أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 02 كانون الأول 2013

عشرات القتلى بـ «براميل متفجرة» قرب حلب و «الائتلاف» يتهم النظام بإجهاض «جنيف 2»

لندن، باريس، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

واصلت الطائرات الحربية السورية امس غاراتها على مدينة الباب قرب حلب، في شمال البلاد. وقتل صباحاً 26 شخصاً وجرح آخرون ببراميل متفجرة ألقتها طائرة مروحية صباحاً، في وقت سقطت قذيفة على المدرسة الفرنسية في دمشق.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «ان 25 بينهم امراتان وأربعة أطفال قتلوا في قصف للطيران المروحي على منطقة السوق المسقوف في مدينة الباب»، لافتاً الى ان «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة». وأعلن أن العدد الاجمالي للقتلى في سورية ارتفع امس الى 126 شخصاً بينهم 58 مدنياً. وكان 26 شخصاً، بينهم سبع نساء وأربعة اطفال، قتلوا اول من أمس بغارة على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب.

وأعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ان النظام السوري «يحاول استغلال العجز الدولي الكامل عن الفعل والصمت المطبق والمريب من أجل ارتكاب أكبر قدر ممكن من القتل والتهجير والتدمير في مسعى لتغطية الخسائر التي يتعرض لها على عدد من الجبهات الرئيسية بعد التقدم الكبير الذي تمكنت كتائب «الجيش الحر» من تحقيقه في الغوطة (الشرقية لدمشق) وحلب والقلمون» قرب العاصمة، قائلاً إن ارتكاب «النظام وحلفائه مجازر مروعة يرمي الى اجهاض انعقاد أي مؤتمر حول الأوضاع في سورية وتفريغه من أي معنى أو قدرة على إنتاج حل سياسي» في اشارة الى مؤتمر «جنيف 2».

وفي دمشق، قال المسؤول في المدرسة الفرنسية بشير عنيز ان قذيفة هاون سقطت صباحاً على المدرسة ما تسبب بأضرار مادية لكن من دون وقوع إصابات. ودان وزير الخارجية لوران فابيوس في بيان هذا «العمل الجبان الذي كان يمكن أن يتسبب بمقتل تلامذة صغار» في المدرسة الفرنسية. وقال: «السكان المدنيون هم أول ضحايا النزاع الذي يمزق سورية منذ عدة سنوات. يجب أن تتوقف دوامة العنف». لكنه لم يوجه التهمة الى اي طرف بالمسؤولية عن الهجوم.

وأشارت مصادر مختلفة الى مواجهات عنيفة دارت امس في مدينة النبك في منطقة القلمون مع استمرار قطع الطريق الدولية بين دمشق وحمص في وسط البلاد ما ادى الى ضغط على النظام في العاصمة. وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» ان مقاتلي المعارضة فجروا مبنى لقوات النظام على الطريق الدولية. وقال «المرصد» ان القوات النظامية: «سيطرت امس على القسم الغربي من مدينة النبك في محاولة منها لفتح طريق دمشق – حمص».

سياسياً، نقلت وكالة الانباء الايرانية (ارنا) عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله خلال لقائه رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في طهران أمس: «إن معضلة التطرف والإرهاب باتت خطرة على كل العالم»، في وقت اتفق وزيرا خارجية إيران محمد جواد ظريف وسورية وليد المعلم على أن نجاح مؤتمر «جنيف 2» رهن بـ «إيقاف الإرهاب وإلزام الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية بمكافحته من خلال وقف التمويل والتسليح والإيواء وتهريب الإرهابيين عبر الحدود». وتابعت الوكالة: «أن الجانبين شددا على ضرورة عدم وضع أي شروط مسبقة للمشاركة في المؤتمر» الدولي المقرر في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل.

بعد معركة دامت 3 ايام: مقاتلو المعارضة يتقدمون في معلولا شمال دمشق

بيروت – أ ف ب

أحرز مقاتلو المعارضة السورية تقدما داخل بلدة معلولا المسيحية في ريف دمشق، وسيطروا على القسم القديم منها بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ثلاثة ايام، بحسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني: “سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب مقاتلة مساء امس على القسم القديم من بلدة معلولا بعد اشتباكات مع القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني استمرت اياما”.

واوضح مصدر امني سوري في دمشق لوكالة “فرانس برس” ان مجموعات المعارضة المسلحة القت اطارات محشوة بالمتفجرات من التلال التي تتواجد فيها عند مرتفعات البلدة في اتجاه مواقع القوات النظامية داخل البلدة، ما اضطر هذه القوات الى التراجع. وتقدم مقاتلو المعارضة في اتجاه وسط معلولا”.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” عن “مصادر أهلية” ان “ارهابيين اقتحموا دير مار تقلا في معلولا ويحتجزون رئيسة الدير بلاجيا سياف وعددا من الراهبات اللواتي يعملن في الدير والميتم التابع له”.

ولم تتمكن وكالة “فرانس برس” من الاتصال بالدير بسبب الضغط على الاتصالات الهاتفية.

وقالت سانا ان “المجموعات الارهابية التكفيرية” هاجمت بلدة معلولا الاثرية “بعد الهزائم الكبيرة التي لحقت بها على أيدي جنودنا البواسل في دير عطية وقارة”.

وأشارت الى أن الارهابيين “ارتكبوا أعمال ترويع وقنص للاهالي في المنطقة المحيطة بالدير وأحياء البلدة”.

وشهدت معلولا جولة معارك في ايلول (سبتمبر) نزح خلالها معظم السكان اثر دخول مقاتلي المعارضة الذين ما لبثوا ان خرجوا مجددا وعادت اليها قوات النظام.

وترافقت تلك الجولة مع موجة ذعر بين مسيحيي البلدة الذين قالوا ان مسلحين اطلقوا النار على الكنائس ووصفوهم بالكفار.

وتقع معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر على بعد نحو 55 كلم شمال دمشق. وتعدّ من اقدم المناطق المسيحية في العالم، وتقع على خارطة المواقع السياحية البارزة في سورية.

ومعلولا المكان الوحيد في العالم الذي لا يزال سكانه يتكلمون اللغة الآرامية، لغة المسيح، وغالبيتهم من المسيحيين الكاثوليك، الا ان دير مار تقلا يعود للكنيسة الارثوذكسية.

ويأتي تجدد المعارك في معلولا وسط ضغط كبير تمارسه قوات النظام منذ اكثر من اسبوعين على مجموعات المعارضة المسلحة في منطقة القلمون التي تقع فيها معلولا. وتمكنت القوات النظامية مدعومة من “حزب الله” خلال هذه الفترة من السيطرة على بلدة اساسية في القلمون هي قارة وطرد مقاتلي المعارضة منها ومن بلدة دير عطية التي كانوا دخلوا اليها بعد سقوط قارة في 19 تشرين الثاني (نوفمبر).

وتسعى قوات النظام حاليا الى السيطرة على بلدة النبك في القلمون. وتمكنت الاحد من دخول القسم الغربي منها.

وتعتبر منطقة القلمون الجبلية الحدودية مع لبنان استراتيجية لانها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما انها اساسية للنظام، لانها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة.

وفي محافظة القنيطرة (جنوب)، تدور اشتباكات عنيفة منذ صباح اليوم على محور خان ارنبة – الصمدانية في منطقة الجولان، بحسب المرصد.

وذكر شهود في الجانب الاسرائيلي ان قذيفة هاون سقطت الاثنين في بلدة مجدل شمس في الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان.

واشارت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي الى ان قوات من الجيش الاسرائيلي تعرضت صباحا لاطلاق نار مصدره الاراضي السورية وقامت بالرد “واصابت الهدف”، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.

وفي محافظة درعا (جنوب)، سيطر مقاتلو المعارضة على “كتيبة التسليح قرب بلدة بصر الحرير بعد معارك استمرت اياما”، بحسب المرصد السوري الذي اشار الى ان الكتيبة عبارة عن مركز عسكري يحتوي اسلحة غنمتها الكتائب المقاتلة.

وارفق المرصد الخبر بشريط فيديو وصور عن العملية. وظهر في الشريط ثلاثة مقاتلين، اثنان يرفعان علما اسود كتب عليه “لا اله الا الله” و”كتيبة بيت المقدس”، بينما ثالث يقول “تم بفضل الله وبحمده السيطرة على كتيبة التسليح بشكل كامل في بصر الحرير بمشاركة جبهة النصرة الاسلامية وكتيبة (لواء المقدس) الاسلامية ولواء العمري ولواء بدر حوران ولواء أحمد حوران”. وسمعت هتافات “الله اكبر” من حوله .

كما يتضمن مشاهد من “عملية الاقتحام” يظهر فيها مقاتلون يركضون ويحتمون بساتر ترابي، وسط اصوات اطلاق نار، ونحو عشرين مقاتلا يتجمعون على تلة ترابية صغيرة يطلقون الرصاص من رشاشاتهم، ويسمع كذلك اطلاق رصاص من مكان بعيد.

كما يظهر في الشريط مقاتل يطلق نحو عشر رصاصات على ما يعتقد انها جثة جندي نظامي.

وفي احدى الصورتين، يظهر مقاتلان يحملان سلاحهما وعلم “كتيبة بيت المقدس”، وهما يدوسان على رأس مقطوع وضع على جثة.

وفي صورة اخرى، يبدو احد المقاتلين يحمل الرأس المقطوع في يد، وعلم الكتيبة في اليد الاخرى، وهو يبتسم ابتسامة عريضة.

الأمم المتحدة: أدلة تشير إلى “مسؤولية” للرئيس السوري في جرائم حرب

جنيف ـ أ ف ب

أعلنت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي للمرة الاولى ان هناك ادلة “تشير الى مسؤولية” للرئيس السوري بشار الاسد في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في سورية.

وقالت بيلاي خلال مؤتمر صحافي ان لجنة التحقيق حول سورية التابعة لمجلس حقوق الانسان “جمعت كميات هائلة من الادلة حول جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. والادلة تشير الى مسؤولية على اعلى مستويات الحكومة بما يشمل رئيس الدولة”.

وقد انشئت لجنة التحقيق في 22 اب/اغسطس 2011 بموجب قرار صادر عن مجلس حقوق الانسان ومهمتها التحقيق في كل انتهاكات حقوق الانسان منذ اذار/مارس 2011 والتحقق من المذنبين بهدف ضمان انهم سيحاكمون.

وفي تقريرها الاخير الذي نشرته في 11 ايلول/سبتمبر اتهمت اللجنة التي تضم المدعية الدولية السابقة كارلا ديل بونتي النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وكذلك مسلحي المعارضة بارتكاب جرائم حرب.

واتهم اعضاء اللجنة عدة مرات مسؤولين كبار في النظام السوري بارتكاب جرائم لكن بدون تسميتهم كما انهم لم يذكروا ابدا رئيس الدولة بالاسم.

واللجنة التي لم يسمح لها ابداء بدخول سورية تستند في عملها على اكثر من الفي مقابلة اجرتها منذ تاسيسها مع اشخاص معنيين في سورية وفي الدول المجاورة. واعدت من جهة اخرى لائحة سرية تم تحديثها عدة مرات باسماء اشخاص يشتبه في انهم ارتكبوا جرائم في سورية.

ونقلت هذه اللائحة الى مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان.

واليوم الاثنين قالت بيلاي انها ترغب في ان يتم اجراء تحقيق قضائي “وطني او دولي يحظى بمصداقية” يتيح محاكمة المسؤولين بارتكاب جرائم. واضافت “في هذا الاطار فقط، وبهدف احترام افتراض البراءة، سيمكن نشر اللائحة”.

القوات النظامية سيطرت على غرب النبك المقداد: حلول جنيف لن تتم إلا بموافقة الأسد

 (وص ف، رويترز)

قتل 24 شخصا على الاقل في غارة شنتها مروحيات النظام السوري على مدينة الباب في محافظة حلب هي الثانية في 24 ساعة، فيما سقطت قذيفة هاون صباحا على المدرسة الفرنسية في دمشق من غير أن توقع اصابات.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان القوات السورية النظامية سيطرت على القسم الغربي من مدينة النبك بالقلمون، بعد انسحاب “جبهة النصرة” وكتائب إسلامية مقاتلة و”الدولة الإسلامية في العراق والشام” منه، في محاولة من القوات النظامية لفتح طريق حمص – دمشق الدولي بالتزامن مع قصف لمرصد صيدنايا الذي تسيطر عليه المعارضة.

في غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقابلة مع قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها ان اي قرار لن يصدر عن مؤتمر جنيف – 2 المقرر عقده في كانون الثاني المقبل “الا بموافقة” الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال أن “الوفد الذي سيذهب الى جنيف سيحمل تعليمات وتوجيهات ومواقف وقراءات الرئيس الأسد وإن الحلول لن تتم ايضا إلا بموافقة الرئيس الأسد”. واضاف في كلامه عن جنيف – 2: “سنجلس حول الطاولة وسنتناقش دون أي تدخل خارجي ويجب أن نبحث في كل هذه المسائل وأن تكون هناك في نهاية المطاف حكومة موسعة”.

وتم الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة على عقد مؤتمر جنيف – 2″ في 22 كانون الثاني 2014.

ويشترط “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” عدم قيام الرئيس السوري باي دور خلال الفترة الانتقالية للموافقة على المشاركة في هذا المؤتمر، في حين يرفض النظام تماما هذا الامر.

الى ذلك، بحث الأسد مع مستشار الأمن الوطني العراقي فالح فياض، في الجهود المبذولة لايجاد حل سياسي للأزمة في سوريا وضرورة مكافحة الارهاب في المنطقة. كما تم التشاور في الاعداد لمؤتمر جنيف – 2 و”أهمية عمل الأطراف الاقليميين والدوليين لتوفير ظروف نجاحه”. وتناول اللقاء أيضا أهمية العمل لتحسين الوضع الانساني في سوريا، إلى آخر التطورات الاقليمية.

تبادل لإطلاق النار في الجولان

مقاتلو المعارضة يتقدمون في معلولا

في جديد الاحداث الميدانية في سوريا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، ان مقاتلي المعارضة السورية احرزوا خلال الساعات الماضية تقدما داخل بلدة معلولا المسيحية في ريف دمشق، وسيطروا على القسم القديم منها بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ثلاثة ايام.

وقال المرصد في بريد الكتروني “سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب مقاتلة على القسم القديم من بلدة معلولا بعد اشتباكات مع القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني استمرت اياما”.

واوضح ان السيطرة تمت ليلا وقد تخللتها معارك عنيفة بين الطرفين.

وقال مصدر امني سوري في دمشق ان مجموعات المعارضة المسلحة القت اطارات محشوة بالمتفجرات من التلال التي تتواجد فيها عند مرتفعات البلدة في اتجاه مواقع القوات النظامية داخل البلدة، ما اضطر هذه القوات الى التراجع. وتقدم مقاتلو المعارضة في اتجاه وسط البلدة.

واشار المرصد الى ان الاشتباكات مستمرة رغم تراجع حدتها.

في هذه الأثناء، قال الجيش الاسرائيلي انه أطلق النار على سوريا اليوم الاثنين بعد ان تعرض جنوده الى اطلاق نيران في منطقة مرتفعات الجولان المحتلة.

وجاء في بيان للجيش “أطلقت النيران من سوريا باتجاه جنود قوات الدفاع الاسرائيلية في وسط مرتفعات الجولان. وردت القوات باتجاه مصدر الخطر وتأكد حدوث إصابة.”

وقال مصدر عسكري اسرائيلي ان تبادل اطلاق النار القصير حدث قرب معبر القنيطرة الحدودي وان الجنود الاسرائيليين قالوا ان جنديا سوريا فتح عليهم النار.

وقبل ساعات سقطت قذيفة مورتر سورية على قرية مجدل شمس التي يقطنها الدروز في الجولان المحتلة قرب سياج أمني اسرائيلي.

وقد ارتفع عدد قتلى النزاع السوري المستمر منذ 33 شهرا ليقارب عتبة 126 ألفا، غالبيتهم من المقاتلين المعارضين والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها، بحسب ما افاد المرصد السوري.

الى ذلك، أعلنت أكبر مجموعة كردية مسلحة في سوريا عن سعيها لقيام إقليم كردي مستقل في إطار نظام فيدرالي في البلاد. ونقلت شبكة (سكاي نيوز) البريطانية عن المسئول في حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم، قوله إن تصور الحزب لتسوية الأزمة السورية يتمثل بإقامة إقليم كردي مكون من ثلاث محافظات تتمتع بحكم ذاتي.

وشدد على أن هذا التصور لا يعني تشكيل حكومة مستقلة، ولكن تم تعيين 19 شخصية في تموز الماضي مهمتها إعداد دستور وقانون انتخابي وتحديد كيفية إدارة الإقليم الكردي ، موضحا أن هذه اللجنة انهت عملها وسيتم قريبا تحديد موعد لإجراء انتخابات على أن تشارك فيها كل المكونات الكردية في المنطقة.

يذكر أن أحزابا كردية كانت قد أعلنت الشهر الماضي عن قيام إدارة محلية انتقالية في المناطق الواقعة شمالي شرقي سوريا، وذلك بعد احراز تقدم ميداني في مواجهة مجموعات مسلحة تقاتل القوات الحكومية.

على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس ان بلاده حددت أربع أولويات خلال رئاستها الدورية الحالية لمجلس الأمن التابع للأمم والتى بدأت أمس وتستمر لمدة شهر.

وقال فابيوس فى تصريح إنه نظرا لخطورة الوضع الحالى في جمهورية إفريقيا الوسطى ينبغي على المجتمع الدولي أن يقدم الدعم الفوري للقوة الإفريقية .. مشيرا إلى أن باريس تبذل كافة الجهود لتبنى قرار مجلس الأمن فى ذات الصدد في الأيام القليلة المقبلة.

وأضاف أن سوريا “لا تزال في قلب اهتماماتنا” حيث أن فرنسا وبالاضافة إلى جهودها المستمرة من أجل التوصل إلى حل سياسي، تحشد المساعى من أجل تحسين وضع السكان الذين يعانون منذ فترة طويلة جدا.

وأعلن أن مشاورات ستعقد هذا الأسبوع فى مجلس الأمن بمشاركة نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليرى آموس لمناقشة مسارات العمل للاستجابة لحالات الطوارئ الإنسانية فى سوريا. وأوضح أن الأولوية الثالثة لبلاده تتمثل فى حماية حرية الإعلام والحصول على المعلومات.

وأشار إلى أن الأولوية الرابعة تتضمن محاربة تهريب المخدرات الذى يعد السبب الرئيسي لزعزعة الاستقرار، لا سيما في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل.

(أ ف ب، رويترز، أ ش أ)

تنسيق سوري مع إيران والعراق

زياد حيدر

تزايد النشاط السياسي بين سوريا وكل من العراق وإيران خلال اليومين الماضيين، بهدف التنسيق بين الدول الثلاث لمواجهة تبعات تزايد قوة «الجهاديين» في سوريا وانتقالهم إلى دول الجوار، وذلك قبل الوصول إلى مؤتمر «جنيف 2» في 22 كانون الثاني المقبل.

في هذا الوقت، دخل مسلحو المعارضة، إلى بلدة معلولا، ما أدى إلى تفجر اشتباكات ضارية مع القوات السورية، التي تواصل هجومها في القلمون للسيطرة على بلدة النبك. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) انه تم تدمير مقر «الهيئة الشرعية» في بلدة الباب في ريف حلب، بينما أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى مقتل 44 شخصاً، في غارتين على المنطقة في غضون 24 ساعة. (تفاصيل صفحة 13)

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الرئيس السوري بشار الأسد بحث مع مستشار الأمن الوطني العراقي فالح فياض، في دمشق، «الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا وضرورة مكافحة الإرهاب في المنطقة. كما تم التشاور حول الإعداد لمؤتمر جنيف 2 وأهمية عمل الأطراف الإقليمية والدولية لتوفير ظروف نجاحه. وتناول اللقاء أهمية العمل لتحسين الوضع الإنساني في سوريا، إضافة لآخر التطورات الإقليمية». يذكر ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيزور طهران الاربعاء المقبل.

الحلقي في طهران

نصف ساعة مليئة باللقاءات والتصريحات، من طهران، أفسحها التلفزيون الرسمي

السوري أمس الأول، لتأكيد رسالة تقليدية، مفادها أن سوريا ستبقى حليف إيران الأول في المنطقة، وأن هذا التحالف الذي تجسد مؤخراً بالدم والسلاح والمال، يصبح بعد توقيع الاتفاق النووي الأخير أقوى لا أضعف، ولا سيما في ضوء القناعة بأن إيران خرجت، ولو مؤقتاً، من «دائرة الشك» الدولي.

ورغم أن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي سبق وزار طهران عدة مرات، إلا أن ثمة ما يميز الزيارة الأخيرة من نواح عديدة. أولها الوفد الكبير الذي رافق رئيس الوزراء، وضم نائبه وزير الخارجية وليد المعلم، ووزراء شؤون رئاسة الجمهورية والكهرباء والصحة والنفط، إضافة إلى أمين عام شؤون الوزراء ومعاون لوزير الخارجية. وثانيها، أنها تأتي بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والمجموعة الدولية، وهو اتفاق تعتقد دمشق وفق معلومات «السفير» أنه لن ينعكس عليها سياسياً فحسب، بل أيضاً من نواح اقتصادية.

ويأتي هذا في وقت تشكو فعاليات اقتصادية سورية من تعثر اتفاقات عديدة مع طهران، وتأخر مستحقات وشحنات تجارية حيوية مثل قطاع النفط، وجمود مشاريع اقتصادية كمحطات الكهرباء ومشاريع الطاقة والأمن الغذائي الأخرى. ويبدو أن القيادة السورية، تقصدت إبداء زخم كبير في فهمها لضرورة انعكاس الاتفاق السياسي على الشأن الاقتصادي، خصوصاً أنه يحرر إيران من العديد من العقوبات.

والتقى الحلقي، خلال زيارته طهران التي استمرت ثلاثة أيام وانتهت أمس، الرئيس الإيراني حسن روحاني ونائبه الأول اسحق جهانكيري، ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني ووزراء، أبرزهم الخارجية والدفاع والطاقة.

وأكد روحاني، خلال لقائه الحلقي، أن حكومة بلاده «تبذل ما بوسعها لمنع استمرار الحرب على سوريا، وانتقالها إلى دول المنطقة»، معتبراً أن «أخطر إرهابيي العالم اجتمعوا اليوم في سوريا»، لافتاً إلى أن «الإرهاب والتطرف من أكبر المشاكل التي تعاني منها المنطقة، وعلى الجميع التصدي لهما». وشدد على «حرص القيادة في إيران على تعزيز صمود الشعب السوري في وجه الحرب الظالمة التي يتعرض لها، وتأمين احتياجات السوريين للتغلب على الحصار الاقتصادي».

وكان سبق للحلقي أن عقد جلسة محادثات رسمية مع جهانكيري، تركزت على مسائل تقنية، بين الحليفين، تتعلق أساساً بالاتفاقات التي تعرقل تنفيذها لأسباب متعددة، وتتعلق بكل نواحي الحياة في سوريا. وكان لافتاً في بيان الطرفين، تجديد دمشق تأكيد تطلعها «إلى المزيد من التكامل والتعاون والتنسيق على كل الصعد»، ورغبتها «بمساهمة الشركات الوطنية الإيرانية، إلى جانب الشركات الوطنية السورية، في مرحلة البناء والإعمار».

وذكر الحلقي، خلال لقائه جهانكيري، «بحرص الحكومة السورية وجديتها في حل مشكلات كل الشركات الإيرانية العاملة على الأراضي السورية، بما فيها حقوقها واستمراريتها في العمل».

وبحث الجانبان «آليات تعزيز التعاون الثنائي من خلال تبسيط الإجراءات وتذليل العقبات وتنشيط الخط الائتماني وتأمين المواد الأساسية للطاقة الكهربائية، وإمكانية عودة الشركات الإيرانية للعمل في سوريا، وخاصة بعد أن تحسنت الظروف الأمنية، والإسراع في تنفيذ البرنامج الزمني بخصوص توريد المشتقات النفطية إلى سوريا واستجرار المواد التموينية الضرورية للسوق السورية». كما تطرق البحث «إلى التعاون في مجال النقل واستكمال إنجاز خط الغاز الإستراتيجي الذي يربط إيران والعراق وسوريا».

سياسياً، اعتبر الحلقي أن الاتفاق النووي لإيران «سينعكس بشكل إيجابي على حل الأزمة في سوريا، من خلال إيمان الجميع بأن لا حل للأزمة فيها إلا بالطرق السلمية والحوار بين أبناء الوطن، وعلى الأرض السورية».

من جهته خاطب شمخاني الوفد السوري بالقول «كونوا على ثقة لن ندعكم وحدكم، وسنقف إلى جانبكم حتى تحقيق النصر الكبير»، فيما عبر لاريجاني عن التزام إيران «الثابت والراسخ بالوقوف إلى جانب سوريا على كل الصعد، وتقديم كل أشكال الدعم الذي يعزز صمودها ويحقق لها العزة والانتصار».

وبحث الحلقي مع وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان «السبل الكفيلة بتطوير التعاون المشترك على كل الصعد، بما فيها التعاون العسكري».

واتفق المعلم ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف «على أن نجاح مؤتمر جنيف 2 رهن بإيقاف الإرهاب وإلزام الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية بمكافحته من خلال وقف التمويل والتسليح والإيواء وتهريب الإرهابيين عبر الحدود». وشددا على «ضرورة عدم وضع أي شروط مسبقة للمشاركة في المؤتمر».

مقاتلو المعارضة يتقدمون في معلولا شمال دمشق

بيروت- (أ ف ب): احرز مقاتلو المعارضة السورية خلال الساعات الماضية تقدما داخل بلدة معلولا المسيحية في ريف دمشق، وسيطروا على القسم القديم منها بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ثلاثة أيام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وكالة فرانس برس.

وقال المرصد في بريد الكتروني “سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب مقاتلة على القسم القديم من بلدة معلولا بعد اشتباكات مع القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني استمرت اياما”.

واوضح ان السيطرة تمت ليلا وقد تخللتها معارك عنيفة بين الطرفين.

وقال مصدر أمني سوري في دمشق لوكالة فرانس برس إن مجموعات المعارضة المسلحة القت اطارات محشوة بالمتفجرات من التلال التي تتواجد فيها عند مرتفعات البلدة في اتجاه مواقع القوات النظامية داخل البلدة، ما اضطر هذه القوات إلى التراجع. وتقدم مقاتلو المعارضة في اتجاه وسط البدة.

واشار المرصد إلى أن الاشتباكات مستمرة رغم تراجع حدتها.

وتمكنت المعارضة المسلحة من دخول معلولا للمرة الثانية السبت.

وشهدت البلدة جولة معارك في ايلول/ سبتمبر نزح خلالها معظم السكان اثر دخول مقاتلي المعارضة الذين ما لبثوا ان خرجوا مجددا وعادت اليها قوات النظام.

وترافقت تلك الجولة مع موجة ذعر بين مسيحيي البلدة الذين قالوا إن مسلحين اطلقوا النار على الكنائس ووصفوهم بالكفار.

وياتي تجدد المعارك في معلولا وسط ضغط كبير تمارسه قوات النظام منذ اكثر من اسبوعين على مجموعات المعارضة المسلحة في منطقة القلمون التي تقع فيها معلولا. وتمكنت القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني خلال هذه الفترة من السيطرة على بلدة اساسية في القلمون هي قارة وطرد مقاتلي المعارضة منها ومن بلدة دير عطية التي كانوا دخلوا اليها بعد سقوط قارة في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وتسعى قوات النظام حاليا إلى السيطرة على بلدة النبك في القلمون. وتمكنت الاحد من السيطرة على القسم الغربي منها.

وتعتبر منطقة القلمون الجبلية الحدودية مع لبنان استراتيجية لانها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما انها اساسية للنظام، لانها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة.

في محافظة القنيطرة (جنوب)، تدور اشتباكات عنيفة منذ صباح اليوم على محور خان ارنبة – الصمدانية في منطقة الجولان، بحسب المرصد.

وذكر شهود في الجانب الاسرائيلي ان قذيفة هاون سقطت الاثنين في بلدة مجدل شمس في الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان.

واشارت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي إلى أن قوات من الجيش الاسرائيلي تعرضت صباحا لاطلاق نار مصدره الاراضي السورية وقامت بالرد “واصابت الهدف”، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.

المفوضية العليا للاجئين: نصف سكان سوريا بحاجة للمساعدات

أنقرة- الأناضول: دعت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة في تركيا كارول باتشيلور إلى ضرورة تقديم كافة أنواع الدعم إلى السوريين في الداخل ودول الجوار، موجهة نداءها إلى كافة الدول، بقولها “بدلاً من أن تحافظ الدول على حدودها، عليها أنَّ تحافظ على أمن  السوريين، وأن تسهل من شروط منح تأشيرات الدخول للاجئين السوريين”، وذلك في لقائها مع مراسل الأناضول.

وأشارت باتشيلور إلى أنَّ الأمم المتحدة، سوف تعلن خلال الأسابيع القليلة القادمة عن “خطة تدخل إقليمي”، تهدف إلى تسليط الضوء أكثر على أوضاع السوريين في الداخل وفي دول الجوار، وستعقد في شهر كانون الثاني/ يناير القادم مؤتمراً دولياً، يتعلق بتعهدات الدول المانحة لمساعدة اللاجئين السوريين.

وكشفت باتشيلور عن بعض الأرقام، التي تتعلق بأوضاع السوريين نتيجة الحرب، التي فتكت بالبلاد على مدار السنوات الثلاث الماضية، مبينة أنَّ 10 ملايين سوري في الداخل، أي نصف سكان سوريا الحاليين، بحاجة ماسة إلى المساعدة، وأكثر من 6 ملايين ونصف المليون شخص منهم شرد عن بيته.

أما اللاجئين السوريين في دول الجوار، فأشارت باتشيلور، إلى أنَّ عددهم وصل إلى مليونين و200 ألف لاجئ، يتراوح عددهم في تركيا بين 600 ألف و700 ألف لاجئ، 200 ألف منهم مسجلين في 21 مركزاً لإيواء اللاجئين و300 ألف آخرين مسجلين خارج هذه المراكز، وقسم آخر من السوريين موزعين في عموم تركيا غير مسجلين.

وأوضحت باتشيلور أنَّ 76% من اللاجئين السوريين هم من النساء والأطفال، وأنّ عدد الأطفال تجاوز المليون طفل، قائلة “إننا قلقون من ضياع جيل سوري كامل من الأطفال، وفي حال تم تأمين الحماية للأطفال السوريين فإن سيبنون مستقبل سوريا، بعد انتهاء الأزمة، وفي حال تم إهمالهم سيشكلون بحد ذاتهم أزمة وعبئاً على بلادهم”.

وفيما يتعلق بمؤتمر جنيف2 الذي حدد في 22 كانون الثاني/ يناير، شددت باتشيلور على ضرورة إيجاد حل، ينهي المعاناة الإنسانية للسوريين، منوهة إلى أنَّ الاتفاق الذي تمَّ على إثره تسليم النظام السوري للأسلحة الكيماوية مؤشر إيجابي وجيد.

صحيفة بريطانية: قادة في الجيش الحر جمعوا الملايين’من التجارة بالممنوعات

المقداد يعلن ان اي مقررات عن جنيف2 لن تصدر ‘الا بموافقة’ الرئيس الاسد

عواصم ـ وكالات ـ لندن ـ ‘القدس العربي’: رأت الصحافية والكاتبة البريطانية روث شيرلوك أن ‘الجيش الحر’، ‘تحول في الشمال إلى التجارة في الممنوعات حيث أصبح القادة مهتمين بالربح من خلال الفساد، والاختطاف والسرقة أكثر من اهتمامهم بقتال النظام’، هذا على الأقل ما توصلت إليه الصحافية من مقابلات أجرتها في مناطق الشمال، فيما سقطت عدة قذائف امس الأحد في مناطق بوسط العاصمة السورية دمشق، فيما قتل العشرات جراء تجدد قصف القوات النظامية على مدينة الباب بريف حلب.

ونقلت شيرلوك عن احمد القنيطري، قائد كتيبة عمر المختار في جبل الزاوية، جنوب- غرب إدلب، في تقرير لها نشرته صحيفة ‘صاندي تلغراف’ في عددها الصادر امس الاحد قوله ‘هناك عدد من قادة الثورة ممن لا يريدون سقوط النظام لأنهم يحبون استمرار النزاع′، ويضيف ‘ لقد أصبحوا أمراء حرب، وينفقون ملايين الدولارات، ويعيشون في قلاع ويملكون السيارات الفاخرة’.

وقالت إن قائداً في الجيش السوري الحر، لم تكشف عن هويته، كان يقود سيارة رباعية الدفع من طراز (بي إم دبليو) في مدينة أنطاكيا التركية ويراقب رجاله وهم ينقلون عبر النهر براميل مهرّبة من النفط السوري إلى تركيا مقابل أوراق نقدية امريكية ويشعر بالفخر لما أصبح عليه خلال أقل من ثلاث سنوات حين تحول من فلاح عادي إلى أمير حرب، ومن بائع سجائر بقرية في محافظته إلى حاكم محافظة يسيطر على حواجز تفتيش وعلى طرق التهريب.’

وأضافت الصحيفة أن الجيش السوري الحر، الذي يضم مجموعات اسلامية معتدلة، كان محط آمال الغرب للإطاحة بالرئيس الأسد، لكنه تحول في شمال سورية إلى مؤسسة جنائية إلى حد كبير يهتم قادته بجني المال من الفساد والخطف والسرقة بدلاً من محاربة النظام السوري، وفقاً لسلسلة من المقابلات التي اجرتها مع قياديين فيه.

وأشارت ‘صندي تلغراف’ إلى أن قادة الجيش السوري الحر ‘كان يُشاهدون في مقاهي انطاكيا وهم منكبون على الخرائط لمناقشة الهدف المقبل لعملياتهم في بداية الحرب السورية، إلا أن الحرب ضد نظام الرئيس الأسد اصبحت منسية بعد مرور نحو ثلاث سنوات على اندلاعها، وصار هؤلاء يناقشون الآن المخاوف من تنامي تأثير الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية، والدولة الاسلامية في العراق والشام، والإجرام والفساد اللذين يهيمنان على المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة’.

وقالت الصحيفة إن مناطق شمال سورية ‘أصبحت مقسمة على شكل اقطاعيات يديرها أمراء الحرب المتنافسون، وتخضع فيها كل مدينة وبلدة وقرية لسيطرة قائد مختلف من قادة الجيش السوري الحر بسبب الغياب الشامل لسيادة القانون، وتنتشر فيها نقاط التفتيش، وهناك ما يقرب من 34 حاجز تفتيش على الطريق القصيرة من الحدود التركية إلى محافظة حلب وحدها، ويتنافس الرجال من أجل السيطرة على الأراضي والمال والأسلحة وطرق التهريب واحتكار غنائم الحرب، وفقاً لمدنيين ساخطين من المنطقة’.

وأشارت ‘ صندي تلغراف’ إلى أن ‘المنافسة بين مؤيدي الجيش السوري الحر، قطر والسعودية، وغياب الالتزام العسكري الحقيقي من القوى الغربية، والاقتتال الداخلي بين الجماعات الاسلامية، ساهم في تراجع هذا الجيش قبل أن يتم تكوينه بشكل صحيح، كما أدى غياب الدعم المالي والعسكري إلى السماح لتنظيم القاعدة بإقامة موطئ قدم له في سورية’.

وذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية ‘د.ب.أ’، أن ‘عدة قذائف سقطت في منطقة باب شرقي خارج السور ما أدى إلى وقوع أضرار مادية’.

وأضاف الشهود أن ‘قذيفة سقطت في برج الروس بمنطقة القصاع وفي ساحة التحرير إضافة لقذيفة في شارع فارس خوري المؤدي إلى كراج العباسيين’ ومعظم هذه الأحياء وسط دمشق تحت سيطرة قوات بشار الاسد ، دون أن تؤدي إلى إصابات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ‘ 20 شخصا بينهم امرأتان و4 أطفال قتلوا إثر قصف ببراميل متفجرة من قبل الطيران المروحي التابع للنظام بمنطقة السوق المسقوف في مدينة الباب بحلب شمال سورية.

وأضاف المرصد أن ‘العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالة خطرة’.

وأوضح المرصد أن اشتباكات دارت بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في منطقة حلب القديمة مع تعرض مناطق في بلدة دير حافر لقصف من الطيران الحربي.

وأشار المرصد إلى أن طفلتين وامرأة قتلوا جراء قصف من الطيران الحربي على بلدة كفرنبل بريف إدلب، كما تعرضت مناطق في قرية بسامس والمنطقة الشمالية من تل النبي أيوب لقصف من القوات النظامية ما أدى لسقوط جرحى.

وأوضح المرصد أن اشتباكات وقعت بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط حاجز الامار في بادية شاعر في ريف حماه الشرقي الجنوبي.

الى ذلك اعلن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري ان اي قرار لن يصدر عن مؤتمر جنيف-2 المقرر عقده في كانون الثاني/يناير المقبل ‘الا بموافقة’ الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال المقداد في مقابلة مع قناة ‘الميادين’ نقلت مقاطع منها صحيفة ‘الوطن’ السورية الاحد أن ‘الوفد الذي سيذهب الى جنيف سيحمل تعليمات وتوجيهات ومواقف وقراءات الرئيس الأسد، وأيضاً فإن الحلول سوف لن تتم إلا بموافقة الرئيس الأسد’.

واضاف في كلامه عن جنيف-2 ‘سنجلس حول الطاولة وسنتناقش دون أي تدخل خارجي ويجب أن نبحث كل هذه المسائل وأن تكون هناك في نهاية المطاف حكومة موسعة’.

سورية: نفط وفيديو.. وملايين وقلاع وسيارات ‘بي ام دبليو’ ومن فلاح لقيادي ومن بائع سجائر لأمير حرب

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ ماذا حدث للمقاتلين الذين بدأوا مهمة للتخلص من نظام بشار الأسد؟ ومن هي العناصر المسؤولة عن تراجع أو تشويه الثورة؟ هل هم تجار السلاح، النفط، وأين ذهبت العناصر المعتدلة، في وضع أصبح فيه الخيار بين أن تكون تاجر نفط، أمير حرب، مهرباَ او عضواَ في القاعدة؟ أسئلة تحاول الكشف عنها مراسلة ‘صندي تلغراف’ البريطانية روث شيرلوك والتي التقت في أنطاكية من أطلقت عليهم وصف أمراء الحرب، فمن أخوة في القتال إلى أمراء حرب تقول أنهم يقومون أو على الأقل بعضهم بعمل الملايين من الرشوة والإبتزاز.

براميل النفط

في بداية التقرير تقول الصحافية إن من تسميه القيادي العسكري في الجيش الحر ‘مال على باب سيارته ‘بي أم دبليو- اكس فايف’ بشبابيكها المدهونة بالسواد وراقب رجاله وهم يخوضون في مياه النهر وينقلون براميل من النفط المهرب لتركيا.

وكان يتحسس يأطراف أصابعه رزماً من الدولارات الأمريكية التي حصل عليها مقابل الصفقة، شعر بالفخر لما وصل إليه الحال. فقد حولته ثلاث سنوات من الحرب تقريبا من فلاح إلى أمير حرب، ومن بائع سجائر في شارع بلدة في الريف السوري إلى حاكم لأقيلم يقوم عبر نقاط التفتيش التي أقامتها جماعته المسلحة بالسيطرة على خطوط التهريب والتجارة المربحة التي تدرها’.

ولا نعرف إن كان هذا القيادي يمثل الجيش السوري الحر الذي عولت عليه دول أصدقاء سورية للإطاحة بالرئيس الأسد، لكن الجيش الحر يظل مجموعات من الفصائل المتعددة الولاءات والتي تغير مواقعها وأيديولوجيتها بشكل مستمر، بسبب الخلافات والبحث عن مصادر التمويل، وترى الكاتبة أن ‘الجيش الحر’، ‘تحول في الشمال إلى التجارة في الممنوعات (إجرامية) حيث أصبح القادة مهتمون بالربح من خلال الفساد، والإختطاف، والسرقة أكثر من اهتمامهم بقتال النظام’، هذا على الأقل ما توصلت إليه الصحافية من مقابلات أجرتها في مناطق الشمال.

وتنقل عن احمد القنيطري، قائد كتيبة عمر المختار في جبل الزاوية- جنوب- غرب إدلب، قوله ‘هناك عدد من قادة الثورة ممن لا يريدون سقوط النظام لأنهم يحبون استمرار النزاع′، ويضيف ‘ لقد أصبحوا أمراء حرب، وينفقون ملايين الدولارات، ويعيشون في قلاع ويملكون السيارات الفاخرة’.

حديث الثورة انتهى

وتضيف الكاتبة أن المقاهي في مدينة انطاكية التركية التي تحولت إلى مركز من مراكز تجمع المقاتلين والثوار، كانت تمتلىء بأحاديث ‘الثورة’ حيث كان قادة الفصائل يتناقشون وهم ينظرون للخرائط الهدف أو الأهداف القادمة التي يجب ضربها.

والآن، وبعد 3 أعوام تقريباً اختفت الخرائط وتوقف الحديث عن المعارك ونسيت الحرب، والحديث يتركز اليوم عن تصاعد قوة الجماعات المرتبطة بالقاعدة مثل جبهة النصرة لأهل الشام، والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إضافة للحديث عن التصرفات الإجرامية والفساد لبعض قادة الفصائل في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المعارضة للنظام.

وتشير الكاتبة إلى أن مناطق الشمال هذه تحولت إلى إقطاعيات يديرها قادة- أمراء حرب يتنافسون فيما بينهم. فقد تحولت كل قرية، بلدة أو مدينة إلى ساحة نفوذ لقائد من القائد، وهذا بسبب غياب القيادة المركزية، ويتحكم هؤلاء القادة بمداخل ومخارج مناطقهم عبر سلسلة من نقاط التفتيش التي تعلم المناطق، فهناك 34 نقطة تفتيش على الطريق الذي يصل مدينة حلب بالحدود مع تركيا، وتصف الوضع بأنه مثل الكلاب الجائعة التي تتقاتل على الفريسة حيث يتنافس القادة للسيطرة على الحدود، الأموال والأسلحة وطرق التهريب، وهو ما يطلق عليه الأهالي الساخطون بالتنافس على غنائم الحرب.

لا أمان

وتنقل عن عامل في مؤسسة انسانية في مدينة حلب ويقوم بتوزيع الطعام على المدنيين ‘ كنت أشعر بالأمان للسفر بين حلب ومحافظة إدلب’، و’الآن فإنني اخاف ترك الشارع الذي يقع خلف بيتي، ففي كل مرة تتحرك فيها تكون عرضة للسرقة والإختطاف أو الضرب، وكل هذا يعتمد على مزاج الرجال الذين يحرسون ويديرون نقاط التفتيش في اليوم الذي تمر فيه عليهم’.

فقد تحولت تجارة تهريب النفط الخام إلى تجارة مربحة، حيث ينقل عبر طرق التهريب ويباع في تركيا. ومن أجل السيطرة على بيع النفط السوري، فقد تخلت كتائب عن القتال بشكل كامل لإدارة عمليات استخراجه وبيعه وحشو جيوبهم بالدولارات، فيما تستخدم جماعات أخرى عائداته لتمويل عمليات عسكرية.

ويستفيد الكثيرون من تجارة النفط، فبعض الجماعات تقوم بنقل النفط إلى المصفاة ومنه إلى الحدود التركية، وهناك جماعات أخرى تقيم نقاط تفتيش وتفرض أتاوات على مهربي النفط. ويقول ناشط في مدينة الرقة التي تسيطر عليها القاعدة ‘قبل ثلاثة أعوام كان المقاتلون جادين في حرب النظام’، وبعد ‘سيطرة الجيش الحر على المعابر الحدودية ومناطق النقط، تغير كل شيء الثورة للمعركة على النفط، وأعرف جماعات مقاتلة من حلب ودير الزور وحتى حمص تأتي إلى هنا لأخذ حصتها من الغنيمة’.

تسلسل قيادي

وتشير الصحافية إلى أن الجيش الحر، على الأقل العناصر المعتدلة، كان الهدف منه السيطرة على الجماعات الأخرى، وبناء تسلسل قيادي يقوم من خلالها ‘المجلس الأعلى للثورة السورية’ بإدارة عمليات نقل السلاح وفرض النظام والقانون بين فصائل المعارضة المختلفة.

وتعتبر الإستخبارات الأمريكية ‘سي أي إي’ جزءاً مما يعرف بـ ‘غرف العمليات’ التي كانت تهدف للتأكد من وصول الأسلحة التي ترسلها دول الخليج إلى الجماعات المؤيدة للغرب والمنضوية تحت لواء الجيش الحر، بل وقدمت الولايات المتحدة دعماً محدوداً من الأسلحة غير الفتاكة للمقاتلين، وقدمت اجهزة ومعدات ووجبات غذائية.

ولكن ما قضى على هذه الفكرة هو التنافس بين الدول الداعمة للفصائل المقاتلة، وغياب الإلتزام العسكري من جانب الغرب، والتنافس المزمن بين المقاتلين. وبسبب كل هذا وغياب الدعم المالي والعسكري والإستراتيجية الواضحة بدأت فصائل المعارضة المسلحة بالتشرذم.

وحصلت انشقاقات داخل الفصائل وهجر عناصر منها إلى الجماعات المرتبطة بالقاعدة ذات التمويل والتنظيم الجيد، مما أعطى فرصة لهذه الجماعات الجهادية لتعزيز وجودها وتوسيع نفوذها في شمال سورية.

قصة انهيار

وتنقل عن محمود، وهو مقاتل من جسر الشغور، في إدلب حديثه عن الطريقة التي تراجعت بها وحدته القتالية، هي نفس القصة التي تسمع عادة في شمال سورية.

ويقول أحمد أنه ‘انضم للثورة مع زملائه عندما كانوا لا يملكون إلا بنادق صيد وذلك للدفاع عن قراهم، ومضينا في الطريق، وكنا سعداء، وكانت لدينا قضية لمواجهة النظام، كنا نجلب الحرية للناس′، ولكنهم كانوا في ذلك الوقت ‘مجموعة من الأخوة، ليس ضباطاً بجنود، قادة برجال، كنا أصدقاء’.

ولكن المزاج العام تغير حيث بدأ رجال لم يكونوا جزءاً من الثورة ببيع السلاح فقط، وقالوا إنهم من الجيش الحر ‘ولم يكن لديهم أي اهتمام لقتال الأسد، وسيطروا على المناطق المحررة أصلاً، وأقاموا نقاط تفتيش على الطرق وبدأوا بفرض أموال على دخول الناس. وبسبب إغراء المال أخذ بعض المقاتلين في وحدة أحمد بالعمل معهم.

وأشار إلى شخص قال إنه ممثل للمجلس العسكري الأعلى للثورة السورية في جسر الشغور والذي قاتل النظام بإخلاص، حصل على دعم مالي وعسكري من ممولين أجانب، وقرر الإنشقاق عن الوحدة وشكل جماعته الخاصة ولكن لم يخض ولا معركة واحدة مع النظام منذئذ على الرغم من أنه يملك من المال والسلاح الكثير.

والسبب كما يقول أحمد أن القيادي هذا أقام تجارته الخاصة لتهريب الديزل وحراسة نقاط التفتيش والحصول على الضرائب، وأضاف أحمد ان هذا الرجل له علاقة بقضايا الإختطاف، و’إذا ألقوا القبض على جندي فإنهم يقومون ببيعه لعائلته’.

ويضيف أحمد أن جماعته انهارت بسبب غياب التمويل والسلاح، مما اضطر أفرادها الذين رفضوا المشاركة في تجارة الحرب البحث عن وظائف للتكسب منها، وهذا ما أدى إلى تفكك الكتيبة. ويقول احمد إن قائدها كان من أوائل من انشقوا عن النظام، ولم يعد لديه الجنود ليقاتل أو المهام للقتال ‘ولا يزال القائد يدعونا للعودة، فهو بحاجة ماسة للمقاتلين’.

إستغلال الممولين

ويقول أحمد أن نسبة 85 بالمئة من الجماعات التي يعرفها تركت القتال وانغمست في تهريب النفط والسيارات، فيما بدأت فصائل أخرى باستغلال الممولين لهم، حيث تصور معاركها وتضعها على ‘يوتيوب’ كي يستخدمها الداعمون لها.

وفي داخل كل فصيل وحدة إعلامية ترافق المقاتلين وتوثق عملياتهم، ويتم تحرير الصور ووضع شعار الفصيل عليها قبل وضعها على الإنترنت.

ويقول مسؤول الوحدة الإعلامية في ‘كتيبة الفاروق’ إنهم يتلقون دعماً من الممولين على العملية، ولهذا يصورون المعركة ويرسلون الفيديو إلى الممولين كإثبات.

ولكن بعض الجماعات تحاول استغلال هذا الخيط من الدعم بأكثر من طريقة، حيث يقومون بإطالة أمد المعركة. وتشير إلى معركة وادي الضيف والتي قادها جمال معروف وحاصر فيها المقاتلون قاعدة عسكرية لمدة ستة أشهر وانتهت ببقائها في يد النظام. ونقلت الصحافية عن مقاتلين قولهم إن القيادات الميدانية لم تكن راغبة بإنهاء المعركة لأنها مصدر ربح ‘فالدعم المالي يتدفق من دول الخليج والسعودية’ كما أن المقاتلين تلقوا رشاوى من النظام كي يسمح لهم بادخال المواد الغذائية إلى داخل القاعدة.

وظل الداعمون في الخارج يرسلون الدعم شهراً بعد شهر بحيث أصبحت المعركة على وادي الضيف مثل ‘الدجاجة التي تبيض ذهباً’ بحسب أحد المقاتلين. وفي الوقت الذي يقول فيه القنيطري إنهم أي القادة لا يريدون الحديث عنها حتى لا يفقد الناس الأمل لكن الأمر زاد عن حده فهذه العناصر داخل الثورة تحولت إلى ‘تجار يتاجرون بدم الشهداء’.

الأسد الميت

وهذه الصورة تتناقض مع تلك التي يظهر فيها مقاتلون جائعون يتعشون بلحم أسد، حيث تساءلت صحيفة ‘إندبندنت’ ان كانت ‘صورة عن حاجة ماسة أم أنها مجرد صورة أسيء فهمها على وسائل التواصل الإجتماعي.

ومع أنه لم يتم التأكد من صحة الصورة، إلا أنها قدمت كمثال على الحالة التي وصل إليها المقاتلون حول دمشق، واقترحت بعض التقارير أنهم كانوا يسلخون الأسد لاستخدام فروته للتدفئة من برد الشتاء او بشكل رمزي أنهم يقومون بسلخ الأسد- اي الرئيس، فيما قالت تقارير أخرى أن الاسد كان ميتاً. وعلى العموم فقد اهتمت صحف غربية بحالة المعارضة المسلحة والإحباط الذي تعاني منه، ففي ‘نيويورك تايمز′ يوم الجمعة تحدث ناشطون عن مسار الثورة والأسباب التي دعتهم لإعادة النظر في أحلامهم، وقد اعترف بعضهم بأن الاسد الرئيس هنا استفاد من خلافاتهم وعدم وضوح الإستراتيجية، فيما ألقى أخرون الوضع على تدفق الجهاديين الأجانب الذين حرفوا الثورة عن مسارها.

داعش الآكلة

وكانت صحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ قد أشارت للظاهرة في تقرير لها الإسبوع الماضي. وأشار إلى تجربة محمود الباشا الذي كان مستعداً لتحمل أعباء الثورة أياً كانت لكن حادثاً أمام مستشفى في حلب جعله يعيد التفكير بموقفه، فقد شاهد مقاتلون من ‘داعش’ وهم يقطعون رأس ‘كافر’ قالوا إنه من داعمي النظام الشيعي، حيث وضح فيما بعد أن القتيل قتل بالخطأ واعتذر قائد الكتيبة عن هذا الفعل.

وقرر الباشا الهرب من سورية بعد الحادث بأيام وسط مخاوف شديدة بين الجماعات المعارضة من صعود الجهاديين وممارساتهم الوحشية، خاصة أن ‘داعش’ حرفت انتباهها في الأسابيع القليلة الماضية نحو ملاحقة الناشطين والصحافيين، والذين يهربون بسبب عدم حصولهم على دعم من الجماعات المعتدلة كما في حالة الباشا الذي التقته الصحيفة في غازي عينتاب وقال إن ‘كل ثلاثة أيام يتم اختطاف شخص، والفاعلون هم داعش، لكن الجماعات الأخرى لا تفعل شيئاً، فهي خائفة’.

ويقول الباشا وهو صحافي وناشط إن ‘داعش’ اعتقلت عشرة ناشطين فيما هرب 15 آخرون من حلب، وجاءت حملة القمع بعد قيام الصحافيين بتشكيل اتحاد لحماية أنفسهم’ ويقول جوشوا لانديز، الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة اوكلاهوما إن ‘الثورة السورية تأكل أبناءها وداعش هي التي تأكلهم’.

ويرى باحثون أن سبب قسوة الدولة الإسلامية نابع من محاولتها إنشاء دولة شمولية، وخلافاتها مع بقية الفصائل التي يقولون إنها ايديولوجية بالدرجة الأولى أكثر من كونها محاربة لما تراه ‘داعش’ ‘نشاطات إجرامية’.

وكانت ممارسات الدولة وراء عدد من التحالفات التي ظهرت في داخل سورية لمواجهة ما يراه الناشطون تطرفاً حيث تنقل عن ناشط قوله ‘إذا كان لداعش معك مشكلة، فإنها تصمك بالكفر ولا أحد يستطيع فعل شيء لحمايتك’.

ويرى غوكهان باتشيك من جامعة ‘ايبيك’ في أنقرة أن الخلافات مردها الى اكتشاف عدد من فصائل المقاتلين أن لا حل قريباً في الأفق، ‘فعندما يشعرون أنهم جزء من عملية طويلة الأمد فإنهم يحرفون انتباههم من قتال الأسد لحماية مواقعهم’.

وتشير الصحيفة إلى ان النظام استغل هذا الوضع وحقق إنجازات ولو متواضعة ويقول الباشا إن ‘ المقاتلين يخسرون لأن كل واحد منهم يقاتل لمنفعته الخاصة وليس من أجل بلده، ومعظمهم يجلس في مركز قيادته ولا يخرج لجبهات القتال كي يقاتل الأسد’.

وأشارت إلى مقتل عبدالقادر الصالح القائد الميداني لكتيبة التوحيد الذي التقته قبل مقتله بشهر وعبر عن انتقاده للذين يهربون من سورية حيث قال ‘سورية بحاجة للمتعلمين والملتزمين لمساعدتها في هذا الوقت، فماذا سيعملون لها وهم في الخارج؟’، وبوجود ‘داعش’ يقول الباشا إن هناك ثلاثة خيارات أمام المقاتل أو الناشط إذا أراد القتال من أجل الثورة وهي ‘الإنضمام للقاعدة، او تتعرض للقتل والسجن، او الهروب لتركيا’.

رئيس البرلمان الإيراني: طهران ستواصل دعم سورية في مواجهة ‘اعتداءات المجموعات الإرهابية

طهران ـ الأناضول :قال علي لاريجاني،’رئيس مجلس الشوري الإسلامي (البرلمان الإيراني)، إن بلاده ‘ستواصل دعمها لسورية امام اعتداءات المجموعات الإرهابية وحماتها الخارجيين’، على حد وصفه.

وخلال لقائه مع رئيس وزراء النظام السوري وائل الحلقي، الذي يزور طهران حاليا، أضاف لاريجاني:”مقاومة سورية حكومة وشعبا أمام الاعتداءات الواسعة للمجموعات الإرهابية غيرت الظروف الميدانية والعملياتية لصالح هذا البلد’، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا).

واعتبر أنه”من خلال مواصلة سورية حكومة وشعبا صمودها أمام هذه الضغوط،’فإن هذا البلد سيشهد مزيدا من الانتصارات السياسية والعملياتية’.

وتعد طهران من أكثر الدعمين لنظام بشار الأسد في حربه التي يخوضها’منذ مارس/آذار 2011 ضد’المعارضة السورية التي تطالب بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

وخلال هذه الحرب، قدمت’طهران، التي تصف قوات المعارضة السورية بـ’المجموعات الإرهابية’،’دعما عسكريا ومساعدات اقتصادية لنظام الأسد، قدرته تقارير صحفية، بمليارات الدولارات.

من جانبه، قال الحلقي’إن ‘الشعب السوري’لن ينسي أبدا المساعدات الانسانية التي تقدمها إيران إليه في الظروف العصيبة للغاية’ مؤكدا علي ‘الدور المهم لهذه المساعدات في صمود الشعب السوري’، بحسب ‘إيرنا’.

واعتبر أن’الاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5+1 في جنيف مؤخرا ‘يفتح أجواء جديدة في العلاقات الإقليمية، ويثير صعوبات كبيرة للمجموعات الإرهابية وحماتها الخارجيين’.

ورأى أن ما وصفه بـ’انتصار إيران في ملفها النووي’ سـ’يترك تأثيرات كبيرة علي التطورات في سورية وسيكون لصالح الشعب السوري’.

وخلال اللقاء،’قدم الحلقي ‘تقريرا عن مسيرة التطورات في سورية، مؤكدا أن بلاده ستشارك في اجتماع جنيف 2 لحل الأزمة السورية ‘دون أي’شروط مسبقة’.’ وقال: ‘الأزمة السورية تسوي فقط عبر الحل السوري السوري والحوار بين المجموعات المختلفة في هذا البلد’.

‘وكانت الأمم المتحدة قد اعلنت الإثنين الماضي أن مؤتمر ‘جنيف 2′ سيعقد في 22 يناير/’كانون الثاني المقبل.

وأكدت’الحكومة والمعارضة السورية المشاركة في المؤتمر، لكنهما طرحا رؤى متباينة تماما لما يمكن أن يفضي إليه المؤتمر؛ فبينما أعلن الائتلاف أن الهدف من المؤتمر هو تشكيل حكومة انتقالية، أصرت الحكومة السورية على أنها لن تذهب إلى المؤتمر لتسليم السلطة.

وبدأ’الحلقي زيارة إلى إيران الجمعة تستمر ثلاثة أيام ويجري خلالها’محادثات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن الأزمة السورية قبيل انعقاد مؤتمر ‘جنيف 2′، بحسب الإعلام الرسمي الإيراني.

وكان الحلقي زار طهران في أغسطس/آب الماضي عقب تولي حسن’روحاني الرئاسة.

وسبق زيارة الحلقي إلى طهران اتصال هاتفي جرى الأربعاء الماضي بين بشار الأسد’وروحاني، بحثا خلاله التطورات التي تشهدها سورية والأمن الإقليمي.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية’في وقت سابق إن روحاني أشار في الاتصال إلى ضرورة ‘أن يسود الأمن والسلام منطقة الشرق الأوسط’.

وأكد روحاني أن ‘لا حل عسكريا’، وأن ‘عودة الأمن والاستقرار إلى سورية من أهم أهداف إيران، لأنها تعتبر الإرهاب والتطرف لا يشكلان تهديدا لسورية فقط، بل للمنطقة برمتها’.

فيلم وثائقي عن «مخيم الزعتري» يلقي الضوء على معاناة السوريين بعيون عاملي الإغاثة

أنتج بالتعاون مع موقع «ياهو» ويعرض في 15 حلقة قصيرة

بيروت: كارولين عاكوم

تحت عنوان «يوم في مخيم الزعتري» اختارت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع موقع «أخبار ياهو»، أن تلقي الضوء على حياة اللاجئين السوريين في الأردن، حيث تحول المخيم إلى «مدينة» من الخيم، وسط الصحراء قرب الحدود الأردنية – السورية، موطنا لأكثر من 120 ألف لاجئ فروا من الحرب في سوريا.

ويأتي وثائقي «يوم في حياة مخيم الزعتري» الذي يعرض على 15 حلقة مدة كل منها أربع دقائق، بعد جهد متواصل بذله عمال المنظمات غير الحكومية لتوفير أبسط متطلبات الحياة من مأوى وكهرباء وماء، وكذلك التعليم لأكثر من 60 ألف طفل دون الـ18 عاما والرعاية الصحية الأولية لهم.

وإضافة إلى شهادات متطوعي الإغاثة الذين تعاونوا وبذلوا جهودا كبيرة لتحسين حياة العائلات النازحة قدر الإمكان، ينقل أندرو هاربر، ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، في إحدى حلقات الوثائقي، تجربته مع العائلات الهاربة من الموت. بينما يقول مدير المخيم كيليان كلاينشميت: «إنشاء مدينة جديدة في أي مكان يستغرق 20 عاما، لكننا قمنا بذلك هنا خلال أشهر، وها هي تتحول الآن إلى حقيقة واقعة».

ويلقي المسلسل الضوء على برنامج «السوريون يضمدون جراح السوريين»، يقوم من خلاله أطباء لاجئون، بمعالجة مواطنيهم في مخيم الزعتري إلى جانب العاملين في المنظمات غير الحكومية.

وفي مكان ليس ببعيد عن منطقة الخطر، يظهر المسلسل مغامرة عبور الحدود من قبل عائلات اللاجئين الفارين إلى الأردن تحت نيران القناصة والمدافع، وهم يروون معاناتهم والأيام القاسية التي أمضوها تحت القصف.

ويقول هاربر: «قطع هؤلاء مسافة سبعة كيلومترات مشيا على الأقدام في الصحراء، وعليكم أن تتخيلوا كيف تسير امرأة مع أربعة أو خمسة أطفال وهم يحملون أمتعتهم كل هذه المسافة في الصحراء ليلا وهم يحاولون تجنب إطلاق النار عليهم؟»، مضيفا: «أهم ما في الأمر هو كيف تنقذ الفارين من الصدمات النفسية والإنسانية والكوارث التي تفوق الوصف في سوريا، وتنقلهم إلى بر الأمان».

وعن المخيم وأوضاع العائلات الموجودة فيه، تقول نداء ياسين، الناطقة باسم قسم الخدمات الاجتماعية في مخيم الزعتري، إن المملكة الأردنية «كانت ترى أن إنشاء مخيمات هو السيناريو الأسوأ، لكن تزايد عددهم بشكل كبير وعدم قدرة الحكومة الأردنية على تحمل الأعباء المادية لإقامتهم وتقديم المساعدات اللازمة لهم أدى إلى اتخاذ قرار إقامة العائلات في مخيم الزعتري، الذي يضم حتى الآن نحو 100 ألف لاجئ». وتؤكد ياسين في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين حرصت في إنشاء هذا المخيم على تأمين كل مستلزمات الحياة للعائلات السورية، آخذة بعين الاعتبار بشكل أساسي متطلبات الأطفال الذين يشكلون نسبة 50 في المائة من هؤلاء النازحين، وتؤمن لهم لهذه الغاية ثلاث مدارس، تسجل فيها 19 ألف طفل، يدرس لهم أساتذة متطوعون سوريون، وفق المنهج الدراسي الأردني. وأشارت إلى تسجيل ولادة ما بين 10 و12 طفلا يوميا في المخيم.

وتؤكد ياسين أن المفوضية تبذل أقصى جهدها لتأمين وسائل ترفيه لهؤلاء الأطفال الهاربين من الرعب والموت بحثا عن الأمن والأمان، وذلك من خلال توفير مساحات صديقة للبيئة للعب والترفيه ومراكز للحرف اليدوية ومكتبات عامة.

وفي حين تخضع العائلات السورية لإجراءات أمنية تمنعهم الخروج من المخيم من دون إذن مسبق من القوى الأمنية الأردنية الموكلة إليها هذه المهمة، تؤكد ياسين أنهم يعيشون حياة طبيعية لا تختلف عن مواطنيهم في المناطق الأردنية الأخرى، كما أنهم يديرون أعمالا تؤمن لهم دخلهم اليومي وتحرك الحياة الاقتصادية في سوق خاصة في المخيم.

وعن الهدف من هذا الوثائقي، يقول نك بيتشه، محرر أول في موقع «أخبار ياهو»: «وظفنا قدرات (ياهو) لنقل صورة حقيقية عن واقع المعاناة اليومية لآلاف اللاجئين»، مضيفا: «عندما تتابع أخبار الأزمة في سوريا وتشاهد الكثير من المقاطع المصورة، قد يختلط عليك الأمر وتفقد القدرة على فهم ما يجري هناك. لذا أردنا توضيح حقيقة الوضع وإلقاء الضوء على الضحايا الأبرياء الهاربين من الموت في سوريا، من خلال سرد الأحداث المعقدة بشكل مبسط على موقع (ياهو)، بعيون أولئك الذين يعملون لخدمتهم في المخيم».

المقداد: أي قرار عن «جنيف 2» لن يصدر إلا بموافقة الأسد

الحلقي يختتم زيارته إلى طهران بلقاء روحاني

الرئيس الإيراني حسن روحاني وإلى جانبه رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي لدى وصولهما إلى مقر الرئاسة الإيرانية في طهران أمس (أ.ب)

طهران – لندن: «الشرق الأوسط»

اختتم رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي زيارته إلى طهران أمس التي استغرقت عدة أيام بلقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، حيث جدد الحلقي «الإشادة» بدبلوماسية إيران بعد وصولها إلى اتفاق مع دول الغرب لحل أزمتها النووية. وجاء ذلك بينما قال مساعد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إن أي مقررات تصدر عن مؤتمر «جنيف 2» للسلام الخاص بسوريا لن تمر دون موافقة الرئيس بشار الأسد.

وقال المقداد، إن أي قرار لن يصدر عن مؤتمر «جنيف 2» المقرر عقده في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل «إلا بموافقة» الأسد.

وأوضح المقداد، في مقابلة مع قناة «الميادين» نقلت مقاطع منها صحيفة «الوطن» السورية ووكالة الأنباء السورية «سانا»، أن «الوفد الذي سيذهب إلى جنيف سيحمل تعليمات وتوجيهات ومواقف وقراءات الرئيس الأسد، وأيضا فإن الحلول لن تجري إلا بموافقة الرئيس الأسد».

وأضاف في كلامه عن «جنيف 2»: «سنجلس حول الطاولة وسنتناقش دون أي تدخل خارجي ويجب أن نبحث كل هذه المسائل وأن يكون هناك في نهاية المطاف حكومة موسعة».

ويشترط الائتلاف السوري المعارض عدم قيام الرئيس السوري بأي دور خلال الفترة الانتقالية للموافقة على المشاركة في هذا المؤتمر، في حين يرفض النظام تماما هذا الأمر.

وكان مؤتمر جنيف الأول الذي عقد في يونيو (حزيران) 2012 دعا إلى تشكيل حكومة ائتلافية ذات صلاحيات كاملة من دون أن يشير بشكل واضح إلى دور الرئيس السوري.

كما قال المقداد، إن الحكومة السورية لديها «تحفظ على مشاركة مجموعات إرهابية مسلحة تقتل الشعب السوري وتسفك دمه في المؤتمر». وأضاف أن «سوريا تخوض اليوم معركة ضد الإرهاب ويجب أن يكون السوريون موحدين ضد الإرهاب حتى قبل الدخول إلى المؤتمر».

وفي غضون ذلك، غادر الحلقي مطار مهرباد آباد الدولي في طهران عائدا إلى دمشق بعد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين الإيرانيين اختتمها بلقاء الرئيس الإيراني الذي بحث معه «فرص التعاون بين البلدين على جميع الصعد، وخصوصا التجارية والاقتصادية».

وحسب «سانا» بحث المسؤولان أيضا «سبل تذليل العقبات أمام انسياب السلع بين البلدين وتنشيط خط الائتمان وتأمين المشتقات النفطية وجميع احتياجات المواطنين السوريين».

ونقل الحلقي إلى روحاني «تهاني» الأسد «إلى القيادة والشعب الإيراني بالإنجاز التاريخي والاستراتيجي الذي حققته الدبلوماسية الإيرانية في معالجة ملفها النووي».

وكرر أن «الانتصار العظيم الذي حققته إيران سينعكس إيجابا على حل الأزمة في سوريا سياسيا».

وحسب وكالة «سانا»، أكد روحاني أن بلاده «تنشد دائما استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وأن الزيارة المهمة للوفد الحكومي السوري تصب في هذا الاتجاه». وشدد على «حرص القيادة في إيران على تعزيز صمود الشعب السوري في وجه الحرب الظالمة التي يتعرض لها وتأمين احتياجات السوريين للتغلب على الحصار الاقتصادي».

وعد أنه «لا حل للأزمة في سوريا إلا من خلال الحوار بين السوريين وأنه من حق الشعب السوري وحده تقرير مصيره دون تدخل أو إملاءات خارجية».

وحضر اللقاء وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، ومنصور عزام، وزير شؤون رئاسة الجمهورية، وعماد خميس، وزير الكهرباء، وسعد النايف، وزير الصحة، وسليمان العباس، وزير النفط والثروة المعدنية، وتيسير الزعبي، الأمين العام لمجلس الوزراء، وحسام الدين آلا، معاون وزير الخارجية والمغتربين.

وكان الحلقي دعا الشركات ورجال الأعمال والمستثمرين الإيرانيين للمساهمة في إقامة مشاريع تنموية وخدمية في سوريا، وخصوصا في مرحلة البناء والإعمار والاستفادة من خبرات الكوادر والشركات الإيرانية في هذا المجال.

اشتداد المعارك في القلمون والنظام السوري يتأهب لاقتحام النبك

حصيلة مجزرة «الباب» 26 قتيلا.. وباريس تستنكر استهداف مدرستها بدمشق

بيروت: نذير رضا

بينما تصعد قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد من هجماتها لاقتحام بلدة النبك ضمن خطتها لاستعادة البلدات الواقعة في منطقة القلمون بريف دمشق، جدد النظام قصف مدينة الباب في ريف حلب أمس مما أسفر عن مقتل 26 شخصا على الأقل. وجاء ذلك بينما سقطت قذائف على مدرسة فرنسية في دمشق، من غير أن تسفر عن إصابات.

واشتدت المعارك، أمس، في بلدة النبك في القلمون بين قوات المعارضة السورية والجيش النظامي، حيث صعد الأخير من قصفه البلدة، فيما كان مقاتلو المعارضة يحاولون صد هجمات متكررة لاقتحامها. وقال ناشطون، إن «القوات النظامية سيطرت على المستشفى في البلدة بعد دخول عناصر المعارضة إليها».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل خمسة من عناصر القوات النظامية إثر تفجير مقاتل من جبهة النصرة نفسه بسيارة مفخخة عند منتصف ليل السبت / الأحد قرب مركز شرطة الطرق العامة على طريق دمشق – حمص الدولي في منطقة النبك.

وفيما أكد ناشطون أن القوات الحكومية لم تتمكن من دخول البلدة بفعل القتال الشديد، قالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات النظام كثفت من حملاتها غرب المدينة بهدف تأمين طريق حمص – دمشق، كما للسيطرة على الأحياء الغربية الملاصقة للطريق الدولي قبل الدخول إلى داخل البلدة».

وتعد النبك واحدة من أكبر بلدات القلمون الواقعة في ريف دمشق الشمالي، وتتضمن مصانع، ويقطنها ما يزيد على 50 ألف نسمة. وبدأت الحملة العسكرية عليها بعد استعادة القوات النظامية السيطرة على قارة ودير عطية في القلمون. وأفاد ناشطون سوريون بشن الطائرات السورية غارات جوية على النبك، غداة وقوع غارات جوية عدة على يبرود القريبة منها، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في النبك.

وفي دمشق، تعرضت «مدرسة شارل ديغول» الفرنسية، الواقعة في منطقة المزة في غرب دمشق، لقصف بقذائف «الهاون»، لم يسفر عن وقوع إصابات، واقتصرت الخسائر على الماديات. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر داخل المدرسة قوله، إن «قذيفة سقطت على مدخنة أحد الصفوف ولم يصب أحد لكن تحطم الزجاج وتصدعت جدران»، وأضاف أن «التلاميذ كانوا في الصف حين سقطت القذيفة وهم 15 طفلا عمرهم خمس سنوات».

وتضم المدرسة نحو 220 تلميذا بينما كانت في السابق تضم نحو 900 قبل بداية الأزمة السورية، ويرتادها تلاميذ سوريون وكذلك أولاد الأجانب القلائل الذين لا يزالون في البلاد.

وأدانت فرنسا على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس سقوط قذيفة هاون على المدرسة، مؤكدة أن «ذلك يعتبر عملا جبانا». وقال فابيوس، إن «فرنسا تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي كان يمكن أن يتسبب بمقتل تلاميذ صغار».

وتجدد أمس القصف على حي برزة شرق العاصمة من قبل قوات النظام السوري باستخدام المدفعية الثقيلة، بالتزامن مع حدوث اشتباكات متقطعة على أطراف الحي بين الجيش السوري الحر وقوات النظام، كما تعرض حيا القابون والعسالي لقصف عنيف.

في غضون ذلك، قال ناشطون سوريون إن «حصيلة غارة جوية نفذتها مروحية تابعة للطيران السوري على بلدة الباب التي تبعد 30 كيلومترا شمالي مدينة حلب، بلغت 26 قتيلا، بينهم أربعة أطفال».

وقال مركز حلب الإعلامي، إن «قصف قوات النظام لمنطقة الباب، لليوم الخامس على التوالي، تجدد أمس مستخدما حاوية متفجرة، مما أدى إلى سقوط العشرات البعض منهم إصاباتهم خطرة»، مشيرا إلى أن هناك العشرات ما زالوا تحت الأنقاض. ولفت المركز إلى أن المنطقة شهدت حركة نزوح واسعة للعائلات بينما تتجدد الاشتباكات في حي الأشرفية بحلب وعند مبنى المواصلات وعلى أطراف منطقة النقارين.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن «عدد القتلى في مناطق مختلفة من محافظة حلب تجاوز إلى 61 شخصا خلال يومين إضافة إلى عشرات الجرحى وذلك جراء قصف لأحياء سكنية ومعارك في مناطق مختلفة».

واشنطن تحذر من انضمام أميركيين للقتال في سوريا

بضع عشرات منهم ينضمون إلى «النصرة»

رالي (كارولينا الشمالية) لندن: «الشرق الأوسط»

حذر مسؤولون فيدراليون أميركيون من انضمام عدد من الأميركيين إلى الحرب الدموية الدائرة في سوريا باعتبار أن ذلك يزيد من فرص تبنيهم أفكارا متشددة بسبب مخالطتهم للجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وبالتالي يعودون إلى الولايات المتحدة وقد تحولوا بفعل القتال في المعارك إلى مصدر خطر شديد على أمن أميركا.

وتقول وزارة الخارجية الأميركية بأن ليس لديها تقديرات عن عدد الأميركيين الذين حملوا السلاح للقتال ضد الوحدات العسكرية المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد.

غير أن تقديرات صادرة عن إحدى الأذرع التابعة لمؤسسة «آي إتش إس جين» البريطانية للاستشارات الدفاعية وكذلك عن خبراء يعملون في مؤسسة بحثية لا تهدف للربح مقرها في لندن، أشارت إلى أن عدد الأميركيين المنخرطين في الحرب السورية يصل إلى بضع عشرات، حسب تقرير لوكالة الأسوشييتد برس.

وتقول مؤسسة «آي إتش إس جين» بأن عدد المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة يصل إلى نحو 15.000 من إجمالي 100.000 شخص أو أكثر يقاتلون ضد قوات الأسد.

واتهم ثلاثة أميركيين خلال هذا العام بالتخطيط للقتال ضمن صفوف جبهة النصرة، التي تضعها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب. غير أن أحدث حالة في هذا الصدد هو أميركي، باكستاني الأصل، يعيش في كارولينا الشمالية قبض عليه وهو في طريقه إلى لبنان.

وقال السيناتور توماس كاربر في المحكمة الجزئية الأميركية في مقاطعة ديلاوير: «نعرف أن مواطنين أميركيين والكثير من المواطنين الكنديين والأوروبيين حملوا السلاح وقاتلوا في سوريا واليمن الصومال. لكن يبقى التهديد الحقيقي والأخطر أنه من الممكن أن يعود أولئك الأشخاص إلى أوطانهم لينفذوا هجمات».

وعقدت تلك الجلسة بعد أسبوعين من اعتقال مكتب التحقيقات الفيدرالي وضباط آخرين، باسط شيخ (29 سنة) في مطار رالي – دورهام الدولي بتهمة مغادرة البلاد للانضمام إلى جبهة النصرة.

وعاش شيخ، الذي يقيم بطريقة شرعية في الولايات المتحدة، حياة هادئة في ضاحية من ضواحي مقاطعة رالي على مدى خمسة أعوام من دون أن تكون له أي سوابق إجرامية قبل القبض عليه في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني).

وفي أغسطس (آب)، صرح روبرت مولر، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي المنتهية ولايته، لقناة «إيه بي سي نيوز» أنه يشعر بالقلق إزاء انخراط أميركيين في القتال الدائر في سوريا، وعلى وجه الخصوص تجاه: «أولا، المجموعات التي سوف يشكلونها بعد عودتهم إلى بلادهم، وثانيا، الخبرات التي سوف يكتسبونها من القتال هناك، وما إذا كانوا سيستخدمون تلك المجموعات وتلك الخبرات في شن هجمات ضد بلادهم أم لا».

واتهم شيخ بالتخطيط لمساعدة جماعة أعلنتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية «النصرة»، حيث لا يحق للأميركيين قانونا، الذين يحملون جنسية دول أخرى أن يقاتلوا ضمن صفوف جيوش تلك الدول. ويؤدي التطوع للقتال في قوات مسلحة معادية للولايات المتحدة إلى فقدان الجنسية الأميركية.

وحسب شهادة تحت القسم أدلى بها جيسون مسلو، عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي الخاص، تأييدا لمذكرة التوقيف التي صدرت بحق شيخ، لم يكن شيخ على علم بأنه يخضع للمراقبة لمدة خمسة أشهر العام الحالي، حيث كان يحمل رسائل نصية وفيديوهات على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تعبر عن دعمه للمسلحين الجهاديين الذي يقاتلون ضد قوات الأسد.

وفي أغسطس، علق شيخ على رسائل جرى تحميلها بواسطة موظف سري في مكتب التحقيقات الفيدرالي على صفحة «فيس بوك» تروج للتطرف الإسلامي. وتضيف الشهادة أنه نشأت صداقة بين شيخ ومسلو. وأخبر شيخ مسلو أنه خطط للسفر في رحلة طويلة باتجاه سوريا لينضم إلى «كتيبة إمدادات تقدم المساعدات الطبية». وبعد أيام قليلة، قال شيخ بأنه حصل على تذكرة ذهاب للسفر إلى تركيا على أمل الاتصال بالأشخاص الذين من الممكن أن يساعدوه في دخول سوريا.

وحسب الشهادة، قال شيخ بأنه تراجع عن تلك الخطوة لأنه «لا يملك الشجاعة لترك والديه»، وأضاف أنه سافر إلى تركيا العام الماضي على أمل الانخراط في القتال في سوريا، لكن همته ثبطت بسبب التجربة التي خاضها مع ادعى أنهم جزء من الجيش السوري الحر. وبعد أن عبر شيخ عن دعمه لجبهة النصرة واهتمامه بالسفر إلى منطقة النزاع، اقترح موظف مكتب التحقيقات الفيدرالي على شيخ أن يتصل بشخص ما في تلك الجماعة (عميل سري آخر لمكتب التحقيقات الفيدرالي).

وحسب الشهادة، أجرى شيخ الاتصال بالفعل، واصفا جبهة النصرة بأنها الأكثر انضباطا بين الجماعات التي تقاتل ضد الأسد. وكتب شيخ «أنا لست خائفا، على العكس أنا مستعد لتلك التجربة».

وتقرر استدعاء باسط شيخ إلى المحكمة في يناير (كانون الثاني). وربما يواجه حكما بالسجن لمدة 15 عاما وغرامة تصل إلى 250000 دولار إذا ما أدين.

قنابل برميلية لنظام دمشق ضد المدنيين.. والأكراد يطالبون بالفدرالية

أكثر من 600 قتيل في ثلاثة أيام

                                            (ا ف ب، رويترز)

مع اقتراب موعد “جنيف2” في الثاني والعشرين من الشهر المقبل، تزداد وتيرة العنف والقصف الوحشي الذي يقوم به نظام بشار الأسد ضد المدنيين في محاولة لفرض واقع ميداني على الأرض في سوريا، حيث سقط منذ الخميس الماضي وخلال ثلاثة أيام فقط أكثر من 600 قتيل في قصف مدمر على أحياء بكاملها من خلال استعمال قنابل برميلية ذات قدرة تدميرية هائلة.

وفي السياسة، أعلن أمس مسؤول في حزب الاتحاد الديموقراطي وهو اكبر مجموعة مسلحة كردية في سوريا، ان الحزب يسعى الى قيام اقليم كردي مستقل في اطار سوريا فدرالية، لافتاً الى ان لجنة تعد دستوراً لهذا الاقليم.

فقد ذكر المرصد السوري أن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري قصفت بلدة الباب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال البلاد لليوم الثاني على التوالي أمس، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا من بينهم أربع نساء حين أسقطت الطائرات قنابل برميلية بدائية الصنع على منطقة للتسوق.

وذكر المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن عدد القتلى قد يرتفع نظرا لإصابة الكثيرين بجروح خطيرة في الغارة التي جاءت غداة مقتل 26 شخصا في هجوم مماثل شنته قوات الأسد على البلدة. وأضاف المرصد أن ثلاثة معارضين مسلحين من لواء التوحيد قتلوا في غارة السبت التي استهدفت مقره في بلدة الباب.

وأشار إلى أن الهجوم أمس ربما استهدف جماعة أخرى من جماعات المعارضة المسلحة. وعادة ما يتم إسقاط القنابل البرميلية من الجزء الخلفي للطائرة الهليكوبتر ونادرا ما تصيب هدفها بدقة. والقنابل البرميلية عبارة عن اسطوانات مملوءة بالمتفجرات أو براميل نفط.

وأظهرت لقطات حملت على الانترنت طائرة هليكوبتر في الجو تسقط قنبلة برميلية انفجرت في منطقة سكنية. ويصف صوت في اللقطات الجسم بأنه برميل متفجر. وتتصاعد سحب من الدخان الرمادي في الجو. وتظهر لقطات أخرى حملت على الانترنت ما يعتقد أنها أكوام من حطام بنايات مدمرة ونيران مشتعلة. ويأتي قصف بلدة الباب التي تبعد نحو 40 كيلومترا شمال شرقي مدينة حلب بعد مكاسب حققتها قوات الأسد في المناطق الواقعة جنوب شرقي حلب الشهر الماضي وقد ينذر بشن هجوم بري مماثل في المنطقة. وجاء القصف أيضا في وقت تشهد فيه أنحاء البلاد قصفا مكثفا خاصة في محيط حلب وفي منطقة القلمون التي تشرف على الطريق السريع الرئيسي شمال دمشق والضواحي الشرقية للعاصمة. وتظهر لقطات أخرى حملت على مواقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت قتالا في درعا وضربات جوية في ضاحيتي النبك ويبرود بدمشق.

ومنذ أن شكل مقاتلو المعارضة تهديدا على دمشق أواخر العام الماضي عززت قوات الأسد قبضتها على محيط العاصمة وفي وسط البلاد.

واستعادت القوات السيطرة على بلدة دير عيطة يوم الخميس وتشتبك مع المعارضين المسلحين من النبك الواقعة على الطريق بين دمشق وحمص.

وقال المرصد السوري إن 212 شخصا قتلوا في أنحاء سوريا أمس السبت مما يرفع حصيلة القتلى منذ يوم الخميس إلى أكثر من 600. ولم تلح في الأفق أي بوادر تذكر على إمكانية إنهاء الصراع بالطرق الديبلوماسية وتصاعد القتال منذ أعلنت الأمم المتحدة يوم الاثنين عقد مؤتمر سلام في جنيف يوم 22 يناير كانون الثاني.

وفي دمشق، سقطت قذيفة هاون الاحد على المدرسة الفرنسية ما تسبب باضرار مادية لكن بدون وقوع اصابات كما قال المسؤول في المدرسة بشير عنيز.

وقال المسؤول “سقطت قذيفة نحو الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي على مدخنة احد الصفوف. لم يصب احد لكن تحطم الزجاج وتصدعت جدران”. وقالت ممرضة المدرسة الين فرح ان التلاميذ كانوا في الصف حين سقطت القذيفة وهم “15 طفلا عمرهم خمس سنوات”. واضافت “انها اعجوبة بانه لم يصب احد لا من التلاميذ ولا من المعلمين او الموظفين”.

وقالت “الجميع كانوا يبكون وانتابهم الخوف. قمنا بنقلهم الى الملجأ تحت الارض” مشيرة الى ان دوي الانفجار كان “قويا جدا”. وتابعت ان “اهالي التلاميذ قدموا لاصطحاب الاطفال” بعد ذلك.

وقال مصور وكالة فرانس برس ان كل الاطفال عادوا مع اهاليهم وكان موظفو المدرسة فقط لا يزالون متواجدين فيها بعد ثلاث ساعات على وقوع الانفجار.

ونددت فرنسا الاحد بسقوط قذيفة هاون على المدرسة الفرنسية معتبرة ذلك “عملا جبانا” كما اعلن وزير الخارجية لوران فابيوس.

وقال فابيوس ان “السكان المدنيين هم اول ضحايا النزاع الذي يمزق سوريا منذ عدة سنوات. يجب ان تتوقف دوامة العنف”.

ومدرسة شارل ديغول الواقعة في منطقة المزة الراقية في غرب دمشق هي اخر مدرسة اجنبية لا تزال تفتح ابوابها في العاصمة. وتضم نحو 220 تلميذا فيما كانت تضم نحو 900 قبل اندلاع النزاع في سوريا. ويرتادها تلاميذ سوريون وكذلك اولاد الاجانب القلائل الذين لا يزالون في البلاد رغم النزاع الدموي المستمر منذ 32 شهرا بين النظام السوري ومسلحي المعارضة.

سياسياً، اعلن مسؤول في حزب الاتحاد الديموقراطي، اكبر مجموعة مسلحة كردية في سوريا، الاحد ان الحزب يسعى الى قيام اقليم كردي مستقل في اطار سوريا فدرالية، لافتا الى ان لجنة تعد دستورا لهذا الاقليم.

وقال صالح مسلم الموجود حاليا في اوروبا للمشاركة في نهاية كانون الثاني في مؤتمر جنيف2 حول تسوية الازمة السورية ان “منطقة كردستان (السورية) ستقسم الى ثلاث محافظات تتمتع بحكم ذاتي: كوباني (عين العرب في الوسط) وعفرين (في الغرب) والقامشلي (في الشرق). ليس الهدف الانشقاق لكن الاكراد يطالبون بنظام فدرالي في سوريا”.

واجريت المقابلة مع مسلم باللغة الكردية، وقام ممثلون للاكراد في مدينة مرسيليا بجنوب شرق فرنسا بترجمتها الى الفرنسية.

وفي 12 تشرين الثاني، اعلنت احزاب كردية في شمال شرقي سوريا قيام ادارة محلية انتقالية بعد احراز تقدم ميداني في مواجهة المجموعات الجهادية التي تقاتل النظام السوري.

واضاف مسلم ان هذا الامر لا يعني “تشكيل حكومة مستقلة، ولكن تم تعيين 19 شخصية في تموز مهمتها اعداد دستور وقانون انتخابي وتحديد كيفية ادارة المنطقة”، موضحا ان “هذه اللجنة انهت عملها وسيتم قريبا تحديد موعد لاجراء انتخابات” على ان تشارك فيها كل المكونات الكردية في المنطقة.

وتابع “حين طردنا قوات النظام تعرضنا لهجمات الجهاديين الذين ارسلتهم الدولة التركية ودعمتهم. المعارك مع الجهاديين بدأت في تشرين الثاني 2012 وهي متواصلة”.

ويمثل الاكراد 15 في المئة من سكان سوريا وينتشرون على طول الحدود مع تركيا في شمال سوريا وشرقها.

وقال مسلم ايضا “تلقينا المساعدة من شعبنا ومن الاكراد العراقيين والرئيس العراقي (الكردي جلال طالباني) وحزب العمال الكردستاني” الذي يخوض تمردا ضد سلطات انقرة.

ونفى بشدة ان يكون هدف الاكراد افراغ منطقتهم من السكان العرب وقال “هناك حولنا من عشنا معهم دائما ونقاتل الى جانبهم. اننا ندافع عن الاخوة بين الشعوب”. لكنه تدارك ان “هناك من لا مكان لهم (بين الاكراد)، العرب الذين اتوا من الخارج، من بلدان اخرى او من المنطقة، الجهاديون الذين احرقوا منازلنا وقتلوا اكرادا”.

واضاف “هناك في النهاية العرب الذين جاء بهم حافظ الاسد (الرئيس السوري الراحل) قسرا الى كردستان اعتبارا من 1974 بهدف تعريب المنطقة. انهم ضحايا النزوح. ندعو الى حل سلمي لهؤلاء السكان: من يستطيعون العودة الى مناطقهم الاصلية فليفعلوا، اما الاخرون فيمكنهم العيش بسلام مع الاكراد”.

اعلن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري ان اي قرار لن يصدر عن مؤتمر جنيف2 المقرر عقده في كانون الثاني المقبل “الا بموافقة” بشار الاسد.

وقال المقداد في مقابلة مع قناة الميادين نقلت مقاطع منها صحيفة الوطن السورية الاحد أن “الوفد الذي سيذهب الى جنيف سيحمل تعليمات وتوجيهات ومواقف وقراءات الرئيس الأسد وأيضاً فإن الحلول سوف لن تتم إلا بموافقة الرئيس الأسد”.

واضاف في كلامه عن جنيف2 “سنجلس حول الطاولة وسنتناقش دون أي تدخل خارجي ويجب أن نبحث كل هذه المسائل وأن يكون هناك في نهاية المطاف حكومة موسعة”.

إنطلاقة متواضعة للجبهة الإسلامية السورية

إتحاد سبع كتائب كبرى لم يُحدث بعد التأثير المطلوب منه في ساحة القتال

ألكس راول

بيروت – عندما أعلنت سبع كتائب ثوار سوريّة كبرى، اتّحادها ضمن جبهة إسلامية مستقلّة عن الفصائل الجهادية التابعة لـ”القاعدة” كما عن المجلس العسكري الأعلى المدعوم من الولايات المتحدة، تكهّن عدد من المحللين بإمكانية ترجمة هذه الحركة مكاسب عسكرية كبيرة للمعارضة الموجودة على الأرض.

إلاّ أنه حتى الآن، ورغم أنّ فصائل الثوار حقّقت بعض التقدّم على القوات الحليفة لبشار الأسد خلال الأيام الأخيرة، قال محللون لموقع NOW إنّه يبدو أن مساهمة الجبهة الإسلامية في هذه الجهود كانت مساهمة متواضعة نسبياً.

وجمعت هذه الكتيبة الجديدة الكبرى ما يُقدّر بـ45000 مقاتل من بعض أقوى القوى الإسلامية في البلد، وضمّت مجموعات “لواء التوحيد”، و”أحرار الشام”، و”صقور الشام”، و”لواء الحق”، و”أنصار الشام”، و”جيش الإسلام”، والجبهة الإسلامية الكردية.

وبالإضافة الى التحالف العسكري، أعلنت الجبهة الإسلامية جهراً برنامجها السياسي. وفي ابتعاد واضح عن كلام الإئتلاف الوطني السوري المعارض المدعوم من الغرب الأكثر علمانية، دعت الجبهة الإسلامية الى استبدال نظام الأسد بـ”دولة إسلامية سوف تكون فيها سلطة الله عزّ وجل وحده هي مرجعنا وحاكمنا”.

وتزامن تشكيل الجبهة مع تحقيق قوات الثوار العديد من المكاسب المهمة على الأرض، مع أنّ الحرب بأكملها في حال جمود عامة. الأسبوع الماضي، في محافظة دير الزور، سيطر الثوار على حقل النفط الأكبر في المنطقة، وأنهوا بذلك قدرة الدولة على التزود بهذه المادة.

وفي اليوم الذي أعلن فيه تشكيل الجبهة الإسلامية، سيطر الثوار على بلدة دير عطية في منطقة القلمون الاستراتيجية والمتنازع عليها بشدة، والواقعة على طول الحدود اللبنانية، رغم أنّ قوات النظام عادت وسيطرت عليها في وقتٍ لاحق.

وفي ضواحي دمشق، انطلقت حملة ضخمة للثوار لكسر الحصار الذي فرضه النظام على تلك المناطق منذ عام، فاجتاحت عدداً من الأحياء في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، وأدّت الى ارتفاع في عدد الخسائر في صفوف الميليشيات الموالية للنظام مثل “حزب الله” من لبنان.

“لقد سبق أن أعلن حزب الله مقتل نحو 30 من أعضائه حتى تشرين الثاني”، قال فيليب سميث، الباحث في جامعة ماريلاند والكاتب في موقع Hizballah Cavalcade “موكب حزب الله” الإلكتروني الذي يتابع مختلف الميليشيات الإسلامية الشيعية الناشطة في سوريا. “الخسائر تُمنى بها كذلك الجبهة المدعومة من إيران بأكملها” من القوى الشيعية الموالية للأسد، بما فيها “عصائب أهل الحق” ومنظمة بدر، التي أعلنت مؤخراً موت أحد قادتها، أضاف سميث قائلاً.

غير أنّ هذه التقدّمات للثوار وفي الجزء الأكبر منها لم يحرزها مقاتلو الجبهة الإسلامية بل خصومهم الجهاديون الأقوياء.

“السيطرة على دير عطية كانت من إنجاز قوات داعش، التي تعمل حالياً ضمن جبهة مشتركة مع جبهة النصرة في القلمون، وفوج عسكري مستقل يقوده مقاتلون سعوديون يُعرف باسم الكتيبة الخضراء”، قال أيمن التميمي، محلّل الشؤون السورية، وشيلمان جينسبرغ من منتدى الشرق الأوسط. وعلى نحو مماثل، “جبهة النصرة هي التي قادت عملية الاستيلاء على حقل النفط في دير الزور”.

ولم تلعب الجبهة الإسلامية أي دور أساسي في القتال الأخير سوى في الغوطة الشرقية، إحدى ضواحي الشام، حيث تفوّقت هي وائتلاف محلي في أدائها على القوات العسكرية التابعة لداعش وللنصرة التي تقل عنها عدداً، وفقاً لتميمي. وأظهر فيديو تمّ تحميله يوم الأحد الماضي أهالي الغوطة يحتفلون فيما تسير أسراب من كتائب الثوار “المنتصرة” في الشوارع.

ومع ذلك فبشكلٍ عام “لا تزال الجبهة الإسلامية في أيامها الأولى، وبالتالي فهي لم تحقق أي مكاسب عسكرية مهمة حتى الآن”، قال تميمي.

بالرغم من ذلك، اعتبر العديد من المحللين الذين تحدّث إليهم موقع NOW أن الجبهة يمكن أن تحدث تأثيراً أكبر وأهم بكثير في ساحة القتال، شرط أن تحصل على الدعم اللوجستي والمالي اللازم.

“إذا استطاعوا جذب المزيد من الدعم المالي والقيام بتنسيق داخلي أفضل لقواتهم، وإنشاء قنوات لتمويلهم، وإيجاد موارد لهم، فأنا أكيد بأنّ إنشاء الجبهة الإسلامية قد يكون له تأثير على التوازن العسكري”، قال آرون لاند، باحث ومحرر موقع “سوريا في الأزمة” الإلكتروني التابع لـمؤسسة أبحاث Carnegie Endowment.

“هذا الإئتلاف رسمي وقد أنشئ من أجل أن يبقى، على عكس التحالف الإسلامي الذي تُرجم بعدم حصول أي تغيير حقيقي على الأرض”، قال تميمي. “قد يحصل تغيير في حظوظ الثوار في حال نال ذلك استحسان السعوديين والداعمين الأجانب المحتملين لكي يدعموه اعتقاداً منهم بأنه قوة الثوار الوحيدة القابلة للحياة”.

وبغياب المكوّن الأساسي المتمثّل بتوفّر مساعدة أجنبية مادية [للجبهة الإسلامية]، قال لاند، فإنّ تشكيل الجبهة الإسلامية سوف يكون “بشكل أساسي حدثاً سياسياً وليس حدثاً عسكرياً”.

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعو

تقدم لمقاتلي المعارضة بدرعا وقصف على دمشق

                                             تقدم المعارضة جاء بعد أيام من معارك تكبدت فيها قوات النظام خسائر فادحة

تمكنت قوات المعارضة السورية المسلحة من السيطرة على تل أبو اليابس وتل أبو لحية شرقي مدينة نوى بريف درعا، مما يقطع طريق الإمداد من منطقة إزرع إلى اللواء 61 أحد أهم ألوية الجيش النظامي، في حين تتواصل الاشتباكات والقصف على دمشق وريفها ومدن أخرى.

وقال مراسل الجزيرة إن هذا التقدم جاء بعد أيام من معارك تكبدت فيها قوات النظام خسائر فادحة تمثلت في مقتل 30 جنديا نظاميا وتدمير ثلاث دبابات وعربة وتفجير ناقلة جنود.

وفي السياق ذاته قالت وكالة مسار برس إن كتائب المعارضة قتلت خمسة من عناصر قوات الجيش النظامي خلال اشتباكات في مدينة نوى.

من جهته أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بأن قوات النظام قصفت صباح اليوم الاثنين بلدة بصر الحرير. كما استهدف قصف راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد.

ويأتي القصف بعد أن سيطرت قوات المعارضة المسلحة على مقر كتيبة التسليح التابعة للجيش النظامي، الذي يقع على طريق إمدادات قوات النظام المتمركزة في مدينة إزرع التابعة لمحافظة درعا والذي يبعد مسافة 70 كلم جنوب دمشق.

وفي دمشق، قالت شبكة شام إن قصفا عنيفا براجمات الصواريخ استهدف حي القابون.

وفي ريف دمشق هز قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات النبك وجرد تلفيتا ومعظم بلدات ومناطق الغوطة، وسط اشتباكات عنيفة على محاور عدة في منطقة المرج بالغوطة الشرقية.

اشتباكات دمشق

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عددا من الجرحى سقطوا جراء قصف قوات النظام لمدينتي معضمية الشام والنبك بريف دمشق، مشيرة إلى أن اشتباكات تدور بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في بلدة السحل وسط أنباء عن سقوط قتلى في صفوف الطرفين.

يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات على الطريق الدولي دمشق حمص من جهة مدينة النبك وعلى محاور عدة أخرى بمنطقة جبال القلمون.

وفي حلب، قصف الطيران الحربي حي أرض الحمرا، وسط اشتباكات في منطقة قسطل الحجارين بأحياء حلب القديمة.

وقد تعرض ريف حلب خلال الأيام الماضية إلى قصف متواصل مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وقال ناشطون إن القصف الذي استهدف مدينة الباب بريف حلب أمس الأحد أدى إلى مقتل 33 شخصا. وتتعرض مدينة الباب وأحياءٌ وقرى أخرى في حلب يومياً لغارات جوية مكثفة منذ أكثر من أسبوع.

وفي القنيطرة، تدور اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي على أطراف بلدة ممتنة “المحررة” بريف القنيطرة.

وتحاول قوات الجيش النظامي اقتحام البلدة وسط قصف مدفعي يستهدفها وعدة بلدات أخرى بالريف الجنوبي، كما دارت اشتباكات وقصف عنيف على أطراف بلدة الصمدانية الشرقية منذ الصباح الباكر.

قصف وجرحى

وقالت شبكة شام إن عددا من الجرحى أصيبوا جراء قصف مدفعي لقوات النظام استهدف قرية الحرية بريف القنيطرة.

وفي ريف إدلب ذكر المصدر ذاته أن عددا من الجرحى بينهم أطفال سقطوا جراء قصف بالهاون على مدينة معرة النعمان.

وبريف حماة الشرقي، جرت اشتباكات في قرية بري شرقي وعلى عدة محاور أخرى بين الجيش الحر وقوات النظام.

وقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن قذيفة هاون أطلقت في إطار القتال في سوريا سقطت الاثنين في بلدة مجدل شمس في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان.

وأوضحت أن القذيفة سقطت في الجزء الغربي من مجدل شمس بالقرب من أحد البيوت هناك دون إيقاع إصابات أو أضرار.

ومجدل شمس هي أكبر بلدة في الهضبة المحتلة حيث يقيم فيها نحو عشرة آلاف سوري.

وتشهد مرتفعات الجولان توترات منذ بدء النزاع في سوريا قبل أكثر من عامين ونصف العام، إلا أن الحوادث فيها بقيت طفيفة واقتصرت على إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة أو الهاون على أهداف للجيش الإسرائيلي الذي رد في غالب الأحيان.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم الاثنين في حصيلة أولية مقتل ثلاثة أشخاص، وذلك عقب يوم دام سقط فيه أكثر من مائة شخص أغلبهم في حلب.

126 ألف قتيل بالحرب في سوريا

                                            أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عدد القتلى في الحرب السورية المستمرة منذ 33 شهرا قارب 126 ألفا غالبيتهم من المقاتلين المعارضين والقوات النظامية والمسلحين الموالين للحكومة، ونبه المرصد إلى أن العدد الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير لتكتم الطرفين على الأعداد الحقيقية لخسائر كل منهما.

وقال المرصد في بيان له اليوم إنه وثّق مقتل 125 ألفا و835 شخصا منذ انطلاق الثورة السورية منتصف مارس/آذار 2011 وحتى الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري.

المدنيون

وأوضح أن عدد القتلى المدنيين بلغ 44 ألفا و381 شخصا، بينهم 6627 طفلا و4454 امرأة.

وقضى في النزاع الدامي 27 ألفا و746 مقاتلا معارضا وخمسون ألفا و927 من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين للحكومة.

وأشار المرصد إلى أن الضحايا من المقاتلين هم 19264 مدنيا حملوا السلاح ضد القوات النظامية و2221 جنديا منشقا عن هذه القوات، إضافة الى 6261 مقاتلا من جنسيات غير سورية أو مجهولي الهوية.

أما قوات النظام، فتتوزع بين 31174 جنديا نظاميا، و19256 عنصرا من اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني، و232 مقاتلا من حزب الله اللبناني الذي يقاتل منذ أشهر إلى جانب النظام، إضافة إلى 265 مقاتلا في المليشيات الوافدة من دول أخرى.

المجهولون

كذلك، قال المرصد إنه وثق بالصور والأشرطة المصورة، مقتل 2781 شخصا مجهول الهوية. وأشار المرصد -الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف الأراضي السورية- إلى أن المعتقلين والمفقودين في السجون التابعة للأجهزة الأمنية السورية يبلغ أكثر من 16 ألفا، إضافة إلى أكثر من خمسة آلاف معتقل من المقاتلين الموالين للنظام، تحتجزهم كتائب إسلامية وجهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة.

ودعا المرصد في بيانه المجتمع الدولي إلى بذل جهود جادة لوقف حمام الدم في سوريا ومساعدة السوريين للانتقال إلى دولة ديمقراطية تكفل الحرية والعدل والمساواة، وإلى عدم الاكتفاء بتدمير الأسلحة الكيميائية فقط في الوقت الذي يُقتل فيه السوريون بجميع أنواع الأسلحة منذ الهجمات بالكيميائي على ريف دمشق.

يُشار إلى أن الأمم المتحدة لا تصدر إحصاءات منتظمة بضحايا الحرب السورية، وقالت قبل عدة أشهر إن عدد القتلى في سوريا تجاوز مائة ألف.

الأمم المتحدة: أدلة على تورط الأسد بارتكاب جرائم حرب

الصليب الأحمر: مليون سوري يعانون من نقص الغذاء

دبي – قناة العربية

ظهرت للمرة الأولى أدلة تثبت مسؤولية الرئيس السوري في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، إن لجنة التحقيق المعنية بسوريا في مجلس حقوق الإنسان حصلت على مجموعة كبيرة من الأدلة تشير إلى مسؤولية على أعلى المستويات الحكومية في سوريا، بما في ذلك رئيس الدولة، في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وفي سياق منفصل، حذر الاتحاد الدولي للصليب الأحمر من أن مليون سوري على الأقل يعانون بانتظام من نقص الغذاء، بينما تعيق المعارك والحواجز العسكرية توزيع المساعدات الغذائية.

وأضاف الصليب الأحمر أن نحو سبعة ملايين شخص يعيشون بفضل المساعدة الإنسانية، كما أعلن أنه بحاجة إلى 86 مليون يورو لتقديم المساعدات، معرباً عن قلقه مع حلول فصل الشتاء من ازدياد المحتاجين للمساعدة وصعوبة توزيعها في بعض مناطق البلاد.

قلق متصاعد من بروز ظاهرة أمراء الحروب في سوريا

صحيفة التلغراف: هناك مافيات سرقة وابتزاز تحت غطاء محاربة النظام

دبي – حسام جبالي

ذكرت صحيفة الصنداي تلغراف البريطانية، أن هناك قلقاً متنامياً من بروز ظاهرة أمراء الحرب في سوريا، حيث رصدت تحولات تعرض لها الجيش الحر من خلال مجموعات استغلت الحرب لتسرق الملايين عبر الرشى والابتزاز.

وتفصيلاً، لفتت الصحيفة إلى وجود تحولات محدودة طرأت على مسار الثورة السورية خلقت مناخا لبعض من قادة المافيات للاستفادة من حالة الفلتان وإنشاء مجموعات مسلحة بغرض السرقة والسطو تحت غطاء محاربة النظام، الأمر الذي بات يشكل مسار قلق لدى الثوار في سوريا تجاه ظاهرة أمراء الحرب.

وفي هذا الصدد، نقلت الصنداي تلغراف عن أحمد القنطاري قائد لواء عمر المختار المعتدل في منطقة جبل الزاوية قوله، “إن هناك عددا من القيادات في الثورة لا يريدون إسقاط النظام، لأن الوضع يناسبهم على ما هو عليه، مشيرا إلى أن أمراء حرب أصبحوا يمتلكون ملايين الدولارات ويعيشون في قصور ويركبون السيارات الفارهة”.

وبدورهم، أكد ناشطون في سوريا روايات تحدثت عن قيام من قاموا بتنصيب أنفسهم كقيادات لألوية مقاتلة في الثورة بعمليات سطو مسلح طالت معامل في حلب فر مالكوها إلى خارج البلاد.

وتداول الناشطون أيضا، أسماء عرفت بخيانة الثورة “كحسن جزرة” الذي ثبت تعامله مع النظام وتقاضيه لرشاوى كبيرة مقابل تزويد ألوية جيش الأسد المحاصرة بالغذاء والذخيرة، بالإضافة إلى خالد حياني وحماه “أحمد عفش” المعروف بعلاقته بالمخابرات الجوية للنظام السوري بحسب النشطاء الذين أكدوا قيام الأخير بعمليات سرقة فاحشة.

واللافت هنا أن تلك الروايات، أكدها العقيد المستقيل من الجيش الحر عبد الجبار العكيدي، الذي اعتبر أن أخطاء الجماعات المتشددة في سوريا وظهور أمراء الحرب ومافياتها ستؤدي إلى خراب الثورة إن لم تتحد الكتائب المقاتلة ضمن جيش موحد وتقضي على هؤلاء جميعا بحسب تعبيره.

ودفعت هذه التطورات الخطيرة، رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا ورئيس هيئة الأركان سليم إدريس إلى التوجه نحو تشكيل جيش وطني يقفل الباب أمام المجموعات التي تتاجر بالظروف القاسية التي يعيشها السوريون.

نفاد الوقود يدفع السوريين لاستخدام الدراجات الهوائية

نتيجة حصار قوات الأسد لمنطقة داريا.. ومقاتل سوري يفيد بغياب الخبز عن الأطفال

العربية.نت

دفع الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على بلدة داريا بسوريا، الأهالي إلى استخدام الدراجات الهوائية بسبب نفاد وقود السيارات، للتنقل في أزقة وشوارع البلدة، بل تطور الأمر إلى اتخاذ العربات التي تجرها الحمير كوسيلة أخرى للتنقل وقضاء الاحتياجات اليومية.

وصرح أحد مقاتلي البلدة الذي أخفى وجهه خلف شال أحمر، بأن الأطفال هنا يتضورون جوعاً نتيجة الحصار، فضلاً عن شح في الغذاء، وضرب على ذلك مثالاً فقال: لا يوجد رغيف خبز نسد به رمق الجوع، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الوقود غير متوفر، وإن وجد فإن سعره يتراوح بين 3 آلاف و4 آلاف ليرة.

وقال شاب سوري آخر كما يظهر في شريط الفيديو الذي بثه ناشطون، إنه اضطر لاستخدام الدراجة أيضاً نتيجة الحصار، حيث قام بإصلاح الدراجات القديمة، وهيأها للاستخدام بعد أن شارفت على دخول مرحلة الصدأ.

وتحاصر القوات النظامية المدينة من أربع جهات، وسط دمار واسع في الأحياء والأبنية والورشات الصناعية، ونقص شديد بكافة مقومات الحياة.

تجهيز سفينة أميركية لتدمير بعض أسلحة الأسد الكيمياوية

البنتاجون جهز “كيب راي” بنظام حديث لتحييد العناصر الكيمياوية المستخدمة في الأسلحة

واشنطن – رويترز

قال مسؤول دفاعي أميركي إن الحكومة الأميركية بدأت في تزويد سفينة بمعدات لتمكينها من تدمير بعض الأسلحة الكيمياوية السورية في البحر.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، إنه يجري تزويد السفينة “كيب راي” بنظام تم تطويره حديثاً وصممته وزارة الدفاع الأميركية لتحييد العناصر المستخدمة في الأسلحة الكيمياوية.

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي تشرف على التخلص من الأسلحة الكيمياوية السورية في الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة عرضت تدمير بعض من العناصر على سفينة أميركية، وإنها تبحث عن ميناء بالبحر المتوسط يمكن تنفيذ هذا العمل به.

وقالت كاثلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في رسالة عبر البريد الإلكتروني الأحد إن “الولايات المتحدة ملتزمة بدعم جهود المجتمع الدولي لتدمير الأسلحة الكيمياوية السورية من خلال أكثر الوسائل الممكنة أماناً وكفاءة وفاعلية.

وقالت إن الولايات المتحدة مازالت “واثقة من أن بإمكاننا تنفيذ النقاط الرئيسية التي حددتها منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية لتدمير الأسلحة الكيمياوية”.

“الحر” يتقدم في معلولا وقصف على يلدا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر المعارضة السورية الاثنين أن القوات الحكومية قصفت بلدة يلدا في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً من أهالي البلدة، إضافة إلى “عشرات الجرحى”، ووصفت ما حدث بأنه “مجزرة”.

وبمقتل هؤلاء، ارتفع عدد القتلى الاثنين إلى 33 شخصاً معظمهم في ريف دمشق، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية.

وعلى الصعيد ذاته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد قتلى النزاع السوري منذ بداية الأحداث في سوريا في مارس 2011 وصل إلى 126 ألف قتيل بينهم، 45 ألف مدني، كما بلغ عدد القتلى من الأطفال 7 آلاف طفل، ومن النساء 4500 امرأة.

وأشار المرصد إلى أن حصيلة المعتقلين والمفقودين تقدر بنحو 16 ألف معتقل ومفقود في سجون تابعة للأجهزة الأمنية السورية، اضافة إلى أكثر من 5 آلاف معتقل من المقاتلين الموالين للنظام، تحتجزهم كتائب إسلامية ومقاتلون مرتبطون بتنظيم القاعدة.

ويقدر المرصد أن يكون الرقم الفعلي أكبر بسبب التكتم من الطرفين على الحجم الحقيقي للخسائر البشرية.

وعلى صعيد العمليات العسكرية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة أحرزوا تقدماً داخل بلدة معلولا في ريف دمشق وسيطروا على القسم القديم منها بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية منذ 3 أيام.

وهز انفجار قوي أرجاء العاصمة السورية دمشق، حسب ما ذكر ناشطون، بينما شنت القوات الحكومية قصفاً على أحياء اليرموك والقابون والقدم.

وفي الغوطة الشرقية دارت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلين من حزب الله ولواء ابو الفضل العباس من جهة، وآخرين من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة اخرى.

وفي درعا، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة، أن القوات الحكومية شنت “قصفاً بغازات سامة” على مقر كتيبة التسليح في بصر الحرير بريف درعا، بعد سيطرة مقاتلي الجيش السوري الحر عليها، وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة تدور بين الطرفين في محيط الكتيبة.

وفي حماة، سيطر الجيش الحر على قرى في الريف الشرقي، وقتل عشرات من القوات الحكومية، بحسب مركز حماة الإعلامي، في الوقت ذاته شن الطيران السوري في ساعات الصباح الأولى، غارات جوية على بلدات في ريف حماة الشرقي، وسط قصف مدفعي عنيف على مناطق في الريف الجنوبي.

وفي الجولان، قال الجيش الإسرائيلي إن قذيفة هاون أطلقت من داخل الأراضي السورية على دورية إسرائيلية وسط الجولان المحتل، مرجحاً أن تكون طائشة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار على مصدر النيران.

يأتي هذا وسط تصاعد وتيرة الاشتباكات بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي الجيش السوري الحر على أطراف قرى خان أرنبة وجبّاتا الخشب في ريف القنيطرة، في حين استمر القصف المدفعي والصاروخي من قبل القوات الحكومية على القرى الخاضعة لسيطرة المعارضة حسب ما ذكر ناشطون.

الأكراد وترتيبات القوى الإقليمية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بغض النظر عن تصريحات زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا صالح مسلم بشأن حكم ذاتي لأكراد سوريا، التي نفى في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية” أن تكون كما نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية عنه، فإن أكراد سوريا يبرزون بقوة في أضواء نيران الصراع في الآونة الأخيرة.

لا ينفصل التطور الخاص بأكراد سوريا عن تطورات تتعلق بالأكراد في العراق وتركيا المجاورتين كما يقول إعلامي كردي سوري يعيش في كردستان العراق.

في الوقت الذي يعزز فيه أكراد سوريا من دورهم في المناطق التي يوجدون فيها بكثافة في الشمال الشرقي والغرب، يسعى أكراد العراق إلى تعزيز علاقاتهم بتركيا في تجاوز لمشكلات الفصيل الكردي التركي المتشدد (حزب العمال الكردستاني) مع حكومة أنقرة.

ويوصف الاتحاد الديمقراطي في سوريا بأنه مقرب من حزب العمال، بل إن البعض يربطه بالحكومة السورية ـ التي آوت حزب العمال لفترة في سياق الصراع مع تركيا ـ ويقول إن دمشق سهلت للحزب “علاقة” ما مع إيران.

انقسام كردي

جاء تصحيح زعيم الحزب لخبر الوكالة الفرنسية وكأنه “ضبط” للطموحات الكردية في سوريا وبما لا يثير انزعاج الجيران ـ تركيا تحديدا.

وحسب الإعلامي الكردي السوري فإن الحزب لا يمثل أكراد سوريا حصريا، بل إنه ربما يكون أقل شعبية من تكوينات سياسية كردية سورية أخرى ـ لكنه يظل الأقوى تسليحا. لذا فأغلب ما تسمى “لجان الحماية الشعبية” الكردية هي من مقاتلي الحزب.

وعلى عكس ما يتصور من أن يكون الحزب مسيطرا في مناطق أغلبية كردية هادئة نسبيا مثل القامشلي في الشرق، فإن شعبية الحزب تزادا في المناطق التي ليس له فيها أعضاء كثر مثل عفرين وتل أبيض وغيرها من مناطق التماس مع غير الأكراد في سوريا.

وتنتشر في تلك المناطق مجموعات مسلحة معارضة أخرى تضطر الأغلبية من الأكراد للاصطفاف مع حزب الاتحاد الديمقراطي حتى لو لم تكن من مؤيديه وانما بحثا عن غطاء للحماية من الميليشيات والحكومة على السواء.

تركيا وإيران

يرى كثير من مراقبي تطورات الصراع السوري أن تقدم أكراد سوريا في الأسابيع الأخيرة كان من العوامل التي عجلت بتوجه تركي جديد نحو إيران بمجرد إبرام اتفاق جنيف بشأن النووي الإيراني.

كذلك تسعى أنقرة إلى تعزيز علاقتها مع كردستان العراق لتشجيع ما تعتبره “التيار الكردي الرئيسي المعتدل” على حساب القوى الراديكالية مثل حزب العمال وحزب صالح مسلم وغيرها من الجماعات الأصغر.

ويهم إيران أيضا ـ برأي الإعلامي الكردي السوري ـ أن تمارس دورا في تخفيف حدة أي توتر بين كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد، وهو ما يمكن لتركيا أن تساعد فيه أيضا مقابل ممارسة طهران نفوذها على أكراد سوريا.

ويرى الإعلامي الكردي ـ متحدثا عبر الهاتف من أربيل ـ مثل كثير من متابعين الشأن الكردي، أن أي ترتيبات إقليمية ستكون على حساب مصالح “القضية الكردية” وأنهم رغم ما يبدو من تقدم لهم في سوريا فإن كل ذلك مرهون باتفاق أو اختلاف قوى لا تتفق مصالحها بالضرورة مع “المصلحة الكردية”.

سوريا.. الأكراد لا يسعون للاستقلال

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نفى رئيس الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، صالح مسلم، تقارير سابقة تناقلتها وكالات للأنباء بشأن أن يكون حزبه يعمل للوصول إلى استقلال الأكراد في سوريا، وقال إن مطالبه تتمحور فقط في أن يكون للأكراد السوريين حق الحصول على إدارة ذاتية في إطار وضع معترف به دستورياً.

واتهم مسلم، في تصريحات خاصة لسكاي نيوز عربية، الولايات المتحدة وتركيا برفض الوجود الكردي.

ونقلت وكالة “فرانس برس”، الأحد، عن مسلم، ما وصفته بتصور الحزب لتسوية الأزمة السورية والمتمثل في إقامة إقليم كردي مكون من 3 محافظات تتمتع بحكم ذاتي.

وقالت الوكالة إنها أجرت اللقاء مع مسلم، باللغة الكردية، في إحدى الدول الأوروبية، حيث يوجد الأخير للمشاركة في نهاية يناير المقبل في مؤتمر “جنيف 2” الرامي لإيجاد حل سياسي للنزاع الدامي في سوريا.

يشار إلى أن أحزاب كردية كانت أعلنت في نوفمبر الماضي قيام إدارة محلية انتقالية في المناطق الواقعة في شمال شرق سوريا، وذلك بعد احراز تقدم ميداني في مواجهة مجموعات مسلحة تقاتل القوات الحكومية.

ويمثل الأكراد 15 في المائة من سكان سوريا، وينتشرون على طول الحدود مع تركيا في شمال سوريا وشرقها.

القتال في سوريا يعرقل جهود نقل الاسلحة الكيماوية

امستردام (رويترز) – قالت رئيسة البعثة المشرفة على تدمير الأسلحة الكيماوية السورية يوم الاثنين انها لم تتمكن من استخدام طريق لا بد أن تمر عليه الذخائر السامة في طريقها إلى الميناء لشحنها إلى خارج سوريا بحلول 31 ديسمبر كانون الأول.

وأضافت سيجريد كاج التي ترأس بعثة مشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن القتال في سوريا عقبة كبيرة تعترض تطبيق اتفاق بين دمشق والمنظمة لإزالة المواد الكيماوية الأكثر خطورة بحلول نهاية العام لتدميرها على متن سفينة أمريكية.

وقالت كاج لمندوبين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي “ما زال الامن تحديا كبيرا للجميع. لم ينفذ برنامج لتدمير الأسلحة الكيماوية قط في مثل هذه الظروف الصعبة والخطيرة.”

وقالت ان الطريق بين دمشق ومدينة حمص كان مغلقا خلال رحلة إلى المنطقة في مطلع الاسبوع الماضي واضطرت إلى استخدام طائرة هليكوبتر للسفر إلى اللاذقية وهي الميناء الذي ستشحن منه مئات الاطنان من الكيماويات السامة إلى منشآة في البحر لتدميرها.

وتابعت “الموقف ما زال معقدا والوضع الامني مقلقل… لكننا ننوي المضي قدما.”

واشتد القتال للسيطرة على الطريق السريع شمالي دمشق قبل اسبوعين عندما سيطرت القوات الحكومية على بلدة قارة التي تبعد 80 كيلومترا شمالي العاصمة بجانب الطريق مباشرة.

ورد مقاتلو المعارضة بمهاجمة بلدة دير عطية التي استعادها الجيش يوم الخميس ثم استهدف بلدة النبك الواقعة هي الاخرى على الطريق على بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب.

وفر الاف الاشخاص من القتال. ويقول مقاتلو المعارضة إن القوات الحكومية التي يدعمها السلاح الجوي نهارا تكون لها اليد العليا في ساعات النهار. لكن مقاتلي المعارضة يقولون انهم يتمكنون من اعادة تجميع صفوفهم في التلال القريبة ومنع الجيش من السيطرة على الطريق.

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي قد كلفت بالاشراف على تدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية بموجب اتفاق جنب سوريا التعرض لهجمات صاروخية أمريكية.

ونظرا إلى حجم المخزون الذي يشمل 800 طن من المواد الكيماوية الصناعية المقرر حرقها في محطات تجارية للتخلص من النفايات السامة لا يمكن نقله إلا برا وبحرا. وسيتعين على القوات السورية نقل المواد الكيماوية عبر مناطق قتال إلى اللاذقية.

وقالت كاج “من الضروري لتنفيذ البرنامج ونقل المواد إلى خارج البلاد ان تكون الطرق مفتوحة وآمنة للاستخدام.”

وتبرعت الولايات المتحدة بسفينة ومعدات تدمير لكنها لم تتوصل بعد إلى اتفاق بخصوص المكان الذي سترسو فيه السفينة اثناء معالجة الكيماويات السامة.

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)

اسرائيل تقول انها تعرضت لإطلاق النار في الجولان وردت بالمثل

القدس (رويترز) – قال الجيش الاسرائيلي انه أطلق النار على سوريا يوم الاثنين بعد ان تعرض جنوده لاطلاق نيران في منطقة مرتفعات الجولان المحتلة.

وجاء في بيان للجيش “أطلقت النيران من سوريا باتجاه جنود قوات الدفاع الاسرائيلية في وسط مرتفعات الجولان. وردت القوات باتجاه مصدر الخطر وتأكد حدوث إصابة.”

ولم تقع خسائر في الارواح بين الاسرائيليين.

وقال مصدر عسكري اسرائيلي ان تبادل اطلاق النار القصير حدث قرب معبر القنيطرة الحدودي وان الجنود الاسرائيليين قالوا ان جنديا سوريا فتح عليهم النار.

وذكر المصدر ان الجيش مازال يتحقق مما اذا كانت قواته هي المستهدفة.

وقبل ساعات سقطت قذيفة مورتر سورية على قرية مجدل شمس التي يقطنها الدروز في الجولان المحتلة قرب سياج أمني اسرائيلي. ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر في الارواح.

وتكررت حوادث امتداد نيران الحرب الاهلية السورية الى منطقة الجولان التي احتلتها اسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمت اسرائيل المنطقة الى اراضيها عام 1981 في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقتل «عدنان خان»: تأكيد لوجود «طالبان» في سوريا

عبد الله سليمان علي

أعلنت مواقع جهادية، الخميس الماضي، مقتل الباكستاني «عدنان خان» واسمه الحقيقي ثقلين سواتي في معركة الشيخ سعيد في حلب أثناء قتاله في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) خلال معركة «غزوة الفتح».

ويعدّ سواتي أول «جهادي» ينتمي إلى حركة «طالبان» الباكستانية يُعلن عن مقتله منذ بدء الأزمة السورية.

ويثير مقتل «عدنان خان» ملف وجود عناصر من «طالبان» الباكستانية في سوريا من عدمه، وهو الموضوع الذي تضاربت بشأنه الأنباء في الأشهر السابقة. وأكد تقرير صحافي إرسال «طالبان» الباكستانية مجموعة من عناصرها إلى سوريا، وتقرير آخر نفى ذلك. وللمفارقة فإن كلا التقريرين استند إلى مصادر قيادية في الحركة، ولم يفصل بينهما سوى 24 ساعة، حيث صدر التقرير الأول عن وكالة «رويترز» بينما صدر الثاني عن وكالة «الأنباء الفرنسية» منتصف تموز الماضي.

وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها «السفير» من مصادر مقربة من التنظيمات «الجهادية»، فقد وصل إلى سوريا خلال الأشهر السابقة المئات من مقاتلي خراسان ممن ينتمون إلى حركة «طالبان» الباكستانية. وأكدت المصادر أن النسبة الكبيرة منهم فضلت الانضمام إلى «داعش»، بينما ذهب الباقون إلى «جبهة النصرة».

وقد أبدت المصادر تخوفها من أن «الجهاديين» الوافدين من خراسان، خاصة الشيوخ و«الشرعيين»، بدأوا يلعبون دوراً سلبياً في الخلاف بين زعيم «جبهة النصرة» أبي محمد الجولاني وأمير «داعش» أبي بكر البغدادي، حيث لوحظ أن بعضهم يصر على النفخ في نار الخلاف ليزيده اشتعالاً بين الطرفين، مشيرةً إلى أنه من الواضح أن هؤلاء وصلوا إلى سوريا محملين بتوجيهات معينة من قياداتهم، تصب في اتجاه الإبقاء على شعلة الخلاف متقدة.

ومن غير المعلوم، حتى الآن، ما هو موقف زعيم «طالبان» باكستان الجديد الملا فضل الله الذي استلم قيادة الحركة بعد مقتل حكيم الله محسود بغارة جوية أميركية منذ حوالي الشهر، من الخلاف بين الجولاني والبغدادي. حيث يشار إلى أن سلفه محسود كان يميل إلى البغدادي ويقدم له الدعم.

وتأكيداً لذلك، قال «أبو مصعب الباكستاني» أحد القيادات الإعلامية العربية في «طالبان باكستان»، عبر تغريدات له على «تويتر»، أن البغدادي بعث، في أيار الماضي، رسالة إلى الملا محسود اقترح عليه فيها الانضمام إلى ما أسماه «الجهاد العالمي» في الشام، لأن «الهدف مشترك بينهما وهو محاربة طواغيت الكفر وإقامة الخلافة الإسلامية». وأضاف أبو مصعب أن «حكيم الله محسود لبّى طلب البغدادي، وأصدر أوامره إلى جميع الكتائب في المقاطعات القبلية السبع لتجنيد المقاتلين إلى الشام». وبالفعل وصلت الدفعة الأولى من هؤلاء المقاتلين، والتي قدر عددها بحوالي 150 عنصراً، من دون أن ترد معلومات مؤكدة عن وصول دفعات جديدة، ولكن بقيت حالات الالتحاق الفردية مستمرة.

وفي المقابل، ثمة معطيات تشير إلى أن عناصر خراسانية، تابعة لزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، وصلت بدورها إلى الأراضي السورية وانضمت إلى «جبهة النصرة»، ومن بينها شخصيات شرعية لها أهميتها وتأثيرها.

ويلاحظ أن هؤلاء، ومن بينهم الشرعي المعروف باسم «أحمد خان»، يواظبون باستمرار على توجيه الانتقادات لـ«داعش» وأميرها البغدادي. وترى المصادر المقربة من هذه التنظيمات أن سياسة الظواهري الحالية تقتضي الاستمرار في حالة الخلاف مع «داعش» دون تصعيدها، لأن الغاية هي سحب الشرعية من البغدادي كـ«أمير للمؤمنين» كما يسمي نفسه ومحاولة إعادته إلى حجمه كقائد فصيل لا يزيد شيئاً عن قادة الفصائل الأخرى، وذلك تمهيداً لفرض مبدأ «الشورى» الذي سيؤدي أعماله، كما يأمل الظواهري، عزل البغدادي وفصيله لافتقاره إلى الحاضنة الشعبية، وإعادة «جبهة النصرة» (فرع القاعدة في الشام) إلى واجهة النفوذ والسيطرة كما كانت قبل نشوء الخلاف مع البغدادي.

السفير

الاتفاق الكيماوي السوري أعطى الضوء الأخضر لألة القتل السورية

اعتبرت مجلة فورين بوليسي الأميركية: إنه قد فات على النقاد وصناع السياسات ملاحظة القلق الأكبر بشأن الاتفاق النووي الذي وقعته الإدارة الأميركية مع طهران: وهو أن الأثر الأكبر ليس في ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، بل امتلاك السعودية له.

وأضافت المجلة في مقال للمحلل جون حنا: إن خطر سباق التسلح في الشرق الأوسط قد تسارع بشكل كبير، ويبدو بشكل متزايد أن الحرب الشيعية السنية القادمة قد تكون نووية.

وأوضحت المجلة أن السعودية ستسعى بلا شك لعمل ما تعتقد أنه ضروري للحفاظ على مصالحها، وأنه من الخطأ التقليل من قدرة السعودية على الرد على الاتفاق النووي الإيراني، لتحكمها في إدارة عدة ملفات قد تشكل مفاجآت عند تحريكها.

وأضافت أن جانبين من جوانب الاتفاقية تؤكد مخاوف السعوديين أن القنبلة الإيرانية باتت تقترب من المسرح الخليجي، الأول أن الحل الشامل الذي لا يزال يتم التفاوض عليه مع إيران سيترك لإيران القدرة الدائمة على تخصيب اليورانيوم، وهو عنصر أساسي في أي برنامج لتطوير الأسلحة النووية.

وأضافت أنه في غمضة عين، أطاح اتفاق إيران بمتطلبات خمسة قرارات لمجلس الأمن الدولي بخصوص إيران، ودفع ذلك المجلة للقول بأنه إذا كان السعوديون بحاجة إلى تأكيد أن قرار الشهر الماضي برفض عضوية مجلس الأمن الدولي كان يستحق الرفض، فقد حصلوا عليه بشكل شديد الوضوح. أما الجانب الثاني فتشير الاتفاقية إلى أنه حتى الاتفاق الشامل سيكون لوقت محدود، وبعبارة أخرى، مهما كانت القيود المفروضة على برنامج إيران النووي، فإنها لن تكون دائمة، والمعنى الضمني واضح، «ففي مرحلة زمنية محدد لا يزال يتم التفاوض عليها، وبعد فترة من إلغاء نظام العقوبات، يصبح برنامج إيران النووي محررا من القيود، ويتمتع بنفس الحقوق تحت معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية كأي عضو قائم بالتزاماته، ويبدو هذا إلى حد كبير كرخصة لبناء برنامج نووي كبير، إذا ما اختارت إيران ذلك، وبقدرة كبيرة غير محدودة على تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة البلوتونيوم على غرار اليابان».

وأكدت المجلة أن إيران ليست اليابان (ديمقراطية مستقرة سليمة متماشية مع السياسة الغربية)، فالنظام الإيراني قوة رجعية تسعى للهيمنة وراعية للإرهاب ودموية الفكر، انتهكت التزامات عدم الانتشار النووي بشكل متسلسل، وتهدف إلى تدمير إسرائيل، وطرد أميركا من الشرق الأوسط، وإسقاط بعض أنظمة الخليج.

وقالت المجلة: إنه سواء أكان الرئيس أوباما يقدر هذا الاختلاف أم لا، فإن السعودية بالتأكيد تقدره.

وقالت الصحيفة: إن مخاوف السعودية تتجاوز الزوايا الأربع لاتفاق إيران مع الغرب، فالرياض ترى أن زحف إيران نحو القنبلة هو مجرد العنصر الأكثر خطورة ضمن حملة مستمرة واسعة النطاق لقلب النظم القائمة في الشرق الأوسط لصالح نظام جديد تهمين عليه طهران.

ورأت الصحيفة أن إضعاف السعودية وزعزعة استقرارها يعد عنصرا مركزيا في المشروع الإيراني، وقد تجلت وجهة نظر السعودية بعد الجهود المنظمة من قبل الحرس الثوري الإيراني لمد نفوذه في المناطق القاصية والدانية، من خلال بذر العنف والإرهاب والتمرد في البحرين والعراق ولبنان واليمن، وكذلك تدخله الواسع في الملف الأكثر تدميرا وهو التحريض على القتل في سوريا، وإنقاذ نظم بشار الأسد.

وأضافت الصحيفة أن وجهة النظر السعودية ترى أن الاتفاق يتجاهل هذه العوامل المركزية للتحدي الوجودي الذي تشكله إيران لكيان السعودية، بل إن الاتفاق يهدد بمفاقمة تلك التحديات بشكل كبير عبر إضفاء الشرعية على مزاعم إيران بأنها قوة عظمى.

ورأت الصحيفة أنه كما أعطى الاتفاق الكيماوي بين أوباما وبشار الأسد الضوء الأخضر ضمنيا لآلة القتل السورية لتكثيف عملياتها، يخشى السعوديون من أن الاتفاق النووي مع الملالي، سيطلق يد إيران -إن لم تكن مصادقة ضمنية أميركية- في سعيها الطويل لتسود المنطقة، وهو برأي كثيرين من السنة لن يتوقف حتى يصل للمدينة ومكة. ورأت المجلة أن أزمة الثقة الخاصة بأغراض وكفاءة القوة الأميركية وصلت إلى ذروتها، فقد أخذت السعودية في الاعتبار تصرح مستشارة الأمن القومي الأميركي سوازان رايس بأن «هناك عالما كبيرا هناك» خارج منطقة الشرق الأوسط بحاجة للاهتمام، وكذلك قول سلفها: إن واشنطن «أفرطت في الاستثمار» في المنطقة.

وأضافت أن السعودية باتت مقتنعة بأن «جنون أوباما» يمشي على النهج الآتي «جهد منظم للحد من انتشار أميركا وانخراطها في صراعات المنطقة، وتقليص دور واشنطن، وتخفيض النفقات، ثم التراجع كليا عن الشرق الأوسط».

كذلك باتت الرياض مؤمنة بأن الإدارة الأميركية الحالية باتت تتباطأ عندما يتعلق الأمر بالوقوف إلى جانب حلفائها في الشرق الأوسط، فأوباما يريد الخروج، ولذلك صمم صفقات حفظ ماء الوجه مثل اتفاقي إيران وسوريا ليس لحل المشاكل المستعصية في المنطقة، ولكن لتأجيل انفجارها حتى يكمل بسلام مدته الرئاسية.

ولفتت الصحيفة إلى مسألة خرق الثقة بين السعودية والولايات المتحدة تزايدت بشكل كبير بعد إلغاء أوباما لخطة تقضي بمعاقبة الأسد على استخدامه السلاح الكيماوي، بعدم أبدت الرياض تعاونا كاملا ووجهت قيادتها كل الجهود لهذا الغرض، لكنها فوجئت، كفرنسا، بقرار أوباما إحالة المسألة للكونجرس، وقيل: إن وزير الخارجية جون كيري نفسه لم يكن يعلم بالقرار.

فورين بوليسي الأميركية

العرب القطرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى