أحداث الاثنين 21 نيسان 2014
هجوم مضاد للمعارضة في حمص… و «براميل» على حلب
لندن، باريس، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
شن مقاتلو المعارضة السورية امس هجوماً مضاداً في احياء حمص المحاصرة وسط البلاد، وانتزعوا «عدداً من المباني»، في وقت واصل الطيران إلقاء «البراميل المتفجرة» على حلب شمالاً، حيث قطعت المعارضة الكهرباء عن المدينة الى حين وقف القصف من القوات النظامية. (للمزيد)
وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن ان المعارضين المسلحين «استعادوا المبادرة وسيطروا على عدد من المباني في منطقة جب الجندلي» في حمص، ذلك بعدما بدأت قوات النظام قبل نحو اسبوع هجوماً على احياء حمص القديمة التي تحاصرها منذ نحو سنتين وتعتبر آخر معقل للمعارضة.
واعتبر عبدالرحمن ان دخول مقاتلي المعارضة الى حي جب الجندلي اجبر عناصر الجيش على التركيز على الدفاع عن مواقعهم بدلاً من مهاجمة المناطق التي لا تزال بأيدي المعارضة المسلحة في حمص.
في حلب، أفاد بيان موقع من «مديرية الكهرباء» في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وبالتفويض من الفصائل العسكرية والهيئة الشرعية في حلب إنه «تم فصل الكهرباء وفي شكل كامل عن جميع مناطق محافظة حلب حتى وقف القصف الجوي على مدينة حلب وريفها». لكن «المرصد» أفاد بأن عدداً من «البراميل المتفجرة سقط أمس على مناطق في حي المواصلات القديمة ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل. وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أماكن في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار، بالتزامن مع قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في حي ضهرة عواد، ما أدى إلى مقتل خمسة وإصابة أكثر من 14 آخرين بجروح».
في باريس، أعلن الرئيس فرنسوا هولاند أمس في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1»، أن فرنسا تملك «بعض العناصر» التي تفيد عن استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية في شمال غربي البلاد. ورداً على سؤال صحافي عما إذا كان صحيحاً أن نظام الأسد لا يزال يستخدم أسلحة كيماوية، قال هولاند: «لدينا بعض العناصر (حول هذا الأمر)، لكنني لا أملك الأدلة، ما يعني أنه لا يمكنني تقديمها». وأضاف: «ما أعلمه أن هذا النظام أثبت فظاعة الوسائل التي يمكنه استخدامها وفي الوقت نفسه رفضه أي انتقال سياسي».
وقال وزير الخارجية لوران فابيوس: «وردتنا مؤشرات ينبغي التثبت منها تفيد بوقوع هجمات كيماوية أخيراً». وأوضح أن هذه الهجمات «أقل أهمية بكثير من الهجمات التي وقعت في دمشق قبل بضعة أشهر، لكنها هجمات فتاكة للغاية وموضعية في شمال غربي البلاد على مقربة من لبنان».
وكانت منسقة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيغريد كاغ افادت في بيان، بأن دفعة جديدة من المواد السامة نقلت من أراضي سورية، لتبلغ نسبة المواد التي أُتلفت أو سُحبت من البلاد 80 في المئة من مجمل المخزون السابق. وأضافت: «نتوقع أن يسمح التعاون المتواصل بالحفاظ على وتيرة الأعمال الحالية، وإتمام عملية السحب خلال الأيام القريبة، كي تكتمل العملية الخاصة بتدمير برنامج الأسلحة الكيماوية في موعدها».
الى ذلك، قال رئيس «الهيئة السورية للعدالة الانتقالية» المعارضة رضوان زيادة لـ «الحياة» انه «لاحظ» خلال لقائه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو قبل يومين «وجود موقف سلبي من الانتخابات الرئاسية باعتبارها تؤثر سلباً في عملية جنيف وتعطي إشارات سلبية إزاء تشكيل هيئة حكم انتقالية. وطالبنا من جهتنا من موسكو إصدار بيان رسمي في هذا المعنى». وزاد إنه عرض خطة التحول الديموقراطي التي اعدها «بيت الخبرة السوري» وان يوغدانوف «أبدى اهتماماً بها، وشدد على أهمية وجود تصور سياسي للمعارض حول الحل السياسي».
رئيس مجلس الشعب السوري يحدد موعد الانتخابات الرئاسية في الثالث من يونيو
دمشق- (أ ف ب): حدد رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام الاثنين موعد اجراء الانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران/ يونيو المقبل، مشيرا إلى أن باب الترشح إلى الانتخابات يبدأ الثلاثاء.
وقال رئيس المجلس في جلسة عامة “أحدد موعد انتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية (…)، للمواطنين السوريين المقيمين على الاراضي السورية يوم الثلاثاء الواقع في الثالث من حزيران/ يونيو بدءا من الساعة السابعة صباحا (4,00 ت غ) ولغاية الساعة السابعة (16,00 ت غ) مساء”.
كما أعلن اللحام “فتح باب الترشح الى الانتخابات الرئاسية في سوريا تطبيقا لاحكام الدستور”، داعيا “من يرغب بترشيح نفسه للتقدم بطلب الترشح الى المحكمة الدستورية العليا خلال مدة عشرة أيام تبدا من صباح الثلاثاء في 22 نيسان/ ابريل وتنتهي بنهاية الدوام يوم الخميس في الاول من ايار/ مايو”.
واقر مجلس الشعب في 14 آذار/ مارس بنود قانون الانتخابات الرئاسية التي تغلق الباب عمليا على احتمال ترشح اي من المعارضين المقيمين في الخارج، اذ يشترط ان يكون المرشح الى الانتخابات قد اقام في سوريا بشكل متواصل خلال الاعوام العشرة الماضية.
ولم يعلن الرئيس بشار الاسد حتى الآن رسميا ترشحه إلى الانتخابات، الا انه قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس في كانون الثاني/ يناير ان فرص قيامه بذلك “كبيرة”.
ويشكل رحيل الاسد عن السلطة مطلبا اساسيا للمعارضة والدول الداعمة لها. وحذرت الامم المتحدة ودول غربية النظام من اجراء الانتخابات، معتبرة انها ستكون “مهزلة ديموقراطية” وذات تداعيات سلبية على التوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف آذار/ مارس 2011.
ناشط سوري: مساعدات ‘الأونروا’ لمخيم اليرموك متوقفة منذ 14 يوما
اسطنبول- الأناضول: أكد الناشط الإعلامي في مخيم اليرموك جنوب دمشق، رامي السيد، أن “الوضع الإنساني في المخيم عاد ليتدهور مجددا، بعد تحسنه في الفترة الأخيرة، وذلك بعد توقف منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن تقديم المساعدات الإنسانية منذ 14 يوما “.
وفي تصريحات لمراسل الأناضول عبر سكايب، أوضح السيد أن “الوضع الإنساني تحسن مؤقتا، على الرغم من أن المساعدات لم تكن كافية وأغلبها نفذت، وبشكل خاص أنها متوقفة منذ نحو أسبوعين، ولم يقدم شيء للمحاصرين داخل المخيم، بسبب منع قوات النظام السماح لها من إتمام عملها”.
وأضاف السيد أن “القصف العشوائي باتجاه الأحياء السكنية داخل مخيم اليرموك أدى إلى وقوع شهداء وجرحى، توفي بعضهم نتيجة نقص العناية الطبية ومنع قوات النظام إخراج بعضهم إلى مشافي خارج المخيم”.
وحول عملية توزيع المساعدات في المخيم، لفت السيد إلى أن “عملية توزيع المساعدات كان تشهد عرقلة من قبل قوات نظام بشار، ومليشيا القيادة العامة (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة) لعمل الهيئات الإغاثية والمنظمات الدولية التي تحاول توزيع المساعدات وتخفيف الوضع المتأزم”.
واشار إلى أن “هذه القوات استهدفت مكان التوزيع في شارع (راما) أثناء احتشاد الناس اكثر من مرة، خلال الفترة الماضية، وكان أكثرها دموية عندما استهدفت المدنيين بقذيفة أسفرت عن استشهاد قرابة 10، من بينهم نساء وأطفال، إضافة الى سقوط عدد كبير من الجرحى”.
من جانب آخر، كشف السيد أنه “تجري اشتباكات متقطعة بين الحين والاخر على عدة جبهات في اليرموك، أثناء محاولة تصدي الجيش الحر لمحاولات تسلل ميليشيا القيادة العامة وقوات النظام”.
وحول الاتفاق بتحييد المخيم، أفاد السيد أن “منظمة التحرير الفلسطينية لم تعد الى المخيم، وهي لم تلتزم بالاتفاق، لأن وجودها كان ضمن مبادرة لتحييد المخيم، والنظام أيضا لم يلتزم، فما كان من المسلحين داخل اليرموك إلا أن طلبوا منهم مغادرة اليرموك، إلى حين التزام النظام بتطبيق كافة بنود المبادرة”، على حد تعبيره.
كان اجتماع قبل نحو شهرين قد خلص إلى الاتفاق على البدء بتطبيق بنود مبادرة تقضي بتحييد المخيم عن الصراع القائم في سوريا – وافق عليها جميع الأطراف – فيما كانت كتائب الجيش الحر من غير الفلسطينيين، فيما غادرت جبهة النصرة المخيم المحاصر فجر اليوم نفسه.
وتتضمن الهدنة باختصار: انسحاب المسلحين غير الفلسطينيين إلى خارج المخيم، ودخول المنظمات الفلسطينية وتوليها أمور المخيم، وعودة المهجرين إليه، وفتح الطريق وتوزيع المساعدات، وتحييد اليرموك عن الصراع الدائر في سوريا.
وفي نفس السياق قال السيد إن عدد القتلى جراء الجوع نتيجة الحصار وصل إلى 144 شهيدا، فيما تشير أرقام الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن 128 شخصا قتلوا جراء الجوع في المخيم.
ويعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، ويبعد عن مركز مدينة دمشق تقريبا 10 كم، وبدأ حصاره منذ 10تموز/ يوليو 2012، بإغلاق جميع المداخل باستثناء المدخل الشمالي، قبل السيطرة التامة لفصائل المعارضة عليه، فأحكم النظام حصاره في 17 تموز يوليو 2013، مانعا دخول المواد الغذائية والطبية من الدخول إليه.
ودفعت الأحداث ما لا يقل عن 185 ألفا من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سورية أو اللجوء إلى دول الجوار، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية مستقلة.
مقتل العشرات في غارات جوية على حلب
بيروت- (رويترز): قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الإثنين إن العشرات قتلوا في غارات جوية على مدينة حلب بشمال سوريا بينهم 29 شخصا على الأقل في حي واحد.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الإثنين أيضا أن شخصين قتلا في سقوط قذائف مورتر على وسط دمشق.
وأشار المرصد إلى أن الغارات الجوية قتلت 29 شخصا أمس الأحد بينهم نساء وأطفال في حي الفردوس بجنوب حلب.
وأضاف أن 14 شخصا آخرين قتلوا في حي بعيدين في هجمات “ببراميل متفجرة” تسقطها طائرات هليكوبتر. وقال إن خمسة آخرين قتلوا في هجمات براميل متفجرة على قرية تل جبين.
وتعتبر القوى الغربية استخدام البراميل المتفجرة جريمة حرب لكن قصف حلب ومناطق أخرى في سوريا بها مستمر بشكل شبه يومي.
وقالت سانا إن شخصين قتلا في دمشق في سقوط قذائف مورتر أطلقها “إرهابيون” على حي الصالحية بالعاصمة دمشق ومنطقة قريبة. وتستخدم السلطات السورية كلمة إرهابيين لوصف مقاتلي المعارضة.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص في الحرب الأهلية السورية التي بدأت باحتجاجات سلمية على حكم الرئيس بشار الأسد في مارس آذار 2011.
ابعاد المئات من السوريين واللبنانيين بصمت
السلطات السعودية تشدد رقابتها على مواقع التواصل الاجتماعي وتوقف العشرات من ناشطيها’
الرياض ـ خاص’ـ ‘القدس العربي’: ذكر ناشطون سعوديون ان اجهزة الامن السعودية تنشط حاليا بتوقيف العشرات والمئات من المدونين الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي ‘توتير’ و’فيسبوك’وغيرهما، ممن يوجهون انتقادات للحكومة او يدعون لمزيد من الاصلاحات السياسية والاجتماعية .
وقال ناشط حقوقي في الرياض طلب عدم ذكر اسمه ‘خوفا من توقيفه ‘ان ادارة المباحث العامة (وهو جهاز المخابرات الداخلي التابع لوزارة الداخلية) اوقفت الاسبوع الماضي في الرياض المواطن (م .س بن حثيلين) وهو أحد احفاد من حاربوا مع الملك عبد العزيز، لانه كتب في تغريدة له على ‘تويتر’ يتحدث عن دور اجداده في تأسيس المملكة، وقد اوقف ليومين للتحقيق معه واطلق سراحه بعدها .
واوضح الناشط نفسه ان الاجهزة الامنية تقوم باستدعاء المدونين الناشطين على ‘الانترنت’ وفي منتديات الحوار والتواصل الاجتماعي الذين ينتقدون الحكومة سياسيا وتوقفهم لساعات او لايام قليلة بهدف تخويفهم حتى لا يعودوا وينشطوا في الكتابة،’واصبحت اجهزة الامن الان تقوم بمراقبة كل ما تتم كتابته عبر قنوات التواصل الاجتماعي وحتى عبر الانترنت والبريد الالكتروني، وقامت شركة تقنية معلومات متخصصة بتوظيف نظام تقني رقابي، يستهدف وسائل الإعلام التقليدية، إلى جانب شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها.
ويتيح هذا النظام تصنيف كل ما يطرح عبر هذه الشبكات، سواء أكان سلبياً أم إيجابياً، وتسهّل الوصول إلى الأفراد المدونين والجهات النشطة على الانترنت خصوصا الذين ‘يستهدفون زعزعة الأمن واختراق الفكر’.
وأوضح الخبير التقني أنس السلمان لاحدى الصحف السعودية أن نظام ‘معمل التحقيق الرقمي والجنائي ومراقبة وضبط الإعلام التقليدي والجديد، يتيح التوصّل إلى النقطة الأولى لأي حدث، سواء أكان في الوسائل التقليدية أم الجديدة، من خلال الإمكانات الرقابية التي يتمتع بها، ومنها قدرته على قراءة 13 لغة، مع تزايدها باستمرار، و570 لهجة عربية، و278 لهجة سعودية، بحيث يتمكن من تصنيف المفردات بناء على معانيها، ليتم بعد ذلك إعطاء إشارات تنبيه للجهاز الأمني الحكومي بوجود خطر ما تم رصده في مواقع التواصل الاجتماعي، ما يتيح السيطرة عليه والتفاعل معه خلال وقت باكر قبل تفاقمه’. ولفت إلى أن النظام المذكور ‘يتعرّف على العبارات السلبية وفقاً لبرمجة مسبقة على ماهية المفردات ومعاني العبارات المكتوبة والمنطوقة قبل أن تنتج منها أحداث، وبالتالي اكتشاف القائمين بها’.
وهذا النظام هو احدث واكفأ من نظام حظر المواقع الممنوعة كمواقع الصحف، ومنها ومنتديات الحوار التي ترى السلطات الامنية السعودية انها معارضة، او تدعو لاصلاحات سياسية. ويبدو ان هذا النظام يمنع كل محاولات فك قيود الحظر على المواقع الالكترونية الممنوعة .
وتسعى السلطات السعودية الى تشديد قبضتها الامنية في المملكة منذ ان احكم وزير الداخلية الامير محمد بن نايف قبضته على الامن الداخلي قبل نحو عامين، ويلقى دعما من الملك ـ المعروف باتجاهاته الاصلاحية ـ بسبب نجاح الامير محمد بملاحقة تنظيم القاعدة وابعاد خطره عن المملكة .
وتتشدد السلطات السعودية في منع ممارسة اي نشاط سياسي حتى ولو تضمن التعبير عن الرأي فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي او اي وسيلة اخرى.
ومن المعروف ان وسائل الاعلام السعودية لا تستطيع نشر اي اراء معارضة للحكومة، ولا يقتصر الامر على الاسلاميين فقط، بل ايضا على الليبراليين والناشطين الاجتماعيين، ويتم ذلك بصمت وبعيدا عن اي ضجيج.’وذكر مقيمون عرب ان السلطات السعودية ابعدت خلال الشهور الاخيرة الماضية العشرات من المقيمين السوريين واللبنانيين. وقال احدهم ان عدد السوريين الذين ابعدوا خلال العامين الماضيين تجاوز الالفي مقيم، وابعد هؤلاء بصمت بسبب شكوك حول ان البعض له علاقة مع النظام السوري ومعظمهم من ابدى تأييدا لبشار الاسد، ومن بين هؤلاء كاتبة صحافية في الصحف السعودية تقيم مع زوجها الفلسطيني منذ سنوات طويلة في السعودية، وقد طلبت المباحث السعودية من زوجها ترك المملكة وعائلته خلال شهر رغم انه مقيم في السعودية منذ اكثر من 30 عاما .
واستهدف الابعاد ايضا العشرات من اللبنانيين ـ جلهم من الشيعة ـ والمسيحيين والدروز ايضا، وتحرص السلطات السعودية ان لا تبدي الامر وكأنه حملة حتى لاتثار ضجة سياسيه وحقوقية في وجهها .
وذكر مدير مطعم للوجبات السريعه في الرياض ـ وهو لبناني شيعي ـ ان ضابطا في المباحث العامة استدعاه وطلب منه مغادرة المملكة واعطاه مهلة شهر لتصفية اموره والمغادرة، ولكن اعاد ومنحه اسبوعين اخرين وقال ‘انه لم يوجه لي اي تهمة ولكنه ابلغني انه تقرر ابعادي ومن مصلحتي ترك المملكة دون ضجيج’، وايضا ‘انه سيترك السعودية بعد عشرين عاما وهو غير اسف بسبب هذا القرار الظالم وانه لايفكر بالسفر الى دولة خليجية’.
والجدير بالذكر ان من يصدر قرار بترحيله من احدى دول مجلس التعاون الخليجي يمنع من دخول بقية الدول. وكان الملك قد اقر قانونا ـ اعدته وزارة الداخلية ـ جديدا لمكافحة الارهاب في شهر كانون الاول/ديسمبر العام الماضي يجرم أي شخص يعبر عن رأي ينتقد الحكومة أو المجتمع. ويقول كاتب صحافي سعودي مقرب من الحكومة ‘ان الحكومه لها الحق في اتخاذ اي اجراءات تضمن حماية المملكة من السقوط في خضم الاضطرابات التي شهدناها تحصل في دول عربيه اخرى كمصر وسوريا واليمن وليبيا حتى ولو منعت اي نشاط سياسي’، ولكن ناشطا حقوقيا قال ‘ان الاجهزة الامنية تمنع اي مساحة للنقاش السياسي وللتعبير عن الرأي ومنذ انفجار الانتفاضات العربية في تونس ومصر وغيرها من الدول العربية فرضت في المملكة حالة طوارئ امنيه غير معلنة وتم اعتقال العشرات من الاسلاميين، اخوان مسلمين وشيعة، واصلاحيين ليبراليين ودعاة حقوق انسان وناشطون اجتماعيون،الامر الذي حد او منع حرية الرأي والتعبير خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي’.
وتيسر القوانين الجديدة على الحكومة معاقبة كل من يعبر عن انتقاد أو معارضة.. لا في التجمعات العامة أو وسائل الإعلام التقليدية فقط وإنما على مواقع التواصل الاجتماعي أيضا.’
اولاند: نملك ادلة على استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية
باريس تنفي دفع فدية لـ’داعش’ مقابل الافراج عن الصحافيين الفرنسيين الاربعة
عواصم ـ وكالات ـ الرقة ‘القدس العربي’ من عمر الهويدي: أفرج تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ‘داعش’ يوم السبت الماضي عن الصحافيين الفرنسيين نيكولا وبيير وديدييه فرانسوا وادوارد الياس مقابل صفقة مالية كبيرة حسبما قالت مصادر مطلعة لـ’القدس العربي’، ولم تتبين حتى هذه اللحظة أي تفاصيل تكشف كيف تمت عملية التبادل، حيث عثر على الصحافيين من قبل جنود أتراك على الحدود التركية مع سوريا معصوبي العينين.
وبدوره أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن الصحافيين الفرنسيين الأربعة الذين خطفوا في سوريا في يونيو 2013 ، ‘أحرار وبصحة جيدة’، وقالت مصادر صحافية أن عدد الصحافيين المحتجزين في سوريا يقدر بأكثر من ثلاثين صحافي.
اعلن هولاند امس الاحد في مقابلة مع اذاعة ‘اوروبا 1′ ان فرنسا تملك ‘بعض العناصر’ التي تفيد عن استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية ولكن من دون ان تملك ‘ادلة’ على هذا الامر.
وردا على سؤال عما اذا كان صحيحا ان نظام الرئيس بشار الاسد لا يزال يستخدم اسلحة كيميائية، قال هولاند ‘لدينا بعض العناصر (حول هذا الامر)، ولكنني لا املك الادلة ما يعني انه لا يمكنني تقديمها’.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن سوريا ما زال بها ‘قرابة العشرين صحافيا من جنسيات مختلفة قيد الاحتجاز′.
جاء ذلك في تصريحات لوسائل إعلام محلية وأوروبية، امس الاحد، وزير الخارجية الفرنسي أشار إلى وجود ‘مجاهدين’ أوروبيين من بلجيكا وفرنسا في سوريا، قائلا إن محتجزي الرهائن ‘كان بعضهم يتكلم الفرنسية’
وبشأن دفع فدية لإطلاق سراح الصحافيين قال: ‘فرنسا لا تدفع أي فدى مالية، هذه هي تعليمات رئيس الجمهورية’.
وكانت تقاريرأشارت إلى الاتفاق مع الخاطفين على دفع فدية مالية لإطلاق سراح الصحافيين، مشيرة إلى أن فرنسا رفضت ذلك وأن أحد رجال الأعمال المقربين من النظام السوري هو الذي تكفل بدفع هذه الفدية.
وفي حديث خاص لـ ‘القدس العربي’ قال الناشط السوري البارز محمد المصارع أن ‘تنظيم الدولة’ قام بخطف مراسل مجلة ‘لو بوان’، ‘نيكولا إينان’ والمصور المستقل ‘بيير توريس′ بــ 22 حزيران/يونيو العام الماضي في مدينة الرقة بعد اعتقالهم لفترة وجيزة لا تتجاوز الثلاثة أيام ومصادرة المعدات التي كانت بحوزتهم، حيث قام ‘تنظيم الدولة’ بالإفراج عنهم ومن ثم اختطافهم في اليوم التالي من حي ‘الثكنة’، حيث كان يتواجد في المدينة مراسلون لصحف عربية واجنبية لكن حادثة الخطف هذه أدت الى هروب كافة كوادر وسائل الاعلام من المدينة .
ولم تقتصر عمليات الخطف على الصحافيين الأجانب بل طالت صحافيين سوريين أيضاً، والتي أراد ‘تنظيم الدولة’ بها فرض حالة التعتيم الإعلامي لما يقومون بممارسات وانتهاكات بحق الشعب السوري في محافظة الرقة والمحافظات التي يسيطرون عليها، حيث قام عناصر تابعة ‘لتنظيم الدولة’ باقتحام مقر المكتب الإعلامي لمدينة ‘كفر نبل ‘ التابعة لريف محافظة إدلب، وهو المكتب الاعلامي صاحب اللافتات والعبارات الأشهر في الثورة السورية ، كذلك من بين الصحفيين والناشطين الاعلاميين ‘التي قام تنظيم الدولة بخطفهم وإبعادهم ‘محمد نور المطر’ المختطف منذ تاريخ 13/8/2013، و كذلك فريق تلفزيون ‘اورينت نيوز حسام نظام الدين’ وعبيدة بطل وعبود العتيق حيث تم اختطافهم من مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي والناشط الإعلامي محمد ويس مسلم حيث تمت عملية الاختطاف على حاجز قرب مدينة الرقة وهو في طريقه الى إقليم كردستان لتلقي دورة إعلامية هناك، والناشط محمد العمر الذي تم خطفه من مدينة الأتارب في ريف حلب حيث كانت برفقته الناشطة سمر صالح ولا يزال مصير هؤلاء مجهول حتى هذه اللحظة.
الائتلاف: ثلثا البلاد والجيش خارج سيطرة الأسد.. والبراميل المتفجرة تقتل 17 في حلب
جرح تركيين إثر سقوط قذيفة مدفعية أطلقت من سوريا
عواصم ـ وكالات: قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن نظام بشار الأسد تكبد خسائر فادحة خلال ثلاث سنوات من عمر الثورة، علي الصعيد العسكري، وصلت إلي قرابة ثلثي قواته وسلطاته.
وأوضح تقرير صادر عن اللجنة القانونية للائتلاف، عرضته خلال مؤتمر صحافي بمقر الائتلاف في القاهرة، امس الاحد، أن 70′ من القوى البشرية للجيش النظامي وقعوا ما بين قتيل ومنشق وأن ‘أكثر من 67′ من مساحة سوريا خارج احتلال الأسد’، بحسب نص التقرير الذي لم يتسن التأكد مما ورد فيه من مصادر مستقلة.
وأشار التقرير إلى أن 113 ألف جندي سقطوا من جيش النظام، فضلا عن انشقاق 100 ألف آخرين، في الوقت الذي يقدر تعداد الجيش السوري فيه بحوالي 300 ألف جندي.
وذكر التقرير الذي حصلت الأناضول علي نسخة منه، أن ’145 طائرة مروحية تابعة للأسد تم تدميرها من أصل 223 بنسبة 65′، و157 طائرة حربية تم تدميرها من أصل 227 بنسبة 67”.
ولفت التقرير إلى أنه ‘تم تدمير 3700 دبابة من أصل 5000 بنسبة 74”.
الى ذلك أفادت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية في بيان لها؛’أن 17 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم’وجرح 40 آخرون؛’نتيجة إلقاء مروحية تابعة للنظام السوري’براميل متفجرة على الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة في مدينة حلب شمال سوريا.
وأضاف البيان أن فرق الدفاع المدني هرعت إلى المناطق التي تضررت بفعل البراميل المتفجرة، وقامت بانتشال الجثث وتخليص الجرحى من تحت أنقاض المنازل، في منطقة المواصلات بمدينة حلب.
من جهتها’نقلت شبكة ‘شهبا برس′ التابعة للمعارضة السورية؛’أن حوامات النظام أسقطت براميل متفجرة على منطقة الشيخ نجار الصناعية وأحياء’الليرمون ومساكن هنانو شمال مدينة حلب.
على صعيد آخر، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية ‘سانا’، أن قوات النظام السوري، هدمت نفقاً حفره’عناصر المعارضة المسلحة، بالقرب من قلعة حلب التاريخية.
كما نقلت ‘سانا’ مقتل أربعة مواطنين سوريين بينهم طفلان، وإصابة 11 آخرون، جراء سقوط قذائف هاون على محيط ساحتي عرنوس والأمويين بقلب العاصمة السورية ‘دمشق’.
وذكرت’أن قذيفتي هاون سقطتا في محيط ساحة عرنوس ما أدى إلى مقتل 4 مواطنين بينهم طفلان عمرهما عامان و12 عاماً، وأصيب 8 آخرين.
وأضافت سانا’أن قذيفة هاون سقطت في محيط ساحة الأمويين ما أدى إلى إصابة 3 مواطنين بجروح وأضرار مادية بالمكان.’
وأفادت ولاية ‘هطاي’، في بيان لها، أنَّ’القوات التركية ردَّت بالمثل؛’على مصدر قذيفة المدفعية التي أُطلقت’من الأراضي السورية’وتسببت بجرح مواطنين تركيين’يبلغان من العمر 54 و 26 عاماً، تم نقلهما إلى مستشفى هطاي الوطني.
وأوضح البيان أنَّ الرد التركي يأتي استناداً إلى قواعد الاشتباك المتبعة بين تركيا’وسوريا.
وذكر بيان ولاية هطاي أنَّ قذيفة المدفعية سقطت الساعة 12.45 ظهراً، وأصابت المقطورة الخلفية لجرار أثناء سيره في الأراضي التابعة لقرية ‘دينيز غوران’ في منطقة ‘يايلاداغي’ الحدودية مع سوريا.
تجدر الإشارة إلى أنَّ تركيا غيرت قواعد الاشتباك المتبعة مع سوريا بعد إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة تركية من طراز فانتوم إف-4 في شهر حزيران/يونيو 2012،’في الأجواء الدولية.
في حلب الغربية كل شيء متوفر والحياة عادية…والنظام حول المدينة الشرقية للينينغراد ينتشر فيها النهب
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: عادت أزمة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينين جنوب العاصمة السورية دمشق للظهور من جديد، فبعد الصورة المؤثرة التي التقطتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين للشارع الرئيسي فيه وقد تدفق الآلاف للحصول على المساعدات القليلة التي جلبتها الأمم المتحدة، ها هو اليوم يعودة لصدارة الأخبار في وقت تشتد فيه الهجمة على المعقل الأخير للمعارضة السورية في حمص، والتقارير التي تؤكد تقدم النظام السوري وإن بالنقاط على المقاتلين السوريين في عدد من مناطق سوريا.
وجاء الحديث عن المخيم بعد تحذيرات أطلقتها مفوضة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس حول كارثة محتومة للسكان الباقين في المخيم وعددهم 18.000 تقريبا. وتنبع محنة اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك من استمرار حصار قوات الحكومة له ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية للسكان فيه.
كارثة غير مسبوقة
وأدى هذا الوضع بالسكان إلى تناول الحشائش وما توفر لديهم من مواد قابلة للأكل. وفي تقرير كتبه مراسل صحيفة ‘أوبزيرفر’ البريطانية مارتن شولوف جاء فيه أن الطعام أو ما تبقى منه نفذ في المخيم ما يعني مواجهة السكان لخطر الجوع.
وكان هذا الوضع وراء تحذير منظمات الإغاثة الإنسانية لكارثة ‘غير مسبوقة في الذاكرة الإنسانية’. فلم يتم توزيع أي من الطرود الغذائية للسكان منذ أكثر من 10 أيام ولا يتوقع سماح القوات السورية لأي شاحنة محملة بالمواد الغذائية من دخول المخيم وهو وما دفع السكان للبحث عن أي شيء يمكن أكله أو طبخه بالماء. ويقول البعض إنهم لا يجدون الكثير حيث يستمر الحصار منذ 18 شهرا.
ولم تسمح الحكومة خلال هذه الفترة إلا لعدد قليل من الشاحنات. ونقل الصحيفة عن كريس غانيس عن المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘أونروا’ أن ما يجري ‘غير مسبوق في الذاكرة الإنسانية بالنسبة للسكان الذين يحصلون على دعم من الأونروا وسيعانون من الفقر والجوع وهو بمثابة الصرخة لكي نقوم بالرد’.
وأضاف ‘بدون القيام بعمل هذا ستكون إنسانيتنا محلا للمساءلة’. وقال إن ما يجري في اليرموك هو ‘إهانة لنا جميعا، حيث يموت الرجال والنساء والأطفال بسبب نقص المواد الطبية في عاصمة دولة عضو في الأمم المتحدة، وهناك الكثير من الحالات عن سوء التغذية بين الأطفال المولودين حديثا والناس يلجؤون لأكل طعام الحيوانات’.
ويصف الكاتب حالة المخيم الذي كان يوما واحدا من أعمدة دعم النظام للقضية الفلسطينية حيث تحول الآن إلى ذكرى قديمة بيوته مدمرة بسبب القصف، ولا يعيش فيه إلا عددا قليلا من السكان والمقاتلين التابعين للمعارضة، إضافة لآلاف من المدنيين السوريين الذين لجؤوا للمخيم ويعيشون بين الفلسطينيين، وهم لا يحصلون على المساعدات الغذائية.
وتقول الأمم المتحدة إنها من أجل منع تعرض السكان للتجويع فهي بحاجة لكي توزع 700 طرد غذائي يوميا، وفي الوقت الحالي لم تستطع إلا توزيع 100 في اليوم منذ بداية العام الحالي، ولكن الظروف تراجعت بشكل سيء في الأسابيع القليلة الماضية، حيث توقف نقل كل المساعدات بسبب رفض النظام ومطالبته للمقاتلين داخل المخيم بالإستسلام. ولم يصل للسكان مساعدات منذ كانون الثاني/يناير رغم الإتفاق مع الحكومة السورية على السماح بدخول المواد الإنسانية بدون قيود.
ونقل الكاتب عن أبو عيسى من المخيم قوله ‘لم نحصل على أي شيء، لا طعام ولا مال ونحن نشارك الحيوانات في طعامها بالعيش على الحشائش التي نجمعها من الحديقة، ولا يسمح الجيش السوري بدخول شيء حتى يرحل المقاتلون عن المخيم، ويرفض هؤلاء المغادرة ونحن عالقون بينهم، عندي ثلاثة أولاد، وهم يريدون مغادرة المخيم بأي وسيلة، ووعد مهرب بإخراجهم من المخيم ومن ثم إلى خارج سوريا ولكنهم اعتقلوا عند أول حاجز للجيش ولم أسمع منهم منذ ذلك’.
تجويع منظم
ومع تكشف أزمة اليرموك، تظهر وثائق الأمم المتحدة أن نظام الأسد يستخدم سلاح التجويع بشكل منظم وتؤكد في هذا ما تقوله المعارضة، بحسب وثائق حصلت عليها مجلة ‘فورين بوليسي’ والتي تتابع نجاح برنامج الغذاء العالمي في إيصال المساعدات إلى المناطق التي تتعرض للتجويع خلال الشهرين الماضيين، ومنذ صدور قرار مجلس الأمن الذي طالب كافة الأطراف في الحرب بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
وتظهر أيضا أن موادا غذائية وصلت المناطق المحاصرة أكثر مما وصلت إليها قبل صدور القرار، فيما استمرت بقية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بمعاناة نقص في المواد الغذائية، خاصة البلدة القديمة في حمص والتي تتعرض لهجمات وقصف مستمر منذ 6 أشهر أو يزيد.
ويقول شولوف إن البلاد كانت تتوفر فيها المواد الغذائية والمياه وبكثرة قبل الحرب، لكن المناطق البعيدة عن الحدود التركية والأردنية واللبنانية خاصة تلك التي تعتمد على دعم النظام هناك تقارير تتحدث عن قلة في المواد الغذائية، وتشمل هذه مدينة حمص. وهناك إشارات عن ارتفاع في حالات سوء التغذية في الأشهر القليلة الماضية. فبحسب الأرقام التي قدمتها أموس لمجلس الأمن فهناك 240.000 مدني محاصرين في كل أنحاء سوريا ومعظمهم لا يحصل على شيء للنجاة في ظروف الحرب.
ويضيف الكاتب إن الحرب في سوريا تتميز بالأرقام المذهلة، ففي العام الرابع منها هناك أكثر من 9 ملايين شخص وهم بحاجة إلى مساعدة إنسانية مستمرة، وهناك 9 ملايين من المشردين في داخل وطنهم، فيما فر مليونان إلى دول الجوار، ويضاف إلى هذه الأرقام أكثر من 150.000 شخص قتلوا منذ اندلاع الحرب التي دمرت معظم مدن البلاد.وخلال الأزمة قامت الأمم المتحدة بتوجيه عدد من النداءات لإغاثة اللاجئين والمشردين السوريين إلا أن مجلس الأمن لم يكن قادرا على تشكيل الأحداث بسبب الموقف الروسي الداعم لنظام الأسد وإلى حد قريب الموقف الصيني. ويقول غانيس إن مجلس الأمن تبنى موقفا متشددا من سوريا بعد وفاة مئات من الأشخاص بسبب استخدام النظام للسلاح الكيميائي ‘ونأمل بقيام المجلس بتبني نفس الشدة في وضع يواجه فيه الآلاف من تهديد الجوع ونقص التغذية’.
تدمير مناطق المعارضة
ويكتب شولوف عن أثر حملة البراميل المتفجرة المدمرة على السكان حيث ينقل عن سكان في منطقة حلب الشرقية حديثهم عن روتين الحياة اليومي الذي يعيشون فيه وعندما تلقي الطائرات هذه القنابل البدائية حيث يلجؤون إلى الطوابق الأرضية ‘نجلس وننتظر’.
ولا تقتصر حملة القصف الوحشية على حلب فقط بل ويقوم بها النظام وبدون توقف في كل أنحاء البلاد. وخلفت الحملة وراءها أرضا خرابا. ويقول ناشطون إن نسبة 60% من شرق حلب قد دمر في الأشهر الماضية، مع أن الدمارسابقا كان بسيطا. ويختلف الوضع في حلب الغربية عن جزئها الشرقي المدمر.
فهذا الجزء من المدينة والذي لا يزال خاضعا لسيطرة الحكومة لا يبدو أنه يعاني من حالة حرب، فالحياة اليومية تسير بشكل اعتيادي، دون أن يتعرض سكانه للجوع أو الحرمان ولا بيوته للقصف.
ويتوفر الطعام والمواد الغذائية فيم لا تنقطع الكهرباء عن أحيائه وهي التي أصبحت بمثابة هدية يطلبها سكان الحي الشرقي الذين يعيشون في الظلام. ويضيف شولوف أن سوريا بعد 4 أعوام من الحرب منقسمة الآن بين ‘من يملك’ و ‘من لا يملك’، فمن يعيش في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة لا يشعر بالحرمان، أما من بقي في مناطق المعارضة فهو في معركة يومية من أجل البقاء.
وبعيدا عن حلب، ففي المناطق الجنوبية في حمص وتلك المحيطة بدمشق فالكارثة ليست تدميرا ولكنها نابعة من التجويع، فالناس بحاجة ماسة للطعام، خاصة مخيم اليرموك والبلدة القديمة في حمص التي وصلت فيهما الكارثة الإنسانية درجة غير مسبوقة.
ومن يرغب في الهروب إلى المناطق التابعة للحكومة لكي يحصل على الطعام فهو يواجه خطر الإعتقال والإختفاء كما حصل مع أولاد أبو عيسى الثلاثة. وبحسب تقرير الأمم المتحدة الذي حصلت عليه مجلة ‘فورين بوليسي’ فقد زاد عدد الذين وصلتهم مساعدات برنامج الغذاء العالمي من 3.7 مليون شخص إلى 4.1 مليون بسبب فرار الكثير من السكان إلى مناطق الحكومة التي تسمح لبرنامج الغذاء توزيع المساعدات فيها.وتظهر ممارسات النظام أن التجويع صار سلاحا لإجبار السكان على الإستسلام وهذا واضح في البلدة القديمة في حمص التي لم يتوقف القصف عليها، وفي دمشق وحماة نظرا لاتفاقات التهدئة ووقف إطلاق النار التي تمت بين الجيش واللجان المحلية بأنها أشبه ما تكون بالإستسلام. فقد سمح بإدخال المواد الغذائية للسكان بعد موافقتهم على رفع علم الحكومة. ولولا الحاجة والتعب والجوع لما وافقوا على رفعها.
كما ونجحت سياسة التدمير التي يقوم بها النظام في ساحات المعارك فقد حول بمعونة كتائب أبو الفضل العباس الشيعية العراقية شرق حلب إلى لينينغراد، وحدث هذا في الوقت الذي انشغلت فيه المعارضة في قتال الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
ومع أن المعارضة نجحت بدحر داعش ومقاتليها من حلب وإدلب إلا أن الثمن كان باهظا حيث قتل في المواجهات أكثر من 2.000 مقاتل.
وملأ الفراغ الذي تركته داعش أمراء الحرب وعصابات المجرمين الذين نهبوا وسرقوا، ويعتبر النهب الآن حالة عامة في شرق حلب لا يمكن لقوات الشرطة التي لا تملك المعدات ولا العناصر الكافية لمواجهتها. ونقل الكاتب عن ضابط قوله ‘ماذا نفعل، نحن قوات عسكرية. لم نكن قادرين على تأمين حلب، فالناس لا يأتون إلينا عندما يرون أن بيتا يسرق إلا في حالة كونه بيتهم، كما لا توجد لدينا الأعداد الكافية لملاحقتهم’.
ويقول سكان إنهم محاصرون في بيوتهم لعدم توفر المال الذي يمكنهم من الهرب إلى تركيا كما في حالة أحمد فؤاد (30 عاما) من حي المياسة والذي يقول ‘عندي 3 أولاد، كيف سأنفق عليهم، وأحسن شيء هو البقاء في بيتنا والموت فيه’.
ويضيف ‘نعم، أنا خائف، وهناك الكثير من اللصوص هنا الذين يسطون على البيوت في الليل’. ويقول محمد الأحمد (65 عاما) ‘ قتلت طائرة إبني الذي كان يعمل سائق سيارة وكان في جيبه 20.000 ليرة سورية، لا أستطيع ترك أبنائه السبعة، لا أستطيع أن أغادر البلد، حياتنا بيد الله والأمور مثل هذا منذ بداية الحرب’.
ومن بقي في حلب الشرقية يختبئون في الملاجيء الأرضية ويتحلقون حول أضواء الشموع ويسحبون الماء من بئر المسجد ولكن الحرب تلتقطهم واحدا إثر الآخر. ويقول طبيب يعمل في مستشفى قريب ‘كل يوم أعالج ما بين 30-40 جريحا ونتلقى مئات الجثث’.
ويضيف ‘نفعل ما يمكننا فعله ونرسل البقية إلى تركيا، ليس لدينا الطاقم الطبي الكافي هنا’. ولم تتوقف الحرب بالنسبة للكثيرين الذين يذهبون لساحات المعارك بحس من التسليم، حيث يقول أحد قادة لواء التوحيد ‘الحرب لم تنته بعد’ و’لكنها في غرفة الإنعاش’.
ويقول الكاتب إن كتيبة لواء التوحيد التي كانت من أقوى الفصائل المقاتلة في الشمال تعاني من تشرذم وانقسام أثرعلى قدرة قادته ضبط المقاتلين. ولكن القيادي يقول ‘صحيح، الوضع صعب لكن النظام لا يستطيع الإنتصار’.
و’هذه المأساة فأي انتصار يحققه أي طرف سيكون ثمنه باهظا’. وبعيدا عن حلب للشرق على شواطئ المتوسط إستطاع المقاتلون السيطرة على بلدة تسكنها غالبية أرمنية في منطقة اللاذقية، بلدة كسب، وقام أحمد الجربا، زعيم الإئتلاف الوطني بزيارة ساحة المعركة.
وبعد أيام من زياته هناك يتساءل الكثيرون عن أهمية السيطرة على بلدة لا أهمية استراتيجية لها، ويقول عنصر في كتيبة شهداء سوريا ‘يعلنون عن أي نصر كان’ و’هذا هو حال الحرب’.
حاجة صبي سوري متسول
بعيدا عن الجوع والخوف والقصف في سوريا هناك أعداد لا تحصى من الصبيان والأولاد السوريين الذين أجبروا على احتراف التسول في أماكن اللجوء التي هربوا إليها.
وفي العاصمة اللبنانية حيث ترفض الحكومة إقامة مخيمات لهم فصورة المتسولين من السوريين لا تخفى على المارة حيث ينتشرون في شوارعها. ولا يجد الفتيان المعاملة الجيدة خاصة أمام المطاعم والنوادي الليلية والحانات. وتشير روث شيرلوك مراسلة صحيفة ‘صاندي تلغراف’ البريطانية إلى الولد خالد (11 عاما) حيث كان يتسكع وحده في الساعة الثانية صباحا ويتحرك بين الجموع من المدخنين والثملين ممن خرجوا لتوهم من الحانات والمراقص، وبصوت لا يكاد يسمعه أحد بسبب الموسيقى الصاخبة، نادى خالد على الناس ‘الله يخليكم ساعدونا’، فكان رد المعظم إدارة ظهرهم له أو إبعاده عنهم.
وتقول شيرلوك إن عائلته لن يكون لديها ما تأكله لو لم يحصل على ما يكفي، ولهذا ينهي عمله عندما تفرغ الحانات من روادها أي في الساعة الرابعة صباحا حيث يسرع للنوم لساعات قليلة في زاوية تقع تحت محطة حافلات بيروت المركزية. وتضيف أن خالد هو واحد من الكثيرين الذين تحولوا لمتسولين لعدم استطاعة عائلاتهم تأمين احتياجاتها اليومية بعد فرارها من سوريا. وفي بعض الحالات أصبح الأولاد وتسولهم المصدر الرئيسي للرزق. ويعيش في لبنان أكبر تجمع من السوريين في العالم حيث يبلغ عددهم مليون نسمة تقريبا وبدون مخيمات أو بنى تحتية تساعد على استيعابهم.
وبسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في لبنان وإيجارات البيوت فقد اضطرت العائلات لوضع أبنائهم في الخدمة مبكرا وتشغيلهم حتى تواصل البقاء.
وتشير إحصائية لمنظمة الطفولة العالمية ‘يونيسيف’ أن واحدا من بين كل 10 أطفال سوريين يعملون في مناطق اللجوء التي هربت إليها عائلاتهم. ونقلت الكاتبة عن جولييت طعمة التي تعمل مع اليونيسيف ‘لدى لبنان أكبر عدد من اللاجئين السوريين، وهناك أكبر نسبة من الأطفال السوريين العاملين في الشوارع′.
وكل هذا بسبب ‘نفاذ توفير العائلات وعدم توفر المال ولهذا تقوم بإرسال أبنائها للعمل’، ونتيجة لهذا فهناك جيل كامل من الأطفال السوريين ممن لا يذهبون للمدارس ‘وأحد مظاهر قلقنا أن الأطفال الذين يعملون يخسرون فرصة الذهاب للمدرسة’.
أجبروا على التسول
وتتنوع المجالات التي يعمل فيها الأطفال فمنهم من يعمل في المزارع، الحقول والمصانع حيث يحصلون على أجور زهيدة. ومع تزايد مصاعب الإقتصاد اللبناني وزيادة نسبة أعداد العمالة اليدوية فقد أجبر الكثير من الأطفال على احتراف مهنة التسول حيث يتجولون في شوارع العاصمة على أمل جمع ما يكفي لطعام اليوم.
ولم يحترف هؤلاء الأطفال التسول في حياتهم أبدا، فقد كان يعيش خالد قبل الحرب في بيت كبير وسط محافظة إدلب مع أخته ووالديه، وكان يقضي وقته في المدرسة ويلعب من أقرانه. ويقول خالد ‘لم أكن أحب المدرسة، لكنني أحببت زملائي حيث كنا نلعب على الكمبيوتر أو كرة القدم’.
وأجبرت العائلة على الهرب إلى مدينة طرابلس شمال لبنان عندما هاجم المقاتلون المنطقة القريبة من بيتهم. ولم يستطع والده الحصول على عمل، أما والدته المصابة بمرض السكري فبقيت في البيت للعناية بشقيق خالد المولود حديثا. في الشهر الماضي عانت العائلة من مأساة حيث أطلق قناص النار على والده عندما ذهب إلى سوريا كي يحضر بعض الطعام ‘ذهب إلى سوريا لأننا كنا جائعين’.
وبسبب الحاجة الماسة يركب خالد الحافلة يوميا من طرابلس إلى بيروت حيث يعمل طوال اليوم والليل ويحصل على 20.000 ليرة لبنانية ‘أعطي كل ما أجمعه لأمي، في مرة لم أجمع شيئا، لم تضربني ولكنها اقترضت مالا حتى استطيع السفر إلى بيروت’.
ويقول خالد إنه يتسول لأنها أحسن من بيع العلكة ‘حاولت أن أكون ملمع أحذية لكنني لم أحبها، تتعب نفسك من أجل لا شيء، وتحصل على 250 ليرة لبنانية’، وحتى مع التسول فأكثر مرة حصل فيها على مبلغ كبير كانت عندما أعطاه أحدهم مبلغ 5 دولارات مرة واحدة.
انتهاكات
وتصف الكاتبة خالد بالولد الذي لا يفترق عن أي ولد في جيله لكن ما يميزه هو أن كل السعادة والبهجة نزعت منه وحل محله حزن عميق. وليس لخالد سوى رفيق واحد اسمه أيضا خالد وهو لاجيء سوري يعمل ملمع أحذية، وينام في نفس المكان تحت محطة الحافلات على قطع الكرتون.
ويقول خالد إن هناك 10 أولاد ينامون في المكان بعضهم يلمع الأحذية أو يبيع العلكة أو الورود أو يتسول. وتقول إن منظر الأولاد الذين يبيعون ويتسولون لا تخطئه العين،حيث يقفون لساعات تحت الشمس الحارة ويتوزعون على التقاطعات أو خلف الحافلات والمقاهي. وفي بعض الحالات تعتقلهم الشرطة وترميهم في السجن ثم تسلمهم لمركز ‘بيت الأمل’ حيث زاد عدد نزلائه من الأطفال السوريين كما يقول ماهر طبراني مدير المركز والذي أضاف أن أسرة المركز لم تعد تستوعب القادمين الجدد. ويقدم المركز العناية للأطفال ويوفر لهم فرصة للدراسة.
ويعاني كل الأطفال من المشاكل النفسية. ويقول طبراني ‘انسي ما يجري في سوريا، ففي لبنان يضرب الأطفال (السوريون) ويباعون للعمل في الدعارة ويجبرون على بيع المخدرات، ويقوم بعض الآباء بتأجير أبنائهم الصغار للمتسولين الكبار الذين يعرفون أنهم سيجمعون مالا أكثر إذا كانوا يحملون أطفالا’. ويقول إن ثلثي الأطفال ممن أحضروا للمركز تعرضوا للإنتهاكات الجنسية وتم بيعهم لممارسة الجنس ‘بدولار أو دولارين’. وفي أحيان أخرى يقبل أباء اغتصاب أبنائهم مقابل بعض المال.
ولأن المحاكم اللبنانية ليست مهيأة للتعامل مع هذه الحالات فتأتي العائلات إلى المركز وتتسلم أبناءها وفي اليوم التالي يعودون إلى الشوارع.
الائتلاف المعارض يعلن تقديمه 25 وثيقة تدين النظام السوري للجنائية الدولية.. والأسد يزور معلولا لمناسبة عيد الفصح بعدما استعادتها القوات النظامية
عواصم ـ وكالات ـ ‘القدس العربي’: أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، امس الاحد، تقدمه بحوالي 25 وثيقة إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، تدين النظام في استخدام السلاح الكيميائي، والاغتصاب، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، تمهيدا لإحالته’إلى المحاكمة.
وقال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف، خلال مؤتمر صحافي ظهر امس بمقر الائتلاف في’العاصمة المصرية القاهرة، إنهم أرفقوا مع الوثائق ‘مذكرة شارحة بالجانب القانوني الذي يجعل الائتلاف ممثلا للشعب السوري’، متوقعا أن يكون هناك تحرك’إيجابي’خلال الفترة القادمة في تحريك الدعوى.
وتوقع عدم إجراء مؤتمر جنيف 3، بعدما وجدوا فشلا وتعنتا من جانب السلطة، ووفدا لا يملك سوى الشتائم والسباب وكيل الاتهامات دون دليل.’وأشار المالح إلى أن مجلس حقوق الأنسان التابع للأمم المتحدة يسير مع الثورة السورية، كاشفا أنهم بصدد إصدار قائمة سوداء للقتلة تضم 100 شخصية.
وأضاف ‘نحن لا نواجه النظام السوري وحده، ولكن نواجه 25 فصيلا آخر يتآمرون ضد الشعب السوري’.وبحسب إحصائية عرضها المالح، فان 3 سنوات من الثورة السورية أسقطت أكثر من 200 ألف شهيد، خلال 1939 مذبحة، سقط فيها 10 آلاف و890 سيدة، و10 آلاف و882 طفلا.
وأوضح أن هناك 5 مليون ونصف المليون طفل بحاجة إلي مساعدة، منهم 4 ملايين و300 ألف داخل سوريا، و2.8 مليون طفل سوري خارج التعليم، و8 آلاف حالات اغتصاب.
وأشار إلى’أن حصاد 3 سنوات من القمع للثورة كشف عن 8.8 ملايين نازح داخل سوريا، 3.2 مليون لاجئ خارج سوريا،’و94 ألف مفقود، و252 ألف معتقل، و120 ألف عائلة بدون معيل، فضلا عن تدمير 3 آلاف مدرسة، و1485 دار عبادة ما بين مسجد وكنيسة، و3 ملايين منزل، و224 مستشفى.
ووجه كلمة الي الشعب السوري قائلا: ‘الثورة هي الرد الطبيعي علي نظام يتفشى فيه الفساد، وعلى’مدار الثلاث سنوات الماضية نتحرك من نصر إلى’نصر، ولكن هذا يحتاج مزيدا من الصبر والجهد’.
واستنكر المالح موقف المجتمع الدولي وعدد من الدول العربية بعدم دعم الشعب السوري ‘الذي’يعاني من مجازر وشلالات دم يومية’، وطالبهم بـ’حماية حقوق الإنسان في ظل الانتهاكات التي ترتكب يوميا داخل الأراضي السورية’.
وقال: ‘لو أراد المجتمع الدولي أن يتحرك، فعليه أن يطرد ممثلي بشار من الأمم المتحدة والسفارات، وأن يعلن رفضه التام لما يحدث ويتحرك لإنقاذ الشعب السوري’.
وأشار إلي أن ‘الأمم المتحدة قادرة علي اتخاذ قرارات ملزمة تساوي قرارات مجلس الأمن، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن’.
من جانبه، قال إياد النائلي’عضو اللجنة القانونية للائتلاف في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، إن ‘اللجوء للقضاء الدولي، يأتي يعد ثبوت ضعف القضاء الوطني، وعجزه عن تقديم مرتكبي المذابح إلى العدالة داخل البلاد’.
وأشار إلى أن ‘هناك العديد من الوسائل التي يدرسها الائتلاف، لتصعيد الجانب القانوني دوليا، ولابد من تقديم القتلة إلي القضاء آجلا أم عاجلا’.
وأوضح أن قرار قبول الدعوى سياسي وليس قانوني، خاصة أن سوريا لم توقع علي لائحة المحكمة، ولكن هناك الكثير من الدول الموقعة علي اللائحة تقدمت بطلبات إلي مجلس الأمن والأمم المتحدة بقيادة سويسرا بإحالة انتهاكات حقوق الانسان في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية’.
وأوضح النائلي أن إعلان (رئيس النظام بشار) الأسد عن انتخابات رئاسية، يمثل إفشال من جانب السلطة للحل السياسي، ويناقض ما تم الاتفاق به في جنيف بانتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية.
ومنذ آذار/مارس 2011 اندلعت ثورة شعبية ضد حكم بشار الأسد الذي تولى مقاليد الحكم في سوريا عام 2000، واجها نظام الأخير بالعنف، ما دفع لاندلاع صراع مسلح أدى إلى مقتل أكثر من 150 ألف شخص فضلاً عن نحو 10 ملايين لاجئ ونازح عن دياره داخل سوريا، بحسب مصادر أممية.
جاء ذلك فيما زار الرئيس السوري بشار الاسد لمناسبة عيد الفصح الاحد بلدة معلولا المسيحية في شمال دمشق والتي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها قبل نحو اسبوع، وفق ما اورد التلفزيون السوري الرسمي.
وبث التلفزيون خبرا في اسفل شاشته قال فيه ‘في يوم قيامة السيد المسيح ومن قلب معلولا، الرئيس الاسد يتمنى فصحا مباركا لجميع السوريين وعودة السلام والامن والمحبة الى ربوع سوريا كافة’، من دون ان يبث مشاهد عن الزيارة.
واضافت القناة ان ‘الرئيس الاسد تفقد دير مار سركيس وباخوس واطلع على اثار الخراب والتدمير الذي لحق بالدير على يد الارهابيين’. وهذا الدير الذي شيد في نهاية القرن الخامس هو احد الاقدم في الشرق الاوسط. ونشرت على صفحة الرئاسة السورية على موقع فيسبوك صورة للاسد الى جانب رجل دين مسيحي يحمل بين يديه ايقونة للسيد المسيح والعذراء مريم اصيبت باضرار.
والاثنين الماضى، تمكن الجيش السوري النظامي ومقاتلو حزب الله اللبناني من استعادة السيطرة على هذه البلدة المسيحية في شمال دمشق.
وكان مسلحون من جبهة النصرة الاسلامية التي تعتبر فرع القاعدة في سوريا سيطروا على معلولا في بداية كانون الاول/ديسمبر وخطفوا 13 راهبة تم الافراج عنهن في اذار/مارس في اطار عملية تبادل مع مقاتلين معارضين معتقلين لدى النظام.
وفي اذار/مارس 2012، تفقد الرئيس السوري حي بابا عمرو الذي كان معقلا لمقاتلي المعارضة في مدينة حمص (وسط) بعد سقوطه في ايدي القوات النظامية. وفي اب/اغسطس الفائت زار الاسد بلدة داريا في ريف دمشق.
واعتبر الاسد في 13 نيسان/ابريل ان الازمة المستمرة منذ ثلاثة اعوام في سوريا دخلت في ‘مرحلة انعطاف’ لصالح النظام، وذلك بعدما تعرض مقاتلو المعارضة السورية في الاسابيع الاخيرة لهزائم عسكرية وخصوصا في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان.
معركة حمص… أخرى أم أخيرة؟
تحليل إخباري ــ عبسي سميسم
بدأت قوات النظام السوري، منذ أيام، جهداً عسكرياً منسَّقاً، في محاولة للسيطرة على ما تبقى من أحياء حمص المحاصرة والمدمرة التي لا تزال بيد قوات المعارضة، وسط تحذيرات، أقرب إلى نداءات الاستغاثة، لا ينفكّ يطلقها الناشطون وبعض قادة الكتائب المقاتلة، من سقوط وشيك للمدينة.
وتُرجمت الحملة العسكرية الجديدة، حتى الآن، بقصف مكثّف مدفعي وصاروخي وجوي على معظم الأحياء الـ14 التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، مع محاولات حذرة للتقدم الميداني، لم تحقّق نجاحاً كبيراً حتى الآن. وتدور معارك على شكل حرب شوارع يجيدها مقاتلو المعارضة، إذ يعرفون المنطقة جيداً.
ومن أبرز الأحياء المحاصرة، حمص القديمة وباب هود ووادي السايح. وتقع هذه المناطق، التي لا تتعدى مساحتها أربعة كيلومترات مربعة، تحت حصار خانق مفروض من القوات النظامية منذ نحو عامين.
وتعتمد استراتيجية القتال لدى مقاتلي المعارضة، الذين يقدّر عددهم بـ1200 مقاتل، على “حرب الأنفاق” في صدّ هجوم قوات النظام، على حد تعبير قائد جبهة حمص في هيئة أركان الجيش السوري الحر، العقيد فاتح حسون. كما يُستخدَم ركام المباني المدمرة، كمتاريس، ولنصب الكمائن لهذه القوات من خلال حفر أنفاق تحتها، والتنقل عبرها. وللركام “فائدة” إضافية، على حد تعبير حسون، وهي أنه يعيق تقدم دبابات جيش النظام ومدرعاته، ما يجعله يعتمد على قصف الطيران والمدفعية، بما أن هذا الركام يقطع غالبية الطرقات والشوارع في الأحياء المُحاصرة.
ويخرق النظام، بهجوم قواته على أحياء حمص، اتفاقاً، أو شبه اتفاق، مع مقاتلي المعارضة عُقد قبل نحو شهر، يتضمّن السماح بانسحابهم مع أسلحتهم الثقيلة إلى ريف المحافظة الشمالي، أي إلى تلبيسة والرستن، الخاضعتين لسيطرة قوات المعارضة، ومنْح عفو عام للراغبين منهم بتسليم أنفسهم مع أسلحتهم الفردية، في مقابل عودة أهالي تلك الأحياء إلى منازلهم. وتفيد التقديرات بأن نحو 800 ألف من سكان حمص باتوا اليوم بلا مأوى بعد تهجيرهم، إما إلى حي الوعر في المدينة نفسها، أو إلى خارج حمص، أو خارج سوريا، وذلك من أصل نحو مليونَي نسمة هم سكان المحافظة الثالثة في البلاد بعد دمشق وحلب من حيث عدد السكان.
ويستدعي هذا التهجير، الحديث عن هدف أساسي للحرب الشرسة على حمص، طالما توجّس منه الكثيرون، وهو محاولة النظام إعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية للمدينة، والتي وصلت إلى أطرافها، منذ نهاية الستينات من القرن الماضي، موجات هجرة من الريف العلوي، سكنت بعض الأحياء، مثل عكرمة والزهراء، التي تعتبر اليوم مراكز انطلاق لهجمات قوات النظام ضدّ الأحياء المعارضة في المدينة.
وتشير بعض الأرقام، في ظل غياب الإحصاءات الدقيقة، الى أن ربع مساكن مدينة حمص تم تدميرها بالكامل، بالترافق مع مجازر عدة بحق سكانها حصلت منذ انطلاقة الثورة السورية، مثل كرم الزيتون وحي الرفاعي وحي الشماس والحولة وغيرها، فضلاً عن عمليات الاغتصاب الممنهج، بعدما شهدت المدينة أكبر نسبة من عمليات العنف الجنسي، بحسب التقديرات المعارِضة، كل ذلك بهدف دفع سكانها إلى المغادرة، وفق ما يراه المعارضون أيضاً، بالتزامن مع الإحراق المتعمّد للسجلات العقارية في المدينة، بهدف تضييع الملكيات وعدم إتاحة الفرصة لسكانها للمطالبة بحقوقهم مستقبلاً. وقد بدأت عمليات الإحلال السكاني بالفعل منذ فترة، وأُسكنت مجموعات من القرى الموالية للنظام في منازل المهجرين، على ذمّة مصادر المعارضة السورية.
والواقع أن محاولات التغيير الديموغرافي والجغرافي والطبقي في حمص، كانت بوادرها قد ظهرت قبل اندلاع الثورة، من خلال عمليات استملاك الأراضي الواسعة في عهد المحافظ السابق إياد غزال، وفق مشروع “حلم حمص”.
وتعتبر حمص هدفاً استراتيجياً لقوات النظام أيضاً، كونها تقع في منتصف الطريق بين دمشق والساحل. ويعرقل وجود قوات للمعارضة فيها التواصل الحيوي للنظام بين هاتين المنطقتين، وخصوصاً إذا ساءت الأحوال واضطر النظام للانسحاب من دمشق باتجاه الساحل، في إطار ما يُحكى عن “خيار الدولة العلوية”، كحل أخير قد يلجأ إليه النظام إذا تمكنت المعارضة من طرده من دمشق.
المشهد في حمص، اليوم، بالغ السوء بالنسبة لقوات المعارضة. فبعد تمكن قوات النظام، بالتعاون مع مقاتلي حزب الله، من السيطرة على ريف حمص الجنوبي منذ سقوط القصير منتصف العام الماضي، ثم سيطرتها على معظم ريفها الشرقي بعد سقوط قلعة الحصن والزارة أخيراً، يبدو النظام مصمماً هذه المرة على تحقيق اختراق كبير في حمص المدينة، لا تبدو إمكانات قوات المعارضة قادرة على منعه، وخصوصاً في ظل الموقف الدولي السلبي، الذي لم ينجح الأسبوع الماضي حتى في إصدار بيان من مجلس الأمن بشأن ما يجري في حمص، واكتفى المجلس، تحت الضغط الروسي، ببيان صحافي لا يسمن ولا يغني من جوع.
المعارضة السورية تشكك في زيارة الأسد لمعلولا
صور مفبركة لرفع معنويات مؤيديه وإحباط مُعارضيه
إيلاف
طعنت المعارضة السورية في رواية الاعلام الحكومي عن زيارة بشار الأسد لمعلولا المسيحية. واستندت في ذلك الى صور سابقة لزيارة تمت قبل ست سنوات إرتدى خلالها الأسد ذات الملابس التي ظهر فيها يوم الأحد في معلولا.
بيروت: شكّكت “الهيئة العامة للثورة السورية”، المُعارضة لنظام بشار الأسد، الأحد، في صحة ما ذكرته وسائل الإعلام السورية الرسمية، من أن الرئيس بشار الأسد زار بلدة معلولا، ذات الغالبية المسيحية، في منطقة القلمون، بمناسبة عيد “القيامة”.
واستندت الهيئة، في تشكّكها، إلى ارتداء الأسد الملابس نفسها، التي كان يرتديها خلال زيارته لبلدة معلولا، قبل ست سنوات.
وزار الرئيس السوري بشار الاسد الاحد بمناسبة عيد الفصح مدينة معلولا التي استعادها الجيش السوري من المعارضين المسلحين قبل ايام، في حين شن هؤلاء هجومًا مضادًا على قوات النظام في مدينة حمص وسط البلاد.
وبث التلفزيون شريطًا عن الزيارة وخبرًا في اسفل شاشته قال فيه: “في يوم قيامة السيد المسيح ومن قلب معلولا، الرئيس الاسد يتمنى فصحًا مباركًا لجميع السوريين وعودة السلام والامن والمحبة الى ربوع سوريا كافة”.
واضافت القناة أن “الرئيس الاسد تفقد دير مار سركيس وباخوس واطلع على آثار الخراب والتدمير الذي لحق بالدير على يد الارهابيين”.
وهذا الدير الذي شيّد في نهاية القرن الخامس هو من اقدم الاديرة في الشرق الاوسط.
وقال الاسد بحسب التلفزيون الرسمي “لا يمكن لاحد مهما بلغ ارهابه أن يمحو تاريخنا الانساني والحضاري”.
واضاف “ستبقى معلولا مع غيرها من المعالم الانسانية والحضارية السورية صامدة في وجه همجية وظلامية كل من يستهدف الوطن”.
ونشرت على صفحة الرئاسة السورية على موقع فيسبوك صورة للاسد الى جانب رجل دين مسيحي يحمل بين يديه ايقونة للسيد المسيح والعذراء مريم لحقت بها تلفيات.
كما بث التلفزيون الرسمي شريطًا للرئيس السوري وهو يخاطب الجنود وعناصر جيش الدفاع الشعبي في معلولا.
وقال الرئيس بشار الاسد “لا يوجد شعب في العالم واجه الذي تواجهه سوريا اليوم”.
واضاف “ان تكاتفكم كمواطنين وكعسكريين في الدفاع عن البلد هو الذي حقق هذه الانتصارات والانجازات التي تمت، والتي سيسجلها التاريخ العسكري والتاريخ السياسي”.
واضاف “سنهزم الارهاب وسنضربه بيد من حديد وسوريا سترجع كما كانت”.
وقال عامر القلموني، الناطق بإسم الهيئة في القلمون، في تصريحات نقلتها وكالة (الأناضول) التركية للأنباء، إن “ارتداء الأسد خلال الزيارة المفترضة لمعلولا اليوم، للزي نفسه الذي ارتداه خلال زيارة للبلدة نفسها، في نيسان (أبريل) 2008، يدعو إلى التشكك في صحة الرواية، والصور، التي أوردتها وسائل إعلام النظام”.
وأضاف “ارتداء الزي نفسه، يقود إلى خيارين، أولهما أن الأسد كان يرتدي الثياب نفسها خلال الزيارتين، وهو أمر مُستبعد، خاصةً أن الزيارة الأولى كانت قبل 6 سنوات، أو أن الرواية الرسمية مُفبركة، والصور من الزيارة الأولى”.
وأشار إلى أن “النظام يسعى إلى رفع معنويات مؤيديه، وإحباط مُعارضيه، ويحاول بشتى الوسائل إقناع الرأي العام بأنه المُسيطر على الأرض، من أجل إكمال فصول الرواية الخاصة بالانتخابات الرئاسية، التي ينوي تنظيمها في تموز (يوليو) المُقبل”.
وتابع أن “قوات المُعارضة تشنّ بشكل يومي هجمات على معظم المدن والبلدات التي خسرتها في القلمون، وهي مناطق غير آمنة بالنسبة لزيارة رئيس النظام، خاصة معلولا، وأن الأسد لا يجرؤ على التجوال في أحياء العاصمة”.
الجربا في زيارة رسمية إلى السعودية
ضمن جولة خليجية مقررة بدأها في الإمارات
بهية مارديني
يبدأ رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية ضمن جولة خليجية بدأها سابقًا بزيارة إلى الإمارات وسيستكملها لاحقًا بدول أخرى، وتكتسب الزيارة أهمية خاصة أنها تسبق انعقاد اجتماع لأصدقاء سوريا.
بهية مارديني: أعلن المكتب الإعلامي لرئاسة الائتلاف الوطني السوري عن زيارة يقوم بها أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى جدة اليوم على رأس وفد من الائتلاف. وأشار إلى أن الزيارة رسمية، ويلتقي خلالها كبار المسؤولين في المملكة.
ويبدأ رئيس الائتلاف من السعودية زيارة تقوده إلى بلدان خليجية عدة. وزار رئيس الائتلاف أخيرًا الإمارات، ثم الصين، في تكثيف سياسي ودبلوماسي لدعم الشعب السوري.
يشارك في الزيارة وفد كبير من الائتلاف، حيث شكل بعضوية فاروق طيفور ونورا الأمير وعبد الحكيم بشار نواب الرئيس والدكتور بدر جاموس الأمين العام للائتلاف وعبد الأحد إصطيفو ولؤي صافي وفايز سارة أعضاء الائتلاف وأحمد طعمه رئيس الحكومة الموقتة وأسعد مصطفى وزير الدفاع في الحكومة الموقتة.
توقيت مهم
وقال مصدر سياسي في الائتلاف لـ”إيلاف” إن هذه الزيارة مهمة جدًا، رغم عدم الكشف عن برنامجها، خاصة أنها تأتي قبل اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا الـ 11، والذي من المقرر أن يكون في الشهر المقبل، وقبل زيارة الجربا للولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى أنها تأتي بعد زيارتين قام بهما الجربا إلى الصين والإمارات العربية المتحدة.
وأضاف أن “هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة أيضًا نظرًا إلى أن طريق الحل السياسي بات مسدودًا تمامًا في ظل الانتخابات التي يعد لها بشار الأسد، وإنه لا استئناف في الظروف الحالية لمفاوضات جنيف 2 المعلقة بين النظام والمعارضة إلا بعد أن يقبل النظام ويقدم ضمانات جدية للعمل على خارطة طريق جنيف”.
تصريح بالقتل
وكانت مواقف الرياض ولاتزال مواقف بارزة في دعم الائتلاف والمعارضة السورية، حيث أثار إبقاء مقعد دمشق شاغرًا في القمة العربية في الكويت بعد عام من منحه للمعارضة في قمة الدوحة، استياء كل من المملكة العربية السعودية والائتلاف الوطني السوري الذي وصف الخطوة بأنها رسالة سيرى فيها النظام السوري دعوة للقتل”.
وحمّل رئيس الائتلاف في كلمته أمام الزعماء العرب في الكويت، بقوة على إبقاء المقعد شاغرًا، وقال إن ذلك “يبعث برسالة بالغة الوضوح إلى الأسد التي سيترجمها على قاعدة: أقتل اقتل والمقعد ينتظرك بعدما تحسم حربك”.
وقال الجربا إن السوريين يتساءلون إذا كان “الغرب تقاعس عن نصرتنا بالسلاح الحاسم، فما الذي يمنع أشقاءنا عن حسم أمرهم حول المقعد”.
رهينة سابق في سوريا يتحدث عن تعرضه لاعمال ايهام بالاعدام
أ. ف. ب.
باريس: تحدث الرهينة السابق في سوريا الصحافي ديدييه فرنسوا صباح الاثنين عن ظروف اعتقاله وعلى الاخص “الايهام بالاعدام، ووضع فوهة المسدس على الصدغ او الجبين” وخبرته كمراسل.
وروى فرنسوا “تعرضت لاعمال ايهام بالاعدام، فوهة مسدس على صدغي او جبيني”، وذلك عبر اذاعة اوروبا1 التي يعمل لصالحها والتي ارسلته الى سوريا قبل 10 اشهر لاجراء تحقيق حول استخدام الاسلحة الكيميائية.
لكن “الايهام بالاعدام لم يثر توتري بشكل خاص حيث كان باديا ان الامر كان ممارسة الضغط” عليه، بحسب الصحافي البالغ 53 عاما.
“لو قرروا قطع رأسي او اطلاق الرصاص علي، فالمسألة لها طقوس. لكنني محظوظ لانني اعلم تماما هذا النوع من الامور. تابعت قضايا الرهائن فترة طويلة وعن قرب، واعرف الياتها الى حد ما…ادركت انهم لم يصلوا الى حدهم الاقصى”.
وتابع “هذا امر مطمئن ويجيز مزيدا من السكينة”، علما انه غطى نزاعات كثيرة كالشيشان وكوسوفو والشرق الاوسط والعراق.
كما تحدث فرنسوا عن حياته اليومية في الحجز، حيث امضى اغلبية الوقت برفقة ثلاثة رهائن اخرين صحافيين في كهوف “ذات ابواب حديدية وقضبان على جميع الفتحات”.
الايام الاولى كانت الاكثر صعوبة. “يضعونك مباشرة في الجو، والضغط هائل جدا. اربعة ايام بلا طعام او شراب. في اليوم الرابع بلا مياه، تبدأ المعاناة الفعلية، وانت موثق اليدين الى الحائط مع الضربات. الهدف هو كسر ارادة المقاومة”.
وروى ادوار الياس (23 عاما) المصور الذي اختطف مع فرنسوا في شمال حلب في 6 حزيران/يونيو 2013 انه فكر على الاخص بعائلته في اثناء اعتقاله. “وهذا امر معقد جدا”، بحسبه.
وصرح “كان يمكن ان يكون الامر اسوأ. حصلت تقلبات في الوضع، كنا بصحة جيدة، وهذا الاهم” متحدثا عن “مخاطر المهنة”.
باريس: النظام السوري شن هجمات «فتاكة» بالكيماوي قرب الحدود اللبنانية
هولاند يستقبل الصحافيين الأربعة المفرج عنهم بعد احتجازهم شهورا «تحت الأرض» في سوريا
باريس – لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده تملك «بعض العناصر» التي تفيد باستخدام النظام السوري أسلحة كيماوية في شمال غربي البلاد على مقربة من الحدود اللبنانية ولكن من دون أن تملك «أدلة» على هذا الأمر، بينما أكد وزير خارجيته لوران فابيوس أن الهجمات كانت «موضعية وفتاكة».
وردا على سؤال صحافي عما إذا كان صحيحا أن نظام الرئيس بشار الأسد لا يزال يستخدم أسلحة كيماوية، قال هولاند: «لدينا بعض العناصر (حول هذا الأمر)، ولكنني لا أملك الأدلة مما يعني أنه لا يمكنني تقديمها». وأضاف: «ما أعلمه أن هذا النظام أثبت فظاعة الوسائل التي يمكنه استخدامها وفي الوقت نفسه رفضه أي انتقال سياسي»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبه، قال فابيوس: «وردتنا مؤشرات ينبغي التثبت منها تفيد بوقوع هجمات كيماوية أخيرا». وأوضح أن هذه الهجمات «أقل أهمية بكثير من الهجمات التي وقعت في دمشق قبل بضعة أشهر لكنها هجمات فتاكة للغاية وموضعية في شمال غربي البلاد على مقربة من لبنان»، في إشارة إلى وقوعها إما في حمص أو في القلمون خلال المعارك الدائرة رحاها هناك.
وقال مصدر فرنسي قريب من الملف إن «التقارير» حول هذه المعلومات «نابعة من عدة مصادر من بينها المعارضة السورية».
بدوره، أكد الدكتور بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض، أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية في أكثر من مكان في سوريا بالتزامن مع الإعلان عن تسليمه 80 في المائة من مخزونه منها. ولفت إلى أن الائتلاف «بعث أكثر من رسالة إلى مجلس الأمن الدولي يوثق جرائم النظام ويطلب إدانته وإيقاف جرائمه».
وفي إطار اتفاق روسي – أميركي في سبتمبر (أيلول) 2013 أتاح تجنب توجيه ضربة عسكرية أميركية لسوريا، التزمت دمشق بتدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية قبل 30 يونيو (حزيران) المقبل.
وتابع هولاند في المقابلة، أمس، أن «فرنسا تسعى إلى أن تستعيد سوريا الحرية والديمقراطية. أردنا أن تدمر الأسلحة الكيماوية، ونبذل كل ما هو ممكن للسماح بـ(إجراء) مفاوضات لإفساح المجال أمام انتقال سياسي».
وجاء ذلك بالتزامن مع استقبال هولاند أربعة صحافيين فرنسيين احتجزوا كرهائن في سوريا لأكثر من عشرة أشهر بعد وصولهم أمس إلى قاعدة جوية في باريس.
وابتسم الصحافيون نيكولا إينان وبيير توريس وإدوار إلياس وديدييه فرنسوا بعد هبوطهم من طائرة هليكوبتر عسكرية في قاعدة فيلاكوبلاي الجوية جنوب غربي باريس. وقال فرنسوا، المراسل المخضرم في إذاعة «أوروبا 1»، في كلمة مرتجلة ألقاها بينما وقف إلى جواره الصحافيون الآخرون، والرئيس هولاند: «بالتأكيد تشعر بسعادة غامرة وراحة كبيرة عندما تكون حرا، تحت السماء التي لم نرها لفترة طويلة جدا، أن تتنفس الهواء المنعش وتمشي بحرية».
ولم تكشف السلطات الفرنسية عن الكثير من التفاصيل بشأن تحرير الصحافيين لكن وكالة «دوغان» التركية للأنباء ذكرت أن جماعة غير معروفة نقلتهم مساء الجمعة إلى الحدود الجنوبية الشرقية لتركيا حيث عثر عليهم جنود أتراك.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي، الذي كان أيضا في استقبال الصحافيين، لقناة «اي تيليه» أن فرنسا لم تدفع فدية لكن سرية الإجراءات تمنعه من الإدلاء بالكثير من التفاصيل بشأن احتجازهم وإطلاق سراحهم. وأضاف: «فرنسا لا تتخلى أبدا عن أبنائها.. لا نكون متأكدين أبدا من أننا سنستعيد رهائننا».
وذكر فابيوس أن 20 رهينة آخرين من دول أخرى ما زالوا محتجزين في سوريا لكن لا يوجد فرنسيون بينهم. وقال: «خاطفو الرهائن إرهابيون ويتلقى الرهائن معاملة شديدة القسوة». وذكر أن الرهائن مكثوا تحت الأرض طوال فترة الاحتجاز.
من جانبه، قال الصحافي إينان إنهم لم يتلقوا معاملة جيدة «دائما» وإن خاطفيهم نقلوهم من مكان لآخر كثيرا. وأضاف إينان، الذي بدا متأثرا برؤية طفليه، أن أصعب ما في التجربة كان الابتعاد عن عائلته.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة «فرانس 24» الإخبارية كشف إينان بعض تفاصيل احتجازه ولا سيما محاولة الفرار التي قام بها بعد ثلاثة أيام على خطفه. وقال إن «الخطر الأكبر واجهته بعد ثلاثة أيام من خطفي لأنني هربت وقضيت الليل طليقا أتسكع في الريف السوري قبل أن يقبض عليّ الخاطفون مجددا».
وتابع مراسل مجلة «لو بوان»: «تنقلت بين عشرة مواقع احتجاز بالإجمال.. وفي معظم الوقت كنت مع أشخاص آخرين ولا سيما بيار توريس الذي سرعان ما انضم إليّ»، واصفا تجربته في الأسر بأنها «تسكع طويل من موقع احتجاز إلى آخر». وتابع قائلا: «إنني منهك، متعب حقا.. لكنني أشعر بفرح هائل»، مشيرا إلى أن خاطفيه كانوا «مجموعة تنتمي إلى حركة جهادية».
المعارضة تشن هجوما مضادا في حمص وتمطر أحياء خاضعة لسيطرة النظام بقذائف الهاون
تصدت لـ19 محاولة نظامية لاقتحام المليحة في ريف دمشق > البشير يتفقد مقاتلي «الحر» في «الجبهة الساحلية»
بيروت: «الشرق الأوسط»
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات المعارضة السورية شنت أمس هجوما مضادا داخل أحياء حمص القديمة وانتزعت من قوات النظام عددا من المباني، في حين أكدت مصادر المعارضة في ريف دمشق أن القوات الحكومية فشلت في اقتحام المليحة رغم تنفيذها 19 هجوما خلال أسبوعين، دون أن تحرز أي تقدم فيها. وفيما يتواصل التصعيد العسكري، تعرضت أحياء من العاصمة السورية لهجوم بقذائف الهاون أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، بموازاة مقتل ستة مدنيين بتجدد القصف بقذائف المورتر على أحياء خاضعة لسيطرة النظام في حمص. وشن مقاتلو المعارضة أمس هجوما مضادا على القوات الحكومية، ردا على إطلاق قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قبل نحو أسبوع، حملة عسكرية على أحياء حمص القديمة التي تحاصرها منذ نحو سنتين وتعد آخر معقل للمعارضة المسلحة في هذه المدينة الواقعة في وسط سوريا.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن المعارضين المسلحين «استعادوا المبادرة وسيطروا على عدد من المباني في منطقة جب الجندلي» في حمص.
في الوقت نفسه كانت تجري معارك بين الطرفين على أطراف الأحياء القديمة، وقصفت قوات الجيش المربع الأخير للمعارضة في هذه المدينة بالصواريخ والدبابات.
وبدأ الهجوم المضاد للمعارضة بعد أن فجر عنصر جبهة النصرة نفسه داخل سيارة مفخخة أمام حاجز للجيش السوري أول من أمس في قطاع جب الجندلي في الطرف الشرقي من الأحياء القديمة المحاصرة. وتمكن المقاتلون المعارضون من الدخول إلى هذا الحي بعد أن انسحب الجنود من الحاجز القائم فيه.
وعدَّ عبد الرحمن أن دخول مقاتلي المعارضة إلى هذا الحي أجبر عناصر الجيش على التركيز على الدفاع عن مواقعهم بدلا من مهاجمة المناطق التي لا تزال بأيدي المعارضة المسلحة في حمص.
وفي فبراير (شباط) الماضي أجلي نحو 1500 مدني من الأحياء القديمة المحاصرة في حمص إثر اتفاق أبرم تحت إشراف الأمم المتحدة، إلا أن نحو 1200 مقاتل من المعارضة مع نحو 180 مدنيا لا يزالون يدافعون عن هذه الأحياء المحاصرة في قلب حمص التي أطلق عليها عام 2011 «عاصمة الثورة». وقال المرصد السوري إن الطيران الحربي نفذ غارات عدة على مناطق في حمص القديمة، أعقبها قصف مدفعي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات الجيش التي يساندها الدفاع الوطني، مشيرا إلى سيطرة الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة على عدة مبان في منطقة جب الجندلي ووصولهم إلى منطقة مسبح الجلاء، في حين أصيب مراسل إذاعة محلية مقربة من النظام برصاص قناص في حي جب الجندلي.
بموازاة ذلك، أسفر القصف بالهاون على أحياء يسيطر عليها الجيش السوري في حمص عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 40 آخرين، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية. وتحدثت تقارير عن إحراز القوات الحكومية، في حملتها التي دخلت أسبوعها الثاني، تقدما في حي باب هود بحمص. لكن المرصد السوري قال إن الجبهة الإسلامية تبنت في شريط مصور إطلاق صواريخ غراد على مناطق في حي الزهراء الذي يقطنه مواطنون من الطائفة العلوية، وقالت إنه استهداف «ميليشيات الأسد والشبيحة في حي الزهراء بمدينة حمص».
وفي دمشق تكرر المشهد، حيث قالت وكالة «سانا» إن أربعة مواطنين بينهم طفلان قتلوا وأصيب 11 آخرون جراء سقوط قذائف هاون «أطلقها إرهابيون على محيط ساحتي عرنوس والأمويين بدمشق». وذكر مصدر في قيادة الشرطة للوكالة أن «قذيفتي هاون سقطتا في محيط ساحة عرنوس ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين بينهم طفلان عمرهما سنتان و12 سنة، وإصابة ثمانية آخرين، وإلحاق أضرار مادية بعدد من السيارات».
وأضاف المصدر أن قذيفة هاون سقطت في محيط ساحة الأمويين ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح وأضرار مادية بالمكان.
في غضون ذلك، أكد ناشطون سوريون أن القوات الحكومية لم تستطع التقدم في أحياء ريف دمشق. وقالت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن محاولات القوات الحكومية التقدم في المليحة «باءت بالفشل»، مشيرة إلى أن هذه القوات «شنت 19 هجوما على البلدة، خلال أكثر من أسبوعين، لكنها لم تتمكن من التقدم فيها». وأشارت المصادر إلى أن البلدة الواقعة شمال دمشق، في الغوطة الشرقية، «تتعرض يوميا لعشر غارات جوية، أسفرت عن مقتل كثيرين، لكنها تراجعت عن محاولة اقتحام البلدة بسبب عجزها عن ذلك».
ويقاتل في المليحة عدد كبير من الفصائل المعارضة أبرزها «الاتحاد الإسلامي» و«فيلق الرحمن»، فيما عززت سيطرة مقاتلي الاتحاد الإسلامي على معمل الخميرة قرب المتحلق الجنوبي، من إمكانية صد المعارضين للهجوم على البلدة.
من جهة أخرى، أعلن المكتب الإعلامي للائتلاف السوري المعارض، أمس، عن زيارة العميد عبد الإله البشير، رئيس أركان الجيش السوري الحر، محاور تمركز الجيش الحر في المنطقة الساحلية (جبهة اللاذقية).
وقال البشير خلال الزيارة التفقدية إنه سيكون «على اتصال دائم مع كل الجبهات في زيارات متقاربة ومركزة لمعرفة احتياجاتهم عن كثب».
الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في«اليرموك».. والحصار يتسع إلى الحجر الأسود
أنباء عن وفاة 30 شخصا .. والسكان يزرعون الحشائش على الأسطح
بيروت: نذير رضا
جددت الأمم المتحدة تحذيراتها من كارثة إنسانية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، مع تعذر إيصال المواد الغذائية إليه منذ عشرة أيام، في حين تحدثت تقارير عن 30 حالة وفاة جوعا داخل المخيم في الآونة الأخيرة.
وأعلن ناشطون سوريون أمس ارتفاع أعداد المدنيين الذين قضوا جوعا في مخيم اليرموك إلى مائة شخص، منذ إطباق الحصار عليه قبل عام، بموازاة تحذير الأمم المتحدة من كارثة إنسانية. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 20 ألف مدني يواجهون خطرا محدقا بالموت جوعا، وذلك بعد انهيار اتفاق هش بين أطراف النزاع السوري على السماح بإدخال الطعام. ومنذ عشرة أيام، لم تدخل أي إمدادات من الطعام إلى المخيم الذي تفرض عليه القوات الحكومية حصارا. نقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن كريس غونيس، المسؤول بالوكالة، قوله إنه «حتى قبل هذا، كانت هناك تقارير عن حالات وفاة من الجوع، وأمهات يطعمن أبناءهن حشائش وتوابل التقطت من الطريق». وأضاف غونيس أن «الوضع في (اليرموك) كان بائسا بالفعل. والآن أصبح أكثر من بائس».
وقال ناشطو المعارضة إن الحصار «لا يقتصر على (اليرموك)»، إذ يطال المناطق المحيطة به، وأهمها منطقة الحجر الأسود المحاذية، مشيرين إلى أن المحاصرين جنوب دمشق «يقارب عددهم خمسين ألف مدني». وأفاد عضو تنسيقيات الثورة بريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» بأن آخر الإمدادات الغذائية التي وصلت إلى المخيم «كانت منذ أكثر من عشرة أيام، وأشرف على إدخالها الهلال الأحمر السوري»، مشيرا إلى أن الكميات التي أدخلت «كانت ضئيلة». وأوضح أن المحاصرين في الداخل الذين يزيد عددهم على 20 ألف مدني «أدخلت إليهم كميات من الطعام لا تكفي ألف شخص»، وكانت تحت إشراف الأمم المتحدة، في حين يتهم النظام مجموعات مسلحة أبرزها «جبهة النصرة» بخرق الهدنة والدخول إلى المخيم مرة أخرى بعد اتفاق بين الحكومة والمعارضين، قضى بإدخال المواد الإغاثية مقابل التزام المعارضين بتسليم الأسلحة الثقيلة وعدم إظهار أسلحتهم الفردية. وأوضح الداراني أن المشكلة في «اليرموك»، «تتمثل في افتقاده إلى أراض زراعية، مما يضاعف من حجم الحاجة للغذاء»، قائلا إن السكان المحاصرين «عمدوا إلى زراعة أسطح الأبنية بالحشائش مثل الفجل والأعشاب، للتخفيف من مشكلة الجوع المستشرية في الداخل». وقال إن الحواجز العسكرية المحيطة بـ«اليرموك»، وأبرزها حاجز البوابة الواقع بين الميدان والمخيم، «تمنع إدخال المواد الغذائية بالكامل»، بينما تدخل مواد تموينية لتباع بالسوق السوداء في الداخل بأسعار خيالية، وذلك بكميات ضئيلة جدا وبتقنين كبير، واصفا دخولها بأنه «عمليات تهريب».
وإلى جانب مخيم اليرموك، تحاصر قوات النظام منطقة الحجر الأسود أيضا الواقعة جنوب دمشق، لكن سكان هذه المنطقة، «لا يستطيعون الخروج من مواقعهم»، نظرا إلى «غياب المرجعية العسكرية في الداخل وتنوع المجموعات المعارضة فيها»، كما تقول مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط». وأشارت تلك المصادر إلى أن تنوع السكان في المنطقة بين تركمان ونازحين من القنيطرة إضافة إلى السوريين والفلسطينيين، «أسس لمشهد عسكري معارض غير منظم، لا يتبع الجيش السوري الحر ولا التنظيمات ذات النفوذ الواسع، وانعكس حتى على المبادرات الآيلة للوصول إلى هدنة، أو إخراج المدنيين الراغبين في ذلك». وكانت السلطات السورية توصلت إلى اتفاقات هدنة في جنوب دمشق، أبرزها في المعضمية واليرموك، تقضي بتسوية أوضاع المعارضين بعد تسليم الأسلحة الثقيلة، وإخراج المدنيين المحاصرين وإدخال المواد الغذائية، بينما وقعت التسوية في اليرموك في فبراير (شباط) الماضي برعاية الأمم المتحدة. وبينما يعيش سكان جنوب دمشق تحت الحصار، أعلنت دمشق أن قواتها وزعت مساعدات إغاثية في بلدات القلمون بريف دمشق الشمالي الذي استعادت السيطرة عليه الأسبوع الماضي. وذكرت وكالة «سانا» الرسمية للأنباء أن القوات الحكومية «أمنت ما يلزم من احتياجات للمواطنين حيث قدم الجيش العربي السوري آلاف السلل من المواد الغذائية والأساسية لمئات الأسر في هذه البلدات».
وفي سياق متصل، ذكرت «سانا»، أمس، أن قوافل محملة بالمواد الغذائية والإنسانية «وصلت إلى مدينة حلب بعد أن أعادت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تأمين الطريق الدولي». وقال محافظ حلب محمد وحيد عقاد إن «نحو 200 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والخضار والفواكه والمساعدات الإنسانية إضافة إلى حافلات نقل ركاب بدأت بالوصول منذ صباح اليوم (أمس) بعد تأمين الطريق وتسهيل وصولها بعدما أعادوا فتح طريق حلب – خناصر وقضوا على المجموعات الإرهابية المسلحة التي قامت بقطع الطريق».
الأسد يزور معلولا في ظهور نادر بعد أسبوع من استعادة السيطرة عليها
المعارضة تعد جولته رسالة للغرب ولا تعكس الواقع الميداني
بيروت: نذير رضا
زار الرئيس السوري بشار الأسد، بمناسبة عيد الفصح، أمس، بلدة معلولا المسيحية، التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها قبل نحو أسبوع، متوعدا مقاتلي المعارضة بأنه «لا يمكن لأحد أن يمحو حضارتنا»، وهو ما رأت فيه المعارضة السورية «رسالة للغرب بأن نظامه حام للأقليات»، مؤكدة أنها «لا تعني انعكاس موازين القوى لمصلحة النظام».
وأكدت وسائل الإعلام الرسمية السورية زيارة الأسد إلى مواقع مسيحية دينية في معلولا، بعد أقل من أسبوع على سيطرة القوات الحكومية عليها، مشيرة إلى أنه في عيد الفصح «ومن قلب معلولا، الرئيس الأسد يتمنى فصحا مباركا لجميع السوريين وعودة السلام والأمن والمحبة إلى ربوع سوريا كافة».
وتمثل زيارة الأسد للبلدة، أمس، ظهورا نادرا له خارج العاصمة، وتأتي بعدما عبر مسؤولون وحلفاء لسوريا في لبنان وغيره عن ثقة متزايدة في بقاء الرئيس السوري في منصبه.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن «الأسد تفقد دير مار سركيس لليونانيين الأرثوذكس والذي يرجع عهده للقرن الرابع الميلادي، واطلع على آثار الخراب والتدمير الذي لحق بالدير على يد الإرهابيين»، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة، مشيرة إلى أن الأسد تفقد أيضا دير مار تقلا.
وأظهرت صور بثتها الوكالة السورية في موقعها على الإنترنت الأسد وهو يلوح بيده ويتفقد قطعا أثرية ويجوب المنطقة برفقة رجال دين مسيحيين. كما نشرت على صفحة الرئاسة السورية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورة للأسد إلى جانب رجل دين مسيحي يحمل بين يديه أيقونة للسيد المسيح والعذراء مريم أصيبت بأضرار.
وفي تعليق مقتضب له أثناء الزيارة، قال الأسد: «لا يمكن لأحد مهما بلغ إرهابه أن يمحو تاريخنا الإنساني والحضاري»، مشددا على أن البلدة المسيحية التي استعادت قواته السيطرة عليها الاثنين الماضي، مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني، «ستبقى مع غيرها من المعالم الإنسانية والحضارية السورية صامدة في وجه همجية وظلامية كل من يستهدف الوطن».
ورأت المعارضة السورية أن هذه الزيارة «سياسية بما يتخطى الاحتفال بإنجازات ميدانية». وأوضح عضو الائتلاف والمجلس الوطني السوري سمير النشار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الأسد «حاول إرسال رسالة للغرب بأنه يدافع عن الأقليات بسوريا، كما محاولة لتطمين الطوائف السورية بأن بقاءه يحميهم، وأن الصراع محصور مع الجماعات المتشددة»، لافتا إلى أن هذه الرسالة التي تأتي على أعتاب الانتخابات الرئاسية السورية «غير واقعية لأن النظام الذي يدعي العلمانية، يستعين بميليشيات طائفية للحفاظ على بقائه».
ورأى النشار أن الزيارة تتضمن رسالة عسكرية إلى الداخل السوري، إذ «يحاول أن يرفع من معنويات قواته التي تقاتل، بأن محيط دمشق بات آمنا»، نظرا لأنه «يتحرك في محيط العاصمة التي كانت حتى الأمس القريب بأكملها خاضعة لسيطرة المعارضة». وقال: «زياراته الميدانية في دمشق ومحيطها، يريد بها التأكيد أن هناك تقدما عسكريا فعليا على الأرض»، على قاعدة أن «الواقع الميداني ينسجم مع خطابه بأن الصراع يشهد تحولا لمصلحته». ولفت إلى أن هذه الإيحاءات لا تعكس الواقع، كون موازين القوى الآن ليست لمصلحة النظام بتاتا.
وتعد هذه الزيارة من التحركات النادرة للأسد، ففي أغسطس (آب) الماضي، زار داريا بريف دمشق، كما كان تفقد في عام 2012 حي بابا عمرو الذي كان معقلا لمقاتلي المعارضة في مدينة حمص (وسط) بعد سقوطه في أيدي القوات النظامية.
في غضون ذلك، اقتصرت احتفالات الطوائف المسيحية في سوريا بعيد الفصح على إقامة الصلوات والقداديس في الكاتدرائيات والكنائس وأماكن العبادة دون معايدات، نظرا لمخاطر أمنية مترتبة على الاحتفالات في الخارج، و«إكراما للشهداء الأبرار»، كما ذكرت وكالة «سانا» الرسمية السورية.
وكانت الأحياء المسيحية في مدينة دمشق، خلال هذا الشهر، عرضة لقذائف المورتر التي أطلقها مقاتلو المعارضة بالتزامن مع تصعيد عسكري تشهده أحياء ريف دمشق القريبة من العاصمة السورية، في محاولة للقوات النظامية استعادة السيطرة عليها.
قصف بغاز الكلور على ريف إدلب ومعارك بحمص
قال ناشطون سوريون إن عشرات الأشخاص أصيبوا الاثنين بحالات اختناق نتيجة قصف ببرميل متفجر يحوي غاز الكلور على بلدة تلمنس في ريف إدلب، وسط استمرار الاشتباكات في مدينة حمص حيث تحاول قوات النظام اقتحام الأحياء المحاصرة.
يأتي ذلك بينما تدور اشتباكات شبه يومية في محيط البلدة بين المعارضة وقوات النظام, وقالت سوريا مباشر إن الجيش الحر أعطب عربة تابعة للنظام قرب معسكر وادي الضيف في معرة النعمان بريف إدلب.
وفي حمص، قالت شبكة شام إن قوات النظام واصلت قصفها براجمات الصواريخ والأسطوانات المتفجرة والدبابات على حي الوعر وأحياء حمص المحاصرة، كما طال قصف المدفعية الثقيلة والدبابات مدينة تلبيسة وقريتي العامرية وعيون حسين وبلدة الغنطو بريف حمص الشمالي.
ودفعت هذه المعارك قوات المعارضة لتكثيف هجماتها على قوات النظام المتمركزة في ريف حمص الشمالي لتخفيف الضغط عن قواتها داخل أحياء المدينة.
في المقابل، قصفت كتائب من المعارضة مواقع للنظام في أحياء تقطنها أغلبية مؤيدة للنظام في أحياء بحمص, كما سيطر الجيش الحر على حاجز للنظام بالقرب من قرية الغاصبية بريف حمص الشمالي، وفق سوريا مباشر.
دمشق وريفها
وفي دمشق، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن قذيفتي هاون سقطتا قرب مبنى البرلمان وسط العاصمة، في حين هرعت سيارات الإسعاف للمنطقة التي سقطت فيها القذائف دون ورود تفاصيل أكثر عن قتلى أو مصابين.
كما سقطت قذيفتان على حي الشعلان قرب مبنى وزارة الصحة ما أدى إلى مقتل عنصري حرس الوزارة.
من جهتها، تحدثت شبكة شام عن قصف استهدف أيضا حيي جوبر والعسالي، في حين سقطت قذائف أخرى بمحيط سوق الهال بمنطقة الزبلطاني وسط دمشق ما ألحق أضرارا مادية.
وفي ريف دمشق، ألقى الطيران المروحي البراميل المتفجرة على بلدة خان الشيح وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات داريا والمليحة وعدة مناطق بالغوطة الشرقية، ووسط اشتباكات مستمرة على أطراف بلدة المليحة، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.
قتلى بحلب
وفي حلب، أفادت شبكة شهبا برس باستمرار إلقاء البراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة على أحياء مساكن هنانو ما أدى إلى اشتعال النيران بأحد المباني والمستشفى الميداني، في حين قتل خمسة مدنيين وأصيب عدد آخر بجروح في قصف على حي الصاخور بحلب.
كما قصف الطيران الحربي والمروحي بالبراميل المتفجرة مدن وبلدات حيان وحريتان وأطراف مدينة الأتارب, وفي بلدة المنصورة بريف حلب، قتل ثلاثة أشخاص وجرح عدد آخر جراء غارة جوية على بلدة المنصورة بريف حلب الغربي، وفق سوريا مباشر.
وكان مراسل الجزيرة قد قال أمس الأحد إن أكثر من ستين شخصا قتلوا وأصيب العشرات في قصف جوي بالبراميل المتفجرة على أحياء في حلب وريفها.
براميل ومعارك
في درعا، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن سلاح الجو النظامي ألقى براميل متفجرة على بلدتي نوى وإنخل في ريف درعا ما أدى لسقوط عدد من الجرحى.
وأفاد الناشطون أن القصف وقع بعد أن قام أهالي وعناصر من الجيش الحر بطرد ما يسمى وفد المصالحة الوطنية المكون من عدة أشخاص من مؤيدي النظام من بلدة نوى, ولم يسمحوا لهم بالدخول لعقد أي جلسة تفاوض لتسليم البلدة للنظام.
وفي حماة، دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات الدفاع الوطني في محيط قريتي الزغبة وقصر أبو سمرة المواليتين للنظام في ناحية صوران بريف حماة.
في حين تشهد مدينة مورك بالريف الشمالي وجودا لحشود كبيرة للنظام، وسط اشتباكات عنيفة دمر خلالها الجيش الحر عربة “بي أم بي” وقتل كل طاقمها، وفق شبكة شام.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
غارات طائرات الأسد على حلب تخلف 90 قتيلاً
دبي – قناة العربية
وثقت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 90 شخصاً بعد سلسلة الغارات الجوية بالبراميل المتفجرة التي نفذها الطيران الحربي على بعيدين وأحياء أخرى في حلب، كما أكدت مصادر المعارضة أيضاً أن المعارك امتدت لتطال داريا والمليحة في الغوطة الشرقية، حيث تمكنت كتائب الجيش الحر من صد عدة محاولات لاقتحام البلدة.
وتحولت البيوت إلى ركام وتصاعدت ألسنة اللهب من الأحياء المحترقة في حلب بعد غارات النظام عليها، حيث يبحث الأهالي عن جثث ضحاياهم، فيما سارعت أطقم الدفاع المدني لإخراج الجثث وإسعاف المصابين.
وقالت مصادر المعارضة إن عمليات القصف وصلت إلى أحياء أخرى من حلب لاسيما في مساكن هنانو والأنصار الشرقية وحي الفردوس والمواصلات القديمة.
وفي ريف حلب أسقطت طائرات النظام براميلها المتفجرة فوق حيان وتل جبين، حيث قتل العشرات وأصيب عدد آخر، فيما شهدت منطقة الشيخ نجار وحي الراموسة ومحيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء اشتباكات عنيفة أيضاً تمكنت خلالها كتائب المعارضة من قتل عدد من عناصر قوات النظام.
وفي الريف الدمشقي أكد مجلس قيادة الثورة في داريا تعرض أحياء شارع الثورة والبلدية لقصف عنيف من قبل قوات النظام بقذائف الدبابات والأسطوانات المتفجرة.
ويأتي ذلك وسط اشتباكات ومحاولات تسلل من قبل قوات النظام على الجبهة الشمالية تصدى لها الثوار وتمكنوا من إصابة عدد من جنود الأسد.
وأفادت لجان التنسيق بدورها أن كتائب المعارضة قامت بعملية نوعية على جبهة المليحة بريف دمشق نسفت من خلالها أهم معاقل قوات النظام والميليشيات التابعة لها كما كبدتهم خسائر فادحة على مدى الأسابيع الماضية إثر محاولاتهم المتكررة اقتحام البلدة.
أما في حمص فقد تمكن الثوار من شنّ هجوم مضاد وأعادوا السيطرة على معظم النقاط في حي وادي السايح، كما سيطروا على عدة مبانٍ في منطقة جب الجندلي، وجاء ذلك وسط اشتباكات عنيفة قرب بلدة جبورين.
سوريا: النظام يحدد 3 يونيو موعداً لإعادة انتخابه
دمشق – فرانس برس
حدد رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، اليوم الاثنين، موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في الثالث من يونيو المقبل، مشيرا إلى أن باب الترشح للانتخابات يبدأ غداً.
وقال رئيس المجلس في جلسة عامة “أحدد موعد انتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية، للمواطنين السوريين المقيمين على الأراضي السورية يوم الثلاثاء بدءا من الساعة السابعة صباحا (4,00 ت غ) وحتى الساعة السابعة (16,00 ت غ) مساء”.
كما أعلن اللحام “فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في سوريا تطبيقا لأحكام الدستور”، داعيا “من يرغب بترشيح نفسه للتقدم بطلب الترشح إلى المحكمة الدستورية العليا خلال مدة عشرة أيام تبدأ من صباح الثلاثاء في 22 أبريل، وتنتهي بنهاية الدوام يوم الخميس في الأول من مايو”.
وأقر مجلس الشعب في 14 مارس بنود قانون الانتخابات الرئاسية التي تغلق الباب عمليا على احتمال ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، إذ يشترط أن يكون المترشح للانتخابات قد أقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية.
ولم يعلن الرئيس بشار الأسد حتى الآن رسميا ترشحه إلى الانتخابات، إلا أنه قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس في يناير إن فرص قيامه بذلك “كبيرة”.
ويشكل رحيل الأسد عن السلطة مطلبا أساسيا للمعارضة والدول الداعمة لها.
وحذرت الأمم المتحدة ودول غربية النظام من إجراء الانتخابات، معتبرة أنها ستكون “مهزلة ديموقراطية” وذات تداعيات سلبية على التوصل إلى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011.
الأسد ينقل مستودعات سلاحه في القلمون لمعاقل حزب الله
دبي – قناة العربية
أفاد المركز الإعلامي في القلمون بأن قوات الأسد وبعد استكمالها السيطرة على خط يبرود-رنكوس تحاول فتح طريق عسكري من مستودعات دنحا باتجاه بلدة النبي شيت اللبنانية.
وتهدف هذه الخطوة لتأمين الأسلحة النوعية الموجودة داخل تلك المستودعات باتجاه معقل حزب الله اللبناني عبر حرف وادي الهوى الموجود على أطراف قرية طفيل اللبنانية. يأتي ذلك وسط استمرار الحملة العسكرية التي يشنها الطيران الحربي على دمشق وريفها.
وسقط العديد من القتلى والجرحى جراء الغارات الجوية التي يشنها الطيران الحربي على دمشق وريفها، فيما سقطت ثلاث قذائف هاون على مخيم اليرموك ليزيد في معاناة سكان المخيم.
كما نفذ الطيران الحربي أيضاً غارات مماثلة على منطقة دويلعة في دمشق، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى.
يأتي ذلك في وقت أفاد فيه ناشطون باندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام المدعومة بميليشيات عراقية على الجبهة الشمالية والجنوبية في القلمون.
وتبدو المعارك على أشدها في جبهة المليحة وأوتوستراد حمص دمشق الدولي، حيث يحاول النظام إقامة حواجز لمنع كتائب الحر من التقدم.
يأتي ذلك فيما يواصل الطيران الحربي حملته العسكرية التي بدأها الثلاثاء على الأحياء المحاصرة في حمص، حيث تعرضت الحولة وتلبيسة وحي الوعر إلى القصف بالاسطوانات المتفجرة والصواريخ والهاون.
في حين أفاد ناشطون بمحاولة جيش النظام مدعوماً بميليشيات حزب الله التقدم نحو حي جب الجندلي في حمص، والذي يسيطر عليه الجيش الحر وسط معارك عنيفة.
وفي درعا، واصلت قوات الأسد محاولتها اقتحام بلدة النعيمة لليوم 14 على التوالي، حيث اندلعت اشتباكات أجبرت جيش النظام على التراجع.
في غضون ذلك شهدت بلدة أنخل في ريف درعا قصفاً بالبراميل المتفجرة، ما تسبب بدمار واسع في بيوت المدنيين.
إلى ذلك أفادت لجان التنسيق بتعرض بلدتي السميرية والحاجب في الريف الجنوبي لحلب إلى قصف بقذائف الهاون وسط اشتبـاكات بين الجيش الحر وقوات النظام بالقرب من دوار السبع بحرات.
أما في حماة فقد نفذت قوات النظام حملة دهم واعتقالات لمتخلفين عن العسكرية لزجهم في صفوف الجيش، في حين أفاد ناشطون بتصدي الحر لمحاولة تسلل قوات النظام على الجبهة الشرقية من بلدة مورك بريف حماة الشمالي وسط عمليات قصف متبادلة.
إيران: نرى آثار دعمنا لنظام الأسد
لندن – هادي طرفي
قال قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، إن بلاده ترى آثار دعمها للنظام السوري بعد مضي سنوات من الاشتباكات في هذا البلد.
وأضاف في مؤتمر صحافي، اليوم الاثنين، بمناسبة تأسيس الحرس الثوري: “يدعم الحرس الثوري بفخر حركة المقاومة السورية، لكن لا حاجة للتدخل العسكري نظراً للقوة البشرية ومشاركة الشعب السوري في الحفاظ على المقاومة”.
وأردف يقول: “إننا نقدم لهم فقط الدعم التعليمي والتجريبي والبرمجة، ونرى آثار دعمنا للنظام السوري بعد سنوات، مضيفاً أن قواته مكلفة بحماية الثورة الإسلامية في داخل البلاد وخارج حدودها منها لبنان وسوريا ومصر”.
وقال قائد الحرس: “تخضع البلدان التي تدعم شعارات الثورة الإيرانية بشكل طبيعي إلى الظلم ومعارضة القوى المتغطرسة”، مشيراً إلى لبنان وسوريا ومصر ومعتبراً أن هذه البلدان قد تتأثر بما وصفه بـ”الصحوة الإسلامية” التي أعقبت ثورة ١٩٧٩ في إيران.
وقال: “على هذا الأساس يحمي الحرس الثوري هذه البلدان عبر البرمجة والتجارب الفكرية والعلمية ليدعم الشعوب التي تقف بوجه الأنظمة المتغطرسة في البلدان المختلفة”.
واعتبر أن ما يجري في سوريا سببه وقوع نظام الأسد “في الخط الأمامي” للمقاومة، وعلى جميع المسلمين دعم الشعب السوري أمام الظلم الذي تمارسه أميركا ضده.
وقال: “تعرضت سوريا إلى غضب الولايات المتحدة الأميركية بسبب وقوعها في جبهة المقاومة الإسلامية والخط الأمامي لهذه الجبهة، وعلى هذا الأساس تستغل أميركا الإرهابيين لممارسة الظلم ضد الشعب السوري وعلى جميع المسلمين حمايتهم”.
وشدد قائد الحرس الثوري قائلاً: “الثورة الإسلامية لا تقتصر على حدود إيران.. ثورتنا تعارض القوى المتغطرسة والنظام العالمي الجديد والشعارات والمواقف السياسية التي تتبناها إيران منها الدفاع عن الشعب الفلسطيني وسوريا”.
وقال: “يجب أن يحرس الحرس الثوري الثورة في داخل البلد وخارج حدوده”.
معارضون: إصابات بالغازات السامة بريف إدلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكر ناشطون معارضون أن عدداً من الأشخاص أصيبوا جراء سقوط برميل يحتوي غازات سامة على ريف إدلب، فيما قتل 5 أشخاص بسقوط قذيفتي هاون مبنى مجلس النواب السوري وسط دمشق، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام حكومية سورية الاثنين.
قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن القذيفتين سقطتا على بعد نحو 100 متر من البرلمان في منطقة الصالحية الاثنين.
كذلك نقلت الوكالة أن شخصاً قتل وأصيب آخرون بـ”اعتداءات إرهابية بقذيفتي هاون أطلقهما إرهابيون على محيط مدرسة دار السلام في دمشق”.
ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن الهجمات، لكن دمشق تتهم مسلحي المعارضة بإطلاق قذائف الهاون على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في العاصمة.
كما لا يمكن توجيه قذائف الهاون بشكل دقيق، الأمر الذي يترتب عليه سقوط قتلى من المدنيين في أغلب الأحيان.
وذكرت مصادر المعارضة السورية أن قذيفتي هاون سقطتا في الصالحية والشعلان بدمشق “أصابت الأولى محيط وزارة الصحة في الشعلان، فيما سقطت أخرى بالقرب من مبنى البرلمان وقد هرعت سيارات الإسعاف والإطفاء على الفور”.
وأضافت أن القوات السورية تفرض طوقاً أمنياً على المنطقة، كما أن الطرقات مغلقة منذ الصباح في محيط البرلمان وأنباء تفيد بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيحضر جلسة للبرلمان الاثنين.
وأفاد ناشطون سوريون معارضون أن 3 أشخاص قتلوا وأصيب آخرون إثر سقوط برميل متفجر على قرية المنصورة غربي حلب، في حين قتل 5 أشخاص وأصيب آخرون ببرميل متفجر آخر سقط على حي الصاخور شرقي حلب.
وفي بلدة تلمنس بريف إدلب الجنوبي أصيب 15 شخصاً بالغازات السامة “تم إسعافها إلى مستشفى جرجناز والأراضي التركية جراء سقوط برميل يحوي غازات سامة”، وفقاً للناشطين.
وذكر الناشطون، أن القوات الحكومية قصفت عن طريق الخطأ مبنى يتمركز فيه عناصر من حزب الله اللبناني في منطقة السحل في القلمون بريف دمشق.
وزيرة الخارجية الإيطالية: المجتمع الدولي لن يعترف بالانتخابات الرئاسية السورية
روما (21 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أشارت وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موغيريني إلى أن المجتمع الدولي لن يعترف بالانتخابات الرئاسية القادمة في سورية كونه يعتبرها “غير شرعية”، على حد وصفها
وجددت رئيسة الدبلوماسية الايطالية الاشارة في تصريحات لصحيفة محلية إلى حالة “الانسداد” الراهنة التي تعيشها الازمة السورية بينما تسعى الأسرة الدولية لتحديد “المرحلة الانتقالية” كحل سلمي للصراع في سورية
ورأت موغيريني أنه “ينبغي السعي لتحميل إيران المسؤولية” حيال الأزمة السورية وذلك بإعتبار أن “من مصلحتها بسط الاستقرار في المنطقة”. وقالت “إن العمل على إنخراط إيران بصفة رسمية ربما تكون الوسيلة الوحيدة لتجاوز الانسداد، خاصة وأن مفاوضات البرنامج النووي الايراني تسير بشكل جيد”، في إشارة إلى المباحثات الراهنة بين سلطات طهران ومجموعة الدول الست الكبرى
مصادر بالمعارضة السورية: قطر لعبت دور الوسيط في تحرير الصحفيين الفرنسيين
روما (21 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّدت مصادر في الكتائب الثورية المقاتلة في سورية أن دولة قطر لعبت “دوراً أساسياً” في عملية الإفراج عن الصحفيين الفرنسيين الأربعة الذين أُطلق سراحهم قبل أيام، وأشارت إلى أن عملية الإفراج عنهم كانت “طويلة ومعقدة للغاية”، على حد وصفها.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد لعبت قطر وليس غيرها دوراً أساسياً في تحرير أربعة صحفيين فرنسيين مختطفين في سورية منذ حزيران/يونيو العام الماضي، وقد شاركت شخصيات في المعارضة السورية السياسية والمسلحة في عمليات التفاوض والإفراج عن الصحفيين”، وأضافت “قصة اختطف الصحفيين معقدة للغاية، وتم تنقلهم من جهة مسلحة إلى جهة مسلحة أخرى، وعملية الإفراج عنهم لا تقل تعقيداً عن اختطافهم”.
ولقد اختُطف الصحفيان الفرنسيان ديدييه فرنسوا وأدوار الياس في 6 حزيران/يونيو العام الماضي في سورية فيما اختطف الصحفيان بيير توريس ونيكولا إينان في 22 حزيران/ ونيو من نفس العام، وأطلق سراحهم يوم الجمعة الماضي.
وكانت منظمة الدفاع عن حرية الصحافة (مراسلون بلا حدود) قد قالت إن ستة وعشرين صحفياً أجنبياً أو سورياً على الأقل اختفوا أو اختطفوا في سورية منذ اندلاع الاحداث قبل أكثر من ثلاثة أعوام، فيما قٌتِل ما لا يقل عن خمسة وعشرين صحفياً أجنبياً وواحد وسبعين صحفياً مواطناً
ناشطة سورية: المرأة هي الخاسر الأكبر من الحرب
روما (18 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نبّهت ناشطة سورية معارضة من أن المرأة هي الخاسر الأكبر من الحرب في بلادها، وقالت إن دعم المرأة والطفل أمر في غاية الأهمية لكنها أكّدت أن الأولوية في المرحلة الحالية هي للعمل الثوري للخلاص من النظام.
وقالت ممثلة لجنة الثائرات في الهيئة العامة للثورة السورية، رانيا قيسر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أكبر متضرر من إجرام النظام هو المرأة، لأنها فقدت الابن والزوج والأب، كما أنها تعرضت إلى أكبر إيذاء نفسي وللاغتصاب واستغلال أصحاب النفوس المريضة لحاجة الأطفال، إن فقدان المعيل في مجتمع حرمها من الاعتماد على الذات مصيبة في الظروف العادية فكيف في ظروف الحرب والدمار، المرأة هي التي تبقى بعد استشهاد الشهداء لرعاية الأطفال وتأمين معاشهم، مما جعلها تدخل مجالات لم تدخلها من قبل وأثبتت أنها جديرة بالرغم من الظروف القاسية”.
وعن أولوية عمل الناشطين ، قالت “المرأة والطفل هما حجر الأساس لسورية المستقبل، لذلك نرى أن العناية بهما يجب أن تبدأ من الآن لأن الحل الأمثل لسورية المستقبل هو رفع مستوى المرأة السورية وتمليكها كافة المهارات ليس على مستوى تربية الأطفال وإدارة المنزل بل بكافة مجالات المجتمع، ومع ذلك فإن للعمل الثوري الأولية الأولى لأنه لا يمكن أن نبدأ بالبناء ما لم يتم تحرير سورية من هذا النظام المجرم” على حد تعبيرها.
وقيسر التي تعيش في الغرب توافق على حصول تغيّر في الرأي العام الشعبي الغربي تجاه الثورة وحمّلت إعلام المعارضة السورية المسؤولية، وقالت “بكل تأكيد يقع اللوم على إعلام المعارضة التي تمثل الثورة في الخارج كالمجلس الوطني والائتلاف، ولكن أبداً لا يقع على عاتق الثوار الذين ليس لديهم الخبرة الإعلامية الكافية ولا الإمكانات ضمن ظروف قطع الكهرباء والحرمان من الانترنت والاتصال الهاتفي، ومع ذلك فإن كل أشكال التعاطف كان بسبب إعلام الثوار ومن ضمنه لجنة الثائرات وليس بسبب إعلام المعارضة السياسية”.
وتابعت “قامت لجنة الثائرات في الولايات المتحدة بتنظيم تظاهرات من مواطنين أمريكان فقط للهتاف بشعارات الثورة كما يهتف الثوار في الداخل، وقمنا بزيارة عدة دول عربية وأوربية وأمريكية نشرح خلالها الوضع الإنساني، ومع ذلك نعترف أن هذا لم يكن كافياً لضعف الإمكانيات، وكون معظم أعضاء اللجنة في الداخل السوري”.
وعن حال تمثيل المرأة في صفوف المعارضة، قالت “ظُلمت المرأة السورية مرتين، المرة الأولى عندما لم يتم تأهليها بشكل جيد للعمل بالشأن العام أو العمل السياسي بشكل خاص، والمرة الثانية: عندما حرمت من المشاركة بشكل فعال وحقيقي، وأعتقد أن المرأة تستطيع نقل المعاناة وشرح القضية بشكل أكثر صدقاً وأكثر شفافية وأكثر موضوعية ممن يحترفون السياسة كمهنة، لذلك لا بد أن تُعطى المرأة السورية دوراً أكبر في التمثيل”.
وختمت “فيما يتعلق بالمستقبل لدينا مشروعان الأول إنشاء منظمة إغاثية متخصصة بالأُسر التي لم يتبقّ لها معيل، والثاني فتح مراكز تدريب في ريفي إدلب وحماة لتطوير المرأة
المرصد السوري لحقوق الإنسان: مقتل العشرات في غارات جوية على حلب
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الإثنين إن العشرات قتلوا في غارات جوية على مدينة حلب بشمال سوريا بينهم 29 شخصا على الأقل في حي واحد.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) يوم الإثنين أيضا أن شخصين قتلا في سقوط قذائف مورتر على وسط دمشق.
وأشار المرصد إلى ان الغارات الجوية قتلت 29 شخصا يوم الأحد بينهم نساء وأطفال في حي الفردوس بجنوب حلب.
وأضاف أن 14 شخصا آخرين قتلوا في حي بعيدين في هجمات “ببراميل متفجرة” تسقطها طائرات هليكوبتر. وقال إن خمسة آخرين قتلوا في هجمات براميل متفجرة على قرية تل جبين.
وتعتبر القوى الغربية استخدام البراميل المتفجرة جريمة حرب لكن قصف حلب ومناطق أخرى في سوريا بها مستمر بشكل شبه يومي.
وقالت سانا إن شخصين قتلا في دمشق في سقوط قذائف مورتر أطلقها “إرهابيون” على حي الصالحية بالعاصمة دمشق ومنطقة قريبة. وتستخدم السلطات السورية كلمة إرهابيين لوصف مقاتلي المعارضة.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص في الحرب الأهلية السورية التي بدأت باحتجاجات سلمية على حكم الرئيس بشار الأسد في مارس آذار 2011.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
قصة الصراع السوري منذ بدايته
على مدى السنوات الثلاث الماضية، قُتل أكثر من 100 ألف سوري جراء الصراع المتفاقم بين القوى الموالية للرئيس بشار الأسد والقوى المعارضة لحكمه.
وقد تسبب هذا الصراع الدموي في تدمير أحياء كاملة، وتهجير ما يزيد على تسعة ملايين شخص.
وهذه هي قصة الحرب الدائرة في ثمانية نقاط قصيرة.
1- احتجاجات
بدأ الصراع السوري على شكل موجة من الاحتجاجات المطالبة بتنحي الأسد
تعود جذور الصراع السوري إلى الاحتجاجات التي اندلعت في مارس/آذار 2011 في مدينة درعا جنوبي البلاد عقب اعتقال وتعذيب بعض الشباب المراهقين الذين رسموا شعارات ثورية على حائط مدرسة.
عندما أطلقت قوات الأمن النيران على المتظاهرين وقتلت العديد منهم، زاد عدد المحتجين في الشوارع.
وتسببت هذه الاضطرابات في احتجاجات عمت أرجاء البلاد للمطالبة بتنحي الأسد.
وأدى استخدام الحكومة للقوة العسكرية وإخماد المعارضة إلى زيادة عزيمة المحتجين. وبحلول يونيو/حزيران 2011، خرج مئات الآلاف في مظاهرات في العديد من المدن في أنحاء البلاد.
2- أعمال عنف
بدأ المعارضون في حمل السلاح في نهاية المطاف للدفاع عن أنفسهم، ثم تطور الأمر إلى استخدامه لطرد قوات الأمن من مناطق تمركزهم.
وانجرفت البلاد إلى حرب أهلية عندما بدأت قوات المعارضة المسلحة في قتال القوات الحكومية الموالية للأسد، والسيطرة على المدن والقرى والمناطق الريفية.
وامتد القتال ليصل إلى العاصمة دمشق، وحلب ثاني أكبر المدن السورية في عام 2012.
وبحسب تقرير أصدرته الأمم المتحدة في يوليو/تموز 2013، قُتل أكثر من 100 ألف شخص.
وتوقفت المنظمة الدولية بعد ذلك عن تحديث حصيلة القتلى، التي يقول النشطاء إنها تجاوزت 140 ألف قتيل.
3- المعارضة
يفوق عدد الإسلاميين والموالين للقاعدة أعداد باقي القوى المدنية في صفوف المعارضة
لا تزال المعارضة منقسمة على نفسها بشدة، إذ إنها فشلت في التوافق فيما بينها بشكل كبير ولم تتحد إلا فيما يخص حاجتها لإنهاء حكم الأسد.
وعلى الجبهة السياسية، تشكل عدد من التحالفات لكسب تأييد دولي.
لكن الصراع على السلطة وغياب دعم النشطاء والثوريين داخل سوريا، ومحدودية الدعم المادي والعسكري، كلها عوامل أضعفت من قوة هذه التحالفات.
وتطورت المعارضة المسلحة بشكل ملحوظ، حيث وصل عدد الجماعات المقاتلة إلى ألف جماعة، تضم نحو مئة ألف مقاتل.
ويفوق عدد الإسلاميين المتشددين والجهاديين الموالين للقاعدة عدد القوى المدنية والعلمانية.
وأثارت سياسات المتشددين الوحشية مخاوف واسعة، وتسببت في تأجيج الصراع بين قوى المعارضة.
4- مجازر
انجرفت البلاد إلى الحرب الأهلية عندما حملت قوى المعارضة السلاح لحماية نفسها، ثم تطورت إلى قتال قوات الأسد
بدأت مفوضية تابعة للأمم المتحدة التحقيق في جمع الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان منذ مارس/آذار2011.
وتملك المفوضية أدلة على ارتكاب الطرفين جرائم حرب كالتعذيب واحتجاز رهائن والقتل والإعدام .
ورغم منع المحققين من دخول سوريا، والحد من اتصالاتهم بشهود العيان، فإن جهات التحقيق تمكنت من تأكيد وقوع 27 حادثة قتل جماعي على الأقل.
وبحسب التقرير، ارتكبت القوات الحكومية والقوات الموالية لها 17 مجزرة، أدت إلى مقتل مئات المدنيين في بلدة الحولة في مايو/أيار 2012، وفي بلدة بانياس في أغسطس/آب 2013.
وارتكبت قوات المعارضة المسلحة عشر مجازر، من بينها ذبح 190 شخصا على الأقل في ريف اللاذقية في أغسطس/آب 2013 على يد مقاتلين جهاديين ومتشددين.
5- الأسلحة الكيميائية
قبل بدء الصراع، كان الجيش السوري يمتلك واحدا من أكبر مخزونات الأسلحة الكيميائية في العالم من بينها أكثر من ألف طن من المواد الكيمياوية والمواد الخام الكيميائية، بما فيها خردل الكبريت والسارين.
وأكدت الحكومة أن ترسانة السلاح الكيميائي آمنة ولن تُستخدم أبدا داخل سوريا. لكن في مطلع عام 2013 بدأت تظهر تقارير عن وقوع هجمات بالأسلحة الكيميائية.
وفي 21 أغسطس/آب 2013، أُطلقت صواريخ محملة بمادة السارين على الحزام الزراعي في الغوطة بمحيط دمشق، وتراوح عدد القتلى ما بين 300 و1430 شخصا.
وقالت قوى المعارضة والقوى الغربية إن الحكومة وحدها هي القادرة على تنفيذ مثل هذه الهجمات.
في بادئ الأمر، حمل الأسد قوى المعارضة مسؤولية سقوط القتلى، لكن بعد مرور أسابيع، وافق الرئيس السوري على صفقة أمريكية-روسية من شأنها نزع الأسلحة الكيميائية السورية بنهاية يونيو/حزيران 2013.
6- اللاجئون
تسبب الصراع السوري في تهجير أكثر من مليوني ونصف المليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وهو أكبر نزوح للاجئين في التاريخ الحديث.
وتحملت الدول المجاورة عبء هذه الأزمة، إذ يبذل لبنان والأردن وتركيا جهودا هائلة من أجل استيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين.
ومع مطلع عام 2013، زاد عدد المهاجرين بشكل كبير نتيجة تردي الأوضاع في سوريا.
ويعتقد أن ستة ملايين ونصف المليون شخص نزحوا داخل سوريا، معظمهم بحاجة إلى مساعدات.
وبذلك يصل مجموع اللاجئين السوريين إلى تسعة ملايين شخص، أي ما يقرب من نصف تعداد السكان في البلاد.
وطالبت الأمم المتحدة بتوفير مبلغ ستة ونصف مليار دولار لتوفير مساعدات طبية وغذائية ومياه ومأوى لنحو ثلاثة أرباع السوريين المتوقع أن يكونوا بحاجة لمساعدات في 2014، وهي أكبر حزمة مساعدات تطلبها الأمم المتحدة في تاريخها.
7- حرب بالوكالة
أصبح الصراع السوري حرب نفوذ بين القوى المحلية والدولية، بشكل أجج الطابع الطائفي
بدأ الصراع السوري كانتفاضة أخرى ضمن سلسلة انتفاضات الربيع العربي، ثم انتهى إلى حرب شرسة بالوكالة بين قوى إقليمية ودولية.
أيدت إيران وروسيا الحكومة السورية التي يقودها العلويون بقيادة بشار الأسد، وزادتا من دعمهما بشكل تدريجي.
وساعدا هذه القوات الحكومية على تحقيق مكاسب ضد قوات المعارضة العام الماضي.
وعلى الجانب الآخر، تحظى المعارضة ذات الغالبية السنية بدعم تركيا والسعودية وقطر وبلدان عربية أخرى. بالإضافة إلى دعم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.
كما أن هناك وجود على الأرض للجماعات الجهادية المتصلة بالقاعدة وحزب الله اللبناني، وهو ما يساهم في تعزيز النزاع الطائفي بشكل مستمر.
8- محادثات السلام
توقفت محادثات جنيف 2 لرفض الحكومة السورية مناقشة مطالب المعارضة وإصرارها على مناقشة “مكافحة الإرهاب”
توصل المجتمع الدولي منذ فترة طويلة إلى أن الحل الوحيد للصراع لابد أن يكون سياسيا، بعد فشل الطرفين في تحقيق انتصار عسكري حاسم ينهي الأزمة.
ومع ذلك، فشلت بعض محاولات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وبدء محادثات.
وفي مايو/آيار 2013، بدأت الولايات المتحدة وروسيا العمل على عقد مؤتمر في سويسرا لتنفيذ اتفاق جنيف 2012، وهي اتفاقية دولية تدعمها الأمم المتحدة وتنص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا بموافقة طرفي الصراع.
وبدأت هذه المحادثات، والمعروفة باسم جنيف 2، فقط في يناير/كانون الثاني 2014، لكنها توقفت في الشهر التالي بعد جلستين فقط.
وأرجع مبعوث الأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، فشل المحادثات إلى رفض الحكومة السورية مناقشة مطالب المعارضة وإصرارها على التركيز على “مكافحة الإرهاب”، وهو المصطلح الذي تستخدمه الحكومة في الإشارة إلى المعارضة.
BBC © 2014