أحداث الأربعاء 19 كانون الثاني 2017
غارات روسية – تركية مشتركة قرب الباب
موسكو، واشنطن، أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
شن الطيران الروسي والتركي للمرة الأولى غارات مشتركة في سورية استهدفت مواقع لتنظيم «داعش» في مدينة الباب شمال حلب بعد ساعات من إعلان واشنطن أن التحالف الدولي بقيادة أميركا قصف مواقع للتنظيم في المنطقة دعماً لفصائل سورية معارضة تساندها أنقرة. وعلق «داعش» رؤوس ستة من عناصر القوات النظامية قتلوا في دير الزور لترويع المدنيين. وأعلنت موسكو أن مفاوضات آستانة في 23 الجاري مفتوحة أمام جميع الفصائل المقاتلة باستثناء «داعش» و «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، بالتزامن مع رفض «حركة أحرار الشام» المشارَكة في مقابل تأييدها الفصائل التي ستحضر المفاوضات.
وقال الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة قيادة أركان الجيش الروسي للصحافيين: «نفذ الجيش الروسي والجيش التركي (الأربعاء) أول عملية جوية مشتركة لضرب داعش في منطقة الباب». وقال إن «تسع طائرات روسية وثماني طائرات تركية شاركت في العملية». ووصفت موسكو العملية بأنها «فعالة»، وقالت إنها جرت بموافقة دمشق وشاركت فيها أربع مقاتلات «سوخوي- 24 أم» وأربع طائرات هجومية «سوخوي- 25» وقاذفة تكتيتية «سوخوي- 34»، كما شاركت فيها أربع طائرات «أف- 16» وأربع «أف- 4» تركية. وأعلنت موسكو وأنقرة التوقيع في 12 كانون الثاني (يناير) على اتفاق يحدد آليات تنسيق الضربات المشتركة في سورية ضد «أهداف إرهابية».
وكان الكولونيل جون دوريان المتحدث العسكري باسم التحالف الدولي قال إنه تم أخيراً، وللمرة الاولى، شن أربع غارات شمال سورية دعماً للعملية العسكرية التي تشنها تركيا لاستعادة الباب من أيدي «داعش». وقال: «رصدنا أهدافاً» قرب مدينة الباب «بالتعاون مع تركيا (…) ونحن نتوقع مواصلة هذا النوع من الغارات».
وتشارك تركيا في التحالف وتسمح للطائرات الغربية باستخدام قاعدة أنجرليك لانطلاق عملياتها. وأتى تهديد تركيا بإغلاق قاعدتها الجوية أمام طيران التحالف غداة تصريح وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو بأن أنقرة لم تتلق أي دعم من الولايات المتحدة في جهودها لانتزاع مدينة الباب من أيدي «داعش» في معركة شهدت قتالاً عنيفاً.
وفي شرق سورية، يعيش سكان مدينة دير الزور في خوف شديد مع تقدم التنظيم داخل أحيائهم، فهم يخشون الإعدامات الجماعية والأعمال الوحشية التي اعتاد الإرهابيون ارتكابها في كل منطقة سيطروا عليها. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «وثق قيام داعش بتعليق 6 رؤوس في مدينة الميادين قتلوا في معارك في مدينة دير الزور ومحيطها، بينهم ثلاثة رؤوس في منطقة بالمدينة وسط تجمهر عشرات الأطفال والمواطنين». ويغذي التنظيم الإرهابي في المناطق الواقعة تحت سيطرته الشعور بالرعب بين الناس من خلال الإعدامات الوحشية والعقوبات التي يطبقها على كل من يخالف أحكامه أو يعارضه.
سياسياً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن موسكو لا تعارض مشاركة محمد علوش، رئيس الجناح السياسي في «جيش الإسلام» في مفاوضات آستانة. وأضاف أن جميع الفصائل السورية المسلحة التي انضمت الى الهدنة مدعوة للانضمام إلى المفاوضات. وقالت «حركة أحرار الشام الإسلامية» في بيان صادر عن مجلس شورى الحركة: «ترجح عند شورى الحركة، وبعد نقاش طويل جداً، ألا تشارك الحركة في المؤتمر لأسباب عدة»، بينها «عدم تحقق وقف إطلاق النار»، خصوصاً في منطقة وادي بردى قرب دمشق، واستمرار روسيا، إحدى الدول الراعية للمحادثات، قصفها الجوي في سورية. لكنها أضافت: «على رغم هذا القرار فإننا سنؤيد الإخوة الذاهبين إلى المؤتمر إنْ توصلوا إلى نتائج طيبة فيها مصلحة الأمة والتخفيف عنها».
إلى ذلك، زارت النائب الديموقراطية الأميركية تولسي غابارد، دمشق حيث التقت مسؤولين فيها، في زيارة نادرة لعضو في الكونغرس الأميركي. ورفض مكتب النائب أن يحدد ما إذا التقت الرئيس السوري بشار الأسد أو لا.
وفد من «المعارضة السورية» في اسرائيل لطلب مساعدتها
القدس المحتلة – «الحياة»
يقوم وفد من المعارضة السورية منذ أمس (الثلثاء) بزيارة الى اسرائيل بدعوة من «معهد ترومان» التابع لـ «الجامعة العبرية» في القدس، في زيارة نادرة من نوعها أثارت غضب الطلاب العرب الذين اعتبروا ان الوفد «لا يمثّل» المعارضة السورية وان في الزيارة «نوعاً من الاعتراف باسرائيل».
وبحسب صحيفة «جيروزالم بوست» الاسرائيلية فإن المعارضيْن عصام زيتون وسيروان كاجو (صحافي من اكراد سورية) رأسا الوفد للحديث عن الأزمة السورية، لكن الطلاب العرب انتقدوا وجودهما بشدة، وقال أحدهم: «ما كان عليكم طلب مساعدة اسرائيل، نحن نموت كل يوم بسببها هنا»، فسارع زيتون للدفاع عن نفسه بالقول: «يجب على العالم بما فيه اسرائيل الاطلاع على معاناة السوريين من نظامهم، نحن ننقل أصوات الذين يعانون. الشعب السوري ضعيف ويحتاج دعم كل المجموعة الدولية».
وفي معرض حديثه قال المعارض السوري: «نقترح إقامة منطقة آمنة على طول الحدود مع اسرائيل» في منطقة الجولان المحتل، وطلب من اسرائيل مساعدة السوريين في إقامة «دولة صغيرة» للسوريين جنوب سورية قادرة على العيش في منأى من نظام الأسد الذي لا يمكن الاطاحة به حاليا أو استبداله».
وأضاف أن دور اسرائيل هو «تشكيل غطاء سياسي للمعارضة وإقناع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بمساعدتنا على إقامة المنطقة الآمنة وإنشاء منطقة حظر طيران في الجولان».
وقال كاجو: « إقامة منطقة حظر جوي حدودية لا تخدم فقط المعارضة ولكنها توفر الأمن لاسرائيل بعيداً من تهديدات حزب الله اللبناني وجماعات أرهابية أخرى».
«فتح الشام» تشن هجوماً على «أحرار الشام» في إدلب
بيروت – رويترز
ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلين من «جبهة فتح الشام» التي كانت تعرف في السابق باسم «جبهة النصرة» وكانت مرتبطة بـ «القاعدة» هاجموا اليوم (الخميس) نقاط تفتيش ومواقع لجماعة «أحرار الشام الإسلامية» المعارضة في محافظة إدلب السورية.
وأضاف «المرصد» الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا، أن الجماعتين المسلحتين اشتبكتا في ريف إدلب الغربي، وأن «فتح الشام» سيطرت على معبر حدودي مع تركيا.
لافروف يحض فصائل المعارضة على دعم وقف النار في آستانة
موسكو، نيويورك، دافوس، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لا تعارض مشاركة محمد علوش، رئيس الجناح السياسي في «جيش الإسلام» في مفاوضات آستانة في 23 الشهر الجاري، في وقت دعا نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الى خفض سقف التوقعات من المفاوضات. وحض وزير الخارجية الأميركي جون كيري إدارة دونالد ترامب على المشاركة.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيره النمسوي سباستيان كورتس، إن جميع الفصائل السورية المسلحة، التي انضمت للهدنة مدعوة للانضمام إلى المفاوضات. وأضاف: «يشارك جيش الإسلام في تلك الاتفاقات (الهدنة والمفاوضات)، ومهما كان موقف العديد من الدول من هذا الفصيل، فإنه ليس مدرجاً على قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية. ونحن ندعم هذه المقاربة، نظراً لما عبر عنه «جيش الإسلام» من الاستعداد للتوقيع، بجانب فصائل أخرى من المعارضة السورية المسلحة، على اتفاقية حول بدء المفاوضات مع الحكومة السورية». وتابع: «يمكن لكل فصيل، غير مرتبط بداعش أو جبهة النصرة، الانضمام إلى اتفاق 29 كانون الأول (ديسمبر)، ونحن ندعو كافة الفصائل لذلك».
كما أكد لافروف أنه سيكون بإمكان ممثلين عن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب حضور المفاوضات. وقال رداً على سؤال حول اعتراض إيران على مشاركة واشنطن: «سأقول بصراحة، صيغة الدعوات التي نوجهها تسمح بضمان حضور جميع الأطراف التي سبق لنا أن ذكرناها في تصريحاتنا العلنية، بمن فيهم ممثلو الولايات المتحدة».
في دافوس، عبر ظريف، عن ثقته بأن تسهم مفاوضات آستانة في توسيع عملية المصالحة الوطنية في البلاد. وأضاف: «من الأهمية أن يدرك الجميع أن المسألة السورية لا يمكن حلها بأساليب عسكرية. وعلى المستوى الدولي، يتعين علينا مساعدة السوريين على بلوغ مرحلة سيتمكنون فيها من خوض الحوار في ما بينهم». وتابع: «يجب أن نكون متواضعين في ما نتوقعه من المفاوضات حول سورية، لكننا نأمل بالحصول على تثبيت نظام وقف إطلاق النار وجعله يشمل جميع الأراضي السورية. ونأمل بأن تأتي جميع الأطراف الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار إلى آستانة، معتزمة التوصل إلى وقف الأعمال القتالية إلى أمد بعيد وبدء العملية السياسية. إنه مشروع طموح مدعو للجمع بين السلطة والمعارضة في مدينة واحدة، وآمل أن يكون ذلك تحت سقف واحد، لمناقشة توسيع عملية وقف إطلاق النار ووقف القتال وضمان وصول إنساني أفضل».
