أحداث الاثنين، 08 تموز 2013
الجربا يلتقي داخل سورية قادة «الحر» … والنظام يتقدم قرب دمشق
لندن، بيروت، باريس، الدوحة – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
في أول نشاط يقوم به بعد انتخابه رئيساً لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، دخل أحمد العاصي الجربا شمال سورية حيث التقى قيادة أركان «الجيش الحر» برئاسة اللواء سليم إدريس.
وكان انتخاب الجربا، وهو سجين سياسي سابق وزعيم عشيرة شمّر، قوبل بترحيب من باريس ودعم من الدوحة. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو: «في الوقت الذي يزداد قمع النظام السوري، خصوصاً في حمص، من المهم تعزيز الدعم للائتلاف وقيادته كي يستفيدوا من الوسائل التي تتيح حماية السكان وتلبي حاجاتهم الطارئة». وتابع: «ستواصل فرنسا العمل مع الائتلاف ومسؤوليه الجدد للتوصل إلى حل سياسي يتيح بناء سورية حرة وديموقراطية».
وكانت الخارجية الأميركية أعلنت في بيان صدر فور انتخابه أنها «تتطلع» للعمل مع الجربا و «نأمل في إحراز تقدم جنباً إلى جنب معه للحيلولة دون الانهيار التام لسورية وسقوطها في حال من الفوضى، ومن أجل إعادة بناء نسيجها الاجتماعي». وأضاف البيان: «نتطلع إلى تواصل الرئيس الجربا والقادة الجدد مع جميع المجتمعات السورية وتحقيق قدر أكبر من وحدة الهدف وتعزيز تنظيم التحالف السوري كممثل شرعي للشعب السوري».
وشدد البيان على أن «المعارضة المتحدة ضرورية للتوصل إلى حل سياسي عن طريق التفاوض يتنحى فيه (الرئيس) بشار الأسد عن السلطة، ويتم تشكيل حكومة انتقالية جديدة ويقود جميع السوريين إلى الكرامة والحرية والأمل في المستقبل». من جهته، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في الدوحة إن «دولة قطر في الوقت الذي تدعم وتشدد على هذا النهج الديموقراطي في تداول المراكز القيادية في الائتلاف، فإنها تتطلع إلى العمل مع الرئاسة القادمة».
وواصل «الائتلاف» اجتماعاته يوم أمس لانتخاب أعضاء الهيئة السياسية التي زاد عددها من 11 إلى 19 وانتخاب باقي الأعضاء بما يعكس توسيع «الائتلاف» من 63 إلى 114 عضواً ودخول قوى علمانية توازن «الإخوان المسلمين» في التكتل المعارض. وقالت مصادر المجتمعين إن نقاشاً حاداً جرى أمس حول موضوع الحكومة الموقتة ورئيسها غسان هيتو، بين مطالب بتسلم احمد طعمة أو ميشال كيلو رئاسة الحكومة وتمسك آخرين ببقاء هيتو وتهديدهم بالانسحاب من «الائتلاف».
ميدانياً، واصلت القوات النظامية السورية قصفها العنيف على حي الخالدية في حمص وسط البلاد لليوم التاسع على التوالي، وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «ستين إلى سبعين في المئة من حي الخالدية مدمر في شكل كامل أو جزئي وغير صالح للسكن»، مضيفاً أن «تدمير حمص المحاصرة يتم بشكل منهجي. هناك قصف مستمر عليها منذ أكثر من عام. كل ذلك بهدف دفع السكان والثوار إلى الهرب».
وتساءل عبد الرحمن: «إذا سيطر النظام على حمص، من سيعود إليها؟ لا أحد»، مشيراً إلى أن سكان حمص بالإجمال يكنون «عداء كبيراً للنظام». وأشار «المرصد» إلى أن القوات النظامية استخدمت أمس في قصفها حيي الخالدية في شمال حمص والحميدية بوسطها، قذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وطاول القصف مجدداً مسجد خالد بن الوليد في الخالدية. وترافق ذلك مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية «ومسلحين تابعين لها» عند أطراف حي الخالدية في محاولة لاقتحام الحي.
وفي دمشق، نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في حي جوبر في شرق العاصمة، بينما تعرض حي القابون في شمالها الشرقي للقصف المدفعي والصاروخي، ودارت مواجهات عند أطراف حي برزة في الطرف الشمالي للمدينة، في محاولة من القوات النظامية لاقتحامه، علماً أن مقاتلي المعارضة سيطروا منذ أسابيع على أجزاء كبيرة من الحي. وقالت مصادر رسمية سورية أن «وحدات من الجيش أعادت الأمن والاستقرار إلى الجزء الشمالي الغربي من مخيم السيدة زينب» في جنوب العاصمة، وأن وحدات أخرى «أعادت الاستقرار إلى منطقة القابون الصناعية في دمشق التي تفصل القابون عن جوبر بعد القضاء على جميع أفراد المجموعات الارهابية المسلحة وتدمير أوكارهم».
وطالبت جماعة «الإخوان المسلمين» في سورية الولايات المتحدة وأوروبا أمس بإمداد المعارضة بالسلاح. وقالت في بيان على موقع «تويتر» الإلكتروني: «نشعر بالخذلان وخيبة الأمل من تراجع الموقف الأميركي والأوروبي في ما يتعلق بتسليح الجيش الحر، وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته».
طوني بلير يدعو للتدخل في سورية
بريطانيا – يو بي أي
دعا مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير إلى التدخل في سورية، واقامة منطقة محظورة الطيران فيها.
وانتقد بلير، في حديث للمحطة الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ما اعتبره فشل الحكومة البريطانية في التدخل بالصراع الدائر في سورية، ودعاها إلى النظر في تسليح قوات المعارضة في البلاد.
وقال إن “الحرب الأهلية في سوريا سببت وفيات أكثر من الصراع في العراق منذ عام 2003، مما يملي علينا على الأقل النظر بشكل جدي في فرض منطقة محظورة الطيران في سورية”.
واضاف بلير “أن رفض التدخل، كما يتضح من ما يحدث في سورية بالوقت الراهن، جعل المزيد من الناس يفقدون حياتهم في حرب أهلية لا توجد أية مؤشرات على الإطلاق على قرب انتهائها، وأكثر من حصيلة الضحايا في العراق منذ عام 2003”.
واعتبر أن التقاعس “سياسة أيضاً وقراراً له عواقب”.
وقال مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط ، “إن الشيء الذي يتوجب علينا أن ندركه حول هذه المنطقة هو أن هناك أناساً تتدخل، وأن عدم الإنخراط سيجعل النزاعات تنتقل خارج حدودها”.
وكان بلير دعا الشهر الماضي الغرب إلى “التدخل ضد النظام السوري لمنع وقوع عواقب كارثية”.
رئيس الائتلاف السوري الجديد يعرض هدنة في حمص خلال رمضان
مع استمرار قصف القوات السورية العنيف لحي الخالدية في حمص الذي دمر بنسبة 70 في المئة، حضت جماعة “الاخوان المسلمين” في سوريا على الإسراع في تسليح “الجيش السوري الحر”.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن التدمير في حمص يوحي بأن “حرباً عالمية دارت رحاها في المدينة”. وتسعى وكالات استخبارات غربية إلى التحقق من استخدام القوات النظامية أسلحة كيميائية في المدينة.
ونقلت قناة “العربية” السعودية الفضائية عن رئيس أركان “الجيش السوري الحر” اللواء سليم ادريس حديثه عن إرسال دفعات متتالية من الأسلحة والذخيرة “بشكل يومي إلى قيادة جبهة حمص”. وقالت إن الرئيس الجديد لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد الجربا زار “مناطق” في الداخل السوري والتقى هيئة الأركان وقيادات عسكرية.
كذلك نقلت “رويترز” عن الجربا انه يتوقع ان تصل الى المقاتلين قريباً اسلحة متقدمة أمدتهم بها السعودية. واكد ان المعارضة لن تذهب الى جنيف – 2 المقترح ما لم يصر موقفها العسكري “قوياً”. وأضاف ان المعارضة السورية تعرض على القوات الموالية للرئيس بشار الاسد هدنة لوقف القتال في شهر رمضان في مدينة حمص.
حلب: أم أحمد تعود من الفرن خاوية اليدين
علاء حلبي
تقف أم أحمد في طابور طويل أمام فرن مغلق، تنتظر كغيرها أن يفتح أبوابه لتعود إلى أطفالها ببعض الأرغفة تسكت بها جوعهم.
ترمق الطابور الطويل بنظرة بائسة وتقول «لليوم الثاني على التوالي نصطف هنا في هذا الطابور الطويل، بعضنا يقف منذ أكثر من ست ساعات، على أمل أن يفتح الفرن أبوابه». تصمت قليلاً، ثم تضيف «أطفالي جائعون، والدهم مات قبل شهرين، وهم ينتظرون بعض الخبز. أعجز عن جلبه لهم الآن».
أم أحمد ليست الوحيدة في حلب، المدينة التي أنهكتها الحرب خلال عام كامل، قبل أن تدقّ موجة جوع جارفة إسفيناً جديداً في نعش أهالي المدينة، الذين ضاقت بهم الشكوى فوقفوا في طوابير ينتظرون «الفرج».
يقول إبراهيم، وهو طالب جامعي متزوج، «فوجئنا، منذ أيام خلال ساعات الصباح الأولى، بأسواق حلب خاوية. معظم الأفران توقفت عن العمل، أما ما تبقى من خضار فقد تضاعفت اسعاره أربعة أو خمسة أضعاف». ويشرح «ربطة الخبز المدعومة حكومياً وصل سعرها إلى 300 ليرة سورية (دولار ونصف الدولار تقريباً) بعد أن كانت تباع بربع هذا السعر». وأضاف «على الرغم من ذلك فُقدت المادة بعد ساعات قليلة، حالها كحال بقية المواد الغذائية».
يعيد مصدر مسؤول في محافظة حلب نفاد المواد الغذائية والمحروقات في حلب إلى «قيام مسلحي المعارضة بقطع الطريق الوحيدة المؤدية إلى حلب (طريق حلب ــ دمشق الدولي)، وذلك بعد أن سيطروا على مدخل حلب الجنوبي، ما حال دون تمكّن التجار من نقل المواد الغذائية إلى المدينة».
وقال المصدر لـ «السفير»، «هذه الطريق كانت الوحيدة المتبقية المؤدية إلى حلب. كان يستخدمها التجار لنقل الخضار والفاكهة إلى المدينة، حيث تسبب قطعها بمنع وصول هذه المواد».
ويسيطر الجيش السوري على النصف الغربي الجنوبي من حلب فيما يسيطر مسلّحو المعارضة على النصف الشمالي الشرقي للمدينة، وهو ما يؤمّن لهم امتداداً إلى باقي مدن وقرى ريف حلب، كما يسيطرون على معظم مناطق ريف حلب الغربي والجنوبي. ولا يصل بين شقي حلب، الشرقي والغربي، سوى معبر واحد يقع في منطقة بستان الباشا، وهو أيضاً محاط بالقناصة. وبقيام مسلحي المعارضة بقطع مدخل حلب الجنوبي (الذي سيطروا عليه الأربعاء الماضي) أحكموا حصارهم على نصف المدينة الخاضع لسيطرة الجيش السوري.
وفي الوقت الذي يعاني فيه سكان الجزء الغربي الجنوبي من حلب من فقدان المواد الغذائية، ينعم سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بأسواق عامرة، حيث لم تسجل أية حالة نقص لمواد غذائية، في مشهد فيه من الظلم ما يكفي لاستنهاض صرخة دولية لإيقاف سياسة التجويع التي تنتهجها «جبهة النصرة» في التعاطي مع أهل المدينة العريقة، الذين رفضوا دعم هؤلاء، وهم اليوم يدفعون حياتهم ثمناً باهظاً بسبب مواقفهم. وفي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب سوقان كبيران للمواد الغذائية، في مدينة مارع (شمال مدينة حلب)، ومدينة الباب (شمال شرق حلب)، تُباع فيهما الخضار والفواكه والمواد الغذائية لباقي مناطق حلب الخاضعة لسيطرة المسلّحين.
وبيّن مصدر معارض لـ«السفير»، أن «قيادات الجماعات المسلحة في حلب أصدرت تعميماً يقضي بمنع وصول أية مواد غذائية إلى النصف الخاضع لسيطرة الحكومة السورية، في محاولة لإخضاع هذا الجزء لسيطرتهم عن طريق الحصار الاقتصادي»، موضحاً أن مفاوضات تجري في الوقت الحالي لفك هذا الحصار، خصوصاً مع النقص الكبير في المواد الغذائية، والذي «زاد من كره الحلبيين لمسلحي المعارضة وإضعاف الحاضنة الشعبية لهم».
من جهتها، أعلنت مصادر حكومية أنها أرسلت قافلتي مساعدات غذائية إلى مدينة حلب، في تحرك أولي لتلبية حاجات المواطنين. وهو تحرك رأى مواطنون أنه «متأخر جداً وغير كافٍ»، وهو ما عبّر عنه عضو مجلس الشعب السوري عن مدينة حلب بشر يازجي بقوله «على الحكومة أن تتحرك بشكل أوسع، عليها أن تعالج المشكلة لا أن تعطي مسكنات، فهذه المعونات لا تحل المشكلة، عليها إما أن تفتح الطريق أو أن تخلق سوقا حكومية تلبي حاجات المواطنين».
وتابع يازجي «بالرغم من كل الدمار والخراب والسرقة التي لحقت بحلب، إلا أنها لا تزال صامدة. على الحكومة أن تعي ذلك تماماً، وعليها أن تولي هذه المدينة جلّ اهتمامها، لا أن تشاهد أبناءها يعانون الجوع عدة أيام لتقوم بإرسال بضعة قوافل مساعدات لا تكفي قوتاً سوى لأيام معدودة. يجب أن يكون حل الحكومة جذرياً».
ورأى يازجي أن الوضع المأساوي للمدينة «قد يشكّل فرصة لكل من حمل السلاح ليصحو ويعود إلى حضن الوطن ويكون في الجبهة الأولى لفك الحصار عن حلب»، معتبراً أنها «فرصة أيضاً لكل المغتربين والتجار والصناعيين في سوريا للعب دور إيجابي، ولو بالبيع بسعر الكلفة لأبناء مدينتهم، كما أنها فرصة للحكومة لتثبت فعلاً أن حلب على رأس أولوياتها، وأي إهمال وتقصير متعمد ستحاسب عليه».
يستغرب مواطنون في حلب اكتفاء الحكومة بإلقاء اللوم على المسلحين «الذين قطعوا الطريق عند مدخل حلب الجنوبي» في ظل وجود طريق آخر آمن يصل ريف محافظة حماه بمدينة السفيرة شرق حلب، ومنها إلى مدينة حلب، وهو «طريق آمن حسبما أكدت الحكومة في أوقات سابقة».
ويبدو لافتاً تجاهل المعارضة السياسية السورية لحصار حلب، إذ لم يصدر أي تصريح أو بيان يوضح موقفها من حصار المدينة، باستثناء «تيار بناء الدولة السورية»، الذي اصدر بياناً اكتفى فيه بـ«شجب» حصار حلب، وحمّل «طرفي الصراع مسؤولية هذه الأزمة»، معتبراً أنها «نتيجة لعسكرة الأزمة وخوض معارك عبثية».
ترمق أم أحمد الطابور الطويل، وقد بدا على وجهها التعب. تسير بخطى مثقلة وبيدين خاويتين، وتقول «قبل أن أخرج من المنزل طلبت من أطفالي الدعاء إلى الله، فدعاء الأطفال لا يرد، وها أنا أعود خاوية اليدين، حاسب الله من كان السبب».
حزب «البعث» السوري يجدد قيادته اليوم
الجيش يضغط على مسلحي حمص وريف دمشق
تعرض المسلحون في حمص ودمشق إلى ضربات قوية، خلال اليومين الماضيين، مع سيطرة القوات السورية على عدد من الأبنية داخل حيي الخالدية وباب هود في حمص، وعلى المنطقة الصناعية في القابون في ريف دمشق، ما سيؤدي إلى قطع خطوط إمداد المسلحين بين القابون وجوبر وزملكا وحرستا.
وأشار مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر إلى أن 300 عضو في قيادة «حزب البعث العربي الاشتراكي» سيلتقون اليوم لاختيار قيادة جديدة للحزب، وفقاً لما أكد مسؤول حزبي رفيع المستوى لـ«السفير»، وسط توقعات بتغيير شامل للقيادة الحالية التي أصبح عددها 12 حزبياً، بعد مقتل عضوين بارزين فيها في تفجير مبنى القيادة القومية للحزب العام الماضي.
ويأتي الاجتماع بعد تعذر عقد مؤتمر قطري موسع كما هي الحال كل عامين، وبعد انقطاع طويل لسبع سنوات نتيجة «ظروف حزبية داخلية وظروف محلية ودولية قاهرة»، أبرزها الحرب السورية الآن، «لذا اكتفت القيادة الحزبية باجتماع أعضاء اللجنة المركزية للحزب، التي تضم عسكريين إلى جانب المدنيين، وبينهم قادة الأفرع الحزبية في المحافظات السورية».
وسيقوم المشاركون الـ300 باختيار قيادة قطرية جديدة للحزب «ستطغى عليها الوجوه الشابة» وفقاً للمصدر ذاته، ولكن من دون أي «تغيير جوهري مرتبط بفكر الحزب أو آلية عمله»، في إشارة إلى العلاقة القائمة بين الحزب والدولة، والتي يفترض أن تخضع لتعديلات جوهرية بعد التغيير الدستوري في العام 2011.
ويحضر الرئيس السوري بشار الأسد الاجتماع، ويلقي كلمة «تضع الكوادر الحزبية في صورة المرحلة الحالية، والوضع السياسي والميداني القائم». وخلافاً للمؤتمرات السابقة لن يناقش الأعضاء قضايا الساعة بإسهاب كما جرت العادة، كما لن تطرح أوراق اقتصادية وسياسية، وفقاً للتقليد القائم، وإنما سيكتفي المجتمعون بسبب الظروف الأمنية باختيار قيادة جديدة للحزب، رجح المسؤول الحزبي أن يطال التغيير كل أعضائها القدماء. وسيكون أبرز المغادرين نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، الذي يعتبر أقدم مسؤول سوري في القيادة السياسية الحالية، ومن آخر المسؤولين المتبقين من مرحلة الرئيس الراحل حافظ الأسد.
ويأتي التقدم الجديد للقوات السورية فيما كان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ينتخب المسؤول عن تسليح المعارضين احمد العاصي الجربا، المقرب من السعودية، رئيساً له.(تفاصيل صفحة 14)
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي جون كيري، «تم خلاله بحث أهم البنود في الأجندة الروسية ـ الأميركية».
وزادت القوات السورية من عملية خنق المسلحين في الأحياء التي يسيطرون عليها في حمص وريف دمشق. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، أمس، إن «60 إلى 70 في المئة من حي الخالدية مدمر، إما بشكل كامل وإما بشكل جزئي وإما غير صالح للسكن». وأضاف «لا توجد صورة محددة بالنسبة إلى أحياء حمص القديمة، التي تعاني أيضاً من مستوى كبير من الدمار».
وأشار «المرصد» إلى أن «القوات السورية استخدمت في قصفها لحيي الخالدية والحميدية قذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، كما نفذ الطيران الحربي غارات على بعض أحياء حمص. ويترافق ذلك مع اشتباكات بين المسلحين والقوات السورية عند أطراف حي الخالدية في محاولة لاقتحام الحي».
وكانت القوات السورية تمكنت، أمس الأول، من السيطرة على بعض الأبنية عند أطراف الخالدية. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الجيش سيطر على عدد من الأبنية في حي باب هود في حمص.
وأحكمت القوات السورية، أمس الأول، سيطرتها على منطقة القابون الصناعية في ريف دمشق. وذكرت «سانا» أمس الأول أن القوات السورية «أعادت الأمن والاستقرار إلى منطقة القابون الصناعية بدمشق، التي تفصل القابون عن جوبر، بعد القضاء على جميع أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة وتدمير أوكارهم».
وقال مصدر عسكري للوكالة إن «المنطقة التي تمت السيطرة عليها تمتد على مساحة كيلومتر ونصف الكيلومتر جنوب القابون حتى العقدة المرورية على طريق المتحلق الجنوبي»، موضحاً أن «هذه العملية ستقطع إمداد الأسلحة والمسلحين وتنقلاتهم بين جوبر والقابون وزملكا وحرستا».
وقال مصدر مسؤول للوكالة إن «وحدات من جيشنا أعادت الأمن والاستقرار إلى حي العقيلة في بلدة حجيرة بريف دمشق، بعد أن قضت على آخر تجمعات الإرهابيين فيه»، مضيفاً إن «وحدات من الجيش أعادت الأمن والاستقرار إلى الجزء الشمالي الغربي من مخيم السيدة زينب بريف دمشق».
وذكر «المرصد»، أمس، إن «الطيران الحربي شن ثلاث غارات على مناطق في حي جوبر، بينما يتعرض حي القابون للقصف، فيما تدور اشتباكات عند أطراف حي برزة في محاولة من القوات السورية لاقتحامه».
وفي حلب، أشار «المرصد» إلى «وقوع اشتباكات بين مسلحين والقوات السورية في الجهة الشرقية من بلدة الزهراء التي تحاصرها مجموعات معارضة مع بلدة نبّل»، مشيراً إلى «مقتل ثلاثة مقاتلين، وإصابة 25».
وأشار إلى مقتل «6 سجناء في قصف المسلحين السجن المركزي في حلب»، فيما ذكرت «سانا» أن القوات المدافعة عن السجن استطاعت صد هجوم للمسلحين عليه.
وأعلن معارضون، أمس الأول، أن مسلحين اشتبكوا بين بعضهم البعض قرب الحدود التركية. وقالوا إن الاشتباكات الدامية بين مسلحين إسلاميين وآخرين من «الجيش الحر» وقعت في بلدة الدانا قرب الحدود التركية. وذكر «اتحاد شباب إدلب الأحرار» المعارض أن عشرات المقاتلين قتلوا أو أصيبوا أو سجنوا. وذكر «المرصد» أن جثتي قيادي وشقيقه من «لواء الإسلام» عثر عليهما مقطوعتي الرأس. («سانا»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
رئيس الائتلاف الوطني السوري: المعارضة ستتلقى أسلحة متطورة قريبا
اسطنبول- (رويترز): قال الزعيم الجديد للائتلاف الوطني للمعارضة السورية أحمد الجربا الأحد انه يتوقع ان تصل الاسلحة المتطورة التي وفرتها السعودية لمقاتلي المعارضة قريبا وان تغير موقفها العسكري الذي وصفه بانه ضعيف.
وقال الجربا الذي تربطه بالسعودية علاقات وثيقة لرويترز في أول مقابلة منذ انتخابه رئيسا للائتلاف يوم السبت ان المعارضة لن تشارك في مؤتمر للسلام اقترحته الولايات المتحدة وروسيا في جنيف ما لم يصبح موقفها العسكري قويا.
واضاف الجربا بعد العودة من محافظة ادلب بشمال سوريا حيث التقى مع قادة الوية مقاتلي المعارضة في منطقة جبل الزاوية “جنيف في ظل هذه الأوضاع غير ممكنة. اذا كان هناك ذهاب إلى جنيف يجب أن تكون الارض قوية غير الوضع الآن الضعيف في الحقيقة. يجب أن نكون ذاهبون إلى جنيف ونحن اقوياء”.
وسئل عما اذا كانت الصواريخ التي تطلق من على الكتف والتي يمكن ان تحد من التفوق الكبير في المدرعات ستصل لمقاتلي المعارضة بعد اتخاذ السعودية دورا بارزا في دعم المعارضة خلال الاسابيع الاخيرة “???نحن ندفع بهذا الإتجاه. اعتقد ان الامور الآن احسن من السابق وانا باعتقادي هذا السلاح المفروض سياتي لسوريا قريبا”.
وقال الجربا “أولويتي كرئيس للائتلاف هو دعم السلاح النوعي وغير النوعي والمتوسط إلى المناطق المحررة والجيش الحر”.
وعرض الجربا على قوات الرئيس بشار الاسد هدنة خلال شهر رمضان لوقف القتال في مدينة حمص المحاصرة حيث يواجه مقاتلو المعارضة هجوما بريا وجويا شرسا من قبل قوات الجيش التي يدعمها حزب الله وميليشيات موالية للاسد.
ولم تظهر بوادر بموافقة الحكومة على مثل هذه الهدنة.
وادلى الجربا بهذه التصريحات في اسطنبول حيث انتخب رئيسا للائتلاف الوطني السوري خلال اجتماع عقد في مطلع الاسبوع.
وتقع حمص على بعد 140 كيلومترا شمالي دمشق وعند معبر استراتيجي يربط العاصمة بقواعد للجيش في مناطق ساحلية تسيطر عليها الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.
وتسعى قوات الأسد إلى إقامة محور يربط العاصمة بالساحل العلوي.
وتربط حمص أيضا دمشق والساحل بمعاقل لحزب الله في لبنان.
وقال الجربا إن هناك كارثة إنسانية حقيقية في حمص وإن الأسد الذي كانت آلته العسكرية على وشك الهزيمة تلقى دعما من إيران ووكيلها حزب الله اللبناني.
وأسفر اجتماع الائتلاف مطلع الأسبوع عن تغيير قيادته وانتقال للسلطة لصالح الجناح المدعوم من السعودية والذي هزم في سلسلة من الانتخابات فصيلا برئاسة مصطفى الصباغ وهو رجل أعمال موال لقطر.
وفاز الجربا برئاسة الائتلاف بفارق ضئيل في جولة إعادة مع الصباغ لكن فصيل الصباغ مني بالهزيمة في وقت متأخر أمس الأحد في انتخاب مكتب سياسي جديد للائتلاف.
وولد الجربا (44 عاما) في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا حيث يعيش عرب وأكراد وينتمي إلى قبيلة شمر العربية الكبيرة التي تمتد إلى السعودية والعراق. وكان الجربا سجينا سياسيا لمدة عامين في التسعينيات.
واعتقل الجربا ايضا أثناء الانتفاضة التي اندلعت في مارس اذار 2011 . وفر الجربا إلى السعودية التي تقود دعم المعارضة السورية وتدعمه في مواجهة الصباغ.
وخلال فترة إقامته في السعودية انضم الجربا إلى الائتلاف الوطني السوري وقام بأعمال إغاثة للاجئين وقدم فيما بعد مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة.
والجربا مقرب من ميشيل كيلو وهو ناشط معارض مسيحي تصدر جهود المعارضة التي يقودها السنة لحشد الدعم لجماعات أقلية تخشى سيطرة الاسلاميين.
وقال الجربا إنه لن يهدأ حتى يحصل على الأسلحة المتقدمة المطلوبة للرد على قوات الأسد وحلفائه. وأضاف أنه يمنح نفسه شهرا لتحقيق ما ينوي فعله.
وبعد اجتماعه بوفد من حمص تبرع الجربا بمبلغ 250 ألف دولار من ماله الخاص لدعم جهود الاغاثة الانسانية في المدينة. وقال نشطاء التقوا بالجربا إن الاحياء السنية المعارضة المتبقية في حمص قد تسقط في غضون أيام.
وقتل أكثر من 90 ألف شخص منذ مارس اذار 2011 وبذلك تكون الانتفاضة السورية صاحبة العدد الاكبر من القتلى ضمن انتفاضات الربيع العربي.
قوات النظام السوري تواصل تقدمها في حي الخالدية بحمص
بيروت- (ا ف ب): واصلت القوات النظامية السورية الاثنين تقدمها داخل حي الخالدية في مدينة حمص في وسط سوريا، وسط قصف عنيف ومتواصل لليوم العاشر على التوالي، بحسب ما ذكر ناشطون لوكالة فرانس برس.
وقال الناشط الاعلامي ابو بلال الحمصي لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان “الحملة الشرسة على حمص مستمرة لليوم العاشر على التوالي واستطاعت قوات النظام ان تدخل الى اجزاء من الخالدية بعد قصف كثيف واستخدام اسلوب الارض المحروقة”.
واشار إلى أن “السيناريو يشبه سيناريو القصير”، في اشارة الى المدينة التي سقطت اخيرا بايدي قوات النظام في ريف حمص بعد حصار طويل وحملة قصف كثيفة.
واضاف في اتصال مع وكالة فرانس برس عبر سكايب “الحملة شرسة لم نشهد مثلها منذ بدء الثورة”.
واوضح ردا على سؤال ان قوات النظام باتت تسيطر على كتل من الابنية تشكل حوالى ثلاثين في المئة تقريبا من مساحة حي الخالدية الواقع في شمال مدينة حمص، وانها تقترب من مسجد الخالد بن الوليد.
وبثت تنسيقية حي الخالدية شريط فيديو على موقع (يوتيوب) تسمع فيه بوضوح اصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات بالقرب من مسجد الخالد بن الوليد، فيما الشوارع مغطاة بالركام.
ويظهر الشريط دمارا هائلا وارضا مهجورة، مع دخان يتصاعد من كل مكان بعد كل انفجار.
كما بث ناشطون شريطا آخر تظهر فيه حرائق مشتعلة في عدد من المحال التجارية والمنازل في منطقة غير محددة من حمص.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ان “الاشتباكات العنيفة” مستمرة بين “مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية ومسلحين تابعين لها عند اطراف حي الخالدية”، مشيرا الى “انباء عن خسائر في صفوف الطرفين”.
واشار ناشط يقدم نفسه باسم مجاهد الحمصي على حسابه على سكايب الى ان “مئتي قذيفة هاون وصاروخ سقطت خلال نصف ساعة بعيد السادسة صباحا على الخالدية”.
وقال ابو بلال ان النظام “يستخدم كل الاسلحة الفتاكة من طيران وراجمات صواريخ ومدفعية وهاون ودبابات”، موضحا ان “حوالى الف قذيفة تسقط يوميا على احياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص”.
واشار إلى وجود “800 عائلة محاصرة في هذه لااحياء مع الاف الثوار الذين يقاتلون بسلاح خفيف”، منتقدا عدم ارسال قيادة الجيش الحر اي دعم إلى حمص.
وقال “حمص في وضع خطير جدا بعد تقدم قوات النظام في حي الخالدية”.
الحلقي: أعداء سوريا استهدفوا اقتصادها بعد فشلهم بالنيل من جيشها
دمشق- (ا ف ب): صرح رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الاثنين ان اعداء سوريا استهدفوا اقتصادها الذي يشهد ازمة غير مسبوقة نتيجة النزاع في البلاد، بعد فشلهم بالنيل من “صمود الجيش”، مؤكدا استمرار حكومته بدعم المشتقات النفطية التي شهدت اسعارها مؤخرا ارتفاعا كبيرا لمرات عدة.
وقال الحلقي في تصريحات بثتها وكالة الانباء الرسمية (سانا) الاثنين ان “الاقتصاد الوطني كان الهدف الأساسي للحرب الكونية خلال الأسابيع القليلة الماضية حيث تم التركيز على البعد الاقتصادي بعد فشل أعداء الوطن في استهداف صمود جيشنا الباسل وعدم القدرة على عزل سورية في المؤسسات الدولية”.
واشار الحلقي خاصة الى “الاستهداف المستمر” لليرة السورية والقطاع الاقتصادي بمؤسساته الوطنية “من خلال الحصار الجائر الذي تفرضه بعض الدول الغربية والعربية على السوريين”.
وفرض الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة سلسلة عقوبات اقتصادية على النظام السوري تضمنت حظرا على استيراد الاسلحة والنفط وتجميد ارصدة شركات وادارات واعضاء في النظام او مقربين منهم.
وأشار الحلقي إلى ان بلاده التي كانت “تكتفي بما تنتج من النفط” اصبحت تقوم باستيراد المشتقات النفطية “بارقام هائلة” لان “الجزء الأعظم من حقول النفط في سورية تم استهدافه وتعطيله”.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن سعر ليتر المازوت قبل الأزمة كان يكلف الدولة 14 ليرة وتبيعه بسبع ليرات، في حين يكلفها اليوم 200 ليرة وتبيعه بـ60 ليرة.
ورفعت السلطات السورية في ايار/ مايو الماضي سعر ليتر البنزين بنسبة 23 في المئة بعد ان كانت زادته في آذار/ مارس 2013، بنسبة 18 بالمئة.
وتراجع انتاج النفط في سوريا الى نحو 20 الف برميل يوميا من اصل 380 الفا كانت تنتج قبل اندلاع الازمة في البلاد منتصف آذار/ مارس 2011، ما يعني انخفاضا بنسبة 95 بالمئة، كما تراجعت كمية الغاز المنتجة الى النصف، من 30 مليون متر مكعب الى 15 مليونا، بحسب ارقام رسمية نشرت في ايار/ مايو 2013.
وأكد الحلقي ان سوريا “رغم كل سنوات الجفاف الماضية لا يزال لديها مخزون لسنتين” من القمح، مشيرا الى قيامها باستيراد القمح “بسبب الاعتداءات الإرهابية والتعدي على الصوامع والمطاحن وخروج أكثر من 40 بالمئة من المطاحن خارج الخدمة”.
باريس تعتبر انتخاب الجربا تعزيزا لشرعية الائتلاف السوري المعارض
احمد الجربا الرئيس الجديد للائتلاف السوري شيخ عشيرة وساع نشيط لتسليح المعارضة
باريس ـ بيروت ـ ا ف ب: رحبت فرنسا السبت بانتخاب احمد الجربا رئيسا للائتلاف السوري المعارض واعتبرت ان هذا الانتخاب يعزز موقع الائتلاف كـ’ممثل شرعي للشعب السوري’.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ‘في الوقت الذي يزداد قمع النظام السوري خصوصا في حمص، من المهم تعزيز الدعم للائتلاف ولقيادته لكي يستفيدوا من الوسائل التي تتيح حماية السكان وتلبي حاجاتهم الطارئة’.
وتابع المتحدث الفرنسي ‘ستواصل فرنسا العمل مع الائتلاف ومسؤوليه الجدد للتوصل الى حل سياسي يتيح بناء سورية حرة وديمقراطية’.
وكان الائتلاف السوري المعارض تمكن من تجاوز خلافاته وانتخب احمد الجربا المعروف بقربه من المملكة العربية السعودية رئيسا جديدا لهذا الائتلاف.
وتزامن هذا الانتخاب مع تصاعد حدة المعارك في مدينة حمص التي سجلت فيها القوات النظامية بعض التقدم العسكري على الارض.
واحمد عاصي عوينان الجربا الذي تم انتخابه السبت رئيسا للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية هو زعيم عشيرة معروفة في سورية، وسجين سياسي سابق معروف بقربه من المملكة العربية السعودية، وقد حصر اهتمامه خلال الاشهر الاخيرة باقناع الجهات الداعمة ‘للثورة’ بتزويدها بالسلاح في مواجهة نظام الرئيس بشار الاسد.
في كانون الثاني (يناير) 2013، قال احمد الجربا في مقابلة مع قناة ‘العربية’ الفضائية ان النظام السوري قوي بسلاحه متسائلا ‘هذه الترسانة القوية كيف نجابهها؟ بالاقلام؟ علينا ان ناتي بالسلاح… وهذا ما نفعله’.
في ذلك الوقت، كان عضو لجنة شكلها الائتلاف لتزور عددا من الدول الصديقة سعيا وراء دعم فعال واسلحة نوعية تقدم للمجموعات المقاتلة المعارضة في مواجهة تعثر الحلول السياسية. ومنذ ذلك الحين، بات جهده منصبا على الملف العسكري في الائتلاف حيث اصبح مسؤولا عن ملف التسليح.
انكبابه على هذا الملف ‘الدقيق والحساس′، كما يقول مسؤول في الائتلاف لوكالة فرانس برس، ‘جعله مقلا في الظهور الاعلامي’. لكن، ان كان الجربا غير معروف على نطاق واسع من الناشطين على الارض ووسائل الاعلام العالمية المتابعة للملف السوري، فانه شارك في تأسيس الائتلاف الذي نشأ في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، ودخله ممثلا عن العشائر السورية.
فاحمد الجربا زعيم في عشيرة آل شمر السنية الكبيرة التي تتواجد في سورية والعراق والسعودية والاردن. وقد لعب دورا اساسيا في التواصل بين العشائر والمعارضة.
ولد العام 1969 في القامشلي في محافظة الحسكة (شمال شرق)، ويحمل إجازة في الحقوق من جامعة بيروت العربية.
واشار بيان صدر عن الائتلاف بعد انتخابه اليوم بغالبية 55 صوتا، الى انه اعتقل ‘بسبب مواقفه المناهضة للنظام في الشهر الأول من الثورة في آذار (مارس)، لدى الفرع الداخلي للمخابرات العامة’، وذلك للمرة الثانية. اذ كان امضى سنتين في سجون النظام بين 1996 و1998.
خرج نهائياً من دمشق في آب (اغسطس)، عبر بيروت، ليستقر في السعودية.
صاحب شاربين ولحية خفيفة تميل الى الرمادي، غالبا ما يظهر الجربا ببزات رسمية مع ربطة عنق، لكن صورا عديدة له وزعت وهو بالكوفية والعباءة الخاصة بالعشائر وبينها الصور التي التقطت له اثناء زيارته مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الاردن. عمل الجربا في مجالات الاغاثة والطب لدعم الثورة السورية منذ انطلاقها. وكان عضوا في الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري قبل ان يصبح عضوا في الائتلاف الوطني السوري.
وقد علق الجربا عضويته في الائتلاف مع آخرين في آذار (مارس) 2013، احتجاجا على انتخاب غسان هيتو آنذاك رئيسا للحكومة السورية الموقتة التي كان يفترض تشكيلها لتشرف على ‘المناطق المحررة’. وجاء هذا التعليق كانعكاس لخلاف حاد بين تيارين داخل الائتلاف احدهما مدعوم من قطر ومؤيد لانتخاب هيتو، والثاني رافض لتشكيل حكومة موقتة مدعوم من السعودية.
الا ان الجربا ما لبث ان عاد الى الائتلاف، ودافع بقوة عن توسعته، ثم انضم الى كتلة المعارض المخضرم ميشيل كيلو الذي دخل الائتلاف بدوره مع اربعة من اعضاء الكتلة الديموقراطية التي يتراسها في نهاية ايار (مايو).
على موقع ‘تويتر’ للتواصل الاجتماعي، كتبت مجموعة معارضة ناشطة على الارض في وسط سورية بعد الاعلان عن انتخاب الجربا ‘فوز السعودية على قطر برئاسة الائتلاف السوري في الوقت بدل الضائع عندما سدد احمد عاصي الجربا هدفه’. واذا كان العديد من الناشطين والمعارضين تبادلوا التهاني بانتخاب الجربا بعد اشهر من التجاذبات، خلفا للرئيس السابق احمد معاذ الخطيب، فان ناشطين آخرين انتقدوا الاختيار، معتبرين ان الرئيس الجديد لا يملك اي مؤهلات وانه فقط ‘رجل السعودية’. وقال احدهم على صفحته على ‘فيسبوك’ ان امثال الجربا ‘أشد خطرا من النظام على الثورة’.
واذا كان سلفه تميز باطلاقه مبادرة سياسية قبل فيها التحاور مع ممثلين عن بشار الاسد، فان الجربا اكد في تصريح قبل اشهر انه ‘بعد 100 الف شهيد في سورية ومئات الاف المهجرين خارج سورياة واكثر من ثلاثة الى اربعة ملايين نازح داخل سورية، لا يمكن لاي مبادرة ان تتضمن بقاء الاسد’.
واشار الى ان ‘هناك قائمة سوداء بحوالى 500 شخص لا يمكن ان يكون لهم دور في مستقبل سورية’، موضحا ان هؤلاء هم ‘الذين قتلوا واوعزوا ونظموا هذا القتل الممنهج’.
ولم يدل الجربا بعد انتخابه باي تصريح. واكتفى بيان الائتلاف بالنقل عنه ان ‘من أهم أولوياته الآن متابعة مستجدات وتطورات الوضع في الداخل السوري لا سيما في حمص’ حيث تشن قوات النظام حملة عسكرية عنيفة منذ اكثر من اسبوع.
الاخوان المسلمون في سورية يطالبون الغرب بامداد المعارضة بالسلاح
يشعرون بخيبة امل في الديمقراطية بعد سقوط مرسي
بيروت ـ رويترز: طالب فرع الاخوان المسلمين في سورية الولايات المتحدة واوروبا الاحد بامداد المعارضة التي تقاتل للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد بالدعم العسكري الذي وعدتا به بعد ان اختار الائتلاف الوطني السوري المعارض رئيسا جديدا منهيا فراغا في قيادة المعارضة دام لأشهر.
واعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لارسال السلاح للمعارضة السورية إضافة إلى المساعدات الانسانية والعسكرية غير الفتاكة تبلغ قيمتها ملايين الدولارات التي تقدمها بالفعل. وترسل السعودية وقطر الحليفتين السلاح للمعارضة ايضا.
لكن لم ترد اي انباء مؤكدة عن وصول شحنات سلاح إلى سورية من انصار المعارضة المترددين في الغرب.
وقال بيان نشره الاخوان على موقع تويتر على الانترنت ‘نشعر بالخذلان وخيبة الأمل من تراجع الموقف الأمريكي والأوروبي فيما يتعلق بتسليح الجيش الحر وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته.’
وتطالب المعارضة المسلحة بالمزيد من الاسلحة المتطورة منذ ان بدأت قوات الاسد هجوما جديدا في وسط سورية بمساعدة مقاتلين من حزب الله اللبناني.
وتهاجم قوات الاسد بضراوة مدينة حمص في وسط سورية وحاصرت معاقل للمعارضة قريبة من العاصمة دمشق.
وما زالت القوى الغربية مترددة في ارسال الاسلحة للمعارضة وهو ما يرجع جزئيا إلى الانقسام في صفوف الائتلاف الوطني السوري المعارض في الخارج. ومضت اشهر قبل ان يتوصل الائتلاف إلى توافق بين اعضائه على رئيس جديد بعد استقالة الرئيس السابق للائتلاف معاذ الخطيب. كما يخشى الغرب من تصاعد قوة الجماعات الاسلامية المتطرفة في سورية وبعضها على صلة بتنظيم القاعدة ومن الممكن تسقط الاسلحة الغربية في ايديهم.
وقال ملحم الدروبي المسؤول الرفيع في اخوان سورية انه لم يحدث اي تغيير رسمي من جانب القوى الغربية فيما يتعلق بوعود زيادة المساعدات للمعارضة.
وقال ان انتخابات الائتلاف التي اجريت السبت وانتهت بفوز الزعيم العشائري المدعوم من السعودية احمد الجربا بالرئاسة يجب ان تعطي الغرب الثقة لارسال المساعدات التي وعد بها.
وقال الدروبي لرويترز عبر الهاتف من مؤتمر الائتلاف في اسطنبول ان المساعدات الاجنبية للمعارضة ما زالت حتى الان ضئيلة ولا يمكنها تحقيق تغيير على الارض.
واضاف ان الغرب رحب رسميا بالرئيس الجديد للائتلاف وان عليه الان ان يتخذ الخطوات العملية المطلوبة.
وبدأت واشنطن في اعتبار تسليح المعارضة امرا ضروريا بعد ان بدأت قوات الاسد وقوات حزب الله عمليات يبدو انها تستهدف تأمين حزام من الارض بين العاصمة ومعقله على ساحل البحر المتوسط. ويؤدي نجاح هذه التحركات إلى عزل شمال سوريا عن جنوبها حيث تسيطر المعارضة على مناطق واسعة.
ووصف قرار تقديم الدعم العسكري بأنه محاولة للحفاظ على ‘توازن القوة’ تعتبره الولايات المتحدة ضروريا لاحياء اي مفاوضات سلمية مع الاسد الذي تدعمه ايران وروسيا.
ومن المتوقع ان ترسل السعودية وقطر اغلب المساعدات. وقال مسؤولون خليجيون ان السعودية امدت المعارضة السورية المسلحة بشحنات قليلة من الصواريخ ارض-جو المحمولة كتفا لكن المعارضة تقول ان الامدادات ما زالت غير كافية لتحويل مسار المعركة.
وعلى صعيد المشهد المصري يقول مقاتلون إسلاميون من المعارضة السورية إن سقوط الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين أثبت أن الدول الغربية التي تدعو إلى الديمقراطية لن تقبلهم ابدا وأكد وجهة نظر المتشددين بأن السيطرة على السلطة عن طريق العنف هو ملاذهم الوحيد.
وشهدت الساحة السورية في الآونة الأخيرة صعودا للجماعات الإسلامية الراديكالية التي يرتبط بعضها بالقاعدة في الصراع الذي بدأ قبل عامين مع تجاوز عدد القتلى 100 الف قتيل.
ورحب الرئيس السوري بشار الاسد بسقوط مرسي باعتباره ضربة رمزية للمعارضة التي يهيمن عليها الإسلاميون لكن من المرجح الا يكون لهذا اثر يذكر على ارض المعركة التي تحقق فيها قواته مكاسب بالفعل وذلك نظرا لدور جماعة الاخوان المسلمين المحدود في القتال الذي طالما طغى عليه دور المتشددين.
وقال بيان لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام جناح القاعدة بالمنطقة في اليوم الذي سقط فيه مرسي ‘لقد علمت الدولة الاسلامية أن الحق لا يسترد الا بالقوة فاختارت صناديق الذخيرة لا صناديق الاقتراع.. وإن رفع الظلم والتغيير لا يكون الا بالسيف فأصرت على التفاوض في الخنادق لا في الفنادق. فهجرت اضواء المؤتمرات’ في إشارة فيما يبدو الى اجتماعات الائتلاف الوطني السوري المعارض المدعومة من الغرب ودول الخليج التي عقدت في اسطنبول هذا الاسبوع. وتلقت جماعة الاخوان المسلمين في سورية التي هيمنت على التمثيل السياسي للمعارضة في الخارج منذ بدايته ضربة هي الاخرى. فللمرة الأولى انتخب زعيم لا ينتمي إليها لكن هذا كان متوقعا حتى قبل سقوط حكومة مرسي في القاهرة.
وأبهجت إطاحة الجيش المصري بمرسي بعد تظاهر الملايين احتجاجا عليه الجماعات المؤيدة للأسد الذي وصف ما حدث بأنه ‘سقوط ما يسمى الاسلام السياسي’. وكان والده الرئيس الراحل حافظ الاسد أخمد انتفاضة عنيفة لجماعة الاخوان المسلمين السورية في مدينة حماة في الثمانينات وقتل في هذه العملية الألوف وسويت اجزاء من المدينة بالأرض.
ومنذ ذلك الحين انتهى وجود الجماعة داخل سورية تقريبا وباتت حركة تعمل من الخارج.
ولكن حتى النشطاء السوريين الداعين للديمقراطية يقولون إن سقوط مرسي قوض ثقتهم في الحركات المناهضة للحكام الاستبداديين مثل الاسد والرئيس المصري الأسبق حسني مبارك والتي يدعمها الغرب ودول الخليج.
وقال طارق وهو ناشط مقيم في حلب متحدثا من خلال برنامج سكايب على الانترنت ‘يبدو أن الجيوش في النظم الديمقراطية تستطيع الإطاحة بالرؤساء الذين تنتخبهم أغلبية؟ هذا مؤشر سيء للثورات.’
وسيكون تأثير سقوط الاخوان المسلمين على النشطاء في سورية نفسيا اكثر منه استراتيجيا. ويقول نشطاء إن فرع الجماعة في سورية يتعلم بالفعل من أخطاء الحركة الإقليمية وبدأ التفاوض لإقامة علاقة جديدة مع القوى الإقليمية المعارضة للاخوان مثل السعودية.
لكن آخرين يقولون إن مقاتلي المعارضة ربما يتلقون ضربة أقوى من التي يتوقعونها. وقال ناشط طلب عدم نشر اسمه إن هذا يمكن أن يضر بتدفق المال والسلاح من ليبيا وكذلك من مصر حيث أيد الرئيس السابق المنتمي للاخوان الجهاد ضد الاسد في سورية.
وقال الناشط ‘مصر كانت معبرا لبعض تلك الإمدادات وبعد أن أصبح الجيش المصري في السلطة الآن فقد يتوقف هذا. وستنشغل بعض الجماعات الإسلامية التي كانت تمدنا بالدعم بشؤونها على الأرجح.’ ويقول جوشوا لانديس وهو محلل متخصص في الشأن السوري مقيم بالولايات المتحدة إنه اذا أضعف سقوط مرسي جماعة الاخوان في سورية فسيحرم المعارضة من القوة المؤسسية المنظمة الوحيدة بها.
وأضاف ‘أيا كان رأينا في جماعة الاخوان المسلمين فقد كانت الجماعة الوحيدة المنظمة التي لها هيكل. اذا ضعفت فلن يتبقى الا هذه الجماعات الإسلامية المتطرفة الصغيرة على الارض والتي لا تستطيع كسب دعم السوريين السنة من الطبقة المتوسطة.’
وقد هيمنت جماعة الاخوان المسلمين في سورية على مفاوضات الائتلاف الوطني المعارض مع القوى الخارجية للحصول على مساعدات عسكرية ومالية لمقاتلي المعارضة لكن لم يكن لها قط حضور قوي على الارض. وتدير مجموعة متنوعة من الوحدات التي يغلب عليها الإسلاميون الى جانب منشقين عن الجيش الشؤون اليومية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
واحتفت احزاب وجماعات علمانية كانت موالية للحكام الاستبداديين الذين أسقطتهم انتفاضات الربيع العربي بالمنطقة بما اعتبروه ضربة للإسلاميين الذين تولوا الحكم في بعض تلك الدول مثل مصر وتونس. لكن الجماعات الراديكالية التي تقاتل في دول لم تكتمل ثوراتها مثل سورية تقول إن النتيجة النهائية ستكون العكس تماما.
وقال مقاتل من المعارضة يدعى ابو نضال وينتمي لكتائب المصطفى في دمشق ‘سواء أكنا ندعم جماعة الاخوان المسلمين في سوريا ام لا فقد تقبل كثير من المقاتلين الإسلاميين أن علينا العمل في إطار دولة مدنية. الآن بات واضحا أن القوى العالمية وحلفاءها في المنطقة يستهدفون الإسلام في المقام الأول.’
وأضاف ‘الآن الإسلاميون يرفضون أي مزيد من الألاعيب السياسية التي يمارسها المجتمع الدولي.’
ومع اكتساب قوات الاسد قوة دفع في قتالها ومواصلتها قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالطيران والمدفعية أدار كثير من قادة المعارضة المحليين ظهورهم بالفعل للمعارضة في الخارج.
ويشعرون بخيبة الأمل لعدم قدرة قيادتهم السياسية في الخارج على تكوين جبهة موحدة تقنع القوى الخارجية بإمداد المعارضة بمزيد من الدعم العسكري والمالي.
وقال لانديس المحلل المتخصص في الشأن السوري ‘الاخوان المسلمون او بالأحرى كل هؤلاء الأشخاص يخرجون من الحسبان باطراد’.
مقاطع فيديو على الانترنت تظهر أسلحة من الخارج مع المعارضة السورية
واشنطن ـ رويترز: من بلدته ليستر في بريطانيا يتجول اليوت هيجينز – الذي كان يعمل سابقا في مجال إدارة الأعمال – يوميا بين مئات من مقاطع فيديو على الانترنت تتعلق بالحرب الأهلية السورية.
بدأ بحثه حين تم تسريحه من عمله اواخر العام الماضي بحيث أصبح خبيرا علم نفسه بنفسه في مجال أسلحة الصراع الذي يعتبر اطلاع من هم خارجه عليه شبه مستحيل حيث تشكل جماعات معارضة متباينة بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة خطوط الإمداد الخاصة بها.
وقال هيجينز (34 عاما) في مقابلة بالهاتف ‘أثار الأمر اهتمامي ولم يكن هناك من يقوم بهذا فيما يبدو.’
في الاشهر القليلة الماضية لاحظ أن مقاتلي المعارضة بدأوا يتلقون أسلحة صينية وكرواتية ومعدات اجنبية اخرى اكثر تطورا أبرزها اسلحة مضادة للدبابات والطائرات سعوا الى الحصول عليها منذ فترة طويلة.
وتوصل خبراء تقليديون اطلع كثير منهم على مدونة هيجينز على الانترنت الى نفس الاستنتاج لكنهم يقولون إن الإمدادات ليست كبيرة بما يكفي لتغيير دفة معارك مسلحي المعارضة ضد قوات الرئيس السوري بشار الاسد المزودة بأسلحة ثقيلة.
وقال هيجينز الذي يكتب في مدونته تحت الاسم المستعار براون موزيس ‘ما نراه الآن أسلحة لا يمكن الحصول عليها من مخزونات الحكومة او يمكن ان تشترى من المنطقة.’ وأضاف ‘يجب أن تكون قد نقلت بطائرات وتم إرسالها عبر الحدود من الأردن وتركيا.’
ويعتقد كثيرون أن السعودية وقطر هما جهتا الشراء الرئيسية.
وبات في حكم المستحيل التحقق من صدقية مقاطع الفيديو الخاصة بمقاتلي المعارضة التي تكون رديئة الجودة وتحتوي على علامات قليلة على شن ضربات على أهداف حقيقية لكن القتال دمر بلدات ومدنا وقتل اكثر من 100 الف شخص وأجبر الملايين على الفرار.
وتهدف بعض مقاطع الفيديو فيما يبدو الى استعراض الأسلحة الجديدة خاصة أحدث الأنواع التي وصلت مثل الصاروخ (إتش جيه-8) صيني الصنع الذي يوجه لاسلكيا. وقبل الإطلاق يجلس مقاتلو المعارضة القرفصاء في هدوء خلف اكوام من الأنقاض او الاشجار او المباني مرددين شعارات دينية.
وهذا هو أكثر سلاح مضاد للدبابات تطورا يحصل عليه مقاتلو المعارضة حتى الآن وهو قادر على اختراق ‘الدروع التفاعلية’ الحديثة التي تستطيع صد الصواريخ الاقدم والأصغر وإن كان بعض مقاتلي المعارضة اشتكوا من أنها لا ترقى الى توقعاتهم.
وساعدت انظمة الدفاع الجوي المحمولة (إف.إن 6 – مانباد) صينية الصنع مقاتلي المعارضة على تحسين وضعهم في القتال وأظهر مقطع فيديو احد هذه الانظمة وهي تسقط فيما يبدو طائرة هليكوبتر حربية روسية الصنع.
وأدى إعلان البيت الابيض استخدام قوات الاسد اسلحة كيماوية الى زيادة في ‘الدعم العسكري’ الذي لم يتم تحديد ملامحه بدقة خلال الاسبوعين التاليين لهذا الإعلان ورفض مسؤولون امريكيون التعليق على ما اذا كانت واشنطن نفسها قد أمدتهم بالأسلحة.
غير أنه ما من شك في أن الولايات المتحدة مشاركة عن كثب في إمداد المقاتلين بالأسلحة من دول أخرى.
ولم يشكك مصدر بقطاع الأمن القومي الامريكي طلب عدم نشر اسمه في أن قطر ربما توفر قاذفات صواريخ لكنه قال إن هذا مثار قلق لواشنطن.
ومن الممكن استخدام هذه الاسلحة ايضا ضد طائرات ركاب او طائرات هليكوبتر او طائرات عسكرية.
وليس واضحا مصدر هذه الاسلحة على وجه الدقة. وفي ظل استمرار رفض بكين تغيير النظام السوري بدعم خارجي فإن كثيرين لا يعتقدون أن قطر يمكن أن تكون قد اشترت من الصين مباشرة.
ويقول هيجينز ‘لابد أنها تشترى من طرف ثالث ربما طرف لم يحافظ على الاسلحة في حالة جيدة.’
وأضاف أنه استنادا الى مقاطع الفيديو فإن معظم الاسلحة صينية الصنع تذهب مباشرة الى الجماعات الاسلامية.
في الوقت نفسه فإن من المعتقد أن الاسلحة سوفيتية الطراز المصنوعة في كرواتيا توفرها السعودية وهي لا تصل تقريبا الا الى أيدي الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب.
ومن بين هذه الاسلحة قاذفات الصواريخ متعددة الفوهات وصواريخ (آر.بي.جي – 6) و(إم.79) و(إم. 60) المضادة للدبابات وصواريخ (آر.بي جي – 22) القادرة على اختراق كتل من الخرسانة المسلحة يتجاوز سمكها المتر.
ويتفق هذا مع آراء محللين آخرين على الرغم من أن مسؤولين قطريين كانوا قد صرحوا بأنه تم تشديد القيود على شحنات الأسلحة.
وقال بلال صعب مدير ورئيس قسم الابحاث في معهد التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج ‘بعد كل الانتقادات التي وجهت لهم يتوخى السعوديون الحذر الشديد بشأن الجهات التي يرسلون لها الاسلحة.’
وأضاف ‘القطريون أقل حذرا. يسلحون من يريدون تسليحه ايا كان.’
وفي الشهر الماضي قالت مصادر خليجية لرويترز إن السعودية تتطلع الى شراء أسلحة فرنسية لإرسالها الى مقاتلي المعارضة.
لكن محللين يقولون إنه لا توجد مؤشرات تذكر على وصولها الى ساحة المعركة وإن كانت أسلحة فرنسية من الصراع في ليبيا خاصة قاذفات الصواريخ بدأت تظهر.
وحتى قبل الحرب كانت سورية زاخرة بالأسلحة.
ويقدر موقع جان بوليسي دوت اورج على الانترنت ومقره جامعة سيدني من خلال استخدام بيانات مستقاة من مصادر مختلفة أن قوات الجيش والشرطة السورية كان لديها اكثر من مليوني قطعة سلاح فيما يقدر أن هناك نحو 735 الف قطعة سلاح يرجح أن أغلبها بنادق كلاشنيكوف في أيدي اشخاص خارج اجهزة الأمن.
ومن الواضح أن المهربين المحليين مارسوا نشاطهم بكثافة. وأظهرت دراسة لمؤسسة (سمول ارمز سيرفاي) نشرت الاسبوع الماضي أن اسعار البنادق والذخيرة ارتفعت بما بين 60 و80 في المئة في لبنان بين فبراير شباط وايلول (سبتمبر) العام الماضي وأرجعت السبب في هذه الزيادة الى زيادة الطلب عليها في سورية.
وزيادة الطلب على الأسلحة على مستوى المنطقة لإرسالها الى سوريا سر علني وهي فرصة ذهبية لتجارة رابحة.
وقال عبد الباسط هارون وهو تاجر سلاح ليبي لرويترز الشهر الماضي ‘يعلمون أننا نرسل أسلحة الى سورية’ فيما كان يستعرض مخزنا مليئا بالأسلحة والذخائر في إنتظار إرسالها. وأضاف ‘الكل يعلمون.’
اما بالنسبة لهيجينز المدون البريطاني فإن تعقب هذه التجارة تعدى كونه هواية. ويزور موقعه الآن ما بين الفين واربعة آلاف مستخدم في اليوم وبالتالي فإنه جمع من المال ما يكفي ليجعل الموقع محور تركيزه على الاقل حتى نهاية العام.
كما بدأ يسدي المشورة لنشطاء حريصين على تعقب حركة الاسلحة في مناطق صراع حالية وسابقة.
وقال هيجينز ‘حين تكون هنا لا تشعر بمدى أهمية الأمر… ثم تخرج وتقابل الناس وترى ماذا يعني بالنسبة لهم’.
بعد انتخابه أحمد عاصي الجربا رئيسًا: الائتلاف السوري المعارض أمام عقدة هيتو
بهية مارديني
شكل استمرار رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو عقدة جديدة أمام الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة الذي يستمر في اجتماعاته اليوم في اسطنبول رغم أنه أنهى جولات انتخاب رئيس الائتلاف أمس.
لم يكتمل حتى ظهر اليوم نصاب اجتماع الائتلاف لأن كتلة مصطفى الصباغ الأمين العام السابق للائتلاف ومنافس الرئاسة هددت بمقاطعته وباستقالات جماعية على خلفية طرح موضوع سحب الثقة عن هيتو وعقدت اجتماعات جانبية .
وأسفرت هذه الاجتماعات في كتلة الصباغ الى تشكيل ما سمي كتلة القرار المستقل اليوم، وتألفت من 30 عضواً، ولوحظ فيها أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، وليس جميع مَن في الائتلاف الوطني، ومن أهدافها” تفعيل الائتلاف بكافة مستوياته العمودية والأفقية والتوجه إلى الداخل وخدمته”.
وأعلنت الكتلة “ضبط وتفعيل التعامل مع الأركان بالتعاون مع الممثلين من هيئة الأركان ضمن الائتلاف وأيضاً قوى الحراك الثوري، والانطلاق من الالتزام بأهداف الثورة واستقلالية القرار الوطني في أية خطوة وقرار يلتزم به الائتلاف”.
ووقع على بيان الكتلة “أحمد أبو الخير شكري، أحمد عوض، أنس عيروط، جلال الدين خانجي، جواد أبو حطب، حسين العبدالله، الدكتور خالد خوجة، خالد مثبوت، داوود آل سليمان، رياض الحسن، زياد حسن، زياد غسان، سليم الخطيب، سليمان الحراكي، صفوان جندلي، عبد الإله فهد، عبد الكريم بكار، عبد الملك كاخيا، عبدو حسام الدين، عدنان رحمون، فيصل الشامي، محمد خير الوزير، محمد عبد السلام السيد، محمد قداح، محمد الملا، مصطفى صباغ، مصطفى نواف العلي، نجيب غضبان، نزار الحراكي، نصر الحريري”.
واستقال اليوم حسين السيد عضو الائتلاف بسبب ما يجري في كواليس الائتلاف، فيما يهدد آخرون بالانسحاب على خلفية ما يحدث في حمص، وكان الائتلاف قد خسر عضوين من أعضائه الـ 114 عضواً بعد التوسعة وقبل التئام اجتماعاته الاخيرة حيث انسحب النجم المعارض جمال سليمان والمحامي ياسر سليم.
طعمة ابرز المرشحين للخلافة
وكان من المفروض أن يعقد الائتلاف اجتماعًا لاختيار رئيس جديد للحكومة الموقتة، خلفًا لهيتو المختلف عليه، والذي تم تشكيل حكومته من التكنوقراط. علمًا أن أبرز المرشحين لخلافة هيتو في رئاسة الحكومة الدكتور أحمد طعمة.
وانتخب الائتلاف الوطني السوري أحمد عاصي الجربا رئيسًا له خلفًا لأحمد معاذ الخطيب الرئيس المستقيل الذي لم يحضر الاجتماعات بالاضافة الى رياض سيف و توفيق دنيا.
وتردد أن الخطيب لم يصوت لأحد، وكانت الورقة التي قدمها وكيله إلى الائتلاف بيضاء، فيما صوت عبر “سكايب” رياض سيف الموجود في الولايات المتحدة الاميركية للعلاج وتوفيق دنيا الموجود في كندا.
وكتب الخطيب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” إلى الأخوة والإخوات الكرام “مازلت في مصر، ولم أشارك في أية اجتماعات في اسطنبول، ولست راضياً عما يجري هناك ..”.
كما انتخب الائتلاف ثلاثة نواب للرئيس هم سهير الاتاسي ومحمد فاروق طيفور وسالم مسلط، وانتخب بدر جاموس أمينًا عامًا للائتلاف وبدر جاموس من التيار الوطني السوري الذي يقوده عماد رشيد.
وفي الدورة الثانية للاقتراع التي جرت في اليوم الثالث من اجتماعات الائتلاف في اسطنبول، حصل الجربا، على 55 صوتًا مقابل 52 لمصطفى الصباغ .
ويخلف الجربا بذلك الخطيب الذي استقال في اذار(مارس) الماضي احتجاجًا على الموقف الدولي من النزاع السوري.
حمص تمنع الخطاب
وقال المتحدث باسم الائتلاف أمس إنه “بسبب خطورة الوضع في حمص لن يلقي الرئيس الجديد المنتخب خطابًا، وسيكون له موقف خلال الايام القليلة المقبلة”.
وتأخر انتخاب رئيس جديد للائتلاف حيث كان من المفترض أن يكون في اواخر ايار (مايو) إلا أن هذا الموعد تأجل وسط خلافات ظهرت على العلن بين اعضاء الائتلاف، فيما لم ترشح أية اخبار عن الحكومة الموقتة او الانتقالية ومصير رئيسها غسان هيتو، والتي كانت سببًا من أسباب الخلافات.
وقال المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والتغيير، إن الهيئة العامة للائتلاف صدقت على “تعديل النظام الأساسي للائتلاف بالشكل الذي يحدد صلاحيات الرئيس والأمين العام ونواب الرئيس الثلاثة والهيئة السياسية” دون أن يكشف أية تفاصيل عن التعديل .
ولكن بحسب ما جرى في الاجتماعات يبدو أن التعديل يمس صلاحيات الامين العام للائتلاف ليكتسبها الرئيس في التعديل الجديد، كما أن رئيس الائتلاف يمكنه بموجب هذا التعديل إكمال فترة رئاسته ستة أشهر أخرى في حال نجاحه توافقيًا أو عبر الانتخابات .
عضو الائتلاف الوطني كمال اللبواني أعلن “فك ارتباطه” بالكتلة الديمقراطية، ليبقى عضوًا في الائتلاف.
اللبواني قال إنه لم يعد ينتمي إلى الكتلة الديمقراطية التي يترأسها ميشيل كيلو، إلا أنه باقٍ في الائتلاف باعتباره شخصية وطنية فحسب.
وأكد لـ”ايلاف” سأكون متحررًا” من أي حرج في استخدام حقي في النقد والتصويب حتى بعد أن فاز صديقي الاستاذ احمد العاصي، وهذه شخصيتي وما تعلمته من سنوات نضالي فأنا لا أجيد لغة المديح ولا أرى الحسنات كثيراً، بل عيني تذهب فورًا نحو الخطأ، ولكي اكون اقرب لكل كتل الائتلاف واسمع جيداً منهم عن صديقي الذي اريد بهذه الطريقة أن اصدقه”
واعتبر أنه “لم تكن تجربة الالتزام بكتلة تجربة ناجحة ولا أرى انني مع طرحهم السياسي في نفس الطريقة ولم انسجم مع نمط المعايير الممارسة”، موضحًا “لذلك ولكوني متمرداً ومنتقدًا وسريع الاستجابة وسريع القرار لا استطيع أن اكون الا مستقلاً وهو ما يريح ضميري ايضًا”.
السيرة الذاتية مطلوبة
وفيما قرر المجلس المحلي لمحافظة حمص تعليق عضويته في الائتلاف إلى”حين اتخاذ الائتلاف لإجراءات جدية لمساعدة مدينة حمص على مواجهة الحملة الوحشية التي يشنها النظام على المدينة، وجرائم الابادة الجماعية التي يرتكبها بحق المدنيين العزل فيها”، طالب الدكتور وليد البني عضو الائتلاف الوطني المعارض تقديم سيرة ذاتية عن تاريخ الاعضاء السياسي منعاً للتجني أو استسهال الادعاء بالسلب أم الايجاب على كل اعضاء الائتلاف الوطني.
وأضاف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ” فايسبوك” أنه لا بد أن تشمل السيرة “علاقاتهم مع النظام ولاء أو معارضة، علماً أن الثورة قد تجب ما قبلها، ولكن لابد من قول الحقائق منعًا للتجني أو استسهال التزوير “.
وأكد أنه” لم يعد ممكن اخفاء شيء ولا تلفيق شيء. السوريون عيونهم مفتوحة ويراقبون الجميع وسيكتشفون كل شيء”.
زعيم المستوطنين في الجولان: الوضع في سوريا يسقط مطلب الانسحاب لسنين طويلة
قال إن هناك 23 ألف مستوطن الآن وينبغي مضاعفة عددهم فورا
تل أبيب: «الشرق الأوسط»
أعلن زعيم المستوطنين اليهود في هضبة الجولان السورية المحتلة، سامي بار ليف، أن تدهور الأوضاع في سوريا، يسقط عن أجندة البحث ولسنين طويلة فكرة الانسحاب من الجولان بدعوى السلام.
وقال بار ليف، الذي كان يتحدث في حفل وداع لمنصبه كرئيس بلدية في مستوطنة «كتسرين»، إن هذا هو أفضل وقت لمضاعفة عدد المستوطنين اليهود في مستعمرات الجولان. وأضاف: «لدينا الآن 23 ألف مستوطن يهودي، يقيمون أضخم مشروع تطويري في أجمل المناطق في حوض البحر المتوسط، وينبغي العمل في هذه الأيام على مضاعفة عددهم».
المعروف أن بار ليف استوطن في الجولان منذ سنة 1968، أي بعد احتلاله بسنة واحدة فقط. وكان من بين مقيمي أول المستوطنات هناك، التي يبلغ عددها 21 مستوطنة يسكنها 15 ألفا، ومستوطنة «كتسرين» التي تضم 8 آلاف مستوطن. ويعتبر الأب الروحي للمشروع الاستيطاني في الجولان، إلا أنه قرر ترك منصبه لبلوغه سن الـ70. وقال إن «السوريين منشغلون في حروبهم الداخلية، التي تنهك قوى جيش النظام، وكذلك جيوش المعارضة. وحتى عندما تضع الحرب أوزارها، فسوف يحتاج السوريون إلى سنين طويلة وموارد كثيرة من أجل إعادة ترميم ما دمرته هذه الحرب. ولن يكون لديهم وقت للاهتمام بالجولان وأراضيه». وأضاف: «هذا هو الوقت إذن، لكل من يتمسك بالجذور من الإسرائيليين وكل من يؤمن بعودة الشعب اليهودي على وطنه من هجرة دامت نحو 2000 سنة».
وأعلن بار ليف أن الحكومة رصدت عدة مشاريع لتعزيز الاستيطان في الجولان، من خلال إقرار سلسلة تسهيلات وهبات في قروض السكن وفي أموال الدعم لتشجيع الصناعة والسياحة في المكان. ودعا من سيأتي بعده إلى تكريس جل اهتمامه لتوسيع الاستيطان.
وكانت هضبة الجولان احتلت في عام 1967، وشهدت مقاومة عسكرية من سكانها العرب الدروز طيلة سنوات، وهم الذين يعيشون في خمس قرى (مجدل شمس وبقعاثا وعين قنيا ومسعدة والغجر). ثم حررتها القوات السورية في حرب أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1973، لكنها تراجعت من جديد وعادت القوات الإسرائيلية لتحتلها. وتوجد اليوم قوات لحفظ وقف النار، مهمتها أن تمنع الإسرائيليين والسوريين من العودة إلى القتال. وفي سنة 1981، سن الكنيست الإسرائيلي قانونا بضم الجولان إلى إسرائيل بشكل رسمي، فأعلن السكان الدروز الإضراب العام والعصيان المدني طيلة ستة شهور. وتمردوا على قرار الضم، ورفضوا الحصول على بطاقة هوية إسرائيلية وفرضوا الحرمان الديني والاجتماعي على من يحمل الهوية.
وتبلغ مساحة الأرض التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي اليوم 60 في المائة من مساحة الجولان. وتقوم قواته بإجراء سلسلة تدريبات في الآونة الأخيرة، كما بنى نموذجين، لقرية سوريا وأخرى لبنانية، وتدرب على احتلالهما مستخدما القوات الراجلة والطيران. وكان آخر هذه التدريبات، فقط في الأسبوع الماضي، بإشراف مباشر من رئيس الأركان، بيني غانتس.
قوات الأسد تواصل قصف حي الخالدية تمهيدا لإحكام سيطرتها على أحياء حمص القديمة
مقتل العشرات من عناصر الجيش النظامي إثر هجوم لـ «الحر» في حلب
بيروت: ليال أبو رحال
واصلت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لليوم التاسع على التوالي أمس، محاولتها إحكام سيطرتها الكاملة على أحياء حمص القديمة، في محاولة لإعادة سيطرتها على طريق استراتيجية تربط العاصمة دمشق بالساحل السوري على البحر الأبيض المتوسط غربا. ومن شأن أي تقدم تحرزه القوات النظامية باتجاه أحياء حمص القديمة المحاصرة منذ نحو عام، أن يجعل محافظة حمص الاستراتيجية بقبضة النظام السوري بشكل شبه كامل.
ويأتي تكثيف النظام لمحاولاته اقتحام حي الخالدية، وهو المدخل إلى أحياء حمص القديمة، وتقدمه أمس في الجهة الجنوبية للحي، غداة مطالبة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية «المجتمع الدولي بممارسة واجباته لحماية الشعب السوري من استخدام نظام الأسد جميع الأسلحة ضده، بما فيها السلاح الكيميائي بأسلوب استراتيجي وممنهج». وذكر «جميع الدول التي تعهدت برد قوي وجدي على النظام بالتزاماتها»، مشددا على «ضرورة الإسراع في اتخاذ كل الخطوات الممكنة لحماية المدنيين في حمص وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذهم».
وجدد الائتلاف أمس تحذيرا أطلقه قبل أيام، من لجوء نظام الأسد إلى «استخدام الأسلحة الكيميائية، بعد أن أطلقت قوات النظام مدعومة بعناصر من ميليشيا حزب الله قبل يومين مئات الصواريخ، وشنت على المدينة قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة». وأشار الائتلاف إلى «تسجيلات مصورة نشرها ناشطون من داخل المدينة تظهر قيام القوات النظامية بقصف حي الخالدية باستخدام أنواع جديدة من القذائف الكيميائية، والعناصر الحارقة».
وكان المجلس المحلي لمحافظة حمص قد أعلن قبل يومين تعليق عضويته في الائتلاف الوطني السوري إلى حين اتخاذ الائتلاف «لإجراءات جدية لمساعدة مدينة حمص على مواجهة الحملة الوحشية التي يشنها النظام على المدينة، وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق المدنيين العزل فيه».
وواصلت القوات النظامية أمس، مدعومة بعشرات من عناصر حزب الله اللبناني، قصفها العنيف على أحياء حمص المحاصرة، بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة. وتركز القصف بشكل خاص على حيي الخالدية والحميدية ومسجد خالد بن الوليد، لافتا إلى أن نحو 70 في المائة من حي الخالدية بات مدمرا.
ونقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن ناشط في المدينة قوله إن «مقاتلي الجيش الحر في حي الخالدية وزعوا أحزمة ناسفة على كافة الجبهات تحسبا لاقتحام محتمل للقوات النظامية»، وأكد أنه «لم يعد لدى مقاتلي المعارضة ما يخسرونه، وستدخل قوات النظام على أجسادهم».
ومنذ شهر يناير (كانون الثاني) 2012 بدأ القصف على مدينة حمص، ثالث أكبر المدن السورية، مع معركة حي بابا عمرو الشهيرة، التي انتهت بدخول قوات النظام الحي وبعض محيطه في شهر فبراير (شباط) من العام نفسه. وفر منها آلاف السكان. وفي حين نزحت غالبية العائلات المقيمة في المدينة على مراحل، على خلفية الحصار الخانق المفروض عليها، لا يزال يوجد قرابة 400 عائلة في أحياء حمص القديمة، بينهم 100 عائلة مسيحية، بحسب المعارضة السورية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «أحياء حمص القديمة تعاني من مستوى كبير من الدمار»، مشيرا إلى أن «تدمير حمص المحاصرة يتم بشكل ممنهج. هناك قصف مستمر عليها منذ أكثر من عام، وكل ذلك بهدف دفع السكان والثوار إلى الهرب». ولفت إلى أن «الدمار طال كل شيء: المنازل والمحال والمواقع الأثرية في كل المدن السورية، إلا أن حمص تعاني من أكبر نسبة من الدمار ومنذ مدة طويلة، لا.. بل الأطول بالمقارنة مع المناطق الأخرى».
وفي العاصمة دمشق، جددت القوات النظامية قصفها على حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الحربي نفذ ثلاث غارات على مناطق في حي جوبر، بينما أفادت لجان التنسيق بوجود قصف عنيف بقذائف المدفعية استهدف حي القابون.
وفي ريف دمشق، شنت الطائرات الحربية النظامية غارات على مدينة دوما. وقال الناشط محمد السعيد إن الأحياء السكنية في المدينة تعرضت لثلاث غارات متتالية من طائرات «ميغ»، موضحا أن «هذه الأحياء تغص بالسكان المدنيين، وهي ذات كثافة عالية، لا سيما في شارع تيسير طه».
وأفادت لجان التنسيق بأن الطائرات الحربية شنت عدة غارات جوية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين عناصر «الجيش الحر» وقوات النظام على أطراف منطقة السيدة زينب.
وفي حلب، استهدف عناصر «الجيش الحر» مقرا للقوات النظامية في أحياء حلب القديمة، ما أدى، وفق لجان التنسيق، إلى مقتل نحو 50 عنصرا نظاميا. من ناحيته، أشار المرصد السوري إلى اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط مدرسة الحكمة، في حين استهدفت الكتائب المقاتلة تمركزات للقوات النظامية في بلدتي نبل والزهراء، بقذائف الهاون والمدفعية والرشاشات الثقيلة، وسط اشتباكات بين الكتائب المقاتلة من طرف، والقوات النظامية ومسلحي اللجان الشعبية الموالية للنظام من طرف آخر، عند أطراف البلدتين.
وفي غضون ذلك، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» أمس بسقوط قذائف على سجن حلب المركزي، مما أدى إلى مقتل ستة سجناء. وأفاد المرصد السوري بأن الهجوم وقع في وقت متأخر من مساء الجمعة، وأنه لم يكن واضحا مصدر تلك القذائف.
وفي إدلب، أعلن قائد كتيبة مقاتلة في «لواء حمزة أسد الله»، مقتل العشرات في بلدة الدانا بريف إدلب على يد مقاتلين من كتائب «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، التي تسيطر على البلدة، بحسب ما أفاد به المرصد السوري، وأفاد بـ«ذبح قائد لواء حمزة أسد الله وشقيقه على يد عناصر الدولة الإسلامية».
وكانت اشتباكات قد وقعت في بلدة الدانا، بين الكتائب المقاتلة ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام، قبل يومين، إثر قيام أحد عناصر الدولة الإسلامية بإطلاق النار فوق رؤوس المتظاهرين، ما أدى لنشوب اشتباك بين الطرفين، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى وأسرى من الطرفين.
وفي الحسكة، نفذ الطيران الحربي غارتين على وسط بلدة تل حميس، فيما تعرضت منطقة خراب عسكر لقصف من القوات النظامية.
قصف على حمص ومعارك بحي الخالدية
شهدت مدينة حمص لليوم العاشر على التوالي قصفا مركزا من قبل قوات النظام السوري شمل أغلب أحيائها المحاصرة، في وقت تجددت المواجهات المسلحة بين عناصر الجيش الحر وعناصر الأمن مدعومة بقوات من حزب الله اللبناني على أطراف حي الخالدية.
وقال ناشطون سوريون إن حيي الخالدية وباب السباع تعرضا لقصف عنيف استخدمت خلالها قوات النظام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ونشوب حرائق في بعض المنازل.
يأتي ذلك في وقت تجددت فيه المواجهات المسلحة بين عناصر الجيش الحر وعناصر الأمن مدعومة بقوات من حزب الله على أطراف حي الخالدية، مما أسفر عن تدمير أجزاء من جامع خالد بن الوليد.
وبثت تنسيقية حي الخالدية شريط فيديو على موقع يوتيوب -وفق وكالة الأنباء الفرنسية- تسمع فيه بوضوح أصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات بالقرب من مسجد خالد بن الوليد. ويظهر الشريط أيضا دمارا هائلا وأرضا مهجورة، مع دخان يتصاعد من كل مكان بعد كل انفجار.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “الاشتباكات العنيفة” مستمرة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية ومسلحين تابعين لها عند أطراف حي الخالدية، وأشار إلى ورود أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين.
وقال الناشط الإعلامي أبو بلال الحمصي لوكالة الأنباء الفرنسية عبر سكايب إن ما وصفها بالحملة الشرسة على حمص مستمرة لليوم العاشر، وإن القوات النظامية استطاعت أن تدخل إلى أجزاء من الخالدية بعد قصف كثيف واستخدام أسلوب “الأرض المحروقة”.
وشبه الناشط بلال ما يحدث في حمص بسيناريو مدينة القصير، مشيرا إلى أن القوات النظامية تستخدم كل الأسلحة الفتاكة من طيران وراجمات صواريخ ومدفعية وهاون ودبابات، وأن حوالي ألف قذيفة تسقط يوميا على أحياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص.
وانتقد الناشط عدم إرسال قيادة الجيش الحر أي دعم إلى حمص، وقال إن الثوار يقاتلون بسلاح خفيف. ووصف الوضع بالخطير جدا في حمص “بعد تقدم قوات النظام في حي الخالدية”، مؤكدا أن هناك 800 عائلة محاصرة في الأحياء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق إن ثلثي أحياء حمص دمرت كلياً مع تصاعد القصف الذي وُصف بالأعنف منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة.
ووفقا لوكالة رويترز فقد عرض الرئيس الجديد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا على قوات الرئيس بشار الأسد هدنة خلال شهر رمضان لوقف القتال في مدينة حمص المحاصرة.
وأدلى الجربا بهذه التصريحات في إسطنبول حيث انتخب رئيسا للائتلاف الوطني السوري خلال اجتماع عقد في مطلع الأسبوع.
رواية النظام
وعلى الجانب الآخر، ذكرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر اليوم الاثنين أن الجيش النظامي “فرض سيطرته على القسم الأكبر من حي الخالدية”.
وأضافت أنه بعد أيام من بدء عملياته العسكرية في أحياء حمص القديمة، أعلنت مصادر عسكرية في حمص وريفها أن قوات الجيش “سيطرت بعد مواجهات عنيفة مع الإرهابيين على كامل الجهة اليسارية من شارع القاهرة ابتداء من دوار القاهرة ووصولا إلى شارع الزير من الجهة الشرقية لحي الخالدية”.
ونقلت عن المصادر قولها إن وحدات الجيش “سيطرت أيضا على معظم الكتل المحيطة بمسجد خالد بن الوليد”، وأن “وحدات من الجيش واصلت تقدمها في حي باب هود”.
ونفس الخبر أكده مسؤول سوري من حمص لم يكشف اسمه، نقلت عنه وكالة أسوسيتد برس قوله إن القوات النظامية حققت تقدما بحي الخالدية، مشيرا إلى أنها تستمر في “تطهير” المكان من مقاتلي المعارضة.
يذكر أن مناطق أخرى من سوريا تشهد أيضا قصفا واشتباكات بين الثوار وقوات النظام، منها دمشق وحلب وريف إدلب.
الجربا: أسلحة متطورة للمعارضة السورية قريبا
قال الرئيس الجديد للائتلاف الوطني للمعارضة السورية، أحمد عاصي الجربا، أمس الأحد إنه يتوقع أن تصل أسلحة متطورة وفرتها السعودية إلى مقاتلي المعارضة قريباً، وأن تُحدث تغييراً في وضعهم العسكري الذي وصفه بالضعيف.
ونقلت وكالة رويترز عن الجربا، الذي تربطه علاقات وثيقة بالسعودية، في أول مقابلة تُجرى معه منذ انتخابه في إسطنبول التركية رئيساً للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يوم السبت، إن المعارضة لن تشارك في مؤتمر للسلام اقترحته الولايات المتحدة وروسيا في جنيف ما لم يصبح موقفها العسكري قوياً.
وأضاف الجربا عقب عودته من محافظة إدلب بشمال سوريا حيث التقى مع قادة ألوية مقاتلي المعارضة في منطقة جبل الزاوية، أن المشاركة في مؤتمر جنيف “في ظل هذه الأوضاع غير ممكنة، وإذا كان يتعين علينا الذهاب إلى جنيف فيجب أن نكون أقوياء على الأرض خلافاً للوضع الآن فهو ضعيف”.
وسئل عما إذا كانت الصواريخ التي تطلق من على الكتف والتي يمكن أن تحد من التفوق الكبير للرئيس بشار الأسد في الدروع، ستصل لمقاتلي المعارضة بعد أن اضطلعت السعودية بدور بارز في دعم المعارضة خلال الأسابيع الأخيرة، فأجاب قائلاً “نحن ندفع بهذا الاتجاه. وأعتقد أن الأمور الآن أحسن من ذي قبل، وأن هذه الأسلحة ستصل إلى سوريا قريباً”.
وأوضح الجربا أن أولويته كرئيس للائتلاف هي العمل على تأمين دعم ذي شقين: عسكري وإنساني، قائلاً “إننا نسعى لتوفير أسلحة متطورة ومتوسطة المدى للجيش السوري الحر وللمناطق المحررة”.
وعرض الجربا على قوات الرئيس بشار الأسد هدنة خلال شهر رمضان لوقف القتال في مدينة حمص المحاصرة، حيث يواجه مقاتلو المعارضة هجوماً برياً وجوياً شرساً من قبل قوات الجيش التي يدعمها حزب الله اللبناني ومليشيات موالية للأسد.
وكان الإخوان المسلمون في سوريا قد طالبوا الولايات المتحدة وأوروبا بإمداد المعارضة بالدعم العسكري الذي وعدتا به، بعد انتخاب الجربا رئيساً للائتلاف الوطني.
وأعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لإرسال السلاح للمعارضة السورية إضافة إلى المساعدات الإنسانية والعسكرية غير الفتاكة، لكن لم ترد أي أنباء مؤكدة عن وصول شحنات سلاح إلى سوريا من أنصار المعارضة المترددين في الغرب.
وقال بيان نشره إخوان سوريا على موقع تويتر على الإنترنت “نشعر بالخذلان وخيبة الأمل من تراجع الموقف الأميركي والأوروبي فيما يتعلق بتسليح الجيش السوري الحر، وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته”.
وما زالت القوى الغربية مترددة في إرسال الأسلحة للمعارضة، وهو ما يرجع جزئياً إلى الانقسام في صفوف الائتلاف الوطني السوري المعارض في الخارج.
تغيير كامل أعضاء القيادة القطرية للبعث في سوريا
تم إبعاد فاروق الشرع والإبقاء على الأسد كأمين قطري
دمشق – فرانس برس
أعلن حزب البعث في سوريا اليوم الاثنين اختيار قيادة قطرية جديدة لا تتضمن أيا من أعضاء القيادة السابقين، بمن فيهم نائب الرئيس فاروق الشرع، فيما بقي بشار الأسد في منصب الأمين القطري.
وأفاد الموقع الإلكتروني للحزب أن اللجنة المركزية “عقدت صباح اليوم الاثنين اجتماعاً موسعاً برئاسة السيد الرئيس بشار الأسد الأمين القطري للحزب”، تم خلاله “اختيار قيادة قطرية جديدة”.
وأورد الموقع أسماء أعضاء القيادة الجدد وبينهم رئيس الوزراء وائل الحلقي.
الجيش الحر يبدأ حملة مضادة في دمشق
استمرار القصف على حمص و464 نقطة قصف و142 نقطة اشتباك
العربية نت
وثقت لجان التنسيق المحلية سقوط 64 قتيلاً أمس الأحد 7 يوليو/تموز بينهم 7 أطفال، توزعوا على دمشق وريفها، وحلب ودرعا وحمص وإدلب وحماة ودير الزور.
كما وثقت 464 نقطة قصف بينها 38 نقطة قصفها الطيران الحربي والبقية كانت من نصيب المدفعية وراجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة، واشتبك الجيش الحر مع قوات النظام في 142 نقطة.
وسائل إعلام المعارضة لفتت إلى أن الجيش الحر بدأ حملة مضادة على قوات النظام في دمشق في وقت استهدف الطيران الحربي منطقة جوبر شرقي المدينة، بينما قصفت دبابات جيش النظام منطقة القابون شمال شرقي دمشق، فيما حاولت قوات الأسد أيضا اقتحام حي برزة شمال العاصمة.
حمص على حالها تنام وتستفيق على قصف متواصل على أحيائها القديمة، وبالأخص على الخالدية وباب هود، حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قصف قوات النظام دمر بين 70 و80% من الحيين اللذين مع ذلك بقيا حتى الآن صامدين أمام محاولات اقتحام قوات النظام المتكررة والمتتالية.
الهيئة العامة للثورة السورية أفادت عن قصف عنيف على قريتي الكبير والعطيرة بريف اللاذقية من قبل قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.
وأفادت الهيئة عن اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في حي الرصافة بدير الزور، وعن تجدد القصف المدفعي والصاروخي لقوات النظام على بلدة سحم الجولان بريف درعا الغربي.
هيتو يستقيل.. والبعث السوري يغير قيادته
دمشق – سكاي نيوز عربية
أعلن غسان هيتو المكلف بتشكيل الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة استقالته من هذا المنصب واعتذاره عن تشكيل تلك الحكومة، في الوقت الذي أعلن حزب البعث في سوريا تغيير كامل أعضاء قيادته القطرية.
وقال هيتو في بيان على صفحة الحكومة المؤقتة الرسمية على فيسبوك ” أعلن اعتذاري عن متابعة مهامي كرئيس مكلف للحكومة المؤقتة، مؤكداً على استمراري في العمل لما فيه مصلحة الثورة وتحقيق أهدافها بجميع الوسائل الممكنة.”
وأوضح هيتو أن استقالته جاءت “حرصا على المصلحة العامة للثورة السورية، وعلى توفير كل أسباب الوحدة في صفوف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وللمساهمة في الخروج من حالة الاستقطاب السياسي، وفتح المجال للقيادة الجديدة للائتلاف للقيام بمسؤلياتها وفق رؤيتها السياسية.”
يشار إلى أن موضوع تشكيل حكومة المعارضة المؤقتة واجه رفضا واسعا من عدد كبير من أعضاء الائتلاف بينهم رئيسه السابق أحمد معاذ الخطيب.
تغيير في القيادة القطرية للبعث
في هذه الأثناء، كشفت مصادر سورية مطلعة لسكاي نيوز عربية عن تغيير كامل لأعضاء القطرية لحزب البعث الحاكم في سوريا بمن فيهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي بقي محتفظا بمنصب نائب الرئيس.
وذكرت المصادر أن من المتوقع تعيين رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا عمار ساعاتي بمنصب الأمين القطري المساعد خلفا للأمين القطري محمد سعيد بخيتان .
وعقدت اللجنة المركزية لحزب البعث العربي، الاثنين، اجتماعا موسعا برئاسة الرئيس السوري بشار الأسد الأمين القطري للحزب، وتم اختيار قيادة قطرية جديدة .
وتضمنت القيادة القطرية الجديدة إضافة إلى الرئيس بشار الأسد الذي احتفظ بمنصب الأمين القطري للحزب، كلا من جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب، ووائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء وعماد خميس وزير الكهرباء.
كما شملت القيادة القطرية الجديدة كلا من عمار الساعاتي ومحمد شعبان عزوز وهلال هلال وعبد الناصر شفيع وعبد المعطي مشلب وفيروز موسى وراكان الشوفي ويوسف الأحمد ونجم الأحمد وخلف المفتاح وحسين عرنوس ومالك علي محافظ القنيطرة.
وأضافت المصادر أن اجتماعاً يعقد حالياً لاختيار أمين قطري مساعد جديد خلفاً لمحمد سعيد بخيتان، ولم يعرف بعد فيما إذا كان الوزراء الذين أصبحوا في القيادة سيتركون مناصبهم أم لا.
يشار الى ان المؤتمر القطري للحزب الذي عقد الاثنين تم تأجيله عدة مرات بسبب الأحداث التي تشهدها سوريا.
وكانت المادة الثامنة من الدستور السوري قد ألغيت وكانت تنص على أن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع .
ناشطون: الأسد يستغل “أزمة مصر“
خاص- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
دعوات للتظاهر في 30 يونيو للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة في مصر.. تجمعات غاضبة تطالب برحيل الرئيس.. المجلس العسكري يتدخل ويعطي مهلة 48 ساعة لتحقيق رغبة الشعب تلاها إقصاء محمد مرسي عن رئاسة مصر.. أحداث متلاحقة دفعت هذه البلاد لتكون الخبر الأول على نشرات القنوات الإخبارية العربية والعالمية فيما كثفت القوات الحكومية السورية حملتها العنيفة على عدة مناطق سورية في ظل توجه الأنظار نحو القاهرة.
يصف أحد سكان أحياء حمص القديمة لموقع سكاي نيوز عربية ما يحدث في المدينة إنه “الأعنف منذ بداية الثورة السورية”.
ويضيف “للمرة الأولى نشهد مثل هذه الحملة.. طيران صواريخ راجمات.. لم يحدق مثل هذا من قبل”.
ويوضح أبو بلال الحمصي “ما يحدث بمصر كان الغطاء لهذه الحملة العسكرية القوية على أحيائنا المحاصرة.. النظام ضربنا بأسلحة كيماوية لم نعرف نوعها.. استخدمها للمرة الأولى.. قتل 11 شخص وأصيب 50 آخرون”.
يصمت قليلا ويردف: “حمص على وشك السقوط ولا يوجد تغطية إعلامية لما يحدث.. 3 مجازر منذ بداية حملة النظام علينا.. جامع خالد ابن الوليد التاريخي يتم تدميره.. لا أحد يتحدث عنا”.
وبدأت الحملة العسكرية للجيش السوري مدعومة من مقاتلي حزب الله اللبناني قبل عشرة أيام، شهدت خلالها تلك الاحياء المحاصرة منذ عام تقريبا هجوما هو الأعنف من نوعه على تلك المنطقة.
وتتزامن الفترة الفترة الزمنية لإطلاق الحملة العسكرية مع دعوات التظاهر أواخر يونيو الماضي في مصر للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة انتهت بإقالة الجيش للرئيس محمد مرسي.
هذا ما تحدث عنه أحمد، 23 عاما، من سكان أحد أحياء حمص القديمة “قبل 30 تموز (يونيو) بيوم واحد بدأ القصف على الخالدية وباب هود ووادي السايح.. ثم ضربنا بالكيماوي.. وقتل الكثير من نساء وأطفال الحي.. لا مخرج أمامنا”.
حاول أحمد التواصل مع عدة وسائل إعلامية كانت على اتصال مباشر معه لمعرفة ونقل آخر المعلومات الميدانية إلا أنهم لم يجيبوا عليه وفي حال أجابوا فهم عمدوا إلى تجاهل الكم الأكبر مما يحدث على الأرض.
من جهته المحلل الاستراتيجي سمير تقي اعتبر أن الحملة العسكرية على حمص في هذا الوقت كانت متوقعة.
وقال تقي لموقعنا إن “التصعيد العسكري على جبهة أحياء حمص القديمة كان موجودا على طاولة النظام السوري وعندما جائت الظروف المناسبة تم طرح”.
وأضاف أن “النظام السوري يعمل بنظام المدحلة، فهو يتقدم ببطء على بجبهات محددة، بينما يعاني الجيش الحر من فقدان القرار السياسي لتقرير أي جبهة عليه التقدم فيها”.
ويعتبر تقي أن التقدم الذي تحرزه القوات الحكومية ما هو إلا “سيطرة على أرض فارغة من سكانها، فالنظام لا يمكنه استعادة ولاء السكان ولا ولاء الأرض”.
الشيخ درار لـ آكي: الديمقراطية والليبرالية في ائتلاف المعارضة السورية تأخونت وستفشل
روما (8 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد معارض سوري إسلامي معتدل أن سياسة السعودية وقطر لم تكن بمصلحة الشعب السوري، واتهم التيارات الإسلامية في ائتلاف المعارضة السورية بأنها متقلبه وبراغماتية مصلحية، ورأى أن الديمقراطية والليبرالية في الائتلاف تأخونت وستفشل، ونوّه بأن وراء عزل معارضة الداخل قوى تريد سورية دولة فاشلة
وفيما إن كان انتخاب أحمد الجربا المقرب من السعودية هو تأكيد على الدور الكبير للمملكة في رسم الخارطة السورية في حال سقوط النظام، قال المعارض السوري البارز الشيخ رياض درار، عضو المكتب التنفيذي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن السعودية وقبلها قطر تلعبان بالوقت المسموح به أمريكياً لأنها لا ترغب بالتدخل المباشر، ولكن سياسة الدولتين الخليجيتين لم ولن تكون بمصلحة الشعب السوري، والخارطة السورية لن يرسمها أحد غير السوريين بإرادتهم”، وأضاف “بين إرادة النظام العنيد ومن استتبع لأجندات الخارج وارتهن لسياسات دول الخليج التي تحارب إيران في سورية، هناك صراع لن يتوقف وقد يقود لتقسيم سورية” حسب تقديره
وكان ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية قد انتخب قيادة جديدة على رأسها أحمد الجربا الذي يعتبر مقرباً من السعودية، وهو أحد شيوخ العشائر ومتحالف مع الكتلة الديمقراطية، ليخلف معاذ الخطيب الذي استقال في آذار/مارس الماضي احتجاجاً على الموقف الدولي من الأزمة السورية وعلى أداء الائتلاف أيضاً، وفاز مع الجربا ثلاثة نواب له هم سهير الأتاسي وفاروق طيفور وسالم المسلك، فيما انتخب بدر جاموس أميناً عاماً للائتلاف
وفيما إن كان هناك تراجعاً في أسهم تيارات الإسلام السياسي في المعارضة لحساب التيارات الديمقراطية والليبرالية في الائتلاف، قال درار، العضو المؤسّس للجان إحياء المجتمع المدني وللمنبر الديمقراطي السوري، إن “الإسلام السياسي معروف بتقلبه من حضن إلى حضن، وهو ممثلاً بالإخوان المسلمين عرف عنه البراغماتية المصلحية، ولذلك فإن سياساته ليست استراتيجية وانتقاله للتحالف مع الكتلة الديمقراطية عائد إلى إحساسه بالفشل في قيادة المسار السابق في المجلس الوطني أو في الائتلاف، وهو سيشكل عبئاً على التيار الديمقراطي وسيساهم في إفشاله، فالديمقراطية والليبرالية في الائتلاف تأخونت، ولن يكون مصيرهم جميعاً إلا الفشل في قيادة الحل السوري، وسيفشل الائتلاف مرة أخرى، بل سينقسم لولا المصالح التي تؤجل ذلك إلى حين، ولا مصلحة لديهم في حسم الأمر، الجميع مرتهن للمال السياسي” حسب قوله
وفيما إن كان على المعارضة خارج الائتلاف في الداخل مراجعة منطلقاتها لتفادي عزلها عربياً وغربياً، قال المعارض السوري والسجين السياسي السابق “تعاني معارضة الداخل من ضغوط النظام، ومن العزلة، رغم أن الناس في الداخل والمثقفين بشكل عام والمتضررين يرون رؤيتها في الحل، وهذا يؤكد أن عزلها وراءه قوى تريد مساراً آخر لا يجعل الحل قريباً، وينتهي إلى سورية دولة فاشلة” حسب ذكره
وأضاف دردار “إن منطلقات معارضة الداخل في أن الحل يجب أن يكون سياسياً، وعبر مفاوضات شاقة تنتهي إلى دولة ديمقراطية تعددية ونظام برلماني، هي منطلقات صحيحة، والنظام ومعارضة الخارج يسعيان لإفشالها، لأن كلاهما متضرر من هذه المنطلقات، لذلك على معارضة الداخل أن توحّد جهودها وتستقطب الشباب بعيداً عن العسكرة والنبذ الطائفي والارتهان للخارج، وهذه الرؤية عليها أن تضع الخطط الناجعة للحل إذا ما فشلت دعوات جنيف، أو تأجلت إلى إشعار آخر” وفق تأكيده
وقد نتجت شبه قطيعة بين المعارضة الداخلية وعلى رأسها هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي مع دول عربية وغربية لها علاقة وثيقة بالشأن السوري نتيجة موقف الهيئة الرافض للتسليح وللتدخل الخارجي بالثورة، وإصرار الهيئة على أن الحل في سورية لن يكون إلا عبر مفاوضات سياسية بضمانات دولية تضمن تغيير النظام إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي
الصراع في سوريا: قوات الحكومة تواصل القتال في حمص لاستعادة السيطرة على جيوب المسلحين
خاضت القوات السورية معركة مع مسلحي المعارضة في مدينة حمص تعد مهمة في سعي الحكومة إلى تقسيم المعارضة، وشق طريق يربط بين العاصمة دمشق والمناطق الساحلية التي تتحصن فيها قوات الحكومة.
ومازالت القوات السورية تواصل هجومها على حمص الذي بدأته قبل عشرة أيام، وتقصف المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة عن طرق الجو وبالمدفعية والدبابات.
ويهيمن مسلحو المعارضة على أجزاء كثيرة من شمال سوريا، لكنهم تراجعوا في مواجهة القوات السورية عندما استعادت تلك القوات السيطرة على القصير الشهر الماضي، وهي بلدة تقع في إطار محافظة حمص وتتاخم الحدود اللبنانية، فيما اعتبر تغيرا مهما لصالح الجيش السوري.
وقال الرئيس الجديد للائتلاف الوطني المعارض لوكالة رويترز إن الوضع العسكري للمسلحين ضعيف، واقترح هدنة في حمص خلال شهر رمضان، الذي يبدأ الثلاثاء.
وليس هناك أي مؤشر إلى أن حكومة دمشق، مع إحراز قواتها لبعض التقدم عقب تراجعها في أوائل الحرب، مستعدة لقبول وقف لإطلاق النار.
وقال أحمد الجربا رئيس الائتلاف المعارض الذي انتخب السبت “إننا نرى كارثة إنسانية حقيقية في حمص”.
وتوقع الجربا وصول إمدادات أسلحة متقدمة للمعارضة من السعودية، المساند الرئيسي للمعارضة، قريبا، مما يقوي وضعها على الأرض.
وكانت القوات السورية قد استعادت أوائل هذا الأسبوع سيطرتها على عدد من المباني في الخالدية، لكن المسلحين قالوا إن قوات الحكومة لم تتقدم أكثر.
وقد زادت حدة المعارك مؤخرا لاستعادة السيطرة على جيوب المسلحين في مدينة حمص الاستراتيجية.
وتعد المعارك الدائرة حاليا جزءا من هجوم واسع النطاق تنفذه القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على الأجزاء التي تمكن المسلحون من الهيمنة عليها خلال الانتفاضة التي اندلعت منذ أكثر من عامين.
من تساند؟
وعلى صعيد آخر، حكمت إسرائيل على الفلسطيني حكمت مصاروة بالسجن لمدة 30 شهرا الاثنين لاتهامه بتعريض الأمن القومي للخطر، بانضمامه لفترة لمقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتعد قضية مصاروة غير مسبوقة، كما أن العقوبة الصادرة عليه -والتي تبدو مخففة نسبيا – تشير إلى موقف إسرائيل غير الحاسم إزاء من تساند في الصراع الدائر حاليا في سوريا.
وكان مصاروة قد قبض عليه في 19 مارس/آذار عقب عودته من تركيا قادما من سوريا حيث قضى أسبوعا في قاعدة تابعة للمسلحين.
واتهمه المدعي الإسرائيلي بالحصول على تدريب على الأسلحة الصغيرة على أيدي متشددين إسلاميين هناك، طلبوا منه تنفيذ هجوم انتحاري في إسرائيل، وإن كان هو قد رفض تنفيذ الهجوم.
BBC © 2013
روسيا تشكك في التزام زعيم المعارضة السورية الجديد بالسلام
موسكو (رويترز) – قالت روسيا يوم الاثنين ان تصريحات الزعيم الجديد للائتلاف الوطني السوري المعارض تثير تساؤلات حول الالتزام بحل سياسي للصراع وحثت الائتلاف على الالتزام بحضور مؤتمر السلام في جنيف.
وكان الزعيم المعارض أحمد الجربا الذي انتخب رئيسا للائتلاف يوم السبت قال لرويترز ان المعارضة لن تشارك في المؤتمر الذي تحاول الولايات المتحدة وروسيا عقده في جنيف إذا لم تتحسن فرصها العسكرية.
(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
معارك شرسة في مدينة حمص الاستراتيجية في سوريا
بيروت (رويترز) – اشتبكت قوات سورية مع مجموعات من مقاتلي المعارضة في مدينة حمص السورية يوم الإثنين في معركة يمكن ان تكون حاسمة في مساعي الحكومة لقطع خطوط مقاتلي المعارضة والربط بين العاصمة ومناطق ساحلية هي معاقل للرئيس السوري بشار الأسد.
وتشن قوات الاسد هجوما في حمص منذ عشرة أيام وتقصف أحياء تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في وسط المدينة في غارات جوية وهجمات بقذائف المورتر والدبابات.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على معظم شمال سوريا ولكنهم تراجعوا أمام جيش الأسد منذ أن أعاد سيطرته على بلدة القصير الحدودية في محافظة حمص الشهر الماضي القريبة من لبنان.
وقال الزعيم الجديد للائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا لرويترز إن وضع مقاتلي المعارضة ضعيف واقترح هدنة خلال شهر رمضان لوقف القتال في حمص.
ولا توجد مؤشرات على موافقة الحكومة السورية على مثل هذه الهدنة.
وقال الجربا الذي انتخب يوم السبت إن هناك كارثة إنسانية حقيقية في حمص.
وأضاف أنه يتوقع أن تصل أسلحة متطورة وفرتها السعودية لمقاتلي المعارضة قريبا وأنها ستغير وضع مقاتلي المعارضة على الأرض.
ولا يتمتع الائتلاف الوطني السوري وهو جماعة في المنفى بنفوذ يذكر على وحدات مقاتلي المعارضة على الأرض في سوريا. وقد يتغير ذلك إذا نجح الائتلاف في تسهيل وصول امدادات الأسلحة المتطورة إلى المعارضة التي يقول مقاتلوها إنهم بحاجة إلى صواريخ تطلق من على الكتف للتعامل مع قوات الأسد الجوية.
ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا إن أكثر من مئة ألف قتلوا في الصراع السوري.
ومن ناحية أخرى نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري قوله إن الجيش قتل “إرهابيين” -وهو وصف تستخدمه وسائل الاعلام الحكومية في الإشارة إلى المسلحين- في عدد من المناطق بحمص اليوم بما في ذلك باب هود وفي بعض البلدات حول ثالث أكبر مدينة في سوريا.
وقال المرصد السوري إن منطقتي باب هود والصفصافة قصفتا بالمدفعية وقذائف المورتر والدبابات مما أوقع اصابات.
وأضاف بالبريد الالكتروني أن اشتباكات شرسة وقعت صباح يوم الاثنين بين مقاتلي المعارضة وقوات الجيش. ولم يذكر عدد الضحايا الذي يصعب التحقق منه جراء القيود الأمنية والقيود المفروضة على الاعلام.
وقالت طبيبة تعمل في حمص مع عائلات النازحين إنها سمعت دوي قصف مستمر خلال الأيام القليلة المنصرمة.
وقالت عبر الهاتف طالبة عدم نشر اسمها “ماذا يمكننا أن نقول؟ لقد اعتدنا ذلك ولا نريد حتى أن نفكر في الأمر. فليحفظنا الله.”
وأظهر تسجيل فيديو بثته جماعة نشطة في حمص الدخان وهو يتصاعد من مبان لحقت بها أضرار وسط دوي اطلاق نار وانفجارات في الشوارع الضيقة.
ويظهر في التسجيل مسجد خالد بن الوليد الذي لحقت به أضرار بالغة مثله مثل العديد من الآثار السورية.
وأبدت الامم المتحدة قلقها إزاء الأوضاع في حمص وقالت الأسبوع الماضي إن ما بين 2500 و4000 مدني محاصرون في المدينة التي تعاني من نقص في الطعام والمياه والدواء والكهرباء والوقود.
من اوليفر هولمز
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)