أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 27 أيلول، 2012

هجوم انتحاري يهز العاصمة ويضرب «عصب النظام»

لندن، دمشق، بيروت، نيويورك – «الحياة»، ا ب، ا ف ب، رويترز

وجهت المعارضة السورية ضربة موجعة لنظام الرئيس بشار الأسد عندما نجح انتحاريون بشن «هجوم الصباح»، استخدموا خلاله سيارتين مفخختين، على مقر قيادة الاركان العامة في دمشق وأشعلوا حريقاً دمر طبقات من المبنى الذي يُعتبر عصب العمليات العسكرية ضد المطالبين بتغيير النظام.اعلن «الجيش السوري الحر» مسؤوليته عن الهجوم. وقال إنه «أسفر عن مقتل العشرات» في حين تبنى «تجمع انصار الاسلام – دمشق وريفها» الهجوم مؤكداً ان منفذيه هم خمسة من افراده بينهم انتحاري، بحسب ما جاء في بيان نشر على الانترنت.

وسجل عدد قتلى الاشتباكات أمس نحو 300 شخص، وتجاوز عدد قتلى الانتفاضة 30 الفاً. وقال «التجمع» في بيان: «قام احد مجاهدينا الاستشهاديين باستهداف المدخل الرئيسي للمبنى عن طريق تفجير سيارته»، بينما «اقتحمت مجموعة ثانية، مؤلفة من اربعة مجاهدين… المدخل»، و»بالتعاون مع بعض الشرفاء فجروا من داخل المبنى العبوات المزروعة في الطابق الثالث». لكن الناطق باسم «المجلس العسكري في دمشق وريفها» احمد الخطيب قال لوكالة «فرانس برس» ان «اكثر من اربع كتائب من ضمنها انصار الاسلام» شاركت في العملية، من دون ان تتضح الروابط بين «الجيش الحر» و»التجمع».

وجاء في بيان لـ»التجمع» الذي سبق له تبني عمليات ضد القوات النظامية في مناطق سورية مختلفة، «قامت ثلة من المجاهدين الابطال بالتعاون مع سرية الهندسة العسكرية في لواء الحبيب المصطفى… من تجمع انصار الاسلام بتنفيذ عملية استشهادية معقدة استهدفت مبنى اركان العصابة المجرمة».

لكن بيانا للقوات المسلحة السورية نفى إصابة قادة عسكريين. وقال إن «عدداً محدوداً فقط من الحراس أصيبوا في الانفجارين اللذين هزا المدينة بأكملها الساعة السابعة صباحا تقريبا قبل ساعات العمل العادية».

والهجوم هو الأكبرفي دمشق منذ 18 تموز (يوليو) عندما أسفر انفجار عن مقتل عدد من كبار مسؤولي الأمن، منهم صهر الرئيس الأسد آصف شوكت ووزير الدفاع وضابط كبير آخر.

وأظهرت لقطات فيديو بُثت على الانترنت الحريق المندلع في مبنى قيادة الأركان العامة في ساحة الامويين وسط العاصمة وأظهرت اللهب وهو يتصاعد من الطوابق العليا للمبنى. وقال ديفيد هارتويل محلل شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة «آي.إتش.إس جينز» ان الهجوم «يثبت مجدداً أن المعارضة تحتفظ بالقدرة على ضرب قلب النظام وعصبه».

وغطى السواد البوابة الرئيسية لقيادة الاركان في حين نسفت جميع نوافذ المبنى، وتناثرت قطع الزجاج في الشوارع المجاورة وظهرت حفرة عميقة في الطريق أحدثها على ما يبدو انفجار سيارة ملغومة. وقال سكان إن دوي إطلاق النيران سمع في أنحاء المنطقة لمدة ساعتين على الأقل بعد الانفجارين. وسدت الطرق في المنطقة مع تدفق سيارات الإسعاف على مكان الحادث. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي للتلفزيون «إن كل القيادات العسكرية والمسؤولين في قيادة الأركان ووزارة الدفاع بخير» لكن لم يتسنى التحقق من صحة كلامه.

وتحدثت وكالات انباء ومحطات تلفزيون دولية عن إن سبب الانفجارين الرئيسيين تفجير سيارة ملغومة، في عملية انتحارية، وسيارة ثانية محملة بالمتفجرات عند محيط المجمع قبل ان يدخل المقاتلون ويشتبكوا مع الامن الموجود في الداخل في حين احرق مناصرون للمعارضة المبنى.

ميدانيا، قال ناشطون من المعارضة ان قوات الامن قتلت أكثر من 40 شخصاً في بلدة صغيرة خارج دمشق أمس في «مذبحة جديدة». وأظهر فيديو نشره الناشطون صفوفاً من الجثث تغطيها الدماء. وبدا أن الضحايا الذين أظهرتهم الكاميرا كانوا ذكوراً أعمارهم من 20 عاما فأكثر. وقال صوت ناشط مصاحب للفيديو ان هذه اللقطات لمذبحة في منطقة الذيابية واضاف ان الجثث بالعشرات. وفي احدى لقطات الفيديو التي بثها ناشطون على الانترنت يبدو بعض الرجال وقد اصيبوا بالرصاص في الجبهة أو الوجه أو الرقبة. كما تحدثت المعارضة عن عمليات اعدام ميداني على يدي القوات النظامية، طاولت 40 مدنياً على الأقل في حي برزة شمال دمشق.

وفي موسكو قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن أي محاولة لاستخدام القوة من جانب واحد أو التدخل في أحداث الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا ستكون غير بناءة رافضا دعوات متزايدة للتدخل في الحرب الأهلية السورية.

التلفزيون السوري ومسلسل الإنكار والنفي!

لندن – «الحياة»

سياسة الإنكار مستمرة في فضاء التلفزيون السوري، فبعد إصراره على أن سورية بخير، ولا وجود لشيء خارج عن المألوف أو المعتاد، ينكر مجدداً الانفجارات الثلاثة التي هزت العاصمة دمشق في اليومين الماضيين.

الانفجار الأول الذي استهدف مدرسة الشهداء في منطقة دوار البيطرة الثلثاء، وأدى لوفاة ما يزيد عن 60 ضابطاً من الجيش النظامي السوري، كما أكد تلفزيون الجيش السوري الحر الذي بث أسماء الضباط المقتولين، وأعلن مسؤوليته عن العملية النوعية، قوبل بنفي في الإعلام الرسمي السوري، إذ انكر التلفزيون السوري أن يكون هناك أي وفاة في عناصر الجيش النظامي، وأكّد ذلك أيضاً وزير الإعلام عمران الزعبي في ظهوره في الإعلام.

الأمر تكرر أمس، ولكن بطريقة أكثر شراسة. فالانفجاران اللذان استهدفا مبنيي آمرية الطيران وقيادة الأركان في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق، وأديا لإغلاق الطرقات في كل أنحاء العاصمة السورية، وأكده كثر من الناشطين السياسيين والإعلاميين وبثت صوره معظم القنوات الفضائية العربية والأجنبية، اعتبره التلفزيون السوري في البداية بأنه لا يتعدى «نشوب حريق»، ولكن سرعان ما اعترف بوجود عبوتين ناسفتين في المكانين، فيما بقيت سياسة الإنكار مستمرة إعلامياً. وهكذا أصر التلفزيون السوري على أن التفجيرين لم يؤديا إلى أي خسائر في الأرواح وأن «يد الغدر لن تطال شموخ الشعب»، وأن «قوات الجيش السوري تلاحق فلول الإرهابيين» وسواها من العبارات الرنانة الأخرى التي تسعى إلى طمأنة المشاهد في المقام الأول. في المقابل بثت الفضائيات العربية والأجنبية أخباراً تؤكد سقوط قتلى، وإغلاق الطرقات وامتلاء المستشفيات بالوفيات جراء الانفجارين.

واللافت في تفجيري أمس أن مبنى التلفزيون السوري يبعد عن مكان التفجيرين أقل من 500 متر، ولكن مع ذلك لم يتواجد في عين المكان، في حين تواجد في انفجارات سابقة أبعد مسافة وأقل تأثيراً، ومن هنا يأتي السؤال عن سبب هذا الغياب، رغم إصراره على أن شيئاً لم يحدث وأن الأضرار مادية فقط.

يذكر أن التلفزيون السوري استضاف امس المحلل طالب إبراهيم الذي أكّد في بداية حديثه أن لا قتلى في الانفجارين، لكنه عاد واستطرد أن وزير الدفاع والقادة الكبار بخير، وأن لا قتلى ذي أهمية في الانفجاريين.

هذا التصريح وغيره، يؤكدان الاستهتار الكبير بأرواح السوريين، ويدحضان رواية التلفزيون بأن لا وجود لخسائر في الأرواح، ويبيّنان أن سياسة الإنكار المستمرة منذ أشهر لم تنفع. من هنا، يبدو محقاًِ ذاك المراقب الذي علّق على سياسة التلفزيون السوري قائلاً: «من فمكم ندينكم»، في إشارة إلى الأخطاء التي يقع بها مذيعو ومحللو التلفزيون السوري خلال لقاءاتهم.

                      تفجير مقر هيئة الأركان العامة السورية واقتحامه

الإبرهيمي يسعى إلى اجتماع بين الحكومة والمعارضة

    نيويورك – علي بردى/ دمشق – الوكالات

الممثل الخاص المشترك يناقش فكرة الدعوة الى وقف محدود للنار

لافروف يؤكد أن تسوية الأزمة تقوم على الحوار والحلول الوسط

بعد أكثر من شهرين من تفجير مبنى مقر الامن القومي في دمشق، نقلت المعارضة السورية المسلحة هجماتها مجدداً الى وسط دمشق، إذ طاولت أهم موقع عسكري للنظام عندما هز تفجيران انتحاريان مقر هيئة الاركان العامة للجيش في ساحة الامويين، ثم اقتحم مسلحون المقر، لتلي التفجيرين اشتباكات مع قوة الحراسة استمرت ثلاث ساعات اسفرت عن مقتل اربعة جنود وثلاثة مهاجمين وعن  حريق كبير في جانب من المقر، فضلاً عن مقتل مراسل تلفزيون ايراني وجرح آخر. وتبنى “الجيش السوري الحر” وجماعة اسلامية تطلق على نفسها “تجمع انصار الاسلام – دمشق وريفها” الهجوم. وفي فندق ليس ببعيد من مكان الانفجارين، عقدت احزاب سورية معارضة تطالب بالتغيير الديموقراطي وترفض التسلّح، مؤتمراً حضره قادة عسكريون قرروا إلقاء السلاح وانتهاج الحوار. كما حضر المؤتمر سفراء كل من روسيا والصين وايران.

الإبرهيمي

وفي نيويورك كشف ديبلوماسيون لـ”النهار” أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي تبادل مع مسؤولين دوليين فكرتين، تتضمن الأولى وقفاً قصيراً ومحدداً للنار بين أطراف الحرب السورية، والثانية ترتيب اجتماع بين حكومة الرئيس بشار الأسد وأطراف المعارضة.

وتبودلت هاتان الفكرتان بين الابرهيمي وعدد من الزعماء المشاركين في اجتماعات الدورة السنوية الـ67 للجمعية العمومية للأمم المتحدة. وأوضح ديبلوماسي عربي يتابع جهود الابرهيمي لإعداد خطة جديدة للتعامل مع الأزمة السورية، أن زميله المتمرس “سينتقي ما يحتاج اليه من عدّة الشغل التي تحدث عنها أكثر من مرة، لأنه لا يريد أن يسير على الخطى التي أوصلت سلفه كوفي أنان الى ما وصل اليه”. وأضاف أن “بيان مؤتمر جنيف يشكل جزءاً أيضاً من عدة الشغل هذه، وسينتقي الابرهيمي منه ما يساعده على التقدم في مهمته”. ونقل عن الابرهيمي “ملاحظته أن هناك اجماعاً دولياً على ضرورة التوصل الى وقف للنار، ولو موقتاً ولفترة زمنية محددة. وهذا الأمر حيوي جداً من أجل ايصال المساعدات الإنسانية الى المحتاجين والعالقين في مناطق القتال”، مستدركاً بأن “الجهود تتركز الآن على اقناع الأطراف بوقف للنار، علماً أن صعوبة تحقيق ذلك ترتبط أكثر بعدم وجود قيادة موحدة للمعارضة السورية، فضلاً عن أن الحكومة السورية قد لا تتحمس للفكرة”.

بيد أن “الفكرة الأبرز، وهي صعبة أيضاً، وتتصل بمحاولات بدأت فعلاً لجمع ممثلين للحكم مع ممثلين لمعارضة الداخل والخارج على أرض محايدة”، مشيراً الى “اقتراح لعقد اجتماع كهذا، أولاً على مستوى غير عال، في بلد مثل أسوج”. وأفاد أن هذه الفكرة انبثقت من مشاورات شارك فيها نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون الذي كان وزيراً لخارجية أسوج سابقاً.

وسألت “النهار” وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن الامر، فأكد أن “الفكرة مطروحة أمام الابرهيمي”. أما وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، فتساءل: “ماذا ينقصنا لعقد اجتماع كهذا على أرض عربية؟”

مجلس الأمن

والى الخطب التي شهدها منبر الجمعية العمومية، عقد مجلس الأمن جلسة مع جامعة الدول العربية، تعزيزاً للتعاون بين المنظمتين الدولية والإقليمية في العمل على حل النزاعات. وأصدر بنتيجة الإجتماع بيان رئاسي تلاه وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله لأن بلاده تتولى رئاسة المجلس للشهر الجاري.

وجاء في البيان أن مجلس الأمن “يعيد تأكيد مسؤوليته الأولية عن صون الأمن والسلم الدوليين”، مكرراً أن “التعاون مع المنظمات الإقليمية وما دون الإقليمية في المواضيع المتعلقة بالحفاظ على الأمن والسلم ووفقاً للفصل الثامن (من ميثاق المنظمة الدولية)، يمكن أن يحسن الأمن الجماعي”.

وإذ ذكر بقراراته وبياناته عن العلاقة بينه وبين المنظمات الإقليمية “يعترف المجلس بالجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية ويدعو الى المزيد من تعزيزها من أجل المساهمة في تسوية نزاعات الشرق الأوسط  سلمياً، بالإضافة الى تشجيع رد المجتمع الدولي على التحولات التي تشهدها المنطقة”. ورحب بـ”تكثيف التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في ضوء هذه التحولات التي تعكس التطلعات المشروعة لشعوب المنطقة الى الحرية والمشاركة السياسية والرخاء الإقتصادي والإجتماعي في مجتمع متعدد”. وجدد “التزامه ايجاد سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط والسعي الى حل شامل للنزاع العربي – الإسرائيلي، مع تأكيده  مبادرة السلام العربية”.

لافروف

وأبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال الجلسة استعداد موسكو لمناقشة كل الخيارات التي قد تحل الازمة السورية. وقال ان التسوية الحقيقية للازمة تكون من طريق الحوار والحلول الوسط. واكد دعم بلاده لمهمة الابرهيمي.

مرسي يرفض تدخلاً عسكرياً في سوريا ويدعم الإبرهيمي

    و ص ف، ي ب أ

كرر الرئيس المصري محمد مرسي في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة  رفضه التدخّل العسكري في سوريا ودعوته الجميع إلى المساهمة في مبادرته (الرباعية) منعاً لتحوّل الصراع هناك حرباً أهلية تمتد إلى المنطقة.

 وقال: “أتحدث إليكم بصفتي أول رئيس مدني منتخب ديموقراطياً بإرادة شعبية حرة  عقب ثورة سلمية عظيمة شهد لها العالم وأسست لشرعية حقيقية”. وأكد أن مصر “ملتزمة تطبيق المواثيق والمعاهدات الدولية وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة”.

وعن القضية الفلسطينية، قال إن عقوداً طويلة مضت منذ عبّر الشعب الفلسطيني عن عزمه على استعادة حقوقه وبناء دولته وعاصمتها القدس وعلى رغم جهد هذا الشعب المتواصل ولجوئه إلى جميع الوسائل المشروعة، “بقيت المنظمة الدولية عاجزة حتى اليوم عن تحقيق آمال وتطلعات شعب فلسطين والقرارات الدولية بقيت بعيدة عن التحقق”.

وفي الشأن السوري، قال إن “نزف الدم الذي ينبغي أن يتوقف في سوريا فوراً هو شاغلنا الأول”، ذلك أن “الدم الذي يسيل على أرض سوريا الحبيبة أثمن من أن يهدر ليل نهار”. ورأى أن الشعب السوري يستحق أن يتطلّع إلى تحقيق الحرية والكرامة، مشيراً إلى أن هذا جوهر مبادرته التي طرحها في مكة وكررها في مناسبات لاحقة.

وأوضح أن المبادرة الرباعية “ليست مغلقة على أطرافها بل هي مفتوحة لكل من يريد أن يساهم في وقف المأساة” التي وصفها بأنها مأساة العصر “التي يجب أن تقف فوراً درءاً للأسوأ، لاستمرار المعاناة في سوريا وتحوّل الصراع حرباً أهلية لا قدّر الله يتطاير شررها إلى ما يتعدّى سوريا ليشمل دول المنطقة”.

وأضاف أنه “بعد أن ينتهي هذا النظام الذي يقتل شعبه ليل نهار، سيختار الشعب السوري نظاماً للحكم يعبّر عنه” ويضع سوريا في مكانتها العربية وفي مصاف الدول الديموقراطية ويعيد إليها دورها العربي والإقليمي.

وشدد على وجوب تشجيع المعارضة السورية على توحيد صفوفها ومكوناتها للوصول إلى رؤية موحدة وشاملة للانتقال المنظم في سوريا. “سوريا الجديدة بعد مصر الجديدة إن شاء الله”. وقال: “كلنا مسؤولون عن هذه المعاناة ولا بد من أن نتحرك جميعاً لوقف المأساة”، مجدداً رفضه التدخّل العسكري في سوريا ودعم مهمة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي.

دمشق: استشهاد مراسل «برس تي في»وإصابة صحافيين بينهما لبناني

مايا ناصر (أ ف ب)

                      استشهد صحافي في قناة «برس تي في» الإيرانية الناطقة بالانكليزية وأصيب صحافيان، بينهما لبناني يعمل مديرا لمكتب قناة «العالم» الإيرانية الناطقة بالعربية، برصاص قناص في دمشق.وقالت قناة «برس تي في»، في بيان، إن «مراسل برس تي في» مايا ناصر قتل برصاص قناص في العاصمة السورية دمشق، وان «مدير مكتب تلفزيون «العالم» في دمشق حسين مرتضى أصيب بجروح»، علما بأن الأخير لبناني الجنسية.وقال مدير الأخبار في «برس تي في» حميد رضا عمادي، على الهواء من طهران، «أبلغنا تركيا والسعودية وقطر التي تمد المتشددين بالسلاح لقتل مدنيين وعسكريين وصحافيين بأنها مسؤولة عن مقتل مايا». وأضاف «ستتابع «برس تي في» مسألة قتل مايا، ولن تدع أولئك الذين قتلوا مراسلنا يشعرون بأن بوسعهم قتل الإعلاميين والإفلات بفعلتهم».وأعلنت قناة «العالم»، في خبر عاجل، «استشهاد مراسل «برس تي في» وإصابة مدير مكتب «العالم» في دمشق». وقالت إن «مراسل قناة «برس تي في» مايا ناصر استشهد وأصيب مدير مكتب قناة «العالم» الإخبارية حسين مرتضى ومصور القناة برصاص مسلحين أثناء تغطيتهما للتفجير في ساحة الأمويين في دمشق».وأوضحت أن «مراسلي العالم وبرس تي في كانا قد واكبا الاشتباكات التي تلت التفجيرين بين الجيش والمسلحين الذين حاولوا الوصول إلى داخل مبنى هيئة الأركان».(ا ف ب، رويترز)

المسلّحون في حلب: بانتظار الامدادات والوعود… والجيش يتقدم

بعد ثلاثة أسابيع من دخول المتمردين السوريين مدينة حلب، تضاءلت الذخيرة إلى 600 طلقة رصاص وستة صورايخ، ما أوقعهم في مأزق دموي.ويحتكر المجلس العسكري في حلب إمدادات السلاح، خصوصاً أن ما رفع من أهميته كقوة بارزة في «الحرب الأهلية»، تنافس «جماعة الإخوان المسلمين» والمجموعات الأصولية الإسلامية.خاطب رجل مدني أحد القادة من «كتيبة التوحيد الإسلامية»، «كل ما أريده منكم هو تصوير تسجيل قصير، ثم وضعه على موقع يوتيوب، والإشارة فيه إلى أسمائكم واسم وحدتكم العسكرية، كما أن تعلنوا أنكم تنتمون إلى مجلس حلب العسكري، ولكم أن تفعلوا بعدها ما تشاؤون»، مضيفاً «أريد أن نظهر للأميركيين بأن هذه الوحدات تنضم إلى المجلس العسكري. لقد التقيت الأحد الماضي مع أميركيّين في أنطاكيا، وأبلغاني بأنه لن تصلنا أي أسلحة متطورة ما لم نتوحد تحت قيادة المجالس العسكرية المحلية».ويشير أبو محمد، وهو ضابط منشق من أكاديمية حلب العسكرية، إلى مصادر السلاح التي تصل إلى حلب، موضحاً أن «عدداً من المانحين في السعودية يحولون الأموال إلى سياسي لبناني نافذ مقيم في اسطنبول، وهو يقوم بالتنسيق مع الأتراك، فكل شيء يحدث بالتنسيق مع الاستخبارات التركية». وينقل أبو محمد وعد القيادة إليهم بأنه «في حال نقلوا المعركة إلى قلب حلب، فإن خطوط الإمداد ستصبح سالكة».ولكن بعد ثلاثة أسابيع من دخول المتمردين إلى مدينة حلب، تضاءلت الذخيرة المتاحة للجبهة الممتدة من شارع سيف الدولة شمالاً، إلى حي صلاح الدين في الجنوب الغربي، إلى 600 طلقة رصاص وستة صواريخ «آر بي جي» فقط، وأصبحت خطوط المواجهة أمام الجيش السوري على شفير الانهيار.يقول أبو محمد «لقد قالوا لنا إنه يجب علينا البدء بالمقاومة، وعندئذ فقط سنحصل على الدعم»، مضيفاً «قسمت المدينة إلى ثلاثة قطاعات، ووزع المتمردون قواتهم وذخائرهم على الجبهات الثلاث، بينما قررت القوات الحكومية تركيز كل قواها في قطاع واحد، هو حي صلاح الدين». ويتابع «لقد اضطررنا أن نوجه الذخيرة إلى هنا (صلاح الدين)، في الوقت الذي توقف فيه وصول الإمدادات الموعودة، والنتيجة هي تدهور وضعنا في الجبهات الثلاث في الوقت ذاته، نحن لا نملك الذخيرة التي وُعدنا بها، كل يوم يتقدم الجيش شيئاً فشيئاً، لذلك فإن الشيء الوحيد الذي نملكه وننفقه في المعركة هو الرجال».لكن في الأيام التالية وصلت إلى المتمردين كمية صغيرة من الأسلحة، وبالرغم من ذلك يشكل إيصالها إلى الجبهات معضلة أخرى.في جبهة أخرى، يقف الحاج بلال المشرف على أحد التقاطعات في منطقة سيف الدولة، وهو يرغب في الاستفادة من الإمدادات العسكرية الجديدة من أجل التقدم عدة كيلومترات نحو مجمع إستاد حلب العملاق، الذي تستخدمه القوات الحكومية قاعدة لقواتها ودباباتها ومدفعيتها، ولكنه سيدفع حياته ثمناً لهذا الطموح غير الواقعي.أما الرائد الذي زود الحاج بلال بالذخائر من تركيا، فقتل بعد فترة قصيرة، وهو الذي كان اشتكى لأخيه الضابط أبو حسين، فساد القيادات، قائلاً «لا أحد يدفع لك إلا لكي يشتريك، الإخوان المسلمون، و(قائد الجيش السوري الحر) رياض الأسعد، إنهم فاسدون، يتلاعبون بنا، لقد أمضيت في تركيا ثلاثة أسابيع ولم أحصل على شيء». وأضاف «لقد التقيت رئيس المجلس الوطني السابق برهان غليون، واصطحبني إلى اجتماع في اسطنبول للقاء أمير في القوات المسلحة القطرية، لقد تناقشنا وشرحنا له كل شيء، فأخبرنا بأنه مطلع على ما يحدث، وأكد لنا أن الأمور ستتحسن قريباً، لكننا غادرنا خاليي الوفاض». (عن «الغارديان»)

نجـاد يصـف الصهاينـة بـ«الهمـج»: الحـرب في سـوريا قـد تمتـد إلى دول الجـوار

بنبرة هادئة ألقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خطابه في الاجتماع السابع والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس، حيث وصف الصهاينة بالـ«همج»، فيما قاطع الوفدان الأميركي والإسرائيلي الخطاب.

وفي حين انتقد نجاد لغة التهديد والوعيد من الدول «العنصرية» تجاه إيران، غامزاً من قناة الإسرائيليين بممارسة التهديد النووي، اعتبر أن هذه الطريقة هي نموذج شائع لا تزيد الإيرانيين إلا عزماً.

وكان الرئيس الإيراني قد أدلى بتصريحات على هامش الاجتماع، أكد فيها أن طهران قلقة من امتداد الحرب الطائفية في سوريا إلى دول الجوار كتركيا والأردن وغيرهما، مؤكداً المضي في إجراء المشاورات لتشكيل مجموعة للاتصال بين الأطراف السورية المتنازعة.

وإذ أكد الرئيس الإيراني أن الخيار العسكري لن يكون أبداً السبيل لحل الأزمة السورية، شدّد على أن إيران لم ولن ترسل سلاحاً إلى سوريا، لأن ذلك يتنافى مع العلاقات التاريخية بين البلدين.

واعتبر نجاد في نيويورك، أن العالم في حاجة إلى فكر ونظام جديدين، وأن السياسة الأحادية الجانب والمعايير المتعددة وفرض الحروب والاحتلال لتحقيق المصلحة الاقتصادية، وبسط الهيمنة على المراكز الحساسة في العالم، قد أصبحت أموراً عادية.

وأضاف إن «سباق التسلح والتهديد بالسلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل من قوى الهيمنة قد أصبح أمراً شائعاً، وان اختبار الأسلحة الأكثر تدميراً والتهديد العلني بامتلاكها، والوعيد باستخدامها في الوقت اللازم، تحولت إلى أدبيات جديدة لإرعاب الشعوب للرضوخ لمرحلة جديدة من الهيمنة»، مشيراً إلى أن «التهديد المستمر من الصهاينة الهمج باللجوء للعمل العسكري ضد بلدنا العظيم مثال واضح على هذا الواقع المرير».

وعلى هامش زيارته لنيويورك، قال نجاد في مقابلتين منفصلتين مع «بي بي أس» و«سي بي أس» الأميركيتين، إن «الظروف اليوم معقدة للغاية في سوريا، وهناك عناصر عديدة تصرّ على أداء دور سلبي في هذا البلد، إلا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها رؤية واضحة بهذا الشأن، وتعتقد ان للشعب السوري حقاً بأن يتمتع بالحرية والعدالة والاحترام وحق الانتخاب».

وأوضح نجاد أن طهران قلقة للغاية على مستقبل سوريا أكثر من الوقت الراهن قائلاً: «بناء على واجب حركة عدم الانحياز، فإن طهران بصدد تشكيل مجموعة للاتصال من أجل إجراء مشاورات مع الأطراف المتنازعة في سوريا، وتسعى إلى ضم دول أخرى إضافة إلى إيران ومصر وتركيا والسعودية».

وأكد نجاد أن الخيار العسكري لن يكون أبداً سبيلاً لتسوية الأزمة السورية، معتبراً أن على المجموعات المعارضة والحكومة السورية أن تجلس إلى طاولة الحوار على وجه السرعة للبحث عن مخرج للوضع الحالي.

ورداً على سؤال إذا ما كانت إيران وروسيا والصين ستطلب من الرئيس السوري التنحي عن السلطة، قال نجاد: «هل تعتقدون أن الآخرين يجب أن يحددوا مصير سوريا ومستقبلها؟ إن إيران تعتقد أن أفضل مساعدة لسوريا تتمثل في إيصال الأطراف المتنازعة إلى التفاهم وتوفير المقدمات لإجراء انتخابات حرة، كي يقوم الشعب السوري بتحديد مصيره بنفسه».

وأعرب عن قلق طهران «من عدم انتهاء الحرب الطائفية في سوريا قريباً، واحتمال أن تمتد إلى دول الجوار كتركيا والأردن وسائر الدول».

وفي شأن التهديدات الإسرائيلية، أكد نجاد أن «إيران قادرة على الدفاع عن نفسها، وأنها أصلاً لا تعير وزناً للصهاينة في حساباتها السياسية»، مشيراً إلى أن «الكيان الصهيوني يوجه التهديدات دوماً إلى إيران». («السفير»، أ ب، أف ب، رويترز، «مهر»)

اختراق أمني جديد في قلب دمشق: هجوم مزدوج على مقر قيادة الأركان

تعرضت سوريا لصدمة أمنية جديدة، هي الأكبر منذ تفجير مكتب الامن القومي في 18 تموز الماضي، بالهجوم الذي ضرب مقر قيادة أركان الجيش في دمشق صباح امس وشلّ الحركة داخل المدينة وفي محيطها وشحن الحمى الأمنية لأقصى درجة. ولم يحل التفجير دون انعقاد مؤتمر «أحزاب وقوى التغيير الديموقراطي السلمي المعارضة» بمشاركة روسية وصينية وإيرانية.

إلى ذلك، قالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» إن عدد القتلى برصاص قوات الأمن والجيش النظامي أمس، ارتفع إلى 145 شخصاً، يضاف إليهم أكثر من 40 جثة تم العثور عليها في بلدة الذيابية في ريف دمشق. وقال ناشطون إن عدداً كبيراً من الجثث بدا عليه أثر الإعدام وطلقات في الرأس والوجه، كما أكدوا أن حصيلة قتلى الذيابية ارتفعت إلى 107 قتلى، لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إنه لم يوثق سوى 40 قتيلاً.

وقال بيان عسكري إن مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت مبنى هيئة الأركان السورية بعبوتين ناسفتين إحداهما بسيارة مفخخة. ووقع الانفجار الأول السابعة إلا خمس دقائق والثاني بعد ربع ساعة، تلتهما اشتباكات نارية استمرت حتى الثانية عشرة ظهراً تقريباً. وقال شهود عيان إن جثث ثلاثة قتلى لوحظت على الأقل رجّحت مصادر وسائل الإعلام المحلية إنها لـ«مسلحين شاركوا في عملية التفجير». ونفى البيان العسكري للجيش السوري وقوع اية ضحايا من جانب الجيش، وتحدث عن إصابات في صفوف فريق الحراسة المحيط بالمبنى.

لكن التلفزيون السوري نقل عن مصدر عسكري قوله إن «التفجيرين الإرهابيين أسفرا عن استشهاد أربعة من عناصر حراسة مبنى هيئة الأركان العامة متأثرين بإصابتهم»، كما أصيب 14 شخصاً آخرين «من المدنيين والعسكريين» بجروح.

وقال البيان العسكري إن «عصابات إرهابية مسلحة مرتبطة

بالخارج نفذت عملاً إرهابياً جديداً صباح اليوم (أمس) عبر تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة في محيط مبنى الأركان العامة ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المبنى واشتعال النار في بعض جوانبه وإصابة عدد من عناصر الحراسة. إن هذا العمل الإرهابي تزامن مع إقدام بعض العناصر الإرهابية على إطلاق النار بشكل عشوائي في محيط المبنى والشوارع القريبة لإثارة الذعر في صفوف المدنيين فسارعت القوى المختصة إلى التصدي لهم وملاحقة فلولهم في محيط المنطقة».

وأكد البيان «أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ ترى في هذا الفعل الإجرامي دليل إفلاس من يقود الحرب على سوريا، فإنها تؤكد أن جميع القادة العسكريين وضباط القيادة العامة بخير ولم يصب أي منهم بأذى، وهم يتابعون تنفيذ مهامهم اليومية والمعتادة».

وقال «تجمع انصار الاسلام – دمشق وريفها»، في بيان «قام أحد مجاهدينا الاستشهاديين باستهداف المدخل الرئيسي للمبنى عن طريق تفجير سيارته»، بينما «قامت مجموعة ثانية مؤلفة من أربعة مجاهدين… باقتحام المدخل»، وقاموا «بالتعاون مع بعض الشرفاء من داخل المبنى» بتفجير «العبوات المزروعة في الطابق الثالث».

ورافق إطلاق النار المتبادل حريق عنيف شبّ في واجهتي المبنى الأمامية المطلة على ساحة الأمويين والتي بدت متفحمة، والثانية المطلة على ساحة داخلية لمبنى الهيئة. ولم يسمح لأي من فرق الإعلام المتواجدة بالقرب من المكان بالدخول حتى منتصف النهار، كما لم يبث التلفزيون الرسمي اية صور حتى ذلك الوقت، مبرراً ذلك «بضرورات أمنية تمنع الحركة».

وكانت حواجز التفتيش اقيمت بشكل سريع في كل أنحاء العاصمة، فشلت الحركة باتجاه مركز المدينة حتى ساعات ما قبل الظهر، فيما أغلقت مداخل المدينة حتى وقت مشابه.

وعقد في دمشق أمس، مؤتمر «أحزاب وقوى التغيير الديموقراطي السلمي المعارضة» بمشاركة نحو 35 حزباً وهيئة وتياراً. ودعا المتحدث الرسمي باسم «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» عادل نعيسة في افتتاح المؤتمر «إلى حوار وطني شامل لا يبعد أحداً عن الطاولة»، معتبراً أنه «لا بد في النهاية أن يجلس الجميع إلى طاولة المفاوضات».

وقال نعيسة «إن رجل المعارضة الحقيقي والرائد يتخذ الموقف المبدئي ومع التاريخ وإن لم يكن هذا الموقف ذا شعبية، أما الموقف الآخر الشعبوي فهو من يراعي مكاسب حزبية أو قاعدية تحت ذرائع مختلفة»، ومعتبراً انه «اذا كان الانفجار الذي وقع في دمشق قبل الموعد المحدد للمؤتمر رسالة، فالجواب هو عقده»، قائلاً «إن كانوا يعون ما يفعلون فبقدر ما يرتفع دوي قنابلهم يرتفع دوي الغضب الشعبي من هذا الأسلوب».

وأكد السفير الروسي في دمشق عظمة الله كولمحمدوف في كلمته خلال افتتاح المؤتمر على «ضرورة إيجاد حلول سلمية للأزمة في سوريا من خلال الوسائل السياسية السلمية على أساس الحوار الشامل من دون أي شروط مسبقة، بما في ذلك اتخاذ الخطوات الملموسة الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية والتوافق الشامل».

وقال السفير الروسي «يجب تضافر الجهود لإيجاد مخرج سلمي للأزمة في سوريا يبنى من خلال الرفض القاطع للتدخل الخارجي بما فيه وقف التسليح والتمويل وايواء المجموعات المسلحة، وكذلك الوقف الفوري للعنف من جميع الأطراف». وأضاف «إن روسيا ايدت على الدوام النهج المستقل للسياسة الخارجية السورية وقدمت لسوريا مساعدات كبيرة لتطوير اقتصادها وتعزيز قدرتها الدفاعية.. لنعبر عن تعاطفنا مع السوريين في ضوء المحنة التي يعيشونها كما نؤيد تطلعاتهم نحو التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العميقة في البلاد، والتي قد بدأت بالفعل».

وأكد السفير الإيراني في دمشق محمد رضا شيباني أن «طريق الحوار هو الحل الانسب للوصول إلى الهدف المنشود وحل الأزمة في سوريا التي نسج خيوطها أعداء الشعب السوري لاضعاف الدولة السورية والقضاء عليها، لأنها تشكل أحد الأركان الأساسية والمفصلية في محور المقاومة والممانعة».

وأضاف شيباني «إن إيران عارضت منذ البداية وما زالت تعارض أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي السوري ولاسيما التدخل العسكري لأن الوصول إلى الديموقراطية لن يكون يوما عن طريق فوهات البنادق».

مرسي ونجاد يحذران من امتداد شرارة الحرب السورية إقليمياً

الإبراهيمي في لبنان قريباً: الرهان على تدخل عسكري خارجي كارثة

مارلين خليفة

هيمنت الأزمة السورية لليوم الثاني على التوالي على الجمعية العامة للامم المتحدة وأعمالها، وعلى اجتماع لمجلس الامن الدولي حول الشرق الاوسط، وعلى اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب في نيويورك. وفيما التقت مواقف مصر مع ايران على التحذير من امتداد شرارة الحرب السورية الى دول الجوار، كان المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي يروج لتحركه الديبلوماسي الذي يبدو وحيداً، فيما انتقد المتحدث باسمه احمد فوزي في حديث لـ«السفير» في نيويورك، «اقتناع بعض الأطراف بأنه سيكون هناك تدخل عسكري خارجي في سوريا»، محذراً من انه «إذا انفجرت الأزمة السورية ستقع الكارثة على المنطقة برمتها».

وترأس وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور اجتماعاً تشاورياً لوزراء الخارجية العرب في نيويورك، بصفة لبنان رئيساً للمجلس الوزاري العربي. وحضر الاجتماع الإبراهيمي، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والوزراء العرب، وفي مقدمتهم نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبدالله ورئيس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

وعلمت «السفير» أن الإبراهيمي سيزور لبنان قريباً لإجراء اتصالات بشان الأزمة السورية.

ولفتت مداخلة في الاجتماع لوزير خارجية المغرب سعد الدين العثماني الذي دعا إلى تدخل «عسكري ميداني وإنساني في سوريا»، إلا أن دعوته لم تلق متابعة. ولفت أيضاً أكثر من ثناء على الإدارة اللبنانية السلسة والبعيدة من التشنج للجلسة، وخصوصاً في الموضوع السوري، الذي أعرب عنه أكثر من وزير عربي. وكان الاجتماع مغلقاً وتم تحديده بساعة فحسب.

وقد استهل الاجتماع بمداخلة للإبراهيمي قدم فيها عرضاً لمهمته، وتطرق إلى تقريره أمام مجلس الأمن الدولي قبل أيام، مستعرضاً جوانب الأزمة كلها. وقال إنه من الناحية الأمنية فإن الوضع في سوريا لا يزال خطراً، وتحدث عن «مليونين ونصف مليون لاجئ سوري في الداخل والخارج، وهم

باتوا منتشرين في دول عربية عدة».

وقال منصور إن الإبراهيمي «عايش الأحداث في لبنان في زمن الحرب وهو الآن يواكب ما يحدث في سوريا. ولبنان منذ بداية الأحداث، وفي أول اجتماع للجامعة قال إنه لا يريد للتجربة اللبنانية أن تتكرر في سوريا، فالحرب في لبنان أكلت الأخضر واليابس، وقضت على عشرات الآلاف من الضحايا ودمرت البنى التحتية وهجرت مئات الآلاف، ونحن على ثقة بخبرة الأخضر الإبراهيمي وحنكته السياسية، وأنه سيتمكن من تحقيق الهدف المنشود، لكن لا بد أولاً من وقف دورة العنف لكي نؤسس لعمل سياسي يضم جميع الافرقاء، لإخراج سوريا من محنتها».

وعلى هامش الاجتماع الوزاري العربي، قال فوزي، لـ«السفير»، إن «للازمة السورية بعداً سياسياً لا عسكرياً، ولكن الطرفين في سوريا مصران على الاستقواء بالسلاح، معتقدين انه بالسلاح يتم حل الأمور، وهذا أمر مستحيل تماماً». وأشار إلى أن «بعض الأطراف لا تزال مقتنعة انه سيتم تدخل عسكري خارجي في سوريا، وهذا أمر مستحيل، وينم عن عدم تفهم للدينامية الدولية وكيفية تعامل المجتمع الدولي مع الأزمات، ولكل أزمة خصوصيتها، وإذا انفجرت الأزمة السورية ستقع الكارثة على المنطقة برمتها، لأن موقع سوريا استراتيجي جغرافياً وموقعها السياسي أيضاً، وهو نبض للعالم العربي».

وأضاف فوزي «أي عمل عسكري ضد سوريا سيشكل كارثة، وإذا تصورت بعض الأطراف انه يمكنها أن تحمل المجتمع الدولي على التدخل العسكري فهي تراهن على أمر غير ممكن البتة».

وتطرق فوزي إلى الأهمية التي يعلقها الإبراهيمي على قضية اللاجئين السوريين وحل أزمتهم، قائلاً إن «العدد بلغ 280 ألف لاجئ، في العراق ولبنان وتركيا، وهؤلاء كانوا يتمتعون بحياة طبيعية، ولكن يوجد ٣٠ ألف لاجئ يعيشون اليوم في الصحراء الجرداء من دون شجرة تسترهم، وكل ما لديهم هو الهواء والرمل والحجارة».

وعن المرحلة التي بلغها الأخضر الإبراهيمي في مهمته، قال فوزي «لا يزال الأخضر الإبراهيمي في مرحلة الاستماع وجمع الآراء والمداخلات، ليس من الأطراف السورية فحسب، سواء النظام أو المعارضة في الداخل والخارج، بل أيضاً مع كل الدول التي لها نفوذ أو مصالح أو لديها النفوذ والمصالح معاً بحسب تعبير الأخضر، وأعني بذلك الجيران والمساندين للمعارضة سواء السعودية أو تركيا، أو الدول المساندة للحكومة السورية أي إيران وروسيا. سيرى الأخضر الإبراهيمي كل هؤلاء، وهو لن يضع خطة إلا بعد أن يتأكد من نسبة نجاحها العالية».

وعن أجواء لقاء الإبراهيمي مع وزيري خارجية أميركا هيلاري كلينتون وروسيا سيرغي لافروف، قال فوزي «الاجتماعان كانا ممتازين، وكان هناك تقارب في الكثير من الآراء».

إلى ذلك، واصلت الأزمة السورية هيمنتها على الكلمات التي ألقيت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو الاجتماعات بين الرؤساء على هامشها.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي إن الرئيس محمد مرسي ألغى اجتماعاً للرباعية بشأن أزمة سوريا بسبب غياب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتتكون «الرباعية» من مصر والسعودية وتركيا وإيران.

ووصف الرئيس المصري محمد مرسي الأزمة السورية بـ«مأساة العصر»، داعياً إلى رحيل النظام عبر المفاوضات من دون أي تدخل عسكري خارجي.

وقال مرسي، في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «الشعب السوري الشقيق العزيز على قلب كل مصري ومصرية يستحق أن يتطلع لمستقبل تتحقق له فيه الحرية والكرامة، وقد كان هذا جوهر التحرك الذي بادرت باقتراحه في مكة المكرمة خلال شهر رمضان الماضي، وأكدت عليه في مناسبات لاحقة درءاً للأسوأ، درءاً لمعاناة شعب سوريا، وتحول الصراع إلى حرب أهلية شاملة، لا قدّر الله، يتطاير شررها إلى ما يتعدى سوريا ودول الجوار المباشر».

وأضاف «لقد شرعت مصر بالفعل مع الدول الثلاث الأخرى المعنية بمبادرتي في عقد لقاءات أظهرت وجود العديد من القواسم المشتركة، وسنستمر في العمل لوضع حد لمعاناة شعب سوريا، وإتاحة الفرصة لكي يختار بإرادته الحرة، بعد أن ينتهي هذا النظام الذي يقتل شعبه ليل نهار، سيختار الشعب السوري بإرادته الحرة نظاماً للحكم يعبر عنه ويضع بلاده في مكانها بمصاف الدول الديموقراطية لتستأنف إسهامها في مسيرة العمل العربي المشترك ودورها الإقليمي والدولي على أسس شرعية قوية».

وتابع إن «هذه المبادرة ليست مغلقة على أطرافها بل هي مفتوحة أمام كل من يريد أن يساهم إيجاباً في حل الأزمة في سوريا. هذه الأزمة كلنا مسؤولون عنها، وهذه المعاناة لا بد وأن نتحرك جميعاً في كل العالم لوقفها».

وأكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والملك الأردني عبدالله الثاني ضرورة الحل السياسي لإنهاء الأزمة و«البدء في عملية انتقال سياسي».

وأكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، في مقابلات على هامش مشاركته في نيويورك، أن طهران قلقة من امتداد الحرب الطائفية في سوريا إلى دول الجوار كتركيا والأردن وغيرهما، مؤكداً المضي في إجراء المشاورات لتشكيل مجموعة للاتصال بين الأطراف السورية المتنازعة.

مجلس الأمن

وقال العربي، أمام مجلس الأمن الدولي خلال مناقشة حول «السلام والأمن في الشرق الأوسط، والتعاون بين الأمم المتحدة والجامعة العربية»، إن «الأزمة السورية تزداد تدهوراً. إن استمرار الحكومة السورية في استخدام الأسلحة ضد المدنيين ورفضها المبادرات العربية قد أوصلتنا إلى وضع مأساوي وخطير، مع سقوط آلاف القتلى، كما أن شبح الحرب الأهلية ذات الطابع الطائفي يخيم على سوريا والمنطقة وآثاره ستطال الجميع في كل العالم».

وأضاف «يجب أن يتم التركيز على وقف شلال الدم الذي نراه كل يوم في سوريا، وثانياً بدء المرحلة الانتقالية لتحقيق مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة، ولكن للأسف فشل مجلس الأمن في هذا الأمر وبقيت قراراته حبراً على ورق ولا يتم الالتزام بها ويتواصل القتل والتدمير». وقال «اليوم، إننا إذا أردنا لمهمة الإبراهيمي النجاح فلا بد أن يسانده المجلس ويقدم له الدعم الكامل فعلاً لا قولاً لتنفيذ القرارات على الجميع ووضع القرارات تحت البند السابع».

وكان العربي قال في مؤتمر صحافي في وقت سابق، إن «المقترح القطري بالتدخل عربياً في سوريا لحل الأزمة لا يعني إرسال قوات عربية لمحاربة النظام هناك». وأضاف إن «الجامعة العربية تحاول حل مشاكلها الخاصة، لكن إذا عجزت عن ذلك تلجأ لمجلس الأمن»، منوهاً بأنها «لجأت لمجلس الأمن بعد أن عجزت عن حل الأزمة السورية». ورأى أن «الإبراهيمي يواجه مهمة مستحيلة».

وحذر وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس من انه «إذا تواصلت الأزمة فإن هناك خطر أن تنفجر سوريا، وأنا أعني أن هذا الانفجار قد يؤثر بالتأكيد على استقرار المنطقة وسيكون فاجعاً وكبيراً في غياب أي حل لهذه الأزمة». ودعا الى تقريب وجهات النظر بين من يريد بقاء النظام السوري ومن يريد رحيله. وكرر مطالبته بحماية «المــناطق المحررة» في سوريا.

واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الرئيس السوري «بشار الأسد ما زال متمسكاً بالسلطة ويجب تأمين انتقال سلمي من دونه»، معتبرة أن «على مجلس الأمن وضع حد لحمام الدم في سوريا وحصر تداعياته»، مكررة أن «إيران تصر على دعم نظام الأسد بالسلاح والذخيرة».

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن البيان الختامي لمؤتمر جنيف يشكل أرضية جيدة للحل»، مضيفاً «مستعدون لمناقشة كل الخيارات التي قد تحل الأزمة السورية»، موضحاً «نرى بعض الفرص في مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي». ودعا إلى عدم «استبعاد الحل السلمي للأزمة السورية».

واشنطن بوست: حزب الله يزيد من دعمه للنظام السوري

واشنطن- (يو بي اي): قال مسؤولون أمريكيون ولبنانيون إن حزب الله زاد من دعمه للحكومة السورية، واتهموه بإرسال مستشارين عسكريين للمساعدة في النزاع الدموي الدائر في سوريا.

ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الخميس عن مسؤولين لبنانيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم انه بات من الصعب إخفاء دعم حزب الله للنظام السوري، بالرغم من ان الحزب ينفي هذا الأمر.

وأضافوا ان دعم الحزب للحكومة السورية ازداد منذ 18 تموز/يوليو الماضي عندما وقع انفجار في دمشق أسفر عن مقتل مسؤولين سوريين كبار بينهم آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد.

وذكر مسؤولون ومحللون لبنانيون ان مقاتلي حزب الله يقاتلون في سوريا ويموتون، بالرغم من ان المسؤولين الأمريكيين لم يؤكدوا أي دور قتالي للحزب.

وأضافوا ان حزب الله يحاولون إخفاء نشاطاته في سوريا.

وتحدث المسؤولون اللبنانيون عن حالات دفن سرية في مناطق يسيطر عليها حزب الله في لبنان، فيما حذرت عائلات “الشهداء” من مناقشة ظروف وفاة أبنائها.

وقال مسؤول حكومي لبناني ينتمي إلى مجموعة سياسية تعارض حزب الله طلب عدم كشف هويته ان “حزب الله ينشط في دعم النظام السوري بميليشياه الخاصة، وهم متورطون بدور قتالي ويشاركون في القتال”.

وذكر مسؤولون لبنانيون ان بعض المخلصين لحزب الله يجندون في جنوب لبنان والبقاع شباناً للقتال في سوريا.

وسئل مسؤول استخباراتي أمريكي كبير عن دور حزب الله والحرس الثوري الإيراني في النزاع السوري، فقال انهما زادا من وجودهما في سوريا في الأشهر الماضية، لكنه قال انهما لم ينفذا أية عمليات أو هجمات.

ويشار إلى أن مسؤولي حزب الله ينفون أي دور بالنزاع في سوريا.

ورفض متحدث باسم الحزب تم الاتصال به هاتفياً التعليق على المزاعم بأن حزب الله متورط في النزاع السوري.

مقدم سوري يعود عن انشقاقه وينضم للجيش النظامي

دمشق- (ا ف ب): اعلن مقدم سوري مع مجموعة من العسكريين خلال مؤتمر صحافي في دمشق الاربعاء تخليه عن المعارضة المسلحة وعودته الى صفوف الجيش النظامي.

وقال المقدم خالد عبد الرحمن الزامل خلال اجتماع للمعارضة السورية في الداخل انه قرر ورفاقه العودة الى صفوف الجيش والتعاون مع وزارة المصالحة الوطنية التي انشئت بعد بداية حركة الاحتجاج قبل 18 شهرا.

وحضر الاجتماع دبلوماسيون روس وايرانيون وصينيون، اي من الدول الثلاث الحليفة لدمشق.

وقال المقدم الزامل “قررنا العودة عن ما اقدمنا عليه والتعاون مع وزارة المصالحة الوطنية لتسوية أوضاعنا، ولنضع أنفسنا من جديد تحت تصرف قيادة الجيش، فالحل في سورية لا يكون باستخدام السلاح ولا بالعنف ولا بالتخريب والتفجير وقتل النفوس البريئة. الحل في سورية يا أخوتي يكون بالعودة عن الخطأ وخير الخطائين التوابون، والعودة إلى حضن الوطن، فكلنا سوريون وكلنا أبناء هذا الوطن، ورفض الثورة التي تبدأ بالدم وتحلل قتل الأبرياء”.

وعرف المقدم عن نفسه بقوله “اعرفكم بنفسي: أنا المقدم المهندس خالد الزامل، والذي قمت بدور نائب رئيس المجلس العسكري في المنطقة الجنوبية فيما يسمى “الجيش الحر” وكان اسمي الحركي العقيد أبو الوليد ومعي عدد من الضباط الآخرين ومنهم معي الآن الملازم ملهم محمود الشنتوت والملازم محمود علي موسى وعدد من صف الضباط ومنهم الرقيب المجند علاء قزموز بالإضافة إلى عدد من العسكريين”.

ورحب المشاركون في المؤتمر باعلان المقدم الذي دعا كل من حمل السلاح إلى القائه.

وقال صحافي من فرانس برس ان مداخلة الزامل شكلت مفاجأة، لان مثل هذا الاعلان نادر في النزاع في سوريا حيث تحولت حركة احتجاج سلمية الى حركة مسلحة في مواجهة قمع النظام.

وشككت المعارضة باعلان الضابط واعتبر البعض انه قد يكون تعرض لضغوط من قبل السلطات واخرين مؤكدين انهم لم يسمعوا ابدا باسمه.

عناصر من ‘الجيش الحر’ يحضرون مؤتمر المعارضة في العاصمة ويضعون انفسهم بتصرف ‘النظامي

تفجيران انتحاريان يستهدفان مجمع الاركان في سورية

مقتل أكثر من 107 اشخاص في ‘مذبحة’ جنوبي دمشق

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: وقع انفجاران صباح الاربعاء في وسط دمشق في محيط مجمع الاركان العامة للقوات السورية أسفرا عن مقتل 4 عناصر من حراسة مبنى هيئة الاركان العامة متأثرين بإصابتهم إضافة إلى 14 جريحا من المدنيين والعسكريين، وحصد يوم امس 217 قتيلا في مناطق مختلفة من سورية منهم عشرات أعدموا في ريف دمشق وبرزة ودوما، في حين ارتفعت حصيلة اعمال العنف المستمرة في البلاد منذ 18 شهرا الى اكثر من 30 الف قتيل وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال ناشطون من المعارضة السورية ان قوات الامن الموالية للرئيس بشار الاسد قتلت العشرات في بلدة صغيرة خارج دمشق الأربعاء فيما وصفوها بأنها ‘مذبحة’.

وأظهر فيديو نشره ناشطون صفوفا من الجثث التي تغطيها الدماء ملفوفة في اغطية. وبدا أن الضحايا الذين أظهرتهم الكاميرا كانوا ذكورا أعمارهم من 20 عاما فأكثر.

وقال صوت ناشط مصاحب للفيديو ان هذه اللقطات لمذبحة في منطقة الذيابية. واضاف ان الجثث بالعشرات.

وفي احدى لقطات الفيديو التي بثها ناشطون على الانترنت يبدو بعض الرجال وقد اصيبوا بالرصاص في الجبهة أو الوجه أو الرقبة.

وقال بعض الناشطين إن من بين القتلى نساء واطفالا لكن لم تتوفر لقطات لنساء أو أطفال قتلى.

وقال ناشطون ان عدد من قتلوا في بلدة الذيابية جنوب شرقي العاصمة ربما يصل الى 107 أشخاص. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا إنه يمكنه فقط تأكيد مقتل 40 شخصا.

ويقول المرصد ان أكثر من 30 الف شخص قتلوا في اعمال العنف المستمرة منذ عام ونصف العام. وأضاف ان أكثر من 7000 من القتلى هم من الجنود وان الباقين من المدنيين والمسلحين والمنشقين على الجيش.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان عدد ضحايا اعمال العنف في سورية منذ بدء النزاع هو 30 الفا و24 قتيلا هم 21.534 مدنيا و7.322 جنديا نظاميا و1.168 منشقا، علما بانه يحتسب في عداد القتلى المدنيين قتلى المعارضة المسلحين من غير المنشقين.

واكد الجيش السوري في وقت سابق الاربعاء ان ايا من قادته لم يصب بأذى جراء تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة استهدفا مقر الهيئة العامة للاركان في دمشق وتلتهما اشتباكات.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري مسؤول قوله ان ‘جميع القادة العسكريين وضباط القياة العامة بخير ولم يصب اي منهم بأذى، وهم يتابعون تنفيذ مهامهم اليومية المعتادة’.

من جهتها اوردت صفحة ‘المجلس العسكري في دمشق وريفها’ التابع للجيش السوري الحر على موقع ‘فيسبوك’ للتواصل الاجتماعي، ان ‘الجيش الحر يضرب مبنى الاركان في دمشق ساحة الامويين’.

وافاد مصور وكالة فرانس في دمشق ان عناصر اجهزة الامن قطعوا كل الطرق المؤدية الى وسط العاصمة.

وتلت التفجيرين اشتباكات داخل المجمع ادت الى وقوع اصابات بين الطرفين، بحسب المرصد الذي قال ‘تدور اشتباكات عنيفة داخل ساحات هيئة الاركان العامة للجيش والقوات المسلحة الذي استهدف بانفجارين صباح الاربعاء’، متحدثا عن ‘معلومات (تشير) الى خسائر بشرية بصفوف الطرفين’.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان الاشتباكات ‘هي الاعنف في العاصمة السورية منذ بدء الثورة’.

وفي سياق متصل افاد تلفزيون ‘برس تي في’ الناطق بالانكليزية ان مراسلته مايا ناصر ‘قتلت برصاص قناص في العاصمة السورية دمشق’، وان ‘مدير مكتب تلفزيون العالم حسين مرتضى اصيب بجروح’ اثناء مواكبتهما الاشتباكات في محيط مجمع الاركان.

الى ذلك قالت وكالة انباء يو بي آي ان عددا من ضباط وعناصر ‘الجيش السوري الحر’، فاجأ الأربعاء، المجتمعين في مؤتمر المعارضة الداخلية في دمشق بحضورهم الى قاعة الاجتماع وإعلان تخليهم عن حمل السلاح، والانخراط في سياق المصالحة الوطنية، ووضعوا أنفسهم بتصرّف قيادة الجيش السوري النظامي.

وقال المقدّم خالد الزالم، نائب رئيس المجلس العسكري في ‘الجيش السوري الحر’ في المنطقة الجنوبية ومعه عدد من الضباط والعسكريين، خلال مؤتمر المعارضة الداخلية الذي عقد في دمشق بحضور سفراء روسيا والصين وإيران وسكرتير السفارة المصرية، ‘نعلن تركنا قطعنا والعمل مع المسلّحين بعد أن اكتشفنا أن الحل ليس بحمل السلاح السوري ضد السوري’.

وأضاف أن ‘السلاح هو لنصرة أخواننا في فلسطين في مواجهة أعداء الإنسانية وليس مواجهة الأخوة’.

وتابع ‘رأينا أن رفع المعاناة عن الأمة يتطلّب جهود كل المخلصين، لذلك قررنا العودة عن ما قررنا عليه بالتعاون مع وزارة المصالحة الوطنية، ووضعنا أنفسنا تحت إمرة قيادة الجيش’، موضحاً أن ‘الحل ليس باستخدام سلاح، بل الحل هو بالعودة عن الخطأ والعودة إلى حضن الوطن.. إنها دعوة الى جميع رفاق السلاح إلى العودة إلى حض الوطن’.

وفي السياق، قال قائد إحدى المجموعات المسلّحة في حلب، ياسر العابد ‘أرادوا إحراق بلدنا والمستهدف هو وطننا، ولهذا تخليت عن السلاح’.

وافتتح مؤتمر المعارضة السورية الداخلية أعماله في دمشق امس، بحضور سفراء روسيا والصين وإيران وسكرتير السفارة المصرية، وذلك بعد شكوك حول انعقاد المؤتمر عقب تفجير عبوتين ناسفتين في دمشق بالقرب من مكان الاجتماع.

مصر تلغي محادثات إقليمية بشأن سورية بسبب غياب تركيا

الامم المتحدة ـ رويترز: قال متحدث باسم الرئاسة المصرية ان الرئيس محمد مرسي ألغى اجتماعا لاربع قوى اقليمية بشأن أزمة سورية بسبب غياب رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان عن اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة هذا الاسبوع.

وتشكل الرباعي المكون من مصر وايران وتركيا والسعودية بناء على مبادرة طرحتها مصر التي يتطلع رئيسها الجديد الى وضع بصمته بما وصفها بأنها سياسة خارجية متوازنة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي للصحافيين في وقت متأخر الثلاثاء ‘كان من المفترض ان يكون هناك اجتماع هذا الاسبوع لكن بسبب غياب رئيس الوزراء التركي ألغي الان.’

وغابت السعودية عن الاجتماع الماضي للرباعي الذي استضافته القاهرة يوم 17 ايلول (سبتمبر). واعتبر دبلوماسيون ومسؤولون غربيون القرار السعودي ردا على وجود ايران.

وايران هي الدولة الوحيدة في الرباعي الحليفة للرئيس السوري بشار الاسد وتتهم السعودية وتركيا بمساعدة المعارضين الذين يقاتلون للاطاحة به.

في حلب مقاتلون يسبون قيادة الخارج ‘العفنة’ وعلامات استفهام حول سيطرة النظام على الجيش

كل ما اريده منكم تصوير فيديو ووضعه على ‘يوتيوب’ واعلان الانضمام للمجلس العسكري.. حتى يرى الامريكيون

لندن ـ ‘القدس العربي’: كان الشيخ حمد بن خليفة الثاني، امير دولة قطر رئيس الدولة الوحيدة الذي طالب بتدخل عسكري من خلال تحالف عربي وذلك اثناء خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث قال ان كل المحاولات من اجل اخراج سورية من دوامة القتل كانت عبثية. لكن ادارة باراك اوباما اللاعب المهم الذي بيده تغيير الوضع على الارض تلقت الدعوة هذه بنوع من البرود، حيث يرى المراقبون ان هذه المناشدة هي جزء من محاولات واسعة تقوم بها دولة قطر علها تكون قادرة على اقناع الادارة الامريكية والدول الاوروبية للتدخل عسكريا والاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وتأمل قطر ان يحصل هذا التدخل بعيد الانتخابات الامريكية، اذ ان اوباما لن يكون في وضع جيد كي يبدأ حربا جديدة وهو يخوض حملة انتخابية لولاية ثانية.

موقفنا واضح

المسؤولون الامريكيون يرون ان الوضع في سورية سيئ الا انهم واضحون من انهم لن يدعموا عملا عسكريا او يوفروا الدعم لاي تحالف عربي. ونقلت ‘واشنطن بوست’ عن مسؤول امريكي لم تكشف عن هويته قوله ‘لقد وضحنا موقفنا في الوقت الحالي فيما يتعلق بمسألة التدخل العسكري والمناطق الامنة’. واضاف ان الاقتراح القطري قد يكون جزءا من ‘خطة بي’ بدأت تتشكل حول التدخل الدولي. واكد ان هذا الاقتراح تمت مناقشته في السابق، او قد تم طرحه كامكانية يتم التعامل معها في الوقت والظرف المناسبين. واضاف ان الولايات المتحدة تضع كل الاحتمالات على الطاولة.

واشار ان امريكا على الرغم من كل هذا كانت واضحة منذ البداية ان التدخل العسكري لن يؤدي الا لتدهور الوضع لا تحسنه. ويقوم الاقتراح القطري على نموذح قوات الردع العربية التي دخلت لبنان عام 1976 لوضع حد للحرب الاهلية وخرجت كل الدول المشاركة فيها الا سورية التي بقيت فيها اكثر من 29 عاما.

بانتظار الذخيرة

وفيما كان الامير يدعو الدول العربية للوفاء بالتزاماتها تجاه سورية كان المقاتلون في حلب ينتظرون شحنات الاسلحة التي وعدوا منها من الدول العربية، فقد طلب منهم على الاقل من قيادتهم الهجوم على حلب ثم تأتي المساعدات لكنها لم تصل وظلت المبررات نفسها، اي انه بدون تشكيل جبهة موحدة عسكرية وسياسية فالدول الغربية لن تغامر وتقدم الدعم لجماعات لا تعرفها، بل ولم تنجح كل رحلات القادة الميدانيين لتركيا للقاء المتبرعين بتوفير شحنات كبيرة منها وهي التي يحتاجها المقاتلون في مواجهتهم مع دبابات وطائرات الجيش السوري. ويرى مقاتلون الآن ان قرار الدخول لحلب والذي كان سهلا ومن ثلاث جهات كان متسرعا لانه قام على الوعود، ففي الوقت الذي ركز فيه الجيش السوري جهوده على حي صلاح الدين لاخراج المقاتلين منه اضطرت المعارضة المسلحة لسحب بقية المقاتلين الذين توزعوا على الاحياء الاخرى كي يسندوا المعارك في حي صلاح الدين مع انهم اجبروا لاحقا على الانسحاب منه.

وعلى الرغم من تحول الحرب في حلب الى حرب استنزاف بين المعارضة المسلحة والجيش السوري الآن ان ما يدور على لسان كل مقاتل هو الدعم الخارجي، تأمين السلاح، واقامة معابر آمنة وحمايتها من الهجمات الجوية. ويعترف المقاتلون انهم يحصلون على اسلحة من دول الخليج ومتبرعين فيها، وان كل الاسلحة تمر عبر تركيا وبتنسيق مع الاستخبارات التركية.

وعود ووعود

ويقول قيادي تحدث الى مراسل صحيفة ‘ الغارديان’ انه سافر تركيا وقضى ثلاثة اسابيع هناك وحاول الحصول على دعم للمقاتلين والتقى رياض الاسعد قائد الجيش الحر، ومسؤولين في الاخوان المسلمين والرئيس السابق للمجلس الوطني برهان غليون الذي اخذه للقاء امير قطري في سلاح الجو القطري، وقال له الامير ان الايام القادمة ستكون احسن من الحالية.

ويقول القيادي انه شرح للامير الوضع، حيث اعطاه فكرة عما يحدث على الارض لكنه لم يخرج من اللقاء بشيء. واضاف ان بعض مرافقي الامير قدم للمقاتلين ‘نصيحة’ مفيدة وهي انه من اجل اسقاط طائرات الميغ فعليه وزملاءه تصويب بنادقهم معا على الطائرة، مما كان مدعاة لضحك القادة عندما سمعوا النصيحة هذه. ووصف القيادي العسكري كل من في الخارج بانهم ‘عفنين’ فهم مستعدون للمساعدة مقابل شراء الولاء ‘كلهم يلعبون بناـ عفنون’. وكتب مراسل الصحيفة غيث عبدالاحد عن مشاهداته مع المقاتلين ومعاركهم واحباطاتهم وقتلاهم في حلب حيث وصف وصول شحنة اسلحة يبدو ان السلاح فيها جديد لم يستخدم من قبل، وتحتوي على 450 الف طلقة وقذائف صاروخية، مئات منها. وقد تم افراغ الشحنة في فيلا قرب الحدود التركية من اجل نقلها لحلب، وفي الفيلا كان ابو حسين يوزع تعليماته على عدد من الاشخاص حيث قال لهم.’كل ما اريده منكم تصوير فيلم فيديو ووضعه على يوتيوب تعلنون فيه انكم جزء من المجلس العسكري لحلب وبعدها افعلوا ما شئتم، اريد ان اظهر للامريكيين ان هناك وحدات تنضم للمجلس’. واضاف انه قابل امريكيين في انطاكية الذين اخبروه ان لا اسلحة متقدمة بدون مقاومة موحدة تعمل تحت قيادة واحدة . وكان ابو حسين وصديقه ابو محمد مرشحين في الاكاديمية العسكرية في حلب حيث انشق الاول وتبعه الثاني بعد اشهر. ويقول ابو محمد ان الاسلحة في معظمها تمر عبر سياسي لبناني في اسطنبول حيث توافق المخابرات التركية على دخولها للاراضي السورية وتصل الى المجلس العسكري لحلب كي يوزعها على بقية الفصائل. ويقول التقرير ان احتكار المجلس لتوزيع السلاح جعله قوة يحسب لها حساب في الحرب الاهلية السورية حيث اخذ ينافس الاخوان المسلمين وبقية الفصائل الاسلامية. وينقل التقرير حنق القيادات الميدانية على قيادة الخارج التي طلبت منهم الهجوم على حلب ووعدتهم بالسلاح، ومرت اسابيع بدون وصول اي شيء منه، وتشتتت قواتهم بسبب قلة الذخيرة والسلاح. ويقول القادة ان الجيش السوري يتقدم كل يوم فيما يستنفد المقاتلون ذخائرهم ومعها يبدأون استنفاد عناصر البشرية حيث يقتلون كل يوم كما يقول ابو محمد. ولكن في الايام التالية وصلت بعض الاسلحة التي دفعت بالقيادة للدفع في حي سيف الدولة.

ذخيرة قليلة ثم موت

والتقى المراسل بالحاج بلال الذي كان مزارعا قبل ان يتحول لمقاتل حيث كان يقود مجموعة مكونة من اقاربه وعشيرته واراد بالذخيرة الجديدة التي وصلت اليه التقدم بضعة كليومترات. وبعد مناقشة قصيرة حول التكتيات انتقلوا للحديث مع مقاتلين اجانب كانوا يقاتلون من اجل استعادة الخط الاول من المعركة. ويقول ابو محمد انه يقاتل منذ ثمانية اشهر دون توقف فهو لا يشعر بالالم او الارهاق ولكن الملل. وينقل التقرير معاناة المقاتلين اليومية ومعاركهم وخسارتهم لزملاء الحرب فالحاج بلال يقتل حيث ظن انه سيتقدم اكثر في مناطق العدو. وتظهر الصور التي التقطها المراسل احياء مدمرة اما بالكامل او جزئيا وادخنة ترتفع في عدد كم المناطق وشوارع فارغة الا من بعض المارة او سائقي العجلات.

الحياة في دمشق

مع ان الرئيس الاسد يبدو ممسكا في الامور بالعاصمة دمشق الا ان حقيقة استمرار التفجيرات والمواجهات التي تندلع في ريف العاصمة تطرح علامات استفهام حول قدرة النظام هذه. وقد اثرت التفجيرات المستمرة على روتين الحياة في العاصمة فهناك قلة من السكان ممن يخرجون من بيوتهم التي لا يغادرونها الا يوم الجمعة. وفي بعض المناطق تظهر المحلات فارغة من زبائنها علاوة على عمال المبيعات فيها. ويقول تقرير في صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ ان الحياة تغيرت في الشهرين الماضيين في دمشق بعد ان دخل المقاتلون احياء فيها وشاهد السكان باعينهم معارك حقيقية بين الجيش والمعارضة المسلحة، على الرغم من تبخر ‘بركان دمشق’ امام قوات النظام القوية. وفي الوقت الذي يؤكد فيه المسؤولون ان الحياة عادت لطبيعتها للمدينة الا ان نقاط التفتيش انتشرت فيها بشكل كبير. ومع ان صور الرئيس ووالده لا تزال حاضرة لكنها ليست مثل حضور نقاط التفتيش وصوت اطلاق النار المتقطع. ويشير التقرير ان مكاتب الجوازات ازدحمت بالمواطنين الراغبين بمغادرة البلاد او من اجل ان يكونوا مستعدين لليوم التالي. وفي الوقت الذي اعلنت فيه الحكومة بدء العام الدراسي في 16 من الشهر الحالي الا ان عددا من المواطنين قالوا انهم لن يرسلوا ابناءهم للمدارس حيث بلغت نسبة الطلاب فيها 50 بالمئة او اقل حسب ناشط وخاصة في المناطق المحيطة بدمشق. وكانت الاحداث الاخيرة قد اجبرت الكثير من المشردين على اتخاذ المدارس للاقامة فيها،وقد اجبرهؤلاء اما على الانتقال الى المباني العامة او المتنزهات او العودة لبيوتهم.

وتقول ناشطة ان المعارضة ناشطة في دمشق لكنها تحت الارض خاصة ان الوضع الامني بات صعبا، وقامت الحكومة بتعزيز الوزارات والمباني الامنية، ولكن استطاعت المعارضة المسلحة الدخول لبعضها والقاء عبوات فيها. وقد ادت كثرة الحواجز لتعطيل حركة المرور وتنقل السكان، وادت لقطع التواصل بين المواطنين في داخل المدينة نفسها، حيث قال سائق تاكسي يعمل منذ اكثر من 30 عاما ان اياما طويلة تمر دون ان يتكلم مع ابنته التي تسكن في حي من الاحيان التي تشهد مشاكل.

ويقول السائق انه لا يدعم اي طرف وكل ما يريده هو الاستقرار وعودة الامور الى ما كانت عليه، ‘كنت اخرج من البيت الساعة الثالثة صباحا وكانت الشوارع فيها حركة ونساء، كان هناك امن وحرية، والان في كل يوم اخرج فيه اشاهد جثتين او ثلاثة ملقاة في الشارع’.

وقد دارت معظم المعارك بعيدا عن مركز المدينة وفي الاحياء الفقيرة، في الميدان والتضامن حيث لا تزال اثار الدمار واضحة مع ان الحكومة قد تحركت ونظفت الشوارع او قام بالعمل السكان. ويقول مقاتل من الميدان ان الحكومة لا تريد اي مظهر من مظاهر الدمار واضحا وهو في الحقيقة ما تريده لان العاصمة هي المنطقة الوحيدة في سورية التي تقع تحت قبضتها.

فرار أربعة آلاف لاجئ سوري من مخيم ‘الزعتري’ بالأردن لمفوضية الامم المتحدة

عمان ـ د ب أ: أكد المتحدث الرسمي باسم مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود أن حوالي 4000 لاجئ سوري سجلوا أسماءهم لدى مكتب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في عمان.

وقال الحمود لصحيفة ‘الغد’ الأردنية في عددها الصادر الأربعاء ، أنه تبين انهم قدموا من مخيم الزعتري، ما يؤشر على ‘فرار لاجئين سوريين من المخيم’.

وأوضح أن هذه الأرقام هي ‘إحصاءات رسمية لدى المفوضية، ولا نستطيع ان نخفيها’، مبينا أن ‘بعض عمليات الفرار هذه قد تكون حصلت عند بدايات افتتاح المخيم’.

وأشار إلى أن ‘لاجئين ممن يسجلون أسماءهم لدى مقر المفوضية في عمان مكفلون، أي انهم خرجوا بكفالة مواطنين أردنيين، والبعض الآخر فارون وغير مكفلين’.

من جانبه، اكد ممثل المفوضية في الأردن اندرو هاربر ان مقر المفوضية يستقبل يوميا لاجئين سوريين، اغلبهم يقولون انهم قادمون من الزعتري.

وفي سياق متصل، تم نقل حوالي 33 ألف لاجئ سوري إلى المخيم منذ افتتاحه رسميا أواخر تموز (يوليو) الماضي، لكن العدد الفعلي للاجئين الموجودين فيه حاليا ‘غير محدد’ وفقا للمسؤول الأممي.

وأوضح هاربر أن المفوضية بصدد إجراء إحصاء لعدد اللاجئين في المخيم، لكن أحداثا معينة أحيانا، تؤدي إلى تعطيل عملية العد، مثل أحداث الشغب التي جرت أول أمس الاثنين .

ولفت إلى أن عمليات الإحصاء في الظروف المتعلقة باللاجئين ليست بالسهلة، نظرا لتنقلهم من خيمة لأخرى، واستخدام اللاجئ أحيانا لأكثر من خيمة.

ضابط في الجيش الحر يقلل من حجم الجهاديين الاجانب بصفوف المعارضة السورية المسلحة

اطمة (سورية) ـ ا ف ب: قلل ضابط في الجيش السوري الحر من حجم الجهاديين الاجانب داخل حركة المعارضة المسلحة فيما يشير النظام باصبع الاتهام في اعمال العنف الجارية في البلاد الى الاف المقاتلين الاجانب تنفيذا لـ ‘مؤامرة اجنبية’.

ويقول العقيد احمد الفج (64 عاما) في قرية اطمة التي يسيطر عليها عناصر الجيش السوري الحر قرب الحدود التركية ان ‘هؤلاء الاسلاميين عددهم ليس كبيرا، يبلغ اقل من الف عنصر في كل انحاء سورية’.

واعلن الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي الاثنين امام مجلس الامن الدولي ان الحكومة السورية تقدر عدد المقاتلين الاجانب في البلاد بحوالى خمسة الاف وان قناعتها تتزايد بان النزاع نتيجة ‘مؤامرة اجنبية’.

لكن الفج، العقيد الركن السابق في الجيش النظامي قبل ان ينشق ‘في اول ايام الثورة’ قال ان هؤلاء المقاتلين الاسلاميين بغالبيتهم ‘ليست لديهم اية سلطة’.

وقال العقيد الفج وهو آمر جبهة في غرب حلب ‘لو ساندتنا الدول الغربية منذ البداية، لما كنا وجدناهم هنا. لم نكن لنحتاج اليهم. وانا اؤكد لكم انه بعد النصر، لن يطرحوا اي مشكلة وسنهتم بامرهم. الشعب السوري لا يدعمهم، انه الى جانبنا’.

ومثل كل قادة المعارضة المسلحة، يقول هذا الضابط انه لا يفهم تردد الدول الغربية التي تعلن انها لا تريد تسليح المعارضين خشية ان تقع الاسلحة في ايدي مجموعات متطرفة متواجدة في البلاد.

واضاف ‘لقد طلبنا من كل التجار ومهربي الاسلحة في المنطقة بيعنا صواريخ مضادة للطيران، ولكنهم قالوا لنا ان ذلك يحتاج موافقة وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) والموساد وان ذلك خط احمر’، مؤكدا انهم حصلوا على نفس الرد حين طلبوا اسلحة مضادة للدبابات حديثة.

وتابع ‘نحن نسيطر على كل المناطق المحررة ويمكنني ان اضمن لكم ان ليس هناك اي فرصة في ان تصل اليهم هذه الصواريخ’.

واضاف ‘يمكنني ان اعد الشعوب الحرة في العالم بانه اذا سلمت الينا هذه الصواريخ ارض-جو، فلن تنتقل ابدا الى ايدي مجموعات اسلامية’.

واعتبر ان العالم الغربي، وعبر رفضه تزويد المقاتلين السوريين المعارضين بالاسلحة المضادة للطيران التي يحتاجها، انما يكون متآمرا في ‘المجزرة غير المسبوقة’ التي يرتكبها الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال ان ‘الشعوب الحرة في العالم، الاوروبيين والامريكيين، يجب ان يعلموا ان حكوماتهم مسؤولة بشكل غير مباشر عن اعمال القتل هذه الجارية في بلادنا’.

واكد ان مقاتلي المعارضة اذا امتلكوا صواريخ ارض-جو فعالة، سيكونون قادرين على الانتصار على قوات النظام ‘خلال اسبوع، او شهر على ابعد تقدير’.

وفي الوقت الراهن ‘كل ما لدينا لوقف دبابات بشار هو القذائف الصاروخية +ار بي جي+ التي نغنمها من العدو’.

وفيما بدأت الجمعية العامة للامم المتحدة اعمالها في نيويورك قال الضابط ان ‘الدول الديموقراطية لا تدعمنا الا بالاقوال. انه امر مخز للعالم. انهم يرون ما يحصل والمباني التي يدمرها الطيران ولا يفعلون شيئا’.

ويقود العقيد احمد الفج منذ خمسة ايام الهجوم الذي يشنه الجيش السوري الحر على موقع مهم للجيش النظامي ‘القاعدة 46’ على الطريق الرئيسية بين حلب وتركيا.

وقال ‘نحن نطوقهم. الاثنين تمكنت مروحية من القاء الخبز لهم. لا يمكنهم تلقي تعزيزات ونحن نسيطر على كل الطرقات’.

واضاف ‘هذه القاعدة هي العثرة الوحيدة على طريق حلب، واذا سيطرنا عليها فسنتمكن من اقامة رابط مع مقاتلين في المدينة وذلك سيشكل انتصارا كبيرا وحاسما’.

وخلص الى القول ‘في مطلق الاحوال، الوقت يصب في صالحنا’، مضيفا ‘سننتصر لوحدنا، سيكون الامر اطول مع سقوط المزيد من الناس، مدنيون بغالبيتهم. الثورة الفرنسية لم تتلق مساعدة من الخارج. وهنا هذه هي ثورتنا’.

أهالي حلب.. لا شيء أكثر من الغضب وخيبة الأمل

أ. ف. ب.

 يعتقد سكان مدينة حلب أنهم يدفعون ثمنا باهظا للثورة التي تسعى للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت لا يوجد فيه في العاصمة الاقتصادية أكثر من صور الحرب والقتل والدمار.

 حلب (سوريا): بعد مرور اكثر من شهرين على بدء معركة حلب بدأ التململ يتزايد والاصوات تتعالى بين سكان ثاني كبرى المدن السورية احتجاجا على “الثمن الباهظ للثورة” والانتهاكات العديدة التي يرتكبها المقاتلون المعارضون للرئيس بشار الاسد.

وسرعان ما بدأت تتلاشى “رومانسية” الثورة والصورة الناصعة التي تكونت عنها في اذهان عدد من سكان العاصمة الاقتصادية للبلاد، صورة شعب ينتفض ضد حكم الطاغية، وذلك بعدما حلت محلها صور القتل والدمار والقصف الجوي والبري والجثث التي تملأ شوارع العديد من احياء كبرى مدن الشمال السوري حيث تدور معارك طاحنة بين القوات النظامية والمعارضين.

 وبالنسبة الى العديد من المدنيين العالقين بين ناري الحرب فهم يشعرون ان هذه الحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، اما الاكثر نقمة من بينهم فيتهمون المقاتلين المعارضين بانهم يستخدمونهم “دروعا بشرية”.

فايز شعيب (65 عاما) هو احد سكان حي سيف الدولة ولا يخفي خيبة امله مما آلت اليه “الثورة”.

 ويقول “لقد ذهبت لزيارة امي العجوز وعندما عدت الى منزلي وجدته محتلا من قبل حوالى عشرة مسلحين”، ويضيف بحسرة “بعضهم كان يرتدي ملابسي ويستخدم مطبخي ويشاهد تلفزيوني”.

وشعيب طوبوغرافي متقاعد عاش عشر سنوات في نيويورك “من اجل بناء جسر” في المدينة الاميركية، وهو اليوم يعاني كما يقول من مرض السكر ومشاكل في القلب.

 ويتابع “قالوا لي لا تقلق ايها العجوز، لن نسرق منك شيئا. قد اكون بعمر جدهم ولكنهم لا يحترمون شيئا او احدا. لقد حاولت طردهم ولكنهم اجابوني بانهم لن يتزحزحوا. انهم يظنون ان حمل سلاح ومقاتلة الاسد يعطيانهم كل الحقوق”.

بالمقابل اقترح المقاتلون على شعيب ان يختار اي منزل في الجهة المقابلة ليسكن فيه، مؤكدين له ان الامر لن يكلفهم “سوى ركلة واحدة لخلع بابه” واعطائه لشعيب.

 ويضيف “تخيلوا اذا ما عاد مالكو المنزل ووجدوني في سريرهم! سوف يقتلونني ولهم كل الحق في ذلك”، مؤكدا انه والحال هذه اضطر الى المبيت في الشارع.

وحاليا يفترش الطوبوغرافي المتقاعد مكانا مرتفعا مطلا على منزله، لا كهرباء ولا انارة بل شمعتان تنيران عتمة الليل، وفي هذا يقول “نحن ندفع ثمنا باهظا جدا للحصول على حريتنا، كلا لا اريد الثورة اذا كان هذا هو الثمن الذي يجب دفعه”.

 ويتابع “في حلب الكثير من المباني خالية. لا تزال جديدة ولم يتح الوقت لشغلها. لقد اقترحت عليهم ان يذهبوا ويقيموا هناك ويتركوا المنازل حيث كانت تعيش عائلات”.

ويضيف “لكنهم رفضوا”، موضحا “انهم يخشون ان يصبحوا اهدافا سهلة للجيش النظامي اذا ما اقاموا في مبان خالية. لهذا السبب هم يفضلون الاقامة بين السكان. انهم يستخدموننا كدروع بشرية!”.

 اما التاجر ابو حسين فيستنكر من جهته اعمال السلب والنهب التي يرتكبها المقاتلون المعارضون. ويقول: “يدخلون المتاجر، يأخذون ما يحلو لهم وطبعا لا يدفعون شيئا بدعوى انهم يقاتلون من اجل حريتي. اذا كانت هذه هي الحرية التي تنتظرنا فليحتفظوا بها لانفسهم، لا اريدها!.

وعندما تهدأ ثورته قليلا، يقول “اشكرهم بالطبع من كل قلبي على النضال الذي يقومون به ولكن لا يقومون بالامور كما يجب. نحن نرتكب الكثير من الاخطاء وينتهي بنا الامر بدفع ثمنها عاجلا ام آجلا. الناس بدأوا بعدم تصديقهم”.

 http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/764365.html

الأربعاء الدموي في سوريا.. أكثر من 300 قتيل في يوم واحد

أ. ف. ب.

سجل يوم أمس الأربعاء الحصيلة الأعلى في عدد القتلى في سوريا منذ اندلاع الثورة الشعبية التي تسعى للإطاحة بالرئيس بشار الأسد ونظامه، وبلغت حصيلة قتلى الأربعاء أكثر من 305.

 بيروت:  قتل اكثر من 305 اشخاص في اعمال عنف في سوريا الاربعاء في اعلى حصيلة يومية منذ بدء الاضطرابات قبل اكثر من 18 شهرا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان حصيلة القتلى الاربعاء “هي الاعلى في يوم واحد منذ منتصف آذار/مارس 2011، اذا اخذنا بالاعتبار اسماء القتلى الموثقة فقط، علما ان هناك عددا من القتلى لم يتم توثيق اسمائهم”.

وقال “مثل هذا العدد يسقط في حرب رسمية خلال ايام. العالم لا يزال يعد بمساعدة الشعب السوري، فيما مئات القتلى يسقطون في يوم واحد. ماذا ينتظر؟”.

وكان سجل سقوط 302 قتلى في يوم واحد في 19 تموز/يوليو. وقتل اكثر من اربعة آلاف شخص في آب/اغسطس، في اعلى حصيلة شهرية لعدد القتلى منذ بدء الاحداث السورية الدامية.

وبين قتلى الاربعاء حوالى مئتي قتيل من المدنيين، بحسب المرصد. علما انه لا يمكن التمييز احيانا بين المدنيين والمقاتلين الذين يتعرضون لعمليات قتل جماعية على ايدي القوات النظامية.

وبحسب بيان مفصل للمرصد عن ضحايا اعمال العنف امس، عثر على اربعين جثة في مناطق عدة من بلدة الذيابية في ريف دمشق بينها جثث نساء واطفال.

وقتل 17 شخصا في حارة التركمان في حي برزة في شمال العاصمة، بينهم ثماني نساء وثلاثة اطفال اثر اطلاق الرصاص عليهم من مسلحين. كما عثر على جثامين ثمانية مواطنين “اعدموا ميدانيا”، بحسب المرصد، في احياء العسالي والقدم والقابون (جنوب). وقتل ستة مواطنين في حي الحجر الاسود في جنوب دمشق لم يحدد المرصد ظروف مقتلهم.

وتقوم القوات النظامية بعمليات عسكرية في الاحياء الجنوبية من دمشق منذ اكثر من اسبوع.

ونقل المرصد عن مصادر طبية ان ما لا يقل عن 14 شخصا قتلوا خلال الانفجارين اللذين استهدفا مبنى الاركان الاربعاء والاشتباكات التي تلتهما. وكانت مصادر عسكرية افادت الاربعاء عن مقتل اربعة من حراس المبنى، فيما اعلن بيان صادر عن مجموعة “تجمع انصار الاسلام-دمشق وريفها” التي تبنت العملية مقتل خمسة من عناصرها بينهم الانتحاري الذي فجر نفسه.

كما قتل 23 شخصا بينهم مقاتلون واطفال ونساء “اثر اطلاق رصاص رافق اقتحام القوات النظامية حي الجورة” في مدينة دير الزور (شرق).

في مدينة حماة (وسط)، قال المرصد ان “خمسة مواطنين اعدموا ميدانيا برصاص القوات النظامية في حي مشاع الاربعين”.

كما قتل 13 رجلا “اثر اطلاق رصاص عليهم من القوات النظامية في حي البياضة في مدينة حمص (وسط).

في محافظة درعا (جنوب)، افاد المرصد عن العثور على جثامين تسعة رجال في بلدة ابطع في الريف “قضوا باطلاق رصاص مباشر من قبل القوات النظامية في البلدة”. وتحدثت لجان التنسيق المحلية في بيان عن “مجزرة جديدة على ايدي قوات النظام”، مشيرة الى ان هذه القوات “لا تزال تحاصر المنطقة”، و”عدد الشهداء قابل للارتفاع”.

وتجاوز عدد القتلى في سوريا منذ بدء الاضطرابات الثلاثين الف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/764380.html

في سوريا اليوم: خطأ في التقدير يمكن أن يوقع المرء في تهلكة

عبدالاله مجيد

عبور حواجز التفتيش في حلب ليس بالمهمة السهلة. ومع تغيّر خطوط الجبهة يزداد الشبه بين مظهر مقاتلي المعارضة المسلحة وقوات الجيش النظامي. فهم يرتدون ملابس عسكرية واحدة، والمرء يشعر بالخوف سواء مرّ بهؤلاء أو أولئك.

الالتباس بات سهلاً بين جيش النظام والجيش السوري الحر مع تشابه اللباس

إعداد عبد الاله مجيد: أخيرًا اعلنت القنوات التلفزيونية الرسمية “تحرير حي صلاح الدين في حلب من العناصر الارهابية”، على حد وصفها. واغتنم بعض المواطنين فرصة توقف القتال للبحث عن أحباء فُقدوا أو زيارة شققهم. وكان مقاتلو المعارضة المسلحة يدققون في هوياتهم، ويقتادون البعض لاستجوابهم، ولكنهم كانوا في الغالب يحاولون ثنيهم عن دخول ساحة القتال بسياراتهم.

وذات يوم عندما خفت حدة القتال بعد الظهر، وقف مراسل صحيفة الغارديان مع مجموعة من المقاتلين على أحد هذه الحواجز، حيث وصل شاب متورد الوجه يرتدي قميصًا ابيض نظيفًا بأكمام قصيرة وسروالاً أسود. جاء به الى النقيب ابو محمد مقاتل، قال إنه يعتقد أن اثنين من اقرباء هذا الشاب يعملان مع النظام.

استجوب النقيب الشاب صاحب الوجه المتورد بأدب حتى بات واضحًا أنه ظن خطأ أن ابا محمد ورجاله الذين يرتدون بدلات عسكرية هم جنود نظاميون.

وقرر النقيب أن يجاريه في وهمه، وسأله إن كان هناك مقاتلون من الجيش السوري الحر في المنطقة التي يريد العبور اليها.  وأجاب الشاب: “هناك سيدي، وإذا كان لديك ما يكفي من الرجال، أستطيع أن أرشدك اليهم. واستطيع أن أؤكد أنني اعرف اماكنهم”.

نادى النقيب ابو محمد احد رجاله، قائلاً إنهم عثروا على “مواطن شريف” يمكن أن يساعدهم. وكان هذا المقاتل ايضًا يرتدي بدلة عسكرية، ولكن له لحية كثة، وعلى كمه شعار الجيش السوري الحر.

 جفل الفتى وسأل “هل انتم ثوار سيدي؟”. اجاب المقاتل: “كلا ، كلا ، نحن نرتدي ملابس شبيهة بملابسهم لاختراقهم”. قال الشاب: “سيدي أُريد الانضمام اليكم ومساعدتكم على مقاتلتهم”. “عظيم. سنأخذ اسمك، وندربك لمدة اسبوعين، ويمكن أن نمنحك رتبة ملازم”.

وبدأ المقاتل الآخر يصور الشاب بهاتفه متظاهرًا بأنه يفعل ذلك للقناة التلفزيونية الرسمية. ومثل تلميذ يقف امام معلمه راح الشاب يردد لغة النظام الخطابية قائلاً “إن العناصر الارهابية هم الآن في المدرسة، وعددهم 56. سيدي أن 11 منهم فقط سوريون، وهؤلاء الارهابيون يرتكبون نشاطات ارهابية تروع الأبرياء. دخلوا بيتي، وأخذوا تلفزيوننا، وحاولوا أن يغتصبوا أمي. إنهم سائبون يسرقون البيوت ويغتصبون الصبيان والفتيات”.

انتهت المزحة عندما وجّه المقاتل صاحب الهاتف الخلوي لطمة قوية الى رقبة الشاب. وتجمد الفتى عندما ادرك هول المأزق الذي أوقع نفسه فيه. وتجمع مقاتلون آخرون. وحاول الفتى أن يغيّر قصته، ثم عاد وتراجع عنها ثانية، مدركًا أنه في ورطة كبيرة.

تدخل النقيب ابو محمد، وقاد الفتى الى حافلة قريبة، حيث طلب من احد المقاتلين حراسته. لكنّ لفيفًا من المقاتلين تجمعوا حول الحافلة، وانهالت لطمة أخرى على وجهه. كان واضحاً أن الفتى أُصيب بصدمة وارتباك، ولم يعرف من هم الذين وقع في قبضتهم.  وكان يتذبذب بين التنديد بالجيش واستنكار الجيش السوري الحر.

اربعة رجال انزلوا الشاب من الحافلة، ولكن ابو محمد أكد عليهم بألا يضربوه. واقتاده الرجال الى مكتب يستخدمونه مهجعًا. وطغى الرعب للمرة الأولى على سحنة الشاب. ثم اقتاده اربعة مقاتلين الى غرفة اصغر، واغلقوا الباب وراءهم. وساد هدوء مقلق بين الرجال.

في البداية أركعوا المشتبه فيه، الذي بدأ يتوسل “سيدي، سيدي، كان خطأ مني. أرجوك سيدي”. كان صوته مرتجفًا. وراح الرجال يعملون بصمت. وبدا أن كل واحد منهم يعرف تماماً ما يفعله. أمروا المشتبه فيه أن ينبطح على بطنه، ثم وضع احد المقاتلين قدمه على عموده الفقري، وسحب ذراعيه الى الوراء حتى بدأ يصرخ.

وركع مقاتلان آخران قرب قدميه وحشرا ساقيه بين بندقية الكلاشنكوف وحزامها الذي أخذا يبرمانه حول ساقيه لتقييدها بشدة.  وثبت مقاتل رابع منكب الشاب على الأرض بقدمه واضعًا رأس حربته على مؤخرة عنقه.

ونبش مقاتل خامس محتويات دولاب الى أن عثر على سلك كهربائي، وجلس يبرمه ويلفه، الى أن اصبح السلك هراوة. وجلس مقاتل شاب سادس بيده قلم وورقة لتسجيل ملاحظات.

“سيدي ، سيدي ، انه خطأ ، حسبتكم جنوداً!” ، قال الشاب. “قل لنا من هم الشبيحة الذين تعرفهم” سأل الرجل الذي يصوب حربته على عنق الفتى.

“سيدي ، لا اعرف.  انا مواطن اعتيادي”.  كان صوته ذا نبرة عالية يملؤه الرعب.

سحب الرجل الواقف على عموده الفقري ذراع الشاب، فيما راح الرجال الواقفون عند قدميه يضيقون حزام البندقية الذي يقيد ساقيه.  صرخ الشاب.

“سأحكي ، سأحكي” ، قال الشاب لاهثًا.

اعطى الشاب اسماء عدة لمقاتلين سجلها صاحب القلم والورقة. وطلبوا اسماء أخرى فأعطاهم اسماء اخرى.

“أنت تكذب الآن”.

 “سيدي ، أنا لا أكذب”.

وكان كل سؤال يطرحه المحقق يقترن بسحب ذراع الشاب وتشديد القيد على ساقيه وزيادة الضغط على الحربة المسلطة على رقبته.   ثم رفع المقاتلون قدمي الشاب، ورفع مقاتل آخر السلك الكهربائي عاليًا، وهوى به على قدمي الشاب العاريتين. واصبحت صرخاته أشبه بالنحيب.

كان العرق يتصبب من وجوه معذبيه وهم منحنون يؤدون عملهم. وصرخ المقاتل صاحب السلك “هذا لكي تتذكر”.

 “كفى ، سأعطيكم كل الأسماء التي تريدونها”.

وعندما رفع المقاتل الشاب صاحب الورقة والقلم رأسه قائلا إن المشتبه فيه يكرر الأسماء نفسها، قفز الرجل الواقف على عموده الفقري وهبط على كلية الشاب. وبدأ يبكي، فبدأوا جولة أخرى من الضرب.

“لماذا لا تقول لنا ما نريد؟”

ولكن لم يكن هناك شيء يقوله يمكن أن يوقف الرجال الذين حوله.

وعندما انتهت محنة الشاب لذلك اليوم كانت الشمس تغرب.

وقال ابو محمد إنه متأكد من أن الشاب مخبول.

بعد ثلاثة ايام التقى مراسل صحيفة الغارديان احد معذبي الشاب، الذي لاح على وجهه تعبير عن الأسى. وقال “إن جميع الأسماء التي اعطاها لنا اسماء كاذبة لأشخاص لا وجود لهم. والآن اخذه الاسلاميون، وهم يحققون معه، ولا يسمحون لأحد برؤيته”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/764268.html

الثوار السوريون يسعون إلى تحقيق الديمقراطية الإسلامية

أشرف أبو جلالة

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن تطلعاتهم تحظى بأهمية بسبب قول إدارة الرئيس باراك أوباما إنها أحجمت عن تسليح المعارضة، التي تتعرّض للضرب من قبل قوات الأمن السورية على مدار 18 شهراً، لأسباب عدة، منها الخوف من إثارة عنف طائفي. وكذلك وجود تخوف من إمكانية أن تصل الأسلحة في الأخير إلى أيدي المتشددين الإسلاميين الذين سيهددون الحلفاء في المنطقة.

ووجد المسح، الذي أجراه المعهد الجمهوري الدولي، الذي يدرّب ناشطي الديمقراطية حول العالم، أن هناك دعماً كبيراً للحكومة التي تعترف باحترام بالدين وتتعامل بتساوٍ مع كل الأديان. أما ثاني أبرز الخيارات فكان المتعلق بدستور “مبني على الإسلام”.

ونقلت الصحيفة عن إليزابيث أوباغي، محللة لدى معهد دراسة الحرب وساعدت معدي الدراسة في الوصول إلى شخصيات في تيار المعارضة، قولها: “معظم أفراد المعارضة من المسلمين السنّة، ويتسم تفكيرهم بالطابع الديمقراطي، لكنهم يريدون حكومة قائمة على نوع من أنواع الشريعة الإسلامية أو تتبع المبادئ التوجيهية الإسلامية”.

وقد أجري المسح، الذي تم الكشف عن نتائجه في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، بمساعدة ﻣﺅﺳﺳﺔ ﺑﻳﻛﺗﺭ ﻻﺳﺗﻁﻼﻋﺎﺕ ﺍﻟﺭﺃﻱ التي تستعين بشبكات شخصية من أفراد المعارضة للوصول إلى 1168 مشاركاً عبر الإنترنت، بما في ذلك 315 فرداً من أفراد المعارضة في سوريا اعتباراً من الأول من حزيران/ يونيو وحتى الثاني من تموز/ يوليو.

قناص من المعارضة السورية

وعاودت أوباغي تقول إن كثيرًا من أفراد المعارضة السورية، الذين تحدثت إليهم، قارنوا ما يريدونه بالولايات المتحدة، موضحةً “الناس هنا متدينون، ونحن لدينا حكومة ودستور يتسمان بطابع علماني. لكن معظم القرارات التي تتخذ تكون مبنية على معتقدات دينية”.

ورغم اتفاق الغالبية مع هذا الرأي، إلا أن المتشددين دينياً الذين يعرفون باسم السلفيين، الذين يسعون إلى الحكم وفقاً لرؤية محافظة للغاية للإسلام، يعتبرون أقلية صغيرة في المعارضة التي تنمو من حيث العدد والنفوذ، على حسب ما ذكرته أوباغي.

ومضت تقول في الإطار عينه كذلك إن عدد الجهاديين السلفيين يتراوح ما بين 800 إلى 1000 بين كل 60 ألف مقاتل مسلح. وأضافت أن غالبية المقاتلين هم من أطلقت عليهم اسم القوميين المتدينين الذين يحاربون من اجل الديمقراطية والمبادئ القومية، وإن كان الدين يمثل بالنسبة إليهم دوراً رئيساً، بينما يمثل الإسلاميون القريبون من جماعة الإخوان المسلمين ما بين 20 إلى 30 ألف مقاتل، وهي نسبة رأتها أوباغي كبيرة في صفوف المعارضة، وإن أكدت أنها لا تشكل الغالبية حتى الآن.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/764234.html

انفجاران ضخمان يهزان دمشق

الشبيحة يردون بارتكاب المجازر.. والعاصمة مغلقة

لندن: «الشرق الأوسط»

للمرة الثالثة استهدف مبنى قيادة الأركان في العاصمة دمشق، الكائن في حي أبو رمانة وعلى مقربة من ساحة الأمويين، حيث هز انفجاران ضخمان المدينة في الساعة السابعة إلا عشر دقائق، تبعه أصوات إطلاق نار كثيف واشتباكات سمعت أصواتها في كافة الأحياء المحيطة؛ الروضة والمالكي والمهاجرين، كما امتدت الاشتباكات إليها، في غضون ذلك أغلقت كل مداخل المدينة وحصلت أزمة مرورية خانقة، إذ وقع الانفجار وإغلاق الطرقات بالتزامن مع موعد بدء الدوام في العمل والمدارس.

وكالعادة اختلفت الروايات حول ما حصل في دمشق يوم أمس، التي تحولت بعد ساعات قليلة من التفجير إلى ما يشبه مدينة أشباح بعد خلوها من المارة، ومع أن التلفزيون السوري ووسائل الإعلام كانت أول من أورد نبأ وقوع انفجارين ضخمين قرب مبنى قيادة الأركان وإحداث حريق هائل، إلا أنها لم تبث صورا إلا بعد مضي عدة ساعات، وكان التلفزيون الرسمي وقناة «سما» التي خلفت قناة «الدنيا» يبثان أغاني فيروز وفواصل لصور سياحية عن دمشق، في وقت كان السوريون يتواصلون عبر الهواتف للاطمئنان على سلامة بعضهم بعضا في حالة ذعر شديد، وقالت شاهدة عيان لـ«الشرق الأوسط» وهي تسكن في مبنى مطل على قيادة الأركان في أبو رمانة: «إن الانفجارين أعقبهما إطلاق نار كثيف وشوهدت عشرات سيارات الإسعاف تهرع للمكان وشاهدت على الأقل ثلاث جثث أخرجت من قيادة الأركان» وتضيف أن «أغلب المباني المحيطة بالأركان تحطم زجاجها» لافتة إلى أن قوات الأمن والشبيحة بعد الانفجار بنحو ساعة شنوا حملة مداهمات عنيفة للمنازل المحيطة بموقع الانفجار، وقاموا بتفتيشها تفتيشا دقيقا وكانوا متوترين جدا وتصرفوا بشكل هستيري وكسروا وخربوا كل ما وقعت عليه أيديهم، وأن ذلك ترافق مع إطلاق نار كثيف في الشوارع المحيطة، وأضافت هيفاء: «لم نجرؤ على الاقتراب من النوافذ بسبب أصوات الرصاص الذي كان يهطل كالمطر لعدة ساعات».

وتبنت مجموعة إسلامية التفجيرين اللذين استهدفا أمس مبنى الأركان العامة في دمشق، مؤكدة أن منفذيه هم خمسة من أفرادها بينهم انتحاري، بحسب ما جاء في بيان نشر على الإنترنت.

وقال «تجمع أنصار الإسلام – دمشق وريفها» في بيان: «قام أحد مجاهدينا الاستشهاديين باستهداف المدخل الرئيسي للمبنى عن طريق تفجير سيارته، بينما قامت مجموعة ثانية مؤلفة من أربعة مجاهدين (..) باقتحام المدخل، وقاموا بالتعاون مع بعض الشرفاء من داخل المبنى بتفجير العبوات المزروعة في الطابق الثالث».

وأكد المتحدث باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها أحمد الخطيب لوكالة الصحافة الفرنسية عبر «سكايب» مشاركة التجمع في العملية، مؤكدا في الوقت عينه أن «أكثر من 4 كتائب من ضمنها أنصار الإسلام» شاركت في العملية، من دون أن تتضح الروابط بين الجيش الحر والمجموعة الإسلامية التي تبنت الهجوم.

وجاء في بيان للتجمع الذي سبق له تبني عمليات ضد القوات النظامية في مناطق سورية مختلفة: «قامت ثلة من المجاهدين الأبطال بالتعاون مع سرية الهندسة العسكرية في لواء الحبيب المصطفى (..) من تجمع أنصار الإسلام بتنفيذ عملية استشهادية معقدة استهدفت مبنى أركان العصابة الأسدية المجرمة».

وأشار البيان إلى أن أفراد التجمع «قاموا بالتعاون مع بعض الشرفاء من داخل المبنى بزرع 4 عبوات متفجرة من مادة شديدة الانفجار. وفي الساعة السابعة إلا خمس دقائق (4.55 ت غ) من صباح اليوم الأربعاء (..) بدأت العملية المباركة، مما دفع ضباط وجنود الأسد إلى الهروب من المبنى إلى الخارج، وجرح وتدمير كل ما كان موجودا في ساحة المبنى وتسبب بحريق هائل في المبنى نفسه».

وأضاف التجمع «إننا نحتسب عند الله تعالى 5 من مجاهدينا الأبطال شهداء أحياء عند ربهم يرزقون»، متوعدا «النظام المجرم» بعمليات إضافية «ستزلزل أركان حكمه المتهاوي أصلا».

لكن بيانا للقوات المسلحة السورية قال إن القادة العسكريين لم يصابوا بسوء، وإن عددا محدودا فقط من الحراس أصيبوا في الانفجارين اللذين هزا المدينة في هجوم يعتبر الأكبر وسط العاصمة منذ انفجار 18 يوليو (تموز) الذي استهدف مقر الأمن القومي وأسفر عن مقتل أربعة من كبار مسؤولي الأمن في النظام منهم صهر الأسد آصف شوكت ووزير الدفاع ورئيس مكتب الأمن القومي.

وبث ناشطون مقاطع فيديو وصورا فوتوغرافية على الإنترنت يوم أمس أظهرت الدخان الهائل الناجم عن حريق اندلع بعد الانفجار في مبنى قيادة الأركان العامة، حيث طوقت ألسنة النار الطوابق العليا للمبنى، مما يرجح أن الانفجار حصل داخل المبنى. الذي تفحمت بوابته الرئيسية من الحريق في حين أن جميع نوافذ المبنى نسفت. وتناثرت قطع الزجاج في الشوارع المجاورة. وقالت هيفاء إنها شاهدت «المبنى يحترق بالكامل» المكتب الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها أوضح في بيان له أن الانفجارين حصلا «خلال فاصل زمني لا يتعدى 5 دقائق وتبين أن جهة الانفجارين من داخل مبنى الأركان العامة» وتبع الانفجارين إطلاق رصاص كثيف و«إغلاق تام لجميع الشوارع المؤدية لأبو رمانة والمالكي وساحة الأمويين ومشفى الشامي بالإضافة لإغلاق طريق نزلة الجندي المجهول».

