أحداث الأربعاء 19 نيسان 2017
توجّه لتوسيع «الحضور الدولي والإقليمي» في مفاوضات آستانة
موسكو – رائد جبر
أعلنت كازاخستان عن توجّه لتوسيع الحضور الدولي والإقليمي في الجولة المقبلة من مفاوضات آستانة، ولم تستبعد دعوة السعودية وقطر وأطراف أوروبية بصفة مراقبين. فيما ترددت أنباء في موسكو عن تقديم ورقة روسية إلى طرفي المفاوضات، الحكومة السورية والمعارضة، تضمنت اقتراحاً بتشكيل أربع لجان لتسهيل تحقيق تقدم في جدول أعمال المحادثات.
وأعلن وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمنوف أن بلاده تنوي توسيع دائرة الدول المراقبة في مفاوضات آستانة، ولفت إلى أهمية دعوة السعودية وقطر، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي إلى الجولة المقبلة التي تنعقد يومي 3 و4 أيار (مايو). وقال عبد الرحمنوف انه «من المهم الآن توسيع دائرة المراقبين، والجانب الكازاخي يعمل على هذه المسألة مع البلدان الضامنة (روسيا وتركيا وإيران)، لكي يكون في إمكان الدول المعنية كافة تعزيز نظام وقف النار ومراقبة عملية آستانة». وأضاف أن بلاده «طرحت على الدول الضامنة، وبخاصة على روسيا، مسألة إمكان مشاركة دول عربية مثل السعودية وقطر، ونحن نهتم كذلك بأن يكون الاتحاد الأوروبي على اطّلاع بمجريات مسار آستانة».
ولفت الوزير إلى أن الاهتمام ينصب على ضرورة أن تشارك المعارضة المسلحة في الجولة المقبلة، علماً أن الفصائل السورية قاطعت الجولة الماضية ما أسفر عن فشلها. وأشار إلى أن مشاركة المعارضة في السابق «تمت بفضل جهود تركيا» كما نوّه بمشاركة الأردن في الجولة الماضية، مشيراً إلى أهمية دعوة الأردن كطرف إقليمي مؤثر على مجموعات المعارضة السورية المسلحة في «الجبهة الجنوبية».
وبدأ ممثلو روسيا وتركيا وإيران مشاورات في طهران أمس ينتظر أن تختتم اليوم، وتهدف إلى التحضير لجولة المفاوضات الجديدة في آستانة.
تزامناً، نقلت صحيفة «إزفيستيا» الروسية من مصدر قريب الصلة بتحضيرات مفاوضات آستانة أن روسيا أعدت اقتراحات وأرسلتها إلى ممثلي المعارضة السورية المسلحة، معتبراً أن «تنفيذ الاقتراحات يشكّل استمراراً منطقياً لاتفاق وقف النار». وتتضمن الاقتراحات تشكيل أربع لجان تكلّف «صوغ الدستور السوري، ومناقشة إدارة المناطق التي لا تشهد عمليات حربية. وملف تبادل الأسرى ونزع الألغام».
وأكد النائب الأول لرئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس الاتحاد الروسي فرانس كلينتسيفيتش المعطيات المنشورة، معتبراً أن «تنفيذ النقاط الأربع سيساعد على تحريك عملية السلام». لكن اللافت أن البرلماني الروسي شنّ في الوقت ذاته هجوماً على المعارضة السورية ووصفها بأنها «دمى يتم تحريكها من الخارج»، مشيراً إلى أن الاقتراحات الروسية «تتعارض مع أهداف الأطراف التي تُحرّك الدمى». وأضاف أن «الحوار في آستانة سيستمر حتى لو غاب وفد المعارضة المسلحة». معرباً عن اعتقاده بأن «تركيا أصبحت تسير في ركب السياسة الأميركية حيال مستقبل (الرئيس) بشار الأسد، ولم تعد تخاف من تدهور علاقاتها مع روسيا».
على صعيد آخر، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أن الأزمة السورية ستكون على رأس الملفات خلال زيارة مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني إلى موسكو الاسبوع المقبل. وقال إن «موقف الاتحاد الأوروبي من الأزمة السورية معروف، ولكن الاتحاد الأوروبي أبدى ضبط النفس في رد فعله على الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الحادث الكيماوي في إدلب، والضربة العسكرية الأميركية بعد ذلك». لكنه انتقد في المقابل رفض الاتحاد الأوروبي «العمل في شكل مباشر مع حكومة دمشق وذلك بإملاء سياسي من بعض الدول الفاعلة في الاتحاد التي تصر على ربط أي حديث عن مساهمة أوروبية في إعادة إعمار البلاد بإنجاز عملية الانتقال السياسي في سورية».
ارتفاع حصيلة القتلى الروس في معركة تدمر
ارتفعت حصيلة القتلى في صفوف القوات الروسية في سورية خلال فترة القتال العنيف لاستعادة مدينة تدمر إلى 21 قتيلاً، وفق أدلة جمعتها وكالة «رويترز»، في ضوء ظهور معلومات جديدة عن موت ثلاثة متعاقدين عسكريين.
وحصيلة «رويترز» لقتلى الفترة بين 29 كانون الثاني (يناير) ونهاية آذار (مارس) هذه السنة هي أكثر من أربعة أضعاف الحصيلة الرسمية التي قدمتها وزارة الدفاع الروسية التي تشير إلى مقتل خمسة عسكريين فقط. وتدعم القوات الروسية قوات حكومة الرئيس بشار الأسد. وأوردت «رويترز» الشهر الماضي حصيلة بلغت 18 قتيلاً روسياً في تلك الحقبة من معركة استعادة تدمر، وذلك بناء على حوارات مع أصدقاء وأهالي القتلى، وعلى إشعارات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبناء على معلومات مسؤولين عن مدافن. لكن «رويترز» تمكنت لاحقاً من التحقق من ثلاث وفيات جديدة – ألكسي سافونوف وفلاديمير بلوتنسكي وميخائيل نيفيدوف – بناء على مقابلات مع أشخاص قريبين منهم أشاروا إلى أنهم كانوا متعاقدين عسكريين وليسوا جنوداً نظاميين. وإضافة إلى الجنود، تنشر روسيا في سورية متعاقدين يعملون في القطاع الخاص. وهؤلاء، رسمياً، مدنيون، لكنهم غالباً ما يكونون عسكريين متقاعدين يملكون خبرات عسكرية. وتقول مصادر على معرفة بطبيعة العمليات في سورية إنهم يعملون كقوة قتالية في مهمات على الأرض تحت أوامر قادة عسكريين.
«قوات سورية الديموقراطية» تعلن تشكيل «مجلس الرقة المدني»
بيروت ـ رويترز
أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» في شمال سورية اليوم (الثلثاء) تشكيل مجلس مدني لإدارة الرقة بعد انتزاع السيطرة على المدينة من متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وقالت القوات في بيان إن مسؤوليها يعملون منذ ستة أشهر لتشكيل المجلس، موضحة أن «لجنة تحضيرية عقدت لقاءات مع أهالي ووجهاء عشائر مدينة الرقة لمعرفة آرائهم حول كيفية إدارة مدينة الرقة».
وتعهد الناطق باسم هذه القوات التي تضم القوات مقاتلين عرباً وأكراداً تقديم «كل الدعم والمساندة». وقال العميد طلال سلو إن القوات «سلمت بالفعل بعض البلدات المحيطة بمدينة الرقة إلى المجلس بعدما طردت داعش منها».
وتقدمت هذه الفصائل المقاتلة المدعومة من الولايات المتحدة والتي تشمل عدداً كبيراً من مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردية» باتجاه الرقة بمساعدة ضربات جوية وقوات خاصة من التحالف الدولي لمحاربة «داعش».
وذكرت وسائل الإعلام الشهر الماضي أن الجناح العسكري لـ«قوات سورية الديموقراطية» يساعد في تشكيل مجلس مدني لإدارة المدينة التي تقع شرق سورية وتمثل قاعدة عمليات «داعش» في البلاد.
ومدى سيطرة الأكراد في مستقبل الرقة قضية حساسة بالنسبة إلى سكان المدينة وبالنسبة إلى تركيا التي تحارب تمرداً كردياً على أراضيها منذ ثلاثة عقود وتخشى تنامي سطوة «وحدات حماية الشعب الكردية» عبر الحدود في شمال سورية.
وتقول الولايات المتحدة إنه لم يتم بعد اتخاذ قرار في شأن توقيت وكيفية انتزاع السيطرة على الرقة. لكن «قوات سورية الديموقراطية» تكثف هجومها قرب المدينة لعزلها والسيطرة عليها في نهاية المطاف، فيما تتشكل ملامح الحكم المدني لها.
اجتماع طهران الثلاثي تأثر بـ «أجواء ضربة الشعيرات»
طهران – محمد صالح صدقيان , موسكو – رائد جبر , لندن، نيويورك – «الحياة»
أعلنت كازاخستان أمس، توجّهاً لتوسيع الحضور الدولي والإقليمي في الجولة المقبلة من مفاوضات آستانة في 3 و4 أيار (مايو) المقبل، ولم تستبعد دعوة المملكة العربية السعودية وقطر وأطراف أوروبية «بصفة مراقبين». وتزامن ذلك مع استضافة طهران اجتماعاً لخبراء من الدول الثلاث الراعية وقف النار في سورية وهي روسيا وتركيا وإيران، إضافة إلی ممثل للمندوب الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سورية ستيفان دي ميستورا للبحث في آليات دعم الهدنة بين الفصائل المسلحة التي شاركت في جولات آستانة وبين الحكومة السورية، إضافة إلی درس إمكان استمرار المفاوضات في العاصمة الكازاخية بهدف التوصل إلی حل سياسي للأزمة السورية.
ولم يكن واضحاً هل الاجتماع الثلاثي الذي عُقد في مركز الدراسات السياسية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية في طهران وكان بعيداً من وسائل الإعلام، سيستمر بالفعل ليوم ثان (كما كان متوقعاً) أم أنه أنهی أعماله بحلول ليل أمس. لكن مصادر قريبة من وزارة الخارجية الإيرانية قالت لـ «الحياة» إن الاجتماع تأثر بأجواء الضربة الصاروخية التي شنتها الولايات المتحدة ضد مطار الشعيرات العسكري السوري في حمص، ما انعكس علی موقف الخبراء الأتراك الذين باركت حكومتهم الهجوم بصواريخ «الكروز» الأميركية و «هو ما لا ينسجم مع موقف روسيا وإيران». ودانت موسكو وطهران الضربة التي أمر بشنها الرئيس دونالد ترامب رداً على أدلة متوافرة للاستخبارات الأميركية عن ضلوع القوات النظامية السورية بهجوم بغاز السارين ضد بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في ريف إدلب الجنوبي.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» في طهران إن «معادلات جديدة» تولّدت بعد الهجوم الصاروخي الأميركي، مشيرة إلى «رغبة الإدارة الأميركية الجديدة في إعادة صياغة آلية المواجهة لحل الأزمة السورية»، علی خلفية الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الى موسكو الأسبوع الماضي والاجتماع الثلاثي الذي عقد فيها وجمع وزراء خارجية روسيا وسورية وإيران.
ولفت أمس، تصريح للنائب الأول لرئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس الاتحاد الروسي فرانس كلينتسيفيتش شن فيه هجوماً على المعارضة السورية ووصفها بأنها «دمى يتم تحريكها من الخارج». وأضاف أن «الحوار في آستانة سيستمر حتى لو غاب وفد المعارضة المسلحة». معرباً عن اعتقاده بأن «تركيا أصبحت تسير في ركب السياسة الأميركية حيال مستقبل (الرئيس) بشار الأسد، ولم تعد تخاف من تدهور علاقاتها مع روسيا».
وأعلن وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمنوف أمس، أن بلاده تنوي توسيع دائرة الدول المراقبة في مفاوضات آستانة، ولفت إلى أهمية دعوة السعودية وقطر، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي إلى الجولة المقبلة التي تنعقد يومي 3 و4 أيار. وقال عبد الرحمنوف إن «من المهم الآن توسيع دائرة المراقبين، والجانب الكازاخي يعمل على هذه المسألة مع البلدان الضامنة (روسيا وتركيا وإيران)، لكي يكون في إمكان الدول المعنية كافة تعزيز نظام وقف النار ومراقبة عملية آستانة».
تزامناً، نقلت صحيفة «إزفيستيا» الروسية من مصدر قريب الصلة بتحضيرات مفاوضات آستانة، أن روسيا أعدت اقتراحات وأرسلتها إلى ممثلي المعارضة السورية المسلحة، معتبراً أن «تنفيذ الاقتراحات يشكّل استمراراً منطقياً لاتفاق وقف النار». وتتضمن الاقتراحات تشكيل أربع لجان تكلّف «صوغ الدستور السوري، ومناقشة إدارة المناطق التي لا تشهد عمليات حربية. وملف تبادل الأسرى ونزع الألغام».
ميدانياً، خطت «قوات سورية الديموقراطية»، خطوة جديدة أمس نحو ترتيب أوضاع مدينة الرقة، استعداداً لمرحلة ما بعد طرد تنظيم «داعش» منها، وأعلنت تشكيل «مجلس مدني» لإدارتها، في خطوة ربما تزيد غضب تركيا التي ترفض مشاركة الأكراد في تحرير هذه المدينة التي تُعتبر بمثابة عاصمة لـ «داعش» في شمال شرقي سورية.
وفي نيويورك («الحياة»)، دان مجلس الأمن «الاعتداء الإرهابي البربري الجبان» في منطقة الراشدين غرب حلب الذي أودى بنحو ١٢٦ من النازحين بينهم الكثير من الأطفال. وشدد المجلس في بيان على التزامه محاربة الإرهاب بكل أشكاله وعلى أن كل الأعمال الإرهابية هي أعمال إجرامية تستدعي جلب مرتكبيها وداعميهم الى العدالة.
آيرولت: باريس تمتلك “الدليل” على تورّط النظام السوري في هجوم “إدلب” الكيميائي
باريس ـ الأناضول ـ قال وزير الخارجية الفرنسية، جان مارك آيرولت، اليوم الأربعاء، إن مخابرات بلاده ستقدّم، خلال الأيام المقبلة، دليلا على أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية في الهجوم على بلدة “خان شيخون”، بمحافظة إدلب السورية.
وأضاف آيرولت، في برنامج تلفزيوني بثته قناة البرلمان الفرنسي “آل سي بي”: “لدينا معطيات تسمح لنا بإثبات أن النظام (السوري) استخدم الأسلحة الكيميائية”.
وتابع أنها “مسألة أيام فقط، وسنقدّم الدليل على أن النظام السوري هو من يقف وراء تلك الضربات”.
وأوضح أن “المخابرات العامة والعسكرية تجريان تحقيقا”.
ولم يقدم الوزير الفرنسي تفاصيل إضافية حول الموضوع.
وفي 4 أبريل/نيسان الجاري، قتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 آخرين، غالبيتهم من الأطفال، بالإختناق، ببلدة “خان شيخون” بريف إدلب شمال غربي السورية.
مقتل عشرين مدنيا في غارات للتحالف الدولي على البوكمال شرق سوريا
فصائل كردية متحالفة مع أمريكا تعلن تشكيل «مجلس الرقة المدني»
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قتل عشرون مدنيا على الأقل بينهم ستة أطفال، في الساعات الـ24 الأخيرة، جراء غارات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن على مناطق تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء، فيما اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس، التحالف الدولي بقيادة أمريكية بعدم اتخاذ «الاحتياطات اللازمة» لتجنب مقتل عشرات المدنيين خلال غارة نفذتها الشهر الماضي واستهدفت مسجداً في شمال سوريا خلال تجمع المصلين في داخله.
وأحصى المرصد مقتل «13 مدنياً بينهم خمسة أطفال ليل الاثنين جراء غارات للتحالف الدولي على مدينة البوكمال الواقعة على الحدود السورية العراقية» في الريف الشرقي لدير الزور. وتسبب القصف أيضا «بمقتل ثلاثة عناصر من تنظيم الدولة من الجنسية العراقية»، بحسب المرصد.
وشنت طائرات التحالف غارات على مناطق أخرى، الإثنين، استهدفت إحداها قرية الحسينية في الريف الغربي لدير الزور، وتسببت بمقتل «سبعة مدنيين بينهم طفل» وفق المرصد.
وقالت «هيومن رايتس ووتش» في تقرير أصدرته حول الغارة التي استهدفت في 16 مارس/آذار الماضي مسجد عمر بن الخطاب في قرية الجينة في محافظة حلب «إن القوات الأمريكية، على ما يبدو، لم تتخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين».
وقتل 49 شخصا معظمهم مدنيون، كما أصيب أكثر من مئة آخرين بجروح، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان جراء الغارات على قرية الجينة، التي تسيطر عليها فصائل معارضة وإسلامية.
واعتبرت المنظمة في تقريرها المستند إلى مقابلات هاتفية مع 14 شخصا «مطلعين مباشرة على الهجوم» وأبحاث صادرة عن منظمات متخصصة في مجال تحليل الصور، أن «تصريحات السلطات العسكرية الأمريكية بعد الهجوم تشير إلى عدم معرفتها أن المبنى المستهدف كان مسجداً، وأن الصلاة كانت على وشك البدء فيه، وأنه كانت هناك محاضرة دينية وقت الهجوم».
وأوضحت أنها «لم تجد أدلة تدعم الادعاء بأن أعضاء تنظيم القاعدة أو أي جماعة مسلحة أخرى كانوا مجتمعين في المسجد».
من جهة أخرى أعلنت فصائل كردية مقاتلة متحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا، أمس الثلاثاء، تشكيل مجلس مدني لإدارة الرقة بعد انتزاع السيطرة على المدينة من تنظيم «الدولة الإسلامية».
وتقدمت «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشمل عددا كبيرا من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية باتجاه الرقة بمساعدة ضربات جوية وقوات خاصة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وتضم القوات مقاتلين عربا وأكرادا يحاربون التنظيم المتشدد. وقالت إن مسؤوليها يعملون منذ ستة أشهر لتشكيل المجلس.
وقالت القوات في بيان إن لجنة تحضيرية عقدت «لقاءات مع أهالي ووجهاء عشائر مدينة الرقة لمعرفة آرائهم حول كيفية إدارة مدينة الرقة».
قوات خاصة لتنظيم «الدولة» أشرف على تدريبها أبو محمد العدناني تقاتل في تدمر السورية والموصل العراقية
وائل عصام
إسطنبول ـ «القدس العربي»: ما زالت قدرة تنظيم «الدولة» على خوض المعارك رغم التفوق الهائل لخصومه الدوليين تلفت المراقبين، فقد تمكن التنظيم على مدى السنوات الماضية من تأسيس بنية عسكرية صلبة بطرق تختلف عن المؤسسات العسكرية التقليدية في المنطقة، وآخر تلك التشكيلات هي القوات الخاصة لـ«جيش الخلافة» والتي تردد اسمها كثيراً منسوبة لقيادات عدة داخل التنظيم، ولكن القوة التي نحن بصدد الحديث عنها هي ألوية عدة خاصة تكونت في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وتولى الاشراف على هذه الألوية الخاصة الناطق الرسمي السابق باسم التنظيم ابو محمد العدناني والذي قتلته قوات التحالف قبل أشهر في ريف حلب الشمالي.
ويقول عناصر من هذا التشكيل تحدثت اليهم «القدس العربي» ان العدناني المعروف بـ«حجي فيصل» هو من تولى بشكل مباشر انتقاء وتوجيه هذه المجموعات منذ اليوم الأول في معسكرات تدريب في سوريا.
وتتشكل هذه القوات الخاصة من ألوية عدة معظمها ينتشر حالياً في سوريا، منها «لواء الصديق» و«لواء الفاروق»، وتقتصر العضوية فيها للأعمار الشابة الفتية، ويشترط على المنتمي لمعسكر التدريب الالتزام بالبقاء فيه لمدة عام كامل دون زيارة أهله، ويتم اختيارهم من صنف الانغماسيين بحيث تتوفر فيهم روح الاستماتة بالقتال، ويتدربون بشكل خاص على حرب الشوارع في المدن، وبالرغم من وجود اعداد كبيرة من مقاتلي القوقاز الشيشان والليبيين في صفوفهم في بدايات تأسيس هذه القوة قبل اعوام، إلا أنها باتت تقتصر على العناصر العراقية والسورية في العامين الأخيرين، مع زيادة نسبة السوريين بالنظر للمساحات الواسعة التي ما زال التنظيم يسيطر عليها في سوريا مقابل تضاءل نفوذه في العراق.
وتنفصل إدارة هذه الأولوية الخاصة ومعسكراتها عن جيوش الولايات، فمعسكراتها تابعة لـ«جيش الخلافة» الذي يتبع ادارياً لتسلسل مختلف عن الولايات المحلية، وهي قوات مخصصة للمعارك الكبرى في المدن، وعدا عن لواء الصديق الذي توجه للموصل فان باقي هذه الالوية الخاصة منتشرة في جبهات القتال الرئيسية في سوريا وخصوصاً تدمر.
وهم مدربون للبقاء لأشهر طويلة في معارك تحت الحصار، ويقول أحد المصادر المطلعة لـ«القدس العربي»، «انهم قليلاً ما يتدربون على كيفية الانسحاب خلال المعارك، فهم قوة معدة لاقتحامات المدن والتحصن فيها، وعرف عنهم ان هجماتهم تنتهي بنتيجة من اثنتين، اما ان يقتلوا جميعاً أو يسيطروا على الأرض المطلوب مسكها، وهم معدون للقتال حتى في حالات الاصابة».
ويحكم الطبيعة المتمرسة لهذه القوات فقد ارسلت مجموعات منها إلى مدينة الموصل حيث تدور معارك طاحنة في الجانب الايمن من المدينة للشهر السابع على بداية المعارك، وتنتمي المجموعات التي تم إرسالها للموصل لـ«لواء الصديق»، وتقول المصادر ان القوة التي توجهت للموصل مكونة من مجموعتين يقارب عددهم الالف مقاتل، احداهم مجموعة مختصة بالاقتحامات وهي التي دخلت للجانب الأيمن للموصل وتخوض حالياً معارك الدفاع عن ما تبقى من احياء الجانب الأيمن إلى جانب المقاتلين التابعين لولاية نينوى، ومجموعة أخرى معنية بتقوية التحصينات الدفاعية لمحيط الموصل في قرى تلعفر.
النظام يتاجر بإعادة إعمار سوريا… «بيلاروسيا» ملاذ اقتصادي جديد للأسد
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: في إطار سعيه الدائم عن بدائل لانتشال اقتصاده من حافة الهاوية، يعتزم النظام السوري تقديم تسهيلات أمام دخول شركات البناء والإنشاء «البيلاروسية» في مرحلة إعادة الإعمار، وذلك مقابل تفعيل الحكومة البيلاروسية لخط ائتماني، مخصص لدعم استيراد منتجات معادن، وآليات صيانة طرق، وآليات نقل عامة يحتاجها النظام.
ونقلت وسائل إعلام موالية للنظام، عن مصادر في حكومة النظام، أن الأخيرة ستضمن للجانب البيلاروسي مقابل التسهيلات هذه، حصولها على استثمارات وتوطينها لصناعاتها في سوريا.
وأضافت المصادر أن «النظام السوري سلم الجانب البيلاروسي، قائمة بالسلع السورية المتاحة للتصدير إلى الأسواق البيلاروسية»، وهو الأمر الذي وضع علامات استفهام حول السلع التي لا زالت موجودة لدى النظام، بعد كل هذه السنوات من الحرب.
ويرى الصحافي الاقتصادي، فؤاد عبد العزيز، في تصريح لـ«القدس العربي»، أن النظام السوري لم يعد يمتلك أي قطاع إنتاجي، باستثناء «الحمضيات»، التي يعوّل عليها لحل أزمته الاقتصادية، بعد ضرب القطاع الصناعي، وتوقف الانتاج النفطي.
ويدلل لجوء النظام إلى دولة ذات اقتصاد ضعيف مثل بيلاروسيا، على بحث النظام عن أخبار صحيفة يقدمها للسوريين، لكي يقول فيها بأن الحصار الاقتصادي المفروض عليه غير موجود، حسب عبد العزيز، الذي أضاف: «إن الحديث عن تصدير يعني التعامل بالعملات الصعبة، والذي يعني أيضاً دعم العملة المحلية (الليرة) المتدهورة».
لكن حتى «الحمضيات» السلعة الوحيدة التي لا زالت بيد النظام السوري حسب عبد العزيز، لم يحالفها الحظ في الأسواق الروسية القريبة من البيلاروسية، بسبب عدم تناسبها مع المواصفات المعتادة للسوق الروسية، على ما ذكر الصحافي والكاتب الاقتصادي، إياد الجعفري لـ«القدس العربي». وأوضح الجعفري، وهو مدير تحرير موقع إلكتروني (اقتصاد مال وأعمال السوريين) متخصص بالاقتصاد السوري، أن النظام السوري سعى إلى تصدير الحمضيات إلى الأسواق الروسية، مستفيداً من تعطشها لهذه المادة التي كانت تغطيها من الأسواق التركية، وخصوصاً بعد توتر العلاقات الروسية التركية العام الماضي، إلا أن رهانه فشل، لأن الحمضيات السورية لم تحقق تأثيراً يذكر في الأسواق الروسية، على حد تأكيده.
وتحت عنوان «نشاط إعلامي لا أكثر»، قلل الجعفري من حديث النظام عن اتفاقيات اقتصادية مع بيلاروسيا وأمثالها من الدول «الهامشية»، مشيراً إلى الصعوبات الجمة التي يواجهها النظام السوري في تأمين المواد الأساسية التي يحتاجها، مثل النفط والقمح.
وعن إشارة النظام إلى مرحلة «إعادة الإعمار» سخر الجعفري قائلاً «في حال التقى مسؤول النظام مع مسؤول بالكونغو، فبالتأكيد سوف يتحدث مسؤول النظام بموضوع إعادة الإعمار، لأنها نغمة يحرص على عزفها لكي يُسمع الغرب والخليج، وليقول لهم إنه قادر على إعمار سوريا دون الحاجة لأموالهم».
وتابع «لقد قال بشار الأسد حرفياً، إن إعادة الإعمار ستكون بمثابة الجائزة للدول التي تدعمه»، واستدرك «لكن عملياً هذا الحديث غير دقيق».
واستشهد الجعفري بما تم الحديث عنه مؤخراً، من استعداد شركات لبنانية للعمل في حقل إعادة الإعمار في مدينة حلب، بعد أن استعادها النظام في أواخر العام الماضي، وأضاف «لكن بعد دخول الولايات المتحدة على الخط العسكري، عادت حسابات النظام إلى الوراء»، على حد تعبيره.
وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة تشرين منذر خدام، وهو معارض من الداخل، إن «النظام السوري يتاجر بكل شيء، حتى بإعادة الإعمار التي تتطلب مساعدات دولية».
وتعليقاً على الخط الائتماني البيلاروسي للنظام، أوضح لـ«القدس العربي» من اللاذقية، أن الخط الائتماني هو نوع من الإقراض، لكن بدون تسليم القرض، ويضمن تسليم بضائع من الدولة المعنية أو غيرها، وليس مهماً أن تكون الدولة المعنية أي بيلاروسيا قوية اقتصادياً، بل يكفي أن يقبل الطرف الثالث بملاءتها المالية وتوفر السيولة لديها.
تعتبر زراعة الحمضيات في المناطق الساحلية السورية من الزراعات الرئيسية، وهي مناطق موالية للنظام، وتقدر أرقام شبه رسمية عدد العاملين في زراعة الحمضيات بحوالي 60 ألف أسرة.
الأزمة بين تركيا وأوروبا… نتيجة الاستفتاء تزيد الخلافات وتُعقدها والتصعيد سيد الموقف
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: صبت نتائج الاستفتاء الذي جرى في تركيا، الأحد، حول تعزيز صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزيت على نار الخلافات المتصاعدة أساساً بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، وفتحت الباب مجدداً أمام مسلسل جديد من الانتقادات والتصريحات النارية والتهديدات المتبادلة.
وعلى الرغم من التكهنات السابقة بأن يؤدي التصويت بـ«نعم» في الاستفتاء على التعديلات الدستورية إلى تخفيف التوتر بين الجانبين من منطلق انتهاء سبب الأزمة الأخيرة واضطرار أوروبا إلى التعامل مع الأمر الواقع، إلا أن ضعف نتيجة حسم الاستفتاء فتح الباب أمام التشكيك الأوروبي وبالتالي غضب أردوغان الذي عاد لإطلاق تصريحاته الحادة وتهديداته القديمة.
وأمس الثلاثاء، دعا الاتحاد الأوروبي أنقرة إلى «فتح تحقيق شفاف في التجاوزات المفترضة» في عملية الاستفتاء، وهو ما رد عليه رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بالقول إنها «انتقادات غير مجدية» وطالب الجميع «أن يحترم كلمة الأمة التركية التي صوتت بنعم».
كما اتهمت وكالة الأناضول الرسمية بعض أعضاء اللجنة المبتعثة من قبل مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا لمتابعة، بأنهم شاركوا في اجتماعات وتجمعات مناهضة لتركيا، إضافة إلى مشاركتهم في حملات تدعو إلى التصويت بـ «لا» في الاستفتاء، وأن أعضاء من اللجنة قد شاركوا في اجتماعات مؤيدة لحزب العمال الكردستاني الإرهابي.
وكانت لجنة مراقبة منبثقة عن البرلمان الأوروبي شككت، الاثنين، في نتائج الاستفتاء الذي فاز به خيار «نعم» بنسبة 51.3٪ من الأصوات، مشيرة إلى حصول إجراءات تُعكر صفو عمليات التصويت ونزاهتها، واعتبرت أن الاستفتاء جرى في ظروف غير عادلة للطرفين، وذلك إلى جانب التصريحات التي أطلقتها عدم من العواصم الأوروبية والتي دعت أردوغان إلى «التعقل».
وبينما اعتبرت وزارة الخارجية التركية أن التقرير «مسيس وغير منطقي»، هاجمه أردوغان بقوة وقال إن بلاده اعتادت على «هذا النهج وعلى الأوروبيين التزام حدودهم»، ولوح بأن بلاده قد تلجأ قريباً إلى إجراء استفتاء شعبي جديد حول سحب ملف انضمامها إلى الاتحاد «الذي يماطل منذ أكثر من ثلاثين عاماً في هذا الملف».
ورداً على تلميحات تركية بإمكانية العمل من خلال البرلمان أو إجراء استفتاء شعبي من أجل إعادة عقوبة الإعدام في البلاد، اعتبرت العديد من الدولة الأوروبية أن تطبيق هذا الأمر سيعني انتهاء الحلم التركي بالانضمام إلى الاتحاد.
وحذرت فرنسا بأنه في حال نظمت تركيا استفتاء حول معاودة العمل بعقوبة الإعدام، فإن ذلك سيكون «ابتعادا» عن «القيم» الأوروبية، وقالت الرئاسة الفرنسية: «تنظيم استفتاء حول عقوبة الإعدام سيشكل بالطبع ابتعادا عن القيم والتعهدات» التي اتخذتها تركيا «في إطار مجلس أوروبا».
وهدد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل، بإنهاء مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي في حال إعادتها أحكام الإعدام، مشيراً إلى أن «الأمر سينهي أحلام أنقرة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وسيوقف مفاوضاتها المستمرة منذ عشرات السنين بهذا الخصوص». فيما طالب وزير الخارجية النمسوي سباستيان كورتز وزعيم الاشتراكيين في البرلمان الأوروبي جياني بتييلا بوقف مفاوضات انضمام تركيا.
وكان اليميني الهولندي زعيم حزب الحرية «خيرت فيلدرز» دعا الأتراك المغتربين في هولندا لمغادرة البلاد بشكل جماعي والعودة إلى تركيا عقب تصويت أغلبية الجالية التركية في بلاده لصالح دعم التعديلات الدستورية، معتبراً أن «تركيا اختارت المزيد من الفاشية الإسلامية والاستبداد».
إلا أن وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، قال الثلاثاء، إن «دعوات عزل تركيا ليست في مصلحة بلادنا»، مضيفاً: «نحن نعتقد أن تركيا، التي تقع بين الشرق والغرب، تلعب دوراً رئيسياً.. أسمع دعوات لعزل أنقرة وموسكو (…) وببساطة أقول إن هذا ليس في صالحنا لأنه لا يأخذ الواقعية السياسية بعين الاعتبار».
لافروف يلمح إلى رفض الخطة الأميركية لسورية: الحل بـ2254
موسكو ــ العربي الجديد
توحي تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الروسي في موسكو، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، برفض ضمني لما قالت وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية إنها خطة أعدتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لوقف الحرب السورية، وتتضمن انتقالًا سياسيًا يتم على ثلاث مراحل، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، طرحها على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي في موسكو، وطلب منه عدم الرد فوراً على المقترح والتفكير به لبلورة موقف موسكو منه.
وتشير المرحلة الأولى من خطة واشنطن، إلى القضاء التام على تنظيم “داعش”، وتتحدث الثانية عن تطبيع الوضع في سورية عبر فرض “مناطق استقرار” بدل فكرة “المناطق الآمنة”، وتعزيز الإدارات المحلية للمناطق السورية و”أن يحكم السنّة المناطق السنية والأكراد المناطق الكردية…” بحسب ما جاء في النصّ، على ألا تتطلب هذه المرحلة وجوداً أميركياً على الأرض السورية وأن تتم مراقبة الوضع من الجو بمشاركة طائرات روسيا والنظام السوري. أما المرحلة الثالثة للخطة الأميركية، بحسب “أسوشييتد برس” فهي تنص على تنحي رئيس النظام بشار الأسد بالقوة أو طواعية، قبل الشروع بإعادة الإعمار.
وأوحى لافروف، اليوم الأربعاء، في تصريحات صحافية نقلتها قناة “روسيا اليوم”، بأن موسكو ترفض الخطة الأميركية، من خلال تشديده على أن “الحل الوحيد للأزمة السورية هو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، “الذي يؤكد حق الشعب السوري في تقرير مصير بلاده” بحسب تعبير لافروف.
ورداً على سؤال صحافي حول الموقف الروسي من الخطة الأميركية التي نقلها تيلرسون إلى موسكو، أجاب لافروف أن “خطة التسوية جاهزة بالنسبة إلينا، وتمت الموافقة عليها في مجلس الأمن بموجب القرار 2254، لا في واشنطن”.
ورأى الوزير الروسي، في تصريحاته، أن “قرار مجلس الأمن المشار إليه، يوضح جميع جوانب التسوية المستندة إلى مبدأ أن الشعب السوري هو المخول الوحيد في تقرير مصير بلاده”. وفي رد آخر على سؤال حول خطة ترامب للتسوية في سورية، أجاب لافروف “لقد بحثنا مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الأزمة السورية بحذافيرها، وأنا على ثقة تامة في أنه لا بديل عن التطبيق الصادق لقرار مجلس الأمن”.
ويطالب القرار 2254 الصادر بتاريخ 18 ديسمبر/ كانون الأول 2015، جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن، على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار ويطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف إجراء تحول سياسي يتحدث عنه القرار بشكل مخالف لبيان جنيف 1 (2012)، بصيغة “هيئة تمثيلية ذات مصداقية” بخلاف مصطلحات وثيقة جنيف التي تحدثت صراحة عن “هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية”.
مقتل طفلين وجرحى مدنيّون بقصف النظام وروسيا
جلال بكور
قتل طفلان وأصيب مدنيون، اليوم الأربعاء، بقصف جوي روسي ومن النظام السوري على مناطق في مدينة دير الزور وفي ريف حمص الشمالي وريف درعا، في حين واصلت المعارضة عملياتها العسكرية في مدينة درعا ضد قوات النظام السوري.
وقال المتحدث باسم “حركة تحرير الوطن”، صهيب العلي، لـ”العربي الجديد”، إن الطيران الروسي استهدف مناطق في مدينة الرستن والمزارع المحيطة بها بصواريخ فراغية، موقعاً جرحى من المدنيين بينهم أطفال ونساء.
وتشهد مدينة الرستن والقرى والبلدات المحيطة بها قصفاً متكرّراً من قوات النظام السوري والطيران الروسي أوقع ضحايا بين المدنيين.
إلى ذلك، أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة المنضوية في “غرفة عمليات البنيان المرصوص” مواصلة عملياتها ضد ما تبقّى من قوات النظام السوري في حي المنشية بمدينة درعا، حيث استهدفت موقعاً لقوات النظام في جبهة حي سجنة، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل، في حين دمرت دبابة لقوات النظام واستهدفت مواقع عدة بالتزامن مع تراجع لقوات النظام في الجبهات.
وتحدث “تجمّع أحرار حوران” عن توثيقه مقتل 168 عنصراً بينهم 63 ضابطاً برتب مختلفة من قوات النظام السوري خلال المعارك مع المعارضة في مدينة درعا.
في المقابل، شنّ طيران النظام السوري والطيران الروسي أكثر من عشرين غارة على مواقع تسيطر عليها المعارضة في مدينة درعا، متسبّباً بوقوع دمار كبير، وفق ما ذكرت مصادر محليّة.
وفي الشأن ذاته، أكد المتحدث باسم “تجمع أحرار حوران”، أبو محمود الحوراني، لـ”العربي الجديد”، مقتل طفل جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري استهدف الأحياء السكنية في مدينة درعا.
وفي دير الزور، قالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن طفلة قُتلت وجرح مدنيون بينهم أطفال ونساء، جراء غارة من طيران النظام السوري على منطقة البريد في حي الحميدية وسط مدينة دير الزور، بينما قام تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بإعدام شخصين في قرية حطلة بريف دير الزور الشرقي وقام بتعليق رأسيهما في وسط القرية وفق المصادر.
وفي الرقة، تمكنت المليشيات الكردية المدعومة بطيران التحالف الدولي “ضد الإرهاب” من بسط سيطرتها على أربع قرى هي (أم تنك، الجربوع، جرو، الحتاش)، في ريف المدينة الشمالي الشرقي، بعد انسحاب “داعش” منها، بحسب ما أفادت مصادر لـ”العربي الجديد”.
وتواصل المليشيات عملياتها العسكرية في أطراف مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، بالتزامن مع محاولات شن هجوم معاكس من تنظيم “الدولة الإسلامية” باتجاه قرية عايد شرق المدينة تكبّد خلالها الطرفان خسائر بشرية.
وفي شأن متصل، سيطرت قوات النظام السوري على سد أبو كلة شمال غرب المحطة الرابعة بمحيط مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، بعد معارك مع “داعش”.
النظام السوري يخلي محيط المسجد الأموي ويفتحه للزوار الإيرانيين
لبنى سالم
وسط حالة من الغضب الشديد بدأ أصحاب المحال والبسطات التجارية المحيطة بالجامع الأموي في مدينة دمشق، اليوم الأربعاء، إخلاء محالهم وبسطاتهم من البضائع والمنتجات، عقب قرار اتخذته حكومة النظام بالإخلاء والإزالة في محيط الجامع ومصادرة بضائع المخالفين، معللة قرارها بالحفاظ على الطابع السياحي للمكان.
وتعد منطقة الجامع الأموي الواقعة في دمشق القديمة إحدى أكثر النقاط استقطاباً لزوار المدينة وأهلها، ما دفع الكثير من نازحي المناطق المنكوبة لافتتاح بسطات تجارية هناك لكسب أرزاقهم، بعدما خسروا كل شيء.
من هؤلاء أبو جهاد، وهو نازح من الزبداني، يصف القرار بـ”خربان البيت”، قائلاً “أنا رجل برقبتي 3 عائلات، زوجتي وأطفالي ووالدي وعائلة أختي التي اختفى زوجها، مستأجرين غرفتين في أحد بيوت دمشق القديمة، نعيش جميعاً على رزق هذه الألبسة التي أبيعها على الطاولة، منذ أن نزحنا وتهدّم منزلنا ومحلنا في الزبداني. فوق كل هذا أنا بلا عمل اليوم وأنتظر الفرج”.
ويضيف “كل أسبوع كانوا يأتون ويهددوننا بالإخلاء حتى نجمع لهم الرشوة، بعد كل ما قبضوه من أصحاب البسطات والمحلات قرروا طردنا”.
ويرى المحامي حسام حنّان أن “العقارات الموجودة في المنطقة لطالما كانت موضوع جدل بين مالكيها ووزارة السياحة التي وضعت يدها عليها منذ سنوات، إلا أن الجدل استمر سنوات طويلة، ولم تُخلَ العقارات حتى في أوج ازدهار السياحة والأوضاع الاقتصادية في البلاد، وعمد بعض المالكين للوصول إلى حالة تسوية غير معلنة مع المحافظة للبقاء في محلاتهم. ومع بدء الحرب والنزوح تغيرت ملامح المكان أكثر، وغلبت عليه البسطات في الشوارع، والبرّاكات (غرفة حديدية) التي حصل أصحابها على أذون رسمية بافتتاحها ودفعوا كل ما يترتب عليهم لذلك، إضافة إلى السياحة الدينية، خاصة الشيعية منها، والتي وصلت إلى الجامع الأموي”.
ويتابع “لا يمكن الجزم بالنيّة الحقيقية وراء هذا الإخلاء، يمكن أن يكون مجرد ضغط على التجار الذين لا يدفعون من الرشاوى ما يكفي، خاصة أن أرباحهم لا يستهان بها في هذه المنطقة، ويمكن أن يكون بضغط من النفوذ الشيعي الذي يتمدد في العاصمة، أو حتى بهدف استثمار المكان من قبل المقربين من النظام كما يحدث في أي منطقة تجتذب الزوار في سورية كاللاذقية وطرطوس وعدد من النقاط الحيوية في العاصمة والتي يستثمرها رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري”.
واتهمت حكومة النظام في قرارها الذي نشرته في صحف محلية، أصحاب المحال التجارية بالتعدي على آثار المنطقة، ما أجج غضب الدمشقيين من الحكومة التي توفر كافة التسهيلات لبسط الهيمنة الإيرانية على العديد من مناطق دمشق القديمة، والتي يصفها الدمشقيون بأنها باتت محتلة من الزوار الإيرانيين، ومنها منطقة الجامع الأموي المتاخم لمرقد السيدة زينب أحد المزارات المقدسة بالنسبة لأتباع الطائفة الشيعية.
ويلفت فادي الشريف، وهو نازح سوري في دمشق القديمة، إلى كثافة الوجود الإيراني والعراقي في المنطقة، قائلاً: “رغم أزمة النزوح السوري في دمشق، إلا أن الأولوية في الإيجارات في هذه المنطقة باتت للإيرانيين، ما يرفع أيضاً أسعار الإيجارات على النازحين”.
ويضيف “نزحت عائلة أخي وأقامت معنا في البيت، نعيش في غرفة واحدة منذ ثمانية أشهر، ولم نستطع حتى اليوم الحصول على مكان نستأجره قربنا، فالإيرانيون يدفعون أكثر، الأسوأ أن العديد منهم من عائلات المقاتلين مع جيش النظام، وإقامتهم ليست مؤقتة كباقي الزائرين، ثم أن أحداً من أصحاب العقارات لا يجرؤ على رفضهم خوفاً من المضايقات التي يتسببون بها بسبب نفوذهم الكبير”.
“سبوتنيك” تتحدى الملل:”ويكيبيديا” تساعد المعارضة السورية في صنع السارين
منذ الهجوم الكيماوي المروع الذي نفذه النظام السوري، في بلدة خان شيخون بريف إدلب، مطلع الشهر الجاري، لم تتوقف ماكينة البروباغندا الروسية الحليفة للنظام، عن تقديم التبريرات التي تحاول بها تبرئة النظام من المسؤولية عن الجريمة التي راح ضحيتها حوالى 100 شخص، معظمهم من الأطفال. مهما كانت تلك التبريرات كوميدية وبعيدة عن المنطق.
وآخر ما قدمته البروباغندا الروسية، هو الادعاء بأن “إرهابيي المعارضة” قاموا بتركيب غاز السارين السام عن طريق الاستعانة بمعلومات عامة بسيطة موجودة في موقع “ويكبيبديا”، وهي “نظرية” نشرتها وكالة “سبوتنيك” التابعة للكرملين، الأربعاء. في حين ما زالت روسيا والنظام السوري ينكران مسؤوليتهما عن الهجوم، رغم الأدلة التي تقدمها تقارير محلية وغربية التي تثبت تورط النظام في القصف بعلم روسيا.
في السياق، نقلت “سبوتنيك” تصريحات للخبير العسكري فكتور موراخوفسكي، أدلى بها لمجلة “فزغلاد” الروسية، قال فيها أن “إنتاج المواد الكيماوية وتحديداً غاز الخردل لا يتطلب شروطاً خاصة”، مضيفاً “أنه لا توجد صعوبة في تصنيع الأسلحة الكيماوية لشخص لديه قليل من الفهم في الكيمياء، كما أن مواد تصنيع السارين معروفة جيداً”!
يأتي ذلك في وقت قال فيه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الثلاثاء، أمام مجلس العموم في البرلمان البريطاني أن الحكومة البريطانية تعرف تماماً أن اثنتين من طائرات السوخوي أقلعتا من مطار الشعيرات حيث يتم تخزين الأسلحة الكيماوية، مضيفاً أن دراسة العينات من الحفرة التي أحدثتها القذائف في خان شيخون تظهر بوضوح، ليس فقط استخدام غاز السارين السام المحرم دولياً، بل أن ذلك الغاز يحمل صفات الغاز نفسه الموجود لدى النظام السوري والذي يقوم بتصنيعه وتخزينه رغم اتفاقية 2013 التي تقضي بتفكيك الترسانة الكيماوية للنظام.
عملية عسكرية في ضواحي حلب..تمهد لزيارة الأسد؟
خالد الخطيب
تعرّضت ضواحي حلب الغربية والشمالية، ليل الثلاثاء-الأربعاء، إلى قصف عنيف من قبل المقاتلات الروسية. واستهدف القصف بالقنابل العنقودية، والصواريخ، والقنابل الفراغية المحمولة بالمظلات، كلاً من بلدات حريتان وحيان، وبيانون، وكفرحمرة، ومنطقة أسيا، والليرمون، وعندان التي كان لها الحصة الأكبر من عدد الغارات التي تجاوزت 15 غارة جوية شمال حلب، في حين طال القصف أكثر من 25 بلدة وموقعاً غرب حلب، وخصوصاً في الراشدين والمنصورة، والبحوث العلمية، وتل الشيخ عقيل، ودارة عزة، وأورم الكبرى، التي وقعت فيها مجزرة مروعة راح ضحيتها ستة أشخاص من عائلة واحدة معظمهم أطفال.
وهذه هي المرة الأولى، منذ نهاية العام الماضي، التي تشهد فيها ضواحي حلب هذا التصعيد الروسي، الذي ترافق مع قصف نفذته مليشيات النظام بأكثر من 2000 قذيفة مدفعية وصاروخية، وبـ”صواريخ الفيل”. واستهدف القصف المدفعي والصاروخي أربعة محاور رئيسية في الشمال والغرب على أطراف المدينة، والتي كانت هدفاً للتقدم البري للنظام والمليشيات.
وسبق لقوات النظام ومليشيا “حزب الله” اللبناني، أن حاولت التقدم، في 10 نيسان/ أبريل، باتجاه الزاوية الشمالية الغربية من المدينة، انطلاقاً من معاقلها في بلدتي نبل والزهراء شمال عندان، بهدف فرض حصار محكم على الضواحي الشمالية التي تضم سبع مناطق وبلدات تسيطر عليها المعارضة إلا أنها فشلت في هجومها وتكبدت خسائر كبيرة تجاوزت 25 قتيلاً قرب جبل عندان، ما اضطرها هذه المرة لاتباع تكتيك جديد وإشغال أكثر من محور غرباً وشمالاً على أطراف المدينة، والاستعانة بشكل أكبر بالقصف الروسي.
أعنف الهجمات التي شنها النظام والمليشيات انطلقت بعد منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء، وشملت محوري تل شويحنة، والبحوث العلمية، والمنصورة، والراشدين الشمالية في شمال غرب المدينة، وفي الوقت نفسه حاولت المليشيات التقدم باتجاه خربة عندان في أطراف مدينة عندان الشمالية الغربية من جهة الجبل، واستمرت المعارك العنيفة صباح الثلاثاء، وعادت بعد فترة هدوء نسبي لتشتعل من جديد مساءً، و استمرت حتى فجر الأربعاء.
قائد غرفة “عمليات الراشدين” النقيب أمين ملحيس، أكد لـ”المدن”، أن مليشيات النظام زجت بمئات العناصر في معركتها لكي تحرز تقدماً في جبهات المنصورة، وشويحنة، مستفيدة من الدعم الجوي المتواصل من قبل المقاتلات الحربية الروسية وطائرات الاستطلاع التي كانت تحلق باستمرار خلال الساعات ال48 الماضية، وتستهدف بقنابلها خطوط المعارضة الأولى وتحصيناتها، وكان الهدف الأبرز للمليشيات هو منطقة شويحنة نظراً لارتفاعها وتوسطها منطقة هضاب واسعة تسيطر عليها المعارضة.
ولفت النقيب ملحيس إلى أن و”حدات حماية الشعب” الكردية سمحت لمليشيات النظام بالدخول إلى بلدة باشمرا، التي تم إخلاؤها من سكانها الأكراد مطلع نيسان/أبريل، وهي تقع على تماس مباشر مع مناطق تخضع لسيطرة المعارضة قرب قبتان الجبل شمال غربي حلب، وبذلك باتت مليشيات النظام تشرف على محور عمليات واسع من الجهة الشمالية لريف حلب الشمالي، وهذا يعطيها الأفضلية في توسيع عملياتها خلال الأيام المقبلة، لتشمل المناطق القريبة من كفر بسين وقبتان الجبل غرب عندان، وتتخلص من عقدة الجبهة الضيقة والعثرة التي كانت تلاقي فيها مقاومة كبيرة في جبل عندان ومنطقة الخربة.
وأوضح ملحيس “إلى الآن ما يزال وضع مقاتلي الفصائل جيداً بالرغم من الكثافة النارية الكبيرة التي تنهال على نقاطهم، وقد تم إفشال تقدم مليشيات النظام، وقتل في المعارك التي دارت في جبهات المنصورة ومناطق قرب شويحنة أكثر من 30 عنصراً بينهم ضابطان، الأول برتبة ملازم والثاني برتبة عميد ركن، وهو العميد علي ديب من بلدة دريكيش”. وهدأت وتيرة المعارك بين الطرفين فجر الأربعاء، بينما بقي القصف المدفعي والصاروخي مستمراً نحو مواقع المعارضة.
وتتمتع مناطق الضواحي الغربية والشمالية بقوة جبهاتها، وصعوبة التقدم فيها بالنسبة للنظام، وربما استحالته إن لم يتبع سياسة الأرض المحروقة، والاستعانة بالقصف الروسي بشكل مكثف، ويعود ذلك لكثرة المقاتلين من أبناء هذه المناطق و المنتمين لفصائل معارضة عديدة، من بينها حركة “أحرار الشام الإسلامية”، و”فيلق الشام”، و”فرقة الصفوة”، و”لواء الحرية الإسلامي”، و”جيش إدلب الحر”، بالإضافة لوجود المئات من أبناء هذه البلدات شمال وغرب حلب في صفوف “هيئة حرير الشام”، التي تشكل حركة “نورالدين زنكي”، و”جبهة فتح الشام” عمودها الفقري. وهناك كتائب محلية في بلدات مثل عندان وحيان في الشمال قرب بلدتي نبل والزهراء تعمل بشكل شبه منفرد.
ويرافق هذا التصعيد الجديد في ضواحي حلب ضخ إعلامي كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وتروج الشبكات المحلية في أوساط الموالين لاقتراب المعركة الحاسمة التي من شأنها العمل على تأمين المدينة من خلال السيطرة على الضواحي القريبة، وإشعال جبهة ريف حلب الجنوبي وبسط السيطرة على طريق حلب-دمشق الدولي.
ودخل مفتي الجمهورية أحمد بدرالدين حسون على خط الترويج هذا، حيث تزامنت العملية العسكرية مع زيارة المفتي إلى مديرية الأوقاف في حلب، واجتمع بقيادة الأمن والمليشيات في المدينة، وزار قبر نجله سارية، الذي اغتيل نهاية عام 2011. وألمح حسون إلى المعركة التي يجري الترويج لها بالقول “هناك مفاجآت سوف تشهدها حلب قريباً لم ترها منذ ست سنوات”، وبحسب موالين علقوا على تصريحات حسون، فإنه من بين هذه المفاجآت زيارة مقررة قريباً للرئيس السوري بشار الأسد إلى حلب.
خطة أميركية عرضت على موسكو: منفى آمن للأسد
نقلت وكالة “اسوشييتد برس” عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن خطط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول سوريا أصبحت أكثر وضوحاً، منذ أن أمر بتوجيه ضربة عسكرية إلى قاعدة الشعيرات الجوية لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على هجوم بالأسلحة الكيماوية.
وبحسب مصادر الوكالة، الذين أغفلت أسماءهم، فإن الخطة الأميركية تنقسم على 3 مراحل: هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، واستعادة الاستقرار في سوريا، ورحيل الأسد في عملية الانتقال السياسي.
الخطة الأميركية تتطلب تعاون روسيا، حليف الأسد الرئيسي في سوريا. وعلى الرغم من تصريحات ترامب، الأسبوع الماضي، عن أن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا “قد تكون في ادنى مستوى لها”، إلا أن العديد من المسؤولين الأميركيين قالوا إن فريق الأمن القومي في واشنطن يحاول استغلال هذا الوضع من أجل إعادة التركيز على المحادثات مع موسكو.
وقال المسؤولون الذين تحدثوا إلى الوكالة، إن إدارة ترامب أظهرت حزماً حيال ارتكاب الأسد مثل هذا النوع من الجرائم في سوريا، واستعادة قدرة الولايات المتحدة على التهديد بضربات عسكرية في حال وقوع المزيد من الهجمات، لكن ما يأملون به هو أن يتجدد التعاون مع روسيا حول سوريا، ما قد يساعد على ترميم العلاقات بين واشنطن وموسكو.
وتأمل إدارة ترامب، وفق الخطة المفترضة، في التوصل إلى وقف إطلاق نار بين قوات المعارضة والنظام، بوساطة تقودها واشنطن إقليمياً، بعد أن تنهي ملف تنظيم “داعش”. وبعد تحقيق وقف إطلاق النار تشرع واشنطن بتثبيت مناطق استقرار مؤقتة، يمكن أن يكون نظام الأسد طرفاً فيها، وتخضع لمراقبة دوريات للطائرات الأميركية أو العربية فوق تلك المناطق، مع ضمان عدم حدوث تصادم مع القوات الجوية السورية.
وتشير الخطة إلى أنه في مرحلة لاحقة، تأمل إدارة ترامب في عودة القادة المحليين الذين أجبروا على الفرار من مناطقهم، من أجل المساعدة باستعادة الخدمات الأساسية وتشكيل سلطات محلية، بحيث تدير قوات سنية المناطق التي يغلب عليها الطابع السني، والقوات الكردية تراقب المناطق التي يغلب عليها الطابع الكردي وما إلى ذلك، وفي أعقاب ذلك يتم إنشاء سلطة انتقالية مؤقتة لإدارة البلاد.
وتبقى مسألة رحيل الأسد غير واضحة تماماً بالنسبة إلى الإدارة الأميركية، إذ تقول “استوشييتد برس” إن المسؤولين الأميركي قدموا تصريحات عامة ومتناقضة حول مستقبل الأسد؛ وبينما تمحور التصور في الخطة المفترضة حول انتقال سلمي للسلطة، يمكن أن يتم رحيل الأسد بطرق مختلفة.
هناك احتمال ينص على إجراء انتخابات بموجب دستور جديد، ويُمنع الأسد من خوض هذه الانتخابات. وهناك احتمال أن يغادر الأسد بطريقة تشبه ما حصل مع الديكتاتورين السابقين معمر القذافي في ليبيبا، وصدام حسين في العراق، الذين قتلا بعد الإطاحة بهم.
وبحسب الوكالة، يهدف الخيار الثالث إلى استخدام التهديد بمسؤولية الأسد عن جرائم الحرب كرافعة لتحقيق انتقال السلطة.
محاكمة الأسد ستكون صعبة للغاية في ظل أوضاع قانونية وجيوسياسية تمنع حدوث ذلك، ولاسيما في ظل الدعم الذي يتلقاه من طهران وموسكو، لكن مجرد التهديد بإجراء تحقيق في جرائم الحرب مقابل عرض نفي آمن للأسد خارج سوريا، فإن ذلك قد يقنع روسيا وإيران في الاستغناء عنه.
وبحسب مصادر “اسوشييتد برس” فإن موسكو تسلمت الخطوط العريضة من الخطة الأميركية من دون أن يطلب منها رد فوري عليها، كما أن وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف خلال لقائهما في أعقاب الضربة الأميركية لقاعدة الشعيرات، أن مغادرة الأسد بشكل طوعي للسلطة هي الطريقة التي تفضلها الإدارة الأميركية.
لندن: موسكو أنقذت بشّار وبإمكانها إزاحته ، مع احتمال انضمامها للحملة الأميركية في قصف سوريا
نصر المجالي
نصر المجالي: مع نشر تقارير قالت إن بريطانيا قد تنضم إلى الولايات المتحدة في قصف سوريا دون موافقة البرلمان، أعلن وزير الخارجية بوريس جونسون أن روسيا أنقذت الرئيس السوري وباستطاعتها إزاحته من خلال عملية سلمية، معتبراً أن لدى موسكو الوقت لتصحيح موقفها.
وقال وزير الخارجية البريطاني إن هذا هو الوقت المناسب لروسيا لتقديم تنازلات منطقية عبر الانضمام إلى تحالف يضم أكثر من 60 بلدًا لمكافحة داعش، والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سوريا، وإمكانية إقامة علاقات مثمرة مع الرئيس ترامب، مع إدراك أن الغرب سوف يساعد في نهاية المطاف في إعادة بناء سوريا.
وأشار جونسون في مقال نشرته صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية، اليوم الأربعاء، إلى أنه يتوجب على روسيا في مقابل ذلك، أن “تلتزم بتحقيق وقف إطلاق نار حقيقي، ووضع نهاية لاستخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، والتوصل لتسوية سياسية تخلّص السوريين من طغيان الأسد”.
متشبث بالسلطة
وأكد جونسون أن “الأسد متشبث بالسلطة، وبمساعدة من روسيا وإيران، وباستعانته بقوة وحشية لا تخبو، استطاع ليس فقط معاودة بسط سيطرته على حلب وحسب، بل كذلك استعاد السيطرة على أغلب المناطق “العملياتية” في سوريا.
وأضاف أن “الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية ليس فقط لأن أثرها فظيع وتتسبب بإصابات عشوائية، بل كذلك لأنها أسلحة مروعة. آن الأوان لأن تدرك روسيا تلك الحقيقة. مازال أمامها وقت لتصحح موقفها، وتكون على الجانب الصواب من المعادلة”.
دون موافقة البرلمان
وإلى ذلك، نقل تقرير لصحيفة (إنديبندانت) اللندنية عن وزير الخارجية قوله إن “بريطانيا قد تنضم إلى الولايات المتحدة في قصف سوريا دون موافقة البرلمان”.
واضاف جونسون في حديث أمام مجلس العموم أنه “سيكون من الصعب على بلاده أن ترفض الانضمام للولايات المتحدة في قصف نظام الأسد في سوريا”، رغم رفض البرلمان التدخل العسكري عام 2013.
وأكد أن بلاده كانت على علم بالقصف الصاروخي الأميركي ضد مطار الشعيرات، الذي يشتبه في استخدامه لشن غارات بالسلاح الكيميائي قبل وقوعه.
عمليات ضد داعش
وتوضح الصحيفة أن البرلمان رغم رفضه مشاركة القوات الجوية البريطانية في أي عمليات عسكرية ضد نظام الأسد إلا أنه عاد ووافق لاحقًا على المشاركة الجوية المحدودة في قصف مواقع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق وسوريا، والجماعات “المتشددة الأخرى”.
وتؤكد (إنديبندانت) أنه رغم أن الحكومة البريطانية لم تعلن بعد نيتها اقتراح التدخل العسكري ضد نظام الأسد، إلا أن جونسون قال أمام مجلس العموم “نعرف أن اثنتين من طائرات السوخوي أقلعتا من مطار الشعيرات، حيث يتم تخزين الأسلحة الكيميائية”.
وفي الأخير، نقلت الصحيفة من حديث جونسون أمام مجلس العموم، قوله: “لم نعرف من العينات التي حصلنا عليها أنه جرى استخدام غاز السارين فقط، بل علاوة على ذلك عرفنا أنه غاز السارين الذي يحمل سمات الغاز الموجود لدى نظام الأسد”.
لا تنوي إسقاط «الأسد».. ملاحظات حول الاستراتيجية الأمريكية تجاه سوريا
ترجمة وتحرير أسامة محمد – الخليج الجديد
قامت الولايات المتحدة بقصف قاعدة جوية سورية ردا على هجوم كيماوي سوري على قرية «خان شيخون». ويثير الهجوم عددا من الأسئلة وملاحظة عامة حول استراتيجية الولايات المتحدة في ظل الرئيس «دونالد ترامب».
السؤال الأول هو لماذا نفذ النظام السوري الهجوم. ويبدو أن التفسير الذي قدمه النظام وهو أنه كان يهاجم منشأة لتخزين الأسلحة تابعة للقاعدة مما أدى إلى انتشار الغاز، ليس مستحيلا تماما، ولكن هذا من المستبعد جدا حيث يلزم لتفجير غاز السارين حدوث درجات حرارة مرتفعة، وهذا يمكن أن يحدث خلال انفجار. ومع تفرق الغاز في القرية فهذا احتمال ضعيف.
وهناك تفسيران آخران معقولان أيضا. أولا، هناك احتمال أن القائد المحلي قد أخذ على عاتقه استخدام المواد الكيميائية. هذا ممكن ولكنه غير مرجح، فمن المرجح أن السوريين يضعون ضوابط مشددة على الأسلحة. التفسير الثاني هو الأكثر احتمالا. فبعد أن استعادت الحكومة السورية، وبمساعدة روسية، السيطرة على جزء كبير من سوريا بقي هذا الجزء مضطربا و أراد السوريون أن تكون هذه المنطقة مثالا لما يمكن أن يحدث للأماكن المضطربة. في هذا السيناريو، كان القصد من هذا الهجوم تخويف المعارضين داخل الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية. وبما أن نظام الرئيس «بشار الأسد» لا يحتمل أبدا أن يكون محبوبا في المناطق المستعادة، كان القصد من الهجوم هو التخويف.
وهناك مجموعة ثانية من الأسئلة تدور حول السلوك الروسي. لقد تدخل الروس في سوريا لإنقاذ «نظام الأسد» (وإظهار القوة الروسية لعامة الناس). وكان لديهم بعد التدخل، قدر كبير من السيطرة على «الأسد»، وينبغي أن تكون أجهزة الاستخبارات الخاصة بهم في وضع يمكنها من معرفة حيثيات الهجوم الكيميائي. وروسيا تتعرض بالفعل لانتقادات خارجية لدعم «الأسد». فكلما كان سلوك النظام أكثر وحشية، كلما كان الأمر أكثر صعوبة للدفاع عن الدعم الروسي له. ليس لروسيا مصلحة استراتيجية في بقاء «الأسد»، والحجة القائلة بأن روسيا تريد مرفأ بحريا في سوريا لا تصمد، فتوريدات هذه القاعدة تعتمد على الأتراك الذين يسمحون بالمرور، والقاعدة ستكون عرضة للهجوم الأمريكي، والروس لديهم مشاكل أكثر أهمية من خيال أن يصبحوا قوة البحر الأبيض المتوسط.
وكان الهدف من التدخل هو إظهار القوة الروسية والحكمة الروسية مقارنة بالفوضى الأمريكية في العراق. وإذا كان هناك هجوم كيماوي آخر من قبل السوريين فإنه سيجعل الروس يظهرون كشركاء «الأسد» الوحشيين، أو الغير قادرين على معرفة نوايا «الأسد» أو السيطرة عليها.
إن فشل الروس في السيطرة على وكلائهم يقوض مهمتهم في إعادة تشكيل تصورهم. ويترك الاعتراض الروسي على الضربات الأمريكية، بعد فشلها في السيطرة على النظام الذي نجا فقط بسبب التدخل الروسي، يترك الروس في موقف غير مريح. لم يكن عليهم أن يكونوا هناك، لكنهم اختاروا ذلك، ومن غير الواضح لماذا لم يكن الروس في وضع يسمح لهم بمنع الهجوم الكيميائي.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الضربة تقدم لمحة عن سياسة الأمن القومي لإدارة «ترامب». ويبدو أنها أكثر تقليدية بكثير مما تشير إليه الضجة حولها. مع مرور الوقت، وضعت الولايات المتحدة استراتيجية لاستخدام الضربات الجوية لمواجهة الإجراءات التي لا تحبها. يمكن أن تسبب الغارات الجوية ألما، ولكن من غير المرجح أن تتسبب على المدى الطويل في تغيير سياسات الخصم. وبالعودة إلى إدارة الرئيس السابق «بيل كلينتون»، عندما استخدمت هذه الضربات ردا على الهجمات التي شنتها القاعدة في شرق أفريقيا وعلى المدمرة كول، وقد أدى هذا الأمر إلى إلحاق الألم بالخصم دون إظهار الرغبة أو القدرة على التصرف بحسم.
إجراءات حاسمة؟
وفي الوقت الحالي، من المستحيل اتخاذ إجراءات حاسمة في سوريا. حيث يوجد لدى الولايات المتحدة حاليا نحو ألف جندي في البلاد. وسيلزم أكثر من مائة ضعف لهذا العدد للإطاحة بنظام الأسد ومحاولة تهدئة البلاد. وكما تعلمت الولايات المتحدة في العراق، فمن الصعب تهدئة بلد ما بعد تدمير جيشه ونظامه. ليس لدى الولايات المتحدة قوات كافية في المنطقة لإسقاط نظام آخر ومحاربة التمرد هناك، إن التدخل في سوريا إلى حد تغيير النظام ليس عمليا.
ببساطة لقد رأى «ترامب» أنه لا يستطيع تجاهل ما حدث. وكما هو الحال دائما مع الرؤساء، كان لديه أسباب متعددة للشعور بهذه الطريقة. أولا، تزايد انتشار الأسلحة الكيميائية على مستوى العالم والتهديد الذي يشكله الإرهاب في الولايات المتحدة أيضا. ثانيا، لم يبد التجاهل وعدم القيام بشيء خيارا مناسبا. وأخيرا فإن قرار الرئيس السابق «أوباما» بعدم الرد على هجوم كيميائي مماثل أجبر «ترامب» على تمييز نفسه.
يضع جميع الرؤساء سياسات ويتحدثون عنها. ولكن في التحليل النهائي، فإن الرؤساء مقيدون بالواقع. إن عدم القيام بشيء على الإطلاق من شأنه أن يفتح الباب أمام الخصوم الذين يعيدون حساب أفعالهم على أساس أن الولايات المتحدة لن تتصرف. وكان «ترامب» قد أشار إلى وجود انزعاج من طريقة تعرض الولايات المتحدة الواسع للصراعات الجارية. ولكنه في النهاية كان مضطرا إلى القيام بما فعله الرؤساء الآخرون في حالات مماثلة: القيام بعمل بالحد الأدنى دون التوسع على الأرض. لقد أثبت للجميع القوة الأمريكية وحدودها. كما أثبت استحالة التقاعس عن العمل، واتبع مسارا جيدا.
المصدر | جيوبوليتيكال فيوتشرز
المعارضة تتقدم بدرعا والنظام يهاجم غرب حلب
واصلت المعارضة السورية المسلحة تقدمها في حي المنشية الإستراتيجي في درعا (جنوبي البلاد) رغم قصف طيران النظام على مناطق المعارضة. وفي شمال البلاد، شنت قوات النظام مع المليشيا المتحالفة معها هجوما عنيفا من عدة محاور غرب حلب، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي كثيف.
وأعلنت غرفة عمليات البنيان المرصوص التابعة للمعارضة عن استهداف بخرطوم متفجر لنقاط تابعة للنظام فيما تبقى له بحي المنشية في درعا البلد (جنوبي سوريا) بالتزامن مع تقدم الثوار بالحي. كما أعلنت الغرفة عن تدمير دبابة على جبهة حي سجنة الملاصق للمنشية.
وصباحا، شهدت مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في مدينة درعا قصفا بـ البراميل المتفجرة والصواريخ من طائرات تابعة للنظام.
وأفاد مراسل الجزيرة أن القصف خلف دمارا كبيرا في المناطق المستهدفة التي خلت من معظم سكانها بسبب القصف المتكرر.
وتزامن القصف مع مواصلة المعارضة معركتها للسيطرة على حي المنشية وبقية مناطق درعا، في معركة “الموت ولا المذلة”.
حلب ودمشق
وفي حلب (شمالي سوريا) قال مراسل الجزيرة إن هجوما عنيفا تشنه قوات النظام من عدة محاور غرب حلب، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي كثيف، شمل عدة مدن وبلدات في ريفي حلب الشمالي والغربي.
وتركز القصف على مدينة عندان، وبلدات حريتان وحيّان وبيانون وكفر حمرة، في إطار محاولة قوات النظام محاصرة المنطقة، سعيا لعزلها عن مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الغربي.
ونقل مراسل الجزيرة عن الدفاع المدني التابع للمعارضة ما يفيد بمقتل خمسة أشخاص وجرح آخرين في غارات جوية روسية على بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي.
وفي مدينة حلب، قال تلفزيون النظام الرسمي إن ستة قتلى وعشرات الجرحى سقطوا جراء انفجار عبوة ناسفة في حي صلاح الدين الذي يسيطر عليه النظام.
وقالت مصادر للجزيرة إن الانفجار استهدف رتلا تابعا لقوات النظام ومليشيات تسانده كان ينقل قتلى وجرحى لهم سقطوا خلال معارك ريف حلب الغربي.
وفي ريف دمشق، قال مراسل الجزيرة إن ثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح جراء قصف طائرات النظام الأحياء السكنية في عربين بغوطة دمشق الشرقية.
وفي سياق متصل، أفاد المراسل أن معارك تدور بين المعارضة المسلحة وقوات النظام بالمحاور الشرقية والشمالية من حي القابون بدمشق، في محاولة من قوات النظام للسيطرة على مواقع المعارضة داخل الحي.
وتأتي هذه المعارك بالتزامن مع قصف صاروخي وجوي كثيف من طائرات النظام استهدف مواقع المعارضة ومناطق سكنية في حي القابون.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
أردوغان للجزيرة: سوريا تقسم وإيران تنتهج سياسة توسع
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن لا أحد يهتم لوحدة سوريا، وأن ما يجري حاليا هو تقسيم لها قطعة قطعة، مشيرا إلى أنه أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترمب بأنه لا بد من إنهاء وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.
وأشار أردوغان في لقاء مع شبكة الجزيرة ضمن برنامج بلا حدود يبث الليلة، إلى أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خدعه، ولكنه يؤمن بأن السياسة الأميركية ستتغير.
وفيما يتعلق بما يجري في العراق، قال أردوغان إن ما يحدث هناك يؤلم تركيا وهي لا تتعامل معه على أساس القومية والمذهب، لكنه فيما يخص الملف الإيراني حذر من أن طهران تنتهج سياسة انتشار وتوسع فارسية أصبحت تؤلم أنقرة.
وبشأن العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، قال الرئيس التركي إن أوروبا تمارس النازية والفاشية مع تركيا، ولا يمكن فهم ما تفعله إلا أنه حرب ضدها، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يفِ بوعوده بخصوص اللاجئين ولم يدفع الأموال الموعودة.
وعن نتائج الاستفتاء الذي جرى في تركيا بشأن التعديلات الدستورية وتحويل نظام الحكم إلى رئاسي، قال أردوغان إن الدكتاتور لا يخرج من صندوق الانتخاب، مشددا على أنه “يتبع رأي الصندوق”.
وتبث مقابلة الرئيس التركي الليلة في برنامج “بلا حدود” عند الساعة 22:05 بتوقيت مكة المكرمة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
بشار الأسد من طبيب متمرس إلى قاتل جماعي
لم تتمالك نفسها لمشاهد القتلى والمصابين على شاشة التلفاز بعد الهجوم الكيميائي الأخير على ريف إدلب، وتساءلت: كيف أصبح بشار الأسد قاتلا جماعيا يزهق الأرواح وقد تدرب كطبيب على إنقاذها؟
وأشارت الكاتبة والطبيبة الأسترالية رانجانا سرفاستافا، في مقال بصحيفة غارديان، إلى جانب من الحوار الذي دار مع ابنتها وهما تشاهدان هذه الفظاعات وكيف بدت الحيرة على وجه ابنتها مع توالي المشاهد وهي تتساءل: “أليس من المفترض أن الأطباء يساعدون الناس؟”
وانتهى الحوار بينهما إلى استنتاج خرجت به الابنة، وهو أنه ليس كل الأطباء ينقذون الأرواح”.
وقالت الطبيبة إن وقع هذا التصريح المؤلم والموجز من ابنتها كان شديدا عليها، لأن هذه المأساة والكثير غيرها، ارتكبها رئيس اعتاد أن يكون طبيبا، ليس مجرد طبيب نظري، وليس واحدا من أولئك الذين التحقوا بكلية الطب ولكن لم يلمسوا مريضا قط، بل كان طبيبا مارس المهنة وتخرج في جامعة دمشق، ثم أكمل دراسته العليا، وذهب إلى لندن لاكتساب المزيد من الخبرة.
ورأت أن هجوم بشار الأسد على شعبه فاق أي معيار كان عليه الأطباء الآخرون الذين تحولوا إلى مارقين، وأشهرهم الطبيب النازي جوزيف منغلي والنفساني والشاعر رادوفان كاراديتش الذي أدين بالإبادة الجماعية في يوغوسلافيا السابقة، لأنه انتقل من قصف المدنيين إلى تدمير مستشفيات ومرافق طبية بأكملها بلغ عددها أربعمئة، حتى أن الأطباء في جميع أنحاء العالم ينظرون إلى أعماله بفزع ورعب.
وقالت إن التاريخ سيشخص حالة الأسد يوما ما، وسيحاسب على جرائمه ضد الإنسانية، وحثت على تقديم العون للجمعيات الخيرية الطبية مثل الصليب الأحمر وأصحاب الخوذات البيضاء في سوريا وأطباء بلا حدود، وختمت بأنه إذا كان الرئيس الطبيب قد تخلى عن شعبه، فإن بقية العالم لم يفعل ذلك.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
منظمة حظر الكيمياوي: السارين استخدم في خان شيخون
أمستردام – رويترز
نقل وفد بريطانيا في منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية عن المدير العام للمنظمة، أحمد أوزومجو قوله، إن غاز السارين أو مادة سامة محظورة مشابهة استخدمت في #مجزرة_إدلب التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص.
وتدعم هذه النتيجة فحوصاً سابقة أجرتها معامل تركية وبريطانية.
وقال الوفد البريطاني، الأربعاء، نقلاً عن أوزومجو، إن نتائج التحليل “تشير إلى استخدام #السارين أو مادة كالسارين”.
وكان الوفد ذاته قال سابقاً إن عينات أخذت من مسرح الهجوم الكيمياوي في سوريا الأسبوع الماضي أثبتت وجود غاز السارين.
وأضاف الوفد خلال جلسة خاصة للمنظمة في لاهاي “حلل علماء بريطانيون العينات التي أخذت من خان شيخون. ثبت وجود غاز السارين للأعصاب أو مادة تشبه السارين”.
وكانت اختبارات سابقة أجرتها السلطات التركية قد أظهرت أيضاً أن المادة الكيمياوية المستخدمة في هجوم الرابع من نيسان/أبريل هي السارين.
الكونغرس.. إحياء قوانين “قديمة” لحمل الأسد على التفاوض
دبي – قناة العربية
دفع تحول موقف إدارة الرئيس الأميركي، دونالد #ترمب، تجاه #سوريا #الكونغرس للتسريع في تمرير قوانين عدة، تهدف إلى فرض عقوبات على داعمي نظام #الأسد، خاصة #روسيا و #إيران، بهدف دفع النظام وحلفائه على خوض مفاوضات جادة لإنهاء #الأزمة_السورية.
ومن المتوقع أن يبدأ أعضاء الكونغرس، عقب عودتهم الأسبوع المقبل من عطلة الربيع، التصويت على قوانين جديدة وقديمة، منها قانون يمنع وصول الدعم من برنامج #الصواريخ_الباليستية_الإيرانية إلى النظام السوري، بالإضافة إلى مشاريع قوانين جاهزة أخرى، تهدف إلى عزل 3 خطوط طيران إيرانية تجارية جميعها يشتبه في نقلها أسلحة ومقاتلين لمساندة الأسد.
كما يدعو أعضاء الكونغرس عن الحزب الجمهوري إدارة ترمب إلى إلغاء التراخيص التي تسمح للشركات الأميركية، مثل #بوينغ، بالتعامل التجاري مع خطوط الطيران الإيرانية.
ويعتزم قادة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ تقديم مشروع قانون جديد لفرض #عقوبات على #الحرس_الثوري_الإيراني لمساندته #الإرهاب.
ويعتبر التشريع الأقرب الذي سيصوت عليه المشرعون الأميركيون ما يطلق عليه قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين نسبة للمصور العسكري السوري الذي فر ومعه نحو 55 ألف صورة تظهر عمليات #التعذيب في #السجون_السورية.
يشار إلى أن تحول موقف إدارة ترمب تجاه سوريا من شأنه أن يسهل الأمر كثيراً على الكونغرس لتمرير عقوبات طالما عارضتها إدارة #أوباما، غير أن هناك عقبات أمام الاستراتيجية الجديدة للكونغرس، إذ إن بعض الديمقراطيين قلقون من أن العقوبات التي ستفرض على إيران قد تعرض #الاتفاق_النووي للخطر.
“حظر الأسلحة الكيماوية”: السارين استخدم في خان شيخون
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، الأربعاء، أن نتائج تحليل تؤكد استخدام غاز السارين في الهجوم على بلدة خان شيخون في إدلب شمال غربي سوريا.
وقال رئيس المنظمة إن نتائج فحص “مؤكدة” لعينات من موقع الهجوم المفترض في سوريا، تظهر أنه تم استخدام غاز السارين أو مادة مشابهة له.
وأضاف أن عينات من 10 ضحايا الهجوم تم تحليلها في 4 مختبرات “تشير إلى التعرض لغاز السارين أو مادة تشبهه، والنتائج التحليلية التي تم الحصول عليها حتى الآن مؤكدة”.
وفتحت المنظمة الدولية تحقيقا في الهجوم الذي وقع في الرابع من أبريل الجاري وأثار الرأي العام العالمي، بعد انتشار صور عشرات القتلى والمصابين متأثرين بالغاز السام.
واتهمت فصائل المعارضة السورية وعدة دول غربية، على رأسها الولايات المتحدة، القوات الحكومية السورية بشن الهجوم.
ونفى الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية الجيش عن هجوم خان شيخون، متهما الدول الغربية بـ”فبركة” هذا الموضوع لتبرير الضربات الصاروخية الأميركية التي استهدفت مطار الشعيرات العسكري في السابع من أبريل.
وكانت المعارضة السورية اتهمت النظام باستخدام قنابل تحوي غازات سامة في الهجوم على خان شيخون، الواقعة تحت سيطرة فصائل مقاتلة.
وأعلنت تركيا بدورها أن تحاليل أجريت على عينات من مكان الهجوم أظهرت استخدام غاز السارين.
مصادر دبلوماسية: واشنطن تضغط لتمرير قرار تفتيش للكيميائي في سورية تحت الفصل السابع
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 19 أبريل 2017
روما- تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية تمرير قرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع يقضي بـ”إرسال بعثة تفتيش دولية إلى سورية للبحث عن أسلحة كيميائية”، يُعتقد أنها مازالت بحوزة النظام السوري أو الميليشيات الرديفة له والمرتبطة بإيران.
وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن الولايات المتحدة تعمل “بشكل جاد للضغط لتمرير مثل هذا القرار، ولا تلقى كثير معارضة من روسيا، على أن يكون تحت الفصل السابع المُلزم لكل الأطراف بالقوة”.
ويُعتقد على نطاق واسع في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية أن هذه الخطوة الأمريكية تستهدف تفتيش منشآت تابعة للنظام السوري كما تستهدف تفتيش منشآت تابعة لحزب الله اللبناني.
وكانت بعض أوساط المعارضة السورية قد أشارت مرارا منذ عام 2013، بعيد اتفاق تسليم الأسلحة الكيياوية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بقرار دولي، إلى أن “بعض المخزون السوري قد تم تسريبه إلى مقرات تابعة لحزب الله اللبناني، لإخفائه عن أعين لجنة المراقبين” في حينها، دون أن تُقدّم هذه الأوساط المعارضة وثائق ملموسة تُثبت اتهاماتها.
وفيما لو نجح الأمريكيون في إصدار قرار أممي تحت الفصل السابع لتفتيش المنشآت العسكرية في سورية، فإنه يكون أول قرار أممي تحت هذا الفصل يخص القضية السورية، ومن غير المعروف رد فعل كل من روسيا وإيران على هذه المساعي الأمريكية.
الائتلاف الوطني السوري: روسيا لا تلتزم باتفاق وقف اطلاق النار كطرف ضامن
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 18 أبريل 2017
استانبول- دعا مسؤول في الائتلاف الوطني السوري المعارض روسيا كـ”طرف ضامن لاتفاق وقف إطلاق النار”، إلى “التقيد بشكل حقيقي ببنود الاتفاق، والكف عن التغطية على جرائم النظام والميليشيات المقاتلة إلى جانبه”.
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني، ياسر الفرحان، حسبما نقلت عنه الدائرة الإعلامية للائتلاف إن “موسكو ما زالت تغطي على جرائم النظام ولا تلتزم بالاتفاق كطرف ضامن”، داعياً إلى “إعادة إحياء الاتفاق ووضع حداً لخروقات قوات النظام والميليشيات الإيرانية”.
وشدد الفرحان على “ضرورة ألا تقف موسكو عائقاً أمام محاسبة النظام بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين في خان شيخون”، مؤكداً أن “الطريقة الوحيدة في تفعيل العملية السياسية وإيجاد حل سياسي هي عبر إيجاد وقف إطلاق نار شامل في كافة أنحاء البلاد”.
كما طالب عضو الهيئة السياسية بـ”الإفراج عن كافة المعتقلين في كافة السجون في الوقت نفسه وفق القرارات الدولية ولا سيما القرار ٢٢٥٤”، مشيراً إلى أن “النظام يحاول الاعتماد على مبدأ تبادل الأسرى للالتفاف على تلك القرارات”.
وأشار الفرحان إلى أن” روسيا الموقعة على الاتفاقية كطرف ضامن؛ تتحمل مسؤوليات قانونية جزائية ومدنية عن كل ما يُرتكب من خروقات”، مضيفاً أن “تخليها عن هذا الدور سيجعلها مرفوضة من الشعب السوري كطرف ضامن للاتفاق”.
إيران ترعى اجتماعاً ثلاثياً حول سورية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 18 أبريل 2017
يعقد في العاصمة الإيرانية طهران اليوم (الثلاثاء) اجتماعًا حول سورية، يستمر يوماً واحداً، يحضره خبراء روس وإيرانيون وأتراك، هدفه الأساس بحث ملف مفاوضات مؤتمر أستانا المرتقب انعقاده في 3 أيار/مايو المقبل.
إلى ذلك أكّد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن روسيا تنتظر موافقة الولايات المتحدة لعقد مؤتمر آخر خلال أيام قليلة حول سورية في جنيف السويسرية، يحضره دبلوماسيون روس وأمريكيون، مع ممثلين عن الأمم المتحدة.
وترى المعارضة السورية أن روسيا قلقة من الموقف الأمريكي غير الواضح تجاهها وتجاه مشاريعها الخاصة الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية بطريقتها، والمتمثلة بشكل أساسي في مؤتمر أستانا، الذي إن حضرته بعض قوى المعارضة السورية السياسية والعسكرية، ستفرض روسيا عليهم دراسة أربعةَ مقترحات أرسلتها إلى ممثلي المعارضة السورية المسلحة، تتضمن مؤشرات لتشكيل لجنةٍ تُكلف بصياغة الدستور السوري، والمسائل الإدارية في المناطق التي تخلو من العمليات القتالية، ووضع شروط لتبادل الأسرى ونزع الألغام.
واستبعدت مصادر مقربة من المعارضة السورية أن تحضر فصائل المعارضة المسلحة مؤتمر أستانا الرابع المرتقب، وشددت على أنها حتى لو حضرت فإن الفصائل المسلحة ستبقى على موقفها الرافض لمناقشة الدستور أو أي قضايا سياسية خارج نطاق ما عُقد مؤتمر أستانا بناء عليه.
بالمقابل، قالت مصادر في المعارضة لوسائل إعلام سورية إنه من الصعب مقاطعة أستانا بعدما باتت موسكو لاعباً رئيساً وأساسياً في الأزمة السورية، ولا يمكن الوصول إلى حلّ من دونها، إضافة إلى إحالة موضوع الإرهاب ووقف إطلاق النار من مؤتمر جنيف إلى مفاوضات كازاخستان، ما أضفى لها شرعية أو ضمانة الاستمرار.