وقال كيري في مقابلة مع تلفزيون «سكاي نيوز عربية» أجريت معه على هامش المنتدى الاقتصادي المنعقد في دافوس، رداً على سؤال عن استبعاد واشنطن عن المفاوضات: «إنهم (الروس) يعملون مع الأتراك، مع الإيرانيين وغيرهم ليروا إن كان في وسعهم إحراز بعض التقدم».
وأضاف، وفق نص المقابلة الذي وزعته القناة التي تتخذ من أبو ظبي مقراً: «إننا نشجع وندعم جهود الروس والأتراك والإيرانيين للذهاب الى آستانة… إذا كان في إمكانهم إعطاء دفع للعملية». وتابع «أود أن أحض الإدارة (الأميركية) الجديدة على تلبية الدعوة التي وجهت اليها للمشاركة»، مضيفاً: «إننا كلنا مهتمون بالتوصل الى حل للحرب يؤمن لشعب سورية دستوراً جديداً»، وأن يتمكنوا من «إجراء انتخابات يختارون خلالها القيادة المقبلة للبلاد».
وشدد كيري على عدم وجود بديل للحل السلمي في سورية. وقال «أتوقع تغييراً خلال الأشهر المقبلة، وأن نرى دولاً تنتهج مزيداً من المنطق العملي»، معرباً عن أمله بأن تشارك هذه الدول التي لم يسمها، في «اجتماع آستانة، وصولاً الى جنيف، المفاوضات الشاملة».
في نيويورك، أكد السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر أن موقف فرنسا مرحب بمفاوضات آستانة بين الحكومة والمعارضة السوريتين، إنما في سياق العملية السياسية التي يجب أن تؤدي الى انتقال سياسي بناء على قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ وبيان جنيف. وشدد ديلاتر الثلثاء على الدور المحوري لـ «الهيئة العليا للمفاوضات» وعلى أنها «تشكل أوسع تمثيل للمعارضة السورية، ويجب أن يكون لها دور تنسيقي بين أطياف المعارضة في جنيف، على غرار ما فعلت حتى الآن، وهو ما يجب أن يستمر».
وقال إن آستانة «يمكن أن تكون خطوة ذات معنى، إن صبت في هذا الاتجاه، نحو مفاوضات ذات معنى في جنيف»، مؤكداً أن المسار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة «هو المسار الوحيد، بناء على قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ وبيان جنيف، وفق ما هو محدد في قرار المجلس ٢٣٣٦» الذي صدر الشهر الماضي.
وفي سياق مواز، دعا ديلاتر الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة دونالد ترامب الى أن «تبقى منخرطة في شؤون العالم». وقال لعدد من الصحافيين إن علاقة فرنسا بالولايات المتحدة «تقوم على الاحترام، لكننا نادراً ما نعبر عن مواقفنا بخجل، بل نتحدث بصوت عال بما نؤمن به».
وأضاف أن «فرنسا هي أقدم حليف للولايات المتحدة، ومن أوثق حلفائها، والأصدقاء الفعليون لا يجاملون».
الأسد
وأعاد ديبلوماسي أوروبي في مجلس الأمن التأكيد أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد «لم يغب يوماً عن الحديث المتعلق بمستقبل سورية، وهو يبقى أساسياً في المفاوضات التي ستلي آستانة في جنيف التي ستبحث في الانتقال السياسي».
وأوضح أن «مصير الأسد جزء من الحديث الدائر خلف الأضواء، إلا أن طرحه لم يصل بعد الى المفاوضات، لكن بحث مصيره هو الوجهة التي نريد أن نصل إليها بعد آستانة، للبحث في الانتقال السياسي بناء على القرار ٢٢٥٤، ومصير الأسد يشكل أولوية سياسية يجب أن تكون مباشرة في سياق المفاوضات”.
وقال إن «الأسد لا يمثل مستقبل البلاد، ليس على أساس أخلاقي وحسب، بل سياسي، لأنه ببساطة لم يعد قادراً على إعادة توحيد البلاد”. وأوضح كلامه بالقول إن «الحرب في سورية لم تنته، وسيكون أمام الأسد تحد كبير ليسيطر فقط على غرب البلاد، فكيف بباقي سورية”.
وقال إن «للمعارضة موقفاً قوياً في شأن مصير الأسد، وكذلك بالنسبة الى لاعبين إقليميين أساسيين، وجزء من الحديث الدائر الآن هو متى والى أين يجب أن يغادر الأسد، وهل يجب أن تكون (مغادرته) بعد مرحلة انتقالية، أم يكون له دور رمزي فيها، أم أن تصبح سورية دولة لامركزية، أو أن ننتظر الانتخابات المقبلة، وبالتالي هذا جزء من الحديث المتداول الآن”.
وعن مفاوضات آستانة، أكد الديبلوماسي نفسه أنها «يجب أن تؤدي الى العودة الى مسار الأمم المتحدة ودور مبعوثها ستيفان دي مستورا، وهو يعني التفاوض على الانتقال السياسي”. وقال إن روسيا «استطاعت التنقل بين نقطتي ارتكاز هما إيران وتركيا وواصلت بذلك الإمساك بقدرة التحرك قدماً»، مشيراً الى وجود «توتر» بين روسيا وإيران «ولكن من ضمن شراكة»، معتبراً أن على روسيا أن «تستخدم ما لديها للضغط على إيران لكي تستخدم الأخيرة سلطتها على الميليشيات الشيعية» للخروج من سورية.
وعن ممارسة الاتحاد الأوروبي الضغط على روسيا من زاوية تمويل إعادة إعمار سورية، قال الديبلوماسي الأوروبي إن «إعادة الإعمار ستحصل عاجلاً أم آجلاً، ولكننا لن نضع فلساً واحداً في سورية ما لم يتم الانتقال السياسي على أسس نحن متمسكون بها».
وأوضح أن هذه الأسس هي «الانتقال السياسي، والاعتراف بدور المعارضة، ووحدة البلاد، واحترام الأقليات، واحترام حقوق الإنسان».
“أحرار الشام” تقاطع أستانا وروسيا تدعم تركيا جواً في الباب
المصدر: (و ص ف، رويترز)
اعلنت “حركة احرار الشام الاسلامية” الاكثر نفوذاً بين الفصائل المعارضة في سوريا والموقعة لاتفاق وقف النار قبل ثلاثة أسابيع، عدم مشاركتها في محادثات استانا المرتقبة الاسبوع المقبل في شأن النزاع السوري، بينما تعزز تركيا وروسيا تنسيقهما العسكري في سوريا.
وقالت الحركة التي تتلقى دعماً تركياً وخليجياً في بيان، إن مجلس الشورى فيها قرر “بعد نقاش طويل جداً ألا تشارك الحركة في المؤتمر لاسباب عدة”.
وعددت بين الاسباب “عدم تحقق وقف اطلاق النار” وخصوصاً في منطقة وادي بردى قرب دمشق واستمرار روسيا في قصفها الجوي.
وتشارك الفصائل بوفد عسكري يرأسه محمد علوش القيادي في “جيش الاسلام”، وهو فصيل نافذ قرب دمشق. ويعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية.
وأوضحت “احرار الشام” في بيانها انه “على رغم هذا القرار فاننا سنؤيد الاخوة الذاهبين للمؤتمر ان توصلوا الى نتائج طيبة فيها مصلحة الامة والتخفيف عنها”.
ويذهب وفدا النظام السوري والمعارضة الى استانا في ظل خلاف جذري على جدول الاعمال وهدف المحادثات، اذ تصر دمشق على البحث في حل سياسي “شامل” للنزاع، في حين تؤكد الفصائل ان النقاش سيقتصر حصراً على تثبيت الهدنة.
وتبذل موسكو وطهران، أبرز حلفاء دمشق، مع انقرة الداعمة للمعارضة، جهوداً حثيثة لانجاح المحادثات.
والى جانب الجهود المشتركة بينهما والتي أفضت الى اتفاق وقف النار ومحادثات استانا، بدأت موسكو وانقرة أيضاً بترجمة تنسيقهما العسكري المباشر في سوريا. فقد اعلن اللفتنانت جنرال سيرغي رودسكوي من هيئة قيادة أركان الجيش الروسي ان “الجيش الروسي نفذ مع الجيش التركي اليوم (أمس) عملية جوية مشتركة أولى لضرب تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في منطقة الباب” بشمال سوريا.
ووصفت موسكو العملية بانها كانت “فعالة”، مؤكدة انها جرت بموافقة دمشق.
وتخوض تركيا عملية عسكرية برية بمشاركة فصائل سورية معارضة لطرد “داعش” من مدينة الباب.
وكانت موسكو وانقرة أعلنتا في 12 كانون الثاني اتفاقا يحدد آليات تنسيق الغارات المشتركة في سوريا على “أهداف ارهابية”.
ولاحظ رودسكوي انه “على رغم بعض الاستفزازات لا يزال وقف النار صامدا”، واصفاً الوضع بانه “مؤات” لمحادثات أستانا.
الميدان
وبعيداً الديبلوماسية ومناطق سريان وقف النار، تدور في مدينة دير الزور معارك عنيفة بين قوات النظام و”داعش”.
وتمكن التنظيم الجهادي الذي بدأ السبت هجوما هو “الاعنف” على مدينة دير الزور منذ سنة، من فصل مناطق سيطرة قوات النظام في المدينة شطرين وعزل المطار العسكري عنها.
ويسيطر “داعش” منذ عام 2014 على أكثر من 60 في المئة من مدينة دير الزور ويحاصرها بشكل مطبق منذ مطلع العام 2015.
وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل مدنيين اثنين على الاقل واصابة آخرين بجروح جراء قصف “داعش” مناطق سيطرة قوات النظام في المدينة.
وقالت ام ايناس (45 سنة) من سكان حي الجورة عبر الهاتف: “تتساقط القذائف علينا مثل المطر منذ خمسة أيام”.
واضافت السيدة التي تسكن في حي يبعد نحو كيلومتر عن مناطق الاشتباك “حركة الناس قليلة خوفاً من القذائف التي لا ترحم أحدا”.
واحصى المرصد منذ بدء الهجوم السبت مقتل 160 شخصاً، هم 39 مدنياً و46 رجلاً من قوات النظام و75 مقاتلاً جهادياً.
واعرب سكان آخرون عن خشيتهم ارتكاب التنظيم الجهادي كما اعتاد دوماً أعمالاً وحشية وإعدامات في حال تقدمه أكثر في المدينة.
غوتيريس
وفي جنيف، رأى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس ان عواقب النزاع السوري صارت “خطيرة جداً” على العالم وخصوصاً بسبب التهديدات الارهابية، معرباً عن الامل في ان تفضي محادثات السلام المقبلة في أستانا الى “وقف النزاع”.
وبعدما أشار الى هذه المحادثات المقررة في 23 كانون الثاني، صرّح للصحافيين في المقر الاوروبي للامم المتحدة بجنيف: “ينبغي الاعتراف بالجهود المبذولة حالياً ودعمها بقوة… هناك اجتماع مقرر في استانة آمل في ان يفضي الى ترسيخ وقف اطلاق النار ووقف النزاع”. وتمنى ان يساهم الاجتماع أيضاً في “ايجاد الظروف ليتوصل الحوار السياسي الذي سيعاود في جنيف في شباط الى نتائج ملموسة”.
وقال: “عندما نرى ما عاناه الشعب السوري والدمار الذي لحق بالبلاد والآثار المدمرة على استقرار المنطقة، عندما نشهد اليوم التهديد الارهابي في العالم الناجم عن النزاع السوري على كل الدول التي لها تأثير على اطراف النزاع ان تدرك الان انه بات من الضروري ان تضع خلافاتها جانباً”. ودعا هذه الدول الى “الاجتماع لارساء السلام لان عواقب هذا النزاع اصبحت خطيرة جداً على الجميع”.
ولفت الى “اننا جميعا نعاني اليوم في انحاء العالم بسبب التهديد الارهابي”، داعيا الى انهاء هذه “المأساة الكبرى”.
وشدد على رغبته في ان يساهم “شخصياً مساهمة اكبر” في تسوية النزاعات وخصوصا النزاع في سوريا.
غارات أمريكية تلتها روسيّة وتركية على تنظيم «الدولة» في مدينة الباب
السعودية والأردن ترحبان بمفاوضات أستانة… وإيران ودمشق لا ترغبان بمشاركة أي دولة… و»أحرار الشام» لن تحضر
إسطنبول ـ «القدس العربي» – من إسماعيل جمال: أعلنت رئاسة الأركان الروسية أن مقاتلاتها نفذت بالتعاون مع سلاح الجو التركي ضربات جوية مشتركة لأول مرة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمالي سوريا، وذلك بعد ساعات من استئناف الطائرات الأمريكية مساندتها للجيش التركي في مدينة الباب، عقب تهديد أنقرة بإغلاق قاعدة إنجيرليك الجوية أمام طائرات التحالف الدولي.
وقالت رئاسة أركان الجيش الروسي، مساء الأربعاء، إن مقاتلات روسية وتركية شاركت لأول مرة معاً في عمليات جوية ضد تنظيم «الدولة». وقال قائد إدارة العمليات العامة لهيئة أركان الجيش الروسي الفريق سيرغي رودسكي إن تسع مقاتلات روسية وثماني تركية شاركت في القصف الجوي المشترك على مواقع لتنظيم «الدولة» بالقرب من مدينة الباب شمالي سوريا. وأسفرت العملية عن تدمير 36 هدفاً للتنظيم.
يأتي هذا التطور بعد ساعات من إعلان واشنطن تنفيذها 4 غارات جوية، ضد مواقع تنظيم «الدولة»، قرب مدينة الباب، شمالي سوريا.
وجاء ذلك في الموجز الصحافي لمتحدث التحالف الدولي العقيد جون دوريان: «لقد كانت هنالك 4 غارات حتى الآن، ضربنا فيها وحدات تكتيكية وهاجمنا حاملة أشخاص مصفحة (…) لقد دمرت كلها». وأضاف: «نتوقع الاستمرار في تنفيذ هذه الهجمات في الأيام المقبلة». ولفت الضابط الأمريكي إلى أن التحالف قد نفذ كذلك «طلعات جمع معلومات استخبارية وتجسس واستطلاع» في تلك المنطقة.
وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها التحالف عن شن غارات عسكرية دعما للعملية التركية في شمال سوريا، رغم أنه أعرب عن تأييده لأنقره عندما شنت هذه العملية في آب/أغسطس الفائت.
وفي مطلع كانون الثاني/يناير الجاري أكدت تركيا على حقها في إغلاق قاعدة إنجيرليك الجوية التي تستخدمها قوات التحالف، وذلك بعد تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن وتوجيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكبار المسؤولين الأتراك انتقادات حادة للإدارة الأمريكية التي اتهموها بعدم الجدية في محاربة التنظيم.
جاء ذلك فيما أعلنت «حركة أحرار الشام» الإسلامية أمس الأربعاء عدم مشاركتها في محادثات أستانة المرتقبة الأسبوع المقبل بين ممثلي النظام السوري والفصائل المعارضة في عاصمة كازاخستان.
وجاء في بيان صادر عن مجلس شورى الحركة «لقد ترجح عند شورى الحركة، وبعد نقاش طويل جدا ألا تشارك الحركة في المؤتمر لعدة أسباب»، بينها «عدم تحقق وقف إطلاق النار» خصوصا في منطقة وادي بردى قرب دمشق، واستمرار روسيا، احدى الدول الراعية للمحادثات، قصفها الجوي في سوريا.
وأكدت «حركة أحرار الشام» أنه «برغم هذا القرار سنؤيد الإخوة الذاهبين للمؤتمر إن توصلوا إلى نتائج طيبة فيها مصلحة الأمة والتخفيف عنها».
من جهة أخرى أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن دعم بلاده لمحادث أستانة. وقال الجبير «الهدف منها الخروج بآلية لوقف إطلاق النار في جميع أرجاء سوريا»، مجددا دعم المملكة لمحادثات وفق اتفاق «جنيف1» والقرار الأممي 2254.
ورحبت الحكومة الأردنية بالمفاوضات المقررة الاثنين المقبل، بشأن سوريا، آملة أن تكون محاولة لإيجاد حل للأزمة المتفاقمة منذ أكثر من خمسة أعوام.
جاء ذلك على لسان وزير الإعلام الأردني المتحدث باسم الحكومة محمد المومني الذي قال «نأمل أن يكون المؤتمر الذي سيجمع أطراف الصراع السوري، محاولة جادة لإيجاد حلول تنهي الأزمة».
من جانبها أبدت إيران معارضتها لمشاركة الولايات المتحدة في المفاوضات. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي تساهم بلاده في رعاية هذه المحادثات مع روسيا وتركيا «نحن نعارض مشاركة أمريكا في اجتماع أستانة ولم نوجه دعوة لهم»، في تصريحات أوردتها وكالة «تسنيم» مساء الثلاثاء.
وأدلى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني المكلف تنسيق العمل السياسي والأمني والعسكري مع روسيا وسوريا، بموقف مماثل الأربعاء، إذ أكد أنه بسبب «معارضة إيران لمشاركة الولايات المتحدة في مفاوضات أستانة، لم توجه إليهم أي دعوة»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وصرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن مسألة اشتراك قطر والسعودية في مباحثات أستانة «ستناقَش عندما توقفان دعمهما للإرهاب».
وقال في تصريحات صحافية، أمس الأربعاء «كل من يريد العمل بإخلاص لحل الأزمة في سوريا يمكن أن يشارك في المحادثات»، مشترطا «أن يحترم سيادة سوريا ويحارب الإرهاب ويلغي المقاطعة». وأضاف أن «على واشنطن أن تظهر صدقها في إرادتها للتعامل مع الحلول المطروحة».
وحث المقداد واشنطن على منع دعم الجماعات الإرهابية المسلحة والضغط على تركيا لإغلاق حدودها مع سوريا.
معركة دير الزور إرباك للتحالف واستثمار لهدنة المعارضة وتراجعها عسكرياً وسياسياً
عبدالله العمري
إسطنبول ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر ميدانية عن أن معارك دير الزور لا تستهدف بالأساس السيطرة على مطار المدينة بل على المدينة نفسها في سياق خطة تنظيم «الدولة» تحسباً لمعارك تدمر في سورية ومناطق غرب الانبار على الحدود العراقية السورية.
وفي اتصال مع «القدس العربي»، أكد علي النجم أحد قيادات «الجيش السوري الحر» السابقين من دير الزور على ان «الهدف من المعارك الحالية اطباق الحصار على أحياء المدينة للسيطرة عليها بالكامل».
واضاف، كما ان التنظيم يهدف إلى «ابعاد قوات النظام عن المنطقة ككل لحرمانه القدرة على اي تحرك في حال هوجمت مدينة تدمر التي استعادها التنظيم مؤخراً وهي معركة مرتبطة بتأمين البادية والحواضر المرتبطة بها»، على حد قوله.
وأشار إلى ان التنظيم فتح معركة دير الزور لاهميتها الاستراتيجية «مع حاجته للمقاتلين في الموصل أو تدمر أو في الجبهة الأخيرة التي فتحتها القوات العراقية غرب الانبار لاستعادة مدن عانه وراوة والقائم على الحدود العراقية السورية عند منطقة البو كمال جنوب مدينة دير الزور». مضيفاً «ان التنظيم وفي جانب آخر مهم يستثمر الهدنة التي وقعت عليها المعارضة حيث لحق عشرات من عناصر الجيش الحر السابقين بصفوف التنظيم بعد تراجع المعارضة عسكرياً وسياسياً».
وقال، ان معارك دير الزور «لها ارتباط مباشر بمعارك تدمر في ريف حمص ومعارك الرقة شمال سوريا، ويهدف التنظيم بصورة غير مباشرة الى ارباك خطط التحالف الدولي الذي يشرف على المعارك في الموصل وغرب الانبار والرقة واحباط خطة امريكية بتحريك قوات من المعارضة تجاه البادية للفصل بين تدمر ودير الزور التي تُقصف من التحالف الدولي من جهة والطيران الروسي من جهة اخرى ما يدل على اهميتها للطرفين كخزان بشري سُني يجيد التنظيم استثماره وتجييره بعد ان سيطر عليه واخضعه».
وأوضح ان تنظيم «الدولة» يريد من سيطرته على مدينة دير الزور «إعدادها كمعقل بديل عن خسارته معقله الأساسي في مدينتي الفلوجة والرمادي، كما أن مقاتلي تنظيم الدولة يعيشون أجواء أقل خطورة في المدن السورية عن مثيلاتها من مدن العراق»، حسب تعبيره
لذلك، وحسب ما قاله النجم، فان فتح معارك دير الزور تاتي في سياق «تحمل تبعات الخسائر التي لحقت بالتنظيم في مدن العراق، وآخرها مدينة الموصل التي قد يخسرها مستقبلاً بعد ان خسر معظم جانبها الايسر حتى الان».
