء بعضهم الإسلامية، والتي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني، الشيوعي التوجه والذي يبيح الاختلاط، لكي يطعنوه في ظهره، ويتباكون على الوحدة الوطنية وإن ذلك يتسبب بحرب أهلية في المنطقة».
ويشير هؤلاء إلى أن عمار داديخي هو أول من تصدى للنظام في أعزاز بعد أشهر من التظاهرات السلمية، التي لم تؤثر على النظام في شيء أبداً، ولم توقف قتل إخواننا في حمص وغيرها، فطرد الشبيحة والشرطة والأمن وحاصرهم في مفرزة الأمن العسكري، وباتت أعزاز حرة بفضل لواء عاصفة الشمال.
في المقابل، أكد محمد مسطو، وهو معارض من المدينة، أن عمار داديخي أذاق أهاليها الويلات وجعلهم يترحمون على النظام، لكن لم يكن أحد يقدر على مواجهته، «فحياة الإنسان عنده لا تساوي سوى رصاصة، وبإمكان مسلحيه الخشني الطباع كالشبيحة أن يدوسوا على كرامة أي شخص».
تزايد الاعتقالات في المدينة في معتقل خاص لدى مسلحي داديخي، وخروج بعضهم بعد دفع مبالغ مالية وعليهم آثار تعذيب شديد، بالإضافة إلى اعتقال أحد الشيوخ الشباب، هو ما دفع الأهالي إلى التظاهر والمطالبة بالحرية للمعتقلين عند داديخي والتوقف عن ممارساته بحق الأهالي.
تذمر المواطنين بلغ أوجه عندما هاجم مسلحو عاصفة الشمال قرية قسطل جندو، التي يقطنها مواطنون أكراد من الطائفة الإيزيدية تحت ذريعة دعوتهم للإسلام، الأمر الذي فجر الغضب المتراكم في النفوس حول ممارساتهم، حيث ينظر إليهم بأنهم لبسوا لبوس التدين، بينما لا تفارق ألسنة بعضهم عبارات الكفر وشتم الدين والذات الإلهية.
حسن دربالي، وهو ممن تظاهروا ضد «الممارسات التشبيحية» لمسلحي داديخي، قال «اعتقلوا الشيخ وليد وأيمن علوش، وعبد الله خليل مستو، وخلقوا جواً إرهابياً في أعزاز». ويرى دربالي أن داديخي «لم يُقتَل أو يُعتقَل، لقد اشترى أملاكاً كثيرة في تركيا وأعتقد أنه هرب إلى هناك. الثورة انتهت عنده».
ويبدو أن خصومه وجدوا فرصة سانحة لهم بعد تورطه في الهجوم على القرية الكردية واعتقال أحد الشيوخ. مصدر مقرب من الجماعات المسلحة في أعزاز، قال «الفرصة جاءت على طبق من ذهب للتخلص من عمار داديخي. المتشددون دينياً هم من اعترضوا على هجومه على الإيزيدية بعدما سكتوا عن ممارساته بحق الآخرين من أهلهم ودينهم». وأضاف «داديخي قوي جداً، وله ارتباطات قوية مع المجلس الوطني وتركيا، ولن يكون لقمة سائغة لخصومه، لكن بالتأكيد موقفه أصبح ضعيفاً ولن يعود بإمكانه حكم أعزاز كما كان يفعل سابقاً». وأكد أن «الناس كرهوه، ولم تعد لكلمة ثورة وجهاد نفس التأثير العاطفي عليهم».
البدايات
أعزاز، مدينة استفادت كثيراً بعد خطوات الانفتاح بين سوريا وتركيا، وبعدما كانت تعتمد على تهريب محدود وتبادل سلعي مع محيطها الزراعي. تم إنشاء مستشفى ضخم فيها صمم ليخدم نصف مليون نسمة، لكن أجهزته ومحتوياته تعرضت للنهب، وخرج من الخدمة بعيد سيطرة المسلحين على المدينة.
ومنطقة أعزاز في حلب هي خزان بشري لكوادر حزب البعث التنظيمية والكوادر الإدارية في مفاصل الدولة في المدينة والمحافظة، فمنها خرج الأمين الحالي لفرع حزب البعث. سكانها من خلفيات متنوعة فلاحية وعشائرية، وفيها أكراد وتركمان. يوجد فيها بعض العائلات بتوجهات إخوانية، لكن كان يندر بين أهلها التوجه الوهابي، الذي انتشر في قراها مؤخراً. أما المعارضة التقليدية العلمانية فتقتصر على أفراد قلائل لم يظهر لهم أي تأثير حالياً.
أبو أحمد، وهو مسنّ، لجأ إلى حلب وفقد حفيده في أعمال العنف، يستذكر مجريات الأحداث قائلاً: «دخل الجيش إلى المدينة أواخر العام الماضي بعد توزيع داديخي وجماعات أخرى نحو 500 بندقية على الأهالي مع بث شائعات حول عزم الجيش على إبادة المدينة مثل حماة واغتصاب النساء». وأضاف «حينها سارع كثيرون إلى قبول السلاح، حيث قتل ثلاثة أشخاص لا ذنب لهم خلال إطلاق النار من الجيش والمسلحين، ما فاقم الغضب».
المسنّ الإعزازي، الذي حمّل مسؤولية التصعيد لـ«غرباء متطرفين قادمين من تل رفعت ومارع»، أشار إلى أنه عقب هذه الأحداث «فرض الثوار الإضراب الإجباري وحرقوا عدداً من المحال والسيارات الخاصة للمؤيدين أو لمن يرفض الإغلاق».
هذا التصعيد في أعزاز ترافق مع بدء تشييد مخيم من أبنية مسبقة الصنع في الجهة التركية من الحدود، في الوقت الذي كانت فيه مجموعة داديخي تنمو بسرعة، وقوامها عاطلون من العمل ومهربون تضرروا من التشدد الحكومي في ضبط الحدود رأوا أنه موجّه ضدهم، وآخرون من أرباب السوابق. وقد لاقت مجموعته القبول من الأهالي في البداية لأنها «حامية» للمنطقة، ولأن الاعتقاد ساد بأن «أيام النظام معدودة، وفق الإعلام العربي والعالمي».
نجومية داديخي
عمار داديخي (الصورة)، هو كما يقول الأهالي مهرب سابق، كوّن ثروة من تهريب الممنوعات على خط أعزاز تركيا. وعمل لاحقاً في تجارة المواد الغذائية لتبييض أمواله، قبل أن ينضم إلى الحراك الشعبي. لقّبَ داديخي بـ«فاتح أعزاز»، بعدما تمكن مع مقاتليه من السيطرة على المدينة، وفرض على السلطة إخلاء مفرزة الأمن العسكري بعد معارك عنيفة اشترك فيها مقاتلون من مناطق أخرى، وبينهم عرب وأجانب، ما مكّنه من السيطرة على معبر السلامة مع تركيا. أصبح أبو ابراهيم نجماً إعلامياً بعد تورطه في خطف اللبنانيين. ورغم كل هذا، فإن حاضنة الثورة في المنطقة عادت لتتهم داديخي بالعلاقة مع النظام وبأنه ارتكب الفظائع من أجل تشويه الثورة، الأمر الذي يعتبره مقربون منه ونقلاً عن لسانه طعنة غدر. وإثر بدء المعارك مع الأكراد بعد مهاجمة قسطل جندو، تضاربت الأنباء والروايات حول مصيره. والجديد اليوم هو رواية تذهب إلى أنه خطف من قلب أعزاز، ولم يؤسر أثناء هجومه على قسطل جندو.
دمشق: ائتلاف المعارضة مشروع أميركي ــ قطري
واشنطن وباريس يعتبرانه «ممثلاً شرعياً للشعب السوري» وهولاند يلمّح إلى «حماية المدنيين»
في وقت اعتبرت فيه دمشق ائتلاف المعارضة الجديد بأنّه «مشروع أميركي – قطري» يهدف إلى تدمير سوريا، اعترفت واشنطن وباريس بائتلاف المعارضة «ممثلاً شرعيّاً للشعب السوري»، فيما طالب رئيس الائتلاف معاذ الخطيب بالدعم المالي والعسكري
في أول ردّ رسميّ على ائتلاف المعارضة الجديد، وصف نائب وزير الخارجية السوري الائتلاف بأنّه «مشروع أميركي – قطري»، في وقت رحّب فيه قادة أوروبيون بالكيان الجديد، داعين إلى دعمه والاعتراف به، بينما أعلنت طهران عن عقد «حوار وطني» بين أطراف النزاع السوري على أراضيها.
ووصف نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الائتلاف السوري الجديد بأنّه «مشروع أميركي – قطري» تستخدمه القوى الخارجية لتدمير سوريا. وقال «نعتقد بأنّ المعارضة ليست صناعة سورية، كما لاحظتم هي صناعة أميركية وقطرية ويكفيهم شرفاً مثل هذه الرعاية». وأضاف «عندما لا تنبت المعارضة في أرض الوطن، وعندما لا تحظى بدعم أهل الوطن فإنها تكون مجرّد ترتيبات خارجية من أجل التشكيك بالوطن ومن أجل تدميره».
في هذا الوقت، اعتبرت الولايات المتحدة الائتلاف «ممثلاً شرعياً للشعب السوري»، لكنها تجنبت الاعتراف به كحكومة انتقالية كما فعلت فرنسا. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارك تونر، «نعتقد بأنه ممثل شرعي للشعب السوري، انعكاس للشعب السوري (…) نريد ايضاً ان يبدي (هذا الائتلاف المعارض) قدرته على تمثيل السوريين في داخل سوريا».
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد أعلن أنّ باريس تعترف بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية «الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة المؤقتة المقبلة لسوريا الديموقراطية، التي ستتيح الانتهاء من نظام بشار الأسد».
واضاف هولاند أن مسألة تسليم اسلحة الى المعارضة السورية، التي ترفضها الدول الغربية حتى الآن «ستطرح بالضرورة من جديد». وقال إن «هذه المسألة (تسليم الاسلحة) سيكون من الضروري اعادة طرحها ليس في فرنسا فحسب وانما في جميع الدول التي ستعترف بهذه الحكومة» الانتقالية.
وردا على سؤال بشأن امكانية حدوث تدخل دولي مسلح ذكر هولاند أن مجلس الامن الدولي «ليس في هذه الحالة الذهنية» بسبب معارضة روسيا والصين. الا انه اعتبر ان الامم المتحدة عليها «العمل على تحصين» المناطق «المحررة» في سوريا حيث يوجد نازحون. وقال «سنتحرك باسم مبدأ حماية المدنيين»، مضيفاً «كل المناطق التي سيمكن تحريرها والتي ستكون تحت سلطة هذه الحكومة (الانتقالية) يجب ان تتم حمايتها».
بدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري بصفته «الممثل الشرعي للشعب السوري». وقال فابيوس، اثر لقائه قادة الائتلاف الوطني السوري في القاهرة حيث يشارك في اجتماع وزاري بين الاتحاد الاوروبي ودول الجامعة العربية، «نحن نأمل أن تعترف مختلف الدول بالائتلاف الوطني السوري بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري».
من جهتها، أبدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، التي تشارك بدورها في اجتماع القاهرة، ترحيبها بولادة الائتلاف السوري المعارض، ولكنّها حذّرت من تفاقم النزاع الدائر في سوريا. وتابعت «انّ الدول الممثلة هنا تدرك التحديات التي يشكلها موضوع اللاجئين الذين يفرون من بلدهم لانقاذ حياتهم، وتدرك أيضاً خطر تفاقم العنف».
من ناحيته، رحّب وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، بتشكيل جبهة معارضة موحدة، لكنّه قال إنّ هناك حاجة لبذل جهد أكبر قبل أن تعترف بها بريطانيا رسمياً. وقال «هذا حجر زاوية في غاية الأهمية». وأضاف «نريد إشراك كلّ المعارضة السورية، وأن يحظى بدعم داخل سوريا. وإن حدث هذا فسنعترف به ممثلا شرعياً للشعب السوري».
