أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 07 حزيران 2014

مجموعة الـ 7 تتمسك بالهيئة الانتقالية
بروكسيل – نور الدين الفريضي
لندن، بيروت، دمشق – «الحياة»، أ ف ب – اسفرت احتفالات موالين للنظام السوري بـ «تثبيت» بشار الأسد رئيساً في الانتخابات، عن مقتل وجرح عشرات المدنيين برصاص عشوائي أطلقه عناصر «الشبيحة» في مناطق مختلفة في البلاد، في وقت تعهدت المعارضة بمواصلة «الثورة» ضد النظام، متهمة القوات الحكومية باستخدام «غازات سامة» شرق دمشق.

وفيما انتقدت مجموعة الدول السبع الانتخابات ووصفتها بأنها «شكلية» وجددت المطالبة بحل سياسي يتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية، انفردت موسكو وطهران في اعتبار الاقتراع «نزيهاً وشفافاً». وبرز تمايز في الموقف الصيني من خلال تجاهل بكين الانتخابات، مطالبة بـ «حل سياسي شامل».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان: «ارتفع إلى 10 بينهم طفل ولاعب كرة قدم ومصور في قناة تلفزيونية، عدد الشهداء الذين قضوا في محافظات دمشق وطرطوس واللاذقية وحلب، وأصيب أكثر من 200 آخرين في عدة محافظات، بإطلاق نار عشوائي من قبل شبيحة النظام ليل (أول من) أمس الأربعاء ابتهاجاً واحتفالاً بفوز قاتل أطفال سورية بمهزلة الانتخابات الرئاسية التي أجبر فيها الكثير من السوريين على المشاركة في مهزلة الانتخابات، والتصويت لصالح رئيس النظام السوري». وزاد: «هناك الكثير من العائلات أجبرت على الاقتراع خشية الاعتقال من قبل قوات النظام أو المسلحين الموالين للنظام، على رغم وجود أبناء لهذه العوائل في سجون ومعتقلات النظام السوري، وآخرين استشهدوا على يد النظام وفي قصفه للمناطق السورية».

من جهته، أفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بان «انتخابات الأسد غير شرعية ولا تمثل الشعب السوري، وأنها تستوجب ضرورة زيادة الدعم للمعارضة لتغيير موازين القوى على الأرض وإجبار نظام الأسد على القبول بالاتفاقات الدولية التي تشكل الأساس للحل السياسي في سورية وأولها بيان جنيف»، مؤكداً أن «الشعب مستمر في ثورته حتى تحقيق أهدافها في الحرية والعدالة والديموقراطية».

وفي بروكسيل، ردت مجموعة الدول السبع على انتخاب الأسد واعتبرت الاقتراع عملية «شكلية لن تساهم في حل الأزمة بل تعمقها»، مجددة التأكيد أن «لا مستقبل للأسد في سورية» وعلى التمسك ببيان جنيف الأول لتشكيل هيئة حكم انتقالية. ورأى الرئيس فرانسوا هولاند أن انتخابات الرئاسة في سورية «لا قيمة لها، وهي دليل على استمرار الديكتاتورية». وقال، بعد اجتماع قمة الدول السبع في بروكسيل: «لا أحد يعلم كيف تمكّن السوريون من الإدلاء بأصواتهم. ومنهم من حرم من حقه في الانتخاب ومن هو بعيد من سورية فيما يتعرض آخرون للقصف». وكان مقرراً ان يلتقي في باريس مساء أمس وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري لبحث الموضوع السوري، ضمن مواضيع أخرى.

في المقابل، قال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أمس إن بلاده تعتبر أن السوريين اختاروا «مستقبل البلاد» بانتخابهم الأسد في استحقاق لا يمكن التشكيك في «شرعيته». وأضاف إن مراقبين يرون أن الانتخابات السورية حرة ونزيهة، منتقداً رد الفعل الغربي عليها. كما رحبت الخارجية الإيرانية بالطابع «التعددي» للانتخابات واحترامها «المبادئ الديموقراطية» وذلك في بيان نقلته وسائل الإعلام الإيرانية.

وكان لافتاً تمايز موقف الصين عن موقفي روسيا وايران. اذ دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ مجدداً إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية. وقال شي خلال كلمة لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين بثها التلفزيون الحكومي على الهواء: «تحترم الصين المطالب المعقولة للشعب السوري وتساند الاعتماد المبكر لبيان جنيف والبدء في عملية سياسية شاملة من أجل التوصل إلى حل سياسي للقضية السورية».

ولم يتطرق الرئيس الصيني إلى مسألة الانتخابات، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قال تعليقاً على الاقتراع الرئاسي السوري إنه بغض النظر عما حدث في البلاد فإن الحل السياسي هو المخرج الوحيد.

ميدانياً، قال «الائتلاف» انه «يدين بشدة استمرار نظام الأسد باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين، حيث استقبل المكتب الطبي في مدينة عربين في ريف دمشق صباح اليوم (امس) 10 حالات اختناق ناتجة عن استنشاق غازات سامة ألقتها قوات النظام». وزاد: «بعد أخذ العينات، رجّح الأطباء الذين عاينوا المصابين أن تكون هذه الغازات شبيهة بغاز الكلور الذي استخدمه النظام في كل من حرستا والمليحة (شرق دمشق) الشهر الماضي».

من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال للصحافيين إن باريس التي تفحص 14 عينة لاستخدام الكلور في سورية منذ عدة اسابيع ستواصل القيام بذلك بالتنسيق مع دول أخرى. وأضاف «حيث أن الكلور الذي يستخدم على نطاق واسع لأغراض مدنية متطاير جداً فقد لا تأتي نتائج التحليل بالضرورة حاسمة وستحتاج إلى استكمالها بمعلومات أخرى».

قمة بروكسيل تتشدد مع بوتين: خفض التوتر في أوكرانيا أو عقوبات
موسكو- رائد جبر
بروكسيل – أ ف ب – دعا قادة مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العمل فعلاً لخفض التوتر في شرق أوكرانيا والتعاون مع رئيسها الجديد بيترو بوروشينكو، الذي أوعز سيد الكرملين إلى السفير الروسي لدى كييف، ميخائيل زورابوف، بحضور مراسم تنصيبه غداً. (للمزيد)

وأمهل الرئيس الأميركي باراك اوباما، في ختام عشاء قادة مجموعة السبع في بروكسيل، نظيره بوتين بين ثلاثة وأربعة أسابيع لـ «سلوك الطريق الصحيح للقانون الدولي، قبل فرض عقوبات جديدة»، في وقت ندد بوتين بالأميركيين، وتحداهم أن يقدموا «أدلة» على تدخل بلاده عسكرياً في شرق أوكرانيا، وقال هازئاً: «شاهد العالم كيف أبرز وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول أدلة على وجود أسلحة دمار شامل في العراق»، في إشارة إلى مزاعم واشنطن عام 2003 عن وجود هذه الأسلحة لتبرير تدخلها العسكري ضد نظام الرئيس صدام حسين.

وردّ رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف على تشجيع قادة مجموعة السبع أوكرانيا على «الاحتفاظ بمقاربة مدروسة في مواصلة العمليات لاستعادة القانون والنظام في الشرق»، قائلاً: «ما يطلق عليها مجموعة السبع تتحدث عن تحركات مدروسة للجيش الأوكراني ضد شعب يتدفق للجوء إلى مناطق روسية، وهو رياء بلا حدود»، علماً بأنه قدّر وصول 5 آلاف أوكراني يومياً إلى منطقة روستوف نا دونو الروسية (جنوب غرب) فقط، وطلب 4 آلاف منهم حتى الآن وضع لاجئين، و «هو امر غير مسبوق».

وأورد بيان مجموعة السبع «أن ضم روسيا القرم في شكل غير قانوني وأعمال زعزعة الاستقرار شرق أوكرانيا غير مقبولة، ويجب أن تتوقف». ودعا موسكو مجدداً إلى سحب قواتها المحتشدة قرب الحدود، ومنع تدفق الأسلحة والناشطين الانفصاليين إلى أوكرانيا، واستخدام نفوذها لدى الانفصاليين لإلقاء السلاح.

وإذا لم تنخفض حدة التوتر، أكد قادة السبع استعدادهم لتكثيف العقوبات المحددة الهدف، وتنفيذ عقوبات إضافية لفرض تكاليف جديدة على روسيا»، والتي يمكن اتخاذها، وفق المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، خلال قمة الاتحاد الأوروبي التالية في 26 و27 الشهر الجاري.

والأولوية الأخرى بالنسبة إلى مجموعة السبع هي مساعدة بوروشينكو على تأمين «استقرار مالي واقتصادي وسياسي» في أوكرانيا. وأبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لتنظيم «اجتماع تنسيق» حول المساعدات مطلع تموز (يوليو)، قبل عقد «مؤتمر دولي» للمانحين نهاية السنة. وهو سيوقع «في 27 الجاري على أبعد تقدير» اتفاق حرية التبادل مع أوكرانيا.

وعلى رغم موقف مجموعة السبع الصارم من أزمة أوكرانيا، باشر القادة الغربيون ليل أمس اجتماعاتهم الثنائية مع الرئيس الروسي بوتين، والتي تعتبر الأولى منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في آذار (مارس). واستضافه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولوند على مأدبة عشاء، بعد عشاء منفصل مع الرئيس الأميركي أوباما الذي كان أبدى قلقه من بيع فرنسا سفناً حربية من طراز «ميسترال» إلى روسيا، وقال: «كان الأفضل تعليق الصفقة» البالغة قيمتها 1.2 بليون يورو.

كذلك التقى رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كامرون الرئيس الروسي في جلسة ثنائية بباريس، فيما ستلتقيه المستشارة الألمانية مركل صباح اليوم قبل احتفالات إنزال النورماندي. وكان الرئيس بوتين صرح قبل توجهه إلى فرنسا: «لا أنوي تجنب أحد، وسأتحدث إلى الجميع».

هل يخاف من لم يصوّت للأسد؟
بعد يومين من الانتخابات الرئاسية في سورية تتبدى علامات القلق على وجوه أولئك، الذين قاطعوا التصويت ومن خلت أصابعهم من الحبر الفوسفوري الذي يشهد على أنهم أدوا دورهم في انتصار بشار الأسد.
وقال مسؤولون إن “الأسد فاز بالانتخابات التي جرت يوم الثلثاء بنحو 89 في المائة مما فجر احتفالات في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في سورية والتي جرت فيها عملية الاقتراع”. وقالت السلطات إن “73 في المائة ممن لهم حق التصويت من السوريين أدلوا باصواتهم وغمسوا أصابعهم في الحبر لإظهار مشاركتهم في الاقتراع”، وهي نسبة إقبال عالية بشكل ملحوظ في بلد خربته حرب ضروس دفعت نحو ثلاثة ملايين شخص للهرب إلى الخارج. وقال المذيع في برنامج إذاعي محلي اليوم الخميس “دعونا نرى من منا لم يغمس إصبعه في الحبر”، في مزحة تلعب على وتر الخوف من أن أولئك الذين لم يشاركوا في الانتخابات قد يواجهون عواقب وخيمة. وفي يوم الاقتراع حاول البعض العثور على بديل للحبر المستخدم في مراكز الاقتراع. وتساءل شاب لم يرد المشاركة في التصويت، لكنه يخشى الاعتقال لمقاطعته الانتخابات قائلاً: “هل يمكننا استخدام حبر عادي من متجر للأدوات الكتابية؟”. وسأل: “هل يمكن أن يوقفوني عند نقاط التفتيش ويطلبون أوراق خدمتي بالجيش”، مشيراً إلى خدمته العسكرية الالزامية والتي تأجلت لعدم اجتيازه العام النهائي في دراسته الجامعية. وقال مواطن دمشقي آخر يعمل في ناد صحي، انه لزم منزله مع زوجته لمدة 48 ساعة خشية معاقبته على عدم التصويت. واضاف “لا أعرف إذا كان لابد من الذهاب إلى العمل في وقت لاحق اليوم. ماذا لو كانوا جميعاً قد شاركوا في الانتخابات وغمسوا أصابعهم في الحبر وسألوني لماذا لم أفعل مثلهم؟”. وتابع أنه عندما اتصل به أفراد من أسرته وأصدقاء له يوم الانتخابات لسؤاله عما إذا كان قد أدلى بصوته كذب عليهم وقال إنه شارك بالفعل. وقال: “لا اريد اي صداع وخاصة في الهاتف. من يعرفون مدى معارضتي للأسد يعرفون أنني لم اشارك في التصويت وأولئك الذين لا يعرفون يمكنهم الاحتفاظ بأوهامهم”. واضاف: “أنا لا أستطيع أن أفعل أي شيء لمسلحي المعارضة لأني أعيش هنا وكل شيء يخضع لسيطرة محكمة وأنا أخشى على أسرتي. لذا فإن عدم ذهابي إلى مركز الاقتراع يوم الانتخابات هو أقل ما يمكن أن أفعله”. واشاد حلفاء الأسد مثل إيران وروسيا وحزب الله اللبناني بالانتخابات. ونقلت قناة تلفزيون “المنار”، التابعة لحزب الله عن عضو الكتلة البرلمانية للحزب محمد رعد قوله إن “انتخاب الأسد يكتب نهاية المؤامرة التي استهدفت تدمير سورية”. وقالت روسيا إن “فريقاً من المراقبين البرلمانيين من دول غالبيتها متعاطفة مع الأسد خلصت إلى أن الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة”، وانتقدت الدول التي نددت بالاقتراع. ويبدو أن كثيرا من السوريين ممن أدلوا بأصواتهم هذا الأسبوع، كانوا مدفوعين بالتوق نحو الاستقرار أكثر من اهتمامهم بالسياسة. وبالنسبة للأقليات مثل العلويين والمسيحيين والدروز يمثل الأسد المنتمي للطائفة العلوية خط الدفاع ضد المسلحين الإسلاميين والوعد بعودة الاستقرار وإن كان ذلك بعيد المنال. وتشير الأرقام الرسمية أيضا إلى أن كثيراً من الأغلبية السنية شاركوا في التصويت للأسد، إما لأنهم سئموا الصراع وإما لخوفهم من العقاب إذا لم يشاركوا في التصويت. بل أن كثيراً من معارضي الأسد شاركوا ايضاً في الاقتراع. وقالت سيدة لها أبناء في سن التجنيد “نحن نعيش هنا وعلينا المشاركة في هذه المسرحية، إذا كان التصويت يعني بقاءنا بعيدا عن دائرة الاشتباه ولا أحد يضايقنا ولا أحد يضايق أبنائي فالأمر يستحق. فضلاً عن ذلك فإن صوتي لن يصنع فارقا على أي حال لأنه سيفوز بغض النظر عن أي شيء”. وأضافت وهي ترفع إصبع السبابة وقد غمست طرفه في الحبر الفوسفوري “أشعر أنني فعلت الصواب لوجود هذا الحبر”.

المعارضة السورية تؤكّد استمرار الثورة / الأسد: الانتخابات رسالة قوية إلى الغرب
المصدر: (و ص ف، رويترز)
اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد امس ان الانتخابات الرئاسية التي ابقته في منصبه لولاية ثالثة، شكلت “رسالة قوية” الى الدول الغربية الداعمة للمعارضة، بينما اعتبرتها هذه “غير شرعية”، مؤكدة استمرار “الثورة”. وبينما وصفت عواصم غربية الانتخابات التي أجريت في مناطق سيطرة النظام بأنها “اهانة للسوريين” و”لا معنى لها”، اشادت بها موسكو وطهران حليفتا النظام، ورحبتا باعادة انتخاب الاسد لولاية ثالثة.

وفي تعليقه الاول، قال الاسد في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي ان “نسبة المشاركة العالية في الانتخابات تشكل رسالة قوية الى الغرب والدول المتورطة بالحرب على سوريا، بأن الشعب السوري حي ومصمم على تقرير مصيره بنفسه، وهو يتطلع دائما نحو المستقبل”.
وكان رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام اعلن الاربعاء حصول الاسد على 88,7 في المئة من أصوات المقترعين الذين تجاوز عددهم 11 مليونا و600 الف شخص. وبلغت نسبة المقترعين 73,42 في المئة من نحو 15 مليون ناخب.
وسيؤدي الاسد اليمين الدستورية امام مجلس الشعب في 17 تموز ، على ان يلقي خطابا يضمنه برنامجه للولاية التي تستمر سبع سنوات، كما أفاد مصدر مقرب من النظام. واشار الى ان حكومة وائل الحلقي ستقدم استقالتها لتعين حكومة جديدة خلفاً لها.
وتصدرت صورة الاسد الصفحات الاولى للصحف السورية، التي اعتبرت اعادة انتخابه “انتصارا”، مشيرة الى ان الاولوية ستكون لاعادة اعمار البلاد التي دمرها النزاع المستمر منذ اكثر من ثلاث سنوات.
وخلال الاحتفالات التي أقيمت ليل الاربعاء في شوارع عدد من المدن السورية، قتل عشرة اشخاص بينهم سبعة في دمشق، جراء اطلاق النار ابتهاجا في الهواء، استنادا الى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له.
وفي المواقف الغربية، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في بيان ان “الاسد فقد الشرعية قبل هذه الانتخابات وبعدها. ليست لهذه الانتخابات اي علاقة بالديموقراطية الحقيقية”، مضيفا انها “طريقة للحفاظ على النظام الديكتاتوري، انها اهانة للسوريين الذين يطالبون بالحرية والتغيير السياسي الحقيقي”.

استمرار المعارك
في غضون ذلك، تواصلت المعارك في مناطق عدة، وخصوصا في بلدة المليحة قرب دمشق، التي تحاول القوات النظامية و”حزب الله” اللبناني السيطرة عليها منذ أسابيع.
وفي شرق البلاد، استمرت المعارك بين تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) و”جبهة النصرة” ذراع “القاعدة” في سوريا، في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق. وتحدث المرصد عن انسحاب النصرة “من كامل الريف الغربي لدير الزور” وسيطرة “داعش” عليه.
وأعلنت فرنسا إن عينات جمعتها لبيان ما اذا كانت قوات الحكومة السورية استخدمت غاز الكلور في الحرب قد يثبت أنها غير حاسمة وستحتاج إلى التأكد منها بمضاهاتها بمعلومات أخرى لتحديد استخدامها.

الاتحاد الاوروبي
وقرر الاتحاد الاوروبي تضييق الخناق على المتطرفين الاسلاميين من خلال اعداد سلسلة اجراءات ملموسة لكشف متطرفين اوروبيين ذهبوا للقتال في سوريا ومنعهم من ارتكاب مجازر في دولهم التي انطلقوا منها.
وقال المنسق الاوروبي لمكافحة الارهاب جيل دو كيرشوف في لوكسمبور: “نحن نتقدم”، مشيرا الى انه “ليس هناك من حل سحري” لهذه المشكلة. واوضح انه تم تحديد سلسلة اجراءات “للرصد والوقاية والردع” في اجتماع عمل بين وزراء الداخلية لتسع دول هي بلجيكا وفرنسا والمانيا والمملكة المتحدة واسبانيا وايطاليا والدانمارك وأسوج والنمسا، خصص لهذا الخطر امس في لوكسمبور على هامش اجتماع رسمي مع نظرائهم في الاتحاد الاوروبي.
ويتمثل الهدف في تحسين امكانات التعرف على المرشحين المستعدين للتوجه الى سوريا للقتال، وتعميم هوياتهم على دول الاتحاد الاوروبي الاخرى وجعل سفرهم صعبا ومتابعتهم بعد عودتهم مع احتمال توقيفهم.