ومن غير المؤكد «ان تنظيم الدولة سيسيطر على مطار دير الزور نتيجة التحصينات الدفاعية المتقدمة واعتباره من الأهداف العسكرية الاستراتيجية التي ستبذل القوات الروسية والسورية كل ما لديها من إمكانيات لمنع سقوطه بيد التنظيم»، على حد قوله.
وأشار إلى ان «تجربة مطار كويرس لا تزال ماثلة في الاذهان لكن ليس من المستبعد سقوط كامل مدينة دير الزور بعد ان تمكن تنظيم الدولة من «عزل مناطق سيطرة النظام إلى أكثر من منطقة محاصرة بشكل كامل».
وتعد دير الزور منطقة استراتيجية بالنسبة لعمليات التحالف الدولي الذي نفذ انزالات عدة في مناطق مختلفة منها.
ورأى ان معركة دير الزور أصبحت «بيضة قبان معارك شرق سوريا وغرب العراق، وستكون معركة السيطرة على مدينة دير الزور معركة صعبة على الطرفين، وهي مهمة لكليهما فيما يتعلق بمعارك تدمر المستمرة منذ أسابيع»، على حد قوله.
ورجح النجم ان يكون قرار فتح معركة دير الزور «قد اتخذ من قيادات ميدانية في المنطقة دون الرجوع إلى القيادة العامة في الرقة، حيث تتمتع القيادات الميدانية بصلاحيات اتخاذ مثل هذه القرارات كما هو معروف في عمل التنظيم».
كيف رد المنسق العام لفصائل الشمال على دعوات تطالب بوقف الثورة للحفاظ على السنّة في سوريا؟
مصطفى محمد
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: رغم تقديره لخطورة ما تعرض له أبناء المدن والبلدات السورية الخارجة عن سيطرة النظام، والتي تقطنها غالبية «سنية»، من تهجير قسري، ومن دمار للبنية التحتية، ومن جرائم إبادة جماعية، إلا أن المنسق العام لفصائل إدلب ومحيطها عبد المنعم زين الدين، أعلن في تصريح لـ«القدس العربي»، رداً على اعتبار البعض بأن «الحفاظ على أهل السنّة في سوريا أوجب من متابعة الثورة»، برفضه القاطع لمجمل هذه الدعوات، منوهاً إلى أن مأساة قد تلحق بالسنّة، في حال بقاء نظام الأسد على رأس السلطة.
ومؤخراً، تصاعدت وتيرة هذه الدعوات التي راجت على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن أذكتها تقارير صحافية دولية، سلطت الضوء على ما شهدته بعض المدن والبلدات السورية، من تغيير ديمغرافي، بعد تراجع المعارضة عنها.
ورأى الكاتب والباحث عبد المنعم زين الدين، أن ما تعرضت له المناطق السنية الثائرة، من مدينة حمص إلى القصير، مروراً بداريا وبلدات أخرى في ريف دمشق، وصولاً إلى مدينة حلب، من تهجير للسكان، ليس بالأمر السهل، مضيفاً أنه لربما البعض أصابه التعب من جراء ذلك، صار يشجع فكرة الوصول إلى حل، بالتزامن مع الحراك السياسي الدولي والإقليمي، حتى يضمن بقاء أهل السنة في مدنهم.
وكان الكاتب، قد رد مطولاً على تلك الدعوات، في تدوينة على صفحته الشخصية على الـ»فيسبوك» قال فيها: إن الثورة السورية قامت للمحافظة على حقوق كل الشعب عامة، وأهل السنة منهم خاصة، الذين عانوا ما لم يعانيه غيرهم من الظلم والقهر، وما التضحيات التي قدمت إلا في سبيل ذلك، ولذا فالثورة طريق للحفاظ عليهم.
واعتبر أن استخدام العدو لسلاح التهجير القسري، واستعانته بإيران وميليشياتها الطائفية، لا يعني ذلك أن يترك لهم القضاء على الثورة، «لأن ذلك يعني عودة الظلم مضاعفاً على أهل السنة».
وتابع، أن الحفاظ على أهل السنة لا يكون بإكثار العدد فقط دون النوعية، ودون تأمين الظروف الحقيقية لممارسة شعائر دينهم دون اضطهاد وتشويه، ولذا قامت الثورة وضحى أبناؤها وأراقوا دماءهم.
وتساءل: «إن كنا سنعيد البلاد إلى ما كانت عليه دون إتمام الثورة، فماذا سينفعنا من يُحسبون على أهل السنة وهم مع عدونا، وهل سنعيد إنتاج صبي المخابرات والجلاد والسجان المحسوبين على أهل السنة؟».
ورأى زين الدين، أنه على الرغم من كثرة الميليشيات «الطائفية»، إلا أن عصب جيش النظام الذي انتشر بمئات الآلاف ليقتل الشعب، هو ممن يحسبون على أهل السنة، حيث كانوا الخنجر المسموم، الذي طعن من الداخل، كما قال.
ورأى المنسق العام لفصائل إدلب ومحيطها أن توقف الثورة، سيعيد تحكم الميليشيات الطائفية بمصير أهل السنة لعقود طويلة، كما سيسومونهم سوء العذاب والسحل والاعتقال، لكن بصمت هذه المرة، ليكون الموت البطيء بصمت عبر سنوات، بديلاً عن الموت السريع.
وقال محذراً: إن التراجع عن الثورة للحفاظ على أهل السنة، يعني أن تعود العصابة المجرمة، للظلم والبطش، بأضعاف قوة ما كانت عليه، لأنها قد لدغت من أهل السنة، وسترى في البطش بهم حرباً واجبة كي لا تتكرر تجربة الثورة.
وأردف أنه بعد كل هذا يتضح أن الحفاظ على أهل السنة، في ظل وجود هذه العصابة، وقبل طرد هذه الميليشيات متعذر، والتوقف يعني هدر دماء مئات الآلاف من الشهداء، وترسيخ بقاء من كان وسيظل يسومهم سوء العذاب والظلم والبطش.
وختم زين الدين تدوينته مستشهداً بمصير الأهالي في المدن التي دخلت في اتفاقات المصالحة مع نظام الأسد، حيث قال: إن تجربة من عادوا للعدو من مناطق أهل السنة، أنه لم يحيدهم، إنما يستخدمهم لقتال أهل السنة في المناطق الأخرى، وهذا شرط عنده، تحت مسمى تسوية، ومن يرفض ذلك يكون عرضة للقتل، كما حدث في حلب مؤخراً، فكيف نحافظ على السنة دون إزاحة عدونا، و»إتمام ثورتنا».
«جيش العشائر» جنوب سوريا… هل يحارب النظام أم تنظيم «الدولة»؟
فراس اللباد
درعا ـ «القدس العربي»: كشف رئيس «هيئة الأركان الأردنية المشتركة» الفريق الركن محمود فريحات في مقابلة حصرية أجرتها معه قناة «بي بي س العربية»، أن الأردن لم يعمل قط ضد نظام بشار الأسد، مشيراً إلى وجود ضباط ارتباط بينه وبين الجيش السوري، فيما بين أن «جيش العشائر» في الجنوب السوري، والذي تدربه الأردن على أراضيها سيحارب تنظيم «الدولة»، وليس النظام السوري.
في السياق ذاته، قال المحلل العسكري العميد أحمد رحال ﻟ«القدس العربي»: في الوقت الراهن أصبحت سوريا أرضاً مشاعاً، والكل يبحث عن تأمين نفوذه ومصالحه داخلها، والأردن يقول إنه تعرض للكثير من الإرهاب ولديه الكثير من اللاجئين السوريين، وبالتالي من حقه أن يرتب أوضاعه على الحدود، ومن حقه أيضاً أن يعلم ما هي طبيعة النظام المقبل وطبيعة المرحلة التالية، وكيف يستطيع أن يضبط حدوده في حال بقاء النظام أو سقوطه.
وتابع «أن كل هذه الأمور تتحكم بالسياسة الأردنية ومن حق كل دولة أن تبحث عن مصالحها، وأمن حدودها، وبالتالي فإن تصريح هيئة الاركان الأردنية حول مهمة «جيش العشائر» كان ضمن هذا المجال».
وأضاف الرحال أن «المعلومات المتوفرة إلى الآن لا تعطينا صورة عن توجهات هذا الجيش، هل هو للتحالف مع النظام أم من أجل ضبط المنطقة في في حال سقوط النظام، بحيث يكون هذا الجيش الراعي والضامن لعدم حدوث أي فلتان أمني في المنطقة».
وأردف «أن ملامح المرحلة المقبلة ستحدد طبيعة مهام «جيش العشائر»، وبكل تأكيد نحن مع توحيد فصائل قوى الثورة إذا كان القصد منها إسقاط نظام الأسد، وإعادة الجبهة الجنوبية إلى الواجهة بعد غيابها لمدة عام تقريباً».
ولفت إلى أن «العشائر كانت دائماً تقف موقف الحق ضد الظلم، والقبائل العربية هي مرجعية لنا وهم أهلنا وتراثنا، ونحن دائما نتفاءل بالخير بالعشائر العربية، وبأي حركة وحدوية توحد فصائل الثورة».
وقال الكاتب الصحافي الأردني محمد العرسان: ليست هذه المرة الأولى التي يعترف بها الأردن بتدريب قوات عشائر سورية بل اعترف سابقاً بإقامة معسكرات تدريب لعشائر سورية على أراضيه، لكن الأردن وجه رسالة تطمين وتبرير للنظام السوري فيما يتعلق بهذه القوات، بأنها ليست موجهة من أجله.
وتابع «أن الأردن وجه رسالة إلى المجتمع الدولي والخليج تحديداً، بأن خطر تنظيم «الدولة» قريب من حدوده، وهذا الأمر سيؤثر على المنطقة في حال لم يتم دعم الأردن مادياً وعسكرياً». وأضاف «أن هذه الرسالة ليست موجهة باعتقادي للنظام السوري بقدر ما هي موجهة أكثر لدول المنطقة ودول الغرب لدعم الأردن فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب».
وأردف «أن رسالة الأردن عبر رئيس هيئة الأركان جاءت في الوقت المناسب وخصوصاً أن هناك وقفاً لإطلاق النار في سوريا وتفاهماً روسياً ـ تركياً، فالأردن جاء ليحذر من جديد ويحيي من جديد فكرة الهلال الشيعي وهذه رسالة موجهة تحديداً إلى دول الخليج لضرورة مواجهة هذا الهلال ودعم الأردن في هذا الخصوص».
فيما أشار إلى أن الأردن المنطقة الوحيدة في بلاد الشام التي بقيت سالمة، ولم يطلها النفوذ الإيراني بما يسمى»الهلال الشيعي»، وهذه رسالة نقلها رئيس هيئة الأركان الأردنية محمود فريحات لدول الإقليم، وخاصة دول «المحور السني»، بضرورة دعم الأردن في مواجهة تنظيم «الدولة» والمد الإيراني، ورسائل الأردن موجهة إلى الدول السنية تحديداً، وإلى دول الخليج خصوصاً.
وفد المعارضة السورية يجري مباحثات مكثّفة قبيل مفاوضات أستانة
عبد الرحمن خضر
يُجري وفد المعارضة السورية، اليوم الخميس، مباحثات في العاصمة التركية أنقرة، قُبيل توجّهه إلى العاصمة الكازاخية أستانة، الإثنين المقبل.
وقال عضو الوفد المفاوض، عن فصيل “صقور الشام”، مأمون حاج موسى، لـ”العربي الجديد”، اليوم الخميس، “نجري لقاءات مع الجانب التركي، وفيما بيننا للاتفاق على صيغة واحدة، قبل التوجّه إلى مفاوضات أستانة”، مشيراً إلى أنّ “كل الفصائل موافقة على المفاوضات ما عدا حركة أحرار الشام الإسلامية”.
ويضم وفد المعارضة تسع شخصيات عسكرية، إلى جانب ثمانية مستشارين سياسيين وقانونيين، برئاسة عضو المكتب السياسي في فصيل “جيش الإسلام” محمد علوش.
وأوضح موسى أنّ “أحرار الشام لن يعترضوا على مخرجات المفاوضات إذا ما كانت إيجابية وتصبّ في صالح الشعب السوري”، مشدّداً على أنّ الوفد “درس كافّة الخيارات السياسية ولم نجد بديلاً عن حضور المفاوضات”.
كما أكّد أنّ “الوفد سيسعى لتثبيت وقف إطلاق النار لا سيما في منطقة وادي بردى المحاصرة، غرب العاصمة دمشق، ولن يسمح للنظام بتحوير أهدافه وتشعيب مستخلصاته”.
ووافقت معظم الفصائل العسكرية على المشاركة في مفاوضات أستانة، والتي من المقرّر أن تناقش تثبيت وقف إطلاق النار الذي تمّ الاتفاق عليه في العاصمة التركية أنقرة، أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
مقاتلات بريطانية وروسية وأميركية تدعم “درع الفرات” في سورية
إسطنبول – باسم دباغ
بدأت اللقاءات التي أجراها رئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي أكار على هامش اجتماعات رؤساء هيئة أركان الدول المنضوية في حلف شمال الأطلسي تأتي ثمارها، بعد معاناة عمليات “درع الفرات”، التي يدعم فيها الجيش التركي قوات المعارضة السورية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في ريف حلب الشمالي، من توقف في الدعم الدولي.
وفي هذا السياق، أعلن بيان للجيش التركي، قيام طائرات التحالف الدولي ضد “داعش”، بعد طول انقطاع، بإجراء ضربات عسكرية على مواقع تنظيم “الدولة” في محيط مدينة الباب، كما قام سلاح الجو الروسي أيضاً بتوجيه غارات ضد مواقع التظيم في المنطقة.
وبحسب بيان الأركان التركية،” فقد تم تنفيذ غارات جوية على مواقع تنظيم داعش الإرهابي، التي تم تحديدها بالتعاون مع قوات التحالف في محيط قرية بزاغة يوم 18 يناير/كانون الثاني، عبر طائرات التحالف الدولي (بمشاركة طائرات تورنادو البريطانية)”.
وأكد بيان الأركان التركية أيضاً، قيام طائرات روسية بتنفيذ غارات ضد مواقع “داعش” قرب مدينة الباب، بعد التنسيق مع سلاح الجو التركي.
وبحسب البيان، فإن غارات الطيران الروسي تم تنفيذها بعد توقيع وفد عسكري روسي وتركي الاتفاقية، الأسبوع الماضي، لتعريف آليات التعاون في العمليات العسكرية بين البلدين ضد الأهداف الإرهابية في سورية، إثر اللقاء الذي جرى في العاصمة الروسية موسكو.
ونقلت وكالة “انترفاكس” الروسية عن سيرغي رودوسكي، المسؤول في رئاسة الأركان الروسية، تأكيده، يوم أمس، قيام مقاتلات روسية وتركية بتوجيه ضربات لمواقع “داعش” في مدينة الباب، التعاون الذي يعتبر الأول من نوعه بين سلاحي جو البلدين.
وجاءت هذه الغارات بعد يوم، من قيام سلاح الجو الأميركي، بتوجيه غارات لمواقع التنظيم في مدينة الباب، حيث أكد المتحدث باسم قوات التحالف الدولي من مقره في العاصمة العراقية بغداد، قيام سلاح الجو الأميريكي بتوجيه غارات لمواقع التنظيمات الجهادية ذات الاهتمام المشترك في محيط مجينة الباب.
واشتكى المسؤولون الأتراك مراراً، من توقف الدعم الدولي لعمليات درع الفرات”، التي شنتها قوات المعارضة السورية، في أغسطس/آب الماضي، بدعم من قوات الجيش التركي.
وكان رئيس هيئة الأركان التركية، الجنرال خلوصي أكار، التقى قيادات أركان عدد من الدول المنضوية في حلف شمال الأطلسي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، في 17 و18 من الشهر الحالي.
اتفاق لـ”تهجير” وادي بردى برعاية ألمانية
جلال بكور
توصّلت المعارضة السورية المسلحة في وادي بردى بريف دمشق، إلى اتفاق مع النظام السوري برعاية ألمانيّة من أجل وقف الأعمال العسكرية في الوادي وخروج الراغبين من مقاتلي المعارضة السورية من المنطقة إلى الشمال السوري.
وقالت مصادر من الهيئة الإعلامية في وادي بردى لـ”العربي الجديد”، إن الاتفاق تم بانتظار البدء بتنفيذ بنوده خلال السّاعات المقبلة.
وينص الاتفاق، وفقا للمصادر، على وقف إطلاق النار ووقف العملية العسكرية على قرى وادي بردى، ودخول ورشات الصيانة إلى منشأة نبع عين الفيجة تزامناً مع توافد المقاتلين والفصائل من الجرود إلى قرى المنطقة.
وكشفت المصادر نفسها أنه “تجري تسوية أوضاع المقاتلين الراغبين بالبقاء في الوادي، كما يتم تسجيل أسماء الرافضين للتسوية وترحيلهم إلى مدينة إدلب برعاية أممية وبمرافقة الصليب الأحمر الدولي، في حين يقوم النظام السوري بسحب المليشيات من قرية بسيمة ويبقي على قواته فقط. كما ينصّ الاتفاق على إعادة إعمار قريتي بسيمة وعين الفيجة خلال فترة زمنية معينة”.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع كان بين العميد قيس الفروة وأمين حزب البعث همام حيدر ومحافظ ريف دمشق ومندوب ألماني مبعوث من قبل السفارة الألمانية في دمشق كمندوب عن الصليب الأحمر الدولي، واجتمعوا مع ممثلين مدنيين وممثلين عسكريين عن المنطقة، وتم الاتفاق على البنود.
وذكرت المصادر أن إطلاق النار توقف في الوادي خلال جلسة المفاوضات التي عقدت عند حاجز قرية دير قانون، بينما وقعت بعض الخروقات من قبل قوات النظام إثر استهداف للجرود المحيطة بالوادي بالمدفعية.
ويذكر أن وادي بردى يتعرض لحملة عسكرية من قوات النظام السوري مدعومة بحزب الله اللبناني منذ قرابة الشهر، تمكنت خلالها قوات النظام من التقدم والسيطرة على قرية بسيمة، بينما قتل وجرح عشرات المدنيين جراء القصف الجوي والمدفعي.
الأسد لا يعرف من سيجلس حول طاولة الأستانة
قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن ليس لدمشق “أي توقعات” حول نتائج المفاوضات السورية المرتقبة في كازخستان، بل “آمال” في أن تشكّل منبراً للأطراف السورية للتفاوض “حول كل شيء”.
وتوقّع الأسد في مقابلة مع قناة “تي.بي.أس” اليابانية، الخميس، نقلتها الوكالة السورية الرسمية “سانا”، أن تركز المحادثات في البداية على التوصل إلى وقف إطلاق النار، و”ذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق في سوريا”.
أما حول هوية الأطراف المشاركة في المحادثات، فقال الأسد إنه “ليس واضحاً” حتى الآن من سيجلس الى الطاولة. وأوضح “حتى الآن، نعتقد أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة. هذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع توقعه في هذا الوقت”.
من جهة ثانية، أعرب الأسد عن أمله في أن تتناسب خطوات الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، مع تصريحات أطلقها حول إيلائه الأولوية لمحاربة الإرهاب. وقال إن دمشق “تعوّل على أن تأخذ الإدارة الأميركية الجديدة على محمل الجد”هدف تشكيل تحالف فعلي لمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط، مشدداً على ضرورة أن يشمل مثل هذا التحالف سوريا.
في غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أن الوفد الروسي لمحادثات الآستانة التي ستنتطلق الأسبوع المقبل، سيضم ممثلين عن وزارتي الدفاع والخارجية وغيرها من الهيئات.
وأوضح بوغدانوف أن مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوزارة الخارجية سيرغي فيرشينين، سينضم هو الآخر إلى الوفد الروسي، في حين قالت الخارجية الإيرانية، إن نائب وزير الخارجية حسين جابري أنصاري سيرأس وفد طهران إلى الأستانة.
الباب:ضحايا مدنيون في قصف روسي-تركي..و”التحالف”يشارك
لقي نحو 11 مدنياً مصرعهم، وأصيب العشرات، في قصف جوي روسي وتركي، استهدف مدينة تادف في ريف حلب الشرقي، الأربعاء، فيما يعتقد أنه أول تعاون عسكري تركي روسي، ضد مناطق تسيطر عليها “الدولة الإسلامية”.
وفي حين أكدت وزارة الدفاع الروسية مشاركتها في العمليات الحربية، في محيط الباب، تجنّبت أنقرة الحديث عن تعاون روسي تركي، واكتفت بالإشارة إلى تنفيذ الطيران التركي غارات على مواقع لتنظيم “الدولة”. وكانت صحيفة مقربة من الرئاسة التركية، قد ذكرت خبر الغارات الروسية على محيط الباب، لكنها لم تعلق على الموضوع.
وشنت طائرات حربية روسية وأخرى تركية، قصفاً متزامناً، على مواقع في مدينتي الباب وتادف، ومحيطهما في ريف حلب الشرقي، والتي تسعى غرفة عمليات “درع الفرات” المؤلفة من فصائل من الجيش الحر وقوات خاصة تركية للسيطرة عليها. وتعتبر بلدة تادف، طريق امداد لتنظيم “الدولة الإسلامية” باتجاه بلدات ديرحافر ومسكنة والطبقة، ومنها إلى الرقة.
واستهدف القصف التركي نقاطاً داخل مدينة الباب، بأكثر من 20 غارة جوية، تسببت بسقوط قتلى وجرحى من المدنيين، كما قصفت نقاطاً للتنظيم في محيط قرية السفلانية جنوبي بلدة قباسين، ما مكّن فصائل “درع الفرات” من السيطرة عليها صباح الخميس.
التعاون العسكري التركي الروسي، لا يبدو أنه يخدم أهداف تركيا في عملية “درع الفرات”، فالقصف الروسي، بحسب الصحافي عدنان الحسين، تركز بمعظمه على المناطق إلى الغرب الجنوبي من مدينة الباب، ما مهّد لقوات النظام ومليشياته بالتقدم والسيطرة على أربع قرى، فيما لم تحرز فصائل “درع الفرات” أي تقدم في تلك المنطقة.
“التحالف الدولي” كان بدوره، قد نفّذ طلعات جوية فوق مدينة الباب، تنفيذاً لطلبات تركية سابقة، بضرورة مشاركته في مساندة عملية “درع الفرات”.
واستهدف طيران “التحالف” بأربع غارات جوية مواقع للتنظيم في محيط مدينة الباب وداخلها، وضرب مستودعات وعربات متنقلة، كما قصف طريق الإمداد من مدينة الباب إلى بلدة بزاعة. مشاركة طيران “التحالف الدولي” في قصف مواقع “الدولة الإسلامية” ظهرت على استحياء، بعدما بدأ الطيران الروسي قصفها، ما يُظهر الخلاف الكبير بين كل من واشنطن وأنقرة وموسكو.
مجلس مدينة إدلب:”جيش الفتح” يتنازل لإدارة مدنية
أحمد مراد
أجريت مساء الثلاثاء أول “انتخابات حرة” لاختيار هيئة مدنية تتولى الإشراف على قطاعات مدينة إدلب، ضمن “مجلس مدينة إدلب”. والمجلس الجديد سيتولى الإشراف على المؤسسات المدنية داخل المدينة، بعد أن يُسلّم “جيش الفتح” إدارة كافة المؤسسات الخدمية إلى المجلس المنتخب من الأهالي.
فعاليات مدينة إدلب ممثلة بـ”البيت الإدلبي” و”مجلس الأعيان”، وأعضاء “مجلس المحافظة” من أبناء المدينة، كانت قد وقّعت مذكرة تفاهم مع إدارة “جيش الفتح” لنقل كل ما يخص مدينة إدلب، من مؤسسات ودوائر حكومية من السلطة العسكرية إلى المجلس المحلي المنتخب، خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة شهور من تاريخ إعلان تشكيل المجلس، في حين ستبقى المدن الأخرى في المحافظة خاضعة للسلطة العسكرية ممثلة بإدارة “جيش الفتح”.
رئيس “لجنة الانتخابات” ومدير “مكتب العلاقات العامة” في “مجلس المحافظة” محمد سليم الخضر، قال لـ”المدن”، إن “العملية الانتخابية لمجلس المدينة هي ثمرة عمل شاق استمر لمدة أربعة شهور، لإقناع جيش الفتح بتسليم المؤسسات والمراكز الخدمية للهيئة المنتخبة، بسبب ضعف الخدمات المقدمة للمدينة، نتيجة السلطة العسكرية التي تفرضها إدارة جيش الفتح”.
الخضر اعتبر أن هذه الخطوة ستصحح مسار الخدمات، وتنقلها إلى الحكم المحلي، وتشكيل كيان حكومي مصغر من أصحاب الكفاءات يدير شؤونها، ولا يخضع لأي سلطة عسكرية كما في السابق، وسيكون عمله مرتبطاً بشكل مباشر بـ”مجلس محافظة إدلب”، بالتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة.
ومنذ بداية كانون الثاني/يناير، تم الإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات، وتشكلت ثلاث لجان مهمتها التحضير والمراقبة وفرز الأصوات. وترشح لعضوية المجلس 85 عضواً، وبلغ عدد الهيئة الناخبة 1425 عضواً، وجرت الانتخابات في مركز انتخابي واحد، ضمن صالة نادي أمية الرياضي. المركز الانتخابي ضم صندوقين، واقترع 877 ناخباً لاختيار 25 مرشحاً ليصبحوا أعضاءً في “المجلس المحلي”، والذي سيختار بدوره في ما بعد رئيس المجلس ونائب الرئيس و9 مكاتب تنفيذية. وحقق شادي زيداني، أعلى نسبة أصوات، 476 صوتاً، في حين حل محمد مرضعة في الترتيب الخامس والعشرين، كآخر أعضاء المجلس برصيد 183 صوتاً.
وسبق الانتخابات إعلان الهيئات المدنية في إدلب، ومنها المجلس المؤقت لإدارة “البيت الإدلبي”، و”مجلس الأعيان”، استقالة جميع أعضائهما، لفتح المجال أمام أبناء مدينة إدلب للترشح وفق الضوابط المنصوص عنها في النظام الداخلي. الهيئات كانت قد علقت عملها في وقت سابق مع “مجلس شورى جيش الفتح” الممسك بزمام الأمور في المدينة، بسبب تعطيل إدارة “جيش الفتح” لمشاريع تهمّ أبناء المدينة كالمحكمة، والشرطة الحرة، والمجلس التنفيذي.
“مجلس الأعيان” كان قد أعلن في بيان له، نُشر نهاية العام 2016، أن “مجلس الشورى” المشكل لإدارة إدلب، لا يملك الرؤية الاستراتيجية الواضحة، في ظل وجود تجاذبات فصائلية تتحكم بالدوائر الحكومية، وخلافات بين الفصائل تؤدي إلى تعطيل القرارات وتفريغها من مضامينها، واتباع سياسة المحاصصة في “مجلس الشورى” بين كبرى الفصائل المسيطرة على المدينة، ومنها حركة “أحرار الشام الإسلامية” و”جبهة فتح الشام”، ما أدى بدوره إلى محاصصة الدوائر الحكومية، وتولي أشخاص تعنيهم مصالح فصائلهم أكثر من المصلحة العامة.
ويرى عضو مجلس محافظة إدلب عاطف زريق، أن التجربة الديموقراطية في اختيار ممثلين عن المدينة سيكون لها أثر إيجابي على الحياة المدنية في عموم المحافظة. التجربة سيتم تطبيقها أيضاً في مدينة أريحا، بعد أن كان اختيار المجالس المحلية يتم على أسس توافقية بين الفصائل العسكرية لاختيار ممثليها في المجلس المحلي، أو المحاصصة الطائفية في البلدات الصغيرة في ريف المحافظة.
أبوعلي، أحد أبناء مدينة إدلب، يرى أن “الخطوة إيجابية، رغم مخاضها العسير”، لكنه يحذّر من أن الوعود المقدمة من السلطة العسكرية بتسليم إدارة مدينة إدلب للمجلس المنتخب قد تكون حبراً على ورق. وأضاف، لـ”المدن”، إنه “لا يمكن التخلص من الإدارة العسكرية المسيطرة على مفاصل المدينة الرئيسية، رغم محاولات أبناء المدينة تحييد العسكرة، أخشى أن يكون المجلس صورياً، وخاضعاً لإملاءات مجلس شورى جيش الفتح، وفي حال أرادت إدارة جيش الفتح تقديم بادرة حسن نية لتسليم السلطة، فعليها حل مجلس الشورى، وعدم التدخل في شؤون المدينة”.
بدورها أبدت منظمات المجتمع المدني ارتياحها لهذه الخطوة، معتبرة أن انتخاب المجلس يُشكل لحظة ولادة العمل المدني، وتأسيس نواة دولة تقوم على المؤسسات، والحكم الرشيد، بعدما واجه حملات ترويج قادها “جيش الفتح” ضد آليات المجتمع الديموقراطي كالانتخابات والدستور. وظهر ذلك جلياً في اللقاءات المصورة مع قاضي “جيش الفتح” عبدالله المحيسني، واللوحات الطرقية التي تحذر من “الديموقراطية”.
ومنذ خروج مدينة إدلب عن سيطرة قوات النظام في آذار/مارس 2015، أعلنت “حركة أحرار الشام” و”جبهة النصرة” آنذاك، حرصهما على مصلحة المدنيين، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الفصائلية، لكن تشكيل “مجلس الشورى” المؤلف من ستة أعضاء برئاسة عضو من “جبهة النصرة”، وتداول الفصائل كل تسعة شهور على رئاسة سبعة مكاتب خدمية، وتقاسم المؤسسات الحكومية بين الفصائل، أدى إلى انتشار حالة الفوضى، وعدم الاستقرار في نجاح العملية الإدارية.
اعتداء عنصري على مصور سوري في ألمانيا
تعرض مصور صحافي سوري يعمل لحساب قناة “MDR” الألمانية للضرب والسباب بألفاظ عنصرية مساء الأربعاء، خلال تصوير تقرير تلفزيوني حول “تعرض الأطفال اللاجئين إلى العنف” في مدينة إيرفورت شرق ألمانيا.
ونقلت قناة “دويتشه فيلله” الألمانية عن مصادر صحافية أن مجموعة من العنصريين المتطرفين هاجموا الصحافي السوري طارق خلّو (32 عاماً) وزملاءه في القناة الألمانية، واعتدوا عليهم بالضرب ولاحقوهم لمئات الأمتار قبل أن يتمكن فريق القناة من الاختباء داخل أحد المحلات التجارية في المنطقة.
في السياق، أدانت نقابة الصحافيين الألمان “DJV” بأشد العبارات تعرض الصحافيين لهذا الاعتداء، علماً أن الشرطة الألمانية تمكنت من إلقاء القبض على المعتدين والتحقيق معهم قبل إطلاق سراح اثنين منهم.
«واشنطن بوست»: 9 قضايا في السياسة الخارجية على إدارة «ترامب» مواجهتها
يتناول هذا المقال الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أهم 9 تحديات من المنتظر أن تواجهها إداة «دونالد ترامب» في سياستها الخارجية في مختلف البقاع حول العالم.
الدولة الإسلامية
في حين يستعد «دونالد ترامب» لتولّي الرئاسة، فإنّ تنظيم الدولة الإسلامية في حالة دفاع في ثلاثة بلدان. ويعتقد المسؤولون العسكريون والدبلوماسيون أنّ الهزيمة التكتيكية للمتشدّدين، على الأقل في معاقلهم القوية، هي فقط مسألة وقت. لكن يبقى عشرات الآلاف من المقاتلين، وتظهر الجماعة بالفعل إشاراتٍ على إعادة تجميع نفسها مرّةً أخرى كحركةٍ إرهابيةٍ قوية.
وفي حين وعد «ترامب» بحملة أكثر فعالية ضد الدولة الإسلامية أكثر مما كان في عهد سلفه، ليس من الواضح حتّى الآن ما هي الخطوات الجديدة التي قد يتخذها بدون خلق آثارٍ جانبيةٍ خطيرة، مثل تعميق الخلاف مع تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أو تكبيد الولايات المتّحدة أو المدنيين خسائر أكبر.
الحرب في أفغانستان
في هذا الشهر، بعد أكثر من 15 عامًا على وصول القوات الأمريكية إلى أفغانستان، سيتحول عبء الحرب الطويلة إلى كاهل «دونالد ترامب»، القائد الأعلى الذي بالكاد ذكر خططه لهذا الصراع.
ويتحمّل ترامب المسؤولية عن التدخل الأمريكي في أفغانستان في وقتٍ استعادت فيها طالبان بصمتها وتوسّعها في البلاد، ولم تعد الحكومة المحلية قادرة على تأمين سوى ثلثي السكان، وتعاني القوّات المحلية ممّا وصفه مسؤولون أمريكيون بـالخسائر البشرية «غير المحتملة».
ويثير صمت «ترامب» كرئيس منتخب، ومن قبل ذلك كمرشّح رئاسي، التساؤلات حول إذا ما كانت الولايات المتّحدة ستستمر في مهمتها الطويلة لردع الإرهاب وتقوية القوّات المحلية، وكيف ستفعل ذلك.
كوريا الشمالية النووية
أجرت كوريا الشمالية خامس اختبارٍ نووي في سبتمبر/أيلول، وقال زعيمها «كيم جونغ أون»، في 1 يناير/كانون الثاني، أنّ بلاده في المرحلة الأخيرة من استعداداتها لإطلاق صاروخ طويل المدى قادر على حمل رؤوسٍ نووية بمدى يصل إلى الولايات المتّحدة. وفي المقابل، غرّد الرئيس المنتخب «ترامب» بتغريدة على موقع تويتر بأنّ اختبار الصاروخ «لن يحدث»، وألقى باللوم على الصين لرفضها المساعدة في كبح جماح بيونغ يانغ.
وبدأت المحادثات السداسية لنزع السلاح النووي عن كوريا الشمالية في عام 2003، وشملت الأطراف الإقليمية بالإضافة إلى الولايات المتّحدة، لكن تم تعليقها عام 2008. وكانت الولايات المتّحدة قد قالت أنّها لن تستأنف المحادثات قبل تخلي بيونغ يانغ عن برنامجها للأسلحة النووية، وتمّ فرض عقوبات دولية بإيعاز من الولايات المتّحدة على كوريا الشمالية العام الماضي. وقد يواجه «ترامب»، الذي دعا «كيم» بـ «المهووس الذي يأكل الهامبرغر»، أزمة مبكرة في إدارته.
الصراع في أوكرانيا
مع استمرار اشتعال صراع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا، تخشى حكومة كييف المدعومة من الغرب أن تستخدمها إدارة «ترامب» كأداة للمساومة في محاولتها تحسين العلاقات مع موسكو كما يسعى الرئيس المنتخب. وفي حن لم تكن تصريحات الرئيس المنتخب أثناء الحملة الانتخابية أو بعدها واضحة في هذا الشأن، عبّر «ترامب» أيضًا عن عدم اهتمامه بإجبار روسيا على التخلّي عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية الواقعة في البحر الأسود، والتي قامت بغزوها واحتلالها عام 2014، الأمر الذي يخالف رأي «أوباما» وحلفا الولايات المتّحدة في أوروبا.
ووصف «ترامب» العقوبات المفروضة على روسيا بشأن قضية أوكرانيا بالضارة والمؤذية لمصالح الولايات المتّحدة. وفي حين تمّ تجديد العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا، على الأقل في النصف الأول من عام 2017، ستضعف العزيمة الأوروبية إذا تخلّت الولايات المتّحدة عن الأمر. لكنّ معركة «ترامب» الأولى في أوكرانيا قد تتحدّد عن طريق الكونغرس، الذي يشهد معارضة قوية لتصرفات روسيا هناك.
الصين والأعمال التجارية
يواجه «دونالد ترامب» سلطة إقليمية ترغب بشكلٍ متزايد في تحدّي جيش الولايات المتّحدة والقوّة الاقتصادية في منطقة المحيط الهادئ. وكان «ترامب» قد تحدّث بقسوة عن الصين خلال الانتخابات الرئاسية، ملقيًا اللوم عليها في فقدان الأمريكيين للوظائف والممارسات النقدية غير العادلة في التحكّم في سعر عملتها وهو ما يعدّ انتهاكًا للممارسات التجارية. لكن لا يزال حديثه المباشر مع زعيم تايوان، الذي تعتبرها الصين إحدى مقاطعاتها، صدمة وخرقًا لما مارسه أسلافه لعقود من الزمن.
وهدّدت المكالمة الشهر الماضي بإعادة فتح معركة أيدولوجية نائمة منذ وقتٍ طويل عن تقويض الديمقراطية والنظام الشيوعي. وقد بدأ الشكّ ينتاب بعض القادة الصينيين الذين اعتقدوا أنّهم يتعاملون مع «ترامب» بعقلية تجارية، لكنّه أظهر عقلية الأيدولوجية الجمهورية القديمة. وقد عيّن بعض صقور التجارة، الأمر الذي ينبئ بمعركة تجارية في الطريق. لكنّ اختيار «ترامب» لحاكم ولاية آيوا، «تيري برانستاد»، سفيرًا لبكين، اعتبر غصن زيتون وعلامة على السلام.
التحالف الأوروبي
استند التحالف بين الولايات المتّحدة وأوروبا لعقود على المصالح والقيم المشتركة. لكن مع صعود «ترامب» في واشنطن، يخشى الكثيرون في أوروبا من فجوة في القيم باتساع المحيط الأطلنطي.
وتناقضت تصريحات «ترامب» بشأن تغير المناخ والتعذيب والمهاجرين المسلمين وحكم القانون والديمقراطية وحرية الصحافة والانتشار النووي ومجموعة أخرى من القضايا، مع معتقدات العديد من زعماء أوروبا، والتي يرونها قلب الهوية الغربية.
ومنذ انتخاب «ترامب»، حاول المسؤولون في أوروبا التغطية على هذه الاختلافات، مؤكّدين على المصالح التي لا تزال مشتركة التي تعود بها الشراكة المتبادلة على الطرفين. لكن قد لا يكون ذلك كافيًا، وستتعرض الروابط التي تربط الولايات المتّحدة بأوروبا لاختبار بالتأكيد.
ومع ذلك، قد تكون رغبة أوروبا في تحدّي «ترامب» محدودة ومقيّدة بالتحدّيات الداخلية التي تواجهها القارّة. فأوروبا منقسمة داخليًا بطريقةٍ غير مسبوقة منذ سقوط جدار برلين. وزعماء أوروبا مدركين أن الموجة الشعبوية التي أتت بـ«ترامب» إلى السلطة تصطدم بالفعل بسواحلهم كذلك.
الاتفاق النووي الإيراني
يتعرض اتفاق إيران النووي، الذي تمّ التوصّل إليه عام 2015، لضغط شديد خلال فترة الرئيس «دونالد ترامب». وقد قال «ترامب» قبل ذلك أنّه يريد تمزيق الاتفاق، الأمر الذي لن يعجب الحلفاء الأوروبيين الذين دخلوا الاتفاق أيضًا. وفي مرّاتٍ أخرى، قال «ترامب» أنّه سيحاول إعادة التفاوض حول الاتفاق، وهو ما أظهر الإيرانيون عدم رغبتهم به.
وعلى أقل تقدير، ستكون إدارة «ترامب» على الأرجح أكثر صدامية مع الجمهورية الإسلامية أكثر ممّا كانت عليه إدارة «أوباما»، والذي كانت أولويته الحفاظ على الاتفاق. وأكّد «ترامب» تبنيه لسياسة لا تسامح فيها تجاه أيّة انتهاكات، ولو مؤقتة، بشأن الماء الثقيل واليورانيوم.
ولم تصدر الولايات المتّحدة حتّى الآن أيّ تحرك بشأن بعض الانتهاكات التي اعتبرتها صغيرة وتمّ علاجها سريعًا. ومن الممكن أن يقرّ الكونغرس عقوبات جديدة لا تتعلّق بالشأن النووي، في قضايا مثل انتهاكات حقوق الإنسان واختبارات الصواريخ ودعم الإرهاب. وفي تلك الحالة، ستجعل طهران اللوم يلقى على الولايات المتّحدة وليس إيران إذا ما انهار الاتفاق.
وقد تتصاعد المواجهة وتؤثر على جهود وضع حدٍّ للحرب ضد الدولة الإسلامية في سوريا، حيث تدعم روسيا وإيران الحكومة، ممّا يخلق صدعًا مع الحلفاء الذين يعتقدون أنّ التواصل مع إيران يقوّض من وضع العناصر المتشدّدة في إيران.
(إسرائيل) وفلسطين
وعد «دونالد ترامب» بتغييرات كبيرة في سياسة الولايات المتّحدة تجاه (إسرائيل) والفلسطينيين. وكإشارة على التحوّل، تعهّد «ترامب» بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، التي يقع فيها مكاتب الحكومة. وقد تعهّد أسلافه بنفس التعهّد خلال حملاتهم الانتخابية، لكن بعد أن وصلوا إلى الرئاسة، نصحهم مستشاروهم بالإقلاع عن الفكرة.
فقد تتسبب تلك الخطوة بتداعيات دبلوماسية عبر الشرق الأوسط، وربما العنف أيضًا. وعلى الأرجح ستقتل أي فرصة لادّعاء الولايات المتّحدة أنّها «وسيط أمين» في أي مفاوضات مستقبلية، لأنّها بتلك الخطوة تعترف بأنّ القدس بالكامل إسرائيلية، وعلى الفلسطينيين أن ينسوا أمر أخذ جزء من المدينة عاصمة لهم أيضًا. ويمارس الكونغرس ضغطًا في هذا الشأن أيضًا، والذي يهدّد بعض أعضائه بتجميد أموال الأمم المتّحدة مالم يلغى قرار إدانة المستوطنات الذي تمّ إقراره في ديسمبر/كانون الأول.
واعتبرت كل إدارة أمريكية سابقة منذ حرب عام 1967 أنّ قضية المستوطنات عقبة في طريق السلام. لكنّ «ترامب» قد عيّن «ديفيد فريدمان» سفيرًا للولايات المتّحدة في (إسرائيل)، والمعروف عنه تأييده لحقّ (إسرائيل) في بناء المستوطنات، وضمّها لأجزاء من الضفّة الغربية.
العلاقات مع المكسيك
سيرث «ترامب» علاقة أمريكية مكسيكية من صنعه الخاص بالكامل. ففي حين كان هناك دائمًا حذر في الطريقة التي يرى بها المكسيكيون جارتهم الشمالية، كانت هناك مسارات لا حصر لها تربط بين البلدين، مثل مليارات الدولارات في التجارة، والسياحة المتبادلة، ومكافحة زعماء المخدّرات، الأمر الذي جعل العلاقة فعّالة بشكلٍ كبير.
قد يغير «ترامب» كل ذلك. فبدءًا من الشتائم في بداية حملته الانتخابية، واصفًا المهاجرين المكسيكيين بالمغتصبين والمجرمين، وحتّى تهديده بإقام جدار حاجز على الحدود، وترحيل الملايين، ومعاقبة المصدّرين الأمريكيين الذين يستثمرون في المكسيك، وضع ترامب المكسيك في حالة تأهب قصوى. ولا يعرف أحد في المكسيك ما هي السياسات التي سيتّبعها ترامب، لكنّ آلية الدفاع عن النفس قد بدأت بالعمل. وقد تمّ تعيين وزير جديد للخارجية لمعالجة العلاقة مع «ترامب».
ودائمًا ما راهن الرئيس المكسيكي «إنريكه بينيا نييتو» وباقي المسؤولين البارزين في بلاده على أهمية المكسيك للولايات المتّحدة، مرّوجين لفكرة أنّ اقتراحات «ترامب» ستضرّ بالولايات المتّحدة. وفي حين تقول المكسيك أنّها مستعدة للتعامل مع منظّم الصفقات (تقصد ترامب)، فما يحدث الآن بعد كل شيء هو بعض التخوّف التقليدي.
المصدر | واشنطن بوست
من جديد.. اتفاق لوقف إطلاق النار في وادي بردى
قوات النظام تحاصر المنطقة التي تعد خزان المياه المغذي للعاصمة
العربية نت
أعلنت مصادر قناة “الحدث” أن محافظ ريف دمشق ومندوبا ألمانيا مبعوثا من قبل السفارة الألمانية في دمشق كمندوب عن الصليب الأحمر الدولي، اجتمعا مع ممثلين مدنيين وممثلين عسكريين عن وادي بردى، للتوسط بين الثوار وقوات النظام، بهدف وقف إطلاق النار بين الطرفين.
ونتج عن دخول هذا الوفد اتفاق على عدة بنود مع ثوار وادي بردى، وتم التوقيع عليها من قبل الطرفين.
فيما تنص أبرز بنود الاتفاق على وقف كامل لإطلاق النار، وإنهاء العمليات العسكرية في وادي بردى، خلال مدة لا تتجاوز ساعة واحدة، مع دخول ورشات الصيانة إلى نبع عين الفيجة، الذي أُصيب بأضرار بالغة نتيجة قصف طيران النظام المكثف خلال الأيام الماضية.
وكانت قوات النظام السوري قد حاصرت إثر معارك مستمرة منذ حوالي شهر، منطقة وادي بردى قرب دمشق، والتي تعد خزان المياه المغذي للعاصمة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس.
وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس “بعد تقدم من الجهة الشمالية، الأربعاء، حاصرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها، وعلى رأسهم حزب الله اللبناني، اليوم، منطقة وادي بردى”.
وأشار إلى أن قوات النظام حاصرت المنطقة “بعدما تمكنت من الفصل بينها وبين مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في القلمون”.
وأكد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس “حصار منطقة وادي بردى بعد قطع طريق القلمون من الجهة الشمالية”.
الأسد يغيّر لهجته ويرى أستانا حواراً مع “الإرهابيين“
العربية.نت – عهد فاضل
في تغيير حاد للهجته من مؤتمر “أستانا” الذي سيعقد في 23 من الجاري، قال رئيس النظام السوري بشار الأسد: “نعتقد أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
وعبّر الأسد في حواره لقناة TBS الياباينة ينشر غداً الجمعة، على ما ذكر في صفحته الفيسبوكية الخميس، عن أمله أن يكون “أستانا” “منبراً لمحادثات بين مختلف الأطراف السورية حول كل شيء”. وعبر عن شكوكه ما إذا كان هذا المؤتمر “سيتناول أي حوار سياسي” كما ذكرت صفحته الفيسبوكية، مضيفاً أنه ليس “من الواضح” من سيشارك في المؤتمر.
ويأتي تصريح الأسد بأن “أستانا” محادثات بين حكومته والإرهابيين، بعد جملة اتفاقيات عقدها مع الإيرانيين في الساعات الأخيرة، أسفرت عن توقيع عقود تمكّن إيران من إنشاء ميناء نفطي على البحر المتوسط، ومنحها حوالي 10 آلاف هكتار من الأراضي السورية، نصفها تابع للميناء النفطي المزمع، والباقي على شكل مشاريع اقتصادية مختلفة، فضلاً عن منح إيران حق تشغيل شبكة الهاتف المحمول. وهو الأمر الذي تعتبره المعارضة السورية بيعاً لأملاك سورية لتمكين إيران من تأمين نفوذها في سوريا والمنطقة ومتابعة مشروع الهيمنة الذي تعمل عليه في العالم العربي.
الائتلاف الوطني يدعو روسيا لتبني قرار تحت الفصل السابع لمحاسبة من يخرق وقف إطلاق النار
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 19 كانون الثاني/يناير 2017
استانبول- دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أنس العبدة، روسيا لـ”تبني قرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع يحاسب من يقوم بخرق وقف إطلاق النار ويحيل ملف محاكمة بشار الأسد ورموز نظامه إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
وقال العبدة في كلمة في افتتاح مؤتمر (منظومة وطن) الخامس في إستانبول، ألقاها رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني، أحمد رمضان: إن الائتلاف الوطني “ملتزم بالعمل من أجل توفير ما أمكن من الدعم للحل السياسي، وتوفير كل ضغط ممكن لتثبيت وضمان استمرار وقف إطلاق النار، ومحاسبة الأطراف التي تنتهكه وتخرقه”، حسبما أفاد المكتب الاعلامي للائتلاف.
وأضاف إن “عمل روسيا على تبني قرار من مجلس الأمن، تحت الفصل السابع، يحاسب من ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار ومحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في سورية، أمام المحكمة الجنائية الدولية، يعتبر دليلاً على حسن النية، وبداية مناسبة لتحرك ينهي المعاناة”.
وأكد العبدة في كلمنه على أن “تحقيق الانتقال السياسي في سورية، أمر جوهري بالنسبة للسوريين”، مشيراً إلى أن ذلك “لن يكون دون دور حقيقي من قبل المجتمع الدولي لوقف القتل والدمار”، منوها بأن “هناك حاجة أيضاً لحراك دبلوماسي يضغط من أجل إيصال المساعدات للمحاصرين، ومنع النظام من السيطرة على المساعدات وتوزيعها على بطانته الفاسدة، والميليشيات الداعمة له”.
أحرار الشام تدعم مؤتمر أستانة ولن تُشارك فيه
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 19 كانون الثاني/يناير 2017
روما – أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية، عدم مشاركتها في مؤتمر أستانة الذي سيعقد في العاصمة الكازاخية في 23 كانون الثاني/يناير الجاري لبحث الأزمة السورية، لكنّها في نفس الوقت أعلنت تأييدها للفصائل العسكرية المعارضة المشاركة فيه، و
وبررت الحركة رفضها المشاركة بأستانة بـ “عدم تحقق وقف إطلاق النار”، و”انطلاق حملة همجية قوية ضد أهلنا في وادي بردى، وتسويق العدو الروسي نفسه على أنه طرف ضامن في الاتفاق، في حين أن طائراته ما زالت تقطر دمًا من دماء شعبنا الصامد، والوضع العسكري الداخلي الذي سيلقي بظلاله على المؤتمر” وفق بيان أصدرته الحركة.
لكن الحركة أكّدت أن قرارها هذا “لا يُلغي تأييد الاخوة الذاهبين للمؤتمر، إن توصّلوا إلى نتائج طيبة فيها مصلحة الأمة والتخفيف عنها”.
وأعربت الحركة عن قناعتها بأن الحل العسكري هو الحل الأنسب وليس السياسي، وذكرت “كذب من قال إن هذا أوان العمل السياسي فقط، بل الآن سيحمى الوطيس، وساحات الجهاد اليوم تنادى أسود الإسلام وأبطال الشام، كي يتابعوا مسيرة إخوانهم الشهداء، ويحافظوا على راية الجهاد عالية خفاقة في أرضنا المباركة، متكاملين مع أبطال المدافعة السياسية من كوادر الحركة وغيرها من الفصائل، الذين يدفعون عنا بجهادهم ما يمكنهم من مفاسد، ويجلبون لنا ما يمكنهم من مصالح”.
ويشارك ممثلو فصائل عسكرية، في غالبيته العظمى إسلامية، في مؤتمر أستانة، في وفد يرأسه محمد علوش، رئيس الجناح السياسي في جيش الإسلام، يعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات، فيما يُرسل النظام بالمقابل وفداً سياسياً وليس عسكري، يرأسه بشار الجعفري، السفير السوري في الأمم المتحدة.
إلى ذلك، قال علوش، رئيس وفد المعارضة إلى أستانة، إن هدف المعارضة من الذهاب إلى مفاوضات أستانة هو “تثبيت وقف إطلاق النار بالدرجة الأولى، والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة”.
وأوضح اليوم الخميس أن المعارضة “ستُصرّ على نشر مراقبين دوليين على خطوط التماس في المناطق المشتعلة في حال تم تثبيت وقف إطلاق النار”، واعتبر أن ذلك إن تم سيُعتبر “إنجازًا كبيرًا يساعد على التقدم والمضي في الحل السياسي”، وتوعد بمواصلة القتال في حال فشل عملية التفاوض.
وكانت عدة فصائل عسكرية معارضة قد رفضت المشاركة في مؤتمر أستانة بعد اجتماعات مكوكية في أنقرة مع مسؤولين روس وأتراك، ولم تنجح الضغوط التركية بإرغامها على تغيير موقفها.