أحداث الاثنين 15 كانون الأول 2014
النظام ىتقهقر في إدلب ويحاول «خنق» حلب
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
صعدت أمس القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر من «حزب الله» عملياتها في ريف حلب لتضييق الخناق على المدينة قبل بدء التفاوض لتطبيق خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وسط مطالبة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بتوسيع تجميد القتال إلى جنوب البلاد حيث تحقق المعارضة مكاسب عسكرية، في وقت أفيد عن «تقهقر» عدد من حواجز الجيش النظامي أمام هجمات المعارضة في ريف إدلب شمال غربي البلاد.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن «قتل 26 معارضاً وتسعة من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها في اشتباكات في منطقة حندرات إثر هجوم شنته القوات الموالية للنظام التي حققت تقدماً خلال هذه المعارك».
وأعلن مصدر في «حزب الله» اللبناني الذي يقاتل إلى جانب القوات النظامية في تصريحات لصحافيين أن «عشرات المسلحين» المعارضين قتلوا في هذه الاشتباكات، فيما أفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بسيطرة الجيش النظامي على «مزارع الملاح بالكامل وعلى منطقة جنوب وغرب حندرات في ريف حلب».
والمعركة في حندرات المستمرة منذ أسابيع حاسمة لمقاتلي المعارضة الذين يسعون لإبقاء سيطرتهم على بعض أرجاء هذه المنطقة الاستراتيجية من أجل المحافظة على خطوط إمدادهم التي تمر عبر طريق رئيسي تسعى القوات النظامية إلى السيطرة عليه. وأوضح عبدالرحمن أنه «في حال سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة فإن ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام».
وأجرى السفير رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي محادثات مع مسؤولين سوريين في دمشق لتطبيق خطة «تجميد» القتال بدءاً من حلب، بالتزامن مع لقاء دي ميستورا وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسيل مساء أمس.
وقال «الائتلاف» في بيان إنه أبلغ المبعوث الدولي «رفض تجميد القتال في حلب فقط، إذا لم يشمل باقي المدن السورية كالقلمون ودرعا (جنوب)، خشية أن ينقل نظام الأسد قواته من جبهة حلب إلى الجبهات القتالية الأخرى» وبضرورة أن تكون خطته صادرة بقرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع «منعاً لخرقه من قبل نظام الأسد».
وفي ريف إدلب المجاورة، قتل 12 من القوات النظامية في معارك خاضتها هذه القوات مع مقاتلي المعارضة الذين هاجموا معسكري الحامدي ووادي الضيف قرب مدينة معرة النعمان الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غربي البلاد. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن «مقاتلي «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» تمكنوا من تحرير حواجز عسكرية عدة تابعة لقوات الأسد خلال معركة تحرير معسكرات وادي الضيف والحامدية»، مشيرة إلى أن «حواجز قوات الأسد بدأت في الانهيار أمام تقدُّم الثوار الذين تمكنوا من تحرير حاجزَي الضبعان والزعلانة في وادي الضيف، إضافةً إلى السيطرة على حاجزَي القاروط والكمين في محيط معسكر الحامدية ليرتفع عدد الحواجز المحررة إلى سبعة حواجز». وأكدت «الدرر الشامية» مقتل غدير سليمان قائد العمليات العسكرية للقوات النظامية في وادي الضيف وعدد من جنوده».
إلى ذلك، وزع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منشورات في مناطق سيطرته شرق سورية وغرب العراق، تضمنت 32 سؤالاً وجواباً عن «السبي والرقاب». وفي المنشور، يسأل معدوه عن جواز «سبي» النساء والأطفال ثم تأتي الإجابة بـ «نعم»، وهي الإجابة ذاتها على سؤال آخر تناول جواز «وطء» النساء والفتيات من غير المسلمات حتى لو كن في مرحلة الطفولة.
كما أجاز المنشور الجمع «بين الأقارب وبين الأختين، وبين الأمة وعمتها، والأمة وخالتها في ملك اليمين، لكن لا يجوز الجمع بينهما في الوطء، من وطأ واحدة منهن فلا يحق له أن يطأ الأخرى، لعموم النهي عن ذلك».
“النصرة” تسيطر على قاعدة عسكرية في شمال غربي سورية
بيروت – أ ف ب
تمكنت “جبهة النصرة”، الذراع السورية لتنظيم “القاعدة”، اليوم، من السيطرة على قاعدة عسكرية استراتيجية تابعة لقوات النظام في ريف إدلب، إثر هجوم استمر نحو 24 ساعة.
وأعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن “جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) مدعمة بتنظيم جند الأقصى، سيطرت على معسكر وادي الضيف ومحيطه في ريف مدينة معرة النعمان، شمال غربي البلاد، بعد هجوم عنيف بدأتاه صباح أمس، تمكنتا خلاله من السيطرة على حواجز ومواقع قوات النظام داخل المعسكر ومحيطه”.
وسيسمح هذا الانتصار السريع لمقاتلي “النصرة” بالسيطرة على غالبية مناطق ريف إدلب الحدودية مع تركيا.
وكانت أبرز قوى المعارضة تحاصر معسكر وادي الضيف الخاضع لقوات النظام منذ نحو سنتين، من دون أن تتمكن من السيطرة عليه.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “تقدم الجهاديين له أهمية رمزية كبيرة، كما أنه يظهر أن جبهة النصرة تسيطر فعلاً على المنطقة”.
وخلال هجومها على معسكر وادي الضيف، “استخدمت جبهة النصرة دبابات وأسلحة ثقيلة أخرى، كانت استولت عليها الشهر الماضي من “جبهة ثوار سورية” (المدعومة من الغرب)” ، وفق عبد الرحمن.
ويمثل انتصار تنظيم “جبهة النصرة” على “جبهة ثوار سورية” ضربة لجهود الولايات المتحدة، من أجل تدريب مقاتلي المعارضة المعتدلة لتعديل موازين الثقل مع “جبهة النصرة”.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على معرة النعمان منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2012. ويحاولون منذ ذلك الوقت التقدم في اتجاه معسكري الحامدية ووادي الضيف القريبين، اللذين توجد فيهما قوات ضخمة للنظام يجري تأمين الإمدادات لها غالباً عبر الجو.
«النصرة» يعتقل 4 سعوديين من عناصر «داعش» في سجون «سرية» بـ«الغوطة»
الدمام – منيرة الهديب
تواصلت حروب «الإخوة الأعداء» في تنظيمي «داعش» و«النصرة»، فيما تحول الشبان السعوديون وغيرهم من الأجانب المنتمين إلى هذه التنظيمات الإرهابية إلى «حطب» لمعركة التنظيمين المولودين من رحم «القاعدة»، إذ أعلن «داعش» احتجاز نحو 40 من عناصره في سجون «النصرة» بمنطقة الغوطة الشرقية السورية، بينهم أربعة سعوديين. (للمزيد)
وقسم البيان الأَسرى بحسب أسمائهم الحركية إلى «مهاجر» (غير سوري)، و«أنصاري» (سوري الجنسية)، وبلغ عدد من سموا «المهاجرين» نحو 13، بينهم أربعة سعوديين، هم: «أبوتميم، وأبوحمزة، أبوالطيب، أبوعلي»، وينحدر الأخير من منطقة الجوف (شمال السعودية). وأكد التنظيم في بيانه أن «تنظيم النُصرة غدر بهم»، ونشر عناصر تنظيمي «داعش» و«جبهة النُصرة» مقاطع تعذيب مُصورة، يتهم كل منهما الآخر بارتكابها في حق الأسرى من الطرف الآخر. وتداول متعاطفون مع «النصرة» (ذراع «القاعدة» في سورية) خلال الأيام الماضية مقطعاً مصوراً لتعذيب شبان في مكان يحوي شعار كتيبة «البتار» التابعة لـ«داعش»، ادعت «النصرة» أنهم عناصرها المعتقلون في سجون «داعش»، فيما تداول عناصر «داعش» مقاطع لتعذيب أسرى في معتقلات «النُصرة».
قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة حمود الزيادي: «إن الغدر والاعتقال والتصفيات الجسدية، بل حالات الاغتصاب، هي حوادث متتالية ومتوالية بين الجماعات المتطرفة، سواءً تجاه بعضها، أم داخل دوائر التنظيمات ذاتها، لطبيعة هذه التنظيمات التي تشيع بين صفوفها حالات الإقصاء والإلغاء الكلي للمختلف معها واستباحة دمه وماله وعرضه، لأن التطرف في الأساس مُصادِم لأية قيمة أخلاقية». ودعا الزيادي إلى «عدم الاستغراب من الممارسات غير الأخلاقية لأي تنظيم أو مجموعة متطرفة، أو حتى الفرد المتطرف».
فرنسا: تفكيك شبكة لإرسال جهاديين إلى سورية
باريس – أ ف ب
أفاد مصدر في الشرطة الفرنسية بأنه جرى تفكيك شبكة يشتبه في أنها ترسل جهاديين إلى سورية صباح اليوم في منطقة تولوز، جنوب غربي فرنسا.
وأوضح المصدر أن اعتقالات جرت أيضاً في منطقة باريس وفي النورماندي، غرب البلاد. والعملية التي نفذتها شرطة مكافحة الإرهاب وعناصر وحدة “ريد”، وهي وحدة نخبة في الشرطة، طاولت “عشرة أهداف” في مقاطعات عدة. ولم يعرف عدد الأشخاص الذين اعتقلوا، ولا مواصفاتهم.
وتشير المعلومات الأولية المتوافرة إلى أن هذه الشبكة أرسلت عناصر للقتال في سورية.
وواجهت فرنسا خلال العام الحالي ارتفاعاً كبيراً في عدد الشبان الذين توجهوا للقتال في سورية والعراق، وهم يشكلون خطراً في حال عودتهم مع احتمال تنفيذهم أعمال عنف.
وارتفع عدد طالبي الجهاد في سورية أكثر من 80 في المئة منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، وفق وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الذي أكد وجود أكثر من 400 فرنسي في سورية. كما أعرب أكثر من مئتي شخص آخرين عن رغبتهم في الرحيل، وعاد حوالى 120 شخصاً، فيما هناك حوالى مئتين في طريقهم إلى سورية وخمسين قتلوا هناك، وفق معلومات رسمية.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قال الشهر الماضي إن “حوالى 50” مواطناً فرنسياً قتلوا أثناء مشاركتهم في معارك في صفوف الجهاديين في سورية.
وقال فالس عقب اجتماع أمني في بوفيه، شمال باريس: “نعرف أن عدد المواطنين الفرنسيين المتورطين في هذه الظاهرة يزيد عن ألف”.
وقال إن “ذلك يشدد عزمنا على مكافحة الإرهاب”.
الأمين العام لـ”قوات أبو الفضل العباس” لـ”النهار”: تخاذُلنا في سوريا سبّب دخول “داعش” العراق
بغداد – فاضل النشمي
على رغم الدخول المبكّر للجماعات الشيعية العراقية المسلحة في الصراع السوري، فإن الأمين العام لقوات أبو الفضل العباس الشيخ أوس الخفاجي يرى ان “التخاذل” وعدم الاشتراك في الحرب السورية أديا الى دخول تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) العراق. وقال في مقابلة مع “النهار” ان قواته المنضوية تحت مسمى “الحشد الشعبي” تقاتل في اكثر من مكان في العراق ضد التنظيم المتطرف، واعرب عن اعتقاده ان وراء دخول “داعش” واحتلاله مدينة الموصل في 9 حزيران الماضي عوامل اقليمية ودولية معقدة.
وهنا الاسئلة والأجوبة:
■ هل لك ان تحدثنا عن لواء أبو الفضل العباس؟
– هو أول تشكيل عسكري مقاوماتي ان صحت العبارة، أسسه العراقيون في سوريا، نتيجة الظرف الذي احيط بمقام السيدة زينب. ولم يتشكل لمقاتلة الثورة السورية او المنتفضين، انما للدفاع عن النفس بعدما اقدم الارهابيون على قتل بعض العراقيين الموجودين في سوريا، نواته كانت عراقية. ثم انضم اليه بعض السوريين الموجودين في محيط السيدة زينب.
■ هناك من يقول إن تشكيله اتى برغبة سورية – ايرانية – لبنانية؟
– هذا الأمر غير دقيق. أسسه العراقيون، ومنهم الشهيد أحمد كيّارة والشهيد فاضل صبحي أبو هاجر والشيخ عزيز البهادلي وحيدر الجبوري أبو شهد واحمد الحجي وعقيل الموسوي، اضافة الى الأخ السوري أبو عجينة وكان يعمل في محل للبقالة في قرية الفوعة العلوية.
■ ما هي صلة “قوات ابو الفضل العباس” التي تقودونها باللواء؟
– لنا صلة بهم منذ البداية، وقد زودناهم مقاتلين من هنا. حينذاك، لم يوجد هيكل اداري، كآمر للتشكيل او اللواء وما اليه، كان تركيزهم ينصب على حماية أنفسهم والدفاع عن مقام السيدة زينب. في البدء كانوا يدافعون عن انفسهم بالعصي والسكاكين، وحين سقطت قذائف الهاون على محيط السيدة في شهر محرم، ازداد عددهم والتحق بهم الكثير من الشباب العراقيين. حين حصلت مشكلة الموصل سحبنا كثيراً من قطاعاتنا هناك وتوزعوا على اكثر من جبهة ولم ينحصروا بنا. تستطيع القول إن القوات هي امتداد طبيعي للواء ابو الفضل.
■ لكن قتالهم لم ينحصر في الدفاع عن السيدة زينب وامتد الى محافظات سورية أُخرى؟
– يطول الحديث إن اردنا الاستفاضة، ولكن في بداية الامر كانت مهمتهم ضمن محيط السيدة زينب، ثم الحق بعد ذلك، عصائب أهل الحق من العراق وحزب الله اللبناني واخذوا جبهات أخرى، اما لواء أبو الفضل فبقي في مكانه. اختاروا مقر قيادة في المكان نفسه ولا يزال هناك.
■ ألا يزال العراقيون يقاتلون في سوريا؟
– نعم وقد كنت هناك قبل أسبوعين تقريباً.
■لماذا يقاتل العراقيون في سوريا ويتركون القتال في العراق وخصوصاً مع الخطر الداهم الذي يمثله “داعش”؟
-هذا سؤال جيد، في قناعتهم وقناعتنا، ان التخاذل عن نصرة سوريا كان سبب دخول “داعش” العراق.
■ واين وجه التخاذل وقد ذهبتم في وقت مبكر للقتال في سوريا؟
– كانت نواة لواء أبو الفضل العباس 30 شخصاً ثم ارتفع ليصل الى 1500 شخص، وهذا عدد لا يكفي بالتأكيد، فتوى المرجعية وما تلاها من تطوع هما ما ردع “داعش” ولكن في سوريا لم يحصل ذلك.
*ثمة وجهة نظر متقاطعة تقول إن الجماعات الشيعية العراقية صارت حطباً لتنور الصراع الاقليمي بين ايران من جهة والسعودية ودول الخليج من جهة اخرى، وذلك غذى دخول “داعش” العراق؟
– هذه وجهة نظر، وترد بان ساحات الاعتصام في الرمادي وغيرها لم تتشكل بسبب وجود شيعي الى جانب النظام في سوريا، وعلى أية حال من يبحث عن سبب يجده، ابناؤنا كانوا موجودين هناك أصلاً وتعرضوا لسلسلة من الاغتيالات.
■ بقاؤهم في سوريا اليوم ربما يبعث برسالة مفادها ان الجماعات الشيعية تفضّل القتال الى جانب نظام بشار الاسد على القتال الى جانب سنّة العراق لطرد “داعش”؟
– هذا غير صحيح، لأن كل تشكيل يقاتل في سوريا اليوم، له قسم يقاتل الى جانب اخوته في المحافظات السنيّة في العراق. لاحظ ان أول شهيدين اعطيناهم من قوات أبو الفضل العباس كانا سنّياً وشيعياً.
■ طيب لماذا تراجعت سمعته في العراق بعدما كان له صيت واسع في سوريا؟
– كان له مقار ثابتة هناك، كان في مقام السيدة زينب، وكان الزوار ينقلون ذلك فاشتهر اللواء. قتالنا هنا اكثر شراسة، لكنه لا يحظى بسمعة كبيرة. قبل سقوط الموصل توجهنا الى سامراء، ثم توجهنا الى الدجيل وتمركزنا في حزام بغداد الجنوبي.
■ كيف تعالجون مسألة التمويل وما اليه؟
– في بداية الأمر اعتمدنا على بعض الوحدات العسكرية الحكومية التي لنا وجود معها، بعد ذلك اعتمدنا على مصادر تمويل خاصة، لم نتصل بدولة او أية جهة، اعتمدنا على تمويل وتبرعات اشخاص شيعة لديهم امكانات مادية، ولم نكن نشعر بالاستغراب حين يطرق احدهم علينا الباب وقد جلب سيارة او قطعة سلاح لنا. أحياناً يطرقون الباب ويأتون بعشرة مدافع هاون مع عتادها. احدهم جلب لنا مدفعاً (يضحك).
■ سكان وساسة المناطق السنيّة يشكون من تجاوزات قوات الحشد الشعبي ويقولون انها تقتحم منازلهم وتسرق ممتلكاتهم؟
– انا معك، لكن الظروف معقدة والفساد موجود في كل مكان والمسيؤون كذلك. احيانا يحصل المقاتلون على سيارات من “داعش” نوع “بيك أب” فيفككونها ويبيعونها لتمويل أنفسهم.
■ أعرف شخصاً يقاتل في الحشد الشعبي يقول إن جماعات الحشد تنظر الى السنّة على انهم “دواعش” وتالياً فأموالهم غنائم؟
– أحد مقاتلينا في قضاء اليوسفية ونطلق عليه لقب “درع اليوسفية” لديه سجل خاص، يقوم بتدوين اغلب الاموال التي يحصلون عليها بعد مغادرة اهلها، ومن ثم يحتفظ بها في مكان خاص ويرجعها الى اهلها في وقت لاحق في حال
عودتهم.
■ كيف تنظر الى مستقبل الصراع مع “داعش”؟
– نحن نشكك في الدوافع التي اوجدت “داعش” وكيف سقطت الموصل، هناك دوائر كثيرة اوجدته، سواء من دول الجوار او غيرها. الدعم الدولي للعراق جاء متأخراً كثيراً. لو كان لدينا اسلحة ومعدات جيدة فان “داعش” لن يبقى طويلاً. اميركا تقول انها في حاجة الى ثلاث سنوات للقضاء على “داعش” ونحن نشكك في نياتها، ولا ننسى ان “داعش” يحصل على اسلحة ومعدات من جهات مختلفة. ومع ذلك لو خلي بيننا وبين “داعش”، لقضينا عليهم في بضعة ايام او اسابيع. الامور معقدة وفيها خيوط كثيرة متشعبة. ولا ننسى طبعاً مشروع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن للتقسيم، وكيف يسعى الى تسليح العشائر السنية، بايدن يريد التقسيم.
الجيش السوري يُضيّق الخناق على مقاتلي المعارضة في شمال حلب “النصرة” وموالون لها يتقدّمون في اتجاه معسكرين بمعرة النعمان
قتل 21 مسلحاً معارضاً وتسعة من أفراد الجيش السوري والمقاتلين الموالين له في معارك دارت في حندرات شمال مدينة حلب واحرزت خلالها القوات النظامية تقدما في المنطقة. وفي المقابل، قتل 12 من افراد القوات النظامية في معارك خاضتها مع مسلحين ينتمون الى “جبهة النصرة” هاجموا معسكرين لها قرب مدينة معرة النعمان في ادلب بشمال غرب سوريا.
قال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له: “قتل 21 مسلحاً معارضاً وتسعة من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها في اشتباكات جديدة في منطقة حندرات اثر هجوم شنته القوات الموالية للنظام السوري”، موضحا أن هذه القوات”حققت تقدما خلال هذه المعارك” في المنطقة التي تحاول السيطرة عليها تماما لقطع طريق امداد رئيسي للمعارضة.
وأبلغ مصدر في “حزب الله” الذي يقاتل في سوريا الى جانب القوات النظامية صحافيين ان “عشرات المسلحين” المعارضين قتلوا في هذه الاشتباكات.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر عسكري أن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحكمت سيطرتها بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية على مزارع الملاح كاملة وعلى منطقة جنوب حندرات وغربها في ريف حلب بعد القضاء على أعداد كبيرة من الارهابيين”.
والمعركة في حندرات المستمرة منذ اسابيع، حاسمة بالنسبة الى مقاتلي المعارضة الذين يسعون الى الاحتفاظ بسيطرتهم على بعض ارجاء هذه المنطقة الاستراتيجية من اجل الحفاظ على خطوط امدادهم من تركيا والتي تمر عبر طريق رئيسي تسعى القوات النظامية الى السيطرة عليه.
واوضح عبد الرحمن انه “إذا سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة، فان ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام”، ذلك انها ستقطع طريق امدادها الوحيد مع تركيا.
ومنذ تموز 2012، يتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على احياء حلب. وتشن طائرات النظام غارات جوية منتظمة على الاحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة تستخدم فيها البراميل المتفجرة، مما أوقع مئات القتلى.
وخسرت مجموعات المعارضة المسلحة خلال الاشهر الاخيرة مواقع عدة في مدينة حلب ومحيطها.
وتأتي محاولة النظام تضييق الخناق على المعارضة المسلحة في حلب وقت يبحث فريقا النزاع في اقتراح قدمه مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دو ميستورا في 30 تشرين الاول الماضي، وهو عبارة عن “خطة تحرك” تقضي “بتجميد” القتال وخصوصا في مدينة حلب للسماح بنقل مساعدات إنسانية والتمهيد لمفاوضات.
ادلب
وفي محافظة ادلب بشمال غرب سوريا، دارت، استنادا الى المرصد، “اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلين آخرين في محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف في الريفين الشرقي والجنوبي لمعرة النعمان”.
وقال إن هذه المعارك نشبت عندما شن مقاتلو “النصرة” والمقاتلون الموالون لها هجوما جديدا على المعسكرين. وأضاف ان 15 من افراد قوات النظام وثمانية من مقاتلي المعارضة على الاقل قتلوا، وأن “النصرة” والموالين لها سيطروا على ثلاثة حواجز قرب المعسكرين، فيما قالت لجان التنسيق المحلية إن المقاتلين استولوا على حاجز رابع أيضاً.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على معرة النعمان منذ تشرين الاول 2012، وهم يحاولون مذذاك التقدم في اتجاه معسكري الحامدية ووادي الضيف القريبين اللذين فيهما قوات ضخمة للنظام تؤمن الامدادات لها غالبا من الجو.
وفي عمان، صرح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية العقيد ممدوح العامري بأن قوات حرس الحدود أحبطت ليل السبت – الاحد عملية تسلل قام بها ثلاثة أشخاص من جنسية عربية من الأراضي السورية إلى المملكة، فيما أصيب أحدهم وقبض على الآخرين. وقال إن “قوات حرس الحدود قدمت الإسعافات الأولية للمصاب ثم نقلته إلى المستشفى، فيما حوّل الاثنان الآخران إلى الجهات المختصة”.
روما: دعم أوروبي لـ«حلب أولاً» كمختبر للحوار السوري
كيري ولافروف: تفكيك ألغام «جنيف1»؟
خليل حرب
احتمالات التسوية السورية، على الأقل في شقها الحلبي، تتسابق مع أصوات قرقعة السلاح الأوكراني ومسارات التفاهم المتحركة، سواء في لقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين، أو في اللقاء بين وزيري خارجية أميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف.
وليس أمام روما سوى أن تشعر بالغبطة وهي في رئاستها للاتحاد الأوروبي، تشهد تعديلات لا يستهان بها في الخيارات الأوروبية بشأن الصراع السوري، بعد ثلاث سنوات على قرار الأوروبيين سحب سفرائهم من دمشق، وقطع جسور التواصل ـ العلني على الأقل ـ مع السلطات السورية.
وبينما يرفض مصدر إيطالي تحدثت إليه «السفير» تأكيد أو نفي الأنباء التي تشير إلى احتمال عودة تنشيط السفارة الايطالية في العاصمة السورية قريباً، إلا أن الحركة الايطالية كما يراها مصدر آخر واسع الاطلاع، تتبنى مقاربة «اللامواجهة» والرهان على اقتراح «حلب أولاً»، لتكون مدخلاً لتسوية أوسع لاحقاً، تقتضي حتماً في سبيل إنجاحها، التواصل العلني مع أطراف الحرب كافة، تماماً مثلما تفعل موسكو والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
ولهذا، فإن للقاء بين كيري ولافروف أهمية لا يمكن تجاهلها، برغم انعقاده على خلفية التوتر المتصاعد بشأن أوكرانيا، بعد قرار الكونغرس الأميركي السماح للإدارة الأميركية تقديم «معدات قاتلة» للقوات الأوكرانية لمواجهة المتمردين المدعومين من موسكو، تماماً مثلما يفعل الأميركيون على الجبهة السورية، بتقديم أسلحة نوعية لفصائل مسلحة، باسم الضغط من أجل الحل السياسي!
وإذا كانت للأزمة الأوكرانية تعقيداتها الخاصة، إلا أن التقديرات المتداولة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد لا يذهب، حتى الآن، إلى حد الانخراط بشكل اكبر في مواجهة عسكرية غير مباشرة مع الروس، برغم سلسلة العقوبات التي تتابع واشنطن فرضها على موسكو.
ومع ذلك، فإن التفاؤل بأن لقاء كيري ولافروف في روما سيجد نافذة للتفاهم بشأن سوريا، ما زال قائماً. وقال مصدر في وزارة الخارجية الايطالية لـ «السفير» إن «ايطاليا تعبر عن امتنانها لاختيار روما مكاناً للقاء» بين الوزيرين الأميركي والروسي، معرباً عن الأمل تحديداً بأن يساهم اجتماعهما في «العمل على إيجاد سبل المضي قدماً بخطة دي ميستورا بشأن سوريا… خصوصاً خطة التجميد في حلب».
واللقاء بين لافروف وكيري يندرج في سياق الاجتماعات الكثيرة التي يعقدها الرجلان بشكل لم يسبق له مثيل بين وزراء خارجية البلدين خلال العقود الماضية. وتهيمن على لقاء روما، إلى جانب الأزمة الأوكرانية خيارات الأزمة السورية، سواء في ما يتعلق بجهود موسكو لاستضافة المفاوضات بين الحكومة السورية وقوى وشخصيات من المعارضة، أو في ما يتعلق بخطة دي ميستورا التي تعمل موسكو من أجلها من خلال السعي الحثيث إلى تفعيل فكرة «أصدقاء دي ميستورا»، كبديل سياسي أكثر عقلانية وقبولاً، من «مجموعة أصدقاء سوريا» السيئة الصيت، بممارساتها التي أطالت الأسى السوري.
صار الوقت ملائماً لانعطافة دولية، كما يقول الايطاليون، في ما يتعلق بالمعاناة السورية، بعد نحو أربعة أعوام على الحرب.
ويقول المصدر الايطالي الواسع الاطلاع، عشية الاجتماع المقرر لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، للبحث في خياري مؤتمر موسكو وخطة «حلب أولاً» وإمكانية رفد مسارهما بدعم أوروبي، إن خطة حلب ستكون بمثابة «مختبر للحوار» بين السوريين على الأرض، وتفتح الطريق أمام إنجاح أي عملية سياسية أكثر اتساعاً قد تنتج عنها على مستوى المشهد السوري ككل.
ماذا تريد روما؟ يقول المصدر الايطالي بهدوء «جنيف 1». لكن كيف وهي وصفة لم تلق قبولاً يكتب لها النجاح منذ أكثر من عامين بسبب إشكاليات التدخل الفظ بالنسبة للروس في مصير الرئاسة السورية وصلاحياتها؟ يقول المصدر الايطالي «نريد الآن جنيف واحد، مع تعديل في كيفية تطبيقه. هناك واقع على الأرض ونحن ندرك ذلك ويجب أخذه في الاعتبار. لكن هناك معايير حددها جنيف واحد يمكن تحقيقها وإنما من دون تقييد حركة دي ميستورا».
ورداً على سؤال بشأن النيات التركية واستمرار تدفق السلاح والمقاتلين من الحدود التركية بما يهدد حلب نفسها، أشار المصدر إلى أن الايطاليين قاموا، من جهتهم، بإبلاغ الأتراك بوضوح بأن «خطة حلب يجب أن يكتب لها النجاح، وأنها يمكن أن تكون نموذجاً يحتذى لمناطق نزاعات سورية أخرى».
المعركة الأولى بين «النصرة» و«داعش» في درعا
القلمون: أبو مالك بين الحصار أو «المبايعة»؟
عبد الله سليمان علي
تجد «جبهة النصرة في القلمون الغربي» نفسها هذه الأيام أمام موقف شديد الصعوبة.
وسواء صحت الأنباء حول الإنذار بوجوب مبايعة زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-«داعش» أبو بكر البغدادي أم لم تصح، فإن التطورات الأخيرة تفرض على أميرها أبي مالك التلّي أن يتخذ قراراً حاسماً حول علاقته مع «داعش»، خصوصاً بعد أن وصلت نار «حرب الإلغاء الجهادية» إلى توأمه الجغرافي في القلمون الشرقي، وامتدت للمرة الأولى إلى محافظة درعا.
والتزمت «جبهة النصرة في القلمون الغربي» الصمت إزاء التسريبات التي تحدثت الأسبوع الماضي، عن توجيه تنظيم «الدولة الإسلامية» إنذاراً إلى فصائل القلمون بوجوب مبايعة زعيمه البغدادي تحت طائلة تكفير الفصيل الذي يرفض المبايعة وقتاله، كما أن «داعش» بدوره لم يؤكد أو ينف صحة هذه الأنباء.
وعلى الرغم من أن بعض إعلاميي «الدولة الإسلامية»، وأبرزهم «أبو مصعب حفيد البغدادي» (صاحب الحساب على تويتر الذي نشر الصور الأولى لذبح الشهيد علي السيد) أعلنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن معظم فصائل القلمون بايعوا البغدادي مؤخراً من دون تسمية هذه الفصائل، فقد كان ملاحظاً أن هؤلاء الإعلاميين لم يتطرقوا، لا من قريب أو بعيد، إلى موضوع العلاقة مع أبي مالك التلي و«جبهة النصرة» في المنطقة.
وعلمت «السفير» من مصدر مقرب من «جبهة النصرة» أن أحد «الأمراء الشرعيين في الدولة الإسلامية» ويدعى أبو الوليد المقدسي قدم منذ حوالي عشرة أيام إلى منطقة القلمون، وأنه اجتمع مع بعض قادة الفصائل في المنطقة، بمن فيهم «أمير جبهة النصرة» أبي مالك التلّي.
وأشار المصدر إلى أن الاجتماع مع التلي حضره برفقة المقدسي قائد عسكري لم يذكر اسمه و»أبو مصعب حفيد البغدادي» الذي يعتبر إعلامي «داعش» في القلمون. وأكد المصدر أن ما جرى تسريبه عن مضمون الاجتماع غير دقيق، سواء لجهة توجيه ممثلي «الدولة الإسلامية» إنذاراً بوجوب مبايعة البغدادي، أو لجهة ما قيل أنه رد من التلي برفض ذلك، وأنه كما نقل عن لسانه «لا يرى خلافة حقيقية أو خليفة يستوجب البيعة».
وأشار المصدر إلى أن أبا مالك التلي قد يصدر بياناً توضيحياً يبين فيه حقيقة ما حصل في الاجتماع، في حال وجد ضرورة لإصدار مثل هذا البيان. وفي تأكيد منه على استمرار المودة بين «النصرة» و«داعش» في القلمون، أكد المصدر أن التلي أقام منذ أيام وليمة عشاء حضرها عدد من قيادات «الدولة الإسلامية»، كما أن «المجلس الشرعي» المشترك بين الطرفين ما يزال فعالاً ويمارس مهامه يوميا.
غير أن أحد نشطاء القلمون، لفت إلى أن السلوك الودي الذي تنتهجه قيادة «جبهة النصرة» ظاهرياً تجاه «الدولة الإسلامية» لا يمثل حقيقة موقفها، وأن غاية هذا السلوك هو اتقاء المصير الذي لاقته «جبهة النصرة في المنطقة الشرقية». وأكد الناشط أن التلي سيكتشف خلال وقت قصير أن أسلوبه لن يفيده في شيء، وأن «الدولة الإسلامية» بعد تمكنه في القلمون نسبياً وتزايد «البيعات» له من بعض الكتائب سيسارع إلى الاصطدام به عاجلاً أم آجلاً.
ويعزز من ذلك، أن أبي مالك أصبح بعد وصول المعارك والاشتباكات إلى القلمون الشرقي ودرعا وريف حمص «الأمير الوحيد» في «النصرة» الذي لا يقاتل «الدولة الإسلامية»، فهل سيستطيع أن يحافظ على هذا الوضع الشاذ خصوصاً في ظل الاشتباكات التي تجري بجواره في القلمون الشرقي وفي ظل سعي «داعش» إلى السيطرة على منطقة بئر القصب التي من شأنها قطع خطوط الإمداد بين القلمون الغربي وبين محافظة درعا حيث المعقل الرئيسي لـ «جبهة النصرة»؟
وهنا يؤكد بعض المطلعين على خفايا العلاقة بين «النصرة» و»داعش» في القلمون أن أحد أهداف الأخير من السيطرة على بئر القصب هو الضغط على أبي مالك بطريقة غير مباشرة، ودفعه إلى الاختيار بين «المبايعة» برضاه أو الخضوع للحصار المطبق في أشهر الشتاء العسيرة.
وفي هذا السياق، تواصلت الاشتباكات في منطقة بئر القصب بين الفصائل التي وقعت على «ميثاق القلمون الشرقي» وأبرزها «جبهة النصرة في القلمون الشرقي» بقيادة أبي عامر و»جيش الإسلام» و»أحرار الشام» من جهة وبين «داعش» من جهة ثانية، وسط تضارب في الأنباء حول نسبة سيطرة كل من الطرفين على المنطقة المتنازع عليها، فيما كان لافتاً أن سلاح التفجيرات دخل على خط المعركة الدائرة، حيث قال «جيش الإسلام» أنه تمكن من قتل عنصر من «داعش» يرتدي حزاماً ناسفاً كان يستهدف اغتيال أحد قادته في المنطقة. ويأتي ذلك بعد أيام فقط من اغتيال القيادي في «جيش الإسلام» أبي مجاهد بتفجير سيارة في مدينة الضمير بريف دمشق.
كما اندلعت في درعا، أمس، أول معركة من نوعها بين «جبهة النصرة» وحلفائها من جهة وبين لواء محسوب على «الدولة الإسلامية» من جهة ثانية، الأمر الذي يؤكد ما نشرته «السفير» قبل أيام حول اقتراب خطر «داعش» من محافظة درعا واستنفار الفصائل بقيادة «جبهة النصرة» لمواجهته.
وفي التفاصيل، أن «لواء شهداء اليرموك» الذي يُتّهم أنه بايع «داعش» سراً في وقت سابق، اعتقل ثلاثة عناصر من «جبهة النصرة» مع زوجة أحدهم وأبنائه في بلدة جملة بدرعا، موجهاً إليهم تهمة تشكيل خلية تستهدف اغتيال قيادييه، وعلى رأسهم قائده أبو علي البريدي، المعروف بلقب «الخال».
وعرض اللواء اعترافات مصورة لأحد المعتقلين لديه، ويدعى أبو العباس أقر فيها بصحة الاتهامات الموجهة إليه وإلى زملائه، وأنه كان مكلفاً من «أميره شامل» بتنفيذ الاغتيالات.
إلا أن «جبهة النصرة» اعتبرت اعتقال عناصرها، مع التركيز على اعتقال زوجة أحدهم، أمراً يمس بأعراض «المجاهدين»، ويؤكد السلوك السيئ لـ «لواء شهداء اليرموك»، لتشن ضده حملة عسكرية تحت ذريعة تخليص المدينة من فساده، وهي نفس الذريعة التي استندت إليها في حملتها العسكرية للسيطرة على ريف إدلب الشهر الماضي.
وداهمت «النصرة» بالاشتراك مع كل من «حركة المثنى» و»جبهة ثوار سوريا في الجنوب» معاقل «لواء شهداء اليرموك» في كل من سحم الجولان وبلدة تسيل في ريف درعا الغربي، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة سقط جراءها العديد من القتلى والجرحى من الطرفين، وسط مخاوف من أن تكون هذه الاشتباكات الشرارة التي ستحرق محافظة درعا كما حدث في دير الزور قبل أشهر، خاصة في ظل المعلومات التي تحدثت مساء أمس عن توالي الإعلان في درعا عن «بيعات» جديدة للبغدادي من قبل كل من كتيبة «بيت المقدس» وكتيبة «أبو محمد التلاوي».
ولوحظ أن قيادات «جبهة النصرة» التي هربت من المنطقة الشرقية إلى درعا في أعقاب هزيمتها هناك، وعلى رأسهم أبو ماريا القحطاني وأبو حسن الكويتي وأبو أسامة العدني كانوا من أوائل المسارعين إلى اتهام «لواء شهداء اليرموك» بمبايعة «داعش» سراً، فيما نفى العديد من ناشطي المدينة صحة هذه البيعة، وهذا ما طرح تساؤلات حول حقيقة الدور الذي يقوم به قادة المنطقة الشرقية السابقون، لاسيما في ظل معلومات تتحدث عن تلقي أبي ماريا القحطاني، الذي يبدو أنه لم يعد يرتبط بـ»النصرة» إلا بالاسم فقط ويعمل لحسابه الخاص، مبلغاً مالياً كبيراً من جهة خارجية، وأنه بدأ بشراء السيارات وتخزين الأسلحة. وما زاد من الشكوك حول هذا الدور أن أبا العباس، الذي عرضت اعترافاته، كان يقاتل ضد «الدولة الإسلامية» في دير الزور تحت قيادة القحطاني نفسه.
إلى ذلك، قدّم لواء «أسود الإسلام» بقيادة رافد طه، وهو أحد أكبر الألوية في مدينة تلبيسة بريف حمص، «البيعة» إلى البغدادي، الأمر الذي اضطر مقاتلي «جبهة النصرة» إلى الانسحاب من جبهة قرية أم شرشوح، خشية أن يغدر بهم اللواء بعد بيعته لخصمها اللدود.
المبعوث الأممي و»الائتلاف» يجتمعان بالأوروبيين
وسيم ابراهيم
تدخل مبادرة تجميد القتال في حلب اليوم منعطفاً مهماً. عرّاب هذه الخطة، المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، يفترض أن يصل اليوم إلى السعودية لمناقشتها مع المسؤولين هناك. التحدي الكبير أمامه هو الحصول على دعم الرياض للفلسفة التي يعتمدها لمقاربة الأزمة السورية، بعدما أعلن المسؤولون السعوديون أنهم لن يدعموا سوى نهجاً شاملاً يقود إلى عملية انتقالية في سوريا.
المبعوث الأممي التقى أمس، وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في مباحثات غير رسمية كانت مخصصة لاستعراض تفاصيل الملف السوري، في لقاء دعت إليه وزيرة خارجية الاتحاد فديريكا موغريني، خصوصاً أن الاجتماع الرسمي لوزراء الخارجية يركز اليوم على سوريا.
المتحدثة باسم دي ميستورا جولييت توما، قالت لـ «السفير» إن المبعوث الأممي «عرض لآخر الأوضاع في سوريا، وعن آخر التطورات بالنسبة إلى مشروع تجميد القتال في حلب».
تكتيك العمل من القاعدة، والانطلاق من تجميد القتال أينما أمكن، يحصل على دعم أوروبي واضح. هذه الفحوى عكسها كلام مسؤول أوروبي، خلال حديث مع المراسلين في بروكسل، إذ قال في كلمات منتقاة ومعدّة سابقاً إن «الاتحاد الاوروبي ملتزم بالدعم الكامل لجهوده (دي ميستورا) من أجل تحقيق نزع تصعيد العنف بشكل إستراتيجي»، لافتاً إلى أن دعم هذا النهج يأتي من كونه يمثل «قاعدة لعملية سياسية يقودها السوريون بما يوصل لانتقال سياسي».
وفق هذا العرض، يظهر الأوروبيون بوضوح تفهمم لواقعية البدء من القاعدة، خطوة بخطوة، نظراً إلى انسداد الافق أمام أي تسوية سياسية ممكنة. هذا التفهم لا يزال مفقوداً، سواء بالنسبة إلى المعارضة «الائتلافية» أو بالنسبة إلى داعميها في الرياض والدوحة بشكل أساسي.
لذلك ترددت أنباء عن عودة دي مستورا بانطباعات سلبية من لقاءاته مع المعارضة. مع ذلك، حينما سألنا المتحدثة باسمه قالت نافية ما تردد «ليس صحيحاً الحديث عن انطباع سلبي»، موضحة «قمنا باجتماعات في اسطنبول وفي غازي عنتاب أيضاً، مع ممثلين من المعارضة المسلحة والمعارضة السياسية، شملت بشكل كامل المعارضة الفاعلة على الأرض في حلب. كانت المحادثات والمفاوضات بنّاءة».
وأكد مصدر مطلع على مباحثات المبعوث الدولي لـ «السفير» أنه يطير اليوم من بروكسل، متوجهاً إلى الرياض لمحاولة إقناع المسؤولين هناك بجدوى دعم مبادرته. المتحدثة توما رفضت نفي أو تأكيد ذلك، مكتفية بالقول إن المبعوث الدولي سيسافر إلى «دولة واحدة في الخليج».
في هذا الوقت، قال مصدر أوروبي إن رئيس «الائتلاف الوطني» المعارض هادي البحرة، وصل إلى بروكسل أمس، وأنه سيعقد مباحثات مع وزراء الخارجية الأوروبيين خلال اجتماعهم اليوم. قدوم البحرة كان معلقاً حتى اللحظة الأخيرة، بعدما ألغي اجتماع مماثل الشهر الماضي. هناك خلاف ظهر مؤخراً بين «الائتلافيين»، والغرب إجمالاً، بعد انتقاداتهم لعمليات «التحالف الدولي» وترددهم أمام خطة دي ميستورا.
وقبل قدومه، كرر البحرة، أمام مؤتمر دولي في جنيف، انتقاده لضربات التحالف وطالب باتباع «نهج شامل»، يضم إلى الجانب العسكري إنجاز تسوية بشكل «يسمح بوصول حكومة معتدلة تضمن عدم ظهور التطرف من جديد». شدد البحرة على أن الجانب العسكري والسياسي يجب أن يحصلا «بشكل متواز وليس بشكل متسلسل»، معتبراً أن «أي شيء آخر سوف يزيد الوضع في سوريا سوءاً ويفاقم التهديد الذي يشكله داعش».
هنا يكمن الخلاف الرئيسي، مع رفض «الائتلاف» الخطوات المتسلسلة التي يبدو أن الغرب صار متقبلاً لها، بدليل دعمه لمبادرة دي ميستورا التي تقوم على هذا الأساس.
الموقف الأوروبي يمكن تلمّسه من حديث من عاشوا تجربة الحرب الأهلية في التسعينيات. فقبل انضمامها للاجتماع بنظرائها مع المبعوث الدولي، قالت وزيرة خارجية كرواتيا فيسنا بوزيتش في حديث إلى «السفير»: «أعتقد أن نهج دي ميستورا، وأفكاره عن وقف إطلاق النار، أو خلق جيوب من وقف إطلاق النار، والعمل من هناك، إنه أفضل ما سمعته منذ مغادرة الأخضر الإبراهيمي سوريا». خلال تقييمها للخطوط العريضة لمسعاه، قالت «أعتقد أنه واقعي، وطموح من دون شك، لكن أعتقد أنه بالتضافر مع إرادة سياسية ربما يبدأ في إحداث نتائج».
حرصت بوزيتش على التذكير بأن الوضع في سوريا وصل إلى درجة من التعقيد لم تعد فيها التسوية منظورة، موضحة أنه «بحسب تجربتنا، إيقاف القتال هو أمر بعيد جداً عن تحقيق السلام»، قبل أن تضيف في عطف على ما يفعله المبعوث الدولي «لكن إيقاف المذبحة الجارية الآن سيكون نجاحاً هائلاً في سوريا».
في سياق متصل، يشتكي «الائتلاف» من عدم تعاون واشنطن، خلال ضرباتها على «داعش»، مع قوات المعارضة وأن ذلك يضعفها. قال البحرة إن أحد أسباب «عدم فعالية» ضربات التحالف هو «عدم التنسيق مع قواتنا التي تقاتل على الأرض، فالسوريون أدرى بتضاريس بلادهم وبالمجتمعات المحلية».
ولفت البحرة إلى أنه سيطالب الأوروبيين بمواصلة الضغط على دمشق، عبر «فرض مزيد من العقوبات على قطاعات مثل الوقود الخاص والممولين والموردين الروس»، عازيا ذلك إلى كون الحل السياسي برأيه «ممكناً فقط عندما يشعر النظام أنه تحت التهديد»
القوات النظامية تخسر معسكرين في شمال غرب سوريا خلال ساعات
بيروت – (أ ف ب) – فقدت القوات النظامية السورية الاثنين السيطرة على معسكر الحامدية الواقع في محافظة ادلب شمال غرب سوريا على طريق دمشق-حلب، لصالح مقاتلين اسلاميين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وهذا ثاني معسكر تخسره القوات النظامية خلال ساعات بعد سيطرة جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، في وقت سابق الاثنين على معسكر وادي الضيف القريب، في محيط مدينة معرة النعمان في ريف مدينة ادلب.
لبنان: اختطاف عضو بـ«أحرار الشام» السورية في البقاع
اتهامات للمحكمة العسكرية بالفساد
بيروت ـ «القدس العربي» من وائل عصام: قال مصدر أمني رفيع في لبنان لـ «القدس العربي» إن عضوا في حركة «أحرار الشام» الإسلامية المسلحة المعارضة للنظام السوري خطف في البقاع الغربي على يد مسلحين موالين للنظام السوري، أحدهم مسؤول في حزب البعث السوري في البقاع. وأضاف المصدر لـ «القدس العربي» ان عضو «أحرار الشام» ويدعى محمد أحمد النعماني كان برفقة ابنه على الشارع العام ببلدة لوسا عندما تعرض للخطف قبل ان يطلق سراح ابنه، وتم التعرف على رقم السيارة ونوعها عندما اضطر الخاطفون لسلوك طريق فرعي في إحدى القرى نتيجة العاصفة الجوية الماطرة، لتعلق السيارة في الأوحال وتثير انتباه سكان القرية الذين سجلوا رقم السيارة بعد ان شاهدوا بداخلها مسلحين برفقة مسؤول بحزب البعث السوري من قرية غزة البقاعية، وبعدها مباشرة قام ابن النعماني بإبلاغ والدته وأهله، لتسجل زوجة النعماني شكوى بمخفر البلدة وتصل دورية أمنية للقرية وتسألهم عن مواصفات سيارة الخاطفين التي تبين انها نفس السيارة التي شاهدها السكان وبداخلها مسؤول حزب البعث السوري والمسلحون». وتلقى وزير الداخلية اللبناني بلاغا بالحادثة، وسيرت دوريات للتحري والبحث، إلا أن قدرة أجهزة الدولة الأمنية الرسمية في لبنان تبقى محدودة في مناطق خاضعة لنفوذ حزب الله والأحزاب الموالية للنظام السوري.
وشهدت قرى البقاع الغربي العديد من عمليات الخطف لمعارضين للنظام السوري، اتهم فيها عناصر موالون للنظام السوري، ولعل هذه الحوادث بدأت منذ عامين بخطف رجل دين لبناني مؤيد للثورة السورية يدعى عرفان المعربوني واختفى أثره حتى اليوم.
يذكر أن النعماني كان معتقلا في لبنان مع عدد من عناصر المعارضة السورية ضمن خلية اتهمت بالتحضير لاغتيال شخصيات لبنانية من تحالف 8 آذار الموالي للنظام السوري، ورغم الحكم على معظم أعضاء الخلية بالسجن لمدد تصل لسبع سنوات إلا أنه كان الوحيد الذي أطلق سراحه من قبل المحكمة العسكرية ، لتثار مجددا شكوك واتهامات سبق ان ترددت في أوساط حقوقية حول تلقي المحكمة العسكرية رشى مالية لإطلاق سراح بعض الموقوفين الإسلاميين. ويقول عدد من المحامين الذين تحدثت «القدس العربي» إليهم إن هناك محامية مقربة من رئيس المحكمة العسكرية تتولى إدارة صفقات الإفراج عن المعتقلين وإن كل الذين وكلوا هذه المحامية أطلق سراحهم أو صدرت بحقهم أحكام مخففة.
وسبق لوزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي أن اتهم المحكمة العسكرية بعدم الحياد وتسييس الأحكام وطالب بإلغائها.
الى ذلك قال مصدر أمني إن الجيش اللبناني أوقف، امس الأحد، 5 أشخاص بينهم أحد أعضاء هيئة علماء المسلمين في لبنان، في بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية. وأضاف أن «حسام الغالي، عضو هيئة العلماء المسلمين في لبنان، كان في طريقه إلى محيط البلدة للقاء مسؤولين في جبهة النصرة، ومحاولة جلب التزام منهم بعدم قتل أي من العسكريين المختطفين لديها أو لدى تنظيم داعش».
وفي وقت لاحق أمس اطلق الجيش اللبناني الغالي.
الجبهة الإسلامية تمنع تسلل قوات النظام السوري إلى مدينة حلب
الجيش يدافع عن معسكرين له في محافظة ادلب
■ عواصم ـ وكالات: قال المسؤول الإعلامي للواء التوحيد، التابع للجبهة الإسلامية، صالح عنداني «إن مقاتلي الجبهة الإسلامية منعوا قوات النظام السوري من محاصرة مدينة حلب، بإيقافهم تقدمها في منطقة «أرض الملح» الواقعة في شمال المدينة».
وأفاد أمس الأحد، أن «المعارك احتدمت بين مقاتلي الجبهة الإسلامية، وقوات الأسد مدعومة بمسلحين شيعة، من أفغانستان وإيران، بعد محاولة الأخيرة التسلل إلى منطقة «أرض الملح».
وأوضح عنداني أن قوات الجبهة الإسلامية هاجمت قوات الأسد، التي أحرزت تقدماً في المنطقة، بأسلحة خفيفة ورشاشات «الدوشكا»، مبيناً أن قوات المعارضة المسلحة استطاعت إيقاف تقدم قوات النظام في المنطقة المذكورة، وأن ستة من مقاتلي المعارضة لقوا مصرعهم جراء الاشتباكات.
هذا، وتشهد محافظة حلب اشتباكات عنيفة بين الجانبين على العديد من جبهاتها في الريف والمدينة، حيث يسعى النظام إلى حصار مدينة حلب، من خلال التقدم من جبهتي البريج قرب المدينة الصناعية وحندرات، في حين تحاول فصائل المعارضة الضغط على قوات النظام، في جبهتي البحوث العلمية في الراشدين، والمخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء.
وقتل 21 مسلحا معارضا وتسعة من عناصر الجيش السوري والمقاتلين الموالين له في معارك دارت الأحد في حندرات شمال مدينة حلب احرزت خلالها القوات النظامية تقدما في المنطقة التي تحاول السيطرة عليها بالكامل بهدف قطع طريق إمداد رئيسي للمعارضة.
في موازاة ذلك، قتل 15 من القوات النظامية في معارك خاضتها هذه القوات مع مسلحين ينتمون إلى جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، هاجموا معسكرين لها قرب مدينة معرة النعمان في إدلب شمال غرب سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 21 مسلحا معارضا وتسعة من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها في اشتباكات جديدة في منطقة حندرات اثر هجوم شنته القوات الموالية للنظام السوري».
وأضاف ان القوات النظامية والمسلحين الموالين لها «حققت تقدما خلال هذه المعارك».
وأعلن من جهته مصدر في حزب الله اللبناني الذي يقاتل في سوريا إلى جانب القوات النظامية في تصريحات لصحافيين ان «عشرات المسلحين» المعارضين قتلوا في هذه الاشتباكات.
كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» نقلا عن مصدر عسكري ان «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحكمت سيطرتها بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية على مزارع الملاح بالكامل وعلى منطقة جنوب وغرب حندرات في ريف حلب بعد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين».
والمعركة في حندرات المستمرة منذ أسابيع حاسمة بالنسبة لمقاتلي المعارضة الذي يسعون لابقاء سيطرتهم على بعض ارجاء هذه المنطقة الاستراتيجية من أجل المحافظة على خطوط إمدادهم من تركيا والتي تمر عبر طريق رئيسي تسعى القوات النظامية للسيطرة عليه.
وأوضح عبد الرحمن انه «في حال سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة فان ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام» حيث انها ستقطع طريق امدادها الوحيد مع تركيا.
ومنذ تموز/يوليو 2012 ، يتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على أحياء حلب. وتنفذ طائرات النظام حملة قصف جوي منظمة على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة تستخدم فيها البراميل المتفجرة، ما أوقع مئات القتلى.
وخسرت مجموعات المعارضة المسلحة خلال الأشهر الاخيرة مواقع عدة في مدينة حلب ومحيطها.
وتأتي محاولة النظام تضييق الخناق على المعارضة المسلحة في حلب في وقت يجري بحث اقتراح تقدم به الموفد الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو عبارة «خطة تحرك» تقضي «بتجميد» القتال خصوصا في مدينة حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.
وفي محافظة إدلب، دارت الأحد بحسب المرصد السوري ايضا «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من طرف ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلين آخرين في محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف في الريفين الشرقي والجنوبي لمعرة النعمان».
وذكر المرصد في بريد إلكتروني ان هذه المعارك اندلعت عندما نفذ مقاتلو جبهة النصرة والمقاتلون الموالون لها هجوما جديدا على المعسكرين.
وقال عبد الرحمن ان 15 عنصرا من قوات النظام وثمانية مسلحين من جبهة النصرة والمقاتلين الموالين لها قتلوا في هذه المعارك، وان جبهة النصرة استخدمت صواريخ «تاو» الأميركية التي استولت عليها من مقرات جبهة ثوار سوريا المعتدلة في ريف إدلب حيث تمكنت من «إعطاب عدة آليات» عسكرية.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على معرة النعمان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2012. ويحاولون منذ ذلك الوقت التقدم في اتجاه معسكري الحامدية ووادي الضيف القريبين اللذين توجد فيهما قوات ضخمة للنظام يتم تأمين الإمدادات لها غالبا عبر الجو.
المشافي الميدانية من أهم أهداف قوات النظام في ريف دمشق
حازم صلاح
ريف دمشق ـ «القدس العربي» كان الطبيب أبو عمر في غرفة العمليات يجري عملية جراحية لأحد المرضى، وإذ بانفجار ضخم يهز مبنى المشفى نتيحة استهدافه بصاروخ من الطيران الحربي ليسيطر الظلام على المشهد داخل المشفى، ويصاب الجميع بحالة من الذهول والفزع، حيث يبين أنه هنا بدأ هو والطاقم الطبي مباشرة بتفقد كادر المشفى والجرحى وهم يدعون الله ان لا يجدوا أحد أعضاء الفريق مصابا بأي أذى، وفعلا كان الجميع بخير بسبب تواجدهم في قبو البناء».
الدكتور أبو عمر هو أحد الأطباء القائمين على مشفى خان الشيح الميداني «مشفى الدكتور الشهيد زياد البقاعي»، يتحدث لـ «القدس العربي»، عن لحظات استهداف المشفى من قبل طيران النظام السوري الذي نجح منذ أيام بإصابة المشفى بعد محاولات كثيرة لاستهدافها باستخدام المدفعية والبراميل المتفجرة، ولكنها المرة الأولى التي تنفذ مقاتلات النظام غارة مباشرة على المشفى لتصيب البناء، وتحدث به أضرارا كبيرة.
وبين الطبيب أن «المبنى أصيب بأضرار كبيرة وأن إصلاحه يكلف الكثير، حيث اننا نشتري كل شيء من السوق السوداء، لذا باشرنا بتجهيز مقر جديد للمشفى، حيث ان إحداثيات هذا المبنى أصبحت معروفة لدى النظام ناهيك عن الأضرار الجسيمة التي ألحقها بالبناء».
كما تحدث الطبيب عن أهمية المشفى على مستوى الغوطة الغربية، مبينا أن «مشفى خان الشيح يعتبر المشــفى المركزية في الغوطة الغربية، حيث إنها تقدم العـــلاج لكافة مناطق الغوطة الغربية، وتستقبل الــــحالات التي تمكنت من الخروج من المعضمية وداريا المحاصرتين والقنيطرة وبعض الحالات الخارجة من الجنوب الدمشقي المحاصر، حيث انها المشفى الوحيدة التي تجري عمليات جراحية في المنطقة».
ويوضح المصدر انه تم تغيير مبنى المشفى ثماني مرات منذ الشهر الثاني في العام الماضي، نتيجة الاستهداف المتكرر للمشفى منذ تحرير المنطقة.
بدوره، يشير ابو حسان أحد اعضاء الفريق الطبي في المشفى الميداني في داريا إلى محاولات النظام المتكررة لاستهداف المشفى، حيث قال» تم تغيير مكان المشفى الميداني سبع مرات خلال الحملة الاخيرة، المنطقة التي كان يوجد فيها المشفى قبل نقله في المرة الأخيرة تهدمت بشكل شبه كامل بعد ان استهدفها النظام بالبراميل بشكل عنيف بغية تعطيل المشفى».
وبين أبو حسان سبب تركيز النظام على المشافي الميدانية، موضحا أن «المشفى سر صمود المدينة وإنهاء دور المشفى يكفي للسيطرة على المدينة، حيث لا مخرج للمصابين مدنيين وعسكريين».
وتابع أبو حسان حديثه عن التحديات التي تواجه الفريق للطبي فمعظم الكادر الطبي من غير المختصين، الذين تعلمــــوا الإسعاف والمتابعــــة في ظل الحملة العسكرية، والاهم من ذلك ضعف الامكانيات وصــــعوبة إدخال الأدوية والمستهلكات الطبية في ظل الحصار المطبق على المدينة.
وتعيش الغوطة الغربية منذ عدة شهور حالة من الحصار بسبب قطع معظم طرق إمدادها باتجاه درعا والقنيطرة وجبل الشيخ، ما انعكس سلبا على المنطقة بشكل عام والجانب الطبي بشكل خاص، كما أوضح الدكتور أبو عمر في حديثه أن «الملف الطبي يعاني الكثير من التحديات التي فرضها عليه الحصار، كما ان المنطقة تعيش حالة من التغييب وضعف الدعم».
الولايات المتحدة توافق على استقبال 9 آلاف لاجئ سوري في العام المقبل
واشنطن ـ «القدس العربي» ـ من رائد صالحة: أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية ان الولايات المتحدة ستستقبل أكثر من 9 آلاف لاجئ سوري تم اختيارهم من قبل الأمم المتحدة التى تضغط على واشنطن لقبول ما لا يقل عن 75 ألفا من اللاجئين على مدى السنوات الخمس المقبلة.
ولم تستقبل الولايات المتحدة لغاية الآن سوى 300 من اللاجئين السوريين من أصل أكثر من 3.2 مليون شردتهم الحرب الأهلية الدموية رغم نشاط الحكومة الأمريكية في السابق باستقبال أعداد غفيرة من اللاجئين من بلدان عربية وإسلامية مزقتها الحروب مثل العراق والصومال.
وسيتم فحص جميع من تم اختيارهم في موجة الهجرة الجديدة من قبل وزارة الأمن الداخلي للتأكد من عدم وجود علاقات لهم مع جماعات أرهابية، وسيتمكن اللاجئون في المستقبل من الحصول على الجنسية الأمريكية ولديهم الحق في جلب أفراد أسرهم ضمن إطار برنامج جمع شمل العائلات.
ومن المتوقع ان تكون الخطة المعلنة لاستقبال 9 آلاف من اللاجئين مجرد بداية لبرنامج موسع لقبول المزيد من السوريين حيث تضمن إعلان وزارة الخارجية الإقرار بأن الولايات المتحدة تقبلت غالبية كل الطلبات المفوضة من قبل الأمم المتحدة ووصلت إلى هدفها المتمثل بإعادة توطين ما يقارب من 70 ألفا من ما يقارب من 70 بلدا وأنها ما زالت تتلقى اأف حالة جديدة كل شهر.
وقد تعرضت الولايات المتحدة لانتقادات حادة من المجتمع الدولي وجماعات الإغاثة والمساعدات لأنها كانت بطئية جدا في وتيرة احتضان اللاجئين من الحرب السوربة، وفسرت الإدارة الأمريكية تحركاتها البطئية بحجة ان برنامج إعادة التوطين التابع للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لم يبدأ بتقديم توصياته حتى أواخر العام الماضي كما ان الولايات المتحدة تأخذ 18 إلى 24 شهرا في المتوسط لفحص كل طلب بعناية للتأكد من أن صاحبه لا يشكل خطرا أمنيا.
وقالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون السكان والهجرة واللاجئين، آن ريتشارد، في وقت سابق أثناء اجتماع جنيف لبحث إعادة توطين اللاجئين السوريين «إن إعادة توطين التوطين بالنسبة للسوريين ولغيرهم من ضحايا العنف والاضطهاد لا توفر فقط سبلا للنجاة، بل فرصة للبدء من جديد مؤكدة بان بلادها « تخطط لأن تكون في صدارة الدول في إعادة توطين اللاجئين السوريين».
وزارة الدفاع الأمريكية تؤخر توقيت خطة تدريب المعارضة السورية المعتدلة
واشنطن ـ «القدس العربي»: قالت وزارة الدفاع الأمريكية ان خطـــة تدريب وتجهيز 5 آلاف من المتمـــردين الســـوريين لمـــحاربة تنظـــيم «الدولة الإسلامية» ستمتد إلى أوائل عام 2016، وأكد السكرتير الصحافي للبنـــتاغون الأمـــيرال جـــون كيربي ان الأمر سيستغرق 5-3 أشـــهر لتجنـــيد وتعلـــيم وتهيئة قوات المعارضة السورية قبل ان يبدأ أي تدريب .
وستبدأ التدريبات في شهر أيار/ مايو من العام المقبل على أقرب تقدير وفقا لما قاله كيربي في مؤتمر صحافي مؤكدا أن عمليات التجنيد والتدقيق لم تبدأ بعد، ومن الواضح من هذه الأقوال انه تم تأخير الجدول الزمني لعمليات التدريب، حيث قال نائب مساعد وزير الخارجية بريت مغورك في وقت سابق أمام الكونغرس بأن المتمردين سيحصلون على التدريب في آذار/ مارس، وعلى استعداد للقتال بحلول آذار/مارس من عام 2016.
وأوضح بأن التدريبات ستستغرق 8 أو 9 أشهر فقط من الجدول الزمني للخطة الأمريكية في سوريا وسيكونون على استعداد للقتال بين شباط/ فبراير وتشرين الثاني/ نوفمبر عام 2016 على أقرب تقدير.
وقال إن الولايات المتحدة تريد إنجاز هذا العمل بالشكل الصحيح أكثر من الاهتمام بالسرعة والا فإن المســــألة ستكون مضيعة للوقت، وذلك ردا على الانتقادات المتــــزايدة من المشرعين حول عدم تحريك البرنامج بسرعة كافية مما أدى إلى ضمور المعارضة السورية المعتدلة أمام هجمات «الدولة الإسلامية» ونظام الأسد حيث قال النائب جيري كونيلي في وقت سابق ان كل المؤشرات تدل على انهيار المعارضة المعتدلة في سوريا بل وصلت إلى مرحلة الانقراض.
وقد توقع الكونغرس الأمريكي هذا الجدول الزمني عندما وافق قبل أيام على منح تفويض للبدء في البرنامج لمدة عامين كجزء من مشروع قانون السياسة الدفاعية الذى يمنح وزارة الدفاع صلاحيات لتنفيذ البرنامج حتى كانون الأول / ديسمبر من عام 2016 في حين أكد مستشار بارز للائتلاف الوطني السوري أنه لا يمكن تأجيل البرنامج لكى يكون فعالا من الناحية العملية وأن الولايات المتحدة يجب ان تعطي أولوية لتجهيز المقاتلين من أجل مواجهة ميليشيات الأسد الإرهابية و «داعش». وأضاف كيربي أن المخططين لم يكونوا بدون عمل خلال الفترة الماضية بل قام الميجور الجنرال مايكل ناجاتا الذي تم تعيينه للإشراف على هذا الجهد بوضع معايير الفحص لاختيار العناصر القتالية للمعارضة السورية بالتعاون مع الوكالات الأمنية الأمريكية الأخرى وشركاء الولايات المتحدة في المنطقة. وقال إن الولايات المتحدة تعلم جيدا كيف يمكن القيام بهذه العملية بشكل متقن للغاية مع استثمار الوقت ولكنه لاحظ أنه يجب التحلى بالصبر.
رئيس مكتب خامنئي: لولا دعمنا لسوريا لخسرنا العراق اليوم
محمد المذحجي
لندن ـ «القدس العربي»: انتقد رئيس مكتب الولي الفقيه وعضو مجلس خبراء القيادة الإيراني، محمد محمدي كلبايكاني، معارضة «البعض» حول دعم إيران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقال، «لو لم يكن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لسوريا، لخسرنا العراق اليوم».
وأفادت وكالة إسنا للأنباء الإيرانية أمس الأول أنه في مراسم الأربعين في مدينة شيراز جنوبي إيران، أشار رئيس مكتب خامنئي إلى فتوى المرجع الشيعي في العراق، علي السيستاني، بشأن محاربة جماعة داعش ودعم إيران للميليشيات الشيعية في العراق، وضرح، «قال البعض ما دخلنا في سورية؟ ورداً على هؤلاء يجب القول إنه إذا لم يكن دعمنا لسوريا، لخسرنا العراق اليوم».
واعتبر عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني جماعة داعش أكبر كارثة يعاني منها المجتمع الإسلامي، وأكد أن الميليشيات الشيعية العراقية ستنتصر على داعش، وأن «هذه الانتصارات هي من آثار الولاية».
وفي موضوع الأزمة السورية 10 كانون الأول/ديسمبر الحالي، أشاد الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخانی، خلال لقائه مع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بصمود سوریا بحکومتها وشعبها تجاه ممارسات المجموعات الإرهابیة والمتطرفة، مؤکداً علی أن محاولات الدول الداعمة للإرهابیین فی شن حرب إستنزافیة فی هذه البلاد ستمنی بالفشل وستحقق سوریا إنتصارات کبیرة فی ظل تعزیز التقارب و المشارکة السیاسیة من قبل الجهات التی تفی بشروط الإستقلال والدستور فی البلاد.
من جانبه نوه ولید المعلم بالدعم المستمر الذی قدمتها القیادة الایرانیة والحکومة والشعب فیها لمقاومة سوریا فی مواجهة الجماعات الإرهابیة والمتطرفة، مؤکداً علی إطمئنانه بأن بلاده قادرة علی تجفیف جذور الإرهاب فی المنطقة فی ظل المقاومة وتعزیز التلاحم والدعم الذی تقدمه کل من ایران وروسیا والعراق.
وأفادت وكالة إسنا للأنباء أن رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي، سيزور إيران غداً (الثلاثاء) للإجتماع مع كبار المسؤولين الإيرانيين وبحث أحدث المستجدات علی الساحة الإقليمية والعلاقات الثنائية.
وأعلن النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري بأنه سيستقبل رئيس الوزراء السوري ويبحث معه العلاقات التي تجمع بين البلدين إلی جانب أهم الملفات الإقليمية.
وقد زار الحلقي إيران في ديسمبر 2013 حيث استقبله الرئيس الإيراني حسن روحاني وقد أكدا الجانبان علی ضرورة توظيف كافة الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة بإعتباره أكبر مشكلة تواجهها الشرق الأوسط.
وإلى ذلك، أعرب أعلى مسؤول نووي إيراني عن تفاؤله في أن تسفر المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 عن نتائج إيجابية، معتبراً أن المواقف بين الجانبين أصبحت قريبة جداً. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية أمس (الأحد)، «لم يبق من سبيل إلا التفاهم، والطرفان يجب أن يتوصلا إلى اتفاق، ولذلك فإني متفائل بالتوصل إلى اتفاق، لأنه إذا ما حصل أي شيء آخر فأن ذلك لن يكون لصالح أحد».
وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن إيران أبدت خلال هذه الفترة حكمة سياسية وعقلائية، وذلك بعكس ما كانوا يروجون له في العالم من أننا لا نريد التفاوض، وأننا نعاند.
وأكد علي أكبر صالحي، «أبدينا مرونة قدر استطاعتنا، والرأي العام العالمي أصبح على بينة من موقفنا وإجراءاتنا، وإذا ما قدر ألا نتوصل إلى اتفاق، فالكل يعلم من هو المسبب، وهذا أقل ما استفدناه من المفاوضات النووية حتى الآن، حيث اتممنا الحجة، على أننا مضينا في كل السبل التي يمكن أن توصل إلى اتفاق، لكن الجانب الأخر لم يكن مستعداً لذلك».
وأشار إلى أن إيران ستواصل مسيرتها بحسب مصالحها وحاجاتها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الغرب، وهذا ما ينص عليه اتفاق جنيف، وفي حينها سنتخذ القرار المناسب.
وأردف صالحي، «لكن الآن ومادامت المفاوضات مستمرة فلن نقدم على تشغيل 9 آلاف جهاز طرد معطلة فعلاً، حيث يعمل الآن 9 آلاف جهاز من أصل 20 ألفاً تم تركيبها، وهذا يأتي في إطار اتفاق غير مكتوب، لكننا ملتزمون به، ولا نريد تعقيد الموقف أكثر، وسننظر حينها إلى ما ستسفر عنه المفاوضات».
وتابع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن إيران تملك الجيل الثاني من أجهزة الطرد المركزي، وقد ركبت نحو 1000 منها، وتقوم الآن بتشغيل سلسلة من 164 جهازاً منها بشكل تجريبي، وتملك أيضاً أجهزة طرد من أجيال «IR4» و«IR6» و«IR8»، و أجهزة «IR8» هو آخر جيل من أجهزة الطرد بقدرة تخصيب «24 سو».
ونوه صالحي إلى أنه لم يتم ضخ الغاز يو إف 6 إلى هذه الأجهزة، وهذا ما ستلتزم به إيران طوعاً ما دامت المفاوضات مستمرة، وقال، «ذلك من أجل إثبات حسن نوايانا، لكن الاختبارات الميكانيكية والمتنوعة الأخرى يجب أن تتم».
هناك تشابه بين تعذيب السحرة في أوروبا القرون الوسطى وتحقيق «سي آي أيه» مع معتقلي «القاعدة»
إعداد إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي» كان المبرر الرئيسي الذي قدمته وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي أيه» منذ صدور تقرير لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأسبوع الماضي مشابها لكل التبريرات التي قدمها الجلادون عبر العصور.
فقد زعمت أن المعلومات التي تم الحصول عليها عبر التعذيب كانت ذات أهمية كبيرة ولم يكن من الممكن الحصول عليها بطرق أخرى.
ونتيجة لهذا حصل الجلادون/ المحققون الأمريكيون على معلومات كثيرة لأن المعتقلين اعترفوا حتى يتوقف برنامج التعذيب عليهم وكانوا في الحقيقة يقولون ما أراد المحققون سماعه منهم.
ورغم اعتراف جون برينان، مدير «سي آي أيه»، عندما قال إنه «من غير الواضح» إن كانت أساليب التعذيب التي استخدمها المحققون التابعون لوكالته أنتجت معلومات مهمة. إلا أنه بقوله أن برنامج التعذيب الذي أطلق عليه «أساليب التحقيق المحسنة» لم يؤد لنتائج كان بيرنان يعترف بالفشل.
وهو ما تؤكد تغريدة أرسلتها دايان فاينستان مديرة اللجنة وقالت فيها «لا يوجد هناك دليل يؤكد أنه تم وقف هجمات إرهابية أو إنقاذ أرواح من خلال أساليب التحقيق المحسنة».
معلومات مشوهة
وكما يقول باتريك كوكبيرن في «إندبندنت أون صنداي» فالتعذيب عادة ما ينتج معلومات مشوهة لأنها تأتي من شخص يحاول وقف ألام مبرحة يتعرض لها.
ومن هنا فالمحقق سيكون سعيدا عندما يكشف عن متآمرين أو مؤامرة ويكون أكثر سعادة عندما يتم تأكيد ما توصل إليه من معتقلين آخرين. وعليه فلن يتقبل المحقق معلومات أخرى تم الحصول عليها بطرق غير التعذيب الشديد.
وقد أصبحت هذه الطريقة في التفكير سائدة داخل «سي آي أيه» وهو ما كشف عنه تقريرسي آي أيه. ففي فقرة من فقراته يظهر كيف قرر المحققون تعذيب خالد الشيخ محمد الذي يشار إليه بالعقل المدبر لهجمات 9/11 ففي المراحل الأولى بعد القبض عليه شعر المحققون بأن المعتقلين لا يقولون الحقيقة.
ولهذا قاموا بتعريض شيخ محمد لأسلوب الإيهام بالغرق 183 مرة، وهو ما قاده لتقديم معلومات مزيفة للمحققين وأدت إلى اعتقال أشخاص تبين أنهم أبرياء.
ملاحقة السحرة
ولا تختلف تجربة المخابرات الأمريكية في التعذيب عن تجارب أخرى قامت بها دول أخرى.
ففي الثلاثينات من القرن الماضي اعتقدت المؤسسة الأمنية السوفييتية أن الإتحاد السوفييتي السابق مليء بالخونة والجواسيس لأن الاعترافات الكثيرة التي تم الحصول عليها عبر التعذيب أكد بعضها البعض.
وهو الأسلوب نفسه الذي استخدم في أوروبا لملاحقة السحرة والمشعوذين.
ويرى كوكبيرن أن هناك تشابها بين هذه الأساليب وما استخدمته سي آي أيه. فقراءة لكتاب هيو تريفر- روبر «جنون السحر الأوروبي في القرنين السادس والسابع عشر» يقدم تشابها مثيرا للدهشة بين الأفعال والأقوال التي استخدمت في غرف التحقيق بين الأمس واليوم. فهناك ارتباط بين التعذيب والسحر وكما يقول تريفر « فصعود وتراجع جنون ملاحقة السحرة في أوروبا مرتبط بشكل عام بصعود ونهاية التعذيب القضائي في أوروبا».
ويقول إن ظهور الهوس بملاحقة السحرة كان نتاجا لزخمه الخاص، وجاءت الاعترافات التي تم الحصول عليها من المتهمين متشابهة لأن من يديرون الحملة كانوا يستخدمون نفس الأدوات والمرجعيات وكانوا يستندون على نفس التعليمات الموجهة للقضاة ويوجهون نفس الأسئلة المشفوعة بالتعذيب.
صحيح أن لا تشابه بين أساليب تعذيب السحرة وما استخدمته سي آي أيه، لكن المحققين في العصور الوسطى توصلوا إلى نتيجة مشابهة لما توصل إليه المحققون اليوم.
فقلع الأظافر وحرق الأصابع بحديد حام، وتكسير أجساد المتهمين على مخلعة أو استخدام برغي لتهشيم الساق لم تكن ناجعة مثل «الحرمان من النوم» كما يقول تريفور- روبر، فمن جرب عليه هذا الأسلوب «اعترف بممارسة السحر».
وقد يقول المدافعون عن سي آي أيه أن هناك فرق بين تعذيب المتهمين بالسحرة قبل 400عام الذين لم يكونوا موجودين وبين تعذيب عناصر القاعدة الموجودين.
ولكن هذا النقاش يؤشر لنقطيتن، الأولى أن سي آي أيه لم تكن مهتمة بالكشف عن المذنبين الحقيقيين بقدر ما كانت ترغب بالحصول على الثناء من البيت الأبيض. فكيف سمحت لنفسها بالاعتماد على متعهدين لا علاقة لهم بالشرق الأوسط؟ بل وقامت الوكالة عام 2004 بتعذيب اثنين من مخبريها.
فقد تركا مقيدين ومنعا من النوم لمدة 24 ساعة قبل أن يؤكد مقر الوكالة إنهما يعملان لصالحها. النقطة الأخرى، تتعلق بادعاءات الوكالة وأنها كانت تقوم بمهام خارقة لمنع مؤامرات مثل «مفجر الحذاء» و «ومفجر السروال»، رغم معرفتها بعدم قدرة تنظيم أسامة بن لادن على تكرار عملية 9/11 مرة أخرى. فالعمليات التي قالت إن الوكالة أحبطتها قام بها أفراد أو قيادات بدون تخطيط جيد. ويرى كوكبيرن أن التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات الأمريكية والنقل القسري للمعتقلين لدول أخرى مثل سوريا وليبيا كي يعذبوا فيها لم يمنع جماعات القاعدة الآخرى من إنشاء دولتهم الخاصة في العراق وسوريا، وهم يسيطرون على مناطق واسعة في أفغانستان والصومال وليبيا. وفي الوقت الذي كانت تقوم فيه سي آي أيه بإجبار المعتقلين على الإعتراف وفبركة المعلومات كان ورثة منفذي 9/11 ينتصرون في العالم الحقيقي.
نشر التقرير لا يكفي
لكن القصة الحقيقية ليست هنا، فالخلاف الحاد حول التقرير في واشنطن نابع كما تقول صحيفة «أوبزرفر» نابع من أمرين: الشعور بالذنب والخوف.
فالشعور بالذنب لأن قادة الإدارة البارزين في حكومة جورج دبليو بوش قاموا بإدارة والتغاضي عن أساليب غير شرعية وصلت إلى حد التعذيب ضد المتهمين بارتكاب أعمال إرهابية. وبالنسبة للخوف فهو مرتبط بالكشف عن أعمالهم وفضحها، واعترفوا بها كما فعل نائب جورج بوش الشرير ديك تشيني مما يعني أنهم سيقدمون للعدالة ويحاسبون عليها. وترى الصحيفة أن «الشعور بالذنب عميق ويعكس إدراكا وإن جاء متأخرا ومع ذلك يرحب به وهو أن الولايات المتحدة في صدمة ما بعد هجمات القاعدة لم يكن لها حق التصرف وكأنها فوق القانون، سواء كان القانون محليا أم دوليا. ولسوء الحظ هذا ما فعله جورج بوش وديك تشيني ومستشاروهم من المحافظين الجدد والثلاثي الذي قاد وكالة الاستخبارات الأمريكية .
ونتج عن كل هذا صورة مشوشة وكريهة عن الخصوصية الأمريكية. وترى الصحيفة أن المسؤولين الذي امتلأوا حماسة وشجاعة بسبب حرب بوش الدولية على الإرهاب، قاموا بتجنب رقابة الكونغرس عليهم، وجندوا بمكر شهود كذب من الحلفاء مثل بريطانيا وقاموا بحملة سرية من الاعتقالات والخطف والنقل القسري والسجن بدون توجيه الاتهامات وفي بعض الحالات قاموا باغتيالات.
وفي حمى الإنتقام التي مارسها بوش وأتباعه والذين لم يكونوا في مستوى التحدي المفروض عليهم نسوا قيم النزاهة والقواعد الأساسية لحقوق الإنسان.
وسخروا من قوانين حقوق الإنسان بما فيها ميثاق الأمم المتحدة حول التعذيب. وخانوا المثل والمبادئ التي قامت عليها أمريكا الحديثة، وبهذا قدموا مثالا أضعف قيادة أمريكا الأخلاقية للعالم.
لن يرضي أحداً
وفي الوقت الذي اعترف فيه الرئيس أوباما عندما رد على التقرير بالضرر الذي حدث على سمعة أمريكا إلا أن محاولته بناء توازن بين ما حدث وفهمه للضغوط التي فرضت على الذين ارتكبوا هذه الأفعال لن يرضي أحدا في النهاية.
وفي رد على موقف أوباما قال النائب الديمقراطي مارك أودال، عضو لجنة الاستخبارات إن المخابرات الأمريكية في ظل جون برينان لا تزال محل شك، فهي تواصل تقديم المعلومات المضللة.
وبعبارات أخرى دعا أودال، برينان للاستقالة وأكد على ضرورة قيام أوباما بمحاسبة المسؤولين عن هذا الفصل الأسود.
وترى الصحيفة ان مسألة محاسبة المسؤولين هي واحدة من القضايا التي يجب مواجهتها. فحديث أوباما عن وزارة العدل التي ستقرر إن كانت هناك دواع قانونية للمحاسبة ما هي إلا محاولة لدفن الجدل، وما يأمله المتحدث باسم أوباما هو اختفاء الجدل تدريجيا حول الموضوع. وبالنسبة للصحيفة فالموضوع لم ينته بعد.
وتحدد الصحيفة مجالين رئيسين للتحقيق، الأول هو مسؤولية المحققين في سي آي أيه والذين قاموا بالتعذيب، ومن كان في الوكالة يحتل موقعا تنفيذيا ووافق على الأساليب. وينسحب على هذا التحقيق فيما إن قامت سي آي أيه بالتآمر لإخفاء هذه النشاطات.
وبناء على هذا فيجب على أوباما فتح تحقيق جنائي شامل بدون خوف أو تحيز ولا تأخير. الأمر الثاني يتعلق بتقبل الجلادين حقيقة أن أساليبهم لم تنتج معلومات يمكن التحرك بناء عليها، والتي ربما تركت آثارا سلبية كما يظهر تقرير لجنة الكونغرس.
وفي هذا السياق لم يكن موقف برينان مطمئنا، فقد اعترف بحدوث التعذيب لكنه لم يقل إن كانت المعلومات التي تم الحصول عليها عبره مفيدة.
ورفض برينان استبعاد أساليب التعذيب واستخدامها في المستقبل وبشكل قاطع. وترفض الصحيفة تبرير البعض أن أمريكا ليست وحدها من مارس التعذيب فهناك دول أخرى تجاهلت القانون الدولي.
وترى أن من يتلفظ بهذا عليه الاعتذار والشعور بالخجل من نفسه، فهل يريد أمريكا أن تنزل لمنزلة الجلاد الإيراني، أو منزلة من يدير معسكر اعتقال في كوريا الجنوبية أو قاطع الرؤوس في تنظيم الدولة الإسلامية «فلا يوجد ما يبرر التعذيب في أي مكان أو زمان، انتهى».
موقف بريطاني
وتشير الصحيفة للموقف البريطاني، فبعد إنكار أولي اعترفت الحكومة البريطانية أن بعض الفقرات في التقرير ضللت بعد مناقشة مع المخابرات البريطانية. فالمحاولات التي قام بها مجلس العموم البريطاني أحبطها تدخل «أم أي6» حسب السير مالكوم ريفينكد وزير الخارجية السابق.
وحقيقة اجتماع وزيرة الداخلية، تيريزا ماي، ومدير الاستخبارات العسكرية السابق مع أعضاء اللجنة سيثير شكوكا حول إخفاء معلومات لحماية جانب الحكومة البريطانية، رغم أن الأخيرة أكدت عدم حصول مناقشات أولية مع لجنة الكونغرس. وأكثر من هذا فهناك تقارير عن معرفة وتورط بعض المسؤولين الأمنيين في عمليات تعذيب بمرحلة ما بعد 9/11 بما في ذلك دور في عمليات الترحيل القسري للمعتقلين.
ورغم شجب «أوبزيرفر» لمجمل ما جرى في مرحلة ما بعد الهجمات، تدعو صحيفة «صنداي تايمز» القارئ لتناسي الطبيعة الحزبية للتقرير و «شجب» برينان للتقرير وتقول «في بعض الأحيان ضع نفسك في سياق الزمن، فقد كانت الهجمات على نيويورك وواشنطن فشلا استخباراتيا ذريعا، فقد جلبت للشواطئ الأمريكية الدمار والموت بطريقة لم يجربها الأمريكيون من قبل».
وعبدت حالة الذعر التي تبعت الهجمات الطريق أمام غزو أفغانستان ووضعت القطار على طريق غزو العراق، وفي حالة الفزع التي تبعت لم يكن هناك خوف من مؤامرة جديدة بل فشلت الحكومة الأمريكية بتوفير الأمن لمواطنيها.
وفي ظل هذا الجو تقول الصحيفة إن قلة من السياسيين أصروا على اتباع سي آي أيه القانون وميثاق جنيف حول أسرى الحرب. فيما أكد مسؤولون سابقون مثل تشيني الذي وصف التقرير «بالحماقة» أن الإدارة السابقة ليس لديها ما تجيب عليه.
ولا يعني فهم السياق التغاضي عما فعلته سي آي أيه، التعذيب. فلم يثمر هذا الأسلوب كما أشار السناتور الجمهوري جون ماكين الذي كان أسيرا لدى الفينتاميين لمدة خمسة أعوام وعذب في «هانوي هيلتون» سيئ السمعة.
وعلق ماكين «أعداؤنا يتصرفون بدون وازع من ضمير» و «يجب أن لا نكون مثلهم».
وهو محق، لكن كلامه لا يحل معضلة الحكومة الديمقراطية عندما تواجه بعدو لا يحترم القيم، ففي ظل أوباما توقفت أساليب التحقيق المحسنة، ولم تتوقف الطائرات بدون طيار، بل زاد القتل من خلال «الريموت كونترول».
وفي تقييمها النهائي تقول إن فضح ممارسات سي آي أيه قد تم وهو صورة عن قوة الديمقراطية الأمريكية مقارنة مع دولة حليفة لها مثل بريطانيا التي تحاول تغطية ماضيها «ورغم أن ما حدث أصبح خلفنا فعلى الغرب عدم التظاهر بأنه وجد الطريقة المثالية لشن الحرب ضد الإرهاب فعملية التعلم لم تتوقف».
ومع ذلك فضحايا التعذيب سيعيشون التجربة طوال حياتهم. ففي الوقت الذي ناشد فيه برينان الأمريكيين لطي الصفحة لكن من عانوا من التجربة لن ينسوا ما جرى لهم. وقد حفلت صحف الأحد بقصص كثيرة بهذا الشأن.
التعذيب لن يختفي
ففي صحيفة «أوبزيرفر» مقابلة مع معتقل سابق اسمه «جابولي» الذي يعيش معظم الوقت داخل بيته وحيدا وعندما يخرج يبحث عن مناطق مزدحمة حتى يكون هناك شهود حالة اختطف مرة أخرى.
ويقول «تعيش في حالة خوف وتخشى من عودة من عذبوك مرة أخرى، سواء كنت في بلد آمن أم لا».
ويعاني جابولي من مشاكل نفسية فهو لا يريد الزواج حتى لا تراه زوجته وهو يصرخ في الليل، ويخشى من صوت الشاحنات الصغيرة والتي تذكره بالمكان الذي عذب فيه. وقضى السجين السابق 10 أعوام في سجن ببلد وسط أفريقيا حيث مورست عليه كل أشكال التعذيب.
وأهم ما فيها تلك التي صممها المحللان النفسيان بروس جيسين وجيمس ميتشل «العجز المكتسب» والذي يعني تحطيم القدرات الدفاعية في داخل السجين وقتل إرادة المقاومة لديه. ويرى الأطباء والناشطون أن التعافي من فقدان الإرادة يحتاج لعمل وجهد شاق وقد يرافق السجين السابق طوال حياته.
ويقول الجنرال المتقاعد ستيفن زينكاسيس والمحلل النفسي السابق في الجيش الأمريكي «هناك أمور تظل مع السجين طوال حياته». ويعود مصطلح العجز المكتسب إلى ورقة قدمها المحلل النفسي مارتن سيلغمان عام 1972 والتي جاء فيها ان الصدمة التي لا يمكن التحكم بها تولد الاستسلام. وكما أظهر تقرير اللجنة، فقد كان السجناء يجلسون في حالة إقعاء كالكلاب عندما كان يفتح باب الزنزانة «تماما مثل الكلب الذي طلب منه الإقعاء». وكان عبدالرحمن الناشري الذي تعرض للتعذيب من خلال الأيهام بالغرق وهدد باستخدام آلة الحفر عليه يرتجف من ظهور المحققين أمامه.
ويقول الأطباء إن الرجال والنساء ممن تعرضوا للتعذيب عادة ما يتغيرون. ويعانون من الكآبة، القلق، الهلوسة، التحولات الشخصية ويفكرون بالانتحار، ويقول جابول «تتحول لشخص مذعن».
ويزرع أسلوب العجز المكتسب في داخل السجين حس الشعور بالذنب على ما فعله بنفسه وعائلته ولأنه ترك زملاءه في السجن وهم يعذبون. وفي بعض الحالات يتحول أشخاص قاموا أو احتجوا على سجنهم لرجال غاضبين أو محبطين مثل خالد المصري، الرجل البريء الذي عذبته سي آي أيه واعتقل لاحقا في ألمانيا عندما أضرم النار بمتجر.
ويقول ويليام هوبكنز، المحلل النفسي لدى شبكة الحرية من التعذيب البريطانية إنه عالج أشخاصا تعرضوا للأيهام بالغرق وكيف أصبح لديهم خوف من الماء «لا أستطيع الاستحمام، السباحة ولا حتى وضع رأسي تحت الماء» فهي تجربة تعيد لهم الذكريات السيئة.
ويدافع ميتشل المحلل النفسي عن أسلوبه وقال في تصريحات لـ «صاندي تايمز»: «فعلت سي آي أيه ما كان يجب عليها فعله»، «نسي الناس الوضع في مرحلة ما بعد 9/11 وأن القاعدة كانت ستضرب أمريكا بقنبلة نووية أو أسلحة كيماوية».
ويصف غلين كارل الذي أرسل للمغرب كي يحقق مع معتقل هناك ورفض استخدام التعذيب لأنه لا يثمر معلومات، كلا من جيسين وميتشل بالدجالين «فربما كانا جادين حول ما يقومان به أو كذابين»
سورية: “النصرة” تسيطر على وادي الضيف وتتوجه إلى الحامدية
إدلب – أنس الكردي
سيطر مقاتلو “جبهة النصرة” وحركة “أحرار الشام” و”جند الأقصى” على تجمع وادي الضيف التابع للقوات النظامية السورية شرقي مدينة معرة النعمان بريف إدلب (شمال)، بعد نحو 24 ساعة من الإعلان عن معركة للسيطرة على الوادي ومعسكر الحامدية، أهم معقلين للنظام في المحافظة.
وأفاد الناشط الإعلامي عبد قنطار لـ “العربي الجديد” بأن جميع المراصد “أكدت السيطرة على وادي الضيف بشكل كامل، في وقت اعتمدت فيه النصرة على الانغماسيين (مقاتلين يفجرون أنفسهم إذا لزم الأمر) في اقتحام الوادي مدعومين بعشر دبابات”، مشيراً إلى أن “وادي الضيف يمثل أسطورة فيما لو فشل الثوار في تحريره فلن يكون لهم مكان في إدلب”.
وأوضح قنطار أنه “يمنع على أي شخص كان من أي فصيل أن يدخل الوادي، لأن المعركة لا تزال متواصلة حول معسكر الحامدية، إذ تمكن الثوار من السيطرة على حواجز الدحروج والمنديل والمطاعم على طريق دمشق حلب”.
من جانبها، أعلنت حركة “أحرار الشام” عن “مقتل عشرين جندياً لقوات النظام السوري في قرية عين قريع القريبة من معسكر الحامدية في ريف إدلب الجنوبي، بينما أكدت مصادر متطابقة السيطرة على القرية.
وكانت ” النصرة” قد شنت مع “أحرار الشام” و”جند الأقصى”، صباح أمس الأحد، هجوماً واسعاً على مراكز قوات النظام في معسكرَي وادي الضيف والحامدية، وتمكنوا من قتل خمسين عنصراً، بينهم قائد العمليات غدير يونس، والسيطرة على عدد من الحواجز العسكرية.
في هذه الأثناء، قال ضابط منشق عن جيش النظام برتبة عقيد ويدعى عرفات الحمود بأن “الجيش الحر كان يعمل على هذا التحرير ولكن لم يمن الله علينا”، وجاء التحرير على أيدي النصرة وبقية الفصائل، متمنياً أن يكون هذا الإنجاز خدمة للشعب السوري ولخدمة الثورة السورية المباركة، وألا يجير لخدمة أجندات بعيدة عن واقع الشعب السوري”.
وأضاف العقيد الذي كان يشغل رئيس أركان تجمع كتائب وألوية شهداء سورية لـ “العربي الجديد” بأن “ثورتنا ضد النظام، وهذا العمل هو بالتأكيد ضد النظام فهو مبارك من قبلنا”، موضحاً أن “الجيش الحر لم يعد موجودا بفعالية في إدلب، والفصائل الموجودة من غير تنظيم القاعدة والجبهة الإسلامية لا ترفع علم الجيش الحر، وتوجهها إسلامي”.
يذكر أن نجاح النصرة بالسيطرة على وادي الضيف جاء بعد نحو شهر من سيطرتها على معظم ريف إدلب، بعد طرد “جبهة ثوار سورية” التابعة لـ “الجيش الحر” من معظم مناطق الريف الجنوبي، وكامل جبل الزاوية.
حملات الاعتقال في الساحل السوري: بحث عن مجندين جدد
اللاذقية ــ رامي سويد
لم يوقف الهدوء النسبي الذي تشهده جبهات القتال في ريف اللاذقية، حملات الاعتقال التي تشنها قوات النظام السوري ضد الشبان في مناطق الساحل السوري، فالقتال العنيف المستمر بشكل يومي في معظم مناطق البلاد بين قوات النظام وقوات المعارضة، أدى إلى استنزاف الأولى بشكل كبير بعد قرابة أربعة أعوام من الحرب في سورية، مما دفع النظام للبحث عن مجندين جدد من سكان المناطق التي يسيطر عليها لزجهم في القتال ضد المعارضة.
وعلى الرغم من أن بعض أبناء العائلات السورية النازحة باتجاه مدينتي اللاذقية وطرطوس وأريافهما اختاروا التطوع في صفوف القوات الموالية للنظام السوري، بسبب البطالة المنتشرة في أوساطهم، إلا أن ذلك لم يمنع قوات النظام من مواصلة حملات الدهم والاعتقال في مدن وبلدات الساحل السوري، إذ شنت في مطلع الشهر الماضي عدة حملات اعتقال في مختلف أحياء مدينة اللاذقية ومدينتي جبلة وبانياس، طالت عشرات الشبان من سكان هذه المناطق، ليتم توقيفهم في فروع الاستخبارات السورية قبل نقلهم إلى مراكز التدريب التابعة للجيش السوري وقوات الدفاع الوطني التي تم تشكيلها مع انطلاق الثورة في سورية بهدف قتال قوات المعارضة.
وشنّ النظام أخيراً عبر قوات الدفاع الوطني المعروفة محلياً باسم “الشبيحة” وقوات تابعة لأجهزة الاستخبارات، حملة دهم واعتقالات واسعة في مدينة جبلة أكبر مدن ريف اللاذقية، أدت إلى اعتقال العشرات من الشبان سكان أحياء الفيض والدريبة والعزي وسط المدينة، ومن شبان العائلات النازحة إلى المدينة من المناطق المشتعلة شمالي البلاد.
واعتقلت قوات النظام في حملتها الأخيرة خمسين شاباً على الأقل، بحسب الناشط معتز عمر، الذي يوضح لـ “العربي الجديد” أن حملات الاعتقال في جبلة ومختلف المدن والبلدات الساحلية التي يسيطر عليها النظام، تهدف لسحب الشبان القادرين على حمل السلاح إلى الخدمة في قوات النظام بشكل إجباري، من دون النظر إلى الأوضاع القانونية الخاصة بالشبان الذين يتم اعتقالهم، ذلك أن معظم هؤلاء يواصلون دراستهم الجامعية وبالتالي يوجب القانون السوري تأجيل خدمتهم في الجيش لحين إنهائها.
وليست أعداد هؤلاء النازحين إلى مناطق الساحل السوري بالقليلة، إذ تتحدث مصادر في منظمة الهلال الأحمر السوري لـ “العربي الجديد” عن تقديم المنظمة معونات غذائية ومعيشية لأكثر من 750 ألف نازح في محافظة اللاذقية وحدها على مدار السنين الثلاث الماضية، في مقابل تقديمها معونات لأكثر من 400 ألف نازح في مدينة طرطوس وريفها.
ويوضح عمر أن حملات الاعتقال التي تشنها قوات النظام في مدن وبلدات الساحل السوري تكون في العادة مؤلفة من مجموعات من قوات “الشبيحة”، والتي يقودها سامر خازكية الذي خلف القائد السابق لقوات الدفاع الوطني في الساحل السوري هلال الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، والذي أعلنت وسائل الإعلام الموالية للنظام مقتله في الصيف الماضي، إبان الاشتباكات التي نتجت عن تقدّم قوات المعارضة السورية في منطقة كسب الجبلية شمال مدينة اللاذقية في شهر أبريل/نيسان الماضي.
ودفعت حملات الاعتقال المستمرة مع تردي الظروف المعيشية وانتشار البطالة، الآلاف من الشبان وعائلاتهم من سكان الساحل السوري ومن النازحين إلى مناطقه، للهجرة إلى تركيا، سالكين الطريق البحري الذي تشغّله بواخر لنقل الركاب تعمل بشكل منتظم بين ميناءي اللاذقية وطرطوس السوريين وميناء مرسين التركي.
ويروي سامر عبد الكريم، وهو مهندس بحري يعمل في إحدى بواخر نقل الركاب بين سورية وتركيا، تفاصيل عملية الهجرة المستمرة من الساحل السوري باتجاه تركيا، موضحاً أن “ثلاث رحلات تنطلق أسبوعياً بين ميناءي اللاذقية وطرطوس السوريين وميناء مرسين التركي، بواقع رحلتين من اللاذقية أسبوعياً ورحلة واحدة من طرطوس، تحمل الرحلة الواحدة ما يناهز الخمسمئة راكب، معظمهم من الشبان الراغبين بالهجرة نحو الدول الأوروبية والذين يتخذون من تركيا طريق عبور لهم”، مضيفاً “كما تحمل الرحلات أيضاً عائلات ضاقت بها سبل الحياة في مدن الساحل السوري فقررت التوجه نحو تركيا بحثاً عن ظروف أفضل”.
ويشير عبد الكريم في حديث لـ “العربي الجديد”، إلى أن “رحلات العودة من تركيا إلى سورية تكون شبه خالية من الركاب، إذ لا يعود إلى سورية إلا أعداد قليلة ممن امتهنوا تجارة المواد الغذائية والمنظفات والمواد الأساسية الأخرى كالإسمنت والطحين بين سورية وتركيا، ذلك أن السوق السورية في مناطق الساحل السوري باتت تعتمد على نحو كبير على المنتجات التركية”.
وتشهد جبهات القتال بين قوات النظام والمعارضة هدوءاً نسبياً في ريف مدينة اللاذقية، إذ تسيطر قوات المعارضة على معظم مناطق جبلي التركمان والأكراد، في مقابل احتفاظ قوات النظام بالسيطرة الكاملة على الشريط الساحلي والمدن والبلدات الممتدة عليه، وعلى مناطق ريف اللاذقية الشمالية الجنوبية وصولاً إلى قمة النبي يونس قرب مدينة القرداحة مسقط رأس الأسد.
وتنتشر في مناطق سيطرة قوات المعارضة السورية في جبال اللاذقية في مناطق ربيعة وكنسبا وبداما ومحيطها، عدة تشكيلات تابعة لـ “الجيش السوري الحر”، كلواء العاديات واللواء العاشر واللواء الأول مشاة، مع قوات تابعة لفصائل إسلامية كـ “جبهة النصرة” وحركة “أحرار الشام” وحركة “شام الإسلام”.
وكانت قوات النظام قد أجبرت المعارضة على الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها شمالي مدينة اللاذقية في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين، ليستعيد النظام السيطرة على معبر كسب الذي يصل محافظة اللاذقية بالأراضي التركية ومدينة كسب والمنفذ البحري الوحيد الذي سيطرت عليه المعارضة حينها.
وشهدت جبهات القتال بين الطرفين حالة مراوحة منذ مطلع الصيف الماضي، باستثناء اشتباكات متقطعة تندلع بين الحين والآخر على خطوط التماس في المناطق الجبلية، مع محاولة قوات النظام التقدم على محاور الاشتباك الرئيسية، كمحور مرصد إنباته الاستراتيجي الذي حاولت قوات النظام التقدم منه نحو مناطق سيطرة قوات المعارضة الشهر الماضي، قبل أن تجبرها قوات المعارضة على الانسحاب.
روسيا تدعم تركيا للتحول إلى معبر طاقة عالمي
إسطنبول ــ باسم دباغ
في الوقت الذي بدت فيه أنقرة أكبر الرابحين من العقوبات الغربية، بعد توقيع عدد من الصفقات لتلبية احتياجها المتنامي للطاقة في ظل الطفرة التي يشهدها اقتصاد تركيا، لكن ذلك يطرح الكثير من الأسئلة أهمها “هل ستجعل هذه الصفقات أنقرة مرهونة لعملاق الطاقة الروسي بطموحات الرئيس الروسي بوتن القيصرية وتبعدها أكثر عن حلفائها التقليديين في الناتو؟”.
بموجب المشاريع المزمع إقامتها بين الطرفين ستتحول تركيا إلى خزان عبور للغاز الروسي نحو أوروبا، وذلك بعد أن تم إلغاء مشروع أنبوب “ساوث ستريم” لنقل الغاز والذي كان من المفترض أن ينقل الغاز الروسي عبر البحر الأسود نحو بلغاريا ومنها إلى النمسا وباقي دول الاتحاد؛ بسبب ما وصفه بوتن مماطلة الحكومة البلغارية بإقرار المشروع، وسيتم استبداله بخط يتوجه إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، وبالتالي سيصبح ثالث خطوط الغاز التي تربط البلدين، الأول يصل تركيا عبر بلغاريا وأوكرانيا، الثاني والمعروف باسم “بلو ستريم” يمر تحت البحر الأسود نحو ميناء سامسون التركي ومنه إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط.
ووفق بيانات مجلس تنظيم سوق الطاقة لعام 2013 فإن تركيا تستورد 89% من احتياجاتها من الغاز.
ويشكل الغاز الروسي منها 58%، ليرتفع في الأعوام القادمة، بحسب خبراء، إلى نحو 70%.
وفي إطار مساعي تركيا لتنويع مصادرها من الطاقة، وقعت عقدين لبناء مفاعلين نويين أحدهما مع اليابان بالقرب من مدينة سينوب التركية بقيمة 22 مليار دولار، والثاني مع شركة الطاقة النووية الروسية (روساتوم) لبناء مفاعل “أك كويو” بقيمة 20 مليار دولار، لتوليد 4800 ميغاوات أي ما يقارب 16% من احتياجات الطاقة التركية.
وبالفعل بدأت روساتوم تدريب الأتراك الذين سيعملون في قطاع الطاقة النووي، وهذا يعني أن روساتوم وغازبروم معا ستهيمنان على 74% من سوق الطاقة في تركيا في المستقبل القريب.
لكن هذا كله يعتبر جزءا من الواقع، إذ إن تركيا تحلم ومنذ تسعينيات القرن الماضي مع انهيار الاتحاد السوفييتي إلى التحول إلى معبر للطاقة بين الشرق والغرب، وخاصة في ظل قربها من منابع النفط في الخليج العربي سواء على الجانب الإيراني أو الجانب العربي، وأيضا في ظل احتياطيات الطاقة التي تم الكشف عنها مؤخرا في دول الاتحاد السوفييتي السابق كتركمانستان وأذربيجان اللتين تعتبران من الشعوب التركية، حيث سيكسر أنبوب الغاز المسمى “تاناب”، والذي سيقوم بنقل الغاز من حقول شاه دينيز الآذارية على بحر قزوين إلى أوروبا عبر تركيا، الاعتماد التركي على الغاز الروسي كما سيعزز من موقعها كمورد رئيس للطاقة لأوروبا، خاصة وأنه تم البدء بالعمل عليه في سبتمبر/أيلول الماضي، ومن المتوقع أن يدخل الخدمة عام 2018، حيث اعتبر نائب وزير النفط الإيراني علي مجيدي، الأنبوب الجديد بأنه قد يكون خيارا اقتصاديا لنقل الغاز الإيراني لأوروبا أيضا.
وإن أضفنا الغاز والنفط العراقي الذي يتم تصديره عبر تركيا إلى أوروبا والعالم ومشاريع أنابيب الغاز القطرية التركية، والتي كان من المفترض أن تشارك بها السعودية ومصر وأوقفتها الأزمة المشتعلة في الأراضي السورية، فإن تركيا ستكون مرشحا خلال الأعوام المقبلة للتحول إلى معبر الطاقة الرئيس نحو أوروبا، بكل ما يمنحها ذلك من أهمية استراتيجية تمنحها دفعة كبيرة في مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوربي، وسيبعدها بشكل نهائي عن السيطرة الروسية، خاصة وأن الأخيرة ستفقد الكثير من حصتها في السوق الأوروبية، بل وستجعلها تعتمد على السوق التركي والهندي والصيني.
“النصرة” تنسق وحزب الله: مواجهة داعش في القلمون
ربيع حداد
إنقلبت قضية العسكريين المخطوفين لدى داعش وجبهة النصرة في جرود القلمون رأساً على عقب، ففيما كانت هيئة العلماء المسلمين تنتظر جواباً لم يصل من الحكومة اللبنانية رداً على مبادرتها بشأن دخولها على خطّ التفاوض مجدداً، برز تطوران أساسيان غيّرا مجريات الأمور.
المفاوضات لا تزال مجمّدة ولم يحرز أي تقدّم على هذا الصعيد، لا بل الأمور عادت إلى نقطة الصفر، وفيما طلبت الحكومة تعهداً من الخاطفين بضمان سلامة العسكريين وعدم قتل أي منهم للرد على مبادرة الهيئة، توجّه عضو الهيئة ورئيس إتحاد الجميعات الإغاثية الشيخ حسام الغالي إلى الجرود في محاولة للحصول على هذا التعهّد.
بعد خلافات كبيرة بين مكونات الحكومة حول إعادة تعويم الهيئة، يبدو أنه تقرّر إقصاءها عن الملف وكف يدها عن المفاوضات، إذ تم اعتقال الشيخ الغالي على أحد حواجز الجيش في جرود عرسال، وذلك بعدما تم ضبط حزام ناسف بحوزة أحد السوريين الذين كانوا يرافقونه إلى القلمون للقاء النصرة، وفي معلومات “المدن” أن الشيخ الغالي كان على تواصل مع الأجهزة الأمنية خلال قيامه بهذه المهمة التي أوكلته فيها الهيئة، وهو الذي عمل سابقاً على إطلاق سراح ثلاثة عشر عسكرياً كانوا محتجزين لدى النصرة بعيد أحداث عرسال.
تقرأ هيئة العلماء المسلمين توقيف الغالي لساعات لإستجوابه ومن ثم إطلاق سراحه، كرسالة سلبية من قبل الحكومة للهيئة، وتقول المصادر إن “هذا التوقيف هو إسقاط لمبادرة الهيئة”. تزامناً مع خبر التوقيف برز خبر آخر بطريقة مشبوهة بالنسبة للهيئة، وهو قبول جبهة النصرة بالشيخ وسام المصري كوسيط في هذه القضية بينها وبين الحكومة اللبنانية، واللافت أن المصري لم يطرح من قبل كوسيط ولم يسجّل أي اتصال بينه وبين الحكومة اللبنانية في هذا الشأن.
وبحسب ما يقول رئيس هيئة السكينة الإسلامية أحمد الأيوبي وهو الذي ينسّق بين أهالي العسكريين ووزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق، فإن المصري أحد الأعضاء السابقين لهيئة الحفاظ على التراث الإسلامي في طرابلس شمالي لبنان، وهو محسوب سياسياً على حزب الله. وفي معلومات “المدن” فإن المصري هو إمام مسجد أبو الأنوار في سوق الذهب في طرابلس ويملك فرناً لبيع المعجنات في منطقة أبي سمراء.
يعتبر الأيوبي أن هذا الأمر يشير إلى ثلاثة إحتمالات، الأول هو أن يكون حزب الله قد استطاع اختراق قناة التفاوض مع الخاطفين وأصبح ممسكاً بخيوط التفاوض بشكل كامل ويكون قد أصبح مؤثراً على مسار المفاوضات، والثاني أن تكون النصرة قد ذهبت بإتجاه هذا الخيار باعتبارها أن حزب الله سيكون جدياً في هذه المفاوضات كونها ترى أن الحزب هو المؤثر في هذا الملف، أما الإحتمال الثالث فهو أن النصرة قد أسقطت مبادرة هيئة العلماء بعد رفض الحكومة لتكليفها رسمياً العودة مجدداً إلى التفاوض.
وترى مصادر هيئة العلماء لـ”المدن” أن خطوة وطريقة الإعلان عن قبول المصري كوسيط في هذه القضية والذي تزامن مع إعتقال الشيخ حسام الغالي أثناء توجهه إلى القلمون للقاء الخاطفين والحصول منهم على تعهد بعدم قتل أي جندي هما مؤشران على إسقاط مبادرة الهيئة.
ولا تخفي الهيئة استغرابها لقبول النصرة في تفويض هذا الشخص، ولكن هناك من يؤكد لـ”المدن” إن الأمور ستأخذ منحى جديداً، إذ في ظل التحضيرات التي يقوم بها داعش بإتجاه القلمون السوري والحشود الضخمة التي يوجهها نحو تلك المنطقة انطلاقاً من منطقة ريف حمص، يدلّ على فصل مسار داعش عن جبهة النصرة في هذه القضية، من هنا يأتي قرار النصرة في التفاوض الجدي مع أحد المقرّبين من حزب الله، والذي قد يمتد إلى تفاهمات أخرى بينهما، أي ترتيب بعض الأمور اللوجستية في القلمون لوقف أي تقدّم لداعش هناك، وما يعزز هذا الكلام هو أن النصرة هي الجهة الوحيدة الخاطفة التي وافقت على وساطة المصري، أما داعش فلم يوافق لا بل ذهب أكثر إذ هدد بقتل أحد الجنود خلال ثمان وأربعين ساعة إذا لم تتحرّك الحكومة جديّاً وتعيد المفاوضات إلى مسارها الطبيعي.
المعارضة السورية المسلحة تُفضل الأسلحة محلية الصنع
عبدالله الحموي
ظلت الأزمة الكبيرة المخيمة على تطور فصائل المعارضة المسلحة، هي انعدام تكافؤ عتادها وسلاحها مع قوات النظام، فقامت بعض كتائب الجيش الحر، بتصنيع سلاح محلي. العبوات الناسفة كانت السلاح الأول المصنع محلياً، وكانت لها فائدة كبيرة في نصب الكمائن على الطرقات وصد الأرتال العسكرية. الحاجة قادت لاحقاً إلى تصنيع مدافع وقذائف الهاون، وكانت ذات مواصفات قريبة جداً من الهاون الروسي. وقد ساعد الهاون محلي الصنع، الكتائب المقاتلة في القصف التمهيدي على الحواجز والثكنات العسكرية.
في بعض مناطق الإشتباك، كان الحد الفاصل بين الثوار وقوات النظام، مسافة تتراوح بين 300 متر وكيلومتر واحد، ما جعل الهاون منخفض الفعالية، وخاصة في المناطق المحصنة داخل المدن. هنا أصبحت القوة التدميرية للسلاح المصنع هي الحاسمة في المعارك. ما دفع بعض المهندسين وأصحاب المهن اليدوية، للبحث عن سلاح يساعدهم، بحيث يكون الرأس المتفجر فيه، أكبر من ذلك الذي للهاون.
ظهر “مدفع جهنم”، بداية في بلدة بنش بريف إدلب، حيث تمت الإستفادة من دبابات النظام السوفيتية المعطوبة، طراز T72 أو طراز T62، واستخدمت سبطاناتها على اختلاف أشكالها. يوضح الحرفي أبو نديم، أن سبطانة الدبابة المعالجة كانت الأنسب لتصنيع مدفع جهنم، حتى تستطيع تحمل الضغط الكبير الناجم عن إطلاق القذائف. وذلك على عكس السبطانات العادية التي تستخدم لقذاىْف الهاون. حيث يتراوح وزن قذيفة الهاون المصنعة محلياً ما بين 14 إلى 16 كيلوغراماً، بينما يكون متوسط وزن قذيفة مدفع جهنم 65 كيلوغراماً. كما أن كمية البارود المستخدمة في دفع قذيفة الهاون، هي 200 غرام كحد أقصى، وهي من 800-1000 غرام في مدفع جهنم.
وشرح المسؤول عن رمي جرات مدفع جهنم في أحد ألوية المعارضة المسلحة، أبو كرمو، أن الفكرة كانت رمي جرة غاز تحوي مواد متفجرة، وتزن وسطيا 25 كيلوغراماً، وقوامها من الـTNT، مع أجنحة خارجية، لتندفع القذيفة بانسيابية عبر سبطانة الدبابة. أبو كرمو استذكر التجارب التي قام بها، لتعديل مسار القذيفة، من مرحلة الإطلاق إلى السقوط، ثم اعتماد هذا السلاح في أغلب مناطق سوريا. وكان أول استخدام لمدفع جهنم، في حاجز معمل القرميد بالقرب من مدينة إدلب، وأيضاً على موقع معسكر الشبيبة، وكانت رمياته جيدة، ما ساهم في تحرير المعسكر، كما يوضح أبو كرمو.
ويعتبر مدفع جهنم سلاح ذو فعالية عالية، للقتال القريب، وحرب المدن، مثلما حدث في مدينة مورك بريف حماة، ومدينة حلب. وبعد أن ازداد الاعتماد عليه في أغلب المعارك، ظهرت بعض العوائق، وأهمها المسافة القصيرة نسبياً لفاعلية المدفع ودقة إصابته. ما دفع الخبراء بهذا السلاح إلى تحسينه، حيث تم صنع سلاح جديد له على شكل قذائف الهاون، ولكن بحجم كبير ورأس متفجر أكبر، وسمي مدفع 300. يقول أحد الذين أشرفوا على صناعة المدفع الجديد، أبو مهدي: “سُمي مدفع 300 لأن القطر الداخي للسبطانة 30,6 سنتيمتر، وهو عبارة عن اسطوانة نفط معالجة، مصممة لتحمّل ضغوط كبيرة، ما زاد مدى القذيفة إلى الضعف، باستخدام نفس كمية البارود المستخدمة في مدفع جهنم”. يورد أبو مهدي أمثلة على ذلك، فيقول: “استخدام كيلوغرام من البارود في مدفع جهنم، يدفع القذيفة إلى مسافة كيلومتر واحد، بينما تصل المسافة في مدفع 300 إلى كيلومترين ونصف، باستخدام نفس الكمية”. والسبب هو طول السبطانة التي تصل إلى مترين ونصف، ووزن القذيفة الذي يصل إلى 45 كيلوغراماً.
مدفع 300 كان فكرة شاب عراقي، وأول من بدأ تطبيقه حركة أحرار الشام الإسلامية، في رام حمدان بريف حلب. وأوضح أبو مهدي أن أغلبية الصناعات لقذائف 300 أو مدفع جهنم، هي صناعات غير خاضعة لمؤسسة عسكرية، ما يجعلها لا تخضع لاختبارات جودة واختبار للمواد. وأحيانا يكون الخلل في المواد لأنها تُحضر بطرق يدوية، وأغلب الأخطاء تكون في تصنيع الصاعق، لأنها تصاميم بسيطة لا تُجاري التصاميم العسكرية.
ويذكر أن ثمن قذيفة الهاون الروسية، في السوق المحلية، يتراوح بين 800 إلى 1200 دولار، في حال توفرها، أما أفضل قذيفة هاون محلية الصنع فيبلغ ثمنها حوالي 100 دولار، أي إن ثمن القذيفة الروسية يعادل ثمن عشر قذائف مصنعة محلياً. وتُفضل الكتائب الصغيرة، القذائف المحلية، بسبب توافر مواد التصنيع بشكل دائم، على عكس الأسلحة الأجنبية.
جيش الأسد يخسر في ساعات معسكرين مهمين
أ. ف. ب.
مسلحون إسلاميون يتقدمون شمال غرب سوريا
تمكنت جبهة النصرة وكتائب مقاتلة أخرى من السيطرة على معسكرين للجيش النظامي السوري، هما معسكر وادي الضيف ومعسكر الحامدية غرب سوريا على طريق دمشق- حلب.
بيروت: سيطرت جبهة النصرة وحلفاء اسلاميون لها خلال ساعات، الاثنين، على معسكرين للقوات النظامية السورية في ريف مدينة ادلب (شمال غرب)، بعد عامين من الهجمات المستمرة على هذين المعسكرين اللذين يشكلان اكبر تجمع عسكري للنظام في المنطقة.
ويقع معسكر وادي الضيف شرق مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، التي استولى عليها مقاتلو المعارضة في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر 2012، بينما يقع الحامدية المحاذي لقرية الحامدية جنوب المدينة على طريق دمشق-حلب.
وتسبب سقوط معرة النعمان بقطع طريق اساسي للامداد بين دمشق وحلب على القوات النظامية. ومنذ ذلك الوقت، حاولت القوات النظامية مرارًا استعادة المدينة، فيما سعت مجموعات المعارضة المسلحة الى اسقاط المعسكرين لتثبيت سيطرتها على المنطقة.
وسيصعب سقوط المعسكرين على القوات النظامية استعادة مدينة معرة النعمان، بينما ستفسح السيطرة عليهما الطريق امام جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، لتوسيع نفوذها في هذه المنطقة التي تفرض سيطرتها عليها تدريجيًا منذ اسابيع.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: “سيطرت جبهة النصرة وتنظيم جند الاقصى وحركة احرار الشام على معسكر الحامدية بشكل كامل عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي انسحبت باتجاه بلدتي بسيدا ومعرحطاط” جنوبًا.
كما ذكر المرصد في بريد الكتروني أن المهاجمين تمكنوا “من أسر 15 عنصرًا من قوات النظام بينهم ضابط على الاقل، في حين نفذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 12 غارة على منطقة معسكري وادي الضيف والحامدية، كما قصف الطيران المروحي بثلاثة براميل متفجرة على الاقل المنطقة ذاتها”.
وقبيل سقوط معسكر الحامدية في ايدي جبهة النصرة وحلفائها، خرج معسكر وادي الضيف القريب عن سيطرة القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ايضًا، اثر هجوم كاسح قادته جبهة النصرة.
واوضح المرصد في بريد الكتروني: “سيطرت جبهة النصرة مدعمة بتنظيم جند الاقصى على معسكر وادي الضيف ومحيطه بريف مدينة معرة النعمان، بعد هجوم عنيف بدآه صباح أمس، تمكنا خلاله من السيطرة على حواجز ومواقع قوات النظام داخل المعسكر ومحيطه”.
واعلنت جبهة النصرة على أحد حساباتها على موقع “تويتر” سيطرتها على المعسكر، لكنها شددت على انها “الفصيل الوحيد المشترك في تحرير وادي الضيف”، مشيرة الى أن مقاتليها يفككون ألغامًا في المعسكر و”يطاردون” الجنود السوريين الذين غادروه.
وكانت ابرز قوى المعارضة السورية المسلحة تحاصر معسكر وادي الضيف ومعسكر الحامدية منذ حوالى عامين دون أن تتمكن من السيطرة عليه، الى ان هاجمته جبهة النصرة بمساندة حلفائها بعدما فرضت سيطرتها على مناطق محيطة به اثر معارك مع كتائب معارضة.
ويقول عبد الرحمن إن “تقدم الجهاديين له اهمية رمزية كبيرة ايضًا حيث انه يظهر أن جبهة النصرة تسيطر فعلاً على المنطقة”.
وخلال هجومها على معسكر وادي الضيف “استخدمت جبهة النصرة دبابات واسلحة ثقيلة أخرى كانت قد استولت عليها الشهر الماضي من +جبهة ثوار سوريا+ (المدعومة من الغرب)”، بحسب عبد الرحمن، وبينها صواريخ “تاو”.
ونشرت جبهة النصرة على “تويتر” صورة قالت إنها لأحد مقاتليها وهو يقوم برصد “إحدى آليات النظام النصيري واستهدافها بصاروخ +تاو+”، في اشارة الى القوات النظامية السورية.
ويظهر في الصورة مقاتل وهو يستخدم منظارًا على مدفع صغير فوق تلة.
«داعش» يوزع كتيب «جهاد النكاح» و«السبي والرقاب» على مقاتليه
32 سؤالا وجوابا أخرجها فقهاء ديوان البحوث والإفتاء للتنظيم الإرهابي
كتيب «السبي والرقاب» من إصدارات «داعش» الجديدة لجذب المزيد من المقاتلين الأجانب
لندن: {الشرق الأوسط}
قام «داعش»، بإصدار كتيب يشمل إجابات التنظيم على 32 سؤالا أعده ديوان البحوث والإفتاء التابع للتنظيم مع إجاباتها، بشأن السبي وكيفية التعامل مع الأسيرات، بدءا من تعريف السبي، ختاما بالفتاوى الخاصة بطرق نكاح الأسيرات. ويشرح الكتيب بالتفصيل ما تنطوي عليه هذه العلاقة، ويتضمن السماح بأخذ الأسيرة غير المسلمة، في إشارة إلى المسيحيين واليهود، كما ينصح بمعاملة غير المسلمات على أنهن إماء، ويتضمن الكتيب بعض الفتاوى الأخرى مثل نكاح النساء المرتدات اللائي ولدن مسلمات وغيرن دينهن. ويعرف كتيب «داعش» السبي، بأنه «ما أخذه المسلمون من نساء أهل الحرب»، ويقول إن «مبيح السبي الكفر، فتباح لنا الكوافر بتقسيم الإمام لهن بعد وضع اليد عليهن وإحضارهن إلى دار الإسلام»، وقد تحققت هذه الصفات، كما يرى أئمة «داعش» فيما غنموه من النساء الإيزيديات وغيرهن.
* تقول إحصائيات إن «غنائم الجهاديين من الإيزيديات بلغت نحو 2.500»، في حين يقول ناشطون إيزيديون، إن عدد النساء المفقودات يقارب 4.600 ونقلت مجلة «نيوزويك» عن الباحثة الكردية نازاد بيغيخاني، من مركز أبحاث العنف والجندر في جامعة بريستول، أن هؤلاء النساء يعاملن مثل «الماشية». ويخضعن للعنف الجسدي والجنسي، بما في ذلك الاغتصاب المنهجي المتكرر والاستعباد الجنسي. كما تم عرضهن في أسواق في الموصل والرقة، وعليهن شواخص.
وحرص الكتيب الأصولي على المزج بين «الأصالة والمعاصرة»، فجاء القسم الأول من العنوان «سؤال وجواب» بخط كوفي حديث المقطعين لتأكيد «الفصاحة»، ويقول الباحث المدعو أبو البراء الموحد في تبرير عمله بعد أن يطلب من قرائه ألا ينسوه من صالح دعائهم، إن «دليله يقدم لمحة على علم شبه مغيب في أبواب الفقه المعاصرة». وهكذا، رأى هو وديوانه حاجة عملية الآن إلى نفض الغبار عن هذا العلم وتلميعه، لأن موضوعه خرج بدوره من تحت ركام التاريخ، وأصبح واقعا.
ويؤكد الكتيب في مكان آخر على الامتلاك وتجريد «السبايا» من صفة الإنسانية، إذا يجوز بيع وشراء وهبة السبايا والإماء، إذ إنهن محض مال، يستطاع أن يتصرف به من غير مفسدة أو إضرار، بحسب الهيئة الشرعية لـ«داعش».
وفي ضرب السبايا «يجوز ضرب الأمة ضرب تأديب.. كما يحرم ضرب الوجه. كما أن هروب العبد أو الأمة من كبائر الذنوب، ويجب أن تعزر (الأمة الهاربة) تعزيرا يردع أمثالها عن الهرب».
وفى سؤال ورد ضمن الـ32: «هل من المسموح جماع الأسيرة مباشرة بعد الاستيلاء عليها؟»، ترد الفتوى في التنظيم: «لو كانت عذراء، يحق لسيدها أن يجامعها مباشرة بعد الاستيلاء عليها، ولكن إذا لم تكن كذلك، ينبغي الانتظار حتى ينظف رحمها».
وفي سؤال آخر: «هل من المسموح بيع أسيرة؟» يرد: «من المسموح شراء وبيع ومنح كهدية الأسيرات والإماء، لأنهن مجرد ملكية، ويمكن التخلص منها طالما أنها لا تسبب أذى أو ضررا للأمة الإسلامية». «هل يجوز جماع أسيرة لم تبلغ سن البلوغ»، يرد التنظيم: «يجوز جماع التي لم تبلغ سن البلوغ إذا كانت صالحة للجماع، ولكن إذا لم تكن صالحة، يكفي مداعبتها والتمتع بها دون جماع».
من جهته يقول الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريز للدراسات بلندن لـ«الشرق الأوسط»: «من الناحية الشكلية ومن خلال متابعتي لـ(داعش) لا يوجد لديهم عالم مفترض أو فقيه شرعي يعتد به، وهم مجموعة من الجهال المغرر بهم، بالإضافة إلى بعض الضباط البعثيين الذين سيطروا على قيادة التنظيم مثل حاجي بكر وأبو علي الأنباري وهم ضباط سابقون في جيش صدام». وأضاف الإسلامي المصري السباعي أنهم «يخوضون حرب عصابات وليس لهم دار إسلام مستقرة، وما يفعلونه هو عبارة عن حرب كر وفر مثل بقية الجماعات الجهادية، التي لا تدعي أن لهم دولة أو خلافة، مثل (القاعدة) التي لها فرع في الهند وكذلك في اليمن والصومال وخراسان والمغرب العربي ولديها متعاطفون في جميع أنحاء العالم».
أما بالنسبة لموضوع السبي يقول السباعي: «كل أبواب الفقه الشرعي، هناك باب اسمه أحكام السبي، وفيه كل التفاصيل، هذه المسألة أيضا تخضع للسياسة الشرعية بما يتناسب مع واقع المسلمين الحالي»، فمثلا: «إذا أخذت سبايا من الإيزيديين، أو من غير المسلمين فالواقع الآن، يحق لهم أيضا المعاملة بالمثل بمعنى اغتصاب المسلمات». وأكد أن ما يفعله «داعش» فيه تشويه كبير وضرر بالدين الإسلامي.
ووصف السباعي الكتيب بأنه رسالة لدغدغة مشاعر الشباب لجذب مزيد من المقاتلين الأجانب إليهم أو لدعوة الشباب المراهق للانضمام إليهم، باعتبار أنه سيقاتل وسيحصل على مأرب وكذلك يعد تنفيسا لشهواته. وأكد أن قيادات «داعش» يستخدمون النصوص الشرعية في غير محلها، وهم يزعمون أنهم أسسوا «الخلافة الإسلامية» ولكن الدين منهم براء، ويتخيلون أن علامات الساعة الكبرى تتحقق فيهم، وهذا سر دفعهم للشباب إلى محرقة كوباني، لأنهم يعتقدون أن هناك معركة فاصلة في دابق ستكون بين الروم والمسلمين، ويتخيلون أيضا أنهم سينتصرون في النهاية، وهذا ما قاله أبو محمد العدناني المتحدث الرسمي باسم التنظيم في بيان شهير: «إنهم سيسلمون الراية للمسيح، ويزعمون أيضا أنهم وعد الله الحق».
شيخ آلي: مرجعية سياسية لأكراد سوريا
كمال شيخو-عين العرب
قال السكرتير العام لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي (يكيتي) في سوريا محيي الدين شيخ آلي إنه تم التوصل إلى تشكيل مرجعية سياسية كردية تتولى رسم السياسات وصياغة المواقف المتعلقة بأكراد سوريا، وذلك خلال زيارته إلى إقليم كردستان العراق.
وأضاف شيخ آلي في حوار مع الجزيرة نت أن الاتفاق جرى بعد التشاور مع رئاسة الإقليم وحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، مشيرا إلى أن الاتفاق يتضمن الدخول في شراكة ميدانية في مناطق الجزيرة، وعفرين، وعين العرب (كوباني) والعمل على تطويرها.
وأكد أن القواسم المشتركة التي تجمع القوى والفصائل الكردية هي “وجوب العمل سويا للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، وفتح صفحة جديدة مع بغداد، وتعزيز وحدة الصف وتضافر الجهود، لمواجهة طبيعة المرحلة التي تمرّ بها المنطقة، واحترام خصوصية واقع الأكراد السوريين”.
واعتبر شيخ آلي أن أكراد سوريا في عين العرب وغيرها “في موقع الدفاع عن النفس أمس واليوم وغدا، فهم لم يهاجموا أحدا”، بينما اعتبر أن تنظيم الدولة “قوة احتلالية تريد السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي وإعلان دولتها عبر الغزو والنهب والقتل العام والسيطرة على موارد البترول والمناطق الحدودية”.
وانتقد المسؤول الكردي موقف الحكومة التركية من الأزمة السورية وقال إن “نقرة تسرّعت في عدة أمور منذ بداية الانتفاضة السورية،ودفعت المعارضة السورية إلى خيارات انتحارية لا رجعة فيها”.
وحول رؤيته للأوضاع في سوريا بعد مرور نحو أربع سنوات، قال شيخ آلي إن “سوريا تعيش كارثة إنسانية، وهناك معطيات وعوامل تهيئ لحرب طويلة الأمد تنذر بانهيار كلي لمؤسسات الدولة والمجتمع، واستمرار المعاناة إلى أمد غير منظور، والتحول إلى دولة فاشلة على كافة الأصعدة”.
“لندن مصغرة”.. في منبج بريف حلب
دبي – ربى أبو درغم
كشفت صحيفة “صانداي تايمز” البريطانية في مقال نشرته تحت عنوان “البلدة السورية التي تحولت إلى لندن مصغرة” عن وجود أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب ولاسيما البريطانيين والألمان في بلدة منبج بريف حلب شمال سوريا.
وقد استندت الصحيفة في تقريرها على شهادات رواها الدنماركي أحمد رشيدي الذي زار منبج بحثاً عن فتاتين بريطانيتين قاصرتين. وقد تحدث للصحيفة عن سماعه اللغتين الإنكليزية والألمانية طوال الوقت في شوارع منبج إلى حد يعتقد الزائر أنه في لندن أو برلين بحسب قوله.
وفيما أشارت إحصاءات الحكومة البريطانية إلى التحاق أكثر من 500 بريطاني بالتنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق، أكد نواب في مجلس العموم البريطاني أن العدد بات يفوق الألفين عاد منهم حتى الآن بحسب الصحيفة 300 مقاتل يخضع عدد منهم لبرامج متخصصة.
يذكر أن ملف المقاتلين الأجانب يزداد تعقيداً مع عدم قدرة معظم الدول الأوروبية على سن قوانين صارمة تعيق تدفقهم إلى سوريا، إذ أشارت أحدث التقارير الإحصائية الصادرة عن الأمم المتحدة إلى وصول عدد المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق إلى أكثر من 15 ألف مقاتل قدموا من ثمانين دولة أبرزها فرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا. في حين تعتبر الدنمارك وفق مصادر إعلامية في المرتبة الثانية بعد بلجيكا في الدول الاسكندنافية من حيث عدد الأشخاص الذين انضموا إلى المتطرفين في سوريا. بينما تحتل دول أخرى مثل النرويج والسويد المرتبتين الخامسة والعاشرة.
سوريا.. النظام يستولي على منزل الفنانة مي سكاف
العربية.نت
استولت اللجان الشعبية (التابعة للنظام السوري) على منزل الفنانة مي سكاف في جرمانا بريف دمشق، وقام أحد عناصرها بالاستيلاء على الشقة بعد كسر القفل وتغييره، واتخذها مسكناً له ولعائلته.
ويأتي هذا الموقف على خلفية الموقف الذي اتخذته مي سكاف ضد نظام بشار الأسد ومشاركتها في التظاهرات والاعتصامات المناهضة للنظام، قبل اضطرارها لمغادرة سوريا بعد أن نظمت أجهزة الأمن ضبطاً أمنياً بحقها وأحالته إلى نيابة محكمة الإرهاب التي أحالته بدورها إلى قاضي التحقيق لمحاكمتها بتهمة الاتصال بإحدى القنوات الفضائية ونشر أنباء كاذبة.
وقد أصدر قاضي التحقيق قراره باتهام الفنانة مي سكاف بالتهم الأمنية المنسوبة لها وطلب من محكمة الجنايات إصدار مذكرتي قبض ونقل بحقها ومحاكمتها بالتهم المنسوبة لها.
الاتحاد الأوروبي: مستعدون للتعاون لتطوير مقترحات دي ميستورا وتفادي فشل خطته
بروكسل (15 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
عبر وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن دعمهم لخطة المبعوث الأمم المتحدة لسورية ستافان دي ميستورا، واستعدادهم التعاون معه لتطوير مقترحاته
جاء ذلك في بيان صدر عن الوزراء المجتمعين اليوم في بروكسل، وتضمن تأكيداً على ضرورة مراقبة خطة دي ميستورا دولياً بشأن تجميد القتال في حلب، حيث قالوا “يجب العمل على تفادي ما حصل خلال عمليات وقف إطلاق نار محلية سابقة”، حسب تعبيرهم.
وشدد الوزراء على أن التحرك الدولي لخفض العنف يجب أن يتم ضمن الرؤية والهدف المعروفين وهما تمكين سورية من البدء بمرحلة انتقالية على أساس بيان جنيف الموقع في 30 حزيران/يونيو 2012.
وجاء في البيان دعوة كافة الأطراف السورية والإقليمية والدولية إلى العمل ضمن إطار جنيف، جيث “يعرب الاتحاد عن استعداده التعاون مع كافة الأطراف الدولية والاقليمية صاحبة التأثير على السوريين”. ودعا الوزراء كافة أطراف المعارضة السورية المعتدلة إلى محاربة المجموعات المتطرفة والعمل على تقديم بديل يتمتع بالمصداقية لدى الشعب السوري.
كما عبر البيان عن تصميم دول الاتحاد الإستمرار في ممارسة الضغط على النظام السوري عبر العقوبات وتقديم الدعم الانساني للاجئين السوريين والمجموعات المضيفة لهم في الدول المجاورة.
وفي هذا الاطار، رحب الوزراء بقيام المفوضية الأوروبية والرئاسة الايطالية بتأسيس صندوق ائتمان إقليمي لمساعدة اللاجئين.
كما كرروا ادانتهم لممارسات ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية، مؤكدين على الخطر الذي يشكله على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
هذا ومن المتوقع أن ينقل رؤساء الدبلوماسية الأوروبية موقفهم هذا لرئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة، المفترض ان يلتقوا به مساء اليوم خارج مقر المجلس في العاصمة البلجيكية.
وتذكر مصادر مطلعة أن الأوروبيين سيدعون رئيس الائتلاف الى التعامل بايجابية مع خطة المبعوث الدولي، فـ”هناك تأكيد أن أوروبا تأخذ بعين الاعتبار مخاوفهم”، وفق قولها
إيطاليا والمفوضية الأوروبية تؤسسان أول صندوق لتمويل المساعدات للاجئين السوريين
بروكسل (15 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
وقعت المفوضية الأوروبية وإيطاليا، التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، على الاتفاق التأسيسي لأول صندوق ائتماني إقليمي كأداة لحشد مزيد من الدعم الانساني للاجئين السوريين
وقدمت المفوضية الأوروبية 20 مليون يورو، بينما قدمت ايطاليا مبلغ ثلاثة ملايين لاطلاق هذا الصندوق، حيث “من المتوقع ضخ أموال إضافية خلال عام 2015، وسيركز الصندوق على دعم اللاجئين والمجموعات المضيفة لهم في البلدان المجاورة”، حسب بيان صدر عن المفوضية الأوروبية بهذا الشأن.
ويشير البيان إلى أن الصندوق الائتماني الجديد يؤمن إطاراً إقليمياً للتعامل مع أزمة إقليمية، كما أنه يساعد الاتحاد الأوروبي بدوله ومؤسساته على التدخل مالياً بشكل أكثر مرونة وفاعلية لتوفير الاحتياجات الملحة للاجئين السوريين في دول الجوار و كذلك في الداخل السوري.وتأمل المفوضية والرئاسة الإيطالية على السواء بأن يصلح الصندوق مستقبلاً كأداة لدعم وتمويل جهود إعادة الإعمار في سورية.
ومن جانبه، عبر المفوض الأوروبي المكلف شؤون سياسة الجوار يوهانس هان، عن قناعته بأن هذا الصندوق يمثل استجابة أكثر تماسكاً وطريقة تعامل جديدة مع اشكالية اللاجئين السوريين، واعتبره “علامة تعاضد مع الشعب السوري، خاصة وأن لهذا الصراع آثار مباشرة على الاتحاد الأوروبي “، حسب قوله
وشدد المسؤول الأوروبي على أن الاتحاد يسعى إلى تطويق آثار الأزمة إنسانياً وأمنياً، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمقاتلين الأجانب والهجرة غير الشرعية والاستقطاب الطائفي.
أما وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، فقد شدد على تصميم ايطاليا الاستمرار في مساعدة الشعب السوري، ملفتا إلى أن مساهمات بلاده في مساعدات الاغاثة المقدمة للسوريين منذ عام 2012 وصلت إلى ستين مليون يورو
قيادي معارض: عدم قدرة الائتلاف على تعديل مبادرة دي ميستورا ستدفعه لرفضها
روما (15 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال قيادي في المعارضة السورية إن مبادرة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا تعكس تغيراً واضحاً في طبيعة الحل السياسي، وقال إن عدم قدرة ائتلاف المعارضة السورية على إدخال أي تعديلات عليها يدفعه لرفضها جملة وتفصيلاً
وقال لؤي صافي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن مهمة أي مبعوث أممي محكومة بمحصلة التوازنات الإقليمية والدولية، ومواقف القوى المؤثرة سياسياً وعسكرياً في الصراع الدائر في المشرق، وبالتالي فإن المبادرة التي يقدمها تحت عنوان (تجميد القتال) تعكس تغيراً واضحاً في مواقف الدول الداعمة لقوى الثورة والمعارضة السورية من النظام والمعارضة معاً، كما تعكس تحولاً في طبيعة الحل السياسي الذي تريده”.
وأضاف “الأهداف التي يسعى دي ميستورا لتحقيقها في سورية تعكس التغيرات في أولويات دول التحالف في منطقة المشرق، إنهاء حكم الأسد ودعم المعارضة السورية تراجع إلى مؤخرة الأولويات السياسية في المنطقة وانتقل إلى المقدمة وبشكل واضح أولوية إدارة الصراع ضد (داعش) ومنعها من التقدم في التوسع داخل العراق” وفق قوله.
وقال صافي إن المعارضة سترفض المبادرة، وأوضح “تمتلك المعارضة السورية هدفاً واضحاً تتفق عليه، وهو إسقاط نظام الأسد، لكنها لا تمتلك خطة واستراتيجية متماسكة للوصول إليه، إن غياب الخطة الواضحة لتحقيق الهدف المنشود، واستمرار التجاذبات داخل صفوفها يُضعف من موقفها على الساحة الدولية والإقليمية من جهة، ويسمح لأصحاب مقاربة (كل شيء أو لا شيء) بالهيمنة على الموقف، وهذا يعني أن الائتلاف لن يكون قادراً على إدخال تعديلات عليها لتوظيفها في إطار دعم قوى الثورة، وسيتخذ رسمياً موقفاً رافضاً للمبادرة جملة وتفصيلاً”، حسب تقديره
ورأى المعارض السوري أن التطورات التي تلت مؤتمر جنيف2 تحتم فرض قواعد جديدة للتفاوض، وقال “إن بيان جنيف وُلد ضمن ظرف سياسي مختلف كلياً عن الظرف الحالي وفي أجواء توافق روسي أمريكي، محادثات جنيف التي انتهت بفشل واضح أظهرت أن الطرفان الدوليان الراعيان للمفاوضات لم يكونا جادين في دعم مبادئ بيان جنيف، الأحداث التي تتالت منذ انتهاء مفاوضات جنيف تجاوزت البيان كلياً، وأي جهد باتجاه حل سياسي جديد سيتطلب قواعد جديدة للتفاوض”.
وعن عدم وجود ضمانات صارمة لعدم استغلال النظام للتصعيد في أماكن أخرى إن تمت الهدنة في حلب وفق مبادرة المبعوث الأممي وترك الأمر وفق النيّات، قال المعارض السوري “هذا خطأ كبير، فتاريخ النظام وظروف نشأته وهيمنته على مؤسسات الدولة وسنوات أربع من الصراع الشرس، تؤكد جميعاً على أنه نظام غير قابل للإصلاح، و(تجميد القتال) يمكن أن يكون عنواناً لخطوة ضمن خطة متكاملة وليس حلاً سياسياً”. واضاف “بالتالي فإن إصرار المجتمع الدولي على حل سياسي تفاوضي عنوانه (تجميد القتال) يظهر بجلاء عدم وجود رؤية استشرافية لمستقبل المنطقة تتناسب مع طموحات الشعب السوري، وأن الهدف الأممي في سورية هو الوصول إلى هدوء، وليس حل المشكلة السياسية الداخلية التي ولدت واحدة من أشرس المواجهات الدموية بين مؤسسات النظام الأمنية شرسة والمواطنين الذين يفترض أن يلجؤوا إليها للحفاظ على أمنهم”، على حد تعبيره
تأكيدات على أن “حزب الله السوري” أخذ طابعاً رسمياً
روما (15 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد معارض أن حزب الله السوري أخذ “طابعاً رسمياً”، وقال إن إيران تشرف عليه من خلال قادة بالحرس الثوري وقادة من حزب الله، وشدد على أن هذا الحزب لا يخضع لأي سلطات سورية
وقال المعارض السوري ناصر النقري لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد تم تشكيل حزب الله منذ أكثر من عام عملياً، وفي الفترة الأخيرة أخذ طابعاً رسمياً إلى حد بعيد، وتشرف إيران على هذا الحزب بشكل مباشر وغير مباشر، سواء عبر قادة من الحرس الثوري المتواجدين في سورية أو عبر قادة ميدانيين من حزب الله اللبناني”، وفق تأكيده.
وعن تركيبة ومقاتلي هذا الحزب، قال “يضمّ حزب الله السوري بشكل أساسي الشيعة السوريين وبعض العلويين الذين تشيعوا عملياً، خاصة ممن خضعوا لدورات قتالية ونفسية في إيران، كما يضم في صفوفه طبعاً عناصر شيعية لبنانية، قسم منهم ينتمي مباشرة إلى حزب الله اللبناني وقسم آخر ينتمي إلى مناصري حزب الله، وهناك عناصر سورية غير شيعية أيضاً”، حسب وصفه
وقال مراقبون إن إيران أسست في سورية حزب الله السوري على غرار حزب الله اللبناني، ودمجت آلاف المقاتلين من ميليشيات شيعية سورية وعراقية ولبنانية وإيرانية زجّتهم إيران في الحرب إلى جانب النظام، ووحدتهم تحت بتنظيم واحد يخضع لهيكلية وقيادة موحدة بمثابة جيش مواز للجيش السوري النظامي تقوم إيران بتدريبه وتمويله.
وشدد النقري على أن هذا الحزب لا يتبع التراتبية القيادية التقليدية ولا يخضع لأي سلطات سورية، وقال “لا يخضع حزب الله السوري لأية سلطات سورية بشكل مباشر أو غير مباشر، وعلى العكس تماماً، جميع الوحدات العسكرية وشبه العسكرية السورية هي التي تخضع لهذا الحزب خاصة في المعارك”، على حد وصفه
وعن موقف قوات النظام وميليشياته من هذا الحزب، قال “لا يخفى على أحد أن الخبراء العسكريين الإيرانيين هم من يخططون للمعارك وهم من يقودون الوحدات المقاتلة السورية مباشرة وهم من يشارك بالقتال معها، والشيء الأساسي والجوهري هو أن تشكيل حزب الله السوري مؤشر خطير على أن النظام بدأ يتهاوى بسرعة، وعملياً يفقد السيطرة على الأرض، ومن هنا جاء الحزب ليلعب الدور المرسوم له في المرحلة اللاحقة”، على حد تعبيره.
وتقول أوساط بالمعارضة السورية إن النظام بات يعاني من “أزمة في المقاتلين” بعد خسائر كبيرة تكبدها خلال الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف، ويسعى مع حلفائه بكافة الوسائل لتعويض التقص في المقاتلين
مقابلة-وسيط: “لابد من التفاوض مع الدولة الاسلامية“
من أليكس وايتنج
لندن (مؤسسة تومسون رويترز) – عندما يقول بادريج أومالي إن علينا التحدث مع الدولة الاسلامية فهو يتكلم انطلاقا من خبرته.
فقد قرب أومالي الوسيط المخضرم المسافات بين الاطراف المتحاربة في العراق في ذروة الصراع الطائفي خلال عامي 2007 و2008 وأسفرت جهوده عن اتفاق شكل أساس المصالحة السياسية في العراق وساهم في الحد من العنف.
وأمكنه انجاز ذلك بمساعدة مفاوضين من جنوب أفريقيا ومن ايرلندا الشمالية حيث كان له دور كبير في التوصل إلى اتفاق عام 1998 الذي أنهى 30 عاما من الصراع الطائفي.
قال أومالي في مقابلة أجريت معه عبر الهاتف من بوسطن بولاية ماساتشوستس التي يعمل فيها أستاذا جامعيا “لابد من ايجاد وسيلة بمرور الوقت للتحدث مع الدولة الاسلامية. فلن تتمكنوا من محوها ببساطة. ستعاود الظهور في صورة مختلفة.”
وأضاف “لا أعتقد أننا نفهم في الغرب أو ربما أي إنسان ظاهرة الدولة الاسلامية ودرجة حنكتها في اجتذاب الشبان من كل أنحاء العالم فهما كاملا.”
ويعمل أومالي أستاذا للسلام والمصالحة بجامعة ماساتشوستس بوسطن وهو أصلا من دبلن وله خبرة تمتد نحو 40 عاما في الوساطة.
واستشهد أومالي باستطلاع للرأي أجراه مؤخرا المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومقره قطر في ست دول عربية وتوصل إلى أن الفلسطينيين من أشد مناصري الدولة الاسلامية تأييدا لها.
وأضاف أن هذا يمثل اكتشافا مذهلا لأن الدولة الاسلامية تركز على إقامة دولة الخلافة ولا تستهدف تدمير اسرائيل موضحا أن هذه النتيجة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة لا يعرف أحد مداها.
وقال أومالي “هل هذا لأنهم (الفلسطينيون) وصلوا إلى مستوى من اليأس فيما يتعلق بمستقبلهم يجعلهم يلجأون إلى أي جهة؟ وأن الدولة الاسلامية يمكنها أن تقدم لهم شيئا له معنى لحياتهم؟”
* كيف تتفاوض مع الدولة الاسلامية؟
يجب أن يبدأ التفاوض مع الدولة الاسلامية من خلال وسطاء مقربين من الجماعة – كأفراد من أثرياء السعودية وقطر وغيرهما من الدول العربية “ممن يغترفون المال ويعطونه” للمقاتلين.
ويستغرق إقناع أي جماعة مسلحة بالتفاوض مع أعدائها وقتا طويلا. وتبدأ هذه العملية بتطوير العلاقات وبناء الثقة مع الناس في المستويات الأدنى للأطراف المتحاربة ثم الصعود بالتدريج إلى المستويات الأعلى.
ويقول أومالي “هي عملية شخصية للغاية.”
ويضيف “جزء من مشكلتنا في الغرب أننا نظن أن هذه الأمور يمكن أن تحل بسرعة.
“ولا بأس بذلك باستثناء أن الناس في مناطق أخرى من العالم لا تفكر بهذه الطريقة أو أننا لا نملك الفهم الكافي لعمق الانقسامات فيما بينهم.”
وقال أومالي إن الهوة التي تفصل بين الشيعة والسنة في الشرق الاوسط عميقة جدا.
وتعد هذه الهوة أحد الأسباب التي أدت إلى ظهور الدولة الاسلامية التي يدعمها زعماء عشائر سنية في العراق يشعرون أن الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في بغداد تحرمهم من حقوقهم.
وقال أومالي “هذه الهوة بغيضة وترجع إلى عهد بعيد في التاريخ ولذلك لا يمكن جسرها ببضع لفتات ومؤتمرات أو بالعناق.”
ويتنبأ أومالي بأن العراق لن يكون موجودا بصورته الحالية خلال عشر سنوات. ويضيف أن الأكراد سيعلنون في المستقبل القريب استقلالهم عن العراق وأن ما يحرزونه من نجاح في التصدي للدولة الاسلامية سيشجعهم على ذلك.
* العودة للعراق
وقع على اتفاق هلسنكي لعام 2008 الذي ساهم أومالي في التفاوض عليه أطراف سياسية من جانبي الصراع بين السنة والشيعة.
وينص الاتفاق على وضع نهاية للفساد والطائفية في الوظائف العامة لكنه لم ينفذ قط. وهيمن الساسة الشيعة على الحكومة وشعر السنة على نحو متزايد بتهميشهم.
وقال أومالي “مثل أغلب الأشياء في العراق في تلك المرحلة وبينما كان الكل يتصافح لم يحدث شيء قط لهذا الاتفاق.”
وأضاف أنه يعتزم العودة للعراق عندما يصبح رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي “أكثر ثباتا في منصبه وطرح اقتراح أن يجمع العبادي من جديد كل الموقعين على الاتفاق ومن بينهم الرئيس الحالي ورئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء وزعماء كل الأحزاب في برلمان العراق.
وقال “ما سأؤكد عليه شيء مهم لكل العرب ألا وهو الشرف. فهل ستوفون بما وقعتم عليه أم لا؟”
* مجتمعات مريضة
وقال أومالي إن الكل يخرج من الصراع وهو يعاني من ضغوط شديدة تفتح الباب لمجموعة من المشاكل تتراوح من العنف الأسري إلى الإدمان إلى شرب الكحوليات إلى توقف مشاركة قطاع كبير من افراد المجتمع.
وأضاف “لا يمكنهم حل مشاكلهم من تلقاء أنفسهم لأنهم مرضى. هم في واقع الأمر مرضى. ولا أحد يعالجهم.”
وتابع “لابد أن تسأل كم عدد الذين قتلوا في العراق نتيجة للتدخل الأمريكي هناك عام 2003…؟ كم عدد من نزحوا عن ديارهم؟ وكم عدد المفقودين؟”
وقال “هذا البلد لا يفكر فيهم. ولا يفكر قط في الآثار التي قد تلحق بالأعضاء الباقين على قيد الحياة من هذه الأسر.”
ويتذكر أومالي كيف علق في بغداد وسط السيارات قبل عامين بسبب عمليات تفجير.
وأضاف “العراقيون في السيارة لم يشتكوا من القنابل وكان كل ما اشتكوا منه هو بقاءهم ساعتين بلا حراك وسط السيارات.
وقال “تعودوا على القنابل والموت … حتى أنه لم يعد سببا مهما لاي صدمة من أي نوع.”
ومن خبرة أومالي أن المجتمعات المقسمة تكون في أفضل وضع لمساعدة بعضها بعضا. ولهذا السبب طلب من مفاوضين في جنوب أفريقيا المساعدة في ايرلندا الشمالية وأن يساعد الطرفان العراقيين.
والآن يعمل أومالي على جمع المدن المقسمة ومن بينها بغداد وبلفاست والقدس وكركوك وميتروفيتشا وسراييفو كل عام لتبادل الخبرات وذلك من خلال منتدى المدن التي تمر بمراحل انتقالية.
ويضيف “مساهمتنا الصغيرة هي أن يعترفوا بمرضهم ويساعدوا بعضهم البعض.”
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
الاتحاد الأوروبي يؤيد خطة الأمم المتحدة لهدنة سورية
من إدريان كروفت وروبن إيموت
بروكسل (رويترز) – ألقى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين بثقلهم خلف خطة للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في مدينة حلب بشمال سوريا قائلين انها تمنح بصيصا من الأمل لإيجاد حل سياسي للحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام.
وأطلع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الوزراء مساء الأحد على خطته “لتجميد الصراع” في حلب في مسعى لإدخال المساعدات الانسانية للمدينة المنقسمة بين مقاتلي المعارضة وقوات الحكومة.
وقال وزراء خارجية الاتحاد في بيان بعد مناقشة الخطة في بروكسل “الاتحاد الأوروبي ملتزم بالدعم الكامل… لمساعي دي ميستورا لنزع فتيل العنف بشكل استراتيجي كأساس لعملية سياسية مستدامة على نطاق أوسع.”
وذكروا أن الاتحاد سيسعى لدعم جهود دي ميستورا – على سبيل المثال – بالمساعدة في إعادة بناء الإدارة المحلية واستعادة الخدمات الأساسية في المناطق التي تراجعت فيها حدة القتال.
كما عبر الوزراء عن قلقهم العميق بشأن العمل العسكري المكثف من القوات السورية ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والذي قالوا انه يهدد مبادرة دي ميستورا.
وقالت فيدريكا موجيريني إن دعم خطة الأمم المتحدة مهم “ليس فقط لأسباب إنسانية لكن أيضا كرمز لما يمكن أن نقوم به وما ينبغي أن نقوم به لوقف الحرب في سوريا… حان الوقت لنا كي نساهم بشكل إيجابي في إيجاد حل هناك.”
وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن إنه إذا أبرمت هدنة فيتعين على الاتحاد الأوروبي “أن يكون مستعدا بالأغذية والأدوية لمساعدة سكان حلب.”
ومن ناحية أخرى وافقت المفوضية الأوروبية وإيطاليا يوم الاثنين على تدشين صندوق ائتمان إقليمي لسوريا بتمويل مبدئي قيمته 23 مليون يورو (29 مليون دولار) بهدف حشد المساعدة الانسانية لأزمة اللاجئين السوريين.
وحتى الآن جمع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء ثلاثة مليارات يورو للمساعدات الإنسانية لسوريا ودول مجاورة.
واجتمع دي ميستورا في الآونة الأخيرة مع جماعات معارضة سورية في تركيا في مسعى لنيل دعمها للخطة. وحذر من أن سقوط حلب التي كانت أهم مدينة تجارية في سوريا سيؤدي إلى زيادة عدد اللاجئين بواقع 400 ألف. وقتل نحو 200 ألف شخص في الحرب الأهلية.
وتقول المعارضة وبعض الدبلوماسيين والمحللين إن المبادرة محفوفة بالمخاطر وإن حلب قد تواجه مصير حمص بوسط البلاد حيث استعادت قوات الأسد السيطرة على معظم المدينة.
وقالت وزيرة خارجية السويد مارجوت والستروم إن دي ميستورا “لديه أكثر الخطط واقعية.”
(الدولار = 0.8050 يورو)
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)