من جهته، قال رئيس ائتلاف المعارضة السورية الجديد، معاذ الخطيب، إنّه يريد اعترافاً أوروبياً ودعماً مالياً للائتلاف. وأضاف أنّ «حصول الائتلاف على الاعتراف السياسي سيمكّنه من أن يتصرف كحكومة، ومن ثم يحصل على أسلحة وهذا سيحلّ المشاكل». وأشار الخطيب إلى أنّه يدرك أنّ المزيد من الاعتراف بالائتلاف سيتحقّق في المستقبل. وأضاف أنّ الائتلاف ما زال حديثاً للغاية، وأنّ الدول تريد أن تراه وهو يعمل في الواقع قبل أن يكون لها ردّ فعل.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ إيران ستعقد لقاء بين أطراف النزاع السوري في طهران يوم الأحد 18 تشرين الثاني لاجراء «حوار وطني». وصرّح نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بأنّ الاجتماع سيركّز على تشجيع الحلّ الدبلوماسي وانهاء النزاع في سوريا. وقال إنّ «ممثلين عن الحكومة السورية سيجرون محادثات مع ممثلين من العشائر والأحزاب السياسية والأقليات والمعارضة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
انتزاع الشرعية وتشكيل قيادة عسكرية ومجموعات عمل متخصصة عناوين خطة الائتلاف السوري
الخطيب: الاعتراف السياسي سيمكننا من التصرف كحكومة والحصول على أسلحة
بيروت: ليال أبو رحال
وضع «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في اجتماعاته في اليومين الأخيرين في العاصمة القطرية الخطوط العريضة لخطة تحركه في الفترة المقبلة، سواء على مستوى التنظيم الداخلي ووضع آلية للعمل والتواصل بين أعضائه، أم على مستوى انتزاع الشرعية العربية والدولية والاعتراف به كممثل شرعي للشعب السوري، تمهيدا للانتقال إلى مرحلة تشكيل حكومة مؤقتة، على أن يليها في مرحلة لاحقة، بحسب الاتفاق المبرم بين قوى المعارضة السورية في الدوحة، انعقاد المؤتمر العام وتشكيل حكومة انتقالية.
وفي حين أكد رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب أن «الكثرة الكاثرة من المعارضة انضمت للائتلاف، وهو الائتلاف الأقوى الآن ويمثل الداخل الحقيقي ومعظم المعارضة السورية»، من دون أن يخفي – وفق ما نقلته عنه وكالة «الصحافة الفرنسية» أمس – وجود «تحفظات لدى البعض لكننا نتواصل مع الجميع»، نقلت وكالة «رويترز» عنه قوله إنه «يطلب من الدول الأوروبية الاعتراف سياسيا بالائتلاف باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري وتقديم الدعم المالي»، وأوضح أن «حصول الائتلاف على الاعتراف السياسي سيمكنه من أن يتصرف كحكومة ومن ثم يحصل على أسلحة وهذا سيحل المشكلات».
وقال الخطيب إنه «يدرك أن المزيد من الاعتراف بالائتلاف سيتحقق في المستقبل»، وأشار إلى أن «الائتلاف ما زال حديثا للغاية والدول تريد أن تراه وهو يعمل في الواقع قبل أن يكون لها رد فعل»، مطالبا «بالدعم السياسي والمالي والإنساني والعسكري لوضع نهاية لحكم أسرة الأسد المستمر منذ أكثر من 40 عاما».
في موازاة ذلك، لا ينكر معارضون سوريون وجود تحديات عدة على أكثر من مستوى، مطلوب من الائتلاف الذين ينضوون في إطاره العمل على تذليلها سريعا في المرحلة المقبلة. ويقول عضو المجلس الوطني الدكتور نجيب الغضبان، أحد ممثلي الشخصيات الوطنية داخل الائتلاف، لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم وضع الخطوط العريضة لخطة عمل الائتلاف في اجتماعات الدوحة، من دون الاتفاق على التفاصيل الدقيقة، ويتعلق أبرزها بالتوجه نحو المجتمع الدولي من أجل الحصول على الاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري»، لافتا إلى أن «انتقال الخطيب ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا مباشرة من الدوحة إلى القاهرة يأتي في هذا السياق، على أن يتواصل التحرك في الأيام المقبلة باتجاه المجموعة الدولية المصغرة من أصدقاء سوريا (20 دولة) كمقدمة للتوجه إلى المجموعة بأكملها».
ويوضح غضبان أن «العمل لانتزاع الشرعية الدولية سيترافق مع العمل لبلورة وإنشاء مؤسسات الحكومة الانتقالية والمجلس العسكري الأعلى واللجنة القانونية الوطنية»، مؤكدا أنه «من شأن كل تقدم يتم إحرازه على هذا المسار أن يخدم المسار الأول». وشدد على أن «عدد أعضاء الائتلاف يرتب وجود فريق فني يساعده في عمله وينسق آلية التواصل»، كاشفا عن توجه «لتوزيع أعضاء الائتلاف على مجموعات عمل شبيهة باللجان البرلمانية، توكل إليها مهام محددة، كالإغاثة والاتصالات الخارجية ودعم الجيش السوري الحر».
وفي حين يؤكد الغضبان ما سبق لأعضاء في الائتلاف إعلانه، لناحية تلمس مسعى جدي من قبل المجتمع الدولي من أجل دعم المعارضة السورية بعد توحدها في إطار واحد، وإن كان ذلك وفق تعبيره «مطلبا شعبيا سوريا قبل أن يكون مطلب المجتمع الدولي»، يشير إلى أن بعض «المعارضين طالبوا بضمانات مكتوبة وهو ما لم يكن ممكنا، لكننا لمسنا جوا إيجابيا لدى دول الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة وعدد من الدول العربية ونتوقع ترجمته من خلال الاعتراف أولا بالائتلاف؛ وهو ما سارعت إليه قطر ودول مجلس التعاون الخليجي».
وشدد الغضبان على أن «المجتمع الدولي في مرحلة اختبار فيما نحن كائتلاف معارض بحاجة إلى كثير من العمل بعدما تلقينا رسائل إيجابية بأن وحدة المعارضة شرط للحصول على الدعم الإغاثي والسياسي وحتى العسكري».
وفي موازاة تكرار رئيس الائتلاف المعارض في تصريحاته في اليومين الأخيرين مطالبته بتسليح المعارضة، متحدثا عن ضمانات «خليجية وأوروبية» في هذا السياق، وتطرقه أمس إلى الموضوع مؤكدا أن «المعارضة بحاجة ملحة لأسلحة نوعية»، جزم الغضبان أنه «لم يتم الخوض في تفاصيل المساعدات العسكرية ونوعها وقد تم التطرق للمسألة في إطار العموميات»، موضحا في الوقت عينه «إبداء بعض الدول تخوفها من أن يؤدي العدم العسكري للمعارضة السورية من وصولها إلى الأيدي الخاطئة في سوريا». لكن هواجس هذه الدول، بحسب الغضبان، قابلة لأن تبدد باعتبار أن الائتلاف «يشكل إطارا جامعا ويمكن تقديم ضمانات من خلاله، خصوصا أن تشكيل مجلس عسكري موحد سيحول تلقائيا من دون وصول الأسلحة إلى الأيدي الخاطئة وبالتالي لن تبقى هناك أي حجج بيد المجتمع الدولي للإحجام عن الدعم العسكري للجيش السوري الحر لكي يتمكن من الدفاع عن نفسه بعدما تمكن من إحراز تقدم ميداني بإمكانات قليلة».
وفي سياق متصل، قال رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد أحمد حجازي لـ«الشرق الأوسط» إن «توحيد العمل العسكري لكل الوحدات والفصائل والكتائب المقاتلة في مجلس قيادي مشترك بات واجبا وضروريا وأمرا مفروغا منه في هذه المرحلة بالذات، لأنه يصب في مصلحة الثورة السورية وخدمتها، ونحن جميعا نعمل بهذا الاتجاه». وأكد تأييد «الجيش الحر» لكل «الجهود السياسية في الدوحة والتي أثمرت ولادة الائتلاف الوطني»، معتبرا أن «توحيد الجهود السياسية والعسكرية يصب في مصلحة الشعب السوري بالدرجة الأولى». وعما إذا كان «الجيش الحر» يعول على الحصول على دعم عسكري في الفترة المقبلة، أجاب حجازي: «حتى لو لم نحصل على دعم عسكري، فإن توحيد الجهود السياسية والعسكرية هو قوة بحد ذاته».
وكان قائد «الجيش الوطني السوري» اللواء محمد حسين حاج علي قد أكد أمس أن «القوى الثورية المسلحة عازمة على التوحد تحت مظلة قيادة عسكرية واحدة». وقال لـ«سكاي نيوز عربية»: «لا شك في أن وجود مظلة سياسية سيتبعه مباشرة تشكيل قيادة عسكرية وظيفتها توحيد كل الحراك العسكري في الداخل وأن تؤسس لجيش وطني مستقبلي».
2.5 مليون نازح داخل سوريا ومفوضية الأمم المتحدة تجلي 5 من موظفيها
الناطقة باسم الصليب الأحمر: مستمرون في عملنا رغم الصعاب
بيروت: كارولين عاكوم
أعلنت مفوضية اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، أن الهلال الأحمر العربي السوري يقدر عدد النازحين في سوريا الآن بنحو 2.5 مليون شخص، وهو ضعف العدد الذي سبق أن أعلنته وكالات الإغاثة وهو 1.2 مليون نازح. وأضافت ميليسا فليمنغ، كبيرة المتحدثين باسم المفوضية، خلال مؤتمر صحافي لها في جنيف، أن «الرقم الذي يستخدمه (الهلال الأحمر العربي السوري) هو 2.5 مليون.. ويعتقد أنه قد يكون أكثر من ذلك، وأن هذا تقدير يتسم بالتحفظ الشديد».
وقالت رباب الرفاعي، الناطقة باسم الصليب الأحمر في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوضع الإنساني في سوريا يتدهور، في ظل استمرار النزاع المسلح، ولكن رغم ذلك نؤكد الاستمرار في عملنا في مساعدة المحتاجين وإنقاذ الأرواح، مع المحافظة على سلامة فرقنا في الميدان»، لافتة إلى أن فرق العمل نجحت في الدخول إلى حمص القديمة الأسبوع الماضي، بعد 4 أشهر، لتقديم المساعدات للعائلات، مؤكدة أن الدخول إلى المناطق لم يقتصر على منطقة محددة، بل شمل معظم المناطق السورية وفق الأوضاع الأمنية التي تسمح بذلك.
وفي ما يتعلق بعدد النازحين الذي أعلنت عنه مفوضية الأمم المتحدة، تقول الرفاعي «الهلال الأحمر السوري شريكنا والجهة المنسقة مع منظمات إنسانية أخرى في الداخل السوري، وبالتالي اعتمدنا عليه في ما يتعلق بهذه الأرقام حول النازحين، لكننا بالتأكيد لا نستطيع التأكد منها أو القول بأن العدد كان أكبر أو أقل؛ نظرا لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق، وبالتالي ما نستطيع تأكيده هو الأرقام التي استطعنا لغاية الآن تقديم المساعدة لهم، وهم تجاوزا المليونين ونصف المليون بين المساعدات الغذائية والمياه والمواد الأولية من بطانيات ومواد تنظيف وغيرها…».
كذلك وعلى صعيد العمل الميداني، فقد أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها «أجلت 5 من أصل 12 موظفا من منطقة الحسكة (شمال شرقي سوريا) بسبب القتال العنيف والافتقار للأمن، مما أدى إلى افتقاد المواد الغذائية الكافية ودفع المزيد من الأكراد السوريين إلى العراق».
وهذا ما أكده أحد الناشطين الأكراد في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن «دور المفوضية والصليب الأحمر والهلال الأحمر كان ضعيفا منذ بداية الثورة، وذلك بسبب الضغوط والإجراءات الأمنية المشددة التي كانوا يتعرضون لها من قبل قوات النظام، بحجة أن الحكومة هي المسؤولة عن مواطنيها، مشيرا إلى أن هذه المنظمات نجحت في مرات قليلة في إيصال بعض المواد الغذائية إلى العائلات السورية عبر المنظمات الأهلية المحلية التي اعتقل عدد من الناشطين الأكراد لديهم». وأكد أن ممثلي مفوضية الأمم المتحدة الذين كانوا موجودين في الحسكة، أكدوا خلال لقائهم إياهم في وقت سابق: «لا يمكننا القيام بأي شيء، تم تهديدنا، نحن معرضون للتصفية في أي لحظة».
كما أعلنت فليمنغ عن تعرض مستودع للهلال الأحمر العربي السوري في حلب للقصف واحتراق نحو 13000 بطانية، وأكدت أن نقل المساعدات الإنسانية يكون في «غاية الصعوبة»، لا سيما إلى دمشق، حيث توقفت عمليات التوزيع لمدة يومين بعد الهجوم على شاحنة تنقل 600 بطانية عند مداخل المدينة.
وأكدت أن هناك أكثر من 407 آلاف لاجئ سوري تم تسجيلهم أو يسعون إلى ذلك في المنطقة المحيطة، وهي لبنان وتركيا والأردن والعراق، وهناك المزيد من اللاجئين الذين يفرون من البلاد كل يوم. وقالت الأمم المتحدة إن ما يصل إلى أربعة ملايين شخص داخل سوريا سيحتاجون لمساعدات إنسانية بحلول أوائل العام المقبل خلال فصل الشتاء مقارنة بالعدد الحالي الذي يبلغ 2.5 مليون، لم تلب احتياجاتهم بالكامل.
وجاء هذا الإعلان بعد يوم واحد من توجيه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر «نداء عاجلا» لجمع 3.32 مليون فرنك سويسري (8.26 مليون يورو) لمساعدة نحو 170 ألف لاجئ سوري في تركيا، لافتا إلى أن «المساعدة ستوزع على نحو مائة ألف شخص يقيمون حاليا بمخيمات، إضافة إلى 20 ألفا آخرين متجمعين على الحدود بين سوريا وتركيا»، مشيرا إلى أن «عدد الأشخاص المتجمعين على الحدود السورية يتغير من يوم إلى يوم، لأن الحدود بين سوريا وتركيا مفتوحة بما يكفي لتمكين السوريين النازحين في الجانب السوري من الحدود من المجيء إلى تركيا للحصول على المساعدة والعودة بعدها إلى سوريا».
أطراف معنية بالأزمة السورية تكشف عن ازدياد العمليات العسكرية الإيرانية ضد المناوئين لنظام الأسد
تقارير كشفت بناء «شبكة اتصالات مؤمنة» من البحر المتوسط لطهران.. وملاحقة الطائرات من دون طيار للمعارضين
جانب من تقارير تتحدث عن ازدياد التدخل الإيراني في سوريا
القاهرة: عبد الستار حتيتة
كشفت تقارير موجهة إلى أطراف معنية بالأزمة السورية عن تزايد العمليات العسكرية التي ينفذها الحرس الثوري الإيراني داخل سوريا، وقيامه أخيرا ببناء شبكات اتصالات «مؤمنة بالكامل» تربط عددا من مراكز القيادة التابعة للحرس الثوري الإيراني من شواطئ البحر المتوسط حتى العاصمة طهران، إضافة إلى التوسع في استخدام الطائرات من دون طيار لتعضيد نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وجاء في تقرير من التقارير الثلاثة التي تلقتها أطراف عربية قبل يومين، ولم يتم الكشف عنها من قبل، أن قيادات عسكرية في طهران أصدرت تعليمات للحرس الثوري عبر شبكة الاتصالات التي تم بناؤها في سوريا ولبنان، من أجل تعضيد الأسد والبدء في استخدام طائرات من دون طيار لمراقبة تحركات المقاتلين السوريين المناوئين للنظام السوري، ومراقبة اتصالات المعارضين وتمريرها إلى الاستخبارات السورية. وتحدثت التقارير أيضا عن ضعف وتشتت قوات الأسد؛ خاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، لكنها قالت إن معاضدة نظام إيران وحزب الله اللبناني له تسببت في توجيه ضربات موجعة لقوات المعارضة السورية.
وقالت مصادر عربية شاركت في الاجتماعات التي عقدتها الجامعة العربية أول من أمس إن أطرافا معنية بالأزمة السورية تلقت على الأقل ثلاثة تقارير في الأسبوعين الأخيرين تفيد بتوسع الجانب الإيراني في معاضدة نظام الأسد، من بينها تقريران أعدتهما جهات عربية بالمنطقة، وتقرير أعده معارضون إيرانيون لنظام طهران. وأشارت التقارير إلى انخراط قوات من حزب الله في معارك دفاعية وهجومية ضد الجيش الحر، خاصة في مدينة حمص ومنطقة الزينبية بدمشق، إضافة لعمليات تفتيش وتأمين للحدود اللبنانية – السورية وطريق لبنان إلى دمشق.
وقالت منظمة «مجاهدين خلق» إنها شاركت بالفعل في إعداد بعض هذه التقارير وقدمتها لمعارضين سوريين قبل عدة أيام، لكن لم يتم كشف النقاب عنها بعد.
من جانبها، أكدت السيدة دولت نوروزي، ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا، لـ«الشرق الأوسط»: «حصلنا من جديد على معلومات موثقة وخطيرة عن تغلغل الحرس الثوري الإيراني في سوريا».
وكانت نوروزي كشفت من قبل عن معلومات مهمة عن عناصر الحرس الثوري المعتقلين في سوريا، كما سبق للمنظمة تقديم معلومات حساسة عن المشروع النووي الإيراني. وجاء في التقارير الجديدة، التي اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخ منها ليلة أول من أمس، أن قوات جوية تابعة للحرس الثوري الإيراني منتشرة في أنحاء سوريا لمتابعة العمليات ضد الجيش الحر، يساندهم في ذلك أيضا 12 طيارا من الحرس الثوري الإيراني ومهندسون اختصاصيون وفنيون من مجموعة تدعى «بهباد» pahbad (الاستطلاع الجوي الفني بواسطة طائرات دون طيار).
وقالت التقارير إن عددا من قوات الحرس الثوري الإيراني يوجد في قصر إقامة بشار الأسد نفسه بغرض حمايته، مشيرة إلى أن عددا من قادة القوة البحرية التابعة للحرس الثوري وصلوا إلى سوريا، وأن «هؤلاء القادة يوجدون حاليا في محافظة اللاذقية وفي طرطوس على شاطئ البحر المتوسط بسوريا. ويقوم هؤلاء بتنفيذ عمليات مشتركة مع القوة البحرية السورية».
وقالت مصادر عربية وأخرى في المعارضة السورية إنه تم تمرير ما وصل إليها من تقارير لبعض الجهات الدولية المعنية بالأزمة، بمن في ذلك المبعوث الأممي – العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي الذي شارك في اجتماعات في القاهرة اليومين الماضيين. وجاء في التقارير أن بشار الأسد، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، وماهر الأسد قائد الجيش السوري أصدرا أمرا رسميا إلى قيادة الجيش وإلى الهرم القيادي للجيش السوري بأن تضع نفسها تحت إمرة قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني في العديد من العمليات. وأضافت التقارير أن «هذا الأمر هو الآن ساري المفعول في الهرم القيادي للجيش السوري، والهيمنة الآن لقيادة الحرس الثوري الإيراني».
وأضافت التقارير أن أربع قيادات لقوات الحرس الثوري الإيراني موجودة حاليا في سوريا، وهي «قوة القدس» و«القوة الجوية» و«القوة البرية» و«القوة البحرية». وأشارت التقارير إلى أن هذه المعلومات تدل على المشاركة الواسعة للقوات العسكرية التابعة للنظام الإيراني في الحرب في سوريا وقمع شعبها هناك، وتؤكد على الاضطلاع الشامل للقوة العسكرية الرئيسية لنظام طهران في الحرب السورية. وأضافت: «يوجد عدد من قادة الاستخبارات والعمليات وقادة المدفعية وقادة وحدات الاختصاص».
وعن التقرير الجديد الذي أعدته المعارضة الإيرانية، أوضحت السيدة نوروزي قائلة إن منظمة «مجاهدين خلق» حصلت على التقرير من داخل إيران.. «ويحمل معلومات حول الحجم الحقيقي لتدخل نظام ولاية الفقيه وقوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا للدفاع عن نظام بشار الأسد». وفي ما يتعلق بالمصادر التي اعتمد عليها التقرير الجديد، قالت السيدة نوروزي: «اعتمد التقرير على معلومات من داخل أجهزة النظام الإيراني ومن خلال شبكة الاستخبارات الاجتماعية التابعة لمنظمة (مجاهدين خلق)، ويؤيد هذه التقارير بعضها بعضا، ونتج عنها معلومات جديدة يتم الكشف عنها للمرة الأولى». وتابعت السيدة نوروزي قائلة إنه من بين هذه المعلومات «تشكيل الهيئة العسكرية المشتركة السورية – الإيرانية في سوريا، التي تم تشكيلها بين الجيش السوري الحكومي والقيادة العامة للحرس الثوري الإيراني، وتشرف على تنفيذ الغارات الجوية والقصف الجوي والهجمات البرية والعمليات الاستخباراتية ضد الجيش الحر والثورة السورية».
وتضمن التقرير الأخير أسماء قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا ممن قال إنهم «يتولون التنسيق والعمليات بصورة مباشرة»، لكن التقرير أشار في البداية إلى من سماهم «القادة الأقدمين الموجودين في سوريا بصورة مستمرة»، وهم «العميد ح.هـ» وعميد يحمل اسما حركيا هو «ذاكري» بينما اسمه الحقيقي «العميد م.ر.ز»، ويوجود في مقر الهيئة المشتركة مع الجيش السوري ويعمل مديرا لتنسيق قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا ويحمل هذا الرجل العديد من الأسماء الحركية منها «أبو جواد» و«أبو محمد» و«حيدر»، وهناك أيضا «العميد س.ر.م.ع» ويوجود في سفارة إيران بدمشق ويعمل بها منذ نحو 15 سنة.. وقال التقرير إن 10 من قادة الحرس الثوري الإيراني (قوة القدس) في سوريا يعملون تحت قيادته.
وزودت إيران النظام السوري بمضادات للرادارات التي يملكها الجيش الحر بما أدى للتشويش عليها وسهولة استهدافها على أيدي القوة الجوية للحرس الثوري العاملة في الداخل السوري، خاصة أن التقارير تتحدث أيضا عن انتشار مجموعات لطيران الاستطلاع الجوي التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، برئاسة «العميد ن»، في سوريا، قادمة من مدن إيرانية منها «كاشان» و«أصفهان» و«أهواز» و«كرمانشاه» و«طهران»، ومن بين هذه القوة «طائرات من دون طيار» إيرانية.
وتحدثت التقارير عن تنفيذ الحرس الثوري الإيراني العديد من العمليات ضد الجيش الحر، من بينها عملية تم فيها استخدام سيارات بعد طلائها بلون وعلامات سيارات الأمم المتحدة. وقال تقرير أعدته المعارضة الإيرانية: «نفذت قادة القوة البرية للحرس (الثوري) عملية مشتركة مع قادة الجيش الإسلامي ضد الجيش الحر. إنهم اعتمدوا على تكتيكات خاصة ونجحوا في اعتقال عدد من أفراد قادة الجيش الحر. وحسب الخطة، فإن عددا من عناصر الجيش النظامي ذهبوا للاجتماع مع قادة الجيش (الحر) تحت غطاء وفد من الأمم المتحدة مستخدمين سيارات زوروها لتكون شبيهة لتلك التابعة للأمم المتحدة». وتم في هذه العملية وفقا للتقرير نفسه اعتقال 29 شخصا من القادة المنتمين للجيش الحر، إلا أن المصادر العربية التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» في القاهرة قالت إن هناك تقارير أخرى مماثلة و«تتحدث عن فظائع ارتكبتها قوات موالية للأسد» تم تسليم نسخ منها للإبراهيمي.
ورصدت التقارير التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» نقل إيران مجموعات من حزب الله إلى إيران لتدريبهم على مقاتلة الجيش الحر داخل سوريا، منذ شهر سبتمبر (أيلول)، حتى عودتهم يوم 27 الشهر الماضي. وتنتمي عناصر حزب الله إلى مناطق «البقاع» و«بعلبك» وغيرها من المنطقة الجنوبية في لبنان.
وطلبت «الشرق الأوسط» تعليقا من مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة حول التقارير المشار إليها، إلا أن المكتب (الذي يعمل بمثابة سفارة) أرجأ التعليق إلى وقت لاحق لم يحدده.
مجزرة في الغوطة الشرقية وإعلان «رأس العين» منطقة منكوبة
الجيش الحر يتقدم حول العاصمة.. ويسيطر على قاعدة جوية ومحطة بث تلفزيونية في ريف دمشق
بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»
ارتكبت قوات النظام مجزرة جديدة في بلدة أوتايا في الغوطة الشرقية بريف دمشق أسفرت عن سقوط 22 قتيلا وأكثر من 50 جريحا بعد استهدافها المنطقة بغارات جوية متتالية، ليصل عدد قتلى أمس، كحصيلة أولية، بحسب لجان التنسيق المحلية إلى 121 قتيلا، وقد نشر معارضون على الإنترنت شريطا مصورا يظهر جثثا لضحايا المجزرة، في حين أعلن ناشطون أن منطقة رأس العين في الحسكة التي شهدت أول من أمس مجزرة، تحولت إلى منطقة منكوبة بعد تعرضها للقصف المستمر لـ72 ساعة متواصلة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن تجدد القصف من قبل القوات النظامية على حي التضامن بمدينة دمشق رافقه تصاعد لأعمدة الدخان في سماء الحي كما انسحبت القوات النظامية من حي الميدان بعدما نفذت حملة دهم وتفتيش في عدة مناطق من الحي أسفرت عن اعتقال نحو 15 مواطنا. وأفاد المرصد أن سيارة مفخخة انفجرت في قرية عين الفيجة بريف دمشق مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى وأضرار مادية.
كما أفادت لجان التنسيق عن سقوط عدد من القذائف على شارع الجاعونه في مخيم اليرموك بدمشق بالتزامن مع اندلاع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة قرب قسم شرطة اليرموك ودوار فلسطين، كما تعرضت منطقة السيدة زينب لقصف عنيف بقذائف الهاون.
من جهة أخرى أعلنت «كتيبة أسود التوحيد – لواء مجاهدي الشام» بالجيش الحر، بالاشتراك مع «أسود الإسلام» التابع للواء «أحرار حوران»، القيام باغتيال عدد من كبار ضباط الطيران، بينما أعلنت «كتيبة سعد بن عبادة» التابعة للواء تحرير الشام في الجيش الحر استيلاءها على محطة بث فضائي في منطقة خرابو بالغوطة الشرقية في سقبا، وتدمير كتيبة الحماية التابعة. وقالت الكتيبة إنها سيطرت على كلية الزراعة التي تحولت إلى مركز للشبيحة، بحسب بيان صادر عن الكتيبة، التي قالت: إنها سيطرت أيضا على كتيبة دفاع جوي في الغوطة الشرقية، وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر جنود الجيش الحر وهم يقتحمون محطة البث التلفزيوني وقاعدة الدفاع الجوي.. فيما أشار المركز الإعلامي السوري إلى تدمير 3 دبابات لجيش النظام على يد المعارضة في رنكوس بريف دمشق.
في غضون ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية في وقت سابق إن أصوات انفجارات ترددت فجر أمس في العاصمة دمشق، حيث شهد حي المزة 3 انفجارات «ضخمة». كما استمر القصف العنيف على الأحياء الجنوبية الشرقية من العاصمة ومنها حي التضامن، في خارطة استهداف شملت الريف أيضا بما فيه داريا وبلدات الغوطة الشرقية.
وأشار المرصد إلى مقتل أربعة مقاتلين من الجيش الحر بينهم ثلاثة من حي جوبر خلال اشتباكات مع القوات النظامية في الغوطة الشرقية وفي حي التضامن الذي شهد قصفا من قبل القوات النظامية، كما نفذت القوات النظامية حملة دهم وتفتيش في عدة أماكن من حي الميدان رافقها انتشار أمني في الحي وتعرض حي العسالي والأحياء الجنوبية للقصف من قبل القوات النظامية.
وفي محافظة الحسكة، حيث تمركزت بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، حشود للقوات النظامية تقدر بألف جندي في محيط مدينة رأس العين بريف الحسكة وتضم دبابات وناقلات جند مدرعة ومدفعية، أعلن ناشطون في المنطقة بأن رأس العين بكامل أحيائها على اختلاف ساكنيها من العرب والأكراد، تحولت إلى منطقة ومدينة أشباح إثر موجات نزوح جماعية للأهالي إلى تركيا ومناطق أخرى داخل الأراضي السورية.
وقال: «ميرال» الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في الحسكة، لـ«الشرق الأوسط» إن استهداف قوات النظام لمنطقة «رأس العين» لـ72 ساعة متواصلة حولها إلى منطقة منكوبة خالية من سكانها الذين يتنوعون بين الأكراد والعرب، لافتا إلى أن القصف يوم أمس، ترافق مع محاولة من قوات النظام لاقتحام المدينة بريا. ويضيف «يعمد عناصر النظام إلى استقدام العتاد والأسلحة من مدينة الحسكة حيث تتمركز المقرات الأمنية ومستودعات الأسلحة ومن جبل كوكب في شرق المدينة حيث لواء الفرقة الرابعة. وأشار ميرال، إلى أن سكان الحسكة مستاءون من دخول الجيش الحر إلى داخل المدن على اعتبار أنه لا وجود لمراكز أمنية وثكنات تابعة للنظام فيها، وبالتالي الأفضل القيام بعمليات عسكرية من خارج هذه المدن كي لا ينعكس الأمر سلبا على العائلات التي يعود النظام ويستهدفهم.
وفي حماه، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن قصف على بلدة كرناز، أما في الرقة، حيث شنّ طيران الميغ أربع غارات جوية بالصواريخ والرشاشات الثقيلة على محمية الكرين، فقد أكد الجيش الحر سقوط عشرات من عناصر قوات النظام بين قتيل وجريح في كمين نصبه لهم عناصره، كما أفاد بوقوع انفجار ضخم وسط المدينة تبين أنّه ناجم عن عبوة ناسفة وضعت أسفل سيارة أو سيارة مفخخة استهدفت موكب محافظ الرقة الذي أصيب بجراح خطرة هو ومرافقوه ولقي ضابط وسيدة مصرعهما في التفجير.
وذكر المرصد أنّ مسلحين مجهولين اغتالوا المهندس عبد الرزاق اليوسف مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في محافظة إدلب إثر مهمة له في قرية النحل بريف إدلب. كما تعرضت مدينة معرة النعمان للقصف من قبل طائرة حربية فيما شهدت قرى جبل الزاوية وجبل شحشبو تحليقا للطيران الحربي في سمائها وتعرضت بلدة محمبل ومعرة النعمان وبلدتا معرشمشة ومعرشمارين بريف إدلب للقصف فيما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر ومقاتلين من جبهة النصرة في محيط معسكر وادي الضيف.
ولم تهدأ كذلك الاشتباكات في حلب، حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية والجيش الحر في محيط الفوج 46 بريف حلب الغربي وفي محيط فرع المخابرات الجوية بحي الزهراء بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية. كما تعرضت أحياء مساكن هنانو والهلك بمدينة حلب للقصف من قبل القوات النظامية. واستهدف القصف بالطيران الحربي وإلقاء القذائف والصواريخ مدينه تل رفعت.
وفي حمص، سقط عدد من الجرحى في البويضة الشرقية جراء القصف العنيف بالمدفعية وقذائف الهاون على منازل المدنيين وسط تحليق للطيران الحربي. بينما شهدت تلكلخ في حمص اشتباكات عنيفة بين الطرفين على وقع محاولات الجيش السوري اقتحام البلدة.
موسكو تدين إنذار المعارضة السورية حول مغادرة البعثات الدبلوماسية لدمشق
مخاوف من انزلاق الأزمة إلى السيناريو الليبي وتدخل إيراني
موسكو: سامي عمارة
أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن رفضها للإنذار الذي وجهته المعارضة السورية إلى جميع السفراء والبعثات الدبلوماسية الأجنبية لمغادرة سوريا. وأشار إلكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث الرسمي باسم الخارجية، في بيان أصدره في هذا الشأن، إلى أن موسكو تشجب تصرف المعارضة المسلحة المتشددة في سوريا، التي يجرى باسمها إطلاق دعوات التحذير إلى الدبلوماسيين الأجانب.. مؤكدا موقف بلاده من عدم جواز ربط مستقبل سوريا بمن وصفهم بأنهم «يراهنون على استخدام القوة واللجوء إلى العمليات الإرهابية».
وكان لوكاشيفيتش أدان الدعوة التي صدرت عن المجلس العسكري للجيش السوري الحر في دمشق تطالب السفراء العرب والأجانب وجميع البعثات الدبلوماسية والهيئات والمنظمات الدولية العاملة في سوريا بمغادرة الأراضي السورية، إلى جانب دعوة حكومات البلدان الأجنبية وممثليها إلى عدم زيارة سوريا أو التواصل مع ممثلي نظام الرئيس بشار الأسد، على اعتبار ذلك «مشاركة في قتل الشعب السوري».
وقال لوكاشيفيتش إن الناطق الإعلامي باسم الجيش السوري الحر وجه تهديدات إلى روسيا قال فيها: «إنهم سينظرون إلى روسيا بوصفها دولة معادية إذا لم تغير موقفها». وأكد المتحدث باسم الخارجية الروسية أن بلاده تريد المساهمة في أن يضطلع السوريون بأنفسهم بمهمة الابتعاد ببلادهم عن أزمتها ومن دون أي تدخل أجنبي عن طريق الحوار ومفاوضات السلام.
وكانت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» (الصحيفة المستقلة) نشرت في عدد الأمس مقالا للمستعرب غيورغي ميرسكي، حذر فيه من مغبة احتمالات انزلاق الأزمة السورية إلى «السيناريو الليبي». وأعرب ميرسكي عن قناعته بأن الإدارة الأميركية هي صاحبة الفضل الأكبر في ظهور «الائتلاف الوطني، لقوى الثورة والمعارضة السورية»، وقال إن «واشنطن كانت بحاجة ماسة لتنظيم سوري معارض، مستعد للتعاون مع الغرب، ولذا فقد بذلت جهودا مكثفة لتشكيل ذلك الائتلاف».
وتوقع ميرسكي ظهور حكومة منفى في القريب العاجل، مشيرا إلى تزايد احتمالات أن تحظى باعتراف دولي واسع النطاق؛ مما قد يكون مقدمة لظهور الحاجة إلى إقامة «مناطق آمنة على الحدود مع تركيا». ومضى المستعرب الروسي ليقول إن «الجيش الحر سوف يتخذ من هذه المناطق مخبأ وملاذا، الأمر الذي قد يضطر الرئيس الأسد إلى إرسال طائراته ودباباته إلى تلك المناطق، وما سيكون سببا في فرض منطقة حظر جوي». وأضاف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يتردد في فرض منطقة من هذا النوع، بعد أن تحرر من كل القيود والمخاوف التي كانت تكبله قبيل الانتخابات الرئاسية.. وخلص ميرسكي إلى أن «المخاوف تظل قائمة تجاه احتمالات تدخل إيران، وما قد يترتب على ذلك من توسع نطاق الحرب».
سعود الفيصل: لا بد من إرادة دولية جادة تضع حدا للمأساة الإنسانية المتفاقمة في سوريا
في كلمته أمام الاجتماع الوزاري العربي ـ الأوروبي بالقاهرة
القاهرة – جدة: «الشرق الأوسط»
أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي على ضرورة وجود إرادة دولية جادة تضع حدا سريعا للمأساة الإنسانية المتفاقمة في سوريا و«تمهد الطريق لإزالة طغيان النظام الجائر، والبدء في عملية انتقال السلطة بالاستناد إلى قرار دولي واضح وصريح».
وأعرب الفيصل في كلمته أمام الاجتماع الوزاري العربي – الأوروبي الثاني، الذي عقد أمس في العاصمة المصرية القاهرة، عن تطلعه إلى جهود أوروبية أكثر في اتجاه توحيد الإرادة الدولية لمعالجة الأزمة السورية، وتوفير سبل الدعم اللازم على الصعد السياسية والأمنية والإنسانية في إطار موقف مشترك لمساندة الشعب السوري وتحقيق طموحاته المشروعة.
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أكد أن بلاده ما زالت عند موقفها المؤازر للجهود الرامية لحل هذه الأزمة بالطرق الدبلوماسية، ومواجهة هذا التحدي الإيراني الذي يشكل تهديدا واضحا، ليس على أمن واستقرار الخليج فحسب، بل وعلى الأمن الدولي أيضا، وفيما يلي أهم ما جاء في الكلمة: «معالي الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي السيدة كاثرين أشتون، معالي الأخ الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، معالي الدكتور عدنان حسن منصور وزير الشؤون الخارجية والمغتربين لجمهورية لبنان الشقيقة، أصحاب السمو والمعالي.. يسعدني بداية أن أتوجه بالشكر والامتنان لكل من أسهم في الإعداد والترتيب لهذا الاجتماع الأوروبي – العربي المشترك الثاني.
إن حرص الطرفين على عقد هذا الاجتماع يعكس قناعتنا بأهمية الحوار العربي – الأوروبي وجدوى البناء على ما أرسيناه في مالطا، والانطلاق نحو آفاق أرحب في التعاون والتنسيق فيما بيننا إزاء القضايا والمسائل ذات الاهتمام المشترك».
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن كل القضايا تم استعراضها في البيان المشترك، وقال: «سوف أكتفي بتناول كل من الأزمة السورية وأزمة الملف النووي الإيراني، باعتبارهما القضيتين الأكثر إلحاحا في الوقت الراهن»، معبرا في الوقت ذاته عن الأمل بأن تحظى كل القضايا المطروحة بالدعم المطلوب، وخصوصا القضية الفلسطينية، بدعم مشروع القرار الذي سيتم التصويت عليه في الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وقال الأمير سعود الفيصل: «لقد مضى على الأزمة السورية المريرة أكثر من عام ونصف شهدت العديد من المبادرات العربية والدولية واللقاءات والاجتماعات على اختلاف أنواعها وتخصصاتها، إلا أن أيا من هذه الجهود لم تستطع تحقيق أهدافها في الإيقاف الفوري للحرب الشعواء التي يمارسها النظام ضد شعبه، أو إنهاء طوفان مئات الألوف من اللاجئين والنازحين، وذلك في ظل غياب إرادة دولية جادة تضع حدا سريعا لهذه المأساة الإنسانية المتفاقمة، وتمهد الطريق لإزالة طغيان النظام الجائر في سوريا، والبدء في عملية انتقال السلطة بالاستناد إلى قرار دولي واضح وصريح من مجلس الأمن».
وشدد بالقول: «إننا نتطلع إلى جهود أوروبية أكثر في اتجاه توحيد الإرادة الدولية لمعالجة هذه المشكلة وتوفير سبل الدعم اللازم على الصعد السياسية والأمنية والإنسانية، في إطار موقفنا المشترك لمساندة الشعب السوري وتحقيق طموحاته المشروعة»، مشيرا إلى أن حكومة بلاده رحبت من جانبها بتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الثورية، الذي تم في الدوحة، وقال: «نأمل أن تنضوي تحت لوائه جميع أطياف المعارضة في الداخل والخارج باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري».
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني الذي شكل ويشكل هاجسا مشتركا، قال الأمير سعود الفيصل: «إن المملكة العربية السعودية ما زالت عند موقفها المؤازر لجهود (5+1) الرامية لحل هذه الأزمة بالطرق الدبلوماسية، ومواجهة هذا التحدي الإيراني الذي يشكل تهديدا واضحا، ليس فقط على أمن واستقرار الخليج، بل وعلى الأمن الدولي عموما، بما في ذلك تأثيراته السلبية على مسألة الانتشار النووي»، وأضاف: «إننا ما زلنا عند اعتقادنا الراسخ بأهمية إعلان منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية بكل أشكالها وأنواعها».
وقال وزير خارجية المملكة العربية السعودية مخاطبا الاجتماع المشترك: «إن التغير والتطور هو سنة الحياة وأي محاولة لمنع التغيير هي من العبث الذي لا طائل منه، ومن طبائع الأمور أن يأتي أي تغيير وتطور من رحم ثقافات الدول وبإرادة شعوبها وبالأسلوب والشكل الذي يتلاءم مع تاريخها وتراثها، وبمعزل عن أي تدخل خارجي يرمي إلى فرض نماذج ونظم قد تكون أثبتت جدواها في البيئات والمجتمعات التي نشأت فيها»، وأضاف: «إن المملكة العربية السعودية تقدر في نفس الوقت أهمية الحوار والتلاقي بين الشعوب والحضارات، ويقود هذا التوجه خادم الحرمين الشريفين من خلال مبادرته للحوار بين أتباع الديانات والثقافات التي تؤكد على أهمية نشر ثقافة التسامح والتفاهم وتعزيز الحوار والتعاون فيما بينها، وقد أثمرت هذه الدعوة عن إنشاء مركز عالمي في فيينا يكون نقطة تلاق للداعين لمبدأ الحوار والمناصرين لقيم التسامح والعيش المشترك، وسوف يتم بمشيئة الله افتتاح مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات في يوم الـ26 من شهر نوفمبر الجاري الذي نتطلع أن يكون لبنة قوية لترسيخ مبدأ الحوار والعيش المشترك بين مختلف الديانات والثقافات».
إلى ذلك استقبل الرئيس المصري محمد مرسي أمس بمقر رئاسة الجمهورية في القاهرة، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية الدكتور ياسر علي في تصريح أنه تم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين «البلدين الشقيقين» وسبل تدعيمها وتعزيز التعاون المشترك بينهما في المجالات كافة، فضلا عن الكثير من القضايا التي تهم المملكة ومصر، إلى جانب استعراض جهود اللجنة الرباعية لحل الأزمة السورية ودور المملكة لحل هذه الأزمة.
حضر الاستقبال السفير أحمد بن عبد العزيز قطان سفير السعودية لدى جمهورية مصر العربية مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية، والدكتور خالد الجندان وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات الثنائية.
فرنسا تعتبر ائتلاف المعارضة «ممثلا شرعيا وحيدا» للشعب السوري
«إعلان القاهرة» العربي الأوروبي يرحب بالاتفاق ويطالب حكومة الأسد بوقف أعمال القتل
القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة بروكسل: عبد الله مصطفى
اعترفت فرنسا أمس بالائتلاف الجديد للمعراضو السورية كـ«ممثل شرعي وحيد» للشعب السوري، بينما طالب إعلان القاهرة الصادر عن الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الحكومة السورية بالوقف الفوري والشامل لكافة أشكال العنف والقتل، وعبر الاجتماع عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية وتداعياته الخطيرة، ورحب الإعلان بالاتفاق الذي توصلت إليه أطياف المعارضة السورية في الاجتماع الأخير الذي عقد في الدوحة.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مؤتمر صحافي أمس: «أعلن أن فرنسا تعترف بالائتلاف الوطني السوري الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة المؤقتة المقبلة لسوريا الديمقراطية التي ستتيح الانتهاء من نظام بشار الأسد»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
كما قال الرئيس الفرنسي إن مسألة تسليم أسلحة إلى المعارضة السورية، التي كانت باريس تعارضها حتى الآن، «سيعاد بالضرورة طرحها». وقال هولاند في مؤتمر صحافي إن «هذه المسألة (تسليم الأسلحة) سيكون من الضروري إعادة طرحها ليس في فرنسا فحسب؛ وإنما في جميع الدول التي ستعترف بهذه الحكومة» المؤقتة.
من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن أمله في نجاح الائتلاف الجديد للمعارضة السورية في النهوض بالتحديات. وأكدت رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين أشتون في كلمتها في الاجتماع العربي الأوروبي الذي انعقد في القاهرة أمس على أهمية مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ووقف العنف الدائر حاليا. كما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في كلمته أمام الاجتماع، ترحيب بلاده بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري.
وأعلن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، دعم الجامعة لاتفاق المعارضة السورية في الدوحة، وطالب الاتحاد الأوروبي بالاعتراف به ودعمه. وقال العربي في كلمته أمام الاجتماع «إن الدعم الأوروبي يعزز مهمة المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، خاصة في ظل ما يعانيه الشعب السوري على مدى نحو 20 شهرا من استمرار دائرة العنف التي تدفع هذا البلد نحو الانهيار بسبب تسلط السلطة ضد المنتفضين والثائرين، واستخدام كل الأسلحة ضدهم».
وجاء إعلان القاهرة بشأن سوريا بعد اجتماع عربي أوروبي في مقر الجامعة بالقاهرة، الذي تطرق لعدد من ملفات المنطقة بما فيها القضية الفلسطينية والوضع في السودان وغيرها، بينما هيمنت على الاجتماع الأزمة السورية.
وأكد الوزراء مجددا دعمهم الكامل لمهمة الإبراهيمي، وطالب التحالف الوطني السوري بالبدء في حوار موسع في إطار السعي نحو انتقال سلمي للسلطة، كما أكد الحاجة إلى عملية انتقال سياسي حقيقية وفق جدول زمني يتفق عليه من قبل مجلس الأمن الدولي، على أن يلبي هذا الانتقال المطالب المشروعة للشعب السوري، وإنشاء هيكل مؤسسي انتقالي.
وفي هذا السياق أكد الوزراء مجددا على ضرورة مواصلة الجهود في إطار بيان جنيف الختامي بهدف الاتفاق على قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار ملزم لجميع الأطراف.
وأكدت أشتون في كلمتها على أهمية مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ووقف العنف الدائر حاليا. وأصدر مكتبها في بروكسل بيانا بمناسبة الإعلان عن تشكيل ائتلاف للمعارضة السورية، قالت فيه «إن هناك تصميما من جانب الاتحاد الأوروبي على مرافقة العملية الانتقالية في سوريا، كما أن الاتحاد الأوروبي لا يزال مصمما على السعي ومرافقة المعارضة السورية لتحقيق المرحلة الانتقالية بشكل يلبي التطلعات الديمقراطية للشعب السوري». ورحبت أشتون من خلال البيان بتشكيل الائتلاف الجديد، وقالت إن التكتل الأوروبي الموحد دعا مرارا إلى إنشاء مظلة معارضة سورية تكون أكثر فعالية وتمثل القوى والطوائف المختلفة داخل المجتمع السوري.
ورحبت المسؤولة الأوروبية باختيار معاذ الخطيب رئيسا للائتلاف الجديد، وقالت «إن الخطيب معروف بكونه وجها وطنيا حقيقيا يؤمن بسوريا الجديدة»، كما رحبت بالتمثيل النسائي في الائتلاف وأعربت عن أمنياتها للائتلاف الجديد بالنجاح في النهوض بالتحديات الكبيرة التي تنتظره.
ومن جانبه أعرب وزير خارجية ألمانيا جيدو فيسترفيله عن ترحيب بلاده باتفاق الدوحة بين أطياف المعارضة السورية، مؤكدا أن توحد المعارضة في إطار تنظيمي واحد يساعد المجتمع الدولي على التعامل مع المعارضة بشكل إيجابي وربما يعجل برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال وزير خارجية ألمانيا في تصريحات له أمس على هامش الاجتماع العربي الأوروبي الذي عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إنه سيزور موسكو خلال الأسبوع الحالي وسيبحث خلالها تطورات الأزمة السورية، مؤكدا أنه سيحث الجانب الروسي على دعم الانتقال السلمي في سوريا. وأكد أن الاتحاد الأوروبي وألمانيا يدعمان التواصل مع الدول العربية، حيث يرتكز التعاون بشكل أساسي على حل المشكلات الاقتصادية، مشيرا إلى أن بلاده لديها استثمارات كبيرة في العالم العربي.
ورحب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بأحدث مسعى من المعارضة السورية لتشكيل جبهة موحدة في مواجهة، لكنه قال إن هناك حاجة لبذل جهد أكبر قبل أن تعترف بها بريطانيا رسميا. وقال هيغ للصحافيين في اجتماع وزراء عرب وأوروبيين في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة: «هذا حجر زاوية في غاية الأهمية». وأضاف: «نريد إشراك كل المعارضة السورية.. وأن يحظى بدعم داخل سوريا. وإن حدث هذا فسنعترف به ممثلا شرعيا للشعب السوري».
وأضاف: أن «هذا لا يعني أن بريطانيا ستكون مستعدة لإرسال السلاح إلى المعارضة لأن الاتحاد الأوروبي فرض حظرا للسلاح على سوريا». لكنه أضاف: «لكننا لا نستبعد أي خيار في المستقبل لأن.. الأزمة السورية تزداد سوءا يوما بعد يوم». حسب «رويترز».وفى الجلسة الأولى المغلقة في الاجتماع العربي الأوروبي في القاهرة، قدم الإبراهيمي تقريرا حول نتائج جهده وخطة العمل العربية من أجل حل الأزمة السورية ووقف إطلاق النار، وطلب من المجموعة الأوروبية دعمه في مجلس الأمن لإصدار قرار ملزم للحل السياسي.
مصادر رئاسية لبنانية: عندما يتغير النظام في دمشق سنتعامل مع النظام الجديد
الحكومة تصر على «النأي بالنفس» عن أزمة سوريا
بيروت: ليال أبو رحال
تصر الحكومة اللبنانية على التمسك بمبدأ «النأي بالنفس» فيما خص تعاملها مع الأزمة السورية، على الرغم من التطورات المتسارعة على صعيد توحيد صفوف قوى المعارضة وانضوائها في إطار «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».
وفيما يسعى الائتلاف في المرحلة المقبلة إلى انتزاع شرعية سوريا ومن ثم عربية ودولية على طريقه نحو تشكيل حكومة انتقالية، تؤكد الدولة اللبنانية على لسان عدد من أركانها أن لبنان لن يحيد عن مبدأ «النأي بالنفس»، وإن كان يترأس اجتماعات وزراء الخارجية العرب.
وفي حين اكتفى وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، خلال إلقائه كلمة لبنان في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العربي – الأوروبي المنعقد في مقر جامعة الدول العربية أمس، بالقول إن «ما تعانيه سوريا اليوم نشعر به في عالمنا العربي ونعاني من انعكاساته السلبية»، لافتا إلى أن «تسوية الأزمة التي تمر بها سوريا لهو واجب أخلاقي يجب أن نساهم به جميعا من أجل توفير الأمن والاستقرار لسوريا وللمنطقة»، قالت مصادر القصر الرئاسي اللبناني في بعبدا لـ«الشرق الأوسط» إن «الدولة اللبنانية اتخذت قرارها بالنأي بالنفس في اجتماعات الدول العربية، بعدما أكدنا في إعلان بعبدا ابتعاد لبنان عن صراعات الآخرين»، مشيرة إلى أن «مواقف وزير الخارجية اللبناني في الاجتماع الوزاري تعبر عن موقفي رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أي موقف الدولة اللبنانية».
وذكرت مصادر الرئيس سليمان أن «لبنان لم يشارك في مؤتمرات أصدقاء سوريا الداعمة للمعارضة السورية، ولم يحضر كذلك الاجتماعات التي عقدت في إيران دعما للنظام السوري»، موضحة أن «لبنان سيواصل اتباع سياسة النأي بالنفس إلى حين بلورة الصورة، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه».
وأشارت المصادر عينها إلى أن «العلاقة مع سوريا هي علاقة دولة بدولة، بمعنى أنه عندما يتغير النظام في أي دولة يتعامل لبنان رسميا مع النظام الجديد الذي يخلف، كما حصل مع مصر على سبيل المثال»، مشددة في الوقت عينه على «وجوب أن لا ننسى أن سوريا ما زالت تعيش صراعا عنيفا ولبنان بتركيبته القائمة؛ نصفه مع طرف، ونصفه الآخر مع الطرف الآخر، لذلك لا يمكن للدولة إلا أن تكون بعيدة عن هذا الصراع».
من ناحيتها، سارعت قوى 14 آذار، على لسان عدد من قيادييها إلى تأكيد دعمها لتوحد المعارضة السورية، فأشاد رئيس الحكومة السابق، رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري بـ«تشكيل ائتلاف المعارضة السورية الذي يمثل الخطوة الأساس والصحيحة لاستكمال مسار الثورة الشعبية السورية لتحقيق هدفها النهائي في إسقاط نظام بشار الأسد القاتل لشعبه والمدمر لبلده».
لوموند”: كواليس “إئتلاف الدوحة” والدور الحاسم لرياض سيف وجورج صبرا
ترجمة “الشفّاف”
مراسل “لوموند”: بنجامان بارت
النجاح الذي حققته المعارضة السورية في الدوحة، بعد صراعٍ مرير، هو إنجاز لرجلين مختلفين في مساراتهما سوى أنهما متشابهان في عنادهما: جورج صبرا، المدرّس السابق الشيوعي، الضحوك والدوغمائي، ورياض سيف، الرجل العصامي الذي أصبح تحوّل إلى صناعي كبير.
وصل جورج صبرا إلى الدوحة يوم الأحد في ٤ نوفمبر مع أعضاء “المجلس الوطني السوري” الذي كان مقرّراً أن يجدّد هيئاته القيادية. وكان الجو متوتراً جداً. وكانت تتردّد في ممرّات فندق “ريتز كارلتون”، حيث نزل وفد “المجلس الوطني” أصداء الهجوم العنيف الذي شنّته هيلاري كلينتون عليه. والواقع أن هيلاري كلينتون، التي أعلنت قبل ٣ أيام أنه لم يعد ممكناً اعتبار المجلس الوطني قائد المعارضة، والتي سخرت من بعض مسؤوليه “الذين لم يضعوا قدماً في سوريا منذ عشرين او ثلاثين أو أربعين عاماً”، كانت قد نجحت في تعبئة قسم كبير من أعضاء المجلس الوطني ضدها. ونجحت، بشكل خاص، في تعبئتهم ضد المشروع الذي أيّدته هي، وهو مشروع رياض سيف الذي ينص على صهر المجلس الوطني ضمن ائتلافٍ أوسع وأكثر فعلاً في الداخل.
وكان الأكثر عداء للمشروع هو “سمير نشّّار”، أحد واضعي “إعلان دمشق” في ٢٠٠٥، الذي لم يتردّد في التنديد بـ”أوامر” كلينتون”. كما حذّر برهان غليون من أنه “إذا ما تم فرض مبادرة على المجلس الوطني، فإنها ستفشل”. وكان التوتّر شديداً إلى درجة أن سمير نشّار أصيب بنوبة قلبية عابرة.
وسواءً كان الأمر مصادفة أم محسوباً، فقد استضاف البروتوكول القطري رياض سيف والمعارضين المؤيدين له في الجانب الآخر من المدينة، في فندق “شيراتون” بحي السفارات.
وابتدأت المفاوضات في ٧ نوفمبر، وبادر المجلس الوطني بتقديم نصف دزينة من الإقتراحات المضادة، كان بينها الدعوة إلى عقد مؤتمر يشارك فيه ٣٠٠ عضواً في مناطق الشمال “المحرّرة” قبل أي بحث في إعادة هيكلة المعارضة. وهو مشروع بعيد جداً عن الواقعية لأن المدفعية والطيران السوريين يقصفان حلب وإدلب وجوارهما بدون توقّف.
في الجانب المقابل، جاء رياض سيف مع عائلته. وكانت تساعده إبنته “جومانا” وحفيدته “سارة”، وبعض المساعدين الأوفياء. وكان باستطاعته الإعتماد على وساطة ديبلوماسيين صديقين، هما السفير الفرنسي في دمشق “دومينيك شوفالييه”، والسفير الأميركي “روبرت فورد. وحول فناجين القهوة، وفي لقاءات جانبية في ممرّات الفندق، عمل هذا الفريق على نزع الألغام من طريق المبادرة. وشدّد أنصار رياض سيف على أن مبادرته، وبعكس ما ردّدته الشائعات، لا ترمي إلى فتح مفاوضات مع نظام دمشق- على الأقل، طالما ظل المعنيّون يعتبرون هذا الخيار غير مقبول.
جورج صبرا
رياض الترك ضد رياض سيف؟
وبدأت ملامح اتفاق ترتسم بعد ظهر يوم الجمعة. ولكن، بدا أن أي تفاهم قد تبدّد صباح السبت. ففي تلك الأثناء، تم انتخاب جورج صبراً رئيساً لـ”المجلس الوطني”. وكانت “ضربة معلّم” أن يتم انتخاب مسيحي كان يقيم في دمشق قبل أشهر على رأس مجلس يُتّهَم بأنه خاضع لسيطرة “الإخوان المسلمين” وبأنه فاقد الصلة بالوضع الميداني. وسادت خشية من أن يسكَرَ الماركسي السابق بنجاحه، وأن ينحاز إلى رأي معلّمه الشيوعي القديم “رياض الترك”، الذي يعيش مختبئاً في سوريا والذي يُقال أنه يكن عداءً شديداً لـ”رياض سيف”. والواقع أن “جورج صبرا” بدا في نقاشاته مع الصحفيين وكأنه يتجاهل مبادرة “رياض سيف”.
ومع ذلك، فقد تم التوصّل إلى اتفاق بعد ٢٤ ساعة. هل لعبت الضغوط القطرية المتزايدة الدور الأساسي؟ ليس من شك في أن سمعة قطر، كوسيط، كانت على المحك. ولكن الإنقلاب الأخير في المواقف يعود أيضاً إلى التقدير المتبادل بين رياض سيف وجورج صبرا. فالرجلان الستّينيان يتشاركان في نفس التَوَق إلى الحرية والكرامة. وفي إحدى فترات سجنهما العديدة، فقد تقاسما “الزنزانة” نفسها. وحينما قرّر جورج صبرا، في أواخر العام ٢٠١١، أنه ينبغي له مغادرة سوريا خوفاً على حياته، فقد تم وضع خطة فراره في بيت رياض سيف، وبحضور السفير الفرنسي إريك شوفالييه. وتكفّل عبء المسؤولية بالباقي. فبعد عدد من محاولات التوحيد الفاشلة، ومع غرق سوريا في مزيدٍ من العتمة، فإن المعارضة كانت ستُصاب بانتكاسة خطيرة إذا ما تعرّضت لإخفاقٍ جديد.
قتلى بالعشرات ونزوح متجدد بسوريا
قتل 150 شخصا بنيران الجيش النظامي، معظمهم في العاصمة السورية دمشق وريفها، خلال الساعات الـ24 الماضية، في تصاعد مستمر للعنف دفع مزيدا من السوريين للنزوح بحثا عن مناطق آمنة.
وقال ناشطون إن قوات النظام ارتكبت مجزرتين في بلدة معارة النعسان بإدلب وبلدة أوتايا بريف دمشق بقصف بالطائرات الحربية.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية -نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان- أن الأحياء الجنوبية من دمشق شهدت الثلاثاء اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية التي قصفت بشدة عددا من المناطق في هذه الأحياء، بالإضافة إلى مناطق في ريف العاصمة مما تسبب في مقتل العشرات.
وقد طال القصف حي التضامن، حيث تدور منذ الاثنين اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية “التي تحاول السيطرة على الحي” ومقاتلين معارضين. وطال القصف أيضا مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي العسالي القريبين، وصولا إلى مناطق في الضواحي. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل عشرة أشخاص في العاصمة.
كما ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن الجيش “اشتبك مع مجموعة إرهابية مسلحة بالقرب من جامع العثمان في حي التضامن بدمشق، وقضى على عدد كبير من الإرهابيين، وفكك عبوات ناسفة بالقرب من جامع الزبير”.
وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق عدة للقصف مما تسبب في مقتل 44 شخصا بينهم مقاتلون وجنود، وغالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الإنسان في كافة أنحاء سوريا، وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية.
ومن جهة ثانية، ذكرت صحيفة “البعث” السورية الثلاثاء أن القوات النظامية “أحكمت سيطرتها على كافة أحياء حرستا في ريف دمشق في انتظار إعلانها “منطقة آمنة”.
وقال التلفزيون الرسمي إن وحدة من قوات الجيش “قضت بالكامل على أفراد مجموعة إرهابية مسلحة تطلق على نفسها لواء تحرير دمشق في زملكا بالريف”. كما انفجرت سيارة مفخخة في قرية عين الفيجة في ريف دمشق مسببة سقوط جرحى.
تعزيزات عسكرية
جاء ذلك بينما أفاد المرصد بتعزيزات عسكرية استقدمتها القوات النظامية إلى محيط مدينة رأس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي استولى عليها الجيش الحر الجمعة الماضي، والتي تعرضت لغارات جوية من طيران حربي أمس الثلاثاء.
كما تمركزت حشود للقوات النظامية تقدر بألف جندي في محيط المدينة، وتضم هذه الحشود دبابات وناقلات جند مدرعة ومدفعية، بحسب المرصد. ونقل عن ناشطين في المنطقة أن رأس العين “أصبحت مدينة أشباح” إثر موجات نزوح جماعي للأهالي إلى تركيا ومناطق أخرى داخل الأراضي السورية.
ومع تواصل القصف والقتال تزداد معاناة اللاجئين داخل البلاد وخارجها، إذ وصف نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إلياسون أوضاعهم بأنها خطيرة للغاية، وخاصة مع حلول فصل الشتاء.
وأشار إلياسون -في مقابلة مع الجزيرة- إلى أن عدد اللاجئين السوريين تخطى 400 ألف، وأن تقديرات المنظمة الدولية لعددهم في الداخل قد تصل إلى أربعة ملايين.
أما في محافظة إدلب، فقد تعرضت مدينة معرة النعمان لقصف مدفعي من القوات النظامية السورية التي تشتبك مع مقاتلين من عدة كتائب عند مدخل المدينة الجنوبي.
وكان الجيش الحر قد سيطر على معرة النعمان في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول بعد معارك ضارية، ثم تمكن من السيطرة على عدد من القرى القريبة منها والطريق السريعة التي تمر بها وتربط بين حلب ودمشق، إلا أن قوات النظام عادت وتقدمت خلال الأيام الأخيرة على هذا الطريق واستعادت عددا من القرى.
وعلى جبهة أخرى في محافظة دير الزور، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بينما شهدت مناطق أخرى في محافظات درعا وحمص وإدلب وحلب اشتباكات وعمليات قصف.
وكان محافظ الرقة قد أصيب بجروح خطيرة أمس الثلاثاء في انفجار عبوة ناسفة، قتل فيه ضابط وامرأة.
واشنطن وباريس تعترفان بالائتلاف السوري
اعترفت الولايات المتحدة وفرنسا بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل للشعب السوري، كما فتحت فرنسا الباب أمام إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية بطرح احتمال إلغاء الحظر المفروض حاليا على إرسال السلاح بقرار من الاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند -في مؤتمر صحفي عقده بباريس- “أعلن أن فرنسا تعترف بالائتلاف الوطني السوري الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة الانتقالية القادمة لسوريا الديمقراطية”.
كما أعلن هولاند أن مسألة تسليح المعارضة “ستطرح بالضرورة من جديد”، وقال في هذا الصدد “سيكون من الضروري إعادة طرح هذه المسألة ليس في فرنسا فحسب وإنما في جميع الدول التي ستعترف بهذه الحكومة الانتقالية”.
وردا على سؤال بشان إمكانية حدوث تدخل دولي مسلح، ذكر هولاند أن مجلس الأمن الدولي “ليس في هذه الحالة الذهنية” بسبب معارضة روسيا والصين. إلا إنه اعتبر أن على الأمم المتحدة “العمل على تحصين” المناطق “المحررة” في سوريا حيث يوجد نازحون.
وقال هولاند “سنتحرك باسم مبدأ حماية المدنيين”، مضيفا “كل المناطق التي سيمكن تحريرها والتي ستكون تحت سلطة هذه الحكومة الانتقالية يجب أن تتم حمايتها”.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد دعا المجتمع الدولي -من القاهرة خلال اجتماع بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي- إلى الاعتراف بالكيان الجديد للمعارضة السورية.
والتقى فابيوس في القاهرة رئيس الائتلاف -الذي أعلِن في الدوحة- معاذ الخطيب، وجورج صبرة رئيس المجلس الوطني السوري الذي ذاب في الائتلاف الجديد.
اعتراف أميركي
من جهتها اعتبرت الولايات المتحدة الائتلاف الوطني السوري “ممثلا شرعيا للشعب السوري”، لكنها تجنبت الاعتراف به كحكومة انتقالية كما فعلت فرنسا.
وقال مارك تونر مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية “نعتقد أنه ممثل شرعي للشعب السوري، إنه انعكاس للشعب السوري، ونريد أيضا أن يبدي هذا الائتلاف المعارض قدرته على تمثيل السوريين في داخل سوريا”.
أما وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ فكان أكثر حذرا في القاهرة، حيث قال “نريد الآن رؤية تنفيذ تفاصيل الاتفاق الذي تم في الدوحة، ولا بد من أن نرى على أرض الواقع أن الائتلاف الذي جرى تشكيله يمثل بأكبر قدر ممكن أطياف المعارضة والطوائف المختلفة داخل سوريا”.
ورغم إشادة دول غربية بالائتلاف، فإن الترحيب لم يرق إلى اعتراف بعد. فمسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون -التي شاركت في لقاء القاهرة- رحبت بالكيان الجديد، لكنها أعربت عن تطلعها إلى أن يصبح فعالاً وتمثيليا بالكامل.
أما وزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيله فعبر عن دعم بلاده القوي لمساعي توحيد المعارضة وإنهاء العنف، داعيا -في لقاء مع الخطيب- إلى تطوير الائتلاف إلى “بديل للنظام للتمكن من إطلاق بداية سياسية جديدة”. وقال فيسترفيله أيضا إنه سيحث خلال زيارة لموسكو هذا الأسبوع الكرملين على دعم انتقال سلمي للسلطة في سوريا.
الجامعة العربية
وقد حث الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مختلف أطياف المعارضة على الانضواء تحت الائتلاف الجديد، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف به لأن ذلك يعزز -حسب قوله- مهمة المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي.
وكانت الجامعة قد اعترفت الاثنين بالائتلاف الوطني السوري باعتباره “الممثل الشرعي للمعارضة السورية”. كما اعترفت دول مجلس التعاون الخليجي في وقت سابق بالائتلاف الوطني السوري بصفته “الممثل الشرعي للشعب السوري”.
ومن ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الثلاثاء أنها ستعقد لقاء بين أطراف النزاع السوري في طهران يوم الأحد المقبل لإجراء “حوار وطني”.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لقناة العالم الإيرانية التي تبث بالعربية إن الاجتماع سيركز على تشجيع الحل الدبلوماسي وإنهاء النزاع في سوريا، من دون أن يكشف هوية الأطراف المشاركة فيه من المعارضة.
وكان رد روسيا على إنشاء الائتلاف فاترا، إذ ذكّرت بأن “هذه التحالفات يجب أن تعمل بناء على برنامج أساسه الحل السلمي للنزاع على أيدي السوريين أنفسهم، دون تدخل” خارجي.
ويصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء إلى الرياض لإجراء محادثات مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي حول الوضع في سوريا، بحسب ما أعلنه الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني أمس الثلاثاء.
العمل على الأرض
وكان رئيس الائتلاف المعارض الجديد أحمد معاذ الخطيب قد دعا من القاهرة المجتمع الدولي إلى تسليح المعارضة السورية. وقال -في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية- إن “المعارضة بحاجة ملحة لأسلحة نوعية”.
كما قال الخطيب في وقت سابق إن دول العالم بحاجة إلى أن ترى عمل الكيان الجديد على الأرض لتعترف به. وأضاف أن “التحالف ما زال حديثا جدا..، الدول بحاجة لترى عمله على الأرض حتى تتفاعل معه”.
لكن الخطيب قال مع ذلك إنه يرى مزيدا من الاعترافات مستقبلا، داعيا أوروبا إلى الإقدام على هذه الخطوة وتقديم الدعم المالي للكيان الجديد.
وحسب الخطيب، فإن هذا الاعتراف الأوروبي سيجعل الائتلافَ يعمل كحكومة مؤقتة، مما يسمح له بالحصول على الأسلحة وحل بقية المشاكل، وصولا إلى إسقاط نظام بشار الأسد.
وقال إن “البداية سياسيًّا يجب أن تكون بكيان ذي مصداقية ومعترف به ليعمل كجبهة موحدة ينظر إليها العالم كبديل”.
رياض سيف.. سجين بشار الساعي لإسقاطه
بعد أن قدّم مبادرة قادت إلى تشكيل “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، انتخب النائب السابق والمعارض البارز رياض سيف نائبا أول لرئيس الائتلاف، ليصبح المعتقل الذي أمضى أكثر من ثمانية أعوام في سجون النظام أحد أبرز وجوه ائتلاف المعارضة السورية الجديد.
ورياض سيف المولود في دمشق (66 عاما) رجل عصامي وصناعي ناجح. آمن لفترة طويلة بإمكانية تغيير النظام السوري من الداخل.
وتم اختيار سيف سرا عندما كان لا يزال في سوريا عضوا في المجلس الوطني السوري الذي كان موضع انتقاد في الداخل والخارج لأن تمثيل النشطاء الميدانيين فيه دون المستوى.
وتم تداول اسمه كرئيس لحكومة انتقالية سورية محتملة بعد طرحه مبادرة مدعومة من واشنطن لتوحيد المعارضة. إلا أنه نفى رغبته في ترؤس مثل هذه الحكومة التي يفترض أن يعمل الائتلاف الجديد على تشكيلها.
ربيع دمشق
ويعد رياض سيف من نشطاء المنتديات السياسية والفكرية ولجان إحياء المجتمع المدني التي نشطت في الفترة التي تلت وصول الأسد إلى الرئاسة عام 2000، وهي الفترة التي تسمى بربيع دمشق.
وسيف، الذي يعمل في مجال صناعة الألبسة، انتخب عضوا بمجلس الشعب السوري في مناسبتين عام 1994 وعام 1998، حيث اصطبغ خطابه بالجرأة والنقد للاقتصاد والسياسة الاقتصادية.
وأوقف في سبتمبر/أيلول 2001 وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة “محاولة تغيير الدستور بطريقة غير قانونية” بعد تنديده علنا بالفساد داخل السلطة خلال جلسة لمجلس الشعب، حيث فتح سيف ملف الهاتف النقال، وقال إن الصفقة تضيّع على الدولة مليارات الدولارات، ثم قدّم دراسة مفصلة تحت عنوان “صفقة عقود الخليوي”.
فتْح الملف أغضب السلطة والحزب الحاكم -حسب ما أعلنه سيف بالمحاكمة- فكلفت وزارة المالية بإجراء تحقيق في سجل مؤسسته الضريبية، حيث قالت إنها وجدت مخالفات وتهربا من دفع الضرائب، فحجزت على أمواله المنقولة وغير المنقولة وفي البنوك، مما أدى إلى وقف نشاطه الاقتصادي ووصوله إلى حافة الإفلاس.
واعتقل سيف بعدما رُفعت عنه الحصانة النيابية بتهمة التهرب الضريبي، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات وأفرج عنه عام 2006.
إعلان دمشق
وعقب الإفراج عنه، طالب سيف بتغيير الوضع في البلاد، لا “الإصلاح” أو “الترقيع” لأنه يعني إصلاح ما هو قائم، داعيا إلى بناء مؤسسات ديمقراطية بدلاً من المؤسسات السياسية القائمة.
وكان رياض سيف أحد اثنتي عشرة شخصية معارضة وقعت “إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي” في سوريا عام 2005.
وفي عام 2008، دخل إلى السجن مجددا لمدة سنتين ونصف السنة بتهمة “نقل أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة”.
وأوقف بعد بداية حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في مارس/آذار 2011 لمشاركته في مظاهرة، ثم أفرج عنه بعد أسبوع بسبب تدهور وضعه الصحي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2011، أدخل إلى المستشفى بعد أن تعرض للضرب على يد عناصر من الأمن أمام مسجد الحسن بحي الميدان مما أسفر عن كسر في ذراعه.
عبد الله غل: روسيا مفتاح الحل بسوريا
دعا الرئيس التركي عبد الله غل إلى التركيز على ما وصفه بالسياسة الواقعية في التعاطي مع الأزمة السورية، وقال إن أهم عامل في هذه المسألة يتمثل في روسيا.
وجاء ذلك في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز تحدث فيها عن استمرار الرغبة التركية في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وقال إن ذلك كان السبب الرئيس وراء استقرار البلاد سياسيا واقتصاديا على مدى عقد من الزمن.
وعن الأزمة السورية، قال الرئيس التركي إن “أهم عامل في الأزمة السورية هو روسيا” مشيرا إلى مقعد موسكو في مجلس الأمن وإلى قاعدتها البحرية في سوريا.
وأضاف أن المطلوب هو مشاركة الروس لإيجاد مبادرة حفظ ماء الوجه تسمح لهم بتغيير موقفهم الراهن الذي يؤيد النظام السوري.
العضوية
وفي ما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، أكد غل أن الطلب التركي للانضمام إليه كان السبب وراء نجاح البلاد على مدى عقد من الزمن، داعيا الحكومة التركية إلى مضاعفة جهودها لتحقيق هذا الهدف.
وقال رغم صعوبة المفاوضات التي نواجهها في بروكسل، فإن جهود تركيا للانضمام للكتلة الأوروبية كانت السبب الحقيقي وراء الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي الذي حظيت بهما البلاد على مدى العقد الماضي.
ورأت فايننشال تايمز أن نهج غل يختلف بشكل كبير عن نهج رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي عزز علاقات بلاده بالشرق الأوسط بدلا من الغرب.
وبينما يخوض أردوغان حملة لإضافة مواد جديدة مثيرة للجدل بشأن السلطة التنفيذية، يقول غل إن من مصلحة تركيا أن يكون هناك دستور جديد يحظى بالإجماع.
ودعا الرئيس التركي إلى ضرورة وجود معارضة سياسية قوية لإنجاح الديمقراطية في البلاد، وهو ما اعتبرته الصحيفة مؤشرا على الاختلاف بين القياديين التركيين، ولا سيما أن أردوغان “يكافح المعارضين السياسيين”.
175 قتيلا و”مجزرة” في غوطة دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفادت لجان التنسيق المحلية، الثلاثاء، بارتكاب الجيش السوري ما قالت إنها “مجزرة” في الغوطة الشرقية بريف دمشق جراء قيام سلاح الجو السوري بقصف المنطقة، لترتفع حصيلة قتلى أعمال العنف في مختلف المدن السورية إلى 175 شخصا.
وكان الطيران الحربي السوري استأنف قصفه مناطق سورية عدة في ظل استمرار الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوى النظامية.
ففي الغوطة الشرقية بريف دمشق، قالت اللجان إن 22 شخصا قتلوا وأصيب 50 آخرون في قصف للطيران الحربي استهدف بلدة أوتايا.
كما نشر معارضون على الإنترنت شريطا مصورا يظهر جثثا لأشخاص قالوا إنهم سقطوا في الغارة، ولم يتسن لنا التأكد منه من مصدر مستقل.
كما تجددت الاشتباكات بين الجانبين في مناطق عدة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وقالت مراسلة “سكاي نيوز” في الجولان المحتل إن اشتباكات عنيفة اندلعت في قرية بير عجم التابعة لمحافظة القنيطرة.
ويأتي استمرار أعمال العنف في سوريا غداة اعتراف جامعة الدول العربية بالائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا للمعارضة السورية، داعية إلى دعمه سياسيا وماديا.
وفي مدينة رأس العين في الحسكة على الحدود مع تركيا، واصل الطيران الحربي الحكومي قصفه للمدينة، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بالرشاشات بين طرفي النزاع، وذلك في محاولة من الجيش السوري لاستعادة السيطرة على بلدتي رأس العين و تل تمر اللتين سيطر عليهما مقاتلو المعارضة الخميس الماضي.
من ناحية ثانية، قال قائد الجيش الوطني السوري اللواء محمد حسين حاج علي إن القوى الثورية المسلحة عازمة على التوحد تحت مظلة قيادة عسكرية واحدة، وذلك عقب انضمام معظم القوى السياسية المعارضة في ائتلاف موحد.
في غضون ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية في وقت سابق إن أصوات انفجارات ترددت فجرا في العاصمة دمشق، حيث شهد حي المزة على 3 انفجارات “ضخمة”.
كما استمر القصف العنيف على الأحياء الجنوبية الشرقية من العاصمة ومنها حي التضامن، في خارطة استهداف شملت الريف أيضا بما فيه داريا وبلدات الغوطة الشرقية.
وفي حماة ،تحدثت اللجان عن قصف على بلدة كرناز، بينما شهدت تلكلخ في حمص اشتباكات عنيفة بين الطرفين على وقع محاولات الجيش السوري اقتحام البلدة.
وفي الرقة، أكد الجيش الحر سقوط عشرات من عناصر الجيش السوري بين قتيل وجريح في كمين نصبه لهم عناصره، كما أفاد بوقوع انفجار ضخم وسط المدينة.
وبث ناشطون معارضون صورا على الإنترنت قالوا إنها صور تعرض موكب محافظ الرقة لإطلاق نار من قبل “الجيش السوري الحر”.
وتعرض حي بستان الباشا في حلب لقصف مدفعي، وتجددت الاشتباكات في محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الليرمون.
شبيحة الأسد ينهبون ويدمرون منازل عائلة صبرا بقطنا
قوات الأمن تحاول زرع فتنة طائفية في المدينة بين مسيحييها ومسلميها
دمشق – جفرا بهاء
اقتحمت أمس قوات الأمن السوري بمساعدة الشبيحة منازل عائلة رئيس المجلس الوطني جورج صبرا في مدينة قطنا بريف دمشق، وكعادة الشبيحة في سوريا فإنهم لم يكتفوا باقتحام المنازل وإنما استخدموا أدوات لتخريب منزل والدته وأخويه.
وبحسب شقيق صبرا لـ”العربية.نت” فإن قوات الأمن والشبيحة تعاملوا مع محتويات وجدران المنازل بطريقة انتقامية، إذ لم يكتفوا بنهب المحتويات وتكسير الأثاث وإنما تعدى فعلهم إلى تكسير الحيطان.
وحاولت تلك القوات في وقت سابق زرع فتنة طائفية في المدينة التي ينتمي إليها رئيس المجلس الوطني وذلك بتحريض مسيحيي المدينة ضده وضد عائلته، وصلت إلى حد تهديد أولئك والطلب منهم التبرئ من صبرا وعائلته، دون أن تجد تلك التحريضات صدى عند مسيحيي قطنا تناسب ما أرادوه مَنْ زرع للفتنة في المدينة.
القصة المأساوية لاستشهاد نمير الباشا ترويها زوجته
تنسيقية مدينة يبرود
لهذا السبب إستشهد البطل :: نمير الباشا
القصة كاملة ترويها زوجة الشهيد
:: الأخت أم عبده
————————–————————–—-
قصة زوجي أريدها أن تصل إلى العالم
…
زوجي غادر سوريا في شهر كانون الاول 2011 ثم عادفي كانون الثاني 2012وذلك بسبب عدم تجديد اقامته في دولة اخليجية !!
اعتقل زوجي في آذار 2012اثناء اقتحام الجيش الاسدي لمدينتنا ومداهمة المنازل واعتقال الشباب ومنذ ذلك التاريخ ونحن نعمل على اخراجه من المعتقل , وكان همنا أن نعرف بأي فرع امني هو لكثرتهم في سوريا وبعد قرابة الاسبوعين علمنا انه في فرع الخطيب 251 فتوسطنا عند الكثيرين من الذين لهم يد في الدولة ولكن للاسف لم نستفد شيئا وكان يقال لنا ان تهمته كبيرة وطبعا ارسلنا الكثير من الواسطات للمسؤول عن الفرع وكان ت – ي الا انه رفض المساعدة …وهناك من استغل الوضع وصار يطلب الملايين لاخراج زوجي وكنت اوافق ولو بعت بيتي وبيوت أهلي وأهله ولكن للاسف …وبعد قرابة الشهر ونصف علمنا انه تم تحويله الى فرع كفرسوسة ونفس الشي بلشنا بالواسطات مع مسؤولين كبار..بالصدفة اخبرني احد الاشخاص بان اللواء د- ن يستطيع اخراج زوجي وعندما تمكنت من الاتصال به رد بأن زوجي بخير وشغلة اجراءات كام يوم وبيطلع … مر على الاتصال قرابة شهر ونصف دون اي أي خبر,, في نفس الوقت كنا على الاتصال المباشر مع ع – م عن طريق رجل مهم في الدولة من العشائر ,,فكان رد ع – م انه سيطلب احضار ملف زوجي ليعرف ما هي تهمته وبعد فترة تم الاتصال به ليقول ان تهمة كبيرة جدا هي تمويل الارهابيين بما معناه(الجيش الحر) وحيازة الاسلحة والذخيرة وهو سيقوم بتغيير الملف كاملا كي لا يتحول زوجي للمحاكمة وسينهي الموضوع خلال ايام قصيرة التي تحولت إلى عدة اشهر . وطبعا هذه التهم هي من تلفيق النظام ويعرف كل الناس أن لاعلاقة لزوجي بالجيش الحر على الاطلاق … واستمرينا في مساعينا وكان الرد دائما الموضوع منتهي بس شغلة اجراءات ..وكان قد مضى على اعتقاله قرابة 5 اشهر ,,,,وبعد ذلك وصلتني اخبار انه تم تحويله الى سجن صيدنايا وحاولنا العمل على إذن زيارةلكنهم قالوا ا انه تمت اعادته لكفرسوسة وسيتم الافراج القريب عنه وعشنا على امل ذلك ولكن للاسف بعد فترة قيل انه تمت اعادته لسجن صيدنايا وهنا لم اعد اعرف اين هو وكل ما نسأل يجيبونا ليس هنا ,,, وكذلك كان يعمل على الموضوع الدكتور ج – ح الذي له علاقات وثيقة مع روسيا فكان يطمانني عن زوجي بانه بصحة جيدة ولم تمسه ايدي الشبيحة ابدا وبعد قرابة 7 اشهر وقبل عيد الاضحى باسبوعين اتصل بي احد ابناء مدينتنا وأمن لي اتصالا باللواء د- ز فوعدني ان زوجي سيخرج قبل يوم الخميس . طبعا شكرته ..جاء يوم الخميس ولم يخرج زوجي فعاودت الاتصال باللواء فقال : رح يعيّد معكم شغلة اجراءات وروتين فقط .
وفي يوم الاربعاء اتصل اللواء برجل دين عندنا وقال له خبر هم يروحوا ياخدوه من المشفى …. وعندها صعقت وبعد قرابة الساعة عرفنا انه في مشفى المجتهد ….ولكن المفاجأة أن الدكتور ج- ح طلب تحويله فورا الى مشفى دار الشفاء لأن وضعه الصحي سيء للغاية فتوجهت إلى هناك فوجدت زوجي في العناية المشددة وكانت الصاعقة الكبرى اني وجدته شخصا اخر تماما مختلفا بملامحه وشكله…ولكني استطعت ان امسك نفسي عندما تبسم لي وقال لقد اتت حبيبة عمري وسالني : كيف ملاقيتيني ؟ قلت له : بتاخد العقل …وخرجت من الغرفة وبدأت البكاء الشديد ..فقد كانت اثار التعذيب الشديد ظاهرة على جسده…كانت يده اليمنى متورمة بشكل رهيب عرفت لاحقا انها نتيجة ضربة قوية ادت الى تمزق الاوردة والشرايين وقيل لي ان رأسه كان ينزف عندما قدم للمشفى .وحين التقيت الطبيب المشرف على حالته اخبرني ان لديه قصور كلوي وان الرئتين متعبتان جدا ..سالته: لماذا لا يستطيع تحريك قدميه ويديه فقال لي من قلة التغذية ..والحمدالله بدأ وضعه بالتحسن واصبح قادرا بعض الشي على الكلام .. وعند ذلك أخبرني انهم كانوا يعذبونه ولا يعرف لماذا وأنهم وضعوه في زنزانة مع خمسة اشخاص كانوا يضربونه بشكل متواصل لمدة 15 يوم بدون طعام فاصيب باسهال شديد جدا جدا فطلب منهم ان يطلبوا المسؤول لرؤيته فقال لي عندما دخل وشاهدني الفاظا حقيرة وجرني على ارض الزنزانة وأنا أنزف من ظهري ووضعني في غرفة مظلمة وعلقوا لي كيس من السيروم في يدي وتركوني 15 يوما أخرى بدون طعام وماء . قلت له : انسى كل شي هم وحوش فقال لي : لقد ظلمت الوحوش , الوحش يحمل في قلبه شي من الرحمة ولكن هؤلاء لا قلب لهم اصلا …. كان وزنه قبل الاعتقال 98كغ وعندما خرج كان مايقارب ال 30كغ …. لكن بدات حالته تتحسن وعادت الكلى تعمل بشكل طبيعي تقريبا وكذلك الرئتان..وبقي يتحسن تدريجياً ولكن فجأةتعرض لهبوط في خضاب الدم مما اربك الاطباء فطلبوا منا احضار اكياس من الدم وبلازما وصفيحات لان الخضاب في هبوط مستمر وبالفعل أحضرنا له الدم فتحسن قليلا …..وهذه الحالة جعلت الاطباء يفكرون كثيرا لانها نادرة جدا .. لكن تأزم الوضع بعد يومين ما اضطر الطبيب إلى وضع زوجي على جهاز المنفسة وبقي لليوم التالي حيث لاحظ الطبيب تأخرا شديدا في حالته وان الاكسده لديه في تراجع وان الدم والقلب لا يصل لهما الاوكسجين وكان الطبيب قد طلب له صورة للصدر وبعد أن شاهد الصورة تعجب بشكل فظيع إذوجد التهابا ثنائيا في الرئتين لم يكن يتوقعها نهائيا .. وعندها طلبت طبيبا اخر من خارج المشفى فشخص الحالة نفسها وكذلك اتصلت بطبيب نعرفه في فرنسا فاخذ كل المعلومات ولكن للاسف اجمع كل الكادر الطبي انه على الاغلب تم وضع مادة سامة داخل السيروم الذي اخذه في المعتقل وقيل ان هذه الادوية هي من صنع روسي ولا تظهر بالتحاليل ولكنها تتفاعل مع ادوية ياخذها المريض فتعمل على قتله مباشرة ………….ومع قرابة الظهر توقف قلب زوجي عن الخفقان وبالرغم من كل هذه المأسي والمصائب لم تكن ادارة المشفى تريد ان تسلمنا الجثة وقالت ان العصابان المسلحة والارهابية هي من قتلته ويجب اعادته للنظام وبعد مشاحنات ومشاجرات في المشفى استطعنا الحصول على جثمان زوجي بواسطة رجل من الامن وتم تشييعه ..
لاتسألني عن مشاعري أرجوك ..
واسفة للاطالة .. ارجو ان تعذرني ولك ان تأخذ ما تريد من القصة وتترك الباقي وشكرا لك لانك ستساعدني على ايصال صوتي للعالم .. والرجاء وضع الاحرف الاولى من الاسماء لان ذكرها بشكل صريح سيسبب لي المشاكل مع احترامي
تنسيقية مدينة يبرود .. 13-11-2012