جبهة ريف دمشق تشتعل: معارك ضارية في المليحة
لم تكد الانتخابات الرئاسية السورية تنتهي حتى انفجر الوضع بشكل كبير على محور المليحة في ريف دمشق، حيث أطلق الجيش السوري عملية عسكرية واسعة لقطع احد أهم شرايين الدعم للمسلحين في هذه المنطقة، في موازاة تقدمه في ريف حلب، حيث شدد الخناق على الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون داخل المدينة، التي تلوح في افقها أزمة مياه، بعد تعرض خطوط الجر إلى أضرار كبيرة جراء التفجيرات.
في هذا الوقت، دافعت موسكو وطهران عن الانتخابات السورية وفوز الرئيس بشار الأسد بولاية رئاسية جديدة، واعتبرتا أن السوريين اختاروا مستقبل بلادهم، فيما وصفها «الائتلاف الوطني» المعارض بأنها «غير شرعية»، مؤكدا استمرار «الثورة»، في حين رأت لندن أنها تمثل «إهانة للسوريين». (تفاصيل صفحة 15)
ويبدو أن معركة المليحة لم تصل إلى خواتيمها بعد، فقد اشتدت الاشتباكات بين القوات السورية والمسلحين على ثلاثة محاور في الغوطة الشرقية، أحدها في شرق البلدة، بالقرب من مجمع «تاميكو» للأدوية.
ووصفت مصادر الطرفين اشتباكات ليل أمس الأول بأنها الأعنف هذا الأسبوع.
كما اندلعت اشتباكات على المحور الواصل بين بلدتي جسرين والمليحة الذي يعتبر خط الدعم الأساسي للمجموعات المسلحة الموجودة في البلدة.
وكانت الصواريخ المتوسطة وقذائف الهاون تستهدف المليحة ومحيطها، لا سيما منطقة البساتين التي تعتبر خطوطا خلفية للمجموعات المسلحة فيها.
وأغار الطيران بالتزامن على منطقة جوبر، ما أدى إلى مقتل سبعة مسلحين، فيما ردت المجموعات المسلحة بقصف احياء المزة 86 وشارعَي بغداد والمالكي في العاصمة دمشق.
إلى ذلك، قال مصدر عسكري رسمي إن الجيش أحكم سيطرته على بلدة الثورة المتاخمة لمدينة الكسوة في جنوب دمشق التي تطل على طريق درعا الدولي.
من جهة ثانية، كشف مصدر متابع لملف المياه أن مدينة حلب باتت «على شفير أزمة إنسانية جديدة تهددها بالعطش، بعد تعرض خطوط المياه الرئيسية لأضرار كبيرة، إثر تفجير نفق مفخخ وقع بالقرب من محطة ضخ المياه الرئيسية في حلب».
وعلى صعيد العمليات العسكرية في حلب، كشف مصدر عسكري أن قوات الجيش و«الدفاع المحلي» أحكمت سيطرتها على قرى عدة في جنوب حلب، بالإضافة إلى تلال إستراتيجية وكتيبة دفاع جوي في منطقة عزان، وقرى عبطين ورسم الشيح وكفرعبيد وبلاس وصولاً إلى مشارف منطقة الزربة غربا التي تعتبر أولى نقاط العبور على طريق حلب – دمشق الدولي، المغلق منذ أكثر من عام.
وقال المصدر العسكري إن من شأن سيطرة الجيش على مجموعة القرى في الريف الجنوبي وصولاً إلى الغرب إحكام الطوق الذي بات يفرضه الجيش على مدينة حلب، وذلك لضمان حصار المسلحين داخل مدينة حلب وعزلهم عن الريف.
إلى ذلك، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، ان «مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية انسحبوا من كامل الريف الغربي لمدينة دير الزور (خط الجزيرة) ليعود مجدداً تحت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية من جهة ومقاتلي «النصرة والكتائب الإسلامية في محيط بلدة الشولا جنوب غرب مدينة دير الزور».
من جهة ثانية، قررت أوروبا، المتخوفة من عودة «جهادييها» من سوريا، تضييق الخناق على المتشددين الإسلاميين، وذلك من خلال إعداد سلسلة إجراءات ملموسة للتعرف على متطرفين أوروبيين ذهبوا للقتال في سوريا ومنعهم من ارتكاب اعمال عنف في دولهم التي انطلقوا منها.
وقال المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف انه تم تحديد سلسلة إجراءات «للرصد والوقاية والردع» في اجتماع عمل في لوكسمبورغ بين وزراء داخلية تسع دول هي: بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا واسبانيا وايطاليا والدنمارك والسويد والنمسا.
ويتمثل الهدف في تحسين إمكانات التعرف إلى المرشحين المستعدين للتوجه إلى سوريا للقتال، وتعميم هوياتهم على دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وجعل مغادرتهم صعبة ومتابعتهم بعد عودتهم مع احتمال توقيفهم.
وأشار دو كيرشوف إلى أن ضرورة احترام التوازن بين الدواعي الأمنية والحريات المدنية تفرض إجراء اختبار لفعالية الإجراءات التي تم اعتمادها، غير أن أجهزة الاستخبارات لا ترغب في كشف مصادرها.
وستعقد مجموعة عمل بعد عشرة أيام لإجراء فحص تقني لهذه الإجراءات والآليات التي ستطبقها الأجهزة الأمنية.
وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي مازيير: «علينا أن نقرر بسرعة ما نحتاجه واتخاذ قرارات لأن خطر التطرف الإسلامي أصبح حقيقيا»، فيما قال نظيره الاسباني خوسيه فرنانديز دياز: «يجب ألا نستفيض في توضيح الإجراءات التي نبحثها لدواع أمنية، لكنها إجراءات عملانية على علاقة بنظام معلومات شنغن وجمع المعطيات عن المسافرين جوا».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

حلب: أزمة المياه تلوح في الأفق مجدداً
في فصل جديد من فصول معاناة حلب، التي دفعت وما زالت تدفع من تاريخها ودماء أبنائها ثمناً باهظاً للحرب التي اندلعت في سوريا قبل ثلاثة أعوام، واقتحمت المدينة قبل عامين، كشف مصدر متابع لملف المياه أن المدينة باتت «على شفير أزمة إنسانية جديدة تهدد المدينة بالعطش، بعد تعرض خطوط المياه الرئيسية لأضرار كبيرة، إثر تفجير نفق مفخخ وقع بالقرب من محطة ضخ المياه الرئيسية في حلب»، في وقت يتابع فيه الجيش السوري عملياته في ريفي المدينة الشمالي والجنوبي الذي تمكن فيه من السيطرة على عدة نقاط إستراتيجية.
المصدر الذي أشار، خلال حديثه إلى «السفير»، إلى أن المدينة تعيش على ما تبقى من مياه مخزنة في خزانات المدينة، أوضح أن التفجير الذي نفذه مسلحون متشددون قرب مقر فرع المداهمة في حي الميدان، تسبب بتدمير خطي جر مياه من أصل ثلاثة خطوط، في منطقة سليمان الحلبي القريبة، تبعه هجوم على الفرع، انتهى من دون أي تقدم يُذكر للمسلحين، الذين يتخذون من حي بستان الباشا المحاذي مقراً لعملياتهم، كما تسبب بأضرار في محطة الكهرباء المغذية لمحطة المياه.
وشدد على ضرورة إيجاد حل سريع لهذه المشكلة قبل أن تنفد المياه من الخزانات، الأمر الذي سيؤدي إلى انقطاع المياه عن المدينة، ودخولها في موجة عطش جديدة، كانت قد عاشتها المدينة في أيار الماضي، إثر قيام مسلحين تابعين إلى «الهيئة الشرعية» المعارضة بقطع المياه من المحطة ذاتها وتحويلها إلى نهر قويق، قبل أن يعاد وصلها بعد 12 يوماً.
وبيّن المصدر أن إصلاح العطل سيتطلب جهداً كبيراً، كون المنطقة المتضررة واقعة على خط تماس مباشر بين قوات الجيش والمسلحين المتشددين، إضافة إلى كون العطل كبيراً جداً، سواء بخطي الجر أو بمحطة تحويل الكهرباء، مشيراً إلى أن الحكومة قامت بإجراء إسعافي أولي، حيث أدخلت كميات من الوقود لتشغيل قناة الجر المتبقية وضخ المياه إلى المدينة ريثما يتم إصلاح العطل.
وعلى صعيد العمليات العسكرية، كشف مصدر عسكري أن قوات الجيش و«الدفاع المحلي» أحكموا سيطرتهم على قرى عدة جنوب حلب، إضافة إلى تلال إستراتيجية وكتيبة دفاع جوي في منطقة عزان، وقرى عبطين ورسم الشيح وكفرعبيد وبلاس جنوبي المدينة وصولاً إلى مشارف منطقة الزربة غربا، والتي تعتبر أولى نقاط العبور على طريق حلب ـ دمشق الدولي، المغلق منذ أكثر من عام.
وأوضح المصدر العسكري أن قوات الجيش و«الدفاع المحلي» ستتابع سيرها على طول الطريق الدولي، وصولاً إلى ريفي إدلب وحماه، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية لتأمين المدينة الصناعية في الشيخ نجار، والتي هدأت فيها وطأة الاشتباكات، فيما استمر القصف الجوي في المنطقة ومحيطها.
وبيّن أن من شأن سيطرة الجيش على مجموعة القرى في الريف الجنوبي وصولاً إلى الغرب إحكام الطوق الذي بات يفرضه الجيش على مدينة حلب، لضمان حصار المسلحين داخل مدينة حلب وعزلهم عن الريف، ما يمهد لدخول الأحياء في المنطقة الشرقية من دون اشتباكات بعد نفاد ذخيرة المسلحين، على غرار ما جرى في حمص وريف دمشق.

اللاذقية مستعدة.. وحلب «بين نارين»
أعلن مصدر في اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية في اللاذقية ان عدد مراكز الاقتراع التي تم تجهيزها يتجاوز الألف، موزعة بين المدينة وريفها، مشيراً إلى أنه تم تخصيص مراكز قريبة من المناطق الساخنة لمن يرغب من أبناء هذه المناطق في الريف الشمالي بالإدلاء بصوته.
وتوقع المصدر أن تشهد الانتخابات في اللاذقية «إقبالاً كبيراً من المواطنين»، الأمر الذي دفع اللجنة المنظمة إلى توزيع المراكز بشكل يمكن الحد من الازدحام، خصوصاً في ظل وجود عدد كبير من المهجرين من المناطق الساخنة.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه اللاذقية عدداً كبيراً من الفعاليات الشعبية والرسمية المؤيدة لإجراء الانتخابات، وسط انتشار كبير للافتات المؤيدة للمرشح الرئاسي الرئيس الحالي بشار الأسد، حيث لا يكاد يخلو شارع من شوارع المدينة من اللافتات المؤيدة له. كما تزدحم المدينة الرياضية (مركز إيواء للنازحين)، ومنطقة الشاطئ الأزرق (أحد أكبر تجمعات النازحين) بعدد كبير من اللافتات المؤيدة للمرشح الأسد، حالها كحال بقية مناطق المدينة، في حين يقتصر ظهور اللوحات الإعلانية للمرشحين الآخرين (ماهر حجار وحسان النوري) على عدة شوارع وسط المدينة وعلى أطرافها الجنوبية.
في مدينة حلب لا يبدو المشهد مختلفاً في الأحياء الغربية للمدينة والتي تسيطر عليها الحكومة، حيث اقيم في هذه الأحياء عدد كبير من الفعاليات المؤيدة للأسد، كما ازدحمت الشوارع في وسط المدينة باللافتات المؤيدة له، في وقت تعمل فيه الفصائل المسلحة على محاولة «إفشال الانتخابات» عبر مختلف الوسائل التي تملكها، من قصف للمدينة، وقطع للطرقات، وإصدار «فتاوى» تبيح دم كل من يشارك فيها.
وفي حين تسيطر الفصائل المتشددة على معظم مناطق ريف حلب، والأحياء الشرقية من المدينة، تزدحم أحياء حلب الغربية بالمواطنين الذين نزحوا من المناطق الساخنة في المدينة وريفها واختاروا العيش في الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة، الأمر الذي دفع مصدرا متابعا للتحضيرات الانتخابية في حلب للتأكيد على أن مراكز الاقتراع ستشهد ازدحاماً كبيراً، الأمر الذي دفع اللجنة المنظمة للانتخابات لإعداد 427 مركزاً انتخابياً، تضم بمجملها 783 صندوق اقتراع لاستيعاب الإقبال المتوقع، كما تم وضع عدة مراكز انتخابية في قريتي نبل والزهراء المحاصرتين في شمال حلب، لإفساح المجال لسكان القريتين والقرى المجاورة، وصولاً إلى عفرين للمشاركة في الانتخابات، في حين بقيت المناطق الشرقية والشمالية البعيدة «خارج نطاق المشاركة».
وسعياً من الفصائل المتشددة لمنع سكان قرى حلب، وأحياء حلب الشرقية من الوصول إلى مراكز الاقتراع، قام مسلحون متشددون يسيطرون على منطقة بستان القصر بإغلاق محبر كراج الحجز، نقطة العبور الوحيدة التي تصل بين شطري حلب «إلى أجل غير محدد»، وهو إجراء اتبعه أيضاً تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) الذي يسيطر على مناطق واسعة في ريف حلب الشرقي، حيث قام بقطع طريق الريف الشرقي باتجاه طريق خناصر، ونصب عدة حواجز قرب منطقة دير حافر (وهو الطريق الرئيسي المؤدي إلى منطقة أثريا وصولاً إلى مدينة حلب عبر طريق خناصر)، كما فتح «جهاديو» التنظيم النار على عدة سيارات كانت في طريقها إلى حلب، وأجبروها على العودة، حسب ما أشار مصدر ميداني خلال حديثه إلى «السفير»، الأمر الذي منع المواطنين (حتى من لم يكن متوجهاً إلى حلب للمشاركة في الانتخابات) من الوصول إلى المدينة.
وإضافة إلى إغلاق الطرق، ومنع المواطنين من الوصول إلى أحياء حلب الغربية، قامت فصائل متشددة بقصف أحياء في المدينة بالقذائف المتفجرة بوتيرة مرتفعة، بدأت قبل ثلاثة أيام، تسببت بمقتل وإصابة أكثر من 200 مواطن، حيث شهدت المدينة في يوم واحد سقوط 33 قتيلا، وسط تهديدات من الفصائل المتشددة بزيادة وتيرة القصف سعياً لـ«إفشال إجراء الانتخابات».

البيان الختامي لـ”مجموعة السبع” في بروكسل:
تقاسم المسؤوليات الدولية في السياسة والاقتصاد
بعد اجتماعهم في بروكسل على مدى يومين، أصدر قادة دول “مجموعة السبع” (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي) بياناً ختامياً حول تقاسم المسؤوليات الدولية من جهة تعزيز السلام والأمن، والاقتصاد والطاقة، وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى أهم الملفات الدولية التي تم التباحث فيها، بعد تحديد ألمانيا مكاناً للاجتماع المقبل في العام 2015.
وفي الآتي أبرز ما تضمنه البيان الختامي:
أوكرانيا
ترحيب بالسلوك الناجح في ظل المجريات الصعبة، بالانتخابات الرئاسية الأوكرانية التي جرت في الخامس والعشرين من أيار الماضي، والإقبال الكثيف للأوكرانيين على التصويت للاختيار وتقرير مصيرهم. ترحيب بالرئيس الأوكراني الجديد بيوتر بوروشينكو والإثناء عليه للوصول إلى جميع الشعب الأوكراني.
الوقوف إلى جانب الحكومة والشعب الأوكرانيين في مواجهة التدخل غير المقبول لروسيا، في الشؤون السياسية الأوكرانية، ودعوة جميع المجموعات المسلحة بشكل غير قانوني إلى تسليم سلاحها، وتشجيع السلطات الأوكرانية على إعادة القانون وفرض الأمن، واستكمال الحوار الوطني لإنهاء الأزمة.
العمل على دعم الاقتصاد الأوكراني للنهوض مجدداً واستعادة عافيته، ودعم الجهود لتنويع مصادر الغاز الأوكرانية .
التوحد في وجه التدخلات الروسية في أوكرانيا من جهة السياسة، ومن جهة التدخل العسكري في الشرق ونشر الجنود على الحدود، والمطالبة بسحبها. بالإضافة إلى الموافقة على وضع عقوبات على كل من ساهم في تأجيج العنف في أوكرانيا.
سوريا
إدانة الانتخابات السورية باعتبارها عاراً وتزييفاً، ومطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن السلطة لأن لا مستقبل له في سوريا.
إدانة انتهاكات القانون الانساني الدولي وحقوق الانسان والقصف المدفعي العشوائي والقصف الجوي من قبل النظام السوري، بالإضافة إلى أن ثمة أدلة على أن جماعات متطرفة ارتكبت أيضاً انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان. يجب محاسبة كل المسؤولين عن تلك الانتهاكات.
تأييد بيان جنيف الذي يدعو إلى مرحلة انتقالية لسوريا موحدة وجامعة وديموقراطية.
شجب استخدام روسيا والصين لحق النقض في مجلس الأمن في الأمم المتحدة على مشروع قرار إحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ليبيا
التأكيد على دعم دولة ليبية مزدهرة وحرة وديموقراطية، بما يمكنها من لعب دور في تعزيز الاستقرار في المنطقة.
الإعراب عن القلق الجدي من أعمال العنف الأخيرة، وحث جميع الليبيين على الانخراط في العملية السياسية بشكل سلمي واحترام سيادة القانون. والإثناء على اقتراح اللجنة الانتخابية الوطنية العليا التي أقرها المؤتمر الوطني العام، لإجراء الانتخابات في 25 حزيران الحالي.
إيران
التأكيد على الالتزام القوي بالديبلوماسية في حل القضية النووية الإيرانية، وترحيب بالجهود التي تبذلها مجموعة الـ”5+1″ بقيادة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، وإيران في التفاوض على التوصل إلى حل شامل وإثبات سلمية البرنامج النووي الإيراني، ضمن خطة العمل المشتركة.
حث إيران على احترام حقوق الإنسان.
حث إيران على لعب دور إقليمي بناء، وخصوصاً في سوريا، ورفض كل أوجه الإرهاب والإرهابيين.
الاقتصاد العالمي
أكد القادة على دعم النمو وفرص العمل التي لا تزال الأولوية الأولى بالنسبة إليهم، والعمل على خفض نمو البطالة بين الشباب العاطلين عن العمل على المدى الطويل. وأشاروا إلى ضرورة اتخاذ خطوات لدعم النمو المتوازن وزيادة مرونة الاقتصاديات، وإستراتيجيات النمو الشامل ومشاركة المرأة.
الطاقة
رفض استخدام الطاقة في الإكراه السياسي أو باعتباره تهديداً للأمن. والأزمة الأوكرانية أثبتت أن موضوع الطاقة يجب أن يكون في صلب اهتمام جدول الأعمال الجماعي ويتطلب خطوات جدية لتنويع إمدادات الطاقة وتحديث البنية التحتية، بما يتماشى مع الرؤية الموضوعة في مبادرة الطاقة في قمة السبع في روما في أيار الماضي، وتحديد سياسات ملموسة من قبل الحكومات لبناء تنافس وتنوع ومرونة، وتقديم تقرير في العام 2015.
تغير المناخ
هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لمواجهة التغير المناخي، والقيام بدور جدي للحد بشكل فعال من زيادة درجة الحرارة العالمية أقل درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
التطوير
السعي إلى تحقيق الازدهار المستدام والشامل في جميع الدول، والاستمرار في تنفيذ الالتزامات التي قطعت في القمم السابقة، على أن تكون المساءلة بعد تقديم التقرير في العام 2015.

حزب الله : الحل السياسي في سوريا يبدأ وينتهي مع الاسد
بيروت ـ رويترز ـ قال أمين عام حزب الله حسن نصر الله اليوم الجمعة ان الحل السياسي في سوريا يبدأ وينتهي مع الرئيس بشار الاسد بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت هذا الاسبوع.
وقال نصر الله في حفل تأبين شيخ من حزب الله في بيروت “??اهم حدث حصل في الاونة الاخيرة هو حدث الانتخابات الرئاسية في سوريا وهذا الاقبال الشعبي الجماهيري الكبير الذي يعتبر بحق انجازا تاريخيا وانتصارا عظيما لسوريا وشعبها وقيادتها??.”
وأضاف “من واجبنا ان نبارك للشعب السوري هذا الانجاز السياسي المصير وللرئيس الاسد هذه الثقة المتجددة بقيادته لسوريا مجددا نحو السلام والبناء والوحدة الوطنية.”
وحقق بشار الأسد فوزا ساحقا في انتخابات الرئاسة التي أجريت الاربعاء وسط حرب أهلية مستعرة ووصفها معارضوه بأنها مسرحية. وحصل الاسد على 88.7 في المئة من الأصوات في الانتخابات التي اقتصر إجراؤها على المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية من سوريا.
ووصف المسؤولون السوريون فوز الأسد الذي كان متوقعا بأنه شهادة تبرئة لحملته على مقاتلي المعارضة وبأنه خطوة مهمة على طريق الديمقراطية. وهذه هي المرة الأولى منذ نصف قرن التي تجري فيها انتخابات تنافسية في سوريا.
وقال نصر الله موجها حديثه لخصوم الاسد “لم يعد بامكانكم وضع شرط مسبق باستقالة الرئيس ولا تستطيعون ان تضعوا شرطا ان المفاوضات او الحل السياسي يفضي الى استقالة الرئيس.” وأضاف “الانتخابات هذه تقول لكل المعارضة ولكل الدول العالمية والاقليمية وللمعارضة السورية الحل السياسي في سوريا يبدأ وينتهي مع الرئيس الدكتور بشار الاسد.”
وأشار نصر الله الى ان السوريين في الانتخابات قالوا “نحن من يصنع مستقبل سوريا لا امريكا ولا جنيف واحد ولا جنيف 2 ولا اي عاصمة في العالم”
وأضاف “ان الحرب العسكرية والتدميرية على سوريا قد فشلت . الانتخابات هي اعلان سياسي وشعبي بفشل الحرب.”
وكان حزب الله قد انضم إلى القوات الحكومية السورية في الصراع الذي تحول الى حرب أهلية اجتذبت المقاتلين السنة من المنطقة وزعزت الاستقرار في الدول المجاورة.
وانضمت جماعات إسلامية سنية بعضها على صلة بتنظيم القاعدة إلى مقاتلي المعارضة السورية ضد الاسد الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية المحسوبة على الشيعة.
وقال نصر الله “غير صحيح ان الحل يستند الى جنيف واحد ولا الى جنيف. ليس صحيحا ان الحل يستند الى صيغة كما يقولون في المعارضة استقالة الرئيس بشار الاسد وتسليمه للسلطة. بعدما اعاد الشعب انتخابه هذا لم يعد صالحا.”
وأضاف “هناك رئيس منتخب بولاية جديدة عمرها سبع سنوات انتخبته الملايين. الذي يريد ان يعمل حل سياسي يجب ان يحكي معه يجب ان يتفاوض معه يجب ان يتناقش معه ويجب ان يصل الى حل معه.”

الائتلاف السوري: نظام الأسد يمارس العنف والاغتصاب والقتل بحق المعتقلات
إسطنبول- الأناضول: قالت نورا الأمير، نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إنه “من المؤسف تصنيف المعتقلات السوريات كضحايا، لأنهن دفعن ثمن الحرية، وهذا ينسف إرادة المعتقلة وعملها الحقيقي خلال الثورة على نظام بشار الأسد”.
وفي مؤتمر صحفي عقده الائتلاف الوطني في إسطنبول اليوم الجمعة، أوضحت الأمير أن “النظام انتهج منذ آذار/ مارس 2011، العنف الممنهج ضد النساء، بعد أول حالة اعتقال في 13 أيار/ مايو من نفس العام، بجمعة حرائر سوريا في حمص (وسط)، لتتجلى سياسته تجاههن باستهدافهن واعتقالهن واختطافهن، وبشكل خاص أقارب الناشطين”.
ولفتت إلى أن المعتقلات في سجون النظام “تعرضن لكافة انواع العنف والاهانة والاغتصاب والتحرش، انتهاء بقتلهن فضلا عن التحرش بهن على الحواجز وخلال الاقتحامات أيضا، إضافة إلى اختطافهن وتعذيبهن حتى الموت”.
من ناحية أخرى، لفتت الأمير إلى أن “هذه الحوادث دفعت الاهالي للنزوح خوفا من هذه الممارسات”، مشيرة إلى أنه “في المناطق المحاصرة، اعتمدت سياسة التجويع التي أدت إلى وفيات بين النساء وحالات اجهاض لحوامل”.
ولفتت الأمير إلى “نجاح النظام في اختراق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، والذي يمارس القمع ذاته ضد النساء، ومن ذلك كتيبة الخنساء المخصصة لمراقبة لباس النساء وتفتيشهن”.
وشددت على ضرورة “أن يتحرك المجتمع الدولي لنقل النظام السوري إلى محكمة الجنايات الدولية”، منتقدة فشله في ذلك من قبل، ومعتبرة أن “نساء سوريا هن ضمان لحاضر ومستقبل المنطقة الذي سيبنى من قبلهن”، على حد تعبيرها.
وفي نفس السياق قدمت الأمير معتقلتين سابقتين روتا ما حصل معهما في سجون النظام، وهما (آلاء الحمصي، وأسماء الفراج)، اللتان نقشتا اسميهما على جدار زنزانة واحدة، ولم تتعرفا على بعضهما الا في اسطنبول.
وقالت الحمصي في شهادتها انها اعتقلت في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2012 بسبب عملها الإغاثي وتأمين السكن للعوائل، وسجنت 63 يوما، ليفرج عنها في صفقة التبادل مع الضباط الايرانيين في 9 كانون الثاني/يناير من عام 2013.
ومضت الحمصي قائلة “بدأ الأمن بضربها في الشارع أمام المارة، لتنقل بعدها إلى الفرع 215 في كفرسوسة، حيث تعرضت للضرب المستمر والتحرش من قبل المحققين، كما حاولوا الضغط عليها للاعتراف بتفجيرات عديدة، فقاومت كل ذلك رغم الضرب والتهديدات والضغوطات”.
وأضافت أنه “عندما يأسوا من الأسلوب الأول ضغطوا عليها بصورها الشخصية من خلال نشرها على وسائل الاعلام، والتواصل الاجتماعي، ليكتب لها لاحقا اعتراف جاهز وقعت عليه قبيل تحويلها بعد 27 يوم إلى فرع الأمن العسكري في حمص، حيث كانت طريقة الاستقبال والتعذيب مختلفة، والطعام قذر، والصلاة والحمامات ممنوعة، فيما وضعت 13 معتقلة في زنزانة أبعادها 2م طولا، و2.5م عرضا”.
وسردت الحمصي قصصا من بينها قصة “امرأة اعتقلت مع اطفالها وكانت حاملا، فتركوا قسما من أبنائها في الطريق، فيما مات جنينها جراء التعذيب، وجعلوا زوجها يعترف بأنها تعمل بالدعارة مع الجيش الحر، وإلى الآن لا يعرف مصيرها”، كاشفة أن أكثر وسائل التعذيب هي “الضرب بالأسلاك والصعق بالكهرباء، والشبح (تعليق بالسقف والوقوف على رؤوس الأصابع) وكان اصعب شيء يؤثر على الجسم، إضافة إلى الضرب الدائم على الرأس″.
أما المعتقلة الآخرى أسماء الفراج فقالت إنه “عثر معها على أجهزة اتصال فضائية وإسعافات طبية، عندما اعتقلت في كمين للأمن العسكري، وعندما حاول عنصر تفتيشها رفضت فضربها وشتمها، لتعتقل وتشاهد عشرات القصص التي تجري يوميا لتعذيب النساء والتحرش بهن”.
وتابعت القول بأن “إحدى المعتقلات واسمها (ميسون اللباد) من درعا (جنوب) أحضرت وقد تعرضت لكل أنواع التعذيب من صدمات كهربائية، والضرب بالدولاب (وسيلة تعذيب)، وكانت تسعل دما، وبعد الإفراج عنها بقيت الاثار موجودة عليها”، مضيفة أن “الاغتصاب يتم بشكل منتقى بحسب المعتقلة من أي منطقة، وحسب درجة القرابة من المعارضين، والجرم والتهم الملفقة من قبل النظام”.
ووصفت الفراج “الرعاية الصحية بأنها معدومة مسشتهدة بموت معتقلة اسمها (هدى) من مدينة اللاذقية (غربا) عندما اصابتها نوبة قلبية، فأصدرت المعتقلات ضجيجا ليأتي مدير السجن ويستنكر إرسال دورية من أجل “حالة موت عادية” لتفارق الحياة، وعندما صرخت المعتقلات وضعن في المنفردات”.
من ناحيته قال الباحث في التسويق الجمعي الدكتور علاء تباب، أن “العنف ضد المراة استفحل في الواقع السوري، نتيجة استفحال إرهاب النظام في قمع الشعب، لتعاني المرأة من العنف، لأنها ضمن المنظومة الانسانية في المجتمع″، داعيا إلى “مكافحة كل انواع التمييز، بعد أن ساوى النظام بين الرجل والمرأة من ناحية الجريمة والتعذيب”.
وصنف العنف ضد المرأة بأنها “العنف الاجتماعي والاسري الممارس ضدها، ويجب معالجته من خلال تعليم المجتمع كيف يتصرف مع المرأة المعتقلة، والتفريق بين الاغتصاب والدعارة والممارسة الجنسية، وتصحيح المفهوم”.
وأضاف “هناك العنف الحكومي ضد المرأة، حيث اصبح النظام يستغل المرأة لكسر الإرادة الشعبية، فأصبح يغتصب النساء كوسيلة ممنهجة لاخضاع الشعب وكسر ارادته”.
وسرد تباب أيضا “عنف الجماعات المتطرفة المرتبطة بالنظام ضد المراة في المناطق المحررة، وهي تقوم بعمليات اغتصاب معينة ضد النساء بطرق مختلفة، والفرق بينها وبين العنف الحكومي، أن النظام يمارس الاغتصاب كمنهج لاخضاع ذوي المغتصبة، أما عنف الجماعات فهو ربما مرض نفسي غير خاضع لاسلوب ممنهج”.
وشدد على ان هناك “عنف القانون والمجتمع الدولي ضد المرأة، حيث وصفت القوانين الجريمة دون توصيف العقوبة، ومحاسبة مرتكبيها مما حمى النظام، فضلا عن عجز مجلس الأمن الدولي، لتقع المرأة السورية تحت رحمة الفيتو”، على حد تعبيره.
ولم يقدم في المؤتمر الصحفي أي معلومات عن أعداد للمعتقلات، أو قائمة بأسماء النساء المغتصبات، فيما اكتفي بالتأكيد على أن الائتلاف عاكفٌ على إعداد القوائم بالتعاون من المنظمات الحقوقية الأخرى.
ومنذ مارس/ آذار 2013 تشهد سوريا احتجاجات شعبية تحولت إلى صراع مسلح بين قوات النظام والمعارضة أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، وشرد حوالي تسعة ملايين آخرين، وفقا للأمم المتحدة، من أصل تعداد سوريا البالغ حوالي 22.5 مليون نسمة.

ايران ترحب بـ«ديمقراطيته»… وبريطانيا تراه «إهانة للسوريين»
المعارضة تعتبر انتخاب الاسد «رخصة لاستمرار القتل»
عواصم ـ وكالات: اعيد انتخاب الرئيس السوري بشار الاسد كما كان متوقعا بغالبية ساحقة لولاية جديدة، في خطوة رأت فيها الصحف السورية الخميس «انتصارا»، بينما اعتبرتها المعارضة «غير شرعية»، مؤكدة استمرار «الثورة».
وفي حين اعتبرت موسكو حليفة دمشق ان السوريين اختاروا «مستقبل البلاد» باعادة انتخاب الاسد، رأت لندن ان ذلك «اهانة للسوريين»، وذلك غداة اعتبار واشنطن ان الانتخابات «صفر كبير ولا معنى لها».
من جهتها اشادت ايران، الحليفة الاقليمية لسوريا، بالطابع «الديمقراطي» للانتخابات داعية الى احترام خيار الشعب السوري.
وافاد مصدر مقرب من النظام امس الخميس ان الاسد سيؤدي اليمين الدستورية امام مجلس الشعب في 17 تموز/يوليو، على ان يلقي خطابا يضمنه برنامجه للولاية التي تستمر سبع سنوات.
واعلن رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام مساء الاربعاء، بعد اقل من 24 ساعة على الانتخابات التي اجريت في مناطق سيطرة النظام، حصول الاسد على 88.7 بالمئة من اصوات اكثر من 11 مليون و600 الف شخص اقترعوا في سوريا وخارجها، من نحو 15.8 مليونا يحق لهم ذلك.
وسارعت المعارضة السورية الى رفض الانتخابات التي كانت قد دعت الى مقاطعتها، معتبرة انها «انتخابات الدم»، وانها تهدف الى منح الاسد «رخصة لاستمرار القتل».
وأكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان «ان هذه الانتخابات غير شرعية ولا تمثل الشعب السوري (…) كما يؤكد الائتلاف ان الشعب مستمر في ثورته حتى تحقيق أهدافها في الحرية والعدالة والديمقراطية».
ووصف الائتلاف الانتخابات بـ«المسرحية الهزلية».
ومع اعادة انتخاب الاسد، اعاد ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي رفع شعار بداية الاحتجاجات «الشعب يريد اسقاط النظام».
وقال ثائر، الذي نشط في مدينة حمص التي كانت تعد «عاصمة الثورة»، «كل العالم كان يعرف ان الانتخابات ستبقي الاسد في السلطة. هذا يعني للأسف ان المعارك ستتواصل، الدم سيبقى يسيل، واللاجئون سيبقون في المخيمات» في الدول المجاورة.
وفي المواقف الغربية، قال هيغ في بيان ان «الاسد فقد الشرعية قبل تلك الانتخابات وبعدها. ليس لهذه الانتخابات اي علاقة بالديمقراطية الحقيقية».
وكان نظيره الامريكي جون كيري قال من بيروت، ان الانتخابات «ليست انتخابات. هي عبارة عن صفر كبير. لا معنى لها، اذ لا يمكن ان تكون هناك انتخابات عندما يكون هناك ملايين من الشعب غير قادرين على التصويت ولا يملكون القدرة على الاعتراض، ولا يملكون الخيار».

عمان في حالة «تواطؤ دبلوماسي» مع دمشق على تجنب التصعيد والتشنج
بسام البدارين
عمان ـ «القدس العربي»: لا يغادر الدبلوماسي السوري الأبرز فيصل المقداد دائرة الموقف الواقعي لنظام بلاده وهو يدلي بعبارات «معتدلة» تجاه الدولة الأردنية رغم الحملة التي يشنها السفير الذي غادر الأردن مطرودا الجنرال بهجت سليمان.
المقداد وعلى هواء محطة الميادين الموالية للنظام السوري «إمتدح» دور الجيش الأردني في ضبط حدود سوريا وحمايتها في التوقيت نفسه تقريبا الذي كان وزير العدل السوري نجم الأحمد يظهر على شاشة تلفزيون بلاده ويتهم الأردن بإرسال «الإرهاب» إلى سوريا ومنع السوريين من الإدلاء بأصواتهم في المملكة.
يثبت ذلك عمليا مسألة في غاية الأهمية وهي أن دمشق وعلى مستوى القصر الرئاسي لا تعمل لصالح «التصعيد» مع عمان حتى بعد حادثة طرد السفير سليمان وإن كان تصريح وزير العدل السوري ينطوي على تكرار لنغمة إستفزاز الأردن سياسيا من قبل بعض أجنحة الحكم في البيروقراطية السورية.
العملية أشبه بتقاسم الأدوار، الرئيس بشار الأسد شخصيا يتلقى «رسائل» أردنية قبيل وبعد إنتخابه ورمز الدبلوماسية الدمشقية فيصل المقداد يظهر بعض «النعومة» أمام إرهاق المؤسسة الأردنية والإيحاء بأنها ينبغي أن «تتفاوض» قليلا مستقبلا فتكتيك يتولاه وزير العدل السوري.
يحصل ذلك لسبب فدمشق تعرف بأن مشاركة السوريين بالأردن بالإنتخابات ـ على قلتهم- تواصلت حتى بعد طرد السفير سليمان فقوات الدرك الأردنية كانت تحمي السفارة أثناء عملية الإقتراع رغم عدم وجود سفير.
وفي التوقيت نفسه عملت المؤسسة السياسية على ترشيد وتقليص عدد السوريين المقترعين ومنعت بنعومة تكرار السيناريو اللبناني حيث نزل السوريون بالجملة للشوارع يهتفون لبشار الأسد.
ودمشق تعرف بان السلطة الأردنية «أعادت حساباتها» في مسألة الخشية من الجماعات المتشددة في سوريا وهو أمر ينبه له محامي التنظيمات الجهادية موسى العبداللات وهو يلفت نظر «القدس العربي» الى ان المحكمة العسكرية تقضي بعقوبات مغلظة ضد أي أردني عائد من سوريا بعد المشاركة في القتال أو يحاول العبور والتسلل لنصرة الشعب السوري.
العبداللات يعتبر العقوبات المغلظة محاولة لخدمة النظام الديكتاتوري في دمشق خلافا لمشاعر وإتجاهات الشعب الأردني وهو أمر تلتقطه دمشق على الأغلب وهي تحرض الأردنيين على الإنقلاب على الجهاديين بالتوازي مع عودة بشار الأسد رئيسا بإنتخابات مثيرة للجدل. فوق ذلك تحسب دمشق لصالح عمان تجميد التعاون مع برنامج الأمير السعودي المغادر لكل المسرح بدوره بندر بن سلطان حيث كشف الناشط السياسي محمد الحديد في رسالة نشرتها القدس العربي بأن الأردن رفض تمرير شحنة صواريخ سعودية كانت ستحدث فارقا لصالح المسلحين ضد النظام السوري.
بالنسبة لوزير الإتصال الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد مومني لا توجد رسائل تصعيد تجاه الحكومة السورية بعد مطالبة السفير السابق بالمغادرة والفرصة متاحة للبحث مجددا في مستوى التمثيل الدبلوماسي الأن في الوقت الذي كان رئيس الوزراء عبدالله النسور قد أكد فيه مباشرة لـ «القدس العربي» بأن عمان طالبت دمشق بـ»تسمية سفير جديد».
بالنسبة للخارجية الأردنية من الواضح أن دمشق عملت على «تمرير» قصة طرد السفير سليمان ولم تتخذها ذريعة للتصعيد سياسيا…لذلك أسباب برأي خبراء في ملف العلاقة السورية- الأردنية فعمان في وجدان مؤسسة القرار بالنظام السوري لابد من إبقائها بعيدا عن السيناريو السعودي مهما تطلب الأمر وتعزيز «إنقلابها» على الجهاديين خطوة ينبغي تشجيعها وهو ما يقوم به المخضرم فيصل المقداد عمليا.
ثمة سبب آخر وهو ان مؤسسة الدبلوماسية السورية التي يقودها عمليا من الداخل المقداد «لم تكن راضية أصلا»عن أداء السفير سليمان الذي مارس فيما يبدو «الغرور» حتى على وزارة خارجية بلاده بصفته من أعمدة النظام الأمنية مما يعني بأن «وجهة نظر» مغايرة قدمت للرئيس بشار في مسألة الطرد الأردني للسفير وتحديدا من الجناح الذي يؤمن بأن مواقف عمان حتى اليوم ليست عدائية جدا ولابد من إبقائها في المستوى الحالي.
يفسر ذلك عمليا نمو قناعة بعض الأعمدة المهمة في المؤسسة الأردنية بضرورة « التعامل مع الواقع» لذلك شخص النسور وعبر القدس العربي خطوة مغادرة السفير سليمان بأنها «فردية وشخصية» وتتعلق بشخص السفير المزعج المناكف وليس بـ»السفير السوري» نفسه بدليل ان عمان طالبت بتسمية سفير جديد بتصريح علني لوزير الخارجية ناصر جوده.
في المقابل لم تلجأ دمشق بحكم إنشغالها بمعركة الإنتخابات لأي تصعيد خارج سياق خطوة دبلوماسية من طراز إرسال مذكرة للخارجية الأردنية تطالب بـ «عدم عودة» القائم بالأعمال الأردني لدمشق، دون ذلك لم يحصل تصعيد ضد الأردن بإستثناء التعليقات التي ظهرت على لسان السفير المطرود هنا وهنــــاك والتـــي تعكـــس بتقديـــر الأردنيين «أزمته الشخصية»مع نظامه وليس مع عمان خصوصا وان تصرفاته في الأردن لم يكن من الممكن تبريرها أو تبنيها أو الدفاع عنها.
تنامي الخط الأردني الداعي لمواجهة «واقع صمود بشار وعودته» مقابل «تمرير» دمشق لواقعة طرد سفيرها مهد الأرضية فيما يبدو لـ«تبادل رسائل» وتوضيحات بين الجانبين بعضها «سري» وبعضها علني لإن المقداد عندما يشكر الجيش الأردني عمليا يرد على ما نشرته «القدس العربي» عن النسور عندما شدد على عدم وجــود «نوايا سلبية ضد الجار السوري». لذلك وتزامنا مع إيقاع الإنتخابات السورية وجدل «إعادة الإعمار» تواطأت العاصمتان دبلوماسيا فيما يبدوعلى تحييد «التشنج» وتجنب لغة التصعيد قدر الإمكان على أمل بروز إحتمالية لإستعادة العلاقات الدبلوماسية والإتفاق مجددا على «مستوى التمثيل» كما يلمح المومني.

تناقض في الموقف الغربي من إنتخابات سوريا ومصر… أمريكا تريد العودة للوضع القائم والديمقراطية في المرتبة الثانية
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: علقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية على الإنتخابات السورية قائلة « ذهب السوريون بطواعية لصناديق الإقتراع هذا الإسبوع لاختيار الرئيس في عملية يمكن وصفها بأي شيء لكن ليست ممارسة ديمقراطية حرة ونزيهة»، وأضافت أن الفائز كان معروفا ولم يتم التصويت إلا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، مما يعني أن ألالاف السوريين في مناطق المعارضة لم يستطيعوا التصويت «ولم تكن النتيجة مفاجئة، فقد كانت ولاية ثالث وسبع سنوات حكم للرئيس بشار الاسد».
وقالت الصحيفة «لا يستطيع أحد التظاهر بأن هذه انتخابات تتطابق مع المعايير الديمقراطية الحقيقية، فقد كان للأسد منافسين ونظر إليهما بشكل واسع على أنهما بيادق في لعبته الهزلية، أما بالنسبة للمراقبين الدوليين فحقيقة مجئيهم من إيران وروسيا وكوريا الشمالية الدول غير الديمقراطية يتحدث بنفسه».
وتقول إن أهم ملمح ومدعاة للضيق عن الإنتخابات أنها جاءت لتصديق الحقيقة القاسية: «فالسيد الأسد الذي طالب قادة العالم برحيله منذ مدة لا يزال في السلطة وليس من المحتمل مغادرته المنصب في وقت قريب. فيما تستمر الحرب الأهلية ومعها يتزايد القتلى الذين وصل عددهم 160.000 شخصا وشردت الملايين في داخل سوريا وإلى دول الجوار.
ويواصل الأسد بدون بوصلة أخلاقية تردعه تسوية المدن بالتراب ومنع وصول الطعام والدواء لمناطق المعارضة، واستهداف منظم للأطباء ومراكز العناية الصحية بحسب منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان وأفعال شنيعة أخرى تخرق قوانين الحرب وتعتبر جرائم ضد الإنسانية بحسب القانون الدولي».
والقت الصحيفة اللوم على حلفاء الأسد خاصة إيران التي أمدته بقوات إضافية ونصائح وكذا روسيا التي تقدم له السلاح وتواصل عرقلة القرارات في مجلس الأمن التي تجبر الأسد على تأمين مرور القوافل الإنسانية أو مواجهة العقاب أمام محكمة جرائم الحرب الدولية.
وتضيف أن تكهنات متفائلة تقول إن الأسد سيستخدم انتخابه الجديد لوقف الحرب وإعادة بناء البلد المهشم «لكن التاريخ يقترح أنه سيقوم بمضاعفة عملياته وسفك دماء في حملته الوحشية لطمس أعدائه».

