أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 08 تشرين الأول 2012


استهداف قصر الرئاسة في دمشق وقيادة جديدة لـ «المجلس الوطني»

الدوحة – محمد المكي احمد؛ دمشق، انقرة، نيويورك، لندن – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

تعقد اطياف المعارضة السورية لقاء تشاورياً موسعاً في الدوحة اليوم برعاية الجامعة العربية وحكومة قطر. وعشية اللقاء سجل «المجلس الوطني السوري» أمس تقدماً بعد بدء العمل بهيكلته الجديدة، وباجراء أول انتخابات من نوعها لاختيار أعضاء «الأمانة العامة» للمجلس، التي تمهد «فورا» بعد اعلان النتائج لانتخابات اللجنة التنفيذية ورئيس جديد للمجلس، ولوحظ أن معظم المرشحين للامانة العامة من الوجوه الجديدة والشابة.

ترافق ذلك مع تصعيد في العمليات العسكرية في سورية، خصوصاً في العاصمة دمشق، حيث أطلق مقاتلو المعارضة قذائف مورتر على قصر للرئيس بشار الأسد صباح امس لكنهم أخطأوا الهدف في هجوم يُبرز الجرأة المتزايدة للقوات التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري. ونقلت وكالة «رويترز» عن سكان في دمشق إن قذائف من عيار ثقيل كانت تستهدف على ما يبدو القصر الرئاسي لكنها سقطت في حي المزة 86 السكني القريب الذي تسكنه غالبية من الطائفة العلوية.

وقالت وسائل إعلام حكومية إن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب سبعة فيما وصفته بأنه «هجوم إرهابي». واعلنت «كتيبة أسود الإسلام» مسؤوليتها عن الهجوم وقالت انه «الرد على المجازر والقصف اليومي الذي تتعرض له مدننا الحبيبة». وقال مقاتلون أنهم هاجموا أيضاً مطاراً عسكرياً ومبنى للاستخبارات في العاصمة لكن لم يرد تأكيد لتلك الانباء من جهة مستقلة.

في هذا الوقت شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أهمية «الانخراط الفعال» للولايات المتحدة مع إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما في «التحديات الماثلة امامنا من إنهاء سفك الدماء في سورية الى إعادة عملية السلام في الشرق الأوسط الى مسارها الى مواجهة التغير المناخي».

وكان جيفري فيلتمان وكيل بان للشؤون السياسية حذر من أن «المسار الحالي في سورية سيقود الى تدميرها» مشدداً على ضرورة «وقف الخيارات العسكرية وإطلاق عملية سياسية تؤدي الى تغيير فعلي يقطع مع الماضي بشكل واضح». وأبلغ فيلتمان مجلس الأمن أن القتال بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة خرق منطقة عمل قوة الأمم المتحدة في الجولان (أندوف) محذراً من «تبعات هذا الانتهاك على اتفاقية فك الاشتباك» ومذكراً الحكومة السورية «بالتزاماتها إبقاء المنطقة خالية من السلاح والعناصر المسلحة». كما اعرب عن أمله من مؤتمر الدوحة للمعارضة السورية أن يؤدي الى معارضة أكثر انسجاماً لتعبر عن مكونات الشعب السوري.

في غضون ذلك تكثفت المبادرات المطروحة للنقاش في الاجتماع التشاوري بين «المجلس الوطني» وقوى معارضة أخرى، وأكد وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية لـ»الحياة» إن المبادرة التي ستطرح هي نتاج مشاورات مع أطياف المعارضة السورية كافة والدول العربية والصديقة وأصدقاء سورية، وقال ان المبادرة مطروحة للتشاور على أطياف المعارضة الى أن يتم اقتناعها بالخروج بشيء يستحقه الشعب السوري للخروج من المأزق.

وفيما نوقشت في اجتماع المجلس الوطني رؤى عدة وبينها مبادرة رياض سيف المتوقع مناقشتها أيضاً في اللقاء التشاوري، دخل «المجلس الوطني» على خط المبادرات، وعلمت «الحياة» أن «الهيئة العامة» للمجلس اتفقت أمس على مبادرة تهدف الى تشكيل مؤتمر وطني موسع من 300 عضو ليكون الجهة المخولة بتشكيل حكومة انتقالية.

وأعلن رئيس المجلس عبد الباسط سيدا نجاح اجتماع المجلس الذي اختتم اعماله مساء في حضور الوزير العطية، ولفت الى اعادة الهيكلة واقرار النظام الاساسي للمجلس وأنه بات يضم 32 منظمة ثورية و24 كتلة سياسية، وقال أنه سيعلن نتائج انتخابات الامانة العامة صباح اليوم.

وعلق الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي على مؤتمر المعارضة بالقول ان «من المهم توحيد رؤى المعارضة خصوصاً ان الجميع يعلم أن النظام في سورية لن يستمر لفترة طويلة وفي يوم من الايام سيكون هناك وضع جديد في سورية».

وعلى الصعيد الميداني بدا امس ان الفصائل الفلسطينية في سورية تتجه اكثر فاكثر الى الانزلاق في آتون الصراع وقالت مصادر المعارضة إن مقاتلين منها قتلوا عشرة من أعضاء «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة» (احمد جبريل) الموالية للنظام في معركة قرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق. وكان مقاتلون من المعارضة وفلسطينيون موالون لها اعلنوا الأسبوع الماضي عن تشكيل وحدة جديدة لمحاربة «القيادة العامة».

وردت الحكومة السورية باعلانها انها «ستقف بحزم ضد أي محاولة لجر الفلسطينيين إلى ما يجري في سورية. ودعت الفصائل الفلسطينية الى الابتعاد عما تخططه لها «المجموعات الارهابية المسلحة».

من جهة اخرى اعلنت الحكومة التركية امس إنها ستتقدم بطلب رسمي «وشيك» إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) لنشر صواريخ «باتريوت» على طول حدودها مع سورية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان هناك تهديداً صاروخياً محتملاً لتركيا من جانب سورية وأن لتركيا الحق في اتخاذ خطوات للرد على مثل هذا التهديد. وأضاف ان «نشر مثل هذه النوع من الصواريخ كخطوة للرد على التهديدات هو إجراء اعتيادي بموجب لوائح حلف شمال الأطلسي». وسبق ان نشرت هذه الصواريخ في تركيا أثناء حرب الخليج الثانية.

محطات إلكترونية فضائية دعماً للنظام السوري

لندن – «الحياة»

بعدما فشل النظام السوري في إطلاق فضائيات موالية له تقدم وجهة نظره وتدافع عنه وتبرر أفعاله، نتيجة نقص المعدات والآليات وغياب الخبرات المؤهلة لمثل هذه الأعمال من جهة، وخوفاً من إغلاقها كما حدث مع الفضائية، و «الدنيا» من جهة أخرى، عمد إلى خيار أقل تكلفة ولا يحتاج إلى معدات أو طاقات بشرية ولا يشكل أزمة في حال إغلاقه، وذلك عبر إطلاق محطات إلكترونية فضائية، مسجلاً بذلك براءة اختراع باسمه لهذا النوع من البث.

فالقنوات الجديدة وأبرزها قناة «الخبر» (مدار النايل سات 12034 أفقي)، لا تتعدى كونها صفحة إلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» تحجز تردداً فضائياً ولا تحوي أي استوديوات أو مذيعين أو مخرجين أو معدين، ويقتصر كادرها الإعلامي على محررين ينشرون نصوصاً إخبارية منتقاة من الصحافة الموالية للنظام (الروسية والصينية والإيرانية والمحلية)، وأخباراً من قنوات فضائية موالية أيضاً على شكل نصوص («الدنيا»، «الفضائية السورية»، «سما»، «الميادين»، «روسيا اليوم») كما هي من دون إعادة تحرير أو تنقيح.

وينفرد بعض هذه القنوات أحياناً بأخبار من مراسلين منتشرين في المحافظات السورية، تبيّن أيضاً أن غالبيتهم مراسلون ميدانيون في التلفزيون الرسمي وقناة «الدنيا» شبه الرسمية، يزوّدون القنوات بأخبار مماثلة لتلك التي يزوّدون بها قنواتهم الأصلية. كما عمدت هذه القنوات (كما الإعلام الرسمي) إلى اجتزاء التقارير الدولية الصادرة عن المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية، وتوجيهها لخدمة النظام السوري، والتركيز على الأجزاء التي تتهم المعارضة بتجاوز القوانين الدولية، فيما تغفل الأجزاء المتعلقة بالتجاوزات اليومية التي تقوم بها قوات النظام السوري على طول الأراضي السورية، من قتل وتشريد وقصف وتدمير وتهجير.

وفي هذا السياق يمكن إحصاء ما يزيد على خمس قنوات مماثلة، منها «حلب»، «بلدنا» إضافة إلى قناة «شام أف أم» والتي تزيد على البث الفضائي والإلكتروني في بث إذاعي محلي.

ولا شك في أن هذه الخطوة إذ كانت تبرز عجز المنظومة الإعلامية السورية الرسمية فإنها تؤكّد غياب الفكر الإعلامي المحترف عند العاملين في المجال على الساحة السورية. فمعظم أخبار هذا «الاختراع» مكرر ومستنسخ، ويغـــيب عنه الحياد. كما تبرز هذه القنوات توجهها بطـريقة فــجّة ومـباشرة، ولا تــملك أي إبداع إعلامي.

يذكر أن فكرة القنوات الإلكترونية الفضائية بدأت بالانتشار على مستوى العالم، ولكن ضمن آلية عمل متفردة، وتحمل بعداً إعلامياً يدمج بين العالم الافتراضي والواقعي في كوكتيل جديد يعكس التطور والتقدم التكنولوجي على مستوى العالم، بعكس «الاختراع» السوري، الذي قدّم وجهاً جديداً من هذا النوع من الإعلام، وحوّله من فكرة استثنائية تحمل رؤية جديدة، إلى شكل مكرر ومستهلك لا يحمل إبداعاً، أما هدفه فتزوير الحقائق وتحويرها.

الأزمة السورية تمتد إلى الفلسطينيين

وصواريخ المعارضة استهدفت قصراً رئاسياً

    (و ص ف، رويترز)

دخل العامل الفلسطيني بقوة على خط الازمة السورية مع الاشتباكات الدائرة في الاحياء المحيطة بمخيم اليرموك ومقتل عشرة أفراد من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة” على ايدي مسلحين من المعارضة. وفيما حملت الجبهة “الجيش السوري الحر” مسؤولية قتلهم، قالت وزارة الخارجية السورية انها ترفض محاولات زج الفلسطينيين في الازمة. واكدت حركة المقاومة الاسلامية “حماس” ان السلطات السورية اقفلت مكاتب قيادييها في سوريا وعزت هذه الخطوة الى وقوف الحركة الى جانب الشعب السوري وضد نظام بشار الاسد.

ومع الاندفاع الجديد لمقاتلي المعارضة السورية في دمشق، قالت جماعة اسلامية تطلق على نفسها “كتيبة أسود الاسلام” انها اطلقت قذائف هاون على قصر للرئيس بشار الأسد في دمشق،  لكنها اخطأت الهدف وسقطت القذائف في حي المزة 86 الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية والذي كان شهد تفجير سيارة مفخخة الثلثاء.

وفي الدوحة، واصل اعضاء الهيئة العامة لـ”المجلس الوطني السوري” المعارض عملية تصويت طويلة لانتخاب قيادة جديدة اكثر قوة وتمثيلا ستشارك اليوم في لقاء تشاوري حاسم مع اطياف المعارضة الاخرى، وسط خلافات حادة على مبادرة تهدف الى افراز قيادة سياسية جديدة موحدة للمعارضة.

ومن المفترض ان يسفر تصويت الهيئة العامة للمجلس بمشاركة اكثر من 400 مندوب عن انتخاب 40 عضوا يشكلون أمانته العامة.

وسيتولى اعضاء الامانة العامة الجديدة لاحقاً انتخاب مكتب تنفيذي من 11 عضوا على ان تكلل العملية الانتخابية باختيار رئيس جديد للمجلس خلفا لعبد الباسط سيدا الذي انتخب في حزيران الماضي.

وأفاد المكتب الاعلامي للمجلس ان بعض القادة البارزين أمثال برهان غليون وسمير نشار ورياض سيف لم يترشحوا لعضوية المكتب التنفيذي.

ودعا وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية المعارضة السورية الى “موقف موحد وحاسم”، مرحباً في الوقت عينه بالنتائج التي توصل اليها “المجلس الوطني السوري” المنعقد في الدوحة  منذ الاحد لتجديد هياكله القيادية.

داود أوغلو: حلف شمال الأطلسي يعدّ لنشر صواريخ “باتريوت” في تركيا

نسبت وسائل إعلام تركية إلى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو أن حلف شمال الأطلسي يعدّ لنشر صواريخ “باتريوت” في تركيا. (راجع العرب والعالم)

وكان داود أوغلو يتحدث الى صحافيين أتراك في بروكسيل.

وفي وقت سابق، قال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية التركية سلجوق اونال إن بلاده تعتزم تقديم طلب “وشيك” الى حلف شمال الأطلسي لنشر الصواريخ على حدودها مع سوريا. واضاف ان “هذه المسألة مدرجة ايضا على جدول الاعمال في اطار المشاورات والاستعدادات والتخطيط الطارىء في شأن امن تركيا ومناطق حلف شمال الاطلسي”. وشدد على ان هناك تهديدا صاروخيا محتملا لتركيا من سوريا وأن لتركيا الحق في اتخاذ خطوات للرد على مثل هذا التهديد. واعتبر ان “نشر هذا النوع من الصواريخ خطوة للرد على التهديدات هو إجراء اعتيادي بموجب أنظمة حلف شمال الأطلسي.” وذكر بان هذه الصواريخ نشرت في تركيا خلال حرب الخليج الثانية.

لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أوضح خلال زيارة لاندونيسيا، ان حكومته “لم تقدم حتى الان اي طلب” لنشر الصواريخ، كما بثت شبكة “ان. تي. في” التلفزيون.

وبالفعل أكد مسؤول في حلف شمال الاطلسي في بروكسيل  “أننا لسنا على علم بأي طلب من تركيا في شأن هذه النقطة”.

الأسد لـ”روسيا اليوم”: لست دمية الغرب وغزو سوريا سيكلفهم الكثير

أكد الرئيس السوري بشار الأسد في حديث لقناة “روسيا اليوم” أنه “ليس دمية الغرب كي يلجأ إلى إحدى دوله”، مؤكداً انه “سوري يعيش ويموت في سوريا” ومحذراً من أن كلفة “الغزو الأجنبي، إن تم، ستكون اكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحملها”.

وقال الأسد لبرنامج “أصحاب القرار” الذي يبث غدا على القناة، “أعتقد أن كلفة الغزو الأجنبي لسوريا، لو حدث، ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحملها، لأنه إذا كانت هناك مشاكل في سوريا، خصوصا وأننا المعقل الأخير للعلمانية والاستقرار والتعايش في المنطقة، فإن ذلك سيكون له أثر “الدومينو” الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، وبالتالي فانه لا يمكن التنبوء بتداعيات القيام بهذا الأمر على باقي أنحاء العالم، وان كنت لا أعتقد أن الغرب يمضي في هذا الاتجاه”.

وأضاف ” أنا لست دمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صنع سوريا، وعليّ أن أعيش وأموت في سوريا”.

(روسيا اليوم)

اليرموك: مسلحون يقتلون 10 من «القيادة العامة»

دمشق تحذر من زج الفصائل في النزاع السوري

حذرت دمشق، أمس، من محاولة زج الفصائل الفلسطينية في النزاع السوري، داعية إياها إلى الابتعاد عما تخططه لها «المجموعات الإرهابية المسلحة».

في هذا الوقت، قال معارضون، لوكالة «رويترز»، إن «مسلحين قتلوا عشرة من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة في اشتباكات قرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين» في دمشق.

وأضافوا أن «اشتباكا وقع بين الجانبين، وتصاعد في الأيام القليلة الماضية في شارع 30 وفي الحجر الأسود قرب مخيم اليرموك»، مشيرين إلى أن الجيش السوري قصف مواقع مقاتلي المعارضة في المنطقة بنيران المدفعية والطائرات.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، ان الاشتباكات مستمرة في حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة الذي يتعرض للقصف و«يشهد حركة نزوح واسعة في اتجاه مخيم اليرموك» للاجئين الفلسطينيين. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الاشتباكات تدور بين «القوات النظامية الموجودة في الحجر الاسود ومقاتلين من اللجان الشعبية في مخيم اليرموك، في مواجهة مسلحين».

وأعلن عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة حسام عرفات، في بيان، أن «ما يسمى الجيش السوري الحر اغتال وقتل 8 أعضاء من الجبهة في مخيم اليرموك»، من دون معرفة ما إذا هؤلاء هم ضمن العشرة الذين ذكرهم المعارضون.

وأشار عرفات إلى أن «مجموعات الجيش الحر تحاول ومنذ عدة أيام اقتحام مخيم اليرموك من عدة محاور، وعندما تصدت لهم اللجان الشعبية المدافعة عن المخيم، قصفوا المخيم ما أدى إلى استشهاد العشرات من أبناء المخيم».

وتابع «بطريقة غادرة جبانة تسللت هذه المجموعات الإرهابية إلى بعض المناطق في مخيم اليرموك، التي يتواجد فيها مكاتب للجبهة الشعبية القيادة العامة واختطفوا ثمانية من أعضاء القيادة العامة وأعدموهم بعد التمثيل بجثثهم». وحمل «دويلة قطر المسؤولية الكاملة عن دم شهدائنا، كونها الدولة الرئيسية التي تتبنى هذه المجموعات وتقدم لها التمويل والسلاح، وتعمل بكل إصرار على زج المخيمات في الأزمة السورية بعد فشل مؤامرتها بتدمير الدولة في سوريا وإسقاط دورها».

وأعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا)، إن «سوريا ستقف بحزم ضد أي محاولة لزج الفلسطينيين بما يجري فيها من أحداث، وأن الطريق الوحيد أمام اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وكل مكان لجأوا إليه هو طريق فلسطـين، والتمسك بالحقوق الثابتة، وفي مقدمتها حق العودة».

وبعد أن عدد المصدر الهجمات التي يتعرض لها الفلسطينيون في دمشق ودرعا وحلب، قال «لقد حددت سوريا مواقفها إزاء الكارثة التي ألمت بالشعب الفلسطيني، وجعلت من القضية الفلسطينية بوصلتها في تحديد سياساتها ومواقفها، ولم تتوان عن تقديم التضحيات المادية والبشرية لدعم هذا الشعب الشقيق للوصول إلى حقوقه المشروعة، وإن ما تعانيه سوريا الآن يأتي في جزء كبير منه لمواقفها الداعمة لنضال هذا الشعب ورفضها لتصفية القضية الفلسطينية».

وطالب «كافة فصائل الشعب الفلسطيني وتنظيماته وقياداته الابتعاد عما يخطط لها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، التي أعلنت ارتباطها بالمخططات المعادية لتطلعات الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة خدمة لمصالح إسرائيل وداعميها».

(«السفير»، «سانا»، رويترز، ا ف ب)

تلكلخ: مشهد «مصالحة وطنية» يثير جدلاً

زياد حيدر

في الأزمة السورية ثمة مشاهد كثيرة لا تصدق. مستوى العنف الذي لم يكن ممكناً التنبؤ به، عدد الضحايا المذهل، وتعقيدات القضية التي باتت قضايا ومحن بمستويات عدة.

بين ركام الدمار ووحل اليأس، تتشكل مشاهد مثيرة للاستغراب، لا تبدو منسجمة مع الواقع المأساوي الذي ساد لما يقترب من العامين من عمر الأزمة. احد هذه المشاهد، وإن اختلف السوريون على قبوله ورفضه، انعكس في مدينة تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية، بعد جهود قادتها لجنة المصالحة الوطنية المستقلة عن الدولة، والتي انتهت إلى زيارة قام بها محافظ حمص أحمد منير محمد لمدينة، التي يسيطر الوجود المسلح على معظم أحيائها.

هذا «الواقع المستجد»، الذي بدأ يتشكل في تلكلخ، يعتبره مؤسس ملتقى العشائر والقبائل العربية رئيس هيئة المصالحة الوطنية الشيخ صالح النعيمي من مشاهد انحسار الأزمة. «هي المرحلة التي تسبق مرحلة انتهاء الأزمة»، وفق تقديرات الشيخ، الذي قاد عشرات عمليات التفاوض لإطلاق سراح مخطوفين، أو تسليم جرحى وجثث قتلى. كان قادماً للتو من عملية إطلاق سراح أحد المخطوفين في حمص، حين تحدثت إليه «السفير».

موضوعنا لم يكن قضايا الخطف التي تجاوزت الألف في حمص وحدها وفق جداول الهيئة، بل ما جرى في تلكلخ، من حدث يصعب توصيفه، في سياق الأزمة. إذ تحرك موكب يضم فعاليات حزبية وسياسية صباح الاثنين الماضي يرأسه محافظ حمص إلى المدينة، التي لا زالت أعلام الانتداب ترفع على بعض مآذنها، برفقة إعلاميين رسميين ومن مؤسسات خاصة للوقوف على حاجات المدينة المعيشية والخدمية، وبحوار مباشر مع قادة المجموعات المسلحة الموجودة هناك، وذلك وفقاً لتوصيف شاهد عيان رافق الوفد وتحدث لـ«السفير».

يقول النعيمي إن هذه العملية استغرقت وقتاً، وجرت وفقاً لخطوات، أولها «الحوار مع المعارضة المسلحة، وجرى بطريقة مباشرة»، وذلك بعد الاستعانة «بشبكة العلاقات الاجتماعية الموجودة لدى العشائر والقبائل» والتي يضم ملتقاها ثلاثة آلاف عضو. ويضيف «تم اللقاء بيننا وبين القيادات حتى التوصل إلى اتفاق، ومن دلائل نجاح هذا الاتفاق أن أحد المفاوضين المعارضين تزوج منذ أيام، كإثبات لحالة الاستقرار التي تعيشها المدينة».

ويرفض النعيمي الإعلان عن أسماء القيادات التي تحدث إليها، لكن شبكات أخبار محلية موالية للسلطة انتقدت العملية، مشيرة إلى «مصافحة المحافظ لقتلة» بينهم أسماء أشخاص مثل عبد الرحمن ولو بصفته «عضواً في تنظيم القاعدة ومفتي الجماعات الإرهابية» وفقا للمصدر ذاته. لكن المحافظ لا يوافق على هذا التوصيف، كما لا يتوقف النعيمي عند هذه التفاصيل، بل هو يشير إلى أنه أخرج مجموعة من المطلوبين للدولة السورية من مناطق محاصرة بهدف علاجهم «قبل صدور برقيات كف البحث عنهم» التي يحصلون بموجبها على العفو الرسمي.

ويفسر الشيخ النعيمي خطوته «بضرورة التركيز على بناء الثقة بين مكونات المجتمع من جهة، وكامل الشعب والدولة من جهة أخرى. لذا نقوم بجمع المعارضة المسلحة وغير المسلحة مع الجهات الرسمية وممثليها ونجري الحوار»، حتى تأتي المرحلة الثانية وهي «مرحلة ما بعد الحوار المباشر، والتي توجت بدخول «وفد رسمي بشكل طبيعي وللمرة الأولى، مع وجود مسلح للطرف الآخر»، حيث يعتبر النعيمي هذه المرحلة «هي مرحلة ما قبل انتهاء الأزمة، وتقصدنا بالمشاهد الأخيرة أن تدخل الجهات الرسمية ويكون هناك أمان، وأن يظهر المسلح وقد اعترف بسلطة الدولة وبوجودها».

كلام لا يعجب الكثير من الموالين الذين يعتبرون الخطوة بمثابة «تسليم للمدينة»، وهو طرح لا يتفق معه محافظ حمص الذي يقول لـ«السفير» إن جل ما يقوم به يستند لهدف رئيس وهو «حجب الدم السوري»، مشيراً إلى أنه لن يتوانى عن خطوات مماثلة في كل مناطق سلطته الإدارية. «اللي بدو يصير جمّال بدو يعلي باب داره» يضيف بلهجة محلية، مكرراً أن المناطق التي هي خارج سلطة الدولة محدودة جداً في المحافظة، وتلكلخ ليست من ضمنها، وأن «الشرعية هي شرعية الدولة فقط وليس من شرعية أخرى».

هذا الرأي أيضاً لديه من يدعمه. تقول إحدى المعنيات لدى الجهات الرسمية بالقضية إنه «الأحرى بحمص أن يدافع عنها أهلها، فيما يركز الجيش معركته على الجهاديين المتدفقين من تركيا». وتضيف، على ألا يُذكر اسمها، أنه «ما من حل آخر. والبيت الذي فقد فرداً من أفراده، فمن الأفضل أن يحافظ على من تبقى».

ولذا تعاملت الجهات الرسمية مع الزيارة على أنها بمثابة «صلح» بين الدولة وخصومها. ويوضح النعيمي «بعد ذهابنا تم اللقاء مع المحافظ والجهات الرسمية، وتم الاتفاق على إدخال الإغاثة وورشات الصيانة وتحضير فتح الأسواق والمدارس». ووفقاً لإعلاميين فقد دخلت ورش الصيانة المدينة أمس الأول.

ماذا عن السلاح، تسأل «السفير»، وهو السؤال الذي يتكرر صداه منذ بداية الأزمة. «السلاح المنتشر في كل مكان ولدى الجميع؟» يجيب النعيمي بهدوء»، مضيفاً إن «هناك نوعين من المسلحين. مسلحون مؤيدون للدولة، ومسلحون معارضون لها. كما أنه يرتبط بوهم التهديد، حيث تشعر فئات أنها مهددة، لأسباب مذهبية أو مناطقية. لذا فالمهم إزالة أسباب التهديد أولا. أي معالجة الوهم».

ويضيف، أمر آخر يبدو استثنائياً، إن «موضوع السلاح يجب أن يتم بالاتفاق مع الدولة وبالاتفاق معهم، بحيث يتحولون للجان شعبية لأن المنطقة بحاجة لهذا الأمر»، وذلك بالإشارة إلى حجم التسلل الذي يجري من الجانب اللبناني من الحدود.

هل هذا يعني أن المسلحين سيديرون بندقيتهم باتجاه حلفائهم السابقين؟، يكرر النعيمي أن دورهم سيكون بمثابة لجان شعبية تحمي مدنهم وقراهم من أي تسلل من الخارج، وبالتنسيق مع الدولة!

هذا الكلام تردد على مسامع أحد الإعلاميين المرافقين للوفد الحكومي. يقول الإعلامي أحمد العاقل لـ«السفير» إن المحافظ قال، خلال الاجتماع بفعاليات المدينة ووجهائها وبينهم قادة عسكريون، إن «مسلحي تلكلخ لن يسلموا سلاحهم وأنفسهم للدولة، وإنما سيبقى السلاح معهم ليقوموا هم بحماية مدينتهم ضد الغرباء القادمين من خارج الحدود».

هل هذا ممكن. يبدي الطرفان النعيمي ومحمد ثقتهما بإمكانيته، بل يزيد المحافظ محمد «عندي ثقة تامة أن هذا السلاح لن يستخدم ضد الجيش السوري، بل سيحمي الحدود، وإذا دخلت عناصر تكفيرية إلى سوريا فإن شباب تلكلخ هم الذين سيتصدون لها».

ولا يخفي المحافظ، في الوقت ذاته، قلقه من «طرف ثالث» مستفيد من الأزمة ومن تحريكها. «بعد مغادرتنا بساعة ونصف الساعة أطلقت قذيفتا آربي جي على حي الأكراد. على الأرجح أطلقهما طرف ثالث له مصلحة في التصعيد، كما كان له مصلحة في إشعال الأزمة منذ البداية؟».

من هو الطرف الثالث؟، يقول محافظ حمص «هو ذاته الذي أوقع الفتنة بين المتظاهرين وقوى الأمن. هم ذاتهم تجار الأزمة».

أما موضوع الدم فيرى رئيس هيئة المصالحة النعيمي أنه يجب التعالي عنه، معتبراً أن «التسامح» يجب أن يحصل، وأن هيئة المصالحة لديها «لجنة المسامحين» لرعاية هذه العملية. «على السوري الذي فقد عزيزاً أن يقف ليقول، حتى ولو أمام القاتل، أنه يسامح من أجل سوريا»، يختم النعيمي بكل ثقة.

المسلحون يكثّفون هجماتهم في دمشق .. والغرب يعد المعارضة بمضادات للطيران

أنقرة تسوّق لـ«المنطقة العازلة»: «باتريوت أطلسي» لحمايتها

تقدّمت أنقرة خطوة جديدة، وإن بدت مرتبكة في الاعلان عنها، على صعيد محاولاتها لإقامة «منطقة عازلة» داخل الأراضي السورية، حيث كشفت أمس، عن محادثات أجرتها مع «الحلفاء» وواشنطن لنشر بطاريات صواريخ «باتريوت» لحماية «المنطقة العازلة»، فيما أكدت واشنطن أنها ستدعم نشر الصواريخ داخل تركيا، لأسباب دفاعية، لكنها ترفض التدخل عسكرياً في الأزمة السورية.

وبالتزامن مع اجتماعات المعارضة السورية في الدوحة، حاول المسلحون تسجيل تقدم ميداني في المناطق المحيطة بدمشق، والتي أعلن مصدر امني سوري، قبل يومين، ان القوات النظامية استطاعت إحباط هجمات مكثفة شنها حوالى 4 آلاف مسلح على مناطق في العاصمة ومحيطها. وقد يفسر هذا الأمر استخدام السلطات السورية للطيران الذي شنّ غارات مكثفة على مناطق محيطة بالعاصمة خلال الايام الماضية. كما حاول المسلحون تسجيل نصر اعلامي بالحديث عن استهداف القصر الجمهوري، في حين أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الى «تعرض حي المزة 86 لقصف بقذائف الهاون، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص».

وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية التركية إن أنقرة درست مع «الحلفاء»، بينهم واشنطن، إمكانية نشر بطاريات صواريخ «باتريوت» لحماية «منطقة عازلة» داخل سوريا. وأعلن أن نشر الصواريخ واحد من السيناريوهات التي يتم درسها «لوقف هجمات النظام السوري ضد المعارضين والمدنيين»، مشيراً إلى انه كان قد تم تجميد الطلب حالياً بسبب الانتخابات الرئاسية الأميركية، موضحاً انه يمكن نشر بطاريات الصواريخ تحت «مظلة الأطلسي».

وقال مسؤول آخر «في ما يتعلق بهذا الأمر (صواريخ باتريوت) سيجري التقدم بطلب رسمي وشيك»، معتبراً أن هناك تهديداً صاروخياً من سوريا، مشيرا إلى انه من حق تركيا التقدم بهذا الطلب لحماية نفسها من هذا التهديد. وأضاف «نشر مثل هذه النوع من الصواريخ كخطوة للرد على التهديدات هو إجراء اعتيادي بموجب لوائح حلف الأطلسي»، موضحاً أن هذه الصواريخ نشرت في تركيا أثناء غزو العراق للكويت.

وتحدّثت صحيفة «ميللييت» التركية عن مناقشات جارية بين تركيا والولايات المتحدة حول إمكانية نشر صواريخ «باتريوت» في تركيا، على طول الحدود السورية، لفرض منطقة حظر جوي

بعمق 60 كيلومتراً في الأراضي السورية، مضيفة إن الهدف من إقامة هذه المنطقة هو منع الغارات الجوية التي يقوم بها الطيران السوري على مدن وقرى واقعة بين الحدود التركية ومدينة حلب.

وقال مسؤولون أميركيون إنه يمكن نشر صواريخ «باتريوت» على الجانب التركي من الحدود السورية لأسباب دفاعية، لكن واشنطن غير مستعدة لنشر أي معدات عسكرية داخل سوريا، لأن من شأن هذا الأمر انتهاك السيادة السورية وان يؤدي إلى تصعيد عسكري خطير.

وأشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، خلال زيارة لاندونيسيا، إلى أن بلاده «لم تقدم حتى الآن أي طلب» يتعلق بنشر هذه الصواريخ، فيما نقلت قناة «ان تي في» عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قوله، في بروكسل، إن «الأطلسي» يجهز لنشر صواريخ «باتريوت» في تركيا، قبل ان تعود وتسحب الخبر.

وقالت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي، في بروكسل، «لم نتلق طلباً. مثلما قال الأمين العام للحلف الاثنين، فإن الحلفاء سيبحثون أي طلب يقدم لحلف شمال الأطلسي».

وكشف معارض سوري، لوكالة «الأناضول»، عن إغراءات قدمها المعارض رياض سيف لإقناع المجلس الوطني السوري بالانضواء تحت مظلة مبادرته الجديدة، وتتضمن وعوداً غربية بتزويد المعارضة بمضادات الطائرات، بالإضافة إلى رفض اتفاق جنيف. لكن المجلس، الذي يترأسه عبد الباسط سيدا، استبق اجتماع المعارضة في الدوحة اليوم، بتوزيع مبادرة خاصة به تؤكد أن «الجهة المخولة بتشكيل حكومة انتقالية هي المؤتمر الوطني العام، الذي تشارك فيه كل قوى المعارضة السياسية ويكون للمجلس الوطني النسبة الأكبر فيه». (تفاصيل صفحة 8)

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، قبل انتقاله إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر المعارضة اليوم، «من المهم توحيد رؤى المعارضة، خاصة ان الجميع يعلم أن النظام في سوريا لن يستمر لفترة طويلة، وفي يوم من الأيام سيكون هناك وضع جديد في سوريا».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع صحيفة «موسكوفسكيه نوفوستي» الروسية نشرت أمس، «أعتقد أن ممولي المعارضة في الخارج سيواصلون جهودهم الرامية إلى توحيد صفوفها، وسيستغرق ذلك وقتاً إضافياً. ونحن نسعى للتأثير في هذه العملية. نحن لا نشارك في كل هذه الفعاليات (بما فيها مؤتمر الدوحة)، ولكننا نلتقي بالمشاركين فيها على انفراد. ومن المقرر أن يقوم ممثلو هيئة التنسيق الوطنية بزيارة جديدة إلى موسكو قريباً»، موضحا أن موسكو توجه المعارضة للحوار مع الحكومة.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

بريطانيا تحث على اعادة التفكير في كيفية إنهاء الصراع بسوريا

لندن- (رويترز): قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس إن بريطانيا تريد إعادة التفكير في خيارات نبذت في السابق وذلك في اطار دراسة سبل لانهاء الصراع في سوريا.

وسئل مسؤول بمكتب كاميرون عما إذا كانت هذه الخيارات تتضمن اجراءات مثل تسليح المعارضين السوريين أو اقامة منطقة لحظر الطيران فامتنع عن ذكر اي خيارات محددة قد يجري إعادة دراستها.

وقال المسؤول “يريد رئيس الوزراء دراسة اشياء كانت على الطاولة قبل عام ولم يشأ ان يدرسها حينذاك. انه يريد اعادتها الي الطاولة”.

واضاف المسؤول قائلا “نحن لا ندرج أي شيء ولا نستثني أي شيء … نحن نريد وضع كل الاشياء على الطاولة”.

ومن بين الخيارات التي اقترحت في السابق تسليح المعارضين السوريين وانشاء مناطق آمنة داخل سوريا تفرض بواسطة القوة الجوية الغربية. وينتهي في اول ديسمبر كانون الاول القادم حظر فرضه الاتحاد الاوروبي على السلاح الي سوريا.

وقال كاميرون يوم الاربعاء إن أحد الاشياء الاولى التي سيناقشها مع الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي أعيد انتخابه سيكون ايجاد سبل لعمل المزيد من أجل انهاء الصراع في سوريا. وأكد كاميرون ذلك الهدف في تعليقات أصدرها مكتبه اليوم الخميس قائلا “فلنكن صريحين .. ما فعلناه على مدى الاشهر الثمانية عشر الماضية لم يكن كافيا”.

واضاف قائلا “المذبحة مستمرة وإراقة الدماء مروعة والاثار السيئة لهما على المنطقة ..التطرف.. لكن ايضا الازمة الانسانية التي تجتاح سوريا”.

ومن غير الوضح كيف يمكن اتخاذ اجراءات اكثر صرامة ضد الرئيس السوري بشار الاسد بالنظر الي المقاومة الروسية والصينية لكن محللين اشاروا الي ان اجراء منفردا ربما يكون خيارا.

وقالت بريطانيا الاربعاء ايضا انها ستبدأ اتصالات مع شخصيات عسكرية بالمعارضة السورية رغم ان مسؤولين بريطانيين قالوا ان ذلك لن يشمل تقديم ارشادات عسكرية.

وتشير تقديرات للمعارضة السورية الى أن حوالي 38 ألف شخص قتلوا منذ أن تفجر الانتفاضة ضد حكم الاسد في مارس اذار 2011 والتي بدأت باحتجاجات سلمية ثم تحولت الى تمرد مسلح ردا على حملات قمع وحشية من جانب قوات الاسد.

المجلس الوطني السوري في ختام اجتماعاته بقطر: ماضون في ثورتنا

الدوحة- (د ب أ): اختتم المجلس الوطني السوري اجتماعاته التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة على مدار أربعة أيام بعد تحقيق الكثير من الإنجازات وأهمها إعادة الهيكلة وإقرار النظام الداخلي ومناقشة العديد من التقارير ومنها التقرير الاستراتيجي الذي يحدد أبعاد المهمات في المرحلة القادمة.

وأشار رئيس المجلس عبد الباسط سيدا، في ختام الاجتماعات الليلة الماضية إلى أن المجلس الوطني بعد إعادة هيكلته أصبح يضم 32 منظمة ميدانية تعمل على الأرض داخل الوطن السوري وهي تمثل مختلف المكونات المجتمعية السورية إضافة إلى 24 كتلة سياسية مجتمعية تمثل مختلف التيارات السياسية والفكرية السورية.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن سيدا القول إن المجلس “أثبت في اجتماعه هذا أنه يمثل القوة الأساسية في المعارضة السورية بكل أجنحتها الداخلية والخارجية وخاصة الميدانية”، غير أنه لفت إلى أن هناك قوى أخرى موجودة سيتم التواصل معها.

وتابع: “سنتواصل غدا (الخميس) في لقاء تشاوري بالدوحة مع قوى أخرى لبحث ملامح المرحلة ومناقشة المبادرات المطروحة والأمل معقود على أن نتوصل معا إلى ما يخدم سورية والسوريين”، مجددا التأكيد على أن لقاء اليوم “سيكون للنقاش حول تشكيل سلطة أو هيئة تنفيذية لكنها لن تكون بديلا للمجلس الوطني لأنه سيظل الحاضنة الضامنة لتلافي أي خلاف أو تباين قد يحدث مستقبلا”.

وشدد رئيس المجلس الوطني على أن الشعب السوري مستمر في ثورته وانه “لن يتراجع حتى ينهي نظام الاستبداد والقتل على الرغم من التضحيات التي يقدمها”، وقال: “الشعب السوري مصمم على إنهاء مرحلة الاستبداد وقدم حتى الآن نحو 40 ألف شهيد إلى جانب الملايين من النازحين واللاجئين والمفقودين والمعاقين”.

ودعا سيدا المجتمع الدولي إلى مد يد العون والمساعدة لإنهاء محنة الشعب السوري ، محذرا من أن استمرارها سيؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار ليس في سورية فحسب وانما في المنطقة بأسرها.

وحول مهمة الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سورية،، قال رئيس المجلس الوطني السوري: “ليس لدى الإبراهيمي خطة واضحة المعالم وإذا استمر هكذا فإن المهمة قد يكون مصيرها مصير المبادرة السابقة لسلفه كوفي عنان.

واشنطن: لم نتلق طلباً رسمياً من الناتو لنشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية ودول إقليمية عرضت اللجوء على الأسد

واشنطن- (يو بي اي): أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن لم تتلق حتى الآن طلباً رسمياً من حلف شمال الأطلسي (الناتو) لنشر صواريخ “باتريوت” على الحدود بين تركيا وسوريا، مشيرة من ناحية أخرى إلى أن عدداً من الدول الإقليمية عرضت اللجوء على الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند إن واشنطن تعمل منذ عدة أشهر مع الناتو وتركيا “لبحث أشكال الدعم الدفاعي الأخرى التي يمكن ان تحتاجها تركيا”.

وأضافت “حسب علمي، حتى اليوم لم نتلق أي طلب رسمي من الحلف الأطلسي، ولكن وكما تعلمون، فقد قمنا في الماضي بتعزيز (دفاعات) تركيا بصواريخ باتريوت”. وقالت “سننتظر طلباً رسمياً ثم سيبحث الناتو الموضوع”، وتابعت “نحن بكل تأكيد ننظر الى مجموعة كاملة من الأمور لضمان ان تظل تركيا سالمة وآمنة”.

وكان مسؤول تركي رفيع المستوى، قال الأربعاء إن تركيا ستطلب من حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشر صواريخ باتريوت لحماية حدودها مع سوريا.

ولكن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قال للصحافيين في إندونيسيا “ليست لدينا أي خطط لدفع المال بغاية الحصول على صواريخ باتريوت”، مضيفاً أن بلاده لم تقم بأي طلب لنشر هذه الصواريخ.

غير أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو كان قال إن الناتو يتهيأ لنشر صواريخ باتريوت على الأراضي التركية.

وكانت المدفعية السورية أطلقت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي قذيفتي هاون على بلدة أقجه قلعة بفارق زمني بسيط، ما أسفر عن مقتل 5 أتراك، وإصابة 9 آخرين، الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقات بين أنقرة ودمشق وصلت لحد تفويض البرلمان التركي للحكومة بالقيام بعمليات عسكرية خارج حدود البلاد عند الضرورة.

إلى ذلك، علقت نولاند على اقتراح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتوفير مخرج آمن للرئيس بشار الأسد، وقالت “حسب علمنا أن عدداً من الدول، على الأخص دول إقليمية عرضت استضافة الأسد وعائلته إن اختار مغادرة سوريا”.

ورفضت نولاند الإفصاح عن تلك الدول وعددها. وأضافت أن “مسألة محاسبة الأسد هو أمر يجب أن يطلع به الشعب السوري”.

وكان كاميرون اقترح الثلاثاء، خروجاً آمناً للرئيس السوري بشار الأسد من سوريا، من أجل إتمام العملية الإنتقالية في البلاد.

عبد الله غول: تركيا تحتفظ لنفسها بحق التسلح في مواجهة التهديد السوري

انقرة- (ا ف ب): صرح الرئيس التركي عبد الله غول الخميس أن تركيا تحتفظ لنفسها بحق امتلاك كل أنواع الأسلحة للدفاع عن نفسها في وجه أي خطر سوري.

وادلى غول بهذا التصريح ردا على اسئلة الصحافيين حول المناقشات التي جرت بين تركيا وحلف شمال الاطلسي بشأن احتمال نشر بطاريات صواريخ ارض جو وصواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على اراضيها، في سياق تفاقم النزاع في سوريا.

وقال في تصريحات نقلها التلفزيون اثناء زيارة الى مدينة جانكيري (وسط) “تجري مناقشة صواريخ باتريوت (…) داخل الحلف الاطلسي. من الطبيعي ان نتخذ جميع التدابير الضرورية لضمان الدفاع عن انفسنا”.

ونفى غول أن تكون تركيا ترغب في “شن حرب على سوريا” المجاورة لكنه حذر دمشق من اي سلوك “متهور” يمكن ان يستهدف الاراضي التركية.

وكشف وزير خارجية تركيا أحمد داود اوغلو خلال زيارة إلى بروكسل الاربعاء عن مناقشات تجري بين تركيا وحلفائها الاطلسيين حول احتمال نشر بطاريات صواريخ باتريوت ارض-جو المضادة للصواريخ على أراضيها.

وقال بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول انه “تم بحث كل شيء”.

وعززت تركيا في الاشهر الاخيرة تدابيرها الامنية على الحدود السورية، فنشرت دبابات وبطاريات صواريخ قريبة المدى مضادة للطيران. وادى النزاع بين الجيش والمقاتلين في سوريا إلى سقوط قذائف سورية في الاراضي التركية، فقتلت احداها خمسة اشخاص في قرية تركية في الثالث من تشرين الاول/ اكتوبر.

وترد المدفعية التركية منذ ذلك الحين على سقوط أي صواريخ على الاراضي التركية.

قوات المعارضة تقتل عشرة من ‘القيادة العامة’ قرب اليرموك

أنقرة ستطلب من الناتو نشر ‘باتريوت’ لحماية حدودها

قذائف هاون تستهدف القصر الرئاسي وتجمع مراكز امنية

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: أطلق مقاتلو المعارضة السورية قذائف مورتر على قصر للرئيس بشار الأسد في دمشق الأربعاء لكنهم أخطأوا الهدف في هجوم يبرز الجرأة المتزايدة للقوات التي تسعى للإطاحة به، فيما تجري تركيا مع حلف شمال الاطلسي مناقشات حول احتمال نشر بطاريات صواريخ باتريوت ارض – جو المضادة للصواريخ على اراضيها، في اطار تفاقم النزاع لدى جارها السوري

واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق اونال الاربعاء ان ‘هذه المسألة (صواريخ باتريوت) مدرجة ايضا في جدول الاعمال في اطار المداولات والاستعدادات والتخطيط الطارىء حول امن تركيا ومناطق حلف الاطلسي’.

لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اشار خلال زيارة الى اندونيسيا، الى ان بلاده ‘لم تقدم حتى الان اي طلب’ يتعلق بنشر هذه الصواريخ، كما ذكرت شبكة ان.تي.في التلفزيونية.

وقال مسؤول في الحلف الاطلسي في بروكسل ايضا ‘لسنا على علم بأي طلب من تركيا حول هذه النقطة’.

وفي غضون ذلك، أعلنت بريطانيا انها ستجري محادثات مع مجموعات من المعارضة المسلحة سعيا لتوحيد المعارضة ووضع حد لاراقة الدماء في البلاد، مؤكدة ان الامر لا يعني تسليحا لمجموعات المعارضة.

وفي دمشق، تعرض حي المزة 86 الذي تقطنه غالبية علوية صباح امس لقصف بقذائف الهاون ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

واتهمت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ‘ارهابيين’ بقصف الحي الواقع في غرب العاصمة السورية، والذي يضم عددا من السفارات والمراكز الامنية، مشيرة الى ان ثلاث جثث احداها تعود لامرأة، نقلت الى مستشفى يوسف العظمة في دمشق.

ومع تزايد استهداف مناطق ذات غالبية علوية، قال مدير مجموعة الابحاث والدراسات الفرنسية حول البحر المتوسط والشرق الاوسط (‘غريمو’) فابريس بالانش لوكالة فرانس برس ان ‘الهجمات على المزة تشكل نقطة تحول مهمة، لانها المرة الاولى التي تستهدف فيها الطائفة العلوية لاعتبارها على علاقة مباشرة بالنظام، وهذا ما لم يحصل من قبل’.

وكان هذا الحي الذي تفقده رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الثلاثاء، شهد تفجيرا ادى الى مقتل 11 شخصا، بحسب الاعلام الرسمي السوري.

وفيما يسلط الضوء على مدى انزلاق اللاجئين الفلسطينيين إلى أتون الصراع قالت مصادر بالمعارضة إن مقاتلين من المعارضة قتلوا عشرة من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الموالية للأسد في معركة قرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.

وأعلن مقاتلون من المعارضة وفلسطينيون موالون لها الأسبوع الماضي تشكيل وحدة جديدة لمحاربة الجبهة.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سونا) عن مصدر بوزارة الخارجية السورية قوله إن ‘سورية ستقف بحزم ضد أي محاولة لجر الفلسطينيين إلى ما يجري في سورية’.

وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا الأمم المتحدة وروسيا إلى العمل على حماية الفلسطينيين في سورية.

ومن لندن، اعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الموجود في الاردن، ان الحكومة سمحت لمسؤولين باجراء اتصالات مع ممثلين عسكريين عن المعارضة المسلحة.

وشددت مصادر حكومية على ان هذه المبادرة لا تنص على تسليح هذه المجموعات بل على فتح حوار سياسي لتوحيد المعارضة ووقف اراقة الدماء جراء النزاع المستمر منذ اكثر من 19 شهرا.

وذكر مسؤولون بريطانيون ان هذه المجموعات ستدعي الى احترام حقوق الانسان، وذلك بعدما اظهر شريط فيديو بث حديثا قيام عدد من مسلحي المعارضة باعدام جنود نظاميين بعد اسرهم، ما كان موضع نقد من الامم المتحدة ومنظمات حقوقية.

وزار رئيس الوزراء البريطاني صباح الاربعاء مخيم الزعتري الذي يضم نحو 40 الف لاجىء سوري، قبل انتقاله الى عمان للقاء الملك عبد الله الثاني.

وفي الدوحة، اعرب المجلس الوطني السوري المجتمع منذ الاحد عن امله في ان تتصدر الازمة السورية اولويات الرئيس الامريكي باراك اوباما في ولايته الجديدة.

وقال مدير مكتب العلاقات الدولية في المجلس رضوان زيادة لوكالة فرانس برس ‘نبارك لاوباما ونتمنى ان يضع سورية ضمن اولويات السياسة الخارجية الامريكية من اجل انهاء الازمة السورية وضمان تحقيق مطالب الشعب السوري (…)’.

واعرب رئيس المجلس عبد الباسط سيدا عن امله في ان ‘تكون اعادة الانتخاب مقدمة لتعامل جدي ومسؤول مع الملف السوري الذي بدأ يقترب من مرحلة الخطر، وباعتبار ان ذلك سيؤثر على الامن والاستقرار الاقليمي’، وذلك بعد ‘تقصير من قبل امريكا والمجتمع الدولي’.

وشهدت العلاقة بين الولايات المتحدة والمجلس الذي يمثل غالبية اطياف المعارضة، تأزما في الفترة الماضية بعد تصريحات لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اعتبرت فيها ان تمثيل المجلس لم يعد كافيا، داعية الى تشكيل اطار معارض اوسع.

وقام المجلس بضم 13 مجموعة معارضة جديدة الى صفوفه، في حين يعقد في الدوحة اليوم الخميس اجتماع موسع لبحث ‘مبادرة الهيئة الوطنية’ التي اقترحها المعارض البارز رياض سيف.

مأساة السوريات

صحف عبرية

سوزان الديري، لاجئة سورية تسكن في حي ‘6 اكتوبر’ في القاهرة، اجتازت تحويلا مهنيا مشوها. فقد اصبحت خطابة تعرض ‘بضائعها’ الطازجة على الرجال المصريين. وهي تنظم عشاءات عديدة مشتركة تدعى اليها لاجئات سوريات شابات، واحيانا طفلات. والى جانبهن يجلس رجال مصريون جاءوا بحثا عن عرائس ولو لزمن ما.

مقابل التزويج تجبي الديري نحو 5 الاف جنيه مصري. اضافة الى هذا فانها تبسط شبكة معلومات بين جمهور اللاجئين السوريين، هدفها العثور على البنات. في الاردن يعمل مكتب ‘مرتب’ يرتب الزواج بين اللاجئات السوريات والرجال الاردنيين. وحسب ما نشرته صحيفة ‘كل العرب’ العربية الاسرائيلية، فان عربا اسرائيليين أيضا يشقون طريقهم الى الاردن كي يتزوجوا من شابات سوريات.

وفي تركيا تتحدث الصحافة عن التجارة بالنساء السوريات اللواتي يسكن خارج مخيمات اللاجئين وعن ازدهار بيوت الدعارة في المدن التركية المجاورة للحدود السورية.

ويسكن أكثر من 300 الف سوري خارج سوريا في ظروف الضائقة والفقر المدقعين. وبعض من العائلات، التي تخشى تدهور بناتها الى البغاء، احيانا في سن 12 13، واحيانا دون طلب مهر حفاظا على شرفها. وتحصل عائلات اخرى على نحو 200 دينار اردني مقابل الابنة، وهكذا توفر العائلة نفقات اعالتها.

ونشرت الحكومة الاردنية، العالمة بالظاهرة المخزية، نظاما بموجبه لن يعترف بالزواج الذي لا يجرى حسب القانون ولا يسجل لدى كاتب الزواج المخول. ولكن العديد من عائلات اللاجئين تتجاهل هذا النظام، رغم القصص الفظيعة التي ترويها البنات عن حياتهن الزوجية الجديدة. صفحة ‘فيسبوك’ خاصة تحمل عنوان ‘لاجئات لسنَ اسيرات’، تبلغ عن التجربة المريرة للنساء والبنات اللواتي أصبحت أدوات متعة في عائلات ازواجهن؛ عن رجال وعدوهن بكل خير وتركوهن معدومات من كل شيء، وعن فتاوى تسمح بالزواج من فتيات شابات ‘لحمايتهن من كل شر’.

وفي بعض الحالات اضطرت عائلات الى الموافقة على زواج بناتهن بعد أن اجتزن عمليات اغتصاب في الوطن السوري او ترملن في المعارك ولم يوجد هناك من يحميهن. لاجئة سورية في مصر روت لصحيفة ‘المصري اليوم’ بانها اضطرت الى الموافقة على الزواج لانها كونها مطلقة لم تنجح في الحصول على عمل. وفي عدة اماكن عمل وافقوا على قبولها مقابل خدمات الجنس.

‘الخزي والعار لكل الرجال العرب، الذين يرون في اللاجئة بضاعة قيمتها بالدينار وبالجنيه المصري’، كتب الدكتور شكري الهزيل، كاتب رأي فلسطيني نشر مقالا حاد اللهجة ضد الظاهرة في موقع ‘دنيا الوطن’. ‘أين مدى كرمكم؟ الشكل الذي نتعامل فيه مع اللاجئات السوريات هو اهانة كبرى ليس فقط للاجئات، بل لكل عربي يحترم نفسه’. ولا يوفر الهزيل كلمات الاستنكار في حديثه عن اولئك الرجال الذين يختبئون تحت ستار الرحمة ‘لحماية شرف المرأة من أجل الاتجار بلحمها’.

ولكن مشكوك فيه أن تكون لائحة الاتهام التي يرفعها الهزيل ضد الرجال العرب ستحدث التغيير الذي يطالب به. ‘طفلات سوريات تسلم بالمجان او تقريبا بالمجان للرجال هذا اغراء كبير جدا’، كُتب في صحيفة ‘الغد’ الاردنية. ويصف مراسل الصحيفة كيف اقتحم شبان اردنيون منازل اللاجئين في مخيم الزعتري وصوروا نساء وبنات كي يعرضوهن للزواج. في احدى الحالات هجم اللاجئون على الاردنيين وضربوهم ضربا مبرحا. وقد اضطرت قوات الامن الى التدخل. ‘هذا اغتصاب تحت رعاية الشريعة’، هكذا وصفت نشيطة في منظمة اردنية لحقوق الانسان هذا الزواج. وعقب مواطن اردني رفض التعريف بنفسه على ذلك فقال: ‘لا داعي لان يشتكوا. نحن نعطي للنساء السوريات حياة افضل من تلك التي يعشنها في سوريا’.

تسفي بارئيل

هآرتس 7/11/2012

السلطات السورية تغلق مكتب ومنزل موسى ابو مرزوق في دمشق

بيت لحم ـ ‘القدس العربي’: أغلقت السلطات السورية منزل ومكتب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق في العاصمة دمشق، وذلك بعد أيام على إغلاق سورية لمكاتب حماس بالشمع الأحمر ردا على موقفها المؤيد للثورة.

ونقلت وكالة ‘معا’ الاخبارية عن أبو مرزوق قوله في صفحته على ‘فيسبوك’: ‘في هذه اللحظة تقوم مجموعة من المخابرات السورية- فرع فلسطين- بغلق باب منزلي في سورية (وهو مؤجر) وأعلى المنزل يوجد المكتب حيث يقومون بإحصاء موجودات المكتب (الكراسي والمكاتب الخشبية وادوات المطبخ والأجهزة الكهربائية والأوراق والأقلام)’.

وعلّق أبو مرزوق بالقول ‘إن إغلاق المكتب لا يغلق صفحة التاريخ.. فقد سجلت في هذه المكاتب والمنازل أحداثاً لا تنسى والتقينا فيها بشخصيات لها في التاريخ مكان’.

وتساءل عن فحوى الرسالة السياسية التي يحاول النظام السوري إرسالها لحركة حماس، معتبرا أن موقف حركته لا يشكل إساءة لأحد، ‘لكنها وقفت مع شعب عظيم كريم أصيل يشرف من يكون على رأسه ويدير أمره بإرادته وخياره’.

يشار إلى أن العلاقات بين سورية وحركة حماس ساءت بعد أن أيّدت الاخيرة صراحة الثورة السورية وأدانت عمليات القتل التي يتعرض لها سوريون ولاجئون فلسطينيون على أيدي قوات النظام السوري.

وقبل عدة أيام اقدمت السلطات السورية على اقتحام مكاتب حركة حماس واغلاقها بالشمع الأحمر، ويأتي هذا الإجراء ‘الانتقامي’ بينما قيادات حماس توجد خارج سورية التي غادرتها مع بدء توتر العلاقات مع النظام.

الأسد: لن أغادر سوريا أو ألجأ إلى بلد آخر

رفض الرئيس السوري بشار الأسد فكرة مغادرة سوريا أو اللجوء إلى أي بلد آخر، فيما هاجم معارض سوري «المجلس الوطني السوري» على ما اعتبره فشله في الحصول على اعتراف رسمي على الصعيدين العربي والدولي، وكشف عن مشاورات تجريها تيارات سياسية وعسكرية معارضة لتشكيل مجلس بديل داخل سوريا.

وفي مقتطفات مكتوبة وشريط مصور نشرتها قناة «روسيا اليوم» على موقعها الإلكتروني، اليوم، من مقابلة تبث، غداً كاملة، قال الرئيس السوري بشار الأسد «لست دمية ولم يصنعني الغرب كي أذهب إليه أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صنع سوريا، وسأعيش وسأموت في سوريا».

وتأتي تصريحات الأسد بعدما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه موافق على تأمين خروج آمن للرئيس السوري بشار الأسد من أجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا.

من جهة أخرى، حذر الأسد من أن «كلفة الغزو الأجنبي لسوريا ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحملها»، في رد على دعوات المعارضة والمقاتلين المعارضين لدور أجنبي إضافي في النزاع.

وأضاف الأسد إنه «إذا كانت هناك مشاكل في سوريا، وخصوصاً أننا المعقل الأخير للعلمانية والتعايش في المنطقة، فإن ذلك سيكون له أثر الدومينو الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، لا أعتقد أن الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكن إذا فعلوا ذلك، فليس بإمكان أحد أن يتنبّأ بما سيحدث بعده».

في سياق منفصل، أعلن رئيس التحالف الوطني السوري المعارض وائل الحافظ عن مشاورات تجرى «حالياً لتشكيل مجلس وطني حقيقي في الداخل ليكون ممثلاً للقوى الفاعلة على الأرض داخل سوريا بالمجالات السياسية والعسكرية والإنسانية والإعلامية».

وقال الحافظ إن المجلس المقترح «سيعقد أول اجتماع له داخل سوريا بعد الانتهاء من صياغته في غضون الفترة القريبة المقبلة، واتخذنا هذه الخطوة رداً على المساعي الإقصائية المستمرة لما يسمى المجلس الوطني السوري للقوى الفاعلة على الأرض في سوريا وخارجها، والتي برزت من جديد في المؤتمر الذي يعقده المجلس في الدوحة تحت ذريعة إعادة هيكلته».

وأضاف المعارض السوري إن معظم نشاطات المجلس الوطني السوري «انحصرت منذ تأسيسه قبل نحو 13 شهراً في مجالات سفر الذين يعتبرون أنفسهم قياديين فيه ورحلاتهم الخارجية وإقاماتهم في الفنادق غير الاقتصادية وعقد المؤتمرات الصحافية الاستعراضية لتسويق أنفسهم، في الوقت الذي يعاني فيه شعبنا في الداخل وعلى المعابر الحدودية وفي مخيمات اللجوء في الدول المجاورة».

واتهم الحافظ المجلس الوطني السوري بـ«الفشل في الحصول على اعتراف رسمي على الصعيدين العربي والدولي، رغم أن الكثير من القوى جعلته ممثلاً للحراك السوري»، بسبب ما اعتبره «تقصيره في توسيع هيكله ليشمل كل أطراف المعارضة السورية، وهدر أموال المساعدات، والتنافس الداخلي بين بعض فصائله للهيمنة عليه».

وأشار الحافظ إلى أن المؤتمر الذي يعقده «المجلس» في الدوحة، «ما هو إلا هدر للوقت والإمعان في إطالة أمد الأزمة في سوريا، ونستغرب إصراره على عقده تحت ذريعة التوسيع وإعادة الهيكلة في وقت نزعت فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون الغطاء عنه وصرّحت بالفم الملآن بأنه فشل في توحيد المعارضة السورية».

وأضاف الحافظ «نحن ندرك أن إصرار المجلس مرتبط بأجندات مطلوبة تقف وراءها دول عربية وأجنبية، ولهذه الأسباب نتشاور الآن لتشكيل مجلس وطني حقيقي يكون مقره داخل سوريا، لا في فنادق اسطنبول».

«من أجل سوريا» يبدأ في الدوحة

كما كان مقرراً سابقاً، بدأت غالبية أطياف المعارضة السورية، اليوم، اجتماعاً موسعاً باحتضان دولي بهدف توحيد صفوفها وبحث مبادرة مدعومة من واشنطن لإنشاء قيادة سياسية موحدة لها.

وانطلق الاجتماع بحضور شخصيات عربية ودولية بدعوة من قطر والجامعة العربية تحت مسمى «من أجل سوريا»، وهو يأتي بعد جدل كبير حول مستقبل «المجلس الوطني السوري» الذي كان يعد حتى الآن الكيان المعارض الرئيسي وحول دوره في أي هيئة قيادية للعمل المعارض.

ودعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها، حسب ما أفاد مشاركون في الاجتماع المغلق.

وقال الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، على هامش الاجتماع «الكل متفقون على أن المعارضة يجب أن تتوحد، لكنهم لم يصلوا حتى الآن إلى إطار يمكن الجميع أن ينضموا إليه».

وصرّح رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب للصحافيين بأنه «سنبحث في موضوع هيئة سياسية توحد المعارضة السورية إن شاء الله، ونحن متفائلون جداً».

وبعد الجلسة الافتتاحية، انسحب ممثلو الدول الخارجية من الاجتماع وبقي ممثلو المعارضة السوريون يناقشون صيغ توحيد المعارضة، بحضور وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، بحسب مصادر من المشاركين.

لافروف: موقف روسيا من الأزمة لا يُفسد العلاقة مع العالم العربي

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موقف بلاده من الأزمة السورية لا يتسبب بإفساد علاقاتها الحسنة مع العالمين العربي والإسلامي، مشدداً على حرص موسكو على المحافظة على هذه العلاقات، وعبّر عن اعتقاده بأن الغرب يراجع نهجه تجاه المعارضة السورية.

وقال لافروف في مقابلة أجرتها معه 3 وسائل إعلام روسية، بينها وكالة «نوفوستي»، نشرت اليوم، «لا أشعر بأي فتور بين روسيا والعالم الإسلامي يتعلق بأحداث سوريا. ولا تسير اتصالاتنا مع البلدان الإسلامية إلى الانحسار. ويقولون لنا إنهم يفهمون الموقف الروسي وأعمالنا».

وأعرب عن قلقه إزاء تطورات الوضع في العالم الإسلامي التي تنذر بشق صف بلدانه، ونبّه إلى ضرورة وضع «إعلان عمان» الصادر في عام 2005 موضع التنفيذ الآن، وهو الإعلان الذي شدد على ضرورة تفادي أية محاولات لإثارة الصراع داخل العالم الإسلامي.

وقال لافروف «نواصل الاتصالات مع زملائنا من البلدان الإسلامية»، مضيفاً «حتى إن ممثلي المعارضة السورية أصبحوا يعبرون عن اقتناعهم بأنه يتعين على روسيا أن تبقى في الشرق الأوسط لتساعد على تحقيق الاستقرار والتوازن في مصلحة تطور دول المنطقة».

وأشار لافروف إلى أن روسيا ترى ضرورة أن يأخذ العرب زمام المبادرة لحل الأزمة السورية، وقال إن موسكو تؤيد ما اقترحه الرئيس المصري محمد مرسي بهذا الشأن، لافتاً إلى أن بلاده ترفض أي قرار يعبر فيه مجلس الأمن الدولي عن تأييده لأحد طرفي النزاع السوري، وقائلاً إن «الذين يدعون روسيا الى تأييد قرار منتظر، يصرون على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وضرورة أن تواصل المعارضة مقاومتها له».

من جهته، صرح الرئيس التركي عبد الله غول، اليوم، بأن تركيا تحتفظ لنفسها بحق امتلاك كل أنواع الأسلحة للدفاع عن نفسها في وجه أي خطر سوري.

وأدلى غول بهذا التصريح رداً على أسئلة الصحافيين حول المناقشات التي جرت بين تركيا وحلف شمالي الأطلسي بشأن احتمال نشر بطاريات صواريخ أرض جو وصواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على أراضيها، في سياق تفاقم النزاع في سوريا.

وقال في تصريحات نقلها التلفزيون أثناء زيارة لمدينة جانكيري إن «مناقشة صواريخ باتريوت تجرى داخل الحلف الأطلسي. من الطبيعي أن نتخذ جميع التدابير الضرورية لضمان الدفاع عن أنفسنا»، نافياً أن تكون تركيا ترغب في «شن حرب على سوريا» المجاورة، لكنه حذر دمشق من أي سلوك «متهور» يمكن أن يستهدف الأراضي التركية.

ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي أن ثلاث قذائف هاون من الأراضي السورية سقطت على الجزء المحتل من هضبة الجولان من دون إيقاع إصابات أو أضرار.

وقالت متحدثة باسم الجيش «يبدو أنها قذائف أطلقت عن طريق الخطأ خلال القتال بين القوات المختلفة الموجودة في سوريا» من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

فيما شدد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورر، اليوم، على أن المنظمة عاجزة عن مواجهة تفاقم الوضع الإنساني في سوريا.

وقال ماورر في مؤتمر صحافي «لا يمكننا تطوير عملياتنا بسرعة كافية لمواجهة تفاقم الوضع الإنساني في سوريا»، مضيفاً إن «هناك العديد من النقاط التي لا تصل إليها أي مساعدة، ولا علم لنا بالوضع فيها ولا بعدد الناس المعنيين»، ومعترفاً، في الوقت نفسه، بتحقيق تقدم خلال الأشهر الأخيرة في عمل الصليب الأحمر.

وتابع إن «المعارك تتطور، ما يؤدي إلى مزيد من الجرحى ومزيد من الأوضاع المتأزمة»، ومشيراً إلى أن دخول مناطق عديدة لا يزال مستحيلاً والمعلومات عن الوضع فيها قليلة جداً.

وأوضح ماورر أن المنظمة الدولية تمكنت من تسهيل وصول مساعدات إلى سوريا منذ الصيف وإدخال شاحنات لنقلها، وبلوغ مناطق لم يكن بإمكان أحد الدخول إليها مثل اثنين من أحياء حمص.

لكنه أشار إلى أن المنظمة لا تستطيع الدخول إلى حلب مثلاً.

وقال ماورر إن اللجنة الدولية لا تزال تجري مفاوضات مع السلطات السورية لتتمكن من زيارة سجناء مجدداً.

(ا ف ب، يو بي آي، رويترز)

مدينة ترفيهية للترويح عن أطفال سوريا.. وعبء اللاجئين يثقل يومًا بعد يوم

أيمن الزامل

يئن الأردن تحت ثقل الأعباء الإضافية المترتبة عليه لسداد حاجات نحو 236 ألف لاجئ سوري على أراضيه، والمطلوب دعم دولي دائم ليستمر في العناية بمن دفعتهم الحرب الطاحنة إلى الخروج من سوريا طلبًا للأمن والأمان.

افتتحت وزارة الاشغال العامة الاردنية مراكز ترفيهية وثقافية للأطفال السوريين في مخيم الزعتري، مدعومة من جمعية البداد الخيرية. وحضر الافتتاح عدد من السفراء العرب ومسؤولي المنظمات الانسانية، إلى جانب ممثلي اليونيسف والامم المتحدة.

وتشتمل المراكز على صالة سينما وقاعات عرض والعاب تثقيفية، وقسم مخصص لألعاب الاطفال، ومرافق متنوعة.

وأكد علي بيبي، مدير التعاون الدولي في المفوضية العامة للاجئين في الاردن، لـ “إيلاف” أن الاطفال في المخيم بحاجة إلى الترفيه بسبب حالتهم النفسية المضطربة، لما شهدوه من متاعب خلال نزوحهم عن موطنهم، إلى الشعور بعدم الاستقرار، مثمنًا الدور الذي تقوم به المنظمات الدولية بتقديم الدعم النفسي والعيني للاجئين السوريين في الاردن.

أتوا.. وغادروا

صرح انمار الحمود، الناطق الاعلامي لشؤون اللاجئين السوريين بالأردن، لـ “إيلاف” أن 526 لاجئًا سوريًا عبروا الحدود البرية الاردنية أمس، فارين من تصاعد حدة الاحداث في بلادهم، ليرتفع عدد اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري إلى 41 ألف لاجئ. وأضاف الحمود ان العدد الاجمالي للاجئين السوريين في الاردن “ارتفع إلى اكثر من 236 ألف لاجئ، ما يزيد العبء الإضافي على الاقتصاد الأردني”.

وقال الحمود إن 126 لاجئًا سوريًا غادروا امس مخيم الزعتري، بناءً على طلبهم، “وعادوا إلى بلادهم بعدما تم تقديم سبل الحياة الكريمة لهم في الأردن، مشيرًا إلى ان الجهات المختصة في مخيم الزعتري قامت بتكفيل 87 لاجئا بعدما انطبقت عليهم شروط وزارة الداخلية الاردنية المتعلقة بالكفالات.

أعباء مائية

أكد الحمود لـ “إيلاف” ان الاردن “يعمل جاهدًا بالتنسيق مع المنظمات الدولية لمساعدة اللاجئين وتقديم المساعدات العينية والنقدية والايوائية لهم، وأن الدولة الاردنية ستستمر في لعب دورها الانساني هذا، انطلاقًا من مفهوم الدولة الاردنية المتعلق باستضافة طالبي المساعدة”.

ونوه الحمود بأن مخيم الزعتري “يستهلك نحو 1300 متر مكعب من المياة يوميًا، الأمر الذي يحمل المملكة الاردنية أعباء اضافية في ظل شح الموارد المائية، فالاردن رابع افقر دولة في العالم مائيًا”.

واشار الحمود إلى قرب الانتهاء من بناء 1500 من اصل 2500 كرفان، كانت قد تبرعت بها المملكة العربية السعودية لايواء اللاجئين السوريين، وذلك خلال اسبوعيين على ابعد تقدير، استعدادًا لاستقبال فصل الشتاء.

كاميرون يتبرع

وثمّن بيبي خلال حديثه لـ “إيلاف” إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خلال زيارة التفقدية إلى مخيم الزعتري، عن تقديم مساعدات مالية بقيمة 15 مليون جنية استرليني للاردن، من أجل تأمين ظروف معيشية افضل للأطفال في المخيم، “وإعادة دمجهم في الحياة الطبيعية، بالتعاون مع منظمات وجمعيات تعنى بهذا المجال”.

يشار إلى أن كاميرون، يرافقه وزير الخارجية الاردني ناصر جوده، زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين صباح أمس الاربعاء،  حيث صرح ان حكومته موافقة على تأمين خروج آمن للرئيس السوري بشار الاسد، من اجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/772724.html

“صاروخ” سياسي من المعارضة السورية يصيب هيلاري كلينتون

عبدالاله مجيد

بعد أن كان من المقرر أن يتم تشكيل قيادة جديدة للمعارضة السورية خلال اجتماعها في الدوحة، حالت الجهات المعارضة لهذه المبادرة دون نجاحها في الوقت الحاضر.

لندن: كان من المقرر أن تجتمع فصائل المعارضة السورية في الدوحة الخميس لتشكيل قيادة جديدة أوسع تمثيلا. ولكن دبلوماسيين وشخصيات معارضة قالوا عشية الاجتماع إن ثلاثة فصائل مشمولة بالمبادرة المدعومة من الولايات المتحدة لتشكيل إطار جديد رفضت الحضور.

 ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر دبلوماسي غربي في العاصمة القطرية، ان المعارضة ضد هذه المبادرة أشد من ان يُكتب لها النجاح في الوقت الحاضر.

وجاء هذا الفشل في وقت اعلنت تركيا انها تجري محادثات لنشر صواريخ باتريوت أطلسية على حدودها مع سوريا لدرء تهديدات النظام السوري عبر الحدود.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان مسؤولية تقع على عاتق حلف الأطلسي لحماية دوله الأعضاء ضد الهجوم الخارجي ، ومنها تركيا.

وقال مراقبون ان فشل المبادرة المدعومة اميركيا لتشكيل هيئة قيادية جديدة يكون المجلس الوطني السوري أحد مكوناتها ، يُعد ضربة لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون التي اعلنتها بصورة مفاجئة الاسبوع الماضي ولبريطانيا التي تحمست لها.

وكان من المقرر ان تضم القيادة الجديدة المقترحة ممثلي فصائل معارضة من خارج المجلس الوطني السوري الذي كان مرشحا لأن يكون نواة حكومة انتقالية ولكنه فقد تدريجيا حظوته مع الغرب وقبول مقاتلي المعارضة المسلحة على الأرض ممثلا لهم.

وبدا ليل الأربعاء ان ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية والمنبر الديمقراطي السوري وكرد سوريا رفضوا الخطة الجديدة.

وقال جمال الورد مسؤول العلاقات مع الجيش السوري الحر في المجلس الوطني السوري “ان المكونات غير الأعضاء في المجلس الوطني السوري لن تأتي وان فكرة المبادرة الى تشكيل ائتلاف اوسع باءت بالفشل”.

كما صوت المجلس الساخط على تهميشه أمام انظار الرأي العام ضد المبادرة في اجتماع هيئته العامة يوم الأربعاء وفقد رياض سيف ، أهم رموز المبادرة ، مقعده في المكتب التنفيذي للمجلس.

وقال مراقبون ان المبادرة التي اصطُلح على تسميتها مبادرة سيف ـ فورد تشير الى التنسيق بين السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد وسيف في صوغها.

وقال اعضاء في المجلس الوطني السوري انهم يرفضون المحاولات الغربية لفرض حل على الشعب السوري.  ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن احمد زيدان نائب رئيس المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية الذي يتولى التنسيق مع تشكيلات المعارضة المسلحة في الداخل “ان الجميع يشعر ان هذه المبادرة مفروضة.  فهم حاكوا قطعة القماش ولكن ليس هناك من يلبسها”.

وتردد ان اعضاء المجلس الوطني السوري عقدوا جلسة ليل الأربعاء استجوبوا خلالها رياض سيف بشأن مبادرته وقائمة الأسماء المقترحة لقيادة الإطار الجديد.  وقال عضو في المجلس حضر الاجتماع انهم سألوا سيف لماذا أُدرجت بعض الأسماء على القائمة فقال انه لا يعرف.  واضاف عضو المجلس الوطني السوري “ان الغرب هو الذي فرض عليه” المبادرة متسائلا “كيف يمكن ان تؤيد خطة لا تستطيع الدفاع عنها؟”

وكانت دول تدعم المعارضة السورية مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة اعلنت انها ستعترف بالهيئة القيادية الجديدة ممثلا شرعيا للشعب السوري وتقدم لها الدعم المالي ، وظن كثيرون انها ستقدم دعما عسكريا ايضا.  ولكن في اعقاب الاجتماعات التي عُقدت مع السفير فورد قال معارضون ان الآمال المعقودة على المبادرة لم تكن واقعية.

وقال الاميركيون ان التسليح أو الدعم العسكري ليس مطروحا على الطاولة.  واشار جمال الورد مسؤول العلاقات مع الجيش السوري الحر الى ان الاميركيين سيقدمون دعما ماليا “ولكن اقل بكثير من المتوقع ، ربما بضعة ملايين ، وحتى هذه لم يقدموا وعدا بها.

وقال عضو في المجلس الوطني السوري حضر الاجتماع ان السفير فورد ابلغ المكتب التنفيذي ان الهدف من انتقادات كلنتون للمجلس كان احداث “صدمة” تدفعهم الى تغيير اساليبهم.  ولكن فورد لم يترك مجالا للشك في ان مؤثر الصدمة هذا كان يرُاد له ان يمضي في اتجاه واحد ولن يكون هناك تغيير في السياسة الاميركية التي ترفض تسليح المعارضة أو تدريب مقاتليها.

وقال مسؤول آخر في المجلس الوطني السوري حضر اجتماعات الدوحة ان فورد شدد على ان واشنطن تريد “حلا سياسيا” للأزمة السورية.  وقال رجل الأعمال الحلبي سمير نشار  ، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري ، ان فورد لم يحدد بدقة ما يعنيه أكثر من الإشارة الى الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي . واثارت تقلبات السياسة التي تنتهجها ادارة اوباما في التعاطي مع الأزمة السورية غضب قياديين في المعارضة السورية قالوا ان واشنطن تلقي عليهم المحاضرات باستمرار ولكنها تقف موقفا سلبيا فيما يواصل نظام الرئيس بشار الأسد قصف المدن وتدمير البلاد.  كما ابدت دول حليفة للولايات المتحدة امتعاضها قائلة ان الولايات المتحدة نبهتها الى ان واشنطن بصدد سحب اعترافها بالمجلس الوطني السوري.

في غضون ذلك واصلت فصائل المعارضة اجتماعاتها لانتخاب هيئة قيادية غالبيتها من ممثلي المجلس الوطني السوري.  ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر دبلوماسي غربي ان القيادة الجديدة “قد تؤمِّن مزيدا من التمويل ولكن المسألة في هذه المرحلة من الحرب السورية لا تتعلق بحجم الأموال التي تُضخ لهم بل بكسب تأييد الشارع لاستعادة السيطرة والشارع لا يؤيدهم”.

من جهة اخرى لفت مراقبون الى ان المجلس لم يقدم نفسه اطارا أوسع تمثيلا لمكونات المجتمع السوري بانتخابه قيادة كلها من الرجال.  فان الهيئة العامة للمجلس المؤلفة من 420 عضوا انتخبت في ساعة مبكرة من الخميس أمانة عامة تضم 40 عضوا من المقرر ان يتفقوا على تشكيل مكتب تنفيذي جديد يضم 11 عضوا ورئيس جديد للمجلس.

 وعندما أُعلنت نتائج انتخاب الأمانة العامة وقفت مندوبات احتجاجا على غياب المرأة فيها.  وانضم اليهن بعض المندوبين في المطالبة باضافة عناصر نسائية الى الهيئة القيادية.

وقالت الكاتبة والناشطة النسوية السورية ريما فليحان ان دور المرأة الهامشي في معارضة الخارج “مشكلة كبيرة” على النقيض من الدور المتميز الذي تضطلع به المرأة السورية في معارضة الداخل وخاصة في الاحتجاجات التي تُنظم ضد النظام.

في غضون ذلك نقل موقع هفنغتون بوست عن مسؤولين في المجلس الوطني السوري ان انتخاب الهيئات القيادية الجديدة للمجلس قد لا يكفي لوقف الانتقادات وإنهاء المحاولات المدعومة اميركيا لتشكيل إطار قيادي أوسع يكون المجلس الوطني السوري احد اطرفه.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/772720.html

الأسد رافضًا المغادرة: سأموت في سوريا

رافضًا فكرة مغادرة البلاد كحل لوقف العنف الدائر منذ أكثر من 18 شهرًا في سوريا، أكد الأسد أنه ليس دمية غربية بل صناعة سورية وأنه سيعيش ويموت في بلاده. ميدانيًا يشهد عدد من أحياء دمشق معارك وعمليات قصف.

دمشق: رفض الرئيس السوري بشار الاسد فكرة مغادرة سوريا او اللجوء الى اي بلد آخر، وذلك في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” تبث غدا الجمعة. وبحسب مقتطفات بثتها اليوم القناة الناطقة بالعربية، رفض الرئيس السوري بشار الاسد فكرة مغادرة سوريا او اللجوء الى اي بلد آخر، محذرا في الوقت نفسه من انه ستكون لاي غزو اجنبي لبلاده تداعيات على العالم بأسره، وذلك في مقابلة مع قناة روسية وتبث غدا الجمعة.

وفي مقتطفات مكتوبة وشريط مصور نشرتها قناة “روسيا اليوم” على موقعها الالكتروني الخميس، قال الاسد “لست دمية ولم يصنعني الغرب كي اذهب الى الغرب او الى اي بلد آخر. انا سوري، انا من صنع سوريا، وسأعيش وسأموت في سوريا”.

وتأتي تصريحات الاسد بعدما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه موافق على تأمين خروج آمن للرئيس السوري بشار الاسد من اجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا، وذلك في مقابلة مع قناة “العربية” الثلاثاء.

من جهة اخرى، حذر الاسد من ان “كلفة الغزو الاجنبي لسوريا ستكون اكبر من ان يستطيع العالم بأسره تحملها”، في رد على دعوات المعارضة والمقاتلين المعارضين لدور أجنبي إضافي في النزاع.

واضاف “اذا كانت هناك مشاكل في سوريا، خصوصا واننا المعقل الاخير للعلمانية والتعايش في المنطقة، فان ذلك سيكون له اثر الدومينو الذي سيؤثر في العالم من المحيط الاطلسي الى المحيط الهادئ (…) لا اعتقد ان الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكن اذا فعلوا ذلك، لا يمكن لأحد ان يتنبأ بما سيحدث بعده.

26 قتيلا في معارك بين القوات السورية ومقاتلين معارضين قرب الحدود التركية

وقتل 26 عنصرا على الاقل من القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين الخميس في اشتباكات دارت بين الطرفين قرب مركز حدودي مع تركيا في شمال شرق سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “قتل على الاقل 10 مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة و16 عنصرا من القوات النظامية جراء اشتباكات في بلدة رأس العين” ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة.

واشار عبد الرحمن الى ان المئات من المقاتلين المعارضين دخلوا الى البلدة منذ فجر اليوم من محورين، احدهما غرب القرية “قادمين مباشرة من الاراضي التركية عبر بوابة حدودية غير رسمية”، والجزء الآخر من قرية تلف حلف جنوب البلدة. واوضح ان الاشتباكات ما زالت مستمرة في شكل متقطع “بين المقاتلين المعارضين الموجودين في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية، والقوات النظامية الموجودة في الوسط.

من جهته، افاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل ان “وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على عشرات الارهابيين في منطقة رأس العين في الحسكة، فيما لاذ الآخرون بالفرار خارج الحدود التي قدموا منها”.

سقوط قذائف هاون سورية على هضبة الجولان

هذا واعلن الجيش الاسرائيلي ان ثلاث قذائف هاون من الاراضي السورية سقطت على الجزء المحتل من هضبة الجولان دون ايقاع اصابات او اضرار. وقالت متحدثة باسم الجيش “يبدو انها قذائف اطلقت عن طريق الخطأ خلال القتال بين القوات المختلفة الموجودة في سوريا” دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وبعث السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة رون بروسور الثلاثاء رسالة الى مجلس الأمن الدولي يطالبه فيها بالتحرك ردا على حوادث توغل للجيش السوري في المنطقة العازلة في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.

واصيبت سيارة عسكرية اسرائيلية الاثنين في هضبة الجولان برصاصات طائشة مصدرها الجهة السورية غير المحتلة في الهضبة كما اعلن الجيش الاسرائيلي الثلاثاء. وفي الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري اعلن الجيش الاسرائيلي انه قدم شكوى الى مراقبي الامم المتحدة بعد دخول ثلاث دبابات سورية المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان والتي تفصل بين البلدين.

ولا تزال سوريا رسميا في حالة حرب مع اسرائيل التي احتلت مرتفعات الجولان في حرب عام 1967 وضمتها في 1981 في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. ومنذ اتفاق فك الاشتباك في 1974 بين البلدين، تسيّر قوة دولية عديدها 1200 عسكري دوريات في المنطقة العازلة في المرتفعات حيث لم يسجل اي حادث يذكر منذ ذلك الحين. وتشهد سوريا منذ آذار/مارس 2011 انتفاضة شعبية تحولت بعدما حاول النظام قمعها بالقوة الى نزاع مسلح.

معارك وعمليات قصف في عدد من احياء دمشق

ميدانيا يشهد عدد من احياء دمشق اليوم الخميس معارك وعمليات قصف، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد الذي يؤكد انه يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والاطباء داخل سوريا، ان عدة قذائف سقطت صباح اليوم على حيي الميدان ونهر عيشة.

كما تحدث عن معارك في حي المزة. من جهة اخرى، تحدث المرصد عن مقتل تسعة اشخاص في سوريا اليوم بينهم مدنيان في قصف على بلدة الحولة في ريف حمص وسط البلاد ليلا وسبعة من مقاتلي المعارضة في اشتباكات مع الجيش السوري في ريف درعا (جنوب) ومدينة حلب (شمال).

وليلا قصف الطيران الحربي شمال غرب حلب كبرى المدن في الشمال، كما ذكر سكان في المدينة لوكالة فرانس برس مشيرين الى قصف بمدفعيات الدبابات ايضا. وذكر مراسل لفرانس برس ان معارك بالاسلحة الرشاشة جرت ليلا في الحي القديم في حلب.

وكان 133 شخصا قتلوا في اعمال عنف في جميع انحاء سوريا امس الاربعاء، بينهم ستون في دمشق وريفها، كما قال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له. من جهة اخرى، عثر على جثث لعشرة اشخاص مجهولين في زملكا قرب دمشق.

ويعتمد المرصد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كافة انحاء سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. ويؤكد المرصد، ومقره بريطانيا، ان حصيلة القتلى والجرحى التي يوفرها تشمل المدنيين والعسكريين ومقاتلي المعارضة.

الصليب الاحمر عاجز عن مواجهة تفاقم الازمة الانسانية في سوريا

إلى ذلك اعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ماورر الخميس ان المنظمة عاجزة عن مواجهة تفاقم الوضع الانساني في سوريا. وقال ماورر في مؤتمر صحافي “لا يمكننا تطوير عملياتنا بسرعة كافية لمواجهة تفاقم الوضع الانساني في سوريا”. واضاف ان “هناك العديد من النقاط التي لا تصل اليها اي مساعدة ولا علم لنا بالوضع فيها ولا بعدد الناس المعنيين”، معترفا في الوقت نفسه بتحقيق تقدم خلال الاشهر الاخيرة في عمل الصليب الاحمر.

وتابع ان “المعارك تتطور ما يؤدي الى مزيد من الجرحى ومزيد من الاوضاع المتأزمة”، مشيرا الى ان دخول مناطق عديدة ما زال مستحيلا والمعلومات عن الوضع فيها قليلة جدا. واوضح ان المنظمة الدولية تمكنت من تسهيل وصول مساعدات الى سوريا منذ الصيف وادخال شاحنات لنقلها وبلوغ مناطق كان لا يمكن الدخول اليها مثل اثنين من احياء حمص. لكنه اشار الى ان المنظمة لا تستطيع الدخول الى حلب مثلا.وقال ماورر ان اللجنة الدولية ما زالت تجري مفاوضات مع السلطات السورية لتتمكن من زيارة سجناء مجددا.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/772718.html

“من أجل سوريا” بدعم دولي لتوحيد صفوف المعارضة

الدوحة: عقدت غالبية اطياف المعارضة السورية الخميس في الدوحة اجتماعا موسعا باحتضان دولي بهدف توحيد صفوفها وبحث انشاء قيادة سياسية موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس بشار الاسد. و يأتي الاجتماع بعد جدل كبير حول مستقبل “المجلس الوطني السوري”، الذي كان يعد حتى الآن الكيان المعارض الرئيسي، وحول دوره في اي هيئة قيادية.

ودعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مستهل الاجتماع المعارضة السورية الى “تغليب مصلحة الوطن والشعب السوري على المصالح الشخصية”، مؤكدا ان “المسؤرويلة التاريخية الملقاة على عاتق المعارضة تتطلب منها العمل على توحيد صفوفها”.

 و طلب وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية من المعارضين السوريين الحاضرين في الاجتماع “عدم مزايدة طرف على اخر” , و وصف الظرف الحالي بانه “اقوى اللحظات حسما و ابلغها خطرا”. و اضاف العطية امام الحاضرين قوله ان “المعارضة السورية تتعرض اليوم لمشكلة خطيرة وهي الفرقة”, ثم خاطبهم بالقول “لا تقفوا و لكن تقدموا , لا تترددوا في الوحدة و لكن اكملوا الطريق “.

ومن جهته قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي على هامش الاجتماع ان “الكل متفقون على ان المعارضة يجب ان تتوحد لكنهم لم يصلوا الى حد الان لاطار يمكن للجميع ان ينضموا اليه”. واتمهت دمشق الخميس الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالمشاركة مع دول وتنظيمات “ارهابية” ابرزها قطر في مخطط “لتدمير سوريا”، وذلك غداة قوله ان النظام السوري لن يستمر طويلا.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي قوله ان تصريحات العربي “تزامنت قبل توجهه للعاصمة القطرية الدوحة التي تشكل رأس حربة في جريمة سفك دماء الشعب السوري، ليقدم العربي من جديد اوراق اعتماده لدول وتظيمات ارهابية تسعى الى تدمير سوريا فقط”.

واشار الى ان هذا الموقف “يجعل منه شريكا وراعيا واداة في هذا الاستهداف المفضوح”. ومن بين الحاضرين في اجتماع الدوحة وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني.

والى جانب ممثلين عن المجلس الوطني السوري وفصائل المعارضة الاخرى، شارك في الاجتماع ايضا رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب والمعارض السوري هيثم المالح، وريما فليحان ممثلة عن هيئة التنسيق الوطنية، وصدر الدين البيانوني المراقب العام السابق للاخوان المسلمين، فيما ايد المعارض ميشال كيلو الاجتماع في بيان اصدره، من دون ان يحضر .

وقال حجاب للصحافيين “سنبحث في موضوع هيئة سياسية توحد المعارضة السورية ان شاء الله ونحن متفائلون جدا”. من جهته قال برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري في تصريح للصحافيين بعد انقضاء الجلسة الاولى “اعتقد ان الامور تسير بشكل ايجابي، اي كل يطرح ما لديه وما يأمله من هذا الاجتماع، لكن الجميع يحس بان الفشل ممنوع”.

ووعد برهان غليون الصحافيين ببيان هذه الليلة “لحوصلة ما حدث، وما بقي” للتفاهم حوله، مستبعدا ان يتم الانتهاء من الاجتماع في يوم واحد، متوقعا ان يمتد النقاش “الى الغد وربما بعد غد”، بحسب تقديره.

وحول المبادرات التي سيناقشها الاجتماع، قال غليون “اعتقد اننا سنترك كل المبادرات جانبا وسنركز على ايجاد مبادئ لاتفاق سياسي بين كل الاطراف”.

وكانت قطر والجامعة العربية وجهتا دعوات لمختلف فصائل المعارضة السورية للمشاركة في اجتماع موسع اليوم الخميس يهدف الى توسيع المعارضة والبحث في مبادرة مدعومة من واشنطن لانشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة. وتنص هذه المبادرة التي يقودها المعارض رياض سيف على انشاء قيادة موحدة تحت اسم “هيئة المبادرة الوطنية السورية” تنبثق عنها حكومة في المنفى.

الا ان المجلس الوطني السوري كشف الاربعاء عن مبادرة خاصة به لتوحيد المعارضة من خلال اقامة “مؤتمر وطني” في “الاراضي المحررة” يضم 300 عضو يمثلون المجلس الوطني والتنسيقيات المحلية والجيش الوطني الحر والشخصيات المنشقة.

وقال رئيس المجلس الوطني عبدالباسط سيدا قبل بداية الاجتماع “سنناقش المبادرتين وربما مبادرات اخرى، وسنطرح افكارنا للوصول الى صيغة ترضي الجميع”. وانتخب المجلس ليل الاربعاء الخميس في الدوحة 41 عضوا للامانة العامة الجديدة يتمثل فيها الاسلاميون بقوة، الا ان اختيار المكتب التنفيذي والرئيس قد اجل ليوم الجمعة، بحسبما افاد اليوم الخميس قياديون في المجلس.

وتتمثل الاقليات العرقية مثل الاكراد والاشوريين في الامانة العامة الجديدة، الا انه لم يتم انتخاب اي امراة في الامانة. وقال احمد رمضان العضو الجديد في الامانة العامة لوكالة فرانس برس “يمكننا بموجب نظامنا الداخلي اضافة اربعة اعضاء، وبالتالي سنقوم بتعيين امرأتين وعضوين آخرين يمثلان الاقليات الدينية”.

وبحسب اعضاء في المجلس، فان العضوين الاضافيين يمن ان يكونا ممثلين عن المسيحيين والعلويين.  وبقي الرئيس المنتهية ولايته عبد الباسط سيدا عضوا في الامانة العامة الجديدة، الا ان معارضين بارزين مثل برهان غليون وجورج صبرا ورياض سيف قد خروجوا منها، وبالتالي ليس بالامكان من حيث المبدأ ان يترأسوا المجلس.

ويشكل الاسلاميون ثلث الامانة العامة تقريبا، بينهم خمسة اعضاء من الاخوان المسلمين. وتتوج هذه الانتخابات عملية توسيع المجلس التي بدات الاحد في الدوحة مع دخول 200 عضو جديد الى الهيئة العامة التي باتت مؤلفة من 400 عضو، ثلثهم من الداخل السوري.

وبعد ان اعتبر المجتمع الدولي المجلس الوطني ممثلا شرعيا وليس وحيدا للسوريين، تعرض المجلس لانتقادات قاسية من واشنطن تتهمه بضعف التمثيلية , فيما يأخذ الغرب على المعارضة عامة عدم وحدتها في وجه النظام الذي تنادي باسقاطه، وذلك بعد مرور 20 شهرا على بداية الازمة.

دمشق تتهم العربي بالمشاركة في مخطط “لتدمير سوريا

من جانبها، اتمهت دمشق الخميس الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالمشاركة مع دول وتنظيمات “ارهابية” ابرزها قطر في مخطط “لتدمير سوريا”، وذلك غداة قوله ان النظام السوري لن يستمر طويلا.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي قوله ان تصريحات العربي “تزامنت قبل توجهه للعاصمة القطرية الدوحة التي تشكل رأس حربة في جريمة سفك دماء الشعب السوري، ليقدم العربي من جديد اوراق اعتماده لدول وتظيمات ارهابية تسعى الى تدمير سوريا فقط”.

واشار الى ان هذا الموقف “يجعل منه شريكا وراعيا واداة في هذا الاستهداف المفضوح”. وتتهم سوريا دولا غربية وعربية ابرزها الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية بدعم المعارضة المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.

وكان العربي قال الاربعاء قبيل مغاردته الى الدوحة للمشاركة في مؤتمر للمعارضة السورية عقد الخميس، ان “من المهم توحيد رؤى المعارضة خاصة وان الجميع يعلم أن النظام في سوريا لن يستمر لفترة طويلة وفي يوم من الايام سيكون هناك وضع جديد في سوريا”.

واعتبر مقدسي انه “ليس مستغربا ان يكرر نبيل العربي تصريحاته المعادية لسوريا التي يتوهم فيها تغيير نظام سياسي لدولة مؤسسة للجامعة العربية يعمل هو موظفا لدى دولها”. وكانت الجامعة العربية علقت في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 عضوية سوريا على خلفية عدم التزامها تعهداتها بموجب خطة العمل العربية لحل الازمة السورية التي اعتمدها المجلس الوزاري للجامعة.

ويهدف الاجتماع الموسع للمعارضة السورية الذي يحظى باحتضان دولي، الى توحيد صفوفها وبحث انشاء قيادة سياسية موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس بشار الاسد، والمستمرة منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاطه منتصف آذار/مارس 2011. وادى النزاع المستمر منذ اكثر من 19 شهرا الى مقتل اكثر من 37 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/772697.html

مجزرة في بيت سحم.. وزملكا مدينة منكوبة بريف دمشق

37 ألف قتيل حصيلة الثورة السورية.. ومصادر قيادية بالجيش الحر لـ «الشرق الأوسط»: أسقطنا معظم الحواجز المحاصرة في إدلب

بيروت: ليال أبو رحال

واصلت قوات الأمن النظامية عملياتها العسكرية في عدد من المناطق السورية أمس، في أحياء من العاصمة السورية دمشق وريفها تحديدا، حيث أفاد ناشطو المعارضة السورية عن حركة نزوح شهدتها أحياء التضامن والدحاديل والبيادرة وببيلا والحجر الأسود في دمشق، في حين استهدفت القوات النظامية بقصف مدفعي وجوي بلدات عدة في ريف دمشق، مما أسفر عن مقتل أكثر من 111 شخصا في محصلة أولية، أغلبهم في دمشق وريفها مساء أمس.

وفي حصيلة جديدة، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 37 ألف شخص قتلوا في النزاع السوري المستمر منذ أكثر من 19 شهرا، «بينهم 26 ألفا و596 مدنيا وتسعة آلاف و445 جنديا نظاميا، و1331 منشقا»، قتلوا منذ بدء الاحتجاجات. وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إلى «مقتل 498 شخصا غير مشمولين بالحصيلة النهائية لأننا لم نتمكن بعد من تحديد هوياتهم، أو ما إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين معارضين أو جنودا نظاميين».

وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن مجزرة في بلدة بيت سحم بريف دمشق أودت بحياة 25 قتيلا على الأقل، فيما أصيب أكثر من 80 جريحا جراء قصف عشوائي بالدبابات ومدافع الهاون على البلدة، مما أثار حالة من الذعر الشديد بين الأهالي بسبب تخوفهم من اقتحام البلدة بعد إغلاق مداخلها كافة.

وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن «أهالي البلدة استفاقوا بيت سحم كعادتهم كل يوم على أصوات الطيران الحربي الذي بات جزءا من المشهد اليومي الذي تشهده البلدة كل يوم، ثم ما لبثت قوات الأسد المجرمة أن بدأت بمسلسل القصف العنيف بالدبابات ومدافع الهاون ليومها الثامن على التوالي، حيث سقطت عشرات القذائف على المباني السكنية وعلى أحد المعامل (معمل حليب كرم) مؤدية إلى مجزرة مروعة بحق المدنيين العزل راح ضحيتها 25 شهيدا وأكثر من 100 جريح».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد عن غارتين جويتين نفذتها طائرات حربية على بلدة عربين، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من بلدة المعضمية جراء القصف الذي تعرضت له. وتعرضت بلدات دوما وحرستا والحجيرة وقرى الغوطة الشرقية للقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع إعلان مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مدينة زملكا «مدينة منكوبة».

وذكر المجلس أن المدينة تتعرض «لأعنف حملة عسكرية منذ بداية الثورة، ويطالها القصف من الطيران الحربي والمدفعية والدبابات بشكل مباشر على منازل المدنيين العزل، مما تسبب في وقوع عدد كبير من الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء وبعضهم أشلاء ومجهولو الهوية بسبب تهدم الأبنية عليهم، ومئات الجرحى والمنكوبين»، مشيرا إلى «تهجير 125 ألف نسمة على الأقل من سكان المدينة فيما يطال الدمار ما يقارب 60 في المائة من المدينة». وبحسب ناشطين معارضين، تعاني المدينة من مأساة إنسانية مع استمرار القصف وانقطاع الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء واتصالات في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية. وكان مجلس قيادة ريف دمشق قد بدأ أمس حملة بعنوان «نصرة زملكا» تقوم على «توحيد صور غلاف الصفحات الثورية والتنسيقيات ونشر بيان على الصفحات يتضمن محتوى هذه الحملة وسببها، لعلها تكون سببا في تحريك ضمير الأمة النائم»، على أن تنتهي غدا.

أما في إدلب، فقد أشارت لجان التنسيق المحلية إلى مقتل 5 أشخاص وسقوط 20 جريحا جراء القصف بالبراميل المتفجرة على بلدة الناجية في جسر الشغور، في وقت تعرضت فيه مدينة معرة النعمان وقرية دير سنبل بريف إدلب للقصف بالطيران الحربي. وقالت مصادر قيادية ميدانية في «الجيش الحر» في إدلب لـ«الشرق الأوسط» إن «كتائب الجيش الحر تمكنت من إسقاط عدد كبير من الحواجز النظامية المحاصرة في المحافظة، فيما يجري الإعداد حاليا لتوجيه ضربات أقسى للنظام في إدلب والمناطق المحررة».

وشددت المصادر عينها على أن «القوات النظامية التي لا تزال موجودة في إدلب لم تعد تتصرف وفق منهجية عسكرية بل تقاتل وفق أساليب حرب العصابات وهدفها الوحيد التدمير والقتل»، مؤكدة أن «الجيش الحر» لن يألو جهدا قبل تحقيق وصل المناطق المحررة ببعضها البعض.

وفي حلب، تمكن «الجيش الحر» من إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش النظامي في حي الشيخ فارس، في وقت تعرضت فيه أحياء حلب القديمة لقصف عنيف. وقصف الطيران الحربي بلدة حريتان بالبراميل المتفجرة، بالتزامن مع تكثيف الطيران الحربي السوري غاراته في مناطق مختلفة من حلب لمنع الثوار من تحقيق تقدم إضافي بعد سيطرتهم على معظم أجزاء حاجز الليرمون. ونقلت تقارير إخبارية عن ألوية وكتائب شاركت في معركة الليرمون أنها بدأت تضع «مقر المخابرات الجوية نصب أعينها بصفته الهدف المقبل لهجماتها».

كذلك، أفاد المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وكتائب «الجيش الحر» في بلدة كفرناها بريف حلب، فيما تعرضت بلدات دير حافر وقبتان الجبل وكفرحمرة وكفرعمة بريف حلب للقصف من قبل القوات النظامية.

من جهة أخرى، أعلنت كتائب ثوار اللاذقية عن استعدادها لشن هجمات متزامنة بهدف الاقتراب أكثر من مدينة اللاذقية وضمها للثورة الرامية لإسقاط نظام الحكم. وكانت منطقة جبل التركمان قد تعرضت لثلاث غارات جوية وقصف بالطيران المروحي.

في أبرز تحد للأسد.. قذائف الجيش الحر تستهدف القصر الرئاسي بدمشق

«كتيبة أسود الإسلام» تتبنى العملية «ردا على مجازر النظام».. ونجاة العقيد سعد الدين من محاولة اغتيال

بيروت: يوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»

حقق مقاتلو المعارضة السورية نقلة نوعية في حرب الاستنزاف التي يخوضونها مع القوات النظامية؛ إذ أطلقت أمس كتيبة تابعة للجيش السوري الحر، قذائف الـ«هاون» والـ«مورتر» على قصر الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، لكنها أخطأته، في حين أصابت مقر رئاسة الحكومة ومطار المزة العسكري.

وأكد الجيش السوري الحر أنه قصف بقذائف الـ«هاون» مطار المزة ومحيط القصر الجمهوري ومقر رئاسة مجلس الوزراء في منطقة كفرسوسة بالعاصمة دمشق. وكشف بيان أصدرته «كتيبة أسود الإسلام» التابعة لـ«لواء أحرار حوران» في الجيش السوري الحر، أنه «تمت إصابة كل من مبنى رئاسة مجلس الوزراء ومطار المزة العسكري إصابات مباشرة أدت إلى اشتعال الحرائق في المبنيين». لكنها أشارت إلى أنه «لم تتم إصابة قصر (الأسد) إصابة مباشرة بسبب خطأ في الإحداثيات». وقالت: «هذه العملية تأتي ردا على المجازر والقصف اليومي الذي تتعرض له مدننا الحبيبة». مشيرة إلى أن مقاتليها «هاجموا أيضا مطارا عسكريا ومبنى للمخابرات في العاصمة دمشق». واعتبرت الكتيبة المذكورة، أن «الهجوم الذي استهدف القصر الرئاسي والمقار الرسمية الأخرى، يوازي من حيث الأهمية الهجوم الذي وقع في تموز (يوليو) الماضي بالعاصمة دمشق وأسفر عن مقتل أربعة من كبار مساعدي الأسد».

وفي تفسيره لهذه العملية النوعية الجديدة، رأى رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد أحمد حجازي، أن «العنف والقهر والإجرام الذي يمارسه بشار الأسد، بدأ يدفع الشعب إلى القيام بأعمال فدائية أكثر قسوة وإيلاما مما يتوقعه هذا النظام». وأكد حجازي لـ«الشرق الأوسط» أن «عصابات النظام وصلت إلى مرحلة شديدة من الإنهاك، ولولا الحظر على إدخال السلاح للجيش الحر، لكان تم اقتلاع النظام خلال أسابيع»، وقال: «نحن نحصل على معظم سلاحنا من غنائم عصابات النظام»، ولفت إلى أن «بشار الأسد لم يعد بمأمن بعد أشهر قليلة من بداية الثورة، ولذلك لم يعد يثق حتى بحراسه فاستبدل بهم حراسا إيرانيين وروسا؛ إذ إنه بعد التفجير الذي استهدف خلية الأزمة ازدادت مخاوفه، وقلل من ظهوره الإعلامي»، وختم بالقول: «إن شاء الله سنطاله (الأسد)، ونأمل أن نقبض عليه حيا من أجل أن نحاكمه في كل محافظة ومدينة سورية وفي كل الأماكن التي ارتكب فيها مجازره، أما إذا حصلنا عليه ميتا فلا أسف عليه».

ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان في دمشق قولهم: «إن دخانا يتصاعد من المنطقة العلوية التي تعرف باسم المزة 86 الواقعة قرب قصر الرئاسة حيث سقطت عدة قذائف أطلقت على قصر الرئاسة». وقالت ربة منزل طلبت عدم نشر اسمها: «تتوجه سيارات الإسعاف إلى المنطقة والشبيحة يطلقون رصاص بنادقهم الآلية بجنون في الهواء». أما التلفزيون الحكومي السوري، فنفى في وقت متأخر استهداف القصر الرئاسي، في حين أفاد أن «القاضي أباد نضوة قتل (أمس) الأربعاء في انفجار قنبلة وضعت تحت سيارته في دمشق».

ويعتبر «قصر الشعب» قلعة حصينة يرتفع على ربوة منعزلة عن المناطق السكنية ومحاطة بثكنات عسكرية.. كما يعد هذا الاستهداف هو الأول من نوعه، إلا أن ناشطين قللوا من تأثر «قصر الشعب» بقذائف الـ«هاون» التي لم تنجح في إصابة القصر. بينما تناقلت مواقع إخبارية عن ناشطون معارضون مساء أمس إطفاء أنوار القصر الجمهوري عقب الهجوم الصباحي.

من جهة أخرى، أعلن مجلس قيادة الثورة أمس عن سقوط قتلى وجرحى بقصف بالقنابل العنقودية على حي الحجر الأسود بدمشق، كما أكد الجيش الحر في دمشق نبأ اغتيال العميد الركن عيسى دوبا معاون قائد شرطة دمشق.

وبينما قطعت معظم مداخل مدينة دمشق وكثير من الشوارع داخل العاصمة، أغلقت المدارس والمؤسسات الحكومية في ضواحي غرب دمشق وحي كفرسوسة جراء إغلاق الطرق، لا سيما المداخل الغربية؛ الأمر الذي نفاه وزير التربية هزوان الوز وأكد أن «نسبة الدوام في مدارس دمشق (أمس) بلغت نحو 90 في المائة»، وأن ما تناقلته وسائل الإعلام عن إغلاق المدارس في دمشق «عار من الصحة، ويأتي في إطار الحملة المغرضة التي تنفذها ضد سوريا وشعبها». وأوضح الوزير الوز في تصريح لوكالة «سانا» أن «ذوي التلاميذ والطلاب الذين يدرسون في المناطق التي استهدفتها المجموعات الإرهابية المسلحة اليوم تلكأوا في إرسال أبنائهم إلى المدارس إلى أن تأكدوا من استقرار الوضع وعدم تعرض حياة أبنائهم لخطر الإصابة بنيران الإرهابيين».

إلى ذلك، أعلن رئيس المجلس العسكري في حمص وريفها العقيد قاسم سعد الدين نجاته من محاولة اغتيال، وذلك في شريط مصور بث على الإنترنت مساء أول من أمس الثلاثاء. وقال سعد الدين في الشريط: «الحمد لله رب العالمين، الله نجانا بعدما وقعنا في يد عصابات الأسد، لن أستشهد ولن أموت إلا واقفا في أرض المعركة». وأشار بيان باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل إلى أن «الشريط صور في مدينة الرستن في ريف حمص التي وصلها سعد الدين سالما حيا يرزق بعد تعرضه لمحاولة اغتيال جديدة». وأوضح أن سعد الدين ومرافقيه «تعرضوا لكمين قرب مدينة حماه في طريق عودتهم إلى حمص قادمين من إدلب».

أبو مازن يطالب الإبراهيمي بالتدخل لحماية الفلسطينيين في سوريا

دمشق تتوعد بالوقوف بحزم ضد زج اللاجئين في ما يجري

لندن: «الشرق الأوسط»

حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمس المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي على التدخل لحماية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن عباس هاتف الإبراهيمي وحثه على سرعة التدخل لتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات بسوريا، وتجنيبهم ويلات المعارك الدائرة والنأي بهم عن الصراع الداخلي.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن عباس كان بعث برقية بهذا الخصوص للإبراهيمي ولعدد من الجهات الإقليمية والدولية، للعمل على حماية الفلسطينيين في سوريا، «في ظل ما يتعرضون له يوميا نتيجة ما يجري من أحداث». وأشارت إلى أن عباس كان أكد مرات كثيرة على الموقف الفلسطيني بعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، آخذين بعين الاعتبار تطلعات الشعب السوري «الشقيق» من أجل سوريا آمنة ومستقرة ومزدهرة.

وترصد مؤسسات فلسطينية مقتل أكثر من 500 فلسطيني وإصابة مئات آخرين منذ بداية الأزمة السورية في مارس (آذار) من العام الماضي، علما بأن نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني يقيمون في سوريا.

وفي غضون ذلك قالت مصادر من المعارضة السورية لـ«رويترز» إن مقاتلين من المعارضة قتلوا عشرة من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، وهي فصيل موالٍ للرئيس بشار الأسد، أمس في اشتباكات قرب مخيم للاجئين الفلسطينيين في دمشق. وأضافت أن اشتباكات وقعت بين الجانبين وتصاعدت في الأيام الأخيرة في شارع 30 وفي منطقة الحجر الأسود قرب مخيم اليرموك الذي يضم 150 ألف فلسطيني وعددا مماثلا من السورين.. وتابعت المصادر أن الجيش السوري قصف مواقع مقاتلي المعارضة في المنطقة بالمدفعية والطائرات.

من جهتها، حذرت وزارة الخارجية السورية من محاولة زج الفصائل الفلسطينية في الأحداث الجارية في سوريا، داعية إياها إلى الابتعاد عما تخططه لها «المجموعات الإرهابية المسلحة»، وذلك بحسب بيان رسمي بثته وكالة الأنباء السورية (سانا). وجاء ذلك بعد انخراط فلسطينيين سوريين في صفوف الجيش الحر والمشاركة في قتال قوات الجيش النظامي، وذلك بعد أشهر على دك المخيم الفلسطيني بالقذائف المدفعية، واصطفاف التابعين لبعض الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق إلى جانب قوات النظام ومشاركتهم في عمليات قمع الثورة، ما أسفر عن حدوث انقسام بين الفلسطينيين وقادة بعض الفصائل، لا سيما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل. وتوعد المسؤول في الخارجية السورية بالوقوف «بحزم ضد أي محاولة لزج الفلسطينيين بما يجري فيها من أحداث»، وقال إن «الطريق الوحيد أمام اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وفي كل مكان لجأوا إليه هو طريق فلسطين والتمسك بالحقوق الثابتة وفي مقدمتها حق العودة». وذكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الموالية للنظام السوري إن عناصرها اصطدموا أكثر من مرة مع «عناصر من الجيش الحر حاولوا التسلل إلى المخيم» الذي يعد الأكبر للاجئين الفلسطينيين في سوريا.

كما أغلقت السلطات السورية مكاتب في دمشق تعود لمسؤولين في حركة حماس التي كانت لفترة طويلة من أقرب حلفاء النظام السوري، حيث داهمت قوات الأمن السورية مكتب رئيس المكتب السياسي للحركة في دمشق وأغلقته بعد أشهر من مغادرته دمشق مع عدد من قادة الحركة.

البابا يناشد الأطراف السورية المتنازعة وضع حد للمعاناة الهائلة والبحث عن حل سلمي

أرسل مبعوثا إلى لبنان.. بعد إلغاء زيارة لتدهور الوضع في سوريا

بيروت: يوسف دياب

وجه أمس بابا روما، بنديكتوس السادس عشر نداء إلى كافة الأطراف في سوريا، من أجل «وضع حد للمعاناة الهائلة والبحث عن حل سلمي». وأعلن خلال العظة الأسبوعية التي ألقاها في ساحة القديس بطرس عن إرساله مبعوثا إلى لبنان بدلا من وفد كرادلة إلى سوريا، هو الكاردينال روبرت ساره.

وعبر البابا عن ألمه لـ«المعاناة الهائلة للسكان (السوريين) وارتفاع عدد الضحايا يوميا»، وشدد على «ضرورة إظهار تضامني وتضامن الكنيسة مع الشعب السوري». مبديا أسفه لأن «تطور الوضع في سوريا لم يسمح بإرسال وفد كرادلة إليها كما كنت أود». وأوضح أن «المبعوث سيكون في لبنان اعتبارا من اليوم (أمس) حتى العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وسيلتقي مؤمني الكنائس الموجودة في سوريا». وأضاف البابا أن «الكاردينال ساره سيزور أيضا لاجئين سوريين، وسيترأس اجتماعا للتنسيق بين مؤسسات خيرية كاثوليكية لكي تخص السوريين باهتمام خاص داخل سوريا وخارجها». وقد التقى مبعوث البابا الكاردينال ساره، المطارنة الموارنة في بكركي، شرح لهم أهداف المهمة التي كلفه بها البابا بشأن الشعب السوري ودعا إلى بذل الجهود للعمل من أجل السلام.

في هذا الوقت أعلن مدير المكتب الإعلامي ومسؤول البروتوكول في الصرح البطريركي في بكركي المحامي وليد غياض، أن الكاردينال ساره «حمل إلى لبنان وإلى سوريا رسالة تضامن مع مسيحيي الشرق، خاصة في ظل الأحداث القائمة في سوريا». وأوضح غياض لـ«الشرق الأوسط» أن «رسالة التضامن التي يحملها رسول الحبر الأعظم، تنطوي على معان إنسانية واجتماعية، سيما أن الكاردينال ساره هو رئيس المجلس الذي يهتم بالأوضاع الإنسانية». وأكد أن «الرسالة تشدد على رفض العنف والقتل على أنواعه وكل ما ينتهك الحقوق والكرامة الإنسانية، وتدعو إلى التمسك بالمبادئ والأصول والقيم التي تقوم عليها العلاقات بين الشعوب، وأن يكون الحوار هو السبيل لحل الخلافات، بدل الشروع في العنف والقتل لتحقيق الغايات». وأوضح غياض أن «خوف الحبر الأعظم ليس على المسيحيين في سوريا أو في لبنان فحسب، بل على كل شعوب المنطقة وعلى كل الذين هم عرضة للقتل والتهجير والاضطهاد من مسيحيين ومسلمين، سيما أن معظم الذين يدفعون أثمان الأحداث الدائرة في سوريا هم من الأبرياء الذين لا علاقة لهم بهذا الصراع القائم».

وكان البابا قرر في السادس عشر من الشهر الماضي، إرسال بعثة من الكرادلة إلى دمشق، ونقل عنه قوله «لا يمكننا أن نبقى متفرجين على المأساة التي تدور في سوريا».

وأكد خلال سينودس «البشارة الجديدة لنقل الإيمان المسيحي» الذي انعقد في الفاتيكان، أن «حل الأزمة السورية لا يمكن أن يكون إلا سياسيا». غير أنه عدل عن إرسال هذه البعثة بسبب الظروف الأمنية غير الملائمة في سوريا. وسبق للبابا أن تطرق إلى الموضوع السوري خلال زيارته في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى لبنان، ودعا المجتمع الدولي والدول العربية إلى اقتراح حلول تحترم كرامة كل شخص وحقوقه وديانته في سوريا.

بريطانيا تباشر محادثات مع مجموعات المعارضة السورية المسلحة

كاميرون يسعى لوضع الأزمة السورية على قائمة أولويات أوباما

لندن: «الشرق الأوسط عمان: محمد الدعمة

أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، أن «الفرصة سانحة أمام بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية والأردن، والحلفاء الذي يحملون توجهات مماثلة، أن يتعاونوا معا للمساعدة في بناء المعارضة خارج سوريا وداخلها»، وأن يساعدوها في تحقيق هدفها، والمتمثل في «سوريا من دون الأسد».. فيما أوضح وزير خارجيته وليم هيغ أن بريطانيا ستبدأ اتصالات مع شخصيات عسكرية بالمعارضة السورية، وأن دبلوماسيين كلفوا بذلك، من «أجل تفهم أفضل للوضع الفعلي وتحسين العلاقة بين الجماعات السياسية والمسلحة في المعارضة»، مؤكدا أن بريطانيا لا تفكر في تزويد المعارضة السورية بالسلاح.

وقال كاميرون للصحافيين في مخيم للاجئين السوريين بالأردن إن على بريطانيا والولايات المتحدة أن تجعلا من التوصل إلى سبيل لحل الأزمة السورية أولوية بعد انتخاب الرئيس باراك أوباما لولاية رئاسية ثانية، مضيفا «أحد الأمور الأولى التي أريد الحديث عنها مع باراك (أوباما) هي كيف يجب أن نبذل المزيد من الجهد لمحاولة حل هذه الأزمة.. وإلقاء مزيد من الضغوط على الأمم المتحدة، وهذا النظام المخيف خلفي في سوريا، والمزيد أيضا لمساعدة المعارضة».

كما صرح مكتب رئيس الوزراء، أن كاميرون سيعقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي البريطاني في لندن يخصص بكامله لمناقشة القضية السورية وكيف يمكن لبريطانيا أن تشجع الرئيس أوباما على انتهاج استراتيجية أكثر مباشرة.. ويشير مراقبون إلى أن حسم أوباما للمعركة الانتخابية الأميركية يعطي ثقة كبيرة للعواصم الغربية – وخاصة لندن – في أن الإدارة الأميركية ستشارك بصورة أكبر في القضية السورية بصورة عاجلة.

ويأتي ذلك بينما قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في لندن إن المحادثات مع قادة الثوار العسكريين لن تشمل النصائح الخاصة بالتكتيكات العسكرية أو دعم عملياتهم، مؤكدا أن بريطانيا لا تفكر في تزويد المعارضة السورية بالسلاح. وقال أمام نواب البرلمان أمس: «الاتصالات البريطانية مع العناصر العسكرية في المعارضة المسلحة السورية ستكون مقصورة على الحوار السياسي الذي يتضمن العمل نحو انتقال سياسي شامل».

وأشار هيغ إلى أن اللقاءات المباشرة مع القادة العسكريين ستجرى خارج سوريا (بلد ثالث)، حيث وضع بالفعل جدول زمني للقاء دبلوماسيين أميركيين وبريطانيين (تضم المبعوث البريطاني الخاص لدى المعارضة السورية جون ويلكس) وفرنسيين وأتراك بمجموعات المعارضة السورية يوم الخميس (اليوم) في الدوحة، على الرغم من أنه لم يجر الإعلان عن أن هذه المحادثات ستشمل محادثات مع مقاتلين.

وقال مكتب كاميرون في بيان أمس إن هيغ «خول دبلوماسيين إجراء اتصال مباشر مع شخصيات عسكرية على الأرض من أجل تفهم أفضل للوضع الفعلي وتحسين العلاقة بين الجماعات السياسية والمسلحة في المعارضة». وأضاف أن هذه «الاتصالات المتزايدة مع المعارضة تعكس حقيقة أن هذه الجماعات أصبحت تلعب دورا يزداد تأثيره في سوريا مع تفاقم النزاع».

وخلال زيارته لمخيم الزعتري بالأردن الذي يؤوي نحو 30 ألف لاجئ سوري، قال كاميرون: «أود أن أرى الرئيس الأسد وهو يواجه عدالة دولية كاملة بسبب الجرائم المروعة التي ارتكبها في حق شعبه». وأضاف: «أقف والحدود السورية خلفي مباشرة وكل ليلة يفر 500 لاجئ من أبشع أشكال الاضطهاد وإراقة الدماء ليصلوا إلى بر الأمان.. وبصراحة فإن ما قمنا به حتى الآن لا يحقق نجاحا». لكنه كرر أن الحكومة البريطانية موافقة على تأمين خروج أمن للأسد «من أجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا».

وخلال جلسة المباحثات التي أجراها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع كاميرون، أكدت الأردن وبريطانيا ضرورة وقف العنف وسفك الدماء في سوريا والحاجة الماسة للتواصل إلى حل ينهي معاناة الشعب السوري. وذكر بيان للديوان الملكي أن الملك عبد الله الثاني حذر خلال المباحثات، التي حضرها رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور، من التداعيات الكارثية للأزمة في سوريا على المنطقة بأسرها. وبدوره، عبر كاميرون عن تفهمه حيال الوضع على حدود الأردن الشمالية مع سوريا، مؤكدا التزام بريطانيا بأمن واستقرار الأردن، مشيدا بجهود المملكة المتمثلة باستقبالها ما يزيد على 236 ألف لاجئ سوري، لافتا إلى إنه يدرك العبء الإضافي على الاقتصاد الأردني نتيجة لذلك. كما أعلن كاميرون أثناء زيارة لمخيم «الزعتري» عن تبرع بريطانيا بمبلغ 14 مليون جنيه إسترليني إضافي مساهمة في جهود وخدمات الإغاثة للاجئين السوريين، وبذلك ترتفع مساهمة المملكة المتحدة الكلية إلى 53.5 مليون جنيه إسترليني.

كما تناولت المباحثات مساعي تحقيق السلام في المنطقة، حيث اتفق العاهل الأردني ورئيس الوزراء البريطاني على أهمية إحياء الجهود المستهدفة حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحثا الجميع على احترام مبدأ حل الدولتين، مؤكدين ضرورة التوصل إلى اتفاق حول القضايا الأساسية التي تهم الأردن، كالأمن والحدود واللاجئين والمياه والقدس.

المعارضة السورية «تتشاور» في الدوحة حول توحيد قواها مرة جديدة

المجلس الوطني و«الإخوان» يقفان في وجه «مبادرة سيف»

بيروت: ثائر عباس وليال أبو رحال

تنطلق اليوم في أجواء «غير مشجعة» بالعاصمة القطرية اجتماعات المعارضة السورية المؤمل منها إنتاج «هيئة قيادية» جديدة تقود الحراك السياسي والعسكري في المرحلة المقبلة. وتؤشر المواقف الصادرة عن الأطراف السورية إلى أزمة حقيقية يواجهها المسعى الذي يقوده المعارض السوري رياض سيف، المدعوم من الولايات المتحدة وأطراف إقليمية وعربية، بعد أن تشبثت جماعة الإخوان المسلمين بالمجلس الوطني السوري، رافضة «تذويبه» في أي إطار آخر، بالإضافة إلى تمسك المجلس نفسه بـ«شرعيته» التي قال عضو مكتبه التنفيذي أحمد رمضان إنه «اكتسبها بالانتخاب».

وقد تمت دعوة أطياف المعارضة السورية السياسية، بالإضافة إلى ممثلي الجيش الحر والمجالس العسكرية والحراك الثوري والمجالس المحلية، وشخصيات اعتبارية من المحافظات، للمشاركة في مختلف تكوينات هذا المشروع المقترح.

وواصل المجلس الوطني أعماله، فاستكمل عملياته الانتخابية التي يفترض أن تكون انتهت في وقت متأخر من ليل أمس، أو تترك لليوم بهدف إكمال المشاورات مع الأطراف الأخرى، كما كشف مصدر بارز في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» أمس، متحدثا عن مساع تبذل في اللحظة الأخيرة لإقناع الأطراف الأخرى بالتخلي عن فكرة الهيئة الموسعة، بما قد يفتح في المجال أمام وصول شخصية أخرى غير الرئيس الحالي للمجلس إلى هذا المنصب. وقد أنهى المجلس أمس انتخاب أمانته العامة، بانتظار انتخاب الهيئة التنفيذية ثم الرئيس.

وفشلت المحاولة الأميركية الأخيرة في إقناع المجلس الوطني وجماعة الإخوان بتغيير موقفيهما من المبادرة، رغم اجتماع ماراثوني مع وفد من الخارجية الأميركية عقد في الدوحة أمس شارك فيه سفير واشنطن في دمشق روبرت فورد. وفيما أكدت جماعة الإخوان في بيان لها تمسكها بالمجلس الوطني، نافية «تخليها عنه»، قال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» إن وفد وزارة الخارجية الأميركية تبلغ «بعبارات واضحة» أن «الولايات المتحدة لا ترى أفقا للحل في سوريا إلا من خلال الحل السياسي»، وهي تنظر إلى مبادرة رياض سيف على أنها «مبادرة إيجابية يمكن البناء عليها».

وقال نشار إنه «بعدما أبلغنا الوفد الأميركي، الذي ضم كلا من نائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى إليزابيث جونز، والسفير الأميركي في سوريا روبرت فورد، أن هذا الموقف الأميركي سيؤذي سمعة الولايات المتحدة الأميركية لدى الشعب السوري، جاءنا الرد أن عليكم إبلاغ السوريين تدريجيا وعلى دفعات بأن الولايات المتحدة لن تتدخل في سوريا وليس أمامهم إلا الحل السياسي».

وأوضح نشار أن «المكتب التنفيذي أعرب للوفد الأميركي عن هواجسه من مبادرة رياض سيف (تنص على تشكيل هيئة قيادية جديدة للمعارضة تقوم بتنسيق عمل الجيش السوري الحر ميدانيا وتنبثق عنها حكومة منفى)، التي نعتقد أنها لا تحمل أي عامل من عوامل النجاح، إذ لا يمكننا القيام بمغامرة والتضحية بالمجلس الوطني بعدما أصبح مؤسسة جامعة وهو في طور إعادة الهيكلة والتوسعة». وشدد على أنه «أكدنا أنه مهما كانت الانتقادات الموجهة للمجلس الوطني، فإنه سيبقى على التزامه قبل كل شيء بخط الثورة السورية وأهدافها، ولن يقبل الدخول بأي حل سياسي لا يتضمن ببنده الأول تنحي (الرئيس السوري) بشار الأسد».

ولا يزال المجلس الوطني ممتعضا من المواقف الأخيرة التي أعربت عنها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والتي انتقدت فيها دوره داعية إلى إطار تمثيلي أكثر شمولا للمعارضة السورية. وقال نشار في هذا السياق «اعتبرنا تصريحات كلينتون سلبية جدا وخلقت ردود فعل غير ودية تجاه الولايات المتحدة»، معتبرا «إننا في المجلس الوطني حاولنا دائما الانفتاح على الولايات المتحدة الأميركية، لكنها لا تستمع إلى قيادة المجلس الوطني بشكل كاف، وبما يؤمن التفاعل بين الطرفين، كما أنها لم تقدم أي وعود بشكل من أشكال المساعدة، حتى على مستوى التدريب والتأهيل وبناء القدرات، عدا عن عزوفها عن تقديم المساعدات المالية والاقتصادية والعسكرية، وكذلك المساعدات الإغاثية التي تتم وفق بيروقراطية معينة في الإدارة الأميركية وتحتاج إلى وقت طويل نسبيا للبت فيها».

وفي حين جزم نشار أن المعارضة السورية «لا تتوقع تغييرا جذريا في الموقف الأميركي أو تدخلا دوليا مباشرا، وإن كنا نعتقد أن أوباما بات في وضع مريح بعدما تخلص من الضغوط الانتخابية بما يتيح له اتخاذ قرارات أكثر فاعلية»، أمل مدير مكتب العلاقات الدولية في «المجلس الوطني» رضوان زيادة أن «يضع الرئيس الأميركي سوريا ضمن أولويات السياسة الخارجية الأميركية، من أجل إنهاء الأزمة السورية وضمان تحقيق مطالب الشعب السوري في اختيار حكومته ورئيسه، كما مارس الشعب الأميركي حريته الكاملة في الانتخابات». وقال، وفق ما نقلته عنه وكالة «الصحافة الفرنسية»: «نتمنى على الإدارة المقبلة سواء بقيت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في منصبها أو لم تبق، مساعدة المعارضة على إقامة حكومة داخل الأراضي السورية».

] اردوغان: الأسد لا يحمل ذرّة من إنسانية ] العربي: النظام لن يستمر طويلاً ] الجيش الحر يقصف قصر الرئاسة

باتريوت الأطلسي على الحدود التركية ـ السورية

                                            تشهد الحدود التركية السورية تغيراً استراتيجياً من خلال دخول حلف شمال الأطلسي على خط تبادل إطلاق القذائف المدفعية من جانبي الحدود، وبدء كل من أنقرة والناتو الخطوات العملية لنشر صواريخ باتريوت على الطرف التركي من الحدود.

تركياً كذلك هاجم رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان بشار الأسد بشدة، معتبراً أن الرئيس السوري “لا يحمل في قلبه ذرة واحدة من الإنسانية”.

وبالتوازي مع التصعيد العسكري الذي يهيمن على الداخل السوري وصولاً إلى دمشق، حيث طاولت قذائف الجيش الحر محيط القصر الرئاسي في محاولة لقصفه، كان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يؤكد أن النظام في سوريا لن يستمر طويلاً، داعياً مختلف أطراف المعارضة المجتمعة في الدوحة إلى توحيد صفوفها.

وقالت منظمة مساعدات طبية أمس ان القوات الحكومية تستولي على المساعدات الاجنبية وتعيد بيعها أو توزيعها على المؤيدين للنظام مما يضع حياة ملايين الاشخاص في خطر.

ففي تركيا نسبت وسائل إعلامية إلى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قوله أمس إن حلف شمال الأطلسي يجهز لنشر صواريخ باتريوت في تركيا.

وكان داود أوغلو يتحدث لصحافيين أتراك في بروكسل. وفي وقت سابق أمس قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية التركية إن بلاده تعتزم تقديم طلب “وشيك” لحلف شمال الأطلسي لنشر الصواريخ على حدودها مع سوريا.

وعززت تركيا عضو الحلف وجودها العسكري على طول الحدود الممتدة 910 كيلومترات وردت بالمثل على إطلاق للنار وقذائف مدفعية سقطت على أراضيها جراء القتال بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة.

وإذا وافق الحلف فسيمثل نشر الصواريخ مزيدا من التدهور في العلاقات بين تركيا وسوريا وسيؤدي إلى حشد مزيد من العتاد العسكري في منطقة يحتدم فيها التوتر بالفعل.

وشددت بريطانيا موقفها بشأن سوريا أمس، عندما قال وزير الخارجية وليام هيغ إنه أمر الديبلوماسيين البريطانيين بالتحدث مباشرة مع المعارضة السورية المسلحة.

وكان موقف بريطانيا السابق هو الحوار فقط مع الممثلين السياسيين للمعارضة.

وقال هيغ في بيان إن المعارضة المسلحة “تلعب دورا يزداد تأثيرا داخل سوريا مع تدهور الصراع، لهذا سمحت للمسؤولين بإقامة اتصال مباشر مع نطاق أوسع من الممثلين بمن فيهم الشخصيات العسكرية في المعارضة المسلحة”.

وقال إن بريطانيا ستواصل إمداد المعارضة غير المسلحة بدعم غير فتاك تماشيا مع حظر الأسلحة الذي فرضه الاتحاد الأوروبي وقوانين ترخيص التصدير البريطانية. واضاف ان المسؤولين البريطانيين سيؤكدون على أهمية حقوق الانسان ورفض “التطرف والإرهاب” وإن الاتصال بالمعارضة المسلحة سيقتصر على الحوار السياسي.

وزار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مخيما للاجئين السوريين في الأردن أمس، وقال إن الجهود الرامية لوقف العنف باءت بالفشل حتى الآن. واضاف قائلا “أقف والحدود السورية خلفي مباشرة وكل ليلة يفر 500 لاجئ من أبشع أشكال الاضطهاد وإراقة الدماء ليصلوا إلى بر الأمان.. بصراحة فإن ما قمنا به حتى الآن لا يحقق نجاحا.”

وكان كاميرون قال أول من امس إن عرض الحصانة من المحاكمة على الأسد يمكن أن يكون سبيلا لاقناعه بترك السلطة، لكنه قال أمس إنه سيتعين عليه مواجهة العدالة.

وقال اثناء زيارة لمخيم الزعتري الذي يضم نحو 30 ألف لاجئ سوري في شمال الأردن “أود أن أرى الرئيس الأسد وهو يواجه عدالة دولية كاملة بسبب الجرائم المروعة التي ارتكبها في حق شعبه”.

وذكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أن بشارالأسد لا يحمل في قلبه ذرة واحدة من الإنسانية أو الشعور الإسلامي، فهو يقصف المساجد أثناء صلاة العيد وصلاة الجمعة، ويرتكب المجازر ويقتل الناس، ثم يخرج إلى الملأ ويدعي أنه مسلم.

وأضاف رئيس الوزراء التركي أمس، في جزيرة بالي الأندونيسية، على هامش “منتدى بالي الخامس للديموقراطية”، أن نظام الأسد يقصف المساجد أثناء صلاة العيد وصلوات الجمعة، ولم يستجب لاستغاثات الرأي العام لوقف إطلاق النار في عيد الأضحى المبارك.

وأشار أردوغان أن المعارضة السورية ترفض جذريا كل الحلول التي يكون الأسد طرفا فيها لما قام به ضد شعبه المدني وتهجير أكثر من مليونين داخل وخارج البلاد، مضيفا أن حل الأزمة السورية مع بقاء الأسد مرفوض بعد المجازر التي ارتكبها بحق شعبه وتهجير الملايين منهم وتدمير البلاد.

وأشار أردوغان إلى أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا، وصل إلى 111 ألفا، وتقدم تركيا لهم المساعدات بمختلف الأشكال، وستواصل ذلك حتى يعودوا إلى بلادهم بأمن وسلام.

وفي دمشق أطلق مقاتلو المعارضة السورية قذائف المورتر على قصر الرئاسة السوري في العاصمة دمشق، لكنهم أخطأوا الهدف في هجوم يبرز الجرأة المتزايدة للقوات التي تسعى لإطاحته.

وقال سكان في دمشق إن قذائف من عيار ثقيل كانت تستهدف القصر لكنها سقطت في حي المزة 86 السكني القريب. وقالت وسائل إعلام حكومية إن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب سبعة في ما وصفته بأنه “هجوم إرهابي”. (التفاصيل ص 15)

وظهرت أمس أنباء عن قيام جنود سوريين بنهب المساعدات الأجنبية بعدما قالت منظمة اغاثة إن القوات الحكومية تستولي على المساعدات وتعيد بيعها أو توزعها على الموالين للحكومة مما يعرض حياة الملايين للخطر.

وقال توفيق شمة الطبيب المقيم في جنيف والمتحدث باسم اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية “عندما يهاجم النظام واحدة من منشآتنا الطبية سواء كانت مستشفى او غيره يحملون كل ما يمكنهم حمله ويحرقون ما تبقى.”

وفي محاولة جديدة لتحقيق الوحدة يجتمع المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية في الخارج في قطر لانتخاب زعيم وأمانة عامة جديدين.

وسيجتمع المجلس الوطني السوري وجماعات أخرى اليوم لتشكيل كيان مدني جديد مؤلف من 50 فردا يختار لاحقا حكومة مؤقتة لسوريا وينسق مع مقاتلي المعارضة هناك.

وفيما يسلط الضوء على مدى انزلاق اللاجئين الفلسطينيين إلى أتون الصراع قالت مصادر في المعارضة إن مقاتلين من المعارضة قتلوا عشرة من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة الموالية للأسد في معركة قرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.

وأعلن مقاتلون من المعارضة وفلسطينيون موالون لها الأسبوع الماضي تشكيل وحدة جديدة لمحاربة الجبهة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن لديه اسماء ما لا يقل عن 38 الف شخص أكد أقارب أو اصدقاء مقتلهم. ويرتفع عدد القتلى يوميا حيث شهدت بعض الأسابيع مقتل ألف شخص او أكثر.

(ا ف ب، رويترز، يو بي آي، ا ش ا، الأناضول، لجان التنسيق المحلية)

26 قتيلاً حصيلة المعارك بين القوات السورية والمعارضين قرب الحدود التركية

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن “مقتل 26 عنصراً على الأقّل من القوات النظاميّة السورية والمقاتلين المعارضين في اشتباكات دارت بين الطرفين قرب مركز حدودي مع تركيا” (شمال شرق سوريا).

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال إلى أنه “قتل على الأقل 10 مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة و16 عنصرا من القوات النظامية جراء اشتباكات في بلدة رأس العين، ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة”.

 (أ.ف.ب.)

غليون: النقاشات بين فصائل المعارضة السورية تسير بشكل إيجابي

تفاءل القيادي في المجلس الوطني السوري برهان غليون  بـ”سير النقاشات بين فصائل المعارضة المجتمعة في الدوحة بهدف بحث صيغة لتوحيد جهودها ضد النظام السوري”.

غليون، وفي اتجاهه لحضور الجلسة الثانية من الاجتماع، رأى أنّ “الامور تسير بشكل ايجابي، اي الكل يطرح ما لديه وما يأمله من هذا الاجتماع، لكن الجميع لديه احساس بأن الفشل ممنوع”.

إلى ذلك، وعد برهان غليون الصحافيين بـ”بيان هذه الليلة لحوصلة ما حدث، وما بقي للتفاهم حوله”.

وحول المبادرات التي سيناقشها الاجتماع، قال غليون “أعتقد اننا سنترك كل المبادرات جانبا وسنركز على ايجاد مبادئ لاتفاق سياسي بين كل الاطراف”.

واشار غليون الى ان “الجميع ممثلون في هذا الاجتماع باستثناء هيئة التنسيق التي رفضت الدعوة للحضور”،  مضيفا في هذا السياق أن “المنبر الديمقراطي أيد الاجتماع في بيان اصدره وربما يلتحق بنا اذا حققنا تقدما”.

واستبعد القيادي السوري المعارض أن “يتم الانتهاء من الاجتماع في يوم واحد”، متوقعا بحسب تقديره ان “يمتد النقاش الى الغد وربما بعد غد”.

(أ.ف.ب.)

 لقاء تشاوري لبحث مبادرة لتشكيل كيان جديد

اجتماعات بالدوحة لتوحيد المعارضة السورية

                                            انطلقت بالعاصمة القطرية الدوحة أعمال اللقاء الموسع بين مجموعة أصدقاء سوريا والمعارضة السورية في جلسات مغلقة لبحث مبادرات سياسية ترمي إلى توحيد مواقف المعارضة. كما تجتمع مختلف أطياف المعارضة في لقاء تشاوري مساء اليوم لبحث مبادرة النائب السابق رياض سيف الذي يدعو لتشكيل كيان سياسي جديد يفضي إلى حكومة انتقالية وتوحيد المجالس العسكرية.

ويشارك بالاجتماع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية قطر وتركيا ومصر والإمارات، إضافة إلى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.

وكان العربي قد قال قبيل توجهه إلى الدوحة “من المهم توحيد رؤى المعارضة خاصة وأن الجميع يعلم أن النظام في سوريا لن يستمر فترة طويلة، وفي يوم من الأيام سيكون هناك وضع جديد في سوريا”.

والتقى أمين الجامعة في وقت سابق بالقاهرة عددا من المعارضين السوريين الذين يقاطعون مؤتمر الدوحة ومن بينهم بسمة قضماني التي قدمت استقالتها من المجلس الوطني السوري لإبلاغه ببعض التحفظات على المؤتمر خاصة في ظل مقاطعة بعض تجمعات المعارضة له مثل المنبر الديمقراطي و هيئة التنسيق الوطنية السورية.

من جانبه دعا وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية إلى أن يكون للمجلس الوطني دور مهم وفاعل لبلورة موقف موحد للمعارضة من أجل حصول الشعب السوري على حقوقه المشروعة، على حد قوله.

ورحب العطية في اجتماع مع عدد من المشاركين بمؤتمرالمجلس الوطني السوري بقرار المجلس المشاركة بالاجتماع التشاوري الذي سيجمعه اليوم بفصائل معارضة أخرى في مسعى لتوحيد المعارضة السورية، وأضاف “ينبغي أن يكون للمجلس موقف فاعل وموحد”.

وجدد المسؤول القطري “دعم قطر للثورة السورية” مشيدا بـ”التضحيات التي بذلها الشعب السوري”.

وتعد زيارة العطية الأولى من نوعها منذ بداية اجتماعات المجلس الوطني قبل أربعة أيام. ولم يحضر أي مسؤول رسمي قطري أو أجنبي افتتاح أعمال اجتماعات المجلس الوطني بالدوحة.

اجتماع تشاوري

ومن المقرر أن تجتمع مختلف أطياف المعارضة السورية في لقاء تشاوري مساء اليوم الخميس لبحث مبادرة النائب السابق رياض سيف الذي يدعو لتشكيل كيان سياسي جديد يفضي إلى حكومة انتقالية وتوحيد المجالس العسكرية.

وتحظى مبادرة سيف بدعم دولي وعربي، لكن المجلس الوطني السوري عبر عن رفضه لأي مبادرة تقوم على أنقاضه وطرح مبادرة بديلة من ثلاث نقاط تنص على تشكيل حكومة انتقالية بالداخل السوري. شريطة كسبها الدعم السياسي والمادي اللازمين.

وقد هاجم عدد من أعضاء المجلس الوطني الليلة الماضية خطة عضوه رياض سيف واتهمه البعض بتبني أجندة أميركية لتهميش المجلس. وقال مصدر من المجلس لرويترز “سيف لم يكن مقنعا أبدا أمس لقد قال للمجلس إنه سيمضي قدما بالمبادرة” بموافقة المجلس أو من دونها.

لكن مصادر أشارت لرويترز إلى أن جماعة الإخوان المسلمين الأكثر قوة داخل المجلس الوطني السوري أبدت موافقتها على المبادرة الجديدة.

وقالت مصادر معارضة إن سيف اقترح تشكيل مجلس للمعارضة يضم ستين مقعدا يخصص منها 24 مقعدا للمجلس الوطني. ويعتقد كثيرون أن هذا ليس تمثيلا جيدا للمجلس.

وتقضي المبادرة بأن يقوم مجلس المعارضة الجديد باختيار حكومة انتقالية، وينسق ما بين الجماعات المسلحة لتمهيد الطريق أمام حقبة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد.

كما تقضي المبادرة أيضا بتشكيل مجلس عسكري أعلى ولجنة قضائية وحكومة مؤقتة تضم خبراء، حتى تنجح المعارضة السورية كما نجح المجلس الوطني الانتقالي الليبي في كسب التأييد الدولي بمعركته الناجحة للإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.

انتخاب الأمانة العامة

وقد انتخب أعضاء المجلس الوطني السوري المعارض أعضاء الأمانة العامة للمجلس، وخلت التشكيلة من أسماء بارزة.

وأفاد مراسل الجزيرة بالدوحة هيثم أبو صالح بأن تشكيلة الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري أمس خلت من أسماء بارزة منها الرئيس السابق للمجلس برهان غليون لعدم ترشحه، كما خلت أيضا من المتحدث باسم المجلس جورج صبرا وأنس العبدة وعبد الرحمن الحاج. وغاب العنصر النسائي عن تشكيلة الأمانة.

وقد انتخب المجلس 41 شخصا لعضوية الأمانة العامة، وضم 18 عضوا جديدا من بينهم 12 من الحراك الثوري داخل سوريا. وجرت الانتخابات بين 36 قائمة ضمت 102 من المرشحين من أصل 425 عضوا هم جميع أعضاء المجلس. ومن المقرر أن ينبثق عن الأمانة العامة للمجلس مكتب تنفيذي يضم 12 عضوا ورئيس جديد للمجلس ينتخب بالاقتراع السري المباشر.

وقال مراسل الجزيرة نت أحمد دعدوش إنه سيتم تعيين أربعة أعضاء بالمجلس يتوقع أن يمثلوا الأقليات والمرأة. وأضاف أن من بين الأعضاء الذين تم انتخابهم بالمجلس كلا من أحمد رمضان وبدر جاموس وملهم الدريبي وعبيدة النحاس وسمير نشار ولؤي صافي. وأوضح أنه تم تأجيل جلسة انتخاب المكتب التنفيذي ورئيس المجلس إلى غد الجمعة.

وكان المجلس قد أعلن الثلاثاء عن هيكلته الجديدة التي تتضمن زيادة عدد أعضائه بنسبة الثلث، إلى جانب تشكيل الهيئة العامة التي يناط بها انتخاب الأمانة العامة.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا إن المجلس سيكون بعد هيكلته الضمانة لأي هيئة تنفيذية قد تتشكل لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وبالتزامن مع سير عملية الانتخاب، وبعد جلسات تشاورية استمرت منذ الأحد الماضي، أعلن المجلس الوطني عن إقرار مبادرة جديدة لتشكيل حكومة انتقالية، حيث وافقت الهيئة العامة للمجلس بالأغلبية على المبادرة ببنودها الثمانية المتضمنة عقد مؤتمر وطني داخل الأراضي السورية.

دمشق: العربي يشارك بمخطط لتدمير سوريا

                                             العربي قال أمس الأربعاء إن النظام في سوريا لن يستمر طويلا

اتهمت دمشق اليوم الخميس الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالمشاركة مع دول وتنظيمات “إرهابية” في مخطط “لتدمير سوريا” وذلك غداة قوله إن النظام السوري لن يستمر طويلا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن الناطق باسم الخارجية جهاد مقدسي قوله إن تصريحات العربي “تزامنت قبل توجهه للعاصمة القطرية الدوحة التي تشكل رأس حربة في جريمة سفك دماء الشعب السوري، ليقدم العربي من جديد أوراق اعتماده لدول وتنظيمات إرهابية تسعى إلى تدمير سوريا فقط”.

وأشار مقدسي إلى أن هذا الموقف “يجعل منه (العربي) شريكا وراعيا وأداة في هذا الاستهداف المفضوح”.

وتتهم سوريا دولا غربية وعربية أبرزها الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية بدعم المعارضة المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وكان العربي قال أمس الأربعاء قبيل مغادرته القاهرة إلى الدوحة لحضور مؤتمر للمعارضة السورية إن “من المهم توحيد رؤى المعارضة خاصة وأن الجميع يعلم أن النظام في سوريا لن يستمر لفترة طويلة وفي يوم من الأيام سيكون هناك وضع جديد في سوريا”.

تصريحات معادية

واعتبر مقدسي أنه “ليس مستغربا أن يكرر نبيل العربي تصريحاته المعادية لسوريا التي يتوهم فيها تغيير نظام سياسي لدولة مؤسسة للجامعة العربية يعمل هو موظفا لدى دولها”.

وكانت الجامعة العربية علقت في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 عضوية سوريا على خلفية عدم التزامها بتعهداتها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية التي اعتمدها المجلس الوزاري للجامعة.

ويهدف الاجتماع الموسع للمعارضة السورية في الدوحة- والذي يحظى باحتضان دولي- إلى توحيد صفوفها وبحث إنشاء قيادة سياسية موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس بشار الأسد، والمستمرة منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاطه منتصف مارس/آذار2011.

وكانت قد انطلقت بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم أعمال اللقاء الموسع بين مجموعة أصدقاء سوريا والمعارضة السورية في جلسات مغلقة لبحث مبادرات سياسية ترمي إلى توحيد مواقف المعارضة.

كما تجتمع مختلف أطياف المعارضة في لقاء تشاوري مساء اليوم لبحث مبادرة النائب السابق رياض سيف الذي يدعو لتشكيل كيان سياسي جديد يفضي إلى حكومة انتقالية وتوحيد المجالس العسكرية.

ويشارك بالاجتماع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية قطر وتركيا ومصر والإمارات، إضافة إلى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.

وكان أعضاء المجلس الوطني السوري المعارض انتخبوا أعضاء الأمانة العامة للمجلس، وخلت التشكيلة من أسماء بارزة.

الصليب الأحمر عاجز عن توصيل المساعدات

قتلى وتواصل الاشتباكات والانفجارات بدمشق

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 23 شخصا على الأقل قتلوا اليوم بنيران القوات النظامية بينما سيطر الجيش السوري الحر على معبر رأس العين الحدودي مع تركيا, وتواصلت الاشتباكات والانفجارات في العاصمة دمشق لليوم الرابع على التوالي.

 وأوضحت الشبكة أن معظم قتلى اليوم الخميس سقطوا بالعاصمة وريفها ودرعا والرقة، في حين تقوم قوات النظام بحملة اعتقالات في حيي كفرسوسة ونهر عيشة في دمشق.

 من جهة أخرى أفاد الناشطون باستمرار الاشتباكات لليوم الرابع على التوالي بالعاصمة التي هزتها مجددا انفجارات قوية فجرا. كما تحدث الناشطون عن تجدد للقصف على المنطقة الجنوبية من دمشق. وأشاروا إلى أن جميع أضواء القصر الجمهوري قد أطفئت لأول مرة منذ عام 1973 بعد استهداف الثوار للقصر بالهاون أمس.

وذكر المرصد السوري أن عدة قذائف سقطت صباح اليوم على حيي الميدان ونهر عيشة. كما تحدث عن معارك في حي المزة.

وقد أطلق مقاتلون من كتيبة أسود الإسلام التابعة للواء أحرار حوران بالجيش الحر أمس قذائف هاون باتجاه قصر الرئاسة في حي المهاجرين، بيد أنهم أخطؤوا الهدف. وقالت الكتيبة إن الهجوم استهدف أيضا مبنى رئاسة الوزراء ومطار المزة العسكري مما أدى إلى اشتعال النار فيهما، كما استهدف مبنى للمخابرات بمنطقة المزة 86 الجبلية بدمشق -التي تقطنها أغلبية مؤيدة للنظام- ردا على المجازر والقصف اليومي للمدن.

وقال سكان في دمشق لوكالة رويترز للأنباء إن قذائف من العيار الثقيل كانت تستهدف على ما يبدو القصر، لكنها سقطت في حي المزة 86 السكني القريب الذي تسكنه أغلبية من الطائفة العلوية.

واتهمت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) “إرهابيين” بقصف الحي الواقع في غرب العاصمة، الذي يضم عددا من السفارات والمراكز الأمنية، مشيرة إلى أن ثلاث جثث إحداها تعود لامرأة نقلت إلى مستشفى يوسف العظمة في دمشق.

وفي حلب قصفت قوات النظام أحياء عدة، بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر سيطر على كتيبة للدفاع الجوي قرب “حندرات” بريف حلب. وذكرت الهيئة العامة للثورة أن اشتباكات دارت  بين الجيشين الحر والنظامي بمنطقة الليرمون قرب فرع المخابرات الجوية في حلب المدينة.

الوضع الإنساني

ومن درعا قال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حوران منيف الزعيم للجزيرة إن الوضع الإنساني في درعا صعب للغاية ومتدهور, وهناك نقص حاد في كل شيء, مشيرا إلى استهداف النظام للكوادر الطبية والجرحى.

كما قال عضو شبكة شام الإخبارية بالحسكة سامر العبد الله للجزيرة إن هناك حركة نزوح مستمرة هربا من القصف, وبسبب قطع المياه والكهرباء.

جاء ذلك بينما أكدت اللجنة الدولية للصليب أنها عاجزة عن مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسوريا. ووصفت الوضع بأنه سيئ للغاية, مشيرة إلى أن أعدادا كبيرة من السوريين لا يتلقون المساعدات اللازمة.

وقال رئيس الصليب الأحمر بيتر مورير إن الوضع الإنساني هناك يزداد سوءا, رغم أن اللجنة تعمل كما ذكر مع الهلال الأحمر السوري.

وكان المتحدث باسم اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية قد قال في وقت سابق إن القوات الحكومية تستولي على المساعدات الأجنبية وتعيد بيعها أو توزيعها على المؤيدين للحكومة مما يضع حياة ملايين الأشخاص في خطر.

وأضاف المتحدث باسم الاتحاد والطبيب بجنيف توفيق شمة في مؤتمر صحفي “عندما يهاجم النظام واحدة من منشآتنا الطبية سواء كان مستشفى أو غيره يحملون كل ما يمكنهم حمله ويحرقون ما تبقى”.

وقد علقت اللجنة الدولية للصليب وبرنامج الأغذية العالمي على ذلك, بالقول إن زعمين محددين قالهما شمة عن تحويل مساعدات خارجية أخرى “لا أساس لهما”.

وقال شمة أيضا إن 11 شاحنة مواد غذائية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي اختفت بعد عبورها إلى شمال سوريا من تركيا، وإنها شوهدت آخر مرة في مخازن الهلال السوري.

وردت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بيرس بنفي نقل الغذاء, وقالت إن مراقبي البرنامج وبعضهم في عربات مدرعة يراجعون التوزيع في معظم المناطق.

الأسد يستبعد التدخل العسكري بسوريا

                                            استبعد الرئيس السوري بشار الأسد أن يتدخل الغرب عسكريا في سوريا، وحذر من أن ذلك سيزعزع استقرار العالم، وستكون كلفته أكبر من أن يستطيع العالم كله تحمّلها.

 وقال الأسد في حديث خاص لقناة “روسيا اليوم” نشرت مقتطفات منه اليوم الخميس قبل إذاعته غدا، “أعتقد بأن كلفة الغزو الأجنبي لسوريا لو حدث ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحملها، لأنه إذا كانت هناك مشاكل في سوريا -خصوصا وأننا المعقل الأخير للعلمانية والاستقرار والتعايش في المنطقة- فإن ذلك سيكون له أثر الدومينو الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي”.

وأضاف في الحديث الذي دار باللغة الإنجليزية ونشرت مقتطفات منه على موقع القناة، “لا أعتقد بأن الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكنه إذا فعل فلن يكون بوسع أحد أن يتنبأ بما سيحدث بعد ذلك”.

كما قال “أنا لست دمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر.. أنا سوري، أنا مِن صُنع سوريا، وعليّ أن أعيش وأموت في سوريا”.

ولم يتضح متى أجريت المقابلة مع الأسد، لكن المحطة قالت إنها ستبثها كاملة غدا الجمعة.

وتأتي تصريحات الأسد بعدما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إنه موافق على تأمين خروج آمن للأسد من أجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا.

وتشهد سوريا منذ 15 مارس/آذار 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، لتتحوّل إلى مواجهات بين قوى مسلحة وأجهزة الأمن الحكومية أدت إلى مقتل الآلاف.

كفر عويد.. شاهدة على المجازر بسوريا

                                            الدمار طال كل شيء حتى المساجد

شاهر الأحمد-جبل الزاوية

تبدو قرية كفر عويد في ريف إدلب بسوريا -مثلها مثل العديد من القرى التي انتفضت في بداية الثورة- مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد، لكن هذه القرية تتمتع بشيء من الخصوصية. ومن يزور المنطقة يتوقف حتما عند مقبرة الشهداء ووادي بدمايا الذي شهد مجزرة عظيمة في بداية الثورة راح ضحيتها 111 شخصا، الأمر الذي يعده الأهالي عنوانا “على جرم النظام” بحق الشعب الأعزل، وتجسيدا للانخراط في الثورة.

ولا يصعب على من يزور القرية التعرف على موقفها من الثورة، فالعديد ممن التقيناهم من شيوخ وشباب وأطفال ونساء يتباهون بأن كفر عويد كانت من أوائل المناطق السورية التي انتفضت باحتجاجات سلمية ضد نظام الأسد، حتى لا يكاد يخلو بيت فيها من قتيل أو مصاب أو معتقل.

والقرية التي لا يتجاوز عدد سكانها 15 ألفا، يعتبرها أهلها من “أكثر مَن قدّم ضحايا في ملحمة الثورة السورية” التي تكاد تتم شهرها العشرين، كما انخرط العديد من شبابها في العمل المسلح.

وقد دمر النظام العديد من المنازل والمباني بما فيها المساجد التي لحق التدمير التام باثنين منها على الأقل. كما أن المتجول يسمع بين ساعة وأخرى أصوات أزيز الطائرات والمروحيات الحربية التي تقصف بشكل عشوائي، إضافة إلى دوي انفجار القذائف بمختلف أنواعها.

والمتتبع للشعارات المكتوبة على أسوار وجدران المباني في القرية، يجد أنها ملئت بعبارات ناقمة على نظام دمشق وتصفه بأسوأ العبارات. كما كتبت شعارات تتفاخر بما قدمته كفر عويد “من شهداء” لصالح الثورة، وتؤكد أنها منيعة على قوات الجيش النظامي.

مقبرة الشهداء

ظهرت مقبرة شهداء كفر عويد إثر رفض الجيش النظامي -الذي كان حينها يحكم سيطرته على القرية- بدفن قتلى مجزرة وادي بدمايا في مقبرة القرية المعروفة. فاضطر أهل القرية لنقل جثث الضحايا لخارجها لدفن العشرات منهم، وقرروا إطلاق اسم الشهداء على المقبرة وأن تخصص لدفن من يسقط مقتولا في الثورة.

ويروي أهالي القرية للجزيرة نت تفاصيل المجزرة التي وقعت في العشرين من ديسمبر/كانون الأول 2011, حيث يحكي ناجون أن العديد من الشباب الناشط في المظاهرات السلمية من كفر عويد وغيرها من القرى المجاورة وعددهم نحو 115 فروا باتجاه وادي بدمايا خشية اعتقالهم من قبل قوات الجيش التي اقتحمت القرية والقرى المجاورة.

وتفيد الشهادات بأنه عندما علم الجيش بذلك فرض حصارا على الوادي من جميع الجهات، ثم بادر بإطلاق النار من مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة وبشكل عشوائي دون أن يعرض على المحاصرين الاستسلام، واستمرت قوات الجيش بإطلاق النار من الساعة الثامنة صباحا وحتى غروب الشمس.

وادي الدماء

والوادي الذي حرصنا على زيارته يبعد عدة كيلومترات عن القرى ويتسم بالوعورة وكثرة الصخور ووجود بعض المغارات، وسمي بهذا الاسم -كما أفاد العديد من أهل المنطقة- نسبة إلى كثرة الدماء التي جرت فيه إثر مجزرة عظيمة وقعت فيه منذ مئات السنين.

وأوضح حسين غريبة -وهو أحد الناجين من المجزرة- أن نحو 15 من المحاصرين رفعوا الرايات البيضاء وسلموا أنفسهم للجيش، فكان مصيرهم القتل والتمثيل بجثثهم. وذكر أنه فقد شقيقه في هذه المجزرة مع أربعة من أبناء عمومته، كما أصيب عدة إصابات إحداها في يده والأخرى في رجله والثالثة بوجهه.

ولفت غريبة -وهو متزوج وأب لطفل- إلى أن الجيش عمد بعد الإطلاق الكثيف للنيران إلى إلقاء قنابل غاز سامة فقد الوعي على أثرها، ولم يعد إلى وعيه إلا وأهل القرية يجلون الجثث وكانوا يظنونه قد فارق الحياة.

وإثر الإصابة اضطر أهله لنقله إلى مستشفى بتركيا للعلاج، ولكن بعد تأخر استمر أسبوعا خشية أن يقبض عليه في الحواجز الأمنية. ورغم عدم شفائه الكامل فإنه انخرط في صفوف الثورة المسلحة.

أما رضوان غريبة ابن عم حسين فقد قُتل شقيقاه في المجزرة وأصيب بعدة إصابات في ذراعه وفخذه وصدره وبطنه. وبلهجة حازمة يؤكد استمراره في الثورة “حتى تحقيق النصر”.

وللتدليل على عشوائية النظام “وإجرامه” ذكر رضوان للجزيرة نت أن راعيا تصادف وجوده بطرف الوادي وقت حصار الناشطين ورفع يده مستسلما للجيش على اعتبار أن ليس له علاقة بالناشطين، إلا أن الجيش قابل الراعي بعدة رصاصات أردته قتيلا.

ثم ذهبت الجزيرة نت إلى ناج ثالث من المجزرة اسمه محمد الزهر، وهو من قرية مجاورة ينشط حاليا مع الثوار، وأوضح أن شقيقه الأصغر قتل في المجزرة، وأنه تعرض لعدة إصابات في كلتا يديه وفي رجله اليمنى.

ومما ذكره الزهر أن بعضا ممن قتل لم يكن جراء اختراق الرصاص أو الشظايا لأجسادهم، وإنما اختناقا بغاز سام أطلقه الجيش عليهم.

وبعد مغادرتنا للمكان بدقائق، سمعنا دوي انفجارات أفادنا القرويون بأن عدة قذائف سقطت على الوادي.

تقارير عن تحرك عسكري سوري بالمخيمات

قالت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية ومقرها في جنيف إنها رصدت تحركات لآليات عسكرية ووحدات منقولة جوا تتجه إلى عدة مخيمات فلسطينية في سوريا لتنفيذ ما وصفتها بعملية أمنية كبرى داخل المخيمات.

ويأتي هذا التطور لساعات قليلة بعد اتهام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة، الفصيل الفلسطيني الموالي للنظام السوري، الجيش السوري الحر باغتيال ثمانية من أعضائها في مخيم اليرموك في دمشق، وهو ما تلاه تأكيد الأخيرة عزمها الوقوف بحزم ضد أي محاولة لزج الفلسطينيين بما يجري في سوريا.

فقد أوضحت الشبكة الدولية أنها حصلت على معلومات أكيدة ومتطابقة تشير إلى قرب تنفيذ ما وصفتها بعملية تطهير كبرى في عدة مخيمات فلسطينية في سوريا بعد رصدها لتحرك آليات عسكرية ووحدات منقولة جوا تابعة للنظام السوري نحو تلك المخيمات الفلسطينية.

وحمّلت الشبكة الدولية السلطات السورية المسؤولية عن سلامة المدنيين السوريين النازحين واللاجئين الفلسطينيين.

ثمانية قتلى

في هذه الأثناء، قال حسام عرفات، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية-القيادة العامة ومسؤولها في الأراضي الفلسطينية، في بيان تلقت وكالة الأنباء الفرنسية في رام الله بالضفة الغربية نسخة منه إن “المجموعات الإرهابية تسللت الأربعاء إلى بعض المناطق في مخيم اليرموك، حيث يتواجد مقر الجبهة، واختطفوا ثمانية من أعضاء القيادة العامة وقاموا بإعدامهم والتمثيل بجثثهم” متهمة في بيانها دولة قطر بالمسؤولية عن مقتل أعضائها الثمانية.

وجاء في البيان أن “قطر تتحمل المسؤولية الكاملة عن دم شهدائنا كونها الدولة الرئيسية التي تتبنى هذه المجموعات وتقدم لها التمويل والسلاح”.

معلوم أن الجبهة الشعبية-القيادة العامة هي فصيل فلسطيني يقوده أحمد جبريل ويتخذ من سوريا مقرا له. وتتهم أطراف في المعارضة السورية الجبهة بدعم قوات الأسد في العمليات العسكرية التي تشنها.

وشهدت مؤخرا المخيمات الفلسطينية في سوريا خصوصا مخيم اليرموك جنوب دمشق، اشتباكات بين فلسطينيين مؤيدين للنظام السوري وآخرين مدعومين من الجيش السوري الحر.

السلطات السورية أغلقت مكاتب حماس بدمشق

الوقوف بحزم

في خضم هذه التطورات، قالت وزارة الخارجية السورية، إن دمشق ستقف بحزم ضد أي محاولة لزج الفلسطينيين بما يجري في سوريا مؤكدة “أن الطريق الوحيد أمام اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وفي كل مكان لجؤوا إليه هو طريق فلسطين والتمسك بالحقوق الثابتة وفي مقدمتها حق العودة”.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن “المجموعات الإرهابية المسلحة في الأيام القليلة الماضية صعدت هجماتها وأعمالها الإرهابية في كل أنحاء سوريا بما في ذلك ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وخاصة في مخيماته في دمشق ودرعا”.

وطالب المسؤول السوري كل فصائل الشعب الفلسطيني وتنظيماته وقياداته بالابتعاد عما يخطط لها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة التي أعلنت ارتباطها بالمخططات المعادية لتطلعات الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة خدمة لمصالح إسرائيل وداعميها.

يأتي ذلك في أعقاب إغلاق السلطات السورية الاثنين مكاتب الحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدمشق والتي كانت لفترة طويلة من حلفاء النظام السوري.

وجاء الإجراء السوري بعد إعلان حماس وقوفها إلى جانب الشعب السوري في محنته، بعد فترة من الصمت حيال ما يجري في سوريا.

تركيا تفتش طائرة أرمينية متجهة لسوريا

                                            تركيا أجبرت الشهر الماضي طائرة سورية على الهبوط في أنقرة للاشتباه في نقل أسلحة

أمرت السلطات التركية طائرة أرمينية كانت في طريقها إلى سوريا بالهبوط وفتشت حمولتها اليوم الخميس، وهي المرة الثانية التي تتحرك فيها أنقرة خلال شهر لمنع استغلال مجالها الجوي فيما تقول إنه إمداد للجيش السوري.

وقد تم تفتيش طائرة الشحن في مدينة أرضروم بشرق تركيا، وذكرت قناة “أن.تي.في” التركية أن تقارير أفادت بأن الطائرة التي أمرت بالهبوط اليوم تحمل مساعدات إنسانية. وأشارت تقارير إلى أن فرقا أمنية وسيارات الإطفاء والشاحنات أحاطت بالطائرة فور هبوطها.

وكانت تركيا قد أجبرت الشهر الماضي طائرة أرمينية تحمل مساعدات إنسانية على الهبوط لتفتيشها، ثم سمحت لها بمتابعة رحلتها إلى حلب، حيث تقيم مجموعة أرمينية كبيرة يصل عددها إلى مائة ألف. وقد أعلنت أرمينيا في حينه أن هبوط الطائرة كان متفقاً عليه مسبقاً مع تركيا.

يذكر أن تركيا وأرمينيا لا تقيمان علاقات دبلوماسية بسبب خلافهما على “عمليات ترحيل الأرمن والمجازر بحقهم في ظل السلطنة العثمانية عام 1915″، حيث ترفض أنقرة اعتبارها “إبادة”.

يشار إلى أن تركيا منعت الطائرات السورية من دخول مجالها الجوي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعدما قالت إنها عثرت على ذخيرة روسية يعتقد بأنها كانت في طريقها إلى الجيش السوري على متن طائرة سورية.

كما أعلن حينها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن طائرة الإيرباص السورية كانت تنقل “ذخائر” ومعدات عسكرية روسية إلى نظام الرئيس بشار الأسد.

صفحة فيسبوك تتحدى نظام الأسد وتعالج بعض ضحاياه

أصيب بشلل رباعي تام بسبب رصاصة استقرت في صدره وبدأ علاجه في الأردن

دمشق – جفرا بهاء

طلقة الرصاص التي استقرت في صدر محمد ظروف لم تقتله، وكان من الممكن أن لا تصيبه بشلل رباعي، لولا أنه ومن جراء الصدمة التي أصابته في الوهلة الأولى حرّك رأسه للأمام وللخلف بحركة سريعة ما أدى لتحطم فقرات في العمود الفقري، وتركه بلا أي قدرة على الحركة فيما عدا أصبع يده.

حالة المُصاب ظروف بالتأكيد ليست متفردة أو وحيدة في المجتمع السوري، فالموت هو الأكثر انتشاراً، ولكن حكايته لم تنتهِ بالمأساة التي بدأنا بها الحديث، فالشباب السوري استطاع التحايل على النظام في الكثير من الأمور، ولعل آخر تلك الطرق هي صفحة “فيسبوك” أخذت على عاتقها مساعدة النازحين والمصابين على قدر إمكاناتها.

صفحة “أبيض وأسود من حمص” كتبت عن ظروف، وشرحت تفاصيل حالته، وقامت بالبحث ومحاولة إيجاد متبنٍ لمشروع علاجه، خصوصاً أن الشاب بحاجة لعلاج عن طريق ضغط الأوكسجين في مرحلة العلاج الفيزيائي كلفة كل جلسة تقريباً 150 ديناراً أردنياً، ولديه 40 جلسة، واستطاعت أخيراً أن تجد مَنْ تكفل بعلاجه في الأردن.

وكتب الشاب الذي شرح عن حالة ظروف قائلاً: “تباً لقلمي كيف يروي ولا يموت ألماً”، وربما عكست هذه الجملة جزءاً صغيراً من بعض مشاعر ذلك الشباب الذي يحاول قدر جهده العمل بسرية مطلقة لمساعدة بلده أو مدينته.

“أبيض وأسود من حمص” صفحة سرية لا يستطيع رؤية ما يكتب فيها إلا أعضاء الصفحة، وإن كانت تقتصر إلى الآن على مدينة حمص، فإن مشتركيها تنوعوا من عدة من سوريا، وإن كان النظام السوري يقتل ويشوّه ويدمر، فإن الإصرار على عدم الموت يبدو واضحاً في كل تفصيل من تفاصيل الحياة السورية.

فقدت النطق

واحدة من الفتيات المشتركات في الصفحة تعمل في مجال العلاج النفسي للنازحين والمتضررين، ويبدو أن الفتاة بدأت تعيش حالات الأشخاص الذين تقابلهم، وتقول (e.m): “اليوم التقيت طفلة من حي الميدان الدمشقي، تبلغ من العمر ثلاث سنوات.. لا تتكلم وتعاني من مشكلة التبول اللاإرادي في الليل، والسبب هبوط قذيفة على المنزل فهبّت هي وأهلها للاختباء في الحمام.. بدأ المنزل يحترق واضطروا للخروج من المنزل إلى المشغل القريب من البيت.. وكان رجال الأمن والشبيحة يملؤون المكان والفتاة خائفة جداً وتريد البكاء والصراخ لتعبر عن حالة الرعب التي تملأ جوفها، فما كان من الأم إلا أن تأمرها بالسكوت خوفاً على حياتهم.. خوفاً أن يسمع الشبيحة أصواتهم ويكتشف مكانهم ويهمون بذبحهم جميعاً.. ولازالت الفتاة صامتة إلى الآن.. وكلما سمعت نقرة باب تذهب لتختبئ داخل الحمام.. فبات الحمام ملاذها الآمن.. وبات الصمت يعني لها الحياة”.

وعند سؤال (e.m) عن طريقة تعاملها مع الفتاة قالت: “نستشير أطباء نفسيين، ونحاول أن نتابع تلك الحالات، وأصبح ارتباطي الآن بالأطفال وثيقاً لدرجة أنني بت أعاني من التفكير بهم ليلاً ونهاراً، وذلك أمر طبيعي لأني أقضي معظم أوقاتي معهم”.

آدمن الصفحة يصر على سرية المعلومات، ويصر على عدم جعل الصفحة للعموم لأنها ستتعرض مع أعضائها للملاحقة، ويستدرك قائلاً: “الشباب الفعّالون في الصفحة من جميع البلدان، ومن يوجد خارج سوريا يساعدنا في أمور كثيرة نعجز عنها نحن من بالداخل”.

صفحة “أسود وأبيض من حمص” أنشأها عدد من الشباب والفتيات من داخل حمص وخارجها، واتخذت من محاولة مساعدة كل من يمكن مساعدته أحد أهم أهداف الصفحة، بالإضافة إلى الإضاءة على الجوانب التي سمتها الصفحة “جوانب سوداء” في محاولة لتدارك الخطأ وإصلاحه.

يحاول النظام السوري أن يحجب الحياة عن سوريا، فيقف في وجهه شباب سوريون يتحايلون على إجرامه، ويساعدون بعضهم بلا أي مقابل، وإن كان ذلك الشباب موجوداً في بلد لم يذق يوماً طعم الحرية، فإن الوحيد الذي لا يستطيع أن يصدق أن تحمل سوريا كل تلك الحياة هو بشار الأسد ونظامه.

الجيش السوري الحر يسيطر على معبر حدودي مع تركيا

أنقرة تطلب من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على حدود سوريا

دبي – قناة العربية

أكد المركز الإعلامي السوري أن معبر رأس العين الذي يقع في منطقة الحسكة الحدودية مع تركيا، سقط تحت سيطرة الجيش الحر في الوقت الحالي، بحسب ما ذكرت قناة “العربية”، الخميس.

وإلى ذلك، أعلن وزير خارجية تركيا، داود أوغلو، أن بلاده طلبت وبشكل فوري من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على طول الحدود التركية مع سوريا.

وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية ظلت تركيا ترد على سقوط أي قذائف على حدودها بقصف مدفعي داخل الأراضي السورية.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة وقعت في حي المزة، الأربعاء، بين جيش النظام والجيش الحر، فيما تعرض ريف دير الزور إلى قصف عنيف.

وقال الضابط في الجيش السوري الحر، العقيد الطبيب عبدالحميد عمر زكريا لـ”العربية”، إن بلدة دير الزور تم تدميرها بالكامل في ظل الصمت العالمي لما يحدث في سوريا وغياب التغطية الإعلامية، وسوف تلتحق بها مدينة حمص التي تقع تحت الحصار منذ أكثر من 7 أشهر.

وذكر الناطق الرسمي باسم المجلس الثوري العسكري في إدلب، الملازم أول إياد عيسى لـ”العربية”، أنهم يستكملون عملهم في هذه المنطقة بغية إعلانها منطقة محررة، مشيراً إلى أن 80% من إدلب وريفها خارج سيطرة النظام، على حد قوله.

وإلى ذلك، اتهم اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية، القوات الحكومية، بالاستيلاء على المساعدات الأجنبية وإعادة بيعها وتوزيعها على المؤيدين لها، وبالتالي تعريض حياة الملايين للخطر.

وقال توفيق شمة، المتحدث باسم الاتحاد، إنه “عندما يهاجم النظام منشآتنا الطبية يحملون كل ما يمكنهم حمله، ويحرقون ما تبقى”.

ومن جهة أخرى، نفت اليزابيث بيرس، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي هذه الأنباء، وقالت إن مراقبي البرنامج يراجعون التوزيع في معظم المناطق.

أسلحة “الحر”.. خفيفة وقنابل ودبابات

خالد الكاشف – أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تتراوح أسلحة الجيش السوري الحر بين الخفيفة والقنابل وصولا إلى الدبابات، وتتفاوت الآراء حول مصادر تسليح هذا الجيش الذي يقاتل قوات النظام.

وتفيد الأنباء الواردة من مصادر المعارضة أن جزءا كبيرا من السلاح يتم الحصول عليه عن طريق شرائه مما يعرف بالسوق السوداء للسلاح، كما قال معارضون إن الأسلحة يتم الحصول عليه أيضا “كغنيمة” من الجيش النظامي بعد المواجهات بين الطرفين.

ومن المصادر الرئيسية للحصول على السلاح أيضا بالنسبة للجيش الحر القيادات العسكرية التي انشقت عن النظام وانضمت بعتادها إلى المعارضة المسلحة.

كما يتم الحصول على السلاح كذلك عن طريق إبرام صفقات أسلحة يتم شراؤها بأموال بعض السوريين فى الخارج، أو من دول متعاطفة مع المعارضة، وتقدر نسبة هذه الأسلحة بنحو 30 % من تسليح الجيش الحر، ويتم تهريبها عبر الحدود وتتضمن بنادق كلاشينيكوف ورشاشات آليه ورشاشات دوشكا وصواريخ كاتيوشا.

وتفيد بعض المعلومات المتوفرة في هذا الإطار أن فريقا من كبار الضباط الأميركيين المتخصصين في شؤون الأمن انتقلوا إلى تركيا، وهم يديرون من منطقة محاذية للحدود مع سوريا جانبا من معركة تدريب وتسليح الجيش الحر، ويعملون على تزويده بصواريخ من نوع “ستينغر” أرض جو .

وتدخل تركيا ايضا في هذه الدائرة، فالجيش التركي يقدم دعما لوجستيا واستخباراتيا، نظرا لخبرة الأتراك الميدانية عند جانبي الحدود وفي الداخل السوري.

ويوضح نجاح الجيش الحر في إسقاط عدد من الطائرات المقاتلة والمروحيات، أنه يستخدم رشاشات مضادة للطائرات من عيار 14.5 مم، فيما وثقت مدونة “آت وور” التابعة لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية ظهور صواريخ “سام 7” الحرارية روسية الصنع مع مقاتلين تابعين للجيش الحر.

ورغم ذلك يشتكي المقاتلون المعارضون أن مصادر الإمداد بالذخيرة ما تزال ضعيفة، مقارنة بما يمتلك الجيش النظامي.

مقدسي: العربي “شريك بسفك دمائنا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اتمهت دمشق الخميس الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالمشاركة مع دول وتنظيمات “إرهابية” أبرزها قطر في مخطط “لتدمير سوريا”، وذلك غداة قوله إن النظام السوري لن يستمر طويلا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي قوله إن تصريحات العربي “تزامنت قبل توجهه للعاصمة القطرية الدوحة التي تشكل رأس حربة في جريمة سفك دماء الشعب السوري، ليقدم العربي من جديد أوراق اعتماده لدول وتظيمات إرهابية تسعى إلى تدمير سوريا فقط”.

وأشار إلى أن هذا الموقف “يجعل منه شريكا وراعيا وأداة في هذا الاستهداف المفضوح” حسب تعبيره.

وتتهم سوريا دولا غربية وعربية أبرزها الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية بدعم المعارضة المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وكان العربي قال الأربعاء قبيل مغاردته إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر للمعارضة السورية عقد الخميس، إنه “من المهم توحيد رؤى المعارضة خاصة أن الجميع يعلم أن النظام في سوريا لن يستمر لفترة طويلة، وفي يوم من الأيام سيكون هناك وضع جديد في سوريا”.

واعتبر مقدسي أنه “ليس مستغربا أن يكرر العربي تصريحاته المعادية لسوريا التي يتوهم فيها تغيير نظام سياسي لدولة مؤسسة للجامعة العربية يعمل هو موظفا لدى دولها”.

وكانت الجامعة العربية علقت في نوفمبر 2011 عضوية سوريا على خلفية عدم التزامها تعهداتها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية التي اعتمدها المجلس الوزاري للجامعة.

ويهدف الاجتماع الموسع للمعارضة السورية الذي يحظى باحتضان دولي، إلى توحيد صفوفها وبحث إنشاء قيادة سياسية موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الأسد، والمستمرة منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاطه منتصف مارس 2011.

وأدى النزاع المستمر منذ أكثر من 19 شهرا إلى مقتل أكثر من 37 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

تأجيل انتخاب خليفة سيدا للجمعة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

انتخب المجلس الوطني السوري المعارض قيادة جديدة يتثمل فيها الإسلاميون بقوة، إلا أن اختيار المكتب التنفيذي والرئيس خلفا لعبد الباسط سيدا أجل للجمعة، حسبما أفاد الخميس قياديون في المجلس.

واختارت الهيئة العامة للمجلس الذي يعد الكيان المعارض الأهم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الأعضاء الأربعين الجدد في الأمانة العامة خلال عملية اقتراع في الدوحة، إلا أن مشاركين في محادثات بالدوحة كشفوا أن خطة لتوحيد المعارضة واجهت مشاكل فور طرحها على طاولة التفاوض.

وتستهدف الخطة كسب تأييد قوى أجنبية تأمل في إسقاط الأسد.

وسيقوم أعضاء الأمانة العامة بدورهم باختيار 11 عضوا يشكلون المكتب التنفيذي الذي سيختار الرئيس الجديد للمجلس، وقد أجلت هذه العملية إلى الجمعة إذ يفترض أن تتم إضافة 4 أعضاء إلى الأمانة العامة يمثلون النساء والأقليات، حسب متحدث باسم المجلس الوطني.

وبقي سيدا الرئيس المنتهية ولايته عضوا في الأمانة العامة الجديدة، إلا أن معارضين بارزين مثل برهان غليون وجورج صبرا ورياض سيف قد خروجوا منها، وبالتالي ليس بالإمكان من حيث المبدأ أن يترأسوا المجلس.

ويشكل الإسلاميون ثلث الأمانة العامة تقريبا، بينهم 5 أعضاء من الإخوان المسلمين، بحسب تعداد أجرته وكالة “فرانس برس”.

وتتمثل الأقليات العرقية مثل الأكراد والأشوريين في الأمانة العامة الجديدة، إلا أنه لم يتم انتخاب أي امرأة في الأمانة، وبحسب أعضاء في المجلس، فإن العضوين الإضافيين يمن أن يكونا ممثلين عن المسيحيين والعلويين.

ودعمت دول غربية وعربية محادثات الدوحة التي تستهدف تشكيل تحالف مناهض للأسد يضم جماعات معارضة داخل سوريا وزعماء سياسيين في المنفى وفي الأساس الفصائل المختلفة في المجلس الوطني السوري.

وخلال المناقشات الساخنة التي جرت في العاصمة القطرية ليل الثلاثاء هاجم كثيرون في المجلس الوطني السوري العضو البارز في المجلس رياض سيف الذي صاغ المبادرة واتهمه البعض بتبني أجندة أميركية لتهميش المجلس الذي يهيمن عليه الإسلاميون.

وقال مصدر من المجلس: “سيف لم يكن مقنعا أبدا. قال للمجلس إنه سيمضي قدما بالمبادرة” بموافقة المجلس أو بدونها.

وقالت مصادر معارضة أن سيف اقترح تشكيل مجلس للمعارضة يضم 60 مقعدا يخصص منها 24 مقعدا للمجلس الوطني وأن كثيرين يعتقدون أن هذا ليس بتمثيل جيد للمجلس.

وتقضي المبادرة بأن يقوم مجلس المعارضة الجديد باختيار حكومة انتقالية وينسق ما بين الجماعات المسلحة لتمهيد الطريق أمام حقبة ما بعد الأسد.

وذكرت المصادر أيضا أن جماعة الإخوان المسلمين الأكثر قوة داخل المجلس الوطني السوري أبدت موافقتها على المبادرة الجديدة.

وقال مصدر إن هناك توترا ومخاوف داخل المجلس الوطني السوري من أن الموافقة على المبادرة ستضر بدور المجلس وأن الأعضاء يطالبون بضمانات. وأضاف “لكن المجلس عملي. وهم يتفاوضون.”

أسماء الفائزين في انتخابات قيادة المجلس الوطني السوري

1. إبراهيم ميرو

2. أحمد بكورة

3. أحمد رمضان

4. أحمد سيد يوسف

5. أسامة شربجي

6. بدر جاموس

7. بسام إسحاق

8. جمال الوادي

9. جمال الورد

10. حسين السيد

11. حسين العبد الله

12. حسين عبد الهادي محمد

13. خالد الصالح

14. خالد الناصر

15. خالد عبد الرحمن زيني

16. خليل الحاج صالح

17. زياد شفيق أبو حمدان

18. سالم عبد العزيز المسلط

19. سعيد لحدو

20. سليمان الحراكي

21. سمير نشار

22. سنان حتاحت

23. عبد الأحد اسطيفو

24. عبد الباسط سيدا

25. عبد الكريم آغا

26. عبيدة نحاس

27. عمار أبو خطاب

28. لؤي صافي

29. محمد أحمد عبيد

30. محمد الدغيم

31. محمد بسام يوسف

32. محمد حاج عبد الله

33. محمد فاروق طيفور

34. محمد وليد

35. مروان حجو

36. ملهم راتب الدروبي

37. مؤيد قبلاوي غزلان

38. نذير حكيم

39. هشام مروة

40. هيثم رحمة

41. واصل شمالي

61 قتيلا ومعبر حدودي بيد “الحر”

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل 61 شخصا على الأقل الخميس في مناطق سورية عدة، في حين سيطر مقاتلو المعارضة على معبر حدودي مع تركيا، وهاجم منطقة منيعة وسط دمشق.

وقال المركز الإعلامي السوري إن كتائب غرباء الشام التابعة للجيش السوري الحر فرضت سيطرتها على معبر رأس العين الحدودي مع تركيا.

كما سيطر الجيش الحر على كتيبة المدفعية في حندرات في ريف حلب حيث “غنم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة”، حسب ناشطين.

وفي دمشق، قال نشطاء إن مسلحي المعارضة هاجموا حواجز للجيش السوري في حي الميدان في قلب العاصمة الخميس لتخفيف الضغط على معاقل المعارضة في ريف دمشق التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي.

وأضاف النشطاء أن قوات الرئيس بشار الأسد ردت بقصف منطقة تجارية وسكنية مكتظة بالسكان خارج أسوار البلدة القديمة مباشرة مما أدى إلى مقتل امرأة من المارة وعامل في مغسلة للسيارات.

وقال التلفزيون السوري إن “إرهابيين” أطلقوا قذيفة مورتر على الحي فقتلوا امرأة وأصابوا ثلاثة أشخاص.

وهذا هو أول اشتباك خطير في حي الميدان منذ أن اجتاحت قوات الأسد المنطقة في يوليو الماضي في هجوم بالمدرعات وطردت المعارضة من مواقعها في وسط العاصمة.

وقال ناشط من المعارضة في العاصمة رفض الكشف عن اسمه خوفا من الانتقام إن مسلحي المعارضة أطلقوا قذائف صاروخية ورصاص البنادق الآلية على حواجز طرق وعلى مواقع أخرى للجيش وقوات الأمن تحيط المنطقة.

وأوضح الناشط” “بدأت خلايا المعارضة الكامنة في دمشق التحرك لتخفيف الضغط على مناطق التضامن والقدم والحجر الأسود.”

وكان المعارض يشير إلى أحياء سنية للطبقة العاملة تقع في جنوب دمشق حيث يهاجم مسلحون قوات الأسد بالرغم من التدمير الناجم عن الغارات الجوية والقصف.

من جهة أخرى، واقتحمت القوات الحكومية مدينة الشيخ مسكين في درعا وسط قصف عنيف بالدبابات وإطلاق نار كثيف. كما قصفت راجمات الصواريخ مدينة بصر الحرير وسط تحركات للدبابات على الطريق العام.

وسجل قصف عنيف من الطيران الحربي على مناطق عدة بالغوطة الشرقية بريف دمشق.

“الحر” يستعد لمعركة حاسمة في اللاذقية

إيهاب العقدي- الحدود التركية السورية- سكاي نيوز عربية

وسط الأشجار الكثيفة في منطقة وادي التركمان المحاذية لمدينة اللاذقية والقريبة من جبل العلويين غرب سوريا، يتدرب مقاتلو المعارضة السورية على استخدام أنواع حديثة من الأسلحة في إطار تدريبات محترفة استعدادا لمعركة حاسمة على الساحل السوري الأكثر ولاء لنظام الرئيس بشار الأسد.

وأصبح المقاتلون أكثر تمرسا بعد أن خضعوا لتدريبات مختلفة على يد قادة كبار منشقين عن الجيش النظامي .

أحد هؤلاء العميد المنشق عن القوات الخاصة حسين كلية عضو القيادة المشتركة للمجالس العسكرية في الداخل، الذي جاء يتفقد عمل هذه الوحدة المسلحة ببنادق غربية من نوع أم 16.

ويقول كلية لسكاي نيوز عربية: ” لقد تطورنا وتقدم أداءنا .. لقد أصبح أكثر تنظيما.. واصبح لدينا سلاح جديد”.

وتحدثت تقارير غربية عن تزويد المعارضة السورية بأنواع من القاذفات المضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات، فيما لم تؤكد أو تنف الولايات المتحدة تقارير عن وجود صواريخ ستينغر أميركية الصنع المضادة للطائرات بيد الجيش الحر.

ويتحدث الجميع في هذا المعسكر عن معركة الساحل السوري المقبلة والتي ستكون أشد ضراوة من بقية المناطق السورية الأخرى وفق التوقعات.

 ويقول كلية إن “المرحلة القادمة تتطلب معارك ليست مثل الكمائن والتفجيرات، وإنما لابد من مواجهة أكبر تستهدف أهداف كبيرة مازال النظام يتمسك بها”.

ويرى مقاتلون تحدثوا مع سكاي نيوز عربية أنهم أكثر انضباطا وتنظيما من الكتائب المختلفة للجيش السوري الحر. ويعتبرون أنفسهم نواة الجيش السوري الجديد الذي سيتشكل عقب إسقاط نظام الرئيس الأسد، على حد وصفهم.

الصليب الأحمر “عاجز” أمام أزمة سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر الخميس أن المنظمة عاجزة عن مواجهة تفاقم الوضع الإنساني في سوريا.

وقال ماورر في مؤتمر صحفي: “لا يمكننا تطوير عملياتنا بسرعة كافية لمواجهة تفاقم الوضع الإنساني هناك”، معترفا في الوقت نفسه بتحقيق “تقدم” خلال الأشهر الأخيرة في عمل الصليب الأحمر.

وأضاف أن “هناك العديد من النقاط التي لا تصل إليها أي مساعدة ولا علم لنا بالوضع فيها ولا بعدد الأشخاص المعنيين”.

وتابع ماورر أن “المعارك تتطور ما يؤدي إلى مزيد من الجرحى ومزيد من الأوضاع المتأزمة”، مشيرا إلى أن دخول مناطق عديدة “ما زال مستحيلا”، والمعلومات عن الوضع فيها “قليلة جدا”.

وأوضح أن المنظمة الدولية تمكنت من تسهيل وصول مساعدات إلى سوريا منذ الصيف وإدخال شاحنات لنقلها، وبلوغ مناطق كان لا يمكن الدخول اليها مثل اثنين من أحياء حمص.

لكنه أشار إلى أن المنظمة “لا تستطيع الدخول إلى حلب مثلا”.

وقال ماورر إن اللجنة الدولية ما زالت تجري مفاوضات مع السلطات السورية لتتمكن من زيارة سجناء.

مصادر سورية معارضة: هيئة التنسيق تتلقى دعوة رسمية لزيارة موسكو

روما (7 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر سورية معارضة أن هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة تلقت دعوة رسمية من وزارة الخارجية الروسية لزيارة موسكو في أقرب وقت لبحث قضايا تتعلق بسبل إيجاد حلول للأزمة السورية

وأوضحت المصادر أن الدعوة رسمية للقاء مسؤولين روس، لكن الهيئة لم تحدد موقفها بشأنها وجدوى الزيارة التي لم يتم تحديد موعد لها، أو ما هو مستوى الوفد الذي سيقوم بها بحال وافقت على تلبيتها

وكان وفد قيادي من هيئة التنسيق قد زار موسكو منتصف نيسان/أبريل الماضي والتقى سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي وآخرين وجرى خلال الزيارة وفقاً للهيئة تبادل صريح وبناء للأفكار والقناعات بشأن الوضع السوري داخلياً وإقليمياً ودولياً، والمخارج المطلوبة والممكنة التي توصل إلى تحقيق مطالب الشعب في الحرية والديمقراطية، وتحمي الشعب من سفك الدماء والفوضى والحرب الأهلية

أسقف سوري: جهود كنسية لتحرير مسيحيين مختطفين ومساعدة النازحين

الفاتيكان (8 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال أسقف سوري إن “هناك محاولات جارية لاطلاق سراح عشرة مسيحيين خطفوا في الأيام الأخيرة من قبل مجموعة مسلحة بينما كانوا على متن حافلة تقلهم من حلب إلى بيروت”، في إشارة الى سبعة أرمنيين إضافة الى عائلة مسيحية أخرى

وفي رسالة بعثها لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية الخميس، أضاف رئيس أساقفة الموارنة في حلب المطران يوسف أنيس أبي عاد “إننا قلقون للغاية، فلا نعرف من هم المسؤولين عن الحادث، ونحن نحاول تحديد الخاطفين لاجراء اتصالات معهم، حيث يسعى الأب اليسوعي مراد أبي سيف وكثير من الأسر في محاولة لحل هذه القضية”، مبينا أن “المخطوفين أشخاص أبرياء لا يمتون باية صلة الى منطق الصراع”، ولكن “بين الثوار هناك العديد من الفصائل والجماعات، مما يؤدي الى تعقيد الامور” حسب رأيه

ونقلت الوكالة الفاتيكانية عن الأسقف أن “حالة الطوارئ المتعلقة بالمخطوفين ليست سوى جانب من عملنا ففي ظل الوضع الأكثر مأساوية من أي وقت مضى، أمضي معظم وقتي في لقاء النازحين وتعزية المصابين، والإهتمام بالمحتاجين”، ومن “واجبي كراع صالح، القيام بزيارة مراكز اللاجئين والنازحين والمستشفيات لتخفيف معاناة الشعب السوري، والإعراب عن التضامن مع الجميع دون استثناء، فهذه هي رسالة الكنيسة”، وأردف “نحن لا نميز بين المسيحيين والمسلمين السوريين”، مشيرا الى أن “تنسيق عمل جميع الكنائس التابعة لمختلف الطوائف، ينصب بشكل كبير على الحصول على مساعدات”، وذكر أن “العوائل الغنية في حلب انتقلت إلى لبنان أو إلى الساحل”، لكن “أكثر من نصف السكان ما يزال في المدينة وقد رفض مغادرة منازله، على الرغم من القتال”، وهذا “يزيد من عدد الضحايا” وفق تأكيده

وأوضح أسقف الموارنة أن “كنيستنا تقدم المعونات لأربعمائة وخمسين شخصا من مختلف الأديان والطوائف، نستضيفهم في مدرستين تابعتين لجماعتنا”، لافتا الى أن “المدارس والمساجد تستقبل اللاجئين وتقدم لهم المساعدات”، بينما “يقوم اليسوعيون بالتعاون مع راهبات الفرنسيسكان، بإعداد أكثر من ستة آلاف وجبة يوميا، يتم توزيعها على الأسر النازحة والموزعة في أماكن مختلفة”، وأشاد بـ”التضامن القوي بين المدنيين الذين يبكون ويعانون”، مشددا على أن “سوريا لا تمتلك مشكلة الطائفية”، وإختتم بالإعراب عن “الأمل والرغبة الأكبرين لدينا لا يمكنهما أن يكونان إلا السلام الذي نصلي لأجله بحرارة” على حد تعبيره

محاولة لاستدراك غياب النساء بالمجلس الوطني السوري قبل انتخاب الرئيس الجمعة

روما (8 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أرجع المجلس الوطني السوري المعارض غياب تمثيل المرأة في الأمانة العامة الجديدة التي تم انتخابها في وقت متأخر من الأربعاء في العاصمة القطرية الدوحة، إلى أن أصوات السيدات أنفسهن ذهبت لقوائم أخرى تخلوها النساء، وأشار إلى أنه سيتم توسعة المجلس ليضم سيدتين إلى هيئة المجلس خلال الساعات القليلة القادمة

ولم تنتخب الأمانة العامة للوطني السوري رئيساً للمجلس بعد، ومن المقرر أن يتم انتخابه وأعضاء المكتب التنفيذي غداً الجمعة، وفق بعض المصادر المواكبة لاجتماعات المجلس في الدوحة

وقد فاز بعضوية الأمانة العامة للمجلس 41 عضواً، خلال عملية اقتراع في الدوحة ليل الأربعاء الخميس، وغاب عن الأمانة العامة غالبية السياسيين المعارضين السوريين البارزين، كالرئيس الأسبق للمجلس برهان غليون والناطق باسمه جورج صبرا والنشطاء رياض سيف ونجاتي طيارة ورضوان زيادة ورديف مصطفى وغيرهم. ويتثمل في القيادة الجديدة الإخوان المسلمين بقوة، وضمت 18 عضواً جديداً بينهم 12 من الحراك الثوري داخل سورية، وحظي الشباب بالحصة الأعلى من التمثيل بمعدل 68.3 %

ويضم المجلس 425 عضواً، انتخبوا 41 عضواً للأمانة العامة، وسيختارون 12 عضواً للمكتب التنفيذي، أعلى سلطة في المجلس، والذي بدوره سيختار الرئيس الجديد له

والقائمة الكاملة لأعضاء الأمانة العامة الجديدة للمجلس تتألف من: إبراهيم ميرو، أحمد بكورة، أحمد رمضان، أحمد سيد يوسف، أسامة شربجي، بدر جاموس، بسام إسحاق، جمال الوادي، جمال الورد، حسين السيد، حسين العبد الله، حسين عبد الهادي محمد، خالد الصالح، خالد الناصر، خالد عبد الرحمن زيني، خليل الحاج صالح، زياد شفيق أبو حمدان، سالم عبد العزيز المسلط، سعيد لحدو، سليمان الحراكي، سمير نشار، سنان حتاحت، عبد الأحد اسطيفو، عبد الباسط سيدا، عبد الكريم آغا، عبيدة نحاس، عمار أبو خطاب، لؤي صافي، محمد أحمد عبيد، محمد الدغيم، محمد بسام يوسف، محمد حاج عبد الله، محمد فاروق طيفور، محمد وليد، مروان حجو، ملهم راتب الدروبي، مؤيد قبلاوي غزلان، نذير حكيم، هشام مروة، هيثم رحمة، واصل شمالي

ويتعرض المجلس الوطني لانتقادات شديدة، وفقد قدرا من شعبيته في الشارع السوري، نظرا لضعف أدائه بحسب مراقبين، كما أنه يرفض قيام وحدة من أي نوع مع قوى المعارضة السياسية السورية الأخرى بحجة أنه الممثل الوحيد أو الرئيسي للشعب السوري

لا مكان للهرب: موطن الرئيس بشار الأسد لم يعد مكانا آمنا للتراجع إليه

الإيكونومست

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لقد اعتادت أم حيان و هي أم في ال 48 من عمرها السفر مسافة 30 كم (19 ميل) من بيتها القابع بين التلال الشجرية في جبل التركمان إلى مدينة اللاذقية لشراء الملابس. و هناك تتجاذب أطراف الحديث مع الأصدقاء و تتوقف لشرب الشاي في العديد من القرى في طريق العودة. تقول :”إن الطريق ملئ الآن بنقاط التفتيش و ليس هناك تواصل فيما بيننا”. إن أصدقاءها من الطائفة العلوية الذين يشكلون ما نسبته 12% من سكان سوريا, و هي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد.

إن السوريين أصبحوا ينظرون إلى العلويين على أنهم القوة الدافعة خلف أساليب النظام القاسية في الحرب الأهلية, و لهذا أصبح العلويون يشعرون بعدم الترحيب بهم في العديد من أجزاء البلاد. و هذا الأمر أصبح موجودا حتى في اللاذقية. و هي المدينة التي تمتد على شاطئ البحر الأبيض, والتي كانت تتمتع بالهدوء حتى وقت متأخر.

بعض ضباط الأمن رفيعي المستوى قاموا بإرسال أسرهم إلى هذه المحافظة. و هذه المحافظة يمكن أن تكون المكان الأخير الذي يلجأ إليه النظام, ولكنها لا تبدو ملجأ آمنا هذه الأيام. لقد أحرز المتمردون تقدما في المحافظة المختلطة إثنيا منذ أن قاموا بتجميع القوات المحلية منذ عدة أشهر مضت. يقول أبو عدنان, من كتيبة حطين التي اتخذت مواقعها في بيت مهجور :”في اليوم الصافي يمكنك أن ترى اللاذقية من هنا. و هناك أيضا القرى العلوية”. مشيرا إلى المستوطنات التي تقع على بعد مئات الأمتار فقط.

على الرغم من أن جماعات التمرد صغيرة, و ضعيفة التسليح و تفتقر إلى التوحد إلا أن معرفتهم في تضاريس الجبال ساعدتهم في السيطرة على ثماني قرى علوية. و مع ارتفاع أعداد القتلى من كلا الطرفين و انقسام جبهات القتال إلى مستوطنات سنية و علوية, فقد أصبح من كانوا جيرانا في يوم من الأيام أعداء.

إن العداء مرشح للتفاقم. غالبية العلويين يرون الحرب بأنها انتفاضة إسلامية تشكل تهديدا لوجودهم. إن الوضع يزداد سوء مع تنامي التدين فيما بين المقاتلين, كما يقول أحد المحامين في المنطقة. إن الرجال في القرى العلوية يشكلون لجانا شعبية مسلحة. و بعضهم يظهر عليه خيبة الأمل من الأسد ويشعرون بالغضب مما يقولون أنه نقص في الحماية المقدمة لبيوتهم إضافة إلى مقتل العديد من أبنائهم المنخرطين في القوات المسلحة.

بعض المقاتلين يضعون أنظارهم بهدوء للسيطرة على القرداحة, موطن عائلة الأسد, و في النهاية السيطرة على اللاذقية. يقول أبو ريان و هو قائد مجموعة الهجرة إلى الله وهي جماعة إسلامية متمردة معتدلة ” إننا نريد العيش مع بعضنا اليوم وغدا و في المستقبل. و لكن مع هذا العدد الكبير من القتلى و المعذبين و المعتقلين من أقربائنا فإن القليل من الناس يشعرون بما أشعر به”.

إن العديد من السكان يشعرون بعدم الراحة. حسان, و هو والد دمر منزله الموجود على خطوط الجبهة الأمامية قلق من أن السكان المحليين قد يشهدوا مجازر كتلك التي حصلت في الحولة, هي قرية صغيرة قرب حمص قامت شبيحة النظام بقتل ما يقرب من 100 شخص من سكانها في شهر يونيو. وهناك رجل آخر يقول بأنه يخشى من القتل الانتقامي الذي قد يقوم به المتمردون. إن السنة في المنطقة يشعرون بالاستياء بسبب الامتيازات التي تقدم للعلويين من قبل النظام, بما فيها الخدمات العامة و المدارس ذات النوعية الأفضل. إن هذا الوضع يعود إلى أربعة عقود مضت عندما سيطر حافظ الأسد والد بشار على السلطة.

إن التوتر الطائفي لا زال محدودا بالمقارنة مع ما يحدث في المحافظات المجاورة في إدلب و حلب, حيث يجري القتال الضاري هناك منذ أشهر عديدة. العديد من المتمردين في اللاذقية ليبراليون نسبيا في رؤيتهم. يقول أبو عدنان وهو شخص حليق و قائد مجموعة حطين و قد كان يجلس مع مقاتليه قرب خط المواجهة عندما كانت طائرة مروحية تحوم في المنطقة :”إن قتالنا هو مع النظام, و ليس مع العلويين. إننا نعي أن هناك كما كبيرا من الضغط يمارس عليهم من قبل بشار”.

دراسة: “رعب الإبادة”… ذاكرة العلويين التاريخية وفهم همجيّة “الشبّيحة

نشر معهد”كارنيغي” الشهير لدراسات الشرق الأوسط مؤخراً مقالاً مطوّلاً يحاول إماطة اللثام عن الجذور المعقّدة للغضب المذهبي في سوريا، ويدرس بعمق “جذور الثورة السورية”، كما يتطرق لدور الأسد الأب والابن في تعميق خطاب الكراهية ومحاربة الحوار بين المذاهب وخلق جروح كبيرة بين معظم الطوائف السورية، كما تتحدث أن بعض الأقليات حملت إرث مؤسساتها العسكرية والاجتماعية ما عمَّق الهوة بين السوريين وعزز مشاعر الغضب المذهبي، بحسب ما ترجمته “زمان الوصل”.

صاحبة الدراسة الباحثة الأميركية ليندسي غيفورد أهدت تحليلها هذا للشهيد تامر العوام، المخرج والناشط السوري الذي استشهد في حلب في 9 أيلول 2012. وهي أكاديمية وباحثة في “مؤسسة العلوم الوطنية” في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وباحثة زائرة في جامعة سان فرانسيسكو

الجروح المذهبية

وتقول الباحثة بأن نظام الأسد تعامل مع الجروح المذهبية-الإثنية التي عانت منها سوريا تاريخياً مثل إقصاء الأكراد والانتفاضات الدرزية والإبادة الأرمنية والشتات الأرمني وطرد الفلسطينيين وتهميش الشيعة والتراجع السنّي، من خلال مزيج من السياسات التي أدّت – بصورة غير مفاجئة – إلى الرفع من شأن الأقلّية التي ينتمي إليها هذا النظام، وولّدت مناخاً مذهبياً أوسع نطاقاً تسوده حالات جنون الارتياب وعدم الثقة. هذا ولكي نتوصّل إلى فهم همجيّة ميليشيات الشبّيحة، يجب علينا التوقّف عند الذاكرة التاريخية للعلويين الذين عانوا من الفقر وسوء التنمية وهجرة العمّال والاعتماد على المؤسّسات الاستعمارية والعسكرية للاندماج الاجتماعي، وكانوا يُعدّون مواطنين من الدرجة الثانية. فمثل هذه الذكريات أدّى إلى جانب الخوف من مستقبل مجهول، إلى مقتل عشرات الآلاف من المواطنين السوريين خلال النزاع الحالي الذي تورّطت فيه شريحة كبيرة من الطائفة العلوية في سوريا خوفاً من تعرّضها للإبادة.

وصف النزاع بين سنة وعلويين ..تبسيط له

على الرغم من تبسيط النزاع ووصفه بأنه يدور بين السنّة والعلويين، يضمّ المجتمع السوري فسيفساء إثنية-مذهبية معقَّدة، وليس أيٌ من تلك المذاهب والإثنيات بمنأى عن نتائج الحرب الأهلية. فقد انفصل العلويون والدروز عن الإسلام الشيعي في القرون الوسطى، وأصبحت لهم ممارساتهم ومعتقداتهم الخاصّة، كما بات للدروز كتابهم المقدّس المعروف بـ”الحكمة”. ويتمركز الإسماعيليون السوريون (والإسماعيلية فرع تصوّفي أساسي في الإسلام الشيعي منتشر في مختلف أنحاء العالم) حول بلدة سلَمية. وتشمل المذاهب المسيحية الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والبروتستانت، ولاتزال بعض القرى المسيحية تتحدّث اللغة الآرامية. وتتداخل الإثنية واللغة والمذهب لدى مجموعات مثل الأرمن الذين ينتمون إلى الطائفة الأرثوذكسية الأرمنية، والأكراد الذين ينتمون في غالبيتهم إلى الطائفة السنّية لكنهم يتبعون أيضاً التقليد اليزيدي التوفيقي القديم. والجدير ذكره أنّ عدداً كبيراً من الطوائف والمذاهب في سوريا يقتصر على مجموعة قليلة من الأتباع – مثل الطائفتَين العلوية والدرزية – في حين أن مذاهب أخرى، مثل الطرق الإسلامية الصوفية، تملك تنظيماً هرميّاً مقصوراً على فئة معيّنة، مايجعل المعارف عن المعتقدات والممارسات في متناول قلّة مختارة فحسب.

الأسد حارب الحوار بين المذاهب

ومع انتقال الأقلّيات من الأطراف واندماجها في المركز خلال حكم الأسد، بدأ العلويون أكثر فأكثر ينظرون إلى أنفسهم على أنهم مسلمون ينتمون إلى التيّار الأساسي في الإسلام، وليسوا أقلّيات هرطقية – حتى إن العديد من الفتاوى الصادرة عن رجال دين كبار أقرّت بأنهم شيعة. ومع اندماجهم في المجتمع السوري الأوسع، راح العلويون (الذين يصفون أنفسهم تقليدياً بأنهم أصحاب معتقد ديني ليبرالي) يتبنّون تدريجيّاً مزيداً من الإجراءات التي تنسجم مع المعتقدات الإسلامية التقليدية – ومع تزايد الزيجات المختلطة بين العلويين والسنّة (في مؤشّر قوي عن الاندماج الاجتماعي، مع العلم بأنها لم تكن موجودة من قبل في المنطقة)، حيكت العلاقات بين الطائفتَين بخيوط من الضغينة والتضامن على حد سواء.

ولسوء الحظ، تصادمت سياسات عدّة خلال عهد الأسد، ما أدّى إلى تفاقم الهشاشة المحتملة للعلاقات بين الطوائف والمذاهب. فقد كان الحوار المفتوح عن التفاعلات المذهبية محظوراً،وكان النظام يسيطر على كل وسائل النقاش العام من خلال الإعلام التابع له والمؤسّسات الخاضعة للدولة مثل المساجد الحكومية ووزارة الثقافة.

وكان ممنوعاً على القياديين والناشطين والمفكّرين المستقلّين التكلّم عن العلاقات المذهبية – حتى لو كان الهدف توطيدها – وذلك من خلال آليات الإكراه الكثيرة التي تملكها الدولة.

ومن أبرز الشخصيّات العامة التي تعرّضت إلى عقاب شديد بسبب عملها من أجل الحوار بين المذاهب في ظل النظام، الأب باولو دالوليو من دير مار موسى (كاهن يسوعي إيطالي أصبح قيادياً في مجتمعه، وهو يعمل من أجل تعزيز العلاقات المسيحية-الإسلامية في الأعوام الثلاثين الماضية)، والشيخ جودت سعيد من الجولان السوري، فقد اعتُقِل الأول وطُرِد الثاني من البلاد. وتعرّض أتباعهما أيضاً إلى التوقيف والاضطهاد. والمفاجأة الأكبر هي اعتقال صلاح كفتارو، مدير مسجد أبو النور التابع للدولة (والذي يعتبره الناس الجامع الوطني)، ونجل مفتي سورية السابق أحمد كفتارو (توفّي عام 2004)، وسَجْنِه أخيراً في 29 يونيو 2009 بتُهَم متعدّدة، منها تعاونه مع قادة مسيحيين ودوليين في مجال التسامح الديني (أطلق سراحه 26 أغسطس 2010). طوال سنوات، سمح النظام بمثل هذه النشاطات لابل وافق عليها، لكنها باتت تطرح تحدّياً أيديولوجياً كبيراً. وكذلك مُنِعَت المؤسّسات المجتمعية المستقلّة ذاتياً من التطرّق إلى مسألة العلاقات المذهبية. وقد اعتبر النظام أنه يكفي الاعتماد على البعثيين والأقسام التابعة لهم للحفاظ على سلامة العلاقات بين الطوائف والمذاهب. في الواقع، وضع نظام الأسد طوال سنوات حكمه عراقيل شديدة أمام قيام علاقات متمدِّنة بين المذاهب، والسبب تحديداً هو أن الدولة أخضعت المؤسّسات العابرة للطوائف والمذاهب التي كانت تتمتّع بالحيوية في السابق، مثل نقابات العمال والنقابات الطالبية والنسائية، واستوعبتها تحت راية الحزب. وبدلاً من التعامل مع التشنّجات المذهبية بطريقة إيجابية وبنّاءة، تهرّب النظام عمداً من مواجهة المسألة مستخدماً تصريحات وممارسات سياسية سطحية. وكان المسؤولون يحرصون على التملّق في الكلام عن الانسجام المذهبي في الحملات الانتخابية المحلّية والحفلات الموسيقية التي تُنظَّم في الأعياد برعاية الدولة وتجمع بين مذاهب متعدّدة، لكن هذه المسألة الاجتماعية الجدّية التي تستحقّ أن تكون موضوعاً للنقاش العام والنشاط الاجتماعي المستمرّ، كانت محظورة في الميدان العام.

الكراهية خطاب مقبول في عهد الأسد

كانت هذه التشنّجات بمثابة “سرّ عام” حرِص نظام آل الأسد على صونه جيداً: كان الجميع يعلم بوجودها لكن كان ممنوعاً التكلّم عنها. في المقابل، تتحوّل الكراهية المذهبية خطاباً عاماً مقبولاً في أوساط اللاجئين، والنازحين في الداخل، والمقاتلين في الجانبَين. أما بالنسبة إلى الآخرين مثل نظام الأسد وجيشه، والجيش السوري الحرّ، وحتى المجلس الوطني السوري، فتدور هذه النقاشات خلف أبواب مغلقة ولاتتّخذ طابعاً رسمياً.

وقد أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” في الآونة الأخيرة أن الأولاد السوريين في مخيّمات اللاجئين ينظرون إلى النزاع من منظار مذهبي شديد الوضوح، ويسعون إلى الثأر لإخوتهم السنّة عبر الانتقام من العلويين. يشتبه عمّال الإغاثة في أن العلويين في المخيّمات يخفون هويتهم الحقيقية خوفاً على حياتهم. وتُجَرّ مجموعات مذهبية-إثنية أخرى إلى المستنقع أيضاً: فقد وُصِفَت التفجيرات بالسيارات المفخّخة التي شهدتها أخيراً في 28 أغسطس ضاحية جرمانا ذات الأكثرية الدرزية، بأنها محاولات صفيقة لزرع المخاوف بين الطوائف والمذاهب، والتحريض على تشكيل ميليشيات درزية تسعى إلى الحفاظ على الطائفة الدرزية. ونظراً إلى التنظيم الهش للمؤسّسات، يصعب كثيراً سماع الأصوات التي تطالب بتوحيد سوريا، إذ تطغى عليها أصوات المجموعات ذات التفكير المذهبي المتجذِّر.

الأقلّيات تحمل إرث مؤسساتها العسكرية

تحمل الأقلّيات الإثنية-المذهبية في سوريا إرث مؤسّساتها السياسية والعسكرية والاجتماعية التي تمتّعت تاريخياً بالاستقلال الذاتي وكانت تنضوي ضمن مناطق جغرافية معيّنة، الأمر الذي جعل منها قوى اجتماعية تنظيمية – حتى في أوساط مَن لايلتحقون تماماً بمنظومة المعتقدات في المجموعة التي ينتمون إليها.

 من غير المفاجئ أنه كلما كان يحدث فراغ في السلطة في سوريا، كانت سياسة الهوية تؤدّي في معظم الأحيان دوراً أساسياً في توليد الأيديولوجيات والجهات الفاعلة والهيكليات التي تظهر لملء الفراغ. ولذلك لدى المقاتلين الأساسيين مصلحة استراتيجية في التنبّؤ بوقوع “ويلات مذهبية” وتصديق هذه التنبؤات – وهي ليست بالضرورة حتمية كارثية، بل إنها وسيلة سردية تصبّ في مصلحة المجموعات العَلَوية والسنّية.

يشير تاريخ المنطقة إلى أن المذهب سيستمرّ في التنافس مع العلمانية على الساحة السياسية أثناء العمل للتوصّل إلى تسوية أياً كانت، لكن يبقى أن نرى إذا كان المذهب سيتمأسس أكثر فأكثر من خلال دستور جديد (كما في لبنان)، أم سيُستعمَل لتوزيع المغانم السياسية بطريقة غير متساوية (كما في الترويكاالعراقية). في الوقت نفسه، من المهم الإشارة إلى أن المذهبية ليست سوى واحد من الأسباب التي تقف خلف العنف الشديد الذي تتّسم به الحرب الأهلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى