أحداث الاثنين 09 تشرين الثاني 2015
أنباء عن جنود روس في جبهات القتال في سورية
لندن، موسكو، طهران، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أكد مدونون روس انهم حددوا مواقع «عدد صغير» من الجنود الروس الحاليين أو السابقين في جبهات القتال في سورية قرب حماة وحمص وحلب ما يشير إلى أن العمليات الروسية تتجاوز نطاق الضربات الجوية، في وقت قُتل عشرون مدنياً على الأقل في غارات على مدينة الباب في ريف حلب ومعرة النعمان في ريف ادلب بالتزامن مع ثلاثة تفجيرات في حي يضم موالين للنظام في حمص. وأكدت إيران أمس أنها ستشارك في الاجتماع الوزاري الخاص بسورية في فيينا الجمعة المقبل.
وقال مسؤولون أمنيون أميركيون وخبراء مستقلون لـ «رويترز» الأسبوع الماضي إن موسكو زادت عدد قواتها في سورية من حوالى ألفي جندي إلى أربعة آلاف، فيما أوضح مسؤول دفاعي أميركي إنه جرى نشر طواقم قاذفات صواريخ وبطاريات مدفعية بعيدة المدى خارج أربع قواعد يستخدمها الروس. وذكر تقرير وضعه فريق جمع المعلومات عن الصراعات المؤلف من مدونين استقصائيين روس إنه جرى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد مواقع ثلاثة جنود حاليين أو سابقين في سورية. وقال الفريق: «على رغم أننا لا نملك حتى الآن دليلاً قاطعاً على أن جنوداً روساً يشاركون في شكل مباشر في قتال بري في سورية، فإننا نعتقد أن الوضع الملاحظ يناقض مزاعم مسؤولين روس بأن جنود روسيا لا يشاركون أو لا يخططون للمشاركة في عمليات برية».
وسبق لفريق المدونين الروس بقيادة رسلان ليفييف ان كشف معلومات عن وفيات جنود روس في أوكرانيا في تشرين الأول (اكتوبر). وكان الفريق أول من أبلغ عن أول حالة وفاة مؤكدة لجندي روسي في سورية.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس بأن «11 شخصاً بينهم طفل وسيدة على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف جوي يعتقد انه روسي تعرضت له مناطق في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي» الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بعد منتصف ليل السبت – الاحد، لافتاً الى مقتل «تسعة مواطنين على الأقل بينهم طفل، وأصابة آخرين بجروح نتيجة قصف لطائرات حربية يعتقد أنها روسية، مناطق في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الغربي»، قائلاً: «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود بعض الجرحى في حالات خطرة».
كما أفاد «المرصد» عن سقوط قتلى وجرحى في ثلاثة انفجارات ناجمة من انفجار عبوات ناسفة في آليات ودراجات في أحياء عكرمة ووادي الدهب، اللذين تقطنهما غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية في حمص. وأشار الى ان مقاتلات النظام شنت تسع غارات على داريا جنوب غربي العاصمة، فيما القت مروحياته 22 «برميلاً متفجراً» على المدينة بعد فشل محاولات لاقتحامها.
في طهران، نقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن علي أكبر ولايتي أكبر مستشار لمرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي في الشؤون الخارجية قوله إن «ايران ستشارك وفي شكل فعال في محادثات (السلام السورية) مع الاعلان عن معاييرها والحفاظ على خطوطها الحمر». وأضاف: «سنساند حليفنا ليس فقط في مجال الدفاع لكن أيضاً على الساحة السياسية».
غارات على حلب وريفها… وثلاثة تفجيرات في حمص
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
قتل وجرح عشرات المدنيين نتيجة قصف على مدينة حلب ومدينة الباب في الريف شمال البلاد، في وقت جرح وقتل مدنيون بتفجير ثلاث سيارات في حي يضم موالين للنظام في حمص وسط البلاد.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس بأن «عشرة اشخاص بينهم طفل وسيدة على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف جوي تعرضت له مناطق في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي» والخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بعد منتصف ليل السبت – الاحد.
ويسيطر تنظيم «داعش» منذ مطلع العام 2014 على الباب، وتعرضت مقاره ومستودعاته في المدينة لضربات جوية شنتها طائرات حربية روسية الشهر الماضي.
وفي مدينة حلب، أفاد «المرصد» عن «مقتل ثلاثة مواطنين على الأقل بينهم طفل»، إضافة الى إصابة عدد من الاشخاص بجروح «جراء سقوط قذائف اطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق في شارع النيل وأماكن أخرى تحت سيطرة قوات النظام في المدينة».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها «ارتقاء اربعة شهداء من عائلة واحدة نتيجة استهداف التنظيمات الارهابية بقذيفة صاروخية شارع النيل السكني».
وتتقاسم قوات النظام والفصائل المقاتلة السيطرة على احياء مدينة حلب، التي تشهد معارك مستمرة بين الطرفين منذ صيف 2012. وغالباً ما تستهدف الفصائل الأحياء الغربية بالقذائف فيما تتعرض الأحياء الشرقية بانتظام لقصف جوي ومدفعي مصدره قوات النظام.
وفي ريف حلب الجنوبي، أوردت وكالة «سانا» أن وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية سيطرت الأحد على ثلاث قرى في المنطقة.
وأكد «المرصد» من جهته تقدم قوات النظام، لافتاً الى استمرار الاشتباكات على محاور عدة في ريف حلب الجنوبي.
وتشن الطائرات الروسية منذ 30 أيلول (سبتمبر) ضربات جوية في سورية وتساند العمليات البرية التي تقودها قوات النظام في ريف حلب الجنوبي وفي مناطق اخرى منذ السابع من الشهر الماضي.
في المقابل، بث نشطاء معارضون صوراً لقتلى وجرحى سقطوا بقصف قوات النظام أحياء في حلب بينها حي السكري.
وأفاد «المرصد» بمقتل «تسعة مواطنين على الأقل بينهم طفل، وإصابة آخرين بجروح نتيجة قصف لطائرات حربية يعتقد أنها روسية، مناطقَ في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الغربي»، قائلاً: «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود بعض الجرحى في حالات خطرة». كما قصفت طائرات حربية يعتقد أنها روسية مقراً لحركة إسلامية في بلدة سراقب بالريف الجنوبي الشرقي لمدينة إدلب، ما «أسفر عن استشهاد مواطنتين على الأقل وإصابة مواطن آخر بجروح».
في الوسط، قال «المرصد»: «تأكد وقوع انفجار جديد في مدينة حمص، ليرتفع إلى 3 عدد الانفجارات التي هزت المدينة صباح اليوم (امس)، والناجمة من انفجار عبوات ناسفة بآليات ودراجات في أحياء عكرمة ووادي الدهب، اللذين تقطنهما غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية، فيما أصيب نحو 15 آخرين بجروح، جراء هذه الانفجارات». كما قصفت قوات النظام مناطق في حي الوعر في مدينة حمص.
ونفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية غارات عدة على مناطق في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية»، بينما جددت قوات النظام قصفها مناطق في الجهة الغربية من مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي. ووردت إلى «المرصد السوري» نسخة من شريط مصور يظهر عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» يقومون بـ «قطع كفي شابين» في مناطق سيطرتها بريف حمص الشرقي، وسط تجمع لعشرات المواطنين بينهم أطفال وعدد من عناصر التنظيم. وتم «قطع» كفي الشابين بتهمة «السرقة».
في شمال غربي البلاد، استهدفت الفصائل الاسلامية بالرشاشات الثقيلة تمركزات لقوات النظام في منطقة جب الأحمر بريف اللاذقية الشمالي، و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين»، بحسب «المرصد».
في الجنوب، قال «المرصد» ان عنصراً من قوات النظام قتل «خلال اشتباكات مع الفصائل الاسلامية في محيط مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، كما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة زملكا بالغوطة الشرقية، من دون أنباء عن خسائر بشرية»، لافتاً الى انه ارتفع الى «22 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، وسط سقوط عدة صواريخ يعتقد أنها من نوع ارض – ارض، وقصف للطيران الحربي على مناطق في المدينة، ترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة اخرى، في محيط المدينة».
وأفاد لاحقاً بأن مقاتلات النظام شنت تسع غارات على داريا بعد فشل محاولات القوات في اقتحام المدينة في جنوب غربي العاصمة، لافتاً الى «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في وادي بردى، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، في حين استشهد مقاتل من الفصائل الإسلامية في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية».
واشنطن قد تُرسل قوات إضافية إلى سوريا وجنود روس ينتشرون خارج القواعد الجوية
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
أعلن وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر أمس، ان الولايات المتحدة يمكن ان ترسل مزيداً من الجنود الى سوريا لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) اذا وجدت مزيداً من القوات المحلية الراغبة في محاربة الجهاديين والقادرة على ذلك.
وسألته شبكة “إي بي سي” الاميركية للتلفزيون هل ترسل الولايات المتحدة مزيداً من الجنود في حال تحقق ذلك، فأجاب: “بالتأكيد”. ورأى ان “هذا مهم، لأننا ننقل كل خبرتنا الى القوى المحلية التي تعيش في المنطقة، وبعد ان تتمكن من إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية يمكنها ان تعيد الحياة الى طبيعتها هناك، ويكون في إمكان الاميركيين عندها العودة الى بلادهم”.
وقال: “سنساعدهم وسنرى عندها. اذا زاد عددهم واذا وجدنا مزيداً من المجموعات الراغبة في قتال الجهاديين، واذا كانوا قادرين على ذلك وراغبين فيه، سنقوم عندها بالمزيد لمساعدتهم”. وأضاف: “لقد أبدى الرئيس رغبة في القيام بالمزيد، وأنا مستعد تماماً لان أطلب منه بذل المزيد، الا اننا في حاجة الى قوات محلية قادرة على مواجهة مجموعة الدولة الاسلامية، وهذا الامر هو مفتاح النصر الدائم”.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما سمح في 30 تشرين الاول الماضي بإرسال مجموعة صغيرة من القوات الخاصة الى شمال سوريا للمشاركة مباشرة في الاستعدادات لمحاربة مقاتلي “داعش”. واعتبر ان العدد المحدود من الجنود الاميركيين الذين أمر أوباما بإرسالهم الى شمال سوريا “لا يشكل مشكلة”، قائلاً: “ما يمكن ان تقوم به هذه الكتيبة من النخبة هو جعل القوات المحلية قادرة على مواجهة الجهاديين من طريق تقديم قدرات الولايات المتحدة في مجال الاستخبارات والدعم الجوي اليها…”.
والمقصود بالقوى المحلية خليط من الاكراد والسوريين العرب الراغبين في قتال “داعش”.
وأقر كارتر بأنه “من الصعب حالياً العثور في العراق وسوريا على مجموعات كهذه، وهذا ما سيجعل الامر يستغرق بعض الوقت”.
وتكثفت في الأيام الأخيرة الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة على متشددي “داعش” في سوريا والتي توقفت تقريباً أواخر تشرين الأول.
واستناداً الى احصاءات الجيش الأميركي، نفذت قوات التحالف 56 غارة على “داعش” في سوريا خلال الأيام الثمانية من 30 تشرين الأول وحتى السادس من تشرين الثاني، في حين انها لم تنفذ سوى ثلاث غارات فقط في الأيام الثمانية التي سبقتها. وتركزت الغارات على بلدات مارع والهول والحسكة ودير الزور.
وقال الجيش الأميركي في بيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا أكثر من عشر غارات في سوريا السبت.
الوجود الروسي
من جهة اخرى، قال مدونون روس إنهم حددوا مواقع عدد قليل من الجنود الروس الحاليين أو السابقين في سوريا منها مواقع قرب حماه وحلب وحمص، مما يشير إلى أن عمليات الكرملين تتجاوز نطاق الغارات الجوية.
وقال مسؤولو أمن أميركيون وخبراء مستقلون لـ”رويترز” الأسبوع الماضي إن موسكو زادت عدد قواتها في سوريا من نحو ألفي جندي إلى أربعة آلاف. وتحدث مسؤول دفاعي أميركي عن نشر طواقم قاذفات صواريخ وبطاريات مدفعية بعيدة المدى خارج أربع قواعد يستخدمها الروس.