بين مصر وسوريا

وفي هذا السياق علق إيان بلاك محرر الشؤون الدولية في صحيفة «الغارديان» على نتائج الانتخابات المصرية والسورية التي فصل بينها اسبوعا واحدا، فقد أكدت الأولى قبضة العسكر على الحكم فيما أعادت الثانية الأسد ليحكم مدة 7 أعوام وسط دمار الحرب الأهلية التي أخرجت معظم البلاد عن سيطرة الحكومة. وفي البداية يقول بلاك أن «لم يحبس أحد أنفاسه حول نتائج الإنتخابات السورية التي تكون نتيجتها عادة فوز بشار الأسد بالرئاسة». وتحدث الكاتب عن نكتة قاتمة انتشرت بين الناشطين المعارضين للأسد عن تحول صناديق الإقتراع إلى براميل متفجرة.
وقارن الكاتب بين النسب التي حصل عليها الأسد فعندما واجه في عام 2007 استفتاء على رئاسته ولم ينافسه أحد حصل على نسبة 97.6٪ ولكنه حصل على نسبة 88.7٪ من أصوات الناخبين عندما خاض الإنتخابات مع مرشحين وافقت عليهما الحكومة في تصويت غريب وعجيب.

أقل من السيسي

ويقول بلاك لم يكن سهلا على الأسد أن يتجاوز وبمصداقية النسبة التي حصل عليها الجنرال عبد الفتاح السيسي، آخر جنرال يصل للسلطة في مصر بعد سلسلة من العسكريين الذين تعاقبوا على حكمها منذ ثورة عام 1952. ويمضي الكاتب بالقول إن نسبة الذين شاركوا حسبما أعلنت الحكومة 47٪ وهي نسبة إن صحت تقارن بشكل جيد مع نسبة 52٪ الذين انتخبوا محمد مرسي عام 2012. ويقول بلاك، ربما لم يكن مرسي حاكما يحظى بشعبية كما يقول أعداءه لكنه لا يزال يحمل لقب الرئيس الوحيد المنتخب ديمقراطيا عندما أطاح الجيش به قبل عام. والملاحظ أن ساعات التصويت قد مددت في كل من القاهرة ودمشق، ومع ذلك فالمقارنة بين العمليتين الإنتخابيتين على المستوى الدولي تظل تحمل مفارقة.

بين ترحيب وشجب

فقد اندفعت كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لتهنئة السيسي على فوزه عندما أعلنت النتائج النهائية يوم الثلاثاء الماضي- مع ان هذه الدول قدمت كلاما شفويا عبرت فيه عن قلقها على حقوق الإنسان وأهمية المحاسبة، فيما بدت الأمم المتحدة أكثر برودة. أما الدول الخليجية، خاصة السعودية التي لا تقلق على مواقف الناخبين ولا يهمها جماعات الضغط التي ربما تقوم بمساءلة سياستها الخارجية، فقد وعدت بدعم مالي جديد لتعزيز الإقتصاد المصري المتداعي.
و الدول نفسها التي عبرت عن استعدادها للعمل مع مصر رفضت الإنتخابات السورية باعتبارها سخرية من الديمقراطية تهدف لتعزيز موقع الأسد في الداخل والخارج والتأكد من أن فكرة السلام ما هي إلا منظور بعيد المنال. وبالنسبة لروسيا وإيران وفنزويلا فقد قدمت مصادقة واضحة على نزاهة الإنتخابات. ونقل بلاك ما كتبته الناشطة منى طحاوي في تغريدة لها أن الإنتخابات المصرية غريبة بدرجة كبيرة ولا يمكن العثور على كلمة لوصف الإنتخابات السورية.
ويعلق الكاتب هنا أن تزامن إعلان نتائج الإنتخابات في خلال 24 ساعة يشير للوضع القاتم في منطقة الشرق الأوسط، فلا توجد في المنطقة باستثناء تونس حكومة تتمتع بشرعية ديمقراطية أو تعددية سياسية كما تفهم في الدول الغربية.

ليبيا وأخواتها

ويعلق الكاتب على ليبيا والسياسة فيها والتي يرى أنها في حالة من الفوضى الدائمة، ولم تكن الحكومة قادرة على فرض السلطة أو الحد من سيطرة الميليشيات المستقلة، وهناك حالة من الغليان المتزايدة بين الجماعات الإسلامية التي تمثل اتجاهات مختلفة والجنرالات السابقين الذي يتبعون خطى السيسي.
ويقول الكاتب أن دول الخليج اشترت نفسها بإنفاق أموال ضخمة على مواطنيها، و في الوقت نفسه قامت بقمع الإسلاميين وغيرهم ممن يتحدون سلطة الحكومة. ولم يكن الأداء أحسن في كل من المغرب والأردن التي تتمتع ببرلمانات، أما الجزائر التي خافت من تكرار الحرب الأهلية في التسعينات من القرن الماضي عادت وانتخبت الرئيس مدى الحياة وتقدم نفسها باعتبارها حاجزا ضد التشدد الإسلامي.
وفي العراق ولبنان تتشكل السياسة بناء على البعد الطائفي وبالنسبة لليمن الذي عاش «عملية تحول مدارة» لكنه يعاني من مشاكل عميقة. والدروس واضحة وهي أن الإنتخابات وحدها لا تبني ديمقراطيات.

تحديات

وتحدث الكاتب عن التحديات الكبرى التي تواجه السيسي، كما أن المشاركة المتدنية في الإنتخابات لا تضمن له دعما قويا والذي كان يرغب بالحصول عليه حيث وعد بمكافحة الفقر والبطالة وجذب الإستثمار الأجنبي. ويقول بلاك، «قام حسني مبارك بقمع الإخوان المسلمين لكن الرجل القوي قادم لمحوهم، وهو موقف لا يدعم استقرارا دائما».
وعن مستقبل الأسد يقول الكاتب إن «مستقبله ليس مؤكدا، فخلف نصره الحتمي تقف حقيقة واضحة وهي ان الناخبين صوتوا فقط في نسبة 40٪ من مناطق سوريا التي تسيطر عليها الحكومة، ولم تشارك مناطق واسعة في شمال البلاد ولا شرقها.
ولا تزال دول السعودية ودول الخليج الإخرى تدعم فصائل المقاتلين بسبب عدائها لإيران، ولكن الدعم الغربي لا يزال في مسار متدن خاصة أن المخاوف من هبوب رياح تأثير الأزمة السورية عليها، وأصبحت المخاوف من القاعدة على رأس الأجندة في كل العواصم الغربية، واشنطن، باريس ولندن وغيرها، وهي قضية أهم من تغيير النظام أو تحرير سوريا.
ونقل الكاتب عن شادي حميد، الباحث في معهد بروكينغز «عادت الولايات المتحدة لموقفها الداعي للحفاظ على الوضع القائم في مرحلة ما قبل الربيع العربي. وتحدث حميد في تشاتام هاوس- لندن أمس الأول حيث قال «وتم إرجاع الديمقراطية للمرتبة الثانية».

رياح سوريا تهب على أوروبا

وصار الخوف من القاعدة وأثار الحرب السورية شغل المسؤولين الأمنيين الأوروبيين الشاغل ويراقبون بنوع من الفزع الصور القاتمة في سوريا والتي تحفل بها مواقع الإنترنت، عن شاب يحمل سكينا وآخر يضع في حجره بندقية إي كي-47 وخلفه راية القاعدة، وآخر يقف إلى جانب شاحنة محملة بأطنان من المتفجرات، وكل ما يجمع بين هذه الصور هو أن الأفراد الذين يظهرون فيها شبانا أوروبيين. ويقدر عدد المقاتلين من أوروبا بحوالي 3.000.
ووصلت حالة الخوف من ترددات الأزمة السورية في الأيام القليلة الماضية أن القت الشرطة الفرنسية القبض على مهدي نيموش الذي يتهم بتنفيذ هجوم 25 أيار/ مايو على متحف يهودي في مدينة بروكسل. وكان نيموش يخضع لمراقبة الشرطة الفرنسية لمدة طويلة وقضى عاما في سوريا. وفي حالة إدانته فسيكون اول حكم قضائي في حادث له علاقة بالحرب في سوريا.

تأكيد الخطر

وتقول صحيفة «فايننشال تايمز» إن العملية في بروكسل قد بلورت بشكل أكبر مخاوف أوروبا من شبابها الذين يسافرون لسوريا.
وتخضع المشكلة للنقاش منذ عدة أشهر لكنها برزت كتهديد واضح يترك أثاره الواضحة. وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالز هذا الإسبوع إن فرنسا «لم تواجه تحديا مثل هذا» اي الخطر القادم من المقاتلين الأوروبيين في سوريا، فيما قال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية متحدثا للصحيفة ان الإرهاب الجهادي العالمي «يمثل في الوقت الحالي أعظم تهديد لأمن العامة».
والسياق بنفسه عبر مسؤولون أمنيون بريطانيون عن نفس المخاوف فنصف الملفات التي يتعامل فيها مسؤولوا المخابرات الداخلية «أم أي فايف» لها علاقة بخطر الإرهاب في سوريا على أمن بريطانيا الداخلي.
وبحسب ريتشارد باريت، المدير السابق لعمليات مكافحة الإرهاب الدولي في المخابرات الخارجية البريطانية «أم أي-6» «من الواضح تماما أن السلطات الأمنية في أوربا تشعر بالخشية من هذا» مضيفا أن سوريا هي التي «تسيطر على النقاش بين المسؤولين الأمنيين هذه الأيام». وحدد باريت الذي يعمل في مؤسسة الإستشارات «صوفان» في تقرير له معالم وحجم المشكلة: حيث قال إن عدد الذين ذهبوا للقتال في سوريا خلال الأعوام الثلاثة الماضية هو أكبر من عدد الذين ذهبوا للقتال في أفغانستان خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، حيث اعتبر الجهاد ضد الإتحاد السوفييتي السابق البوتقة التي ولد منها تنظيم القاعدة. وبحسب فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي فقد قاتل 20 فرنسيا في صفوف المجاهدين الأفغان فيما ذهب لسوريا أكثر من 700 متطوع. وفي الوقت الذي يعتبر الهجوم الذي نفذه نيموش الأنجح في الوقت الحالي إلا أن هناك هجمات ثلاثة اقتربت من النجاح. ففي آذار/مارس الماضي فككت الشرطة الفرنسية هجوما بالقنابل المحشوة بالمسامير في كوت أزور.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر كوسوفو تم اعتقال ستة أشخاص بعد اعتدائهم على مبشرين أمريكيين. وفي بريطانيا تم إحباط هجوم على غرار الهجوم على مدينة مومباي الهندية والذي يشمل على سلسلة من القتل والتفجيرات في العام الماضي. وبالإضافة لإحباط الهجمات فالقادة الأمنيون يحاولون دراسة والتكهن فيما إذا كانت الهجمات في المستقبل ستكون من عمل شبان يعتمدون على تجربتهم في سوريا أو نتيجة لتخطيط فردي أو أن الجماعات الجهادية هي التي خططت وأشرفت عليها. وينظر المسؤولون بعين القلق لأحرار الشام وجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام كمصدر للتطرف والعمليات التي قد تلهم الشبان. وفي الوقت الذي يؤمن فيه القادة الأمنيون بأن هذه الجماعات تخطط لعمليات في الخارج لكنها تظل ضمن طموحاتها والإحتياجات داخل سوريا تتفوق على الرغبة في تنفيذ عمليات خارجية.
وفي ضوء التنافس بين الجماعات الراديكالية قد يتغير الوضع بشكل مفاجيء. ويقول رفائيلو بانتوشي، الباحث في مركز الدراسات المتحدة «في حالة قامت بها داعش بتقديم نفسها على أنها بديل عن القاعدة فعليها أن تظهر هذا» بعملية مضيفا «أن شيئا سيحدث».
والسؤال الكبير هو كيف تقوم الدول الأعضاء في الإتحاد الاوروبي بالتعامل مع الأزمة ووقفها بشكل جماعي. وكان ممثلوا دول تشعر بالتهديد القادم من سوريا قد اجتمعوا في مقر الإتحاد الأوروبي لبحث خطط التصدي للأزمة وضم الإجتماع دول مثل هولندا والدانمارك وفرنسا واسبانيا والدنمارك وإسبانيا والسويد وبريطانيا ويرى بانتوشي أن هذه «قضية رئيسية»، «فعلى مستوى الإتحاد الأوروبي قمنا بنقاش كثير وما ينقص هو دفعة أوروبية متماسكة للرد» على الوضع.

إنتخابات النظام السوري الرئاسية: عندما تُجبَر الأم على إنتخاب قاتل ابنها
■ إسطنبول ـ من محمد شيخ يوسف: أجرى النظام السوري الانتخابات الرئاسية في البلاد الثلاثاء الماضي، رغم ما تعانيه من أزمة كبيرة منذ أكثر من 3 سنوات، خلفت مقتل نحو 150 ألف سوري، وسط انتقادات لتنظيمها في ظل ظروف صعبة على السوريين أجمع داخل سوريا وخارجها.
ولم تخل الانتخابات من مشاهد كشفت عن طريقة تنظيمها المفتعل من قبل النظام، سواء بالتصويت عبر الهويات فقط دون حضور أصحابها، أم من خلال النتائج التي أظهرت خللا في أرقامها، فضلا عن قصص كثيرة ونكات رافقت هذه العملية.محمد صلاح الدين، الناشط الإعلامي في ريف دمشق؛ قال: « إن المنتخبين في دمشق شاركوا بالانتخابات مكرهين وفي قلوبهم غصة «، كاشفاً أن «امرأة انتخبت قاتل ابنها (يقصد بشار الأسد)، في نفس يوم الانتخابات الذي قتل فيه نتيجة للقصف بالغوطة الشرقية».
وأوضح أن « الأم المكلومة بمقتل ابنها، هي نازحة في دمشق من الغوطة الشرقية، واضطرت للمشاركة بالانتخابات خوفاً من عقاب النظام، إن لم يكن الحبر السري على إصبعها في دمشق، الأمر الذي يعكس حجم الألم الذي رافق هذه الانتخابات».
ومضى صلاح الدين مضيفاً «كانت ردة الفعل على نتائج الانتخابات متباينة ومختلفة باختلاف الاحياء، فالمناطق المحاصرة متل الغوطة الشرقية لم تكن تأبه للانتخابات ولم تجر فيها بسبب عدم وجود سلطة للنظام، فيما المناطق الخاضعة لسيطرة الاسد، فغالبية المنتخبين ذهبوا مكرهين على وقع التهديدات الامنية خصوصاً مع وجود علامة على إصبع الناخبين بالحبر السري».
وحول إفراط المؤيدين للنظام بالتعبير عن فرحهم، أكد أن «التشبيح باتت صفة ملازمة للمؤيد سواء حمل سلاحا ام لا، والتعبير عن فرحهم بنجاح سفاح اجبر الناس على انتخابه، يدل على أنهم يمتلكون جينات الاجرام، فيما نظام الاسد يعتبر أنه كلما فرحت أكثر فأنت وطني أكثر، ولذلك تسابقوا في التعبير عن فرحهم».
ولفت إلى أن نكات عديدة رافقت الانتخابات والكشف عن النتائج، منها «أن البعض قال بأن الذي قدمه الاسد للشعب ليس بالقليل، لذلك لا بد من رد الجميل فهو لم يبخل بالكيمياوي عليهم، فهل يبخل الشعب عليه بصوت انتخابي»، مضيفا أنه في «سياق الكيميائي تداول البعض فرح الحواجز باطلاق النار»، فقال البعض «لو يرشون الكيميائي فستكون الفرحة اكبر»، على حد وصفه.
وكشفت نتائج الانتخابات في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام عن خلل واضح في نسبة عدد الأصوات التي حصل عليها بشار الأسد بنسبة 88.7 ٪ من إجمالي الأصوات الصحيحة، حيث حصل الأسد بحسب النتائج والنسب التي ذكرها رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام، على نسبة تتجاوز 92٪ من «الأصوات الصحيحة» و88.7٪ من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة والباطلة.
أما في وسط البلاد، فأكد الناشط الإعلامي «خضير خشفة» من ريف حمص، أن «الجميع في الداخل يعلم نتيجة هذه الإنتخابات قبل الإعلان عنها، فهي مسرحية لكسب الرأي العالمي»، مشيراً إلى أن»بعض المدنين أصابهم اليأس بعد 3 سنوات من الثورة، فيما لم يكترث المقاتلون بأمر الأنتخابات، وحرروا منطقة جديدة، وقتلوا ما يقرب من 50 مقاتلاً للنظام وأسروا آخرين.
واعتبر أن «من طبيعة المناطق الموالية للنظام المبالغة في التعبير منذ سنوات، وتعبيرهم هذا ما هو إلا بتوجيه من الشبيحة والفرق الإعلامية التابعة للنظام، لأنهم يعلمون من سيفوز بانتخابات أشبه أن تكون ملكية، والكل يعلم بأن إجراءها شكلي».
وختم خشفة تعليقه بالقول « من المعروف عن أهل حمص تعبيرهم عن اي موقف بالنكتة أو بمسرحية ساخرة، فمنهم من قام بوضع صندوق للإنتخابات، ووضع كل مواطن حذاءه في الصندوق كتصويت لبشار الأسد، وهذا ما جرى في منطقة الوعر الهادئة نسبياً؛ قياساً على باقي مناطق حمص الخاضعة للمعارضة».
وتعد الانتخابات التي أجراها النظام في مناطق سيطرته؛ أول انتخابات تنظم منذ عهد الأسد الأب (حافظ) الذي استلم الحكم عام 1971 نتيجة انقلاب عسكري، ولم تشهد فترة حكمه التي امتدت 29 عاماً أي انتخابات، وإنما اقتصر الأمر على استفتاءات صورية، وكذلك الأمر بالنسبة لابنه بشار، الذي أورثه الحكم بعد وفاته عام 2000، وجدد ولايته باستفتاء أجراه عام 2007.
وفي شمال البلاد، اعتبر الناشط الإعلامي ياسين أبو رائد، أن «الانتخابات كشفت عن تباين طبيعة الأشخاص ما بين شبيح ومعارض، فالمشبح حاول خلق نوع من المرح المصطنع من تمثيلية الانتخابات، ولكن المعارضين هرجوا وجعلوا منها نكت «. وذهب أبو رائد إلى أن «إفراط أنصار النظام بالتعبير عن فرحتهم بالنتائج مساء أمس الأول، هو شيء معد له مسبقاً، وما أطلق في الأحياء الموالية فهو من تنظيم النظام، من خلال توزيعه رصاصاً (خطاط)، يطلق عند إذاعة النتائج المضحكة، وهو ما حدث بالفعل».
وأشار إلى أن «المواطنين في المناطق المعارضة تداولوا نكات عن المرشحين المنافسين لبشار الأسد، وهما (ماهر حجار، وحسان النوري)، ومنها أن أحدهما يظهر مع مذيع سوري مشهور (علاء الدين الأيوبي) في برنامج شهير هو (الشرطة في خدمة الشعب)، فيسأل المذيع المرشح حجار (انت ندمان يا ابني)، فيرد عليه المرشح (والله ندمان يا سيدي)، في معرض تجرؤه على منافسة الأسد».
وتابع أبورائد سرد نكتة أخرى بالقول إن « أحد معجبي المرشح ماهر حجار وضع صورة له مكتوب عليها (انتخبو الحجار رئيساً لسوريا)، فيأتي الأخير ليزيل الصورة ويضرب المعجب موبخاً إياه بالقول (فشرت أن أكون رئيساً..هي للأسد) «، على حد تعبيره.
ومنذ آذار/ مارس 2013 تشهد سوريا احتجاجات شعبية تحولت إلى صراع مسلح بين قوات النظام والمعارضة أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، وشرد حوالي تسعة ملايين آخرين، وفقا للأمم المتحدة، من أصل تعداد سوريا البالغ حوالي 22.5 مليون نسمة.

سوريون بترت الحرب أطرافهم… فحرمتهم الحياة الماضية والمستقبل في آن
طرابلس ـ بيروت ـ من وسام فنش وجاد يتيم: ليس السؤال ما اذا كان ضحايا الحرب السورية في «مركز الأبرار» بلبنان (متخصص في معالجة إصابات الحرب السورية) قادرون على العودة الى بلادهم، بل إذا كانوا يستطيعون مواصلة الحياة أصلا.
كل هؤلاء بترت على الأقل إحدى أطرافهم، وبعضهم فقد النظر وتشوه وجهه، وآخرون يعانون حالات عصبية وشلل.
هؤلاء الذين خرج معظمهم في ثورة يطالبون بالحرية، فقدوا حرية الحركة، فلم يعودوا قادرين على رفع بندقية أو حتى لافتة في تظاهرة سلمية، ولم يبق ربما إلا إصرارهم بعناد للمطالبة بحقوق طالما حلموا بها.
يتميز المركز الكائن في مدينة طرابلس شمال لبنان بأنه الوحيد المختص باستقبال من فقدوا أعضاءهم بسبب الحرب، لكن على الرغم من الجهود التي يبذلها الأطباء على صعيد العلاج الفيزيائي وتركيب الأطراف الصناعية، يبدو واضحا أن هؤلاء لن يستعيدوا حياتهم السابقة أبدا، وستبقى أجسادهم شاهدا على ثورة واجهها النظام عسكريا منذ بدايتها وتحولت مواجهة دموية مفتوحة مع المعارضة.
على الرغم من الاهتمام والعناية التي يشيد بها الضحايا، فإن المركز يبقى ملوّنا بالأسى ويضج بحكايات عن أحبة رحلوا، ووطن ضاع، وعزيمة عند البعض بعدم الاستسلام للنظام «الطاغية».
التقت «الأناضول» الضحايا والمسؤولين عن المركز لتكون أول وسيلة إعلامية يسمح لها بدخول هذا المبنى، حيث تجمع المصيبة المدني منهم والمقاتل في صفوف الجيش السوري الحر، الذي رفع البعض إعلامه ورايات اسلامية فوق اسرّتهم، وكلهم يعانون من اصابات لن تندمل جراحها وستترك آثارا نفسية وجسدية لبقية عمرهم.
يختصر أحد الضحايا، الذي قال إنه أصيب في ريف حماه قبل نقله إلى «مركز الأبرار»، الكثير من الحكايات والإصابات.
ويروي الشاب، الذي فقد بصره وتشوه وجهه كما بترت يده اليمنى ومعظم اصابع يده اليسرى، كيف خضع لعدة عمليات جراحية لترميم فمه واسنانه ويديه المشوهتين.
وقال، وهو يتكلم بصعوبة، «كان وجهي مشوها وفقدت اسناني» بحيث لم يعد قادرا على تناول الطعام، وبالاضافة الى ذلك «فقدت البصر واحتاج الامر الى عملية جراحية في عيني اليمنى حتى صرت قادرا على الرؤية بشكل افضل».
مصاب آخر وصف كيف هرب وعائلته من قرية الى اخرى من قصف الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة «فقتل الكثير من الناس…كان القصف يلاحقنا من قرية الى اخرى».
واشار الى انه اصيب «بشظية من برميل متفجر في رجلي ما ادى الى بترها قبل ان يسعفني الشباب» الى الحدود التركية اولا ومن ثم الى لبنان «حيث نصحت بالمجيء الى مركز الابرار وتلقيت معاملة جيدة».
وأضاف أنه خضع لعمليتي بتر لرجله «الاولى تحت الركبة والثانية فوقها»، وحالياً «استخدم طرفا صناعيا».
مصاب آخر يعاني بالاضافة الى اصابته الجسدية من صدمة عصبية بعدما هزه مقتل والده الى جانبه في السيارة نفسها.
رحلة علاجه الطويل بدأت في مدينة القصير ومن ثم يبرود في منطقة القلمون السوري وبعدها الى بلدة عرسال البقاعية الحدودية داخل لبنان، لكن «بسبب اصابتي الخطرة نقلت الى مركز الابرار حيث اجريت لي عملية جراحية وبدأت العلاج الفيزيائي».
وفي هذا السياق، أوضح «ابو خالد»، المسؤول في مركز الابرار، أن «المركز يستقبل اصابات متنوعة اكثرها عظمية وحالات بتر»، بالاضافة الى اصابات في العيون والاذنين والشرايين والجهاز الهضمي.
وأوضح أن «المركز يُخضع كل حالات البتر لعلاج فيزيائي مكثف داخل المركز لتركيب اطراف صناعية لهم»، مؤكداً حقيقة مرة وهي أن كل المصابين سواء الذين في المركز او غادروه لكنهم بقوا داخل لبنان «يعانون من بتر في الاطراف او فقدان العيون» بما يمنعهم من متابعة حياتهم السابقة.
وأشار الى ان الفكرة كانت «اللجوء الى انشاء مركز طبي يكون بديلا لاستقبال هذه الحالات وهكذا تم انشاء مركز الابرار في الشهر السادس من العام 2012» في طرابلس، بقدرة استيعاب تصل الى 96 مصابا من الذين يحتاجون الى علاج وتأهيل بعد اجراء العمليات الجراحية لهم.
وأشار إلى أن الدفعة الأولى التي استقبلها المركز «بلغ عددها 40 جريحا من مشافي طرابلس والمشافي الميدانية من داخل سوريا»، وأوضح ان المركز مخصص لاستقبال «جرحى الحرب السورية سواء المدنيين منهم او العسكريين».
وقال ابو خالد، ان المركز يستقبل شهريا نحو «70 جريحاً مقيماً»، بينما تظهر سجلات المركز أنه منذ انشائه في حزيران/ يونيو 2012 وحتى العام 2014، «استقبلنا نحو 400 جريحا، مع تقديم الخدمة لنحو 700 جريح خارجي (من دون ان يقيموا في المركز) من خلال المساهمة بكلفة عمليات جراحية او اجراء صور وتحاليل طبية».
وكشف انه «تم صرف حوالي مليون دولار منذ 2012 وحتى الان كمصاريف عمليات جراحية داخل المشافي اللبنانية».
من ناحيته، لفت المعالج الفيزيائي خالد سلطان، الذي يعمل في المركز، الى انه «تأتينا حالات كثيرة والضغط كبير خصوصاً اننا اصبحنا المركز الوحيد هنا تقريبا الذي يقدم خدمات علاج فيزيائي مجاني للنازحين السوريين بينما غيرنا يطلب اجورا مادية»، مشددا على انه مع ذلك «نحاول استقبال اكبر عدد ممكن من الجرحى والمصابين بحالات البتر والنازحين الذين يحتاجون الى علاج فيزيائي، خصوصاً اصابت الكسور والشلل العصبي وشلل الاطراف واهتراء الاطراف».
وشدد رشيد محمد، الطبيب المعالج في المركز والمختص في امراض الجهاز العصبي، الى أن المركز يستقبل حالات «عصبية قوية واغلبها في الاطراف والنخاع الشوكي كالرقبة والظهر والدماغ ويعقبها شلل واغماء».
أحد الجرحى تم نقله من المشفى الميداني في القصير بريف حمص الى الحدود اللبنانية حيث تسلمه الصليب الاحمر اللبناني وادخله المستشفى الحكومي في طرابلس، وهناك اجريت له عدة عمليات ومن ثم «اخذوني الى مجمع الابرار للعلاج الفيزيائي حيث كانت المعاملة جيدة».
وعلى الرغم من اصابته يصر على انه بعد انتهاء العلاج «سيعود كل جريح الى المكان الذي اصيب فيه ليرد ظلم النظام الغاشم الطاغية (رئيس النظام السوري) بشار (الاسد) ورفع راية النصر».
الحلم بالنصر لا يزال يراود احد مرضى «مركز الابرار»، الذي آثر القاء قصيدة كتبها عن الثورة والجيش الحر بدل التحدث عن اصابته. وبدأ يتلو بعض ابياتها وهو يحرك يديه بحماسة، والى جانبه عكازين: «الثورة تنتظر بسمة على وجوه البشر…والنصر يعانق جناح النسر لان جيشنا الحر الصقر ابن الصقر».
لعل هذا الإصرار الذي يبديه هؤلاء الضحايا على العودة الى سوريا لتحقيق النصر على «الديكتاتور» هو الارادة البديلة التي تعوضهم نفسيا على الاقل عن عجز سيبقى محفورا في اجسادهم وفي عيون من حولهم.(الاناضول)

«داعش» تعتقل امرأة كردية حامل في كوباني
عمر الهويدي
الرقة ـ «القدس العربي» شهدت منطقة عين العرب أو كوباني كما يحب أن يسميها الكرد التابعة إلى مدينة حلب شمال سوريا، العديد من الانتهاكات ضد المدنيين من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، وفي الأيام القليلة الماضية قام تنظيم الدولة باعتقال السيدة (ن) وهي في شهرها الأخير من حملها، وأكدت الناشطة « شان» ( وهو اسم حركي لإخفاء هويتها ) من داخل مدينة الحسكة، أن تنظيم الدولة الإسلامية قام باعتقال عائلة كاملة مكونة الأب والأم، وأولاده الثلاثة مع زوجاتهم
وأضافت شان، ( كانت من بين إحدى النساء المعتقلات السيدة ( ن ) وهي حامل في شهرها التاسع، وأنا أعرفها شخصياً عن طريق علاقة أسرية قديمة معتقلة رغم أنها حامل ووضعها محرج جدا، مع العلم أن هناك خطورة في حملها أساسا)، ووفي السياق أكدت شان، لا تزال المرأة معتقلة من اكتر من 25 يوما، وكانت هناك وعود بالإفراج عنها منذ يومين ولكن لم يحدث ذلك، ووردت معلومات تقول أنها ولدت وفقدت طفلها داخل السجن، ولا تزال معتقلة في إحد سجون تنظيم الدولة في مدينة منبج التابعة لمحافظة حلب حتى يومنا هذا، ومدينة عين العرب، كوباني، من المعروف أنه لا يزال تنظيم «الدولة» يطبق حصاره على كوباني من كافة الجهات، وتعتبر كوباني من أوسع المناطق الكردية في الريف الشرقي لمدينة حلب، وأهم هذه المناطق مدينة عين العرب ، كوباني، وتتواجد داخل مدينة كوباني قوات تسمى قوات الحماية الشعبية «يو بي جي»، وهي الجناح العسكري لحزب الإتحاد الديمقراطي «بي واي دي»، وسبق حصار مدينة كوباني حملة تهجير عرقي وقسري للمواطنين الكرد في ريف تل أبيض والرقة في ظل تعتيم إعلامي عربي ودولي، وصمت المعارضة السورية بشكل الكامل .
ومن جانب آخر تناقل ناشطون عن شبكات إخبارية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن أحد الفصائل التابع لوحدات حماية الشعب «يو بي جي» الذي يدعى فصيل «الفدائيين» أنه أعلن مسؤوليته عن عملية تفجير السيارة المفخخة يوم 27 أيار/مايو بالقرب من فندق «اللازورد» في مدينة الرقة، والتي استهدفت أحد أكبر المقرات التابعة لتنظيم «داعش» في المدينة، انتقاما لشهداء مدينة كوباني، على حد قولها، حيث نشر بعض أسماء القتلى الذين قضوا في التفجير، ومنهم المكنى بأبي حفص المصري وزوجته التي إحدى عناصر الكتيبة «الخنساء»، والمكنى بأبو مالك التونسي، وأبو دجانة التونسي، وبندر الحوطي المكنى بأبو محجن الجزراوي، وأبو فاطمة العراقي، وأبو علي العراقي وزوجته، وأبو شيماء الكويتي، وأبو إسلام الأنصاري، وأبو الحكم الأنصاري، كما أصيب الشاب إياد العمر، البالغ من العمر 16 عاماً أثناء تواجده في منطقة التفجير حيث تعرض لإصابة بالغة في بطنه وتمت إزالة قسم من كبده، وكذلك تسبب التفجير بأضرار مادية، حيث تهدم أغلب بناء فندق «اللازورد»، والأبنية السكنية المجاورة له.
وجاء ذلك بالتزامن في وسط اتهامات قام تنظيم «الدولة» برميها تارة على «جبهة النصرة» وتارة أخرى على فصائل من «الجيش الحر»، دون تأكيد الخبر أو نفيه من كلا الطرفين المتهمين .

مسؤولة أممية: التخلص من باقي المخزون الكيميائي السوري يواجه مخاطر أمنية
نيويورك ـ من محمد طارق: قالت رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، المكلفة بتدمير الترسانة الكيميائية السورية، «سيغريد كاغ»، أمس الأول، إن «التخلص من باقي مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا يواجه مصاعب ومخاطر أمنية».
وأشارت في تصريحات صحافية، عقب جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، إلى أنه «لن يتم الوفاء بموعد الثلاثين من حزيران/ يونيو الجاري، للتخلص بشكل كامل من مخزون السلاح الكيميائي في سوريا».
ولفتت «كاغ» إلى أن بعثتها «تعمل بجد مع السلطات السورية والمجتمع الدولي، من أجل إزالة نسبة الـ 7٪ من المخزون الكيمائي السوري، المتبقية في موقع واحد داخل سوريا، وأنه بمجرد تحسن الوضع الأمني، فسوف تتم عملية التخلص من تلك المواد». ودعت المسؤولة الأممية «كل الدول التي لديها تأثير على الأطراف المعنية في سوريا، أن تستخدم نفوذها من أجل التخلص من المواد الكيمائية المتبقية في أسرع وقت ممكن».
وأشارت إلى أنها ستعود إلى دمشق، خلال الأيام القليلة المقبلة، للتشاور مع السلطات السورية، مشيرة إلى أن البعثة المشتركة، تقوم حاليا بخفض معدل تواجدها داخل سوريا بسبب الظروف الأمنية.
إلا أنها استدركت بقولها «نحن نتوقع أن نستمر في التفويض الممنوح للبعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية والأمم المتحدة، لما بعد موعد الثلاثين من حزيران/ يونيو الجاري، وتناقشنا في جلسة مجلس الأمن أمس الأول، بشأن الترتيبات المستقبلية لعمل البعثة والتفويض الممنوح لعمل البعثة».
وردا علي سؤال بشأن تقارير مخابراتية غربية، أفادت بأن سوريا لاتزل تحتفظ ببعض مخزونها من المعدات والأسلحة الكيمائية، قالت «كاغ» إنها «تعمل في ظل التفويض الممنوح من مجلس الأمن الدولي، بالتخلص من المخزون الكيمائي المعلن من قبل السلطات السورية».
وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب الهجوم الكيميائي «الأكبر» على ريف دمشق آب/ اغسطس الماضي، وافق النظام على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدميرها.
وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة، التي تقدر بنحو 1300 طن، بحسب ما أعلنته دمشق العام الماضي امتلاكها، عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، وتم تسليم غالبية الكمية المصرح بها على دفعات.

الغلاء واسعار العملات الاجنبية يفاقمان ازمات السوريين
دمشق -عدنان عبد الرزاق
فيما تغيب الرقابة عن الأسواق السورية في العطل الرسمية يومي الجمعة والسبت، يتزايد ارتفاع السلع الاستهلاكية، وسط قلة المعروض منها نتيجة الحرب والحصار الاقتصادي الذي يلف سورية وأسواقها منذ ثلاث سنوات.
وما يفاقم أكثر الغلاء في سورية، ارتفاع أسعار العملات الأجنبية أمام الليرة وقلة الدخل لدى المواطنين السوريين. يذكر أن الليرة السورية خسرت نحو 170% من قيمتها. كل هذه العوامل تتفاعل لتضع المواطن السوري فريسة سهلة لتجار الازمات والحروب.
أيهم علاوي من دمشق أشار إلى حالات الغش وتدني مواصفات السلع الغذائية في أسواق العاصمة، وقال لـ”العربي الجديد” انتشرت بسطات المواد الغذائية التي تبيع منتجات غذائية دون أدنى التزام بمعايير الصحة، وتضم الألبان والأجبان ومعجون البندورة والحلاوة الطحينية والزيتون والزبدة والطحينة ودبس الرمان وغيرها من المواد وكلها تباع دون وجود للمواصفات.

وأضاف علاوي: “لجأ العديد من الحرفيين والمصنعين، وسط غياب الرقابة، إلى عرض منتجاتهم بمكونات جديدة أقل تكلفة، للتحايل على الارتفاع الكبير في أسعار غالبية المواد الغذائية ولتكون في متناول المواطنين، وأدى هذا إلى وجود عمليات غش تضر بالصحة من أجل تحقيق المزيد من الأرباح، ما يعني أننا أمام مشكلة جديدة تتعلق بصحة وحياة السوريين”. وكمثال على غلاء الأسعار، فكيلو الجبن الأبيض الذي كان يباع بـ250 ليرة وصل سعره إلى نحو 1300 ليرة وكيلو التفاح 150 ليرة والبندورة 100 ليرة.
ويلاحظ أن ثمة فارقاً شاسعاً تعيشه سورية، بين المناطق التي تخضع لنظام بشار الأسد، التي يحاول النظام فيها تأمين احتياجات المستهلكين عبر المقايضة والاستيراد من الدول الحليفة مثل إيران والعراق، وبين المناطق المحررة التي تسيطر عليها المعارضة.
وفي ذات الصعيد يقول صادق من ريف ادلب: “معظم السلع في السوق هي من إنتاج محلي أو مهربة عبر مناطق النظام، لأن بعض المسؤولين يقايضوننا المواد الغذائية والمشتقات النفطية، مقابل تمرير سيارات الوقود وايصال الكهرباء. أو بعضها يأتي عبر تركيا”.
وأضاف الناشط صادق لـ”العربي الجديد”: ازدادت حالات الفقر المدقع في ريف ادلب، فالجفاف الذي لم تشهده مناطقنا منذ سنوات أثر على الموسم الزراعي الذي يكاد يكون مصدر الدخل الوحيد للشعب، فبعد فصل النظام للعاملين في الدولة في مناطق الثورة، لم يعد هنالك دخل للمواطنيين سوى الزراعة.
وفي جولة “للعربي الجديد” التقى خلالها مع نشطاء في المناطق المحررة التي تسيطر عليها المعارضة تبين مدى التفاوت في الأسعار بين مدينة وأخرى، دون أي مبرر لارتفاع الأسعار، على اعتبار ان بعض السلع من إنتاج سوري وتطرح بكثرة في الأسواق ضمن موسم إنتاجها، فيما تقل السلع المستوردة.
وفي ريف دمشق قال الناشط “دملخي” نعاني كثيراً في تأمين احتياجاتنا اليومية نتيجة استمرار الحصار الذي يفرضه النظام، فسعر كيلو الطحين من نوع كندي 2000 ليرة، وسعر ربطة الخبز 1400 ليرة، وسعر كيلو الشعير مطحون 800 ليرة، وسعر كيلو القمح المطحون 1000 ليرة، وسعر كيلو الارز 1100 ليرة.
وفي الرقة قال الناشط محمد العمر: “نعاني من حرب النظام وحصار الدولة الإسلامية في العراق والشام، ما أثرعلى حجم العرض وارتفاع الأسعار، حيث بلغ كيلو اللحم 1100 ليرة. وبلغ لتر البنزين 235 ليرة ولتر المازوت 140 ليرة وبلغ سعر اسطوانة الغاز 3500 ليرة.
من جانبه قال ابوعمر من جبل الأكراد في ريف اللاذقية، بلغ سعر الدولار 168 ليرة شراء و 170 بيعاً. فيما وصل سعر اليورو 230 ليرة شراء و233 بيعاً، وبلغ سعر الليرة التُّركيَّة 79 ليرة سورية شراء 81 ليرة سورية بيعا.
وعلى صعيد المحروقات قال ابوعمر بلغ لتر المازوت 110 ليرات والبنزين 230 ليرة واسطوانة الغاز 2500 ليرة.
أما في حلب التي تشهد سقوط البراميل المتفجرة والقتل الجماعي من قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة له، فقد ارتفعت الأسعار في أسواقها إلى درجة فاقت قدرة السوريين على الشراء، حيث تشهد مدينة حلب وريفها، بحسب العقيد صلاح أبو محمد حالة نزوح كبيرة باتجاه تركيا على وجه التحديد.
وأضاف العقيد أبو محمد القول لـ”العربي الجديد”، “يعيش من آثر البقاء في حلب، خطر الموت جوعاً كما يواجه خطر الموت تحت حمم نيران طائرات النظام. وقال إن أسعار بعض المواد التموينية والخضروات في مدينة حلب تباينت بين المدينة والريف وبلغ سعر كيلو الخبز 50 ليرة والأرز 200 ليرة والسكر 115 ليرة.
أمام هذا الواقع الذي يزيد من فقر السوريين وتعاظم حاجتهم، تغيب الجهات الرقابية عن الأسواق، خاصة أيام العطل، فهيئة المنافسة ومنع الاحتكار التي أحدثها النظام حديثاً تشكو من قلة مراقبيها.
ومن جانبه اكتفى وزير الاقتصاد السوري سمير قاضي أمين “بحلول أخلاقية” خلال تصريحه الخميس لوسائل إعلامية ناطقة باسم النظام. وقال الوزير قاضي أمين “قامت الوزارة بتكثيف دوريات حماية المستهلك على الأسواق الشعبية للتأكد من التزام أصحاب المحال بالتسعيرة”.
وعزا الوزير قاضي أمين سبب ارتفاع الأسعار وفوضى الأسواق “الى الخطأ في ضمير التجار الذين يستغلون المواطن ويقومون بمضاعفة الأسعار واحتكار بعض المواد الغذائية بحجة الظروف الراهنة”.

سوزان رايس: قدمنا “مساعدة فتاكة” إلى المعارضة السورية
أ. ف. ب.
فيما الدعم غير المميت بلغ 287 مليون دولار
قالت سوزان رايس مستشارة الامن القومي للرئيس الاميركي باراك اوباما إن الولايات المتحدة اتخذت خطوات مهمة في سوريا بتقديم مساعدات “فتاكة وغير فتاكة” إلى المعارضة السورية غير المتطرّفة.

واشنطن: اعلنت سوزان رايس مستشارة الامن القومي للرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة في تصريح لشبكة “سي ان ان” ان الولايات المتحدة تقدم “دعما فتاكا وغير فتاك” الى المعارضة السورية المعتدلة.

وقالت رايس غداة الاعلان عن اعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الاسد رئيسا لولاية ثالثة ان “الولايات المتحدة كثفت دعمها الى المعارضة المعتدلة والمؤكد بانها كذلك، مقدمة لها مساعدة فتاكة (سلاح) وغير فتاكة”.

وترافق رايس الرئيس الاميركي في زيارته الى شمال فرنسا حيث تجري الاحتفالات بالذكرى السبعين لانزال النورماندي.

وكانت الولايات المتحدة تؤكد حتى الان انها تكتفي بتقديم دعم غير فتاك للمعارضة السورية خوفا من وقوع الاسلحة بايدي مجموعات اسلامية متطرفة تنشط في صفوف المعارضة للرئيس السوري.

وعن سؤال حول ما اذا كانت رايس تعلن بذلك تغييرا رسميا في الاستراتيجية الاميركية رفضت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي كاتلين هايدن الرد.

واكتفت بالقول “نحن لسنا الان في موقع يتيح تفصيل كل مساعدتنا، ولكن وكما قلنا بشكل واضح، فاننا نقدم في الوقت نفسه مساعدة عسكرية وغير عسكرية الى المعارضة” السورية.

وكان الرئيس الاميركي اعلن في نهاية ايار/مايو الماضي زيادة المساعدة الاميركية الى المعارضة السورية.

ومما قاله اوباما في حينه في خطاب القاه في اكاديمية ويست بوينت العسكرية في ولاية نيويورك “ساعمل مع الكونغرس لزيادة دعمنا الى الذين في المعارضة السورية يقدمون افضل بديل عن الارهابيين وعن ديكتاتور وحشي”.

ورسميا لا يزال الدعم الاميركي الى المعارضة السورية المسلحة محصورا بدعم غير فتاك وصلت قيمته حتى الان الى 287 مليون دولار.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال ان الرئيس اوباما يستعد للسماح للبنتاغون بتدريب معارضين مسلحين من المعتدلين.

«داعش» تسيطر على كامل ريف دير الزور الغربي.. وكرّ وفرّ بريف الرقة
تجدد القتال بين النظام السوري والمعارضة في حلب وتصعيد في جوبر والمليحة بريف دمشق
بيروت: نذير رضا
استعاد مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ«داعش»، أمس، السيطرة على كامل الريف الغربي لمحافظة دير الزور بشرق سوريا، تزامنا مع تجدد الاشتباكات بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة شمال غربي مدينة حلب وتواصل القصف على مناطق في ريف دمشق.

في موازاة ذلك، أدانت المعارضة السورية استخدام القوات النظامية للغازات السامة ضد المدنيين في مدينة عربين، بريف دمشق. وأفاد أمين عام الائتلاف السوري المعارض بدر جاموس أمس باستقبال المكتب الطبي في عربين، بضواحي العاصمة السورية، عشر حالات اختناق ناتجة عن استنشاق غازات سامة ألقتها القوات النظامية. وبعد أخذ العينات، رجح الأطباء الذين عاينوا المصابين أن تكون هذه الغازات شبيهة بغاز الكلور الذي استخدامه النظام في كل من حرستا والمليحة الشهر الماضي، وفق تصريح جاموس.

وأبدى الائتلاف، على لسان جاموس، رفضه «محاولة النظام التلاعب بقرارات المجتمع الدولي والإبقاء على 12 موقعا لتصنيع الأسلحة الكيماوية مغلقة بدل تدميرها وفقا لقرار منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذي تبناه مجلس الأمن»، مشيرا إلى أن «المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة سيجريد كاغ؛ كشفت يوم أول من أمس، عن وجود (تناقضات) في القائمة الأصلية التي أعلن عنها النظام»، ما يعني، وفق جاموس، أن «الأسد قد يتمكن من الاحتفاظ ببعض المواد الكيماوية ما لم يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما وجادا تجاه هذه المحاولات».

ميدانيا، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أمس، أن تنظيم «داعش» أحكم سيطرته على «معظم المناطق الممتدة من مدينة الباب بريف حلب الشرقي، حتى مدينة البصيرة في دير الزور، باستثناء قرية حطلة وغرب قرية خشام في المحافظة الشرقية. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاتلين المعارضين الذين ينتمون إلى جبهة النصرة وكتائب إسلامية أخرى مثل الجبهة الإسلامية، ومقاتلي الجيش السوري الحر، استعادوا السيطرة في دير الزور على بلدتي النملية وأبو النيفل، جنوب بلدة الصور»، لكن مقاتلي «داعش» في المقابل «أحكموا سيطرتهم على المدخل الشمالي لبلدة دير الزور من جهة دوار الصالحية وبلدة الحلبية، في حين انسحب المقاتلون الإسلاميون من ريف دير الزور الغربي بشكل كامل وهو معروف بخط الجزيرة».

وتلت هذه الاشتباكات معارك كرّ وفرّ بين مقاتلي «داعش» من جهة، ومقاتلين إسلاميين من جهة أخرى، بدأت في مطلع أبريل (نيسان) الماضي، إثر محاولة «داعش» التمدد من معقله في الرقة وريف حلب الشرقي، باتجاه دير الزور، بهدف ربط مناطق نفوذه في سوريا، بمناطق عراقية يسيطر عليها، أهمها محافظة الأنبار الحدودية مع سوريا.

وقال عبد الرحمن: «هذه التطورات، عمليا، تعني أن لا تقدم للمقاتلين الإسلاميين، بموازاة تقدم مقاتلي (داعش)»، لافتا إلى أن «مقاتلي النصرة انسحبوا من ريف دير الزور الغربي، بسبب وجود كتيبة عسكرية لـ(داعش)، تتألف من 70 مقاتلا شيشانيا وأفغانيا أشداء، منظمين ومدربين». وأشار إلى أن مقاتلي «داعش» أحكموا السيطرة على الجنينة التي تتضمن معبرا من الريف إلى مدينة دير الزور عبر نهر الفرات»، في حين تمددوا أيضا باتجاه قرى محيميدة وحوائج أبو مصعة وزغير جزيرة التي تقع في شمالها محطة بيرو التي تضم مجموعة من آبار النفط.

وأفاد ناشطون بنزوح عدد كبير من أهالي قرية الصالحية، بشمال محافظة دير الزور، بعد توجيه تنبيهات لهم من قبل «داعش» باقتحام المنطقة. وقال هؤلاء إن اشتباكات عنيفة وقعت فجر أمس في المنطقة، أدت لسيطرة «داعش» على قسم كبير من الصالحية. وأشار «مكتب أخبار سوريا» إلى أن حركة النزوح إلى الريف الشرقي من دير الزور، هي «الكبرى» منذ تعرض المنطقة للقصف من قبل قوات الجيش النظامي، حيث إن نسبة النازحين تجاوزت 40 في المائة من أهل البلدة التي يزيد عدد سكانها على 35 ألفا، بينهم خمسة آلاف نازح من مناطق أخرى. في هذا الوقت، هاجم مقاتلو المعارضة السورية نقاطا عسكرية تابعة لـ«داعش» في مدينة الرقة، في معارك وصفها المرصد السوري بـ«معارك كرّ وفرّ»، مشيرا إلى مقتل قيادي في تنظيم «الدولة الإسلامية»، وستة أشخاص آخرين في اشتباكات استهدفت حاجزا للتنظيم. وتلت هذه الاشتباكات عملية تفجير مصفاة النفط في منقطة السويدية قرب بلدة معدان، شرق محافظة الرقة، والخاضعة لتنظيم «داعش».

ونفذت العملية، قوات تابعة لكل من الجيش السوري الحر ومجلس شورى المجاهدين، وهو غرفة عسكرية تضم معظم قوات المعارضة التي تحارب التنظيم في المنطقة الشرقية. وأدى التفجير إلى اشتعال حريق في المصفاة.

وعلى مقربة من الرقة، أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات بين «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردي، في محيط قرى واقعة غرب مدينة عين العرب (كوباني). وفي غضون ذلك، أفاد المرصد باندلاع اشتباكات بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية وكتائب إسلامية من جهة أخرى، في محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء شمال غربي حلب، بالتزامن مع قصف من قبل قوات النظام على منطقة الاشتباك ومناطق محيطة بجامع الرسول الأعظم.

أما في العاصمة السورية فدارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في حي جوبر، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في الحي. كذلك وامتدت الاشتباكات إلى أطراف بلدة بيت سحم، بضواحي دمشق، تزامنا مع قصف قوات النظام على مناطق الاشتباك. وأفاد ناشطون بتعرض مناطق المليحة والزبداني وداريا بريف دمشق، لقصف من القوات الحكومية. كما تواصل القصف على مناطق بريف درعا، في حين اشتد القصف على ريف اللاذقية، شمال غربي سوريا.

أوروبا تعد إجراءات قانونية وتقنية لمتابعة من يشتبه بتوجهه للقتال في سوريا
هولاند يكشف أن ثلاثين فرنسيا قتلوا في صفوف المتشددين
مفوضة الشؤون الداخلية للاتحاد الأوروبي سيسليا مالمستروم تتحدث مع وزير الأمن العام وحماية المواطنين نيكوس ديندياس ووكيل وزير الداخلية اليوناني ليونيداس غريغوراكوس قبيل اجتماع لوكسمبورغ أمس (إ.ب.أ)
لوكسمبورغ – لندن: «الشرق الأوسط»
قرر الاتحاد الأوروبي اتخاذ سلسلة إجراءات ملموسة للتعرف على الشباب الذين ذهبوا من أوروبا للقتال في سوريا ومنعهم من ارتكاب جرائم في حال عودتهم إلى القارة. وأعلن المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف في لكسمبورغ أمس أن دولا أوروبية عدة تستعد لوضع سلسلة إجراءات من بينها منع مواقع إلكترونية تابعة للمتشددين بالإضافة إلى إنشاء «مجموعة عمل» أوروبية تعمل على مواجهة الحملات التي يشنها متشددون في سوريا لجذب المقاتلين إلى صفوفهم.

وبحث وزراء داخلية تسع دول هي بلجيكا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا والدنمارك والسويد والنمسا في لكسمبورغ، على هامش اجتماع رسمي مع نظرائهم، سبل تحسين إمكانات التعرف إلى المرشحين المستعدين للتوجه إلى سوريا للقتال، وتعميم هوياتهم على دول الاتحاد الأوروبي الآخرين وجعل مغادرتهم صعبة ومتابعتهم بعد عودتهم مع احتمال توقيفهم. وأشار كيرشوف إلى أن ضرورة احترام التوازن بين الدواعي الأمنية والحريات المدنية تفرض إجراء اختبار لفعالية الإجراءات المدروسة.

وستنعقد مجموعة عمل بعد عشرة أيام لإجراء فحص تقني وقانوني لهذه الإجراءات والآليات التي ستطبقها الأجهزة الأمنية في الدول الأعضاء. والهدف هو إقرار لهذه الإجراءات في الاجتماع غير الرسمي لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي الذي تنظمه الرئاسة الإيطالية للاتحاد في ميلانو في 9 يوليو (تموز).

وأكد دو كيرشوف أن «أكثر من ألفي أوروبي توجهوا أو يرغبون في التوجه إلى سوريا للقتال. بعضهم عاد. هذا لا يعني أن جميعهم يرغب في تنفيذ هجمات (بعد عودتهم) لكن بعضهم سيفعل».

وجاء الهجوم الذي استهدف المتحف اليهودي في بروكسل ليذكر بهذا الخطر. فالمتهم بهذا الهجوم هو شاب فرنسي متطرف، أوقف في مرسيليا (جنوب فرنسا) بعد ستة أيام على الهجوم. وأقام الفرنسي في سوريا طوال عام تقريبا. وأبلغت السلطات الفرنسية عنه في نظام معلومات «شينغن» الأوروبي المشترك، ولم يكن يفترض توقيفه عند عودته. لكن عناصر الجمارك الألمان الذين استرابوا في رحلته المعقدة دققوا في هويته عند وصوله إلى فرانكفورت، وأخطروا السلطات الفرنسية بعودته. لكن الأخيرة فقدت أثره مجددا بحسب المنسق الأوروبي.

ومن جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء أول من أمس أن «أكثر من ثلاثين مواطنا فرنسيا» غادروا للقتال في سوريا قتلوا هناك. وقال هولاند في مؤتمر صحافي في ختام اليوم الأول من قمة مجموعة السبع في بروكسل بأنه في مواجهة ظاهرة المقاتلين الأجانب في سوريا، موضحا: «علينا أن نتعاون في شكل أكبر» وخصوصا على صعيد «الاستخبارات»، لافتا إلى «خطوات تم اتخاذها وسيتم اتخاذها». وأضاف: «قررنا التعاون من أجل منع ومعاقبة هذا النوع من التحرك الذي يمكن أن يؤثر على أمننا الخاص» مشيرا إلى المجزرة التي وقعت في 24 مايو (أيار) في المتحف اليهودي في بروكسل.

وحسب أرقام نشرتها السلطات الفرنسية نهاية أبريل (نيسان) الماضي، فإن نحو 300 شاب فرنسي توجهوا إلى سوريا وشاركوا في معارك وأن مائة سافروا عبر مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية وأن مائة آخرين عادوا من سوريا وهم تحت مراقبة جهاز مكافحة الإرهاب.

وفي بيان صدر مساء أول من أمس أشار قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى أنهم «قرروا تكثيف الجهود من أجل الرد على التهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب الذين يتوجهون إلى سوريا». وقال الرئيس الفرنسي أيضا «هناك إدراك لما يجب القيام به منذ أكثر من عام ونصف» والتهديد الذي يمكن أن تمثله العودة إلى أوروبا «لأشخاص عندهم عقيدة وتدربوا في مناطق الحرب هذه».

وأوضح دو كيرشوف في لوكسمبورغ أمس أن الإجراءات الجديدة ينبغي أن تغلق الثغرات المماثلة في جهاز الأمن الأوروبي بحيث لا ينفذ عبر شباكه أي من المرشحين إلى القتال. وأضاف: «الأمن المضمون مائة في المائة ليس ممكنا. فهذا يحتاج إلى ديناميكية على النموذج الأميركي عبر قانون (باتريوت)، وهذا أمر ليس الأوروبيون مستعدين لفعله».

وبينما عقد الاجتماع في لوكسمبورغ أمس، أعلنت النمسا اعتقال رجل يشتبه بنشره الفكر المتشدد بين المسلمين وتجنيدهم للقتال في سوريا. وذكر الناطق باسم مكتب الادعاء في جراز، ثاني أكبر المدن النمساوية، أنه تم إلقاء القبض على الرجل قبل يومين في أعقاب مداهمات على مبان تابعة لجمعية التقوى الإسلامية في المدينة. وأضاف الناطق: «يشتبه في نشره التشدد بين الناس وتجنيدهم للقتال في سوريا». وقال: إن أربعة منهم قتلوا بالفعل في سوريا.

ورفض المتحدث الإدلاء بأي تفاصيل عن المشتبه به لكن مجلة «بروفايل» أفادت أنه رجل دين من أصل شيشاني ويبلغ من العمر 41 عاما وأنه جند مقاتلين لينضموا إلى «جبهة النصرة» في سوريا.

جنبلاط يسخر من انتخابات سوريا ويصفها بـ«غير المسبوقة في أعرق الديمقراطيات»
الحريري عدها «سوداء ومفبركة ودموية».. ورعد قال إنها اقتلعت المؤامرة من موقعها
بيروت: «الشرق الأوسط»
وصف رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري الانتخابات الرئاسية السورية بأنها «انتخابات مسخرة وهزيلة وسوداء وحقيرة ومفبركة ودموية وساقطة»، في حين سخر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط من الانتخابات، عادا إياها «غير مسبوقة في أعرق الديمقراطيّات التي عرفها التاريخ القديم والوسيط والمعاصر».

الحريري قال في تغريدات متتالية على حسابه الشخصي في موقع «تويتر»، أمس إن «هناك إجماعا بأن العالم شهد أسوأ تجربة ديمقراطية في التاريخ». وعد أنه «لا توجد انتخابات في تاريخ البشرية، تعرّضت للأوصاف والنعوت المهينة كالانتخابات التي منحت (الرئيس السوري) بشار الأسد ولاية جديدة على الشعب السوري»، لافتا إلى أن «قلة في هذا العالم احتفلت بتتويج بشار على عرش الجريمة المستمرة».

وأشار الحريري إلى أن «الشعب السوري يحتاج إلى قرار دولي بإنهاء مشروع تدمير سوريا ووقف مسلسل تقاسم المصير السوري بين بشار الأسد و(داعش)»، لافتا إلى أن «الشعب السوري يحتاج لما هو أكثر من وصف الانتخابات السورية بصفر مكعب».

ووجه كل من الحريري وجنبلاط انتقادات حادة إلى المجتمع الدولي ومجموعة أصدقاء سوريا، إذ رأى الحريري في تغريداته أن «أصدقاء الشعب السوري يكتفون هذه الأيام برجم بشار بأقذع الأوصاف، فيما يواصل الأسد قذف الأحياء بالبراميل المتفجرة»، محذرا من أن «بقاء بشار يساوي بقاء الحرب والإرهاب والخراب في سوريا وقد آن الأوان لوقف هذه المأساة المهزلة».

وفي السياق ذاته، لفت رئيس اللقاء الديمقراطي أنه «لولا تخاذل ما يُسمّى المجتمع الدولي ومجموعة (أعداء) سوريا، لما تمكن النظام من إجراء أنزه انتخابات في تاريخ البشريّة بعد أن تفرّج ويتفرّج العالم عليه يقوم بما يقوم به من قمع وتنكيل وقصف وتهجير في إطار تهيئته للانتخابات الديمقراطية الحرة التعدديّة النزيهة».

وقال جنبلاط، في تصريح أمس: «يا لها من انتخابات براقة حقا، تشع منها أنوار الحرية، وتفوح منها روائح الديمقراطيّة، وتشكل خارطة طريق لكل شعوب الأرض لتتعلم فنون الانتخابات والاقتراع والفرز وتستفيد منها». وسخر جنبلاط من نسبة الإقبال على الانتخابات التي أعلنتها دمشق، وقال: «مع تصويت الأموات الذين فاق عددهم المائتي ألف، والمهجّرين داخل وخارج سوريا البالغ عددهم ما يزيد عن ثمانية ملايين، والمعتقلين السياسيين والمفقودين ومجهولي المصير؛ مع كل هؤلاء كان بإمكان النظام السوري أن يحقق نتائج أفضل في تلك الانتخابات الباهرة بشفافيتها وتعدديتها وديمقراطيتها».

وعد جنبلاط أنه «لولا بعض الركام في حمص وبعض الدمار في حلب وبعض الطرقات المقطوعة في إدلب، لتمكن كل سكان هذه المدن من تجديد البيعة الأبدية للسيّد الرئيس، ولو كان على جثث وأشلاء الضحايا الذين تقدّر أعدادهم بمئات الآلاف». وتابع في السياق ذاته: «لولا بعض البراميل المتفجرة التي ترمى من الطائرات، وبعض السلاح الكيماوي الذي استخدم بين الحين والآخر، لكان بإمكان أهل الغوطة الشرقيّة ومناطق الشمال السوري أن يعلّموا الغرب كيف تنظم الانتخابات وتُدار عمليات الاقتراع الحر والتصويت النزيه».

في المقابل، عد رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد: «إن تجديد الانتخاب للرئيس بشار الأسد في سوريا هو نعي للمؤامرة التي استهدفت تدميرها واقتلاعها من موقعها وإضعاف الأمة عبر استهداف محور المقاومة في هذه المنطقة كمقدمة للانقضاض على الجمهورية الإسلامية في إيران وعلى المقاومة الإسلامية في لبنان»، مشيرا إلى أنه «في النهاية انتصر المشروع الذي يمكن أن يتناغم ويتعايش مع مشروع المقاومة الذي هو مشروع حياة الأمة ونهضتها». وتابع رعد، خلال احتفال تكريمي لجرحى حزب الله، جنوب لبنان، أن «ما شهدناه خلال اليومين الماضيين من إقبال كثيف على صناديق الاقتراع لاختيار وانتخاب مشروع سوريا القوية الموحدة بقيادتها وجيشها وشعبها عبر عن إرادة الشعب السوري الحقيقية الذي حاول الكثيرون خداعه في بداية الأزمة، لكنه استعاد موقعه وعرف أن الخيار الصحيح ليس فيما يسوق على أنه بديل للواقع القائم، فالبديل تأنف منه النفس البشرية ولا يمكن أن تتعايش معه الشعوب على الإطلاق».

الوعود المتكررة لتسليح الثوار السوريين
من المرجح أن يقوم برنامج الحكومة الأميركية بتوفير تجهيزات لحركة حزم وجبهة الثوار السوريين
(أ.ف.ب.)
تقترب الحكومة الأميركية أكثر فأكثر من احتمال توفير برنامج تدريب وتجهيز واسع لأفراد المعارضة السورية المسلّحة الذين حازوا على تقديرها، كما قال مسؤلون أميركيون، إذ قد تتحوّل الخطة المسمّاة بخطة الـ 50 عملاً التي تديرها بشكل سري وكالة الاستخبارات المركزية وتدرّب بواسطتها عدداً محدوداً جداً من الثوار، الى خطة الـ10 أعمال التي تديرها وزارة الدفاع الأميركية بشكل علني والتي ستستهدف المزيد من المجموعات التي عاينتها ودققت بأمرها.
وتقوم الحكومة الأميركية بالتداول في شأن نقل برنامج التدريب والتجهيز السرّي الذي تتولاه الـ CIA منذ أيلول الماضي، والموجود حالياً في الأردن، الى البنتاغون، ولكن الخطة لم تشهد أي تقدّم حتى وقتٍ متأخر، وقد عزا المقرّبون من المداولات هذا التطوّر المفاجئ الى الخطر المتزايد للمجموعات المرتبطة بالقاعدة في سوريا. “أعتقد أن اليوم بات هناك إدراك أن المقاتلين المعتدلين يقاتلون في الحرب على جبهتين، ضد المتطرفين وضد النظام”، قال لـ NOW محمد غانم، مدير العلاقات الحكومية في المجلس الأميركي- السوري.

ولا يزال على البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، والبنتاغون أن يعطوا المزيد من التفاصيل حول برنامج التدريب والتجهيز هذا. هذا الإعلان الأساسي، الذي قام به السناتور كارل ليفين، حصل بعد أن قدّم هذا السناتور الأميركي نسخته لميزانية وزارة الدفاع لعام 2015. وقال إنّ الميزانية “تخوّل وزارة الدفاع تدريب وتجهيز” أعضاء من المعارضة قامت بالتحقّق من أهليتهم، ولكنها لم تحدّد نوع التجهيزات التي ستمدّهم بها.

وفي هذا السياق، تحدّث لـ NOW مصدر غير حكومي مقرّب من المداولات الجارية، طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخوّل الحديث الى الصحافة، عن بعض تفاصيل الخطة. وقال إنّ الجزء الأول من برنامج التدريب والتجهيز سوف يركّز على الأرجح على “احتواء”- أي مساعدة أعضاء المعارضة المسلحة الذين حازوا تقديرهم على تأمين حدود سوريا للحد من تدفّق المقاتلين الأجانب الى سوريا ومنها. إذ قُدّر عدد المقاتلين الأجانب في كانون الأول الماضي بحوالى 11000 مقاتل.

أما الجزء الثاني كما قال لـ NOW فيرمي الى إيجاد شركاء “يتولون معهم مهمة مناهضة الإرهاب” ويعملون مع الولايات المتحدة من أجل الحدّ من خطر الإرهاب. ومن المرجّح أن يشمل الدعم أيضاً مجموعات تتمتّع بمؤهلات عديدة من بينها أنها سبق أن حاربت المجموعات التابعة للقاعدة أو سوف تحاربها.

وفقاً لغانم، يمكن أن يتم تنسيق المساعدة من خلال المجلس العسكري الأعلى، إذ إن هذا المجلس حتى اليوم هو الشريك الأول المسلّح للولايات المتحدة لتلقي المساعدات غير القاتلة، حيث قام رئيس المجلس العسكري الأعلى عبد الإله البشير بمرافقة رئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد جبرا في رحلته الأخيرة الى واشنطن العاصمة، في تحرّك تمّ النظر إليه كترسيخ للدعم الأميركي للمجلس العسكري الأعلى.

هذا وسمّى غانم مجموعتين كبيرتين قد تشاركان على الأرجح في برنامج وزارة الدفاع الجديد، هما حركة حزم وجبهة الثوار السوريين. إذ تلقّت حركة حزم مؤخراً أسلحة أميركية الصنع مضادة للدبابات، ووصفها محللون أميركيون بأنها “مثال نوع المجموعات التي يمكن للولايات المتحدة وحلفاؤها أن يدعموها بمساعدة عسكرية قاتلة فعالة”. وقال المتحدث باسم الحركة، أحمد أتارب، لـ NOW إنّ الحركة أَمِلَت بأن تدفع جرائم الأسد الأخيرة الحكومة الأميركية نحو تطبيق برنامج التدريب والتجهيز بأسرع وقت ممكن.

هذا ومن شأن جبهة الثوار السوريين، التي تتمركز كتائبها الـ 14 بمعظمها في إدلب، أن تؤمّن التوازن لمعظم مجموعات حزم المتمركزة في الجنوب. “من الواضح أنّ جبهة الثوار السوريين تشكّلت من أجل إضافة المزيد من القوة الى المجلس العسكري الأعلى”، كما كتب الخبير في الشؤون السورية آرون لاند في كانون الأول 2013، في[حفل] تأسيس جبهة الثوار السوريين. فقد قادت جبهة الثوار السوريين بعض المعارك ضدّ تنظيم داعش في المحافظات السورية الشمالية، وقيل إنّ جبهة الثوار السوريين وحركة حزم تجمعهما علاقات إيجابية مع المجلس العسكري الأعلى.

ولكن قد لا يُعتبر ذلك بالشيء الهام، كما قال دان لايمان، مدير العلاقات الإعلامية في مجموعة الدعم السورية الموالية للمعارضة والتي تأخذ من واشنطن مقراً لها. وقال لـ NOW إنّ المجلس العسكري الأعلى يمثّل “خياراً آمناً” كأحد شركاء الولايات المتحدة، لا سيمّا وأنّه انضوى اليوم تحت لواء الإئتلاف السوري المعارض. “ولكنّه ليس أكثر الخيارات عمليةً”، قال لايمان لـ NOW. “لم يسيطر المجلس العسكري الأعلى بشكل فعّال على الكثير من المقاتلين لفترة طويلة”. وأضاف أنّ غالبية المقاتلين الذين كانوا متحدين تحت لواء المجلس العسكري الأعلى “ما عادوا يتلقون أي مساعدة من المجلس العسكري الأعلى”، الذي وصفه بأنّه “أقرب الى الفكرة منه الى القوة الفعلية الملموسة”.

ومع ذلك فإنّ أعضاء المعارضة السورية مفتونون بخبر المساعدة. “هذه مناسبة عظيمة وهي المحطة الأولى التي تشير بوضوح الى تلاقي مصالح الأمن القومي الأميركي مع تعزيز قوة الجيش السوري الحر، الذي يقاتل بفعالية القاعدة والقوى الإرهابية الدولية المدعومة من إيران في سوريا”، كما قال أوبي شاهبندر، مستشار العلاقات الاستراتيجية في الإئتلاف السوري المعارض.

“هذه خطوة أولية إيجابية”، قال غانم لـNOW. “هذا أمر أردناه أن يتم العام الماضي… وحقيقة أنّه حدث اليوم تعني لنا الكثير”.

إلاّ أنّ للثوار على الأرض وجهة نظر أخرى. فقد سبق للمقاتلين أن انتقدوا إعلانات الولايات المتحدة عن عزمها زيادة مساعداتها، قائلين إنّ “الوعود المنكوثة” العديدة للولايات المتحدة قضت على أي مصداقية لهذه الأنواع من الإعلانات.

حتى أنّ غانم اعترف بأنّ المجموعات على الأرض تعبت وشبعت من إعلانات الحكومة الأميركية. “السوريون يأخذون كل ما تقوله الإدارة بالكثير من المبالغة [في توقعاتهم]، ولا ينظرون إليه نظرة اعتدال”، كما قال.

ولدى سؤاله عما إذا كان الإعلان عن زيادة المساعدة الأميركية جاء متأخراً، أجاب غانم بـ “نعم. لقد تأخّر ذلك قليلاً”، قال. “لكننا بأمسّ الحاجة إليه”.

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية
(ترجمة زينة أبو فاعور)

الأسد يفرج عن 480 معتقلاً سياسياً
بيروت – نقلت السلطات السورية 480 معتقلاً بينهم ثمانون امرأة من سجن عدرا قرب دمشق إلى العاصمة تمهيداً للإفراج عنهم، في إطار مبادرة من الرئيس السوري بشار الأسد بعد إعادة انتخابه، بحسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن محامين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “النظام أفرج عن ما لا يقلّ عن 400 رجل و80 مواطنة من سجن عدرا ممن يحاكمون بتهم الإرهاب، وسيتم خروجهم من مبنى محافظة دمشق في حي المرجة في دمشق”، مشيراً إلى أن حوالى عشرين منهم “خرجوا بالفعل”.

وأوضح عبد الرحمن ان هذه العملية تأتي في اطار “مكرمة من الرئيس الأسد بعد إعادة انتخابه، بحسب ما أبلغنا المحامون”، وأضاف:”نحن لا نعتبرها مكرمة، بل هي إدانة للنظام الذي يعتقل أشخاصاً أبرياء بسبب آرائهم السياسية”.

وتعتقل السلطات السورية، بحسب منظمات عدّة مدافعة عن حقوق الإنسان، عشرات آلاف الأشخاص بتهم “الإرهاب”، بعضهم لنشاطهم المعارض ولو السلمي، وآخرون للاشتباه بأنهم معارضون للنظام، أو حتى بناء على وشاية كاذبة.

وكانت السلطات أفرجت قبل يومين عن حوالى 320 سجيناً من سجن حلب (شمال) المركزي الذي استعادت قوات النظام السيطرة عليه أخيراً بعد معارك ضارية مع مقاتلي المعارضة استمرّت أشهرا طويلة.

وقال المرصد السوري أن قسماً من هؤلاء كانوا “يقاتلون إلى جانب قوات النظام” خلال معركة السجن.

قصف عنيف للمليحة بدعم حزب الله ومليشيا عراقية
أكد مراسل الجزيرة أن قوات النظام السوري واصلت هجمتها العنيفة على بلدة المليحة في ريف دمشق، في محاولة لاقتحامها بدعم مقاتلين من حزب الله اللبناني ولواء أبي الفضل العباس العراقي، فيما استمر قصف حلب وحماة بصواريخ وبراميل متفجرة.

وأفاد المراسل بأن الحملة العسكرية على المليحة تعد الأعنف منذ نحو شهرين. بدوره، أعلن اتحاد التنسيقيات أن الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وقوات النظام استمرت في محيط بلدة المليحة، التي قصفها النظام بالبراميل المتفجرة.

كما استهدفت قوات النظام المليحة بصواريخ أرض أرض، فيما شن سلاح الجو غارات على مدن وبلدات دوما وكفربطنا وعين ترما في الغوطة الشرقية.

وبدمشق، تحدث ناشطون عن إصابة أربعة أشخاص بجروح جراء سقوط قذيفة هاون على شارع بغداد وسط المدينة، وشن النظام ثلاث غارات جوية على المتحلق الجنوبي قرب بلدة عين ترما شرقي العاصمة.

وفي حلب، كشف ناشطون عن سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال إثر غارة بالبراميل المتفجرة على حي الأشرفية.

وأعلنت المؤسسة الإعلامية بحماة أن الجيش الحر استهدف مطار حماة العسكري بصواريخ غراد وحقق إصابات مباشرة، وتحدثت المؤسسة نفسها عن سقوط ثلاثة قتلى وجرح خمسة أشخاص في غارة للطيران الحربي على منطقة الزوار بريف حماة الشمالي.

أما مركز حماة الإعلامي فقد كشف أن أكثر من ثلاثين برميلا متفجرا سقطت على مدن وبلدات تل هواش والجابرية وكفرزيتا ومورك وجبين والجلمة والزوار بريف حماة الشمالي والجنوبي. كما قتلت كتائب المعارضة عددا من قوات النظام أثناء اشتباكات في محيط بلدة الشيخ مسكين.

من جهته اتهم الائتلاف السوري المعارض أجهزة الأمن السورية بإعدام عشرين من مقاتلي المعارضة الذين كانوا قد سلموا أنفسهم للنظام في حمص، بينما نقل أكثر من ثمانين آخرين إلى الفرع الأمني المسمى بفلسطين في دمشق.

وكان عشرات من مقاتلي المعارضة قد سلموا أنفسهم الشهر الماضي للنظام في إطار اتفاقية ضمنت فك الحصار عن أحياء حمص القديمة ودخول المساعدات الإنسانية إليها، ونصت الاتفاقية حينها على أن يطلق النظام المقاتلين في حال تسليم أسلحتهم. وطالب الائتلاف المنظمات الدولية بالتحرك لإنقاذ المعتقلين.

وبينما نفى عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة في اتصال مع الجزيرة مقتل العشرين شخصا وقال إنهم ذهبوا إلى منازلهم.

أطر طبية
من جانبها وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل عشرين شخصاً من الكوادر الطبية الشهر الماضي.

وقالت الشبكة إن 18 من الكوادر الطبية بينهم سبعة أطباء وصيادلة قتلوا بنيران قوات النظام، بينما أعدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام طبيبا، كما قتلت قوات المعارضة المسلحة طبيبا في قصف بالخطأ.

وذكرت شبكة سوريا مباشر أن عشرة قتلى على الأقل سقطوا إثر غارة جوية استهدفت حافلة نقل على الطريق الواصل بين بلدتي معرشورين وتلمنس في ريف إدلب الجنوبي.

وفي دير الزور، أعلن مجلس شورى المجاهدين سيطرته على قرية الحريجة إثر اشتباكات مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بريف المدينة، وقتلوا سبعة من عناصرها.

وقالت شبكة مسار برس باللاذقية إن قوات المعارضة استهدفت الجمعة تجمعات لمجموعات جيش الدفاع الوطني في محيط جبل تشالما بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، مما أدى إلى مقتل عدد منهم. كما أعلن عن مقتل اثنين من أعضاء حزب الله اللبناني إثر محاولتهم التسلل إلى مواقع المعارضة في الجبل.

واستهدفت كتائب المعارضة تجمعات لقوات النظام في قريتي السمرا وقسطل معاف بالصواريخ والهاون محققين إصابات مباشرة.

وذكر ناشطون أن المعارضة سيطرت على عدة قرى بالريف الشمالي وقتلت ثمانية عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بالرقة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

سوريون قلقون من حرمانهم صفة اللجوء
علي سعد-بيروت
يبدي محمود -وهو نازح سوري قدم إلى لبنان قبل سنة ونصف من ضاحية دوما القريبة من العاصمة دمشق- قلقا كبيرا من قرار وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق نزع صفة اللاجئ عن كل سوري نازح يدخل الأراضي السورية لدى عودته إلى لبنان.

وينبع قلق محمود من اعتبارات أساسية بالنسبة له، على رأسها حاجته للعبور مع عائلته إلى سوريا والعودة سنويا لتجديد الإقامة، إضافة إلى ضرورة توجهه لدمشق كل فترة للاطمئنان على وضع والده المريض، كذلك للاطمئنان على أملاكه، ومعاينة حالة المنطقة وما إذا أصبحت الظروف مناسبة للعودة أم لا.

قلق عام
ويشارك معظم اللاجئين السوريين إلى لبنان (تطلق عليهم صفة نازحين) محمود في قلقه، فأغلبهم اعتادوا التوجه إلى سوريا كل فترة لأسباب متعددة واليوم لم يعد بإمكانهم ذلك.

ولا يميز قرار المشنوق بين الحالات التي تدفع اللاجئ إلى التوجه لسوريا، لكنه يسمح له بالعودة إلى لبنان كمواطن سوري عادي وليس كلاجئ. ويبرر قراره بأن من يستطيع العودة إلى بلاده يعني أن لديه مكانا آمنا ولا داعي ليكون لاجئا في لبنان.

وهذا ما يؤكده وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي قال للجزيرة نت إن قرار المشنوق يمثل توجه الحكومة اللبنانية بالحد من اللجوء السوري الذي يخالف اتفاقية جنيف عام 1951، موضحا أنه بموجب هذا القرار أي شخص يدخل سوريا يعني أنه ليس خائفا على حياته وبالتالي يفقد صفة اللاجئ.

ويوضح درباس أنه يمكن للسلطات اللبنانية أن تنظر ببعض الحالات الاستثنائية ولكن على ألا تتحول هذه الحالات إلى قاعدة.

وقف المساعدات
ولا تختلف شروط دخول النازحين السوريين عن شروط دخول غير النازحين إلى لبنان بموجب المعاهدات الموقعة بين لبنان وسوريا.

لكن ما يقلق النازحين السوريين هو أن إسقاط صفة اللجوء عنهم سيعني عدم استفادتهم من المساعدات المادية والعينية التي تأتي بمعظمها من المفوضية العامة لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ولا يوضح القرار الآلية التي ستستخدم لإيقاف المساعدات عمن تسقط عنهم صفة اللاجئ، خاصة أن المفوضية لا تشترط لتسجيل اللاجئين لديها أن يكون دخولهم جرى عبر الطرق الشرعية إلى لبنان، حسب ما أوضحت متحدثة باسم المفوضية للجزيرة نت.

وقالت جويل عيد إنه تجري حاليا دراسة الآلية مع السلطات اللبنانية، مشيرة إلى أن المفوضية خاضعة لاتفاقية جنيف 1951، وعلى أي متقدم لتسجيل اسمه أن يثبت أنه لجأ إلى لبنان لأسباب لها علاقة بالحرب والاضطهاد والخطر على حياته.

وأشارت عيد إلى أن المفوضية تسقط صفة اللجوء عمن تدرك أنه يمضي وقتا في سوريا أكثر من لبنان لأن هذا يعني أنه ليس خائفا على حياته، أو من يتخلف عن تلقي المساعدات لحوالي ثلاث مرات، لأنه يُعتبر غير موجود في لبنان.

لكنها تشدد على أن هناك حالات استثنائية تأخذها بعين الاعتبار مثل الذين يتوجهون إلى سوريا لتجديد أوراق هوياتهم، أو لمتابعة أفراد أسرهم المسنين أو المرضى، أو للاطمئنان على ممتلكاتهم، أو لمعرفة ما إذا كان الوضع في قراهم آمنا بما يكفي لعودتهم.

اعتراضات
وأثار القرار اعتراضات كثيرة في لبنان، ووصفه حلفاء لنظام الرئيس بشار الأسد بأنه سياسي استهدف منع اللاجئين السوريين من المشاركة في الانتخابات الرئاسية.

وقال النائب عن الحزب القومي السوري (حليف للأسد) مروان فارس إن هناك اتفاقيات بين لبنان وسوريا ترعى دخول المواطنين بين البلدين، وهي بالتالي تسقط قانونية قرار المشنوق.

وشدد في حديث للجزيرة نت على أن السوريين يريدون العودة إلى بلدهم ولكن بعد أن تتوقف الحرب، داعيا الذين يميزون بين لاجئ وغير لاجئ ويوزعون المساعدات إلى وقف دعمهم المجموعات المسلحة لتتوقف الحرب ويعود جميع السوريين.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

الشباب يهجرون سوريا والمهربون يتاجرون بهم
نزار محمد-ريف حلب
يتجه الشباب السوري إلى الهجرة عن بلاده بعدما ضاقت به السبل داخل سوريا بسبب ظروفها الراهنة وما أدى إليه القتال بين المعارضة وقوات نظام بشار الأسد من دمار وشلّ للحياة، لكن الهجرة ليست خيارا سهلا أو آمنا بالضرورة.

وتتزايد الهجرة نحو أوروبا بالخصوص يوما بعد يوم، الأمر الذي سيشكّل لاحقا حسب مراقبين خطرا كبيرا يتمثل باستنزاف جيل كامل، فيما يبرر آخرون ما يحدث بأن هذه الهجرة قد تكون الحل الأفضل حاليا على أساس أنها ستساعد في تأهيل الشباب المهاجر للعودة يوما إلى المساهمة في صنع مستقبل بلاده بشكل أفضل.

والمثير أن حديث الهجرة بات قاسما مشتركا في جلسات الشباب وتجمعاتهم خصوصا في حلب وريفها، حيث يتحدثون ويحلمون بالهجرة إلى دول أوروبا بطرق غير شرعية عبر تركيا، وكثيرا ما تسمع شبابا ينشغل بالمقارنة بين الخدمات التي تقدمها الدول المختلفة للاجئين السوريين إليها حتى يختاروا الوجهة الأفضل للهجرة.

الشاب علي يقول إنه قرر السفر إلى السويد ويبحث الآن عن مهرّب يطلب سعراً مناسباً لإيصاله إليها موضحا الأسباب التي تدعوه للسفر “كنت طالبا جامعيا أدرس اللغة العربية في حلب ولكني اليوم توقفت عن الدراسة وبحكم ضيق فرص العمل في ريف حلب، حسمت أمري وبدأت أبحث عن مهرب يكون أميناً وصادقاً بالتعامل وما زالت أبحث حتّى الآن”.

معاناة كبيرة
أما الشاب ياسر فقد تمكّن من الوصول إلى لندن بعد معاناة كبيرة خلال رحلته من تركيا إلى اليونان التي مكث فيها قرابة الثلاثة أشهر، وبعد عدة محاولات تمكن من السفر بجواز سفر مزور من مطار أثينا نحو إيطاليا، وبعد يومين في إيطاليا استقل القطار خفية نحو لندن مباشرة، وما إن وصل لندن حتّى سلم نفسه للشرطة البريطانية ليتم تسجيله لديهم.

يقول ياسر عن رحلته في حديث للجزيرة نت “لقد كلفتني الرحلة قرابة الستة آلاف دولار وقضيت أياماً كثيرة أعاني التوتر بسبب وجودي للمرة الأولى في مناطق لا أعرفها، أما اليوم فأنا أتعلم اللغة وحلمي أن أكمل دراستي الجامعية في لندن”.

ويرى البعض أن الشباب الطامح في السفر نحو دول أوروبا هم من الطبقة الثرية كون تكاليف السفر لا يقوى عليها سوى المقتدرين ماديا، فقد تصل أحيانا إلى ما يزيد عن عشرة آلاف دولار بغية الوصول نحو دولة ما.

أيمن الحلبي يحلم بالسفر نحو بريطانيا ولكن ظروفه المادية صعبة جدا إذ يقول للجزيرة نت “إن تأمين مبلغ يتجاوز المليون ليرة سورية (5800 دولار) شبه مستحيل بالنسبة إلي خاصة وأنني أنفق على عائلتي بعد أن فقد والدي وظيفته بسبب انشقاقي عن الجيش، ولكن لا يمنعني أحد من أن أبقي هذا الحلم في مخيلتي”.

الطريق لأوروبا
كما يواجه من يود الهجرة إلى دول أوروبا خطر التعامل مع المهربين ممن أخذوا هذا العمل كمصدر دخل لهم، فمن يجهل طرق التعامل معهم سيقع لا محالة بين براثن مهرب محتال.

ويتحدث عبد الحميد -أحد المهربين من مدينة حلب- عن تفاصيل التهريب قائلا “كلما تجمع لدي مجموعة من الشباب لا تقل عن عشرة أذهب بهم إلى تركيا عن طريق التهريب ثم نسلك الطريق إلى مدينة “إدرنة” على الحدود اليونانية التركية.

ويضيف في حديث للجزيرة نت “بعد أن نصل اليونان إما أن استخرج لهم جوازات سفر مزورة تحمل صورهم الشخصية بأسماء تعود لمواطنين من أوروبا أو أتركهم في أثينا حسبما يرغبون هم”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

أوروبا تحاصر “مقاتليها” في سوريا عبر مواقع إلكترونية
بروكسل – رويترز
تبنت تسع دول أوروبية خططاً لزيادة تبادل معلومات المخابرات وإغلاق المواقع الإلكترونية للمتشددين في محاولة لمنع توجه مواطنين أوروبيين للقتال في سوريا ثم العودة محملين بأفكار العنف.

وأصبحت المبادرة التي اتخذتها دول تعتبر نفسها الأشد تأثراً من عنف الجهاديين أكثر إلحاحا بعد مقتل 3 أشخاص في إطلاق نار في متحف يهودي في بروكسل الشهر الماضي.

وقالت السلطات إن من المعتقد أن الرجل الفرنسي البالغ من العمر 29 عاماً والذي اعتقل للاشتباه في إطلاقه النار، كان عائداً منذ فترة قصيرة من القتال إلى جانب متشددين إسلاميين في الحرب في سوريا.

وطبقا لبيان أصدرته وزارتا الداخلية في فرنسا وبلجيكا فإن الاقتراحات التي طرحتها الدولتان حظيت بتأييد واسع من جانب كل من ألمانيا والسويد والدنمارك وبريطانيا وهولندا وايرلندا واسبانيا في اجتماع عقد في لوكسمبورج أمس الخميس. وأضاف البيان أن مسؤولين من المجموعة سيعقدون اجتماعات مع “كبرى شركات تقديم خدمة الإنترنت” هذا الشهر لبحث إمكانية الإغلاق الفوري للمواقع الإلكترونية وحظر الرسائل التي تبث الكراهية وتشجع على التطرف أو الإرهاب.

إلى ذلك، حظي اقتراح بريطانيا بتشكيل قوة عمل أوروبية لاستخدام الحملات الإعلامية لمواجهة رسالة المتشددين، بتأييد واسع من جانب الوزراء الآخرين.
استخدام بيانات ركاب الرحلات الجوية

وتتضمن الاقتراحات الأخرى استخدام بيانات ركاب الرحلات الجوية لاقتفاء أثر الأشخاص العائدين من سوريا وتبادل المعلومات والمتابعة عندما ترصد السلطات شخصاً كان في سوريا، ووضع المعلومات الخاصة بمثل هؤلاء على قاعدة بيانات للاتحاد الأوروبي تستخدمها الشرطة وحرس الحدود، وإرسال المعلومات إلى وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول).

وسيعكف الخبراء على صياغة تفاصيل الإجراءات الجديدة قبل أن يتخذ الوزراء قراراً بشأنها في اجتماع يعقد في ميلانو في يوليو المقبل.

وتشعر الحكومات الأوروبية بقلق بالغ تجاه ذهاب بعض مواطنيها- وخاصة المهاجرين ذوي الخلفية الإسلامية- للقتال في سوريا ثم العودة إلى أوروبا حاملين الأفكار المتطرفة إضافة إلى القدرة على التعامل مع السلاح.

حرب الأنفاق في دمشق: الحرب الفعلية الدائرة تحت الأرض
دمشق – فرانس برس
تشهد الأنفاق المحفورة في باطن الأرض على المدخل الشرقي لدمشق على حرب من نوع آخر بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، تستعمل فيها إلى جانب الأسلحة التقليدية تقنيات متعددة منها الإنصات والمكر والتسلل.

ويقول مازن، وهو ضابط في الجيش السوري برتبة نقيب: “نعتمد بالدرجة الأولى على آذاننا. عندما نتمكن من تحديد مصدر الضجيج (الناتج عن الحفر المضاد)، نحفر في اتجاه الهدف”.

ويضيف وهو جالس في ما يشبه الجحر في أسفل مبنى مهجور في حي جوبر الدمشقي: “ثم تحصل المفاجأة: إما أن نجد المسلحين أمامنا وتقع معركة ومواجهة مباشرة، وإما أن نسد لهم نفقهم، وأما أن نستخدمه لصالحنا”.

ويعدّ الحي الواقع في شرق العاصمة ويشهد معارك يومية بين طرفي النزاع اللذين يتقاسمان السيطرة عليه، محوراً استراتيجياً لقربه من ساحة العباسيين. ويمثل وصول المقاتلين إلى الساحة تهديداً جدياً للعاصمة التي تعد نقطة ارتكاز نظام الرئيس بشار الأسد.

ويمكن رؤية حفرة عمقها سبعة أمتار في موقع النقيب مازن، وهي تقود إلى “غرفة مراقبة” وضعت فيها أجهزة كومبيوتر وشاشات متصلة بكاميرات منصوبة في الأنفاق التي حفرتها القوات النظامية.

ويشرح أحد العسكريين أن المعارك في جوبر تقسم إلى قسمين: أولهما “حرب ناعمة” تدور فوق الأرض وتشمل نشر كل طرف قناصة تابعين له في مبانٍ تبعد عن بعضها أمتاراً قليلة أحياناً. وتترافق المعارك مع قصف من الطرفين واستخدام النظام للطيران الحربي.

لكن “الحرب الفعلية” تدور تحت الأرض. ويشرح الجندي وهو جالس قبالة جهاز كومبيوتر: “هنا توجد مدينتان: واحدة فوق الأرض، وأخرى سفلية حيث نتواجد، وهي أكثر واقعية من الأولى”.

ولتفادي نيران القناصة، حفر الجيش النظامي أنفاقاً ضيقة تصل بين المباني التي يسيطر عليها، ووضع فيها مصابيح إضاءة. وفي باحة مبنى من ثماني طبقات يمكن رؤية حفرتين ظاهرتين تؤديان إلى نفقين. وغالباً ما تكون الأنفاق مؤلفة من مسارات عدة فوق بعضها.

ويشرح الملازم ماهر أن “الطبقة السفلية الأولى مخصصة للإمداد، والثانية للتواصل بين المواقع، والثالثة لإجلاء الجرحى. أما الطبقة الأخيرة التي قد يصل عمقها إلى 12 متراً، فتكون مفخخة. وفي حال أراد العدو التسلل نقوم بتفجير المتفجرات التي زرعناها فيها”.

ويتفادى الطرفان المتقاتلان حفر الأنفاق على مستوى واحد، إذ إن ذلك يجعل عملية كشفها سهلة بالنسبة إلى الخصم. ويشبه الوضع لعبة “القط والفأر”، إذ يحاول كل طرف تفادي الآخر، أو خداعه لكشف مخبئه.

ويقول أحد الجنود إن “النقيب علي يثير جنون المسلحين لأنه يعرف كيف يحفر الأنفاق بطريقة تتيح لنا التسلل من خلفهم”.

ويقول العقيد رامز إن “التكتيك الذي يعتمده المسلحون مزدوج، وهو حفر الأنفاق للوصول إلى أبنيتنا لتفجيرها، أو حفر أنفاق تتخطى خطوط دفاعنا للتسلل إلى المدينة من وراء ظهورنا”.

ويستخدم مقاتلو المعارضة منذ أشهر عمليات تفجير الأنفاق في مناطق عدة تشهد معارك، وتكون هذه الأنفاق مربوطة إجمالاً بمواقع عسكرية أو مراكز تجمع للقوات النظامية، أو تهدف التفجيرات إلى فتح طريق إلى موقع آخر، وأبرز هذه التفجيرات حصلت في حلب في شمال البلاد وفي إدلب (شمال غرب).

وبث ناشطون معارضون على موقع “يوتيوب” أشرطة مصورة لعمليات التفجير وأخرى تظهر عمليات الحفر التي تتم بأدوات بدائية ويدوية. ويقول بعض المقاتلين في التسجيلات إن الأنفاق تهدف إلى تأمين خطوط إمداد للمناطق المحاصرة والتسلل إلى مواقع النظام وتدميرها.

وفي دمشق، طلبت الفرقة التي يقودها العقيد رامز مساعدة خبراء في علم الجيولوجيا، مزودين بأجهزة استشعار قادرة على التقاط وجود تجويفات على عمق يراوح بين 10 أمتار و15 متراً. إلا أن هذه الأجهزة تعطي إشارات مضللة في بعض الأحيان، إذ يتبين أنها تعود لقنوات رومانية قديمة.

بالنسبة إلى الجيش السوري، هناك خطان أحمران: ساحة العباسيين القريبة من وسط العاصمة، وبرج “مجمع 8 آذار/مارس” في جوبر، وهو بناء مرتفع يجعل الجزء الشرقي من دمشق في مرمى نيران قناصة المعارضين في حال تمكنوا من السيطرة عليه.

ويقول العقيد رامز إن الجيش أحبط قبل أشهر “هجوماً كبيراً على دمشق”، إثر اكتشافه “في اللحظة الأخيرة”، نفقاً يصل إلى خلف خطوط دفاع القوات النظامية.

وبحسب ضابط في أجهزة الامن، فإن مقاتلي المعارضة “حفروا العديد من الخنادق في جوبر، المئات منها تصل إلى بلدات أخرى” في محيط دمشق.

وبالنسبة إلى مقاتلي المعارضة، قد يستغرق حفر نفق شهوراً.

ويوضح تقرير للمكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية التابعة للائتلاف الوطني المعارض بعنوان “حرب الأنفاق”، أن “الثوار يقضون شهوراً لإنجاز الحفر والوصول إلى النقطة المستهدفة، وهم يستخدمون وسائلهم البدائية ويتغلبون على نقص الأوكسجين والعتمة أيضاً بالوسائل المتاحة، ويحدث أحياناً أن يتم اكتشاف النفق قبل إتمامه، وتكون النتيجة تفجيره وضياع شهور من التعب”.

وأشار إلى أن “حفر الأنفاق ليس خياراً سهلاً ولكنه الحل الوحيد في ظل انعدام التكافؤ في التسليح والمعدات” بالمقارنة مع ترسانة النظام وتجهيزاته.

ويقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية سليم حربا من مقره في دمشق: “لم توجد في العالم شبكة أنفاق متشعبة كتلك الموجودة في سوريا حالياً”.

ويشير إلى أن الظاهرة “انطلقت في حمص (وسط) في 2012. ومنذ ذلك الحين، اكتشف الجيش (النظامي) 500 نفق في البلاد، لكن أعتقد أن عدد الأنفاق المحفورة هو ضعف ذلك”.

تدمير دبابات واستهداف مقار عسكرية بسوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
نجح مقاتلو الجيش السوري الحر، الجمعة، في استهداف مقار وآليات تابعة للقوات الحكومية في عدد من المناطق، لاسيما في ريف دمشق حيث أوقعت المعارك في المليحة قتلى في صفوف تلك القوات، وفقا لناشطين.

وقال ناشطون من المعارضة إن الجيش الحر دمر آليتين عسكريتين وقتل عشرات الجنود في بلدة المليحة، التي تحاول القوات الحكومية منذ أسابيع عدة استعادة السيطرة عليها مستخدمة سلاحي المدفعية والطيران.

في المقابل، قصفت القوات الحكومية مدينة داريا وبلدات أخرى في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حسب ناشطي المعارضة الذين قالوا من جهة أخرى إن بعض المناطق في العاصمة، ولاسيما حي جوبر، تعرضت لقصف مدفعي.

وفي محافظة حلب، قالت “شبكة سوريا مباشر” إن المعارك الدائرة في جبل عزان بالريف الجنوبي أسفرت عن مقتل جنود من القوات الحكومية وتدمير 3 دبابات، في وقت أوقعت الغارات الجوية على مناطق المعارضة قتلى وجرحى.

كما شن الطيران الحربي سلسة من الغارات على حي الهلك في مدينة حلب التي يتقاسم السيطرة عليها طرفا النزاع، بينما شهدت بلدات تل رفعت وأعزاز وأخترين والأتارب في ريف المدينة لقصف جوي أسفر عن مصرع عدد من الأشخاص.

أما في حماة، فقد ذكر “مركز حماة الإعلامي” المعارض إن مقاتلي الجيش الحر استهدفوا مطارا عسكريا، وتمكنوا من تدمير مروحيتين، في حين شن الطيران غارات بالبراميل المتفجرة على قريتي الجبين والجلمة في ريف المحافظة.

وفي دير الزور، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجار سيارة مفخخة في مدينة موحسن أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، في وقت قصفت القوات الحكومية الأحياء التي تخضع لسيطرة المعارضة في المدينة.

واستهدفت القوات الحكومية أيضا عدة مناطق في ريفي حمص ودرعا، بينما شهد ريف اللاذقية مواجهات بين طرفي النزاع حسب “سوريا مباشر” التي أشارت إلى استهداف مجموعات معارضة للقوات الحكومية المتمركزة في قرية السمرة.

“خيارات صعبة” يكشف اختلاف كلينتون مع أوباما بشأن تسليح المعارضة السورية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — اظهر كتاب جديد لوزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، اختلافها في الرؤى مع الرئيس، باراك أوباما، بشأن تسليح الجماعات المعتدلة من المعارضة السورية.

وأشارت كلينتون في كتابها “خيارات صعبة” الذي يطرح في الأسواق الثلاثاء المقبل، وحصلت قناة “سي بي اس” الأمريكية على نسخة منه، : “عدت إلى واشنطن وأنا على ثقة بأننا إذا قررنا بدء تسليح وتدريب العناصر المعتدلة من المعارضة السورية، فأننا بذلك سوف نرسي تعاونا فعالا مع حلفائنا الإقليميين.”

ورغم الدعم الذي أبدته كلينتون، وكوزيرة للخارجية، لسياسة أوباما حيال الأزمة السورية، من بينها التفاوض مع المجتمع الدولي لإيجاد مخرج للحرب الأهلية الدامية وانتقاد دول كالصين وروسيا، اللتان سدتا الطرق أمام الإطاحة بالرئيس السوري، بشار الأسد، غير أن كتابها يكشف حجم الخلاف مع الرئيس فيما يتعلق بتأهيل وتسليح المعارضة السورية.

وحتى اللحظة، اكتفت إدارة واشنطن، وبعض الدول الغربية، بتقديم مساعدات عسكرية غير فتاكة، للمعارضة السورية، خشية وقوع الأسلحة بأيدي جماعات متشددة.

وتحدثت كليننزم عن الخيارات الصعبة بشأن الأزمة السورية، التي راح ضحيتها أكثر من 162 ألف قتيل، ووصفتها بـ”المشكلة الخبيثة التي نادرا ما تمتلك لها جوابا صحيحا.. في الحقيقة ما يجعلها خبيثة إن كل خيار يبدو أسوأ من التالي.. وهذا ما بدا عليه الوضع بسوريا.”

وتناولت وزيرة الخارجية الأمريكية في كتابها، السنوات الأربع التي أمضتها على رأس وزارة الخارجية، والحرب في العراق، التي قالت إنها اخطأت بالتصويت لصالح القيام بالعمل العسكري ضده عام 2003، بجانب الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي، والتفاوض مع حركة طالبان.

تجمع سوري معارض جديد يقوده رئيس وزراء منشق
روما (6 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
علمت وكالة (آكي) الايطالية للانباء من مصادر معارضة أن التجمع السوري المعارض الجديد الذي أعلن عن قرب تأسيسه اليوم سيكون برئاسة رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب.

وقالت المصادر إن الإعلان عنه سيكون “قريباً جداً”، مشيرة إلى وجود أعضاء من الهيئة السياسية لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية في هذا التجمع، ولم يتسن التأكد من دقة هذه المعلومات مباشرة من أصحاب المبادرة.

وكان هيثم المالح رئيس المكتب القانوني في الائتلاف، قد أعلن على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) إلى أن “تجمعاً وطنياً بديلاً عن الائتلاف سيظهر قريباً، وسيكون أكثر تأثيراً على الأرض”، وأعرب عن أمله وقناعته بأن الائتلاف “سيندمج بهذا التجمع” لا العكس، وتمنى أن يكون هذا التجمع الجديد “على قدر المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق أعضائه”.

ووفق مصادر إعلامية بالمعارضة، فإن هيئة سياسية جديدة سيتم تشكيلها قريباً تحمل اسم “المؤتمر الوطني السوري العام لاستقلال القرار الوطني”، وتستعد هذه الهيئة المعارضة الجديدة لعقد مؤتمرها التأسيسي قريباً.

وتضم الهيئة شخصيات من الائتلاف ومن خارجه، هدفهم “استرداد القرار الوطني وتحصينه من محاولة الهيمنة عليه داخلياً وخارجياً، والمحافظة على مكتسبات الثورة، وتوحيد كافة القوى السياسية والعسكرية والمدنية في الداخل والخارج”.

الناطق باسم الائتلاف: علاقتنا بالتجمع المعارض الجديد مرهونة بعوامل نشوئه وقدرته
روما (6 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
قال الناطق باسم ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إن مشروع تشكيل تجمع سوري معارض جديد لا زال في بداياته، وشدد على أن تحديد طبيعة العلاقة بين الائتلاف وأي جسم معارض آخر ليست مسألة نظرية بل ستحددها عوامل نشوئه وقدراته

وحول موضوع تشكيل تجمع سوري معارض يكون بديلاً عن الائتلاف وفق ما أعلن رئيس المكتب القانوني في الائتلاف هيثم المالح، أشار لؤي صافي في تصريح لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء “لقد عمل الائتلاف الوطني منذ تأسيسه في نهاية عام 2012 على تطوير بنيته وقدراته وعلاقاته، وعلى توسيع تمثيل القوى السياسية والثورية الفاعلة على الأرض، فأنشأ وحدة تنسيق الدعم لتأمين المساعدات للسوريين في ظروفهم الصعبة التي فرضتها عليكم حرب نظام الأسد على القوى والمناطق الرافضة لنظام الفساد والاستبداد، ثم أنشأ الحكومة المؤقتة لتقديم الخدمات في المناطق المحررة وتنظيمها، واستمر في هذه الأثناء بالتحرك سياسياً لحشد الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري لتحقيق حل سياسي ينهي الصراع الدموي ويحقق أهداف الثورة”.

وأضاف صافي “رغم الجهود المبذولة فقد واجه الائتلاف مشكلتين أساسيتين، الأولى داخلية وتتعلق بحالة الاستقطاب التي حكمت حركته منذ البداية وغياب البنية التنظيمية القادرة على توظيف الإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة لدى قوى المعارضة والداخل السوري المحرر، والمشكلة الثانية هي عدم توفر الدعم الإقليمي والدولي الكافيين في صراعه مع نظام الأسد المدعوم إقليمياً ودولياً بصورة كبيرة، وبسبب هاتين المشكلتين فقد شعر العديد داخل الائتلاف وخارجه بالحاجة إلى تطوير ورفع الأداء، وسعى آخرون إلى البحث عن بنى سياسية بديلة، واقتراح استراتيجيات جديدة لتجاوز قصور عمل الائتلاف”.

وتابع “إن مؤتمر قرطبة الذي شارك فيه ثلة من المعارضين عُقد لهذا السبب، ولكنه لم يتحول إلى مؤسسة بديلة أو رديفة للائتلاف، التجمع الوطني الذي أشار إلى هيثم المالح، رئيس المكتب القانوني في الائتلاف يمثل محاولة جديدة في هذا الاتجاه، وثمة جهود تبذل اليوم لتطوير أداء المعارضة وهذا المشروع يصب في إطار تلك الجهود.

وأوضح “لقد استخدم المالح لفظي (بديل) و(اندماج) للحديث عن العلاقة بين التجمع الجديد والائتلاف، وفي تقديري فإن المشروع لا زال في بداياته وتحديد طبيعة العلاقة بين الائتلاف وأي جسم معارض آخر ليست كلياً مسألة نظرية بل ستحددها عوامل نشوئه وقدراته، ومن حيث المبدأ، وجود مؤسسات متعددة للمعارضة يثري العمل الثوري، طالما تكاملت الجهود وترادفت القدرات، وهذا أمر يجب أن نرحب به جميعاً من أجل دعم المصلحة الوطنية والدفع بها إلى الأمام”.

وأضاف “في تقديري بقاء الائتلاف الجهة الممثلة للثورة والمعارضة مرهون في قدرته على خدمة أهداف الثورة والدفع بها إلى الأمام، ويتوقف على نجاح الحكومة المؤقتة في مهمتها، والتحديات التي يواجهها على هذا الصعيد هي التي تدفع بالسوريين الأحرار إلى البحث عن بدائل، فالشعب السوري المنتفض لا زال مصراً على حريته وكرامته، وهو ماض في معركته حتى تحقيق الأهداف وإنشاء كافة المؤسسات والمنظمات الضرورية لتحقيق أهدافه” حسب قوله.

وكان المالح، قد أعلن أن تجمعاً وطنياً بديل عن الائتلاف سيظهر قريباً، وسيكون “أكثر تأثيراً على الأرض”، وأعرب عن أمله وقناعته بأن الائتلاف “سيندمج بهذا التجمع” لا العكس، وتمنى أن يكون هذا التجمع الجديد “على قدر المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق أعضائه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى