أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 24 كانون الأول 2014

 

ثلاثة اتجاهات أوروبية حول خطة دي ميستورا وبشار الأسد

الأسد لـ دي ميستورا: الإرهاب بات الخطر الأكبر الذي يهدد الجميع

إبراهيم حميدي

أظهر الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل وجود ثلاثة اتجاهات إزاء الموقف من النظام السوري وخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد» القتال بدءاً من حلب شمال البلاد، على أن تشهد الدول الأوروبية مزيداً من المشاورات لصوغ استراتيجية موحدة تقر في شباط (فبراير) المقبل وتعيين مبعوث خاص إلى سورية.

وكان دي ميستورا قدم إلى الوزراء الأوروبيين في عشاء عمل شرحاً عن خطته للحصول على دعمهم السياسي والاقتصادي، الأمر الذي عبر عنه الوزراء في بيانهم الختامي الأسبوع الماضي، من دون دخول في تفاصيل الخطة الفنية وعلاقتها بالبعد السياسي وقرار مجلس الأمن.

وقال مسؤول أوروبي لـ «الحياة» أمس، إن الاجتماع الوزاري أظهر وجود «ثلاثة اتجاهات إزاء التعامل مع الخطة والموقف من الرئيس بشار الأسد والنظام السوري وعلاقة ذلك بمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)». إذ اقترحت دول اسكندنافية التعاطي مع الأسد كـ «أمر واقع» في ضوء التحدي الذي شكله «داعش» ما اقتضى ضرورة تعاطي الدول الأوروبية مع الأزمة السورية «في طريقة مختلفة عن السنوات السابقة تنطلق من الواقع من دون منح شرعية للنظام»، في حين كان موقف كتلة ثانية تضم قبرص والنمسا وتشيخيا ودولاً أخرى يقوم على اعتبار «النظام شريكاً في الحرب ضد «داعش» والنظر إلى جذور الأزمة والمسؤول الفعلي عن صناعة التطرف».

ووفق المسؤول، فإن هاتين الكتلتين متحمستان إلى خطة دي ميستورا وضرورة تقديم «كل الدعم لها ودعم تشكيل حكومة شاملة في سورية مثل العراق»، في مقابل وجود كتلة ثالثة تضم بريطانيا وفرنسا وإلى حد ما ألمانيا، تقول «الأسد ليس جزءاً من مستقبل سورية» وإن الموضوع «ليس أخلاقياً وحسب، بل إنه عملي لأن الدخول في شراكة مع النظام سيؤدي إلى زيادة التطرف ودفع المعارضة إلى حضن داعش»، وفق قول مسؤول من إحدى هذه الدول في الاجتماع الوزاري. كما أن هذا المسؤول شدد على ضرورة «دعم المعارضة المعتدلة وعدم نسيانها رغم الأخطاء التي قامت بها»، متهماً النظام بأنه «المسؤول وراء ظهور داعش» و «عدم قبول القول إن داعش أسوأ من النظام».

وتعكس هذه الاتجاهات التثميل الديبلوماسي في دمشق، إذ إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا أغلقت سفاراتها في العاصمة السورية وتغطي الملف السورية من سفاراتها في بيروت، في حين أبقت الدول الأخرى على الأقنية الديبلوماسية بمستوى أو آخر، ذلك أن تشيخيا ممثلة بسفيرة وتضم ديبلوماسياً مسؤولاً عن رعاية المصالح الأميركية، بينما بات ديبلوماسيون بعضهم برتبة سفير ويعمل كقائم بالأعمال من النمسا والسويد وإسبانيا والمفوضية الأوروبية يمضون وقتاً أطول في دمشق، وبدأ بعضهم يجري لقاءات سياسية في الخارجية السورية بعدما كان التواصل مقتصراً على قسم التشريفات.

كما انقسمت الدول الأوروبية في الاجتماع الأخير، إزاء كيفية النظر إلى خطة دي ميستورا، ذلك أن السويد وإيطاليا، اللتين ينحدر منهما المبعوث الدولي، عبرتا عن «الدعم الكامل» لخطة حلب، في مقابل «تشكيك» بريطاني وفرنسي.

وكانت «الحياة» اطلعت على ورقة، اتفقت على نصها أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، تضمنت موقفاً موحداً من خطة دي ميستورا، يتناول «تسلسل» عملية التجميد مع المسار السياسي و»تحديد المراحل التدريجيّة للمبادرة بين المستوى المحلي ومواصلة عملية سياسية على المستوى الوطني» وأن يكون الهدف النهائي لتحرك دي ميستورا إنجاز «عملية وطنيّة هدفها تطوير تركيبة حكم شاملة»، إضافة إلى تأكيد هذه الورقة على ضرورة التزام القانون الدولي الإنساني وأن «يكون أيّ اتّفاق محلي مستقلاً عن المفاوضات حول تجديد قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة رقم 2165» الذي مدد الأسبوع الماضي سنة أخرى.

كما تضمنت الورقة ضرورة وجود «آلية مراقبة» التجميد ودوراً للنشطاء المحليين مع النظر في «احتمال الإدخال التدريجي لمراقبين دوليين مدعومين من الأمم المتحدة» ومناقشة احتمال إصدار قرار صادر من مجلس الأمن، إضافة إلى التحذير من احتمال محاولة النظام «استعادة بعض من مشروعيّته الدوليّة» عبر الدخول في حوار حول التجميد من دون نية للتنفيذ.

وقال المسؤول الأوروبي إن المناقشات أسفرت عن ردم بعض الفجوة بين المواقف الأوروبية وأن الوزراء طرحوا الكثير من الأسئلة عن علاقة خطة «التجميد» بالعملية السياسية واقتراح موسكو لعقد حوار سوري – سوري في بداية العام المقبل، مع استعداد أوروبي لتقديم دعم مالي في الصندوق المخصص لدعم السوريين، الذي كانت مولته ألمانيا والإمارات ضمن آلية مجموعة «أصدقاء سورية»، علماً أن ديبلوماسياً غربياً أبلغ «الحياة» أن «لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا» (اسكوا) في بيروت تعد دراسة عن إعادة إعمار حلب وأحياء المؤسسات الاقتصادية بموازنة تصل إلى نحو بليوني دولار أميركي. وأوضح المسؤول أن «دولاً أوروبية أبدت استعدادها لتمويل المشروع».

ووفق المسؤول، فإن «الخلاصة الموحدة» للمناقشات أسفرت عن الاتفاق على «دعم خطة دي ميستورا رغم المخاطر الكامنة فيها لأنه ليس هناك بديل في الوقت الراهن»، إضافة إلى زيادة الدعم المالي للمساعدات الإنسانية و «القيام بمزيد من الانخراط مع اللاعبين الإقليميين والدوليين، مثل روسيا وايران، والتعبير عن دعم الخطة لأنها اللعبة الوحيدة الموجودة».

الحياة

 

الجيش الأردني يؤكد أسر “داعش” أحد طياريه بعد إسقاط طائرته

بيروت – أ ف ب ، رويترز، “الحياة”

أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) اليوم الثلثاء أنه أسر طيّاراً أردنياً، بعد إسقاطه طائرة حربية بالقرب من مدينة الرقة شمال سورية، وقامت صفحات إلكترونية تابعة للتنظيم بنشر البطاقة العسكرية التابعة للطيار، فيما أكد الجيش الأردني عملية الأسر محملاً “الدولة الإسلامية” المسؤولية عن سلامته.

وقال مصدر في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أنه “أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية، ضد أوكار تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرقة السورية صباح اليوم الأربعاء، سقطت احدى طائراتنا وتم أخذ الطيار كرهينة من قبل تنظيم داعش الإرهابي.”

وأضاف: “من المعروف أن هذا التنظيم لا يخفي مخططاته الإرهابية، إذ قام بالكثير من العمليات الإجرامية من تدمير وقتل للأبرياء من المسلمين وغير المسلمين في سورية والعراق (…) هذا ويحمل الأردن التنظيم ومن يدعمه مسؤولية سلامة الطيار والحفاظ على حياته”.

وأكد أقارب الطيار من جهتهم أن تنظيم “داعش” أسره، إذ قال اثنان من أقاربه إن قائد سلاح الجو الأردني أبلغهما بأسر الطيار بعد اسقاط طائرته في وقت سابق اليوم الأربعاء في منطقة يسيطر عليها التنظيم المتشدد.

وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن “عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية تمكنوا من إسقاط طائرة حربية تابعة للتحالف العربي الدولي بالقرب من مدينة الرقة (…) عبر استهدافها بصاروخ مضاد للطيران”. ولم يصدر تعليق رسمي من الحكومة السورية ولا من مسؤولين في الدول المشاركة في التحالف.

وأضاف “المرصد” أن عناصر “داعش” أسروا طياراً من جنسية عربية.

ونشر التنظيم على مواقع “جهادية” صوراً قال إنها لطيّار أسر وكتب عليها أنه مواطن أردني، قبل أن ينشر البطاقة العسكرية التابعة للطيار.

وذكرت صفحة “ولاية الرقة”، معقل “داعش”، على “فايسبوك” أن “الأسير هو الطيّار الملازم أول معاذ يوسف الكساسبة”، ونشرت تهديدات التنظيم بقتل الطيّار من خلال نشر صورة له، كتب عليها “الذبح الذبح”.

وأضافت الصفحة أن “الطيار الذي تم القبض عليه هدّد راعي غنم وخلع عنه ملابسه وهويته سعياً للهرب، لكن الله مكّن الإخوة منه ولله الحمد”. ويبدو الطيّار في الصور المنشورة، مأسوراً من دون بدلة خاصة بالطيران.

وبعد انتشار خبر أسر الطيّار، تشارك عدد من المستخدمين الأردنيين على موقع “فايسبوك”، صفحة تحمل اسم “معاذ الكساسبة” على أنه “الطيار الأسير”. وصاحب الصفحة طيّار أردني ارتاد كلية الملك حسين الجوية، ونشر صوراً له وهو يقود طائرة “أف 16”. وهو من مواليد العين في محافظة الكرك جنوبي الأردن ومتزوج منذ تموز (يوليو).

وكان “المرصد” أعلن أمس الثلثاء عن مقتل ألف من “داعش” بغارات التحالف في سورية.

وشنّت الولايات المتحدة وحلفاؤها في 23 أيلول (سبتمبر) الماضي أولى غاراتها على مواقع للمسلحين المتطرفين في سورية، بعد حوالى شهر ونصف شهر على بدء ضربات التحالف الذي يضم دولاً عربية ضد أهداف في العراق المجاور.

وهذه الغارات التي مثلت التدخل الأجنبي الأول منذ اندلاع النزاع في سورية منتصف آذار (مارس) 2011، تستهدف في شكل خاص تنظيم “داعش” المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة من سورية والعراق.

 

مقتل ألف من “داعش” بغارات التحالف في سورية

بيروت – أ ف ب

قُتل أكثر من الف مقاتل “جهادي” ينتمون بغالبيتهم الساحقة الى تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) المتطرف في غارات التحالف الدولي في سورية منذ بدايتها قبل ثلاثة اشهر، إضافة إلى مقتل 52 مدنياً، وجرح حوالى 800 آخرين بين مقاتل ومدني.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” اليوم الثلثاء “ارتفع الى 1171 على الأقل عدد الذين تمكن المرصد من توثيق” مقتلهم خلال ثلاثة أشهر من غارات التحالف وضرباته على مناطق في سورية، بينهم 52 مدنياً.

وأوضح “المرصد” أن قتلى ضربات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هم 1046 مقاتلاً ينتمون الى تنظيم “داعش” وغالبيتهم من جنسيات غير سورية، قتلوا بغارات في محافظات حمص وحماه وحلب والحسكة والرقة ودير الزور.

وقُتل 72 من “جبهة النصرة” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”، بغارات في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي.

وشنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في 23 ايلول (سبتمبر) الماضي أولى غاراتها على مواقع للمسلحين المتطرفين في سورية، بعد حوالى شهر ونصف على بدء ضربات التحالف الذي يضم دولاً عربية ضد اهداف في العراق المجاور.

وهذه الغارات التي مثلت التدخل الأجنبي الأول منذ اندلاع النزاع في سورية منتصف آذار (مارس) 2011، تستهدف في شكل خاص تنظيم “اداعش” المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة من سورية والعراق.

 

سورية: مقتل 5 سعوديين «دواعش»… وسادس من «جبهة النصرة»

الدمام – منيرة الهديب

 

< قتل خمسة سعوديين ينتسبون إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، خلال مواجهات متفرقة في سورية أخيراً. وأعلن التنظيم عن مقتل عناصره السعوديين، خلال الأسبوعين الماضي والجاري. وهم: أحمد الشمري، وبدر الشمري، ومشاري الرويس، ومحمد الرمالي، وريان المحيميد. فيما قضى سعودي سادس، من عناصر تنظيم «جبهة النصرة»، وهو فهد العمر، بعد مشاركته في عملية اقتحام في سورية.

 

إذ حصدت الاشتباكات المستمرة بين تنظيم «داعش» الإرهابي وقوات النظام السوري في محيط مطار دير الزور العسكري (شرق سورية)، شابين سعوديين آخرين. وأعلن «داعش» مقتل عنصريه بدر حبيب الشمري، وأحمد خلف الشمري، وينحدر الأخير من مدينة رفحا (شمال المملكة)، ويكنى بـ«أبو يحيى الشمالي». وقتل خلال مواجهات متفرقة وقعت مطلع الأسبوع الجاري في محيط مطار دير الزور.

 

وتناقلت مواقع إخبارية سورية أخباراً عن مقتل ما لا يقل عن 20 عنصراً من تنظيم «داعش»، في محيط مطار دير الزور العسكري الأحد الماضي، مشيرة إلى أن خمسة منهم قتلوا خلال الهجوم والسيطرة على البناء الأبيض الواقع في جنوب شرقي المطار القريب من كتيبة الصواريخ. فيما قتل 11 جراء القصف العنيف من طريق قوات النظام أثناء سيطرة التنظيم على البناء الأبيض، وانسحاب قوات النظام منه. كما قتل أربعة آخرون خلال انسحاب التنظيم من البناء.

 

وفي عين العرب (كوباني)، قتل عنصر تنظيم «داعش» مشاري الرويس، بطلق ناري أول من أمس. وكان الرويس المكنى بـ«أبو خباب النجدي»، تقدم سرية للتنظيم لتفقد إحدى المناطق في عين العرب. بيد أنه أصيب خلال عودته بطلق ناري، ما أدى إلى مصرعه. وكان التنظيم جدد اشتباكاته وقتاله في مدينة عين العرب (شمال سورية) ضد وحدات حماية الشعب الكردي. فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن التنظيم «نفذ هجوماً في محاولة لاستعادة السيطرة على مبنى المركز الثقافي وسط عين العرب». وأوضح المرصد أن «اشتباكات دارت بين التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردي، التي سيطرت على المبنى، أسفرت عن مصرع مقاتلينِ على الأقل من التنظيم».

 

وأعلن التنظيم مقتل أحد قادته وهو محمد حمد الرمالي، وعنصره الشاب ريان المحيميد، متحفظاً على كيفية ومكان مقتلهما. فيما أكد زملاء المحيميد في التنظيم أنه «تزوج في سورية حديثاً»، ومحمد الرمالي (أبو مصعب الشمري) هو أحد القادة العسكريين في التنظيم، التحق بـ «داعش» بعد قتاله مع «النصرة» في مناطق سورية عدة. إذ شارك في معارك القلمون والقصير. وأوضح زملاؤه أنه كان «موظفاً في قطاع عسكري، قبل انضمامه إلى صفوف الإرهابيين في سورية».

 

إلى ذلك، لقي عنصر «جبهة النصرة» (فرع تنظيم «القاعدة» في سورية) فهد العمر، مصرعه نهاية الأسبوع الماضي. وينحدر العمر الذي قتل متأثراً بجراحه بعد قيامه بعملية اقتحام، في بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، من مدينة بريدة (منطقة القصيم، وسط المملكة)، ويكنى بـ«أبو عبدالله الجزراوي»، و«أبو مصعب القصيمي». فيما قتل أخوه الملقب بـ «حيدرة الجزراوي» في سورية قبل أشهر. وكانت «جبهة النصرة» شنت بالتعاون مع فصائل قتالية أخرى، هجوماً على محاور بلدتي نبل والزهراء. وعمدت «النصرة» إلى إدخال سلاح الانتحاريين لفتح ثغرات أمام مقاتليها، كي تتقدم إلى نقاطٍ قريبةٍ من البلدة بهدف السيطرة عليها.

 

البارزاني يؤكّد أن استقلال كردستان “مسألة مستمرة وحق لنا” ويكشف أن تركيا ساعدت البشمركة وقدّمت لها ذخائر

المصدر: (أ ش أ)

أكد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن تركيا ساعدت الأقليم في حربه على تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، واعتبر ان استقلال كردستان مسألة مستمرة “وهو حق لنا”.

وقال: “في بداية الحرب ضد داعش قدمت تركيا المساعدة للبشمركة وأرسلت الذخائر. أفضل شي قدمته تركيا لنا هو السماح بذهاب البشمركة إلى كوباني في سوريا عبر اراضيها، وقد استطعنا بذلك تغيير موازين الحرب. سنواصل الضغط على داعش، ولن يكون له أي مستقبل في هذا البلد.

وجدد البارزاني، خلال مؤتمر مشترك مع الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني عقب لقائهما في أربيل، موقف الإقليم من الاستقلال، قائلاً: استقلال كردستان مسألة مستمرة وهو حق لنا، وشعب كردستان هو الذي يقرر ذلك”.

أما موغيريني، فرأت أن الحرب على “داعش” ليست حرب الأكراد وحدهم، وأن مخاطر “داعش” هي على العالم أجمع. وقالت إن الاتحاد الأوروبي سيساعد اقليم كردستان عسكريا وأمنيا وانسانيا، وأنه سيبذل ما في وسعه في هذا المجال. وشددت على ضرورة مساهمة المجتمع الدولي في مواجهة التنظيمات المتطرفة . ونوهت بدور قوات البشمركة الكردية في مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية”. وأعربت عن ثقتها بأن التنظيم المتطرف “لن ينتصر في هذه المنطقة”. وأشادت بانتصارات البشمركة في قضاء سنجار قائلة إن اقليم كردستان أكد أن أرضه ارض التعايش السلمي وقد حقق الانتصار الثقافي.

 

لاريجاني

وفي النجف، دعا رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران علي لاريجاني جميع الدول الإسلامية الى التعاون مع الحكومة العراقية لاجتثاث جذور ظاهرة الإرهاب التي يتعرض لها في أقرب وقت ممكن.

وصرح لدى وصوله الى النجف جنوب بغداد بأن الكثير من الدول باتت تتفهم الآن حساسيات المنطقة وخطر الإرهاب “وهذا ما يعد بحد ذاته خطوة إلى الأمام في الحرب على الإرهاب، ولكننا لا نزال في حاجة إلى مزيد من التشاور في هذا المجال”. وانتقد تلك الدول التي قدمت الدعم الضمني للجماعات الإرهابية، بينما وقفت بعض دول المنطقة الى جانب الشعب العراقي وأعلنت موقفها الرافض لهذه الجماعات.

وأوضح ان هدف زيارته للعراق بعد جولة له شملت لبنان وسوريا هو البحث في أهم القضايا على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأعلن لاريجاني انه عرض في لقاء والمرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني إجراءات إيران لتثبيت دعائم السلام في المنطقة، وما يمكن إيران أن تقدمه من مساعدة للحكومة العراقية في مجال محاربة الإرهاب.

والتقى المسؤول الايراني ايضا كلا من الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري.

 

إحصاء مقتل 1171 جهادياً منذ بدء غارات الائتلاف على سوريا كارثة ثقافية وإنسانية مع تضرّر 300 موقع أثري

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

طاولت الحرب المستمرة منذ أربع سنوات في سوريا نحو 300 موقع أثري دمر بعضها ولحقت اضرار ببعضها الآخر، في كارثة ثقافية انسانية لا تعوض. وأحصى “المرصد السوري لحقوق الانسان”، الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل 1171مقاتلاً جهادياً ينتمون بغالبيتهم الساحقة الى تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف في غارات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على سوريا منذ بدايتها قبل ثلاثة أشهر.

 

جاء في بريد الكتروني للمرصد: “ارتفع الى 1171 على الاقل عدد الذين تمكن المرصد من توثيق” مقتلهم خلال ثلاثة اشهر من غارات الائتلاف وضرباته على مناطق في سوريا، موضحاً أن القتلى هم 1046 مقاتلاً ينتمون الى “الدولة الاسلامية” وغالبيتهم من جنسيات غير سورية، و72 من “جبهة النصرة” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”، ومقاتل اسلامي آخر، و52 مدنياً.

وشنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في 23 أيلول الماضي أولى غاراتها على مواقع للمسلحين المتطرفين في سوريا، بعد شهر ونصف شهر تقريباً من بدء غارات الائتلاف الذي يضم دولاً عربية على أهداف في العراق المجاور.

وهذه الغارات التي مثلت التدخل الاجنبي الاول منذ نشوب النزاع في سوريا منتصف اذار 2011، تستهدف خصوصاً “الدولة الاسلامية” التي تسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم صرح في نهاية تشرين الثاني بان غارات الائتلاف الدولي على مواقع “الدولة الاسلامية” لم تضعف هذه المجموعة الجهادية المتطرفة.

الى ذلك، قتل أمس 20 مدنياً في غارات شنتها طائرات النظام على مدن مختلفة في سوريا، إذ سقط 12 شخصاً في الرقة، وخمسة في دوما قرب دمشق، وشخصان في حلب وشخص في درعا، استناداً الى المرصد.

وأفاد ناشطون سوريون أن فصائل من المعارضة المسلحة قصفت مقرات لميليشيات موالية للجيش السوري في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية.

ونقلت شبكة “سكاي نيوز” عن الناشطين أن مسلحي المعارضة قصفوا بصواريخ “غراد” مواقع “الشبيحة” في القرداحة التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد، رداً على مقتل أكثر من 60 شخصاً في غارات لطائرات الجيش على حي الوعر في حمص.

وفي ريف العاصمة دمشق، قالت مصادر معارضة إن مجموعة من المسلحين شنت هجوماً خاطفاً على مقار القوات الحكومية في حتيتة التركمان في الغوطة الشرقية,مما أوقع قتلى وجرحى.

 

المواقع الاثرية

في غضون ذلك، جاء في تقرير لمعهد الامم المتحدة للتدريب والبحث أن نحو 300 موقع اثري في سوريا تعرض للتدمير او النهب او أصيب باضرار منذ بداية النزاع الدامي في هذا البلد قبل نحو اربع سنوات، لافتاً الى أن أكثر المواقع الاثرية تضرراً في سوريا يقع في حلب ودمشق وقلعة الحصن والرقة وتدمر.

وركز المعهد في تقريره على 18 منطقة في سوريا، معتمداً خصوصاً على صور الاقمار الاصطناعية، حيث تمكن من تحديد الاضرار في 290 موقعاً اثرياً مختلفاً، تعرض 24 منها للتدمير، و104 لاضرار جسيمة، و85 لاضرار متوسطة، و77 لاضرار مختلفة.

ورأى المعهد الذي حصل على مواد التقرير عبر برنامج “يونوسات” المتخصص بتحليل صور الاقمار الاصطناعية ان “هذا التحليل هو بمثابة شهادة على خطورة الاضرار التي تصيب الاثار في سوريا”، داعياً الى “جهود وطنية ودولية لحماية هذه المواقع”.

ومن أكثر المواقع رمزية، والمدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الاونيسكو”، المدن القديمة في حلب وبصرى في درعا ودمشق، الى مئذنة الجامع الاموي في حلب، والمقابر في تدمر.

وقال مدير برنامج “يونوسات” اينار بيوجر: “انه امر محزن بالنسبة الى سوريا وبالنسبة الى العالم. الانسانية تخسر… الاف السنين من تراثها”.

 

الأردن يؤكّد سقوط إحدى طائراته في الرقة

أكد الأردن، اليوم، سقوط إحدى طائرات سلاح الجو الملكي في منطقة الرقة شمالي سوريا وأخذ طيارها كرهينة لدى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش”.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية قوله إنه “أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرقة السورية، صباح اليوم الأربعاء، سقطت إحدى طائراتنا وتم اخذ الطيار كرهينة من قبل تنظيم داعش الإرهابي”.

وكان “المرصد السوري” قد ذكر أن “عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية تمكنوا من إسقاط طائرة حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف العربي الدولي بالقرب من مدينة الرقة (…) عبر استهدافها بصاروخ مضاد للطيران”. وأضاف أنّه “تأكّد أسر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية لطيار من جنسية عربية”.

من جهته، نشر فرع التنظيم في الرقة على مواقع جهادية صوراً قال إنها لطيار اسر ويحيط به نحو عشرة من عناصر التنظيم. كتب على الصورة انه مواطن أردني وذكر اسمه.

ويظهر الطيار في الصور وهو يرتدي قميصا ابيض ويحمله أربعة رجال يخرجونه من بقعة ماء.

(أ ف ب، رويترز، “الأناضول”)

 

سوريا: المواطن حطب الحرب!

4 سنوات على «ربيع» مضرّج بالدماء

علاء حلبي

لم يكن أبو أحمد يعلم أن ما كان يراه على شاشة التلفزة من «ثورات» في تونس ومصر، ولاحقاً ليبيا، سيجتاح منزله وسيطال محله الصغير في سوق المدينة القديم في حلب.

لم يكن الستيني يدرك أن هذا «الربيع» سيحلّ ضيفاً ثقيلاً محملاً بالدمار والدماء والتشرد، فيحوّل حياته المستقرة إلى رحلة هروب من جحيم الموت.

يجلس أبو أحمد، تاجر المقتنيات الأثرية والانتيكا، اليوم في ضيافة صديق في الشام، يقضي معظم وقته يجلس في محل للأنتيكا في سوق الحميدية الدمشقي، يجتمع ببعض أصدقائه يومياً، يدندن معهم بضع أغانٍ بلهجته الحلبية، وبين الأغنية والأخرى يروي ذكرى من مدينته التي دمرتها الحرب.

«لا أعرف شيئا عن محلي، قال لي بعض جيراني انه سرق ودمّر بالكامل». يرتشف أبو أحمد بعض الشاي من كأس باردة، ثم يضيف «كنا نرى الشبان على شاشة التلفزة متحمّسين لغد أفضل، ولكن هذا الغد الذي وصلوا إليه، الدمار.. انتظرت كثيراً عودة مدينتي، إلا أنني فقدت الأمل، فالانتظار طال كثيراً. يبدو أنني قد أموت هنا».

لم يخطر ببال أكثر المتشائمين حتى أن تؤول الأوضاع إلى ما وصلت إليه، فالدولة التي كانت في طور النمو قبل أكثر من أربع سنوات، وسط انفتاح اقتصادي كبير، مقرون بحركة صناعية وتجارية وعمرانية متواترة، باتت اليوم ساحة مفتوحة لمعارك مختلفة، يعيش شعبها الشتات في الداخل، واللجوء في دول الجوار، فيما تفوح من أزقتها رائحة البارود، والموت، ويعتلي صهوة مساجدها «أمراء حرب» يفرضون إيديولوجيات جاؤوا بها من مشارق الأرض ومغاربها.

وأبو أحمد، الذي تأرجح بين التفاؤل والريبة في بداية الأحداث السورية، يستذكر خلال حديثه أسماء من قتل من أقربائه منذ بداية الحرب في سوريا. ويقول «ثلاثة من أبناء عمي، وابن أختي الصغير، والكثير من جيراني، لا أعرف مصائرهم. سمعت أن بعضهم في تركيا، فهذه الحرب قد جاءت بالشتات والدمار».

وفي هذا الإطار، تقدّر الأمم المتحدة عدد اللاجئين الذي فرّوا من سوريا بأكثر من 3 ملايين لاجئ، إلا أن تحديد حجم الدمار في سوريا شبه مستحيل بسبب التفاوت الكبير بين أرقام الحكومة السورية وأرقام المعارضة، في ظل غياب أي مؤسسة محايدة من جهة، واستمرار الحرب من جهة أخرى، ما يعني أن أي رقم لحجم الدمار قابل للزيادة (تقدره بعض المصادر بأكثر من 200 مليار دولار).

«لست لاجئا هناً، بل فار من السلطات السورية من جهة والإسلاميين من جهة أخرى»، يقول ف. أ، لـ«السفير»، وهو ناشط وصحافي معارض يعيش في تركيا اليوم، مشيراً إلى أنه «مع بداية الثورات العربية في تونس واليمن ومصر شعرت بتفاؤل كبير، كنت أنتظر اللحظة التي تصل فيها الشرارة إلى سوريا، فعلى الرغم من الرخاء الاقتصادي الظاهري، إلا أن الفارق الطبقي كان كبيراً والفساد، بكل أنواعه، كان مستشرياً، ولا يوجد برلمان حر، ولا مساحة حرية للتعبير عن الرأي. كنت أحلم بأحزاب تقارع بعضها بعضا في الانتخابات، وسلطة قضائية تعاقب جميع الفاسدين».

يتابع ف أ، الذي شارك في العديد من التظاهرات وانضم إلى أكثر من تجمع شبابي في بداية الأحداث، عبر «سكايب»، «مع مرور الأيام، بدأ الإسلاميون والجهاديون يسرقون الأضواء، وبدأ البساط يسحب من تحت أقدامنا. بين ليلة وضحاها أصبحنا مهددين، كثيرون منا اختطفوا أو قتلوا، فقررت اللجوء إلى تركيا».

وعن رأيه بما يحدث الآن في سوريا يقول: «عن أي سوريا نتحدث؟ لدينا الآن في سوريا سبع أو ثماني دول. كل جماعة في سوريا تسيطر على مساحة وتطبق عليها أحكامها وقوانينها. لم يعد بإمكاننا الحديث عن سوريا الدولة التي عرفناها».

ويضيف «كنا نتوقع أن تخرج الأمور عن السيطرة في مرحلة ما، لكننا كنا نؤمن بالشباب، ورغبتهم بغدٍ أفضل، إلا أنّ سلطة المال من جهة، وتدخل الدين وسطوته من جهة أخرى، غيّرا مجرى جميع الأحداث»، مشدداً على أن «ثورته هي من أجل سوريا، ولكن عندما أصبحت الطائفة أو العرق تهمة لم يعد لي أي انتماء لما يجري، سرقوا منا حتى الانتماء».

وتقاتل في سوريا اليوم عشرات الفصائل «الإسلامية» و«الجهادية»، تتقاسم في ما بينها السيطرة على المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، ويعتبر «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، الأكثر سطوة، حيث تسيطر «النصرة» على معظم مناطق ريف إدلب وصولاً إلى ريف حماه، ومناطق من ريف حلب، وريف درعا وصولاً إلى الجولان السوري المحتل، فيما يسيطر «داعش» على كامل محافظة الرقة، ومناطق واسعة من ريف حلب، وريف دير الزور، وصولاً إلى الجانب العراقي. وتتقاسم الفصائل «الإسلامية» الأخرى («الجبهة الإسلامية» وغيرها)، السيطرة على ما تبقى من ريف حلب وريف دمشق، وسط اندثار «الجيش الحر» الذي ذاع صيته كثيرا في بداية الأحداث السورية.

من جهة أخرى، تسيطر الحكومة السورية على جميع مراكز المحافظات السورية (باستثناء الرقة)، وتشكل طوقاً متيناً في محيط المدن الكبرى (في حلب تسيطر الحكومة على معظم الأحياء الغربية والجنوبية).

وعلى خلاف ف أ، اختار منير (اسم مستعار) العودة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية والعمل في إحدى وسائل الإعلام، بعد تجربة طويلة في العمل في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون. ويشير منير إلى أن «الفساد الذي خرج الناس لمحاربته في بداية الأحداث تضاعف مرتين في مناطق نفوذ الفصائل المسلحة»، مؤكدا أن «الكذب لا حدود له في تلك المناطق، ومنطق القوة هو الذي يحكم».

ويقول منير بنبرة حزينة «المواطن البسيط هو حطب هذه النار، فمعظم النافذين في الثورة هربوا إلى خارج سوريا، بعد أن استقدموا الفصائل الأجنبية الجهادية مقابل مبالغ مادية طائلة، فقضوا على أحلامنا بغد نظيف، وزرعوا بيننا اللحى وفروا بأموالهم».

وبالرغم من استعماله مصطلح «ثورة» في أكثر من مرة خلال حديثه عن بداية الأحداث في سوريا، يصر منير على تسمية ما حدث لاحقاً بـ«انفلات مسلح» و«سطوة لعصابات قامت بســرقة ســوريا والســوريين وأحــلامهم». ويقول «يتحدثون عن الديكتاتورية والقمع من قبل النظام، لكنهم يمارســون هذه الديكــتاتورية في مــناطقــهم بشكل أكبر، ويستبدّون بالمواطنين تحت سطوة السلاح. فرق كبير أن تعيــش في كنف قانون دولة، أو تحت سطوة عصابات مسلحة، فهذه العصابات لن تبني غدا أفضل».

وعن واقع النشاط الإعلامي في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، يقول منير «الساحة الآن للجهاديين، الذين يوجهون وسائلهم وفق توجهاتهم، وقد اختفى مفهوم الصحافة، أصبح الصحافي موظفاً، بعد هرب عدد كبير من الصحافيين واعتقال عدد آخر من قبل الفصائل الجهادية».

وإلى جانب حجم الدمار الكبير، وعدد ضحايا الحرب (الذين يصعب أيضاً تحديدهم بدقة في الوقت الحالي من قبل جهة محايدة، فيما يقدره «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض الذي ينشط من بريطانيا بأكثر من 200 ألف ضحية)، خسرت سوريا منذ بداية الحرب الكثير من خبراتها، بين من قتل، ومن هاجر، ومن لجأ إلى دول أخرى.

الدكتور بسام بي، أحد أشهر أطباء حلب، ومدير المستشفى الوطني في اعزاز (التي تسيطر عليها «النصرة» الآن)، يعيش اليوم في السويد، بعدما قضى بضعة أشهر في السعودية إثر خروجه من سوريا بعد تعرض عيادته ومنزله وممتلكاته للسرقة والتدمير.

ويقول الطبيب الحلبي، لـ«السفير»، «بعد خروجي من ريف حلب إثر تعرضي لاعتداءات متكررة، بقيت في مدينة حلب عاطلاً من العمل. ومع زيادة ضغوط الحياة اضطررت إلى توقيع عقد مع إحدى الجهات الطبية في السعودية، حالي كحال معظم من ضاقت بهم الحياة».

يخبر الطبيب عن المعاملة السيئة التي تلقاها في الرياض، قائلاً «في السعودية عوملت بعنصرية، ما دفعني الى مغادرة البلاد نحو السويد». ثم يستذكر، خلال حديثه، أسماء عدد كبير من الأطباء والخبرات العلمية، «خسرت سوريا الكثير من خبراتها العلمية، كثير منهم تعرضوا للخطف والقتل (مدير مستشفى حلب الجامعي الدكتور محمود تسابحجي)، وآخرون اضطروا للهروب من واقع الحياة. سوريا نزفت الكثير من خبراتها منذ بداية الحرب وحتى الآن في مختلف المجالات الطبية والهندسية والعلمية، وحتى الأدبية».

أما في القطاعات الأخرى، فقد تسببت الحرب الدائرة في سوريا، والتي بدأت تحت راية «الربيع العربي» بدمار كبير في القطاع الصناعي في سوريا (معظم المصانع في المناطق الشمالية تعرضت للسرقة والتدمير)، كما تعرض القطاع الزراعي (أحد أهم مصادر الدخل القومي في سوريا) لأضرار كبيرة، سواء بسبب عزوف عدد كبير من المزارعين عن الزراعة، أو بسبب الجفاف، أو حتى بسبب عدم توافر المواد الرئيسية لعملية الزراعة.

يُشار إلى أن زراعة القمح، التي تعتبر العمود الفقري للزراعة في سوريا، هي الأكثر تضرراً، حيث خرجت مساحات واسعة من منطقة الجزيرة في سوريا (المصدر الرئيسي للقمح في البلاد) عن الخدمة، فتحول المزارعون للعمل في استخراج النفط وتكريره بأساليب بدائية، الأمر الذي قضى على الأراضي الزراعية.

بعد أربعة أعوام من الحرب، تحولت سوريا من دولة منتجة إلى دولة مستهلكة تبحث عن موارد غذائية عن طريق استيرادها، يقارع من بقي فيها الموت، ليس فقط في ساحات المعارك، بل حتى في المناطق البعيدة عن الحرب، والتي تعاني من ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية، وفقدان للمحروقات في فصل الشتاء، في مشهد قد يعبّر عن النتائج الأولية لـ«الربيع العربي» الذي ما زال يعصف بسوريا.

 

أرقام

÷ ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن حصيلة الحرب في سوريا تجاوزت 200 ألف قتيل. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «أحصينا مقتل 202354 شخصاً منذ آذار العام 2011، بينهم أكثر من 130 ألف مقاتل من الطرفين». وأضاف «هناك 63074 من إجمالي القتلى من المدنيين، بينهم 10377 طفلا».

 

÷ أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) انه في نهاية العام 2015 ستكون حياة أكثر من 8.6 ملايين طفل قد مزقت بفعل العنف والتهجير القسري في المنطقة، مقارنة بسبعة ملايين طفل قبل شهر واحد فقط.

 

÷ أقر مجلس الشعب (البرلمان) السوري مشروع الموازنة الأضخم في تاريخ سوريا بالعملة المحلية، والتي زادت عن 1500 مليار ليرة، (190 ليرة للدولار الواحد) يذهب أكثر من نصفها لمشاريع الدعم الاقتصادي والاجتماعي، بمبلغ يقارب 900 مليار ليرة، فيما خصص 50 ملياراً لإعادة الإعمار، بما يعادل 260 مليون دولار تقريباً.

أعلنت الحكومة أنها أنفقت خلال الأعوام الثلاثة الماضية 81.5 مليار ليرة سورية من الموازنة العامة لإصلاح الأضرار، وصرف المستحقات وتم إقرار الخطة الاسعافية للوزارات والجهات العامة بمبلغ 15.4 مليار ليرة سورية، وفي موازنة العام المقبل تمَّ رصد مبلغ 50 مليار ليرة ضمن التوجه نفسه.

 

÷ وفقاً لدراسة أعدَّها مركز البحوث والدراسات هذا العام فإن سوريا، التي تركها 12 في المئة من سكانها في السنوات الأربع السابقة، وخسرت نتيجة الحرب 3 في المئة من السكان، وهناك نصف مليون جريح على الأقل بينهم إعاقات دائمة، تواجه تحدياً بخسارة هرمها البشري وقدراتها الشابة، وذلك على الرغم من التناقض الحاصل في ضيق سوق العمل أيضاً، بنسبة بطالة تقارب 54 في المئة.

 

÷ قفز الدولار قفزات جديدة في سوريا، محققاً رقماً جديداً وصل إلى حدود 210 ليرات سورية للدولار الواحد.

 

÷ أعلنت دمشق أنها تحتاج إلى ما يقارب 800 مليون دولار شهرياً لاستيراد حاجتها من المازوت والبنزين، ما يعني كلفة تقارب 10 مليارات دولار سنويا، في بلد يقال إن احتياطه من العملة الصعبة كان بحدود 17 مليار دولار قبل العام 2011.

 

÷ أعلن وزير الدولة لشؤون المصالحة في سوريا علي حيدر أن السلطات أطلقت سراح نحو 11 ألف شخص منذ مرسوم العفو الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد في حزيران الماضي.

 

÷ أعدم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» 1500 شخص في سوريا منذ إعلانه قيام «الخلافة» في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا، قبل حوالي خمسة أشهر، بحسب ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

 

«داعش» يفشل مجدداً في اقتحام مطار دير الزور

يبدو أن تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، وبعد النكسات التي يتعرض لها على الاراضي العراقية، يميل الى اعادة تركيز جهوده على الجبهة السورية، حيث شن عناصره هجوماً جديداً على مطار دير الزور العسكري، استطاع الجيش السوري افشاله عبر منعه التنظيم التكفيري من السيطرة على جبل يطل عليه.

ويركز «داعش» منذ حوالى الاسبوعين هجماته على مطار دير الزور، أحد آخر المواقع العسكرية المهمة للقوات السورية في المحافظة، والذي قد يؤدي سقوطه الى وصل الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم التكفيري، بمدينة البوكمال الحدودية مع سوريا، حيث ان مدينة دير الزور، التي لا يزال نصفها بيد الجيش السوري ـــ بما في ذلك المطار العسكري ـــ واقعة في نقطة وسطى بين المناطق التي يسيطر عليها «الدولة الاسلامية». كذلك، فإن الهجوم المتواصل، من قبل التنظيم المتشدد، على المطار العسكري يأتي بعد النكسة التي تعرض لها «داعش» في مدينة عين العرب (كوباني)، التي لم يستطع التنظيم المتشدد السيطرة عليها، نتيجة للمقاومة العنيفة التي يبديها الاكراد للشهر الثالث على التوالي، فضلاً عن خسارته لعدد كبير من المناطق المهمة في العراق.

وبعد حوالي عشرة أيام من الهدوء النسبي، أعقبت عدة محاولات فاشلة قام بها «داعش» سابقاً، شهد محيط مطار دير الزور أمس تصعيداً عنيفاً، عبر محاولة جديدة قام بها «الدولة الإسلامية» لإحداث اختراق يمكنه من تهديد المطار، من خلال الهجوم على جبل ثردة المطل على المطار.

وجاء هجوم «داعش» بعد نجاح الجيش السوري في السيطرة على نقاط عدّة في محيط المطار، أهمها مركز البحوث العلمية في بلدة المريعية وتجمع خليف في قرية حويجة صكر، الأمر الذي أتاح له توسيع حزام الأمان حول المطار.

وقال مصدر ميداني لـ «السفير» إن «داعش» كان يحاول السيطرة على جبل ثردة الذي يتمتع بموقع استراتيجي مهم بالنسبة إلى المطار، ليس لكونه أعلى نقطة تشرف عليه وحسب، بل لأنه يعتبر مركزاً لوحدات المدفعية والدبابات التي تؤمن إسناداً نارياً مهماً لحامية المطار، وتقوم بتغطيتها في حال تعرضها لأي هجوم.

وأكد المصدر أن الهجوم لم يستطع تحقيق أهدافه. وبرغم شراسة الاشتباكات فإن وحدات الجيش السوري تمكنت من وقف تقدم «داعش»، الذي تمكن في بداية الهجوم من السيطرة على بعض النقاط في الجبل قبل أن يضطر إلى الانسحاب من بعضها بسبب كثافة القصف الناري عليه، وسط استمرار الاشتباكات في النقاط الأخرى. وعرف من بين قتلى «الدولة الإسلامية» جراء الهجوم السعوديان بدر الشمري وأحمد خلف الشمري الملقب بأبي يحيى الشمالي.

من جهة ثانية، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «حوالى 1200 مقاتل، ينتمون بغالبيتهم الساحقة إلى الدولة الإسلامية، قتلوا في غارات التحالف الدولي في سوريا منذ بدايتها» في 23 أيلول الماضي.

وأعدم «الدولة الإسلامية» أمس ستة مواطنين من بلدة صبيخان في ريف دير الزور الشرقي بعد اتهامهم بإطلاق النار على سيارة «حسبة» تابعة له، كانت حاولت قبل أيام التعرض لفتاة لم تكن ملتزمة بشروط التنظيم في طريقة ارتداء النقاب.

وعلى الجبهة الجنوبية، امتدت الاشتباكات بين «جبهة النصرة» و «لواء شهداء اليرموك» إلى قرى الشجرة وسحم الجولان ونافعة بالإضافة إلى جملة، وهي معقل اللواء ومسقط رأس قائده أبو علي البريدي.

وقال مصدر ميداني «لم يحدث أي اقتتال في السابق، لأن الفصائل محلية وذات ارتباط مناطقي وعشائري قائم على مفهوم الفزعة في ما بينهم». ويفسر «حقيقة ما يجري من خلال نقطتين، الأولى محاولة الفصائل الابتعاد عن أي معارك جانبية وخاصة في هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية، والثانية هي العلاقة الإيجابية مع الأردن، الناقمة على البريدي إثر انسحابه من غرفة عمليات الموك على خلفية رفض طلبه السيطرة على كافة المعابر الحدودية في الريف الغربي، يضاف إلى ذلك معلومات عن تحالفه مع داعش، وهو ما يفسر حرب النصرة عليه، بينما تسعى باقي الفصائل إلى الحد من الاقتتال، وفي الوقت ذاته إبعاد النصرة عن منطقة حيوية لا يروق لغرف العمليات في الجنوب أن ترفرف رايات النصرة قربها».

ويتوقع المصدر أن «يتكرر مشهد الشمال، بحيث يستغل الجيش السوري حالة الحرب الداخلية في حوران ويعمد إلى استعادة مواقع في المنطقة، لعل أبرزها الشيخ مسكين ونوى وجباتا الخشب، بالإضافة إلى تعزيز طريق دمشق – درعا وتأمين مدينتي البعث وخان أرنبة في القنيطرة اللتين شهدتا هجمات متكررة في الفترة الأخيرة».

 

«داعش» يؤكد تمدده إلى ريف دمشق… ومقتل أكثر من ألف من رجاله

تقرير أممي: الحرب الأهلية في سوريا تهدد 290 موقعا أثريا عالميا

عواصم ـ وكالات ـ درعا ـ«القدس العربي» من مهند الحوراني: نشر «المكتب الإعلامي لولاية دمشق» التابع لتنظيم «داعش»، صوراً لما وصفها بـ»إزالة معالم الشرك في بير قصب» في ريف محافظة دمشق جنوبي سوريا، ليقدمها كدليل على «تمدده» ووصوله إلى مشارف العاصمة السورية، فيما أفاد تقرير للأمم المتحدة أن ما يقرب من 300 موقع ثقافي في سوريا بعضها فريد من نوعه باتت مهددة بسبب الحرب الأهلية الدائرة في سورية منذ نحو أربعة أعوام. وتضمنت الصور التي نشرها المكتب الإعلامي لـ»داعش»، الثلاثاء، مراحل تفخيخ ما يشبه الحسينية، وهي مساجد الشيعة، في منطقة بير قصب في ريف دمشق الشرقي، وتفجيرها لتصبح ركاماً.

كما تضمنت الصور التي حملت شعار «الدولة الإسلامية»، عنصراً من «داعش» مجهول الهوية، وهو يقف داخل المبنى الذي تم تفجيره ويحمل بيده لوحة عليها رسومات ملونة غير مفهومة، وصفها التعليق على الصورة، بأنها «أحد المعالم الشركية الموجودة».

ولم يظهر على الصور، أي تاريخ للعملية، الأمر الذي دفع ناشطين سوريين معارضين للتشكيك بأنها حديثة، معلقين على الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها التقطت منذ أسابيع ونشرها «داعش» الثلاثاء، كما أكدوا أن «الثوار» يسيطرون بالكامل على «بير القصب» بعد طرد بعض مبايعي التنظيم منها.

ولم يتسن التحقق من صحة الصور من مصدر مستقل، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق من «داعش» بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام.

ومطلع كانون الأول/ديسمبر الجاري، بايع عدد قليل من الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة في منطقة بير القصب بريف دمشق تنظيم «داعش»، في ظل روايات يتداولها ناشطون إلى سعي التنظيم إلى الوصول إلى مناطق أوسع في ريف العاصمة وفي محافظتي درعا والقنيطرة (جنوب) الحدودية مع إسرائيل، وهو موجود بشكل محدود حالياً في منطقة القلمون بريف دمشق الغربي والحدودية مع لبنان.

الى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء إن الغارات الجوية الأمريكية المستمرة في سوريا منذ ثلاثة أشهر قتلت حتى الآن ما لا يقل عن 1171 شخصا غالبيتهم من مقاتلي الدولة الاسلامية.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن 52 قتيلا فقط كانوا مدنيين.لكن شبكة المرصد من الناشطين في أنحاء سوريا قالت إن عدد القتلى بين المقاتلين الإسلاميين منذ بدء الحملة الجوية في أواخر أيلول/سبتمبر أكبر من ذلك على الأرجح.

من جهة أخرى جاء في تقرير نشر الثلاثاء لمعهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب (يونيتار) أن بعضا من بين المعالم الأثرية المتضررة من الحرب الأهلية مواقع مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي مثل قلب مدينة حلب التي يبلغ عمرها سبعة الآف سنة وقلعة الحصن بمحافظة حمص والتي تعود إلى عصر الحروب الصليبية.

واستند اليونيتار في تقريره إلى تحليل صور بالأقمار الصناعية لـ18 منطقة في سورية وحدد المعهد 290 معلما.

ورصد التقرير تعرض 128 معلما من هذه المعالم لدمار تراوح بين الشديد إلى الدمار التام، فيما أشار التقرير إلى أضرار طفيفة حدثت لـ85 معلما آخر فيما لم يتمكن المعهد من التعرف بشكل واضح على حدوث أضرار لـ77 معلما.

وأفادت بيانات الأمم المتحدة بأن القصف بالقنابل وأعمال السلب والنهب كانت في طليعة الأسباب المؤدية إلى الأضرار التي حاقت بالمباني التاريخية في سوريا.

 

رئيس الائتلاف السوري يبحث مبادرات الحل السياسي في القاهرة السبت

سوريا – الأناضول – قال مصدر في مكتب الائتلاف السوري المعارض في القاهرة، الأربعاء، إن رئيس الائتلاف هادي البحرة سيقوم السبت المقبل بزيارة إلى العاصمة المصرية للقاء وزير الخارجية سامح شكري.

 

وقال عبد الحميد الزوباني مدير المكتب الإعلامي في مكتب الائتلاف في القاهرة، إن اللقاء المرتقب بين البحرة وشكري سيتم فيه بحث المبادرات الدولية المطروحة للحل السياسي ومناقشة الوضع السوري الراهن وتحسين ظروف الجالية السورية في مصر التي تتجاوز 300 ألف.

 

ولم يحدد المصدر مدة الزيارة، أو فيما إذا كان رئيس الائتلاف سيلتقي مسؤولين مصريين آخرين أو في الجامعة العربية أو أطيافاً أخرى في المعارضة السورية.

 

طائرات النظام السوري تستهدف الرستن بالبراميل المتفجرة

حمص – الأناضول – استهدفت طائرات النظام السوري بأربع براميل متفجرة، مدينة الرستن التابعة لمحافظة حمص، بعد ظهر الثلاثاء، ما أسفر عن جرح 7 أشخاص، بينهم امرأتان وأربع أطفال من عائلة واحدة.

 

وتسبب القصف بدمار عدد من منازل المدينة، وانتشرت حالة من الهلع والخوف بين الأهالي والأطفال الذين تزامن خروجهم من المدارس مع سقوط البراميل المتفجرة.

 

وأفاد، أحمد العلي، أحد سكان مدينة الرستن، أنه “لا وجود البتة لأي مظهر عسكري أو مسلح، في أماكن سقوط البراميل”، مشيراً إلى أن “الجرحى تم نقلهم إلى المشافي الميدانية في المدينة”. في حين لم يتمالك جد العائلة التي جرح أفرادها دموعه، حزناً على أحفاده، وبيته الذي دمره القصف.

 

هذا، وتتعرض الرستن، التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية المسلحة، منذ حوالي ثلاث سنوات إلى قصف متواصل من قوات النظام، أسفر عن وقوع عشرات القتلى، ومئات الجرحى بين المدنيين.

 

شبح الإغلاق يخيم على أكبر مشفى في مناطق سيطرة المعارضة في حلب

مقتل عشرين سوريا في غارات للنظام على دوما وجبل الزاوية والرقة

■ عواصم ـ وكالات: لقي خمسة أشخاص مصرعهم في غارة نفذتها طائرات النظام السوري، الثلاثاء، على مدرسة بمدينة دوما، الواقعة تحت سيطرة المعارضة بريف العاصمة السورية دمشق.

وأفاد بيان للهيئة العامة للثورة السورية، أن طائرة حربية للجيش النظام السوري قصفت مدرسة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص، منهم 3 أطفال، مشيراً إلى أن أضراراً لحقت بالمدرسة.

وذكر البيان أن النظام شن منذ صباح الثلاثاء، أكثر من 10 غارات على مدن وبلدات وأحياء الغوطة الشرقية، لافتاً إلى أن أحياء جوبر واليرموك ودير العصافير والقابون تعرضت لهجمات مكثفة من قبل قوات النظام.

كما أوضح البيان أن مناطق عديدة واقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة حلب شمال سوريا، تعرضت لغارات من طائرات النظام الحربية. جاء ذلك فيما لقي 7 أشخاص مصرعهم، وجرح 10 آخرون، الثلاثاء، جراء برميل متفجر، ألقته طائرة مروحية تابعة للنظام السوري، على سوق شعبية ببلدة سفوهن، في جبل الزاوية بريف إدلب.

وتسبب القصف كذلك بدمار واسع في أبنية البلدة، وحرق وتدمير عدد كبير من سيارات المدنيين، إلى جانب حالة الهلع والخوف بين الأهالي، جراء شدة الانفجارات.

وأفاد الملازم أول محمد حلبي، رئيس قسم «الشرطة الحرة» ببلدة سفوهن لمراسل الأناضول، أن القصف استهدف تجمعاً مدنياً، وأن الضحايا كلهم من المدنيين، لافتاً إلى أن النظام ينتقم من الأهالي، بعد خسارته لمعسكري وادي والضيف والحامدية اللذين كانا أكبر معقلين لقواته بريف إدلب.

وتطرق إلى مبادرة ميستورا المتضمنة تجميداً للقتال، ووصفها «بالمبادرة الفاشلة والمرفوضة»، مؤكداً على «أن الشعب السوري لن يرضى بأقل من إسقاط نظام الأسد».

ويشهد ريف إدلب منذ صباح الثلاثاء قصفاً مكثفاً من طائرات النظام، شمل بلدات كنصفرة، وسفوهن، والهبيط، وخان شيخون، وتل عاس، كما امتد القصف لبلدات اللطامنة وكفر زيتا، بريف حماه الشمالي.

يذكر أن فصائل المعارضة السورية المسلحة، تتقدمها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وفصائل من الجيش الحر، تمكنت الاسبوع الماضي، من السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية، أكبر معسكرين لقوات النظام في ريف إدلب، بعد معارك استمرت ليومين، حيث تمت السيطرة بعد تحرير أكثر من 20 حاجز حولهما، وتمكنت قوات المعارضة من تدمير أكثر من 8 دبابات، وقتل أكثر من 100 عنصر من قوات النظام، إلى جانب اغتنام عدد كبير من الآليات الثقيلة، وكميات هائلة من الذخائر، وأسر عدد كبير من جنود النظام.

ولقي 8 أشخاص مصرعهم، وجرح 25 آخرون، في حصيلة أولية لـ 5 غارات شنتها طائرات النظام السوري الثلاثاء على وسط مدينة الرقة شرق البلاد.

وفي المدينة أن القصف تسبب بدمار كبير في الأبنية والمحلات التجارية، لافتًا إلى أن عدد القتلى مرشح للزيادة بسبب قوة الغارات، فيما تلا الغارات قصف بالرشاشات الثقيلة، نفذتها الطائرات من علو منخفض. وتتعرض مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» لقصف مكثف من قوات النظام منذ نحو شهر، ذهب ضحيته العشرات من سكان المدينة، وتسبب بدمار كبير في الأبنية السكنية والمحلات التجارية، تزامنا مع ضربات يشنها التحالف على المدينة على مواقع يقول إنها تتبع «داعش».

من جهة أخرى يواجه مشفى إعزاز الأهلي في شمال مدينة حلب السورية خطر الإغلاق، وحرمان الآلاف من المواطنين من خدماته، بسبب توقف دفع مستحقات العاملين فيه منذ نحو 7 أشهر. وناشد مدير المشفى «مؤيد قبطور»، الاثنين، المنظمات العالمية، والحكومة السورية المؤقتة، دعم المشفى ودفع مستحقات العاملين، لافتا إلى أنه «في حال عدم توفر الدعم المطلوب، فإن المشفى الأكبر في مناطق سيطرة المعارضة بحلب قد يغلق أبوابه في غضون أيام قليلة».

وأوضح أن «المشفى الذي يقدم خدماته للمواطنين والنازحين في مدينة إعزاز وما حولها، كان يتلقى الدعم من إحدى المنظمات الدولية، التي تكفلت بكل احتياجاته من رواتب، وأدوية، ومعدات، لكن بعد دخول تنظيم داعش لمدينة إعزاز توقف الدعم عن المشفى تمامًا».وأضاف «بعد خروج داعش من المدينة ومغادرتهم للمشفى، قامت الحكومة المؤقتة بدفع رواتب الكادر الطبي فيها لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفت عن ذلك متذرعةً بعدم توفر الموارد المالية، ومنذ ذلك الحين مرت 7 أشهر ولم يقبض العاملين فيه رواتبهم،» مشيراً إلى أن بعض الجهات تدعم المشفى بالأدوية وبعض المستلزمات، وتساءل «عن فائدة الأدوية والمستلزمات، إذا توقف كادر المشفى عن العمل». وذكر قبطور أنه «لدى انسحاب داعش من المدينة، أخذ معه المستلزمات الضرورية لعمل بعض أجهزتها، مثل كابلات الألياف الضوئية والكاميرات اللازمة لعمل أجهزة التنظير، ونتيجة لذلك، لم يعد الأطباء في المشفى قادرين على إجراء عمليات التنظير، التي كانوا يقومون بها سابقاً.»

و فيما يتعلق بالصعوبات الأخرى التي يواجهها المشفى، أشار الدكتور خميس اليوسف إلى أن «معالجة الأمراض العضال كالسرطان والسكري والقلب، هـــي أبرز الصعوبات المحيطة بعمل المشفى، وذلك لعدم توفر أدوية ومعدات كافية لمعالجتهم، بالإضافة إلى أن المشفى يواجه ضغطاً كبيرا، بسبب العدد الكبير من النازحين في المنطقة علاوة على سكانها، إلى جانب حالات الإسعاف القادمة من مدينة حلب».

وتعاني مؤسسات القطاع الصحي من مشاف ومستوصفات، في مناطق سيطرة المعارضة في سوريا، من أوضاع سيئة للغاية، ناجمة عن نقص في الأجهزة والمعدات والكوادر الطبية اللازمة لعملها، بسبب قلة الدعم الذي تلقاه بعض تلك المؤسسات، وانعدامها بشكل كامل عن بعضها الآخر.

 

سنة قاسية على حرية الصحافة وسوريا مصيدة الصحافيين الأجانب

عبد الحميد صيام

نيويورك ـ «القدس العربي»: أصدرت لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك تقريرها السنوي حول ما تعرض له الصحافيون في العالم عام 2014. ويقول التقرير إن عدد الصحافيين الدوليين الذين لقوا حتفهم بسبب ما يقومون به من عمل قد بلغ معدلاً عالياً وغير معتاد عام 2014، حيث دعتهم المسؤولية الصحافية أن يعبروا العديد من الحدود لتغطية نزاعات وأوضاع خطيرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا وأفغانستان.

فقد بلغت نسبة الصحافيين الدوليين القتلى ما يقرب من ربع إجمالي الخسائر بين الصحافيين في هذا العام، وهذه النسبة حوالى ضعف الخسائر التي وثقتها لجنة حماية الصحافيين في السنوات الأخيرة، وهو أمر يعود جزئياً إلى التزايد المطرد للعنف في مناطق النزاع والتي غالباً ما يُستهدف فيها الصحافيون الغربيون بصفة متعمدة. وعلى مر السنوات كان تسعة من كل عشرة صحافيين يُقتلون من الصحافيين المحليين الذين يغطون مواضيع محلية.

وبلغ العدد الإجمالي للصحافيين الذين قتلوا بسبب عملهم 60 صحافياً في عام 2014، مقارنة مع 70 صحافياً قتلوا عام 2013 حسب ما جاء في تقرير لجنة حماية الصحافيين. وما زالت اللجنة تحقق في مقتل 18 صحافياً إضافياً عام 2014 لتحديد ما إذا كانت وفاتهم مرتبطة بعملهم.

اجتذبت المخاطر المرتبطة بعمل الصحافيين الدوليين اهتماماً متجدداً في أبريل/نيسان من هذا العام، إثر مقتل المصورة الصحافية الألمانية آنا نايدرينغهاوس التي كانت تعمل مع وكالة «أسوشيتد برس»، إذ أطلق عليها شرطي الرصاص بينما كانت تغطي الانتخابات في أفغانستان. وفي آب/أغسطس قامت عناصر من جماعة ‘الدولة الإسلامية’ «داعش» المسلحة بإعدام الصحافي الأمريكي المستقل جيمس فولي ونشرت الجماعة مقطع فيديو على الإنترنت يظهر عملية الإعدام. وكان فولي قد اختطف في سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، ولم يكن مكان وجوده معروفاً. وبعد أسبوعين على ذلك، نشرت داعش مقطع فيديو آخر يظهر قطع رأس الصحافي المستقل ستيفن سوتلوف الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، والذي اختُطف في آب/أغسطس 2013.

على الرغم من تزايد المخاطر التي يواجهها الصحافيون الغربيون العاملون في مناطق النزاعات، يظل الصحافيون المحليون يشكلون الغالبية العظمى من الصحافيين المعرضين للخطر بسبب عملهم. فعلى سبيل المثال، تقدّر لجنة حماية الصحافيين أن هناك 20 صحافياً في عداد المفقودين في سوريا حاليا. ويعتقد أن العديد منهم محتجزون لدى جماعة «داعش»، ومعظمهم من الصحافيين المحليين.

وبلغ العدد الإجمالي للصحافيين الذين لقوا حتفهم في النزاع السوري 17 صحافياً على الأقل خلال عام 2014، مما يرفع العدد الإجمالي للصحافيين القتلى منذ بدء النزاع عام 2011 إلى 79 صحافياً. هذا العدد المتزايد جعل حصيلة الخسائر في سوريا تفوق الحصيلة في الفلبين كثاني بلد يقتل فيه أكبر عدد من الصحافيين منذ بدأت لجنة حماية الصحافيين بتوثيق حالات قتل الصحافيين عام 1992.

في العراق قتل على الأقل خمسة صحافيين هذا العام، ثلاثة منهم كانوا يغطون المصادمات بين الحكومة العراقية وحلفائها ضد حركة التمرد التي تقودها جماعة «داعش»، ومن بينهم المصور الصحافي خالد علي حمادة الذي كان يعمل مع قناة العهد الفضائية حيث قتل في حزيران/يونيو 2014 بينما كان يغطي المصادمات العسكرية في محافظة ديالى بين قوات الأمن العراقية ومسلحين تابعين لجماعة الدولة الإسلامية. كما قـتل أربعة صحافيين وثلاثة عاملين إعلاميين على الأقل في قطاع غزة بينما كانوا يغطون الهجوم الإسرائيلي الذي امتد 50 يوماً في شهري تموز/يوليو وآب /أغسطس وخلّف أكثر من 2100 قتيل على الجانب الفلسطيني معظمهم من المدنيين، و 73 إسرائيلياً. وفي 9 تموز/يوليو قتل سائق يعمل مع وكالة «ميديا 24» الإعلامية عندما أصيبت سيارته التي تحمل علامة «صحافة» بصاروخ إسرائيلي.

في أوكرانيا قتل هذا العام ما لا يقل عن خمسة صحافيين واثنين من العاملين الإعلاميين وهذه الخسائر هي الأولى التي تسجلها لجنة حماية الصحافيين في أوكرانيا منذ عام 2001. وكان جميع القتلى ما عدا واحدا هم من الصحافيين الدوليين. وقد وثقت لجنة حماية الصحافيين العديد من حالات الاختطاف والحجز والإعتداءات المتكررة ضد الصحافة خلال عام 2014.

وفي باكستان، وهي من بين البلدان الأكثر خطورة على الصحافيين على مر السنين، قـتل ثلاثة صحافيين بسبب عملهم، مما يمثل انخفاضاً عن السنوات الماضية. إلا أن العنف ضد الصحافيين مستمر. ففي نيسان/أبريل أصيب الصحافي حامد مير الذي يعمل مقدم برامج في وكالة جيو نيوز بثلاث رصاصات بينما كان يغادر المطار الرئيسي في كراتشي، إلا أنه نجا من الموت. وفي آذار/مارس أطلق مسلحون النيران على سيارة المذيع التلفزيوني رازار رومي الذي أصيب بجراح خطيرة، في حين قتل السائق الذي كان برفقته.

قُتل ثلاثة صحافيين في باراغواي على الأقل عام 2014، وهذه هي أول حالات قتل مؤكدة مرتبطة بالإعلام توثقها لجنة حماية الصحافيين في هذا البلد منذ عام 2007. وكان اثنان من الصحافيين القتلى مقدمي برامج إذاعية.

بعض الصحافيين علقوا في الخطوط الأمامية لتغطية انتشار فيروس إيبولا القاتل. ففي غينيا، عُثرعلى جثث صحافي إذاعي وعاملَين إعلاميَين ملقاة في مجاري الصرف الصحي في قرية ووم التي توجهوا إليها لتغطية أنشطة وفد يقوم بحملة للتوعية الصحية.

كما شهدت تركيا أول حالة قتل مرتبطة بالإعلام منذ عدة سنوات. ففي 14 تشرين الأول/أكتوبر كان الصحافي قادير باغدو يقود دراجته الهوائية لتوصيل نسخ من صحيفة ‘أزديلا ويلات’ اليومية المؤيدة للأكراد في مدينة أضنة عندما أصيب برصاص أطلقه رجلان يقودان دراجة نارية. وقال محرر في الصحيفة للجنة حماية الصحافيين إن الصحيفة تتلقى تهديدات متكررة عبر الهاتف والبريد الإلكتروني. وتزعم السلطات التركية أن وسائل الإعلام المؤيدة للأكراد متحالفة مع حزب العمال الكردستاني المحظور ومع جماعة ‘كي سي كي’، وهي تحالف يضم منظمات مؤيدة للأكراد، وفقاً لأبحاث لجنة حماية الصحافيين.. وفي ميانمار (بورما) صرّح الجيش في تشرين الأول/أكتوبر أنه أطلق الرصاص علىمراسل صحافي مستقل وأرداه قتيلا بينما كان قيد الاحتجاز في ولاية مون في جنوب شرق البلد. وهذه أول حالة قتل مرتبطة بالصحافة توثقها لجنة حماية الصحافيين في بورما منذ عام 2007. وقد تراجعت الحريات الصحافية في البلاد عام 2014، إذ تحتجز السلطات 10 صحافيين على الأقل على خلفية اتهامات بمناهضة الدولة.

 

جهاد زعتور من داع للمظاهرات في ادلب إلى صانع الألغام التي قتلته

أحمد عاصي

ريف ادلب ـ «القدس العربي» يعتبر جهاد زعتور واحداً من الشخصيات القليلة التي عرفتها محافظة إدلب وخاصة بعد الثورة السورية، فهو «لم يكن قائداً عسكرياً لكبريات الفصائل، ولم يكن شخصية سياسية ذاع صيتها في وسائل الإعلام، لكنه كان رجلا يعمل بكل ما يملك من دون كلل أو ملل، وقدم كل ما يستطيع في سبيل حرية بلاده وكان له دور كبير وفعل محمود عبر مراحل الثورة المختلفة التي مرت بها حتى آخر أيام حياته»، بحسب أصدقائه المقربين.

بدأت سيرة زعتور الثورية مع انطلاق الثورة في أيامها الأولى حيث كان يجول في سيارته «الفان» مع عائلــــته على بــــيوت المدينة، ومن ثم على القـــرى المــجاورة ليـــدعو الناس إلى الخــروج في التظـــاهرات، كما كان ينقل المتظاهرين بين القرى والمدن ويعمل بكل ما يستطيع ليترك بصمة واضحة في الحراك السلمي على مستوى مدينة «كفرنبل» بشكل خاص ومحافظة إدلب بشكل عام.

يقول المحامي ياسر السليم الصديق المقرب من جهاد في حديث خاص لـ «القدس العربي»، «كان لجهاد دور مهم في الحراك السلمي في مدينة «كفرنبل» استمر في نشاطه السلمي إلى أن سيطر الجيش على المدينة، وبدأ يعمل على مضايقة الناشطين ويقتحم منازلهم ويعتقلهم، الأمر الذي اضطره لحمل السلاح دفاعا عن نفسه وعن أبناء مدينته».

ويتابع أن «جهاد زعتور تشرد حينها في البراري لكن ذلك لم يضعف من عزيمته، بل على العكس جعله يجد العزم في العمل مع رفاقه الثوار لتحرير المدينة وما أمكن من قرى إدلب من رجس العصابة الأسدية التي عاثت في المنطقة فسادا».

وأهم ما ميز عمل جهاد في الثورة بحسب صديقه المحامي، أنه كان من أول الأشخاص الذين أوجدوا فكرة العبوات الناسفة والألغام المتفجرة، حيث كان عمله قبل الثورة في مجال كهرباء السيارات ما أكسبه الخبرة في تصنيع الألغام ومن ثم زاد من خبرته الضرورة الماسة والتجربة على أرض الواقع، حيث كان يصنع العبوات ويقوم بزرعها في الطرق والمداخل التي يسلكها الجيش عندما يريد اقتحام القرى والأرياف في محافظة إدلب.

ونظراً لبراعة زعتور في مجال صناعة الألغام أصبح مصنعاً أساسياً على مستوى المحافظة، حيث كان يصنع الألغام لمعظم ثوار المنطقة ويعلمهم على كيفية زرعها واستخدامها إذا دعت الضرورة لذلك، وشارك في معظم المعارك التي خاضها الجيش الحر في «كفرنبل» وريفها، وكان له دور بارز في تحرير المدينة من الجيش النظامي حيث استطاع قطع طرق الإمداد التي يستخدمها الجيش بشكل كامل، وتمكن من تفجير دبابة من خلال العبوات والألغام التي زرعها بشكل متقن قبل بدء عملية التحرير كانت السلاح الوحيد في مواجهة مدرعات النظام.

وأضاف ياسر السليم، أن جهاد أصبح قائداً عسكرياً في لواء فرسان الحق وأصيب مرات عديدة في المعارك التي دارت مع النظام في «معرة النعمان ووادي الضيف» وغيرها، ولكن ذلك لم يثنه عن متابعة دوره في العمل العسكري، ولم يقتصر عمله على هذا الجانب فحسب بل كان له باع طويل في إصلاح ذات البين وفض العديد من المشاكل التي حصلت في المنطقة.

وكان زعتور من الشخصيات الثورية ذات السلوك المميز والسمعة الحسنة ومثالاً للتضحية وصورة مشرقة من صور المواطن السوري الذي قدم كل ما يملك في سبيل حرية بلاده وكان آخر ما قدمه روحه.

وختم السليم قائلا: «قامت خلايا نائمة تتبع للنظام في منطقة «كفرنبل» بتفخيخ سيارته بعبوة تعمل بالتحـــــكم عن بعد، لصقت في أسفل سيارته تحت مقعـده أدت إلى إصابته إصابات بالغة نقل على أثرها إلى المشافي التركية، حيث بترت ساقه اليمنى وبقي فترة قليلة في العناية المركزة ليفارق بعدها الحياة، وتطوى بذلك صفحة ناصعة من صفحات الثورة السورية».

 

مطاع صفدي.. أسئلة النهضة المزمنة

الدوحة – فوزي باكير

“لماذا هي النهضة المغدورة دائماً؟”. هذا السؤال، أو التّساؤل القلِق إن صحّ التعبير، كان عنوان الندوة الفكرية التي قدّمها الباحث والمترجم السوري مُطاع صفدي (1929)، وأدارها مواطنه جمال باروت، في الدوحة مساء أمس الأول، بتنظيم من “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”.

 

الندوة، وفقاً لصفدي، ليست محاضرة، بقدر ما هي “محاولة لإلقاء نظرةٍ على ما حصل لنا كعرب في تجربة الاستقلال في العصر الحديث”. الفترة التاريخية التي يقصدها الباحث هنا، هي التي بدأت في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، أو ما سمّاها بمرحلة “النهضة العربية الثانية”، إن اعتبرنا أن الأولى هي التي كانت في أواخر القرن التاسع عشر.

 

يرى مؤسّس “مركز الإنماء العربي” أنّ تلك المرحلة اتّسمت بما كان فيها من “آمالٍ ومساعٍ حقيقية إلى تشكيل مفهوم كليّ وشامل لوجودنا كأمّة عربية ذات كيان وحدوي”؛ إذ أنّها، حسب رأيه، كانت مرحلةً تستقلّ فيها البلدان من الاستعمار؛ لتُشكّل، عبر دولها، نسيجاً واحداً قوميّاً، هو العالم العربي. لكن صفدي يعود ويكرّر سؤاله الأوّل: “ماذا حدث لهذه الأمة؟ لماذا هذا الانهيار الذي نعيشه الآن؟”.

 

هذه النظرة التي قد تبدو متشائمة، يُعلّلها صفدي من خلال ما دعا إليه، وهو أن ننظر في واقعنا كما هو، بشكله الحقيقي “بعيداً عن التحليلات الأيديولوجية، وليس كما نريد أن نحن نراه”. ومن هنا، يذهب صاحب “نظرية القطيعة الكارثية” في تفسيره إلى الانقسامات الطائفية والفئوية والعصبية التي تفتك في المجتمعات العربية، مُتّخذاً من العراق وسوريا نموذجين حيّين.

 

وبالنسبة له، فإن ما يرتكبه النظام السوري الآن بحق أبناء شعبه ما هو إلّا “تدميرٌ منظّمٌ وموجّه، يُراد منه، كما تفعل سائر الأنظمة، تدمير الأمّة، بل والعمل على إزالة الشعوب واقتلاعها من جذورها وعمقها الإنساني”.

 

ويرفض صفدي تعليق كل هذا على الاستعمار والصهيونية فحسب، بل يرى أن “العلّة فينا بالأصل، لم يصنعوها هم. لا ننكر أنّهم استثمروا علَلنا، وأبرزها غياب الديمقراطية عن مجتمعاتنا، ابتداءً من الأفراد حتى بسلوكياتهم اليومية، وعملوا (الاستعمار والصهيونية) على تعزيز هذه العلل وتغذيتها وتطويرها كي يحقّقوا مساعيهم وأهدافهم التي تتلخّص في ما نحن عليه الآن من انهيار”. وأضاف: “النهضة العربية السابقة قضى عليها الاستعمار، أما المعاصرة، فنحن من يقضي عليها”، متسائلاً عن ظاهرة كـ”داعش”، وكيفية تفسيرها، “هي التي ترتكب المذابح وتتخذ منها منهجاً تحت اسم الإسلام والخلافة”.

 

ولم يقترح صفدي أي تصوّرات لآفاقٍ مستقبلية تتعلّق بالعالم العربي، بقدر ما اكتفى بالأسئلة المريرة: “لا أملك إجاباتٍ على تلك الأسئلة والظواهر. الحل الوحيد في مواجهة ما تتعرض إليه الأمة يكمن في الإلحاح في التساؤل والرّفض الدّائمين، لكي نُخرِجُ واقعنا من سياقِ “العادي”؛ لأنّه أصبح مجرّد حديثٍ تتبادله الصحف لا أكثر”.

 

وإن كان صفدي يرى أن المحاضرات النظرية والسياسية لم تعد ناجعةً ومُجدية، فإنه من جهةٍ أخرى، قدّم مفهومه لدور المفكّر النهضوي تجاه أمّته: “إن النهضوي مؤسّسٌ لحضارةٍ، وليس مجرّد وريثٍ لها”، مؤكّداً أن حاجتنا إلى النهضة ليست مجرّد حاجة سياسية، وإنما تكوينية، تعيد بناء الإنسان العربي.

 

ويخلُص صاحب “نقد العقل الغربي”، إلى أن ما يدور في الوطن العربي الآن، ما هو إلّا “تكرارٌ موسّعٌ لما حدث في فلسطين، التي كانت في الخمسينيات القضية المحورية، وكان كلّ همّنا في ذلك الوقت هو الوقوف في وجه العدو الأول لهذه الأمّة؛ إسرائيل”.

 

وفي رأي صفدي، كلّف هذا الصّراع أبناء ذاك الجيل الكثير: “لقد خضنا هذا الصراع من دون أن ننتبه إلى الأنظمة التي استخدمته كوسيلة لتعزّز من خلالها استبدادها، فنسينا، بالمقابل، قضايانا الذاتية الداخلية؛ التربوية والثقافية والاجتماعية، وكل الأمور التي تصنع منّا أمّة، وخسرنا الاثنتين: فلسطين وعروبتنا”.

 

ما بدا لنا غائباً عن محاضرة صفدي هو تفاؤل الإرادة ورؤية الممكنات في الواقع العربي الجديد الذي ليس كلّه داعشاً. صحيح أننا دخلنا في ثورات مضادة وإطلاق ظلاميات عديدة، ولكن هذا لا يلغي أن الشعوب العربية أسقطت مفهوم الاستبداد وكوّنت ثقافة جديدة، وهو ليس بالأمر الذي يمكن تجاوزه.

 

مقترحات مشبوهة لتسويق الأسد ومواصلة الصراع

جنيف ــ العربي الجديد

فيما يبدو وكأنه مسعى جديد إلى إعادة تعويم نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، والدفع باتجاه إعادة تأهيله، ظهرت، أخيراً، أفكار سياسية ترتكز عليها بعض المبادرات، وتشترك جميعها بفكرة أساسية، هي أن المعارضة المعتدلة السورية لم تعد طرفاً فاعلاً في هذه الأزمة، وأنها ما فتئت تفقد تأثيرها لصالح جماعات جهادية متطرفة تبدأ بداعش والنصرة، ولا تنتهي بجماعة خراسان التي كشف الأميركيون عن وجودها، أول مرة، عندما استهدفوا ما قالوا إنها مواقع لها، وذلك مع انطلاق الغارات الأميركية ضد تنظيم الدولة في سورية في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي. انطلاقاً من ذلك، تحاول هذه المبادرات، بعضها تصريحاً والأخرى تلميحاً، القول إن البديل لنظام بشار الأسد لم يعد، في ظل ضعف المعارضة المسلحة المعتدلة على الأرض، وتشتتها في الخارج، إلا التنظيمات الإسلامية المتطرفة، ما يعني أن إضعاف نظام الأسد والسعي إلى إطاحته يخدم، في نهاية المطاف، هذه التنظيميات، ويمهد لها سبل الوصول إلى السلطة.

مبادرات عديدة وهدف واحد

ظهرت، أخيراً، مبادرتان أساسيتان، تُنَظِّر بهذا الاتجاه: الأولى، مبادرة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وتهدف إلى تجميد الصراع ابتداءً من مدينة حلب. وترتكز على ثلاث نقاط رئيسة، أهمها التركيز على محاربة الإرهاب، وكأن الإرهاب في سورية يمارس من طرف واحد، وأنه سبب الأزمة، وليس العنف الذي استخدمه النظام لقمع الحركة الاحتجاجية وردعها وإرهابها عن السعي إلى تحقيق تطلعاتها في الإصلاح ثم التغيير. وثاني النقاط تخفيض مستوى العنف، وثالثها تخفيف المعاناة الإنسانية، والدفع باتجاه مصالحات محلية، يمكن أن تشكل منطلقاً لحل سياسي للأزمة.

 

المبادرة الثانية التي تدفع بالاتجاه نفسه تقريباً، هي المبادرة الروسية المدعومة إيرانياً، والتي كشف عن بعض تفاصيلها المستشرق الروسي، فيتالي نعومكن، في مقال نشره موقع المونيتور، والذي يملكه ويديره جمال دانيال، رجل الأعمال الاميركي السوري الأصل، والمقرب من نظام بشار الأسد، وذلك مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري. وهناك دلالة لاختيار نعومكن موقع المونيتور لنشر مقالته، ومن المفيد الإشارة إلى أن دانيال يمتلك، أيضاً، حصة كبيرة في صحيفة السفير اللبنانية، القريبة من النظام السوري، وله مكتب رسمي ومراسلون إسرائيليون في تل أبيب، وكان قد أدار حملة العلاقات العامة لصالح حكومة بشار الأسد في الولايات المتحدة في مايو/ أيار2005، عندما وقعت دمشق عبر سفيرها في واشنطن، حينئذ، اتفاقية مع شركة (نيوبريدج ستراتيجيز)، لتحسين صورة النظام في الولايات المتحدة. وعبر علاقاته الوثيقة بدوائر اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، وصداقته مع عائلة بوش، خصوصاً أنه شريك شقيق الرئيس السابق، نيل بوش، في عدة أعمال تجارية، قدم دانيال خدمات كبيرة للنظام السوري في الولايات المتحدة.

 

وجاء في مقال نعومكن إنه مع تلاشي المعارضة المسلحة المعتدلة على الأرض في سورية، فإن طرفي الصراع الرئيسيين اليوم هما الجماعات الإسلامية المتشددة والنظام السوري، “وإن بقاء نظام الأسد من ثم قد يكون السبيل الوحيد للحفاظ على الدولة السورية ومنعها من الانهيار”، أو سيطرة المتشددين الإسلاميين عليها. ولتحقيق هذا الهدف، تسعى المبادرة الروسية، كما يقول نعومكن، إلى عقد مؤتمر سوري، يجمع أطراف الأزمة في موسكو، أولاً، ثم ينتقل الاجتماع إلى دمشق، ويشارك فيه ممثلون عن نظام بشار الأسد، وأطراف من المعارضة السورية، مثل الرئيس السابق لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، معاذ الخطيب، وعباس حبيب ممثلاً عن مجلس العشائر السورية، وقدري جميل المعارض القريب من نظام الأسد، والذي يقيم في موسكو منذ إقالته من منصبه، نائباً لرئيس مجلس الوزراء في سورية عام 2013، وأعضاء من هيئة

دي ميستورا

 

التنسيق التي غالباً ما يشار إليها بالمعارضة الداخلية، وقد أعرب هؤلاء جميعاً، بحسب نعومكن، عن استعدادهم للحضور من دون اشتراط تنحي الرئيس بشار الأسد، وعن دعمهم للحرب على تنظيم الدولة، وإجراء مصالحات بين أطراف الصراع من السوريين.

 

ولكن، ثمة أفكار أخرى، سعى أصحابها إلى ترويجها في الإعلام، وإكسابها أهمية في الغرب. وهي الأكثر مباشرة في طرحها، لضرورة الحفاظ على بقاء الأسد. وهي لا تستحق تسمية مبادرات. منها التي يقودها ديفيد هارلاند، المدير التنفيذي لمركز الحوار الإنساني، والذي يتخذ من جنيف مقراً، وشريكه في الطرح الصحافي الأميركي، نير روزن، الذي وضع تقريراً في 55 صفحة عن خطة، يطرحها المركز لإبرام هدن محلية في سورية، تشكل منطلقاً لإنهاء الصراع الدائر منذ 4 سنوات. والمعروف أن مركز الحوار الإنساني هو الذي توسط لإبرام وقف إطلاق النار في حمص بين النظام وقوات المعارضة.

 

هدن محلية أم إعادة تأهيل للنظام؟

 

كاتب التقرير نير روزن صحافي أميركي، قريب من دوائر اللوبي الصهيوني في واشنطن، وهو من أكثر الصحافيين الغربيين إثارة للجدل، وقد أثار تقرير ظهر في صحيفة تلغراف البريطانية مطلع عام 2012 عن مراسلات سرية بين روزن ومسؤولين في النظام السوري ضجة كبيرة في أوساط الاعلام الغربي، إذ تبين، في وثائق حصلت عليها “تلغراف” بعد اختراق البريد الإلكتروني الشخصي لبشار الأسد، أن روزن كان يزود النظام السوري بمعلومات عن تحركات زملائه من الصحافيين الغربيين في مدينة حمص، في أثناء تغطيتهم المعارك التي اشتعلت في أحياء حمص القديمة بين النظام والكتائب التي شكلها أهالي حمص، للدفاع عن أنفسهم، وذلك في ربيع عام 2012. وفي إحدى الرسائل الإلكترونية التي كان يحاول فيها ترتيب مقابلة مع الأسد، ذَكَّرَ روزن بتغطيته الإيجابية سياسات النظام السوري وممارساته، عبر مقالات نشرها في قناة الجزيرة الانجليزية. وفي رسالة جرى توجيهها إلى بشار الأسد، لإقناعه بإجراء مقابلة معه، يقول روزن “تَمَكنتُ من دفع قناة الجزيرة الانجليزية إلى عرض المسيرات المؤيدة للنظام، كما نجحت في دفعها إلى توضيح أن بشار الاسد وحكومته يحظيان بدعم وتأييد كبيرين في سورية، وأن هناك بالتأكيد جماعات مسلحة تطلق النار على قوات الأمن السورية التي تجد نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها”.

 

وقد ظهرت أفكار هارلاند- روزن، أول مرة، في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2014، في عمود رأي كتبه ديفيد أغناتيوس في صحيفة واشنطن بوست، وبسبب الضجة التي أثارها العمود، أرسل روزن خطاباً مفصلاً عن الموضوع، نشره جيمس تراوب في مجلة فورين بوليسي، في الرابع عشر من الشهر نفسه، بعنوان” بشار الأسد ومساومات الشياطين”. وقد عادت تفاعلاتها مجدداً إلى الظهور، في تقرير أخير في “فورين بوليسي”، كتبها محرر شؤون الشرق الأوسط ديفيد كينر.

 

والحقيقة أن الحديث، هنا، عن فردين”تطوعا” لاختراق جبهات الثوار، وللتواصل مع أجهزة النظام، ولتقديم أفكار لم يطلبها منهما أحد، ولا أحد يعلم من تخدم، ولماذا قدمت؟ ولولا أنهما من “العرق” الأبيض المتفوق، ولولا أن موضوع الحديث هو العرب، وعن كيفية مكافحة الإسلاميين، لما أعارهما أحد اهتماما. ولنتخيل، مثلاً، لو ظهر صحفيان عربيان بدون صفة أخرى في مناطق الصراع في إيرلندا، في سبعينيات القرن الماضي، وطرحا حلولاً لمشكلة إيرلندا الشمالية، هل كان سيعيرهما أحد انتباهه؟ وهل كانت “فورين بوليسي” ستفرد لهما مقالاً؟

 

وعلى الرغم من أن التقرير صدر عن مركز الحوار الانساني الذي يرأسه هارلاند، فإن المركز رفض المسؤولية عنه، وطلب الإشارة إليه باعتباره من تأليف روزن. النص، إذن، لا يستحق أن

الصحفي الأميركي نير روزن

 

يسمى تقريراً، بل هو ورقة قدمها صحفي مغامر في أفضل الحالات، وشخص يعمل عن وعي لصالح أطراف معادية للشعب السوري في أسوئها. يحاول روزن تسويق فكرة أن المعارضة السورية سلكت طريق التطرف الذي لا عودة عنه، وأن نظام بشار الأسد يبقى، في المقابل، غير طائفي بطبيعته وتكوينه، وأن حل الصراع يمكن أن يتم بعد أن فشلت كل المساعي الدولية لإنهائه، عبر هدن محلية، يجري التوصل إليها عبر الأمم المتحدة بين المجتمعات المحلية والنظام، وبما يسمح بعزل المتطرفين وتشكيل قوة مشتركة لمواجهتهم، لكن ذلك سوف يتطلب، بالطبع، التخلي عن شرط رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، عن السلطة.

 

يقوم تقرير روزن، في جزء كبير منه، على مقابلات أجراها المؤلف مع مسؤولين سياسيين وأمنيين في نظام بشار الأسد، وقد جرى تقديم التقرير إلى مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في محاولة للحصول على دعمهم للمبادرة، ومستغلاً غياب أي سياسة واضحة لواشنطن تجاه المسألة السورية.

“يحاول روزن تسويق فكرة أن المعارضة السورية سلكت طريق التطرف الذي لا عودة عنه

 

وفيما يحاول إعادة تسويق نظام بشار الأسد باعتباره نظاماً “علمانياً وحداثياً وغير طائفي”، بحسب زعمه، فإن روزن يحاول، في المقابل، أن يتجاوز عن كل الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين، بما فيها المسؤولية عن قتل مئات الألوف منهم وتهجير الملايين وتدمير أكثر من نصف البلاد. أما المعارضة فيصفها بالمتطرفة والمعادية للمرأة والحداثة والعلمانية والديموقراطية، و”لكل ما هو غير سني”، وكأن هذه المواقف بافتراض صحتها تصلح مادة للمقارنة بالجرائم التي ارتكبها النظام. بغض النظر، وسواء نجح روزن (وأمثاله من “المتطوعين” الذين يظهرون فجأة في مناطق الصراع) في تسويق مبادرته في الغرب، الذي لم يقدم لثورة الشعب السوري، منذ البداية، إلا دعماً كلامياً، ساهم ربما في زيادة الوضع سوءاً، أو فشل، فالأكيد أنه لن ينجح في تسويقها بين أصحاب الشأن من السوريين الذين قطعوا مع النظام، وقرروا أن لا عودة عن الطريق الذي سلكوه.

 

يدرك الناس في سورية خطورة نشوء الميليشيات المسلحة المتطرفة التي لا تتبنى شعارات الثورة وبرنامجها، بل تحمل نقيضها. ولكن، ثمة حقيقة باتت بديهية لسوريين كثيرين، هي أنهم يحملون النظام المسؤولية ليس فقط عن الاستبداد، بل عن حقيقة أن هذا الاستبداد هو الذي دفع إلى نشوء الثنائية بينه وبين والإرهاب، نبوءة تحقق ذاتها، تماماً مثل ثنائية “الأسد أو نحرق البلد”. وقد يعتقد بعضهم في الغرب أن الأسد أفضل من داعش، ولكن في الشرق لا يجري أحد مثل هذه المفاضلة الوهمية، فهذه ثنائية الاستبداد ومفاضلاته التي تهدف إلى تبرير وجوده. الناس في الشرق لا يريدون هذا ولا ذاك. ويحملون الاستبداد وعقليته وسلوكه وجرائمه المسؤولية بالدرجة الأولى.

 

الائتلاف السوري في القاهرة للقاء هيئة التنسيق

عمر العبد الله

أربع سنوات من عمر الثورة السورية لم تتمكن المعارضة السورية من الإجماع على رأي واحد. فمع كل خطوة يخطوها أحد تشكيلات المعارضة السورية، يبتعد فيها عن بقية الهيئات والتجمعات الأخرى، وهذه الحال كانت بشكل رئيسي تتركز بين هيئة التنسيق الوطنية والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. ومع تزايد المبادرات السياسية التي تطرح لحل الأزمة السورية، قررت المعارضة الاجتماع للوصول الى رؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا، بعد قطيعة طويلة، كان يزداد خلالها عدد الضحايا بالمئات.

 

رئيس هيئة التنسيق الوطنية، حسن عبد العظيم، أعلن عن اجتماع لقوى المعارضة السورية في العاصمة المصرية القاهرة، عاصمة أعمال الهيئة، لبحث التطورات التي وصلت إليها الأزمة السورية والبحث عن حل سياسي لها. وتتزامن هذه الدعوة مع عدد من المبادرات السياسية، أبرزها مبادرة المبعوث الدولي ستفان دي ميستورا، القاضية بتجميد مناطق القتال ابتداء من مدينة حلب، والحديث مؤخراً عن مبادرة من موسكو تنوي جمع الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس الائتلاف الوطني السابق، أحمد معاذ الخطيب، في روسيا.

 

الائتلاف الوطني من جانبه رحب بمبادرة هيئة التنسيق واعتبرها خطوة ضرورية في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها سوريا، فشكل الائتلاف وفداً ضم رئيسه، هادي البحرة، وعضو الهيئة السياسية بدر جاموس ومدير مكتب الائتلاف في القاهرة قاسم الخطيب، للمشاركة في اجتماع القاهرة.

 

ويصف عضو الائتلاف ورئيس الكتلة الديموقراطية، فايز سارة، هذا الاجتماع، الذي حدد يوم السبت المقبل موعداً لانطلاقه، بالضروري لدفع عمل المعارضة السورية الى الامام. وقال لـ”المدن” إن الوضع الراهن خطير ولا يستدعي الحوار فقط “بل يحتاج الى تطبيق عملي لما سيتم الاتفاق عليه، كما يحتاج الى أسلوب تعاطٍ مختلف عن السياق السابق”. واعتبر أن الحال الذي وصلت إليه المعارضة السورية “دفع بالطرفين، هيئة التنسيق والائتلاف الوطني، الى التقارب”، إضافة الى تشكيلات أخرى للمعارضة السورية.

 

وأكد سارة أن المبادرات السياسية التي تطرح لحل الأزمة السورية، خصوصاً مبادرة دي ميستورا، ستكون جزءا من الاجتماع، للوصول الى رأي موحد للمعارضة السورية حولها، سواء بالمشاركة بها أو مقاطعتها. واعتبر أن المعارضة في الوقت الراهن تحتاج “إلى موقف موحد مما يحدث. لم يعد ممكناً البقاء بحالة التشتت التي تعيشها المعارضة”. وأشار سارة الى أن الائتلاف الوطني يستند في أي طرح سياسي الى محددات “جنيف 2″، لاسيما “أن المجتمع الدولي هو من وضع هذه المحددات وليس الائتلاف”.

 

من جانبه قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، خطيب بدلة، لـ”المدن” إن محددات جنيف هي أساس أي عملية سياسية وهي بوابة الحل السياسي الذي أصبح مطلبا للجميع لوقف عمليات القتل والتشريد، وشدد على أن الائتلاف “لديه رأي واضح وصريح وهو استكمال أية مفاوضات قادمة (يجب أن تبدأ) من حيث توقف التفاوض في جنيف 2، اي مرجعية جنيف واحد والتفصيلات ذات البنود ال 24 التي قدمها وفد الائتلاف في المفاوضات”، وأكد بدلة أن “الشرط الأساسي للحل السياسي اليوم في سوريا هو رحيل الأسد”.

 

وكان رئيس هيئة التنسيق الوطنية، حسن عبد العظيم، قد أعلن الاثنين عن عقد اجتماع بالقاهرة برعاية مصر وجامعة الدول العربية، بهدف التوصل إلى بلورة رؤية موحدة بشأن حل سياسي للأزمة في سوريا.

 

 

وقال عبد العظيم، في تصريحات صحافية عقب اجتماعه بحضور وفد الهيئة المكون من 4 شخصيات مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، داخل مقر الجامعة إن “حل الأزمة السورية لم يعد سورياً-سورياً، وإنما أصبح حلاً سورياً-عربياً-إقليمياً ودوليا”، وأكد أنه “لا سبيل لوقف هذه الأعمال إلا بحل سياسي يستند إلى نتائج مؤتمري جنيف 1 وجنيف 2، والذي نص على تشكيل هيئة لإدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية”.

 

وتأتي دعوة عبد العظيم بالتزامن مع مبادرة أطلقها كل من رئيس الائتلاف السابق معاذ الخطيب ورئيس المجلس الوطني السابق برهان غليون، ورئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، في رسالة مشتركة وجهت الى الائتلاف الوطني تدعو الى “إلغاء التكتلات داخل الائتلاف وتحريمها، ورفض أي منطق محاصصة أو توزيع للمواقع حسب الانتماءات الخاصة” إلى جانب “البدء ببث دماء جديدة في الائتلاف الذي تحول إلى نادٍ مغلق على أعضائه، وذلك بإقرار قاعدة استبدال ثلث الأعضاء في كل دورة انتخابية”.

 

آثار سوريا في مهب الحرب..والنظام يفرج عن مساعدات طبية

المدن – عرب وعالم

قال معهد الأمم المتحدة للتدريب والأبحاث، الثلاثاء، إن صوراً التقطتها الأقمار الصناعية، تُظهر أن 290 موقعاً تراثياً في سوريا، تاريخها يمتد إلى فجر الحضارة، تضررت من جراء الحرب الأهلية الدائرة في البلاد. وخلص معهد الأمم المتحدة إلى أن هناك 24 موقعاً دُمرت تماماً، و189 موقعاً تضررت بشدة أو بدرجة متوسطة، و77 موقعاً ربما تكون تضررت.

 

وقال المعهد في تقرير جديد، إن هذه “شهادة خطيرة على التضرر المستمر في التراث الثقافي السوري الواسع”. وأضاف “يجب تصعيد الجهود الوطنية والدولية لحماية هذه المناطق لإنقاذ أكثر ما يمكن إنقاذه من هذا التراث الهام للبشرية”.

 

من جهة أخرى، قالت منظمة الصحة العالمية، إن النظام السوري، وافق الإثنين، على تسليم المساعدات الطبية والمعدات الجراحية، إلى ثلاث مناطق يصعب على عمال الإغاثة الوصول اليها بانتظام. وقالت ممثلة المنظمة في سوريا إليزابيث هوف، إن الحكومة السورية أمّنت معابر إلى حلب، ومدينة المعظمية المحاصرة في ريف دمشق، وإلى الغوطة الشرقية. هوف أوضحت أن هذا الأمر تمت مناقشته في لقاءات على أعلى المستويات، وأكدت وجود رغبة لدى وزارتي الصحة والخارجية السوريتين. “نحن نرى نظرة إيجابية”، بحسب هوف التي قالت: “كان لدينا بعض القيود في الماضي، على ايصال الإمدادات الجراحية، الحقن، ولكن الوضع الآن أفضل”.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد قال الثلاثاء، إن الغارات الجوية الأميركية المستمرة في سوريا منذ ثلاثة أشهر، قتلت حتى الآن ما لا يقل عن 1171 شخصاً غالبيتهم من مقاتلي الدولة الإسلامية.

 

وتشير بيانات عسكرية أميركية إلى أن الولايات المتحدة نفذت 488 ضربة جوية في سوريا، منذ 15 كانون الأول/ديسمبر. وقال الجيش الأميركي في بيان، إن قوات التحالف نفذت عشر ضربات أخرى استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية، في سوريا والعراق، الثلاثاء، ودمرت عدداً من مواقع القتال. وقالت قوة المهام المشتركة، إن قوات التحالف شنت سبع ضربات في سوريا، وثلاثاً في العراق، وأصابت وحدة من وحدات مقاتلي الدولة الإسلامية، وكذلك بعضاً من معدات استخراج النفط التي يسيطر عليها التنظيم.

 

وفي السياق، أصدر تنظيم الدولة الإسلامية، قراراً يحظر بموجبه حلق أو تشذيب اللحية، وارتداء “محابس” الخطوبة والزواج. التنظيم أصدر تعميماً إلى جميع الحلاقين في مدينة الميادين بريف دير الزور، يقضي بـ”وجوب الالتزام بقرار منع حلق اللحية أو تخفيفها أو تشذيبها”. وحذر التنظيم، من أن “كل من يعمل على مخالفة القرار، يُعاقب بإغلاق محله والسجن”. وأمر التنظيم بحظر وضع المحابس، معتبراً أن لبسها “شرك أصغر”، وقال إنها “عادة أتتنا من النصارى، وليست من الإسلام في شيء، وبلبس المحابس فإننا نتشبه بالنصارى”. وأضاف أنه “ادعاء بمعرفة المخطوبين والمتزوجين بعلم الغيب، بقولهما إن لبس المحابس لن يفرقهما مدى الحياة”، وحذر من أنه ستتم “مصادرة” المحابس من أي شخص يلبسها.

 

زينة الميلاد وشجرته تضيئان الدمار الرمادي في حمص

أ. ف. ب.

المدينة تحتفل للمرة الأولى منذ 3 سنوات بالمناسبة

حمص: وحدها شجرة الميلاد تكسر بقماشها الاخضر وزينتها الحمراء رتابة اللون الرمادي الطاغي على الواجهات المدمرة للابنية المحيطة بها في حي الحميدية في حمص، الذي يحتفل للمرة الاولى منذ ثلاث سنوات بعيد الميلاد، بعد عودة بعض سكانه اليه.

وعلى مقربة من الشجرة التي تتوسط ساحة الملجأ في هذا الحي الذي تسكنه غالبية مسيحية، اقيمت مغارة صنعت من ركام المنازل التي دمرتها الحرب الشرسة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة، تتوسطها تماثيل لرموز مغارة الميلاد.

وامتدت زينة الميلاد في الحي الواقع في حمص القديمة لتشمل ابواب المنازل وشرفاتها، حيث قام بعض سكان هذه المنازل بتعليق الاشرطة البيضاء المضاءة عليها، بينما قام اخرون بطلي الجدران بألوان زاهية، ورسموا عليها الزهور.

وقالت رلى الصوفي العائدة الى حيها مؤخرًا لوكالة فرانس برس “عندما دخلنا الحارة، كان السواد يعم المكان. نحاول اليوم ان نجعله مفعمًا بالالوان”.

واضافت هذه الشابة التي تعمل في تصوير حفلات الزفاف “لقد حوّلنا بمناسبة عيد الميلاد الانقاض الموجودة الى فرح وفن وجمال يدخل البهجة الى قلوب الاطفال، وصنعنا منها المغارة”.

ويحمل كل مبنى في حي الحميدية، احد قطاعات حمص القديمة، آثار الحرب من ثقوب رصاصات الى فجوات كبيرة نجمت عن قذائف كانت تسقط كل يوم تقريبًا على مدى نحو عامين.

وعاد الاف السوريين في مطلع ايار/ مايو لتفقد منازلهم التي وجدوها مدمرة في حمص القديمة بعد أن دخلها الجيش السوري للمرة الاولى منذ اكثر من سنتين وخروج آخر مقاتلي المعارضة بموجب اتفاق غير مسبوق بين الطرفين.

وشهدت حمص، ثالث كبرى مدن سوريا وعاصمة الحركة الاحتجاجية فيها، حركة نزوح كبيرة شملت نحو ثلثي سكانها منذ بدء النزاع الدامي في منتصف آذار/مارس 2011.

ويقول مروان نجار (50 عاماً) الذي يعمل مدرسًا وهو يجلس مرتاحًا على اريكة في منزله بعدما اعاد تأهيله “لقد خرجنا من الحي في شباط 2012 مع اغلب السكان وعدنا اليه، إن فرحتنا بالعودة للاحتفال لا توصف”.

واعتبر مروان وهو ينظر الى صورة التقطها قبل نشوب النزاع مع افراد عائلته المؤلفة من 23 شخصًا واعاد تعليقها بعد أن كان قد اخذها معه لدى خروجه من المنزل إن “الاعياد المجيدة فرصة لنحاول اعادة الزمان الى الوراء رغم الاضرار والمأسي”.

وفي مكتبة “مريم” التي اعادت فتح ابوابها مؤخرًا في الحميدية، وقفت تغريد نعناع (50 عامًا) تنتقي بحماسة فائقة زينة الميلاد.

وقالت وهي تبتسم “لقد هجرنا لثلاث سنوات ولم نحتفل خلالها بعيد الميلاد. كنا مصممين على الا نحتفل قبل ان نعود الى حارتنا ومنزلنا”، مضيفة “عيد الميلاد هذا العام يكتسب فرحة كبيرة. لقد زينا الشوارع وابواب البيوت والشرفات، حتى وهي مدمرة لنغيّر من شكلها”.

وتؤكد ربة البيت التي تركت منزلها لدى اندلاع اعمال العنف في الحي وغادرته الى حي العدوية قبل أن تعود اليه قبل اشهر، وتقوم بترميمه أن “اصرارنا على الاحتفال هو للتأكيد على اننا عدنا الى حياتنا السابقة والى الحي الذي خلقنا وترعرعنا وتزوجنا وزوجنا اولادنا فيه”.

وخصصت مكتبة “مريم” لمناسبة عيد الميلاد زاوية خاصة بزينة الميلاد، من اجراس وكرات وشرائط ملونة وضعت على الرفوف الى جانب الالعاب والقرطاسية. كما علقت على باب المكتبة لوحة ورقية حمراء رسمت عليها اجراس وورود باللون الذهبي تعلوها صورة لملاك وعبارة “السلام على الارض” بالانكليزية.

وفي مطعم “البستان” الشهير في الحي، تجري اعمال الصيانة والتزيين على قدم وساق لاعادة افتتاحه في ليلة الميلاد.

ويقول احد العاملين فيه ويدعى حسام خزام “سنكون اول مطعم يعاد افتتاحه في الحي”.

ويتابع “الحجوزات لقضاء حفلة العيد اكتملت، وقد نضطر لاستيعاب اعداد اكثر. كان الناس يقضون العيد خارج الحي مضطرين، والان جاءت الفرصة وعادت الحياة”.

وفي ساحة كنيسة ام الزنار الشهيرة التي تجري حولها اعمال ترميم، زرع كشاف الكنيسة شجرة عيد الميلاد وزينوها باشرطة حمراء وعلقوا عليها قبعة لبابا نويل.

وقال وكيل الكنيسة فرج طراد إن “الكشاف زرعوا الشجرة الى جانب شجرة سرو عمرها 150 سنة وطولها 28 مترًا قام المسلحون بقطعها”.

واعتبر سامر (40 عامًا) الذي كان يعمل محاسباً في احدى الشركات الخاصة واصبح عاطلاً عن العمل أن “اعادة زراعة الشجرة في الكنيسة يدل على ان جذورنا متأصلة بالارض، ومهما حدث فلن يتمكن احد من اقتلاعها (…) “لقد خلقنا هنا وربينا هنا وها قد عدنا”.

ويضيف سامر الذي وجد منزله مدمرًا وبقيم حاليًا في منزل احد اصدقائه، “كانت دعوتنا في الميلاد الماضي تتعلق بالعودة الى حينا، والآن ندعو لعودة سوريا لما كانت عليه”.

 

البحرة لـ”إيلاف”: لا دعوات لزيارة موسكو

بهية مارديني

أعلن هادي البحرة، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، في تصريح خاص لـ”ايلاف”، نيته زيارة القاهرة يوم السبت القادم 27 الشهر الجاري دون أن يوضح تفاصيل الزيارة أو برنامجها، فيما نفى تلقيه دعوة لزيارة موسكو.

نفى هادي البحرة لـ”ايلاف” ما تناقلته بعض وسائل الاعلام حول “دعوة شخصية تلقاها رئيس الإئتلاف السوري المعارض من أية جهة أو طرف لحضور أي اجتماع في موسكو “، وأكد أن “الدعوة الوحيدة التي وجهت هي للائتلاف أثناء لقائه بميخائيل بوغدانوف المبعوث الروسي لشؤون الشرق الأوسط، أثناء زيارته للائتلاف في اسطنبول”.

وكانت مواقع الكترونية قد روجت “أن القيادة الروسية تعتزم دعوة فصائل وشخصيات من المعارضة السورية للاجتماع في موسكو يوم 22 كانون الثاني /يناير 2015، وأن رئيس الائتلاف الحالي هادي البحرة تلقى دعوة شخصية للحضور وأعطى موافقته على تلبيتها دون علم الهيئتين الرئاسية والسياسية، حيث يفترض أن تكون فترة ولايته قد انتهت. وأن الروس دعوا، على هامش الاجتماع، مسؤولين من النظام للحضور إلى موسكو، حيث ستعقد لقاءات سرية بين ممثلين عن النظام وبعض أعضاء المعارضة بعيداً عن وسائل الإعلام” .

وفد ثلاثي في القاهرة

هذا وعلمت ” ايلاف” أن وفدًا ثلاثيًا وصل ليل الاثنين الى القاهرة ضم بدر جاموس وعبد الأحد اصطيفو وقاسم الخطيب، أعضاء الائتلاف الوطني، وأنهم اجتمعوا الثلاثاء بوفد من هيئة التنسيق الوطنية ضمّ حسن عبد العظيم وصفوان عكاش وأحمد العسراوي على أن يلتقوا الأربعاء وفدًا من تيار بناء الدولة ، فيما كان أعضاء الائتلاف التقوا في وقت سابق تيار التغيير الوطني في اسطنبول لمدة حوالي الخمس ساعات وكله في اطار اللقاءات التشاورية ما قبل لقاء وطني جامع وشامل يضع خريطة طريق واضحة للمعارضة باتجاه التفاوض.

وكان وفد لهيئة التنسيق الوطنية اجتمع مع وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في لقاءين منفصلين.

وقال حسن عبد العظيم ” إن حل الأزمة السورية لم يعد حلاً سوريًا – سوريًا وإنما أصبح حلاً سوريًا – عربيًا – إقليميًا – دوليًا، “وأشار الى حل سياسى يستند إلى نتائج مؤتمري جنيف 1 وجنيف 2، والذي نص على تشكيل هيئة انتقالية لإدارة البلاد خلال فترة انتقالية.

وحذّر من أن أي تأخير إلى التوصل إلى حل سياسى للأزمة في سوريا في ظل التهديدات التي يمثلها تنظيم داعش في سوريا والعراق ولبنان ودول المنطقة.

وحول الاجتماع مع العربي نقل “موقفاً إيجابياً من الجامعة وتأييدًا للحل السياسى وسعياً وراء تبني هذا الحل الذي أصبح ضرورة وطنية وعربية ودولية، لأن دائرة العنف تمثل خطراً يهدد الجميع”.

وأشار إلى المحادثات التي أجراها الوفد مع المسؤولين في مصر، وقال إنه لمس تبني الدولة المصرية للحل السياسي، معتبرًا أن مصر بعد 30 يونيو تؤيد الحل السياسي الذي يقوم على الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعبًا .

إقناع النظام

عناصر الحل السياسي التى تقترحها المعارضة ، بحسب ما أعلنه عبد العظيم للصحف المصرية، هي” إقناع النظام والضغط عليه والعمل على عقد جولة ثالثة من المفاوضات بين وفدى الحكومة والمعارضة، والتي تكون متوازنة تمثل كافة أطياف المعارضة من الداخل والخارج، بالإضافة إلى العمل على وقف القتال وإطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى، وكذلك تسيير إيصال المساعدات الإغاثية الإنسانية وتشكيل هيئة حكم أو حكومة انتقالية لديها صلاحيات تنفيذية تستطيع بموجبها أن تضع إعلاناً دستوريًا أو مشروع دستور جديد وقانون انتخابات وآخر للأحزاب، على أن تجري انتخابات برلمانية ورئاسية تنقل سوريا من الوضع الحالي إلى دولة مدنية ديمقراطية وإلى نظام جمهوري تعددي”..

وقال إن تحقيق عناصر هذا الحل السياسي يتطلب تضافر مواقف المعارضة السورية، وأضاف “لهذا نعمل على عقد لقاء وطني بالقاهرة يضم كافة أطياف المعارضة بدعم من الدولة المصرية والجامعة العربية وأن الهدف من هذا اللقاء الوطني هو وضع برنامج مشترك للحل السياسي التفاوضي ويدخل بموازة وفد حكومي من أجل الحل السياسي التفاوضي” .

وكان عبد العظيم التقى مساء السبت الماضي نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي ميخائيل بوغدانوف، وآغور بيلايف رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية وألكسندر زاسبيكين سفير الاتحاد الروسي في لبنان ونائب السفير.

 

الأردن “يصدر” جهادييه لسوريا وينخرط بقتالهم  

محمد النجار-عمّان

لا يخفي مراقبون للمشهد السلفي الجهادي اعتبار عام 2014 فارقا في المشهد الأردني، بعد ثلاثة أعوام من تمدد التيار وتحوله للاعب أساسي في المشهد السوري، إذ أمد تنظيمي جبهة النصرة والدولة الإسلامية بأكثر من ألف مقاتل، وهو ما أعاد تسليط الضوء على التيار الذي لعب أدوارا مماثلة بعد احتلال العراق عام 2003.

 

أبرز تطورات المشهد تمثلت في براءة المنظر المعروف للتيار السلفي الجهادي عمر محمود عثمان الشهير بأبي قتادة، والذي حاز على حكم بالبراءة من محكمة أمن الدولة الأردنية بعد 14 شهرا من تسليمه من قبل بريطانيا، التي خاض فيها أبو قتادة معركة قضائية امتدت على مدى 13 عاما اعتقل خلالها، وانتهت باتفاقية رحل بموجبها إلى الأردن، وشكلت ضماناتها طوق نجاة للرجل الذي كان يلقب من قبل وسائل إعلام أجنبية بسفير تنظيم القاعدة في أوروبا.

 

ومنذ إطلاق سراحه في سبتمبر/أيلول الماضي، حافظ أبو قتادة على قدر من الصمت، إلا أنه صرح في غير مرة -ومنها أول مقابلة معه في الجزيرة نت- بمواقفه المعلنة من تنظيم الدولة الإسلامية، عوضا عن استشرافه بأن المستقبل للجهاديين.

 

قبل هذا الإفراج بثلاثة أشهر، كانت السلطات الأردنية قد أفرجت عن المنظر البارز أيضا في التيار عصام البرقاوي الشهير بأبي محمد المقدسي في يونيو/حزيران 2014، بعد ثلاثة أعوام قضاها في السجن إثر اتهامه بدعم حركة طالبان الأفغانية.

 

لكن رحلة المقدسي مع السجن تجددت بعد شهر واحد من الإفراج عن أبي قتادة، حيث جرى اعتقاله وإيداعه السجن بعد أن وقع على بيان يرفض فيه التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة ويصفه بـ”التحالف الصليبي”.

 

وكان المقدسي قد كشف للجزيرة نت قبل أيام فقط من اعتقاله أن ضابطا كبيرا في المخابرات الأردنية أبلغه قبل نحو 15 عاما أنه سيقضي “حكما بالمؤبد بالتقسيط” مفسرا قضاءه 16 عاما منذ عام 1993 في السجون الأردنية.

 

المشهد الجهادي الأردني ظهر بشكل لافت قبل ذلك في إعلان انضمام القيادي البارز بالتيار السلفي الجهادي الدكتور سعد الحنيطي لتنظيم الدولة الإسلامية، حيث انتقل لسوريا اعتبارا من مارس/آذار الماضي. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي انضم لتنظيم الدولة أحد أهم مناصريه في الأردن، وهو عمر مهدي زيدان، الذي انتقل إلى العراق عن طريق التهريب وفق ما أفاد سلفيون جهاديون.

 

وزيدان هو شقيق محمود مهدي زيدان، المسؤول الشرعي السابق في حركة طالبان، الذي قضى بغارة أميركية على منطقة وزيرستان في باكستان عام 2009.

 

250 معتقلا

ومن أبرز تطورات المشهد كان الحرب المعلنة التي أعلنها الأردن على السلفيين الجهاديين، لا سيما من المؤيدين لتنظيم الدولة الإسلامية. حيث اعتقلت السلطات خلال عام 2014 أكثر من 120 من السلفيين الجهاديين، ليرتفع عدد المعتقلين من التيار إلى نحو 250.

 

ويحاكم معظم المعتقلين الجدد بتهم “الترويج لتنظيمات إرهابية” ولا يوجد في ملفات اتهام الغالبية العظمى منهم سوى القيام بكتابة ما اعتبر تأييدا لتنظيم الدولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعجاب بمقاطع فيديو أو صور أو تغريدات أو مشاركتها، بل إن بعضهم تمت إحالته للمحكمة بعد أن حقق معه بنقل صور ومقاطع فيديو عبر تطبيق الرسائل “واتس أب”.

 

هذه الحرب الأردنية تزامنت مع تشديد الخناق على الجهاديين، وتوسيع عمليات استدعائهم لدائرة المخابرات العامة أو اعتقالهم لمدد متفاوتة، حيث أحصى قيادي في التيار قيام المخابرات الأردنية باستدعاء نحو خمسمائة من المنتمين للتيار عام 2014، تعرض أغلبهم للتحقيق على فترات، بينما تم إيقاف نحو مائة منهم على الأقل لفترات متفاوتة قبل الإفراج عنهم دون محاكمتهم.

 

وتزامنت الحملة الأردنية على التيار السلفي الجهادي مع إعلان الأردن انخراطه في التحالف الدولي على تنظيم الدولة الإسلامية، وقيام طائراته بتنفيذ غارات على مواقع للتنظيم في العراق وسوريا، وارتفاع نبرة النقاش السياسي الأردني من احتمالات إرسال المملكة قوات لمحاربة التنظيم في العراق أو سوريا. وبالرغم من النفي الرسمي لوجود توجهات بهذا الخصوص، يؤكد سياسيون أن الموقف الرسمي قد يتغير في ظل المتغيرات على الأرض، وخاصة اقتراب تنظيم الدولة من حدود الأردن مع العراق.

 

موجة 2003

ويذكر قياديون في التيار السلفي الجهادي، وباحثون في شؤون الجماعات الإسلامية، أن موجة الحرب الأردنية الحالية على التيار الجهادي -والتي تأخذ طابعا أمنيا- مماثلة لموجة كانت بُعيد احتلال العراق عام 2003 وظهور تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي قاده أبو مصعب الزرقاوي (قتل بغارة أميركية عام 2006). لكن هؤلاء جميعا يشددون على أن الظروف هذه المرة تغيرت، نظرا لمشاركة التيار الفاعلة في الحرب في سوريا، واتساع عدد المنتمين له إلى نحو سبعة آلاف وفق تقديرات محايدة، وهو ما جعل خبراء وسياسيين يحذرون من إبقاء ملف التيار أمنيا فقط، خاصة أن ذلك قد يؤدي لمواجهة تضعف معادلة الاستقرار الأردنية التي لا تزال رقما مهما في ظل الحروب والتوترات التي تعصف بالدول المحيطة بالأردن، شرقا في العراق وغربا في فلسطين وشمالا في سوريا.

 

رايتس ووتش تتهم دمشق بالقتل العشوائي  

اتهمت هيومن رايتس ووتش قوات النظام السوري بمهاجمة حي الوعر في حمص بشكل عشوائي، وهو ما كانت له عواقب وخيمة على السكان المدنيين.

 

وأوضحت المنظمة الحقوقية في بيان لها أن قوات النظام كثفت قصفها على الحي الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة، ومنعت السكان من مغادرته، كما منعت كذلك دخول المساعدات.

ويعاني الحي -الذي يقطنه نحو 15 ألفا- من حصار خانق من نحو عامين يمنع تنقل سكانه وكل أشكال المساعدات الغذائية والطبية.

 

وفي أحد الحملات الجوية على الحي قالت رايتس ووتش إن 36 شخصا على الأقل قتلوا في هجمات جوية استهدفت منازل المدنيين بشكل عشوائي.

 

وطالب البيان جميع الأطراف المتنازعة بتسهيل دخول المساعدات للحي دون قيد أو شرط.

 

ويقول مراسل الجزيرة جلال أبو سليمان إن قوات النظام تسعى عبر التصعيد العسكري إلى فرض هدنة وفق شروطها.

 

جديد” مقتل آصف شوكت وجناح الأسد المتشدد

العربية.نت

يوم تم اغتيال “آصف شوكت” مع 3 من كبار القادة والمسؤولين الأمنيين التابعين للنظام السوري، عدت العملية ضربة موجعة للنظام، وسجلت هدفاً لصالح المعارضة السورية. إلا أن ما سمي “حقائق” جديدة نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال”، ألمحت إلى ضلوع النظام أو على الأقل جهة فيه في مقتل القادة الأربعة.

 

ففي اليوم الرابع من هجوم المعارضة السورية على مقر سلطة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وقع انفجار في مكاتب تابعة لمكتب الأمن القومي، ما أسفر عن مقتل زوج شقيقة الرئيس، آصف شوكت، وثلاثة من كبار المسؤولين السوريين. وكان تفجير يوليو 2012 بالفعل نقطة تحول في الصراع في سوريا، لكنه لم يتمكن من إسقاط الأسد.

انقسام بين عائلة الأسد وجناح آخر في النظام

 

وقد نقلت الصحيفة الأميركية نظرية مفادها أن التفجير دبر له من داخل النظام نفسه. واعتمدت في استنادها إلى تلك النظرية على أقوال 20 شخصاً، بما في ذلك مسؤولون حاليون وسابقون في النظام، وقادة من المعارضة، ونشطاء، وثوار، وسياسيون في الدول المجاورة لهم علاقات مع الأسد. وزعم هؤلاء أن التفجير نجم عن الانقسام بين عائلة الأسد وحلفائها المتشددين من جهة، ومسؤولي النظام الذين يسعون لإجراء مفاوضات مع جماعات المعارضة من جهة أخرى.

 

فالتسليم بتلك النظرية، يسلط الضوء على سمعة الأسد بأنه شخص لا يرحم، ويظهر أيضاً ديناميكية الدائرة الداخلية للرئيس وهي تصارع للحفاظ على قبضته على السلطة.

 

وقد رفض المكتب الإعلامي للأسد بحسب “وول ستريت جورنال” طلباتها لإجراء مقابلة مع الرئيس. كما رفض اللواء علي مملوك، واللواء ديب زيتون، وهما من كبار مسؤولي الأمن في النظام، طلبات منفصلة للحصول على تعليق حول هذا الموضوع.

مناف طلاس يتهم الأسد

 

من جهته، يعتقد الجنرال السوري السابق، مناف طلاس، أن النظام على علاقة بالتفجير. وانشق طلاس قبل أسبوعين من مقتل شوكت، بعد أن اكتشف حراسه ست عبوات ناسفة زرعت خارج مكتبه في دمشق، واتهم النظام بالرغبة في قتله، أيضاً.

 

وقال طلاس إنه، وشوكت، كانا من بين أولئك الذين يدعون لإجراء محادثات مع كل معارضي النظام السلميين والمسلحين، وهو موقف يتناقض مع موقف الأسد وقادة الأمن، الذين سعوا لسحق التمرد. وأضاف طلاس، الذي يعيش في باريس الآن: “بشار لم يختر في أي وقت القيام بإصلاحات جادة وذات مصداقية، ولكن بدلاً من ذلك اختار أن يقوم بتدمير البلاد”. وأضاف: “باع سوريا للإيرانيين”.

 

وفتح الهجوم نفسه الباب لإيران، الحليف الإقليمي الرئيس للأسد، ولـ”حزب الله”، للعب دور أكبر في الدفاع عن النظام، وفقاً لأفراد من قوات الأمن السورية والميليشيات الموالية للنظام. وفي غضون أسابيع، توافد رجال الميليشيات الشيعية الأجنبية إلى سوريا، وانضموا إلى مقاتلي ميليشيات محلية مدربة من قبل إيران و”حزب الله”، للمساعدة في دعم الجيش السوري.

 

في المقابل، رفضت السفارة الإيرانية في دمشق، والناطق باسم “حزب الله” في بيروت، إجراء مقابلات مع الصحيفة أو إعطاء تعليق حول الموضوع.

 

إلى ذلك، قال أحد النشطاء البارزين في المعارضة السورية، إنه كان من المستحيل على مسلحي المعارضة في ذلك الوقت تنفيذ مثل هذا الهجوم، وتابع الناشط الذي يعيش في تركيا الآن: “لو سألتني في ذلك الحين، لكنت قد كذبت عليك، وقلت لك إن المقاتلين المعارضين الأبطال هم من فعل ذلك. ولكن الآن أستطيع أن أقول لك: لا، كنا هواة فقط في ذلك الوقت”. وأكد الناشط على أن التفجير عزز معنويات المعارضة، إلا أنه أيضاً أدى إلى التفاف المزيد من العلويين حول النظام.

أعدم لرفضه قتل المحتجين

 

وفي ذلك الوقت، كان طلاس مسؤولاً على وحدة قوامها 3500 مقاتل من الحرس الجمهوري كانت مكلفة بحماية الأسد والعاصمة. وقال طلاس إنه تم إرسال حوالي 300 من رجاله إلى مدينة دوما للمساعدة في السيطرة على الحشود هناك.

إلا أن طلاس أضاف أن بعضاً من رجاله أعدموا لرفضهم إطلاق النار على المحتجين. وواحد من أفضل ضباطه، عاد من دوما طالباً إعفاءه من المهمة، فقال له طلاس: “كن صبوراً. لقد وعد الرئيس بحل الأمور خلال ثلاثة أسابيع”. إلا أن الضابط انتحر في اليوم التالي.

مقتل شوكت بالتزامن مع زيارة سليماني لدمشق

 

وفي ديسمبر 2011، قام آصف شوكت بزيارة اثنين من قادة الأجهزة الأمنية في حمص، ثالث أكبر مدينة سورية، للاجتماع مع نشطاء المعارضة، ورجال الأعمال، والقيادات الدينية والمجتمعية.

 

وقال الناس الذين كانوا هناك إن شوكت كان الأكثر اهتماماً بخطة وقف إطلاق النار التي قدمت حينها. ورغم أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن شوكت قام بلفتات تصالحية، مثل السماح بسيارات الإسعاف لالتقاط القتلى والجرحى، وهو ما تم حظره لاحقاً من قبل المتشددين في النظام، وفقاً لنشطاء وقادة مجتمع.

 

وقال طلاس، إن قوة شوكت تضاءلت بعد وقت قصير من عودته من حمص، وإنه عندما “أصرّ على الاحتفاظ بمهامه وصلاحياته، بدأ الصدام الحقيقي”.

 

كذلك قال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط: “في رأيي، هم من تخلصوا منه، لأنهم كانوا خائفين منه”، في إشارة إلى نظام الأسد. وقال آخرون، بمن فيهم طلاس والناس الذين يعرفون أفراداً من عائلة الأسد، إن شوكت كان يعد تهديداً محتملاً للرئيس من قبل المحيطين بالنظام.

 

وأكد طلاس أنه، وفي اليوم الذي قتل فيه شوكت، كان اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في دمشق.

 

سوريا.. مبادرة للم شمل المعارضة واحتواء الخلافات

دبي – قناة العربية

 

في محاولة جديدة للم شمل المعارضة السورية واحتواء الخلافات، يلتقي في القاهرة وفد من الائتلاف المعارض وفداً من هيئة التنسيق برئاسة حسن عبدالعظيم لبحث رؤية موحدة لحل سياسي للأزمة السورية يرتكز على نتائج مؤتمري جنيف واحد واثنين.

 

وتعد تلك الخطوة بداية تنفيذ مبادرة قدمها برهان غليون وأحمد معاذ الخطيب ورياض حجاب يهدفون من ورائها – بحسب ما جاء في بيانهم – إلى وضع حد للخلافات وطي صفحة الماضي والعمل كفريق واحد مع قيادة منتخبة.

 

وأكد رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري المنشق عن النظام، في مقابلة مع “العربية” أن الائتلاف وضع جملة من المعطيات لإنهاء حالة الاستقطاب والمشاركة الحقيقية تبدأ بتعديل النظام الداخلي.

 

ودعا حجاب لعقد ملتقى يجمع كل المكونات السورية المعارضة في الداخل والخارج.

 

وقدم المعارضون حلولاً لتطوير أداء الائتلاف بدءاً من إلغاء التكتلات وتحريمها ورفض منطق المحاصصة أو توزيع المواقع، حسب الانتماءات الخاصة وليس انتهاء بالعمل على تجديد الائتلاف وإقرار قاعدة استبدال ثلث الأعضاء في كل دورة انتخابية.

 

وتلزم المبادرة الائتلاف بتحمل مسؤولياته والعمل على لم شمل المعارضة وتنظيم ملتقى للحوار بين أعضائها للعمل معاً من أجل المرحلة القادمة.

 

وتأتي بوادر التغيير في آلية عمل الائتلاف المعارض ومؤسساته في وقت تنشط فيه التحركات الدبلوماسية بزعامة روسيا، التي طرحت ورقة عمل لحل الأزمة السورية سياسياً أعجبت النظام وأثارت حفيظة المعارضة، كما تأتي فيما يقترب موعد انتخاب رئيس جديد للائتلاف، حيث تنتهي ولاية رئيسه الحالي هادي البحرة بعد أيام قليلة.

 

سوريا.. 22 قتيلاً بينهم 9 أطفال في قصف لطائرات النظام بالرقة واغتيال قيادي فتحاوي بدمشق

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- في وقت تحدثت فيه مصادر سورية حكومية عن مقتل 50 ممن وصفتهم بـ”الإرهابيين” في “ريف الحسكة”، أكدت مصادر بالمعارضة سقوط أكثر من 22 قتيلاً، بينهم عدد من الأطفال والنساء، في قصف لطائرات النظام بمدينة الرقة.

 

وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن عدد القتلى الذين تمكن من توثيقهم، جراء تنفيذ الطائرات الحربية التابعة للقوات النظامية، عدة غارات على مناطق في مدينة الرقة، ارتفع إلى 22 على الأقل، بينهم تسعة أطفال دون سن الـ18 عاماً، بالإضافة إلى خمس مواطنات.

 

ولفت المرصد الحقوقي، في بيان من مقره بالعاصمة البريطانية لندن الأربعاء، حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، إلى أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع، بسبب وجود مفقودين، فضلاً عن وجود عدد من الجرحى حالاتهم خطيرة.

 

من جانبها، ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفذت “سلسلة عمليات نوعية” في عدد من المناطق الثلاثاء، أسفرت عن القضاء على أكثر من 50 “إرهابيا” في ريف الحسكة، وتدمير أوكار لتنظيم “جبهة النصرة”، وغيره من “التنظيمات التكفيرية” في درعا وريف القنيطرة، كما تم ضبط أسلحة وأجهزة اتصال لاسلكية في منطقة “الكسوة” بريف دمشق.

 

وفي وقت مبكر من صباح الأربعاء، ذكر المرصد السوري، في بيان مقتضب، أن مسلحين مجهولين اغتالوا مسؤولاً في حركة “فتح” الفلسطينية، في مخيم “اليرموك” للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة السورية دمشق، بإطلاق النار عليه داخل منزله في المخيم، دون أن يورد مزيداً من التفاصيل.

 

القيادة السورية سترفض مبادرة دي ميستورا إن تضمنت قوات مراقبة أو فصل سابع

روما (24 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال مصدر حزبي سوري إن ما يتسرب من دوائر النظام السياسية أن مبادرة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا حول تجميد القتال في حلب بشمال سورية قابلة للنقاش ما عدا أمرين يرفض النظام السوري نقاشهما قطعياً.

 

وأوضح المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن “إدخال قوات دولية أو مجموعات مراقبة إلى داخل سورية، وكذلك رفع المبادرة لتصدر بقرار مُلزم من مجلس الأمن كالفصل السابع أو غيره، أمران لا يمكن للقيادة السورية القبول بهما بأي شكل من الأشكال، وتعتبرهما تجاوز للسيادة الوطنية، وسترفض المبادرة برمتها إن تضمنت أياً من هذين الأمين”، وفق تأكيده.

 

وأضاف القيادي في حزب البعث “عدا ذلك غالبية القضايا قابلة للنقاش، بمعنى أن الجدول الزمني لوقف القتال، وطريقة إعادة تشغيل مؤسسات الدولة، وعودة الشرطة للمدينة لضبط الأمن، والاتفاق على صيغة لإدخال المساعدات وفتح الطرق أمامها، هي أمور قابلة للنقاش في خطة المبعوث الأممي” حسب قوله.

 

وتقوم مبادرة دي مستورا على تطبيق “تجميد للقتال” في مدينة حلب، وبقاء كل طرف في موقعه، وتسهيل نقل المساعدات الإنسانية والغذائية للمناطق المحاصرة والتمهيد لمفاوضات بين النظام والمعارضة، لكن أياً من تفاصيل المبادرة لم يُعلن بعد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى