أحداث الأربعاء 13 كانون الثاني 2016
«مشاهد مروعة» وهياكل عظمية في مضايا
لندن، نيويورك – «الحياة»
رسمت الأمم المتحدة أمس صورة مخيفة للوضع الإنساني في بلدة مضايا في ريف دمشق قرب الحدود اللبنانية بعد يوم من وصول أول قافلة مساعدات إليها بعد حصار محكم استمر 180 يوماً. وتحدثت عن وضع «مروّع» عاشه السكان خلال فترة حصارهم بحيث وصل سعر كيلو الرز إلى 300 دولار، وكانت وجبة الطعام الأساسية عبارة عن «شوربة أعشاب».
وجاء إدخال المساعدات إلى مضايا وإلى بلدتين شيعيتين تحاصرهما المعارضة في ريف إدلب (شمال غربي سورية) في وقت أعلن النظام أن قواته سيطرت في شكل كامل على بلدة سلمى الاستراتيجية التي تُوصف بأنها «عاصمة ثوار الساحل» في محافظة اللاذقية (غرب). ويمثّل سقوط سلمى الذي جاء بعد قصف عنيف شنته الطائرات الروسية، ضربة معنوية لا يُستهان بها لفصائل المعارضة التي كانت تعتبر هذه البلدة قاعدة أساسية لها في جبل الأكراد.
وفيما أشاد الرئيس السوري بشار الأسد أمس بالدور الإيراني والروسي في «الانتصارات» التي تحققها قواته، كان لافتاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث في مقابلة وزعها الكرملين أمس عن «أخطاء عدة» ارتكبها الرئيس الأسد منذ بدء الثورة ضد نظامه عام 2011، لكنه قال إن «من السابق لأوانه» الحديث عن منحه اللجوء في روسيا. وفي باريس (رويترز) قال رياض حجاب منسق المعارضة السورية إن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها في شأن سورية – بتخفيفها موقفها لاسترضاء روسيا، وحذّر من أن المعارضة ستواجه خياراً صعباً في شأن إمكان المشاركة في محادثات السلام المنتظرة هذا الشهر في جنيف. وقال إن هناك تراجعاً واضحاً للغاية من جانب الولايات المتحدة، مضيفاً أنه «لا يعتقد أن التاريخ سيغفر لأوباما».
إنسانياً، نقلت «فرانس برس» عن ممثل رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة سجاد مالك قوله في تصريح بعد زيارته مضايا أمس: «ما رأيناه مروّع، لم تكن هناك حياة. كل شيء كان هادئاً للغاية». ووصف الوضع البائس للسكان، قائلاً إن الطعام كان نادراً حتى أن الناس «ذكروا مراراً أن سعر كيلو الرز وصل إلى 300 دولار». وأضاف: «ما رأيناه في مضايا لا يقارن (…) بمناطق أخرى من سورية». وأبدى «هوله» لما رآه، موضحاً أن الأطفال كانوا يقتاتون من أعشاب يقتلعونها من أجل البقاء على قيد الحياة. وقال سكان لموظفي الأمم المتحدة الذي أدخلوا قافلة مساعدات إلى مضايا أول من أمس إن المصدر الرئيس للطعام خلال الأسابيع الماضية كان الشوربة المعدة من الأعشاب والتوابل.
ونقل منسق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في سورية يعقوب الحلو صورة مروعة عن المشاهدات التي عاينها في مضايا أمس وقال إن «ما نقل في وسائل التواصل الإجتماعي يعكس حقيقة معاناة سكان البلدة»، مشدداً على ضرورة إجلاء العشرات من المهددين بالموت جوعاً. وقال الحلو في اتصال من دمشق خلال مؤتمر صحافي في نيويورك إن «بعض سكان مضايا تحولوا الى ما يشبه هياكل عظمية وهم بالكاد لا يزالون على قيد الحياة». وشدد على ضرورة «تحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة بكل هيئاتها لإنهاء استخدام الحصار كتكتيك حربي على غرار ما يجري في مضايا وكفريا والفوعة ودير الزور».
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جهته، إلى أن توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية استمر حتى صباح أمس في مضايا التي غادرها ما لا يقل عن 300 شخص في حين توجد «نحو 400 حالة مرضية بحاجة للعلاج الفوري والعناية الصحية». وكان السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري نفى الاثنين في نيويورك وجود مجاعة في مضايا، فيما اتهمت فرنسا وبريطانيا النظام باستخدام سياسة «تجويع» معارضيه. وأعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين أنه يعمل على إجلاء ٤٠٠ شخص من مضايا خلال ساعات «لإنقاذ حياتهم».
ميدانياً، أعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أن قوات الجيش «فرضت سيطرتها الكاملة على بلدة سلمى والتلال المحيطة بها في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي»، وكان المرصد السوري أكد صباحاً أن النظام بات في داخل البلدة بعدما تقدم تحت غطاء ما لا يقل عن 120 غارة شنتها الطائرات الروسية خلال 48 ساعة. وأضاف أن «أهمية بلدة سلمى تأتي لكونها تمكّن قوات النظام -في حال السيطرة عليها- من السيطرة نارياً على أجزاء واسعة من جبل الأكراد». أما موقع «زمان الوصل» المعارض فقال إن معركة سلمى «ستكون صعبة على ثوار الساحل وذلك بسبب الطيران الحربي الروسي الذي يطبق سياسة الأرض المحروقة أثناء تمهيده لتقدم قوات النظام»، مضيفاً أن سلمى «آخر قلاع الثوار في جبل الأكراد… وسقوطها بأيدي قوات النظام وميليشياته يعني سقوط جبل الأكراد بالكامل». وأضاف أن لـ «سلمى أهمية رمزية كون ثوار الساحل يعتبرونها عاصمة لثورتهم».
الداخلية: انتحاري اسطنبول سوري غادر السعودية قبل 20 عاماً
الرياض – عيسى الشاماني
نفت وزارة الداخلية السعودية ما يثار حول هوية الانتحاري الذي استهدف تجمعاً في اسطنبول اليوم (الثلثاء)، ما ادى الى مقتل 10 اشخاص، بعدما ذكرت بعض وسائل الإعلام انه سعودي، مؤكدة انه سوري الجنسية وانه غادر المملكة برفقة ذويه قبل اكثر من 20 عاماً.
وقال الناطق الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي لـ “الحياة” ان الانتحاري المدعو نبيل فضلي هو من مواليد المملكة، وغادر مع ذويه وعمره ثماني سنوات في العام ١٤١٧هـ، اي قبل عشرين عاما.
وكانت السلطات التركية اعلنت ان منفذ الاعتداء في منطقة السلطان أحمد الاثرية وسط اسطنبول ينتمي الى تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) ويدعى نبيل فضلي، وهو مواطن سوري عمره 28 عاماً ومن مواليد السعودية.
رياض حجاب: أميركا تراجعت عن موقفها في شأن سورية
باريس – رويترز
قال منسق المعارضة السورية رياض حجاب اليوم (الثلثاء)، إن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها في شأن سورية، بتخفيف موقفها لارضاء روسيا، وحذر من أن المعارضة ستواجه خياراً صعباً في شأن إمكان المشاركة في محادثات السلام المنتظرة الشهر الجاري.
وأضاف حجاب الذي اختير في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، منسقاً للهيئة التفاوضية للمعارضة لقيادة المحادثات المستقبلية في شأن سورية، أن «الخلافات لا تزال قائمة مع الحكومة السورية والأمم المتحدة، في ما يتعلق بجدول أعمال المحادثات».
وأضاف أن «هناك تراجعاً واضحاً للغاية من جانب الولايات المتحدة»، وقال مشيراً إلى قرار الأمم المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي: «الولايات المتحدة ضغطت من أجله، على رغم ثغرات كثيرة».
وأجاب حجاب ردّاً على سؤال في شأن السياسة الأميركية عموماً تجاه سورية، أنه لا يعتقد أن «التاريخ سيغفر للرئيس الأميركي باراك أوباما».
“داعش” يضرب قلب اسطنبول وأصابع الاتهام إلى سوري
حط الإرهاب المتنقل بين المدن والعواصم العالمية رحاله في اسطنبول، مستهدفاً وجهها السياحي المتمثل في ميدان السلطان أحمد، في هجوم انتحاري وُجهت أصابع الاتهام فيه إلى سوري من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وكان دوي الانفجار قوياً إلى حد انه سمع في أنحاء بعيدة من المدينة، بينها ميدان تقسيم. وقد بدت كتلة لهب في صور التقطها سياح مصادفة لحظة الانفجار الذي ظنه الآخرون زلزالاً أو رعداً.
وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن مقاتلاً من “الدولة الاسلامية” (“داعش”) نفذ العملية الانتحارية التي أدت إلى مقتل عشرة أشخاص هم تسعة ألمان وبيروفياني. لكن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر-شتاينماير أفاد أن عدد القتلى الألمان ثمانية.
وقال داود أوغلو :”تحققنا من أن منفذ هذا الهجوم الإرهابي في السلطان أحمد، أجنبي من عناصر “داعش” (“الدولة الإسلامية”).
وأشار نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش إلى أن منفذ الهجوم سوري من مواليد عام 1988، وهو دخل أخيراً تركيا آتياً من سوريا. وإذ تحدث عن تعقب آلاف الأشخاص للاشتباه في صلتهم بمتشددين، أوضح أن المهاجم لم يكن بينهم.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الانتحاري سوري، مع العلم أن وكالة “دوغان” الخاصة للأنباء أوردت أنه سعودي المولد. ودعا إلى وقوف الأتراك “على قلب واحد وجسد واحد في محاربة الإرهاب”، مشيراً إلى أن “موقف تركيا الحاسم والمبدئي هو أن مكافحة الإرهاب مستمرة إلى النهاية”.
ويذكر أنه قبل سنة، فجرت انتحارية من جماعة يسارية نفسها في مركز للشرطة في الميدان عينه، مما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة آخر.
سوريا سباق بين الميدان وجنيف بوتين: فرضية لجوء الأسد سابقة لأوانها
المصدر: العواصم – الوكالات
جنيف – موسى عاصي
تعمل الامم المتحدة على تأمين اجلاء نحو 400 شخص “مهددين بالموت” من بلدة مضايا المحاصرة قرب دمشق، بعد تأكيدها ان معاناة السكان فيها “لا تقارن” بأي منطقة اخرى من سوريا، وقت سيطر الجيش السوري على بلدة سلمى، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف اللاذقية. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان من السابق لاوانه الحديث عما اذا كانت موسكو ستمنح الرئيس السوري بشار الاسد الذي ارتكب “اخطاء عدة حق اللجوء”. وحذر من ان الأزمة في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران ستعقد التوصل الى السلام في سوريا.
ودعا منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في سوريا يعقوب الحلو الى الاسراع في رفع الحصارات المفروضة على مدن سورية، والا فان الكثير من السكان سيموتون. وقال إنه شاهد في مضايا أناساً “يعانون سوء تغذية خطيراً” بينهم أطفال باتوا في حال “هزال شديد أشبه بهياكل عظمية”. وندد بـ”تكتيك الحرب” الذي يستخدمه المتناحرون. وأضاف ان 4،5 ملايين سوري موجودون في مناطق يصعب الوصول اليها وان الامم المتحدة تواجه صعوبات في اغاثتهم، وان 400 الف شخص تحاصرهم القوات الحكومية او الفصائل المسلحة المعارضة.
حجاب: أميركا تراجعت
وصرّح منسق الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة المنبثقة مؤتمر الرياض رياض حجاب بأن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها من سوريا بما في ذلك مستقبل الأسد لاسترضاء روسيا، محذراً من أن المعارضة ستواجه خياراً صعباً في شأن إمكان المشاركة في محادثات السلام المرتقبة هذا الشهر.
وقال إن الخلافات لا تزال قائمة مع الحكومة السورية والأمم المتحدة في شأن جدول أعمال المحادثات، ولكن”هناك، ويا للأسف، تراجع واضح جدا وخصوصاً من الولايات المتحدة في ما يخص أجندة المفاوضات”، مشيرا إلى أن الأميركيين يرغبون في تأليف حكومة يترك النظام للمعارضة فيها عدداً قليلاً من الوزارات.
ورأى أن التراجع الأميركي ساهم في قرار الأمم المتحدة في كانون الأول الذي قال إنه يتضمن الكثير من “الثغرات والغموض”.
وأضاف: “لم يذكر الروس ولا الأميركيون الأسد (خلال المحادثات) ولم يتحدثوا عن رحيله وهذا تراجع واضح. عندما قال أوباما إنه (الأسد) ليس له شرعية كان كيري يقدم تنازلات”.
وانتقد الإدارة الأميركية والرئيس باراك أوباما بسبب سياساته وخصوصاً مقترحات فرض منطقة حظر طيران لحماية السوريين وتعامله مع الأسلحة الكيميائية لدى الحكومة السورية. وقال: “لا يرغب أوباما فيها (فرض منطقة حظر طيران) … ومع وجود خطوط حمر على الأسلحة الكيميائية نزعوا الاسلحة … لا اعتقد أن التاريخ سيغفر له”.
وسئل حجاب هل تحضر المعارضة المحادثات، فأجاب: “السؤال صعب للغاية. أمامنا مشكلة حقيقية. إذا لم نذهب إلى المفاوضات فإنهم سيقولون إننا لا نحترم قرارات الأمم المتحدة، لكن أهلنا يقصفون ويعانون مجاعة”.
جنيف وسباق الوقت
وبدت جنيف منذ أمس في سباق مع الوقت من أجل تطبيق الاجندة الاممية حول بدء المفاوضات السورية في موعدها المقرر في 25 كانون الثاني الجاري. فقد وصل اليها وفدا روسيا برئاسة نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف والولايات المتحدة برئاسة مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط آن بيترسون . ويبدأ الطرفان اليوم لقاءات مع المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا، بعد لقاءات جرت أمس وتجري اليوم ايضاً مع اطراف سوريين بينهم ممثلون لـ”مجلس سوريا الديموقراطية” الذي تاسس أخيراً برئاسة هيثم مناع.
واعلنت الامم المتحدة أن لقاء آخر سيجمع اليوم دو ميستورا وممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن في مقر الامم للمتحدة، على هامش اللقاء الذي سيجمع المبعوث الدولي والثنائي بيترسن وغاتيلوف، للبحث في الملف السوري، وسيطلب دو ميستورا من السفراء قيام دولهم بما أمكن لانجاح انعقاد الحوار السوري.
وأكدت أوساط المنظمة الدولية ان موعد 25 كانون الثاني الجاري للحوار بين السوريين لا يزال قائما، واعتبرت أن الحوار سيجري لا محالة و”أن اجتماعات لفريق الامم المتحدة بدأت منذ وصول دو ميستورا الى جنيف بعد جولته على عدد من عواصم المنطقة.
وقالت أوساط ديبلوماسية متابعة في جنيف أن مصير العملية التفاوضية ستحسم في اللقاءات التي ستعقد اليوم داخل مقر الامم المتحدة وفي مدينة جنيف، وأكدت أن الطرفين الاميركي والروسي متفقان على ضرورة انطلاق الحوار في موعده “على رغم العراقيل الكبيرة التي لا تزال موجودة”. وشرحت هذه الاوساط أن العقدة الاساس تبدو محصورة في تشكيل وفد المعارضة السورية الذي سيشارك في هذا الحوار، وفي حين سلمت الهيئة العامة للحوار التي تشكلت أخيراً في الرياض الامم المتحدة لائحة باسماء 50 شخصية سورية معارضة تنتمي في معظمها الى “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” والى قوى وتنظيمات وفصائل عسكرية اسلامية، تصر اطياف المعارضة الأخرى وخصوصاً تلك التي انضوت في “مجلس سوريا الديموقراطية” على أن يتمثل بشكل مستقل عن “وفد الرياض” ويرفض أي اقتراح لدمج بعض الشخصيات منه في الوفد الآخر.
وعلمت “النهار” ان غاتيلوف التقى شخصيات من المجلس السوري وابلغه موقفا روسياً حاسماً لجهة الوقوف الى جانبه في أن يتمثل بوفد مستقل وعلى قدم المساواة مع وفد الرياض.
اردوغان
وفي أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للسفراء الأتراك إن روسيا تعد الساحة لايجاد “دويلة” سورية حول محافظة اللاذقية وإنها تنفذ هجمات تستهدف التركمان هناك.
وانتقد إيران أيضا قائلاً إنها تستغل التطورات في دول مثل سوريا والعراق واليمن لتوسيع نطاق نفوذها وتحاول إشعال عملية خطيرة باتخاذها موقفا يحول الخلافات الطائفية إلى صراع.
المرحلة الثانية من اتفاق حي الوعر السوري قيد التنفيذ
دمشق – (أ ف ب) – يشهد حي الوعر، وهو آخر نقطة كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حمص في وسط سوريا، بدء تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق بين النظام والفصائل المقاتلة، ينص على وقف لاطلاق النار وفك الحصار الذي تفرضه قوات النظام منذ اكثر من سنتين.
وتتضمن المرحلة الثانية، بحسب ما ذكر محافظ حمص طلال البرازي الاربعاء، تسهيل حركة سكان الحي وبدء تسليم المقاتلين لسلاحهم.
وقال المحافظ “بدأ تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق الوعر منذ اربعة ايام وستستمر حتى بداية شهر شباط/فبراير المقبل”، موضحا انها ستتضمن بالدرجة الاولى “السماح لاهالي الوعر المقيمين في الحي أو المهجرين بالدخول والخروج” وذلك بعد “استحداث معبر ثان اضافي الى الحي”.
وتوصلت قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة في حي الوعر الى اتفاق باشراف الامم المتحدة في الاول من كانون الاول/ديسمبر، وشملت المرحلة الاولى منه وقف اطلاق النار وخروج اكثر من 700 شخص بينهم 300 مسلح في التاسع من الشهر ذاته وادخال مساعدات الى الحي.
وبحسب البرازي، تتضمن المرحلة الثانية “تسوية اوضاع المسلحين” الراغبين بتسليم سلاحهم، مقدرا وجود نحو الف منهم داخل الحي.
وقال “من يرغب بتسوية اوضاعه عليه ان يتقدم بمعلومات الى الجهات المعنية لمعالجة اموره”، مضيفا “سيبدأ خلال هذه المرحلة تجميع وتسليم قرابة خمسين في المئة من السلاح المتوسط والثقيل كالرشاشات والهاون”.
ودخلت الثلاثاء، وفق البرازي، قافلة مواد غذائية تابعة للامم المتحدة الى الحي.
ووصف البرازي المرحلة الثانية بمرحلة “تعزيز الثقة”، مضيفا “في حال تم انجازها من دون عقبات سيتم الانتقال الى المرحلة الثالثة في غضون ثلاثة اسابيع″.
وتتضمن المرحلة الاخيرة من الاتفاق “خروج من لا يمكن تسوية اوضاعه” من الحي، وفق ما اعلن البرازي في وقت سابق.
وقد يستغرق تنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث مدة تصل الى شهرين، بحسب السلطات. ويفترض ان يسمح برفع حصار الجيش عن الوعر، آخر معقل يدافع عنه مقاتلو الفصائل في المدينة التي اطلق عليها سابقا “عاصمة الثورة” اثر اندلاع الاحتجاجات ضد النظام العام 2011.
وتسيطر قوات النظام منذ بداية ايار/مايو 2014 على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالى الفي عنصر من مقاتلي الفصائل من احياء حمص القديمة بموجب تسوية مع السلطات اثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام وتسبب بوفيات ونقص كبير في التغذية والادوية. وانكفأ المقاتلون الباقون الى حي الوعر الى جانب الاف المدنيين.
ويقيم في الحي حاليا وفق البرازي، حوالى 75 الف شخص مقابل 300 الف قبل بدء النزاع في سوريا في اذار/مارس العام 2011.
على غرار “مضايا”.. 13 منطقة سورية تعاني الحصار
دمشق- أنقرة- الأناضول: يتواصل حصار قوات النظام السوري وميليشيا حزب الله اللبناني، للمدنيين القاطنين في مناطق المعارضة في سوريا، حيث تعاني 13 منطقة من الحصار خلافاً لبلدة “مضايا” التي تصدرت الواجهة الإعلامية مؤخراً.
وتعد مدينة الزبداني (القريبة من الحدود مع لبنان)، والتي شهدت اشبتاكات عنيفة بين المعارضة وقوات النظام العام الماضي، إحدى المناطق التي فرض النظام وحزب الله حصاره عليها في تموز/ يوليوالماضي، إلا أنه سُمح بشكل جزئي بإدخال المساعدات إلى المنطقة بعد اتفاق أبرم برعاية الأمم المتحدة، إثر هجمات المعارضة المكثفة على بلدتي كفريا والفوعة ذات الغالبية الشيعية (جنوبي إدلب).
وأحدثت أزمة المجاعة التي عانتها مضايا المحاصرة منذ أكثر من ستة أشهر، تأثير كبير في الرأي العام العالمي، إذ لقي قرابة 70 شخصا مصرعهم، جراء الجوع وسوء التغذية، بينهم 23 قضوا خلال ديسمبر/ كانون أول الماضي، في البلدة التي أحاطها حزب الله بالألغام (منعاً لخروج السكان).
وسمح التظام السوري، يوم الاثنين، بإدخال مساعدات إنسانية مؤلفة من أربعة شاحنات مرسلة من قبل الأمم المتحدة، إلى البلدة التي يقطنها قرابة 40 ألف شخص منعوا من الخروج من البلدة، في وقت يحيط الغموض فيه مدى كفاية تلك المساعدة، والمدة التي ستلبي احتياجاتهم.
وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “ستيفن أوبراين” الإثنين، ضرورة إجلاء 400 شخص حالتهم حرجة من البلدة، من أجل تقديم الرعاية الطبية لهم،.
فيما أشارت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة “سامانثا باور” في بيان لها،أن “المساعدات المرسلة إلى مضايا تعد أدنى من الاحتياجات بكثير”، مشددةً على “ضرورة إجلاء 400 شخص على وشك الموت بهدف تقديم الرعاية الطبية لهم.”
وتعاني حالياً 13 منطقة أخرى في سوريا الوضع الذي تشهده مضايا، لاسيما في محيط العاصمة دمشق، حيث تتكثف عمليات حصار قوات النظام وحزب الله لمناطق المعارضة، وهي:
– جيرود والرحيبة والضمير
تعد بلدتا جيرود ورحيبة الواقعتان في منطقة القلمون (شرقي دمشق) ساحتان لهجمات النظام وتنظيم داعش، فضلاً عن وقوعهما تحت حصار النظام منذ نيسان/ أبريل 2013، حيث أوضح “أبو جمال”، القائد الميداني في المنطقة للأناضول أن “85% من حالات الوفاة في البلدتين وقعت جراء هجمات النظام وداعش”.
كما تعاني مدينة الضمير في القلمون (شمال غربي دمشق) من حصار النظام، وتشهد اشتباكات بين عناصر داعش من جهة وفصائل “أجناد الشام”، و”جيش الإسلام”، و”جبهة النصرة”، و” أحرار الشام” من جهة أخرى.
– الغوطة الشرقية
تعاني منطقة الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق حصاراً منذ كانون الأول/ ديسمبر 2012، فضلاً عن نقص في الطاقة الكهربائية والمياه الصالحة للشرب.
وبحسب سجلات لجان التنسيق المحلية في مدينة دوما بريف دمشق، لقي 601 أشخاص مصرعهم عام 2015 في المدينة فقط، 42% منهم جراء الغارات الجوية، أما الباقي فقضوا بسبب سوء التغذية.
– بلدة التل
و تفرض قوات النظام حصاراً عسكرياً وإنسانياً على بلدة التل (شمالي العاصمة)، منذ حزيران/ يونيو الماضي.
– مخيم اليرموك، داريا، المعضمية، كناكر
يشهد مخيم اليرموك (جنوب شرقي دمشق) حصاراً من قبل النظام منذ كانون الأول/ ديسمبر2012، حيث اضطر جزء من سكان المخيم (المحاصر أيضا من قبل داعش جنوباً)، إلى النزوح واللجوء خارجه، كما يفتقر قرابة ثلاثة ألاف و500 من قاطنيه للمياه النظيفة، والغذاء، والمستلزمات الطبية، منذ عامين.
أمّا مدينة داريا (جنوبي دمشق) فتعاني حصاراً من قبل النظام منذ 2012، حيث لقي ألفين و200 شخص مصرعهم، جراء هجمات النظام عليها حتى اليوم، فيما ذكرت مصادر محلية في المدينة إلى أن النظام ألقى قرابة ألف برميل متفجر عليها.
إلى ذلك، يعاني 40 ألف مدني يقطنون حي المعضمية (غربي دارياً)، حصاراً خانقاً فرضه النظام منذ 15 يوماً، كما تشهد بلدة كناكر (بريف دمشق الجنوبي) حصاراً منذ آذار/ مارس الماضي.
الحولة وتلبيسة والرستن والوعر في حمص
لا تزال أجزاء من حي الوعر في مدينة حمص (وسط سوريا) تعاني حصاراً من قبل النظام.
وانتهي حصار النظام لمدينة حمص القديمة من تسليمها للأخير باتفاق رعته الأمم المتحدة، إذ لقي قرابة 150 شخص حتفهم جراء سوء التغذية وضعف الإمكانات الطبية، خلال فترة الحصار التي بدأت في أيار/ مايو 2011، وانتهي في أيار/ مايو الماضي، بسماح النظام بدخول المساعدت الإنسانية إليها برعاية الأمم المتحدة برشط تسليمها للنظام وإخلائها من المعارضة.
كما تعاني مدن الحولة وتلبيسة والرستن (شمالي حمص) حصاراً منذ ثلاث سنوات.
حجاب: أمريكا تراجعت والتاريخ لن يغفر لأوباما
باريس ـ رويترز: قال رياض حجاب منسق المعارضة السورية، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها بشأن سوريا ـ بتخفيفها موقفها لاسترضاء روسيا – وحذر من أن المعارضة ستواجه خيارا صعبا بشأن إمكانية المشاركة في محادثات السلام المنتظرة هذا الشهر. وقال إن هناك تراجعا واضحا للغاية من جانب الولايات المتحدة، مشيرا إلى قرار الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر الذي قال إن الولايات المتحدة ضغطت من أجله برغم ثغرات كثيرة. وردا على سؤال بشأن السياسة الأمريكية بوجه عام تجاه سوريا قال حجاب إنه لا يعتقد أن التاريخ سيغفر لأوباما.
تفجير اسطنبول… اللاجئون يتبرأون وغضب عارم في الشارع التركي من «الانتحاريين السوريين»
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي» ووكالات: قتل عشرة أشخاص على الأقل وأصيب 15 آخرون بجروح ـ معظمهم سياح أجانب ـ في تفجير وقع صباح أمس الثلاثاء قرب المسلة المصرية التاريخية السياحية في ميدان السلطان أحمد في مدينة إسطنبول.
ونقل عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي أن معظم قتلى الانفجار هم من الألمان، في حين أعلن نائبه أن منفذ الهجوم سوري الجنسية. وأشار نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي أن التحقيقات خلصت إلى أن «الانتحاري» الذي فجر نفسه في ساحة السلطان أحمد سوري الجنسية ومن مواليد عام 1988، موضحا أن التحقيقات جارية في ارتباطاته.
وجاءت تصريحات قورتولموش للصحافيين برفقة وزير الداخلية أفكان آلا ووزير الصحة محمد مؤذن أوغلو، عقب اجتماع أمني في العاصمة أنقرة. وأكد المسؤول التركي أن معظم القتلى أجانب، مشيرا إلى أن اثنين من المصابين في حالة خطيرة، فضلا عن العثور على «جثة متقطعة الأوصال عائدة للانتحاري».
ونقل عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة التركية أن أحمد داود أوغلو أبلغ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في اتصال هاتفي، أن معظم ضحايا هجوم إسطنبول ألمان.
وبحسب المصدر نفسه، أوضح أوغلو لميركل أنه سيجري تبادل المعلومات بشأن تحقيقات الهجوم مع مسؤولين ألمان.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن الشخص الذي يشتبه في تنفيذه التفجير الذي قتل عشرة أجانب على الأقل في قلب الحي السياحي باسطنبول ـ معظمهم ألمان ـ أمس الثلاثاء عضو أجنبي في تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعهد في تعليق تلفزيوني من أنقرة بأن بلاده ستضع يدها على مرتكبي الحادث وستعاقبهم مشيرا إلى أن محاربة تنظيم الدولة الإسلامية ستستمر.
وطالب مسؤولون بارزون في الاتحاد الأوروبي بالمزيد من الجهود في مكافحة الإرهاب، وذلك على خلفية التفجير الانتحاري الذي وقع وسط مدينة إسطنبول التركية صباح أمس الثلاثاء.
ورأت كل من فيدريكا موغيريني، مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد و يوهانيس هان، مفوض الاتحاد لسياسة الجوار ضرورة الاستمرار في تعزيز هذه الجهود قائلين إن هذا التعزيز يتناسب مع مقررات قمة الاتحاد الأوروبي في التاسع والعشرين من تشرين ثان/نوفمبر الماضي بشأن تركيا وهي المقررات التي صنفت مكافحة الإرهاب كأولوية أوروبية.
كما حث السياسيان الأوروبيان في الوقت ذاته على احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني عند اتخاذ أية إجراءات جديدة لمكافحة الإرهاب.
وكانت تركيا قد تعرضت لانتقادات متكررة في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بطريقة تعامل السلطات في تركيا مع حزب العمل الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية.
وأدان هان تفجير إسطنبول الانتحاري بلهجة شديدة وكذلك فعل العديد من الساسة البارزين بالاتحاد الأوروبي.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، في معرض إدانته للتفجير: «ليس هناك ما يبرر مثل هذه التفجيرات».
وأكد أن أعضاء الحلف يقفون جنبا إلى جنب في مواجهة جميع أشكال الإرهاب.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك معزيا أهالي الضحايا في تغريدة له على موقع تويتر: «أشاطركم الأحزان».
وألقت قوات الأمن التركية، أمس الثلاثاء، القبض على 21 شخصاً، خلال عملية استهدفت ملاحقة المشتبه بانتمائهم لتنظيم «داعش» الإرهابي، في ولاية شانلي أورفا، جنوب شرقي البلاد.
ووفقا لمعلومات، من مصادر أمنية، فقد ألقت فرق مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن شانلي أورفا، القبض على المشتبه بهم، في عملية أمنية استهدفت 22 عنواناً في وقت متزامن، وبعد تعقب إلكتروني وفعلي للمشتبه بهم، دون أن يُعرف على الفور جنسية هؤلاء.
وتزامنت هذه العملية مع التفجير الانتحاري، الذي نفذه سوري الجنسية، في ساحة «السلطان أحمد»، بمدينة اسطنبول، وأسفر عن مقتل 10 أشخاص، بينهم أجانب، وإصابة 15 آخرين.
وتنتاب الشارع التركي حالة متصاعدة من الغضب اتجاه سوريين شاركوا في عمليات انتحارية في الأراضي التركية أدت إلى مقتل وإصابة مئات المواطنين والسياح الأجانب، في المقابل بادر اللاجئين السوريين في تركيا إلى التبرؤ من منفذي هذه العمليات وإدانة أعمالهم في ظل خشيتهم المتزايدة من تأثير هذه الحوادث على أوضاعهم داخل تركيا.
وبعد ساعات قليلة من التفجير، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، أن انتحاريا يحمل الجنسية السورية فجر نفسه في تجمع لسياح أجانب في ساحة مسجد سلطان أحمد التاريخية والسياحية وسط إسطنبول، حيث أدى التفجير بحسب آخر إحصائية أصدرتها وزارة الصحة التركية عن مقتل 10 وإصابة 15 آخرين، وكشفت مصادر حكومية أن المنفذ هو السوري «نبيل فاضلي» 28 عاماً.
وقبل يومين، أعلنت السلطات التركية أنها تمكنت من تحديد هوية الانتحاري الثاني في الهجوم المزدوج، الذي وقع أمام محطة القطارات بأنقرة، في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأودى بحياة أكثر من مئة قتيل، موضحة أنه يحمل الجنسية السورية واسمه «أ.و»، بينما وصل الانتحاري الأول ـ تركي الجنسية ـ من داخل الأراضي السورية، كما هو الحال من الانتحاري الذي فجر نفسه في مدينة سوروج التركية وقتل أكثر من 30 مواطن وجرح العشرات.
الشاب التركي «إمري أورهان» 25 عاماً من إسطنبول، عبر لـ«القدس العربي» عن غضبه العارم اتجاه التفجير، معتبراً أن وجود اللاجئين السوريين ساهم في دخول الإرهابيين إلى البلاد، وطالب الحكومة التركية بسرعة اتخاذ إجراءات أمنية لحماية المواطنين الأتراك والسياح الأجانب حتى لو كان ذلك على حساب اللاجئين السوريين، على حد تعبيره.
وشن «أكرم اوزدمير» 40 عاماً من إسطنبول هجوماً قوياً على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلاً لـ»القدس العربي»: «أردوغان فتح الحدود أمام الجميع دون أن يراعي أمن مواطنيه، البلاد باتت غير آمنة والإرهابيين يتسللون يومياً من سوريا إلى داخل البلاد على هيئة لاجئين، يجب وقف هذه المهزلة».
في حين اعتبر «محمد تاتلي أوغلو» 33 عاماً أن «الإرهابيين ليس لهم جنسية أو دين أو ملة، هم أعداء الجميع، واللاجئين السوريين هم ضحايا مثلنا لهذا الإرهاب»، مشدداً على أن هذه الهجمات لن تدفعه لتغيير موقفه المرحب باللاجئين السوريين لكنه طالب الحكومة باتخاذ مزيد من الإجراءات الأمنية.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي «نعمان كورتولموش» إن «الإرهاب لا دين ولا وطن له، وأن الهجوم هو انعكاس للحرب الأهلية الدائرة في سوريا، والتي أدت إلى دخول العديد من التنظيمات الإرهابية إلى الساحة السورية».
ويعيش في تركيا أكثر من 2 مليون لاجئ سوري هربوا من بلادهم منذ بدء الحرب قبل 5 سنوات، وتقدم الحكومة التركية لهم خدمات صحية وتعليمية ويقطن قرابة ربع مليون في مخيمات على الحدود بين البلدين، ضمن سياسة «الباب المفتوح» التي اتخذها الرئيس أردوغان وواجهت معارضة من شرائح من أحزاب المعارضة التركية.
ومنذ أيام بدأت الحكومة التركية في إجراءات هي الأولى من نوعها منذ 5 سنوات، حيث فرضت تأشيرة الدخول «الفيزا» على اللاجئين السوريين الذين يريدون دخول البلاد من خارج سوريا عبر المطارات والموانئ البحرية، وشددت إجراءات الدخول من المعابر الحدودية البرية.
وفي مقابل الغضب الشعبي التركي، سارع لاجئون سوريون إلى التبرؤ من منفذ التفجير الأخير، معتبرين أن الانتحاري السوري الذي نفذ الهجوم هو عدو لهم ولا يمثل اللاجئين الذين يكنون كل الاحترام والتقديم لما قدمه الشعب والحكومة التركية طوال سنوات الحرب في بلادهم، على حد وصفهم.
وغصت مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التغريدات من اللاجئين السوريين بالغتين العربية والتركية تضمنت عبارات التضامن مع الضحايا والتبرؤ من الانتحاري ومطالبة الشعب التركي بالتفريق بين «اللاجئين والانتحاريين الذين لا يفرقون بين سوري وتركي».
الشاب السوري محمد الحلبي 27 عاماً، قال لـ«القدس العربي»: «ندين بشدة هذا الهجوم الإرهابي الشنيع، لقد صدمنا فور أن علمنا أن منفذ التفجير هو سوري، نحن ندين الإرهاب ونحن أول من اكتوى به، والمجرم الذي فجر نفسه لا يمثل إلا نفسه واللاجئون منه براء».
ولفت السوري هارون مطر 44 عاماً الذي يقطن مدينة إسطنبول منذ 4 سنوات إلى أن الشعب التركي قدم الكثير للاجئين السوريين، «وبالتالي هذه تفجيرات إرهابية مدانة بكل قوة ولا تمثل الشعب السوري، هؤلاء الإرهابيون لا يمثلون إلا أنفسهم»، معبراً عن حزنه الشديد لوقوع ضحايا أتراك وأجانب بالتفجير.
الناشط السوري أحمد أبو الخير، كتب على صفحته على فيسبوك: «متضامن مع تركيا ضد الإرهاب أياً كان مصدره وخلفيته ومأربه، متألم مع أهل مدينتنا الساحرة إسطنبول في جرحهم ووجعهم»، مضيفاً: «وأرفض تسرّع الرئيس أردوغان بتحديد جنسية الانتحاري الأثيم على أنه «سوري»، هكذا!».
الصحافي السوري إبراهيم العلبي، قال لـ«القدس العربي»: «الشعب السوري عموما واللاجئين الذين تستضيفهم تركيا يستنكرون التفجير الإرهابي أشد الاستنكار ويتبرؤون من الانتحاري الذي نفذه وكل من دبر للعملية، ونحن نعتقد أن التفجير يستهدف تركيا بسبب موقفها من القضية السورية وأيضا يعقب توتر علاقتها مع روسيا والعراق وأيضا إيران وبالتالي نعتقد أن التفجير يحمل بصمات محور طهران موسكو دمشق بغداد».
وأضاف: «استهداف تركيا ليس بمعزل عن موقفها في سوريا وهذا ما أشار إليه الرئيس رجب طيب أردوغان.. لا شك تركيا لها الحق في ضبط حدودها وإخضاع حركة الدخول والخروج إلى القانون حماية لأمنها من أي اختراق أو استهداف كالذي شاهدناه اليوم»، وتابع: «نخشى من تأثير هذه الحوادث والتفجيرات الإرهابية على أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا، مع ثقتنا الكاملة بأن القيادة التركية تعي تماماً كيف تحافظ على أمن البلاد وتحفظ وحدته ونؤيد كل الإجراءات التي تتخذها بهذا الصدد».
وشدد العلبي على أن «السوريين هم أول من اكتوى بنيران داعش وحلفاء الشعب السوري وأصدقاؤه اليوم أكثر من يكتوي بنارها بينما نلاحظ مدى ابتعاد لهيب هذه النار عن إيران وإسرائيل».
وتعمل السلطات التركية منذ أشهر على بناء سياج حدودي على طول الحدود مع سوريا التي تبلغ أكثر من 900 كيلو متر في محاولة لضبط الحدود ومنع عمليات التهريب.
صعوبات تواجه اللاجئين السوريين في تركيا أثناء العبور إلى أوروبا
فراس اللباد
أزمير (تركيا) ـ «القدس العربي»: تزايدت مؤخراً شكاوى اللاجئين السوريين الفارين من الحرب في بلادهم من معاملة الأتراك لهم، في وقت يستمر فيه الجانب التركي بإغلاق المعابرالحدودية مع سورية للشهر العاشر تقريباً، فضلاً عن سد جميع الثغرات الحدودية لمنع تسلل السوريين إلى أراضيها عبر الطرق غير الشرعية، وكان آخر قرارات الحكومة التركية هي فرض تأشيرة دخول «فيزا» على السوريين الراغبين في الدخول إلى تركيا عبر المطار، للمرة الأولى بعد انطلاقة الثورة.
فراس الميداني لاجئ سوري وأحد الشبان الذين أرادوا الذهاب إلى اوروبا من تركيا، تحدث لـ «القدس العربي» عما حصل معه قائلاً «انطلقنا أنا ومجموعة من السوريين بقارب التهريب من السواحل التركية، ودخلنا المياه الاقليمة اليونانية، وبعد إبحار ساعة ونصف الساعة تقريباً، فاجأنا خفر السواحل التركي وكانوا مسرعين نحونا، ورافعين أسلحتهم باتجاهنا، وكان الجميع يعيش حالة من الرعب والخوف، وبعدها تم اقتيادنا إلى الشواطئ التركية من قبلهم».
ويتابع حديثه بالقول «أخذونا إلى المخفر في ديدم التابعة لازمير وبقينا فيه من الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة الرابعة عصراً، كنا جميعا جالسين في الطريق دون أن يسأل عنا أحد».
وأضاف فراس «عندما جاء التلفزيون وبدأ التصوير جاء أشخاص ممن كانوا يحتجزوننا وجلبوا معهم البسكويت والعصير والأغطية و»الفوط» للأطفال، وراحوا يوزعونها علينا أمام الكاميرات ويعانقون الأطفال».
ونوه في حديثه إلى أن «الذين كانوا يوزعون علينا أمام الكاميرات هم ذاتهم من رفعوا الاسلحة علينا وأخافوا الأطفال والنساء عندما كنا في المركب وسط المياة الاقليمية، وعندما ذهب الصحافيون والكاميرات تركونا كما كنا في الشارع وما عاد شفنا حدا»، على حد قوله.
ويستطرد الميداني «بعد ذلك أخبرونا بأنه يجب علينا الذهاب إلى مدينة إزمير، فأجبناهم بأنها بعيدة عنا، كما أنهم أرادوا منا أن ندفع لهم 15 دولاراً على كل شخص من أجل نقلنا إلى ازمير؛ لكننا لم نقبل وبقيت الناس جالسة أمام المخفر في «ديدم»، ورداً على رفضنا للذهاب ألزمونا بجمع القمامة من الأرض وتنظيف الشارع كاملاً من أجل إيصالنا إلى إزمير بالمجان دون أي مقابل مادي»، وأكد أن «رجال المخفر قاموا بتصويرهم وأخذ البصمات منهم جميعاً حيث كان عددهم 208 بينهم أطفال»، مشدداً على أن «خفر السواحل لم ينقذوهم من المياة الاقليمية لأن المركب كان بحالة جيدة»، كما قال الميداني.
من جهة أخرى قال اللاجئ السوري أبو عمار والذي كان على متن المركب مع أولاده الثلاثة وزوجته «عندما عبرنا المياه الاقليمة تعرض لنا خفر السواحل التركي، وكانوا مسلحين أرعبونا حينها، وبدأت النساء بالصراخ الشديد والاطفال بالبكاء، ثم قامت ثلاثة زوارق بالدوران حولنا بشكل سريع، وإطلاق الرصاص المطاطي علينا من أجل إخافتنا أكثر حتى أصبح الموج يعلو محاولين قلب المركب الذي كنا فيه، والذي لم يكن به أي مشكلة، ومن ثم أعادنا خفر الشواطئ وقاموا باحتجازنا في مركز شرطة «ديدم» التابع لمحافظة أزمير التركية».
وتمنى أبو عمار من الأمم المتحدة التدخل في مثل هذه الأمور لكي لا تتكرر مع غيرهم وتحصل كوارث كما كان سيحصل معهم في المركب الذي كان يحمل 208 اشخاص من اللاجئين.
وفي سياق متصل قال محمد الشامي في حديثه لـ «القدس العربي»، «عندما جاء إلينا خفر السواحل التركي ونحن في المياه الاقليمية، ومن شدة الرعب الذي حصل للجميع في المركب قام أحد الركاب برمي نفسه في المياه من الخوف، وقام خفر السواحل بضرب بإطلاق المطاطي دون أي رحمة، وتم اعتقال سائق المركب وجميع من كانوا على متنه».
الجدير بالذكر أن تركيا وقعت مع الاتحاد الأوروبي مؤخرا اتفاقية لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية تنص على تسريع مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، ودراسة إمكانية إلغاء شرط حصول المواطنين الاتراك على تأشيرة للدخول إلى دول الاتحاد بحلول تشرين الأول من عام 2016، وتقديم مبلغ ثلاثة مليارات يورو من الاتحاد كمساعدات مالية لدعم اللاجئين على الأراضي التركية مقابل وقف تدفق اللاجئين إلى القارة الأوروبية، فيما تقول أنقرة أن اتفاقية إعادة القبول بين تركيا والاتحاد الأوروبي لا تشمل اللاجئين السوريين ما يعني أن دول الاتحاد الأوروبي لن تعيد اللاجئين السوريين إلى تركيا بعد عبورهم منها إلى أوروبا.
وبحسب المفوضية العليا للاجئين، فقد احتلت تركيا العام الماضي المرتبة الثالثة عالمياً في تلقّي طلبات اللجوء بعد كل من ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، إذ وصلت طلبات اللجوء التي تلقتها أنقرة إلى 87 ألفاً و800 طلب، جلها من العراقيين مع الإشارة إلى أن هذا الرقم لا يشمل مليوناً وسبعمئة ألف لاجئ سوري، لأنهم مسجلون كلاجئين مؤقتين.
القامشلي: توتر بين “وحدات الحماية” و”سوتورو النظام“
سميان محمد
مازال التوتر قائماً، في حي الوسطى ذي الأغلبية المسيحية، في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، بين قوات “سوتورو” المسيحية و”وحدات حماية الشعب” الكردية التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي”.
وبحسب شهود عيان في حي الوسطى، فإن سبب التوتر، يعود إلى قيام قوات “سوتورو” المعروفة في المدينة بـ”سوتورو النظام”، بإقامة حواجز لها في الحي، قبل أن تتدخل “وحدات الحماية”، الإثنين، وتزيلها. الاشتباكات أدت الى مقتل عنصر من “سوتورو” وآخر من “وحدات الحماية”.
و”سوتورو” هي كلمة في اللغة السريانية وتعني “الحماية”. وتنقسم مليشيا “سوتورو” إلى مجموعتين؛ إحداها “سوتورو الإدارة الذاتية”، انبثقت في العام 2013، عن “المجلس العسكري السرياني” الذي شكله حزب “الاتحاد السرياني” المقرب من حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي، وهي تابعة مالياً وإدارياً لـ”وحدات حماية الشعب”. والمجموعة الثانية تعرف باسم “سوتورو النظام” وهي تابعة لـ”مجلس السلم الأهلي”، وتتألف من “تجمع شباب سوريا الأم” و”التجمع المدني المسيحي”، وهي تابعة إدارياً ومالياً لمليشيا “الدفاع الوطني” التي شكّلها النظام. أي أن الوجود العسكري المسيحي في القامشلي ينقسم إلى قوتين عسكرتين، تعرفان باسم “سوتورو النظام” و”سوتورو الإدارة الذاتية”. وتقوم “سوتورو النظام” بحماية حي الوسطى، بينما تقوم “سوتورو الإدارة الذاتية” بحماية حي الغربية المسيحي.
ويتوزع سكان القامشلي بين الأكراد والمسيحيين والعرب، وتشهد المدينة أحياناً أزمات أمنية ذات أبعاد سياسية، إما لصالح النظام الذي يسيطر على جزء صغير منها “المربع الأمني”، أو لصالح ثاني أهم قوة في المدينة والمتمثلة بـ”وحدات الحماية” الكردية.
الاشتباكات غطتها وسائل الإعلام المقربة من “وحدات الحماية” بأنها معركة بين الـ”وحدات” من جهة، وقوات النظام و”سوتورو” و”الدفاع الوطني” -تابعة لعشيرة طي العربية- من جهة ثانية.
الوجيه المسيحي نضال رحاوي، ومدير مطعم في حي الوسطى، نفى تدخل قوات النظام لصالح الـ”سوتورو”، ووصف “الوحدات” بقوات “احتلال”، قائلاً: “في هذه اللحظة بالذات عصابات الاحتلال ترد على حمايتنا لأنفسنا عبر الحواجز الاسمنتية التي نشرناها اليوم حول تقاطعات مناطقنا بإرسال مخربين لتكسيرها”. وأكد رحاوي أنه وبعد حدوث الاشتباك، تواصل مع ضابط أمني تابع للنظام في المدينة، مؤكداً أن الأخير وعده بحل المسألة!.
“سوتورو النظام” وصفت في بيان لها، هجمات “وحدات الحماية” بـ”البربرية”، مضيفة بأنه قد تم صدها من قبل الأهالي وعناصر الـ”سوتورو”. وأكد البيان أن “الوحدات” هاجمت بأعداد كبيرة في سيارات وآليات للهدم، لتحطيم الحواجز الإسمنتية التي وُضعت على مداخل الحي، بغرض زيادة التعزيزات الأمنية. وكشف البيان عن مقتل أحد عناصر “سوتورو” وأن “طلقات الحقد والغدر أصابته في رأسه مباشرة، حين كان يقوم بواجبه المقدس في الدفاع عن شرفه وأهله، ما يعزز تخطيطهم لهذا الهجوم الفاشي العنصري، المرافق لتصرفاتهم بحق شعبنا بشكل ممنهج”.
بيان القوة الأمنية التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” المعروفة بـ”الأسايش”، جاء مناقضاً لبيان “السوتورو”، وحمّل “السوتورو” مسؤولية الأحداث، مؤكداً أن الاشتباكات أدت الى مقتل اثنين من “السوتورو” وإصابة عنصرين من “الأسايش”، دون أن يذكر استهداف قناصة “السوتورو” لمواطن كردي كان خارجاً من أحد المطاعم في المدينة.
وقال سكرتير المكتب السياسي لـ”الاتحاد الديموقراطي” محمد اسماعيل، لـ”المدن”، إن مثل هذه الأحداث أصبحت سمة عامة لمدينة القامشلي، وأشار إلى أن المدينة أصبحت تدار من قبل أربع سلطات، الهدف الوحيد لها هو ضرب السلم الأهلي. وأضاف اسماعيل، بأن تلك السلطات “تتصرف بصبيانية بين الحين والآخر، وتشتبك لأبسط الأسباب، وكأنها تريد فقط ترويع الأهالي”.
وأضاف اسماعيل بأن النظام يدير مختلف القوى العسكرية في المدينة: “السوتورو” و”وحدات الحماية” و”الدفاع الوطني”، مشيراً إلى أن النظام يفتعل الفتن بين تلك القوى، ليعزز من سيطرته عليها.
ويُرجح بعض المعارضين الأكراد لـ”الاتحاد الديموقراطي”، أن تكون الاشتباكات الأخيرة في المدينة، مقدمة لحدوث اشتباكات أوسع بين “وحدات الحماية”، وقوات النظام والميليشيات التابعة لها. ويشير أولئك إلى أن “الاتحاد الديموقراطي” يريد الظهور بمظهر المعارض، قبيل انطلاق محادثات “جنيف-3”. ويندرج ذلك ضمن سعي “الاتحاد الديموقراطي” ومن ورائه “مجلس سوريا الديموقراطية” للحصول على مقعد في محادثات “جنيف-3”. ويُذكر بأن اشتباكات مماثلة، دارت بين قوات النظام والوحدات الكردية، قبل بدء محادثات “جنيف-2” بأيام.
ويتصدر حي الوسطى المسيحي، منذ ليلة رأس السنة، المشهد الأمني في القامشلي، بعدما طالت تفجيرات انتحارية مطاعم في الحي، وأودت بحياة العشرات من المحتفلين برأس السنة. ولاتزال تلك الأحداث تثير جدلاً في الأوساط المسيحية في المدينة؛ ويتهم بعضها النظام بالمسؤولية عن التفجيرات رغم تبني تنظيم “الدولة الإسلامية” لها.
رئيس حزب “الاتحاد السرياني” بسام سعيد اسحق، كان قد اتهم النظام السوري، وقوات “سوتورو النظام” بالمسؤولية عن التفجيرات. وقال: “مسؤولية الأمن في منطقة الانفجارات تقع على عاتق النظام الذي يدعي أنه حامي الأقليات”.
“جنيف-3”: غياب الثقة قد يؤجل المفاوضات السورية
ديالا منصور
مع اقتراب موعد المفاوضات السورية، الذي حددته المجموعة الدولية والأمم المتحدة، في 25 كانون الثاني/يناير الحالي بين وفدي النظام والمعارضة، لم تبد الأطراف السورية أي استعداد للبدء بالتفاوض الجدي. فالنظام السوري لم يبدأ بتنفيذ الخطوات المعروفة بـ”بناء الثقة”، وهو ما ظهر أخيراً في حصار مضايا المستمر، والكارثة الإنسانية التي تهدد مصير حوالى ٤٠ ألف مدني محاصر داخلها.
المعارضة السورية من جهتها لم تسلّم أسماء أعضاء وفدها خلال لقائها الأخير مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وهو ما أكده عضو “الهيئة العليا للتفاوض” جورج صبرا لـ”المدن”. وأشار صبرا إلى أن الهيئة أعدت مجموعتين من ٦٠ شخصا، كأسماء مرشحة للوفد التفاوضي، يضمون خبراء وعسكريين وغيرهم، من أجل التدرب على التفاوض، وهم موجودون في الرياض حالياً لهذا السبب. وهو ما أكده أيضاً عضو “الهيئة العليا للتفاوض”، وزير الثقافة السوري السابق رياض نعسان آغا، الذي أشار لـ”المدن” أن أسماء أعضاء الوفد التفاوضي سيتم اختيارها من ضمن الاسماء ال٦٠ المطروحين.
من جهة ثانية، قال صبرا عن اللقاء الأخير بين الهيئة العليا للتفاوض ودي ميستورا، إنهم طرحوا تساؤلاتهم حول “اللغة الملتبسة التي صيغ بها القرار ٢٢٥٤”، كما أشار إلى أن الهيئة طالبت بضرورة فك الحصار الذي يخالف القانون الدولي الإنساني، وقرارات مجلس الأمن الدولي، عن المناطق المحاصرة في سوريا، وخصوصاً مضايا. واعتبر صبرا أن المعارضة لم تطلب من دي ميستورا شروطاً للانخراط في العملية التفاوضية، وإنما فقط طالبت بالالتزام بالتعهدات واجراءات بناء الثقة المذكورة بقرار مجلس الأمن.
وترجح مصادر معارضة تأجيل موعد المفاوضات المقررة في جنيف هذا الشهر، حيث تؤكد على ضرورة التزام النظام بخطوات بناء الثقة والتي تشمل فك الحصار ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة، إضافة الى اطلاق سراح المعتقلين.
في هذا السياق، يؤكد صبرا على وجود عقبات أساسية أمام السير نحو مفاوضات قريبة، أهمها عدم التزام النظام بالفقرتين ١٢ و١٣ من قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، المتعلقتين بفك الحصار واطلاق سراح المعتقلين. واعتبر أن النظام، وحليفيه الروسي والإيراني، ما زالوا مستمرين بالحل العسكري، مشدداً على أن الغارات الروسية التي أودت بحياة ٣٥ طفلاً، الليلة الماضية في ريف حلب، وحصار مضايا المستمر، دليلان على سياسة النظام الرافضة للخوض في أي مبادرة سياسية.
في المقابل، شهدت “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا” خلافات في صفوف الأحزاب التي تنتمي إليها، على خلفية تباين مواقفها من الهيئة العليا للتفاوض، إذ أعلن حزب “الاتحاد الديموقراطي”، والحزب “الديموقراطي الكردي السوري”، وحزب “الاتحاد السرياني”، تجميد عضويتهم في الهيئة.
حول هذا الموضوع، اعتبر المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم، أن الخلافات يمكن حلها، خصوصاً أن تلك الأحزاب جمدت عضويتها في الهيئة ولم تنسحب منها. وأكد أنهم يعملون لتدارك هذا الموقف.
وأشار عبد العظيم، لـ”المدن”، الى التزام الهيئة بالمساعي الدولية للوصول الى حل للأزمة السورية، واعتبر أن مؤتمر الرياض الموسع للمعارضة السورية، جاء نتيجة لجهود المجموعة الدولية والأمم المتحدة، وهو ما تلتزم به الهيئة في اطار السعي للوصول إلى حل سياسي. وأعرب عن رغبة الهيئة في ضم أسماء من ضمن أعضائها الذين لم تتم دعوتهم لحضور مؤتمر الرياض إلى الوفد التفاوضي، في إشارة إلى شخصيات كردية استبعدت من المؤتمر.
خفايا حصار مضايا وذكريات سريبرينتشا في البوسنة
المشكلة الرئيسية التي لم يكشفها الإعلام
جواد الصايغ
حمل رئيس المكتب الإعلامي في جماعة الإخوان بسوريا، الأمم المتحدة مسؤولية ما يجري في مضايا، محذرًا من تكرار سيناريو البوسنة.
جواد الصايغ: قال رئيس المكتب الإعلامي في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، عمر مشوح،” ان بلدة مضايا لا تزال تعاني من الحصار المفروض عليها، والشاحنات التي دخلت عددها قليل بالمقارنة مع عدد السكان، كما أن محتواها الغذائي لا يلبي حاجات الناس”.
وأضاف في حديث لجريدة “إيلاف”، “النظام يريد مضايا ضمن مخطط ديمغرافي لتهجير العوائل منها، وصولاً الى تمكنه من السيطرة على الزبداني ووادى بردى وصولاً الى الغوطة لتنفيذ مخططه”.
المشكلة الرئيسية الغائبة عن الإعلام
وعن ربط البعض حصار مضايا بحصار نبل والزهراء والفوعة وكفريا، اشار، “إلى ان المشكلة الرئيسية الغائبة عن الاعلام هي ان مضايا لا علاقة لها بحصار كفريا والفوعة ونبل والزهراء، الزبداني دخلت في الاتفاق مع الفوعة وكفريا، وكان الاتفاق بين الايرانيين واحرار الشام ينص على خروج العوائل من الزبداني الى مضايا التي بالاصل لم تكن محاصرة وخارج الاتفاق، فعمد النظام الى محاصرتها مع حزب الله واستغلوا الفرصة للمساومة عليها في قضية الفوعة وكفريا”.
الخيانة الحقيقية
وتابع قائلا، “هناك خيانة حقيقية حدثت ليست من قبل النظام وحزب الله (بالاصل خيانتهم واضحة)، الخيانة مصدرها الجهة التي رعت اتفاق الزبداني-الفوعة واعني الامم المتحدة التي تتحمل مسؤولية مباشرة لما يجري في الزبداني ومضايا، وتكرر سيناريو البوسنة بعدما ساهمت في مجزرة سريبرينتشا”.
السلاح والذخائر
وفي موضوع الكلام المثار عن قدرة المعارضة على ادخال السلاح والذخائر وعجزها عن ادخال المواد الغذائية، أكد مشوح،” استحالة ادخال السلاح والذخائر في هذه الفترة، والثوار يمتلكون سلاحهم الخاص والخفيف، ولا يوجد ادخال للاسلحة منذ وقت طويل”، واضاف،” لم يتم ادخال اسلحة للزبداني ومضايا منذة فترة طويلة، والمقاتلون يعتمدون على الاسلحة التي خزنت، وتلك التي تم شراؤها من النظام، وما يستولونه اثناء المعارك، وكلام النظام عن ادخال السلاح حجج ضعيفة وواهية، ولخلط الاوراق”.
ولفت، “إلى ان موضوع استيلاء المقاتلين على الحصص الغذائية، كذب ونفاق. النظام هو من يحاصر المنطقة فكيف يستولي المقاتلون على المساعدات، وهذا الكلام لتشويه الصورة”، متابعًا،” حزب الله وايران والنظام يتحكمون بهذه المنطقة، وهي منطقة استراتيجية للحزب من اجل تهريب السلاح الى لبنان، ويعرفون جغرافيتها ومداخلها ومخارجها.”
دور الجماعة في مضايا
ماذا قدمت جماعة الاخوان المسلمين لمضايا، سؤال اجاب عليه رئيس مكتب الجماعة الإعلامي قائلاً، “قدمنا الكثير ومهما قدمنا لا نستطيع ان نفي حق المحاصرين ، تحركنا سياسيًا، اغاثيًا، وتواصلنا مع الفصائل، وتحركنا من خلال واجهات كثيرة، ودعم مادي واغاثي ووصل الكثير منه، ونحن مستمرون في هذا الدعم”.
تكرار سيناريو البوسنة
وقال مشوح، “القضية الاخيرة التي اود ان الفت اليها النظر، مضايا ليست الوحيدة التي تعاني من الحصار ولكنها ظهرت الى الاعلام بشكل فاقع لارتباطها ايضا بالفوعة وكفريا، وهناك مناطق تعاني بشكل كبير كدير الزور وبعض مناطق الغوطة، وبعض مناطق حمص.”، واشار، “الى ان النظام يتبع سياسة التجويع والحصار لفرض هدن استسلامية في هذه المناطق واعادة الاستيلاء عليها ، اكثر المناطق التي يحاصرها النظام تعاني من انسداد في وصول المساعدات الانسانية، والامم المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة، والثورة والمعارضة تحذر من تكرار سيناريو البوسنة من تواطؤ على الحصار والتجويع وعمليات القتل التي تجري في هذه المناطق.”
مبعوث الامم المتحدة الى سوريا سيلتقي سفراء دول مجلس الامن
أ. ف. ب.
جنيف: سيلتقي مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاربعاء في جنيف، قبل المحادثات المقررة لانهاء الحرب الاهلية في هذا البلد، بحسب بيان صدر الثلاثاء.
ويحاول دي ميستورا تأمين الدعم لعقد جولة جديدة من المفاوضات، من المقرر ان تبدا في 25 كانون الثاني/يناير، وتهدف الى حل النزاع الدامي.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة احمد فوزي ان لقاء دي ميستورا مع بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة سيكون “على مستوى السفراء”، في المقر الاوروبي للأمم المتحدة في جنيف.
وليست هناك تفاصيل حول جدول أعمال المحادثات.
واضاف فوزي للصحافيين ان دي ميستورا سيحاول هذا الاسبوع “تثبيت التوقيت والاطار” للمحادثات.
والاسبوع الماضي، تعهدت دمشق المشاركة في المفاوضات، لكن جماعات المعارضة الرئيسية ما تزال تنظر في ذلك.
وقد اقر مجلس الامن خطة طموحة مدتها 18 شهرا لانهاء الحرب في سوريا التي اندلعت قبل نحو خمس سنوات وقتل فيها اكثر من 260 الف شخص واجبر اكثر من 4 ملايين آخرين على النزوح من البلاد.
نداء لجمع تبرعات ب7,7 مليارات دولار لمساعدة السوريين
أ. ف. ب.
الامم المتحدة: أطلقت الامم المتحدة الثلاثاء نداء لجمع تبرعات بقيمة ب7,7 مليارات دولار لتقديم مساعدات انسانية خلال العام 2016 للسوريين اللاجئين في الخارج ولاولئك الذين ما زالوا في بلدهم ولكنهم يحتاجون لمساعدات.
وقالت المنظمة الدولية في بيان ان هذا المبلغ سيسد حاجات 13,5 مليون سوري داخل سوريا، بينهم من لا يزال في دياره ولكنه تضرر من الحرب وآخرون نزحوا من مناطقهم الى مناطق سورية اخرى، كما سيسد احتياجات 4,7 ملايين لاجئ سوري في الخارج وكذلك ايضا اربعة ملايين شخص من افراد مجتمعات تستضيف هؤلاء اللاجئين.
واوضحت المنظمة ان 4,4 مليارات دولار من هذا المبلغ ستخصص لتمويل انشطة تتولاها حوالى 200 جهة شريكة في اغاثة السوريين تشمل الوكالات المتخصصة في الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية في كل من تركيا ولبنان والعراق ومصر.
وقال المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة فيليبو غراندي “علينا ان نحول دون ان يزداد اللاجئون بؤسا وأن نمنحهم الامل وان نفعل المزيد لاولئك الذين يستضيفونهم”.
واضاف غراندي في البيان ان التركيز هذا العام سيكون على التعليم وعلى احتياجات اللاجئين الاكثر فقرا.
وبحسب المنظمة الدولية فان 3,2 مليار دولار ستخصص لمساعدة 13,5 ملايين سوري لا يزالون في بلدهم، سواء أكانوا نازحين ام مقيمين في ديارهم ولكنهم بحاجة ماسة الى المساعدة بسبب النزاع الدائر منذ حوالى خمس سنوات.
من جهته قال مسؤول العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفان اوبراين ان “الشعب السوري بحاجة الى مساعدتنا اكثر من اي يوم مضى”، داعيا الدول الى ارسال مسؤولين رفيعي المستوى الى مؤتمر للمانحين سيعقد في لندن في 4 شباط/فبراير.
والسنة الماضية جمعت الامم المتحدة ووكالاتها 3,3 مليارات دولار فقط من اصل 8,4 مليارات كانت وجهت نداء لجمعها لاغاثة السوريين.
ومبلغ ال7,7 مليارات دولار يندرج في اطار حزمة ال20,1 مليار دولار التي اعلن عنها في كانون الاول/ديسمبر الفائت لتغطية كل العمليات الانسانية للامم المتحدة والتي يستفيد منها 87 مليون شخص حول العالم.
كيف سقطت قلعة المعارضة السورية في الساحل؟
معلومات عن قيادة الروس للمعارك
جواد الصايغ
رأى العميد الركن أحمد رحال “أن اصدقاء الشعب السوري لم يكونوا على قدر المسؤولية في هذه اللحظة، وكان أجدى دعم المعارضة بأسلحة نوعية لايقاف الهجوم الشرس على جبل الاكراد”.
جواد الصايغ: قال المحلل العسكري السوري، العميد الركن المنشق أحمد رحال، “أن النظام السوري حشد كل ميليشياته، مستعينا بالايرانيين ومقاتلي حزب الله، وفي ظل قيادة ميدانية روسية للسيطرة على بلدة سلمى في جبل الاكراد في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية”.
وأضاف في حديث مع “إيلاف”،” نفذ الروس اكثر من ثلاثمئة طلعة جوية في اليومين الماضيين، على جبهة الساحل التي تتعرض للضغوط العسكرية منذ 93 يوما،”متابعا،” سيطرة النظام على القمم الحاكمة كجبل النوبة وبرج القصب وسيطرته على دورين وكفردلبة وكذلك على كدين والمغيرة وترتياح ادى إلى انكشاف دفاعات الثوار في سلمى من ثلاثة اتجاهات, وما خفي عن تلك التلال الحاكمة تكفل به الطيران الروسي.
تدمير المنطقة بشكل كامل
وأكد “ان المنطقة دمرت بشكل كامل، ولم يعد هناك مكان يستطيع المقاتل ان يقف فيه” منوها “بأن مدينة سلمى تعتبر معقل الثوار في جبل الأكراد”، وعن التخوف من وقوع مجازر قال” منطقة جبل التركمان وجبل الأكراد خالية من المدنيين”.
التلكؤ في دعم المعارضة
وإعتبر”ان في ظل قيام الضباط الروس بقيادة العمليات على الأرض، والدعم الايراني للنظام، لم يكن اصدقاء الشعب على قدر المسؤولية في هذه اللحظة، وكان أجدى دعم المعارضة بأسلحة نوعية لايقاف الهجوم الشرس على جبل الاكراد، لأن خسارة هذه المنطقة تضع سهل الغاب في دائرة الخطر”.
أسباب سقوط سلمى
ولفت الخبير العسكري،” إلى ضعف الامكانات والامدادات وعدم وجود قيادة عسكرية مؤهلة لقيادة المعارك في الساحل، وهذا امر يتحمله المجتمع الدولي”، متسائلا،”اين هم الضباط القادرون على وضع خطط وتعزيز الجهود وتوزيع النيران” ولماذا تم ابعادهم قسراً خارج الحدود نحو دول الجوار؟ وأكد “أن المقاتلين لم يقصروا وقدموا كل ما استطاعوا ، ولكن لم يكن هناك قيادة حقيقية لاستثمار قدراتهم”.
لا مكان للضعفاء في المفاوضات
وأشار إلى “ان قادة اهم فصائل الساحل ومعظم الجبهات، يتواجدون إما وراء الحدود او في الهيئة التفاوضية، يسعون لوضع اسمهم في لائحة الوفد المفاوض”، معتبرا،” كان من الأفضل على الهيئة التفاوضية دعم وتقوية الجبهات القتالية لتقوية موقفهم التفاوضي، بدلا من الإكتفاء بانتظار المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي للقضية السورية”. فالتاريخ علمنا أن لا مكان للضعفاء على طاولة التفاوض.
تقدم «الأسد» واستهداف معارضيه.. حصيلة 100 يوم من القصف الروسي لسوريا
أحلام القاسمي
100 يوم من التدخل الروسي في سوريا، كانت كفيلة لتحقيق تحذيرات المعارضة السورية، التي قالت إن التدخل الروسي سيصب في مصلحة «بشار الأسد»، ولن يواجه تنظيم الدولة الإسلامية كما هو معلن من الجانب الروسي.
الغارات الروسية التي بدأت في 30 سبتمبر/أيلول 2015، تحت ذريعة «الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية»، لم تقهر خلالها التنظيم، بل أوقفت تقدم المعارضة السورية في عدة جبهات، وكانت سببا في سيطرة نظام «الأسد» على العديد من المناطق، بالإضافة لمقتل 1000 مدني على الأقل، وتهجير أكثر من 100 ألف من منازلهم، بحسب إحصاء لوكالة الأنباء التركية «الأناضول».
وبدأت الغارات الروسية مركزة في شهرها الأول على محافظات إدلب، وحماة، وحمص، وحلب، إلا أنه بدءا من النصف الثاني لشهر أكتوبر/تشرين الأول، وحتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، استهدفت الغارات الروسية، الريف الجنوبي والشمالي لحلب، والريف الجنوبي لإدلب، والتركمان في منطقة بايربوجاق بريف اللاذقية.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول، وحتى الآن، يتعرض ريفا حلب الجنوبي والشمالي، ومنطقة باير بوجاق، وريف إدلب لغارات روسية متواصلة.
تأثير هذا القصف لم يستهدف تنظيم الدولة الإسلامية، ولم يتسبب في انكفاء مسلحي التنظيم وتقهقرهم، بل على العكس، فبعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية التي اخترقت أجواءها في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حقق التنظيم من ناحية، وحزب الاتحاد الديمقراطي من ناحية أخرى، تقدما بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا، شمال حلب، بدعم روسي، بعدما انقطع الممر الواصل بين الحدود التركية، ومدينة حلب.
تنظيم الدولة الإسلامية وجد الفرصة، بالتقدم نحو الممر الواصل بين الحدود التركية، وحلب، من جهة الشرق، ووصوله إلى مسافة 3 كيلومترات، من مدينة عزاز.
كما تسبب القصف الروسي، في تقدم تنظيم الدولة الإسلامية على حساب المعارضة المسلحة، من بلدة صوران، حتى جنوب مدينة عزاز، وسيطرته على قرية كفرا.
وأثبت استهداف روسيا بغاراتها الجوية، فصائل المعارضة الفاعلة في مقاتلة التنظيم، عكس ادعائها بمحاربة التنظيم، حيث استهدفت روسيا بغاراتها الفصائل المعارضة التي تقاتل التنظيم وهي: الفوج الأول في جبهة دير جمال شمالي حلب، والجبهة الشامية في جبهة المالكية، والسلطان مراد في كفرا، ولواء المعتصم، وصقور الجبل في إدلب، وأحرار الشام، وفيلق الشام، ولواء نور الدين الزنكي في حلب، وجيش الإسلام، الذي طرد داعش من مناطق عديدة في ريف دمشق.
وفي 25 ديسمبر/كانون الأول، قتلت طائرات روسية، قائد جيش الإسلام «زهران علوش»، بعد قصف استهدف مقر اجتماع لقادة الجيش في ريف دمشق، كما سقط عدد آخر من القتلى والجرحى في القصف.
وتمكنت أيضا، قوات النظام السوري من التقدم برا في عدة مناطق، تحت غطاء جوي روسي، بينما تحولت قوات المعارضة إلى موقع الدفاع.
وقبيل تدخل روسيا في سوريا، كانت قوات المعارضة تحقق تقدمًا في العديد من الجبهات، فقد كانت على مشارف السيطرة على كامل محافظة إدلب، بعد سيطرتهم على مطار أبو الظهور، وحصارهم لقريتي كفريا والفوعة، كما حققت تقدما في سهل الغاب بريف حماة الشمالي، وتقدمت إلى معقل النظام في اللاذقية.
وفي درعا كانت انتصارات المعارضة السورية متتالية، وأهمها سيطرتهم على قرية شيخ مسكين مطلع 2015، وفي مارس/آذار، سيطروا على مدينة بصرى الشام التاريخية، وفي أبريل/ نيسان سيطروا على معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وسيطر النظام بدعم جوي روسي على بلدات خان طومان، وعيس، وتل عيس، وبلدة حاضر، وعابدين، وقرية بانيس، وعشرات القرى والمزارع، في الريف الجنوبي لحلب.
وفي سهل الغاب، تمكن النظام من استعادة السيطرة على قرى منصورة، وبحصة وفورو، وفي اللاذقية سيطرت على قرى آجي صو «النبع المر» وغمام، وزويك، وسراي، وقيزل داغ، وبرج القصب، وجبل النوبة، وبيت عوان، والكبير.
أمام المعارضة، فسيطرت قوات النظام على 4 نقاط في ريف حماة الشمالي، وهي أتسان، ومورك، ومعن، بالإضافة إلى 4 مناطق تابعة لصوران، في ريف حماة الشرقي.
أكثر من تضرر من التدخل الروسي خلال الأيام المئة الماضية، هم المدنيون، حيث فقد خلالها ألف شخص على الأقل حياتهم، في هذه الغارات، وتسببت الغارات الروسية المتزامنة مع هجمات برية لقوات النظام على مواقع المعارضة بموجة نزوح كبيرة تجاه الحدود التركية.
وبحسب إحصاءات أممية في نوفمبر/تشرين الثاني، وصل عدد المهجرين من منازلهم في موجة اللجوء هذه عددهم 123 ألف شخص.
وأقامت روسيا منذ أكتوبر/تشرن الأول الماضي، علاقة خاصة مع تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي، امتداد تنظيم «بي كا كا» في سوريا، وبعد لقاءات التنظيم مع المسؤولين الروس في باريس وموسكو، بدأ حزب الاتحاد الديمقراطي على الأرض بتلقي دعم فاعل من الطيران الروسي. ففي الثاني من ديسمبر/كانون الأول الماضي، ألقت طائرة شحن روسية 5 أطنان من الأسلحة والذخيرة، على منطقة الشيخ مقصود، التي تسيطر عليها قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، وتزامن ذلك مع دعم التنظيم في التقدم على جبهات اعزاز، وجرابلس، الحدوديتين مع روسيا.
ويسعى تنظيم الاتحاد الديمقراطي، للسيطرة على مدينة جرابلس، التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، من أجل العبور إلى غربي نهر الفرات، إلى جانب هجماتهم المتكررة على المعارضة في جبهة عزاز.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف، بحسب إحصائيات أممية.
ودخلت الأزمة منعطفا جديدا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول موسكو إن هذا التدخل «يستهدف مراكز تنظيم الدولة الإسلامية» الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.
المصدر | الخليج الجديد
مسؤولة أممية: مرضعات مضايا نضب حليبهن
نقلت ممثلة عن منظمة الصحة العالمية في العاصمة السورية دمشق أمس الثلاثاء صورة مروعة من زيارتها لبلدة مضايا المحاصرة يوم الاثنين، كما طلبت من الحكومة السورية السماح بإرسال عيادات متنقلة وفرق طبية إلى البلدة لتقييم حالة سوء التغذية وإجلاء الحالات الخطيرة.
وقالت إليزابيث هوف -التي زارت مضايا يوم الاثنين مع قافلة من الأمم المتحدة- إن طبيبة سورية أبلغتها أن الأمهات -في مضايا- نضب حليبهن فلم يعدن قادرات على الإرضاع، والأطفال لا يشبعون.
وقالت هوف إن المنظمة تحتاج إلى القيام بتقييم عن طريق زيارات منزلية من بيت لبيت في البلدة، حيث أبلغها طبيب سوري أن ما بين ثلاثمئة وأربعمئة شخص في مضايا بحاجة لرعاية طبية خاصة.
ونقلت قافلة مساعدات يوم الاثنين أول شحنة إمدادات غذائية وطبية منذ شهور إلى مضايا حيث يحاصر الآلاف، ويقول أطباء محليون إن بعضهم مات من الجوع.
وقالت هوف لوكالة رويترز في اتصال هاتفي من العاصمة السورية دمشق -حيث تعمل منذ يوليو/تموز 2012- “أنا منزعجة بالفعل”.
وأضافت “تجمع الناس في السوق، وكان بإمكاننا رؤية الكثيرين يعانون سوء التغذية ويتضورون جوعا، كانوا يعانون الهزال والإرهاق والتوتر الشديد، لم تكن هناك ابتسامة على وجه أي منهم، ليس ما اعتدنا رؤيته عندما نصل في قوافل، قال الأطفال الذين تحدثت معهم إنهم أضعف من أن يلعبوا”.
طلب فوري
وأضافت أنها وجهت طلبا فوريا للسلطات بإرسال المزيد من الإمدادات، كما طلبت إرسال عيادات متنقلة وفرق طبية. ومضت تقول “نحتاج حرية دخول مستمرة دون معوقات، أهم شيء يمكن أن يساعد على المدى الطويل هو رفع الحصار”.
وزارت هوف مركزين طبيين في مضايا؛ أحدهما خاص مقام في منزل ويديره طبيبان، والآخر مستشفى ميداني في قبو مبنى، ولم تكن لدى أيهما أي إمدادات.
وقالت هوف إن الطبيبين في المركز الخاص قالا إن الأدوية التي حصلوا عليها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي نفدت، والمرضى يفضلون إنفاق القليل الذي يملكونه من المال على الطعام وليس على الرعاية الصحية، مضيفة أن الطبيبين يفتقران إلى المعدات اللازمة لقياس ضعف الأطفال أو حتى ميزان لقياس أوزان المرضى.
والمستشفى الميداني مقام تحت سلم يفتقر إلى النظافة، وقالت هوف إن الغرفة تكون عادة مزدحمة حتى أنهم اضطروا لحقن مريض بالمحاليل في الهواء الطلق بسبب عدم وجود مكان بالداخل.
وأبلغها الطبيب السوري هناك أن لديه أسماء ما بين ثلاثمئة وأربعمئة شخص يحتاجون رعاية صحية عاجلة، كما قالت إن الطبيب في المستشفى قال إنه لم يأكل منذ ثلاثة أيام.
وأضافت “تحدثت مع رجل قال إن عمره 45 عاما ويعاني سوء التغذية الشديد، ولم يكن يستطيع المشي، قال إنه أب لأربعة أطفال كلهم في حالة لا تمكنهم من مغادرة الفراش، وكان يعاني من جفاف شديد وبشرته صفراء وكان متوترا”.
مأساة
وتابعت أنه “كانت هناك امرأة حبلى تأتي عادة فاقدة الوعي، كانت ترقد أمامي وتعاني من مستوى سكر منخفض للغاية ومن الجوع، ولم يكن لدى الممرضة ما تقدمه لها”.
وقالت هوف إن منظمة الصحة جلبت 7.8 أطنان من الأدوية منها معالجات للصدمة والجروح والأمراض المزمنة والمعدية، وتشمل المضادات الحيوية ومكملات غذائية للأطفال.
وقالت إنها تعتزم العودة يوم الخميس في إطار قافلة للأمم المتحدة محملة بالمزيد من الإمدادات الطبية والغذائية.
كابوس مضايا لم يشهده مكان آخر بالعالم
نشرت نيويورك تايمز الأميركية وغارديان البريطانية تقارير عن الأوضاع في مضايا بعد وصول المساعدات الإنسانية إليها، وسجلتا فرحة السكان بوصول الأغذية والأدوية، كما تحدثتا عن الأيام السوداء التي عاشتها البلدة خلال الشهور الستة المنصرمة.
ونقلت نيويورك تايمز عن المسؤول بـ الأمم المتحدة أجاد مالك قوله إن الحصار والجوع تركا مضايا في كابوس لم يشهده أي مكان آخر بالعالم، مضيفا أنه لم ير مثلما رآه بتلك البلدة “نرى بشرا، لكننا لم نر حياة، إنه لمشهد مروّع”.
وقال مالك إنه رأى أطفالا يرجفون من سوء التغذية وكبارا يقول أغلبهم إنهم لم يذوقوا طعم الخبز أو الأرز أو الخضراوات والفواكه لشهور. وأشار إلى أن سعر الكيلو جرام من الأرز بلغ ثلاثمئة دولار، وحكى أن أحد السكان كان قد باع دراجته النارية مقابل خمسة كيلوغرامات من الأرز.
حافة الموت
ونقلت الصحيفتان أن هناك حوالي أربعمئة شخص بمستشفى البلدة يحتاجون للإجلاء الفوري لتلقي العلاج نظرا إلى أن الجوع وعوامل أخرى قد تركتهم على حافة الموت وأنهم في انتظار نتائج مفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة المسلحة ومنظمات العون لتوفير ممر آمن لإجلائهم.
ورغم أن الأمم المتحدة لم تصدر بيانا عن وفيات من الجوع بمضايا حتى اليوم، فإن منظمة أطباء بلا حدود قالت إن هناك 23 شخصا قضوا بسببه في مركز طبي تدعمه بالبلدة.
وأشارت الصحيفتان إلى أن مضايا ليست وحدها في سوريا التي تعاني من الحصار، وهو الأسلوب الذي عفى عليه الزمن وحظرته القوانين الدولية ولا تزال الأطراف المتحاربة في سوريا تستخدمه.
ملايين تحت الحصار
وأوردت الأمم المتحدة أن هناك 15 بلدية بسوريا محاصرة تماما الآن، وهناك 4.5 ملايين شخص يعيشون في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها، وفي حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية مع استمرار منع المدنيين من مغادرتها ومنع العاملين بمنظمات العون من إيصال الأغذية والأدوية والوقود والمواد الأخرى إليها.
وقالت غارديان إن مضايا كانت هادئة تماما وطرقاتها خالية من الناس والحيوانات بعد وصول المساعدات أمس مثلما كانت خلال الشهور الماضية، لكن الناس كانوا، ولأول مرة، فرحين بوجودهم داخل منازلهم وهم يطبخون، حيث أكل كثيرون منهم وجبة كاملة بعد شهور ثم شربوا الشاي.
ونقلت عن أحد السكان- واسمه إبراهيم عباس- قوله إنه وبعد وصول قافلة المساعدات الأممية التي تضم 44 شاحنة، كانت فرحة الناس لا تُوصف، والأطفال يقتربون من العاملين بالمنظمات ويسألونهم إن كانوا قد أحضروا طعاما “كانت عملية النقل منظمة جدا وتم توزيع الأغذية”.
حزن بالقلوب
ورغم ذلك، قال عباس إن هناك حزنا في القلوب “لأننا نخشى أن تكون هذه المساعدات مؤقتة يتلوها نسيان المجتمع الدولي لنا مرة أخرى” مؤكدا أنه لا يوجد بالبلدة، التي تبعد أربعين ميلا شمال غرب العاصمة دمشق، مقاتلون منظمون.
وقالت منظمات العون إن المساعدات التي وصلت تكفي لشهر واحد فقط. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “قافلة واحدة لن تحل المشكلة”.
دي ميستورا يلتقي سفراء القوى الكبرى تمهيدا لجنيف
أعلنت الأمم المتحدة أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سيلتقي سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اليوم الأربعاء في جنيف، وذلك تمهيدا للمحادثات المقررة يوم 25 يناير/كانون الثاني الجاري للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي إن لقاء دي ميستورا مع مبعوثي بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين سيكون “على مستوى السفراء” حيث يعقد الاجتماع في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف.
وأضاف فوزي للصحفيين أن دي ميستورا سيحاول هذا الأسبوع “تثبيت التوقيت والإطار” للمحادثات، دون أن يقدم تفاصيل حول جدول أعمال المحادثات.
وبالأمس، قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات مع النظام السوري رياض حجاب إن الخلافات لا تزال قائمة مع النظام والأمم المتحدة بشأن جدول أعمال محادثات جنيف المقررة، مضيفا أن قرار مشاركة المعارضة في المحادثات “صعب للغاية”.
وجاءت تلك التصريحات بعد يوم من اجتماع حجاب مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس، حيث صرح حجاب بعده بأن المعارضة لا يمكنها التفاوض مع النظام في ظل استمرار قصف قوات أجنبية للشعب السوري، بينما أكد هولاند أنه لا مكان لرئيس النظام السوري بشار الأسد في مستقبل البلاد.
يُذكر أن مجلس الأمن الدولي اعتمد قرارا يضع خارطة طريق لحل سياسي في سوريا، وشدد على ضرورة قيام جميع الأطراف في الأزمة بتدابير بناء الثقة للمساهمة في إنجاح العملية السياسية ووقف إطلاق النار الدائم.
وطلب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي صدر يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن “يقوم بدعوة ممثلي النظام السوري والمعارضة إلى مفاوضات رسمية بشأن عملية انتقال سياسي في يناير/كانون الثاني الحالي”.
تحت صورة الأسد.. اتحاد الكتّاب يرفع شعار التنوير
خلص أدباء النظام إلى أن مامرّت به سوريا هو وعي زائف ومزيّف!
العربية.نت – عهد فاضل
قرر اتحاد الكتاب العرب، في سوريا، رفع شعار “ثقافة التنوير” لمؤتمره العام التاسع، الذي سبق واجتمع نهاية العام الماضي لانتخاب رئيس له، إلا أنها المرة الأولى التي يطلق فيها الاتحاد شعارا لإحدى دوراته، وكانت مستلهمة من عبارة لرئيس النظام السوري يتحدث فيها عن “الخطر” الذي “يتهدد” الثقافة.
وذكرت وكالة “سانا” الرسمية، أمس الثلاثاء، أن اتحاد الكتاب أصدر بياناً في هذه المناسبة، تحدث فيها عن “ثقافة التنوير” وخلص إلى أن مامرت به سوريا في السنوات الأخيرة، كان مجرد “وعي زائف ومزّيف ودخيل على المجتمع السوري”.
وحضر رئيس النظام السوري، بصورته الكبيرة التي وضعت على اليسار من نضال الصالح، رئيس الاتحاد، وعلى يمينه الشعار الذي اجتمعوا لأجله: “ثقافة التنوير”، وجلس الصالح بينهما متحدثاً عن “كل مايمت بصلة للتنوير” حتى لو وصل الأمر الى المناهج الجامعية العامة والخاصة، واعداً بأن مشروعه التنويري “سينبض بالحياة” وسيسخر لذلك “كل الوسائل المتاحة”.
هذا ولم يتطرق البيان الذي أصدره اتحاد الكتاب العرب، في سوريا، الى قضية اللاجئين والنازحين، على الإطلاق. علماً أن هذا المؤتمر جاء بعد خمس سنوات كاملة من آخر مؤتمر له، أي بعد ولادة الثورة السورية على نظام الأسد، وكل متفرعات هذه الثورة من لاجئين ونازحين ودمار حل بالبلاد.
ولم يشر البيان بكلمة واحدة، وهو الصادر عن مايفترض أنهم مثقفون وأدباء وسياسيون، الى مسوّغات التغيير في سوريا وثورة الشعب على رئيس النظام.
بل إن الاتحاد اختار شعارا ثقافيا مجرداً -ثقافة التنوير- رفعه المثقفون العرب منذ أكثر من 100 سنة، وخطّت أقلامهم كتباً ومقالات لاتحصى بشأنه. علماً أن القضايا الأكثر إلحاحاً، برأي كل النخب الثقافية في العالم، ماعد اتحاد الكتاب في سوريا، هي قضايا اللاجئين والنازحين السوريين.
خصوصا أن شعاره الجديد- القديم، ومؤتمره التاسع، استلهم عبارة “تاريخية” قالها رئيس النظام، عن خطر يتهدد الثقافة، ولم ينتبه أدباء سوريا الاتحاديون، أو غضّوا أبصارهم، عن أولوية الخطر الذي هدّد ويتهدّد حامل هذه الثقافة، وهو الشعب السوري نفسه، الذي تعفّف عنه اتحاد الكتّاب العرب، وأشاح بنظره عن ملايينهم اللاجئين وملايينهم النازحين، وتوقف عند “رفاهية” شعار توقَّف أصحابه، أصلا، عن إطلاقه، منذ حوالي ربع قرن!.
واكتفى الاتحاد، في انحياز واضح لمن ثار عليه شعبهم، ووضعوا صورته مقابلة لـ”التنوير” الأخير الذي “سيشنّفون” به آذان من تبقى من السوريين، الذين ولاشك سينظرون بكثير من الريبة، وكثير من السخط الممزوج بما هو أشد، الى أدبائهم الذين باتوا يستلهمون إبداعهم ووحيهم الشعري، من عبارة قالها رئيس نظام ثار عليه الشعب.. فهبّ الأدباء الاتحاديّون لنجدته، ووقفوا على قلب رجل واحد، وثاروا، هُم، على الشعب نفسه، هذه المرة.
الأمم المتحدة: كل مشاهد مضايا حقيقية وغير مفبركة
ثمة احتمالات لعرض القضية عما قريب على محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في لاهاي
دبي – قناة العربية
جاء توثيق جرائم نظام الأسد وميليشيات حزب الله بحق أهالي مضايا من أعلى منظمة عالمية معنية بحقوق الإنسان في العالم.
حيث وبعد أن أكد المسؤول الأممي عن الشؤون الإنسانية والإغاثة في سوريا، أصالة روايات التجويع التي عانى منه سكان مضايا، أتت تصريحات رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة هناك لتوثق تلك الخروقات التي ترقى إلى جرائم الحرب، بحسب المسؤول الأممي.
ونددت تحقيقات الأمم المتحدة التي يقوم بها خبراء مستقلون باستخدام التجويع في سوريا كسلاح في الحرب الدائرة منذ نحو 5 سنوات، كما نددت بأساليب الحصار التي تستهدف السكان المدنيين من خلال تعريضهم للتجويع وحرمانهم من الخدمات الأساسية والأدوية التي تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
فيما تحدث عمال الإغاثة الذين وصلوا إلى مضايا عن ظروف وصفوها بالمفجعة، يكابدها سكان يعانون الهزال والجوع، ويحتاج المئات منهم إلى رعاية طبية، خاصة بعد تحولهم إلى هياكل عظمية، بحسب تعبير موظفي الإغاثة.
ووصف المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر اللحظات التي جمعته مع فتاة صغيرة من البلدة، والتي باشرت حديثها معه بسؤاله عن الطعام قبل أن تعبر له عن سقمها وجوعها.
ورأى الخبراء القانونيون أن ثمة احتمالات لعرض القضية عما قريب على محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في لاهاي، لأن سوريا ليست عضوا بالمحكمة، وذلك لتبقى عدالة هؤلاء الأطفال تنتظر من ينتصر لها بعد الشلل الذي أصاب مؤسسات المجتمع الدولي نتيجة الإحجام الروسي المستمر.
أوباما وإرث الإخفاقات السياسية في المنطقة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شابت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما سلسة من الإخفاقات سواء على صعيد السياسة الخارجية وخاصة تلك المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط مع اندفاعها إلى مستويات غير مسبوقة من العنف والفوضى، لثبات فشلها في استغلال نفوذها في لعب دور بارز في حلحلة القضايا الإقليمية ومن بينها التعاطي مع الملف الإيراني وتداعياته اليوم باحتجاز طهران لزورقين أميركيين وعدد من البحارة الأميركيين.
وكل ذلك يعزى لسياسة واشنطن الخارجية المتخبطة والمتناقضة والمتخاذلة في كثير من الأحيان، الأمر الذي أدى إلى انخفاض ملحوظ في النفوذ الأميركي خارجيا، إضافة إلى زعزعة المصداقية التي طالما تمتع بها البيت الأبيض كشريك في حل القضايا الإقليمية.
فما من شك أن المنطقة برمتها اليوم باتت على صفيح من نار، وأعتى مما كانت عليه قبل الأعوام التي جاءت بإدارة أوباما إلى سدة السلطة.
إذ أسفر الفتور الأميركي عن إقحام المنطقة العربية للهاوية واتخامها بتيارات متطرفة تعصف بها موجات إرهابية شرقية وغربية، بالإضافة إلى أنها أذعنت لعدو لدود بتقديمها وبشكل غير مباشر مهلة لطهران لترتيب أوراقها والدخول في غمار السباق النووي.
فعلى مدى العقود الأربعة الماضية، انتهجت الإدارات الأميركية المتعاقبة نهجا توافقيا في تحقيق أهداف استراتيجية لها في المنطقة ومنها المحاولات الإيرانية لاستعراض قواها العسكرية في المنطقة عموما وفي الخليج العربي على وجه الخصوص.
إلا أن إدارة أوباما فشلت في كبح جماح الأحلام التوسعية لطهران واستعراض قوتها في المنطقة ومحاولتها زعزعة استقرار الدول العربية، إذ هددت مرارا وتكرارا بإغلاق مضيق هرمز رافضة أي تواجد عسكري أميركي هناك.
حتى أن السياسة الأميركية تجاه إيران، والتي توجت بتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، لم تفلح في تحقيق نجاحات ودفعت واشنطن وستدفع ثمنا باهضا لوقف برنامج إيران النووي.
فعلى العكس من ذلك حققت طهران مكتسبات ومكاسب لم تحلم بها جراء ذلك الاتفاق سيما وأن المكر السياسي لصناع القرار في إيران ينطوي على انتهاج مذهب التقية واللعب في الخفاء.
ومع التقارب الإيراني الروسي الذي أظهرته الأزمة السورية، أصبحت طهران تشكل قلقا متزايدا لدى جاراتها، خاصة بعد محاولاتها العديدة لزعزعة استقرار أمن تلك الدول من خلال إذكاء فتيل الفتنة واللعب على أوراق الطائفية واستغلال جماعات فاعلة لها كوكلاء حرب وتهديد أمن الدول المحيطة بها.
كما أفضت السياسة الأميركية تجاه العراق خاصة بعد إطاحة نظام صدام حسين بتوغل طهران في أركان ومفاصل السياسة العراقية لتصبح بغداد إحدى المراكز التابعة لمدينة قم لتغذيها بميليشيات طائفية تنفذ الأجندة الإيرانية في العراق كأمر واقع.
وفيما يتعلق بملف الأزمة السورية، يمكن وصف تعاطي الإدارة الأميركية مع الأزمة بالركيك، خاصة مع الدور الأميركي الفاتر في الحرب ضد الإرهاب والحملة الجوية العسكرية الأميركية الباهتة إزاء صعود نجم التيارات المتشددة في سوريا.
وإضافة إلى حالة الارتباك داخل إدارة أوباما في تعاطيها مع الحكومة السورية وترنح قرارها بين بقاء أو عدم بقاء نظام بشار الأسد في السلطة، جاء دخول الدب الروسي للساحة السورية سياسيا وعسكريا باستهدافه المعارضة السورية المدعومة أميركيا ليؤكد على هامشية دور واشنطن وخروجها خالية الوفاض من دائرة صنع القرار حول مستقبل سوريا.
فعلى مدى 7 أعوام نأت إدارة الرئيس باراك أوباما بظهرها وأقصت حلفاء لها. وانحازت الإدارة الأميركية في السياسة تجاه مصر بعد إطاحة حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي بعد ثورة شعبية رافضة للتوجه الذي لا يتفق وتوجه معظم المصريين، فعلقت المساعدات العسكرية الأميركية المقدمة لمصر رغم التحديات الإرهابية التي تواجهها من التنظيمات المتطرفة في سيناء.
وليس أدل على خيبة السياسة الخارجية الأميركية من تفاقم الأوضاع في ليبيا التي خرجت عن نطاق السيطرة مهددة الأمن الإقليمي والدولي، وصعود الجماعات الإرهابية المتطرفة في المنطقة برمتها سواء في العراق وسوريا أو ليبيا وسيناء ومنطقة المغرب العربي.
وبسبب ازدياد وتيرة التطرف والإرهاب، عادت قرارات الإدارة الأميركية المتخبطة إلى جادة الصواب بالانخراط مع تحالف دولي بهدف تجفيف منابع الإرهاب، وقامت باستئناف المساعدات العسكرية لمصر؛ والذي لم يكن قرار تعليق تلك المساعدات في المقام الأول بالقرار الحصيف.
ولطالما عكف الرؤساء الأميركيون في السابق على ضمان ديمومة المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني -رغم التحيز الواضح لإسرائيل- للوصول إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية. إلا أن فترة حكم إدارة أوباما فشلت فيها واشنطن في التوصل إلى تقارب نحو تسوية دائمة وأخفقت في دفع عجلة السلام قدما رغم “اتفاقيات السلام” الراكدة بين الجانبين.
وهذه الحقيقة تؤكدها انتفاضتان فلسطينيتان إبان عهد أوباما، مع احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة تلوح في الأفق لتذر كل الاتفاقيات السابقة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وتقف اليوم مصداقية السياسة الأميركية في الشرق الأوسط على المحك بعد أن تعرضت للضرر بشكل كبير من إدارة أوباما التي يمكن وصفها بأنها غير واضحة وغير متناسقة، وبدون استراتيجية مما سيضطرها إلى دفع ثمن باهض لها في الغد الذي لناظره قريب.
داعش لخلاياه النائمة: احلقوا لحاكم وارتدوا ملابس غربية
دليل داعش للخلايا النائمة والذئاب المنفردة يتضمن تعليمات مثل استخدام العطور التي تحتوي على الكحول
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
احلقوا لحاكم وارتدوا الملابس الغربية واستخدموا العطور العامة والعادية التي تحتوي على الكحول وشفروا هواتفكم، هذه بعض أهم النصائح الواردة في دليل داعش الأمني لخلاياها النائمة والذئاب المنفردة أو الوحيدة.
فقد أصدر تنظيم داعش مؤخرا نسخة بالإنجليزية لكتيب الأمن والسلامة الذي وضعه أحد عناصر تنظيم القاعدة باللغة العربية سابقا، ويقدم نصائح للخلايا النائمة والذئاب المنفردة في الدول الغربية بما يجب فعلة وتجنبه حتى لا يتم اكتشافهم.
وارتكز دليل الأمن والسلامة لداعش على كيفية “مفاجأة العدو” باعتبار هذا الأمر أحد مبادئ الحرب، مشيرا إلى أن “أي عملية لا يتوافر فيها أساس قوي للأمن والحذر محكومة بالفشل، تماما مثلما يحتاج البناء الكبير لأسس قوية، والاحتياطات الأمنية هي أساس أي عملية”، بحسب ما ورد في الدليل.
ووفقا لصحيفة التليغراف فإن الكتيب أعد باللغة العربية ولتنظيم القاعدة، ويتبع تعليمات ونصائح أخرى لأعضاء التنظيم مثل “اصنع القنبلة في مطبخ والدتك”.
ورغم أنه لم يتم تقديم سبب لتوزيعه الآن، إلا إن الأجهزة الأمنية ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون زعموا أنه تم إحباط 7 مؤامرات إرهابية العام الماضي وحده.
وقدم التنظيم في دليله، المؤلف من 62 صفحة، لائحة ببرامج التشفير التي يمكن للخلايا النائمة والأفراد أن يستخدموها لتشفير محتويات الهواتف الخلوية ورسائل البريد الإلكتروني.
وجاء في التعليمات أن أي “ذئب منفرد” يجب أن يحاول الانصهار والاندماج في المجتمع المحلي، بحيث لا يبدو “مثل المسلمين”، وهذا يعني أن يحلقوا لحاهم ويرتدوا ملابس غربية، وكذلك عدم الصلاة في المساجد بشكل منتظم.
وأوضحت التعليمات “حاولوا أن تكونوا دائما مثل أي سائح عادي أو مسافر تقليدي وحاولوا أن تكون ألوان الملابس متناسقة فارتداء القميص الأحمر أو الأصفر مع البنطال الأسود، يجعلكم موضع شبهة.. ولا داعي لأن ترتدوا ملابس جديدة لأن ذلك قد يثير الشبهات، والبعض من الأخوة يميلون إلى شراء ملابس جديدة بالكامل، وهذا يجلب انتباه الآخرين بقوة”.
وذهب الكتيب إلى تقديم تعليمات من نوع العطر الذي يجب على أفراد التنظيم استخدامه، وقال “إذا أردت أن تستخدم العطر، فعليك ألا تستخدم العطور الزيتية الخالية من الكحول التي يستخدمها المسلمون، بل استخدموا العطور التي تحتوي على الكحول كأي شخص آخر، وإذا كنت رجلا فاستخدم العطور الرجالية العضوية”.
وثمة تعليمات مثل استخدام الأموال النقدية وضرورة توحيد الاسم في الوثائق المزورة، مثل جواز السفر والهوية وغيرها.
موغيريني تلتقي وفدا للمعارضة السورية برئاسة رياض حجاب
بروكسل (13 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تلتقي الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، يوم غد في بروكسل، وفدا من المعارضة السورية برئاسة المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب.
وأشار متحدث بإسم إدارة العلاقات الخارجية في الاتحاد، إلى أن المحادثات ستتمحور حول تنفيذ القرار الأممي رقم 2254 بشأن الصراع السوري، ” كما يأتي اللقاء في إطار التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر جنيف القادم والمفترض أن يؤدي إلى إطلاق مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة”، حسب قوله.
وتعد زيارة الوفد السوري المعارض إلى بروكسل، حلقة في سلسلة لقاءات يجريها أعضاؤه مع أهم الأطراف الدولية المعنية بإدارة الصراع، وذلك قبل انطلاق مؤتمر جنيف المفترض عقده في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
هذا ويرسم القرار الأممي خطة لحل الأزمة السورية تبدأ بما يُعرف بتقديم إجراءات لحسن النوايا تمهيداً لبناء الثقة على غرار وقف إطلاق النار، والتعامل مع الأزمات الانسانية.
ويؤكد القرار أيضاً على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية خاصة العسكرية والأمنية، تفادياً لانهيار الدولة بشكل كامل، ولكنه لم يتعرض لمصير الرئيس السوري بشار الأسد، وهو الجانب الذي يثير حساسية وتساؤلات لدى أطراف المعارضة السورية.
وذكرت مصادر أوروبية مطلعة أن الوفد سيبحث مع محدثيه في بروكسل وغيرها من العواصم، كيفية مساهمتهم في التعامل مع هذا القرار وخطوات تنفيذه.
وقد دأبت مصادر الاتحاد الأوروبي على التأكيد أن مسؤوليه يجرون إتصالات متواصلة مع كافة أطراف النزاع في محاولة للتعامل مع الأزمة من مختلف وجوهها، خاصة لجهة الشق الإنساني.