وبعد نحو ساعتين من وقوع الانفجارين بينما كان صوت الرصاص مازال مسموعا في عدة أحياء بقلب العاصمة قال وزير الإعلام عمران الزعبي في اتصال مع التلفزيون السوري: إن كل القيادات العسكرية والمسؤولين في قيادة الأركان ووزارة الدفاع بخير. وأضاف أن قوات الأمن تلاحق «إرهابيين مسلحين» مشيرا إلى أن الانفجارين ناجمان عن زرع عبوتين ناسفتين واقتصرت الأضرار على الماديات.

إلا أن ناشطين تحدثوا لوسائل الإعلام عن هجوم تم عبر تفجير سيارة ملغومة في عملية انتحارية، وسيارة ثانية محملة بالمتفجرات عند محيط المجمع. بعدها حاول مقاتلون من الجيش الحر اقتحام المبنى واشتبكوا مع الحرس داخل المجمع، في حين بدأ بعض الرجال في إحراق المبنى. وتتقاطع هذه الرواية مع ما قاله ناشط دمشقي يعيش في محيط الأركان في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه «بعد وقوع التفجيرين في مبنى الأركان حصلت انشقاقات في صفوف الأمن والجيش ودارت اشتباكات بينهم وبين بقية العناصر، استغرقت عدة ساعات حتى تمكنت قوات النظام من فرض سيطرتها على المبنى حيث تم قتل غالبية العناصر المنشقة وملاحقة آخرين في الحارات والأحياء المجاورة. وبعد أن انتهت الاشتباكات قام شبيحة النظام بالنزول إلى ساحة الأمويين أمام مبنى التلفزيون وأنزلوا الموظفين وراحوا يهتفون للرئيس ويحتفلون وسط إطلاق نار كثيف، كما جابت باصات الشبيحة الشوارع رافعة الأعلام». وتحولت مدينة دمشق يوم أمس إلى مدينة مغلقة، ترافقت مع استنفار وتأهب أمني شديد، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن حملة تفتيش دقيق للمارة نساء ورجال جرت في سوق الحميدية الذي تمركز على مداخله رشاشات مضادة للطيران. مع انتشار أمني كثيف في كل من شارع خالد بن الوليد والحجاز وجسر فيكتوريا، التي تعد الوسط التجاري الحيوي في المدينة مع قطع للشوارع المحيطة بمقر قيادة الشرطة، ومنع مرور السيارات من حاجز وزارة الداخلية إلى كل من ساحة الحريقة وساحة المحافظة. وذلك بعد قطع كافة الطرق المحيطة بمقر قيادة الأركان ومحيط قصر المهاجرين بحواجز جديدة، وإغلاق الطرق الواصلة بين قدسيا ودمر والهامة والربوة وساحة الأمويين، وإغلاق ساحة العباسيين وأتوستراد العدوي، وأتوستراد درعا، وكافة الطرق من برزة إلى داخل مدينة دمشق، وطرق الزاهرة القديمة والميدان.

وبالتزامن مع الاستنفار الأمني وضمن سياق تداعيات الهجوم على مقر الأركان أعلن ناشطون عن قيام شبيحة النظام بارتكاب مجزرة مروعة في حي برزة، قضى فيها 16 مدنيا من عائلتين بينهم نساء وأطفال وشيوخ والشخص الوحيد الذي حاول إنقاذ طفله، نجا الطفل وقضى الأب، وخرج الطفل الذي عقدت الصدمة لسانه ليشير للجيران عن وقوع مجزرة. وقال ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المجزرة وقعت بينما كانت الاشتباكات دائرة في ساحة الأمويين، وجاء انتقاما من الهجوم على مقر الأركان، فيما قالت لجان التنسيق المحلية إن مجزرة أخرى حصلت في منطقة الذيابية في ريف دمشق، الذي يشهد عمليات عسكرية موسعة للنظام قريبا من منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة قضى فيها أكثر من 107 أشخاص تم إعدامهم ميدانيا، وبحسب ناشطين أن غالبية الضحايا من المسنين والنساء والأطفال تم التنكيل بهم، وبعضهم قضوا ذبحا على يد قوات الأمن والشبيحة ومن بين القتلى 4 أشخاص من الجنسية الفلسطينية من عائلة أبو راس و9 شهداء من عائلة الرفاعي وتم العثور على الجثث في أماكن متفرقة من البلدة، وذلك بعد انسحاب قوات النظام منها.

مبنى هيئة الأركان: من التنظيم والتدريب إلى معقل إدارة العمليات العسكرية

بيروت: كارولين عاكوم

يجمع المعارضون السوريون على أن «مبنى هيئة الأركان» الواقع في ساحة الأمويين في دمشق، يشكل معقل التخطيط وإدارة العمليات العسكرية التي تعمل قوات النظام على تنفيذها في مختلف المناطق السورية، وذلك بعد استهداف مبنى الأمن القومي في يوليو (تموز) الماضي. وهذا ما يشير إليه أيضا نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «تحول إلى مقر اجتماعات خلية الأزمة التي تجمع القادة الأمنيين وكبار الضباط الذين توكل إليهم مهمة إدارة العمليات في كل المناطق السورية، إضافة طبعا إلى رئيس الأركان علي عبد الله أيوب الذي خلف فهد جاسم الفريج بعد تعيين الأخير وزيرا للدفاع ونائبا للقائد العام للجيش العربي السوري ليحل مكان داود راجحة، ونوابه الثلاثة الذين لا يعلن عن أسمائهم عادة، ويعرفون فقط في دائرة عملهم الصغرى». ورغم ذلك، يعتبر الحمود أن هؤلاء القادة الذين تولوا مناصبهم بعد مقتل قادة الصف الأول في تفجير دمشق، هم أكثر دموية من الذين سبقوهم، مضيفا: «إن الدليل على ذلك هو ابتكارات هذه الخلية المتمثلة في الدموية المعتمدة في إدارة العمليات العسكرية الشرسة التي تشن ضد المدنيين والتي أدت إلى تضاعف عدد القتلى يوميا في مختلف المناطق السورية».

ويؤكد الحمود أن مبنى هيئة الأركان يخضع لحراسة وحماية أمنية مشددة، على غرار كل المقرات الأمنية في سوريا، معتبرا أن استهدافه يأتي ضمن خطة استهداف المقرات الأمنية التي يعتمدها الجيش الحر في دمشق حيث يصعب عليه الحركة وخوض المعارك بسبب سيطرة النظام على العاصمة.

ويقول: «هو مبنى كبير إلى حد ما، يحاط به بما يشبه السور ويمنع الدخول إليه عبر مدخله الرئيسي أو ذلك التابع لموقف السيارات إلا لمن يحمل إذنا عبارة عن (أمر مهمة)، وهذا الوضع لا يختلف كثيرا أيضا بالنسبة إلى من يريد التنقل بين طوابقه، فيخضع بدوره لتفتيش دقيق على أيدي العناصر الموكلة إليها حماية المبنى». ويلفت هنا، إلى أنه تقوم عادة «سرية الأمن» التابعة للشرطة العسكرية بالمهمة الأمنية وحماية المقرات العسكرية والسياسية بشكل عام، لكن بعد الثورة، تم تعزيز هذه القوات باستقدام عناصر من القوات الخاصة وأخرى من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والمخابرات، خوفا من استهدافها وبهدف إحكام السيطرة بشكل أكبر عليها.

ويشير الحمود إلى أن هيئة الأركان التي انتقل عملها منذ نحو 10 سنوات إلى المبنى الجديد في ساحة الأمويين، والقريب في الوقت عينه من المبنى القديم، لم تكن تتمتع بالدور الفاعل على الصعيد الأمني، بل كان عملها مقتصرا على التنظيم والتدريب إضافة إلى إدارة شؤون الضباط والقوات العسكرية وإجراء اختبارات لتسليم الضباط مراكز قيادية أو نقلهم من مكان أو موقع إلى آخر، مشيرا إلى أنه لم يتم الاستغناء عن المبنى القديم بشكل كامل بل لا يزال يلعب دورا أيضا على خط العمل العسكري ولا سيما خلال الثورة السورية.

إعدامات ميدانية في دمشق وريفها.. ودوما في «حالة حرب»

أكثر من 200 قتيل حصيلة أعمال العنف أمس

بيروت: بولا أسطيح

لم تقتصر التطورات الأمنية في العاصمة السورية دمشق أمس على التفجيرين اللذين استهدفا محيط مبنى هيئة الأركان، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إعدام قوات الأمن لما يزيد على 16 شخصا في حي برزة بالتزامن مع توسيع رقعة العمل الأمني والعسكري في مدينة دوما وتنفيذ حملة مداهمات واسعة في مدينة بانياس الساحلية، مما أدى وبحسب لجان التنسيق المحلية إلى سقوط ما يزيد على 200 قتيل في مختلف أنحاء سوريا.

وفي التفاصيل الميدانية، أفيد بإعدام 16 شخصا على الأقل فجر الأربعاء في حي برزة شمال دمشق على يد مسلحين موالين للنظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى «استشهاد ما لا يقل عن 16 مواطنا بحارة التركمان بحي برزة بدمشق إثر إطلاق الرصاص عليهم من مسلحين موالين للنظام بحسب ناشطين من الحي»، مشيرا إلى أن من بين الضحايا ست نساء وثلاثة أطفال.

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن المسلحين اقتحموا منازل الضحايا الساعة الخامسة فجر الأربعاء (2:00 ت.غ) وأطلقوا النار عليهم.

من جهتها، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بوقوع مجزرة ارتكبها شبيحة النظام الذين أعدموا الضحايا ميدانيا في برزة، مشيرة إلى أن من بين الضحايا أبا وثلاثة من أبنائه، وأوضح عضو تنسيقيات الثورة السورية أبو عمر القابوني، أن القتلى من عائلة السوادي المتحدرة من منطقة التل بريف دمشق، حيث قامت شبيحة من منطقة عش الوروار المتاخمة للحي الدمشقي بالهجوم على الحي وإعدامهم بالرصاص وذبحهم بالسيوف مع ترك طفل واحد من العائلة على قيد الحياة الذي روى القصة وأخبر الناشطين عن مكان المجزرة وجثث القتلى.

وفي الوقت الذي تحدث فيه ناشطون آخرون عن العثور على 40 جثة لأشخاص أعدموا ميدانيا في بلدة الذيابية بريف دمشق، بث مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مقطع فيديو يظهر عشرات الجثث ملقاة على الأرض، وقد قال الناشطون إنها تعود لأكثر من 50 شخصا ذبحوا بالسكاكين أو ضربوا حتى الموت من قبل الشبيحة. بدورها، قالت لجان تنسيق الثورة في معضمية الشام بريف دمشق، إن قوات النظام قصفت المنازل السكنية ونفذت إعدامات ميدانية في المدينة.

ومن دوما، تحدث أحد النشطاء في مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» عن «حالة حرب حقيقية تعيشها المدينة»، لافتا إلى أن «أهل دوما استيقظوا على عشرات القذائف والانفجارات وإطلاق نار كثيف كأننا في حرب مع إسرائيل مما أدى إلى إصابة أشخاص بجروح وتشوهات واستشهاد البعض».

وقال الناشط الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن «قصفا عنيفا جدا بالهاون على دوما اشتد بعد أذان الفجر بمعدل قذيفة كل 5 دقائق»، لافتا إلى أن «القصف تركز على حي الحجارية واستهدف جامع أنجيلة والفوال والمناطق المحيطة ومنطقة كرم الرصاص والمساكن وحي عبد الرؤوف».

كما استهدفت قوات النظام منطقة الزبداني بريف دمشق، بحسب الهيئة العامة للثورة، بالتزامن مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «الأجهزة الأمنية في مدينة بانياس الساحلية اعتقلت 25 سيدة وثلاثة أطفال وأكثر من 40 رجلا ضمن حملة مستمرة منذ أربعة أيام»، مشيرا إلى أن الحملة تشمل «الأحياء الجنوبية للمدينة والقرى الجنوبية الثائرة على النظام». وأوضح المرصد، أن «العميد محمد زيتي، رئيس فرع أمن الدولة في محافظة طرطوس، والعميد عبد الكريم عباس، رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في محافظة طرطوس، يقودان الحملة على هذه المناطق، من أجل إثبات الولاء للقيادة في دمشق»، مشيرا إلى أن فرعي الاستخبارات الجوية والسياسية يشاركان في الحملة.

وطالب المرصد السلطات السورية بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كل المعتقلات والمعتقلين في منطقة بانياس، محذرا من أن استمرار اعتقالهم سوف يخلق حالة هياج شعبي ويؤجج الحرب الطائفية التي ما فتئت الأجهزة الأمنية تذكيها منذ اندلاع الثورة.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن عددا كبيرا من شبان المدينة متوارون عن الأنظار أو هربوا خوفا من الاعتقال، مشيرا إلى أن ما يجري تهجير غير مباشر لشبان المدينة.

من جهة ثانية، قال اتحاد تنسيقيات الثورة، إن جيش النظام قصف حي القصور في دير الزور، في حين تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن إعدام قوات النظام لـ21 شخصا ميدانيا في حي الجورة. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، أن قوات النظام قصفت منطقة تل رفعت بالمدفعية والصواريخ، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى بسبب القصف العنيف بالمدفعية والطيران المروحي على جوبر والسلطانية بحمص.

وأعلن رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عدد ضحايا أعمال العنف في سوريا تجاوز 30 ألف قتيل منذ بدء الأزمة قبل أكثر من 18 شهرا.

دبلوماسي أميركي لـ «الشرق الأوسط»: إشارات مقلقة حيال استعمال النظام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري

قال: حتى نجاد بات مقتنعا بعدم قدرة الأسد على الاستمرار.. فما الذي يفكر فيه حزب الله؟

لندن: ثائر عباس

لا تعول الدبلوماسية الأميركية على «تغيير حقيقي» في الموقف من سوريا بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، ويقول دبلوماسي أميركي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن موقف بلاده مما يجري في سوريا مبدأي ولن يتأثر بنتائج هذه الانتخابات، محذرا في الوقت نفسه من «تطورات سلبية جدا في هذا الملف إذا أصر النظام على الاستمرار في ما يقوم به».

وأبدى الدبلوماسي الأميركي «مخاوف جدية» من قيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستعمال الأسلحة الكيماوية الموجودة بحوزته ضد المعارضين، معتبرا أن هذا النظام «لا مصداقية له»، مشددا في المقابل على أن الجميع بات يدرك أن هذا النظام غير قادر على الاستمرار.

وأشار الدبلوماسي الأميركي إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على الأمين العام للحزب، وعلى عدد من أعضائه على خلفية «نشاط الحزب في سوريا»، ويتساءل الدبلوماسي: «كيف يمكن لهم التوفيق بين سعيهم إلى عدم زيادة التوتر بين السنة والشيعة في المنطقة، وبين دعمهم اللا محدود للأسد ونظامه»، قبل أن يستنتج لاحقا أنه «يبدو أنهم مقتنعون أن خطر زوال النظام السوري أكبر بكثير من خطر تدهور العلاقات بين السنة والشيعة». ويشير الدبلوماسي أيضا إلى سلسلة من الملاحظات المقلقة، المتعلقة بدور الحزب خارج لبنان، واضعا في هذا الإطار الهجمات التي شنت – أو أحبطت – في كينيا وبلغاريا وقبرص.

ورأى الدبلوماسي الأميركي أن الفيلم المسيء للرسول جاء هدية غير متوقعة للأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله الذي خرج للعلن للمرة الأولى منذ سنوات متحدثا ويصبح «البطل المدافع عن الأمة». ويرى الدبلوماسي أن نصر الله «كان يحتاج بشدة إلى حفلة العلاقات العامة هذه لتحسين صورته أمام الرأي العام العربي فيتحول من مدافع عن الأسد إلى مدافع عن الإسلام» ويشير في الإطار نفسه إلى «حملة دعائية أخرى يقوم بها الحزب في الملف اللبناني جزء منها هو السماح بمداهمات يقوم بها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في الضاحية والبقاع».

ورغم أن الدبلوماسي الأميركي ارتاح إلى عدم القيام بتحركات قريبة من السفارة في بيروت، إلا أنه أكد أن بلاده تأخذ التهديدات التي أطلقها نصر الله بجدية «فلديهم تاريخ حافل من الاعتداءات علينا»، موضحا أن الإدارة الأميركية ترسل بدورها الرسائل إلى الحزب، ومنها العقوبات الأخيرة بحق نصر الله وقياديين في الحزب. وأكد الدبلوماسي أن بشار الأسد لم يعد مؤهلا للبقاء.. وحتى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، لا يعتقد أنه سيبقى في موقعه، فما الذي يفكر فيه نصر الله؟

وإذ أشار الدبلوماسي إلى أن الحزب مقتنع الآن بسيطرته على مطار بيروت بديلا عن خط الإمداد البري المفتوح مع سوريا، لكنه أشار في المقابل إلى مشكلة سيواجهها الحزب بعد زوال النظام السوري، حيث سيكون هناك ضياع لدى حلفاء هذا النظام في لبنان، وهذا من شأنه أن يسبب مشكلة للحزب، ولا بد له بالتالي من أن يبحث عن إيجاد توازن جديد.

ويشدد المسؤول الأميركي على أن الجميع بات يرى الآن أن الوضع السوري غير قابل للاستمرار على ما هو عليه، معترفا في الوقت ذاته بأن التغيير في الشرق الأوسط ليس سهلا ولا بد من ثمن، ثم يضيف:«ونحن نأمل أن يكون الثمن هو الحد الأدنى من الخسائر».

وأوضح الدبلوماسي الأميركي أن هناك مخاوف حقيقية لدى الإدارة الأميركية حيال استعمال النظام السوري الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الموجودة بحوزته، وفقا لاعتراف الناطق بلسان خارجيته. وأشار إلى أن النظام تدرج في استعمال القوة من ضرب المتظاهرين، ثم إلى إطلاق النار عليهم بالرشاشات فالمدافع والدبابات وأخيرا الطيران، وبالتالي لا مصداقية لدى النظام تمنع قيامه باستعمالها»، موضحا أن التقارير الأخيرة الواردة من سوريا بهذا الشأن «تزيد من قلقنا».

ويقلل الدبلوماسي الأميركي من أهمية «سياسة التخويف» التي اتبعت مع المسيحيين في المنطقة. معتبرا أن هناك عقلية تحاول أن تخير الناس بين النظام القائم أو المتطرفين، مشيرا إلى أن المسيحيين باتوا يفهمون اليوم أكثر من أي وقت مضى أن هذا النظام لن يعود كما كان، والمسيحيون كغيرهم من السوريين يتأثرون بغياب السلطة القائم حاليا في سوريا حيث الوضع غير مفهوم. وشدد الدبلوماسي على أن الولايات المتحدة كانت تبحث وضع المسيحيين في أية محادثات تجريها مع المعارضين السوريين في سياق حديثها عن الديمقراطية.

ولا يعلق الدبلوماسي الأميركي آمالا كبيرة على «تغييرات حقيقية» في الموقف الأميركي بعد الانتخابات الأميركية، ويقول: «الوضع في سوريا لا يبدو أنه سيتغير في سوريا بعد الانتخابات، وبالتالي موقفنا لن يتغير، ونحن سنستمر في القيام بما نقوم به. لقد أردنا دعم عملية توحيد المعارضة، وما زلنا نعمل على ذلك بقدر الإمكان»، ومن يعتقد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سوف يرسل القوات الأميركية إلى سوريا في اليوم التالي للانتخابات مخطئ، فالقرار الأميركي بعدم التدخل العسكري في سوريا لن يتأثر بالانتخابات أو بعدمها.

ويشدد الدبلوماسي الأميركي على ضرورة «الحفاظ على الاستقرار في لبنان»، متسائلا عن «الضمانات بعدم انتقال العنف إلى لبنان»، مشيرا إلى أن عودة سياسة الاغتيالات بعد كلام الوزير السابق ميشال سماحة في الاعترافات التي نشرت في الصحف اللبنانية عن مشاريع الاغتيال والتفجير «تشكل مؤشرات سيئة جدا»، خصوصا إذا ما أضيفت إلى ما جرى مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب بطرس حرب، مشددا على ضرورة متابعة ملف سماحة إلى النهاية.

وأشاد المسؤول الأميركي برئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي بدا حاضرا في الفترة الأخيرة للدفاع عن سيادة لبنان. وقال: «كلامه الأخير جيد، وهو أمر متوقع من أي قائد في موقع مماثل يواجه بلده موقفا مشابها»، كما أشاد بقيامه مع قائد الجيش العماد جان قهوجي بالسعي إلى تقليل المخاطر الناجمة عن الملف السوري.

وأشاد المسؤول الأميركي أيضا بما وصفه بـ«العمل الرائع» الذي يقوم به اللبنانيون في استقبال النازحين السوريين، حيث هناك أكثر من 60 ألف نازح حتى الآن، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى تقصير حكومي، معتبرا أن بإمكان الحكومة اللبنانية القيام بما هو أكثر في هذا المجال. مطالبا بوضوح في عملية التنظيم يقلق الدول المانحة متوقعا حصول مشاكل أكبر مع ازدياد أعداد النازحين.

ويعترف المسؤول الأميركي بوجود «هوة» بين ما يعتقده الناس في الملف اللبناني، وما تنظر إليه الدول. مشيرا إلى أن المعيار الذي اعتمدت عليه الإدارة الأميركية في التعامل مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي يعتمد على 3 أسس هي الشكل والبيان الوزاري وتصرفاتها، وإذا كنا أبدينا رأينا بالشكل والبيان بشكل واضح، كانت تصرفاتها مقبولة، كما حال موقفها في ما يتعلق بتمويل المحكمة الدولية لسنتين وتمديد بروتوكول التعاون معها وعدم دعم نظام الأسد وقيام لبنان بواجباته حيال اللاجئين السوريين، معتبرا أن معاناة اللبنانيين مع الحكومة في مسائل أخرى كالكهرباء والوضع الاقتصادي وغيرها أمور يجب أن يحاسبها عليه اللبنانيون. وقال: «الوضع في لبنان صعب، وهناك قضايا تحتاج إلى ملاحقة ومتابعة، وبقاء هذه الحكومة أو ذهابها أمر يتعلق باللبنانيين». وأضاف: «أما نحن، فمهتمون بالاستقرار ونريد أن نرى لبنان مستقرا وبعيدا عن الاهتزاز الأمني»، مشيرا في المقابل إلى وجود عامل اهتزاز دائم في العلاقة مع الحكومة يتمثل في وجود حزب الله فيها، قائلا: «عندما يكون هناك تنظيم إرهابي في حكومتك.. فهناك خطر دائم».

المعارضة السورية ترحب بموقف أمير قطر المطالب بتدخل عسكري عربي في سوريا

اعتبرته واجبا وليس خيارا في غياب أي أفق للحل السياسي

بيروت: يوسف دياب

حظي موقف أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي طالب فيه الدول العربية بتدخل عسكري لوقف إراقة الدماء في سوريا، باهتمام واسع لدى المعارضة السورية التي رحبت بهذا الموقف، واعتبرته «الحل الأمثل بعد انسداد الأفق أمام الحل السياسي، وهو بات واجبا وليس خيارا».

وكان أمير قطر طالب الدول العربية بـ«التدخل في سوريا بسبب إخفاق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقف الحرب الأهلية في البلاد». وأعلن في كلمته في الأمم المتحدة، أن «مجلس الأمن فشل في التوصل إلى موقف فعال، وفي ضوء هذا فإنه يعتقد أنه من الأفضل للدول العربية أن تتدخل بدافع الإنسانية وواجبها السياسي والعسكري والقيام بما هو ضروري لوقف إراقة الدماء في سوريا». وقال الشيخ حمد بن خليفة: «إن بشار الأسد يملك خيارا وحيدا للتصدي لهذه الأوضاع ويتمثل بقتل شعبه ليتمكن من الفوز بهذه الحرب».

وفي هذا الإطار رأى الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون، أن «اقتراح أمير قطر هذا يشكل الحل الأمثل، الذي سبق ونادينا به منذ البداية». وشدد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على «ضرورة أن يتحمل العالم العربي مسؤولياته تجاه سوريا، لأن الشعب السوري يدفع ضريبة أمن العالم العربي والشعب العربي برمته». وقال: «واضح أن الدول الأجنبية ليست مهتمة كثيرا بمصير سوريا وبمصير الشعب السوري، لأن لديها حساباتها ومصالحها الدولية، لكن الدول العربية تستطيع أن تتدخل عسكريا في سوريا، لأن الرأي العالم العربي متطوع تطوعا كاملا من أجل القضية السورية ووقف آلة القتل وحق الشعب السوري في العيش بحرية وكرامة». وردا عن سؤال عما إذا كان موقف أمير قطر مستندا إلى موافقة عربية غير معلنة، لفت غليون إلى أن «دولة قطر مقتنعة منذ أشهر بأهمية هذه العملية (التدخل العسكري) وتشعر أنها المخرج الحقيقي في غياب أي أفق للحل السياسي أو الإنساني الدولي، لكن للأسف أن معظم الدول العربية ما زالت بعيدة عن هذا التوجه، ولم نسمع حتى الآن أي صدى عربي لموقف أمير قطر، خصوصا من مصر التي يشدد رئيسها محمد مرسي على رفض أي تدخل أجنبي في سوريا، فإذا كان يرفض التدخل الأجنبي عليه أن يقبل بالتدخل العربي، لأن العرب لهم مصلحة في وقف القتل في سوريا فورا».

بدوره اعتبر المعارض السوري البارز هيثم المالح، أن «تدخل الأسرة العربية عسكريا في سوريا بات واجبا وليس خيارا، من أجل استئصال هذا السرطان المتمثل في النظام والعصابة الحاكمة بسوريا». وأكد المالح في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «سوريا الدولة وليست النظام هي جزء من الجامعة العربية ومن الأسرة الدولية، وأضاف المالح: «بالنيابة عن الشعب السوري أنا أشكر موقف دولة قطر والمملكة العربية السعودية على رغبتهما في إنهاء مأساة الشعب السوري». وردا على سؤال عما إذا كان موقف أمير قطر سيلقى قبولا عربيا، أجاب المالح «المفروض أن تكون هناك إشارة قبول لدى الدول العربية، لكن لست على علم، إذا كانت قطر لديها مؤشرات قبول من الجامعة العربية بذلك».

أما نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، فتوجه بالشكر إلى «دولة قطر وكل الدول التي تبدي رغبتها في مساعدة الشعب السوري ووقف آلة القتل في سوريا». وقال في اتصال مع «الشرق الأوسط» تعليقا على موقف أمير قطر «نحن كجيش حر نقول للعالم إننا لا نحتاج إلى أي تدخل عسكري في سوريا، إنما نطلب شيئين أساسيين، أولا تأمين حظر جوي عام لمنع الطيران السوري من التحليق فوق كل الأراضي السورية، وثانيا تزويد الشعب السوري بالسلاح وعندها باستطاعة الجيش السوري والثوار إسقاط النظام بسرعة».

استقالة مستشار كلينتون لشؤون سوريا

قرر أن يتقاعد من أجل قضاء مزيد من الوقت مع عائلته

واشنطن: هبة القدسي

بهدوء شديد، قدم المستشار الخاص بوزارة الخارجية الأميركية لشؤون سوريا فريدريك هوف استقالته في وقت متأخر مساء الثلاثاء، موضحا أن أسباب استقالته ترجع إلى رغبته في قضاء وقت أطول مع عائلته. وعلق المسؤول الصحافي بوزارة الخارجية على استقالة هوف بقوله «إن السفير فريد هوف قام بعمل رائع ومهم ومتميز في خدمة الحكومة الأميركية، وقد قرر أن يتقاعد من أجل قضاء مزيد من الوقت مع عائلته» وأضاف: «إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ممتنة جدا لقيادته وعمله في مجموعة متنوعة من القضايا آخرها القضية السورية».

وتأتي استقالة الدبلوماسي الأميركي المخضرم هوف، الذي عين في28 مارس (آذار) 2012 مستشارا خاصا لوزيرة الخارجية الأميركية لشؤون سوريا، في وقت يسعى فيه قادة العالم إلى إنهاء النزاع والوضع المتدهور في سوريا وإبعاد شبح الحرب الأهلية عن المنطقة.

وقد قام السفير فريد هوف خلال الشهور الماضية باتصالات موسعة مع المعارضة السورية في الخارج، وقام بعدة جولات من المحادثات مع الحكومة الروسية، وشارك في اجتماعات للمعارضة السورية مع المسؤولين الروس. وشارك هوف مع السفير الأميركي إلى سوريا روبرت فورد، لوقف النزاع في سوريا والعمل على مساعدة المعارضة السورية لتوحيد صفوفها وصياغة رؤية لقيادة المرحلة الانتقالية السياسية في سوريا. ويملك هوف خبرة طويلة في منطقة الشرق الأوسط، فقبل تسلم منصبه الأخير كان يعمل منسقا خاصا للشؤون الإقليمية ويعمل مباشرة مع جورج ميتشل، الذي عمل موفدا خاصا إلى الشرق الأوسط قبل استقالته العام الماضي.

وانضم هوف إلى إدارة الرئيس أوباما عام 2009 مستشارا لكلا من سوريا ولبنان وكان دائم السفر إلى منطقة الشرق الأوسط، وعمل بتنسيق وثيق مع السفير الأميركي روبرت فورد لصياغة رؤية لخطة انتقالية لسوريا ما بعد الأسد. وقال مصدر مقرب من السفير هوف إنه التزم بالعمل لمدة عامين فقط لكن مع اشتعال الأزمة السورية وزيادة أمد الصراع استمر هوف في عمله لكنه كان يتوق للعودة للحياة المدنية ويخطط للتقاعد.

وكان آخر ظهور علني للسفير فريد هوف خلال ندوة حول الأوضاع في سوريا يوم 18 سبتمبر (أيلول) الجاري أمام معهد الشؤون الخارجية واللغات التابع لوزارة الدفاع الأميركية. وأشار هوف خلال الندوة إلى التحديات التي تواجه السوريين وصعوبات تشكيل حكومة انتقالية، والتوجه الدولي لإزالة نظام الأسد ووقف العنف وتخفيف معاناة اللاجئين. وأبدى هوف قلقه حول حماية الطوائف العرقية والدينية وصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات وتحقيق إنعاش اقتصادي وإعادة حكم القانون.

والسفير هوف هو خريج جامعة جورج تاون للخدمة الخارجية عام 1969 وبدأ حياته المهنية ضابطا في الجيش، وهو من قدامي المحاربين في فيتنام وعمل مسؤولا لمنطقة الشرق الأوسط داخل الجيش ودرس اللغة العربية في معهد الخدمة الخارجية في تونس وتلقي درجة الماجستير من كلية الدراسات العليا البحرية، وشغل منصب الملحق العسكري الأميركي في بيروت وفي وقت لاحق عمل هوف بمكتب وزير الدفاع مديرا لمكتب الأردن ولبنان وسوريا والشؤون الفلسطينية.

كلينتون: نعمل مع جامعة الدول العربية بشكل أوثق من أي وقت مضى

توقيع مذكرة تفاهم بين الجامعة العربية وواشنطن

نيويورك: مينا العريبي

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن العمل بين بلادها والجامعة العربية بات «أوثق من أي وقت مضى»، وجاء ذلك خلال توقيعها مذكرة تفاهم مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي بعد اجتماعهما في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة. وقالت كلينتون خلال التوقيع مساء أول من أمس، إن «مذكرة التفاهم تطلق حوارا سنويا بين الولايات المتحدة والجامعة العربية»، موضحة: أن «مذكرة التفاهم تحدد المجالات التي نسعى للعمل سويا عليها من أجل تحسين حياة الناس، منها التعليم وردنا على الطوارئ الإنسانية». وسيكون المشروع الأول تحت بنود مذكرة التفاهم انطلاق برنامج تبادل فني بين الجامعة العربية ووزارة الخارجية الأميركية، يشمل استضافة عدد من مسؤولي الجامعة العربية في برنامج «مهني وثقافي» يجمعهم مع نظرائهم الأميركيين. وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية، «أملنا ليس فقط لتوثيق الروابط بين مؤسستينا ولكن أيضا بين شعبينا، شعوب العالم العربي والشعب الأميركي»، موضحة: أن «الأحداث الأخيرة تذكرنا بأن ما زال هناك كثير من العمل يجب القيام به»، في إشارة إلى الاحتجاجات العنيفة ضد السفارات الأميركية في عدد من العواصم العربية خلال الأسبوعين الماضيين. وقالت، إن «الهدف هو بناء التفاهم المتبادل والعمل على الدفاع عن مبادئ مثل نبذ العنف ودعم التسامح بينما نعمل بطرق بناءة وعملية لتحقيق تغيير في حياة الشعوب التي نخدمها».

واعتبرت كلينتون: أن «توقيع المذكرة حدث تاريخي ومهم بالنسبة للولايات المتحدة»، موجهة كلامها للعربي، لتقول، «تحت قيادتك وفي وقت نشهد في تحديات وتغييرات كبيرة، العمل بين الولايات المتحدة والجامعة العربية أوثق من أي وقت مضى». وأضافت: أن «عملنا في ما يخص ليبيا شهد أرضية جديدة في التعاون بين الولايات المتحدة والجامعة العربية»، مؤكدة: أن «العمل يتواصل مع الجامعة العربية لمعالجة الأزمة السورية. ورد بدوره العربي بالقول إن هذه المذكرة مهمة جدا بالنسبة لنا».

ولكن في الوقت نفسه، أقرت الوزيرة الأميركية بوجود خلافات في بعض القضايا مع الجامعة العربية، موضحة: «لا يعني هذا (التوقيع) أننا سنتفق على كل شيء، ذلك لا يحدث بين شخصين ليحدث بين مؤسستين أو بلدين، وستكون هناك أوقات نختلف فيها على المبادئ أو أساليب العمل، ولكن أملنا هو أن الحوارات مثل هذه تساعدنا على فهم بعضنا البعض وتضيق أي مجالات للخلافات والبحث عن أرضية مشتركة قدر الإمكان».

وبعد توقيع الاتفاقية، بدأ العربي تصريحاته أولا بالإشادة بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة، والذي كان قد ألقاه قبل ساعات من توقيع مذكرة التفاهم. وقال، «الخطاب الذي أدلى به الرئيس أوباما يثير الإعجاب وكان موفقا في التوقيت وأريد أن أشكره على ذلك». وعبر العربي عن تعازيه لمقتل السفير الأميركي لدى ليبيا كريس ستيفنز، مؤكدا على ضرورة العمل على إجراءات جديدة لمنع حدوث مثل هذه الأعمال مجددا.

وفي ما يخص مذكرة التفاهم، قال العربي، إنها «تفتح مجالات جديدة للمزيد من التعاون والتفاهم». وشدد على أن للولايات المتحدة دورا مهما في المنطقة.

كاميرون: لا مستقبل لسوريا بالأسد

أعلن أمام الجمعية العامة فريق عمل لإعادة الأموال المنهوبة إلى مصر

نيويورك: مينا العريبي

كرر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استنكاره لأفعال النظام السوري، مشددا على تورط النظام بتعذيب الأطفال واستهداف المدنيين. وقال كاميرون في خطابه أمام الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة أمس إن الأزمة السورية تتطلب عملا دوليا لمساعدة الشعب السوري، مؤكدا: «لا مستقبل لسوريا مع (الرئيس السوري بشار) الأسد».

ووجه كاميرون خطابه أمام الجمعية العامة كليا للحديث عن «الربيع العربي» والأوضاع في الشرق الأوسط، مؤكدا أن الثورات العربية في نهاية المطاف تشكل تحولا إيجابيا يجب دعمه على الرغم من التحديات. وقال كاميرون إنه يرفض من يقول إن الربيع العربي أدى إلى زعزعة الاستقرار، قائلا إن المرحلة الانتقالية ما زالت في أولها. وشدد على أن «الديمقراطية لا تعني صوتا واحدا في انتخابات واحدة»، بل عملية طويلة تضمن «مجتمعات منفتحة».

وأعلن كاميرون في خطابه عن تشكل فريق عمل خاص يعمل مع الحكومة المصرية على استرداد الأموال المنهوبة من مصر، بالإضافة إلى «العمل على تغيير قانون الاتحاد الأوروبي لنعيد الأموال المصرية»، مشيرا إلى «إعادة المليارات إلى الشعب الليبي».

وتحدث كاميرون مباشرة عن المخاوف لدى البعض في الغرب من وصول حكومات إسلامية إلى سدة الحكم في العالم العربي بعد الثورات. وقال انه «يجب محاسبة الحكومات على سياساتها وليس دينها». ولكنه اردف قائلا: «محاسبة الإسلاميين مهم»، داعيا لمراقبة أعمالهم. واضاف: «يجب ان تكن اعيينا على الاخوان (اي المسلمين) ولكن أيضا على الامهات والاخوات والبنات وكيفية معاملتهم» في المرحلة المقبلة. وأوضح انه في حال تم تبني سياسات معادية ام مقوضة لحقوق الإنسان سيكون التعامل مع الحكومات هذه مختلفة.

وبينما ضرب مثالا بتركيا على حكومة «جذورها إسلامية» ولكن تعتبر مثالا لدول أخرى مثل مصر وتونس، ضرب مثالا حول إيران التي ندد بسياساتها. وقال: «ستبقى إيران تواجه العقوبات إلى حين تتخلى عن طموحها لفرض ظلال نووية على المنطقة». وانتقل من إيران إلى حماس، قائلا: «يجب الا تبقى حماس تقرر مسار العمل» في ما يخص الملف الفلسطيني. وشدد على أهمية دعم الطموح الفلسطيني يإنشاء دولته إلى جوار إسرائيل، وهو الموقف البريطاني منذ سنوات.

وشدد كاميرون في نهاية خطابه على ضرورة الوعي بان «هناك اختلاف مهم بين الإسلام والتطرف»، مضيفا ان «الإسلام دين عظيم ابتاعه أكثر من مليار مسلم» حول العالم، بينما قال إن التطرف يتبعه اقلية يجب محاسبتها. وأضاف أن «يمكن للديمقراطية والإسلام ان تزدهر بالتعايش سويا»، معتبرا ان تركيا مثال على ذلك. وتابع انه «يجب محاسبة الحكومات على سياستها وليس ديانتها». وخلص بالقول: «الربيع العربي يمثل فرصة ثمينة» لتأمين مستقبل أكثر امنا.

الجيش الحر يضرب في وسط العاصمة ومقتل مراسل “برس تي في” الإيراني

قوات الأسد ترتكب مجزرة مروّعة في الذيابية بريف دمشق

بلغ شهداء الأمس بالقصف والقتل والإعدامات الميدانية والمذابح التي يقوم بها نظام بشار الأسد في مختلف المناطق السورية مستوى قياسياً مع بلوغ عدد ضحايا الثورة 30 ألف قتيل.

واستهدف تفجيران قام بهما أمس الجيش السوري الحر مبنى هيئة الأركان العامة في قلب العاصمة دمشق، حيث قتل صحافي في تلفزيون “برس تي في” الإيراني الناطق بالإنكليزية وأصيب مدير مكتب قناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية برصاص أطلقه مسلحون.

وفي نيويورك كانت الأزمة السورية محور جلسة لمجلس الأمن تناوب على الكلام فيها عدد من وزراء خارجية الدول العربية والكبرى المعنية بالأزمة السورية، كان منها مطالبة الولايات المتحدة بوضع حد للفظاعات في البلاد، وفرنسا بحماية المناطق المحررة.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد الرئيس المصري محمد مرسي أمس، “الاستمرار في جهودنا إلى أن يتمكن الشعب السوري من أن يختار بإرادته الحرة بعد أن يزول هذا النظام الذي يقتل شعبه ليل نهار”. وعلى هامش هذا الاجتماع الدولي أيد الرئيس التونسي منصف المرزوقي ارسال “قوة حفظ سلام عربية” الى سوريا غداة دعوة قطر امام الجمعية العامة للأمم المتحدة الى تدخل عسكري عربي “لوقف سفك الدماء”.

ميدانياً، ارتفعت حصيلة شهداء الأمس إلى 307 شهيداً، 162 منهم في دمشق وريفها بينهم 107 شهداء في مجزرة في الذيابية من ريف دمشق، تسعة عشر شهيدا في برزة، ثمانية شهداء في الحجر الاسود، ستة شهداء في دوما، وأربعة شهداء في العسالي، إضافة إلى تسعة وثلاثين شهيدا في دير الزور معظمهم أعدموا ميدانيا في حي الجورة، وستة وعشرين شهيدا في حمص ثمانية عشر منهم في مجزرة في البياضة، ستة وعشرون شهيداً في درعا منهم خمسة عشر أعدموا في ابطع، اربعة وعشرون شهيدا في حلب، تسعة عشر شهيدا في حماه، وشهيدان في ادلب حسبما قالت لجان التنسيق المحلية.

ووقع انفجاران صباح أمس في وسط دمشق في محيط مجمع الاركان العامة للقوات السورية لم يؤديا الى اصابة اي من القادة العسكريين بحسب الجيش السوري، في حين ارتفعت حصيلة اعمال العنف المستمرة في البلاد منذ 18 شهرا الى اكثر من 30 الف قتيل وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان عدد ضحايا اعمال العنف في سوريا منذ بدء النزاع هو 30 الفا و24 قتيلا هم 21,534 مدنيا و7,322 جنديا نظاميا و1,168 منشقا، علما بانه يحتسب في عداد القتلى المدنيين قتلى المعارضة المسلحين من غير المنشقين.

كما وردت معلومات عن العثور على ثماني جثث مجهولة الهوية بينها ست في حي الحجر الاسود بمدينة دمشق واثنتان بين قريتي التوينة والشريعة في ريف حماة. واكد الجيش السوري الاربعاء ان ايا من قادته لم يصب بأذى جراء تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة استهدفا مقر الهيئة العامة للاركان في دمشق وتلتهما اشتباكات.

واوردت صفحة “المجلس العسكري في دمشق وريفها” التابع للجيش السوري الحر على موقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي، ان “الجيش الحر يضرب مبنى الاركان في دمشق ساحة الامويين”، في خبر يتعذر التأكد من صحته.

وافاد مصور وكالة فرانس في دمشق ان عناصر اجهزة الامن قطعوا كل الطرق المؤدية الى وسط العاصمة.

وتلت التفجيرين اشتباكات داخل المجمع ادت الى وقوع اصابات بين الطرفين، بحسب المرصد الذي قال “تدور اشتباكات عنيفة داخل ساحات هيئة الاركان العامة للجيش والقوات المسلحة الذي استهدف بانفجارين صباح اليوم (أمس)”، متحدثا عن “معلومات (تشير) الى خسائر بشرية بصفوف الطرفين”.

وافاد مصور فرانس برس عن سماع اصوات اطلاق نار من مكان وقوع التفجيرين.

وفي سياق متصل افاد تلفزيون “برس تي في” الناطق بالانكليزية ان مراسله مايا ناصر “قتل برصاص قناص في العاصمة السورية دمشق”، وان “مدير مكتب تلفزيون العالم حسين مرتضى اصيب بجروح” اثناء مواكبتهما الاشتباكات في محيط مجمع الاركان.

وفي اجتماع لمجلس الأمن تناول الأزمة السورية، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى السعي مجددا للتوصل الى اتفاق حول الملف السوري.

وقالت خلال اجتماع وزاري في مجلس الامن “مع تزايد الفظاعات، ما زال مجلس الامن مشلولا واصر على ان نسعى مجددا إلى وسيلة للتقدم” نحو اتفاق “من اجل وضع حد لاعمال العنف في سوريا وتحاشي حصول انعكاسات” على الدول المجاورة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “لسنا قادرين حتى الان على تقديم رد” على الازمة السورية مجددا التأكيد على ان الأسد “يجب ان يرحل”. ودعا فابيوس مجلس الامن الى “الاعراب عن كامل ثقته” بالوسيط الاخضر الابراهيمي وحذر من ان اي “تصدع في سوريا سيكون كارثيا”.

وطالب فابيوس بحماية المناطق المحررة من سوريا.

وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بإدراج الأزمة السورية تحت الفصل السابع، معتبراً أن مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي “مستحيلة”. وأعرب العربي عن اسفه لأن “مجلس الامن فشل مرة جديدة في تحقيق اهداف بسبب الخلافات بين الدول الاعضاء الدائمة العضوية فيه”.

وردّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالتأكيد مرة جديدة على موقف موسكو القاضي “بعدم التدخل في الشؤون الداخلية” للدول.

وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في كلمة افتتاح الاجتماع “يتوجب على الاسرة الدولية ان تصيغ ردا مشتركاً” على الازمة السورية. واضاف “هذا واجبنا تجاه الشعب” السوري.

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في كلمة له امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان دم الاطفال الذين يقتلون في سوريا يسيء الى صورة الامم المتحدة.

وقال ان “دم هؤلاء الاطفال هو وصمة عار على صورة الامم المتحدة” وخصوصا “على هؤلاء الذين لا يعترضون على هذه الفظاعات والذين في بعض الحالات يتواطؤون مع نظام الرعب الذي يقوده الاسد”. واضاف ان “مستقبل سوريا هو مستقبل بدون الاسد”.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد الرئيس المصري محمد مرسي أمس، “الاستمرار في جهودنا إلى أن يتمكن الشعب السوري من أن يختار بإرادته الحرة بعد أن يزول هذا النظام الذي يقتل شعبه ليل نهار”، وقال “إن همنا الأول هو العمل على وقف نزيف الدم وإنهاء المأساة الانسانية الحالية في سوريا”، مشددا على ضرورة أن يعمل الجميع من أجل وقف نزيف الدماء التي تسيل على أرض سوريا الحبيبة”.

وقال متحدث باسم الرئاسة المصرية ان الرئيس محمد مرسي ألغى اجتماعا لاربع قوى اقليمية بشأن أزمة سوريا بسبب غياب رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان عن اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة هذا الاسبوع.

وقال المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي للصحافيين في وقت متأخر امس الاول الثلاثاء “كان من المفترض ان يكون هناك اجتماع هذا الاسبوع لكن بسبب غياب رئيس الوزراء التركي ألغي الان”.

وعلى هامش اجتماع الامم المتحدة أمس، أيد الرئيس التونسي منصف المرزوقي ارسال “قوة حفظ سلام عربية” الى سوريا غداة دعوة قطر امام الجمعية العامة للأمم المتحدة الى تدخل عسكري عربي “لوقف سفك الدماء”.

وقال المرزوقي “عملية عربية لحفظ السلام، نعم، الامر ممكن(..) سنشجع كل ما يندرج في خانة الحل السلمي، لكن ان لزم الامر، أجل، ينبغي ان تكون هناك قوة تدخل عربية لحفظ السلام”.

(ا ف ب، رويترز، اش ا، العربية، لجان التنسيق المحلية)

“الجيش السوري الحر”: الجهاديون الأجانب أقلية وليسوا مشكلة

                                            قلل ضابط في “الجيش السوري الحر” من حجم الجهاديين الأجانب داخل حركة المعارضة المسلحة، فيما يزعم نظام بشار الأسد بأن أعمال العنف الجارية في البلاد يقوم بها الاف المقاتلين الاجانب تنفيذا لـ”مؤامرة اجنبية”.

ويقول العقيد احمد الفج (64 عاما) في قرية اطمة التي يسيطر عليها عناصر “الجيش السوري الحر” قرب الحدود التركية ان “هؤلاء الاسلاميين عددهم ليس كبيرا، يبلغ اقل من الف عنصر في كل انحاء سوريا”.

واعلن الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاثنين الماضي امام مجلس الامن الدولي ان الحكومة السورية تقدر عدد المقاتلين الاجانب في البلاد بحوالى خمسة الاف وان قناعتها تتزايد بان النزاع نتيجة “مؤامرة اجنبية”.

لكن الفج، العقيد الركن السابق في جيش النظام قبل ان ينشق “في اول ايام الثورة” قال ان هؤلاء المقاتلين الاسلاميين بغالبيتهم “ليست لديهم اية سلطة”.

وقال العقيد الفج وهو آمر جبهة في غرب حلب: “لو ساندتنا الدول الغربية منذ البداية، لما كنا وجدناهم هنا. لم نكن لنحتاج اليهم. وانا اؤكد لكم انه بعد النصر، لن يطرحوا اي مشكلة وسنهتم بأمرهم. الشعب السوري لا يدعمهم، إنه إلى جانبنا”.

ومثل كل قادة المعارضة المسلحة، يقول هذا الضابط انه لا يفهم تردد الدول الغربية التي تعلن انها لا تريد تسليح المعارضين خشية ان تقع الأسلحة في أيدي مجموعات متطرفة متواجدة في البلاد. واضاف “لقد طلبنا من كل التجار ومهربي الاسلحة في المنطقة بيعنا صواريخ مضادة للطيران، ولكنهم قالوا لنا ان ذلك يحتاج موافقة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) والموساد وان ذلك خط احمر”، مؤكدا انهم حصلوا على نفس الرد حين طلبوا اسلحة مضادة للدبابات حديثة.

وتابع “نحن نسيطر على كل المناطق المحررة ويمكنني ان اضمن لكم ان ليس هناك اي فرصة في ان تصل اليهم هذه الصواريخ”. واضاف “يمكنني ان اعد الشعوب الحرة في العالم بانه اذا سلمت الينا هذه الصواريخ ارض ـ جو، فلن تنتقل ابدا الى ايدي مجموعات اسلامية”.

واعتبر ان العالم الغربي، وعبر رفضه تزويد المقاتلين السوريين المعارضين بالاسلحة المضادة للطيران التي يحتاجها، انما يكون متآمرا في “المجزرة غير المسبوقة” التي يرتكبها الاسد. وقال ان “الشعوب الحرة في العالم، الاوروبيين والاميركيين، يجب ان يعلموا ان حكوماتهم مسؤولة بشكل غير مباشر عن اعمال القتل هذه الجارية في بلادنا”.

واكد ان مقاتلي المعارضة اذا امتلكوا صواريخ ارض ـ جو فعالة، سيكونون قادرين على الانتصار على قوات النظام “خلال اسبوع، او شهر على ابعد تقدير”.

وفي الوقت الراهن “كل ما لدينا لوقف دبابات بشار هو القذائف الصاروخية (ار بي جي) التي نغنمها من العدو”.

واوضح الضابط ان “الدول الديموقراطية لا تدعمنا الا بالاقوال. انه امر مخز للعالم. انهم يرون ما يحصل والمباني التي يدمرها الطيران ولا يفعلون شيئا”. ويقود العقيد احمد الفج منذ خمسة ايام الهجوم الذي يشنه الجيش السوري الحر على موقع مهم للجيش النظامي “القاعدة 46” على الطريق الرئيسية بين حلب وتركيا.

وقال “نحن نطوقهم. الاثنين تمكنت مروحية من القاء الخبز لهم. لا يمكنهم تلقي تعزيزات ونحن نسيطر على كل الطرقات”. واضاف “هذه القاعدة هي العثرة الوحيدة على طريق حلب، واذا سيطرنا عليها فسنتمكن من اقامة رابط مع مقاتلين في المدينة وذلك سيشكل انتصارا كبيرا وحاسما”.

وخلص الى القول “في مطلق الاحوال، الوقت يصب في صالحنا”، مضيفا “سننتصر لوحدنا، سيكون الامر اطول مع سقوط المزيد من الناس، مدنيين بغالبيتهم. الثورة الفرنسية لم تتلق مساعدة من الخارج. وهنا هذه هي ثورتنا”.

(أ ف ب)

مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن

حيث الرمال المتطايرة وحرارة الشمس العالية

                                            فادي شامية

في منطقة صحراوية وعلى مساحة قدرها سبعة آلاف هكتار، افتتح الأردن رسمياً مخيماً خاصاً بالنازحين السوريين في تموز الماضي. وكان لا بد من وجود مخيم بهذا الحجم بعد موجات النزوح القوية إلى البلد الذي استقبل أول نازح سوري يوم كانت الأحداث محصورة في درعا فقط.

عيب مخيم الزعتري الأساسية مكانه وسط الصحراء، حيث الرمال المتطايرة تلهب العيون وحرارة الشمس تلفح الوجوه، وفيما تجربة الشتاء لم تمر على المخيم بعد لكنها ستكون مزيجاً من الوحول والبرد والريح، إذا لم يجر تدارك الوضع قبل أولى زخات المطر.

يمكن للجهات الإغاثية اليوم أن تعطي أرقاماً متباينة ومخيفة عن أعداد النازحين السوريين في الأردن، فالمسجلون وفق لوائح الأمم المتحدة لا يتعدون الستين ألفاً، لكن العدد الحقيقي يتراوح بين 200 ألف و300 ألف نازح، لمعظمهم أقارب في الأردن.

عملت السلطات الأردنية بدايةً بنظام الكفالة، الذي ما زال معمولاً به لكن بحدود ضيقة، بحيث لا يدخل الأردن أي نازح غير نظامي دون أن يكفله شخص أردني، أما غير المكفولين فيبقون في مخيم تابع للأمم المتحدة في محافظة المفرق قرب الحدود، لكن ارتفاع أعداد النازحين لا سيما بعد سيطرة “الجيش الحر” على الطرق غير الشرعية مع الأردن، حتّم افتتاح مخيم ضخم بحجم مخيم الزعتري الذي تزيد طاقته الاستيعابية عن 130 ألف نازح.

جهدت السلطات الأردنية في استقطاب تبرعات دولية لتهيئة المخيم دون تحميل المواطن الأردني عبئاً كبيراً. نجحت في أمور كثيرة، لكن المخيم ما زال ينقصه الكثير، وثمة نقص في خبرات التعاطي مع النازحين وحاجتهم، ما يجعل العلاقة متوترة بين النازحين والأجهزة التي تعمل لخدمتهم.

التوتر في المخيم واضح تماماً. الأسباب قد تكون محقة وقد لا تكون، وأي خبر سيئ من سوريا يزيد من توتر الناس أكثر. يوم الاثنين 24/9 تطور التوتر باتجاه حصول اشتباكات فعلية بين السوريين ورجال الأمن؛ ما تسبب بإصابة أكثر من عشرين شخصاً بجروح مختلفة نتيجة الشغب ورمي الحجارة.

ومع ذلك فإن المخيم غير متروك لجهة المساعدات الإنسانية، إذ يضم أجنحة سكن ومشافي ميدانية وملاعب ومطابخ وأقساماً أخرى، تقدمةً من بلدان أجنبية وعربية، في مقدمتها المملكة العربية السعودية، فضلا عن منظمات دولية، ما يؤشر إلى مشكلة تنظيمية أكثر منها إغاثية. ويضاف إلى ذلك أن عناصر تابعة لنظام الأسد اندست في جموع النازحين، وتبين لاحقاً أنها قامت بدور مقصود لتوتير العلاقة بين النازحين وإدارة المخيم، وقد جرى ترحيل العشرات من هؤلاء.

وعلى الرغم من أن الأسلاك الشائكة تحيط بالمخيم، ورجال الأمن يتواجدون فيه دائماً، إلا أن كثيراً من حالات الفرار سُجّلت باتجاه مناطق أخرى داخل الأردن، طمعاً بظروف نزوح أفضل، حيث يُحظر على الجمعيات الأهلية مساعدة هؤلاء.

ويلعب القطاع الأهلي في الأردن دوراً هاماً في التخفيف من معاناة النازحين، لكن مشكلات الأردن غير قليلة أصلاً، فالبلد فقير وموارده محدودة، والبنية التحتية (شح المياه) في العاصمة نفسها لا تكفي، فكيف بمناطق الأطراف؟!

ويحظى الجرحى السوريون بعناية خاصة، حيث ينقلون من قبل “الجيش الحر” من الداخل السوري إلى منطقة نصيب في الأردن، وهناك تتولى جهات طبية عدة، أهلية ورسمية، نقلهم إلى مخيم الزعتري، بعد تواصل مسبق، وإذا تعذر العلاج في الزعتري، لخطورة حالاتهم؛ ينقلون إلى مشافي عمان على نفقة “الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية” أو جهات أخرى.

بالانتقال إلى عمان؛ يمكن مشاهدة النازحين في كل مكان. حال هؤلاء صعبة كمعظم النازحين السوريين في دول الجوار. لكن على الرغم من هذا الواقع، فإن التعاطف الشعبي يبدو أكثر قوة، حيث تنشط الجمعيات الأهلية في مساعدة النازحين، كما تعمل “الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية”، وهي جهة إغاثة رسمية، على تأمين مساعدات للجرحى والمحتاجين، دون أن يغيب الحديث عن انتقادات لها.

علوية حمص يدفعون لـ”الشبيحة” لحمايتهم

حمص (سوريا) (رويترز) – اعتاد أفراد ميليشيا (الشبيحة) في مدينة حمص أكثر المدن السورية تضررا من القتال توفير الحماية لأقرانهم من الاقلية العلوية من منطلق التضامن معهم لكن الامن لم يعد الان بالمجان بل اصبح في مقابل نحو 300 دولار شهريا.

ويقول السكان العلويون في حمص انهم مكرهون على المساعدة في تمويل المجهود الحربي للشبيحة وهي ميليشيا طائفية تتسم بالوحشية وتساند حملة الرئيس بشار الأسد ضد الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا.

وقال جراح يدعى فريد يعيش مع عائلته في حي الزهراء بحمص الذي تقطنه أغلبية علوية “الشبيحة يستغلون خوفنا. يتذرعون بانهم في حاجة إلى الطعام أو الذخيرة. ولكن الامر ينطوي في الاساس على اتفاق غير علني بأن تدفع العائلات الاكثر ثراء مبالغ (للشبيحة) كل شهر.”

وتتزايد تكلفة الحرب في تلك المنطقة التي تشهد أطول المعارك الدائرة بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة. ويخشى فريد ان يتعرض اطفاله للخطف مقابل فدية اذا لم يدفع للشبيحة ما يسمونها “إتاوة”.

وتتألف ميليشيا الشبيحة في الاغلب من اعضاء من الطائفة العلوية الشيعية التي ينتمي إليها الأسد وهي الطرف الأشرس في الحملة الدموية ضد الانتفاضة التي تقودها الأغلبية السنية بل انها تتهم بارتكاب مذابح.

ويجسد الشعور بالامتعاض لدى بعض العلويين من فكرة دفع اموال للشبيحة حالة من الصراع الداخلي لدى الكثير من ابناء طائفتهم يتمثل في الاتي: هل يخاطرون برفض حملة حكومتهم التي يقودها العلويون وميليشياتهم الوحشية؟ ام يخضعون بكل ما تحمله الكلمة من معنى للشبيحة التي تجادل بأنها تقاتل من اجل الوجود ضد السنة المصممين على الانتقام؟.

وقال مهندس يدعى سعيد (40 عاما) “لست مرتاحا لذلك فهو امر خاطيء على ما يبدو ولكن ليس لدي اي خيار.. سأواجه الخطر اذا لم أدفع. هؤلاء الاشخاص خطيرون.”

وبعد اشهر من القتال باتت المناطق العلوية التي تحميها الشبيحة في حمص مثل الزهراء هي الوحيدة الآمنة نسبيا. وتزايد سكان الزهراء من العلويين ليصبح 200 الف تقريبا في الشهور الاخيرة.

وأصبحت الاحياء التي يقطنها عدد كبير من السنة في حمص عبارة عن مقابر لابينة منهارة وشوارع مدمرة. ولم يعد بها سوى عدد قليل من العائلات.

ومع توقف العمل ونفاد الاموال بسبب الاضطرابات فإن مبلغ الاتاوة وهو 300 دولار لم يعد صغيرا.

لكن العلويين في الزهراء يقولون انه في حين انهم يعرفون ان الاموال التي يدفعونها هي ابتزاز وان العنف الذي يمارسه الشبيحة تجاه السنة يجعلهم في خطر اكبر إلا انه يتم تذكيرهم باستمرار بالخطر الذي يعتريهم.

وعندما تهز اصوات المدفعية التي تدوي من على بعد الاواني الفضية في غرفة طعام فريد فانه يكف عن اعتراضاته على الشبيحة ويتنهد.

ويقول الطبيب وهو ينظر إلى اطفاله الاربعة اثناء تناولهم الطعام “اعتقد احيانا اننا نحتاج اليهم حقا لحمايتنا.”

واختفت انباء القتال في حمص من دائرة الضوء مع تفجر المعارك في مدن سورية اكبر مثل دمشق وحلب لكن القتال لم تخف حدته في المدينة فأصوات القذائف تدوي بين الحين والاخر وتتهاوى الابنية نتيجة القصف المدفعي اليومي والقذائف الصاروخية.

واعتادت عصابات الشبيحة على اجتراف المال من خلال نهب الاحياء السنية المتمردة في حمص بعد مداهمة الجيش لها. ولكن هذا المصدر قد جف ولهذا فإن طلب “الاتاوة” قد يكون السبيل لتعويضهم عن تلك الاموال.

واصبحت الميليشيات على درجة عالية من التنظيم في حمص فقد قسموا الزهراء إلى ست مناطق يتزعم كل واحدة “رئيس” محلي.

وفي كل منطقة يرسل الرئيس عددا من الشبان حليقي الرؤوس للمراقبة وهم يحملون الاسلحة. ويظل الجيش بعيدا مكتفيا بحراسة حواجز الطرق المنتشرة في اطراف المنطقة.

ويقول سيد الذي يعطي الشبيحة الاتاوة على مضض “لم يعد هناك اي وجود للحكومة في الزهراء رغم انها محاطة بمناطق سنية. ولكنها المكان الاكثر امنا في سوريا.”

ويقول السكان ان الشيء الوحيد الجيد الذي ساهمت فيه تبرعاتهم هو تمويل بناء جدارين مقاومين للتفجيرات يصل ارتفاعهما إلى 20 مترا في الميدان الرئيسي بالزهراء. وكان الشارع ذات يوم في مرمى نيران مسلحي المعارضة الذين كانوا يصعدون فوق الابينة في الاحياء المجاورة ويطلقون النار.

ويقول مانهل ابن الجراح فريد اثناء سيره خلف الجدران التي طليت باللون الابيض “هذه كانت المنطقة الاكثر دموية في الزهراء.”

وبدلا من رؤية السكان يهرولون في الاسفل لم يعد المسلحون يرون الان سوى ملصق ضخم وضعه الشبيحة على الجدار هو عبارة عن صورة للرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار والذي حكم البلاد لما يقرب من 30 عاما حتى وفاته.

ولجأ المتمردون المحبطون إلى اطلاق النار على الصورة التي باتت اثار الاعيرة النارية واضحة عليها تماما.

وعلى مسافة ليست بعيدة من منزل عائلة فريد يضع وائل (مسؤول التحصيل) كمية كبيرة من الكريم على شعره الاسود ويمشطه ثم يستقل دراجته النارية لجمع الاتاوة الشهرية لرئيسه. ويقول وائل (25 عاما) “توجد في منطقتي 15 عائلة. اجمع الاموال لرئيسي عندما تكون هناك حاجة للاسلحة والغاز واصلاح السيارات والطعام لابنائنا.”

ولا يعتقد وائل ان ما يفعله ابتزاز فهو يعتبرها خدمة يحتاج السكان إلى دفعها للحفاظ على حياتهم. ويقول ان بامكان السكان غير الراضين عن ذلك مغادرة حمص اذا ارادوا.

وقال “اننا حتى نجهز قوافل لمساعدتهم على الخروج وهذا يكلف عشرة الاف ليرة (120 دولارا).”

ولا توجد نهاية في الافق للحرب الاهلية في سوريا. فالقوى العالمية تواجه صعوبات في التفاوض . ولا يبدي المقاتلون اي رغبة في القاء اسلحتهم. وفي نفس الوقت فان جماعات مثل العلويين يشعرون بانهم اكثر عرضة للخطر وان الشبيحة تستغلهم.

ولاحظت ام هاني وهي ام لاثنين في الزهراء هذا التحول بعد التفجير الذي وقع في يوليو تموز واسفر عن مقتل اربعة من كبار مسؤولي الامن في دمشق.

وقالت “بعد ذلك اهتز النظام. وبدأ الشبيحة يأخذون المزيد من السلطة وبدأوا في المطالبة بمزيد من الاموال. وبدون ان يتفوهوا بكلمة وجهوا رسالة واضحة مفادها (نحن المسؤولون عنكم .. ادفعوا).”

بدا الارهاق الشديد حول عيني ام هاني بعد اشهر من الاضطرابات والقلق. ويشعر العلويون مثلها بانهم محاصرون. وليس لدى ام هاني اي مدخرات لمغادرة سوريا وتعتقد انها لن تكون في مأمن في مخيمات اللاجئين التي اغلبها من السنة والمنتشرة على الحدود. وترى ان الدفع للشبيحة هو الخيار الوحيد.

وقالت “اين نستطيع الذهاب ” من يقبلنا ” لهذا نبقى هنا ونتعامل مع فراعنتنا الجدد.”

بعد يوم دام سقط فيه 320

مقتل 17 والقصف يتجدد بسوريا

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 17 شخصا بينهم طفل وامرأة قتلوا اليوم الخميس في قصفٍ لقوات النظام السوري على مختلف المحافظات، بعد يوم سجل أكثر من 320 قتيلا سقطوا بنيران الجيش النظامي.

وقد أفادت لجان التنسيق المحلية بتجدد القصف المدفعي على أحياء الحميدية والعرفي والجبيلة وحي الموظفين في دير الزور. وقالت إن ناشطا إعلاميا من الثوار قتل برصاص النظام في المدينة.

تجدد القصف

من جانبه ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قرية الزكاة بريف حماة وسط سوريا تعرضت صباح اليوم للقصف بالرشاشات الثقيلة من الحواجز التابعة للقوات النظامية المحيطة بالقرية.

وقال المرصد -في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه- إن حيي المسيرة ومساكن هنانو بمدينة حلب شمالي البلاد تعرضا للقصف من قبل القوات النظامية، ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.

وقد دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين الثوار في ريف حلب الغربي والجنوبي، وقال المرصد إن بلدتي سرمين وخان شيخون بريف إدلب تعرضتا للقصف أيضا دون ورود أنباء عن ضحايا.

أرقام قياسية

وكان يوم أمس الأربعاء قد شهد ارتفاعا قياسيا في عدد القتلى الذي بلغ نحو 320، من بينهم أكثر من مائة سقطوا في بلدة الذيابية والمعضمية وبرزة في دمشق حيث قتل 19 من عائلة واحدة أعدموا ميدانيا.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد أعلن أن أكثر من ثلاثين ألف شخص قتلوا في سوريا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد قبل 18 شهرا، قتل أكثر من نصفهم في الأشهر الخمسة الأخيرة.

وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن إن ثلاثين ألفا و716 شخصا قتلوا، بينهم 21 ألفا و534 مدنيا على الأقل.

جدل بشأن دخول السوريين جامعات تركيا

                                            وسيمة بن صالح-إسطنبول

تباينت ردود فعل الأتراك إزاء قرار أصدره مجلس التعليم العالي التركي، يسمح للطلاب السوريين اللاجئين في تركيا بالالتحاق بالجامعات التركية الموجودة في المدن القريبة من المناطق الحدودية مع سوريا.

 ولا يستفيد من القرار الطلاب السوريون اللاجئون فقط، بل أيضا الطلاب الأتراك الذين كانوا يتابعون دراستهم الجامعية والعليا في الجامعات السورية، والذين لن يتمكنوا من متابعة تعليمهم لهذا العام بسبب القتال داخل سوريا.

ويُمنح هؤلاء الطلاب وصف “الطالب الاستثنائي” الذي يعرّفه قانون التعليم الجامعي التركي “بالطالب غير المسجل رسميا في أي برنامج أكاديمي تعليمي بالجامعة، لكن يسمح له المشاركة فيها، شرط الحصول على إذن من عضو هيئة التدريس ورئاسة القسم الخاص بالمواد التي يريد الطالب تلقي دروسها”.

 وتؤكد المسؤولة الإعلامية من مركز التعليم العالي رقية سيرتاش للجزيرة نت أن هؤلاء الطلاب “لن يحصلوا على شهادة من الجامعات، بل ستعطى لهم الفرصة لتعويض ما فاتهم من دروس إلى حين العودة لإكمال دراستهم في سوريا”، مضيفة أنهم لا يمكن أن يديروا ظهورهم لمأساة السوريين وأن الطلاب لهم الحق في تلقي التعليم.

ويعتبر مجرد صدور تصريح شفوي من الطالب بوضعه ورغبته في إكمال تعليمه كافيا لدخول الجامعة، أما الطلاب الذين لديهم وثائق معينة فسيتم فحصها وبعد ذلك يقرر وضعهم.

وتعليقا على هذا الموضوع، ترى نيهان كيليش -وهي خريجة الإعلام من جامعة إسطنبول- هذه الإجراءات غير كافية، مبررة ذلك بأن “الكثير من الأتراك يشكون في أن القادمين من سوريا إرهابيون”، متسائلة “من هم هؤلاء اللاجئون؟ ما هي احتياجاتهم؟ كيف يعيشون داخل المخيمات؟”، وترى أنه قبل أن تمنح لهم الحكومة التركية حق التعليم بجامعاتها، عليها أن تبحث أولا عن أجوبة لهذه الأسئلة.

وتضيف كيليش أن السوريين لجؤوا إلى تركيا هروبا من القتل، والأتراك فتحوا لهم أبوابهم، “لكننا مجبرون لنفكر في أمننا كأولوية قبل كل شيء، مشيرة إلى أنها تربط أحداث العنف التي أودت بحياة العديد من الجنود الأتراك، بما يحدث في سوريا.

ووصفت قرار مجلس التعليم العالي بأنه “متسرع” لأنها تعتقد بأن اللاجئين “لا يحتاجون إلى التعليم بقدر ما يحتاجون إلى المأوى والرعاية الطبية وتحسين وضعهم المعيشي في المخيمات”.

قرار حكيم

على النقيض يرى الأستاذ بقسم الاجتماع في جامعة أنقرة بهاء موديريس أن هذا القرار حكيم وإنساني، لأن الطلاب لديهم الحق في إكمال تعليمهم، مشيرا إلى أن تركيا لا تتعامل بهذا الأسلوب لأول مرة، بل سبق أن أعطت نفس الفرصة للطلاب البوسنيين من قبل.

ونفى ما يزعمه معارضو هذا القرار بأنه ظلم في حق الطلاب الأتراك، قائلا إن “الطلاب اللاجئين سيكونون فقط ضيوفا على جامعاتنا، وهذا لا يعني أنهم سيسرقون مقاعد الطلاب الأتراك الأصليين”.

وأضاف أن عدم مطالبتهم بإبراز وثائق “أمر منطقي” لأنهم فروا بحياتهم من الحرب، “فكيف يعقل أن يحملوا معهم وثائق أو شهادات؟”.

ووصف موديريس من يحاول تشويه صورة اللاجئين السوريين في تركيا ويصفهم بالإرهابيين، بأنهم عنصريون وداعمون للنظام السوري، وقال عنهم إنهم “شبيحة تركيا”.

يذكر أن هذا القرار سيكون ساريا فقط للعام الدراسي 2012/2013، إضافة إلى أن الطلاب اللاجئين سيكون عليهم اجتياز اختبار في اللغة التركية، وإذا لم يجتازوها فستقدم لهم دروس فيها وبعدها يلتحقون بالأقسام التي اختاروها. كما أنهم سيكونون ملزمين بمتابعة تعليمهم فقط في جامعات تقع في المدن القريبة من الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا وهي: غازي عنتاب، ومرسين، وأنطاكيا، وشانلي أورفا، وكيليس، وعثمانية.

“الحر”: استهدفنا الأركان بمساعدة عملائنا

الجيش الحر , مقر الأركان بدمشق , تفجير دمشق , بشار الأسد , الحرب في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كشف “الجيش السوري الحر” عن اشتراك من وصفهم بـ”عملائه داخل النظام السوري” في عملية التفجير المزدوج التي استهدفت، الأربعاء الماضي، مجمع هيئة الأركان العامة في ساحة الأمويين بوسط العاصمة السورية دمشق.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن المستشار السياسي للجيش السوري الحر، بسام الدادة، قوله إن “تفجير مبنى هيئة الأركان بدمشق.. تم بمساعدة عملائنا داخل النظام السوري”.

وكان الجيش السوري الحر أعلن مسؤوليته عن الهجوم وقال إنه أسفر عن مقتل العشرات من الضباط، لكن بيانا للجيش السوري نفى إصابة قادة عسكريين، وأفاد بأن التفجيرين نفذهما انتحاريان يقودان سيارتين مفخختين.

بيد أن الدادة جدد تأكيد الجيش الحر أن “22 ضابطا سوريا” قتلوا في الهجوم، “منهم 2 برتبة عمداء و6 برتبة عقيد، والباقون برتب مختلفة بين مقدم ورائد ونقيب وملازم”.

وقال الضابط المنشق إنه لم يتسن للجيش الحر “حتى الآن تحديد أسماء الضباط الذين فقدوا حياتهم، باستثناء عميد واحد فقط تأكدت وفاته واسمه: سمير هب الريح”.

وتلت التفجيرين اشتباكات عنيفة داخل المجمع في هجوم اعتبر الأكبر الذي يقع في دمشق منذ 18 يوليو الماضي، عندما أسفر انفجار استهدف مبنى الأمن القومي عن مقتل عدد من كبار مسؤولي الأمن منهم صهر الرئيس السوري، بشار الأسد، آصف شوكت ووزير الدفاع.

وعن الفرق بين هجوم الأربعاء وتفجير مبنى الأمن القومي، قال الدادة إن “تفجير الأمن القومي استخدم فيه عددا قليلا من العبوات الناسفة شديدة الانفجار، لأن هناك صعوبة في إدخال أعداد كبيرة لهذا المبنى، ولذلك تم تركيز الهدف بوضع المتفجرات أسفل طاولة الاجتماعات التي يجتمع عليها القادة، بينما تفجير اليوم (الأربعاء) استخدمت فيه عبوات ليست شديدة الانفجار، ولكن بكميات كثيرة لزيادة حجم الأضرار”.

وأكد المستشار السياسي للجيش السوري الحر أن “النظام يعلم تماما أن التفجيرات تتم بمساعدة عملاء لنا يعملون معه، وهذا يجعله يشك في أقرب المقربين إليه، لدرجة أنه يعين الآن حراسا على الحراس، وهذا كله يعجل بنهايته”.

جدير بالذكر أن “الجيش الحر” أعلن أخيرا نقل قيادته من تركيا إلى سوريا، في خطوة اعتبرها معارضون مرحلة جديدة في عمل قيادة هذا الجيش برئاسة العقيد رياض الأسعد.

19 قتيلا وقصف مستمر على مدن سورية

العنف في سوريا , القتلى في سوريا , مجازر , الجيش الحر , انفجارات , انفجارات في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون سوريون، الخميس، بوقوع انفجارات عدة في العاصمة السورية دمشق ومدينة حلب، فيما قتل 19 شخصا جراء العملية العسكرية التي تشنها القوات السورية على مناطق عدة في البلاد.

وكشفت مصادر المعارضة عن تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على بلدات عدة بريف دمشق، كما تجدد القصف العنيف بالمدفعية والدبابات على حيي جوبر والسلطانية بحمص.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 11 شخصا قتلوا بينهم طفل وامرأة جراء قصف الجيش النظامي بالمدفعية الثقيلة مناطق عدة بريف حلب.

ويأتي ذلك غداة يوم دام شهدته سوريا الأربعاء لقي فيه 343 شخصا حتفهم بنيران القوات الحكومية و3 “مجازر” ارتكبتها قوات الأمن في القنيطرة وريف دمشق ودير الزور، حسب ما أفادت المعارضة.

والخميس، كشفت تقارير لناشطين في المعارضة أن الطائرات المقاتلة لم تتوقف عن التحليق في سماء المزة في دمشق منذ أمس، فيما استهدف الجيش السوري بقذيفة مدرسة تعج بالعائلات النازحة في بلدة القاسمية في ريف دمشق.

وفي حماه، قال ناشطون إن إطلاق النار لم يتوقف في معظم حواجز المنطقة.

إلى ذلك، قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري أموس، إن مليونين ونصف المليون سوري بحاجة لمساعدات إنسانية.

وفي حوار مع “سكاي نيوز عربية” في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أعربت عن قلقها الشديد إزاء استمرار تدهور الوضع الإنساني في سوريا.

العنف يحصد 343 سوريا في يوم دام

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من 343 شخصا قتلوا، الأربعاء، في أعمال عنف في سوريا، معظمهم قضوا في ثلاث “مجازر”.

واتهم ناشطون قوات الأمن بارتكاب مجازر في محافظة القنيطرة وريف دمشق، في حين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد ضحايا أعمال العنف منذ 18 شهرا ارتفع إلى أكثر من 30 ألف شخص.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش السوري ارتكب “مجزرتين” في ريف دمشق، الأولى في الذيابية، وذهب ضحيتها 107 أشخاص، والثانية في حي برزة، حيث “أعدم مقاتلون موالون للرئيس السوري بشار الأسد، 16 شخصا”، بينهم أطفال ونساء.

بدوره، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل ما لا يقل عن 16 مواطنا بحارة التركمان بحي برزة بدمشق، إثر إطلاق الرصاص عليهم من مسلحين موالين للنظام، بحسب ناشطين من الحي.

وفي القنيطرة، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنه تم العثور على جثث 40 شخصا قتلوا “ذبحا بالسكاكين على يد قوات الجيش”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

يشار إلى أن معارضين وجهوا مرارا اتهامات إلى من يصفونهم بـ”الشبيحة” بارتكاب مجازر ضد المدنيين في النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من 18 شهرا.

وتزامن هذا التصعيد مع استهداف مقر هيئة الأركان العامة في العاصمة دمشق بتفجيرين قويين، أعقبه اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحين من المعارضة.

في غضون ذلك، شهدت مدينة بانياس السورية الساحلية حملة أمنية واسعة، أدت إلى اعتقال نحو 68 شخصا على الأقل بينهم 25 سيدة و3 أطفال، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

جدير بالذكر أن منظمة “هيومان رايتس ووتش” كانت قد طالبت مجلس الأمن الدولي بإحالة الجرائم التي ترتكبها كل الأطراف في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

343 قتيلاً تعلن الأربعاء اليوم الأكثر دموية بسوريا

اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في محيط كلية المشاة بحلب

بيروت – فرانس برس

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 17 شخصاً اليوم، فيما أعلنت سقوط 343 قتيلاً أمس في سوريا بنيران قوات النظام، في أكبر حصيلة يومية منذ بدء الثورة السورية، في حين ذكر المركز الإعلامي السوري أن جيش النظام قصف وادي الضيف والقرى المجاورة في ريف معرة النعمان.

وأكد المركز وقوع اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في محيط كلية المشاة في حلب.

ووقعت اشتباكات عنيفة في بلدة خان العسل بريف حلب، فيما قصفت قوات النظام بالمدفعية قرية حوش عرب في ريف دمشق.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 11 شخصاً قتلوا، بينهم طفل وامرأة جراء قصف الجيش النظامي بالمدفعية الثقيلة مناطق عدة بريف حلب.

كما كشفت تقارير لناشطين في المعارضة أن الطائرات المقاتلة لم تتوقف عن التحليق في سماء المزة في دمشق منذ أمس، فيما استهدف الجيش السوري بقذيفة مدرسة تعج بالعائلات النازحة في بلدة القاسمية في ريف دمشق.

وفي حماه، قال ناشطون إن إطلاق النار لم يتوقف في معظم حواجز المنطقة.

مدارس لبنان تفتح أبوابها للطلبة السوريين المهجرين

أكثر من 7000 تلميذ سوري بشمال لبنان يلتحقون بالمدارس الشهر القادم

العربية. نت

فتحت المدارس اللبنانية أبوابها أمام الطلاب السوريين المهجرين من أجل إتاحة الفرصة لهم لإكمال دراستهم وفق المنهاج السوري وبدوام مسائي.

تركت آلاء (15 عاماً) منزلَها في حمص منذ سبعة أشهر تقريباً وانتقلت مع عائلتِها للسكن في منطقة أبوسمرا في طرابلس شمال لبنان لدى أقارب والدتها، فلم تتمكن من إنهاء عامها الدراسي.

وروت الطالبة السورية آلاء لـ”العربية” قصتها حيث قالت: “درست للصف التاسع في حمص ولم أتمكن من إنهاء امتحان نصف السنة حين قصفت المدرسة ومن بعدها قصفت حارتنا ومنزلنا، فجئنا إلى طرابلس”، لكن مدارس الإيمان أتاحت لها ولرفاقها فرصة إكمال دراستهم.

وقالت مشرفة مدرسة الإيمان رسمية معصراني لـ”العربية” إن “الكتب مجانية والقرطاسية مجانية والنقليات مجانية”، وأن أكثر من سبعة آلاف تلميذ سوري في شمال لبنان، إضافة إلى آلافٍ في المحافظات اللبنانية الأخرى، وستستقبلُ مدارسُ الإيمان الست في شمال لبنان نحو خمسةِ آلافٍ منهم، وسيشرفُ على تعليمهم مدرسون سوريون.

وأضافت “استدعينا معلمات سوريات وأساتذة قدّموا طلبات، لديّ الآن أكثر من 800 طلب توظيف ونختار الأكفأ ومن لديه إجازة وخبرة”.

وانتقلت سميرة التي كانت تعملُ مدرسةً في حمص إلى لبنان بعد الأزمةِ السورية وستستأنفُ عملَها قريباً ولكن هذه المرةَ في طرابلس، وقالت سمية، مدرّسة سورية، لـ”العربية”: “أدرس الفيزياء والكيمياء في المرحلة الإعدادية، وهنا سأدرس الأمر نفسه وحالياً أقوم بمساعدة المدرسة في طلبات التسجيل”.

وأضافت “الأساتذةُ الذين سيتم توظيفُهم سيحصُلونَ على رواتب تصل إلى 600 دولارٍ أمريكي كحد أقصى، وسيبدأُ العامُ الدراسي في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل.

قذيفة أُطلقت من سوريا تسقط في الجولان

انفجرت صباحاً دون أن تخلّف ضحايا أو خسائر

القدس – فرانس برس

أفاد الجيش الإسرائيلي بأن قذيفة أطلقت خلال مواجهات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية السورية سقطت، الأربعاء، في هضبة الجولان المحتلة من دون ان تسفر عن ضحايا.

وقالت متحدثة عسكرية إسرائيلية إن “قذيفة أطلقت خلال معارك داخل سوريا انفجرت صباحا في هضبة الجولان من دون أن تخلف ضحايا أو خسائر”.

يُذكر أن أمس الثلاثاء أطلقت قذائف هاون من الأراضي السورية على الجولان. وأورد الجيش الإسرائيلي أن هذه القذائف كانت تستهدف “قرى في سوريا في إطار النزاع المستمر”.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن خمسة جنود على الأقل ومقاتلين معارضين اثنين قتلوا في هجوم شنه معارضون سوريون على حواجز للجيش السوري في قرى تقع في الشطر غير المحتل من الجولان.

سوريا: 300 قتيل “الأربعاء” في أعلى حصيلة يومية منذ بدء الاحتجاجات

تقارير النشطاء تتحدث عن 30 ألف قتيل منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس من العام الماضي

أفاد نشطاء ومعارضون سوريون بمقتل أكثر من 300 شخص يوم الأربعاء في أعمال عنف وهي أعلى حصيلة يومية منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد في مارس / اذار من العام الماضي.

ولم يتسن لبي بي سي التحقق من أعداد القتلى من مصادر مستقلة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن من بين القتلى نحو مئتي مدني.

وبحسب المرصد، عثر على اربعين جثة في مناطق عدة من بلدة الذيابية في ريف دمشق بينها جثث نساء واطفال.

كما قتل 17 شخصا في حارة التركمان في حي برزة في شمال العاصمة بعد تعرضهم لإطلاق نيران من قبل مسلحين.

وفي أحياء العسالي والقدم والقابون عثر على ثماني جثث أخرى.

وشهدت مدينة دير الزور شرقي سوريا، اشتباكات مسلحة بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة إضافة إلى حوادث أخرى أسفرت عن مقتل 23 شخصا.

كما قتل 18 شخصا في حماة وحمص برصاص القوات النظامية بحسب المرصد.

وكانت مصادر طبية قد أعلنت مقتل 14 في التفجيرين اللذين استهدفا مبنى قيادة هيئة أركان الجيش السوري في دمشق والاشتباكات التي تلتهما.

وفي المقابل، قالت مصادر حكومية إن التفجيرين أسفرا عن مقتل أربعة من حراس المبنى وإصابة 14 آخرين.

مجموعة اتصال جديدة

وعلى صعيد الدبلوماسي، أعلنت إيران رغبتها في تشكيل مجموعة اتصال جديدة لحل النزاع في سوريا.

وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ” نؤمن أنه من خلال الحوار الوطني والتوافق يمكن لأطراف النزاع في سوريا التوصل إلى حل قوي غير مؤقت”.

وأضاف “بالتالي نريد ان نمهد لبدء حوار وتفاهم وطنيين بين الجانبين ونبذل جهودا لتشكيل مجموعة اتصال من دول مختلفة”.

ورفض أحمدي نجاد الكشف عن أسماء الدول التي طلبت منها ايران الانضمام إلى مجموعة الاتصال الحالية التي تضم ايران ومصر والسعودية وتركيا.

واتهم أحمدي نجاد “قوى خارجية بالتدخل في سوريا من دون تسميتها” محذرا من أن التدخل الخارجي قد يؤدي إلى “نتائج سريعة لكنه سيشيع الفوضى وانعدام الاستقرار في سوريا لعقود”.

ممرات

في غضون ذلك، طالبت المفوضة الاوروبية لشؤون المساعدات الانسانية كريستالينا جورجييفا بفتح ممرات للوكالات والمنظمات الانسانية في سوريا.

وقالت جورجييفا في ختام اجتماع مع مسؤولين عن منظمات غير حكومية وممثلين عن أبرز الدول المانحة لسوريا إن ” الظروف تزداد صعوبة وبخاصة مع اقتراب فصل الشتاء”.

وأضافت “كي نعمل أكثر، يجب ان نتمكن من الوصول الى داخل سوريا ولكن الأمر يتعلق بحرب في المدن ومن الصعب جدا توزيع المساعدات”.

ومن جانبها، قالت منسقة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس إن حوالى 2.5 مليون شخص تضرروا مباشرة أو غير مباشرة بالنزاع السوري وهم بحاجة لمساعدة.

BBC © 2012

كلينتون: مجلس الأمن “مصاب بالشلل” تجاه سوريا

دعت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، مجلس الأمن الدولي إلى استئناف جهوده بهدف معالجة الأزمة السورية.

وقالت كلينتون إن مجلس الأمن الدولي “مصاب بالشلل” تجاه الأزمة السورية.

وطالبت كلينتون مجلس الأمن بإنهاء العنف في سوريا، وحضت أعضاء المجلس على “محاولة إيجاد طريق بديل مرة أخرى”.

ويذكر أن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة تؤيد اتخاذ إجراءات أشد ضد الرئيس بشار الأسد لكن روسيا والصين تدعمان الحكومة السورية.

ومن جهة أخرى، تعرض مقر قيادة هيئة أركان الجيش السوري بساحة الأمويين بوسط العاصمة السورية دمشق لهجوم بتفجيرين أسفرا عن سقوط قتلى من حراسه وإصابة آخرين.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر عسكري قوله إن “أربعة حراس قتلوا وأصيب 14 من المدنيين ورجال الأمن في تفجيرين استهدفا مجمعا عسكريا بدمشق يوم الأربعاء”

وأضاف المصدر أن “التفجيرين الارهابيين اسفرا عن استشهاد اربعة من عناصر حراسة مبنى هيئة الاركان العامة متأثرين باصابتهم” كما اصيب 14 شخصا آخرين “من المدنيين والعسكريين”.

وكانت وكالة الأنباء السورية “سانا” قد ذكرت في وقت سابق عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن “إن العصابات الإرهابية المسلحة المرتبطة بالخارج نفذت عملا إرهابيا جديدا صباح اليوم عبر تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة في محيط مبنى الأركان العامة ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المبنى واشتعال النار في بعض جوانبه وإصابة عدد من عناصر الحراسة”.

وأضاف المصدر أن “الهجوم تزامن مع إقدام بعض العناصر الإرهابية على إطلاق النار بشكل عشوائي في محيط المبنى والشوارع القريبة لإثارة الذعر في صفوف المدنيين فسارعت القوى المختصة إلى التصدي لهم وملاحقة فلولهم في محيط المنطقة”.

مسؤولية

وأعلن ” الجيش السوري الحر” المعارض مسؤوليته عن الانفجارين، وقال المكتب الإعلامي للمجلس العسكري للجيش السوري الحر في بيان إن “الجيش السوري الحر استهدف مبنى هيئة الأركان في ساحة الأمويين بدمشق وإن عشرات قتلوا في التفجيرين”.

ولكن التلفزيون السوري الرسمي نقل عن مصدر عسكري قوله إن “ايا من ضباط الجيش الكبار لم يصب بأذى جراء التفجيرين اللذين استهدفا مقر الهيئة العامة للاركان صباحا في دمشق”.

وأضاف المسؤول العسكري أن “جميع القادة العسكريين وضباط القياة العامة بخير ولم يصب أي منهم بأذى وهم يتابعون تنفيذ مهامهم اليومية المعتادة”.

وكان وزير الاعلام السوري قد صرح في وقت سابق بأن الانفجارين تسببا في أضرار مادية فقط.

وأضاف أن قوات الأمن في المنطقة تطارد “ارهابيين مسلحين” في المنطقة.

وكان مصور بي بي سي فيل جودوين موجودا في فندق قريب عندما حصل التفجيران.

وقال جودين “”هز التفجير الأول كل البناية التي كنت فيها وتسببب في انبعاث أعمدة الدخان صوب السماء”.

وقال مراسل بي بي سي في دمشق رافد جبوري إن الهدف والتوقيت كانا في غاية الأهمية.

أما مراسل بي بي سي في بيروت، جيم موير، فقال إن رغم أن الهجوم مثل ضربة كبيرة، فإنه المتمردين لا يبدون أنهم تسببوا في سقوط خسائر عسكرية من الطراز الرفيع أو أنهم استولوا على أراض وحافظوا عليها.

اشتباكات

وأفادت تقارير باندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة في محيط مقر قيادة الأركان حيث وقع التفجيران.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “اشتباكات عنيفة داخل ساحات هيئة الاركان العامة للجيش والقوات المسلحة الذي استهدف بانفجارين صباح اليوم” مشيرا إلى وقوع خسائر في صفوف الجانبين.

مقتل صحفية

ويأتي هذا في الوقت الذي أعلن تلفزيون “برس تي في” الايراني الناطق بالانجليزية مقتل مراسله وإصابة مديرا لمكتب قناة العالم الايرانية الناطقة بالعربية في إطلاق نار في دمشق.

وقال تلفزيون “برس تي في” في خبر عاجل على موقعه الالكتروني إن “مراسل برس تي في مايا ناصر قتل برصاص قناص في العاصمة السورية دمشق”.

وأضاف أن “مدير مكتب تلفزيون العالم في دمشق حسين مرتضى أصيب بجروح”.

وأكدت قناة “العالم” أنباء مقتل مراسل برس تي في وإصابة مدير مكتبها وأحد المصورين برصاص مسلحين أثناء تغطيتهما للتفجيرين في ساحة الأمويين بدمشق”.

BBC © 2012

جهاديون أجانب في سوريا

من حلب تقرير بيلدا كورت :

يطلق على نفسه أبو يحيى، وهو الاسم الحركي، كما يفعل الآلاف في سوريا. يبلغ من العمر سبع و عشرين سنة. وهو يرتدي تي شيرت أسود ورمادي و سروال إلى دون الركبة. ينتعل صندل ماركة  بيركنستوك، ويحمل على الكتف بندقية كلاشنيكوف. أبو يحيى يبدوا ودودا ولا يتوافق مع الصورة النمطية المعادية للغرب للإسلاميين المتعصبين .نشأ كطفل لمهاجرين جزائريين على الحدود الفرنسية السويسرية. عمل سنة ونصف في مصنع نسبرسو في أورب، سويسرا. عدا ذلك، لا يتكلم الكثير عن ماضيه.

لقد جاء إلى سوريا لمشاركة أصحابه المؤمنين في الحرب ضد الرئيس الأسد. “لقد جئت هنا لوحدي ، أولاً إلى اسطنبول ثم غازي عنتاب التي تبعد فقط حوالي أربعين كيلومترا ثم إلى كيلس،آخر بلدة تركية قبل الحدود السورية. و بسبب جواز سفري الجزائري مُنعت من عبور الحدود، ولكن الثوار ساعدوني على التسلل من محيط مصنع أسمنت وخلال السياج الحدودي. “ثم قضى اسبوعاً في مدينة أعزاز حيث تدرب على السلاح”. ومن ثم أرسل إلى حلب.

– جبهة حلب الغربية تعتبر كمكة بالنسبة للمقاتلين الأجانب

تتمركز جماعة أبو يحيى، البالغة حوالي عشرين رجلاً وصبياً، في مدرسة جنوب غرب حي السكري. جبهة حلب الغربية تعتبر كمكة بالنسبة للمقاتلين الأجانب الذين يرغبون في المشاركة في الجهاد في سوريا، وذلك لأن هذه المنطقة  كانت حتى وقت قريب ساحة لأشد المعارك عنفا. أبو يحيى يعتقد أن هناك مقاتلين أجانب في السكري، وخاصة من المملكة العربية السعودية وليبيا والعراق، و أيضا من تونس، و قد التقى حتى ببعض السودانيين.

المجموعة التي ينتمي لها ليست جزءا من الجيش السوري الحر (FSA) و الذي يعتبر كشبكة من الوحدات غير المترابطة على الغالب من الثوار العلمانيين دون إيديولوجية ثابتة. أبو يحيى هو أحد أعضاء كتائب أحرار الشام، و ترجمتها الحرفية “كتائب السوريين الأحرار”. و هذه الحركة السلفية منظمة بشكل جيد، و تتمتع بدعم مالي من منطقة الخليج وتعمل بشكل رئيسي في شمال سوريا، حيث يقدر عددها ببضع مئات من المقاتلين. و تقوم بتنسيق عملياتها أحياناً مع FSA.

و لقد عرفت كتائب أحرار الشام بتجنيدها للجهاديين الأجانب في صفوفها. كما أن موقعها على الانترنت قد صمم بشكل محترف وهو لا يتضمن خطاباً معادياً للغرب و لا يدعو للعمليات الإرهابية.

– الشاب حسن يلعب على الكمبيوتر ألعاباً حربية

أبو أنس من أعزاز الشاب ذو الأربعة وعشرون عاماً هو قائد القوات في مدرسة السكري. ذو لحية، و شعرٍ متموج يصل إلى كتفيه ، يرتدي قميص بولو أسود، وبنطلون و حذاء عسكريين. و يمكن اعتبار أبو أنس كشئ يشبه الأسطورة هنا. لقد قاتل في العراق و وهو فنان في صناعة القنابل.

في الصف الدراسي الفارغ، القائد الشاب يعرض مجموعته: حوالي ستين من العبوات الناسفة تتدرج من بضعة كيلوغرامات حتى الخمسين كيلوغراما. أبو أنس يصنع القنابل، من قذائف المدفعية التي لم تنفجر، ويستخدمها في المقام الأول على أهداف غير مدرعة. “حيث يراد لها التأثير على الجنود، فنضع العبوات خلال الليل في المنازل أو على جوانب الطرق، وعندما يأتي الجنود في الصباح، نفجرها لاسلكيا أو عن طريق الأسلاك”، يوضح أبو أنس.

و غيرها من المتفجرات التي توضع في اسطوانات من الحديد ويتم لحمها و تزن حوالي خمسين كيلوغراماً, و يتم استهداف الدبابات بواسطتها و تؤدي إلى تلاشي الدبابة. كم عدد الدبابات  التي دمرتها ؟ لا أعرف بالضبط و لكن هناك الكثير يجيب القائد الشاب.

حسن أصغر المجموعة يجلس خارج القاعة، يلعب على جهاز كمبيوتر دور المهاجم لمعسكر للجيش فيطلق النار على الجنود الذين يرتدون زياً رسمياً أخضر مع قبعات حمراء. انه يضع ربطة رأس سوداء كتب عليها الشهادة الإسلامية بالأبيض. وعلى الرغم من الحرارة، فقد لبس قفازات صوفية سوداء. انه يسعى إلى محاكاة الدور الذي يلعبه كثيراً.

فوق المدرسة تحلق طائرة بدون طيار ، ويسمع صوت قذائف الدبابات التي تضرب المباني السكنية خلف المدرسة .  لقد حاول حسن التعامل مع التهديد ببرود، مثل الرفاق الأكبر منه سنا. انه يدعي أن عمره ستة عشر عاماً، ولكنه يبدو مثل صبي في الثالثة عشر,و هو لمّا يعثر على ملابس سوداء تناسبه، ولذلك يرتدي ملابس مدنية، جينز مخطط و تي شيرت رمادي.

– قنابل جديدة تصنع من القنابل التي لم تنفجر

كتب على جار المدخل باللغة العربية: “أمة قائدها محمد لا تركع”. في الساحة صغيرة بين الجدار وما مجموعه مباني المدارس الست قنابل ضخمة لم تنفجر ألقاها سلاح الجو السوري. بعضها نزع أبو أنس الصاعق منها و بعضها ينتظر. “هذا شيء خطير، عليك أن تركز للغاية و تتجنب الوقوع في الخطأ”، قال الشاب ضاحكاً. فشل الكثير منها بالانفجار يعد مؤشرا على نوعية رديئة من القنابل .يمكن اعتبار أبو أنس بمثابة مستودع للمتفجرات.

بالنسبة لقنابله فانه يستخدم مزيج من الأسمدة والوقود.و بالمقارنة مع أبو أنس فالمقاتلين الآخرين يعتبرون مبتدئين. وعلى الرغم من أن العديد من المتمردين يملكون قنابل يدوية صنعت في سويسرا فإنهم يضطرون كثيراً لصناعة قنابلهم من المواد المحلية.

و على عكس جبهة النصرة ، والتي يشار إليها أحيانا في وسائل الإعلام الغربية على أنها فرع من تنظيم القاعدة،فأحرار الشام لم تنفذ تفجيرات انتحارية كما يظهر. و مع ذلك فمن الواضح أنه يوجد مقاتلين مع أبو أنس معجبون بأبو مصعب الزرقاوي أحد القادة الإرهابيين لتنظيم القاعدة و الذي قتل في العراق. و تستطيع أن ترى هذا بشكل واضح فهم يضعون على رؤوسهم أربطة سوداء تماثل علم القاعدة الأسود

و لدى سؤاله عن فكر أحرار الشام، يجيب أبو يحيى الجزائري: “نحن نقاتل من أجل إقامة دولة إسلامية في سوريا ، ولكن جبهة النصرة تريد قيام الخلافة في جميع أنحاء بلاد الشام والعراق …”

– الجهد الإنساني الذي تقوم به كتائب أحرار الشام

إلى جانب أبو يحيى يوجد شاب يبلغ  ثمانية عشر عاما من العمر من مصراتة. يحمل بندقية قناصة روسية الصنع. لم يصرح باسمه، لكنه قال إنه خاض معارك في العام الماضي ضد قوات القذافي عندما كانت مصراتة محاصرة . في ليبيا، هناك العديد من الشبكات التي تهرب الجهاديين إلى سوريا. فعلى سبيل المثال من الأماكن المعروفة كنقطة تجمع لمؤيدي الثورة الإسلامية العالم، ، مسجد في ضاحية قرقاش الفاخرة في العاصمة طرابلس.و أيضا من درنة في الشرق يأتي عدد كبير من الجهاديين الليبيين. و خلال الحرب على العراق عرفت درنة كنقطة انطلاق لليبيين الذين يريدون القتال ضد الأمريكيين في بلاد ما بين النهرين.

حوالي خمساً و أربعين كيلومترا إلى الشمال من المدرسة يقع مقر أبو أنس في مدينة أعزاز. فقد استقر المقاتلين هناك في فيلا لأحد تجار الهيروين السابقين. و تستطيع أن ترى بجوار حوض سباحة الفارغ دلة القهوة العربية المصنوعة من الاسمنت.

لقد جهز المقاتلين المتمركزين أنفسهم للعمل الإنساني. فقد جلبوا من تركيا حمولة شاحنة من الطعام، وحفاضات للأطفال والفوط الصحية للنساء. حيث يتم توزيعها على الفقراء من سكان أعزاز. رئيس المجموعة المصاب بالبهاق، و عمره أكبر كثيراً من متوسط أعمار مقاتليه يقوم بتوزيعها لقائمة من أسماء الأسر المستفيدة.موضوعة في أكياس سوداء و تستطيع أن ترى في كل مكان شعار الجماعة الإسلامية” النسر الأخضر وعبارة أحرار الشام”. انه شخص متواضع هذا القائد المصاب بالبهاق و هو ينفي أن تكون كل هذه الأعمال الاغاثية بهدف كسب الشعبية و تجنيد المقاتلين.

ضمن نفس السياق  وجدنا شاباً كندياً صغير السن قدم من مونتريال ويتحدث الفرنسية بلكنة الكندية. يدعي انه كان فقط في مهمة إنسانية في سوريا.  ولكن هل كتائب أحرار الشام مؤسسة خيرية وليس مجموعة للقتال؟ أحرار الشام تقاتل من أجل السلام وضد الأسد الوحش يقول الشاب الكندي. ثم يضيف: “وأنت تعرف من هم  الإرهابيين الحقيقيين، إنها أوروبا و طبعاً أمريكا ، التي تأتي إلى بلاد المسلمين و تقتلهم، و على كل الأحوال أنا لا أريد العودة إلى كندا ..؟”

تجدون المقال على الرابط التالي http://www.spiegel.de/politik/ausland/syrien-salafisten-und-auslaendische-dschihadisten-kaempfen-in-aleppo-a-856925.html

مقال من الدير شبيغل نشر بتاريخ 22.09.2012 ترجمة A.ALH

اين القيادات لتضع حداً… “خطايا” بعض الحر في حلب.. احتل البيوت واستحل الممتلكات

                      بعد مرور اكثر من شهرين على بدء معركة حلب بدأ التململ يتزايد والاصوات تتعالى بين سكان ثاني كبرى المدن السورية احتجاجا على “الثمن الباهظ للثورة” والانتهاكات العديدة التي يرتكبها المقاتلون المعارضون للرئيس بشار الاسد.

وسرعان ما بدأت تتلاشى “رومانسية” الثورة والصورة الناصعة التي تكونت عنها في اذهان عدد من سكان العاصمة الاقتصادية للبلاد، صورة شعب ينتفض ضد حكم الطاغية، وذلك بعدما حلت محلها صور القتل والدمار والقصف الجوي والبري والجثث التي تملأ شوارع العديد من احياء كبرى مدن الشمال السوري حيث تدور معارك طاحنة بين القوات النظامية والمعارضين.

وبالنسبة الى العديد من المدنيين العالقين بين ناري الحرب فهم يشعرون ان هذه الحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، اما الاكثر نقمة من بينهم فيتهمون المقاتلين المعارضين بانهم يستخدمونهم “دروعا بشرية”.

فايز شعيب (65 عاما) هو احد سكان حي سيف الدولة ولا يخفي خيبة امله مما آلت اليه “الثورة”.

ويقول “لقد ذهبت لزيارة امي العجوز وعندما عدت الى منزلي وجدته محتلا من قبل حوالى عشرة مسلحين”، ويضيف بحسرة “بعضهم كان يرتدي ملابسي ويستخدم مطبخي ويشاهد تلفزيوني”.

وشعيب طوبوغرافي متقاعد عاش عشر سنوات في نيويورك “من اجل بناء جسر” في المدينة الاميركية، وهو اليوم يعاني كما يقول من مرض السكر ومشاكل في القلب.

ويتابع “قالوا لي لا تقلق ايها العجوز، لن نسرق منك شيئا. قد اكون بعمر جدهم ولكنهم لا يحترمون شيئا او احدا. لقد حاولت طردهم ولكنهم اجابوني بانهم لن يتزحزحوا. انهم يظنون ان حمل سلاح ومقاتلة الاسد يعطيانهم كل الحقوق”.

بالمقابل اقترح المقاتلون على شعيب ان يختار اي منزل في الجهة المقابلة ليسكن فيه، مؤكدين له ان الامر لن يكلفهم “سوى ركلة واحدة لخلع بابه” واعطائه لشعيب.

ويضيف “تخيلوا اذا ما عاد مالكو المنزل ووجدوني في سريرهم! سوف يقتلونني ولهم كل الحق في ذلك”، مؤكدا انه والحال هذه اضطر الى المبيت في الشارع.

وحاليا يفترش الطوبوغرافي المتقاعد مكانا مرتفعا مطلا على منزله، لا كهرباء ولا انارة بل شمعتان تنيران عتمة الليل، وفي هذا يقول “نحن ندفع ثمنا باهظا جدا للحصول على حريتنا، كلا لا اريد الثورة اذا كان هذا هو الثمن الذي يجب دفعه”.

ويتابع “في حلب الكثير من المباني خالية. لا تزال جديدة ولم يتح الوقت لشغلها. لقد اقترحت عليهم ان يذهبوا ويقيموا هناك ويتركوا المنازل حيث كانت تعيش عائلات”.

ويضيف “لكنهم رفضوا”، موضحا “انهم يخشون ان يصبحوا اهدافا سهلة للجيش النظامي اذا ما اقاموا في مبان خالية. لهذا السبب هم يفضلون الاقامة بين السكان. انهم يستخدموننا كدروع بشرية!”.

اما التاجر ابو حسين فيستنكر من جهته اعمال السلب والنهب التي يرتكبها المقاتلون المعارضون. ويقول: “يدخلون المتاجر، يأخذون ما يحلو لهم وطبعا لا يدفعون شيئا بدعوى انهم يقاتلون من اجل حريتي. اذا كانت هذه هي الحرية التي تنتظرنا فليحتفظوا بها لانفسهم، لا اريدها!.

وعندما تهدأ ثورته قليلا، يقول “اشكرهم بالطبع من كل قلبي على النضال الذي يقومون به ولكن لا يقومون بالامور كما يجب. نحن نرتكب الكثير من الاخطاء وينتهي بنا الامر بدفع ثمنها عاجلا ام آجلا. الناس بدأوا بعدم تصديقهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى