أحداث الأربعاء 31 أيار 2017
واشنطن تزيد تسليح المعارضة جنوب سورية
باريس – رندة تقي الدين لندن – «الحياة»
تصاعدت حدة التوتر في جنوب سورية أمس، وسط مؤشرات إلى صدام محتمل بين فصائل مدعومة من الغرب وبين القوات النظامية السورية وميليشيات شيعية تقاتل إلى جانبها. وقال معارضون سوريون إن الولايات المتحدة وحلفاءها بدأوا إرسال مزيد من الأسلحة إلى المعارضة لمساعدتها في التصدي لهجوم يهدف إلى فتح طريق بري يربط العراق مع سورية. وجاءت الخطوة الأميركية بزيادة دعم المعارضة في قاعدة التنف قرب المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن، وسط تحذير صدر على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي قال أمس، إن موسكو «قلقة للغاية» من التصعيد قرب معبر التنف.
ونقلت وكالة «رويترز» عن معارضين قولهم إن المساعدات العسكرية الأميركية تعززت من خلال قناتين منفصلتين: برنامج «الموك» ومقره عمّان، الذي تدعمه وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وأطراف إقليمية، وبرنامج آخر تديره وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون». وقال طلاس سلامة قائد «جيش أسود الشرقية» المنضوي في إطار «الجيش الحر» والمدعوم من خلال برنامج الـ «سي آي إيه»: «حصلت زيادة في الدعم». وأضاف: «ليس هناك مجال أن نسمح لهم بفتح أوتوستراد بغداد- دمشق». كذلك أكد قيادي في فصيل «مغاوير الثورة» المدعوم من «بنتاغون» وصول شحنات متتالية من الأسلحة إلى قاعدتهم القريبة من الحدود السورية مع العراق، منذ أن بدأ انتشار القوات الموالية لحكومة دمشق في وقت سابق هذا الشهر. وأكد لـ «رويترز» تسارع جهود تجنيد وتدريب عناصر من أبناء محافظة دير الزور في قاعدة التنف التي تبعد 20 كيلومتراً من الحدود العراقية. وتابع: «التجهيزات والتعزيزات تأتي وتغادر يومياً… لكن في الأسابيع القليلة الماضية أحضروا مزيداً من العربات العسكرية الثقيلة، وصواريخ «تاو»، ومدرعات».
وقال الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون، إن قوات التحالف «مستعدة للدفاع عن نفسها» إذا رفضت القوات الموالية للحكومة السورية الانسحاب من المنطقة القريبة من التنف، لكنه لم يقل إذا كانت المساعدات لفصيل «مغاوير الثورة» ازدادت فعلاً.
في غضون ذلك، أعرب لافروف عن قلق موسكو بسبب تعرض القوات النظامية السورية لضربات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن في جنوب سورية، واعتبر أن «الوضع في حاجة إلى معالجة وعسكريونا يعملون على ذلك الآن». وأضاف في مؤتمر صحافي في موسكو إن «حادثة استخدام القوة في منطقة التنف تعتبر تصعيداً، إذ لم يعد الوضع يقتصر على التهديدات. أعتقد أن الوضع مقلق للغاية، لأنه يمس سيادة سورية مباشرة». وتحدثت صحيفة «نيزافيسيمايا غازييتا» الروسية عما وصفته باحتدام المنافسة بين روسيا والولايات المتحدة من أجل السيطرة على حقول النفط والغاز في سورية، ونقلت عن خبراء أن فكرة مناطق خفض التوتر التي أنشئت بمبادرة روسية، حفّزت على تنشيط العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش». وهو أمر برز من خلال تزايد التوتر على عدد من الجبهات في مناطق مختلفة من سورية.
إلى ذلك، قال ريزان كلو رئيس «هيئة الدفاع» التابعة لـ «الإدارة الذاتية» الكردية أمس، إنهم مستعدون للتصدي لميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية التي وصلت إلى الحدود السورية- العراقية، في حال اقتربت من مناطق سيطرتهم. وأوضح كلو، في تصريح لموقع «سمارت» الإخباري، أن اقتراب الإيرانيين و «الحشد الشعبي» من الحدود العراقية- السورية يشكل تهديداً لمناطق «الإدارة الذاتية»، مستدركاً: «ليست لدينا عداوة معهم».
والتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، مع رياض حجاب منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» في المعارضة السورية. وأكد ماكرون التزامه الشخصي الملف السوري ودعمه المعارضة من أجل انتقال سياسي في سورية، وفق ما جاء في بيان للرئاسة الفرنسية. ورافق حجاب في اللقاء مع الرئيس الفرنسي كل من جورج صبرا وبسمة قضماني ومنذر ماخوس سفير «الائتلاف الوطني السوري» في فرنسا. كما بحث وفد المعارضة في الخارجية الفرنسية التطورات السياسية والميدانية في سورية. وكان مقرراً أن يعقد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان محادثات مساء أمس مع ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي لسورية.
وفي نيويورك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الاتفاقات المحلية التي تتم في سورية «يمكن اعتبارها في بعض الظروف عمليات نقل قسري للسكان»، وأن السكان ينقلون الى مناطق «تابعة لسيطرة المعارضة تتعرض بدورها إلى هجمات عسكرية بانتظام».
أميركا تبدأ توزيع أسلحة على «وحدات حماية الشعب» الكردية
واشنطن – رويترز
قالت الولايات المتحدة امس (الثلثاء) إنها بدأت في توزيع أسلحة على قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية لاسترداد مدينة الرقة من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية أدريان رانكين غالواي بإن الجيش الأميركي «قدم للمقاتلين الأكراد أسلحة خفيفة ومركبات».
وقال مسؤول أميركي آخر طلب عدم نشر اسمه إن توزيع الأسلحة «بدأ في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بناء على تفويض من الرئيس دونالد ترامب هذا الشهر». وبذلك تمضي واشنطن في خطتها الحربية التي أثارت غضب تركيا حليفتها في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو).
وأوضح مسؤلوون أميركيون أن الولايات المتحدة تتطلع أيضاً لتعزيز التعاون الاستخباراتي مع تركيا لدعم حربها ضد «حزب العمال الكردستاني».
وتشعر أنقرة بقلق من أن التقدم الذي تحرزه الوحدات شمال سورية «قد يؤجج» نشاط حزب العمال في تركيا، وأعربت أيضاً عن قلقها من أن الأسلحة التي ستقدم للوحدات قد ينتهي بها الأمر في أيدي «العمال الكردستاني».
ولم يرد أي رد فعل من تركيا التي حذرت أميركا من أن قرار تسليح القوات الكردية التي تقاتل «داعش» في سورية «قد ينتهي بإيذاء واشنطن».
وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب الكردية» امتداداً لـ «حزب العمال الكردستاني»، الذي يشن تمرداً جنوب شرقي تركيا منذ العام 1984، وتعتبره واشنطن والاتحاد الأوروبي وأنقرة «تنظيماً إرهابياً»، لكن الولايات المتحدة تعتبر الوحدات الكردية شريكاً مهماً في الحرب ضد «داعش» شمال سورية.
روسيا «قلقة للغاية» من التصعيد في التنف وإيران تعرض إرسال عسكريين لمراقبة وقف النار
موسكو- رائد جبر , طهران- «الحياة»
جددت موسكو دعوتها إلى انضمام واشنطن لرسم ملامح مناطق «تخفيف التوتر» في سورية، والمشاركة في ضمان تثبيت وقف النار. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس عن «قلق موسكو» بسبب تعرض القوات النظامية السورية لضربات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في جنوب سورية، واعتبر أن «الوضع في حاجة الى معالجة وعسكريينا يعملون على ذلك الآن». يأتي ذلك فيما أعربت إيران عن استعدادها لإرسال عسكريين إيرانيين لمراقبة مناطق «خفض التوتر» في سورية.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو إن «حادثة استخدام القوة في منطقة التنف (الحدودية بين سورية والعراق والأردن) تعتبر تصعيداً، اذ لم يعد الوضع يقتصر على التهديدات. أعتقد أن الوضع مقلق للغاية، لأنه يمس سيادة سورية مباشرة. وبالطبع، هذه المسائل في حاجة إلى المعالجة، ويعمل عسكريونا على ذلك الآن». وأكد لافروف أن التهديدات التي يطلقها «التحالف» بخصوص الاقتراب من منطقة التنف في البادية السورية تحتاج إلى تسوية، مشدداً على أن الخبراء من البلدين يعملون حالياً «ضمن قناة للاتصال تم إنشاؤها سابقاً لمنع وقوع حوادث بين القوات الجوية الروسية والتحالف برئاسة الولايات المتحدة». وتابع «كان من الممكن أن يزداد هذا العمل نجاحاً لو أن الولايات المتحدة وافقت بالإضافة إلى هذه القناة الضيقة أن تشارك في العمل على تنسيق مناطق تخفيف التوتر». وأكد لافروف أن موسكو «ترحب ليس فقط بمشاركة واشنطن في منع وقوع الحوادث، بل وفي تحديد أبعاد مناطق تخفيف التوتر في سورية». وقال إن هذا الملف سيطرح خلال جولة مفاوضات جديدة في اطار عملية «آستانة». وكان لافروف طرح خلال زيارته الى واشنطن قبل اسبوعين مسألة مشاركة واشنطن في ضمان تثبيت وقف النار ومراقبة تنفيذ اتفاق الهدنة في المنطقة الجنوبية في سورية. وأشار ديبلوماسيون روس إلى وجود تفاهمات مع واشنطن على هذا الصعيد، على رغم أن «هذه التفاهمات لم تشمل منطقة الحدود مع العراق» كما أوضح، أمس، مصدر تحدثت اليه «الحياة».
على صعيد آخر، حذرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» مما وصفته احتدام المنافسة بين روسيا والولايات المتحدة من أجل السيطرة على حقول النفط والغاز.
ونقلت عن خبراء أن فكرة مناطق خفض التوتر، التي أنشئت بمبادرة روسية، حفزت على تنشيط العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش». وهو أمر برز من خلال تزايد التوتر على عدد من الجبهات في مناطق مختلفة من سورية.
ولفتت الصحيفة إلى ما وصفته قلق وزارة الدفاع الأميركية من تقدم القوات السورية بدعم روسي، باتجاه جنوب سورية، معتبرة أن النشاط العسكري الأميركي يعكس احتدام المنافسة غير المعلنة بين روسيا والولايات المتحدة للسيطرة على حقول النفط والغاز وطرق النقل، التي تمر عبر تدمر ووادي الفرات والمناطق المحاذية للحدود مع الأردن والعراق، حيث تحاول قوات التحالف إبعاد المسلحين باتجاه تدمر، لتتمكن بعد ذلك من استعادة السيطرة على الرقة والتوجه نحو دير الزور حيث حقول النفط الغنية.
وفي طهران، أعرب الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي عن استعداد بلاده لإرسال عسكريين إيرانيين لمراقبة مناطق خفض التوتر فى سورية. وأشار قاسمي خلال مؤتمر صحافي إلى أن الاتصالات بين روسيا وتركيا وايران، الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية، مستمرة. وجاءت تصريحات قاسمي بعد أيام من إعلان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني عن استعداد طهران إرسال عسكريين إلى مناطق «خفض التوتر» في سورية. واعتمدت الدول الضامنة لاتفاق الهدنة في سورية خلال مفاوضات «استانا-4 مذكرة تم التوقيع عليها تنص على إنشاء 4 مناطق تخفيف التصعيد لمدة 6 أشهر.
ودخل اتفاق إقامة «مناطق تخفيف التصعيد» في سورية حيز التنفيذ 6 ايار (مايو) الجاري، وتتضمن المناطق محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة فصائل اسلامية بينها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) والثانية أجزاء شاسعة من محافظات حماة وحمص واللاذقية، والثالثة الغوطة الشرقية الواقعة في ضواحي دمشق، والرابعة أجزاء من محافظة درعا.
بوتين: لا دليل على استخدام الأسد أسلحة كيماوية
باريس – رويترز
رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الثلثاء)، أي تلميح إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن هجوم كيماوي أودى بحياة عشرات الأشخاص في محافظة إدلب في نيسان (أبريل) الماضي.
وقال بوتين لصحيفة «لو فيغارو» في مقابلة «وفقاً لمعلوماتنا، لا يوجد دليل على استخدام الأسد أسلحة كيماوية. نحن مقتنعون بأنه لم يفعل ذلك».
وجاءت التصريحات بعد يوم من قول الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون، إن «استخدام أسلحة كيماوية في سورية خط أحمر بالنسبة لبلاده، قد يدفعها تجاوزه للقيام بعمليات انتقامية». واتهمت الاستخبارات الفرنسية في نيسان الماضي الأسد بالمسؤولية عن هجوم إدلب.
وأضاف بوتين أنه «عرض ترتيباً لفحص الموقع في بلدة خان شيخون، لكن كل القوى الكبرى رفضت ذلك»، مشيراً إلى أن «هدف المزاعم هو تشويه الأسد والضغط عليه»، متابعاً أن ذلك كان «وسيلة للتوضيح للمجتمع الدولي سبب ضرورة مواصلة فرض إجراءات للضغط على الأسد، بما في ذلك الإجراءات العسكرية».
ماكرون يجتمع مع رياض حجاب ويؤكد دعمه المعارضة السورية
باريس – رويترز
أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات مع القيادي السوري المعارض رياض حجاب اليوم (الثلثاء)، وأكد دعمه للمعارضة بعد يوم من اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الداعم الرئيس للرئيس السوري بشار الأسد.
وجاء الاجتماع الذي لم يعلن عنه من قبل في الوقت الذي يسعى فيه ماكرون لمراجعة سياسة فرنسا تجاه الحرب الأهلية الدائرة في سورية منذ ست سنوات.
وقال مكتب الرئيس في بيان: «الرئيس تحدث عن التزامه الشخصي تجاه الملف السوري ودعمه للمعارضة السورية في ضوء العمل من أجل الانتقال السياسي».
واجتمع ماكرون مع وفد من الهيئة العليا للمفاوضات ضم القيادي السوري المعارض رياض حجاب.
ترامب يقرر الانسحاب من اتفاق باريس المناخي
واشنطن – رويترز – ذكر موقع أكسيوس الإخباري الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر الانسحاب من اتفاق باريس المناخي وذلك نقلاً عن مصدرين على معرفة مباشرة بالقرار.
وكان ترامب قد وصف من قبل ظاهرة الاحتباس الحراري بأنها خدعة، ورفض التصديق على ذلك الاتفاق المهم المتعلق بالتغير المناخي خلال قمة عقدتها مجموعة السبع يوم السبت الماضي قائلاً إنه يحتاج وقتاً أطول لاتخاذ قرار. ثم كتب على تويتر يقول إنه سيتخذ قراره هذا الأسبوع.
ونقلت قناة فوكس نيوز عن مصدر لم تذكر اسمه تأكيده للانسحاب.
ويهدف الاتفاق الذي وقعه ما يقرب من 200 بلد في باريس عام 2015 إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة على الأرض من خلال خطوات منها خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الناجمة عن احتراق الوقود الأحفوري.
والولايات المتحدة ملتزمة بموجب الاتفاق بخفض انبعاثاتها بما بين 26 و28 في المئة عن مستويات 2005 وذلك بحلول سنة 2025.
وقال موقع أكسيوس إن فريقاً يضم سكوت برويت مدير وكالة حماية البيئة الأمريكية، يعكف على وضع تفاصيل الانسحاب. وأشار الموقع إلى أن الخيار قائم بين الانسحاب الرسمي الذي قد يستغرق ثلاث سنوات وبين الخروج من معاهدة الأمم المتحدة التي يستند إليها الاتفاق وهو ما سيكون أسرع لكنه أشد تطرفاً.
وذكر الموقع أن قرار الانسحاب جاء إثر رسالة بعث بها 22 جمهورياً بمجلس الشيوخ، منهم زعيم الأغلبية ميتش مكونيل، تدعو لترك الاتفاق.
وكان الرئيس السابق باراك أوباما الذي ساعد في الوساطة لإبرام الاتفاق قد أشاد به خلال زيارته أوروبا هذا الشهر.
أنقرة تؤكد ان تسليح واشنطن للأكراد السوريين أمر “بالغ الخطورة”
انقرة – أ ف ب – حذر وزير الخارجية التركية الاربعاء، من تسليم واشنطن أسلحة الى المقاتلين الاكراد في سوريا معتبراً ان ذلك “أمر بالغ الخطورة”.
وصرح مولود تشاوش أوغلو ان “هذه الاجراءات في غاية الخطورة على وحدة وسيادة اراضي سوريا”، مضيفاً ان هذه الاسلحة يمكن ان تستخدم ليس فقط ضد تركيا بل ايضاً “كل الانسانية”.
«هيئة تحرير الشام» تفرج عن أربعة أسرى لـ «حركة النجباء» العراقية
ضمن صفقة سرية في إدلب
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: أعلن المكتب العسكري لـ «حركة النجباء» العراقية عن وصول أربعة من مقاتلي الحركة إلى الأراضي العراقية أمس الاثنين، ممن كانوا قد وقعوا في الأسرى لدى «هيئة تحرير الشام» في محافظة ادلب منذ أكثر من عام، إضافة إلى الافراج عن اثنين من قوات النظام السوري كانوا أسرى معهم.
وأفادت مصادر إعلامية عراقية بأن الافراج عن أسرى «النجباء» تم عبر عملية خاصة خلال ساعات متأخرة من مساء يوم الاحد في محافظة ادلب السورية حيث و»بعد ساعات عدة من الجهود المتواصلة استطاع الفريق تحرير حميد نجم حميد وعباس جواد قاسم وحسين هاتو حسن ونجم عبد الله ساري الذين قضوا أكثر من عام» في سجون «هيئة تحرير الشام» ـ النصرة سابقاً.
فيما أفادت مصادر إعلامية معارضة وحسب تسريبات لمجموعة «تحرير سوريا» ان الصفقة التي تمّت بين «حركة النجباء» العراقية و»هيئة تحرير الشام» وأسفرت عن الإفراج عن أربعة سجناء من «حركة النجباء»، فإن هؤلاء الأسرى كانوا جميعهم معتقلين لدى أبوصالح طحان القائد العسكري في «حركة أحرار الشام» سابقاً، وبعد عزل الطحان من منصبه ومبايعته للجولاني مؤخراً، انتقل الأسرى إلى سجون «هيئة تحرير الشام».
وأضاف المصدر انه عُرض على الطحان أن يبادل المرتزقة العراقيين بالمعتقلين السوريين لدى سجون النظام وأفرعه الأمنية، فرفض الأخير، حيث تم إطلاق سراحهم مقابل مبلغ مالي غير معلوم، فيما لم تلتزم «حركة النجباء» العراقية بدفع كامل المبلغ المتفق عليه لـ»هيئة تحرير الشام»، وراوغت ودفعت نصف المبلغ فقط، مما استدعى الهيئة إلى أسر «الوسيط « بين الطرفين في سجونها.
و قدم الإعلام الحربي لـ»حركة النجباء» التهاني والتبريكات إلى ذوي الأسرى بعد عودة أبنائهم ممن تم تجنديهم ضمن ميليشيات طائفية لمساندة قوات النظام السوري إلى الأراضي العراقية، وقالت انهم «كانوا اسرى بيد الأعداء حيث ابى الأحرار ان ينال اخوانهم الأذى فأقسموا ان لا تنام لهم عين إلا بتحرير أسراهم فطوبى لهم هذا العزم وهذه الإرادة وهم يرددون نداء الحب والإيمان لبيك يا بنت حيدر الكرار وهم يجددون عهد الولاء ويبذلون النفس مكان النفس ويضحون بكل ما يملكون من اجل اعلاء راية الحق وطمس الزيغ والظلم والله على نصرهم لقدير»، حسب المصدر.
وكان مكتب الاستقطاب العسكري في محافظة ديالى، التابع لـ «حركة النجباء» العراقية قد أعلن في منتصف الشهر الجاري أيار /مايو عن فتح باب التطوع أمام الشبان في الجمهورية العراقية، من أصحاب الكفاءات والخبرات في مجالات عدة منها العسكرية، لإعدادهم وتعبئتهم ضمن مجموعات قتالية مسلحة تقاتل إلى جانب النظام السوري على الأراضي السورية، تحت ذريعة الدفاع عن المراقد والمقدسات الشيعية.
عشائر في السويداء تنضم للنظام السوري والميليشيات الموالية له للمشاركة في معركة البادية السورية
عبد الرزاق النبهان
حلب ـ «القدس العربي»: قال ناشطون في محافظة السويداء جنوب سوريا، ان عشائر عدة من أبناء المحافظة انضمت خلال الأيام الماضية إلى جانب قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له بهدف المشاركة في معركة البادية السورية المرتقبة ضد فصائل المعارضة السورية المسلحة.
ويقول الناشط الإعلامي وعضو شبكة «السويداء 24» نور رضوان لـ»القدس العربي»، «إن مجموعات عدة من أبناء عشائر السويداء انضمت خلال الأيام الماضية إلى جانب قوات النظام والميليشيات الموالية له من أجل المشاركة في المعارك المحتدمة في البادية مع فصائل المعارضة المسلحة، حيث يتواجد حالياً مئات المقاتلين الذين زج النظام بمعظمهم في الصفوف اﻷولى كونهم يعرفون تضاريس المنطقة أكثر من غيرهم».
وأضاف «ان معظم العناصر يتحدرون من عشيرة الشنابلة التي تتفرع عنها أيضاً عشيرتا الكنيهر والرمثان الذين يشاركون أيضًا بمعارك، بالاضافة إلى عشيرة الشنابلة التي تعتبر من أبرز عشائر جبل العرب وأكبرها وتقطن في أحياء عدة بمدينة السويداء أبرزهم «رجم الزيتون» و»المقوس»، وتتواجد فروع للعشيرة في قرية الشعاب وبعض مناطق البادية».
وأوضح ان هذه المجموعات تنطوي ضمن مجموعة تتبع للمخابرات الجوية «مجموعة الفهد» بقيادة المدعو «مجلي الكنيهر» وهو من قرية الشعاب الواقعة شرق المحافظة، مع مجموعة أخرى تتبع لجمعية البستان باﻹضافة لتواجد العديد من الفصائل الرديفة كـ»الحزب القومي» و»جمعية البستان» ومشاركة قوات روسية أيضاً.
وأشار إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بمختلف أنواع اﻷسلحة على محاور عدة قرب سد الزلف شرق محافظة السويداء بين قوات النظام وحلفائه وفصائل المعارضة المسلحة، حيث تتمحور المواجهات بينهما قرب قلعة الزلف الواقعة شرق السد بـ 5 كم، في محاولة لقوات الأسد وحلفائه التقدم شرق وشمال شرق سد الزلف باتجاه منطقة الرحبة التي لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة، فيما تسعى قوات النظام من الجهة الأخرى للوصول أيضاً باتجاه التل من محور مطار السين العسكري قرب «تل مكحول» في بادية الحماد.
وربط رئيس المكتب السياسي لجيش سوريا الوطني أسامة بشير انضمام العشائر في السويداء إلى جانب النظام السوري ضد فصائل المعارضة أنه جاء بالتزامن مع فشل روسيا بتشكيل مليشيا خاصة بها في السويداء، حيث أن النظام لا يريد ان تكون العشائر بيد الروس وإنما بيده وبيد إيران، فلا ثقة تامة للنظام بالروس مهما كانت العلاقات بينهم قوية.
وتوقع بشير في مقابلته مع «القدس العربي» أن «تشهد الفترة المقبلة انشقاقات في صفوف عشائر السويداء بين مؤيد ورافض للمشاركة بجانب قوات الأسد، خاصة أن المحافظة نأتي بنفسها عن الصراع الدائر في سوريا منذ سنوات، خاصة ان الانضمام إلى جانب النظام لن يقدم لهم شيئاً لا ميدانياً ولا سياسياً، وكذلك هي ورقة خاسرة للنظام، حيث أن أمريكا لن تسمح للنظام او إيران بان يكون لهم موضع قدم في البادية السورية»، وفق تقديـره.
وهو يرى ان ما قام به النظام من زج العشائر بالقتال إلى جانبه ما هي الا خديعة أسدية من أجل تقديم نفسه انه يعمل على محاربة الإرهاب، في محاولة منه لمنع القصف الأمريكي من خلال إدخال العشائر، كما فعل سابقاً مع الأكراد عندما استخدمها كورقة لتحقيق مكاسب سياسية، إلا أن دخول العشائر إلى جانبه لن يغير في وجهة النظر الأمريكية شيئاً، فأمريكا ستتعامل مع كل من يتجاوز الخطوط الحمر في البادية كما فعلت بالتنف سابقاً.
وكانت صفحات إخبارية عدة في محافظة السويداء نشرت في وقت سابق أن نظام الأسد أرسل تعزيزات عسكرية إلى جنوب المحافظة، حيث تضمن رتلاً عسكرياً وأسلحة ثقيلة تابعة للحرس الجمهوري عبر المدينة باتجاه ريف السويداء الجنوبي إلى الحدود الأردنية السورية وذلك بهدف التحضير لمعركة البادية السورية المرتقبة وفق ما يتوقعه محللين للمشهد العسكري السوري.
سورية: 100 قتيل بالرقة خلال الأيام الأولى من رمضان
عبد الرحمن خضر
وثّقت حملة “الرقة تُذبح بصمت” مقتل نحو مائة مدني في مدينة الرقة وريفها، بأول أربعة أيام من شهر رمضان، جرّاء قصف جوي للتحالف وآخر مدفعي وصاروخي لتنظيم “داعش” ومليشيات “قوات سورية الديمقراطية”.
وأوضحت الحملة، المختصّة بتوثيق الانتهاكات في المحافظة أنّها، “تمكّنت من توثيق نحو خمسة وعشرين اسماً للقتلى”، بينما لا يزال نحو سبعين آخرين مجهولين لديها.
وكثّفت طائرات التحالف في الآونة الأخيرة قصفها للمناطق الخاضعة لسيطرة “داعش” في الرقة، ما أسهم برفع عدد القتلى في صفوف المدنيين، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي لمليشيات “قسد”، وقصف للتنظيم على المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.
وفي غضون ذلك، سيطرت المليشيات، اليوم الأربعاء، على مزرعتي نزهة ونائل، في الجهة الشرقية من مدينة الرقة، تزامن ذلك مع قصف جوي للتحالف الدولي على حي المشلب ومنطقة سوق الغنم.
وكانت المليشيات قد سيطرت، أمس، على مزرعة الأسدية، شمال مدينة الرقة، بالإضافة لقريتي أبو قبيع شرقي، وأبو قبيع غربي، قرب بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي.
ويأتي هذا التقدّم ضمن عملية “غضب الفرات” التي أطلقتها “قسد” بهدف السيطرة على ريف مدينة الرقة بشكل كامل، وقطع طريق الإمداد عن التنظيم في المدينة.
المعارضة السورية تسيطر على مواقع للمليشيات الإيرانية قرب البادية
عبد الرحمن خضر
أعلنت المعارضة السورية، فجر اليوم الأربعاء، السيطرة على مواقع للمليشيات الإيرانية، في الريف الشرقي للعاصمة دمشق، بالقرب من البادية السورية.
وأوضح فصيل “أسود الشرقية” التابع لـ”الجيش السوري الحر”، في بيان، أنّه بالتعاون مع فصيل (تجمّع أحمد العبدو)، سيطر على مواقع للمليشيات الإيرانية، قرب منطقتي حاجز ظاظا والسبع بيار، شرقي العاصمة دمشق، بالقرب من البادية السورية.
وأضاف البيان أنّ، “شاحنات محملة بالقتلى انسحبت باتجاه مطار السين، بالتزامن مع تصاعد ألسنة اللهب داخل مواقع النظام والمليشيات المساندة له، بعد استهدافهم براجمات الصواريخ”.
ويأتي هذا التقدّم، ضمن معركة “الأرض لنا”، التي تهدف إلى صدّ الخطر الإيراني – العراقي عن منطقة البادية، ومنع وصول المليشيات إلى معبر التنف على الحدود العراقية.
وتوقفت قوات النظام عن شنّ هجماتها، في منطقة البادية، نحو معبر التنف الحدودي مع العراق، بعد أن وجّه التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضدّ تنظيم “داعش” في سورية، رسالة تحذيرية لقوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها، محذراً من الاقتراب نحو المعبر.
وكان طيران التحالف قد استهدف، الأسبوع الماضي، رتلاً تابعاً للمليشيات الإيرانية على طريق دمشق – بغداد في بادية الشام، بعد محاولته التقدّم باتجاه معبر التنف، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
روسيا تطلق صواريخ من البحر على أهداف لـ”داعش” بسورية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أنّ سفينة حربية وغواصة روسيتين، أطلقتا أربعة صواريخ كروز من البحر المتوسط، على أشخاص وعتاد لتنظيم (داعش) قرب مدينة تدمر السورية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنّه تم إطلاق 4 صواريخ مجنّحة من طراز “كاليبر” على مواقع “داعش” بالقرب من تدمر في سورية. وأضافت أنّ “صواريخ كاليبر استهدفت آليات وعناصر مسلّحة قادمة من الرقة إلى تدمر”.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع، قولها، إنّ روسيا حذّرت الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل، قبل إطلاق الصواريخ.
وكانت وسائل إعلام روسية قد نقلت، السبت الماضي، عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية، تأكيدها حدوث اتفاق بين الوحدات الكردية، وهي القوة الضاربة في “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، وبين قيادات في “داعش” لفتح ممر آمن لمسلحي التنظيم للخروج من الرقة باتجاه تدمر، مشيرة إلى أنّ موسكو تعارض هذا التوجه بالمطلق.
وتتخوّف روسيا من اتفاق هذا الفصيل الكردي، وتدعمه الولايات المتحدة الأميركية، مع “داعش”، ما يتيح لمسلحي التنظيم الخروج بشكل آمن من الرقة إلى قلب البادية السورية، والتي باتت منطقة نفوذ روسي إيراني مشترك.
وتشهد البادية السورية أيضاً، صداماً مسلّحاً بين قوات تتبع للمعارضة السورية، مدعومة من التحالف الدولي، وبين مليشيات إيرانية تحاول تخطي الخطوط الحمراء الأميركية والوصول إلى نقطة التنف الحدودية مع العراق، في إطار استراتيجية إيران الهادفة إلى ربط طهران بدمشق برياً.
ومن المرجّح أن تتحوّل البادية السورية، إلى مسرح صراع إرادات في المرحلة المقبلة، خصوصاً بين الروس الطامحين إلى وضع يدهم على مستقبل سورية، وبين الأميركيين الساعين إلى إفشال المخططات الروسية، والسيطرة على الشرق السوري الغني بالثروات، فضلاً عن موقعه الجغرافي الذي يتيح لواشنطن التحكم ببلدان عدة.
(العربي الجديد)
الائتلاف السوري يخطب ودّ العسكر ويدعو 12 فصيلاً لصفوفه
دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، فصائل من المعارضة السورية المسلحة لتسمية ممثلين عنهم لضمّهم إلى الائتلاف، وقال في بيان إن 12 فصيلاً مسلحاً تم التواصل معهم لهذا الغرض ومعظمهم أبدوا موافقتهم.
وجاء في بيان صدر عن الدائرة الإعلامية للائتلاف، الأربعاء، إنه “في إطار برنامج الإصلاح، الذي طرحته قيادة الائتلاف الوطني السوري الجديدة، وتعزيز شرعية الائتلاف، كمؤسسة تمثل الشعب السوري وتدافع عن ثورته وحقوقه، وضمن خطوات ترمي إلى تقوية وتصحيح التمثيل في الائتلاف لكافة المكونات العسكرية والثورية والسياسية والمحلية، فقد شكلت الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لجنة خاصة تواصلت مع الفصائل العسكرية، لغرض الحوار معها بشأن التمثيل السياسي في الائتلاف”.
وأضاف البيان “حددت اللجنة 12 فصيلاً، وفق معايير تم التوافق عليها، وجرى التواصل معها بعد إقرار ذلك من قبل الهيئــة السياسية، حيث وافق أغلبها على المشاركة، فيما تنتظر اللجنة موافقة البقية، كما قضت بتشكيل مجموعة عمل للتنسيق المشترك بين الائتلاف وكافة القوى العسكرية”.
من جهة ثانية، أعلن الائتلاف إنهاء عضوية “كتلة الأركان” التي كانت تمثّل المجلس العسكري. وأوضح الائتلاف أن هذا القرار جاء “لعدم وجود الأصل الذي يمثلونه” حيث تم حلّ المجلس العسكري منذ وقت طويل.
وأشار الائتلاف إلى أن إنهاء عضوية “كتلة الأركان” جاءت بعد قرار اتخذته الهيئة السياسية بالاجماع “بناء على توصيــة لجنة العضوية واللجنة القانونية (..) وقد تقدمت الهيئــة السياسية في الائتلاف للأعضاء الذين مثلوا الحراك العسكري خلال الفترة الماضية، بالشكر على الجهد الذي بذلوه، وأكدت ترحيبها بأن يكونوا ممثلين لأي فصيل من الفصائل المعتمدة، والحرص على أواصر التعاون معهم”.
هذه التغييرات تأتي في إطار برنامج إصلاح طرحه رئيس الائتلاف الجديد رياض سيف، وتبنته الهيئة السياسية. ويقدّم البرنامج “سلسلة من الخطوات ترمي إلى تحديث النظام الأساسي، وتعزيز حضور قوى المجتمع المدني والقوى السياسية، وإنشاء مجموعات عمل مشتركة مع النقابات والمجالس المحلية والأحزاب والهيئات السياسية والشباب والقوى الثورية والشخصيات الفكرية والمجتمعية ورجال الأعمال” بحسب الائتلاف.
وتعتبر المعارضة السوري في صفوف الائتلاف أن برنامج الإصلاح “يضمن أوسع نطاق من المشاركة في القرار الوطني السوري، إلى جانب اعتماد مبدأ الشفافية والمحاسبة، وإطلاع الرأي العام السوري على مسيرة العمل السياسي بكل تحدياتها وأوضاعها بشكل يعيد ثقة الشارع السوري بثورته وهيئاته الوطنية”.
أنقرة: تسليح الأكراد السوريين “أمر بالغ الخطورة“
حذّرت أنقرة من تسليم واشنطن أسلحة إلى المقاتلين الاكراد المنضوين في صفوف “قوات سوريا الديموقراطية”، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إعلان وزارة الدفاع الأميركية بدء عملية إرسال الأسلحة.
واعتبرت الخارجية التركية أن الخطوة الأميركية “أمر بالغ الخطورة” لأنها تجعل الولايات المتحدة الأميركية تتعامل مع تنظيمات تعتبرها تركيا “إرهابية”.
وقال وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، إن “هذه الاجراءات في غاية الخطورة على وحدة وسيادة اراضي سوريا”، مضيفاً أنه “من الممكن استخدام الأسلحة المقدمة إلى منظمة إرهابية ضدّ الإنسانية بشكل عام وليس ضدّ تركيا فقط”.
وبحسب وكالة “الاناضول”، أشار جاوش أوغلو إلى ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الأميركي قلق أنقرة حيال هذه المسألة. وأكد أن تزويد المقاتلين الأكراد في سوريا “بالأسلحة والمعدات القتالية، يزجّ مستقبل سوريا في خطر كبير، وأنّ أنقرة شرحت لحلفائها مراراً، مخاطر التعاون مع تنظيم إرهابي مثل (ب ي د) للقضاء على تنظيم إرهابي آخر (داعش)”.
وشدد الوزير التركي على القول “إذا كانت عودة الاستقرار الى سوريا هي الهدف المنشود، فمن الضروري إذاً العودة عن هذا الخطأ”. وتابع “نشدد على الخطر الذي يشكله دعم وحدات الشعب الكردية، على مستقبل سوريا”.
روسيا تقصف من البحر.. و”الحشد” العراقي يُنسق مع دمشق
قالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إن سفينة حربية وغواصة روسيتين، أطلقتا أربعة صواريخ كروز من البحر المتوسط على أشخاص وعتاد لتنظيم “الدولة الإسلامية” بالقرب من مدينة تدمر. ونُسِبَ إلى الوزارة قولها إن روسيا حذرت الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل قبل إطلاق الصواريخ.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية، قد أعلنت الثلاثاء، عن بدء تطبيق قرار وقعه الرئيس دونالد ترامب، بتسليح الأكراد ضمن “قوات سوريا الديموقراطية”. وأعلن البنتاغون إرساله أسلحة خفيفة ومركبات عسكرية للقوات الكردية في “قوات سوريا الديموقراطية”. وتتحالف الولايات المتحدة مع “وحدات حماية الشعب” الكردية، والمنضوية في مظلة فضفاضة تسمى “قوات سوريا الديموقراطية” تحوي بعض الكتائب العربية. تحالف الولايات المتحدة مع “وحدات الحماية” في معركة الرقة، كان مصدراً لتوتير العلاقات مع أنقرة، التي تتهم “الوحدات” بأنها الذراع العسكرية لـ”العمال الكردستاني”.
وقالت قناة “الجزيرة” إن الأسلحة لم تصل بعد إلى مناطق سيطرة الوحدات الكردية في سوريا، و”من المتوقع أن تصل دفعة أسلحة غدا أو بعد غد محمولة جوا إلى القاعدة الأميركية في خراب عشك قرب عين العرب (كوباني) بريف حلب”. وأكدت أن هذه الدفعة التي يرافقها أيضا مدربون أميركيون، تنقل جوا بشكل مباشر إلى سوريا، خلافا للدفعة السابقة التي دخلت برا عبر معبر سيمالكا من إقليم كردستان العراق.
ومؤخراً، دخلت موسكو على خط التذمر من “وحدات الحماية” عندما اتهمت “قسد” بالاتفاق مع “داعش” على إخلاء الرقة، على أن يخرج مقاتلوه باتجاه الجنوب، أي البادية السورية التي تتقدم فيها مليشيات النظام. وأعلنت موسكو قصفها رتلاً ل”داعش” خرج من الرقة باتجاه تدمر، في 25 أيار/مايو.
مبعوث الرئيس الأميركي في “التحالف الدولي” ضد “داعش” بريت ماكغورك، كان قد قال الثلاثاء إن “عملية استرداد الرقة من تنظيم داعش، ستنطلق قريباً”. وأضاف: “نعمل هنا مع قوات سوريا الديموقراطية، ونحن على بعد كيلومترين اثنين عن الرقة، والعملية ستبدأ قريباً، فلا أستطيع التصريح بأي شيء عن تاريخ انطلاقها ولكنه قريب جداً”.
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء، عن وضع خطة بالتنسيق مع مليشيات “الحشد الشعبي” لتأمين حدود العراق مع سوريا، في خطوة قال إنها “تستهدف عزل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق عن أقرانهم في سوريا”. وقال العبادي: “قوات الحشد الشعبي حققت تقدماً ملحوظاً في عمليات تحرير المناطق الواقعة إلى الغرب من مدينة الموصل وصولا إلى الحدود مع سوريا”.
وكانت مليشيا “الحشد الشعبي” قد أعلنت الإثنين عن سيطرتها على قرى واقعة على حدود سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة “تنظيم الدولة” على ثلث مساحة العراق في صيف 2014.
وقال القيادي في “الحشد” وأمين عام “منظمة بدر” هادي العامري، الثلاثاء: “لن نسمح للأميركيين بالسيطرة على الحدود، وتم إبلاغهم بذلك”. وأضاف: “يوجد تواصل مع الحكومة السورية للسيطرة على الحدود بين البلدين وللقضاء على داعش في المنطقة”، مشيراً إلى أن “الحشد سيتابع داعش أينما وجد، ولكن لن يدخل الأراضي السورية إلا بالتنسيق مع دمشق”.
وزعم العامري أن “الأمن في العراق لا يستقر إلا باستقرار الأمن في سوريا والعكس صحيح”. مشيراً إلى أن “وصول القوات العراقية إلى الحدود السورية سيساعد الجيش السوري للوصول إلى الحدود، كما أن وصول الجيش السوري إلى الحدود سيساعد القوات العراقية في الإمساك بها”.
العامري قال “إنه سينسق مع كل الفصائل المسلحة الموجودة على حدود العراق وسوريا باستثناء من هم صنيعة أميركية”. ويثير تقدم “الحشد” ومليشياته الشيعية الموالية لطهران، إلى الحدود السورية بالقرب من جبل سنجار، قلق حكومتي كردستان العراق وتركيا، بسبب علاقات “الحشد” بحزب “العمال الكردستاني” المتواجد في سنجار.
وأضاف العامري أن الضربة الأميركية الأخيرة التي استهدفت فصائل تقاتل مع قوات النظام السوري “كشفت موقف واشنطن الحقيقي الداعم للإرهاب ولتنظيم الدولة”. وكان “التحالف الدولي” قد قصف في 18 أيار/مايو، رتلاً لمليشيات عراقية شيعية، تقدمت باتجاه قاعدة التنف العسكرية، على الحدود السورية الأردنية، والتي تسيطر عليها المعارضة السورية ويحضر فيها مستشارون عسكريون أميركيون.
الأمم المتحدة تطالب بإحالة سوريا إلى “الجنائية الدولية“
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، متهماً نظام الأسد بمواصلة إعاقة وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين. وجاء ذلك في التقرير الذي قدمه غوتيريس، الثلاثاء، إلى أعضاء مجلس الأمن، ودعاهم فيه إلى دعم الآلية الدولية المحايدة والمستقلة للمساعدة في التحقيق بشأن الأشخاص المسؤولين عن الجرائم الأشد خطورة بموجب القانون الدولي المرتكبة في سوريا منذ مارس/أذار 2011 وملاحقتهم قضائيا.
وقال الأمين العام “في ضوء الهجوم الكيماوي الذي تعرضت له منطقة خان شيخون في 4 أبريل/نيسان الماضي ومع استمرار الهجمات على المرافق التعليمية والأسواق ودور العبادة.. لا زلت أنادي بأن تُحال الحالة في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
ويغطي التقرير مدى التزام أطراف الصراع في سوريا خلال أبريل/نيسان الماضي بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة السورية. وعبّر التقرير عن قدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدة إلى 350 ألف شخص كلَّ أسبوع عن طريق القوافل المشتركة. مشيراً إلى القيود التي تفرضها حكومة النظام السوري على إيصال المعونات.
وأضاف التقرير أنه “رغم الحصول على موافقة السلطات من حيث المبدأ على تسليم المعونة، لكنها لا تسمح إلا بتسيير عدد هزيل جداً من القوافل عبر خطوط التماس كل شهر، وهو ما لا يكفي على الإطلاق لإنهاء المعاناة الحادة”.
من جهة أخرى، قدمت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن نيكي هيلي، تفاصيل عن عمليات التعذيب التي ينفذها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المعتقلين، وطالبت روسيا بالتدخل للضغط على النظام لوقف ما وصفته بالفظاعات في السجون السورية.
وأوضحت السفيرة الأميركية في خطاب قبل جلسة مغلقة لمجلس الأمن، الثلاثاء، خصصت لتداعيات الأزمة السورية أنها عادت للتو من زيارة للمنطقة، زارت خلالها نازحين سوريين أخبروها بقصص هروبهم وتفاصيل التعذيب في السجون السورية. وكانت هيلي قد زارت الأسبوع الماضي مخيمات للنازحين السوريين في الأردن وتركيا.
وقالت إن النظام السوري يواصل اعتقال عشرات الآلاف من مواطنيه ويعرضهم للمعاملة القاسية العنيفة ولظروف غير إنسانية بما فيها عمليات التعذيب والاعتداءات الجنسية، ومن ينجو من المعتقل فإنه يعيش بأضرار مستدامة.
من جهته، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، إن الأطفال من بين أكثر ضحايا الحرب السورية تعرضا للقتل والتهجير. وقدم أوبراين سلسلة أرقام وثقتها المنظمة الدولية خلال جلسة مجلس الأمن، وقال إن قرابة سبعة ملايين طفل سوري يعيشون حاليا تحت خط الفقر، وهناك نحو 1.75 مليون طفل لا يذهبون إلى المدارس.
وتابع أنه يُحتمل أن يترك نحو 1.35 مليون طالب دراستهم، مشيرا إلى أن ثلث المدارس تعرضت للدمار أو التخريب. وقال أوبراين إنه حتى لو كانت المدارس بحالة مقبولة، فإن رُبعها لن يكون قادرا على فتح الأبواب لاستقبال الطلاب، لأن ربع المدرسين غادروا وظائفهم.
ريف حلب الجنوبي:النظام على مشارف مسكنة..ويتقدم في البادية
خالد الخطيب
حققت قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها تقدماً هو الأوسع في منطقة مسكنة في ريف حلب الشرقي، خلال الساعات الـ48 الماضية، على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”. ولم تهاجم مليشيات النظام مدينة مسكنة برياً، على الرغم من وصول قواتها إلى مشارف المدينة، قبل 24 ساعة، بل توغلت في المناطق الريفية في الجنوب الشرقي باتجاه ريف الرقة الجنوبي، في محاولة للوصول إلى مشارف بلدة دبسي فرج التابعة لمنطقة الطبقة. وتتعرض مسكنة في الوقت ذاته، لقصف جوي مكثف شنته المقاتلات الروسية، التي تجاوز عدد غاراتها 200 غارة، الثلاثاء فقط. واستهدفت الغارات المدينة وضواحيها القريبة، ونفذت مروحيات البراميل طلعات متعددة ملقية براميلها المتفجرة على المدينة.
ووصلت قوات النظام الى مشارف مسكنة من الشمال والغرب، بعدما سيطرت على قرى ومزارع أبو مانع ومعمل السكر والجعابات والمزرعة الرابعة والفرعية والسكرية والبوعاجوز وخربة الحمرا والفار والشمرية والبطوشية والصالحية وجباب مسعود كبير وجباب مسعود صغير والحميدية ومحطة ابقار السكرية وموالح صغير وموالح كبير ومستريحة ورمضانيه وطعوسات وخربة الذيب وخربة حسون وشيحة والعبس ووادي الموالح.
قوات النظام والمليشيات المتمركزة بالقرب من مسكنة نصبت مدافعها وقواعد الصواريخ على مشارف المدينة، وتواصل قصفها المدينة بكثافة كبيرة، في محاولة للتضييق على التنظيم الذي أعلن، الاثنين، أنه يتوجب على كافة المدنيين مغادرة المدينة التي اعتبرها منطقة عسكرية. أكثر من 2000 مدني من مسكنة وريفها تمكنوا من الوصول إلى مدينة الطبقة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية” خلال الساعات الماضية. وتوزع الباقون على قرى ريف الرقة الجنوبي الواقعة تحت سيطرة التنظيم. بينما خفت وتيرة نزوح المدنيين نحو مناطق سيطرة النظام شمالي مسكنة وذلك بسبب الأعمال الانتقامية ضد عائلات نزحت باتجاه بلدتي السكرية والفرعية. مليشيات النظام أعدمت 10 أشخاص على الأقل، الثلاثاء، في بلدة الفرعية.
الناشط الإعلامي أحمد محمد، قال لـ”المدن” إن مليشيات النظام تحاول تطبيق السيناريو الذي اتبعته في عمليتها العسكرية في دير حافر قبل شهرين، وذلك من خلال تفادي الاشتباك المباشر مع عناصر التنظيم المتبقين في المدينة، والالتفاف عليها من الجهتين الشرقية والجنوبية، بعدما طوقتها من الغرب والشمال. هذا السيناريو قلل من خسائر النظام البشرية، وحرم التنظيم من حرب الشوارع والالتحام المباشر الذي يبرع فيه بسبب استخدامه المفخخات والانتحاريين.
ويتركز هجوم النظام والمليشيات حالياً، وفق محمد، في محاور قرى وضحة والحايط ورسم الغزال والكجلي على ضفاف الفرات، بالتزامن مع حملة قصف جوي روسي، وآخر مدفعي تنفذه المليشيات، يستهدف المدينة ومحاور التقدم. وتوقع محمد أن تطبق مليشيات النظام الحصار على المدينة خلال اليومين القادمين بسبب كثافة النيران المستخدمة حالياً.
وأوضح محمد، أن عناصر تنظيم “داعش” من الجنسيات غير السورية، غادروا مسكنة قبل يومين من وصول قوات النظام إلى مشارفها، متوجهين إلى ديرالزور، ومن تبقى فيها من عناصر في الغالب هم من مسكنة وريفها، ومن ينتمون إلى مدن وبلدات ريف حلب من منبج وجرابلس، وغيرها من المناطق التي كانت في وقت سابق في قبضة التنظيم.
اقتربت مليشيات النظام من تحقيق السيطرة الكاملة على آخر معاقل تنظيم “داعش” في ريف حلب. وبخسارة التنظيم لمدينة مسكنة لن يكون لديه مواقع مهمة في ريف حلب سوى مزارع وقرى صغيرة في البادية، لطالما استخدمها في شنّ عمليات عسكرية خاطفة، مستهدفاً أرتال النظام القادمة من وسط سوريا نحو حلب.
النظام يخطط لتوسيع جبهاته نحو منطقة البادية شرقي مسكنة، والتي تعتبر بداية التوغل في ريف الرقة الجنوبي. والفرصة باتت سانحة للمليشيات لفتح محاور جديدة على طول جبهات اثريا-خناصر، لتفادي هجمات التنظيم المستمرة نحو طريق الإمداد إلى حلب. ولدى مليشيات النظام محاور لا بد من أن تعمل عليها في إطار العملية الكبرى التي تشنها نحو بادية الشام، باتجاه رأس حربة التنظيم في السخنة شمال شرقي تدمر، وعلى محور إثريا شرقي السلمية في بادية حماة.
مليشيات النظام تعمل منذ بداية أيار/مايو على إعادة انتشار قواتها، وبالتحديد في حلب التي تشهد جبهاتها مع المعارضة هدوءً مستمراً منذ تطبيق اتفاق “مناطق تخفيف التصعيد”. وقامت مليشيات “لواء القدس” الفلسطيني و”لواء الباقر” والأفغان و”النجباء” العراقية و”حزب الله” اللبناني، بتغيير مواقعها بعدما كانت متمركزة في ضواحي حلب بشكل خاص، وتوجهت منها إلى جبهات البادية. وتوزعت المليشيات على جبهات يتجاوز طولها 100 كيلومتر.
روسيا بدورها، تدعم مليشيات النظام للتقدم من مواقعها في بادية حلب باتجاه الشرق، كذلك للتوسع شرقاً من مواقعها على طريق حلب-اثريا-خناصر. المقاتلات الروسية تركز غاراتها بنسبة 90 في المئة على هذه الجبهات. ولا يقتصر القصف الروسي على مواقع التنظيم في مسكنة وريفها، وعلى الجانب الشرقي لطريق خناصر، وإنما يشمل مواقع وقرى يتحصن فيها التنظيم في ريف الرقة الجنوبي. ويبدو أن هذا يعتبر الفضاء الأمثل للمليشيات التي تحاول التمدد أكثر باتجاه الشرق نحو الحدود العراقية. محاولات كانت قد اصطدمت في الأيام الماضية بتحذير أميركي شديد اللهجة، لمنعها من الوصول إلى معبر التنف مع العراق.
وفي انتظار نتائج معركة السيطرة على مسكنة، وكلفتها البشرية للنظام وحلفائه، تتقرر الوجهة القادمة للمليشيات. وما يزال طريق المليشيات ما بعد مسكنة مفتوحاً لمواصلة التقدم في البادية الواصلة بين ديرالزور والرقة. ولا ترغب روسيا في حصول اتفاق بين “قسد” و”داعش” يسمح للأخير بالتراجع نحو تدمر، وعلى ذلك فهي تدفع نحو توسع متواصل للمليشيات لتشكيل حاجز يحرم التنظيم من حرية الحركة، ويقطع أوصال مناطق سيطرته، التي أصبحت في الغالب صحراوية، وقد تكون أرضاً خصبة في المرحلة المقبلة لحرب العصابات، أسلوب التنظيم المفضل.
#الحرية_لبلبل_الثورة: “تحرير الشام” تعتقل الساروت
سواء كانت جبهة “تحرير الشام” (“النصرة” سابقاً) اعتقلت أيقونة الثورة السورية عبد الباسط الساروت، أم أنه قام بتسليم نفسه إليها “بشكل طوعي”، تبقى النتيجة واحدة وهي أن “بلبل الثورة” يقبع حالياً في معتقلات الجبهة، من دون ارتكاب جريمة.
وتداول ناشطون على نطاق واسع، في وقت متأخر ليل الاثنين، أن عناصر من جبهة “تحرير الشام”، اعتقلت الساروت، على خلفية تهم موجهة إليه بالتحريض ضدها، ما أثار غضباً واسعاً في أوساط السوريين عبر “السوشيال ميديا”، حيث طالب المعلقون بالإفراج الفوري عن الساروت مع تعبيرهم عن تضامنهم معه، فيما انتشر وسما (هاشتاغ) #كلنا_الساروت و#الحرية_لبلبل_الثورة، على نطاق واسع.
ونقلت مواقع سورية معارضة، معلومات متطابقة عن اعتقال عناصر من الجبهة، التي تضم عدداً من الفصائل الإسلامية المتشددة، للساروت، بعدما داهمت منزله في مدينة معرة النعمان بريف إدلب، واقتادته إلى دار القضاء التابعة لها في المدينة، حيث يواجه الساروت تهماً مثل قيادة مظاهرة في مدينة معرة النعمان الأسبوع الماضي، اعتبرتها هيئة “تحرير الشام” تحريضية ضدها، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن الاعتقال جاء لاستكمال التحقيق قي قضية مبايعة الكتيبة التي يقودها الساروت لتنظيم “داعش”.
وكانت جبهة “النصرة” قد داهمت في 15 تشرين الثاني/نوفمبر العام 2015، مقرات تابعة لكتائب شهداء البياضة التي ينتمي إليها الساروت، بتهمة “مبايعة داعش والالتحام معه ضد المعارضة والجبهة”، بحسب تعبير الجبهة حينها.
بعد ذلك، نشرت الجبهة عبر عدد من المواقع ذات التوجه الإسلامي، معلومات تكذب فيها خبر “الاعتقال”، معتبرة أن الساروت “سلّم نفسه” إلى دار القضاء بريف إدلب الشمالي، للنطق بقضية اتهامه بالانضمام إلى تنظيم “داعش”، وذلك منذ عشر أيام كاملة، “بعد إبلاغه من المحكمة الشرعية العليا في حمص بضرورة تسليم نفسه للمحكمة في الشمال السوري وإلا فسيصدر حكم غيابي بحقه”.
وتتهم كل من هيئة “تحرير الشام” وحركة “أحرار الشام”، الساروت، بانتمائه لتنظيم “داعش” وقيامه بعمليات اغتيال ضدهما، وهو ما نفاه الساروت في وقت سابق، عبر مقطع فيديو ينفي فيه مبايعته لـ”داعش”، لكن ذلك لم يؤثر في مسار “الدعوى القضائية” ضده.
يذكر أن الساروت، هو حارس مرمى فريق “الكرامة” لكرة القدم قبل الثورة، وقائد المظاهرات السلمية في مدينة حمص، قبيل تشكيله كتيبة “شهداء البياضة”، وكان آخر لقاء إعلامي له نهاية العام 2014، من أجل نفي خبر مقتله الذي كان منتشراً حينها، واكتسب شهرة كبيرة بأغانيه الثورية، والتضحيات التي قدمها في الثورة.
الاليزيه: ماكرون ملتزم شخصياً بالملف السوري
التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفداً من الهيئة العليا للمفاوضات السورية، برئاسة المنسق العام للهيئة رياض حجاب. وقال بيان صدر عن الاليزيه، الثلاثاء، إن ماركون أكد “دعمه للمعارضة السورية توصلاً إلى انتقال سياسي في سوريا”.
وجاء في البيان “بمناسبة زيارة رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمعارضة الى المفاوضات، حرص رئيس الجمهورية ايمانويل ماكرون على تحيته والوفد المرافق له”. وتابع البيان أن ماكرون “أكد على التزامه الشخصي بالملف السوري، ودعمه للمعارضة السورية”.
من جهتها، قالت الهيئة العليا في بيان، إن الوفد التقى ماكرون ووزير الخارجية الفرنسية جان-ايف لودريان. وأوضح المنسق العام للهيئة ضرورة تبني إستراتيجية جديدة للعملية التفاوضية تخفف من معاناة السوريين وتمنحهم بارقة أمل، مثمناً تصريح وزير الخارجية الفرنسية حول ضرورة أن تفضي محادثات جنيف إلى وقف الانتهاكات بحق الشعب السوري.
ويأتي اجتماع ماكرون ووفد الهيئة العليا بعد يوم من لقاء جمع الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في قصر فرساي، أكد خلاله ماكرون ضرورة التوصل إلى حل سياسي للازمة السورية بمشاركة كل أطراف الأزمة، بمن فيهم ممثلون عن الرئيس السوري بشار الأسد.
مشاورات روسية أميركية أردنية حول المنطقة الآمنة في جنوب سوريا
عمان – أكدت مصادر أردنية رفيعة المستوى أن لقاء ثلاثيا أردنيا أميركيا روسيا سيعقد في العاصمة عمان خلال الأيام المقبلة لبحث إقامة منطقة تخفيف التوتر في الجنوب السوري.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد دعا الثلاثاء الولايات المتحدة إلى المشاركة في العمل على تحديد أبعاد مناطق تخفيف التوتر في سوريا.
وارتفعت في الفترة الأخيرة وتيرة التنسيق بين الطرفين الروسي والأميركي، مع ضيق المساحة الجغرافية التي تتواجد فيها قوات الطرفين على الأراضي السورية، الأمر الذي من شأنه أن يشكل حافزا قويا للتوصل إلى تفاهمات، تجنبا لأي مواجهة ستكون كارثية بالنسبة لهما وللمنطقة. وفي اجتماع أستانة الأخير الذي انعقد في بداية مايو وقعت كل من روسيا وإيران وتركيا على اتفاق لتخفيف التوتر في مناطق محددة في سوريا، بيد أن الأردن والولايات المتحدة اللذين شاركا بدورهما في الاجتماع كانت لهما تحفظات.
ومن بين النقاط التي يعترض عليها الجانبان الأميركي والأردني هو إشراك إيران كطرف في مراقبة تلك المناطق.
وترى عمان أن وجود قوات إيرانية في الجنوب تحت شعار مراقبة مناطق تخفيف التصعيد لا يمكن القبول به تحت أي ظرف. وأوضحت عمان ذلك في أكثر من مناسبة لعل آخرها في الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره الروسي سيرجي لافروف، حين أوضح له أن لا مجل للقبول بوجود “ميشيليات على حدود المملكة”.
وتبدي روسيا حرصا كبيرا على إنجاح مناطق تخفيف التصعيد، وبالتأكيد ستبحث خلال اللقاء الثلاثي المنتظر في الأردن هذه التحفظات وكيفية تجاوزها.
ونقلت صحيفة “الغد” الأردنية الثلاثاء عن المصادر القول إن “الأردن منخرط في المباحثات مع روسيا والولايات المتحدة ومختلف الأطراف لتحديد طبيعة المنطقة الآمنة في الجنوب السوري وتشكيلة القوات التي ستتواجد فيها وتحرسها وتضمن وقف إطلاق النار فيها”.
وشددت المصادر على أن “وقف إطلاق النار في الجنوب السوري هو مصلحة أردنية”.
وجددت المصادر التأكيد أن الأردن “يقبل بوجود أي قوات على حدوده، باستثناء قوات من عصابة داعش أو من الميليشيات الطائفية”.
يشار إلى أن الرابع من يونيو القادم هو موعد انتهاء المهلة التي تعهدت بها روسيا وإيران وتركيا، في محادثات أستانة الخاصة بالأزمة السورية، لتقديم تصورات وبرامج تفصيلية لتأمين أربع مناطق لوقف التصعيد في سوريا يسري فيها وقف إطلاق النار، بينها واحدة في الجنوب السوري.
المعارضة السورية تشن هجوماً معاكساً في البادية
دبي – قناة الحدث
تدور اشتباكات عنيفة منذ الفجر بين قوات #النظام، المدعمة بالمسلحين الموالين لها، وفصائل #المعارضة_السورية، التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية ودول غربية، على محاور في #البادية السورية، وذلك إثر هجوم معاكس لمقاتلي الفصائل على مواقع لقوات النظام في ريف #حمص الجنوبي الشرقي.
وكانت قوات الأسد قد استعادت نحو ستة آلاف كيلومتر مربع من البادية السورية في ريفي دمشق وحمص، فيما عمد #التحالف_الدولي لوقف تقدم قوات النظام والميليشيات عبر استهداف رتل لها كان متوجهاً نحو #معبر_التنف على الحدود العراقية قبل نحو أسبوعين.
ويحاول النظام، بحسب المعارضة، السيطرة على أراض شمال شرقي البادية لتعزيز الحزام الأمني حول #دمشق وتمهيد التقدم نحو دير الزور قبل وصول الفصائل.
مطالبة بمنح الجنسية السورية للمتزوجين بسوريّات
العربية.نت – عهد فاضل
عاد الحديث، في أوساط #النظام_السوري، حول منح الجنسية للمتزوجين بسوريات، بعد عدم صدور #قانون_الجنسية المعدّل عام 2012، الذي لم ير النور لأسباب مجهولة.
ونقلت مصادر إعلامية تابعة لنظام #الأسد، الأربعاء، تصريحاً لنائب في برلمانه، يطالب فيه بحق الزوجة السورية بمنح جنسيتها لزوجها، وعدم الاكتفاء بمنح جنسيتها لأولادها، وحسب.
وقال محمد خير العكام، النائب في برلمان الأسد، إنه يجب تطبيق مبدأ المساواة، بين المرأة والرجل. بحيث تؤمّن تلك المساواة، للمرأة، أن تمنح #الجنسية_السورية لزوجها، على غرار السوري المتزوّج بأجنبية.
ودون أن يوضح أسباب طرح هذه الموضوع الحسّاس، في هذا التوقيت، خصوصاً أن مئات الآلاف من السوريين يعيشون كلاجئين أو نازحين، في مختلف أرجاء العالم، ويعانون مصاعب شتى حتى لمجرد الحصول على إقامات مؤقتة بسبب صعوبات حصولهم على #جوازات_سفر جديدة أو تجديدها، قال النائب السالف إن “القانون الحالي” للجنسية السورية، أصبح “قديماً” وتمّ إقراره منذ أربعة عقود، على حد قوله، مطالباً بإقرار قانون الجنسية المعدّل عام 2012.
وفيما لم يشر النائب السالف حول تفاصيل تعديلات قانون الجنسية السوري المعدل عام 2012، إلا أن اقتران مطالبته بإقراره، مع مطالبته بحق المرأة السورية بمنح جنسيتها لزوجها الأجنبي، تعني أن هذا التعديل موجود في مشروع القانون المشار إليه.
ونقلت تقارير صحافية تابعة لنظام الأسد، أن عدد الأجنبيات المتقدمات لنيل الجنسية السورية، لعام 2017 بلغ 247 امرأة. فيما أكدت المصادر السابقة أن عدد المتقدمات لنيل الجنسية السورية، عام 2016، تجاوز عددهن الألف امرأة.
إلا أن مصادر النظام السوري التي وفّرت معلومات عن عدد الأجنبيات المتزوجات بسوريين، والمتقدمات بطلبات للحصول على جنسية أزواجهن، لم توفر أي معلومة من الجهة الأخرى، وهي عدد الأجانب المتزوجين بسوريات والذين تقدّموا بطلبات لنيل جنسية زوجاتهن.
ولا تتوفر معلومات أكيدة عن عدد الزيجات ما بين أجانب وسوريات، أو بين سوريين وأجنبيات، داخل #سوريا، إلا أن تصريحات النائب المشار إليه، في هذا التوقيت، توحي بأن للأمر مسبباته بالنسبة لنظام الأسد، دون أن يتم تحديد الجهة المستفيدة من إمكانية إقرار قانون للجنسية يسمح لأجانب متزوجين بسوريات، بنيل جنسية بلادهنّ.
يشار إلى أن نظام الأسد، لا يوفر معلومات رسمية عن نوعية الزيجات سواء لسوريين اقترنوا بأجنبيات، أو أجانب اقترنوا بسوريات. لكن طرح الموضوع في هذا الوقت، يترك علامة استفهام، حول الدوافع الفعلية فيما إذا كان هناك تطور اجتماعي طارئ في سوريا، زاد بعدد زيجات الأجانب من سوريات، أم لا.
يذكر أن قانون منح الجنسية السورية الحالي، يشترط بالمتقدم لنيلها، الإقامة في سوريا خمس سنوات متواصلة، وأن يلم باللغة العربية قراءة وكتابة، هذا فضلا عن وجود مهنة تكسب المتقدم لنيل الجنسية دخلاً.
ونقلت مصادر إعلامية تابعة لنظام الأسد، أن هناك “جمعيات مدنية” طالبت بتعديل قانون منح الجنسية، بحيث تستطيع المرأة السورية المتزوجة بأجنبي، منح زوجها جنسيتها. إلا أن هذه المصادر لم تسمّ هذه الجمعيات المدنية، ولا تاريخ مطالبتها، واكتفت بالقول إنها جمعيات مدنية، فقط.
قيادي كردي: “قسد” ستقاوم الحشد إذا دخل مناطق سيطرتها
دبي – قناة الحدث
أكد قيادي كردي سوري لـ”الشرق الأوسط” أن #قوات_سوريا_الديمقراطية ستقاوم ميليشيات #الحشد_الشعبي العراقي في حال عبر الحدود إلى مناطق سيطرتها.
وأوضح القيادي أنهم لن یقبلوا بوجود #إيران ولن يكونوا تحت أي ظرف من الظروف جسراً بين الحشد العراقي و #النظام_السوري.
وكان مسؤول أميركي، قد أفاد، الثلاثاء، بأن #الولايات_المتحدة بدأت إرسال أسلحة لمقاتلين أكراد سوريين لمساعدتهم في استعادة مدينة #الرقة من تنظيم #داعش.
ويأتي ذلك التحرك مع مضي الولايات المتحدة قدماً في الخطة على الرغم من معارضة حليفتها #تركيا.
الائتلاف الوطني السوري المعارض يدعو 12 فصيلاً لتسمية ممثليهم السياسيين
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 31 مايو 2017
روما- أعلن الإئتلاف الوطني السوري المعارض أن هيئته السياسية شكلت لجنة خاصة تواصلت مع الفصائل العسكرية المعارضة، لغرض الحوار معها بشأن التمثيل السياسي في الائتلاف.
وأشار بيان للائتلاف إلى أن اللجنة المشكلة “حددت 12 فصيلاً، وفق معايير تم التوافق عليها، وجرى التواصل معها بعد إقرار ذلك من قبل الهيئــة السياسية، حيث وافق أغلبها على المشاركة، فيما تنتظر اللجنة موافقة البقية، كما قضت بتشكيل مجموعة عمل للتنسيق المشترك بين الائتلاف وكافة القوى العسكرية”.
واشار البيان أن هذه الخطوة تأتي في “إطار برنامج الإصلاح، الذي طرحته قيادة الائتلاف الوطني السوري الجديدة، وتعزيز شرعية الائتلاف، كمؤسسة تمثل الشعب السوري وتدافع عن ثورته وحقوقه، وضمن خطوات ترمي إلى تقوية وتصحيح التمثيل في الائتلاف لكافة المكونات العسكرية والثورية والسياسية والمحلية”.
ولفت البيان إلى أنه “فِي ظل هذه الخطوة الهامة، التي تمثل التقاء لجناحي الثورة السياسي والعسكري، وتقوية لتمثيل الفصائل العسكرية في الائتلاف، فقد اتخذت الهيئــة السياسية قراراً بالإجماع، بناء على توصيــة لجنة العضوية واللجنة القانونية، بإنهاء عضوية كتلة الأركان”، التي كانت تمثل المجلس العسكري الذي جرى حلُّه سابقا،ً وذلك “لعدم وجود الأصل الذي يمثلونه”، وفق قرار اللجنة القانونية.
النظام السوري يحشد لمواجهة محتملة في الجنوب
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 31 مايو 2017
روما- قالت مصادر في المعارضة السورية المسلحة إن النظام والميليشيات الرديفة له تحشد قوات إضافية كبيرة باتجاه جنوب البلاد، فيما يُعتقد أنه استعداد لمواجهة عسكرية محتملة تشهدها محافظة درعا وريفها، نافية أن يكون الجنوب السوري قد دخل مرحلة الهدنة الموثوقة.
وأوضح إياد بركات، من الجيش السوري الحر المرابط على الحدود السورية الأردنية قرب معبر نصيب، أن “النظام دفع خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بقوات جديدة للجنوب، باتجاه مدينة درعا وبعض أنحاء ريفها الذي يسيطر عليه النظام، مزودة بدبابات وناقلات جند ومدافع”. وأشار إلى وجود “غموض في نوايا” هذه القوات، خاصة وأن منطقة الجنوب السوري المحاذية للشريط الحدودي مع الأردن، قيل أنها منطقة ممنوعة على قوات النظام بعزم إقليمي ودولي.
وعن استعدادات فصائل المعارضة المسلحة لمواجهة مثل هذا الهجوم فيما لو تم، قال بركات “لا جديد على صعيد فصائل المعارضة، فهي مازالت قادرة على صد أي هجوم لقوات النظام والميليشيات الرديفة، سواء من حزب الله أم من إيران، طالما أن النظام لا يستخدم سلاح الطيران”. وأضاف “لكن ليس لدينا أي ضمانة أن تصمد الفصائل في الجنوب إن حشد النظام وإيران المزيد من القوات، وإن ساندهم الروس”.
ويسعى النظام السوري وحلفاؤه لزيادة الوجود في شرق وجنوب سورية، رداً على تحذيرات أمريكية بضرورة عدم اقتراب قوات النظام والميليشيات المقاتلة معها لمنطقة التنف شرق سورية، وتلميح بعض الولايات المتحدة بأن جنوب سورية هي منطقة مُرشّحة لأن تكون منطقة محمية وعازلة.
وفي آذار/ مارس 2016، بدأت الولايات المتحدة تُدرّب مئات المقاتلين المعارضين، وأرسلتهم لسورية إلى الحدود مع الأردن من جهة، وإلى الشرق (منطقة التنف) من جهة أخرى، وأصبحوا رأس حربة ضد قوات النظام السوري بدعم من التحالف الدولي.
وتؤكد مصادر في المعارضة السورية أن الولايات المتحدة، وإسرائيل، مهتمتان بمنع تمدد الميليشيات الايرانية أو الشيعية اللبنانية في الجنوب الغربي لسورية المحاذي لهضبة الجولان التي يحتلها الإسرائيليون، فيما تسعى فصائل المعارضة السورية لوضع حد يمنع تمدد القوات الإيرانية وقوات حزب الله نحو حزام أمني نظري تأمل هذه الفصائل أن تُثبّته بدعم أمريكي.
ووفق أهالي المنطقة، لا يُقدّم الروس دعماً جوياً لقوات النظام أو الميليشيات الرديفة لها في جنوب سورية، فيما يستمر النظام باستخدام المروحيات والبراميل المتفجرة، في درعا والقنيطرة.
خلاف بين عرب الخليج يهز محور ترامب المعادي لإيران
من سيلفيا وستال وتوم فين
دبي/الدوحة (رويترز) – عشرة أيام فحسب انقضت منذ دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدول الإسلامية إلى الوقوف صفا واحدا في وجه إيران. غير أن خلافا علنيا بين قطر وبعض جيرانها من دول الخليج يهدد محاولته لترجيح كفة ميزان القوى الإقليمي ضد طهران.
فقد ثار غضب السعودية والإمارات بسبب النهج الاسترضائي الذي تتبعه قطر إزاء إيران ألد خصومهما في المنطقة وكذلك بسبب الدعم القطري لجماعات إسلامية خاصة جماعة الإخوان المسلمين التي يعتبرها البلدان عدوا سياسيا خطيرا.
تفجر الخلاف بين هذه الدول السنية بعد أن حضر ترامب قمة أمريكية إسلامية في السعودية ندد فيها “بالتدخلات المزعزعة للاستقرار” من جانب إيران الشيعية في المنطقة العربية حيث تشتبك طهران مع الرياض في صراع على النفوذ.
ولا تلوح في الأفق أي بادرة على انحسار الخلاف الأمر الذي يثير شبح قطيعة طويلة بين الدوحة وأقرب حلفائها قد تكون له تداعيات في منطقة الشرق الأوسط.
ووصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الكويت يوم الأربعاء لإجراء مباحثات مع نظيره الشيخ صباح الأحمد الصباح من المتوقع أن تتناول هذا الخلاف. وكانت الكويت التي سبق أن قامت بدور الوساطة بين دول الخليج قد عرضت المساعدة في تخفيف حدة التوتر.
غير أنه لا أحد تقريبا يتوقع نهاية سريعة لهذا الخلاف الذي ليس بالأول من نوعه. فقبل ثلاثة أعوام سحبت كل من السعودية والإمارات سفيرها من الدوحة لأسباب مماثلة رغم عودة السفيرين بعد أقل من عام.
ويشير المحللون إلى الاستعداد غير العادي الذي أبدته وسائل الإعلام المدعومة من الدولة في قطر ووسائل الإعلام السعودية والإماراتية لتبادل الانتقادات الحادة علانية.
ويشير ذلك إلى أن تسجيل النقاط له الأولوية على إبداء الوحدة فيما بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وفي المشهد الإعلامي الخليجي عادة ما تحدث الهجمات التي تشنها الوسائل الإخبارية بموافقة من الحكومات.
وقال دبلوماسي غربي في الدوحة “مجلس التعاون الخليجي قد يضر بمصالحه في هذا الصراع كما أنه قد يصبح أكثر عرضة للتجاوزات الإيرانية”.
* بتشجيع من ترامب
كان السبب المباشر للخلاف تقرير نسب لوسائل الإعلام القطرية جاء فيه أن أمير قطر حذر من المواجهة مع إيران ودافع فيه عن حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني الشيعي المتحالف مع طهران.
نفت قطر التقرير وقالت إن وكالة أنبائها تعرضت للاختراق لكن السعودية والإمارات سمحتا لوسائل إعلامهما المدعومة من الدولة بمواصلة النشر عن هذا الموضوع الأمر الذي أغضب الدوحة.
ويجدد هذا الخلاف اتهامات قديمة بأن قطر تدعم جماعة الإخوان التي يرفض فكرها مبدأ الحكم الوراثي. كما تشتبه الرياض وأبوظبي أن الدوحة راضية عن السياسة التوسعية الإيرانية.
كانت قطر قد قالت إنها تؤيد دوما إقامة علاقات قوية وأخوية مع دول مجلس التعاون الخليجي وتنفي أن تكون لها صلات بجماعة الإخوان المسلمين.
ويتكهن بعض المحللين بأن الرياض وأبوظبي أصبحتا تشعران بثقة سمحت بتوجيه الانتقادات لقطر بفضل اشتداد عرى الصداقة مع ترامب وذلك ثقة بأن معارضته لإيران والجماعات الإسلامية المسلحة كلها تعكس آراءهما أكثر مما تعكس وجهة النظر القطرية.
وقال جيرد نونمان أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الخليجية في جامعة جورجتاون في قطر “عندما قدم ترامب دعما كاملا في الرياض وقال ‘فلنعزل إيران‘ كان ذلك بمثابة رسالة إلى الإمارات والسعودية اللتين شعرتا بالتشجيع وقالتا: فلنطلق كل ما لدينا على قطر”.
واعترافا بالتوترات نشر أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات تغريدة على تويتر يوم الأحد قال فيها “تمر دول مجلس التعاون بأزمة حادة جديدة وفتنة تحمل في ثناياها خطرا جسيما. ودرء الفتنة يكمن في تغيير السلوك وبناء الثقة واستعادة المصداقية”.
وقال مسؤولون ومعلقون خليجيون خارج قطر إنه ليس من المهم ما إذا كانت التصريحات مختلقة لأنها تعكس مواقف قطر.
وقالت صحيفة الحياة في مقال افتتاحي يوم الاثنين إن إصرار الدوحة على إنكار المشكلة مسألة هامشية لأن قطر تؤكد على أرض الواقع أنها تتبنى سياسات تحاول الآن إنكارها.
* للخلافات تداعيات
قال مسؤول خليجي إن الصبر نفد. وأضاف “المؤكد أن دول الخليج بقيادة الرياض لن تتساهل على الأرجح في أي انحراف إذا كان متعمدا خاصة في المنعطف الحالي في علاقتنا مع جارتنا المعادية إيران”.
وردت صحيفة الراية اليومية القطرية المملوكة للدولة على تقارير إماراتية يوم الجمعة بنشر صور على صفحتها الأولى لصحفيين إماراتيين وصفتهم بالمرتزقة.
وقد يكون لهذا العداء تداعيات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط حيث استخدمت دول الخليج نفوذها المالي والسياسي للتأثير في الأحداث في ليبيا ومصر وسوريا والعراق واليمن وسط الاضطرابات التي تسبب فيها الربيع العربي.
وقال نونمان إن من الواضح أن الكويت وسلطنة عمان لا تريدان أن يكبر الخلاف. وأضاف “فليس من مصلحة أحد أن يكبر هذا الخلاف ويتحول إلى صدام يتجاوز الحملة الإعلامية. لكن هذه الأمور تتطور أحيانا بما يتعذر معه السيطرة عليها”.
أما إيران التي تنفي الاتهامات العربية بانخراطها في أعمال تخريب في الدول العربية فيبدو أنها شامتة. فقد قالت صحيفة كايهان التي تربطها صلة وثيقة بالزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي يوم الثلاثاء إن الخلاف يعكس عجز السعودية عن “تكوين تحالف ضد طهران”.
(إعداد منير البويطي ومصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)