أحداث الاثنين 28 تشرين الأول 2013
المعارضة السورية بين «فكي» الضغوط الدولية والمجموعات المسلحة
دمشق، عمان، لاهاي – «الحياة»، أ ف ب
تتعرض المعارضة السورية لضغوط دولية متزايدة لدفعها إلى المشاركة في مؤتمر «جنيف – 2»، في الوقت الذي بدأت تتعرض لضغوط داخلية معاكسة ترفض المشاركة في المؤتمر وتعتبرها «خيانة»، ما يجعلها بين فكي كماشة. وذلك عشية وصول الموفد الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق، بينما تصاعدت المعارك قرب الحدود العراقية وفي حمص. في غضون ذلك، أعلنت منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» أن دمشق التزمت المهل المحددة، وسلمت برنامجها لتدمير الأسلحة الكيماوية.
وقالت 19 مجموعة إسلامية مسلحة، في بيان تلاه زعيم كتيبة «صقور الشام» أحمد عيسى الشيخ، أن «مؤتمر جنيف-2 لم يكن ولن يكون خيار شعبنا ومطلب ثورتنا». ومن الموقعين كتائب «لواء التوحيد» و»أحفاد الرسول» و»أحرار الشام» و»صقور الشام»، وهي من أبرز المجموعات المقاتلة ضد النظام.
وحذر البيان من أن المؤتمر «حلقة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشعب في سورية وإجهاضها»، وأن المشاركة فيه ستعد «متاجرة بدماء شهدائنا وخيانة تستجوب المثول أمام محاكمنا». يذكر أن «الائتلاف» المعارض سيبدأ بعقد اجتماعات في إسطنبول في التاسع من الشهر المقبل لاتخاذ قرار نهائي في شأن مشاركته في «جنيف-2».
وفي إطار جولته الإقليمية تحضيراً للمؤتمر، يزور الإبراهيمي دمشق اليوم، وفق ما أفاد مصدر حكومي سوري لوكالة «فرانس برس»، في زيارة «قد تستمر يومين». ولم تتوافر، مسبقاً، تفاصيل عن جدول الزيارة أو اللقاءات التي يعقدها الإبراهيمي في العاصمة السورية. وهو كان مهّد لهذه الزيارة بتصريحات انتقد فيها ضمناً المعارضة السورية عندما طالب بأن تكون «مقنعة» من اجل المشاركة في «جنيف – 2». كما انه دعا إلى مشاركة ايران في المؤتمر، في ظل اعتراض المعارضة السورية على هذا الحضور، خصوصاً أن طهران تدعم في شدة نظام الرئيس بشار الأسد.
ميدانياً سيطر مقاتلون أكراد على بلدة اليعربية الحدودية مع العراق، غداة سيطرتهم على المعبر الذي كان في أيدي مقاتلين جهاديين من «داعش» و»جبهة النصرة» وكتائب مقاتلة أخرى، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعرض المرصد على الإنترنت شريطاً مصوراً ولقطات من المعبر الحدودي، يظهر شاحنات «بيك آب» متضررة ومزودة رشاشات عليها شعار «جبهة النصرة»، بينما يقف مقاتلون بجوارها يحملون علم «لجان الحماية الشعبية» الكردية. وكان «الائتلاف» السوري اتهم الجيش العراقي «بقصف معبر اليعربية» بالتنسيق مع المقاتلين الأكراد. ويعد المعبر أساسياً لمرور المقاتلين والذخيرة، ويشكل أهمية بالنسبة إلى الأكراد للتواصل مع أقرانهم في كردستان العراق.
وفي محافظة حمص تتواصل الاشتباكات العنيفة منذ نحو أسبوع بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في ريف حمص، لا سيما في محيط قرى صدد ومهين والسخنة. وكان المرصد أفاد بمقتل مئة عنصر من القوات النظامية وعشرات المقاتلين بينهم جهاديون، في المعارك المستمرة منذ أسبوع للسيطرة على مخازن ذخيرة في مهين، البلدة ذات الغالبية السنية. وكان المقاتلون المعارضون دخلوا مطلع الأسبوع أجزاء واسعة من بلدة صدد المسيحية، بهدف التقدم نحو مهين، إلا أن قوات النظام تصدت لهم واستعادت الجزء الأكبر من المناطق التي انتشروا فيها.
وفي لاهاي، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن سورية «سلمتها الخميس 24 تشرين الأول (أكتوبر) الإعلان الأولي الرسمي لبرنامجها للأسلحة الكيماوية»، لتكون بذلك «التزمت المهلة المحددة». وأشارت المنظمة إلى أن الإعلان «يتيح وضع الخطط الهادفة إلى تدمير منهجي وكامل ويمكن التثبت منه للأسلحة الكيماوية المعلنة» والمنشآت، وأن خطة لذلك أحيلت على مجلسها التنفيذي الذي من المقرر أن يحدد في موعد أقضاه 15 الشهر المقبل مواعيد تدمير الترسانة السورية.
الابراهيمي في طريقه الى دمشق المحطة الابرز في جولته الاقليمية حول جنيف 2
دمشق – ا ف ب
يصل الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي الى دمشق، المحطة الابرز ضمن جولته الاقليمية لجمع توافق حول عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة، بمشاركة النظام والمعارضة المنقسمة حول المؤتمر.
ووصل الابراهيمي الى مطار بيروت الدولي قرابة الساعة 10,35 صباح اليوم (8,35 تغ) على متن طائرة خاصة قادما من طهران.
ومن المقرر ان ينتقل الابراهيمي عن طريق البر الى دمشق، في زيارة هي الاولى له الى العاصمة السورية منذ قرابة عام.
وكان مصدر حكومي سوري افاد ان الابراهيمي يبدأ اليوم زيارة “قد تستمر ليومين”، وهي المحطة الثامنة ضمن جولته الاقليمية لحشد تأييد حول مؤتمر جنيف 2 الذي يرجح عقده في 23 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، الا ان هذا الموعد ليس رسميا بعد.
وشملت جولة الابراهيمي غالبية الدول الاقليمية المعنية بالنزاع السوري وابرزها ايران وتركيا والعراق وقطر باستثناء المملكة العربية السعودية، ويرجح ان يتشاور في حصيلتها مع ديبلوماسيين روس واميركيين.
وكان الرئيس بشار الاسد دعا خلال حديث تلفزيوني الاسبوع الماضي الابراهيمي الى “عدم الخروج عن اطار المهام” الموكلة اليه والتزام الحياد.
وتعود الزيارة الاخيرة للابراهيمي الى سورية الى كانون الاول/ديسبمر 2012. ووجهت دمشق والاعلام السوري اليه من بعدها انتقادات لاذعة. وقالت صحيفة “الوطن” في حينه ان الاسد انهى اجتماعه بالابراهيمي بعدما “تجرأ” على سؤاله عن احتمال ترشحه لولاية جديدة.
ولم تتضح بعد المواقف النهائية لطرفي النزاع الاساسيين من المؤتمر الذي طرحت موسكو وواشنطن فكرته في ايار/مايو 2012.
ففي حين يعلن النظام مشاركته “من دون شروط”، يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة “الارهابيين” والبحث في مصير الرئيس بشار الاسد.
في المقابل، يشهد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تباينا في الآراء بين اعضائه، الا انه يشدد على “ثوابت” ابرزها عدم التفاوض الا حول “انتقال السلطة بكل مكوناتها واجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل” الاسد.
ويواجه الائتلاف ضغوطا دولية للمشاركة في المؤتمر، ومن المقرر ان يتخذ قراره النهائي حوله خلال اجتماعات يبدأها في اسطنبول في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر.
الى ذلك، اعلنت 19 مجموعة مقاتلة بارزة بينها “لواء التوحيد” و”أحفاد الرسول” و”احرار الشام” و”صقور الشام”، السبت ان المشاركة في المؤتمر هي “خيانة (…) تستوجب المثول امام محاكمنا”.
وقال الاستاذ في جامعة ادنبره توما بييريه ان بيان هذه المجموعات يشير “الى ان جنيف 2 يحظى برفض شبه كامل في صفوف المقاتلين، ما يعني ان شريحة واسعة من المعارضة السياسية لن تخاطر بالمشاركة في مؤتمر سيكلفها ما تبقى لها من شرعية وسط المجموعات المسلحة”.
اضاف “على رغم ذلك، وفي حال شارك معارضون في جنيف 2 وتوصلوا الى اتفاق، الا ان ذلك لن يؤدي الى نتيجة”.
وشدد بييريه على ان المجموعات الموقعة على هذا البيان “تمثل شريحة كبيرة جدا من المعارضة المسلحة”، مشيرا الى ان من بينها “مجموعات عدة قريبة من المملكة العربية السعودية”.
واليوم، رأت صحيفة “الوطن” ان السعودية الداعمة للمعارضة، تقف وراء هذه الخطوة، وذلك في ظل تقارير تتحدث عن خلاف سعودي اميركي حول مقاربة الازمة السورية.
وكتبت “في إطار +النزاع+ القائم بين واشنطن والرياض (…) وجه آل سعود الفصائل الإرهابية المقاتلة على الأرض السورية للإعلان أمس أن المشاركة في جنيف 2 يعتبر خيانة وستتم محاكمة من يشارك فيه”، معتبرة ان ذلك “مسعى جديد لإفشال كل الجهود” لعقد المؤتمر.
ميدانيا، استعادت القوات النظامية بلدة صدد المسيحية التاريخية في محافظة حمص (وسط)، بعدما دخلها مقاتلون معارضون بينهم جهاديون في الايام الماضية، في سعيهم للسيطرة على مخازن أسلحة قريبة منها، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
وكان المقاتلون المعارضون دخلوا مطلع الاسبوع الماضي اجزاء واسعة من صدد، بهدف التقدم نحو بلدة مهين السنية القريبة منها، في محاولة للسيطرة على مخازن اسلحة فيها.
من جهته، اوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان المقاتلين انسحبوا من صدد في اتجاه مهين حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة.
وكان المرصد افاد السبت عن مقتل مئة عنصر من القوات النظامية وعشرات المقاتلين المعارضين (جهاديون وغيرهم) في المعركة التي بدأها مقاتلو المعارضة الاثنين الماضي، وتشارك فيها جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام و”الكتيبة الخضراء” التي تعرف باسم “كتيبة الاستشهاديين” وكتيبة مغاوير بابا عمرو وغيرها، بحسب المرصد.
وفي شمال شرق سورية، افاد المرصد عن اشتباكات بين عناصر “الدولة الاسلامية” وجبهة النصرة وكتائب اخرى من جهة، ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من جهة اخرى، اثر هجوم للجهاديين على حواجز للمقاتلين الاكراد في تل حلف ومشرافة وأصفر نجار.
يأتي ذلك غداة سيطرة المقاتلين الاكراد على بلدة اليعربية الحدودية مع العراق اثر اشتباكات مع مقاتلين جهاديين، بعد سيطرتهم السبت على المعبر الحدودي الذي يحمل الاسم نفسه، ويشكل ممرا مهما للمقاتلين والذخيرة للطرفين بين سورية والعراق.
القوات النظامية تستعيد السيطرة على بلدة صدد وسط سورية
دمشق – ا ف ب
استعادت القوات النظامية بلدة صدد المسيحية التاريخية في محافظة حمص (وسط)، بعدما دخلها مقاتلون معارضون بينهم جهاديون في الايام الماضية، في سعيهم للسيطرة على مخازن أسلحة قريبة منها، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول قوله ان “قواتنا الباسلة اعادت الامن والاستقرار الى بلدة صدد في ريف حمص”.
وكان المقاتلون المعارضون دخلوا مطلع الاسبوع الماضي اجزاء واسعة من صدد، بهدف التقدم نحو بلدة مهين السنية القريبة منها، في محاولة للسيطرة على مخازن اسلحة فيها. الا ان قوات النظام تصدت لهم واستعادت الجزء الاكبر من المناطق التي انتشروا فيها.
من جهته، اوضح المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ان “القوات النظامية سيطرت على صدد بعد انسحاب المقاتلين منها في اتجاه مهين”، مشيراً الى ان الاشتباكات في مهين “لا تزال مستمرة”.
وكان المرصد افاد السبت عن مقتل مئة عنصر من القوات النظامية وعشرات المقاتلين المعارضين (جهاديون وغيرهم) في المعركة التي بدأها مقاتلو المعارضة الاثنين الماضي للسيطرة على مخازن اسلحة في مهين.
وتشارك في المعركة جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام و”الكتيبة الخضراء” التي تعرف باسم “كتيبة الاستشهاديين” وكتيبة مغاوير بابا عمرو وغيرها، بحسب المرصد.
وصدد بلدة تاريخية قديمة تعود للالف الثاني قبل الميلاد، وهي على الطريق بين مهين ومنطقة القلمون في ريف دمشق التي تسيطر المعارضة المسلحة على معظمها وتفيد التقارير عن استعداد القوات النظامية لشن هجوم عليها.
الإبرهيمي في دمشق اليوم بعد طهران / 19 مجموعة مقاتلة ترفض جنيف – 2
(و ص ف، رويترز، أ ش أ، ي ب أ)
أحكم مقاتلون أكراد قبضتهم على المنطقة المنتجة للنفط في شمال شرق سوريا بعد انتزاع معبر اليعربية الحدودي مع العراق من مقاتلين تابعين لـ”الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) و”جبهة النصرة” التابعتين لتنظيم “القاعدة” وألوية إسلامية اخرى. وقالت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان سوريا قدمت الى المنظمة اعلاناً ببرنامج أسلحتها الكيميائية وخطة للتخلص منها لتلتزم أول موعد نهائي رئيسي في خطة التدمير. وعشية وصول الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي الى دمشق، اعتبرت 19 مجموعة سورية مقاتلة بارزة ان المشاركة في مؤتمر جنيف – 2 لحل النزاع هي “خيانة”.
وأعلن الرئيس الايراني حسن روحاني الذي استقبل الابرهيمي ان طرد “المجموعات الارهابية” من البلاد يشكل الخطوة الأولى نحو عودة الهدوء.
ونقلت عنه وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء “ارنا” ان “جمهورية ايران الاسلامية ترى ان مواصلة المساعدة الانسانية ومنع الارهابيين من دخول سوريا وتدمير الاسلحة الكيميائية وطرد المجموعات الارهابية، من بين الخطوات الاولى لارساء سلام دائم في هذا البلد”. وأضاف ان ايران “مستعدة للمساعدة على أي جهد لاعادة الاستقرار في سوريا سواء في جنيف – 2 أو أي جهد آخر”. لكنه شدد على ان “مستقبل سوريا تحدده اصوات السوريين عبر انتخابات حرة يشارك فيها الاطراف كافة”. واعتبر ان “انقسامات المعارضة ووجود مجموعات ارهابية لا تعترف بالحكومة ولا بالمعارضة، وعدم وجود وجهة نظر مشتركة بين جيران سوريا وكذلك الدول الكبرى… تشكل مشكلة كبيرة في المساعي الرامية الى ارساء السلام”.
وكان الابرهيمي قال السبت إن مشاركة ايران في مؤتمر جنيف -2 أمر “طبيعي وضروري”.
وشملت جولته حتى الان تركيا والاردن والعراق ومصر والكويت وسلطنة عمان، ويرجح ان يتشاور في حصيلتها مع ديبلوماسيين روس واميركيين.
وفي موسكو، رأى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس دوما الدولة الروسي ألكسي بوشكوف أن ممولي المعارضة السورية المسلحة هم الطرف المهتم باحباط المؤتمر الدولي حول سوريا. ونقلت عنه وسائل إعلام روسية في “تغريدة” بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي أن “19 فصيلا من المعارضة السورية غير قادرة على العمل من دون مساندة من الخارج ورفضت مؤتمر جنيف ـ 2… ممولوها يريدون إحباطه”.
وفي عمان، جدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين لدى استقباله رئيس جمهورية مونتينيغرو فيليب فويانوفيتش، موقف بلاده الداعي الى إيجاد حل سياسي شامل ينهي معاناة الشعب السوري ويحافظ على وحدة سوريا، وأشار إلى أن حل القضية الفلسطينية يشكل الضمان الأساس لاستقرار المنطقة.
البطريرك لحام
ودعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام في مقابلة مع قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها الدول التي ساهمت في تسليح من وصفهم بـ”الفرق التكفيرية” والمعارضة في سوريا إلى التوقف عن تزويدهم السلاح وأن تساعد هذه الدول المعارضة على أن تشارك في مؤتمر جنيف – 2.
وقال إن “من تسبب بتأزيم الوضع يجب أن يساعد في تخفيف التصعيد وأن تحدث حملة عالمية لنتجه الى جنيف- 2 ونعمل لتوافق سوري-سوري”، معربا عن أمله في أن يكون للمسيحيين في سوريا دور في مؤتمر جنيف- 2، مشددا في الوقت عينه على أن “لا حرب رابحة بالسلاح”.
ولاحظ أن “الانقسام العربي- العربي هو تحد كبير للمسيحيين لأنه يضرهم ويجلعهم يشعرون أن لا دور لهم، والحركات التكفيرية تنشأ في مثل هذا الجو”، قائلاً إن “ايجاد وحدة عربية تحد كبير لنا، فإذا كان المسلم في أمان يكون المسيحي في أمان كذلك”.
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تسلّمت اللائحة السورية في المهلة المحددة المقاتلون الأكراد يلاحقون الجهاديين ويحكمون سيطرتهم على الشمال الشرقي
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
سلمت سوريا برنامج تدمير ترسانتها الكيميائية الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في المهلة المحددة، بينما أفاد ناشطون ان مقاتلين اكرادا تحركوا امس لاحكام قبضتهم على المنطقة المنتجة للنفط في شمال شرق سوريا بعد انتزاع معبر حدودي مع العراق من مقاتلين اسلاميين.
أصدرت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بيانا جاء فيه انها “تؤكد ان الجمهورية العربية السورية سلمتها الخميس 24 تشرين الاول الاعلان الاولي الرسمي لبرنامجها للاسلحة الكيميائية”، مشيرة الى ان سوريا “التزمت المهلة المحددة”. واضافت ان هذا الاعلان “يتيح وضع الخطط الهادفة الى تدمير منهجي وكامل ويمكن التثبت منه للاسلحة الكيميائية المعلنة اضافة الى منشآت الانتاج والتجميع”.
وأوضحت ان هذه “الخطة العامة أحيلت على المجلس التنفيذي للمنظمة” التي تتخذ لاهاي مقراً لها والمكلفة الاشراف على تدمير ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية تنفيذا لقرار دولي. ونص القرار 2118 على انجاز هذه العملية بحلول منتصف 2014. وسيستخدم المجلس التنفيذي للمنظمة الاعلان السوري “الاولي” ليحدد في موعد اقصاه 15 تشرين الثاني مختلف مواعيد تدمير الترسانة الكيميائية.
وكانت دمشق سلمت في وقت سابق قائمة بمواقعها لانتاج الاسلحة الكيميائية وتخزينها. ويتولى المفتشون التحقق من هذه المواقع في اطار بعثة مشتركة بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية.
وأشارت المنظمة الى انها ارسلت الى مجلس الامن تقريرا يصف التقدم الذي احرز منذ بدء عمل بعثتها. وقالت إن سوريا التي انضمت الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية رسميا في 14 تشرين الاول التزمت ايضا النص.
تقدم المقاتلين الاكراد
ميدانياً، تحدثت مصادر في المعارضة السورية عن تولي ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردي المرتبطة بـ”حزب العمال الكردستاني” التركي تطهير جيوب مقاومة لمقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” المرتبطة بـ”القاعدة” و”جبهة النصرة” و”احرار الشام” في بلدة اليعربية على الحدود مع العراق.
وقال العضو في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ياسر فرحان :”يسيطر الاكراد الآن على نقطة اليعربية الحدودية. هم الان لديهم سبيل واضح لتسويق نفط المنطقة الذي يجب ان يكون لكل السوريين. فر آلاف العرب (من المنطقة)”.
ويعيش أكثر من مليون شخص في محافظة الحسكة التي تجاور العراق وتركيا منهم 70 في المئة أكراد و30 في المئة عرب.
وأورد الائتلاف الوطني السوري في بيان ان قوات عراقية هاجمت اليعربية السبت بالتنسيق مع الميليشيا الكردية. وقالت مصادر في المعارضة ان طائرات سورية قصفت البلدة ايضا.
بيد أن مصدراً امنياً عراقياً نفى تورط بلاده في احداث اليعربية، وقال: “آخر شيء نحتاج اليه هو الانجرار الى قتال عسكري داخل سوريا. لن نتدخل في أي حال من الأحوال”.
وقال مسؤولون عراقيون آخرون ان بعض المقاتلين الاكراد الجرحى نقلوا في مركبات الجيش العراقي الى مناطق خاضعة لسيطرة المقاتلين الاكراد العراقيين ومنها الى العراق.
وأكد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان المقاتلين الاكراد يسيطرون الان على 90 في المئة من اليعربية.
وأظهرت لقطات فيديو نشرها المرصد مقاتلين اكراداً يسيطرون على برج مراقبة عند المعبر الحدودي وآخرين يحملون علم وحدات حماية الشعب الكردي.
حمص
وفي محافظة حمص، قال المرصد ان الاشتباكات العنيفة تتواصل منذ نحو اسبوع بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في ريف حمص، وخصوصا في محيط قرى صدد ومهين والسخنة.
وكان المرصد قال السبت إن مئة رجل من القوات النظامية وعشرات المقاتلين بينهم جهاديون سقطوا في المعارك المستمرة منذ اسبوع للسيطرة على مخازن ذخيرة في مهين، البلدة ذات الغالبية السنية.
وكان المقاتلون المعارضون دخلوا مطلع الاسبوع أجزاء واسعة من بلدة صدد المسيحية من أجل التقدم نحو مهين، إلا أن قوات النظام تصدت لهم واستعادت الجزء الاكبر من المناطق التي انتشروا فيها. وأمس، قال مصدر امني سوري ان “قوات الجيش تحقق انجازات كبيرة” في المنطقة، وان المسلحين “لم يتمكنوا من الدخول الى اي نقطة عسكرية”.
طفس
وفي الجنوب، سيطرت مجموعات من المعارضة المسلحة السبت على مدينة طفس التي تفصل شرق محافظة درعا عن غربها بعد اشتباكات عنيفة استمرت اسابيع. وقال المرصد: “سيطرت الكتائب المقاتلة على مدينة طفس بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية استمرت بضعة اسابيع”، قتل خلالها العشرات من الطرفين. واشار الى انسحاب القوات النظامية من “الثكنة العسكرية المجاورة لطفس ومن حاجز التابلاين” في المنطقة، مشيرا الى ان اقرب نقطة لها اصبحت على مسافة اكثر من عشرة كيلومترات من المدينة. وقتل في هذه المعركة قبل ايام المقدم المنشق ياسر العبود رئيس غرفة عمليات المنطقة الجنوبية قائد لواء الفلوجة – حوران الذي كان يعتبر “من ابرز القادة الميدانيين” لدى المعارضة المسلحة.
رفض جنيف – 2
على صعيد آخر، وصفت مجموعات سورية مقاتلة بارزة المشاركة في مؤتمر جنيف – 2 لحل النزاع بأنها “خيانة”. وفي بيان باسم 19 مجموعة مسلحة تلاه مساء السبت زعيم كتيبة “صقور الشام” احمد عيسى الشيخ، قالت المجموعات ان “مؤتمر جنيف – 2 لم يكن ولن يكون خيار شعبنا ومطلب ثورتنا”. ومن الموقعين كتائب “لواء التوحيد” و”احفاد الرسول” و”احرار الشام” و”صقور الشام”، وهي من ابرز المجموعات المقاتلة ضد النظام. وحذر البيان من ان المؤتمر “حلقة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشعب في سوريا واجهاضها”، وان المشاركة فيه ستعد “متاجرة بدماء شهدائنا وخيانة … تستجوب المثول أمام محاكمنا”.
اليعربية يجدد معارك المعابر
باسم دباغ
أعلنت قوات حماية الشعب الكردي، التابعة اسمياً إلى الهيئة الكردية العليا، وفعلياً لحزب الاتحاد الديموقراطي -جناح حزب العمال الكردستاني في سوريا- السيطرة على معبر اليعربية الحدودي في الحسكة، الذي يربط المحافظة مع محافظة نينوى العراقية (الموصل). لكن الجيش الحر سرعان ما نفى الخبر، لتتضارب الأنباء حول من آلت إليه السيطرة النهائية على المعبر.
ولم يكد خبر سيطرة قوات حماية الشعب الكردي على المعبر يصدر حتى توالت التحليلات التي حولت المعبر إلى مركز استراتيجي سواء للدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” أو جبهة النصرة أو لقوات حماية الشعب الكردي.
وجعلت التحليلات من المعبر نقطة العبور الأهم لمقاتلي وذخيرة “داعش” وجبهة النصرة على طول الحدود، بل صلة الوصل التي كانت تربط “ولايات” دولة العراق والشام الشرقية في العراق بتلك الغربية في كل من الحسكة ودير الزور والرقة وحلب.
لكن التدقيق في التفاصيل، يظهر أن “داعش” أو جبهة النصرة لم تستطيعا الاستفادة من المعبر منذ سيطرتهما عليه إلى جانب بعض الكتائب السلفية الصغيرة في آذار/مارس الماضي، نظراً لأن الحكومة العراقية -التي اتُهمت بوقوفها إلى جانب النظام أثناء معركة السيطرة على المعبر بل والقتال إلى جانبه – رفضت أي عرض لفتح المعبر سواء أمام الحركة التجارية أو أمام الأفراد، بل كثّفت القوات العراقية تواجدها الأمني في المنطقة للدرجة التي أصبحت فيها أي حركة بين الجهتين تكاد تكون مستحيلة.
كما أن بعض المحللين والمروجين “للنصر العظيم” الذي حققته قوات حماية الشعب الكردي، قاموا بتصوير السيطرة على المعبر على أنها نقطة تحول في الصراع مع كل من “داعش” والنصرة، حتى أن أحد المحللين وصل به الأمر إلى جعل منفذ اليعربية يطل على “إقليم كردستان” ويشكل دفعة جديدة لكردستان التاريخية.
وتناسى بأن الإقليم كان في وقت سابق من الشهر الحالي قد جعل قائد حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم، ينتظر لمدة تجاوزت الخمسة أيام أمام معبر “فيشخابور” الحدودي الذي يعتبر المعبر الوحيد بين الأراضي السورية وإقليم كردستان ومن ثم منعه من دخول أراضيه، عندما كان يرغب مسلم باستخدام مطارات الإقليم للسفر إلى أوروبا.
كما أن سلطات الإقليم كانت قد أغلقت معبر سيمالكا المواجه لمعبر “فيشخابور” مع سوريا منذ أيار/مايو من العام الحالي بحجة عدم وجود خبراء لترميم الجسر الذي يربط المنطقتين فوق نهر دجلة.
وبعيداً عن عمليات التضخيم، فإن الثابت حتى الآن وفقاً لما تؤكده التسريبات أن العمليات العسكرية للسيطرة على المعبر من قبل القوات الكردية كانت مدعومة جواً من الطيران السوري وبمدفعية القوات العراقية المرابطة على الحدود، وذلك في إطار تحالف استراتيجي بين النظام وقوات حماية الشعب الكردي، بالرغم من نفي حزب الاتحاد الديموقراطي على لسان قائده مراراً لهذا الأمر.
حديث مسلم عن عداء الحزب للنظام يدحضه استمرار تواجد قوات النظام في المناطق التي تسيطر عليها قوات حماية الشعب الكردي، اذ لم تغادر القوات السورية مقراتها بل وتدير عملياتها العسكرية ضد المعارضة من دون أي اعتراض.
وتعد مدينة اليعربية نقطة ذات أهمية شديدة للنظام السوري، الذي يقبع في الشمال الشرقي (محافظة الحسكة) محاصراً من كل الجهات دون أي خط إمداد سوى الخط الجوي.
وبسبب العلاقات التي أصبحت حميمة مع حكومة المالكي، ستصب السيطرة على المعبر من قبل القوات الكردية في صالح النظام، وتحديداً لجهة تدفق المقاتلين المساندين له والذخيرة من العراق إلى الشمال، بما يتيح له البدء بحملة عسكرية قد تكبد المعارضة خسائر ضخمة في كل من دير الزور والرقة، حيث لا تزال “داعش” تفتعل المشكلات مع باقي الفصائل محاولة التمدد بشكل أفقي على الأرض.
الصراع على المعابر
وتشكل المعابر الحدودية السورية مع دول الجوار نقطة صراع مهمة في الأزمة السورية سواء بين القوات الحكومية وقوات المعارضة أو بين قوات المعارضة في ما بينها. فمنذ بداية العمل المسلح ضد النظام السوري كانت المعابر الحدودية ذات أهمية كبرى في الصراع، ولا سيما المعابر الشمالية مع تركيا، حيث تعتبر ممراً مهماً لنقل الذخيرة والسلاح، إضافة إلى حركة الأفراد إلى دول الجوار.
وهو ما يجعل من المعابر مصدراً للدخل للكتائب المسيطرة عليها، إذا تفرض الأخيرة ضريبة (خروجية) على المواطنين والعربات المتوجهة إلى دول الجوار. وهو الأمر الذي دفع الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى محاولة السيطرة على كافة المعابر التركية في سبيل وقف إمدادات الذخيرة للجيش الحر الذي أطلقت عليه في وقت سابق الجيش الحر “الكافر” وطالبت تركيا بوقف دعمه.
وكان من نتيجة ذلك اندلاع اشتباكات شديدة بين أحرار الشام وداعش، وتحديداً في تل أبيض، لم تتوقف إلا بعد وساطات قسّمت تل أبيض بين الطرفين وأبقت المعبر بيد أحرار الشام.
كما كان سقوط معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في تموز/يوليو من العام الماضي بيد قوات المعارضة المسلحة بداية للسيطرة على باقي المعابر الحدودية الشمالية والشرقية، حيث تسيطر قوات المعارضة الآن على ٤ معابر حدودية مع تركيا، ومعبر البوكمال مع العراق، فضلاً عن معبر درعا مع الأردن. وجميع هذه المعابر التي تسيطر عليها قوات المعارضة مغلقة باستثناء تلك التي تربط الأراضي السورية بتركيا.
واذا كانت معظم فصائل المعارضة ترغب بالسيطرة على المعابر المحاذية لتركيا لما توفره من سلطة ومال، إلا أن تركيا لا تتعامل مع الجميع. فما إن تسيطر داعش أو جبهة النصرة على معبر حتى يتم إغلاقه ريثما يسلم إلى أي فصيل أقل تطرفاً، على غرار لواء التوحيد الإسلامي الذي يعتبر من الأقل تطرفاً مقارنة بباقي الكتائب، ويسيطر على كل من معبر باب السلامة وجرابلس. في المقابل يسيطر لواء “أحرار الشام” على كل من معبري باب الهوى وتل أبيض، فيما معابر القامشلي، رأس العين والدرباسية مع تركيا والواقعة تحت سيطرة قوات حماية الشعب الكردي مغلقة حتى إشعار آخر.
روحاني يؤكّد دعم طهران لحل عبر جنيف أو غيره
دمشق تستقبل الإبراهيمي اليوم وتستمع لأفكاره
دمشق ـــ زياد حيدر
طهران ـــ رباب الزبيدي
يعود المبعوث الدولي الاخضر الإبراهيمي الى دمشق اليوم، بعد غياب استمر شهورا، وهي محطة قد تستمر خمسة ايام، وتشكل ذروة الجولة الاقليمية التي يقوم بها، ويختتمها في بيروت السبت المقبل.
ولم تحمل زيارة الإبراهيمي إلى طهران جديدا استثنائيا على خط الأزمة السورية، لكنها ساهمت في عملية التحريك التي يجريها في إطار مساعيه الرامية لإحياء مؤتمر «جنيف 2» بشكل جدي، لاسيما أنه تحول إلى عنوان عريض توضع تحته الكثير من الآمال، ويرمى بكثير من الاتهامات، في ما هو حتى اللحظة لا يعدو كونه مشروع مؤتمر لم يتفق بعد على شكله ومن سيحضره.
ويصل الإبراهيمي قبل ظهر اليوم إلى مطار بيروت على متن طائرة خاصة، ويتوجه منها برا إلى دمشق برفقة معاونه مختار لماني. وتستمر زيارته في سوريا حتى السبت المقبل، ومنها يعود إلى بيروت حيث سيلتقي الرؤساء ميشال سليمان، نبيه بري ونجيب ميقاتي. وسيناقش مع المسؤولين اللبنانيين إمكان دعوة لبنان إلى «جنيف 2» وقضايا النازحين والحدود وقضية المطرانين المخطوفين.
وحتى الآن لا يمكن الجزم بموعد «جنيف 2» المتداول في 23 تشرين الثاني المقبل، حيث قالت مصادر مطلعة إنه من خلال المعطيات الحالية، لا يوجد معارضة حقيقية ووازنة تجلس قبالة النظام حول طاولة المفاوضات. ومن المقرر ان يلتقي الإبراهيمي بعد قادة المعارضة الداخلية خلال زيارته الى دمشق.
وكان الإبراهيمي تبلغ من الإيرانيين استعدادهم للمشاركة في «جنيف 2»، لكن من دون شروط مسبقة وتحديدا الموافقة المسبقة على «جنيف 1».
وأكدت مصادر مطلعة في طهران، لـ«السفير»، أن الإبراهيمي أشاد بتعاون إيران، لكنه طلب من المسؤولين الإيرانيين زيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد للقبول بتسوية سياسية توفر على السوريين المزيد من الدماء. وبحسب المصادر لم يكن لدى الإبراهيمي توقيتا محددا لمؤتمر جنيف، بل إنهم لمسوا لديه خشية من إمكانية تأجيل المؤتمر في حال عدم الوصول إلى صيغة واضحة لخريطة الطريق التي ستعتمد للوصول إلى حل للأزمة السورية.
وفي لقائه مع الرئيس الإيراني حسن روحاني سمع الإبراهيمي موقف طهران بشكل واضح: «إيران لن توفر أية مساعدة لوقف النزاع في سوريا».
روحاني أكد اقتناع بلاده «بأن الحل في سوريا لن يكون إلا سياسيا، وأن من يعول على الحسم العسكري سيفشل». وقال إن «ما يبعث على الأمل أن مختلف الدول قد توصلت إلى استنتاج بأن لا حل عسكريا للازمة السورية، ويجب حلها وتسويتها عبر الطرق السياسية، وهو الطريق الأفضل لإنهاء أعمال العنف في هذا البلد سريعا».
وأشار إلى أن طهران ستقدم الدعم في كل المجالات لضمان استقرار سوريا من خلال «جنيف 2» أو عبر أي وسيلة أخرى. وقال «إننا على استعداد كامل للمشاركة في اجتماعات تعزز الاتفاق في الرأي بين جيران سوريا، ولقد أعلنا هذا الأمر لبعض دول المنطقة، ومن ضمنها تركيا».
وأضاف «يبدو أن هناك المزيد من الاتفاق في وجهات النظر حول سوريا، فقد باتت جميع الأطراف المعنية بالقضية السورية تؤكد رفضها لتسلل الإرهابيين إلي الأراضي السورية وقتل الشعب السوري وتشريد الملايين منهم، وباتت تري أن دوامة العنف في سوريا تترك آثارا سلبية علي المنطقة بأسرها، کما أن الجميع بات يؤكد علي إجراء انتخابات حرة تجري بمشارکة جميع شرائح الشعب السوري»، لكنه لفت إلى أن «تشتت شمل المعارضة السورية وسيطرة الجماعات المتطرفة واختلاف دول الجوار السوري والقوى العالمية الكبرى حول مستقبل سوريا، يشكل العائق الرئيسي في وجه إحلال السلام».
وقال روحاني إن «إيران ترى أن مواصلة المساعدة الإنسانية ومنع الإرهابيين من دخول سوريا وتدمير الأسلحة الكيميائية وطرد المجموعات الإرهابية، من بين الخطوات الأولى لإرساء سلام دائم في هذا البلد».
الإبراهيمي بدوره أوضح أن زياراته إلى دول المنطقة، قبل مؤتمر «جنيف 2»، تهدف إلى تهيئة الأرضية اللازمة للحوار بين أطراف النزاع في سوريا، والمساعدة على وضع نهاية للعنف في سوريا من اجل «إقامة سوريا جديدة»، مجددا تأكيد ما أعلنه خلال لقائه وزير الخارجية محمد جواد ظريف أمس الاول، على أهمية حضور إيران مؤتمر جنيف، متمنيا «استمرار التعاون الوثيق مع طهران، سواء حضرت المؤتمر أو لا لضمان السلام لسوريا».
كما التقى الإبراهيمي برئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي انتقد تقديم بعض دول المنطقة الدعم للجماعات المتطرفة في سوريا، مشيرا إلى «ازدواجية معايير بعض القوي حيال الإرهاب»، داعيا إياها إلي «عدم التدخل لتغيير الوقائع في سوريا لصالحها بدل مصالح الشعب السوري». وشدد على «أهمية أن تقوم القوى والهيئات الدولية بدورها للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية»، منوها بأهمية «جنيف 2» لإيجاد حل سوري – سوري يحترم آراء جميع السوريين. ويلتقي الإبراهيمي، خلال زيارته دمشق، التي تستمر يومين، بمسؤولين سوريين بينهم وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد. كما يلتقي ممثلين عن «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة، وفقاً لما قالته مصادر الهيئة لـ«السفير».
ويصل الإبراهيمي دمشق آتياً من بيروت، بعد جولة إقليمية قادته إلى مصر والأردن والكويت والعراق وتركيا وقطر وسلطنة عمان وإيران ولبنان، وبعد أن اعتذرت السعودية ودولة الإمارات عن استقباله.
وبات معروفاً أن دمشق تنظر بريبة إلى المبعوث الدولي، وتعتبره منحازاً إلى خصومها. وسبق للإبراهيمي، أن طلب من الأسد خلال لقائهما نهاية العام الماضي، أجوبة حول إمكانية عدم ترشحه لولاية رئاسية جديدة العام المقبل، ما دفع الأسد لإنهاء اللقاء سريعاً، بعد أن حصر هذه المسألة بانتخابات رئاسية.
وليس واضحاً إلى أي مدى غيّر المبعوث الأممي من طريقة تعاطيه مع دمشق، وإن كان سيسمع أو سيقول كلاماً جديداً، رغم سعيه إلى الحصول على «أفكار» خلال جولته الإقليمية، ولا سيما في محطاتها «غير المثيرة»، كما في الكويت وسلطنة عمان، التي أبقى مسؤولون فيها على خط اتصال عالي المستوى مع الحكومة السورية.
ومن المتوقع أن يعرض الإبراهيمي على وفود المعارضة التي سيلتقيها فكرة الحضور بوفد موسع يترأسه أحد أعضاء «الائتلاف الوطني» المعارض، ولكن من دون أن تكون الهيئة تحت مظلة «الائتلاف»، كحل وسط لعقدة التمثيل بين معارضتي الداخل والخارج. وهي فكرة اعتبر المتحدث باسم «هيئة التنسيق» منذر خدام انه يمكن تحقيقها مرجحاً عضو مجلس الشعب السابق رياض سيف لهذا الموقع، إلا أن أمين سر الهيئة رجاء الناصر رفضها، معتبراً أنها «آراء شخصية». وقال الناصر لـ«السفير» إن وفداً من الهيئة يضمّه والمنسق حسن عبد العظيم وآخرين، سيلتقي الإبراهيمي الثلاثاء ليعرض عليه موقفه من «جنيف 2»، وتصوراته لظروف نجاحه، كما تشكيلة وفد الهيئة.
وقال الـــناصر إن الهــــيئة مستعدة لبحث المشـــــاركة في وفد ثلاثــــي مشــترك مـــع «الائتــــلاف» و«الهيـــئة الكردية العــــليا» إن اتفقوا على برنــــامج موحّد مشترك، وهي مسألة «سبق للمعارضة أن حاولت القيام بها خلال العامين الماضيين من دون جدوى».
من جهتها، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«السفير» إن مؤتمر «أصدقاء سوريا» بمكوّناته من الـ11 دولة، فشل في دفع «الائتلاف» نحو المشاركة بشروط محدودة في «جنيف 2». وساهم رفض السعودية، إلى جانب المواقف الحادة التي تصدر عن الفصائل المسلحة في استحالة تحقيق هذا الأمر، وآخرها منذ يومين بإعلان 19 من كبار الفصائل المسلحة أن مؤتمر جنيف «حلقة جديدة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشّعب في سوريا، وأنه لم ولن يكون خياراً شعبياً». وتوقع ديبلوماسيون في دمشق أن تبقى قدرة المبعوث الأممي على إحداث اختراقات محدودة، نتيجة التباينات الحادة في مواقف الأطراف، واستحالة «إقناع الميدانيين لدى الجانبين بجدوى تحقيق تقدم في الظروف الحالية». وعلقت المصادر آمال الإبراهيمي بانعقاد اجتماع «جنيف 2» على اللقاء الروسي ـــ الأميركي المتوقع عقده في جنيف في 5 تشرين الثاني المقبل، والذي قد ينتهي إلى إعلان تأجيل موعد «جنيف 2» إلى بداية العام المقبل، من دون إغفال احتمال الدعوة لعقده بمن حضر.
عكار: حجب المساعدات عن نصف مليون نازح
نجلة حمود
دخلت الأوضاع الإنسانية للنازحين السوريين في نفق مظلم، مع إعلان العديد من الجمعيات العربية ولا سيما الخليجية، توقيف مساعداتها وخدماتها الطبية والإغاثية، ما يضع مصير ما يقارب خمسمئة ألف نازح (وفقاً لإحصاءات الجمعيات) في المجهول.
ويمكن القول إن كل المخاوف التي تمّ الحديث عنها سابقاً لم تعد مجرد تكهنات، بل باتت واقعاً ملموساً تتكشف فصوله تباعاً على مختلف الصعد، مع توالي إعلان التخلي عن النازحين إن من جانب الجمعيات والمؤسسات الدولية أو من جانب لبنانيين ورؤساء بلديات كانوا أعلنوا أن النازحين سيطردون إلى الشارع بحال تم رفع الدعم عنهم.
وتتفاقم أوضاع النازحين مع قيام «مفوضية الأمم المتحدة» بشطب العديد من العائلات السورية من قوائمها، وبالتالي فإن هذه العائلات حرمت من الحصص الغذائية التي كانت تقدم لها شهرياً.
وفي حين تبرر المفوضية عملها، بأنها حددت الأسر الأكثر حاجة لكي تتمكن من توفير الدعم لهم، تؤكد أن العائلات التي تم شطبها افرادها ممن لديهم معيل أو شاب فوق الـ18 عاما ويمارس المهن في لبنان.
يؤكد عدد كبير من النازحين الذين تم شطب أسمائهم «أنهم باتوا عاجزين عن تدبر أمورهم الحياتية»، لافتين الى «أن العديد منهم كان يقوم ببيع الحصص الغذائية بهدف تأمين مستلزمات أخرى من ثياب وفاكهة وخضار ولحوم، أو تأمين إيجار المنازل والمستودعات التي يقطنوها».
وجاء خبر إغلاق مركز «العيادات النموذجية والنقالة للاجئين السوريين» الممولة من دولة قطر في قرية الكنيسة في وادي خالد مقدمة لسحب التمويل من مختلف المشاريع الانسانية والطبية التي تقدم للنازحين، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة في أوساط النازحين الذين عمدوا الى تنفيذ اعتصام أمام المركز بهدف مطالبة دولة قطر بالعدول عن قرار الاغلاق.
وألقى رئيس «رابطة اللاجئين السوريين في وادي خالد وجبل أكروم» محمد خضر الأسعد بياناً، توجه فيه «باسم 50 الف لاجئ سوري في منطقتي وادي خالد وجبل اكروم، وباسم 280 اسرة شهيد وباسم 200 عائلة مفقود، وباسم الاطفال المشردين والمحرومين نعمة المأكل والملبس والتعليم، الى الهيئات الاغاثيه والاجتماعيه والتربويه وأهل الخير في لبنان الشقيق والعالم أجمع بأن ينظروا بنظرة عطف الى القادمين قسرا الى لبنان».
وأضاف: « لقد فوجئنا بان مفوضية الامم المتحدة قامت بشطب 50 بالمئة من أسماء العائلات التي كانت تستفيد من برنامج الاغاثة العالمي، ما راكم الاعباء على الاسر السورية اللاجئة، إذ لا فرص عمل للاشخاص القادرين على العمل، وتوالت المصائب علينا عبر ابلاغنا خبر اغلاق مركز العيادات النموذجية والنقالة للاجئين السوريين، الذي يخدم جميع اللاجئين في وادي خالد وجبل اكروم». وناشد البيان «الامير تميم بن حمد آل ثاني ان يبقى ذخرا وعونا للنازحين وان ينظر الى أوضاعهم نظرة إنسانية».
ويلفت الدكتور خليل كنعان (أحد الأطباء المعتمدين في المركز) الى «أن المركز يؤمن جميع الخدمات الصحية للنازحين السوريين مجانا ومن دون أي مقابل، كما يؤمن الأدوية واللقاحات والفحوصات المخبرية، وإغلاقه سيسبب كارثة بالنسبة للنازحين وللمجتمع المحلي المضيف بسبب انتشار الأمراض المعدية في أوساط النازحين وانتقالها الى اللبنانيين». ويؤكد «أن توقيت الاغلاق مقلق للغاية، خصوصا أننا على أبواب فصل الشتاء».
وتحدثت الاختصاصية النفسية ومنسقة المشروع مري مقدسي عن «أن المركز يتوجه بالرعاية للمرضى الذين يتوافدون إليه، كما يوفر العناية النفسية والاجتماعية ويقوم الكادر الطبي والاختصاصيات بزيارات دورية للمنازل والمدارس والتجمعات الكبيرة للقيام بالاستشارات وإقامة الدورات التوجيهية ومحاضرات التوعية، المتعلقة بالنظافة، والبلوغ، والولادة، والأمراض التناسلية».
ويشير رئيس بلدية وادي خالد نور الدين الأحمد الى «أنه بالرغم من كل الخدمات التي قدمت للنازحين السوريين والتي شملت الرعاية الطبية والصحية والمواد الغذائية والتدفئة والألبسة، بقيت هناك الكثير من المعاناة».
ويضيف: «إن البلديات والمجالس المحلية باتت عاجزة عن تقديم أي مساعدة للنازحين لأن الامكانات الاقتصادية والمادية محدودة جدا، ونحن نناشد دولة قطر الاستمرار في دعم اللاجئين المقيمين على أراضينا، والا فسنكون مجبرين على القيام بأعمال تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا لجهة احتضان الضيف وتأمين حاجاته، إذ من غير المنطق أن يتمكن أهالي وادي خالد الذين يعانون أصلا من أوضاع معيشية صعبة، من إيواء النازحين الذين بلغ عددهم 30 ألف نسمة أي ما يعادل السكان اللبنانيين وتأمين حاجاتهم، وهو ما سيكون مقدمة لطرد النازحين الى الشارع».
ويلفت الأحمد إلى «تنامي الخلافات بين النازحين وأبناء وادي خالد بسبب الأوضاع الصعبة التي يعاني منها أبناء المنطقة».
النفط السوري المسروق .. موتٌ مقبلٌ من الشرق
علاء حلبي
غمامة سوداء متلبدة، وأعمدة دخان تتصاعد. هنا الشرق، حيث كان يوصف يوماً بأنه «خزان القمح السوري»، لا سنابل يداعبها النسيم، ولا فلاح متعباً بمنجل، هي أرض باتت متشققة، يجوبها عمال تعلو جبينهم لطخات سوداء. لا داعي للسؤال عن السبب، فالذهب الأسود أصبح «شغل المنطقة الشاغل»، بعدما خسرت الحكومة آبار النفط، وسيطرت عليها مجموعة قوى معارضة، تحوّل عناصرها، وسكان القرى القريبة منها إلى «تجار نفط» و«عمال استخراج وتكرير».
تتركز معظم حقول النفط السورية في المنطقة الشرقية، والشمالية الشرقية (منطقة الجزيرة)، وتتوزع على ثلاث محافظات هي الحسكة (تضم خمسة حقول)، دير الزور (6 حقول)، والرقة (6 حقول)، وجميعها باتت خارج سيطرة الحكومة، باستثناء حقل «العمر» النفطي في الريف الغربي الجنوبي لدير الزور، بعدما تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة عليه في وقت لاحق من العام الحالي، في حين تتقاسم جماعات متشددة متصارعة في ما بينها ووحدات الحماية الكردية السيطرة على الحقول، التي يخضع أكبرها لسيطرة الوحدات الكردية (حقول الرميلان شرق محافظة الحسكة).
وفي حين تشير التقديرات الرسمية السورية إلى تراجع إنتاج النفط من 380 ألف برميل إلى 20 ألف برميل يومياً فقط، تظهر المعطيات على الأرض حقائق مخالفة، فـ«استخراج وتكرير وإنتاج النفط ما زال مستمراً، وإن بكميات أقل، إلا أنه لا يذهب إلى خزينة الحكومة»، يقول مصدر متابع لملف النفط في سوريا.
ويضيف «وزارة النفط أعلنت أنها تنتج نحو 20 ألف برميل يومياً، وهو رقم حقيقي، حيث تنتج هذه الكمية في الحقول الوحيدة التي تسيطر عليها (حقول العمر)، في حين تتكفل الفصائل المتشددة، ووحدات الحماية الكردية باستخراج وتكرير النفط وبيعه لحسابها الخاص».
ويشرح «حقول الرميلان كانت تنتج يومياً نحو 170 ألف برميل، وهي الآن خارج سيطرة الحكومة، وتديرها الوحدات الكردية التي تعمل على استخراج النفط وبيع بعضه، وتكرير البعض الآخر بواسطة آلات تكرير بدائية».
ويضيف «الحقول الأخرى تتنازع السيطرة عليها فصائل متشددة، وبعضها خاضع لسيطرة فصائل مسلحة صغيرة محلية، تقوم جميعها باستخراج وبيع النفط الخام عن طريق تهريبه إلى تركيا، أو حتى بيعه للحكومة عن طريق وسطاء، وتكرير بعضه وفق أساليب تكرير بدائية، حيث تبيع مشتقاته كالمازوت والبنزين للمواطنين، أو للتجار».
ويرى المصدر أن ملف النفط السوري يفوق خطره الجانب الاقتصادي المتعلق بسرقة ثروات داخلية، وإخراج هذا القطاع المهم من الميزانية السورية. ويقول إن «سرقة النفط تسببت بإخراج هذا القطاع من الميزانية، وكلفت الحكومة عبئاً إضافياً يتمثل بعملية شراء المشتقات النفطية لتلبية الطلب المحلي على هذه السلع، علماً أن المحروقات تبيعها الحكومة بأسعار مدعومة، تقدر بنصف تكلفة شرائها، من إيران تارة ومن بعض دول أميركا اللاتينية تارة أخرى (فنزويلا تعتبر المزود الأهم للمشتقات النفطية في سوريا). إلا أن ثمة أخطاراً أخرى تؤدي إلى نتائج كارثية على الاقتصاد السوري نفسه، وعلى سوريا بشكل عام».
ويشرح المصدر، إن «عملية استخراج النفط ليست عملية سهلة، فمجرد استخراجه من باطن الأرض سيؤدي إلى تلوث كبير في المنطقة التي يتم استخراجه منها، إن لم يتم اتخاذ الاحتياطات واستخدام وسائل حماية ووقاية، وهو أمر لا يتم أخذه بعين الاعتبار أثناء استخراج النفط، سواء من قبل الوحدات الكردية أو حتى الفصائل المتشددة، ما يعني أن خطر التلوث، بجميع أنواعه (حتى الإشعاعي) قد أصاب مناطق استخراج النفط، والمناطق المحيطة».
ويضيف «تمتلك الوحدات الكردية عشرات مصافي النفط البدائية، التي تشغلها لإنتاج بعض المشتقات النفطية، كالمازوت والبنزين، والذي يتم إنتاجه بجودة منخفضة جداً. كما تمتلك الفصائل المتشددة، والفصائل المحلية، وبعض المستثمرين نحو الفي مصفاة بدائية، جميعها تعمل على تكرير النفط واستخراج مشتقات ذات جودة متدنية، ضمن شروط إنتاج بدائية لا تراعي المعايير البيئية، حيث تعمل هذه المصافي على إطلاق الدخان، والأبخرة الناتجة عن عملية تكرير النفط في الهواء، ما يعني زيادة عملية التلوث، وهو ما تسبب بتشكل غمامة سوداء فوق المنطقة الشرقية من سوريا، ما سيتسبب بنتائج كارثية، سواء على سكان هذه المناطق، أو على مصادر المياه فيها، أو على الأراضي الزراعية، التي سيصيبها التصحر لا محال».
بدوره، يشدد المهندس البتروكيميائي صلاح الجاني، خلال شرحه للأخطار الناجمة عن عملية استخراج النفط من دون اتباع الوسائل الوقائية، وعملية تكريره البدائية، على أن الأخطار بمجملها «كارثية». ويقول «تهدف تكنولوجيا صناعة استخراج النفط وتكريره إلى تحقيق الدارة المغلقة، أي الفصل الكامل للهيدروكاربون في الدارة عن الوسط المحيط، بعبارة أوضح عدم المساس بالبيئة، أي التربة والماء والهواء. يعزز هذا الهدف التقدم الحاصل في علم البيئة، وهو علم استثمار الموارد الطبيعية والبشرية بأعلى إنتاجية وأقل تأثير على الإنسان والممتلكات والبيئة عموماً».
ويتابع «متى خرج الهيدروكاربون من دارته (آبار أو أنابيب أو خزانات)، يحصل التغيّر الشديد في مواصفات مكونات البيئة، فالتربة لن تعود ولمدة طويلة صالحة للزراعة، والمياه الجوفية لن تعود مقبولة، وسيتم تهديد المياه السطحية والبحار، أما الهواء فيصبح باختصار ساماً. كما أن المياه المرافقة للنفط (عند إنتاجه، ويتوجب فصلها قبل النقل، وتسمى أيضاً بالمياه الطبقية) تحمل من الأملاح ما يهدد الحياة النباتية والمياه السطحية والجوفية كما تحمل من المركبات الطبيعية المشعة تدعى NORM بتركيز غير قابل للإهمال وشدة إشعاع تدوم لسنوات.
بالإضافة إلى أن مخاطر الحريق قائمة في كل لحظة، حتى خلال التشغيل الاعتيادي، فالأعطال لا يمكن منعها بل التخفيف منها إلى حد بعيد، والحريق من ألد أعداء الهيدروكاربون، سائلاً كان أم غازاً».
ويضيف الجاني، لـ«السفير»، «كل هذه المؤثرات يمكن كبحها عبر صناعة الاستخراج والنقل والتكرير والتخزين، حيث يراعى في داراتها الإغلاق المحكم وبمعالجة مخلفاتها لتحييد المؤثرات الضارة بالبيئة. أما إذا لم تكن هناك دارات خاصة بكل متدفق، وخاضعة للتشغيل المنظّم والمراقبة والتفتيش والصيانة، فلن تكون البيئة في مأمن من الإصابة بالتلوث الذي قد يصل إلى مرتبة الكارثة».
ويرى المهندس البتروكيميائي أنه في الحقول السورية التي خرجت عن سيطرة السلطة السورية، وبانتشار عمليات سرقة النفط لبيعه إلى تركيا، وحيث أن الفاعلين ليس لديهم الكادر ولا الوسائل الفنية اللازمة (بل يفكّكون ما يمكن تفكيكه من المعدات لبيعه إلى تركيا) فإن الوضع الحالي أقل ما يُقال فيه بأنه كارثي، من حيث نقاط عدة، أبرزها:
[ نظراً إلى ضعف صيانة تغليف البئر، ستتلوّث المياه الجوفية بالنفط والغاز المرافق خلال عملية رفع النفط من البئر، حيث ان مليليتر واحد من الهيدروكاربون يمكن أن تفسد كميات كبيرة من المياه.
[ بوصول السائل النفطي (نفط ومياه مرافقة له) إلى السطح، وحيث الدارة تصبح مفتوحة ينفصل الغاز المرافق للسائل، وهو غازات هايدروكاربونية سامة وقابلة للانفجار، إضافة لغاز سلفيد الهيدروجين المرافق تواجده وبنسب متفاوتة للنفط (يمكن تحسسه عند نصف جزء حجمي منه في مليون جزء حجمي من الهواء 0.5 PPM )، وهو ينفرد بخواص خطيرة من حيث التسمم، فعند 100 PPM يتسمم عصب الشم ولن يمكن تحسسه بعد ذلك مهما ارتفع تركيزه، ليصبح خطر الموت وارداً عند 500 PPM، كما أن سلفيد الهيدروجين قابل للانفجار.
[ تلوث التربة بالهيدروكربون وأملاح المياه المرافقة للنفط، ما يجعل التربة بحاجة لإعادة تأهيل بعمليات مكلفة جداً. وكانت مثل هذه الأعمال قائمة قبل الأحداث (معالجة التربة التي تلوثت سابقاً بالمياه المرافقة قبل تنفيذ برامج حقن تلك المياه في آبار خاصة والاستفادة منها في عمليات الإنتاج المعزز للنفط) وبتكلفة وصلت إلى مئات ملايين الليرات السورية.
[ أما عن عمليات تقطير النفط بالوسائل البدائية، فهي تحمل مخاطر الانفجار والحريق وقد حصلت وتحصل حوادث مروّعة، نظراً لتجاور مصادر الاشتعال للنفط والغاز المنفصل عنه، ونظراً للجهل بخواص المشتقات النفطية وطرق التعامل معها.
[ وبالتعامل مع النفط في مناطق مفتوحة فإن الغازات المنفصلة عنه قبل التقطير وخلالها، تصل للمناطق المجاورة وبحسب الكميات المقطرة، وهنا نشير إلى أنه حتى ما يُسمى بالمصافي المتنقلة (وهي مخصصة لتقطير النفط)، فإنها تصدر كميات كبيرة من الغازات الهيدروكربونية وبتركيز خطير، إذا تذكرنا أن بعض المشتقات النفطية لا يسمح بتواجد أبخرتها في جو منطقة العمل بأكثر من بضعة أجزاء PPM بينما تتواجد بالمئات منها. وهكذا تعاني التجمعات السكانية من مخاطر حقيقية حالياً بفعل التعرض للغازات البترولية التي قد يصل تأثير بعضها إلى مراحل لا يمكن التخلص منها.
[ أماكن تجمّع النفط أو المياه الطبقية تتحوّل مع الزمن إلى مصدر إشعاعات (ألفا بيتا وغاما) من غير المسموح التعرض له. وكانت الحكومة قد قامت بإعداد خرائط إشعاعية تم رسمها لكل مواقع إنتاج النفط وتخزينه، من أجل متابعة عمليات الوقاية للعاملين وتأهيل التربة الملوثة لتعود صالحة للزراعة. وفي هذه الأثناء يجري التعرض لهذه المؤثرات دونما رقابة، وكل المواقع بحاجة اليوم لإعادة وضع خرائط إشعاعية جديدة، وهذه تحتاج لأعمال مكلفة.
ويضيف الجاني أنه «وبالنظر إلى كميات النفط المسروقة (لا توجد إحصائية دقيقة لتلك الكميات) فإن كميات المياه المرافقة المطروحة على سطح الأرض (ونسبتها تتراوح من واحد إلى 90 في المئة من السائل المنتج) وأحجام الغازات المنطلقة في الجو وبدائية عمليات النقل والتقطير والحوادث التي حصلت حتى الآن، يمكن القول إن اعتداءً قوياً يحصل على البيئة السورية»، مشدداً على أن «إصلاح البيئة أصبح بجزء كبير منه صعباً للغاية إن لم يكن مستحيلاً، عدا الخسائر الاقتصادية الهائلة التي تنعكس على البيئة أيضاً بشكل غير مباشر».
وتشير مصادر محلية إلى بدء انتشار مجموعة من الأمراض في مناطق عدة في ريفي الحسكة ودير الزور، خصوصاً في المناطق القريبة من حقول استخراج النفط، ومصافي تكريره البدائية.
وتوضح أن أمراضاً جلدية عدة بدأت بالظهور في المنطقة (التهابات جلدية، وسرطانات جلدية)، كما تم تسجيل حالات ولادات عدة لأطفال يعانون من تشوهات خلقية، آخرها في مدينة الشحيل في ريف دير الزور، في وقت خرجت فيه مساحات زراعية شاسعة عن العمل (القمح خاصة)، سواء بسبب تحول المزارعين إلى أعمال أخرى بسبب ارتفاع تكاليف إنتاجها، أو بسبب القتال الذي حال دون أعمال الزراعة، أو التلوث الذي تسببت به عمليات استخراج النفط وتكريرها، والذي يبدو أنه الأكثر تأثيراً، نظراً لتأثيره المستقبلي في عملية الإنتاج الزراعي، في وقت تشير فيه تقديرات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إلى أن إنتاج القمح في سوريا انخفض في العام الحالي على «نحو خطير»، ما تسبب بحالة من انعدام الأمن الغذائي، يبدو أنها ستطول.
علاء حلبي
لافروف ينتقد تهديد الجماعات المسلّحة بسوريا للمشاركين في مؤتمر جنيف 2
موسكو- (يو بي اي): انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تهديد الجماعات المسلّحة في سوريا التي وصفها بـ(الإرهابية)، للمشاركين في مؤتمر جنيف 2 المنوي عقده الشهر المقبل، واعتبره “عملاً مشيناً”.
ونقلت وسائل إعلام روسية الاثنين، عن لافروف قوله خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأوكراني ليونيد كوجارا في مدينة روستوف الروسية، إنه “عمل مشين أن تهدّد بعض الجماعات الإرهابية التي تحارب القوات الحكومية في سوريا، المشاركين في جنيف 2، ومن بينها بعثات روسيا الدبلوماسية في الخارج”.
وشدّد على أن “ذلك أمر غير مقبول”، مضيفاً أن هذه الجماعات هدّدت كذلك الدول التي تدعو إلى البحث عن حل سياسي وتعارض استخدام القوة الخارجية لتسوية الوضع.
واعتبر لافروف أن “الوضع حول عقد مؤتمر جنيف 2، يتطلب تدخّل جهات مؤثرة في المعارضة السورية المفكّكة حالياً، والتي تتحمّل المسؤولية تجاه مصير الحل السياسي في هذا البلد”.
وقال إن “الجميع يدعمون جنيف 2 بالأقوال، إلا أن بعض الدول المموّلة للمعارضة السورية تعمل مباشرة على تقويض الجهود الرامية إلى عقد المؤتمر”.
ويذكر أن بعض المجموعات المسلّحة في سوريا اعتبرت أن المشارَكة في مؤتمر (جنيف 2) المزمع عقده أواخر الشهر المقبل لحل النزاع في سوريا، بمثابة “الخيانة”.
هيثم المالح يتعرض للإهانة في مطار القاهرة وضابط يقول له: ارجع سورية لو مش عاجبك
لندن ـ القدس العربي ـ تعرض عضو الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح للإهانة والتوقيف لمدة ساعتين في مطار القاهرة الدولي عند عودته من حضور اجتماع أصدقاء سورية في لندن، وذكرت مصادر خاصة لصحيفة “زمان الوصل” أن الضابط المسؤول وجه عبارات قاسية للاستاذ المالح عندما كان يتابع التدقيق في تصريح دخوله لجمهورية مصر العربية.
ورغم حيازة المالح على تصريح قانوني صادر عن السلطات المصرية المختصة للدخول والعودة إلى القاهرة كان قد حصل عليه قبل سفره، إلا أنه تم إيقافه من قبل ضابط أمن في المطار لمدة ساعتين بطريقة مهينة لا تليق برجل في مقام وسن المالح بحسب المصدر.
وعندما أبدى رئيس الدائرة القانونية في الائتلاف تساؤلا حول مايجري قال له الضابط الذي يتابع ملاحظة أوراقه وتدقيقها “لو مش عاجبك ارجع لسوريا أنتوا بتعملوا في مصر أيه؟” فيما ترك بعدها المالح في المطار وحيدا حتى خلت القاعة بشكل كامل من المسافرين لحين السماح له بالدخول.
وكان المالح تعرض منذ شهرين لمنع دخول مشابه، وأوقف في المطار نهارا كاملا حتى سمحت له السلطات المصرية بالدخول بعد تدخل خاص من بعض الشخصيات المصرية والجامعة العربية.
يذكر أن السوريين في مصر يبدون الكثير من الشكوى والاستياء من الطريقة التي تتعامل بها السلطات المصرية معهم، ولاسيما عمليات الترحيل الجماعي للاجئين والتي كان بعضها إلى الأراضي السورية، وذلك بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) الماضي.
صحيفة لبنانية: ‘جس نبض’ لدفن الكيميائي السوري بلبنان
بيروت- (د ب أ): نفى وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ناظم الخوري علمه بالأنباء التي ترددت عن “مساع لطمر الكيميائي السوري في لبنان”.
وكانت قناة (المنار) نقلت خبرا بهذا المفاد عن مصادر رسمية.
ونقلت صحيفة (النهار) الاثنين عن الخوري القول: “لا علم لدي بهذا النبأ إطلاقا”.
وأضاف: “أيا يكن مصدر النبأ، فإنني كوزير للبيئة أمثل لبنان على هذا الصعيد ولن نوافق على أي طرح من هذا النوع. ويكفينا أن لبنان يعاني تلوثاً في بيئته ومياهه فضلا عن أن بلدنا صغير جداً من حيث المساحة ، وقد تحول إلى مدينة واحدة، فيما يتطلب طمر المواد الكيميائية بلادا فيها صحارى ذات مساحات شاسعة”.
ورجح الخوري أن يكون النبأ من قبيل “جس النبض”، لكنه أكد أن أمراً كهذا “لن يمر”.
متطرفون إسلاميون يحرقون كنيسة شمال سورية والقوات النظامية تستعيد السيطرة على بلدة صدد المسيحية
دمشق- (ا ف ب)- (د ب أ): استعادت القوات النظامية بلدة صدد المسيحية التاريخية في محافظة حمص (وسط)، بعدما دخلها مقاتلون معارضون بينهم جهاديون في الايام الماضية، في سعيهم للسيطرة على مخازن أسلحة قريبة منها، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول قوله ان “قواتنا الباسلة اعادت الامن والاستقرار الى بلدة صدد في ريف حمص”.
وكان المقاتلون المعارضون دخلوا مطلع الاسبوع الماضي أجزاء واسعة من صدد، بهدف التقدم نحو بلدة مهين السنية القريبة منها، في محاولة للسيطرة على مخازن اسلحة فيها. الا ان قوات النظام تصدت لهم واستعادت الجزء الاكبر من المناطق التي انتشروا فيها.
من جهته، اوضح المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ان “القوات النظامية سيطرت على صدد بعد انسحاب المقاتلين منها في اتجاه مهين”، مشيرا إلى ان الاشتباكات في مهين “لا تزال مستمرة”.
وكان المرصد افاد السبت عن مقتل مئة عنصر من القوات النظامية وعشرات المقاتلين المعارضين (جهاديون وغيرهم) في المعركة التي بدأها مقاتلو المعارضة الاثنين الماضي للسيطرة على مخازن اسلحة في مهين.
وتشارك في المعركة جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام و”الكتيبة الخضراء” التي تعرف باسم (كتيبة الاستشهاديين) وكتيبة مغاوير بابا عمرو وغيرها، بحسب المرصد.
وصدد بلدة تاريخية قديمة تعود للالف الثاني قبل الميلاد، وهي على الطريق بين مهين ومنطقة القلمون في ريف دمشق التي تسيطر المعارضة المسلحة على معظمها وتفيد التقارير عن استعداد القوات النظامية لشن هجوم عليها.
ومن جهة أخرى، أكد ناشطون سوريون الاثنين أن عناصر من “دولة الشام والعراق الإسلامية” أقدموا على إحراق كنيسة (الصليب المقدس) في منطقة تل أبيض بريف محافظة الرقة شمال شرق سورية على الحدود مع تركيا.
وقال ناشطون من المنطقة تواصلت معهم وكالة الأنباء الألمانية إن “دولة الشام والعراق الإسلامية” ذات التوجه الراديكالي أقدمت منتصف الليل على إحراق كنيسة (الصليب المقدس) في تل أبيض وأنزلت الصليب الكبير من فوق الكنيسة التي تتبع للطائفة الأرمنية، وانتشرت النيران في كل مكان في الكنيسة.
وكان تم إنشاء الكنيسة بين أعوام 1930 و 1932 ، وجرى تجديدها عام 1974 وأعيدت الخدمة لها في أيلول/ سبتمبر من عام 1975 على يد المطران ديفيد ساركسيان. وبعد ذلك جرى عليها بعض التعديلات حيث أدخل إليها حوض المعمودية عام 2000 عوضا عن جرن العمادة القديم.
وأوضح الناشطون أن عناصر (داعش) بعد أن أحرقوا الكنيسة رحلوا عنها من دون أن يتركوا أي دليل لتورطهم، مشيرين إلى أن هذه الكنيسة هي واحدة من عشرات الكنائس التي أحرقت أو دمرت أو خربت بفعل قصف نظام بشار الأسد أو عنف التنظيمات الجهادية الدخيلة على السوريين.
قائد الجيش الأسترالي السابق يدعو لمنع عودة الأستراليين حاملي الجنسية السورية بعد القتال في سوريا
كانبيرا- (يو بي اي): دعا قائد الجيش الأسترالي السابق بيتر ليهي إلى منع المواطكنين الأستراليين الذين يحملون الجنسية السورية من العودة إلى أستراليا بعد المشاركة في القتال بسوريا.
وقال ليهي في مقابلة على محطة (سكاي نيوز) الأسترالية “كيف يمكن لأسترالي أن يذهب ويقاتل في سوريا، وفي بعض الحالات إلى جانب جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والعودة بعدها إلى أستراليا؟”.
وطالب ليهي بمراجعة القانون لتحديد ما يمكن القيام به لمنع حاملي الجنسيتين الأسترالية والسورية من الذهاب أساساً إلى سوريا.
وأضاف انه “في حال مشاركتهم في بعض من الأعمال الكريهة الدائرة هناك، فلا بد من العمل على عدم السماح بعودتهم إلى أستراليا”.
وتساءل عما إذا كان من المناسب أن يحمل شخص جنسيتين، وتابع “هل يمكن لشخص أن يكون مخلصاً لبلدين؟ أنا لست واثقاً من ذلك”.
ويشار إلى أن كلام ليهي يأتي بعدما ذكر وزير الخارجية الأسترالي بوب كار أن حوالي 200 أسترالي غادروا إلى سوريا وبعضهم يقدم المساعدة فيما البعض الآخر يشارك في القتال، ولفت إلى ان الحكومة أبلغته انه لا يمكن القيام بشيء لمنعهم من العودة إلى أستراليا.
انقلاب عربي وشيك على تفريخات ‘القاعدة’ في سورية
مطلوب من السعودية الانسحاب من درعا ومن الأردن محاربة الجهاديين
عمان ـ ‘القدس العربي’ – من بسام البدارين: للمعلومة المصرية التي سربت أمس الأول لوزارة الطاقة الأردنية حول قرب إصلاح خط الغاز الناقل ما يبررها عمليا ليس اقتصاديا فقط بل سياسيا وأمنيا.
يعرف الأردنيون مسبقا بالموقف المصري من مسألة الغاز الضاغطة بشدة على الوضع المالي للحكومة، وهو موقف مستند إلى مسار التسعير والمزاجات الإقليمية العامة في المنطقة خصوصا مع قرب استهداف التيارات الإسلامية الجهادية في كل من سيناء ودرعا جنوبي سورية.
يعتقد وعلى نطاق واسع بأن أية خطط إقيلمية أو دولية لمواجهة التنامي الواضح لنفوذ التيارات الجهادية في المنطقة سيحتاج لنقطة مركزية في المساندة والاحتواء الأمني ستكون حصرا أردنية بامتياز.
مع وجود مستجدات في هذا السياق برزت الأسبوع الماضي خلف الكواليس يتزايد شعور المؤسسة الرسمية الأردنية بأنها لا زالت في مساحة التأثير في الإقليم ولا زالت في موقع لا يمكن فيه تجاهل الخبرة الأردنية في الاشتباك مع التيارات المتشددة دينيا وتحديدا تنظيم القاعدة.
لذلك يحذر محامي التنظيمات الجهادية في الأردن موسى العبدللات من أي تورط لبلاده في أي مشروع لتصفية التيارات الجهادية، ويرى في تقييم سريع مع ‘القدس العربي’ بأن هناك محاولات لتوريط الأردن في مواجهة تطلع شعوب مجاورة للحرية.
العبدللات ينصح المؤسسة الرسمية والأمنية الأردنية بالابتعاد عن الشبهات عندما يتعلق الأمر بسعي القوى الشريرة وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل لاستهداف المجاهدين في بلاد العرب والمسلمين.
ويقول العبدللات: توجد تجربة مخفقة وسيئة في هذا الاتجاه بأفغانستان ونأمل من المؤسسة الأردنية ان تعي الدروس جيدا ولا تتعاون مع أي خطط إقليمية تستهدف الجهاد والمجاهدين في سورية أو مصر، مضيفا: ليس لنا ببساطة مصلحة في ذلك.
بالمقابل رأى مسؤولون بارزون خلف الستارة بأن للأردن مصلحة مباشرة في تأطير الدور الإقليمي عبر ورقة الاشتباك مع التنظيمات الجهادية المتطرفة.
ومن هنا يرى عضو البرلمان الأسبق والخبير الأمني الجنرال مازن القاضي بأن أي معالجة للوضع المعقد في سورية والمنطقة لا يمكنها أن تنجز بدون الأردن قائلا: نحن وسط الأحداث وفي بؤرة الفعل ولدينا مصالح وجميع الأطراف تعرف مسبقا بان دور الأردن محوري تماما.
عيون الأردن متمركزة شمالا وغربا وفقا للمحلل السياسي عامر السبايلة، الأمر الذي يعني بأن أي ترتيبات ذات بعد إقليمي في الملفات الأساسية ستعبر عبر الأردن.
لهذا السبب يعتقد الكثير من المراقبين السياسيين بأن دور عمان وخلافا للانطباع الأولي لم يضعف بعد خصوصا بالمسارين الفلسطيني والسوري، فعندما تدخل خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري دائرة الاستحقاق سيكون الأردن حلقة أساسية في السيناريو وعندما تفكر السعودية بالانسحاب التكتيكي من محيط حدود درعا التي تعتبرها نقطة دعم للمعارضة السياسية سيحصل ذلك أيضا عبر الأردن.
فوق ذلك يعتقد وعلى نطاق واسع بان ‘الخبرة الأردنية’ ستكون مطلوبة جدا عندما يتعلق الأمر بما يسميها السفير السوري في عمان بهجت سليمان بلحظة الحقيقة المتمثلة في التفات العالم لتحشد الجهاديين ومن مختلف الأنواع في الأرض السورية.
في الأفق ما يشير الى ان الرئيس السوري بشار الأسد لن يندفع باتجاه أي مصالحة أو انفتاح مع الأردن إلا بعد عودة الأمور لما كانت عليه في محافطة درعا تحديدا جنوبي سورية، وهو أمر يضعه بشار بوضوح عبر عدة رسائل وصلت بين أحضان عمان باعتبارها ساندت في الماضي او تغاضت عن تجمع ‘الإرهابيين’ عبر حدودها كما قال الزعيم السوري بوضوح في مقابلته التلفزيونية الأخيرة.
عمليا يعرف الأردنيون ذلك ويبدو أنهم مستعدون للعب دور محوري وأساسي عندما يتعلق الأمر بالخطة الإستراتيجية لبشار الأسد والتي عبر عنها تلميحا على هامش استقباله المبعوث الفلسطيني عباس زكي عندما قال بأن تدمير المخزون الكيماوي والتصدي للإرهاب في درعا وشمال سورية لم يعودا مهام سورية مركزيا بل مهام المجتمع الدولي ونادي حلفاء المعارضة السعودية.
لذلك يعتقد وفي النطاق السياسي التحليلي بأن الأردن قد يقدم مساندة قوية على الأرض عندما يقرر ‘الكبار’ في العالم والمنطقة الانقلاب على تنظيمات الجهاد المحتشدة في الأرض السورية سواء اكانت عبر جبهة النصرة التي يقال انها مخترقة لعدة اطراف، أو عندما يتعلق بتنظيم القاعدة وتفريعاته، كذلك عندما يقرر الكبار خارطة جديدة لتسوية القضية الفلسطينية.
في حلب 200 حزب سياسي تتنافس على تقديم البديل عن الاسد.. اخرها حزب التحرير الواثق من قرب الخلافة الاسلامية
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ ادى صعود نجم الدولة الاسلامية في العراق والشام ‘داعش’ الى اعادة بعض الفصائل المسلحة النظر في اساليبها خاصة ‘جبهة النصرة’ التي كانت قبل وصول ‘داعش’ من الجماعات الاكثر راديكالية داخل الطيف الجهادي السوري.
فقد كانت الجبهة بارتباطاتها مع القاعدة وخبرة مقاتليها الذين اكتسبوها في ساحات القتال في العراق اول من ادخل اسلوب السيارات المفخخة الى سورية، وأول من قام باعدامات علنية لمن تراهم عملاء او اعداء للثورة، كما وفرضت الجبهة عددا من الممارسات الاجتماعية في المناطق التي سيطرت عليها، من مثل فرض النقاب ومنع التدخين.
وينظر بعض قادة ‘الجبهة’ الى التطورات الاخيرة وتزايد قوة ‘داعش’ نظرة ايجابية من ناحية اعادة النظر في ممارساتها فخروج العناصر الجهادية الاكثر تطرفا من داخل صفوفها وانضمامها الى الدولة الاسلامية ادى الى تحول ‘الجبهة’ والتي تعد من الفصائل القوية لنقطة تستند عليها بقية الجماعات المسلحة وتتعاون معها في العمليات العسكرية.
ويقول قادة ‘الجبهة’ ان انتقال العناصر المتطرفة الى ‘داعش’ ساعدهم على تقديم جماعتهم باعتبارها جزءا من تيار الفصائل المقاتلة الرئيسية.
وتنقل صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن عبدالكريم الذي انضم لـ ‘الجبهة’ قبل عام قوله ان علاقة جماعته مع السوريين قد تحسنت في الاشهر الاخيرة وذلك بسبب انتقال المقاتلين الاجانب الى ‘داعش’ قائلا ان هذا الرحيل قد ترك اثره على مسارها، واصبحت الان اكثر اعتدالا مع السكان حسب قوله ‘فقد كان المقاتلون الاجانب يهددون بالقتل من لا ترتدي الحجاب، اما الان فنحن نوضح للناس الحكم الشرعي والامر يعود اليهم في النهاية’.
ويقول عبدالكريم ان المقاتلين الاجانب الذين كانوا في وحدته وكان عددهم يتراوح ما بين 30 -40 مقاتلا جاءوا من الجزائر والشيشان وتونس غادروا الجبهة وانضموا الى ‘داعش’ عندما برزت على الساحة، فقد ‘حملوا امتعتهم وانتقلوا الى قاعدة اخرى لا تبعد عنا سوى 100 يارد’.
ومن فوائد انتقال الاجانب هو ان ‘الجبهة’ استطاعت جذب سوريين اليها كانوا مترددين للعمل معها بسبب وجود المقاتلين الاجانب.
ويقول محمد ان تحفظات كانت لديه للانضمام اليها وما شجعه لان هو انتقال المتطرفين منهم الى الدولة الاسلامية، مضيفا ‘نحن السوريون نرفض الطريقة التي يتعامل فيها المتطرفون مع الشعب السوري’.
عامل كبح
وتقول فصائل اخرى ان ‘جبهة النصرة’ اصبحت الان واحدة من الجماعات التي يمكن ان تكبح جماح ‘داعش’ ولهذا فهو حريصون للتعاون معها. ونقلت عن متحدث باسم المجلس العسكري في حلب ان ‘جبهة النصرة’ الان تقوم بعمليات مشتركة مع فصائل متعددة في الجيش الحر مع انها كانت في الماضي تقوم بعملياتها منفردة او مع الجماعات الجهادية الاخرى.
ويقول المتحدث ان ‘الجبهة’ قد غيرت من استراتيجيتها في الفترة الاخيرة واصبحت قريبة من جماعات الجيش الحر الرئيسية. ويقول انها تحاول تصحيح صورتها قليلا، فيما يضطر الجيش الحر للتعاون مع الغرب ليقدم له الدعم العسكري الكافي. ونقلت الصحيفة عن رامي جراح المدير المشارك لمنظمة الاخبار الجديدة ان ‘جبهة النصرة’ يمكن ان تلعب دورا مهما.
وكانت ‘داعش’ قد اختطفت احد عمال المنظمة في الرقة الشهر الماضي، مضيفا انهم لم يكونوا قادرين على مواجهة ‘داعش’ بدون ‘جبهة النصرة’، ‘وكون النصرة جزءا من الحل ليس امرا مثيرا للدهشة لنا’.
ويقول ان تصنيف الولايات المتحدة لجبهة النصرة كمنظمة ارهابية يمثل عقبة للتعاون معها ولكن هذا الوضع لن يتغير في القريب العاجل. ويحيل محللون التحول في تصرفات الجبهة الى قرارات القادة الميدانيين وخلافهم مع قيادة الجبهة.
فبحسب تشارلس ليستر من ‘اي اتش اس جين’ للابحاث الامنية فهناك نوع من التحول من ناحية استعداد الجبهة للتنسيق مع الفصائل الوطنية والتخفف من ايديولوجيتها المتطرفة. وهذا لا يعني تغييرا في مواقف قيادتها، فقد قاتل زعيمها ابو محمد الجولاني في العراق واعلن الولاء لزعيم القاعدة ايمن الظواهري.
ويقول ليستر ان قادة الجماعة الميدانيين يعترفون الان باهمية التصرف ببراغماتية على المستوى العسكري والشعبي. ومع ذلك لا يتوقع ليستر حدوث اي خلاف حقيقيي بين الجبهة و’داعش’.
وقد كسبت الاخيرة من حالة الاحباط التي اصابت المقاتلين بعد الغاء الادارة الامريكية ضربتها للنظام السوري، وما يسهم في تصاعد قوتها هو تحول سورية الى ارض الجهاد الاولى وساحة لتدريب الجهاديين.
ارض الجهاد الجديدة
ففي تقرير لمجلة ‘نيوزويك’ الامريكية عن الخطر الذي باتت تمثله سورية على الامن العالمي باعتبارها الساحة الجديدة لتدريب الجهاديين، بدأ بتحذيرات مدير الاستخبارات البريطانية الجديد سير اندرو باركر الذي قال بداية الشهر الحالي ان الجهاديين الذين يذهبون الى سورية يمثلون خطرا على الامن القومي البريطاني واوروبا والعالم.
وتضيف المجلة ان الحرب التي تقترب من سنتها الرابعة قد حولت سورية لمركز جذب للجهاديين الاجانب الذي يتم تجنيدهم وتدريبهم للقتال مع الجماعات السنية ضد الشيعة. ونقلت ما قاله باركر ان هناك اسبابا جيدة تدعو للقلق ‘فهناك نسبة كبيرة ومتزايدة من الحالات التي نتعامل معها مرتبطة بسورية، وهي حالات مرتبطة بافراد من بريطانيا سافروا الى سورية او يتطلعون للسفر اليها.
وهناك ‘جبهة النصرة’ والجماعات السنية المرتبطة بالقاعدة ترغب بتنفيذ هجمات ضد الدول الغربية’. وحذر في حديثة للمركز الملكي للدراسات المتحدة ان الافا من المتطرفين الاسلاميين ويعملون في بريطانيا يتعاملون مع الناس في بريطانيا كهدف مشروع′، وقال باركر انه منذ الهجمات على امريكا عام 2001 حتى اذار (مارس) 2013 تمت ادانة 330 شخصا في قضايا ارهاب.
وتقول المجلة ان ظاهرة الجهاديين الاجانب في سورية ربما كانت الخطر الاكبر الذي يواجه الحكومات الغربية وبحسب وزير الدفاع الايطالي ماريو ماورو انها هي اهم شيء يقلق بال المؤسسات الحكومية. ويقدر عدد المقاتلين السوريين والاجانب، المتفرغين منهم وغير المتفرغين بحوالي 60 الف وهناك احصائيات تضع العدد بحوالي 100 الف بحسب موقع ‘بروبابليكا’.
وبنفس المقام يتدفق المقاتلون الشيعة المؤيدون للاسد من ايران والعراق ولبنان على سورية للقتال الى جانب الاسد حيث يشكل هؤلاء نسبة 10 بالمئة من المقاتلين.
ارض الحشد
وتشير المجلة الى ان سورية تعتبر ثالث جبهة كبرى للتحشيد الجهادي بعد افغانستان في ثمانينات القرن الماضي والغزو الامريكي للعراق في عام 2003 وهناك عدد كبير من المقاتلين الاجانب في سورية اكثر من الصومال وافغانستان واليمن.
ويقول تقرير لموقع ‘بروبابليكا’ ان التحشيد كان اسرع مما حدث في الحروب السابقة. ويقول ماثيو اولسين، مدير المركز الوطني لمكافحة الارهاب في امريكا ان الحشد الذي استغرق ست سنوات في العراق لم يأخذ سوى ثلاث سنوات في سورية.
وقال ان هناك افرادا يسافرون الى سورية ويتدربون ويتحولون للتطرف ويصبحون بعد عودتهم الى اوروبا وربما الى امريكا جزءا من الحركة الجهادية العالمية. ويقدر اولسن عدد المقاتلين من اوروبا وامريكا واستراليا بحوالي 600 مقاتل.
ويضيف تقرير المجلة ان ما يجعل سورية ساحة الجهاد الجديدة هو سهولة العبور اليها عبر الحدود التركية الطويلة معها، اضافة الى الاعلانات على الانترنت والفيسبوك والتي تجعل من الصعوبة على الشاب تجنبها والاحجام عن عدم المشاركة في الجهاد.
وتنقل عن مسؤول استخباراتي اسباني كبير قوله ان الحركة الجهادية العالمية جعلت من سورية اهم اولوية من اولوياتها. والخشية ان تتحول التجربة التي يتلقاها الجهاديون الى تحضير لعمليات ارهابية في اوروبا.
ويرى توماس هيجهامر من مركز الابحاث الدفاعية النرويجي ان عدد من يتحولون الى العمليات الارهابية يظل اقل من نسبة الذين يذهبون للقتال. ويرى روبرت دانين من مجلس العلاقات الخارجية الامريكية ان العدد ليس مشكلة ولكن المشكلة في عودة من تعرضوا للافكار المتطرفة لبلادهم حيث يأخذون بانشاء شبكات سرية وهذا هو مكمن الخطر.
وما يزيد من المخاطر هو تحول سورية الى دولة فاشلة حيث تتحول الى مركز تفريخ للجهاديين. مضيفا ان نسبة الاجانب الذين يقاتلون الاسد قليلة، مما يعني ان عودة من يتدربون ويتلقون افكارا متطرفة الى بلادهم تجعلهم مصدر خطر.
وما يزيد من تهديد سورية هو ان المعارضة السورية التي انتظرت الضربة الامريكية تشعر بالخيبة مما يجعل الساحة مفتوحة امام جبهة النصرة و’داعش’ حيث اعلنت جبهة النصرة عن اكثر من 600 عملية منذ بداية الانتفاضة.
احزاب سياسية
ويظل خلاف الجماعات الجهادية ومخاطر الاجانب منهم جزءا من المشهد السوري وانقسامه حتى على المستوى السياسي، فالجماعات والاحزاب السياسية التي نشأت في المناطق التي خرجت عن سيطرة الحكومة متعددة وذات اجندات مختلفة ويحاول كل واحد منها تقديم برنامجه على انه الاصلح لحل مشاكل سورية.
وقد احصى تقرير لصحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ اكثر من 200 حزب سياسي برزت في حلب، وكان اخرها حزب ‘التحرير الاسلامي’.
وقد زار مراسل الصحيفة مكتب الحزب وتحدث مع الناطق باسمه هشام بابا حيث كان امامه منشورات سياسية وصلت من المطبعة للتو.
فالحرب المستمرة منذ ثلاثة اعوام تقريبا لم توقف التنافس بين الجماعات والاحزاب السياسية التي برزت في المناطق التابعة للمعارضة وتمثل كافة الوان الطيف السياسي من اسلاميين وعلمانيين وقوميين يتسابقون في تقديم انفسهم على انهم البديل الحقيقي عن بشار الاسد.
ويقف خلف بروز الاحزاب السياسية وتوالدها المستمر احساس الجماعات التي تقف خلفها باهمية بناء موقع لها قبل ان تملأ الفراغ جماعات اخرى ايا كان توجهها السياسي، غربيا، اسلاميا قوميا، بدعم غربي، محلي او جماعات تعيش في المنفى.
وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه المتظاهرون واعضاء المعارضة في الايام الاولى للانتفاضة عن سورية واحدة متنوعة و’سوق للافكار’ الا ان المسار الذي اتخذته البلاد نحو الحرب الاهلية التي ولدت نزعات طائفية تجعل من تحقيق هذا الطموح امرا صعبا على الرغم من تمسك كل حزب به ووحدة التراب السوري.
وترتبط ظاهرة الاعلان عن الاحزاب السياسية بالضربة الامريكية على سورية، حيث زادت طرديا مع قرب حدوثها، ولا يخلو شهر بدون الاعلان عن ولادة كيان سياسي جديد، مع ان بعضها لا يحظى بتمثيل كبير على الارض. ولهذا السبب يرى مسؤول الاعلام في حزب التحريرـ احمد بريمو ان الوضع الحالي هو بمثابة ‘الفرصة الكبيرة’، حيث يعتقد انه من الواجب على الرجال الواعين سياسيا التقدم برؤية سياسية بدلا من الانتظار حتى يقوم الغرب بفرض واحدة على السوريين.
وتضاف ظاهرة الاحزاب السياسية الى ظاهرة الاحلاف والتحالفات العسكرية بين الفصائل ففي الشهر الماضي اجتمع قادة 13 فصيلا واعلنوا عن ‘التحالف الوطني السوري’ الذي رفض الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة في اسطنبول.
وتنقل الصحيفة عن عمار العظم، الناشط واستاذ العلوم السياسية في امريكا انه ‘لا يمكنك الانتظار حتى ينهار النظام’ وبداية المرحلة الانتقالية وعندها تقرر انشاء حزب سياسي. واشار العظم الذي يقوم بتشكيل حزب سياسي لم يعلن عنه الى ان الناشطين على الارض يتعلمون من تجربة الثورة المصرية حيث فاز في الانتخابات الاخوان المسلمون وهم الحزب التقليدي الذين واجهوا بقايا النظام.
وقام الاخوان المسلمون في سورية الذين منعوا لعقود بعد مذبحة حماة عام 1982 بفتح مكتب سياسي لهم وقاموا بحملات سياسية واعلنوا عن ‘حزب الوعد’.
ويرى هيثم المالح، رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني ان سورية تظل ‘صحراء سياسية قاحلة’ ولهذا فمن الجيد ان يقوم الناشطون بتحسس طريقهم للامام. وفي الوقت نفسه تتقدم الحكومة باجندتها السياسية حيث اعلنت عن الانتخابات الرئاسية العام المقبل والتي لا يستبعد ان يترشح الاسد فيها.
واللافت للانتباه في الحراك السياسي الاخير هو عودة حزب التحرير الذي انشأه في القدس عام 1953 الشيخ تقي الدين نبهاني وظل محظورا في معظم انحاء العالم العربي خاصة الاردن وسورية.
وقد استفاد الحزب من الفراغ السياسي ويقوم بانشاء مكاتب له وعقد ندوات في المساجد والبيوت الخاصة وتوزيع ادبياته، ومنها فيلم وثائقي يظهر دور الحزب في الانتفاضة السورية. ويرى المنسق الاعلامي ان الرغبة في الخلافة الاسلامية اصبحت واضحة ‘والاعلام السوداء تظهر في كل احتجاج’.
ولكن الحزب الذي يدعو للخلافة لا يؤمن بالانتخابات ولهذا يقول ناطقه ان الحزب استطاع الحصول على تأكيدات من عدد من الجماعات المقاتلة على اقامة الخلافة الاسلامية مشيرا الى ان ‘حزب التحرير الاسلامي هو الوحيد من يملك خطة للدولة الاسلامية’ فهي جاهزة منذ نصف قرن حسب قوله..
الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي يصل الى دمشق
أ. ف. ب.
دمشق: وصل الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي اليوم الاثنين الى دمشق، المحطة الابرز في جولته الاقليمية سعيا للحصول على توافق حول عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية، بحسب ما افادت صحافية في وكالة فرانس برس.
واشارت الصحافية الى ان الابراهيمي وصل قرابة الساعة 13,15 (11,15 ت غ) الى فندق شيراتون وسط دمشق، برفقة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. ولم يدل اي من الرجلين بتصريحات لدى وصولهما.
واوضحت ان المقداد رافق الابراهيمي الى غرفته، قبل ان يغادر الفندق من دون الادلاء بأي تصريح.
وكان الابراهيمي وصل صباح اليوم الى مطار بيروت الدولي قادما من طهران، وانتقل منه عن طريق البر الى العاصمة السورية، في زيارة هي الاولى له منذ قرابة عام.
وكان مصدر حكومي سوري افاد وكالة فرانس برس الاحد ان الابراهيمي يبدأ اليوم زيارة “قد تستمر ليومين”، وهي المحطة الثامنة ضمن جولته الاقليمية لحشد تأييد حول مؤتمر جنيف 2 الذي يرجح عقده في 23 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، الا ان هذا الموعد ليس رسميا بعد.
وشملت جولة الابراهيمي غالبية الدول الاقليمية المعنية بالنزاع السوري وابرزها ايران وتركيا والعراق وقطر باستثناء المملكة العربية السعودية، ويرجح ان يتشاور في حصيلتها مع ديبلوماسيين روس واميركيين.
وكان الرئيس بشار الاسد دعا خلال حديث تلفزيوني الاسبوع الماضي الابراهيمي الى “عدم الخروج عن اطار المهام” الموكلة اليه والتزام الحياد.
وتعود الزيارة الاخيرة للابراهيمي الى سوريا الى كانون الاول/ديسبمر 2012. ووجهت دمشق والاعلام السوري اليه من بعدها انتقادات لاذعة. وقالت صحيفة “الوطن” في حينه ان الاسد انهى اجتماعه بالابراهيمي بعدما “تجرأ” على سؤاله عن احتمال ترشحه لولاية جديدة.
دخول «الدولة الإسلامية» في الحرب السورية يعزز مكانة «النصرة»
أصبح ينظر إلى الجبهة على أنها أقل تشددا من «داعش»
ريهانلي (تركيا): لافداي موريس*
بينما ساور القلق البالغ كثيرا من الثوار في سوريا عقب ظهور جماعة «الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» (داعش) التابعة لتنظيم القاعدة، بوصفها قوة رئيسة في الحرب الأهلية السورية، زعم مقاتلو «جبهة النصرة» أن وجود «الدولة الإسلامية» عزز من شعبيتهم.
وكانت «جبهة النصرة» تعد حتى مطلع العام الحالي، الذي شهد ظهور «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، الجناح الأكثر تشددا في المعارضة الساعية إلى إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وكانت الأولى التي تزعم مسؤوليتها عن التفجيرات التي طالت أهدافا حكومية، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى المسارعة في تصنيفها بوصفها منظمة إرهابية.
لكن الوافد الجديد (داعش)، بعدده الكبير من المقاتلين الأجانب، فاق «جبهة النصرة» في تشدده بتحريمه التدخين، وإجبار النساء على ارتداء الحجاب، وتنفيذ إعدامات علنية، والدخول في صدامات مع مجموعات الثوار الأخرى في محاولة للسيطرة على مناطق المعارضة.
وفي خضم هذه المخاوف حول خطط تنظيم «الدولة الإسلامية» التوسعية، تتطلع الأنظار إلى «جبهة النصرة» بوصفها قوة مكافئة بينما عقدت تحالفات معها في مناطق القتال.
ويقول مقاتلو «جبهة النصرة» إن الجماعة شهدت تغييرا كبيرا بعد انضمام عناصرها الأكثر تطرفا إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهم من ساعد المجموعة في طرح نفسها بوصفها قوة أكثر انتشارا وأكثر سورية.
جاء هذا التغيير في خضم الاتهام الذي يواجهه الثوار السوريون بالتطرف وضعف الجماعات المعتدلة.
ويشير أبو كريم داهنين، 31 عاما، من مدينة إدلب شمال سوريا، الذي انضم إلى «جبهة النصرة» قبل عام، إلى أن علاقة السوريين بـ«الجبهة» تحسنت خلال الأشهر القليلة الماضية. وأرجع ذلك التحسن الكبير إلى رحيل المقاتلين الأجانب الذين قدموا إلى سوريا للقتال سعيا وراء إقامة الخلافة الإسلامية، خلافا لطموحات السوريين الذين خرجوا لقتال الأسد. وقال: «كان لذلك تأثيره دون شك، فقد صارت (الجبهة) أكثر اعتدالا الآن تجاه السوريين، فالمقاتلون الأجانب يهددون النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب بالقتل. أما نحن فنشرح لهم حرمة السفور ونطالبهن بارتداء الحجاب ونترك لهن حرية الاختيار».
وأضاف أنه عندما ظهرت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إلى حيز الوجود في مارس (آذار) الماضي، ترك مقاتلون أجانب (30 أو 40 رجلا قدموا من الشيشان وتونس والجزائر) وحدته في «جبهة النصرة» للانضمام إلى الجماعة، ونظموا صفوفهم وأقاموا قاعدة جديدة على بعد أقل من 100 ياردة.
وأوضح أن التحول في أفكار «جبهة النصرة» ساعد في استنزاف المقاتلين الأجانب بعدما قرر كثير من السوريين الانضمام إلى الجماعة عقب رفضها من قبل.
وقال محمد، 25 عاما مقاتل في «جبهة النصرة» الذي رفض ذكر اسمه الأخير، إنه كانت لديه تحفظات حول الانضمام إلى الجماعة قبل رحيل الأجانب عنها. وأضاف: «انضم المتطرفون الأجانب إلى (الدولة الإسلامية) فيما ظل السوريون في (جبهة النصرة). نحن سوريون، ونرفض هذه الأساليب المتطرفة التي يتعاملون بها مع أبناء وطننا».
من ناحية أخرى، ترى بعض جماعات الثوار في «جبهة النصرة» السبيل لوقف توسع جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، في المناطق التي يسيطر عليها الثوار ومن ثم يحرصون على التواصل معها.
وفي دليل على هذا التحول، بدأت «جبهة النصرة»، التي نفذت من قبل عمليات أحادية أو بالتعاون مع الجماعات الإسلامية المتشددة، القتال إلى جانب مجموعة واسعة من جماعات الثوار في الأشهر الأخيرة.
وقال ياسر الحجي، المتحدث باسم المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حلب: «غيروا استراتيجيتهم مؤخرا وأصبحوا أكثر قربا من الجيش السوري الحر. إنهم يحاولون تحسين صورتهم بعض الشيء. ناهيك بأن عدم دعم الغرب لنا لا يدع لنا مجالا سوى للتعاون معهم».
وقال رامي جراح، الناشط السوري والمدير المشارك لاتحاد إعلامي جديد لصحافة المواطن «إي إن إيه» الذي هاجمت جماعة «الدولة الإسلامية» مكتبا تابعا له في الرقة الشهر الماضي، واختطفت أحد موظفيه: «يمكنهم (النصرة) لعب دور حيوي، فلن نستطيع التغلب على (داعش) دون (جبهة النصرة).. إن اعتبار (جبهة النصرة) جزءا من الحل ليس بالأمر الغريب بالنسبة لنا».
وأشار جراح إلى أن تصنيف «جبهة النصرة» من قبل الولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية يشكل عقبة كبيرة في التعاون معها في القتال ضد مقاتلي «الدولة الإسلامية»، «وهو ما لا يتوقع أن يتغير».
وكانت «جبهة النصرة» زعمت مسؤوليتها عن التفجيرات التي وقعت في دير الزور ودمشق في الأسابيع الأخيرة. كما زعم ناشطون مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري بشاحنة مفخخة الذي راح ضحيته 12 شخصا في وسط مدينة حمص مؤخرا.
وتجعل ساحة القتال المشوشة بشكل كبير، حتى الناشطين العلمانيين يرون في «جبهة النصرة» شريكا محتملا.
غير أن محللين أشاروا إلى الانفصال بين قيادة «جبهة النصرة» ومقاتليها على الأرض، فزعيم الجبهة أبو محمد الجولاني، الذي حارب في صفوف تنظيم القاعدة في العراق، أكد على ولاء الجبهة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
ويقول كريس ليستر، المحلل في مركز «آي إتش إس جانس للإرهاب والتمرد»: «هناك تحول، و(الجبهة) تبدي استعدادا للتنسيق مع بعض الجماعات الأكثر قومية، وتخلت عن بعض من أفكارها المتطرفة. لكن ذلك لا ينطبق على قيادتها. فعلى المستوى المحلي هناك إدراك لأهمية التحلي بنوع من البراغماتية سواء على أرض المعركة أو لكسب التعاطف الشعبي». إزاء هذه الخلفية، لا يتوقع ليستر «حدوث صراع حقيقي بين (جبهة النصرة) و(الدولة الإسلامية في العراق والشام)، على الرغم من دخول الجماعتين في مصادمات متفرقة. بيد أن الاختلاف بين الجماعات يظل ماثلا للعيان على صعيد جنود (جبهة النصرة)».
ويقول محمد، مقاتل في «جبهة النصرة»: «في البداية كنا نتظاهر لأننا نرفض ديكتاتورية بشار الأسد، ولن ندع أي ديكتاتورية أخرى مثل (الدولة الإسلامية) تحكمنا. إنها ليست سوى حكم ديكتاتوري».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
المعارضة السورية توجه انتقادات حادة للإبراهيمي عشية وصوله إلى دمشق
روحاني يلتقي المبعوث الدولي ويعلن استعداد إيران لإرساء الاستقرار في سوريا
بيروت: كارولين عاكوم
بينما واصل المبعوث الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي أمس زيارته إلى طهران ملتقيا بالرئيس الإيراني حسن روحاني، وجدت المعارضة السورية، السياسية منها والعسكرية، في إصرار الإبراهيمي، على مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف2» للسلام في سوريا، المزمع عقده في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، دليلا واضحا على عدم جدية المجتمع الدولي في إيجاد حل سياسي في سوريا وبالتالي إعاقة انعقاد المؤتمر. وكررت موقفها الرافض الجلوس على طاولة المفاوضات إلى جانب إيران التي تعدها «شريكا أساسيا للنظام في قتل الشعب السوري».
وأعلن روحاني الذي استقبل الإبراهيمي أمس أن طرد «المجموعات الإرهابية» من البلاد يشكل أول خطوة نحو عودة الهدوء وفق ما أفادت وكالة «إيرنا» الإيرانية الرسمية.
وقال روحاني إن «جمهورية إيران الإسلامية ترى أن مواصلة المساعدة الإنسانية، ومنع الإرهابيين من دخول سوريا، وتدمير الأسلحة الكيماوية، وطرد المجموعات الإرهابية، من بين الخطوات الأولى لإرساء سلام دائم في هذا البلد». وأضاف أن إيران «مستعدة للمساعدة على أي جهد لإعادة الاستقرار في سوريا سواء في (جنيف2)، أو أي جهد آخر». غير أنه شدد على أن «مستقبل سوريا تحدده أصوات السوريين عبر انتخابات حرة تشارك فيها كل الأطراف».
وكان الإبراهيمي، الذي من المتوقع أن يصل اليوم إلى دمشق، عد لدى وصوله إلى العاصمة الإيرانية السبت في إطار جولة إقليمية للحشد لعقد مؤتمر «جنيف2» مشاركة إيران أمرا «طبيعيا وضروريا».
وقال مصدر حكومي سوري لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الإبراهيمي يبدأ غدا، (اليوم) زيارة لدمشق للبحث في انعقاد مؤتمر (جنيف2)»، مشيرا إلى أن الزيارة قد تستمر يومين يعقد خلالهما لقاءات مع المسؤولين السوريين للتوصل إلى حل للأزمة السورية بمشاركة ممثلين عن النظام والمعارضة.
وأثار إصرار الإبراهيمي على إشراك إيران في المؤتمر استفزاز المعارضة السورية، وعد مصدر في الائتلاف السوري المعارض، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» المبعوث الدولي «ليس وسيطا محايدا؛ بل كل ما يقوم به في الملف السوري ينطلق من رغبة إقليمية ودولية، لا سيما بعد التقارب الإيراني – الأميركي، لمكافأة إيران على دورها الإيجابي في تسليم النظام السوري سلاحه الكيماوي».
مع العلم بأن موقف الإبراهيمي الذي أعلنه من إيران، والذي يبدو أنه شكل «صدمة» للمعارضة السورية، أتى قبل أيام من اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني، الذي كان قد أرجئ للمرة الثانية إلى التاسع من نوفمبر المقبل، للإعلان عن الموقف النهائي بشأن المشاركة في «جنيف2» أو عدمها، وذلك، على أثر الضغوط التي أعلنت المعارضة أنها تتعرض لها من المجتمع الدولي لا سيما من أميركا للقبول بالمشاركة في المؤتمر، وبعدما كان المجلس الوطني السوري (أكبر تشكيلات ائتلاف المعارضة) أعلن رفضه المشاركة فيه، مهددا بالانسحاب من الائتلاف إذا اتخذ موقفا عكس ذلك.
ويشترط الائتلاف للمشاركة في مؤتمر «جنيف» إيجاد ممرات إنسانية للمناطق التي يحاصرها النظام في سوريا وإطلاق المعتقلين في سجون النظام قبل بدء التفاوض، على أن يرتكز البحث على انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها، وألا يكون للأسد أي دور في المرحلة الانتقالية.
ورأى هشام مروة، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني والائتلاف المعارض، أن ما أعلنه الإبراهيمي يدل «وكأنه لا يريد مشاركة المعارضة السورية في (جنيف2)»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «قد تكون هناك أمور لا نعرفها وراء هذا التصرف، لا سيما أنه من المفترض في أي عملية تفاوض أن ينطلق الوسيط مما يجمع الطرفين وليس بإضافة عناصر (إيران) من شأنها أن تزيد التوتر، خصوصا إذا كانت هذه العناصر أحد الشروط الأساسية لدى طرف معين». وقال إنه «يبدو ألا رغبة دولية وإقليمية في التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية».
وفي قراءة سياسية للمستجدات الأخيرة، لا سيما تلك المتعلقة بجولة الإبراهيمي ومواقفه، رأى مروة، أن نفي المبعوث الدولي تحديد موعد لـ«جنيف2» بعد إعلان أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي موعد 23 نوفمبر المقبل، في المؤتمر الصحافي الذي جمعهما الأسبوع الماضي، «يدل على قناعة الإبراهيمي بعدم الفائدة من تحديد الموعد ورغبة منه في تأجيل المؤتمر، وها هو أتى الآن ليشدد على ضرورة مشاركة إيران، وهو الأمر (عدم مشاركة إيران) الذي نضعه شرطا أساسيا، إضافة إلى شروط أخرى لحضور (جنيف2)»، مضيفا «أصبحنا نقول اليوم، ليس فقط الرئيس السوري بشار الفاسد وحلفاؤه لا يرغبون في التوصل إلى حل؛ بل أيضا هناك جهات أخرى أصبحت تعمل وفق هذا التوجه».
من جهته، استبعد الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لؤي صافي الموافقة على الجلوس مع إيران على طاولة المفاوضات في «جنيف2»، معللا ذلك «بعدم وجودها في (جنيف1)، وأنها جزء من المشكلة وليس من الحل». وردا على تصريحات الإبراهيمي التي عدّت وجود إيران على طاولة المفاوضات بجنيف «ضروريا وطبيعيا» قال صافي: «هو يتكلم ما يشاء ونحن نذهب بشروطنا». مضيفا: «نستغرب كلام الإبراهيمي، فهذه ليست المرة الأولى التي يصر بها على وجود إيران منذ تسلمه هذا الملف حتى الآن». وأشار صافي إلى أن «الائتلاف قدم للإبراهيمي عدة تصورات لنجاح المؤتمر، ولكن لم يأت أي قرار واضح تجاه هذه التصورات، ولم يستطع الإبراهيمي حتى الآن الحصول على ضمانات حقيقية من جانب الأسد كفيلة بإنجاح المؤتمر الدولي للسلام في سوريا».
كذلك، لم يكن موقف المعارضة العسكرية تجاه ما قاله الإبراهيمي، مختلفا؛ إذ رفض «المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر» الجلوس على طاولة التفاوض مع من «تلطخت أيديهم بدماء السوريين» وقال في بيان له: «فليذهب (جنيف2) إلى الجحيم في حال لم يأخذ المجتمع الدولي موقفا حاسما تجاه المجازر المروعة الممارسة في حق المدنيين». وعدّ الجيش الحر صيغة «جنيف2» تفتقر إلى كل ما يوحي بإمكانية التوصل إلى نتيجة ملموسة، مشددا على ضرورة وضع جدول زمني ومحدد لكل مراحل التفاوض، مع إدراج بنود ملزمة للطرفين للتطبيق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وعدم السماح بتقسيم سوريا.
وأصدر 11 فصيلا في المعارضة العسكرية، بيانا أمس، قالت فيه إن «جنيف2» لم ولن يكون خيار الشعب السوري ومطلب ثورته، وعدّ البيان المؤتمر «حلقة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشعب في سوريا وإجهاضها». وأكد أن «أي حل لا ينهي وجود الأسد بكل أركانه ومرتكزاته العسكرية ومنظومته الأمنية ولا يقضي بمحاسبة كل من اشترك في ممارسة إرهاب الدولة سيكون حلا مرفوضا جملة وتفصيلا».
مع العلم، أن رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا كان قد تطرق في كلمة ألقاها أمام اجتماع «أصدقاء سوريا» في لندن الأسبوع الماضي، بشكل واضح إلى مشاركة إيران في «جنيف2» رافضا القبول بإيران وسيطا على طاولة التفاوض، إضافة إلى من سماهم «مرتزقتها من ميليشيا حزب الله وكتائب أبو الفضل العباس والحرس الثوري» عادّا إياهم «من أهم الدعائم العسكرية والسياسية لقوات بشار الأسد في قتل السوريين».
مجموعات مقاتلة بارزة تعتبر المشاركة في جنيف2 “خيانة” والابراهيمي في دمشق
الثوار يدمّرون مقر قيادة “حزب الله” في السيدة زينب
(ا ف ب، رويترز، العربية)
أفاد الجيش السوري الحر بمقتل وجرح العشرات من عناصر “حزب الله” في تفجير أحد مقرات القيادة في ضاحية السيدة زينب من العاصمة السورية.
وعشية وصول الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الى دمشق، اعتبرت مجموعات سورية مقاتلة بارزة ان المشاركة في مؤتمر جنيف2 لحل النزاع القائم في البلاد،”خيانة”.
فقد أفاد المجلس العسكري للجيش السوري الحر لدمشق وريفها بمقتل وجرح العشرات من عناصر “حزب الله” في تفجير أحد مقرات القيادة في ضاحية السيدة زينب بالعاصمة السورية دمشق حسبما ذكرت قناة “العربية” أمس.
وتدور اشتباكات عنيفة على محور السيدة زينب بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بقوات الحزب ولواء “أبو الفضل العباس” وتحديداً في حي المشتل وحي البيرقدار.
وأظهرت الصور الواردة عن تلك الاشتباكات قيام الجيش الحر بتدمير مقر قيادة للحزب في ضاحية السيدة زينب.
وكانت مصادر متطابقة أكدت مقتل 15 عنصراً من الحزب في غوطة دمشق على يد الجيش الحر، كما أكدت سقوط 7 جرحى من عناصره نقلوا إلى لبنان لتلقي العلاج إثر معارك ضارية خاضها إلى جانب نظام الأسد.
واعتبرت مجموعات سورية مقاتلة بارزة ان المشاركة في مؤتمر جنيف2 لحل النزاع “خيانة”.
وفي بيان باسم 19 مجموعة مسلحة تلاه مساء أول من أمس زعيم كتيبة “صقور الشام” احمد عيسى الشيخ، اعتبرت المجموعات ان “مؤتمر جنيف2 لم يكن ولن يكون خيار شعبنا ومطلب ثورتنا”.
وقال بيان وقعت عليه بعض أقوى الألوية الإسلامية التي تقاتل الأسد إن “اي حل لا ينهي وجود الأسد بكل أركانه ومرتكزاته العسكرية ومنظومته الأمنية، ولا يقضي بمحاسبة كل من اشترك في ممارسة إرهاب الدولة، سيكون حلاً مرفوضاً جملة وتفصيلا.”
وحذر البيان من أن المؤتمر “حلقة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشعب في سوريا وإجهاضها”، وأن المشاركة فيه ستعد “متاجرة بدماء شهدائنا وخيانة(..) تستوجب المثول امام محاكمنا”.
ووقع البيان 22 لواء معظمها ألوية إسلامية منها “صقور الشام” و”لواء التوحيد” و”أحفاد الرسول”، بالإضافة إلى “حركة أحرار الشام” وهي قوة كبيرة في شرق سوريا و”لواء الصحابة الاصغر” الذي ينشط حول دمشق.
ويأتي البيان وسط جهود دولية تبذل لعقد المؤتمر الذي اقترحته واشنطن وموسكو في ايار، وتسعيان من خلاله الى جمع ممثلين للنظام والمعارضة أملا في التوصل الى حل للنزاع المستمر منذ 31 شهرا.
ولم تتضح مواقف طرفي النزاع الاساسيين النهائية من المؤتمر بعد، ففي حين يعلن النظام مشاركته “من دون شروط”، يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة “الارهابيين” والبحث في مصير بشار الاسد.
ويواجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة تباينا في الآراء بين اعضائه، الا انه يشدد على “ثوابت” ابرزها عدم التفاوض الا حول “انتقال السلطة” و”رحيل” الاسد. ومن المقرر ان يبدأ الائتلاف الذي يواجه ضغوطا دولية للمشاركة في المؤتمر، اجتماعات في اسطنبول في التاسع من تشرين الثاني، لاتخاذ قرار نهائي من جنيف2.
وفي إطار جولته الاقليمية تحضيرا للمؤتمر، يزور الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي دمشق اليوم، بحسب ما افاد مصدر حكومي سوري، مشيرا الى ان الزيارة “قد تستمر يومين”.
وكان الدبلوماسي الجزائري اعلن السبت من طهران ابرز الحلفاء الاقليميين لدمشق، ان مشاركة ايران في جنيف2 “أمر طبيعي وضروري”.
وقال الرئيس الايراني حسن روحاني خلال استقباله الابراهيمي أمس ان بلاده “ترى ان مواصلة المساعدة الانسانية ومنع الارهابيين من دخول سوريا وتدمير الاسلحة الكيميائية وطرد المجموعات الارهابية، من بين الخطوات الاولى لارساء سلام دائم في هذا البلد”.
وشملت جولة الابراهيمي تركيا والاردن والعراق ومصر والكويت وسلطنة عمان، ويرجح ان يتشاور في حصيلتها مع ديبلوماسيين روس واميركيين.
ميدانياً وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، سيطر مقاتلون اكراد على بلدة اليعربية الحدودية مع العراق، غداة سيطرتهم على المعبر الذي كان في ايدي مقاتلين جهاديين من “الدولة الاسلامية في العراق والشام” و”جبهة النصرة” وكتائب مقاتلة اخرى، بحسب المرصد السوري.
وقال المرصد ان “الدولة الاسلامية” المرتبطة بالقاعدة دعت الجهاديين للانضمام اليها في محاولة استعادة البلدة.
وعرض المرصد على الانترنت شريطا مصورا ولقطات من المعبر الحدودي، يظهر شاحنات بيك آب متضررة مزودة رشاشات عليها شعار “جبهة النصرة”، ومقاتلين يحملون علم لجان الحماية الشعبية الكردية.
وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض اتهم في بيان السبت الجيش العراقي “بقصف معبر اليعربية” بالتنسيق مع المقاتلين الاكراد، الا ان المرصد قال ان هذه الاتهامات “لا اساس لها من الصحة”.
ويعد المعبر اساسيا لمرور المقاتلين والذخيرة، ويشكل اهمية بالنسبة للاكراد للتواصل مع اقرانهم في كردستان العراق، وللجهاديين مع عناصر القاعدة الذين يتمتعون بنفوذ في غرب العراق.
وفي محافظة حمص (وسط)، تتواصل الاشتباكات العنيفة منذ نحو اسبوع بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في ريف حمص، لا سيما في محيط قرى صدد ومهين والسخنة، بحسب المرصد.
وكان المرصد افاد السبت عن مقتل مئة عنصر من القوات النظامية وعشرات المقاتلين بينهم جهاديون، في المعارك المستمرة منذ اسبوع للسيطرة على مخازن ذخيرة في مهين، البلدة ذات الغالبية السنية.
وكان المقاتلون المعارضون دخلوا مطلع الاسبوع اجزاء واسعة من بلدة صدد المسيحية، بهدف التقدم نحو مهين، الا ان قوات النظام تصدت لهم واستعادت الجزء الاكبر من المناطق التي انتشروا فيها.
وافاد مصدر امني سوري ان “قوات الجيش تحقق انجازات كبيرة” في المنطقة، وان المسلحين “لم يتمكنوا من الدخول الى اي نقطة عسكرية”.
وفي لاهاي، اكدت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان سوريا “سلمتها الخميس 24 تشرين الاول الاعلان الاولي الرسمي لبرنامجها للاسلحة الكيميائية”، لتكون بذلك “التزمت المهلة المحددة”.
واشارت المنظمة الى ان الاعلان “يتيح وضع الخطط الهادفة الى تدمير منهجي وكامل ويمكن التثبت منه للاسلحة الكيميائية المعلنة” والمنشآت، وان خطة لذلك احيلت على مجلسها التنفيذي الذي من المقرر ان يحدد في موعد اقصاه 15 تشرين الثاني، مواعيد تدمير الترسانة السورية.
ومنذ مطلع تشرين الاول، قامت بعثة مشتركة من المنظمة والامم المتحدة بتفتيش مواقع الانتاج والتخزين وتفكيك بعض التجهيزات.
واعلنت البعثة ان دمشق تعاونت “بشكل كامل” مع مهتمها التي تتم في اطار قرار من مجلس الامن الدولي، ينص على تدمير الترسانة بحلول منتصف العام 2014.
قصف على السفيرة واشتباكات بدمشق وريفها
تعرضت مدينة السفيرة الواقعة في جنوب شرق حلب لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، في حين دارت اشتباكات عنيفة في دمشق وريفها، وسط إعلان المعارضة تقدمها وسيطرتها على مناطق بحي برزة في العاصمة السورية، وتواصل القصف والمعارك على محاور عدة.
وقال ناشطون إن مدينة السفيرة تتعرض للقصف ضمن حملة عسكرية مكثفة يحاول من خلالها الجيش النظامي المدعوم بعناصر من حزب الله، اقتحامَ المدينة من ثلاثة محاور.
من جهتها ذكرت شبكة شام أن قصفا مدفعيا لقوت النظام استهدف مدينة حرستا بريف دمشق وتركز القصف بالقرب من إدارة المركبات، في حين وقعت اشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي في مدينة الكسوة بريف دمشق وسط قصف مدفعي يستهدف المدينة.
وقد دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني وقوات المعارضة في مناطق متفرقة بدمشق وريفها الأحد، وذلك بعد أن أعلن ناشطون مقتل مسلحين من حزب الله ولواء أبي الفضل العباس بتفجير مبنى كانوا يتحصنون به في حي السيدة زينب بدمشق. وأفاد ناشطون بأن مقاتلي المعارضة تسللوا إلى المبنى ووضعوا فيه قنابل ومتفجرات محلية الصنع.
ويشهد حي السيدة زينب اشتباكات دائمة بين مقاتلي المعارضة من جهة ومقاتلي لواء أبي الفضل العباس وحزب الله وقوات النظام من جهة أخرى.
تقدم وقصف
وفي العاصمة أيضا، قال ناشطون إن قوات المعارضة تقدمت وسيطرت على مناطق داخل حي برزة، مما دفع قوات النظام إلى قصف الحي براجمات الصواريخ والدبابات.
في غضون ذلك، أدى القصف الصاروخي والمدفعي ومن الطيران الحربي على أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وفي حماة، شهدت المدينة حركة مكثفة للطيران الحربي والمروحي في سمائها باتجاه ريف حماة، بينما استمرت حملات الدهم في بعض الأحياء والتدقيق الشديد على حواجز المدينة بشكل عام.
كما جرى مساء أمس قصف صاروخي من مطار حماة العسكري باتجاه ريف حماة، وفي تل الدباغة انتشر الأمن وقام بحملة دهم واعتقل عدة شبان في الحي.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر أمس الأحد إن 45 شخصا قتلوا في محافظات سورية مختلفة، بينهم ثلاثة أطفال وخمس سيدات و15 مقاتلا من الجيش الحر.
وقد قتل بدمشق وريفها 11 شخصا، وبحلب عشرة أشخاص، في حين سقط في كل من دير الزور ودرعا تسعة قتلى، وبحمص خمسة قتلى، وبحماة قتيل واحد.
وكانت شبكة شام الإخبارية أفادت في وقت سابق بأن عددا من جنود النظام سقطوا بين قتيل وجريح في معارك أسفرت عن سيطرة الجيش الحر على عشرين مبنى جنوب مدينة داريا.
انتقادات مزدوجة تسبق زيارة الإبراهيمي لدمشق
يقوم بجولة إقليمية تحضيرا لجنيف2
يواجه المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي انتقادات مزدوجة من النظام السوري وقوى المعارضة، تزامنا مع جولته الإقليمية التحضيرية لمؤتمر جنيف2 التي تقوده غدا الاثنين إلى دمشق.
وبحسب مصدر حكومي فإن زيارة الإبراهيمي إلى دمشق قد تستمر يومين، يعقد خلالها لقاءات مع المسؤولين السوريين للتوصل إلى حل للأزمة بمشاركة ممثلين عن النظام والمعارضة، تمهيدا لمؤتمر جنيف2 المقرر انعقاده أواخر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
واستبق الرئيس السوري بشار الأسد زيارة المبعوث الأممي بتحذيره من “الخروج عن إطار المهام الموكلة إليه”، داعيا إياه إلى التزام الحياد. وقال الأسد في مقابلة تلفزيونية إن مهمة الإبراهيمي تقضي بأن “يخضع فقط لعملية الحوار بين القوى المتصارعة على الأرض”.
ويرفض نظام الأسد أي حوار مع المعارضة التي يتهمها بالارتباط بدول إقليمية ودولية، أو مسلحي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 31 شهرا.
المعارضة ترفض
في غضون ذلك، استبعد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية موافقة المعارضة على الجلوس مع إيران على طاولة المفاوضات في مؤتمر “جنيف 2″، معتبرا أنها جزء من المشكلة السورية وليست جزءا من الحل، وذلك ردا على تصريحات للإبراهيمي اعتبر فيها مشاركة إيران في المؤتمر “ضرورية”.
وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف لؤي صافي “لم أستغرب كلام الإبراهيمي، فهذه ليست المرة الأولى التي يصر فيها على وجود إيران منذ استلامه هذا الملف حتى الآن”.
وأشار صافي إلى أن الائتلاف قدم للإبراهيمي عدة تصورات لنجاح المؤتمر، لكنه لم يأت بأي قرار واضح تجاه هذه التصورات، ولم يستطع حتى الآن الحصول على ضمانات حقيقية من جانب الأسد كفيلة بإنجاح مؤتمر جنيف2.
ولم يعلن الائتلاف حتى الآن قرارا بشأن المشاركة في المؤتمر، غير أنه أكد على لسان العضو عبد الباسط سيدا موقفه من مسألة بقاء الأسد في الحكم، والقاضي بضمان تنحيه.
يأتي هذا بينما أعلنت مجموعة من كتائب المعارضة المسلحة أمس السبت رفضها المشاركة في المؤتمر، ما لم يُنْه حكم الرئيس الأسد بكل أركانه ومرتكزاته، مع محاسبة كل من اشترك في ما سمّوه إرهاب الدولة.
ومن أبرز هذه الكتائب، حركة أحرار الشام ولواء التوحيد ولواء داود وجيش الإسلام وألوية أحفاد الرسول، وفرق عسكرية أخرى من الجيش الحر.
وبينما يطالب المعارضون المنقسمون بشأن فكرة المشاركة في هذا المؤتمر بضمان أن الأسد لن يكون جزءا من المرحلة الانتقالية، يرفض النظام ما يعتبره “مشاركة أطراف أجنبية في القرارات المتعلقة بمصير البلاد”.
المعارضة السورية: واشنطن لن تضمن مصير الأسد في جنيف 2
مجلس الشيوخ الأميركي اتهم إدارة أوباما بعدم تنفيذ وعودها بمساعدة المعارضة
دبي – قناة العربية
كشف المعارض السوري جمال الوادي عضو المجلس الوطني رئيس كتلة الحراك الثوري المستقل، تفاصيل لقاءٍ دبلوماسي جمعه بالسفير الأمريكي في دمشق ومسؤول الملف السوري روبرت فورد، يوم الخميس الماضي في إسطنبول، حيث أكد فورد للمعارضة أن الولايات المتحدة لا تضمن أي نتائج فيما يتعلق بمصير الأسد.
وأشار فورد إلى أن الرئيس السوري ربما يكون موجوداً في جنيف، وقد يشارك في المفاوضات أو يتابعها عن قرب.
ونقل الوادي عن فورد قوله إن هدف مؤتمر جنيف، هو تشكيل حكومة بموافقة متبادلة من الطرفين، وبحث مصير المعتقلين والمساعدات ووقف العمليات العسكرية.
وحول النتائج التي يمكن الخروج بها من جنيف قال فورد، نقلاً عن المعارضة، إنها تتمثل في احتمال أن تساعد روسيا في مسألة تشكيل حكومة مشتركة، وأن تضغط لحقن دماء السوريين.
اتهامات لإدارة أوباما
وفي نفس السياق اتهم عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي بواشنطن، إدارة الرئيس باراك أوباما بعدم تنفيذ وعودها بمساعدة المعارضة السورية.
وقال جون ماكين وليندسي غراهام في مقال مشترك نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن أوباما تعهد لهما بأن استراتيجيته تتركز على خفض القدرات العسكرية للنظام السوري، وعلى رفعها بالمقابل لدى المعارضة، بما يؤدي لقلب ميزان القوى على الأرض، والدخول في مفاوضات لفض النزاع ورحيل الأسد، إلا أنه لم يلتزم بوعوده، بحسب رأيهما.
قوات كردية تتحرك للسيطرة على منابع النفط في سوريا
الجماعات تهرب الثروات عن طريق اليعربية إلى داخل الأراضي العراقية
دبي – قناة العربية
قال ناشطون في المعارضة السورية إن مقاتلين أكراداً تحركوا لإحكام قبضتهم على المنطقة المنتجة للنفط في شمال شرق سوريا، وذلك بعد انتزاع معبر حدودي مع العراق من قبضة مقاتلي دولة العراق والشام “داعش”.
وأفاد المصدر بأن تلك الجماعات تُهرِّب الثروات عن طريق اليعربية إلى داخل الأراضي العراقية.
واتهمت المعارضة قوات عراقية بمشاركة الأكراد في الهجوم على اليعربية محملة حكومة المالكي في بغداد مسؤولية التدخل في الشؤون السورية وتسهيل دخول قوات طائفية للقتال إلى جانب وحدات الحماية الشعبية الكردية المعروفة بـ”بي ي دي”.
هذه الاتهامات نفتها مصادر أمنية عراقية، مؤكدة عدم رغبة العراق في الانجرار إلى القتال الدائر داخل سوريا.
معارك كر وفر بين أطراف عدة
وتأتي أهمية معبر اليعربية الحدودي، بحسب ناشطين، لكونه يقع في الحسكة المدينة الغنية وسلة سوريا الغذائية التي تحتوي على مخزون ضخم من الحبوب، ويقول الناشطون إنه بسيطرة القوات الكردية على المعبر سوف يتم تهريب تلك الثروات عبر المعبر إلى الساحل السوري.
وتشهد هذه النقطة الحدودية بين سوريا والعراق، معارك كر وفر بين أطراف عديدة تتجاذب السيطرة عليها.
اللاعبون في هذه المعارك يتوزعون بين قوات النظام السوري ومقاتلين أكراد وكتائب الجيش الحر ومقاتلين من جماعات متطرفة.
هذا التجاذب بين كل هذه الفصائل للسيطرة على معبر اليعربية، يسهل تفسيره بالحديث عن أهمية النقطة الحدودية والمنطقة التي تقع فيها.
فمدينة اليعربية هي مدينة عربية في محيط كردي هي محافظة الحسكة التي تتحدر منها قبيلة شمر التي ينتمي إليها رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا.
ويعتبر المعبر هو الوحيد بين سوريا والعراق الذي كان ما يزال تحت سيطرة قوات النظام.
ويسعى المقاتلون الأكراد للسيطرة عليه لأنه يتيح تواصلا مع الأكراد من كردستان العراق، أما الجماعات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة فتسعى للسيطرة عليه لفتح ممر يصلها بمقاتلي القاعدة غربي العراق.
إلا أن الجيش الحر يسعى لبسط سيطرته على المعبر أيضا ليحكم سيطرته على المعابر البرية جميعها مع العراق، ما يسهل عليه مهمة قتال الجماعات المتطرفة ومنعها من استقدام تعزيزات من غربي العراق، كما يستطيع التحكم بالإمدادات العسكرية التي تقول المعارضة غن حكومة العراق تزود بها النظام.
إعمار سوريا يعادل بناء 4 آلاف برج “إيفل” الفرنسي
تقديرات كلفة إعادة البناء تتراوح بين 20 إلى أكثر من 70 مليار دولار
دبي – جيفارا أبودقة
فيما تعيث آلة الدمار في سوريا خرابا من أدناها إلى أقصاها، يتنامى السؤال حول كلفة كل هذا الكم من الضرر الذي لحق بالبنى الفوقية والتحتية على امتداد خارطة البلاد.
وأكثر الدراسات تفاؤلا في تقدير الكلفة المالية والزمنية لإعادة بناء ما دمر في عموم سوريا، أشارت إلى أكثر من عشرين مليار دولار وسنوات طوال من العمل المتزامن والمتواصل.
فعلى سبيل المثال، تحدث خبراء وأكاديميون سوريون خلال محاضرة في الجامعة الأميركية في بيروت أن ما حصل لمدينة حلب وحدها من دمار يحتاج إصلاحه إلى نحو 6 مليارات دولار و20 سنة من العمل الدؤوب .
وأشار المهندس الحلبي عمر الحلاج الاستشاري في التنمية العقارية لوكالة الأناضول إلى أن أكثر من 38% من مباني حلب التاريخية بات مدمرا، معتبرا المدينة عينة تمثيلية عن سوريا وهي تعد الأسوأ، كونها مؤشرا خطيرا قد ينسحب على باقي المدن السورية.
غير أن دراسة ثانية التي أعدها الباحث في الاقتصاد العقاري عمار يوسف ونشرتها صحيفة “الوطن” القريبة من النظام السوري، قد أوضحت أن قيمة إعادة إعمار وترميم البلاد تفوق حاجز 70 مليار دولار قابلة للزيادة يوميا، وذلك بعد الدمار الجزئي أو الكامل لنحو1,5 مليون وحدة سكنية علاوة على الأضرار التي لحقت بالمرافق العامة والبنى التحتية.
وتحتاج أعمال إعادة الإعمار بحسب الدراسة إلى 10 آلاف ورشة تتوزع على 30 مهنة و15 ألف سيارة شاحنة و10 آلاف جبالة وسيؤدي العمل إلى تشغيل نحو 6 ملايين عامل بشكل متوال ومتعاقب.
وتحتاج العملية ذاتها تحتاج نحو 400 مليون متر مكعب من الإسمنت، أي ما يعادل مثلا بناء 1300 نسخة من برج خليفة في دبي وهو الأطول في العالم، وما لا يقل عن 30 مليون طن من الحديد، أي تفكيك مكونات أكثر من أربعة آلاف برج حديدي من زنة برج “إيفل” الفرنسي، وكل ذلك دون الحديث عن الخسائر التي لا تعوض في الأرواح، حيث قتل نحو 110 آلاف شخص، بالإضافة لمليوني لاجئ و4,25 مليون نازح من إجمالي عدد سكان سوريا البالغ أكثر من 22 مليون نسمة.
أكراد سوريا… من يدعمهم؟
لارا حسن- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
سنوات طويلة عاش فيها أكراد سوريا بظل التهميش، لكنهم وعقب موجة الاحتجاجات السلمية غير المسبوقة التي سادت البلاد منتصف مارس 2011، والتي ما لبثت أن تحولت إلى حراك مسلح أمام الحل الأمني والعسكري الذي انتهجته الحكومة ضدهم، انخرطوا بالنزاع المسلح خاصة ضد التنظيمات المتشددة لبسط نفوذهم على الأراضي التي ينتمون لها.
حمل السلاح نقل أكراد سوريا (وحدات حماية الشعب الكردي) من خانة التهميش إلى خانة القوة التي تُعد العدة لها، فكان آخر تقدم لهم على الحدود السورية العراقية حيث سيطروا على أجزاء من معبر اليعربية الحدودي في سعيهم لتثبيت سلطتهم الذاتية والموارد الاقتصادية على الأرض.
هذه القوة والثبات على الأرض فتحت الباب على مصراعيه للتساؤلات حول الجهة الداعمة لوحدات حماية الشعب الكردي، كان آخرها اتهام الجيش الحر على لسان أمين سره، عمار الواوي الذي صرح أمس السبت أن “الجيش العراقي والقوات الكردية في إقليم كردستان العراق قاما بمساندة المقاتلين الأكراد في سوريا ما أدى لاستعادتهم قرى قرب الحدود العراقية السورية”.
هذا ما نفاه وبشكل قاطع الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، ريدور خليل، باتصال هاتفي مع موقع سكاي نيوز عربية قائلا” هذه الاتهامات نتفهمها فبعض الجهات تحول الصراع في سوريا إلى صراع بين الشيعة والسنة على اعتبار أن حكومة المالكي هي حكومة شيعية وداعمة لنظام الأسد.. وهذه ادعاءات باطلة واتحدى إثبات دخول جندي عراق للأراضي السورية.. هذه دعايات وسيناريوهات للتغطية على الهزائم التي تلقوها منا”.
وما لبث خليل أن استدرك متسائلا “في الأصل لا وجود للجيش حر هنا..”
“دعم شعبي”
من جهته أكد أحد قادة الجيش الحر، والذي فضل التحفظ على اسمه، لموقعنا أنه “لا يمكن لوحدات حماية الشعب الكردي بكل ما تملكه من قوات وعتاد من غلبة داعش الآلة القتالية الأقوى والأكثر انتشارا على الأرض”.
ويقدر تعداد دولة الإسلام في العراق والشام بحوالي 8000 مسلح من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، وحققت هذه الجماعة المعروفة باسم “داعش” تقدما ملحوظا وسريعا على الأرض خاصة في المناطق الشمالية من البلاد لتتصدر قائمة الكتائب المقاتلة على الأراضي السورية من حيث التنظيم والقوة.
وفيما يتعلق بتسريبات إعلامية تتحدث عن دعم كردستان العراق لهم بالمال والسلاح، قال خليل “كنا نتمنى أن يساعدنا إقليم كردستان العراق لكنه لم يقدم أي نوع من المساعدات حتى أن معبر المالكية وهو المعبر الوحيد الموجود بيننا تم إغلاقه”.
وكشف ريدور خليل عن مصدر تمويلهم المالي بقوله “يجب التفريق ما بين السلطة وبين الشعب، فقد تكون السلطة هناك لا تتوافق معنا لكن عموم الشعب الكردي في تركيا أو العراق أو إيران قلبهم معنا وهم داعمون لنا وحملات الدعم المالي يذهب ريعها لتسليح القوات الكردية، وهذا المال يصلنا عبر طرق غير رسمية ونشتري به السلاح من السوق الكبيرة المتوفرة في سوريا هذه الأيام، كما أننا مسيطرون على عدة معابر حدودية دعمنا مردودها بشكل كبير”.
بدوره الناشط الكردي عمر (33 عاما) أكد لموقعنا أن “القوة التي تتباهى فيها قوات حماية الشعب الكردي مستمدة من القوات التي قدمت من جبال تركيا.. أي حزب العمال الكردستاني التي لا علاقة لها بأكراد العراق وأغلبهم كانوا قادة مع عبدلله أوجلان”.
وكشف لنا عمر، وهو من إحدى القرى القريبة من الحسكة، عن وجود 400 جندي منشق من صفوف النظام السوري موجودين الآن لدى كردستان العراق في معسكر تدريبي مع البشمركة دون أن يتم استخدامهم ولا مرة واحدة منذ تواجدهم هناك”.
من جهة أخرى، أكد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، أن سلطات الإقليم لن تتردد “في ضرب الإرهابيين في أي مكان” بما في ذلك سوريا، مشددا في الوقت ذاته على عدم توريط الأكراد في الصراع السوري.
كما شدد بارزاني على أنه “من واجبنا أن نحمي الكرد أينما كانوا إن كان ذلك باستطاعتنا”، مؤكدا أن قوات البشمركة قامت في السابق بتدريب شبان أكراد سوريين بهدف حماية مناطقهم من هجمات المسلحين في سوريا.
مساعدات أوروبية جديدة للاجئين السوريين
بروكسل (28 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قررت المفوضية الأوروبية تخصيص مبلغ 85 مليون يورو جديدة لصالح اللاجئين السوريين في الأردن
وفي هذا الإطار، أكد المتحدث باسم المفوض الأوروبي مكلف شؤون التوسيع ستفان فول، أن هذا المبلغ سيخصص في جزء منه أيضاً للمهجرين السوريين داخل بلادهم
وأضاف بيتر ستانو أن هذه “المساعدات المخصصة للمهجرين داخل سورية ستتركز حول تأمين مساعدات إنسانية وإغاثية أساسية طارئة”، مشيرا إلى أن 40 مليون أخرى من المبلغ الجديد ستخصص لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن وكذلك المجموعات المضيفة لهم
وقال “نحن نعي العبء الذي يشكله اللاجئون السوريون على السلطات الأردنية والمجموعات المضيفة في هذا البلد، ولذلك نحرص على الوفاء بتعهداتنا”، وفق تعبيره
وأوضح المتحدث أن المبالغ التي ستذهب للاجئين في الأردن ستتركز على ملف التعليم والتربية حيث يمكن مساعدة الطلاب السوريين على إستكمال مسيرتهم الدراسية خارج بلادهم
وشدد ستانو على أن هذه قرار اليوم سيتم تنفيذه، عبر الوكالات العاملة ميدانياً، قبل نهاية العام الحالي
ويؤكد الإتحاد الأوروبي أنه، بدوله ومؤسساته، المانح الأكبر لسورية، إذ تم تخصيص ما يقارب 1,9 مليار يورو لمعالجة الملف السوري منذ بداية الأزمة في هذا البلد تركز معظمها حول المساعدات الانسانية والإغاثية وإعانة اللاجئين
وأمام بروز الدور الإنساني للإتحاد الأوروبي في الملف السوري، يبدو الدور السياسي أكثر تراجعاً، إذ يكتفي التكتل الموحد بـ”تشجيع” الأطراف السورية المعنية على الإنخراط في عملية سياسية تفاوضية تؤدي إلى حل
وتعمل أوروبا على حث المعارضة السورية على الرد بإيجابية على الدعوات لحضور مؤتمر سلام شامل بات يعرف إعلامياً بجنيف2، والذي يشهد تحديد موعده النهائي جدلاً دولياً واسعاً
معارض سوري: يمكن للمعارضة تقويض النظام في جنيف2 وليس إسقاطه
روما (28 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال رئيس تيار سياسي سوري معارض إن المعارضة السورية ستكون قادرة في جنيف2 على تقويض النظام الاستبدادي وليس إسقاطه
وانتقد رئيس تيار بناء الدولة المعارض في سورية لؤي حسين، أداء ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية الرافض لحضور مؤتمر جنيف2، وقال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “علينا ألا ننسى أن الائتلاف تم تشكيله من قبل بعض العواصم ليكون طرفاً تصعيدياً بالأزمة، وليس طرفاً لصناعة الحل، وبالتالي من الطبيعي ألا تكون لديه أية رؤية لحل الأزمة السورية، كما علينا أن ندرك أن الائتلاف ليس سيد قراره، ولهذا لا يستطيع أن يتعامل مع مؤتمر جنيف 2 بموضوعية، فما يطلبه الائتلاف، كعادته، هو إحالة الأمر إلى المجتمع الدولي، من دون أن يترتب عليه أي جهد أو فعل سوى الشكوى” حسب قوله
وحول شروط حضور المؤتمر المتمثلة بنقاط جنيف الستة، وعلى رأسها إطلاق سراح المعتقلين، وتحديد برنامج زمني للمفاوضات، والسماح بالتظاهر وغيرها، قال حسين “بالنسبة لنا نرى أن مسألة إطلاق سراح المعتقلين تحولت إلى موضوع للتفاوض بعد أن كانت شرطاً له، هذا لأننا أدركنا بعد عامين ونصف من الصراع أن النظام لا يقبل بالتوقف عن الاعتقالات قبل التفاوض، كما ندرك تماماً أن الفوضى الأمنية التي تعم جميع مناطق البلاد لا تسمح بإمكانية التظاهر السلمي، فضمن الحرب الدائرة لا توجد أي مساحة ولو صغيرة لا يسيطر عليها مسلحو أحد الأطراف، وبالعموم، علينا أن ندرك أن النظام ليس جاهزاً لتقديم تنازلات ملموسة قبل انعقاد المؤتمر، وأنه سيحاول أن يسعى للتلاعب بموضوع المفاوضات وبنتائجها دون أن يقدم أي تنازل يساهم في حل الأزمة” وفق ذكره
وتابع “ما نراه في التيار الآن هو إمكانية تقويض النظام الاستبدادي وليس إسقاطه، هذا التقويض الذي يجب أن يتمثل في مشاركة قوى عديدة في السلطة، وتوزيع الصلاحيات الرئيسية بينها خلال فترة انتقالية تكون كفيلة بنقلنا إلى مرحلة نكون قادرين فيها على الاحتكام لصناديق الاقتراع، ولو بشكل نسبي، وهذا ما نأمل أن يحققه مؤتمر جنيف 2” حسب قوله
وعن حجم الخلافات الواسعة في تفسير إعلان جنيف، ومدى العبثية بالسير به قبل تفسيره، قال المعارض السوري “إن الحديث الآن عن تنفيذ إعلان جنيف هو مجرد إعطاء الشرعية لجنيف2، وعدم البحث عن أسباب ومقومات لعقده، فجنيف2 سيتعامل مع الأوضاع على ما هي الآن وليس على ما كانت عليه منذ سنة ونصف، وبالتالي فإن هذه التفسيرات المتعارضة لإعلان جنيف ليس لها كبير أهمية في جنيف2، الذي سيكون تسوية سياسية للحالة الراهنة اعتماداً على موازين القوى الحالية وعلى المخاطر التي تشكلها الأزمة السورية للسلم والاستقرار في الإقليم وفي العالم ككل” حسب جزمه
وعن رفض بعض قوى المعارضة إدراج نتائج جنيف2 تحت الفصل السابع، قال “إن أي حديث عن العودة لاستخدام القوة مرفوض من قبلنا، فقد انهارت البلاد نتيجة الرهان على القوة، والرهان على الاحتكام للبند السابع عبر تصعيد الأزمة، وما نريده من المجتمع الدولي هو التوافق على رفع الشرعية عن النزاع المسلح وإعطاء كامل الشرعية للصراع السياسي السلمي، مما يكفل إعادة الصراع إلى أيدي السوريين، وهذا الأمر يمكن أن يتحقق إن كان لدى الدول المعنية بالموضوع السوري الجدية الكاملة بإنهاء الأزمة وليس بإعادة إدارتها، وعلينا ألا ننسى أن الأزمة السورية باتت أكثر تعقيداً من أنها صراع بين طرفين سوريين، وهذا يجعل من موضوع البند السابع غير ذي أهمية في إنهاء الأزمة” حسب رأيه
وشدد على أنه “لا يمكن أن يعقد مؤتمر جنيف2 من دون وجود الائتلاف، ولكني أكرر أن الائتلاف ليس سيد قراره، وكذلك النظام بقدر ما، فحضور هذين الطرفين مرهون بالتوافق الروسي الأمريكي، وليس بتقريب وجهات النظر بينهما”، مشيرا إلى أن “مؤتمر جنيف2 هو مؤتمر دولي بحضور أطراف سورية، وليس مؤتمراً سورياً برعاية دولية، وبالتالي علينا أن ننظر باهتمام إلى الدول الراعية له، أي روسيا والولايات المتحدة” حسب قوله
وعن التقارب مع الائتلاف قال “طالما أن الائتلاف هو عبارة عن تركيبة من شخصيات وقوى اختارتها عواصم فلا أرى إمكانية لأي تقارب بيننا وبينه، نحن طرف سوري بكل معنى الكلمة، نريد أن نوقف انهيار بلدنا عند هذا الحد، لا أن نتابع في مسارات مجهولة المآلات، حتى نتمكن من استعادة الموضوع السوري لأيدي السوريين، والعمل على إنهاء الأزمة السورية من ناحية إنهاء وجود نظام استبدادي قمعي، وإيقاف النزاع المسلح، وإعادة لم شمل البلاد بعد التفتت إلى إمارات حربية، وإنهاء وجود مجموعات متطرفة تكفيرية، وإنهاء نزوح وتشرد السوريين خارج بيوتهم، وإنهاء حالة المجاعة التي شملت ما يقرب من ثلث عدد السوريين” على حد تعبيره
الصراع في سوريا: قصف مدفعي يطال منزل مواطن تركي على الحدود فيقتله
قتل مواطن تركي إثر سقوط قذيفة هاون على منزله القريب من الحدود السورية في بلدة جيلان بينار التابعة لإقليم شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا.
ويعتقد، وفق الأنباء الواردة من جيلان بينار، أن القذيفة أطلقت من بلدة راس العين السورية، التي تشهد معارك بين جبهة النصرة والحزب الديموقراطي الكردستاني السوري.
وقد أصاب الصاروخ منزل شخص يدعى إدريس آق غل قتل على الفور، بينما أصيبت ابنته الصغيرة بجروح نقلت على إثرها إلى المستشفى.
وقد عطلت المدارس في حي محمد عاكف آرصوي الذي وقع فيه الهاون – بحسب الإدارة المحلية لبلدة جيلان بينار – تحسبا لسقوط أي صواريخ أخرى في المنطقة.
وكان الجيش التركي قد استهدف أوائل الشهر الحالي مواقع لجماعات ذات صلة بتنظيم القاعدة في سوريا ردا على قصف مدفعي وقع قرب نقطة عسكرية تركية قرب الحدود مع سوريا.
وقد سبق أن قتل في بلدة جيلان بينار في أوقات سابقة 4 أشخاص بسبب صواريخ أو أعيرة نارية أطلقت من بلدة راس العين السورية المجاورة للبلدة التركية.
BBC © 2013
الوية قتالية رئيسية للمعارضة السورية تعلن معارضتها لمحادثات جنيف
عمان (رويترز) – أعلنت ألوية المعارضة المسلحة الرئيسية في سوريا معارضتها لمؤتمر السلام الدولي الخاص بسوريا ما لم يؤد إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد مما يزيد الضغط على المعارضة السياسية لعدم المشاركة.
وقال بيان بتاريخ يوم السبت وقعت عليه بعض من أقوى الالوية الإسلامية التي تقاتل الأسد “اي حل لا ينهي وجود الأسد بكل أركانه ومرتكزاته العسكرية ومنظومته الأمنية ولا يقضي بمحاسبة كل من اشترك في ممارسة إرهاب الدولة سيكون حلا مرفوضا جملة وتفصيلا.”
وأضاف البيان في إشارة إلى مؤتمر السلام المقترح “نعتبر حضور مؤتمر جنيف (2) أو التفاوض مع النظام بخلاف ما سبق متاجرة بدماء شهدائنا وخيانة تستوجب المثول أمام محاكمنا.”
ووقع على البيان 22 لواء معظمها ألوية إسلامية منها صقور الشام والتوحيد وأحفاد الرسول التي يعتقد انها مدعومة من قطر بالإضافة إلى حركة أحرار الشام وهي قوة كبيرة في شرق سوريا ولواء الصحابة الاصغر والذي ينشط حول دمشق.
ويقول مسؤولون منهم الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي انهم يتوقعون انعقاد المؤتمر في 23 نوفمبر تشرين الثاني في جنيف رغم ان الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة قالوا انه لم يحدد بعد بصورة رسمية.
وقاوم الائتلاف الوطني السوري خلال الايام القليلة الماضية نداءات من دول غربية وعربية للتعهد بحضور محادثات السلام قائلا انه لن يشارك اذا كان هناك أي احتمال أن يظل الأسد في السلطة.
وقالت مصادر بالمعارضة إن الائتلاف سيعقد اجتماعا في التاسع من نوفمبر تشرين الثاني لمناقشة اتخاذ موقف مفصل بشأن محادثات جنيف.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)
منظمة: سوريا تقدم خطة لتدمير اسلحتها الكيماوية
بيروت (رويترز) – قالت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية يوم الاحد ان سوريا قدمت للمنظمة اعلانا ببرنامج اسلحتها الكيماوية وخطة للتخلص منها لتلتزم بأول موعد نهائي رئيسي في خطة التدمير.
وبموجب اتفاق توصلت له الولايات المتحدة وروسيا أرسلت المنظمة خبراء الى سوريا بعد هجوم بغاز السارين قتل اكثر من 1400 شخص قرب دمشق في أغسطس آب.
ويهدف الخبراء المدعومون من الأمم المتحدة الى التخلص من ترسانة الاسلحة الكيماوية لدى سوريا بحلول نهاية يونيو حزيران 2014 .
وقالت المنظمة في بيان يوم الاحد ان سوريا قدمت للمنظمة يوم الخميس “اعلانها الاولي الرسمي الذي يغطي برنامج اسلحتها الكيماوية”.
واضافت ان الاعلان يشمل “خطة عامة للتدمير ليدرسها المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية.”
وقالت ان “تقديم سوريا (للخطة) يتفق مع الموعد النهائي.”
ولم تعط المنظمة التي فازت بجائزة نوبل للسلام هذا الشهر تفاصيل عن الترسانة السورية التي تقدر بحوالي ألف طن من المواد الكيماوية.
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
سوريا واحتمالات جنيف 2: تأجيل أم إفشال
لمياء راضي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تواجه مهمة المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي في التحضير لمؤتمر جنيف2 حول سوريا صعوبات، رغم ما يبدو من اتفاق الأطراف الدولية والإقليمية على ضرورة الحل السياسي. وقالت مصادر دبلوماسية إن الإبراهيمي يمكن أن يقترح، خلال لقائه الوفدين الأميركي والروسي في الخامس من الشهر المقبل، إرجاء عقد المؤتمر إلى يناير إذا شعر أن الظروف غير ناضجة بعد.
ورفض 19 فصيلا من المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر جينيف 2 المزمع عقده في شهر نوفمبر تحت رعاية روسيا والولايات المتحدة. وأعلنت أبرز المجموعات المقاتلة التي كانت تحسب على “الجيش السوري الحر” أن المشاركة في مؤتمر جنيف 2 “خيانة”.
وفي بيان باسم 19 مجموعة مسلحة، تلاه السبت أحمد عيسى الشيخ زعيم كتيبة “صقور الشام”، اعتبرت هذه المجموعات أن “مؤتمر جنيف 2 لم يكن ولن يكون خيار شعبنا ومطلب ثورتنا”.
وأكدت الفصائل المعارضة أن “أي حل لا ينهي وجود (الرئيس السوري بشار) الأسد بكل أركانه ومرتكزاته العسكرية ومنظومته الأمنية، ولا يقضي بمحاسبة كل من اشترك في ممارسة إرهاب الدولة سيكون حلاً مرفوضاً جملة وتفصيلا”.
“إفشال”
وتعتبر هذه الفصائل من أهم المجموعات المقاتلة المعارضة، خارج إطار “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وفي تعليق على هذا البيان، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، ألكسي بوشكوف، أن “الأوصياء الأجانب على المعارضة السورية هم الطرف المهتم بإفشال مؤتمر جنيف”.
وقال بوشكوف في “تغريدة” بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن “19 فصيلا من المعارضة السورية غير قادرة على العمل من دون مساندة من الخارج ورفضت مؤتمر جنيف ـ 2… ممولوها يريدون إحباطه”.
“مناورات”
إلا أن علي ابراهيم، نائب رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، يرى أن تلك المواقف المتشددة من جنيف2 تأتي في إطار المناورات ليحصل كل طرف على أفضل الشروط للمشاركة.
ويؤكد أن كل الأطراف الدولية والإقليمية، ومنها السعودية، متوافقة على الحل السياسي للأزمة السورية ويستنتج بالتالي أن “لا أحد يريد إفشال مهمة الإبراهيمي”.
ويضيف على إبراهيم في مقابلة مع موقع “سكاي نيوز عربية” أن “الكتلة الرئيسية من المعارضة السورية والمعترف بها من الأطراف الدولية والإقليمية لديها تحفظات على شروط المشاركة، وتريد تحسين تلك الشروط”.
وبرأيه أنه بالنسبة للمعارضة السورية “لو كان هناك دفع من الأطراف الإقليمية والدولية باتجاه مشاركتها فستحضر المؤتمر”
إيران
على الرغم من أن رفض الفصائل يهدد بإفشال جينيف 2، إلا أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي يواصل جهوده للتحضير للمؤتمر، حيث يزور دمشق الاثنين قادما من إيران، التي أعلن السبت من طهران أن مشاركتها في المؤتمر “أمر طبيعي وضروري”.
ورد الائتلاف السوري المعارض على زيارة الابراهيمي إلى طهران والتصريحات الصادرة خلالها بالانتقاد معتبرا أن “إيران هي جزء من المشكلة، وليس جزء من الحل”.
وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف، لؤي صافي “الإبراهيمي يتكلم بما يشاء، ونحن نذهب بشروطنا؛ لم أستغرب من كلام الإبراهيمي، فهذه ليست المرة الأولى التي يصرّ بها على وجود إيران منذ تسلمه هذا الملف حتى الآن”.
ومن جهتها ترفض دمشق أي حوار مع المعارضة التي تتهمها بالارتباط بدول إقليمية ودولية، أو مسلحي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 31 شهرا.
ويكرر المسؤولون السوريون أن أي مفاوضات سلام لا يمكن أن تتطرق إلى مسالة تنحي الرئيس بشار الأسد، مشيرين إلى أن هذا أمر يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الانتخاب.