وجاء في تقرير وضعه فريق جمع المعلومات عن الصراعات المؤلف من مدونين استقصائيين روس أن مواقع التواصل الاجتماعي استخدمت لتحديد مواقع ثلاثة جنود حاليين أو سابقين في سوريا.
مقتل عشرات المدنيين في غارات لطائرات سورية وروسية والنظام أعلن سيطرته على 3 قرى في ريف حلب الجنوبي
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
قتل عشرات الأشخاص وجرح آخرون في غارات جوية سورية وروسية في أنحاء متفرقة من سوريا، فيما أفرج تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) عن 37 أشورياً كان خطفهم في وقت سابق من هذه السنة في محافظة الحسكة.
أفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له أن “23 مدنياً، بينهم ستة أطفال وسبع نساء، قتلوا جراء غارات يعتقد ان طائرات روسية شنتها واستهدفت وسط مدينة دوما في الغوطة الشرقية، حيث تكثر الاسواق الشعبية والتجارية”.
وتتعرض دوما في الآونة الأخيرة لقصف كثيف، إذ قتل 12 شخصاً على الأقل الاربعاء في قصف صاروخي لقوات النظام.
وأعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” الأسبوع الماضي مقتل 70 شخصاً واصابة 550 آخرين في غارات جوية على سوق في المدينة في السادس من تشرين الثاني الجاري. كما أحصت المنظمة مقتل 15 شخصاً واصابة مئة آخرين بجروح في غارة جوية استهدفت في الخامس منه مستشفى ميدانيا في المدينة.
الى ذلك، قال المرصد إن عشرة مدنيين على الأقل بينهم طفل وسيدة قتلوا أمس في غارة جوية لقوات النظام على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في شمال سوريا.
ويسيطر “داعش” منذ مطلع 2014 على الباب، وتعرضت مقاره ومستودعاته في المدينة بغارات جوية شنّتها طائرات حربية روسية الشهر الماضي.
وفي مدينة حلب، سجّل المرصد “مقتل ثلاثة مواطنين على الاقل بينهم طفل” الى اصابة عدد من الاشخاص بجروح “جراء سقوط قذائف اطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق في شارع النيل وأماكن أخرى خاضعة لسيطرة قوات النظام في المدينة”.
وتحدثت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن “ارتقاء أربعة شهداء من عائلة واحدة جراء استهداف التنظيمات الارهابية بقذيفة صاروخية شارع النيل السكني”.
وفي ريف حلب الجنوبي، اوردت “سانا” ان وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية سيطرت على ثلاث قرى في المنطقة.
وأكد المرصد من جهته تقدم قوات النظام، مشيراً إلى استمرار الاشتباكات على محاور عدة في ريف حلب الجنوبي.
وأعلن المرصد ارتفاع حصيلة الغارات الروسية على مدينة البوكمال فيشرق سوريا إلى 71 قتيلاً.
اطلاق 37 أشورياً
وفي محافظة الحسكة، كشف المرصد الاشوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ان “تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي اطلق 37 شخصا كان قد اختطفهم يوم 23 شباط الماضي اثناء اجتياحه للقرى والبلدات الآشورية على نهر الخابور”. وقال مصدر في المرصد الاشوري إن المفرج عنهم “يتوزعون بين 27 امرأة وعشرة رجال، معظمهم كبار السن، وقد وصلوا صباحا الى بلدة تل تمر الاشورية من مناطق تحت سيطرة التنظيم قرب مدينة الحسكة”.
وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان الافراج عن المخطوفين، تزامناً مع اشارة مدير الشبكة الاشورية لحقوق الانسان اسامة ادوار الذي يتخذ استوكهولم مقراً له، الى ان “معظم المفرج عنهم يتحدرون من بلدتي تل شاميرام وتل جزيرة” في ريف الحسكة الشمالي.
واستناداً إلى المرصد الاشوري، ياتي اطلاق المخطوفين السبت “نتيجة جهود ومفاوضات حثيثة تقوم بها اسقفية سوريا لكنيسة المشرق الآشورية ومقرها مدينة الحسكة”.
لكن مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن قال إن الافراج عن المخطوفين جاء بعد “دفع مبالغ مالية كبيرة بموجب وساطة تولاها شيوخ عشائر عربية في سوريا والعراق”. وأضاف ان “التنظيم أبلغ المفاوضين أن كل من يثبت انه لم يقاتل ضده من المخطوفين سيتم الافراج عنه مقابل مبالغ مالية”.
إيران ستشارك في محادثات سوريا و«الجيش الحر» يقاوم «ضغوطا» للتفاوض مع روسيا
رئيس البرلمان الأوروبي: الأسد لن يبقى في منصبه طويلاً
عواصم ـ وكالات: نقل عن مستشار بارز للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قوله إن إيران ستشارك في الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية، وذلك بعد أسبوع من تهديد طهران بالانسحاب من العملية.
ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن علي أكبر ولايتي أكبر مستشار لخامنئي في الشؤون الخارجية قوله السبت إن «ايران ستشارك وبشكل فعال في محادثات (السلام السورية) مع الإعلان عن معاييرها والحفاظ على خطوطها الحمراء.»
وأضاف «سنساند حليفتنا سوريا ليس فقط في مجال الدفاع لكن أيضا على الساحة السياسية». وتدعم إيران الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة مقاتلين مدعومين من قوى إقليمية بينها السعودية وقطر وتركيا.
وقال دبلوماسيون هذ الأسبوع إن الجولة المقبلة من المحادثات الدولية ستبدأ على الأرجح في وقت لاحق هذا الأسبوع.
إلى ذلك قال المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد، أمس الأحد، إنه عبر لوزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، عن رفض فصائل المعارضة السورية المسلحة، الاستجابة لأي ضغوطات تهدف لدفعهم نحو التفاوض مع روسيا، أو المشاركة في مفاوضات «فيينا».
جاء ذلك في تصريحات عبر الهاتف، أدلى بها أبو زيد في العاصمة التركية أنقرة، وأضاف أن المعارضة تشترط الحصول على سلاح لمواجهة «الاحتلال الروسي»، وأن لا يكون الحصول على السلاح مرتبطا بمسار مفاوضات «فيينا».
وطالب أبو زيد بممارسة الضغط على النظام السوري من أجل الاستجابة للجهود الدولية. وقال «أوضحت لوزير خارجية بريطانيا بكل صراحة، أننا ننظر للتصريحات الروسية والإيرانية حول إيجاد حلول سياسية تتعلق بالأزمة السورية، على أنها مراوغات، وكذب مكشوف، لكسب المزيد من الوقت، ومن هذا المنطلق نطالب بدعم وتسليح غير مشروط، حتى نرغم تلك الدول على التخلي عن دعمها للنظام السوري».
وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، السبت، إن الرئيس السوري بشار الأسد «لن يبقى بمنصبه لفترة طويلة».
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، في إطار زيارة رسمية يجريها إلى إيران تستغرق يوماً واحداً، حيث قال شولتز «باعتقادي إن الأسد لن يكون له مستقبل طويل».
وأضاف شولتز أن الأزمة السورية لا يمكن حلها إلا عبر إطار مشروع حوار وطني، مشيراً « ينبغي الإجابة على جميع المسائل التي تدخل في نطاق جرائم الحرب. على سبيل المثال، يجب متابعة قضية إلقاء الحكومة السورية القنابل على شعبها».
وأشار شولتز أن كل شعب هو صاحب القرار حول مستقبله، وأن هذا الأمر لا يمكن غض الطرف عنه، موضحاً «ينبغي إجراء انتخابات حرة في سوريا، وأن يضع الشعب إرادته حول مستقبله، ويجب أن لا يتم الاكتفاء بالأسد في مسألة مستقبل سوريا، بل يتعين مشاركة كل المجاميع لتقرير مصير بلادهم».
تفجير الطائرة الروسية تحول مهم في «الإرهاب» ونقلة نوعية لتنظيم محلي تفوق على «القاعدة»
الدول العربية اختفت الواحدة تلو الأخرى من التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة»… وأمريكا تقوم بمعظم الغارات
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: قالت صحيفة «أوبزيرفر» في افتتاحيتها إن تحطم الطائرة الروسية «إي321- 200 إيرباص» في سيناء يوم السبت الماضي وقتل 224 مسافرا كانوا على متنها تحول إلى واحدة من اللحظات المهمة في الكفاح العالمي ضد الإرهاب الجهادي.
فالأدلة تتزايد على تعرض الطائرة لعمل إرهابي وقنبلة زرعت فيها فيما تستبعد كل الأسباب التي تشير لخلل فني أو عطل في جسمها. ويقول المحققون إن التحقيقات الأولى في الصندوق الأسود تظهر أن الطائرة تعرضت لتفجير مفاجيء فيما يشير المسؤلون الأمريكيون إلى رسالة تم اعتراضها من وكالة التنصت البريطانية «جي سي أتش كيو» التي تعرف مكتبها في قبرص على «ثرثرة» بين مقاتلي تنظيم الدولة في سيناء وسوريا وتحدثوا فيها عن مؤامرة تفجير.
وسجلت الأقمار الصناعية الأمريكية بريقا لامعا ظهر في اللحظة التي اختفت فيها الطائرة عن شبكات الرادار.
ورغم غضب الحكومة الروسية من «تعجل» بريطانيا في وقف الرحلات الجوية من وإلى شرم الشيخ إلا ان فلاديمير بوتين اتبع خطوات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وأوقف الرحلات الروسية إلى المنتجع الذي سافر إليه أكثر من 79.000 سائح روسي.
مخادعة
وتتفهم الصحيفة موقف كل من روسيا ومصر من التقارير التي أشارت إلى وقوع حادث إرهابي أدى لتحطم الطائرة الروسية لكنها ترى إن إصرارها على استبعاد العامل الإرهابي يعبر عن خداع. ويعرف بوتين حق المعرفة أنه «لو اعترف بوقوف «تنظيم الدولة» في العراق والشام وراء التفجير فسيخسر الدعم الشعبي الذي سينظر إليه كثمن لتدخله المتهور والإستفزازي في سوريا الشهر الماضي.
وقد يحمله شخصيا مسؤولية هذا العمل وأي هجمات إرهابية في المستقبل. ولهذا السبب وحده تواصل روسيا لعبة التشويش».
أما السلطات المصرية من الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن هم تحته فيعرفون أن أدلة قاطعة حول اختراق الإرهابيين لأمن شرم الشيخ ستكون كارثة على سمعة البلد وصناعة السياحة فيه «ولهذا يواصلون التمسك بسيناريوهات أقل إزعاجا ويشتكون في الوقت نفسه من إبقائهم في الظلام» حيث اشتكى وزير الخارجية سامح شكري من عدم تمرير بريطانيا المعلومات التي حصلت عليها للسلطات الأمنية المصرية.
فشل أمريكي
وتضيف الصحيفة أسبابا أخرى عن التردد «في تسمية القنبلة قنبلة» ومنها خوف الولايات المتحدة من نجاح تنظيم الدولة الإسلامية في عمل على هذه القاعدة وأنه سيعري ضعف استراتيجية الرئيس باراك أوباما التي تدعو «لإضعاف وتدمير» المنظمة. وأسوأ من كل هذا فتأكيد وقوف التنظيم وراء العملية ستعطيه دفعة.
وستكون تحولا مهما في تطور التنظيم الجهادي الذي لم يسمع أحد به قبل عام ونصف. فحتى وقت قريب لم يكن في وراد تفكير «تنظيم الدولة» القيام بعمليات خارج مناطقه التي كان يعمل على توسيع سيطرته وتعزيز قوته أي في العراق وسوريا وهي المناطق التي أعلن عليها ما يسمى «الخلافة».
ولهذا ركز كل جهوده على تجنيد الجهاديين للدفاع عن هذه المناطق. وبالمقارنة فالهجوم على الطائرة سيؤكد أنه يتبنى استراتيجية وقدرات عملياتية كبيرة.
وتقترح الصحيفة أنه في حالة تأكد وقوف التنظيم وراء العملية فسيكون مسؤولا عن ثاني أكبر هجوم مميت منذ هجمات إيلول/سبتمبر2001.
فمنذ الهجمات ظل الهجوم الأول هو ذلك الذي نفذته مجموعة شيشانية على مدرسة في بيسلان الروسية عام 2004 وقتل فيه 385 شخصا. وسيضع الهجوم «تنظيم الدولة» على قدم المساواة مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي.
وفي الوقت الذي تم فيه إضعاف قيادة القاعدة فتنظيم الدولة يقوده شخص يشبه اسامة بن لادن وهو أبو بكر البغدادي المعروف باسم «الشيخ الشبح»، وقد نجا على خلاف بن لادن من عدة محاولات اغتيال. ومنذ تفجيرات 11/9 فشلت القاعدة في كل عمليات تفجير الطائرات ومنها محاولة كشف عنها في 2006 لتفجير طائرات أمريكية كانت ستقلع من بريطانيا.
وترى الصحيفة أن «تنظيم الدولة» في هجوم سيناء قد انتصر على منافسته القديمة وهي «القاعدة». وسيزيد هذا من مستوى الجاذبية للبغدادي وجماعته بين الجهاديين المحتملين في العالم الإسلامي.
توسع دولي
وتتساءل «أوبزيرفر» عما سيمنع «تنظيم الدولة» من تفجير طائرات أخرى حول العالم بعد نجاحه بتفجير طائرة بالتعاون مع فرعه في سيناء.
وتحذر الصحيفة من خطر التنظيم على إسرائيل. فـ»تنظيم انصار بيت المقدس» الذي أعلن ولاءه للبغدادي يضم مقاتلين معظمهم من بدو شمال سيناء. ويضم أيضا مقاتلين متشددين من غزة. وقام في الماضي باستهداف إسرائيل. ويمثل أيضا تهديدا لتركيا حيث نسب التفجير الإنتحاري في أنقرة الشهر الماضي لعناصر تابعة له. وتوسع أيضا في غرب وشمال ليبيا حيث استهدف عمالا مسيحيين وذبحهم بالطريقة نفسها التي ذبح بها التنظيم الأم رهائن أجانب وطيارا أردنيا.
ولا يهدد خطر التنظيم دول الشرق الأوسط بل تشير التقارير لانتشاره في أفغانستان. والتحول نفسه باد في بنغلاديش التي شهدت سلسلة من عمليات قتل ناشرين وناشطين علمانيين. وفي تقرير لجيسون بيرك للصحيفة نفسها تحدث فيه عن عمليات القتل بالسواطير التي تمت في هذا البلد الذي يعتبر من أكبر عدد الدول الإسلامية سكانا.
ورغم تحميل السلطات البنغلاديشية جماعات إسلامية محلية المسؤولية إلا أن هناك مخاوف حقيقية من دور لـ»القاعدة» أو «تنظيم الدولة» في التخطيط لهذه العمليات.
ويعرف الجميع أسباب وجذور الظاهرة الجهادية إلا أن الدول الغربية ومنها بريطانيا لم تتوصل بعد إلى أجوبة ناجعة عليها.
وتشير الصحيفة للعوامل التي تحفز الجهاديين ومنها «الفتنة» الدائرة بين السنة والشيعة والفقر المزمن والتخلف الذي تواجهه معظم دول العالم الإسلامي وفشل الربيع العربي بإزاحة الأنظمة الديكتاتورية وغير الديمقراطية مثل نظام السيسي في مصر.
وهناك أيضا التاريخ الطويل والضار للتدخل الغربي في الشرق الأوسط والذي لم يتوقف. وتعتقد الصحيفة أن هناك أهمية لهزيمة تنظيم الدولة الذي أعلن الحرب على بريطانيا وحلفائها وضم إليها روسيا الآن.
وهذا يقتضي تعاونا دوليا وعملا عسكريا بقرار من مجلس الأمن في سوريا. وهو فعل يتعاون فيه الغرب والروس والعرب لوقف الحرب الأهلية في سوريا وإنهاء أزمة اللاجئين وبالضرورة سحق تنظيم الدولة الإسلامية. وفي النهاية «يحتاج خطر دولي إلى رد فعل دولي مشابه».
مصير التحالف الدولي
ومع ذلك فالتحالف الدولي لم يظهر بعد مما يعني استمرار خطر التنظيم ليس على مصر بل على المنطقة كلها وفي هذا السياق يعاني التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من مشاكل.
فالدول العربية التي شاركت في الغارات الأولى ضد «تنظيم الدولة» بدأت تتسلل الواحدة تلو الأخرى منه.
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير أعده كل من إريك شميدت ومايكل غوردون جاء فيه «في الوقت الذي تصعد فيه الولايات المتحدة من هجماتها الجوية ضد «تنظيم الدولة» في العراق وسوريا، تلاشت الدولة العربية منه وهي التي أرسلت طائراتها في الحملات الجوية الأولى وسط ضجة كبيرة».
واعتبرت إدارة أوباما مشاركة الطيران العربي جنبا إلى جنب مع الطيران الأمريكي كصورة عن التضامن ضد تنظيم الدولة.
ورغم استمرار القادة مثل الجنرال أوستن لويد الذي يشرف على عمليات العراق وسوريا في تقدير الدور العربي إلا أن الحملة ضد التنظيم تطورت الآن إلى جهود أمريكية بحتة حيث سترسل عشرات المقاتلات إلى تركيا لتعزيز الجهود القتالي ضد التنظيم.
وفي الوقت الذي حاولت فيه واشنطن تجنب الظهور بمظهر من يسيطر على الحرب إلا أن دول الخليج العربية المشغولة بتوفير الدعم للمعارضة السورية قد تركت بهدوء الحملة موكلة أمر إدارتها للأمريكيين. وخلال العام الماضي شنت الولايات المتحدة معظم الغارات الجوية في سوريا فيما شاركت الدول الغربية الأخرى في الهجمات على التنظيم داخل العراق.
ويرى التقرير أن سبب تحول الطيران العربي مرتبط بالحرب في اليمن. فقد حولت السعودية والإمارات المنشغلتان بمواجه التمرد الحوثي معظم طائراتها إلى هناك.
ونقل الأردن الذي شن غارات مكثفة ضد الجهاديين في الرقة بعد حرقهم الطيار معاذ الكساسبة طيرانه لدعم الجهود السعودية في اليمن. وشنت طائرات تابعة للبحرين آخر عملية لها فوق سوريا في شباط/فبراير العام الحالي، أما قطر فقد اكتفت بمهام استطلاعية ويظل دورها متواضعا.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال تشارلز براون جونيور والذي يقود العلمليات الجوية من القاعدة العسكرية في قطر «هم منشغلون بعمل أمور أخرى أهمها اليمن» مضيفا أن الحلفاء العرب لا يزالون يقومون بغارات جوية في سوريا ويسمحون للأمريكيين باستخدام قواعدهم العسكرية.
وأغارت الطائرات الإماراتية على سوريا في آذار/مارس والأردن في آب/أغسطس والسعودية في إيلول (سبتمبر) ولكن الحلفاء العرب يؤكدون أنهم لا يزالون يلعبون دورا هاما.
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم السفارة الأردنية في واشنطن أن الإلتزام الأردني بالقتال لم يتزعزع «ولا نزال شريكا ناشطا ومساهما في التحالف الدولي ونواصل القيام بطلعات ضد داعش». وبالسياق نفسه كانت مشاركة فرنسا وأستراليا في سوريا محدودة وركزتا على العراق فيما تعهد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بوقف المشاركة الكندية في العراق.
وعلى ما يبدو لا ترغب الكثير من الدول الغربية بنقل عملياتها إلى قاعدة إنجرليك الجوية التركية حيث ستصبح الأهداف أقرب.
ويبلغ حجم المشاركة العربية والغربية في الغارات 5% من 2.700 غارة على سوريا مقارنة مع 30% من 5.100 غارة في العراق حيث تحلق دول أعضاء في «الناتو» طائراتها. وقامت الولايات المتحدة بالكم الأكبر من الغارات في كل من العراق وسوريا.
وكان وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قد وعد الكونغرس بتصعيد الغارات ضد قادة التنظيم وحقول النفط التي تعتبر المصدر الرئيسي للدخل.
وبعيدا عن سوريا والعراق فقد تحول التركيز إلى سيناء التي ظلت بعيدة عن منال الصحافة الدولية والمحلية وأصدر النظام المصري قوانين تغرم الصحافيين في حالة نشرهم معلومات تناقض الرواية المصرية. والسؤال القائم هو عن مدي خطر التنظيم في مصر وتحولاته. وكيف استطاع «تنظيم الدولة» التحول من منظمة محلية تركز على مناطق وبناء أسس حكم عليها إلى منظمة دولية تنافس الدور التقليدي لـ «لقاعدة»؟
تحولات سيناء
والجواب نابع من الفروع التي بدأت تقسم الولاء له خاصة ما يعرف بـ «لاوية سيناء». وتقول إيما غراهام ـ هاريسون في «أوبزيرفر» أن المتمردين في سيناء بدأوا يوسعون طموحاتهم في اللحظة التي حمل فيها مقاتل صاروخا وانتظر تحت شجرة مرور مروحية للجيش المصري حيث أطلقه عليها.
وعنى سقوطها أن المتمردين بدأوا يستفيدون من النزاعات المتصاعدة في المنطقة. وزادت الطموحات أكثر بتفجير طائرة «ميتروجيت» الروسية.
وتضيف الصحافية أن القاهرة كافحت طويلا للسيطرة على منطقة سيناء ذات الكثافة السكانية القليلة.
ووجد المتمردون الإسلاميون فيها ملجأ بين المهربين والمجرمين. ومع ذلك ظلت حتى وقت قريب مكانا للإختباء والتدريب والتخطيط لهجمات وليس تنفيذها.
وترى الصحافية أن الأسباب وراء تحول سيناء لمركز عمليات الجهاديين مرتبطة بتغيرات أيديولوجية ولها علاقة بتداعيات عمليات القمع الذي مارسته الدولة والفوضى التي عانت منها الدول المحيطة بمصر.
فقد اتحدت فصائل مقاتلة هناك وأصبح لديها قدرات مالية وعسكرية غير مسبوقة وهو ما حولها لأهم فرع من فروع «تنظيم الدولة». وتنقل الصحيفة عن مهند صبري مؤلف كتاب «سيناء: دعامة مصر وشريان غزة وكابوس إسرائيل» قوله «ولاية سيناء، هي المظلة الوحيدة وقامت بضم كل فصيل جهادي في سيناء وربما مصر».
وتم استيعاب هذه الفصائل وصهرها تحت مظلة «أنصار بيت المقدس» والتي بدأت بالعمل عام 2011 وأقسمت الولاء لـ»تنظيم الدولة» عام 2014 لكي تصبح من أقوى فروع التنظيم خارج العراق وسوريا». ويرى أن المنظمة المنضبطة عسكريا والمتفوقة لا يتعدى المئات وهي محمية بدرجة كبيرة أما بقية العناصر الداعمة لها فتعتبر قوات راجلة.
وبهذا المعنى يتراوح عدد عناصرها الرئيسيين ما بين 500-600 مقاتل. ورغم صغر حجم التنظيم إلا أنه ترك أثرا على الوضع الأمني في شمال سيناء بشكل خاص ومصر بشكل عام. ونفذ سلسلة من العمليات الناجحة على مؤسسات الدولة وثكنات الجنود وأكمنة الجيش وحافلات السياح.
واحتل اسم التنظيم عناوين الأخبار عندما قام بعمليات نوعية في تشرين الأول/أكتوبر وكانون الثاني/يناير وتموز/يوليو من هذا العام وقتل العشرات. وكشف تفجير المروحية التابعة للجيش المصري عام 2014 عن امتلاك التنظيم صواريخ محمولة على الكتف «مانباد» ربما حصل عليها من مخازن النظام الليبي معمر القذافي.
وفي العام الماضي أعلن التنظيم عن توسيعه للحرب من تمرد في شمال سيناء إلى عمليات تستهدف السياح حيث قام بتفجير حافلة كانت تحمل سياحا كوريين في الطريق لمنتجع طابا. وقامت خلايا تابعة له بضرب مركز للشرطة في القاهرة والمنصورة وحاولت اغتيال وزير الداخلية السابق.
جذور الأزمة
وترى هاريسون أن المنطقة الواسعة التي يعمل منها تنظيم «ولاية سيناء» والقمع والرد القاسي من الجيش المصري أدى للفت الإنتباه لأزمة سيناء المتجذرة في جغرافيتها وموقعها وسط منطقة تعاني من أزمات. فقد ظلت تحت الإحتلال الإسرائيلي من عام 1967 حتى تسليمها للمصريين بموجب معاهدة كامب ديفيد.
وفي الثمانينيات من القرن الماضي أشرف نظام حسني مبارك على تطوير شرم الشيخ كمنطقة للسياحة الدولية ومكان للنخبة التي بنت على طول شواطئه مساكن فخمة.
ولم يعمل مبارك الكثير ليجعل سكان المنطقة يشعرون أنهم جزء من النجاح الإقتصادي. وعوضا عن ذلك عانوا عقودا من التهميش الإقتصادي والقمع السياسي.
ولم يسمع أحد بمعاناتهم بسبب القيود على تغطية أخبار المنطقة. وتقول الصحافية البريطانية إن سكان المنطقة البدو ربما كانت لديهم أطول قائمة مظالم ضد الحكومة في مصر، فقد شردوا من مناطقهم التقليدية واستبعدوا من صفقات استغلال المصادر الطبيعية مثل الغاز وأصبحوا غرباء في مناطقهم.
ورغم عدم توفر الأرقام حول نسبة البدو في سيناء إلا أن نمو قطاع السياحة عنى أن عددهم أصبح أقل من نصف أو ربع سكان سيناء البالغ عددهم نصف مليون نسمة حسب الخبير الإسرائيلي زاك غولد.
التهريب والتمرد
وبسبب غياب الفرص تحولت خطوط التجارة التقليدية إلى طرق تهريب وهو ما أسهم بدق اسفين بين البدو والحكومة. وعندما انتهى نظام مبارك بعد ثورة عام 2011 كانوا أول من يتمرد على الحكومة.
وكان غياب الثقة بين القاهرة وسيناء من العوامل التي جذبت من يعارضون الحكومة إلى شمال سيناء حيث حصلوا على تعاطف ودعم من السكان المحليين.
مع أن المتمردين الإسلاميين لم يكونوا يدافعون عن القبائل أو يخوضون معركة ضد الحكومة نيابة عنها.
فالتمرد الإسلامي حسب زاك يهدد البنية القبلية وسلامتها. وأدت سيطرة المقاتلين الإسلاميين على مناطق في سيناء لزيادة حنق الأهالي بعد قتلهم عددا من الأشخاص بتهمة التعامل مع الحكومة ومحاولتهم فرض إرادتهم على السكان المحليين ومنع تهريب السجائر والمخدرات. ويقول صبري إن المجتمع البدوي طالب الحكومة منذ عام 2011 لضمهم بطريقة جدية في الحرب ضد المتمردين لكن لم يحدث هذا.
ويشير غولد للتغير الذي حدث على الوضع في سيناء حيث يقول «في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي كان أعضاء الجماعات الجهادية من القاهرة والصعيد يأتون إلى سيناء لتقلي التدريب وليس من أجل تنفيذ هجمات» وتغير كل هذا عندما بدأت التنظيمات مثل «ولاية سيناء» استخدام العمليات الإنتحارية عام 2004.
«جماعة التوحيد والجهاد»
فقد قامت «جماعة التوحيد والجهاد» التي اشتركت أيديولوجيا مع تنظيم «القاعدة» في العراق بأول عملية انتحارية في طابا وقتلت 30 شخصا، وبعد عام قتل 88 شخصا في شرم الشيخ وعشرات آخرون ببلدة ذهب.
ويقول غولد إن «التوحيد والجهاد ركزت عملياتها على صناعة السياحة». واتسمت عمليات التنظيم هذا في الفترة ما بين 2004- 2006 باستهداف السياحة مع أنه خاض معارك مع قوات الأمن في فترات معينة.
وقادت عمليات القمع وملاحقة أفراد التنظيم إلى اعتقال عدد من الناس العاديين وهو ما أثار سخط السكان ضد الحكومة.
كما وانضمت بقية أفراد «التوحيد والجهاد» إلى التنظيم الجديد «أنصار بيت المقدس» وكان أحدهم توفيق محمد فريج الذي تحول للعقل المدبر لـ»أنصار بيت المقدس».
وهو الذي قاد هجوما على الحدود الإسرائيلية وقتل 8 جنود إسرائيليين. ويعكس الهجوم هذا الهدف الأول للتنظيم وهو قتال إسرائيل، لكن الولاء لتنظيم الدولة والذي جاء بعد قضاء قادة له عدة أشهر في الرقة عاصمة ما يعرف بالخلافة جلب معه المال والسلاح.
وفي الوقت الحالي تتميز سياسة الحكومة المصرية بمحاولة استعادة السيطرة على المنطقة وقمع التنظيم بالقوة رغم ما تجلبه هذه السياسة من حنق السكان وتعريض حياتهم للخطر، فهم بين سندان «ولاية سيناء» ومطرقة الجيش المصري.
وكما يقول صبري «فحتى لو نجحت الحكومة بوضع حد للهجمات فلن تنجح أبدا بوقف التشدد والتطرف والهجمات الإنتقامية المدفوعة بالسخط».
اتهامات لـ «رجال الكرامة» بالسويداء باغتيال أمين فرع حزب البعث فيها في محاولة للتحريض لحملات أمينة ضدهم
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي»: يحاول النظام السوري القضاء على حركة مشايخ الكرامة في السويداء بشتى الوسائل، إذ تم اغتيال قائد هذه الحركة الملقب باسم «الشيخ وحيد البلعوس» قبل عدة أشهر، بالإضافة للتحريض على هذه الحركة واختلاق التبريرات لشن حملة عسكرية من الممكن أن يقوم النظام بفتحها في حال وجد ذريعة مقنعة للدروز.
إحدى هذه الذرائع كانت اختطاف، ومن ثم اغتيال، أمين فرع حزب البعث في السويداء، «شبلي جنود»، والذي يعد أحد أكبر مخازن الأسرار للدائرة الأمنية في السويداء. ويبدو أن قاتليه أرادوا ضرب عصفورين بحجر واحد، عبر التخلص من شخص بوزنه يحمل الكثير من الأوراق التي يجب أن تبقى مغلقة، إضافة لإيجاد صيغة تسهل اتهام «رجال الكرامة» بهذا الأمر ومن ثم محاسبتهم عليه.
استغل النظام هذه الحادثة وأعلن اتهامات مباشرة لمن يطلقون عليهم في السويداء اسم «مشايخ الكرامة»، وقابل هذا الأمر استنفار من قبل الأخير ورفع للجاهزية تبعه بيان شديد اللهجة عبر صفحة مشايخ الكرامة على الفيسبوك ورد فيه : «الاتهام الموجه لمشايخ الكرامة بقتل المرحوم شبلي جنود يعتبر حربا أعلنتها الدولة علينا، ونحن إذ صبرنا طيلة الفترة الماضية كان هذا لحقن الدماء، ولكن بعد الذي وصلنا إليه قد نفذ صبرنا وبلغ السيل الزبى».
واعتبر البيان أن أي مساس بـ «رجال الكرامة» هو مساس بالجبل كله، وأن «الطاولة سوف تقلب فوق رؤوس الجبناء الذين يشعلون نار الفتنة في البيت الواحد».
الناطق باسم تنسيقية السويداء المعارضة للنظام، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، قال في حديث خاص لـ»القدس العربي» أن «أكثر القوة المناهضة للسلطة في المحافظة هم مشايخ الكرامة. والتفجير الذي راح ضحيته البلعوس ورفاقه كان ذلك للقضاء عليها وإضعافها. وهذا الاتهام لاستكمال ذات الهدف، وقد سبقه تحريض واسع على مشايخ الكرامة، وإطلاق إشاعات تنال منهم تمهيدا لهذا السيناريو»، على حد وصفه.
ويرى الناطق أن تصفية شبلي جنود «أمر أمني ونفذ بقرار من رئيس فرع الأمن العسكري بالسويداء وفيق ناصر، وكأن ما حصل يشبه سيناريو أبو ترابة «، في إشارة للشخص الذي ظهر على التلفزيون السوري وأجبره النظام على تبني اغتيال «البلعوس». وكان الشخص هنا هو «معن الزغبي» وقد حاولوا اعتقاله بعد أيام من اختفاء «جنود» وفشلوا في ذلك بطريقة كشفت تقريبا اللعبة.
وحول إمكانية تنفيذ حملة أمنية بحق من يطلق عليهم اسم «مشايخ الكرامة» بعد هذه التمهيدات، يقول الناطق: «إذا نجح التحريض ضدهم في الأوساط الشعبية، نعم ستكون هناك حملات أمنية عنيفة ضدهم وضدنا وضد الجميع. والناس يحكمها هنا الخوف والتوازنات الأسرية والقبلية، يحاربنا وفيق ناصر بولاء ذوي المصالح من أهلنا يحارب بعضنا ببعضنا».
ويأمل أبناء السويداء ألا تتطور الأمور لعملية أمنية ضد «مشايخ الكرامة» قد لا تحمد عقباها، بعد حفاظ السويداء على ذلك الأمان الذي من الممكن في أي لحظة أن ينفجر في حال استمرت حملات التحريض.
يذكر أن «حركة مشايخ الكرامة» حركة دينية كانت ولا تزال مانعا لتجنيد آلاف الشبان الدروز للالتحاق بالخدمة ضمن صفوف الجيش السوري.
«لواء شهداء اليرموك» يتبنى رسميا محاولة اغتيال قيادي في «جبهة النصرة» في درعا وتخوف من توسع نطاق الخطر خارج مناطق سيطرته
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي»: أعلن «لواء شهداء اليرموك»، المقرب من «تنظيم الدولة»، تبنيه رسمياً محاولة اغتيال القيادي في الجهاز الأمني لجبهة النصرة في درعا، رامي أبو عون، وذلك عبر تفجير عبوة ناسفة على جانب الطريق الذي يمر به أبو عون في بلدة صيدا بالريف الشرقي من درعا، وذلك بحسب بيان نشره اللواء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وأوضح البيان أن ذلك يأتي ردّاً على مشاركته في تدبير عملية اغتيال الشرعي المستقل، أحمد كسّاب المسالمة، ومرافقه قبل حوالي سنة.
أحمد المسالمة، ناشط إعلامي ومقرب من «لواء شهداء اليرموك»، قال في حديث خاص لـ «القدس العربي» ان لواء شهداء اليرموك «أصبح كما يعلم الجميع يفرض سيطرته على منطقة وادي اليرموك بقوة أكبر، ويفرض قوانينه وشروطه فيها على عناصره وعلى المواطنين. وقد أعلنوها سابقاً في بياناتهم أن أمراء النصرة هم أهداف لشهداء اليرموك».
وتابع قائلا: «هذا يعني أن شهداء اليرموك لا يخشى من أن يتبنى العملية، لأنهم اعترفوا بمحاولة اغتيال قبل هذه عندما حاولوا قتل الأمير العسكري لجبهة النصرة، طارق مسالمة أبو صلاح، ونتج عن العملية تفجير سيارته وإصابات طفيفة لأحد مرافقيه، ويريد شهداء اليرموك أن يوصل رسالة أنه ما زال قوياً حتى لو كان محاصر، وأن قواته الأمنية تخترق جبهة النصرة، ووصلت إلى أحد أكبر الأمراء فيها»، على حد تعبير المسالمة.
ورأى مؤيد أبازيد، وهو صحافي من درعا، أن «هذا الأمر يدل على تغلغل اللواء لمناطق خارج سيطرته، وهو أمر خطير سيما وأن هذا اللواء يعتبر ذراعا لتنظيم الدولة في درعا، ويحاول إخراج المعركة من منطقته في قرى اليرموك التي تحاصرها جبهة النصرة. الخوف من أن يكون لهذا اللواء خلايا نائمة في مناطق الريف الشرقي خاصة أن التواجد الأكبر للنصرة هو في هذه المنطقة».
وأشار للآثار السلبية لهذه الظاهرة من الاغتيالات وتبنيها وهي أن «لواء شهداء اليرموك» يحاول توسيع مناطق الاشتباكات لخارج إطار محاربة نظام الأسد، وهو نفس المنهج التي اتخذه «تنظيم الدولة»، وهذا ما سيؤثر على المقاتلين الذين يحاربون نظام الأسد في محافظة درعا، «بالإضافة إلى تشعب الاشتباكات وانتقالها لمناطق خارج سيطرة اللواء، وهي طريقة من اللواء لقذف الكرة خارج ملعبه، لكن جبهة النصرة ستقع في الفخ الدي يحاول فيه لواء شهداء اليرموك إيقاع النصرة فيه»، على حد وصفه.
ويأتي هذا في الوقت الذي يرى فيه البعض أن إعلان «لواء شهداء اليرموك» التبني الرسمي لعملية الاغتيال قد يثير جدلا أيضا حول عمليات اغتيال مشابهة ولا تزال ملفاتها مغلقة إلى الآن، بانتظار نتائج تحقيقاتها التي لا يبدو أنها بدأت بعد.
سورية: قصف عنيف على داريا في ريف دمشق
أمين محمد
شنّ طيران النظام السوري، اليوم الإثنين، أربع غارات على مدينة داريا، كبرى مدن الغوطة الغربية في ريف دمشق، موقعاً قتلى ومصابين، ومحدثاً المزيد من الدمار في المدينة المحاصرة منذ ثلاثة أعوام.
وذكر المركز الإعلامي في داريا، أن الطيران الحربي ألقى ستة براميل متفجرة شرق المدينة استهدفت منازل مدنيين، فيما أشار المجلس المحلي إلى مقتل مدني وإصابة آخرين، كما استهدفت قوات النظام المدينة بصاروخ أرض ــ أرض.
وكانت جهات مدنية وعسكرية في مدينة داريا ردت منذ أيام على مزاعم السفير الروسي في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، الذي قال إن النظام السوري توقف عن استخدام البراميل إثر دعوات متكررة من موسكو بشكل خاص لوقف استخدامها، لتجنب سقوط ضحايا مدنيين.
ونشر المجلس المحلي في داريا، ولواء “شهداء الإسلام”، بياناً باللغتين الروسية والعربية يدحض ادعاء المسؤول الروسي، ويؤكد أن طيران النظام لم يتوقف أبداً عن قصف المدينة، مشيراً إلى أن طيران النظام قصف داريا خلال أكتوبر الفائت بـ749 برميلا متفجرا.
الحسكة: “الاتحاد الديموقراطي” يفرض منهاجه الدراسي و”المجلس الوطني” يعتصم
سعيد قاسم
اعتصم المئات من أهالي مدينة المالكية “ديرك” في ريف الحسكة، الإثنين، احتجاجاً على قرارات “الإدارة الذاتية”، خاصة تلك المتعلقة بفرض تدريس المنهاج الكردي. وجاء الاعتصام استجابة لدعوة من “المجلس الوطني الكردي”، ورفع المعتصمون شعارات منددة بالمنهاج، واصفة إياه بـ”المؤدلج بفلسفة حزب الاتحاد الديموقراطي”.
الاعتصام سرعان ما تحول إلى تظاهرة، انضم إليها أهالي المدينة، منددين بممارسات حزب “الاتحاد الديموقراطي” ومؤسسته الأمنية “الأساييش” التي استخدمت من جهتها كافة الأساليب لتفريق المتظاهرين؛ ابتداءاً بإغلاق الطرق الفرعية المؤدية إلى مكان المظاهرة -أمام جامع الشيخ معصوم الديرشوي- وانتهاءاً بالاعتداء بالضرب على منظمي المظاهرة.
أحد منظمي الاعتصام، عضو الأمانة العامة لـ”المجلس الوطني الكردي” فؤاد ابراهيم، أوضح لـ”المدن”، بأن هذا الاعتصام يأتي ضمن برنامج عمل سياسي تبناه المجلس في آخر اجتماع له منذ حوالي أسبوعين، للتنديد بممارسات “الإدارة الذاتية” وسياستها “القمعية”. وأشار ابراهيم إلى أن فرض “الإدارة الذاتية منهاجاً دراسياً هو لخدمة توجهاتها السياسية.
وأشار ابراهيم، إلى أن قوات “الأساييش” قامت بتطويق المعتصمين، وتهديدهم وإغلاق الطرق الفرعية المؤدية إلى مكان المظاهرة. وأكد أن قوات “الأساييش” قامت بالاعتداء عليه أثناء حديثه هاتفياً مع القناة الفضائية “زاغروس” الكردية، حول قمع المتظاهرين من قبل “الأساييش”.
كما قامت قوات “الأساييش” بمصادرة معدات الإعلاميين المتواجدين في مكان التظاهرة، وأكدت مراسلة إذاعة “هيفي إف إم” المحلية عليا محمد، بأن قوات “الأساييش” قامت بمضايقتها ومصادرة كاميرتها وهاتفها المحمول، كما قامت بمصادرة أحهزة مراسلي القنوات الفضائية “روداو” و”زاغروس”.
وكانت قوات “الأساييش” قد حذرت قبل يومين من الاعتصام، “محلية المجلس الوطني” في المدينة، من القيام بأي نشاط سياسي ضد قرارات “الإدارة الذاتية” واعتقلت كلاً من رئيس “محلية المجلس الوطني” في المالكية محمد علي ابراهيم، وعضو اللجنة المركزية في الحزب “الديموقراطي الكردستاني” بسه عبدي، وعضو “محلية المجلس الوطني” عمر اسماعيل.
رئيس “محلية المجلس الوطني” في المالكية محمد علي ابراهيم، أكد لـ”المدن” أن قوات “الأساييش” اعتقلتهم قبل يومين من الاعتصام، وهددتهم بتحمل مسؤولية الاعتصام، مشيراً إلى أن “الأساييش” حذرتهم بأن قيام “المجلس” باعتصام غير مرخص من قبلها، سيضعهم أمام مسؤولية النتائج المترتبة عليه، في إشارة إلى تهديد “الاساييش” بفض الاعتصام بقوة السلاح.
وأوضح ابراهيم لـ”المدن” بأن قوات “الأساييش” أوقفتهم ليلة واحدة، في محاولة لإقناعهم عبر التهديد والوعيد، للكف عن القيام بالنشاطات المدنية ضد قرارات “الإدارة الذاتية”. إلا أن ابراهيم أكد أنهم ملتزمون بقرار “المجلس” الذي لا يعترف بشرعية “الإدارة الذاتية”.
وكان “المجلس الوطني الكردي” قد دعا قبل أسبوعين، عبر مجالسه المحلية ومنظماته الشبابية والنسائية –”اتحاد الطلبة” و”الشباب الكردستاني” و”الاتحاد النسائي الكردي”- جماهيره للقيام بتظاهرات ضد قرارات “الإدارة الذاتية”، خاصة فرض المنهاج الكردي. ويتهم أنصار “المجلس الوطني الكردي” “الإدارة الذاتية” باستهداف عقول الأطفال الأكراد، عبر تلقينهم عقيدة حزب “الاتحاد الديموقراطي” منذ الصغر.
وكانت تظاهرات “المجلس الوطني الكردي” ضد ممارسات “الإدارة الذاتية” قد بدأت بشكل محدود في بلدتي القحطانية ومعبدة في ريف الحسكة، قبل أن تشتد وتيرة الاحتجاجات بعد قيام “الإدارة الذاتية” بتضييق الخناق على نشاطات “المجلس” ومنع وفد له، في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، برئاسة رئيس المجلس ابراهيم برو، من زيارة إقليم كردستان العراق. بعد ذلك رفع “المجلس” من حدة تصريحاته ضد ممارسات “الإدارة الذاتية” ودعا إلى تظاهرات جماهيرية ضدها.
دعوات برو، لاقت صداها، السبت، في بلدة الجوادية، حيث تظاهر أكثر من خمسة آلاف شخص ضد قرارات “الإدارة الذاتية”. واتهمت قوات “الأساييش” باتباع أساليب النظام في التعامل مع المتظاهرين حيث أشار رئيس “محلية المجلس الكردي” في بلدة الجوادية، بأن قوات “الأساييش” ومن خلفها حزب “الاتحاد الديموقراطي” قاما بتنظيم تظاهرة مضادة ضد تظاهرتهم، بهدف مضايقتهم وتفريقهم، مؤكداً بأن قوات “الأساييش” جلبت بعض المتحالفين معها من عرب المنطقة والبعثيين القدامى بهدف تهديد المتظاهرين بخلق فتنة عربية–كردية إن قاموا بالنشاط السياسي ضد “الإدارة الذاتية”.
نائب رئيس “المجلس الوطني الكردي” فصلة يوسف، أكدت لـ”المدن” بأن المظاهرات ستستمر حتى رضوخ “الإدارة الذاتية” للمطالب بإلغاء “القوانين المجحفة بحقهم”، وأوضحت يوسف، أن “المجلس الوطني الكردي” لن يسمح لحزب “الاتحاد الديموقراطي” بالقضاء على مستقبل أطفالهم.
وأوضحت يوسف بأن حزب “الاتحاد الديموقراطي” ومن خلال قانون التجنيد الإجباري وفرض المنهاج الكردي المؤدلج، يسعى إلى جعل المناطق الكردية معسكرات قتالية يغرس فيها ثقافة السلاح منذ الصغر.
وأضافت يوسف بأن حزب “الاتحاد الديموقراطي” لا يختلف عن غيره من الأحزاب الشمولية والدكتاتورية، في استبداده وتحكمه بتفاصيل حياة المواطنين، وأشارت إلى أن القرارات التي يفرضها “الاتحاد الديموقراطي” تأتي بإيعاز من دمشق.
احتجاجات “المجلس الوطني الكردي” تأتي في وقت فشلت فيه جميع الجهود الدبلوماسية التي قام بها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني، لتقريب وجهات النظر بين “الاتحاد الديموقراطي” و”المجلس الوطني الكردي”. ولم تنتج اتفاقية دهوك التي وقع عليها الطرفان أواسط شباط/فبراير 2015 برعاية رئيس الإقليم، شراكة سياسية بين الطرفين في إدارة المناطق الكردية في سوريا.
الاختفاء القسري في سوريا: سوق سوداء
ميساء نقشبندي
أصدرت منظمة “العفو الدولية”، الخميس الماضي، تقريراً بعنوان: “بين السجن والقبر حالات الاختفاء القسري في سوريا”، عُرِّف فيه “الاختفاء القسري” بحسب “الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص” بحدوث أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية، مرتكباً على أيدي موظفي الدولة أو من يتصرف بموافقتها؛ ليعقبه إخفاء مصير الشخص.
هناك 65116 معتقل سوري بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” بينهم 58148 مدنياً، تعرضوا للاخفاء القسري، من قبل النظام السوري، خلال الفترة ما بين آذار/مارس 2011 وآب/أغسطس 2015. الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تصنيف النظام السوري كـ”مجرم ضد الإنسانية”، فهذه ببساطة هي قوانين الاعتقال في سوريا.
يذكر التقرير أن هذه العمليات الممنهجة بقوانين يعرفها جميع العاملين في مخابرات الدولة وأجهزة أمنها، من المحتمل أن تكون قد تسببت بظهور سوق سوداء على هامش منظومة الاختفاء القسري في سوريا. وتعلق الناشطة في قضايا معتقلي الرأي في سوريا، رافيا، أن ذلك ليس باحتمال، وإنما هو واقع تتعامل معه آلاف الأسر منذ ما لا يقل عن ثلاثة أعوام. فحجم التهمة وتورط مرتكبها الافتراضي لا تنفع إلا بزيادة أو إنقاص ما يجب دفعه ولمن. والتحقيق مع المعتقل وطريقة تعذيبه يتناسبان طرداً وقدرة الأهل على الوصول إلى السمسار المناسب وأداء المبلغ المطلوب بالسرعة الكافية. فـ”قانون الإرهاب” الذي يُحاكم بحسب نصوصه معتقلو المعارضة، أشبه بمزحة حقوقية تمتط موادها لتتلبس من كان فقيراً وتتقلص لتتفادى من يدفع أكثر، حسب رافيا التي اعتقلت مرتين لنشاطها في زيارة المعتقلين في السجن المركزي، لتقدم بعض العون المادي لفقراء المعتقلين المنسيين.
خرجت رافيا من المعتقل بعدما دفع أهلها نصف مليون ليرة سورية للمحقق المسؤول عن قضيتها، كي يتهاون في تحقيقه، أي لا يستخرج منها الاعترافات عنوة بالضرب، وكي يسمح لها بشراء شامبو للقمل، من أماناتها المالية لدى الفرع الأمني المعتقلة فيه. كما دفع أهل رافيا نصف مليون ليرة للقاضي في “محكمة الإرهاب”، كي لا يستسهل توقيفها في السجن، كما اعتاد أن يفعل مع مئات لم يمتلكن حظها، وعلاقات أهلها وقدرتهم على دفع تكاليف إنقاذها. في حين يترك النظام المئات من المعتقلين، استهتاراً وطمعاً بصفقة مربحة، ما يجعل من فقر السوري سبباً إضافياً لبقائه في السجن.
تتعامل رافيا غالباً مع أبو خضر، المتطوع في أحد فروع الأمن وسمسار المعتقلين ومن “عليهم شيء” خارج أوقات الدوام. ويساعد أبو خضر، رافيا، في خدمات متنوعة، أولها “التفييش” وهو التأكد من أن المواطن غير مطلوب من فرع ما، وتتراوح تسعيرته اليوم مابين ثلاثة آلاف ليرة سورية وعشرة، حسب مصدره جنائي أم هجرة، وحسب نقله شفوياً أو مطبوعاً. ويكاد “التفييش” يصبح سلوكاً يقوم به الكثيرون روتينياً وتحسباً لتشابه أسماء أو أي مصادفة قد تدفع بهم إلى غياهب معتقلات “الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود”.
ويقدم أبو خضر كذلك خدمة معرفة مكان المعتقل، وتتراوح تسعيرتها بين بضعة عشرات من الآلاف إن كان في الجنائية أو السياسية، ويعلو الرقم للتأكد من وجوده في فروع أكثر رعباً كالعسكري أو الجوي. وبإمكانه أحياناً المساعدة في معرفة مسار التحقيق والتأثير بدرجة التعذيب حسب المحقق وعدد الجلادين؛ فبعض المحققين “لقمتهم كبيرة” بحسب ما يقول أبو خضر. هنا تنتهي قدرات أبو خضر، الذي يزعم أنه يقوم بهذا العمل تعاطفاً مع أهالي المغيبين، وأن ما يصله هو من الجمل أذنه، فيما يباهي بسيارة الدفع الرباعي الحديثة التي اقتناها منذ فترة قصيرة.
بعدها يأتي دور المحامين السماسرة، الذين يحبون أن يفيدوا ويستفيدوا حسب الأستاذ سمير أحد المحامين المختصين في قضايا “الإرهاب”. وسمير يستطيع أن يعلم تسعيرة كل قاضٍ في المحكمة، زاماً شفتيه عند اعترفه بعدم معرفة “مفتاح” أحد القضاة، ما يُعيق الوصول إلى مرحلة الرشوة، دون معرفة الشخص الموثوق من قبل المرتشي، فالوشايات كثيرة. فرجال الأمن والقضاء يخشون بعضهم، كيف لا؟ والمنافسة على مناصب باتت تعرف بأسعارها والثروات اليومية التي تجمعها.
يذكر تقرير المنظمة الدولية، شهادات من معتقلين سابقين وأهالي مفقودين، لكنها تعتبر قليلة بالنسبة لحجم المصيبة التي تمس الكثير من بيوت السوريين، كما أنها قديمة بالنسبة لهم. فقصص كتلك هي جزء من يوميات الآلاف، يحكيها بقال الحي وزميل العمل وحتى سائق سيارة الأجرة إن ائتمن جانب زبونه. كل السوريين يعلمون من هو نظامهم وكمّ طغيانه، وأكثرهم معرفة بذلك هم رجال الأمن أنفسهم، كما يقول أبو خضر، لكنهم اعتادوا هذا الظلم حتى بات القاعدة وغدت الإنسانية كذبة ينكرون وجودها في هذا العالم أصلاً.
وتناشد “العفو الدولية” في ختام تقريرها النظام السوري بوقف ما يمارسه من “عمليات الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والتعذيب وغير ذلك من ضروب المعاملة السيئة والإعدام خارج نطاق القضاء، وتطلب منه منح المراقبين الدوليين المستقلين الإذن دون عائق بزيارة جميع المحرومين من حريتهم والسماح لهم بالتحقيق ومراقبة الأوضاع داخل منشآت الحجز وإعلام عائلات الأشخاص المحتجزين في عهدة السلطات بمصيرهم وأماكن تواجدهم واستقبال جميع الطلبات المقدمة بهذا الخصوص”.
ويرى أبو خضر أن النظام وفى بمتطلباته تلك في وقت سابق، لكنه اقتاد المراقبين إلى سجون اختارها بزيارات مرتبة جداً، حتى أنه وضع كمبيوترات للمساجين في إحدى المنشآت، إمعاناً في تفريغ كل مطلب عادل من معناه ليتعزز فقدان أي احساس بالجدوى. وتبدو مطالبات “العفو الدولية” بالنسبة لرافيا، رفاهية لا تتجرأ على الحلم بها، فلو كان النظام يفكر هكذا ما قامت ثورة ضده، كيف وهذه السياسة الممنهجة هي سبب عيش السوريين في مملكة الخوف والصمت عقوداً. يشاركها ذات الرأي مدير “برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” فيليب لوثر، معلقاً على التقرير بوصفه ما يحدث في سوريا بحملة منظمة صممت لنشر الرعب بين الناس وسحق أدنى بادرة على معارضة النظام في أنحاء البلاد.
تهيب منظمة “العفو الدولية” بمجلس الأمن بالإقرار بوجود حملة شاملة ومنهجية من الاختفاء القسري تنفذها الحكومة السورية وإدانتها، وتطالب المبعوث الأممي كما طالبه عشرات الأفراد والهيئات الحقوقية سابقاً بإعطاء الأولوية لمسألة الاختفاء القسري وظروف الاحتجاز أثناء المحادثات التي يعقدها مع السلطات السورية وغيرها من الأطراف المعنية بالأوضاع في سوريا.
ورغم أن المنظمة لطالما ذكرت الاعتقال في تقارير سابقة، إلا أنها اليوم تطلق حملة واسعة موجهة للرئيس الأسد مباشرة، تخاطبه فيها بـ”فخامة الرئيس”، وتطالبه بالسماح لمراقبين مستقلين بدخول البلاد وتفقد السجون. وربما تحاول المنظمة إعادة الاهتمام بواحد من أثقل الملفات العالقة في الشأن السوري، وقد يكون الأكثر جوهرية وإلحاحاً وتعبيراً عما تعنيه الجنسية السورية بالنسبة للسوريين: حياة وكرامة، قد تسحق أي لحظة تحت أرجل من يسمون سخرية: رجال الأمن.
الساروت محاصرٌ من جديد
تسارعت الأحداث والأنباء المتواترة عن قائد كتيبة “شهداء البياضة” عبد الباسط الساروت، ووصلت إلى ذروتها عند محاصرة “جبهة النصرة” و”فيلق حمص” و”أحرار الشام” مؤخراً لمنطقة مرابطة “شهداء البياضة” في ريف حمص الشمالي الشرقي. حصار أسفر عن مقتل عنصرين من كتيبة “شهداء البياضة” وأسر مرشد أبو طلال ونضال الساروت، المصابين سابقاً.
لا يمكن قراءة الحدث بمعزل عن سياقه الزمني، فالقصة بدأت عند خروج الساروت ومجموعته مع المحاصرين من حمص القديمة إلى ريف حمص الشمالي، في صفقة أيار/مايو 2014، التي أفضت لخروج المحاصرين بسلاحهم. وبدأت أطراف من تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” و”أحرار الشام” باستقطاب المقاتلين الخارجين من الحصار. وبين تلك الأطراف الثلاثة تضخم الاستقطاب، رغم الهدنة غير المعلنة بينهم.
وعندما اشتد القتال بين تنظيم “الدولة” من جهة و”جبهة النصرة” و”أحرار الشام” من جهة أخرى، انعكس الأمر على الموالين والمبايعين للتنظيم في ريف حمص الشمالي، فقامت “النصرة” و”الأحرار” بحملة تصفية ضد كل من اعتقدت أو تيقنت بولائهم لتنظيم “الدولة”، في أيار/مايو 2015، والمعروفة بحملة “آل زعيب”. ووقف حينها عبد الباسط الساروت، موقف الحياد، ودعا لحقن الدماء وعدم قتل المجاهدين لبعضهم، الأمر الذي يُسعد النظام ويُحقق ما عجز عنه خلال السنوات الماضية.
ونتيجة لوضع جبهة “شهداء البياضة”، بمحاذاة جبهات تنظيم “داعش”، كثرت الأقاويل عن مبايعة الساروت للتنظيم، ما حدى بكثير من الإعلاميين لنقل الخبر، وشنّ هجوم عنيف عليه.
فما كان من الساروت، مكرهاً، إلا الرد على الحملة الإعلامية ضده، والتي اعتبرها في حينها “بعيدة عن الثورة ولا تليق بها” فقام بإصدار مقطع مصور، في آب/أغسطس 2015، ينفي فيه مبايعة “شهداء البياضة” للتنظيم. في المقطع المصور قال الساروت رأيه البسيط والصريح، بإنه لن يقاتل إلا النظام، ولن يكون تابعاً لأحد، ولن يتدخل في قتال الفصائل لبعضها البعض. الساروت رضي بحكم المحكمة الشرعية التي يسيطر عليها “الأحرار” و”النصرة”، ثقةً منه بأن مكانته الثورية، ستشفع له من أي افتراء.
“المحكمة الشرعية العليا لحمص” أعلنت الأحد، أن قائد “شهداء البياضة” عبد الباسط ساروت، “آوى عدداً من الأشخاص المهمين في تنظيم داعش بعد معركة تلبيسة، ويسر هروبهم إلى مناطق التنظيم”. لكن الساروت اعتبر أن المحكمة الشرعية “قاض وجلاد”، في إثباتها البيعة عليه، كما كان متوقعاً بعد التحقيق مع العناصر الأسرى من كتيبته، وبعض شهادات “الثقاة” من المحكمة. وتعني إدانة المحكمة الشرعية، حكماً إعدام مسبق على الساروت، إن سلّم نفسه وسلاحه وعناصره للمحكمة. فما حصل لـ”آل زعيب” ومن معهم، لم يمضِ عليه وقت طويل يكفي للنسيان.
اتهمت المحكمة الساروت، في بيان لها، بأنه رفض حكم الشرع، بعد موافقته عليه سابقاً، وأصرت المحكمة على ثبوت البيعة رغم إعلان الساروت نفيه لها. وإن كان الساروت مبايعاً، فسيحصل على الحماية من “داعش”، لكنه حكم على نفسه بالإعدام من قبل “داعش” بعدما نفى البيعة. فتنظيم “الدولة” لا يقبل بيعة مشروطة، ولا يقبل بيعة السر.
هاجمت القوى الثلاث الأساسية في ريف حمص الشمالي؛ “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” و”فيلق حمص” مقار “شهداء البياضة” في ريف حمص الشمالي الشرقي، وجبهاتها، وصادرت الأسلحة والعتاد والذخيرة من المقرات، ما تسبب في فرار بعض عناصر الكتيبة ومحاصرة قرابة 25 عنصراً رفضوا تسليم أنفسهم، وتم إخراج الساروت إلى مكان آمن نسبياً، بعيداً عن متناول “النصرة” و”الأحرار”، حتى الآن.
حاول الكثيرون الدخول على خط الوساطة، ولكن تعنت “النصرة” لم يفسح المجال للنوايا الطيبة للوصول إلى حلٍّ مرضٍ للجميع. فـ”النصرة” تريد رأس الساروت ومقراته، التي تحاذي تنظيم “الدولة”. كما تريد “النصرة” تأمين خاصرتها الشرقية كون الساروت صرح أكثر من مرة، أنه لن يشارك في اقتتال بين “أخوة المنهج”، وهو أمر لم تقبل به “النصرة” و”الأحرار”.
يسعى أحد الناشطين المعروفين إلى هدنة بضمانة أحد رموز شيوخ الدعوية السلفية، تسمح للساروت بالخروج من الحصار المفروض عليه، على أن يلتحق بـ”جيش الفتح” شمالاً، وهو أمر لا زال المحاصرون من “شهداء البياضة” يرفضونه، لأنه نفي إجباري لذنب لم يرتكبوه، ما يوجب عليهم الابتعاد عن أهلهم في الريف الشمالي.
يجد الساروت نفسه اليوم، منتهكاً بعد اقتحام “النصرة” و”الأحرار” لمنزل أهله، واعتقال صهره وفرض الاقامة الجبرية على أمه ونساء عائلته. وأضحت “شهداء البياضة” محاصرة مرة أخرى، من قوات النظام وتنظيم “داعش” من الشرق، ومن “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” من الغرب.
ولا يشكل هذا الحصار إلاً تجسيداً لأطراف الثورة المُحاصَرَة، المنهكة المرهقة بحسابات الآخرين، على أرض الثورة، التي صدح بأغانيها الساروت بعدما كان لفترة طويلة رمزاً للثورة الشعبية الطامحة إلى الحرية.
التخلص من الساروت “حارس كرامة الشعب السوري”، سيعني الكثير لأعداء الثورة، من “أخوة المنهج”. وهذا لا ينفي ولا يستبعد خيارت حمقاء، أقدم عليها الساروت، وقد يُقدم عليها مستقبلاً في ظل تلك المعادلات الأمنية.
“المدن” تكشف تحالف واشنطن-موسكو وقوات “سوريا الديموقراطية”
منذ بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا أواخر شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، اتجهت الأنظار إلى إيران وما ستكون عليه ردة فعلها تجاه دخول اللاعب الروسي بشكل مباشر إلى ساحة الحرب في سوريا، وتوليه إدارة العمليات، ما قد يؤدي لإبعادها إلى الخطوط الخلفية، إن لم يكن إقصاؤها بشكل نهائي عن دور القيادة الذي استأثرت به حتى طغت على قيادة أركان الأسد. وظهرت تحليلات كثيرة عن أن عهد التسلط الإيراني على قرار أجهزة المخابرات السورية والجيش، دفع الرئيس السوري بشار الأسد، إلى الاستعانة بروسيا من أجل تخليصه من الهيمنة الإيرانية.
في هذا السياق، كشفت مصادر دبلوماسية لـ”المدن” عن خطوات روسية جاءت بالتزامن مع بدء العملية العسكرية في سوريا، حيث شهدت العاصمة السورية دمشق اجتماعاً، وصفته المصادر بالـ”عاصف”، بين قائد الفرقة الرابعة العميد ماهر الأسد، وقائد فيلق “قدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وكان موضوعه حل ميليشيا “الدفاع الوطني” ودمج معظم مقاتليها في صفوف الفرقة الرابعة.
بحسب معلومات المصادر فإن المسعى الروسي لم ينجح حتى الآن، حيث رفض سليماني الخوض فيه، والتخلي عن ميليشيات تحقق نفوذاً لفيلقه في معظم المحافظات السورية. ومن ذلك، يتبادر سؤال عمّا إذا كانت أعداد القتلى الإيرانيين، القياديين في فيلق “قدس” المرتفعة في الآونة الأخيرة، لها علاقة بهذا الموضوع، حيث يدور حديث عن تعرض تلك القيادات إلى عمليات تصفية خلال الشهر الماضي، ترى المصادر بأن الاحتمال قائم، ويمكن أن يتحقق من خلال تسريب روسي لإحداثيات القادة الإيرانيين المتواجدين في مقراتهم، إلى كل من له مصلحة بالتخلص منهم، خصوصاً أن بنك المعلومات لمثل هذه الأمور بحوزة الروس بشكل رئيسي.
من جهة ثانية، تكشف المصادر عن شركاء أوسع خارج الحدود السورية في هذا الموضوع، وأبرزهم مصر، ودولة خليجية تربطها علاقة متذبذبة مع المعارضة السورية، بحسب وصف المصادر، حيث جرى تشكيل مجلس عسكري بإشراف روسي-مصري، وشركاء سوريين، هم زعيم حزب “الاتحاد الديموقراطي” صالح مسلم، ورئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية سابقاً أحمد الجربا.
مهمة هذا المجلس هي الدخول في محادثات مباشرة مع النظام السوري عند إنجاز ملف الأزمة السياسية ضمن المخطط الروسي. عملياً يبدو هذا المجلس خالياً من الصلاحيات أو التأثير، لغياب حيثية عسكرية له داخل سوريا. المصادر تقول عكس ذلك، وتؤكد أن القوة العسكرية لهذا المجلس موجودة داخل سوريا، وهي حالياً تشهد دعماً واسعاً من قبل واشنطن وموسكو، وتتألف من “وحدات حماية الشعب”، و”وحدات حماية المرأة” الكرديين، و”التحالف العربي السوري”، و”جيش الثوار”، و”بركان الفرات”، و”قوات الصناديد”، و”تجمع ألوية الجزيرة”، و”المجلس العسكري السرياني”. تلك القوى شكّلت تحالفاً في ما بينها سمّي “قوات سوريا الديموقراطية”. وتقول المصادر لـ”المدن” إن “قوات سوريا الديموقراطية” هي البداية لتشكيلات عسكرية أخرى انتهى العمل على تأسيسها وستباشر عملها قريباً ابتداء من الشمال الشرقي، لكن هذا الأمر يثير قلقاً تركياً لغرابة التحالف العسكري القائم بين قوات لها علاقات مع النظام مثل “جيش الصناديد” الذي يضم مقاتلين من عشيرة “شمر” ويتلقى السلاح من النظام في الحسكة، وبين قوات تقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية” وأخرى معارضة للنظام، وجميعهم يتلقون دعماً أميركياً على نطاق المساندة الجوية من قبل التحالف، أو إلقاء الأسلحة والذخائر من الجو.
تلك المعلومات تتقاطع مع تصريحات حصلت عليها “المدن” من الملازم في قوات البيشمركة العراقية اراس هركي، الثلاثاء الماضي، كشف فيها عن تلقي قوات “سوريا الديموقراطية” غطاءً جوياً روسياً خلال معركة أطلقتها القوات في محافظة الحسكة بدءاً من منطقة الهول الحدودية مع العراق، ضد مواقع تنظيم “داعش”.
في السياق، تشير مصادر “المدن” إلى أن معلومات متوفرة لأنقرة تقول إن تلك القوات تتواصل مع النظام بشكل مباشر، حيث عقد لقاءان، الأول في دمشق عقب إلقاء الأسلحة والذخائر من قبل الطائرات الأميركية الشهر الماضي، والثاني عقد في دول مجاورة لسوريا، مع عسكريين أميركيين يتابعون الأوضاع الميدانية في سوريا منها. هذا السلوك كان الدافع وراء استدعاء أنقرة للسفيرين الأميركي والروسي في الرابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحصلت “المدن” على تشكيلة المجلس العسكري الذي تكوّن في مصر، وهو يضم “اللواء محمد عزو خلوف معاون مدير ادارة أمن الدولة وهو من الطائفة السنية، واللواء ابراهيم جاسم الغبن مدير هيئة العمليات وهو من الطائفة السنية، اللواء هشام خلاف وزيراً للدفاع وهو مسيحي، واللواء فؤاد حمودة قائد القوات الخاصة وهو من الطائفة العلوية، واللواء أكرم العبدالله، أوكلت إليه قيادة الشرطة العسكرية وهو مسيحي، واللواء طلال شلاش الناصر من الطائفة السنية، والعميد الركن شهم قاسم وردة وهو اسماعيلي، والعميد الركن إلياس موسى وهو مسيحي، والعميد الركن محمد لاوند وهو علوي، والعميد الركن صابر ميا من الطائفة العلوية، والعميد الركن ابراهيم محمد الدروش من الطائفة السنية، وأخيراً العميد الركن أحمد محمد الغرة من الطائفة السنية”. وتتقاطع هذه الأسماء مع تسريبات نشرها موقع “أورينت نت” قبل أيام.
المعارضة تتقدم جنوبي حلب وتتصدى للنظام في محيط القلعة
خالد الخطيب
فشلت قوات النظام والميليشيات الطائفية في السيطرة على بلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي، على الرغم من تكرار محاولة الهجوم على البلدة من محاور متعددة، في ظل قصف جوي مكثف للمقاتلات الحربية الروسية التي رافقت القوات المقتحمة منذ بدء عملياتها على مشارف الحاضر منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر. وخسرت قوات النظام عدداً من البلدات والمواقع المهمة جنوبي الحاضر كانت قد سيطرت عليها في وقت سابق، بالقرب من تلة البنجيرة الاستراتيجية.
وتمكنت المعارضة المسلحة من إعادة سيطرتها على بلدتي كفر حداد وخربة الزواري وأجزاء من تلة البنجيرة، بعد معارك عنيفة خاضتها السبت ضد قوات النظام والميليشيات التي انسحبت إلى مواقعها الخلفية في تل دادين والحميدية، بعدما تكبدت خسائر كبيرة في صفوف مقاتليها وعتادها الثقيل.
من ناحيته، أكد القائد العسكري لـ”الجبهة الشامية” المقدم محمد الحمادين، لـ”المدن”، أن المعارك التي تخوضها المعارضة من مختلف الفصائل المنضوية في “غرفة عمليات فتح حلب” في محيط بلدة الحاضر، ضد قوات النظام والميليشيات، قد حققت نتائج ملموسة على الأرض من خلال استعادة بعض النقاط والقرى التي كانت قد خسرتها مطلع تشرين الثاني. ووصف المقدم الحمادين تلك المعارك بالمصيرية، والتي “تهدف من خلالها القوات المعادية إلى السيطرة على بلدة الحاضر ومن ثم العيس ومجموعة التلال الاستراتيجية المحيطة التي تؤمن تغطية نارية كاملة على أغلب مناطق ريف حلب الجنوبي المحررة”.
قوات النظام وبعد أن واجهت مقاومة عنيفة من قبل المعارضة على مشارف بلدة الحاضر تسعى الآن للالتفاف على البلدة من محاور متعددة، لتوسع خطوط الاشتباك وتشتت المعارضة مستهدفةً القرى والبلدات الجنوبية والشمالية في تل ممو والعزيزية اللتين شهدتا، الأحد، معارك عنيفة بين الطرفين. كما أن سيطرة المعارضة على كفر حداد وأقدام تلة البنجيرة، ليست بالمستقرة، حيث تشهد معارك كر وفر بين الطرفين حتى اللحظة، بحكم موقعها المنخفض الذي قد يمكن قوات النظام والميليشيات من تكرار السيطرة عليها.
من جانب آخر، تشهد الجبهات الشمالية من ريف حلب الجنوبي في محيط بلدتي الوضيحي والسابقية، معارك عنيفة بين النظام والمعارضة التي أطلقت المرحلة الثانية من عملياتها العسكرية بهدف استعادة المواقع والبلدات في محيط كتيبة المدرعات الملاصقة لبلدة السابقية والتي حولها النظام إلى ثكنة عسكرية ومرابض نارية لمدفعيته الثقيلة وقواعد للصواريخ الموجهة ضد معاقل المعارضة المسلحة جنوبي حلب.
المرحلة الأولى التي كانت بقيادة “جبهة النصرة” وفصائل من “غرفة عمليات فتح حلب” كانت قد حققت تقدماُ سريعاً خلال الأسبوع الماضي، بالسيطرة على بلدتي القراص والحويز وتلتيهما. ومع بدء المرحلة الثانية، تمكنت المعارضة من السيطرة على ثلاثة تلال استراتيجية تطل بشكل مباشر على كتيبة المدرعات وبلدة الوضيحي، وهي تلال السرو والمقبرة والتينة، بالإضافة لتلة التينة المجاورة.
عضو المكتب الإعلامي في “كتائب ثوار الشام” عمر كلاسي، أشار في حديثه لـ”المدن”، إلى أن معارك عنيفة تشهدها جبهات الوضيحي وكتيبة المدرعات والسابقية، بين المعارضة وقوات النظام التي بدأت تسحب بعض آلياتها الثقيلة باتجاه مواقعها الخلفية بعد تدمير عدد كبير منها بصواريخ مضادة للدروع.
وقد دمّر مقاتلو المعارضة، وفق كلاسي، أكثر من خمسين آلية ثقيلة بينها مدرعات وراجمات صواريخ منذ بدء الحملة العسكرية على ريف حلب الجنوبي، بالإضافة إلى مقتل المئات من عناصر النظام والميليشيات اللبنانية والعراقية والإيرانية التي تنتشر على معظم جبهات القتال جنوبي حلب. الأمر الذي أثر إيجاباً على معنويات مقاتلي المعارضة الذين تمكنوا من الصمود خلال الأيام الأولى للمعركة، ما دفعهم للحفاظ على مواقعهم الخلفية، والتفكير جدياً بإعادة تحرير ما خسروه خلال الفترة الماضية.
في السياق، فجّرت قوات النظام، ظهر السبت، نفقاً ملغماً كانت قد حفرته تحت مقرات المعارضة المسلحة في محيط قلعة حلب الأثرية، في محاولة للتقدم والسيطرة على القصر العدلي في المدينة القديمة. وتزامن التفجير مع بدء هجوم عنيف شنته قوات النظام وميليشيا “الدفاع الوطني” من محاور متعددة في المدينة القديمة، في ظل قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف نقاط تمركز المعارضة في باب الحديد وباب النصر والسويقة.
عضو المكتب الإعلامي في “لواء أحرار سوريا” التابع لـ”الجبهة الشامية” سامي الرج، أكد لـ”المدن”، أن اشتباكات عنيفة اندلعت السبت بين المعارضة وقوات النظام التي فجرت نفقاً تحت المباني الأثرية في محيط قلعة حلب، في قلب المدينة التاريخي. ووفق الرج، فقد تمكنت المعارضة من التصدي للقوات المقتحمة باتجاه القصر العدلي، وقتلت 10 عناصر على الأقل بينهم عناصر تابعة لميليشيا “الدفاع الوطني”. وأشار الرج إلى أن قوات النظام تسعى إلى التقدم نحو المباني الحكومية المرتفعة نسبياً في قلب مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، والتي تمكنه من رصد المنطقة بالكامل، وشل حركة قوات المعارضة وإبعاد خطرها عن قلعة حلب ومحيطها.
من جانب آخر، جرت اشتباكات متقطعة بين فصائل المعارضة من “فتح حلب” من جهة وقوات النظام والميليشيات من “لواء القدس الفلسطيني” و”حركة النجباء العراقية” من جهة ثانية، في محيط مسجد الرسول الأعظم في حي جمعية الزهراء غربي حلب، تبادل خلالها الطرفان القصف بالأسلحة الثقيلة، ولم تسفر عن أي تغيير على الأرض.
من جانبه، نفذ الطيران الحربي الروسي المزيد من الغارات الجوية التي استهدفت كلاً من معمل الإسمنت في حي الشيخ سعيد وكرم الطراب وباب النيرب والميسر وخان العسل والراشدين وباب الحديد، بالإضافة إلى قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي القريبة من خطوط الاشتباك، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى من المدنيين وقوات المعارضة.
كذلك قصف طيران النظام بنوعيه الحربي والمروحي، مدن وبلدات ريف حلب الشرقي التي تخضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”. وتركز القصف على مدينة الباب التي ألقى فيها الطيران المروحي أكثر من عشرة براميل متفجرة، بالإضافة إلى خمس غارات بالصواريخ الفراغية نفذها الطيران الحربي، والتي راح ضحيتها أكثر من عشرة أشخاص وقرابة 100 جريح. كما طال القصف الجوي قرى وبلدات الشيح أحمد وريان وام أركيلة ومحيط مطار كويرس العسكري الذي يشهد معارك عنيفة بين قوات النظام والتنظيم، دون تغيير على خريطة السيطرة والانتشار شرقي مدينة السفيرة.
في حين شهد ريف حلب الشمالي اشتباكات عنيفة ليل السبت/الأحد بين قوات المعارضة وتنظيم “الدولة الإسلامية” في محيط قرية كفرة في ريف حلب الشمالي، حيث تمكنت المعارضة من التصدي لعناصر التنظيم الذين حاولوا التسلل إلى البلدة شرقي أعزاز. وتزامنت الاشتباكات مع غارات جوية شنها طيران “التحالف الدولي” مستهدفة مواقع التنظيم في الصوامع واسنبل وحور النهر وتلالين وحربل.
المعارضة السورية تتصدى للنظام بجوبر ودرعا
أعلنت المعارضة السورية المسلحة أنها صدت هجوما جديدا لقوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي ومسلحين من حزب الله اللبناني لاقتحام حي جوبر شرقي العاصمة دمشق وكبدتها خسائر فادحة، كما تصدت فصائل المعارضة لمحاولة قوات النظام التسلل إلى مواقعها في أحياء درعا البلد والمنشية بمدينة درعا جنوب البلاد.
وأشارت مصادر المعارضة المسلحة إلى أن مقاتليها كبدوا قوات النظام خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، ودمروا آليات عسكرية، في حين تسببت المعارك والقصف في مزيد من الدمار بحي جوبر.
وفي ريف دمشق قتل شخص وأصيب آخرون في غارات روسية وبراميل متفجرة ألقتها طائرات النظام السوري على مدينة داريا بالغوطة الغربية. يأتي هذا بالتزامن مع اشتباكات عنيفة دارت بين المعارضة المسلحة وقوات النظام المدعومة بمقاتلين أجانب في الجهتين الغربية والشرقية من داريا.
وفي سياق متصل، أفاد ناشطون بمقتل عدد من عناصر جيش النظام خلال اشتباكات مع كتائب المعارضة على جبهة المرج بالغوطة الشرقية، في حين قصف جيش النظام بالرشاشات الثقيلة مزارع وبساتين مدينة الكسوة بريف دمشق.
قتلى وغارات بحمص
وفي تطور آخر وسط سوريا، أفادت مصادر للجزيرة بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح في غارات للطيران الروسي على مدينة القريتين الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حمص الشرقي.
كما تعرضت بلدة مهين ومدينة تدمر الخاضعتان لسيطرة التنظيم لقصف آخر من قبل الطيران الروسي. وأشار ناشطون أيضا إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة آخرين في الغارات الروسية على بلدة مهين.
من جهة أخرى، أعلنت عدة فصائل عسكرية تابعة للمعارضة السورية المسلحة في ريف حمص الشمالي عن تشكيلها ما سمتها “غرفة عمليات رص الصفوف في منطقة الحولة” بهدف مواجهة هجمات قوات النظام المدعومة من الطيران الروسي على مناطق المعارضة المسلحة في ريف حمص.
وفي محافظة حماة شمال حمص انسحبت قوات النظام من منطقة عطشان بعد هجوم لكتائب أنصار الشام وأجناد الشام استهدف مراكز حيوية لها في المنطقة بريف حماة الشمالي.
وفي اللاذقية على الساحل السوري أعلنت حركة أحرار الشام استهداف مواقع النظام في بلدتي جب الغار والسكري بريف اللاذقية.
وفي حلب شمال البلاد قصف كتائب المعارضة معاقل قوات النظام في حي الطراب، في حين دارت اشتباكات على جبهات تلة البنجيرة وتلة البقارة بريف المدينة.
تصد بدرعا
في غضون ذلك، أفادت مسار برس بمقتل عنصرين من قوات النظام وجرح آخرين خلال تصدي قوات المعارضة لمحاولة القوات الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد التسلل إلى مواقعها في أحياء درعا البلد والمنشية بمدينة درعا، حيث جرت اشتباكات بين الطرفين.
أما في ريف درعا فقد جرت اشتباكات متقطعة اليوم على جبهات بلدات زمرين وأم العوسج وكفر ناسج ومدينة الشيخ مسكين بين فصائل المعارضة وقوات النظام التي تحاول تعزيز مواقعها على أطراف اللواء 82.
في الأثناء، استهدفت قوات المعارضة تجمعات قوات النظام في مقر الفرقة التاسعة واللواء 79 بمدينة الصنمين وكتيبة المدفعية في بلدة جدية بالمدفعية والصواريخ، في حين تعرضت مدن وبلدات إنخل وسملين وزمرين وكفر ناسج وعتمان واليادودة لقصف مدفعي نفذته قوات النظام، مما أوقع عددا من الجرحى تم نقلهم للمشافي الميدانية.
في سياق آخر، اغتال مجهولون إبراهيم مسالمة قائد كتيبة شهداء العمري التابعة للواء توحيد الجنوب بحسب مسار برس، في حين جرت اشتباكات متقطعة بين كتائب المعارضة وتنظيم الدولة في منطقة اللجاة بريف درعا أوقعت قتيلين من التنظيم وجرح آخر.
اجتماعات ثنائية لفصائل معارضة سورية بموسكو ودون جدول أعمال مسبق
روما (9 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن قوى بالمعارضة السياسية السورية، التي ستجتمع في موسكو، لم تحصل على أي برنامج عمل، كما لن يشمل لقاءات جماعية وسيقتصر على لقاءات ثنائية بين ممثلي كل فصيل معارض الجانب الروسي.
ومن المفترض، وفق مصادر مشاركة في هذه الاجتماعات، فإن اللقاءات ستكون ثنائية فقط، وسيمثلها عن الجانب الروسي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومعاونيه، فيما يمثلها عن كل جانب سوري رئيس التيار المعارض أو من يمثله.
وتستضيف موسكو هذا الأسبوع مجموعة من القوى السياسية السورية المحسوب بعضها على المعارضة والبعض الآخر على النظام، من بينها هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي والجبهة الشعبية للتحرير والتغيير، ويحضر عنهما المنسق العام حسن عبد العظيم، ورئيس الجبهة قدري جميل، فضلاً عن رؤساء أو ممثلي أحزاب سورية معارضة مرخّصة تُتّهم بقربها من النظام.
ووفق المصادر، فإن لائحة المدعوين مشابهة تقريباً لمدعوي لقاء موسكو (الأول والثاني)، وستكون هذه الاجتماعات دون ورقة عمل مسبقة ودون برنامج واضح، كما لم يذكر الروس في دعوتهم الاهداف الرئيسية من وراء هذه الاجتماعات، التي لن يحضرها ممثلون عن النظام.
هيومان رايتس ووتش: “جيل كامل من السوريين مهدد بسبب الانقطاع عن الدراسة“
اكدت منظمة هيومان رايتس ووتش أن أكثر من 400 ألف طفل سوري يواجهون مشاكل كبرى في مواصلة التعليم في تركيا ولايذهبون إلى المدارس.
وحذرت من أن “جيلا من الأطفال الأردنيين عرضة للخطر.”
واستقبلت تركيا ملايين المهاجرين السوريين النازحين عن بلادهم بسبب الحرب الأهلية التى تشهدها منذ نحو 4 سنوات.
وأوضحت المنظمة الحقوقية في تقرير لها أن التلاميذ السوريين يواجهون أزمة رغم سماح السلطات التركية لهم بالالتحاق بالمدارس الحكومية بسبب مشاكل اللغة وعدم الاندماج في النظام التعليمي التركي.
وتضيف المنظمة أن التلاميذ السوريين يواجهون أيضا ازمات مالية تتعلق بتوفير الادوات الدراسية موجهة نداءا للعالم بتوفير موارد مالية عاجلة لدعم هؤلاء التلاميذ ومساعدتهم على الحصول على فرصة لمواصلة الدراسة.
وحذرت المنظمة من أن جيل التلاميذ السوري الحالي يواجه أزمة كبرى بسبب نقص التعليم وانعدام الطموح في الحصول على فرصة أفضل في المستقبل وهو ماقد يؤثر بشكل أكبر في وقت لاحق.
وأوضحت المنظمة أن ذلك يدفع كثيرا من اللاجئين السوريين إلى المخاطرة بحياتهم وعبور مياه البحر الأبيض المتوسط باتجاه اوروبا.
وتستضيف تركيا أكثر من مليوني مهاجر سوري بينهم أكثر من 700 الف طفل وصبي في عمر الدراسة الأساسية.
وقالت المنظمة إن على الحكومة التركية والشركاء الدوليين العمل بسرعة لإلحاق الأطفال السوريين في تركيا بالمدارس.
وتوضح المنظمة أن التعليم سيساهم في التقليل من مخاطر الزواج المبكر والتجنيد العسكري للأطفال من قبل الجماعات المسلحة في سوريا كما يحقق الاستقرار لمستقبلهم الاقتصادي عبر زيادة الاحتمالات أمامهم، ويضمن تجهيز الشباب السوريين اليوم بشكل أفضل لمواجهة الصعوبات المتوقعة في المستقبل.
وأجرت هيومان رايتس ووتش قبل 5 أشهر مقابلات مع أطفال سوريين مهاجرين يعيشون خارج المخيمات.
وقال العديد منهم إنهم واجهوا في البداية مشكلة الانقطاع عن التعليم في سوريا بسبب تضرُّر مدارسهم أوالسيطرة عليها من قبل الجماعات المسلحة.
وأوضحت المقابلات أن بعض الأطفال خسر ما يقارب 4 سنوات من الدراسة نتيجة ذلك ، واصبح غير قادر على الذهاب إلى المدرسة في تركيا.