أحداث الاثنين 06 نيسان 2015
سورية: اشتباكات عنيفة في مخيم اليرموك بين «داعش» وفصائل أخرى
رام الله – رويترز
قال مسؤول فلسطيني اليوم (الإثنين)، إن مخيم «اليرموك» في سورية يشهد إشتباكات عنيفة منذ ساعات الفجر بين تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والقوات التي تدافع عن المخيم.
وأوضح رئيس «الدائرة السياسية لمنظمة التحرير» في سورية أنور عبدالهادي، لإذاعة «صوت فلسطين» أن «اشتباكات قوية تدور هناك منذ الفجر بين تنظيم داعش ولجان الفصائل وقوات الدفاع الوطني ومن بقي من قوات أكناف بيت المقدس».
وأضاف أن «الأهالي في المخيم محاصرون وقناصو التنظيم يمنعونهم من الخروج من المخيم كي يستخدموهم دروعاً بشرية. نحن نسعى بكل الوسائل إلى فك الحصار عنهم وتأمين خروجهم، خصوصاً أننا يهمنا الحفاظ على حياتهم أكثر من الحجر». مشيراً إلى أن «أمس وأول من أمس استطعنا أن نخرج 400 عائلة من المخيم الذين استطاعوا الوصول إلى الممرات الآمنة»، موضحاً أنه «تم تحقيق تقدم بنسبة 30 إلى 40 في المئة في سيطرة القوات التي تدافع عن المخيم».
وأكد عبدالهادي أن «داعش موجود في جنوب وشرق المخيم ووسطه أما اللجان الشعبية في شرق وشمال المخيم».
وحول عدد من بقي في المخيم قال: «يترواح العدد بين عشرة إلى 12 الف في أقصى حد بين فلسطينيين وسوريين، وعدد الفلسطينيين تقريباً لا يتجاوز تسعة آلاف»، مضيفاً: «نحن نعمل من أجل حمايتهم من القتل الذي يمارسه داعش عدد القتلى 21 والمختطفون حوالى 80 ما بين شاب وفتاة».
ويتوجه إلى سورية اليوم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني مبعوثاً للرئيس الفلسطيني، وقال مجدلاني إلى إذاعة «صوت فلسطين» صباح اليوم إنه سيلتقي بمسؤولين سوريين لبحث الوضع في المخيم.
«النصرة» تتراجع عن دعم «داعش» في اليرموك
لندن – ابراهيم حميدي
رام الله – «الحياة»، أ ف ب – أعلنت «جبهة النصرة» امس تراجعها عن دعم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مخيم اليرموك جنوب دمشق وسط مناشدات لـ «حماية» اللاجئين الفلسطينيين بعد سيطرة «داعش» على معظم المخيم وسقوط 13 «برميلاً» عليه أمس، في وقت كثفت القوات الحكومية غاراتها على البنية التحتية في مدينة إدلب وعلى أطراف قاعدة عسكرية لوقف تقدم المعارضة في شمال غربي البلاد. وتنطلق اليوم الجلسة الثانية من «منتدى موسكو» لمناقشة جدول أعمال يتضمن إشارة إلى بيان «جنيف- 1»، بمشاركة 30 معارضاً ليس بينهم قادة عسكريون بعد رفض النظام هذا الاقتراح. (للمزيد)
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بإلقاء «مروحيات النظام 13 برميلاً متفجراً على مخيم اليرموك، الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة و «أكناف بيت المقدس» ومقاتلين داعمين لها من فصائل إسلامية من جهة أخرى»، حيث تم إجلاء ألفي مدني من المخيم. وأعلنت «جبهة النصرة» في بيان أنها «تقف على الحياد» بعدما كانت قاتلت الى جانب «داعش»، ما يُعتقد أنه جاء نتيجة وساطات إقليمية. كما انسحبت «النصرة» من معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وأُعلن تعيين أحد قادة «الجيش الحر» لحراسة المعبر.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى «محاولة إيجاد حل» لحماية الفلسطينيين في اليرموك، فيما أكد رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل «تحييد المخيم وكل المخيمات الفلسطينية، وإبعادها من تطورات الأزمة السورية المؤلمة، وإنقاذ المخيم في شكل عاجل».
في شمال غربي البلاد، قال ناشطون إن صراعاً غير مباشر يجري بين النظام وفصائل المعارضة على الوجه المدني في إدلب بعد سيطرة «جيش الفتح» عليها قبل أيام. وقالت مصادر مطلعة إن النظام «أنذر جميع الموظفين بترك أعمالهم والالتحاق بمحافظات أخرى» خاضعة لسيطرته بالتزامن مع شن «86 غارة». وأوضح مرهف دويدري، الناشط السوري من إدلب، أن «القصف بدأ باستهداف المستشفيات، منها الهلال الأحمر والمستشفى الوطني، وأخرجت هذه المستشفيات من الخدمة، إضافة الى قصف مستشفى الحياة. وطاول القصف الحي الشمالي وحي الشيخ ثلث وأبنية قريبة من قصر المحافظة». وأفيد بشن غارات على أطراف «معسكر الطلائع» بين إدلب وأريحا، لوقف تقدم المعارضة التي بدأ قادتها بـ «بحث فتح معارك أخرى لإشغال قوات النظام، ومواصلة التقدم نحو المعسكر».
واحالت «النصرة» اثنين من قياديها إلى القضاء لانهما وصفا المسيحيين في ادلب بـ «الإخوة» في مخالفة لـ «الولاء والبراء»، بالتزامن مع اغلاق طلب الجبهة وقف اذاعة في ريف ادلب.
سياسياً، يشارك في «منتدى موسكو-2» حوالى ثلاثين معارضاً بينهم المنسق العام لـ «هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي» حسن عبدالعظيم ورئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل ورئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ورئيس «منبر النداء الوطني» سمير العيطة، مقابل مقاطعة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هذه الاجتماعات. وينضم وفد الحكومة برئاسة ممثل سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري الى الحوار بعد غد، على أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بجميع المشاركين.
وقال جميل لـ «الحياة» إن الجلسة الثانية تختلف عن الأولى، إنها تتضمن مناقشة جدول أعمال للحوار اقترحه منسق «منتدى موسكو» فيتالي نعومكين تضمن «مهمة القوى الوطنيّة المشاركة في مواجهة التحديات، بما فيها الإرهاب الدوليّ وتدابير بناء الثقة التي يُمكن اعتمادها من قبل الحكومة والمعارضة وأسس العمليّة السياسيّة، بما في ذلك أحكام بيان جنيف» الذي تضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية.
وقالت مصادر معارضة إن الحكومة السورية رفضت ثلاثة مقترحات، تقدم بها معارضون الى الجانب الروسي، بينها تأجيل «منتدى موسكو» الى ما بعد مؤتمر المعارضة في القاهرة نهاية الشهر، الذي باتت تدور شكوك حول انعقاده، ومشاركة قيادات عسكرية في الحوار، إضافة إلى رفض «إجراءات بناء ثقة مثل فتح ممرات إنسانية ووقف القصف».
لكن جميل قال إن الجانب الروسي أبلغ معارضين خطيا أن النظام قال إنه اطلق سراح 683 معتقلاً في «مبادرة حسن نية قبل حوار موسكو»، لافتا إلى «ضرورة عدم وضع العربة قبل الحصان، ذلك أن إجراءات بناء الثقة تأتي بعد اللقاء التشاوري وقبل انعقاد جنيف- 3». وأضاف أن الجلسة الثانية تتضمن إصدار توصيات بناء على مناقشة مبادئ وجدول أعمال اقترحها المنسق الروسي.
إخراج نحو ألفي شخص من مخيم «اليرموك» في دمشق بعد سيطرة «داعش»
دمشق – أ ف ب
أعلنت “منظمة التحرير الفلسطينية” اليوم الأحد إخراج حوالى ألفي شخص من سكان مخيم “اليرموك” للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق باتجاه أحد الأحياء المجاورة، وذلك بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على أجزاء واسعة من المخيم إثر هجوم بدأه الأربعاء.
وقال رئيس الدائرة السياسية للمنظمة في دمشق أنور عبدالهادي “فتحنا معبراً آمناً من بيت سحم والبلدية، وتمكّنا عبرهما من إخراج حوالى 400 عائلة أي نحو ألفي شخص من مخيم اليرموك في اليومين الأخيرين”، موضحاً أنه تم “إيداع السكان في مراكز إيواء في منطقة الزاهرة المجاورة”.
“داعش” يفجر رابع كنيسة آشورية في الحسكة
إجلاء 400 عائلة من مخيم اليرموك
أعلنت “منظمة التحرير الفلسطينية” في دمشق إخراج حوالي ألفي شخص من سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية خلال اليومين الماضيين باتجاه أحد الأحياء المجاورة، وذلك بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” على أجزاء واسعة من المخيم.
وقال رئيس الدائرة السياسية للمنظمة في دمشق أنور عبد الهادي: “فتحنا معبراً آمناً من بيت سحم والبلدية، وتمكنا يومي الجمعة والسبت الماضيين بمساعدة الحكومة السورية ومنظمات إغاثة من إخراج نحو 400 عائلة، أي ما يقارب ألفي شخص إلى حي الزاهرة المجاور”.
وأضاف عبد الهادي أنه “تم إيداع السكان في مراكز إيواء في منطقة الزاهرة، وقدمت إليهم الاحتياجات اللازمة، كما تم إسعاف نحو 25 جريحاً إلى مشفى المجتهد ومشفى يافا”.
ولاحقاً، اكد هادي استمرار عمليات الاجلاء، لافتاً الى ان عدداً من سكان المخيم باتوا موجودين في حي يلدا المجاور وينتظرون نقلهم الى مراكز ايواء.
من جهته، قال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) كريس غينيس في بيان إن “94 مدنيأً، بينهم 43 امراة وعشرون طفلأً، تمكنوا من الهرب من المخيم صباح الاحد بعد اشتباكات عنيفة ليلاً”.
بدورها، اشارت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” الى “خروج نحو الفي شخص من سكان المخيم هربا من ارهاب تنظيمي داعش وجبهة النصرة الى مراكز ايواء جهزتها الحكومة السورية فى حيي التضامن والزاهرة”.
ونقلت الوكالة عن وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط تأكيدها “التزام الحكومة بتأمين خروج جميع المحاصرين من قبل التنظيمات الارهابية في مخيم اليرموك، ولا سيما الاطفال والنساء”.
وقال مصدر امني سوري إن “الجيش عزز وجوده حول المخيم واليقظة تامة لوضع حد لاي تطور”، لافتاً الى انه “لا قرار بالدخول الى المخيم بشكل مباشر” في موازاة تأكيده “التعامل مع اي هدف ارهابي اينما كان”.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجلاء مدنيين من مخيم اليرموك بعد اقتحامه يوم الأربعاء الماضي من قبل مسلحي “داعش”.
ويسيطر التنظيم الإرهابي، بحسب عبد الهادي، على وسط المخيم والمنطقة الغربية الجنوبية، فيما يسيطر مسلحو “أكناف بيت المقدس”، وهو فصيل فلسطيني قريب من حركة “حماس” على المنطقة الشمالية الشرقية.
ونشر التنظيم المتطرف اليوم الأحد صوراً لمقاتليه داخل المخيم، كما عرض أيضاً صورة 13 رجلاً راكعين ووجوههم إلى الحائط. وكتب تحت الصورة أنهم مقاتلون من جماعة “أكناف بيت المقدس”. من جهته، أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” خروج المئات من سكان المخيم في اليومين الأخيرين، مشيراً إلى استمرار الاشتباكات العنيفة بين “داعش” و”أكناف بيت المقدس التي اسفرت عن مقتل 26 شخصاً على الأقل من مدنيين ومسلحين من الطرفين منذ بدء الهجوم”.
من جهة ثانية، أعلنت “الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان” تفجير “داعش” اليوم الأحد كنيسة داخل بلدة آشورية في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وقالت الشبكة في بيان إن “تنظيم الدولة الإسلامية فجر كنيسة السيدة العذراء في بلدة تل نصري عند التاسعة من صباح اليوم الأحد الذي يصادف عيد الفصح لدى المسيحيين” الذين يتبعون التقويم الغربي.
بدوره، أشار “المرصد” إلى سماع دوي انفجار في محيط الكنيسة، لافتاً إلى تصاعد أعمدة الدخان من الكنيسة نتيجة حرق التنظيم أجزاء منها.
وكان “داعش” شن في 23 شباط الماضي هجوماً استهدف منطقة الخابور التي تضم 35 بلدة آشورية وتمكن من السيطرة على 14 بلدة وفق “المرصد”، بينها تل نصري. ودفع الهجوم الآلاف من سكان المنطقة إلى النزوح، خصوصاً بعد اعتقال التنظيم 220 آشوريا، لا يزال يحتجز 212 منهم وفق “الشبكة”.
وقال مدير الشبكة الآشورية أسامة إدوار إن “البلدة اليوم خالية تماماً من سكانها الذين نزحوا بعد دخول التنظيم إليها في السابع من آذار الماضي، واتخاذه الكنيسة المشيدة في العام 2004 مقراً له”، لافتاً إلى أن “هذه الكنيسة الرابعة التي يفجرها التنظيم منذ سيطرته على منطقة الخابور، والتي تعرضت بلداتها وقراها لعمليات سلب ونهب وتدمير”.
ويشهد محيط البلدة وفق “المرصد” اشتباكات منذ أسابيع بين تنظيم “داعش” من جهة، ووحدات “حماية الشعب الكردي” مدعومة بقوات “حرس الخابور” و”المجلس العسكري السرياني” من جهة أخرى.
وقالت الشبكة إن مقاتلي التنظيم الإرهابي “زرعوا محيط البلدة بالألغام المتفجرة لمنع القوات المشتركة من دخولها”، لافتة إلى مقتل عدد من عناصرها أثناء محاولتهم الدخول صباحاً إلى البلدة.
ووصفت الشبكة استهداف الكنيسة بـ”جريمة حرب وفق توصيف القانون الدولي الإنساني الذي يمنع استهداف المنشآت الدينية أثناء الصراعات المسلحة لأي سبب كان”.
(أ ف ب، رويترز)
مرض قاتل يؤدي إلى تآكل اللحم يفتك بعناصر تنظيم الدولة الاسلامية
لندن- في حين فتك عناصر داعش بمدينة الرقة الواقعة شمال وسط سوريا منكلين بسكانها ومروعين من بقي في المدينة، وفارضين قوانينهم ونفذوها بحد السيف والذبح والإعدامات الميدانية، أصيب المئات منهم بمرض جلدي فتاك يؤدي إلى تآكل اللحم، حسب ما ذكره موقع (العربية نت).
ويبدو أن هذا المرض الذي يطلق عليه تسمية داء الليشمانيات، بدأ ينتشر بسرعة ويتفاقم جراء عدم تمتع الأطباء المحليين بالخبرة الكافية للتعامل مع المرض، يضاف إلى ذلك رفض بعض الدواعش تلقي العلاج لأسباب عقائدية.
الخبر الذي تناقلته مطلع شهر أبريل العديد من الصحف البريطانية (منها الميرور والصن والإكسبرس) لينتشر بعدها بشكل أوسع، أشار إلى أن الوضع يتفاقم في الرقة بسبب التلوث وعدم مراعاة شروط النظافة الشخصية لدى مقاتلي داعش. وقد أفيد حتى الآن بإصابة المئات من الدواعش به.
أما عن تفاصيل المرض فتسببه طفيليات، وينتقل عن طريق لدغة أنواع معينة من ذبابة الرمل، كما ينتشر في البلدان التي يعاني سكانها من الفقر وسوء التغذية والتصحر.
وتوجد أنواع مختلفة منه، وبوسعه التسبب في قرحات جلدية وحمى، وانخفاض في معدل كريات الدم الحمراء، وتضخم الطحال والكبد، ما يؤدي إلى الموت إذا لم يقدم العلاج المناسب له.
نيويورك تايمز: أوباما يقوله إنه سيجري “حوارا صعبا” مع حلفاء عرب بشأن الأمن
واشنطن- (رويترز): قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه سيجري “حوارا صعبا” مع حلفاء الولايات المتحدة العرب في الخليج سيعد خلاله بتقديم دعم أمريكي قوي ضد الأعداء الخارجيين لكنه سيقول لهم إنه يتعين عليهم معالجة التحديات السياسية الداخلية.
وفي مقابلة مع توماس فريدمان الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز نشرت يوم الأحد إنه سيبلغ دول الخليج بأنه يتعين عليها أيضا أن تكون أكثر فعالية في معالجة الأزمات الاقليمية.
وقال في المقابلة التي أجريت يوم السبت “أعتقد انه عند التفكير فيما يحدث في سوريا على سبيل المثال فهناك رغبة كبيرة لدخول الولايات المتحدة هناك والقيام بشيء.”
“ولكن السؤال هو: لماذا لا نرى عربا يحاربون الانتهاكات الفظيعة التي ترتكب ضد حقوق الانسان أو يقاتلون ضد ما يفعله (الرئيس السوري بشار) الأسد؟.”
وقال أوباما الأسبوع الماضي إنه سيلتقي مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الست هذا الربيع في منتجع كامب ديفيد خارج واشنطن لمناقضة قضايا منها مخاوف هذه الدول بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
وقال أوباما إنه يريد أن يناقش مع الحلفاء في الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة وطمأنتهم على دعم الولايات المتحدة لهم في مواجهة أي هجوم من الخارج.
وأضاف “هذا ربما يخفف بعضا من مخاوفهم ويسمح لهم باجراء حوار مثمر بشكل أكبر مع الإيرانيين.”
لكن أوباما قال إن أكبر خطر يتهددهم ليس التعرض لهجوم محتمل من إيران وإنما السخط داخل بلادهم بما في ذلك سخط الشبان الغاضبين والعاطلين والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم.
وقال ولذلك ومع تقديم دعم عسكري ينبغي على الولايات المتحدة أن تتساءل “كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلاد حتى يشعر الشبان السنة أنهم لديهم شيئا آخر يختاروه غير (تنظيم الدولة الإسلامية).”
“هذا حوار صعب نجريه لكن ينبغي علينا المضي فيه.”
مخيم اليرموك في سوريا.. خمسة آلاف أسرة فلسطينية بلا مياه أو غذاء يتهددها الموت
غزة- الأناضول: سيطر تنظيم “داعش”، على نحو 70% من مساحة مخيم “اليرموك” للاجئين الفلسطينيين (جنوبي العاصمة السورية دمشق)، فيما تتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك وسط غياب متطلبات أساسية من مياه وغذاء ودواء، ما يهدد حياة 5000 أسرة تقيم بالمخيم، بحسب محمد نجمة أحد الناشطين المحليين في المخيم.
وقال نجمة، الذي تمكن من الخروج من المخيم ويقيم في منطقة ملاصقة تماما له، في حديث لوكالة الأناضول عبر الهاتف: إن “مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي سيطروا بشكل كامل على 70% من مساحة مخيم اليرموك (التي تبلغ 2 كم مربع) بعد أن تمكنوا من اقتحامه من منطقة (الحجر الأسود) الواقعة جنوبي المخيم والاشتباك مع عناصر أكناف بيت المقدس″.
وأضاف نجمة، الذي قال إنه يتواصل عبر الانترنت والهاتف الثابت على مدار الساعة مع فلسطينيين يقيمون في المناطق التي تسيطر عليها داعش داخل مخيم اليرموك، إن “المخيم قبل اقتحامه كان محاصرا لمدة 700 يوم (قرابة عامين) من قبل جيش النظام السوري، ولكن خلال هذه الفترة كانت بعض المساعدات الغذائية المحدودة والمياه تدخل إليه على فترات متقاربة ولكن قبل خمسة أيام توقف دخول المساعدات بسبب اقتحام المخيم من مقاتلي داعش”.
وأوضح أن سكان المخيم البالغ عددهم حاليا نحو 18 ألف نسمة بما يعادل 5 آلاف أسرة، يعيشون في ظروف مأساوية للغاية بدون ماء أو غذاء أو دواء منذ خمسة أيام، مشيرا إلى أن مقاتلي “داعش” يقنصون كل من يخرج من منزله في المناطق التي يسيطرون عليها لذك لا يستطيع السكان الحصول على الماء أو الغذاء خشية من قنصهم.
ولفت إلى أن مقاتلي التنظيم المتشدد قتلوا أحد سكان المخيم قنصا صباح اليوم الأحد بعد أن خرج من منزله للحصول على الماء لأفراد أسرته.
وبسبب انقطاع الكهرباء بشكل كامل، تقتصر وسائل الاتصال مع الناشطين الشباب في داخل مخيم اليرموك، على الهاتف الثابت، وشبكة الإنترنت، حيث تمكن بعض الشباب من الحصول على “بطاريات” “ومولدات كهربائية” يستخدموها لتشغيل بعض أجهزة الكمبيوتر، وشحن الهواتف المحمولة، بشكل مقنن للغاية، كما يقول الناشط نجمة.
الناشط الفلسطيني نجمة، قال إن مسلحي “داعش” ذبحوا شخصين من سكان المخيم، دون أن يتم التعرف على هويتهما حتى الآن، مضيفا أن مطالب “داعش” تتمثل بتسليم أهالي المخيم لأبنائهم الذين ينتمون إلى “أكناف بيت المقدس″ (وهو تنظيم معارض للنظام السوري)، ومبايعة التنظيم والالتزام بتعليماته.
وفيما يتعلق بخلفية العداء بين تنظيمي “داعش” و”أكناف بيت المقدس″، قال الناشط نجمة: إن “عشرات من عناصر داعش كانوا يتواجدون في مخيم اليرموك قبل ثمانية أشهر، وبسبب خلافات مع عناصر أكناف بيت المقدس وقعت اشتباكات مسلحة بين التنظيمين وتم طرد مقاتلي داعش إلى منطقة تسمى (الحجر الأسود) وهي متاخمة للمخيم من الناحية الجنوبية”.
وأوضح أن عناصر التنظيم تمركزوا في منطقة “الحجر الأسود” وعملوا على زيادة عددهم إلى أن بلغوا قرابة الألف مقاتل، وكانوا يشتبكون مع جيش النظام السوري الذي يسيطر على المناطق القريبة من منطقة “الحجر الأسود” بين الفينة والأخرى.
وحول طريقة اقتحام مخيم اليرموك، قال نجمة: “لدينا معلومات مؤكدة تشير إلى أن مقاتلي داعش اتفقوا مع عناصر (جبهة النصرة) التي كانت تسيطر على المناطق الجنوبية لمخيم اليرموك، واقتحموا المخيم من المنافذ الجنوبية للمخيم”.
وأوضح نجمة أن التحضير لاقتحام المخيم كان يتم منذ أكثر من شهرين بالاتفاق الكامل بين “داعش” و”جبهة النصرة”.
ومما يؤكد التعاون بين “جبهة النصرة” و”داعش”، بحسب نجمة، أن عناصر “داعش” دعت عبر مكبرات الصوت مقاتلي “أكناف بيت المقدس″ إلى تسليم أنفسهم إلى “جبهة النصرة” التي لا زالت تسيطر على 10% من المخيم.
وفيما يتعلق بخارطة توزيع المناطق التي تسيطر عليها “داعش” و”جبهة النصرة” و”أكناف بيت المقدس″، قال نجمة إن داعش تسيطر على المناطق الجنوبية والوسطى للمخيم بنسبة 70% من مساحته التي تبلغ 2 كم مربع، بينما تسيطر “أكناف بيت المقدس″ على 20% من المناطق الشمالية، فيما تفصل بين المنطقتين منطقة تقدر بـ 10% من مساحة المخيم وتتبع لسيطرة “جبهة النصرة”.
وحول مطالب أهالي المخيم، قال نجمة: إن “سكان المخيم يناشدون بشكل متواصل فتح ممرات آمنة ليخرجوا من المخيم وجزء كبير من هذا الأمر مرتبط بيد جيش النظام السوري فهو يسيطر على المنافذ الشمالية للمخيم ويمكنه فتحها ليسهل مغادرة الآلاف من السكان المدنيين”.
وكان مسلحو تنظيم “داعش” دخلوا مخيم اليرموك، الأربعاء الماضي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين كتائب “أكناف بيت المقدس″، أحد فصائل المعارضة السورية، تسببت في وقوع جرحى من الجانبين، فيما أشار ناشطون محليون لوكالة للأناضول إلى أن الوضع الإنساني للمخيم “سيء للغاية” مع استمرار الاشتباكات.
وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك الذي يقطنه غالبية فلسطينية منذ نحو 3 سنوات.
ويعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، ويبعد عن مركز مدينة دمشق نحو (10) كم، وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، دفعت الأحداث ما لا يقل عن (185) ألفا من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم، والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سورية، أو اللجوء إلى دول الجوار.
تسجيل مصور: النظام السوري يستهدف مخيم “اليرموك” بالبراميل المتفجرة
عمان- الأناضول: استهدف النظام السوري في ساعة متأخرة من مساء الأحد مخيم “اليرموك” للاجئين الفلسطينيين، في العاصمة السورية دمشق، بالبراميل المتفجرة، بحسب تسجيل مصور.
وأظهر تسجيل مصور قصير حصلت عليه وكالة الأناضول من شاهد عيان، سقوط برميلين متفجرين على المخيم، في حين لم يتسن معرفة ما خلفاه من جرحى وقتلى بين أهالي “اليرموك”.
وبحسب الشاهد الذي أبلغ وكالة الأناضول، خلال اتصال هاتفي بأنه على تواصل مع العديد من الأشخاص داخل المخيم نظرا لقربه منه، فإن المخيم “يشهد في هذه اللحظات هدوءً نسبيا.
وأضاف المصدر أن النظام السوري سمح في وقت سابق اليوم لعشرات العائلات بالخروج من المخيم ووضعهم في مراكز إيواء مؤقتة.
وكان مسلحو “داعش” دخلوا مخيم اليرموك (جنوبي العاصمة السورية دمشق)، الأربعاء الماضي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين كتائب أكناف بيت المقدس، تسببت في وقوع قتلى وجرحى من الجانبين، فيما أشار ناشطون محليون لوكالة للأناضول إلى أن الوضع الإنساني للمخيم سيء للغاية مع استمرار الاشتباكات.
وقالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، اليوم الأحد، إن 13 مدنياً على الأقل قتلوا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق خلال الأيام الستة الماضية، فيما يعاني 20 ألفاً من سكان المخيم “أوضاعاً إنسانية غير مسبوقة”.
وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك الذي تقطنه غالبية فلسطينية منذ نحو 3 سنوات.
ويعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، ويبعد عن مركز مدينة دمشق نحو (10) كلم، وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد دفعت الأحداث ما لا يقل عن (185) ألفا من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم، والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أو اللجوء إلى دول الجوار
النظام السوري و»معارضة الداخل»: اجتماع موسكو لن يبحث قضايا خلافية
بيروت – أ ف ب: من المقرر أن تستضيف موسكو ابتداء من اليوم السادس إلى التاسع من الشهر الحالي محادثات تجمع ممثلين عن النظام السوري وقسم من معارضة الداخل ذات التمثيل المحدود، على أن تتصدر المسائل الإنسانية جدول الأعمال، وفق ما أعلن مشاركون في المؤتمر.
وتهدف روسيا، الحليف التقليدي للرئيس بشار الأسد، من خلال هذا اللقاء إلى تكريس إطار للمحادثات على أمل ان تتمكن في نهاية المطاف من توسيعه ليضم معظم مكونات المعارضة.
ويقول الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (ايريس) في باريس كريم بيطار «لا يمكن توقع كسر الجمود السياسي (…) لا يبدو النظام مستعدا بعد لتقديم تنازلات، وحتى المعارضين الذين يتساهل معهم نوعا ما يتعرضون لمضايقات تمنعهم من المشاركة في هذه المحادثات».
وأفشل النظام، الذي يوفد مندوبه لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري كممثل عنه بعد مشاركته في لقاء موسكو الأول، نهاية شهر كانون الثاني/ يناير، جهودا بذلتها موسكو لنيل موافقة أبرز مكونين في معارضة الداخل على المشاركة في الاجتماع.
ومن المقرر ان تنضم هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي، أبرز هيئات المعارضة في الداخل والتي يرأسها حسن عبدالعظيم، إلى لقاء موسكو إلى جانب ممثلين عن المعارضة القريبة من النظام.
ويوضح عضو المكتب التنفيذي في الهيئة يحيى عزيز أنه على رأس جدول أعمال الوفد في موسكو «بحث الملف الإنساني، ومن الناحية السياسية البحث في مخرجات من أجل إحياء مؤتمر جنيف»، في إشارة إلى المفاوضات التي جرت بين وفدين من النظام والمعارضة العام الماضي في جنيف برعاية الأمم المتحدة من دون أن تسفر عن نتيجة.
ويؤكد مصدر قريب من وفد النظام الأمر ذاته ويقول «لن تبحث إلا المواضيع غير الخلافية والتي يمكن التوصل إلى توافق بشأنها».
وتسعى روسيا وفق بيطار على الرغم من محدودية تمثيل المعارضة إلى «المساهمة في استعادة نظام الأسد لمكانته، والتموضع كقوة أساسية عندما يصبح المناخ ملائما للتوصل إلى حل دبلوماسي دولي».
ورفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المدعوم من الغرب وتركيا دعوة موسكو، معتبرا أن الهدف من المحادثات إنقاذ النظام.
إلى ذلك أعلن «تيار بناء الدولة السورية» المعارض من الداخل السوري أمس الأحد عدم مشاركته في الجولة الثانية من لقاء موسكو، مرجعا ذلك لعدم رفع السلطات منع السفر عن رئيس التيار لؤي حسين.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال لمبعوث روسي مطلع الأسبوع الحالي إنه يجب الاتفاق على جدول أعمال لإنجاح الجولة الثانية من الحوار في موسكو، ما يحدد منهجية العمل، وذلك بعد يوم من إعلان «الائتلاف الوطني» السوري المعارض اعتذاره عن المشاركة في الجولة الثانية.
ومن المزمع أن يشارك وفد من الحكومة للحوار مع وفد يمثل بعض القوى المعارضة في الداخل، من بينها «هيئة التنسيق» وشخصيات من أحزاب صغيرة وشخصيات تقول إنها مستقلة.
النظام السوري جعل مساجد حماة مراكز لبيع الغاز والمؤذنون وكلاء توزيع!
الإعلان عن بيعها في اليوم أكثر من النداء على الصلاة في أسبوع
حماة (سوريا) – «القدس العربي» من أمير عبد القادر: بعد توالي أزمات الغاز على المدن السورية والازدحام الكبير على مراكز التوزيع في الأحياء، قامت لجان الأحياء في الفترة الأخيرة باختراع طريقة جديدة لتوزيع الغاز عن طريق النداء عليه في المساجد، وهذا ما حوّل المساجد في نظر الكثيرين إلى مراكز للبيع، الأمر الذي أدى إلى استياء كبير بين الناس.
قبل الثورة كان الغاز يباع في سوريا في المحال العادية، إضافة إلى مراكز توزيع معتمدة في بعض الأحياء، ومع ظهور أزمات الغاز خلال الثورة لم يعد الغاز متوفراً سوى في المراكز الحكومية، أو في السوق السوداء بأسعار مضاعفة. ونشأت عن ذلك ازدحامات كبيرة أدت إلى ضغط كبير على مراكز التوزيع، مما دفع النظام لتعيين لجان للأحياء لتشرف على توزيعه وتسجل أسماء المشترين.
قامت هذه اللجان في الفترة الأخيرة باختراع طريقة جديدة للتوزيع عن طريق النداء على الغاز في المساجد، فيقوم المؤذن بالنداء على الناس كي يسارعوا لاستلام الغاز، ويتوجه كل أهالي الحي إلى المسجد الذي يصبح أشبه بمركز للبيع، ويتعإلى في ساحته الصراخ وأصوات الأخذ والرد، وأحياناً تتطور الأمور فيتشاجر الناس داخل المسجد، وتسمع أصوات السباب والشتائم التي تختلط مع أصوات المصلين.
يقول أبو سامر وهو أحد أئمة المساجد في حماة في حديثه لـ «القدس العربي»: بعض المساجد في المدينة ينادى فيها على الغاز في اليوم الواحد أكثر من النداء للصلاة في أسبوع كامل، وتحوّل المؤذن إلى وكيل للتوزيع، يأتي إليه الناس ليسألوه عن مواعيد التسليم وعن تغير الأسعار.
وينتقد أبو سامر هذا الأمر بلهجة حادة فيقول: «لقد حوّلوا المسجد إلى مركز بيع يعمل لصالح موزعي الغاز ولجان الحي التي تشرف عليهم، وكل هذا ليريحوا أنفسهم وينقلوا هذه الفوضى من مراكزهم إلى ساحة المسجد التي لا يأتون إليها إلا عند توفر الغاز، بل إنّهم في أغلب الأحيان يشتمون الناس والدين داخل المسجد».
وحسب كلام أبو سامر فإن البيع في المساجد منهى عنه شرعاً، ولذلك يجب أن تبقى المساجد بعيدة عن هذه الأمور، لكنه يقول إنه لا يستطيع فعل شيء حيال الأمر لأن لجان الحي تابعة للنظام، ومؤذن المسجد مغلوب على أمره، فاللجان لها حرية التصرف في كل شيء، ولا يستطيع أحد الوقوف بوجهها.
ولم يقتصر الاستياء على إمام المسجد فقط، بل أبدى الكثير من المصلين انزعاجهم حيال الأمر، فيقول أبو علي وهو من المصلين الذين يتجنبون القدوم إلى المسجد بسبب الضجيج والفوضى التي تمتد من الساحة إلى حرم الصلاة: «لقد زادت أعداد القادمين إلى المسجد، ولكن ليس بغية الصلاة، ولكن للحصول على جرة غاز، هذا عدا عن أن التوزيع يكون أحياناً في وقت الصلاة ويجب على الناس بمن فيهم المصلون استلام الغاز وإن لم يفعلوا فسوف تذهب حصتهم لمشتركين آخرين ويضطرون للانتظار شهراً آخر».
ويرى أبو علي أن الحل هو أن تعود هذه اللجان إلى العمل في مراكزها، أو تجد مكانا آخر غير المساجد لتقوم بالتوزيع فيه مثل المدارس إذا كان لا بد من الأمر.
وتبقى هذه اللجان هي الخيار الوحيد للناس بسبب أسعارها المعقولة نسبياً حيث يبلغ سعر جرة الغاز لديهم 1900 ليرة سورية، بينما تباع في السوق السوداء بـ3200 ليرة، وتصل أحياناً إلى 6000 عند تفاقم الأزمة التي يتوقع الكثيرون حصولها قريباً بسبب المعارك الدائرة بين تنظيم الدولة والنظام حول حقل شاعر في حمص، والذي يعد من أكبر مراكز إنتاج الغاز في سوريا.
انتصار سريع على الحوثيين سيعزز وضع وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان ويعوض الرياض عن خسائرها في العراق وسوريا
هل ستؤدي الحملة التي تقودها السعودية في اليمن لتغيير خريطة الشرق الأوسط؟ وما أثرها على العلاقات الأمريكية – الإيرانية؟
إبراهيم درويش
لندن – «القدس العربي»: يرى الصحافي البريطاني باتريك كوكبيرن أن اتفاق الإطار بين الولايات المتحدة وإيران يهدد بزعزعة استقرار المنطقة ويغير المشهد السياسي بطريقة لم يشهدها منذ سقوط نظام الشاه في عام 1979. ويعتقد في مقال نشرته صحيفة «إندبندنت أون صنداي» أن المنافع التي يريد الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحقيقها من الاتفاق قد لا تأتي، بل بالعكس ستؤدي إلى عكس ما يرغبه وهي زيادة حالة العداء في المنطقة. ففي الوقت الذي ستخف حالة العداء بين الولايات المتحدة وإيران إلا أنها ستزيد في مناطق أخرى خاصة اليمن والعراق وسوريا. وحتى في حالة وقع وصودق على الاتفاق فسيواجه الرئيس أوباما جبهة من الجمهوريين والسعوديين والإسرائيليين ممن يريدون نسف الاتفاق وتعطيله. ومقارنة مع التقدم البطيء الحاصل على الملف النووي الإيراني فإن الحرب في سوريا واليمن تتدهور للأسوأ فيما لم يحقق النظام العراقي إلا انتصارا رمزيا في مدينة تكريت ولا تزال قوات الحكومة تتحرك على حواف دفاعات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
الحفاظ على الوضع القائم
ويرى الكاتب أن من مصلحة السعودية ودول الخليج معها الحفاظ على الوضع القائم «ومن كان يتوقع ان تندثر الاشتركية والقومية التي انتعشت في الستينيات من القرن الماضي ويبقي النظام الثيوقراطي في السعودية؟». ويضيف أن ما يثير القلق في التطورات هي محاولة السعودية إحداث تغيير راديكالي في المنطقة وهي مستعدة لاستخدام القوة لتحقيق ما تريد. في إشارة للحملة الجوية التي بدأتها في اليمن نهاية الشهر الماضي. كما وتعاونت مع تركيا من أجل مساعدة تحالف من الجماعات السورية المسلحة بقيادة تنظيم جبهة النصرة الموالية للقاعدة كي تسيطر على إدلب ثاني كبرى المدن السورية التي تخرج عن سيطرة النظام بعد الرقة. ويرى الكاتب أن السعوديين تخلوا عن دورهم التقليدي الذي قام على اتباع سياسات حذرة في السياسة الخارجية والعمل من خلف الأضواء. ففي اليمن يقوم السعوديون بحملة جوية ضد المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع تنظيم علي عبدالله صالح الذي كان رجل السعوديين والأمريكيين في صنعاء. ولكن السعودية وحلفاءها من دول مجلس التعاون الخليجي تخوض الحملة الجوية بدون أن يكون لديها حلفاء يوثق بهم على الأرض. ولكن إن اضطرت السعودية لإرسال قوات برية إلى داخل اليمن فستدخل أرضا تشبه أفغانستان والعراق، أي ستتورط. ويرفض الكاتب ما تراها السعودية عملية ضد الحوثيين الذين يلقون دعما من إيران بأنها دعاية، ويقول إن الحوثيين هم جماعة زيدية لهم جناح سياسي فاعل اسمه «أنصار الله» مثل حزب الله اللبناني. ويشير إلى الحروب التي خاضوها منذ عام 2004 والتي شنها ضدهم علي عبدالله صالح. ويتساءل عن السبب الذي أدى بالسعوديين للتورط في هذا المستنقع تحت ذريعة التأثير الإيراني في البلاد؟ ويجيب أن زيدية اليمن مختلفون عن الشيعة الإمامية ونسبتهم لا تتعدى ثلث عدد السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة. ولم تكن في الماضي أي خلافات طائفية بين السنة والزيدية، لكن تصميم السعودية على تأطير الصراع عبر الرؤية الطائفية ما هي إلا نبوءة قد تتحقق.
ظروف داخلية
ويشير إلى أن العملية السعودية في اليمن مدفوعة بالسياسة الداخلية للمملكة. ويرتبط هذا بالدور الذي يريده وزير الدفاع الجديد محمد نجل الملك سلمان، ورئيس الديوان الملكي والذي لا يتجاوز عمره عن 34 عاما للسعودية، فهو يريد أن تكون بلاده القوة المهيمنة في شبه الجزيرة العربية، حسبما كتبت مضاوي الرشيد، الباحثة والمؤرخة السعودية في موقع «المونيتور». وترى أن الأمير محمد بن سلمان يريد إثبات نفسه أمام بقية الأمراء المتذمرين ويحصل على لقب «مدمر الراوفض في اليمن ومن يقفون وراءهم من الفرس»، فعملية عسكرية ناجحة في اليمن ستعطيه المصداقية التي يبحث عنها كما تقول. وبالإضافة لهذا فحرب ناجحة في اليمن ستوحد المعسكرين الإسلامي والليبرالي في صف واحد يوصف الخارج عنه بالخيانة. كما أن تحقيق نصر في اليمن سيعوض السعودية عن خسائرها في سوريا والعراق حيث تفوقت إيران، وستكون إشارة تحد للولايات المتحدة الراغبة بمواصلة التقارب مع إيران. ويضيف أن اليمن ليس البلد الوحيد الذي تلعب فيه السعودية دورا قياديا فهناك سوريا في إشارة للسيطرة على إدلب من قبل جماعات مسلحة معظمها متشددة. واتهمت الحكومة السورية تركيا بإرسال مقاتلين سوريين فروا إلى أراضيها للقتال في المعركة ولقيامها بالتشويش على اتصالات الجيش السوري. وأشار لتصريحات الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي نقلت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» قوله إن التعاون الأمني بين السعودية وتركيا في أحسن حالاته. ويعلق كوكبيرن إن هذا الإعتراف بدعم جماعات متشددة متهمة بعمليات إرهابية لم يلفت الانتباه. ويعلق الكاتب إن السعودية ليست الدولة الوحيدة التي تؤمن بالحروب الخاطفة التي تحقق انتصارات منها كوسيلة لبناء شرعية لها. ففي 1914 آمن ملوك روسيا والنمسا وألمانيا بنفس الفكرة ليكتشفوا متأخرين خطأ ما فعلوه. وبنفس السياق قد يكتشف السعوديون أنهم كانوا من دمروا الوضع القائم في الشرق الأوسط.
القاعدة مبتهجة
واحد من أهم آثار سيطرة الحوثيين على مدينة صنعاء في إيلول (سبتمبر) 2014 والتوغل الذي قاموا به في جنوب البلاد هو صعود القاعدة من جديد بسبب انشغال السعودية بالسيطرة على التأثير الإيراني في اليمن وخروج القوات الأمريكية الخاصة وتوقف عمليات ملاحقة الإرهاب التي كانت تستهدف قادة وخلايا القاعدة في هذا البلد المضطرب. وفي هذا الاتجاه يرسم تقرير لصحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية صورة عن تمدد القاعدة.
وفي البداية يشير التقرير الذي شارك في إعداده مجموعة من مراسلي الصحيفة للثمن الإنساني للحرب الجارية في اليمن وموت الأطفال جراء القصف فيما يصفه التقرير «أكثر النزاعات المثيرة للقلق والدهشة في منطقة الشرق الاوسط». وتقول الصحيفة إن النزاع مثير للدهشة لأن أحدا لا يعرف ماذا يريد كل طرف تحقيقه من هذه الحرب. ومثير للقلق بسبب الثمن الإنساني والمدنيين الذين يقتلون جراء الحرب إضافة للإقتصاد الذي يدمر بسبب الغارات والمعارك وتوقف عجلة الحياة الإقتصادية. وفي هذه الحرب التي لا يمكن لأحد الفوز فيها «هناك طرف ثالث يفرك يديه فرحا» أي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم التنظيم في اليمن قوله «سيقوم السعوديون بإضعاف الحوثيين فيما نجلس ونراقب الوضع وكأننا نشاهد فيلما»، وأضاف «كل الأطراف تقدم لنا خدمة». وتضيف الصحيفة إلى أن الغارات التي دخلت أسبوعها الثاني لم توقف تقدم الحوثيين ولا توجد إشارة عن تراجع سيطرتهم على أكبر مدينتين تحت سيطرتهما، وهما العاصمة صنعاء وتعز فيما يواصلون التقدم في المناطق القريبة من عدن، واحتلوا مركز الميناء المطل على باب المندب لفترة قصيرة. وفي الوقت الذي تتهم فيه الغارات التي تقوم بها الطائرات السعودية وتلك المتحالفة معها باستهداف المدنيين إلا ان الحوثيين ليسوا مبرأين هم أيضا من ضرب المدنيين فقد قصفوا المناطق المدنية كما يقول شهود عيان. وتشير في هذا الاتجاه إلى استهداف معسكر المزرق للنازحين وتدمير مصنع الألبان في الحديدة. ويقول عبد الوهاب الثابت صاحب المصنع «ضربت الصواريخ مصانعنا» و «هناك أربعون شخصا قتلوا وهناك الكثير من الأجساد المحترقة في المستشفى» و «لو شاهد العالم الصور التي خرجت من مصنعنا لما دعم هذه الحرب». وأضاف «يعرفون أنه مجمع صناعي ويشتغل فيه حوالي 5.500 شخص»، و «لم يكن أحد يتوقع أنهم بهذا الجنون ويقومون باستخدام قوتهم العسكرية لقتل المدنيين». وبحسب أرقام الأمم المتحدة فقد قتل 500 يمني جراء المعارك منذ بدايتها.
انقسام
وأدت الهجمات لحالة من الانقسام بين السكان المنقسمين أصلا بين المعسكر الداعم للحوثيين وحلفائهم من أتباع علي عبدالله صالح ومعسكر الرئيس المعترف به وهو عبد ربه منصور هادي. ويرى بعض سكان العاصمة إن الحوثيين هم جماعة عدوانية جاءت من الشمال ولهذا طالبوا التحالف بمضاعفة جهوده وإرسال قوات برية. ويقول أحد سكان العاصمة، ماجد الشعيبي «الدفاع بحاجة إلى قوات برية»، مضيفا «يتمتع الحوثيون بقدرات تدريبية جيدة ومسلحون بعتاد جيد أما المقاومة فهي مكونة من ناس عاديين بأسلحة خفيفة». وفي مناطق الشمال هناك نوع من التعاطف مع الحوثيين ودعم أقل للرئيس هادي. وترى سماء الحمداني المحللة السياسية في صنعاء «الناس خائفون» و «الأرض تهتز تحت أقدامهم». وأضافت معلقة «هذا النوع من الحروب يعمل على زيادة تشدد الناس، وستجعل الناس يعارضون أي عملية يقوم بها السعوديون، فأي حكومة سيعملون على تنصيبها سيراها الناس كدمية». ولكن الحكومة السعودية تقول إنه لم يكن لديها أي خيار بل التدخل، وبحسب وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل فالرياض تدخلت حتى تمنع انهيار اليمن وتأثيراته على المنطقة. واتهم الحوثيين والموالين لعلي عبدالله صالح وإيران بإشاعة الفوضى في البلاد.
ما هي نهاية اللعبة؟
والمشكلة أن أي طرف ليست لديه رؤية عن نهاية اللعبة، ففي الوقت الذي تقول فيه السعودية إنها تريد إجبار الحوثيين على الجلوس والتفاوض تواصل الرياض وصفهم «بالعصابات». وبالنسبة للحوثيين أيضا فليست لديهم خطة واضحة لإدارة مناطق اليمن الواسعة التي سيطروا عليها. وترى المحللة الحمداني أن «القاعدة هي المنتصر الأكبر». وتضيف «فهم ضد الدولة السعودية وضد الدولة اليمنية وضد الحوثيين ويبدو أن لا علاقة لهم بالحرب». وكدليل على هذا قام تنظيم القاعدة بالهجوم على سجن في المكلا وحرر مئات من السجناء التابعين له. ومن بين الذين تم تحريرهم خالد البطرفي الذي صور وهو يجلس في قصر حاكم المكلا. وعندما سئل المتحدث باسم القاعدة إن كان تنظيمه يتصرف بدون خوف أجاب «انا متأكد من أن السعوديين والأمريكيين لديهم خطة بديلة (ب)». ويعلق ريتشارد سبنسر على صورة البطرفي الذي حرر من السجن بعد أربعة أعوام فيه، وكان جالسا مرتاحا ويعطي الأوامر ويقف على العلم اليمني تذكر بالمخاطر التي يمثلها التنظيم الذي تراه الولايات المتحدة من أخطر تنظيمات القاعدة. ولهذا فالحرب في اليمن تؤثر على قتال القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على معظم مخيم اليرموك الفلسطيني.
تكريت مرة أخرى
ومن هنا فما يخسره التنظيم في العراق يكسبه في سوريا. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد رفع العلم العراقي في مدينة تكريت وسط فرحة بإخراج مقاتلي الدولة من المدينة بعد شهر من المقاومة ومواجهة حوالي 30.000 من قوات الحشد الشيعية. لكن حلاوة النصر عكرتها مرارة وبشاعة الممارسات الطائفية التي قامت بها الميليشيات الشيعية في المدينة من نهب وحرق للممتلكات. وفي تقرير لهالة جابر نشرته صحيفة «صاندي تايمز» قالت الكاتبة إنه «عندما دخلت مدينة تكريت يوم الأربعاء بعد استعادتها عقب معركة شرسة استمرت شهرا، كان هناك شعور بالهدوء الذي قطعته أصوات انفجارات وإطلاق رصاص تسمع عن بعد بين الفترة والأخرى. وعندما خرج آخر المقاتلين من تنظيم الدولة تركوا وراءهم شوارع مزروعة بالألغام والمفخخات، وقام فريق تفكيك المتفجرات بالعمل على تعطيلها. وكان هناك عدد من الجثث تعود لمقاتلي تنظيم الدولة، ومع الغضب الذي لا يزال يموج بين الشيعة كان هناك مقاتل من تنظيم الدولة مسجى على الأرض يداه مقيدتان من الخلف مذبوحا، فقد أطلقت عليه النار ومن ثم قطع رأسه وحمله، مقاتل شيعي بيده وقال محذرا: «على داعش أن يعرفوا ان هذا هو مصيرهم حيث سنواصل ملاحقتهم والانتقام منهم جراء المجازر التي ارتكبوها ضد أهلنا». ويضيف التقرير أن الطبيعة الطائفية الحساسة المتعلقة بتكريت أثارت الكثير من القلق حول ممارسات ارتكبتها الميليشيات. وقد وعدت الحكومة العراقية بالتحقيق في الانتهاكات بما فيها سحل بعض سكان المدينة. ويتابع أن الحكومة طلبت من القوات الأمنية استكمال المهمة والتأكد من نظافتها من المتفجرات قبل عودة السكان إليها. كما أن مساعدة إيران كانت واضحة حيث شوهد قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني بشكل متكرر مع هادي العامري قائد منظمة بدر. وعندما طلبت الولايات المتحدة تنحي قوات الحشد الشعبي جانبا من أجل شن غارات على مواقع المقاتلين اشتكت هذه الميليشيات لكن الولايات المتحدة شنت 40 غارة وهو ما دفع بقايا التنظيم للانسحاب. ويشير التقرير إلى عمليات بحث محمومة تقوم بها عائلات عن أبنائها الذين أخذهم التنظيم أثناء سيطرتهم على المدينة وتنقل عن رجل قوله «أخذوا أخي وصوره في فيديو» و «قالوا هذا جزاء من يدخل مناطق السنة وكأنه دخل أجنبيا وأبحث في المقبرة لعلي أجد جثته». ويرى التقرير أن استعادة تكريت واكتشاف مقبرة جماعية قد يضع حدا لمعاناة الكثير من العائلات التي اعتقل أبناؤها وشوهدوا في أفلام فيديو عرضت على يوتيوب. ويتحدث التقرير عن مجزرة معسكر سبايكر التي قتل فيها 1.678 شخصا حسب وزارة حقوق الإنسان العراقية، فيما قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» إن هناك 1.700 من المجندين قتلوا في المعسكر. ويقول التقرير إن ضفاف نهر دجلة القريبة من المعسكر لا تزال ملوثة بالدم حيث تم قتل العديد منهم ورميت جثثهم في النهر.
السبسي ينفي وجود نية لإعادة التمثيل الدبلوماسي مع دمشق
حسن سلمان
تونس ـ «القدس العربي»: نفى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وجود نية لدى بلاده لإعادة التمثيل الدبلوماسي مع دمشق، فيما عبرت تركيا عن استيائها من تصريحات لوزير الخارجية التونسي طالب فيها أنقرة بعدم دعم الإرهاب.
وأكد لقناة «فرانس 24» أن سياسة بلاده تجاه سوريا لم تتبدل، نافيا وجود أية نية لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.
وكان البكوش أكد الخميس أن بلاده تتجه لإعادة التمثيل الدبلوماسي في سوريا عبر تعيين قنصل أو قائم بالأعمال في دمشق، مضيفا «أبلغنا الجانب السوري بإمكانية إرساله سفيرا لسوريا في تونس، وقررنا رفع التجميد الدبلوماسي في سوريا وليبيا».
وعلّق السبسي على تصريحات البكوش بقوله «ربما ما أراد الوزير (البكوش) هو تأكيد حرصنا على إعطاء ضمانات أكثر للجالية التونسية الموجودة في سوريا وربما.. نكلف من يهتم بشؤونهم.. وهذا سيقع إقراره عند الاقتضاء»، مؤكدا أن رئيس الجمهورية هو الشخص الوحيد المخول بضبط السياسة الخارجية.
من جانب آخر، عبرت أنقرة عن استيائها من تصريحات للبكوش طالب فيها تركيا بعدم دعم الإرهاب في بلاده، حيث استدعت الخارجية التركية السفير التونسي محمد صلاح تقية لتقديم توضيحات حول الأمر.
وكان البكوش قال الخميس «طلبنا من سفيرنا بتركيا ان يلفت انتباه السلطات التركية إلى اننا لا نريد من دولة إسلامية هي تركيا ان تكون مساعدة بشكل مباشر أو غير مباشر على الإرهاب في تونس بتسهيل تنقل إرهابيين».
غير أن كاتب (وزير) الدولة المكلف بالشؤون العربية التوهامي العبدولي أكد أن الملف المتعلق بتصريحات وزير الشؤون الخارجية بخصوص تركيا «أغلق نهائيا بعد تفهم الجانب التركي للسياق الذي تمت فيه تلك التصريحات».
وأضاف لوكالة الأنباء التونسية أن «وزارة الشؤون الخارجية، وبغاية توضيح المسألة، راسلت في اليوم ذاته الذي تمت فيه التصريحات (الخميس) سفير تونس لدى أنقرة الذي قام بنقل هذه التوضيحات إلى أحد المسؤولين بوزارة الخارجية التركية، وانتهت المسألة بتفهم أنقرة لسياق تصريحات البكوش».
وأكد، في السياق ذاته، أن البكوش لم يتهم تركيا بمساعدة «الجهاديين» على الدخول إلى سوريــا، لكنه قال إنه «سيطلب من تركيا أن تبذل قصارى جهدها لمنع التونسيين من دخول سوريا باعتبارهم يعودون إلى تونــس كإرهابيين».
سوريا: أكناف بيت المقدس في مخيم اليرموك تطلب دعم «الدفاع الوطني» لمواجهة تنظيم «الدولة»
كامل صقر
دمشق – (مخيم اليرموك) «القدس العربي»: أفادت مصادر ميدانية من داخل مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق لـ «القدس العربي» أن مجموعات من كتائب أكناف بيت المقدس طلبت الدعم والمؤازرة من قوات «الدفاع الوطني» (القوات الرديفة للجيش السوري) في محاولة من جماعة الأكناف وقف زحف تنظيم «الدولة» في أحياء المخيم.
المصادر قالت إن السلطات السورية تجد حالياً في تنظيم «الدولة» الخطر الأبرز الذي يجب سحقه داخل المخيم ومنع سيطرته على مزيد من الجغرافيا هناك، لتنكفئ بالتوازي مع ذلك حالة العداء تجاه جماعة أكناف بيت المقدس الفصيل الأبرز الذي يواجه تنظيم «الدولة» بين أزقة وشوارع المخيم حيث يتلقى مقاتلو الأكناف ضربات قاسية من مقاتلي تنظيم «الدولة».
وربما يوحد اقتحام تنظيم «الدولة» للمخيم المنكوب الوجهة القتالية بين أكناف بيت المقدس ومجموعات «الدفاع الوطني» التي تحارب جنوب العاصمة، بعد أن كان الاقتتال بين الطرفين هو سيد الموقف. يأتي ذلك ترافقا مع أنباء عن تسليم عدد من مقاتلي الأكناف أنفسهم لـ «الدفاع الوطني». والمعلوم أن كتائب أكناف بيت المقدس هي الذراع العسكرية لحركة حماس داخل مخيم اليرموك وقد حاربت فيه ضد بقية الفصائل الفلسطينية الموالية لدمشق وضد الجيش السوري منذ مطلع العام 2013، والآن تنتشر مجموعات من الأكناف ومجموعات من قوات «الدفاع الوطني» وفصائل فلسطينية على خط جامع صلاح الدين وثانوية اليرموك للبنات.
المصادر قالت أيضاً إن تنظيم «الدولة» أخذ يتكاثر في مخيم اليرموك مع أنباء عن مبايعة جزء من كتائب «ابن تيمية» الذين يقدر عددهم بالمئات لتنظيم «الدولة» مضافاً إلى ذلك التسهيل والدعم اللوجستي الذي يتلقاه مقاتلو تنظيم «الدولة» من نظرائهم في جبهة النصرة الراغبين في الانتقام من كتائب أكناف بيت المقدس التي كانت دائماً على وشك الاتفاق مع فصائل فلسطينية موالية للحكومة السورية لعقد هدنة دائمة في المخيم. مع ملاحظة أن مجموعات من أكناف بيت المقدس نفسها بايعت تنظيم «الدولة» وانضمت له.
على الخط ذاته قالت المصادر إن مجموعة من القوى الفلسطينية أبرزها الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، وجبهة النضال الشعبي، وفتح «الانتفاضة»، وقوات الصاعقة زجت بمزيد من شبابها المقاتل لوقف تمدد تنظيم «الدولة» الذي بات يشكل الوحش الجديد في مخيم اليرموك.
إنتقادات للمعارضة السورية المسلحة عقب إنتهاكات في معبـر «نصيب» الحدودي والأخـيرة تكثف جهودها للخروج من المأزق
قائد جيش اليرموك يحمل جبهة النصرة وتحالف صقور الجنوب المسؤولية عن الفوضى والتجاوزات
سلامي محمد
درعا (سوريا) – «القدس العربي»: واجهت كتائب المعارضة السورية المسلحة في محافظة درعا جنوب سوريا، هجوماً إعلاميـاً، وانتقادات واسعة من ناشطي الثورة السورية على امتداد الجغرافيا السورية وخارج حدودها، عقب الانتهاكات التي نفذتها العناصر التابعة للفصائل العسكرية، والتي شاركت في مطلع الشهر الحالي نيسان/ أبريل في السيطرة على معبر «نصيب» الحدودي مع الأردن.
وشهد معبر «نصيب» أعمال «سرقة وسلب، وتحطيم أثاث المركز الجمركي» إضافة إلى عدد كبير من التجاوزات الأخرى، وذلك بعد يوم من السيطرة عليه من قبل «تحالف صقور الجنوب»، الذي يضم خمسة من كبرى التشكيلات العسكرية العاملة في درعا، وهي «جيش اليرموك، فرقة فلوجة حوران، فرقة أسود السنة، لواء التوحيد، وفرقة 18آذار».
يقول الإعلامي محمد الحوراني، وهو أحد الناشطين الذين وثق ما شهده المعبر من فوضى وأعمال نهب، في حديثه لـ «القدس العربي»: ما يجب إفصاح حقيقته أولاً، أن قوات النظام السوري انسحبت من معبر «نصيب» بشكل كيفي، وليس تحت ضراوة الاشتباكات أو ما شابه، حيث أقدم النظام السوري على سحب عناصره وأسلحته ومستودعاته من المعبر، ولم يترك أي شيء في مستودعاته العسكرية، وهذا الأمر أثار غضب الفصائل ومن بينها النصرة، مما دفعهم لتحليل حرمات أي شيء عثروا عليه في المعبر، واعتباره «غنيمة حرب».
وأضاف: «السيطرة على معبر نصيب كان محصوراً ضمن تحالف صقور الجنوب، وكان تنظيم جبهة النصرة غير مرغوب به ضمن العمل، ولكنها تسللت أثناء دخول كتائب المعارضة لداخل الجمرك في المعبر، وبسطت الجبهة نفوذها على الباب الرئيسي من الجانب السوري للجمرك، مما أثار غضب قيادة «تحالف الجنوب»، وانشغالهم بالمشادات الكلامية، فلم تضبط المداخل وتخلت القيادة العسكرية لتحالف الجنوب عن مسؤولياتها، مما خلق حالة من الفوضى التي يصعب السيطرة عليها، فكانت فصائل عدة مشاركة وغير مشاركة تدخل المعبر بقوة السلاح وتسرق وتغادر المكان».
وأكد الحوراني أيضاً أن السرقات شملت سيارات تعود ملكيتها للمدنيين، أو التي كان النظام السوري احتجزها بسبب انتماء أقاربهم للمعارضة السورية، وهناك سيارات مخالفة القوانين أيضاً كانت محتجزة وسرقت، إضافة إلى سرقة أثاث المكاتب، وهذا يدل على عدم نية تلك الفصائل على إدارة المعبر.
وشملت المسروقات سيارات الشحن ذات الحجم الكبير، والتي كانت موجودة داخل المعبر، والمحملة بمواد غذائية وغيرها، مع العلم أن كل هذه المسروقات لا تعود ملكيتها للنظام، إضافة إلى تسلط جبهة «النصرة» على المعبر، واعتبرتها بمثابة غنيمة دسمة فكانت هي الأخرى قد شاركت بالسرقات، وإن الخلاف الفكري بينها وبين الفصائل الجبهة الجنوبية دفعها لتخلق مثل هذه الفوضى، حسب ما أفاد به المصدر.
وحمل الحوراني مسؤولية ما شهده المعبر من تجاوزات مسيئة للغاية للثورة السورية «القادة العسكريين» المشاركين في العمل، ليختم حديثه بعبارة، «من لا يستطيع أن يحمي مساحة جغرافية تقدر بحوالي خمسة كيلومترات مربعة، ويفشل في تنظيم العمل فيها ضمن أنظمة مؤسساتية وهيكلية تنظيمية، لن ينجح بأي شكل من الأشكال من إقناع العالم بمصداقيته الواقعية في الميدان».
من جهتها عقبت مؤسسة «يقين» الإعلامية العاملة في محافظة درعا على الانتهاكات الجسيمة التي شهدها المعبر مشيرة إلى أن: «قوات النظام الموجودة في المعبر انسحبت انسحاباً كيفياً دون مقاومة تذكر، والفصائل المهاجمة لم تكن لتفتعل هذه المعركة بقصد التحرير بحد ذاته وانما لأغراض سياسية بوضعهم القدم في مكان استراتيجي و «حباً وطمعاً» بما يطلقون عليه مسمى «الغنائم» داخل هذا المعبر، فقد أعطوا الحق لأنفسهم باستباحة كل ما هو موجود بداخله، دون تمييز بين الممتلكات المدنية والعسكرية وبين ما هو محلل أو محرم.
وأضافت: وهنا أليس من حقنا أن نتساءل أين «ثارات المعتقلين» مما يجري من اعتقال المعبر وموته تحت التعذيب، ثم أليس من حق الأهالي المشردين أن يكونوا مصدومين عندما يرون « المجاهدين لا يستطيعون التمييز بين الدبابات وبرادات النـقل، وبين القنبلة وحبة البرتقال»، وذلـك مـا أوردته المؤسـسة الإعـلامـيـة فـي تعـليقها عـمـا جـرى.
بينما عقب قائد جيش اليرموك بشار الزعبي على التجاوزات، والسرقة، والفوضى التي شهدها المعبر قائلاً: إن الفوضى التي حدثت في معبر نصيب الحدودي الذي تم تحريره، السبب الكامن وراءها هي «جبهة النصرة»،
مؤكداً أن الجبهة «دخلت بالقوة بعد التحرير، لتتمكن من البقاء، وأن نسب ذلك لنفسها هو من العيب».
كما حمل تحالف صقور الجنوب «الذي يضم أبرز فصائل درعا ومن بينها جيش اليرموك»، جزءاً من المسؤولية، معزياً الثورة بما وصفها خلال تغريدات له بـ «السقطة الأخلاقية» التي حدثت في المعبر.
وعقبت حركة أحرار الشام الإسلامية على ما شهده المعبر بقولها: «لقد أساءنا ما حدث بعد ذلك تحرير المعبر من تجاوزات وفوضى في المعبر، التي لا تعبر عن الثورة السورية ولا أهدافها، ولا تخدم إلا المتربصين بها والساعين إلى تشويهها».
«دار العدل» التابعة للمعارضة السورية في درعا، أشارت إلى وجوب «إرجاع كل ما تم أخذه سواء من قبل المدنيين أو العسكريين، خلال مدة أقصاها 48 ساعة» ووجوب «تسليم جميع السائقين المحتجزين لدى الفصائل إلى دار العدل ليتم تسليمهم لذويهم خلال 24 ساعة»،
مؤكدة على ضرورة ضبط المنطقة الحدودية المحررة بالكامل، وتشكيل لجنة قضائية، لتسجيل الدعاوى من قبل المتضررين من حادثة المعبر، وضرورة تسليم البضائع والسيارات التي كانت موجودة ضمن المنطقة الحرة في المعبر لأصحابها مباشرة، بعد إبراز الأوراق الثبوتية التي تؤكد صحة الملكية.
هجوم مضاد لنصرة مخيم اليرموك
عدنان علي
مع تواصل الاشتباكات العنيفة في مخيم اليرموك بين “كتائب أكناف بيت المقدس” و”شباب مخيم اليرموك” من جهة، وعناصر “تنظيم الدولة” (داعش)، الذين تساندهم ضمناً “جبهة النصرة” من جهة أخرى، تتفاقم الأوضاع الإنسانية السيّئة أصلاً، بعد نحو عامين ونصف العام من الحصار المُحكم الذي يفرضه النظام السوري على المخيم، ومجمل منطقة جنوب دمشق.
ويسيطر الجمود تقريباً على الوضع الميداني منذ ليل الخميس ـ الجمعة، بعد سيطرة “داعش” على مساحة كبيرة من مخيم اليرموك، وتمحورت الاشتباكات في منطقة المخيم القديم، الفاصلة بين شارعي اليرموك وفلسطين، وحول شارع لوبية، الذي كان يُعدّ الشارع التجاري الرئيسي، قبل تمدد العمليات العسكرية إلى داخل المخيم.
وكان من أبرز التطورات الأخيرة، القصف المكثّف من جانب قوات النظام لمناطق عدة في المخيم، بمختلف أنواع الأسلحة، وكان أعنفه مساء السبت، بعد إلقاء مروحيات النظام ما لا يقلّ عن 15 برميلاً متفجراً، سقطت قرب شارع صفد ودوار فلسطين ومناطق أخرى. كما سقطت صواريخ أرض أرض عدة من نوع “فيل”، الذي يملك قدرة تدميرية تبلغ ضعف البرميل المتفجر، على مناطق أخرى في المخيم وفي الحجر الأسود.
ولقي أشخاص عدة مصرعهم، جرّاء القصف، ولم يُعرف ما إذا كانت وقعت خسائر في صفوف تنظيم الدولة، الذي يقول النظام إنه يستهدفه بالقصف. لكن مصادر في المخيم أكدت أن “براميل وقذائف وصواريخ النظام تسقط بشكل عشوائي، ويصيب معظمها منازل المواطنين المدنيين”.
وأفاد مصدر من كتائب المعارضة الموجودة في مناطق يلدا وببيلا وبيت سحم لـ”العربي الجديد”، أن “تلك الكتائب بدأت تتحرك لمواجهة تنظيم الدولة، واشتبكت مع عناصره في نقاط عدة من دون أن تتمكن حتى الآن، من الانخراط الكامل في المعركة التي تدور في المخيم، بسبب العراقيل التي تضعها جبهة النصرة في وجهها”. وأكد المصدر أن “الفصائل لم تتخذ قراراً بعد بمواجهة النصرة”.
وأعلن “جيش الإسلام” ضمن عملية “نصرة أهل المخيم”، عن بدء اقتحام الحجر الأسود ومخيم اليرموك والتقدم في مواجهه تنظيم “الدولة”. وكشف في حسابه على موقع “تويتر”، أنه “سيطر على المركز الثقافي في اليرموك وعلى أحياء عدة في المخيم، تزامناً مع اتساع رقعة المعارك في شارع العروبة، الواقع بين المخيم والحجر الأسود. كما قتل 25 من مسلّحي داعش”.
وأعلن أحد قياديي “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، أبو عبادة، عن “التنسيق بين فصائل جيش الإسلام والأبابيل والأجناد وشام الرسول، من أجل حصار تنظيم الدولة والنصرة من مناطق عدة”. وأعاد أسباب التأخير إلى “الحصار الخانق لكل الفصائل، وبُعدها عن المخيم ومساندة جبهة النصرة وجبهة أنصار الإسلام للتنظيم”، داعياً جميع الفصائل إلى مساندتهم في المعركة.
وأضاف أن “مقاتلي الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، شنّوا هجوماً من محور آخر على معقل التنظيم في الحجر الأسود، وهو محور القدم، بهدف الضغط على الخطوط الخلفية للتنظيم، وتمكنوا من الوصول إلى فرن العايدي، الذي يُعدّ أول نقطة في الحجر الأسود من جهة القدم”. من جهتها، نفت “جبهة النصرة” الاتهامات التي وجهتها إليها أطراف عدة، عن دعم وتسهيل هجوم “داعش” على المخيم، وأكدت وقوفها “على الحياد في هذا القتال”.
وأفادت الجبهة، في بيانٍ لها نشرته على موقعها الرسمي، تحت عنوان “رسالة إلى الصادقين”، بأن “الجبهة تقف على الحياد فيما يخصّ القتال الحاصل بين أكناف بيت المقدس وداعش في اليرموك، ولسنا وحدنا في ذلك، فمجموعات أخرى ومنها أحرار الشام اتخذت الموقف نفسه”.
وحول منعها كتائب الثوار من دخول المخيم لمناصرة “أكناف بيت المقدس”، قالت الجبهة إنها “رفضت بالفعل طلباً من جيش الإسلام بالمرور من نقاط تسيطر عليها، للوصول إلى مخيم اليرموك، ومعه لواء شام الرسول”، الذي اتهمته الجبهة بقتالها وإخراجها من بيت سحم قبل أسابيع عدة. لكن أحد المقاتلين الموجودين على أطراف المخيم، جزم لـ”العربي الجديد”، بأن “جبهة النصرة تتعاون بشكل وثيق مع داعش، الذي دخل إلى كثير من المناطق تحت راية جبهة النصرة”.
ومع تواصل المعارك، تشتدّ معاناة المدنيين، الذين حوصر كثير منهم في منازلهم، من دون أية إمدادات غذائية أو مياه، فيما نجح بعضهم في النزوح إلى الأماكن المجاورة للمخيم، مثل يلدا وببيلا وبيت سحم، وسط مخاوف من نيران القناصة المنتشرين على أسطح المنازل. كما نجحت قلة قليلة نجحت في مغادرة المخيم، بمساعدة الهلال الأحمر الفلسطيني من جهة شارع فلسطين، ومعظمهم كانوا من المصابين جراء القصف والاشتباكات أو من كبار السن.
وفي السياق، حذّر المرصد “الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” من “الأوضاع الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها 20 ألف مدني في المخيم، بينهم أكثر من 3500 طفل”. وأوضح المرصد أن “عدد سكان المخيم الذين قُتلوا جراء القصف والاشتباكات منذ مطلع هذا الشهر، وصل إلى 12 شخصاً”، فيما أكدت مصادر من داخل المخيم مقتل 40 مسلحاً من أفراد “داعش”.
وكشف المرصد أن “عشرات الشباب من المخيم، تم أسرهم من قبل أفراد التنظيم، 80 منهم على الأقل اختُطفوا في منطقة العروبة وشارع المدارس، بينهم فتاتان اختُطفتا من منزلهما في شارع المدارس، بالإضافة إلى ناشطين إغاثيين”.
من جهتها، دانت حركة “حماس” اقتحام مخيم اليرموك، و”محاولات بعضهم تحويله إلى ساحة اقتتال لا تخدم اللاجئ الفلسطيني”. كما دانت “هيئة علماء فلسطين في الخارج” الاعتداء على اليرموك من جانب “داعش” وقوات النظام السوري، ودانت الموقف السلبي للسلطة الفلسطينية والفصائل إزاء ما يجري.
الثوار يضربون تجارة النظام السوري.. حصار الأسد
إسطنبول – عدنان عبد الرزاق، عمان – زيد الدبيسية
ضيقت المعارضة السورية الخناق على تجارة النظام السوري بإغلاق معابره التجارية مع الأردن، بعد أن خسر معابر مماثلة مع كل من العراق وتركيا، وتقلص عدد المعابر التجارية المتاحة لنظام الأسد من 19 إلى 8 فقط، وهي طرطوس واللاذقية البحريان والمعابر الحدودية مع لبنان جديدة يابوس، الدبوسية، وجوسي، تلكلخ والعريضة، ومعبر التنف مع العراق.
وقال المحلل الاقتصادي، محمود حسين، إن “سيطرة الجيش الحر على المنفذ الوحيد المتبقي للنظام مع الأردن، بعد يومين من موافقة حكومة بشار الأسد على دخول السيارات التي تحمل لوحات سعودية، ويملكها سوريون إلى سورية عبر الأردن، وبعد أيام على إيقاف الأردن صادراته الزراعية إلى سورية، بسبب تراجع قيمة صرف عملتها وتدهور احتياطيها من النقد الأجنبي، بحسب المبررات الأردنية”.
وأكد أن هذه التطورات ستؤدي إلى خنق الاقتصاد السوري المنهك أصلاً، وستنعكس على توفر السلع والمنتجات في السوق السورية، وعلى رأسها الخضار والفاكهة.
ونبه حسين، في تصريحات لـ “العربي الجديد”، إلى أن الأثر السلبي سيكون متبادلا، لأن سورية ستنحرم من الصادرات الأردنية أو السعودية والعراقية عبر الأردن، وهذه الأخيرة ستحرم من منافذها في اتجاه تركيا وأوروبا، لذا سنرى خسائر كبيرة على الاقتصادين السوري والأردني”.
وفي حين اعتبر محللون سيطرة الثوار على معبر نصيب الحدودي يعد صفعة عسكرية للنظام السوري، خاصة بعد دخول إيران على الخط في معركة الجنوب، رأى الاقتصادي، علي الشامي، أن إغلاق الحدود السورية الأردنية سيعمق أزمة ندرة السلع والمنتجات الغذائية في الأسواق التي يسيطر عليها النظام، خاصة في مدينة دمشق، ويرفع الأسعار، ولا سيما المنتجات الزراعية، لأن الأردن يمد السوق السورية بمعظم احتياجاتها من الخضار.
وأعرب الشامي عن اعتقاده بأن “الأردن سيكون المتضرر الأول من إغلاق الحدود، كما سيكون أثر إغلاق الحدود مع الأردن أقل بالنسبة للمناطق التي يسيطر عليها الثوار، نظراً لسيطرتها على معظم مناطق الإنتاج الزراعي، ووجود حدود مفتوحة على دول الجوار، وأهمها الحدود التركية، التي تزود مناطق الشمال (حلب وإدلب) باحتياجاتها من السلع والمنتجات.
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية الأردنية، زياد الزعبي، لـ “العربي الجديد”، أمس، إن حكومة بلاده سمحت للشاحنات التي كانت عالقة داخل الأراضي السورية منذ إغلاق الحدود بين البلدين قبل 5 أيام بالدخول إلى الأراضي الأردنية، مؤكدا التحاق جميع الشاحنات التي كانت عالقة في الجانب السوري بالأردن.
وشدد المسؤول الأردني على أن بلاده ستستمر في إغلاق هذا المعبر الحدودي إلى حين تحسن الأوضاع الأمنية في الجانب السوري، مشيرا إلى أن الأوضاع الأمنية على الحدود الأردنية “على ما يرام”.
كما أعلن الزعبي عن شروع سلطات بلاده بإحصاء الخسائر التي تكبدها المستثمرون في المنطقة الحرة السورية الأردنية، جراء أعمال النهب والسرقة؛ والتي تعرضت لها عقب سيطرة المعارضة السورية على معبر “نصيب”.
غير أنه رفض إعطاء تقديرات عن حجم هذه الخسائر، مفضلا انتظار نتائج البحث الجاري إجراؤه حاليا في السجلات والبيانات المتعلقة بحجم البضائع التي كانت موجودة في هذه المنطقة الحرة قبيل تعرضها لأعمال النهب.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس نقابة أصحاب الشاحنات الأردنية، محمد خير الداود، في تصريح لـ “العربي الجديد”، عن سماح الجيش الحر السوري لأصحاب الشاحنات التي كانت موجودة داخل المنطقة الحرة المشتركة بين الأردن وسورية للمستثمرين، وأصحاب الشاحنات بنقل ما تبقى في المنطقة من بضائع.
“معبر نصيب” يؤجج خلافات النصرة والجيش الحر جنوب سورية
العربي الجديد
بعد نحو أربعٍ وعشرين ساعة على إصدار غرفة الإعلام العسكري في الجبهة الجنوبية بياناً تُعلن فيه تحرير معبر نصيب الحدودي مع الأردن (جنوبي سورية)، وتؤكّد فيه عدم مشاركة جبهة النصرة وحركة المثنى في العمليّة العسكرية، نشرت جبهة النصرة تسجيلاً مصوراً يُظهر تواجد مقاتلين من الجبهة في المعبر. وبعد تدقيق بالصور، تبيّن أن هؤلاء المقاتلين متواجدون في السوق الحرّة التابعة للمعبر. وهكذا تحوّلت “النصرة إلى الشريك الأبرز في إدارة معبر نصيب. وتفرض هذه المشاركة تغييراً جدياً على أرض الواقع، خصوصاً أن قرار تحرير المعبر، جاء بهدف إبعاد جبهة النصرة عنه، كما تقول مصادر سورية معارضة. وتسرد هذه المصادر بعض الأحداث المرتبطة بالمعبر:
1 ــ لم يشكّل معبر نصيب نقطة عسكرية للنظام السوري، بل إن أهميته تجارية لجهة إدخال المواد الغذائية والتجارية إلى مناطق النظام ومناطق المعارضة. وبحسب المصادر، فإن المعبر، كأي إدارة رسميّة سورية، كان يشهد فساداً مستشرياً، وبالتالي يُمكن إدخال شاحنة كبيرة مقابل 500 دولار أميركي كرشوة.
2 ــ حاولت جبهة النصرة منذ نحو ثلاثة أسابيع السيطرة على المعبر عسكرياً وفشلت. ولذلك اتخذ القرار السياسي بسيطرة فصائل الجيش الحرّ على المعبر، لمنع “النصرة” من دخوله. لأن سيطرة جبهة النصرة، تعني إغلاق المعبر، وهو ما سينعكس سلبياً على المناطق المحررة قبل المناطق التي لا يزال يُسيطر عليها النظام.
3 ــ تولى “تحالف صقور الجنوب” مسؤوليّة المعركة، وهو تحالف لعدد من الفصائل الموجودة في الجنوب، والذي شُكّل نهاية العام الماضي، ويتألف من “جيش الجنوب” و”فرقة فلوجة حوران” و”فرقة 18 آذار” و”لواء أسود السنة”. وقد بدأ الهجوم يوم الإثنين الماضي (30 مارس/آذار)، عبر القصف بمدافع الهاون لمدة 48 ساعة، تلاها الهجوم العسكري يوم الأربعاء، الذي لم يواجه بقوة من قوات النظام التي انسحبت باتجاه منطقة السويداء.
حاولت جبهة النصرة المشاركة بالهجوم العسكري، لكن الجيش الحرّ رفض ذلك، وأبلغ المسؤولين في الجبهة خلال النقاش معهم، أن وجودهم على المعبر سيؤدي إلى إقفال المعبر وهذا ليس في مصلحة أي أحد. وبعد السيطرة على المعبر، حاولت مجموعة من “النصرة” الدخول إليه، فرفض تحالف صقور الجنوب، فأحضرت جبهة النصرة مجموعة من الآليات الثقيلة، وهددت باقتحام المعبر، فسمح لها بالدخول إلى المعبر.
4 ــ تم نهب المعبر بعد السيطرة عليه، إن من قبل الجيش الحرّ، أو سكان المنطقة أو جبهة النصرة، وتمت مصادرة كلّ شيء من داخله. وهنا تجدر الإشارة إلى أن عمليات النهب هذه سمة المعارك في سورية إن من جهة النظام أو المعارضة، لكن هذا ليس مبرراً.
انطلاقاً من هذه الوقائع التي تسردها مصادر المعارضة السورية، يظهر أن هناك إصراراً من جبهة النصرة للسيطرة المطلقة على المعبر (عبر المحاولة العسكرية)، أو المشاركة في السيطرة عليه. سيؤدي هذا التواجد إلى التأثير سلباً على حياة المدنيين في المنطقة بسبب إغلاق المعبر، وعدم مرور المواد الغذائية من خلاله. وهو ما يُشير إلى سوء تقدير لدى قيادة “النصرة” في ظل تساؤلات عن سرّ هذا الإصرار على التواجد في المعبر.
فجبهة النصرة ليست اللاعب الأقوى في الجنوب السوري، ويصل عدد مقاتليها بحدهم الأقصى إلى نحو 1500 مقاتل، ويُضاف إليهم مئات المقاتلين مع حركة “المثنى”.
أما على صعيد الجيش الحرّ، فإن تحرير المعبر تحت عنوان منع “النصرة” من السيطرة عليه، كان يُفترض أن يترافق مع خطوات عمليّة لمنع دخول “النصرة” من “الشباك”. وهذا أمر يتحمّل مسؤوليته تحالف “صقور الجنوب” بالدرجة الأولى، والجبهة الجنوبية عموماً، لأنها الفصيل الأقوى جنوباً، مع الأخذ في عين الاعتبار أن المواجهة العسكرية في المعبر ستعني المواجهة الشاملة مع “النصرة” في الجنوب. ولا يبدو أن هناك قراراً سياسياً بهذه المواجهة بعد، رغم أنها باتت ضرورية بحسب معارضين سوريين متابعين لعمل النصرة في عموم سورية، “لأنها ستقلب الوضع وتسيطر على الجنوب وتقضي على الجيش الحرّ، عندما يقوى عودها كما فعلت في مناطق أخرى”. كما أن المعلومات المتوافرة تُشير إلى سعي جدي لدى من يُدير معركة الجنوب السوري (الحرس الثوري الإيراني وحزب الله) لإدخال الإسلاميين إلى الجنوب، وضرب الجيش الحرّ في الجبهة الجنوبية بالإسلاميين. وهذا يفرض مسؤولية كبرى على قيادة الجبهة الجنوبية، لتنظيم قواتها (ومنع عمليات النهب مثلاً)، ومنع المقاتلين الإسلاميين من السيطرة على الجنوب، بما تُشكّله هذه الجبهة من أملٍ قد يكون الأخير للعمل العسكري في الثورة السورية.
أمّا قيادة الجبهة الجنوبية، فقد التزمت مصادرها الصمت منذ أول من أمس، وأعلنت غرفة الإعلام العسكري أن هذا “الصمت الإعلامي” سيستمر لمدة 48 ساعة.
وفي مقابل الاتهامات التي توجّه لها، يوضح قائد ميداني في جبهة النصرة ضمن محافظة درعا، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، لـ “العربي الجديد”، أن “النصرة كانت أول المبادرين لتحرير معبر نصيب، حيث كان لدينا دراسة كاملة لوضع المعبر وعدد المتواجدين فيه ونوع الذخيرة، فبدأنا بحفر نفق من منزل أحد المدنيين في نصيب، وذلك لإدخال انغماسيين إلى المعبر عبر النفق، ولكن المدني قام بإبلاغ الجيش الحر، الذي أحبط العملية بهجوم استباقي وحده على المعبر، وتحديداً بشار الزعبي، قائد جيش اليرموك، وذلك بناء على أوامر من الاستخبارات الأردنية”.
وأشار القائد الميداني في النصرة إلى ما سمّاه “وجود إشارات على أن انسحاب قوات النظام تم بالتنسيق مع الزعبي”، مبرراً ذلك أن الاستخبارات الأردنية لا تعطي شيئاً إلا وفق إملاءات واضحة، إضافة إلى أن جيش النظام استطاع سحب عناصره والسلاح كاملاً أثناء خروجه من المعبر، وسرقة بعض الشاحنات الخاصة بالمدنيين المتواجدة ضمن منطقة الجمرك التابعة للمعبر”. لافتاً إلى أن المعبر كان يحتوي وفق معلومات النصرة على 250 عنصراً من الجيش النظامي، إضافة إلى 50 عنصراً من المخابرات الجوية، 40 من الأمن العسكري، و100 عنصر من الإداريين.
أما بالنسبة للاتهامات الموجهة للنصرة بالمشاركة في سرقة المعبر، فيؤكد المصدر أن “سرقة المعبر تمت على يد جيش اليرموك وبعض الفصائل معه وذويهم من المدنيين، أما النصرة لم تأخذ سوى بيانات الشبيحة والأوراق الرسمية التي كانت متواجدة ضمن المعبر، وبعض السيارات التابعة لقوات النظام وليس سيارات المدنيين المتواجدة في الجمارك، بل وقمنا بنصب حواجز على طريق المعبر لمصادرة كل ما تمت سرقته للمدنيين وإعادته لأصحابه… وهذا ما وثقناه في تسجيلات مصورة”.
وعن إصرار النصرة على تحرير معبر نصيب يضيف المصدر “درعا تقسم إلى شرقية وغربية، غربية تتصل بالقنيطرة وشرقية تتصل بالسويداء، وبعد تحرير بصرى الشام لم يبق في الشرقية معقل للنظام سوى معبر نصيب، الذي يضخ للنظام السوري ملايين الدولارات”.
ويؤكد المصدر أن “سقوط معبر نصيب ضربة اقتصادية للنظام، لأن النظام لا يسمح بدخول أي شيء إلى الأراضي المحررة، بل كان يتم قصف المناطق المحررة من خلاله، أما المعونات فكانت تدخل إلى درعا من معبر الزعتري، في حين أن السلاح والذخيرة التي تدخل إلى درعا ودورات التدريب لعناصر الجيش الحر تتم من خلال معبر تل شهاب، المعبر الذي تستخدمه الاستخبارات الأردنية لإدخال السلاح والذخيرة، لذلك كان لا بد من تحرير معبر نصيب لإفقاد النظام تلك الورقة الاقتصادية”.
وبعد تراشق الاتهامات بين النصرة والجيش الحر حول حادثة معبر نصيب، أصدرت “دار العدل في حوران”، (مجموعة من فعاليات درعا العسكرية والمدنية والإعلامية) التي تشكلت إثر الحادثة، بياناً توضح فيه الإجراءات التي ستتخذ بعد تحرير المعبر وسرقته، مبررة ذلك بأنها تصرفات أساءت للثورة السورية. وأورد البيان أنه سيتم ” تسليم كافة السائقين المحتجزين إلى محكمة دار العدل ليتم تسليمهم إلى ذويهم، إرجاع كل ما تم أخذه من المعبر سواء من المدنيين أو العسكريين تحت طائلة المسؤولية، واعتبار معبر نصيب منطقة مدنية محررة تتبع لإدارة مدنية ممثلة بمجلس محافظة درعا، تتولى قوى شرطية من مختلف فصائل الجبهة الجنوبية حراسة المعبر من الخارج فقط، حيث سيخضع من الداخل لإدارة مدنية وإخلاء المعبر من كافة الفصائل، ضبط المنطقة الحدودية بالكامل”. ومن بين الإجراءات الإضافة “لتشكيل لجنة قضائية مهمتها تسجيل الدعاوي للمتضررين من حادثة المعبر، وتشكيل لجنة تخليص البضائع والسيارات التي كانت متواجدة في المنطقة الحرة للمعبر، وذلك لإعادتها لأصحابها بعد إبراز الأوراق الثبوتية الخاصة بالملكية”.
قوات النظام تقتل عشرة مدنيين في الكسوة بريف دمشق
دمشق ــ هيا خيطو
لقي عشرة مدنيين مصرعهم ظهر اليوم، الأحد، إثر قصف مدفعي عنيف طال مدينة الكسوة في غوطة دمشق الغربية، وذلك عقب اشتباكات اندلعت في المدينة بين كتائب المعارضة المسلّحة وقوات النظام، التي كانت تحاول بدورها نصب حاجز جديد لها بجانب نادي الكسوة الرياضي.
وأفاد عضو المكتب الإعلامي في “المجلس المحلي للكسوة”، أبو أحمد الكسواني، لـ”العربي الجديد”، بأنّ “قصفاً مدفعياً عنيفاً طال منذ صباح اليوم المناطق السكنية في الكسوة القديمة، انطلاقاً من مقرات قوات النظام في جبلي المانع والمضيع المجاورين، الأمر الذي أدى لوقوع مجزرة راح ضحيتها عشرة مدنيين، بينهم دكتور في قسم الشريعة بجامعة دمشق، فضلاً عن عشرات الجرحى، الذين نقلوا إلى مستشفيات ميدانية قريبة”.
ووفقاً للناشط الإعلامي، فإنّ “القصف المدفعي، أعقب اشتباكات اندلعت بين الثوّار، وعناصر قوات النظام، إثر محاولة الأخيرة نصب حاجز جديد لها بالقرب من نادي الكسوة الرياضي، في منطقة حساسة تفصل بين مناطق تواجدها في منطقة الكسوة الجديدة، ومناطق تمركز الثوّار في الكسوة القديمة”، مشيراً إلى أنّ “الاشتباكات انتهت بنجاح قوات النظام في نصب حاجزها الجديد، بينما يسود المدينة حالياً هدوء حذر، وحالة من الذعر والهلع بين المدنيين”.
ويقطن مدينة الكسوة، التي تبعد نحو 18 كيلومتراً عن مركز العاصمة دمشق، وتتبع لريف دمشق الغربي، قرابة “النصف مليون نازح معظمهم من مدينة داريا وحي القدم”، بحسب “مجلس الكسوة المحلي”، علماً بأنّ المدينة ومنذ بداية الثورة السورية، تنقسم إلى قسمين، الأول يخضع لسيطرة النظام ومليشيا “جيش الدفاع الوطني”، والآخر يقع تحت سيطرة الثوّار من أهالي المدينة.
من جهتها، ذكرت مصادر محلية، أنّ “قصفاً مدفعياً متقطّعاً لقوات النظام يطال مناطق سيطرة المعارضة في المدينة بين الحين والآخر، إلّا أنه خفيف فيما لو قورن بالقصف الذي يطال مناطق الغوطة الشرقية”.
وتحيط بمدينة الكسوة عدّة ثكنات عسكرية لقوات النظام، أبرزها، الفرقة الأولى، ومقرّات الألوية “75”، كما يضمّ جبل المانع الواقع جنوبها، منصّات لصورايخ “سكود” التي تطلقها قوات النظام باتجاه مناطق شمالي سورية.
المعارضة تهاجم “المسطومة” بإدلب..وتطلق “رد الاعتبار” بحماة
عبدالله
بعد أن سيطرت الفصائل المشاركة في غرفة عمليات “جيش الفتح”، على كامل مدينة إدلب، الأسبوع الماضي، أعلنت المعارضة المسلحة، الخميس، عن بدء معركة تحرير معسكر “المسطومة” جنوبي مدينة إدلب. وبالتزامن معها، أطلقت المعارضة معركة “رد الإعتبار” بريف حماة الشمالي، لتخفيف الضغط عن ريف إدلب.
الإعلامي لواء الناصر، أكد بأن فصائل المعارضة تمكنت، الجمعة، من قتل قائد معسكر المسطومة العميد نضال إبراهيم، وتدمير خمس دبابات لقوات النظام كانت تتمركز على أطراف المعسكر وحرقها بالكامل، بصواريخ “التاو” والقذائف الصاروخية. وذكرت مصادر ميدانية أن الكتائب المعارضة المسلحة، استهدفت تلة المسطومة الواقعة غربي المعسكر، والتي تعتبر خط الدفاع الأول عنه، واستطاعوا تدمير دبابتين بصواريخ موجهة.
وفي الوقت ذاته، استهدفت المعارضة معسكر “معمل القرميد” شرقي مدينة أريحا، بعشرات القذائف وصواريخ “الغراد” بغرض تحييده عن استهداف المقاتلين على أطراف معسكر المسطومة. ويبعد معمل القرميد عن المسطومة مسافة 6 كيلومترات.
وشنّ الطيران الحربي والمروحي عشرات الغارات، التي استهدفت محيط معسكر “معمل القرميد”، ومحيط معسكر المسطومة. ونقل ناشطون عن “مراصد الثوار” التي تخترق وتستمع لمكالمات قوات النظام، أن طائرة مروحية ألقت برميلاً متفجراً، بالخطأ، على موقع لقوات النظام في المسطومة، ما تسبب بمقتل ضابط برتبة نقيب ومجموعة من العناصر.
المعارضة كانت قد تمكنت، في 29 أذار/مارس، من تحرير حواجز غسان عبود ودريم لاند والقبيب والأشقر ومسبح الطرشة، انطلاقاً من مدينة إدلب. وتعد هذه الحواجز نقاط حماية لمعسكر المسطومة، ما جعل المعسكر مكشوفاً أمام كتائب المعارضة. ويعتبر المعسكر أحد مفاتيح النظام للسيطرة على ريف إدلب، بحكم موقعه المتوسط بين مدينة إدلب وطريق اللاذقية-أريحا.
قائد كتيبة المدفعية التابع لـ”فيلق الشام” أيوب الهاشمي، قال بإن “معسكر القرميد يقع على تلة قرب مدينة أريحا، ويُعد الأكثر شراسة من حيث القصف والتغطية النارية، نظراً لمكانه المرتفع والمطل على عدد كبير من القرى المحررة، ويعتبر صمام الأمان لقوات النظام في كل من أريحا والمسطومة (معسكر الطلائع)، ويحوي سبعة مدافع n46 وثمان دبابات t72 وأربع راجمات صواريخ، إضافة إلى ست عربات شيلكا”.
قائد “حركة بيان” الملازم أول بلال خبير، قال لـ”المدن” إن النظام يسعى من خلال نقاطه العسكرية للمحافظة على خطوط الإمداد بين محافظة اللاذقية وباقي مواقعه في ريف إدلب، وخاصة معسكر المسطومة. وأشار خبير إلى أن “معسكر المسطومة يعتبر قاعدة إنطلاق وغرفة عمليات لقوات النظام، التي أحاطته بعدد من الحواجز والنقاط العسكرية، لتأمين حمايته، وخاصة معسكر القرميد وجبل الأربعين الذي يُعد بمثابة مرصد يستخدمه النظام لحماية طريق إدلب-أريحا، وأحد خطوط الحماية بالنسبة لمعسكر المسطومة”. الأمر الذي أجبر “كتائب الجيش الحر على محاولة الضغط عليه عن طريق القصف، وتضييق الخناق من خلال السيطرة على حواجز جديدة، وخاصة بعد تحرير مدينة إدلب”.
وقد تمكن مقاتلو المعارضة مؤخراً من تحرير عدد من الحواجز التي تحيط بمعسكر المسطومة، كحاجز الفنار والقصر السعودي، عن طريق حفر الأنفاق، والتي أثبتت نجاحها في عدد من المعارك. الأمر الذي قد يساعد، بحسب خبير، على “نقل كتائب الجيش الحر لامكانياتها باتجاه تحرير باقي الحواجز والانتقال إلى مدينة أريحا”.
في المقابل، استهدف الطيران الحربي مدن سراقب وبنش ومعرتمصرين بريف إدلب، ومحيط مطار “أبو الضهور” بالصواريخ الفراغية، ما أدى لمقتل مدنيين.
وفي السياق، أفاد المكتب الإعلامي لـ”فيلق الشام” أن مقاتلين من “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الشام” و”تجمع صقور الغاب” و”تجمع العزة” أعلنوا عن انطلاق معركة “رد الاعتبار”، الخميس، لـ”تحرير حواجز قرية الحماميات بريف حماة الشمالي، وتخفيف الضغط عن الثوار في إدلب”.
وأوضح المكتب الإعلامي أن المعركة بدأت بـ”تمهيد نيراني كثيف من قِبَل الثوار بمدافع 106 ومدافع جهنم والهاون وصواريخ الغراد على مواقع قوات الأسد في مدينة محردة وبريديج والحماميات، وتمكَّنوا من قتل وإصابة عدد كبير من الجنود”.
بدوره، ألقى الطيران المروحي أكثر من عشرين برميلاً متفجراً، صباح الجمعة، على ريف حماة الشمالي، سقط معظمها على الأراضي الزراعية في مدينة كفرزيتا، وقرى الحماميات واللطامنة والزكاة والأربعين والجيسات.
“داعش” يفجر كنيسة بريف الحسكة بالتزامن مع أعياد الفصح
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– فجر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” كنيسة السيدة مريم العذراء في قرية تل نصري بريف الحسكة الغربي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، سماع دوي انفجار صباح “الأحد” في المنطقة ذاتها دون أو يورد إي من الطرفين معلومات عن وقوع خسائر.
فقد ذكرت الوكالة أن تفجير الكنيسة جاء بالتزامن مع أعياد الفصح المجيد “وذلك إمعانا منهم في مواصلة جرائمهم الوحشية التي تتنافى مع جميع المعتقدات السماوية والقيم الإنسانية.” وأضافت أن الكنيسية هي من الكنائس الأساسية الثلاث في تل نصري، وتم بناؤها عام 1934 وأعيد ترميمها على الطراز العمراني الحديث وجرى افتتاحها عام 2005.
أما المرصد السورية لحقوق الإنسان فقد ذكر بأنه شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من القرية، ونقل عن ناشطين بأن “أعمدة الدخان ناجمة عن قيام تنظيم الدولة الإسلامية بحرق أجزاء من الكنيسة” في قرية تل نصري التي يقطنها مواطنون آشوريون، ويشهد محيطها منذ أسابيع اشتباكات بين التنظيم من جهة، ووحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من جهة أخرى.
وفيما أشار المرصد إلى تقدم بطئ يحققه المجلس العسكري السرياني في قتاله مع داعش نتيجة تلغيم أجزاء من القرية وزرع عبوات ناسفة في أطرافها، أكد أن الاشتباكات التي وقعت السبت، أسفرت عن مقتل 3 عناصر من “داعش”.
وكان مقاتلو “داعش” أحرقوا في فبراير/ شباط الماضي “كنيسة تل هرمز التاريخية التي تعد من أقدم الكنائس في سورية ودمروا كنيسة قبر شامية وكنيسة تل جزيرة إضافة إلى استهدافهم كنيسة القديس مار توما في قرية أم الكيف ببلدة تل تمر.” بحسب الوكالة السورية.
داعش يتمدد باليرموك وتساؤلات عن دور النصرة.. والتنظيم يجلد رجلين ويطوف بهما بسبب “شهادة زور“
دمشق، سوريا (CNN) — حذر معارضون سوريون من خطورة الوضع في مخيم اليرموك لللاجئين الفلسطينيين بدمشق، والذي بات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يسيطر على القسم الأكبر منه، معتبرين أن ذلك سيخدم النظام الذي سيصور المخيم وكأنه بيد جماعة إرهابية ما يبرر ضربه، في حين واصل التنظيم فرض عقوباته على السكان بمناطق نفوذه، فقام بجلد شابين في الميادين.
وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، إن الوضع في مخيم اليرموك “بات صعباً جداً بالنسبة لمن تبقى من مواطنين مدنيين في المخيم” في حين باتت الكفة العسكرية مرجحة لصالح تنظيم داعش، مضيفا أن ذلك سيؤثر على المخيم بحال قيام التنظيم بإطلاق الصواريخ على العاصمة، إذ سيرد النظام “بتدمير كل شيء في المخيم” على حد تعبيره.
ودعا عبدالرحمن إلى توجيه السؤال لجبهة النصرة حول أسباب سماحها لتنظيم داعش بالتمدد في المخيم الذي قصفه الطيران المروحي السوري بعدة براميل متفجرة بالتزامن مع المعارك التي يشهدها منذ خمسة أيام بين داعش وتنظيمات إسلامية بينها “أكناف بيت المقدس” من جهة أخرى.
وفي محافظة دير الزور، التي تخضع مناطق واسعة منها لسيطرة داعش، قام التنظيم بجلد رجلين اثنين في ساحة الجرداق بمدينة الميادين، بتهمة “شهادة الزور” ومن ثم قام بوضعهما بسيارة وهما يحملان لافتة كتب عليها “أنا شاهد زور،” والتجول بهما في المدينة.
من ألقابها “اللبؤة الشابة” و”فتاة الخلافة”.. الشرطة تعتقل أمريكية في فيلادلفيا خططت للسفر والانضمام لداعش بسوريا
فيلادلفيا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — ألقت الشرطة الأمريكية القبض على امرأة في فيلادلفيا بتهمة التورط في محاولة تقديم الدعم لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بعد اكتشاف نيتها السفر إلى تركيا بعد التواصل مع اثنين من القيادات المتشددة في الصومال وسوريا.
الفتاة الموقوفة تحمل لقب “اللبؤة الشابة” و”فتاة الخلافة” ولكن اسمها الحقيقي هو كيونا طوماس، وهي تبلغ من العمر 30 سنة، وهي أمريكية من فيلادلفيا، أما التهم الرسمية الموجهة إليها فتشمل محاولة توفير الدعم المادي لجماعة إرهابية ومحاولة السفر إلى خارج أمريكا من أجل الانضمام إلى داعش و”القتال والاستشهاد في سبيل الدولة الإسلامية” على حد تعبيرها.”
وقد أكدت الأجهزة الأمنية على أن طوماس كانت تقوم منذ عام 2013 ببث تغريدات تحض على الجهاد عبر حسابها بموقع تويتر.
وقامت طوماس في سبتمبر/أيلول الماضي بإجراء اتصال إلكتروني مع إرهابي صومالي معروف، واستمر التواصل بينهما لأشهر، كما عمدت بعد ذلك إلى التواصل مع إرهابي معروف آخر في سوريا، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى مراقبة خطط سفرها، واتضح أنها حصلت على تأشيرة لدخول تركيا وقامت بحجز رحلة إلى مدينة برشلونة الأسبانية. وبحال إدانة طوماس بالتهم الموجهة إليها فستواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 15 عاما.
وعلق طوم فوينتس، خبير الشؤون القانونية والأمنية لدى CNN، حول تلك الحادثة وسبب إصرار طوماس على إظهار تعاطفها مع داعش بالقول: “لقد كانت ترغب بأن يعرف الجميع عن نواياها وهي طريقة لجمع المزيد من الأنصار، قد يبدو الأمر غريبا لأنه يورطهم، ولكن ربما كانت تعتقد أن الشرطة لن تقبض عليها لأنها تركز على مكافحة الخطر الإرهابي الحقيقي ولن يكون لديها القدرة على تخصيص مواردها لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي.”
وأضاف فوينتس: “نحن أمام نوعين من النساء الغربيات اللواتي يرغبن بالانضمام إلى داعش، لدينا فئة المراهقات ما بين 15 و17 سنة، وهن يرغبن بالانتقال إلى مناطق داعش للبحث عن أزواج والتحول إلى ربات بيوت لدى الإرهابيين كجزء من أحلام المراهقين، وهناك الفئة الثانية التي تشبه هذه المرأة، وهي تبحث فعلا عن وسائل للقتال والاستشهاد وتعلم صناعة القنابل.”
الحكومة السورية: تنظيم الدولة الإسلامية ينسف كنيسة مريم العذراء التاريخية في الحسكة
الدخان يتصاعد من مبنى في عين التمرة بالغوطة الشرقية في دمشق بعد قصف، حسبما يقول نشطاء، من جانب الجيش السوري.
فجر مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية” كنيسة آشورية في محافظة الحسكة جنوب شرقي سوريا في يوم الاحتفال بعيد القيامة، حسبما قالت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا”.
وقالت الوكالة إن المسلحين لغموا كنيسة مريم العذراء، التي يبلغ عمرها 80 عاما، من الداخل.
غير أنها لم تشر إلى ما إذا كان التفجير قد أدى إلى قتلى أو إصابات.
وتقع الكنيسة في تل نصري، وهي قرية آشورية بمنطقة يقاتل فيها مسلحون مسيحيون وأكراد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية.”
وأشارت “سانا” إلى أن التنظيم يسيطر على القرية.
ولم ترد تقارير من جهة مستقلة في شأن ما حدث في القرية.
على الصعيد السياسي، عبرت مصادر سورية عن تفاؤلها باللقاء الذي يبدأ الاثنين في العاصمة الروسية بين وفد حكومي سوري وشخصيات من قوى المعارضة الداخلية.
ومن المقرر أن يستمر اللقاء، وهو الثاني في إطار “منتدى موسكو التشاوري التمهيدي”، حتى الخميس.
ويقول عساف عبود، مراسل بي بي سي في دمشق إنه ليست هناك توقعات بحصول تقدم كبير خلال هذه الجولة على اعتبار أنها تأتي في إطار الجولات التمهيدية بين الدولة والمعارضة.
وتشير مصادر في دمشق إلى أن الأمر الايجابي في هذه الجولة قد يتمثل في وجود جدول أعمال سيتم التحاور حول بنوده.
ويرأس الوفد الحكومي مندوب سوريا في الامم المتحدة بشار الجعفري.
وأعلنت أحزاب المعارضة السورية في الداخل أنها ستشارك في المنتدى بعد زيادة عدد ممثليها.
وأعلن «تيار بناء الدولة السورية» المعارض عدم مشاركته بسبب عدم رفع منع السفر عن رئيسه لؤي حسين.