أحداث الثلاثاء، 03 تموز، 2012
مؤتمر المعارضة يُقر اليوم التوافق على مرحلة «ما بعد الاسد»
القاهرة – محمد الشاذلي
دمشق، بيروت، جدة، نيويورك، بروكسيل – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – جددت المملكة العربية السعودية امس، في الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء التي عُقدت في جدة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس دعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري على نحو يُلزم النظام بالوقف الفوري لتلك المجازر والتطبيق الكامل لخطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان والهادفة الوصول إلى حل سياسي للأزمة يستجيب لتطلعات الشعب السوري.
وعقدت المعارضة السورية مؤتمراً موسعاً في القاهرة أمس برعاية جامعة الدول العربية، الذي من المقرر اختتامه اليوم بإقرار وثيقتي «العهد الوطني الجامع» و»تنحية السلطة والمرحلة الانتقالية» اللتين أعدتهما اللجنة التحضيرية للمؤتمر ونوقشتا أمس واليوم في جلسات مغلقة. ووصل عدد المشاركين في المؤتمر إلى نحو 250 شخص يمثلون غالبية أطياف المعارضة. واستهدفت الوثيقتان رسم خطط لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد، وتضمنت وثيقة العهد إقرار دستور جديد يحافظ على حرية اختيار العقيدة وممارستها، والمساواة بين النساء والرجال وكفالة الدولة للحريّات العامة والسياسية، وإقرار الدستور الجديد وضمان الحقوق القوميّة للشعب الكردي ولمختلف اطياف الشعب السوري بينهم السريان والأشوريون والتركمان. وشددت وثيقة «تنحية السلطة والمرحلة الانتقاليّة» على مرحلة النضال والإصرار حتّى تنحية الأسد ورموز السلطة، واعتبرت المرحلة الانتقاليّة «المرحلة الفاصلة بين هذا الرحيل وبين انتخاب رئيس وبرلمان على أساس دستور جديد للدولة السورية». وشرحت الوثيقة الاجراءات التوافقيّة بين قوى المعارضة على كل الصعد بما يضمن محاسبة المتورّطين من رموز السلطة في قتل السوريين، وحلّ حزب «البعث» والمؤسسات التابعة له وسائر الأحزاب والتفاهم بين عناصر الجيش النظامي ممن لم تتلطخ ايديهم بدماء السوريين وبين «الجيش السوري الحر» والمقاومة المسلحة، وتشكيل هيئة عامّة للمحاسبة والمصالحة الوطنيّة، ومكتب لتكريم ذكرى الشهداء والمعتقلين وانشاء الصروح التذكارية.
وكان الأمين العام للجامعة نبيل العربي دعا المعارضة السورية إلى توحيد الصفوف والإسراع بالتوحد والسمو على أي خلافات حزبية. وقال العربي، في كلمته في افتتاح المؤتمر، «إن تضحيات الشعب السوري أكبر منا جميعاً». والتقى العربي مندوبي الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن وسفراء الاتحاد الأوروبي على هامش المؤتمر وجرى البحث في نتائج اجتماع جنيف الأخير حول الوضع في سورية، وأهمية زيادة الضغط على النظام السوري لتنفيذ خطة كوفي أنان.
وأوضح رئيس وفد المجلس الكردي في تصريحات أن المؤتمر شكل لجنة لمتابعة تنفيذ قراراته وأشار إلى تحفظ المجلس عن اعتماد مبدأ «اللامركزية الادارية» كما ورد في وثيقة العهد وقال إننا نريدها «لا مركزية سياسية» وهناك تحفظ عن تعويض الاكراد عما تم سلبه من قبل النظام مشدداً على إعادة الاوضاع إلى ما كانت عليه سابقا قبل مصادرة الاراضي.
ووجه الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي كلمة إلى المؤتمر ألقاها وزير الخارجية محمد عمرو رحَّب فيها باجتماع المعارضة في القاهرة، وحيا «النضال والبسالة المبهرة للشعب السوري الذي يدفع ضريبة الدم من خيرة أبنائه وزهرة شبابه في مواجهة آلة قمع مجرمة». ولفت وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى أن العراق لم يكن محايداً بين المعارضة والنظام كما تصور البعض، ولم يكن ضد المعارضة والثورة السورية، متهماً النظام بأنه لم يتورع عن ارتكاب جرائم عنيفة ضد شعبه. واعتبر وزير خارجية تركيا أحمد داود اوغلو ما تمر به سورية من أعمال الإرهاب، وأن العالم لا يقبل باستمرار هذا الوضع وطالب المعارضة بتوحيد مواقفها وأن تتحدث بصوت واحد. وقال جورج صبرا الناطق باسم «المجلس الوطني السوري» ان الهدف هو «التوصل الى رؤية موحدة في شان المرحلة الانتقالية ومستقبل سورية». وأشارت الناطقة باسم لجان التنسيق المحلية ريما فليحان إلى الكثير من الأخطاء في الدعوات وكثير من الشخصيات التي لم تحضر، وأكدت أن ظروف المرحلة منعت بعض معارضي الداخل من المشاركة. وقاطعت مؤتمر القاهرة الهيئة العامة للثورة السورية والحراك الثوري المستقل والقيادة المشتركة لـ «الجيش السوري الحر في الداخل» التي اصدرت بياناً وصفت فيه مؤتمر المعارضة بانه «مؤامرة»، مشددة على ان الهدف ليس تنحية الرئيس الاسد بل «اسقاط النظام برمته».
ودعا برهان غيلون الرئيس السابق لـ «المجلس الوطني» المعارضة الى أن يكون لها موقف واحد ورؤية واحدة، وأن لا تتصارع في الفترة التي ينبغي عليها أن تنسق فيما بينها وأن يكون إسقاط النظام هو الهدف الرئيسي، وليس التنافس فيما بين أطياف المعارضة.
ميدانياً واصلت قوات النظام السوري قصف المدن المحاصرة خصوصاً حمص ودرعا ودوما وحماة ودير الزور. وقال ناشطون ان عدد القتلى تجاوز امس التسعين. ووقع انفجار داخل سجن حمص تخوفت مصادر المعارضة من ان يكون قد ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى بين المعتقلين كما تعرضت درعا المحاصرة لليوم العاشر الى قصف عنيف وتعرضت دوما للقصف بالطائرات المروحية وقال ناشطون انها تعرضت لدمار كبير واصبحت مدينة مهجورة. ووقعت مواجهات عنيفة في دير الزور بين الجيش ومنشقين. وفي ريف حلب وقعت مواجهات بعد سلسلة انفجارات داخل المدينة في الليل. وتعرضت تلبيسة قرب حمص للقصف.
وفي نيويورك بدأت في مجلس الأمن أمس المناقشات حول الخطوات المقبلة في شأن سورية في أول اجتماع عقده المجلس بعد اجتماع مجموعة العمل من أجل سورية في جنيف. واستمع المجلس الى المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي التي أوجزت في جلسة مغلقة «آخر المعلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان في سورية» بحسب ديبلوماسيين في المجلس. وجددت بيلاي الدعوة الى «إحالة الوضع في سورية الى المحكمة الجنائية الدولية للمحاسبة على الجرائم التي قد ترقى الى جرائم ضد الإنسانية».
وقال ديبلوماسي في مجلس الأمن إن «عملية الإعداد لمشروع قرار حول مستقبل بعثة المراقبين الدوليين في سورية بدأت فيما يتوقع أن يسلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريره حول الخيارات المحتملة لعمل البعثة اليوم أو غداً».
وأكدت المصادر أن «المناقشات في شأن مستقبل بعثة المراقبين (أنسميس) ستعكس مدى توافق روسيا والدول الغربية في مجلس الأمن في شأن العملية الانتقالية، خصوصاً أن روسيا تضغط لإبقاء المراقبين فيما تشكك الدول الغربية في جدوى بقائهم في سورية دون تمكنهم من أداء ولايتهم المنوطة بهم من مجلس الأمن». ورجح ديبلوماسي مطلع أن «يمدد مجلس الأمن ولاية أنسميس لأن الجميع يريدون إبقاء وجود للأمم المتحدة في سورية، في احتمال خفض عديد البعثة وتركيز مهماتها على جهود الوساطة المحلية».
من جهة اخرى هون الامين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) أندريس فو راسموسن امس من خطر وقوع مواجهة عسكرية بين تركيا وسورية وقال ان انقرة محقة في تعزيز دفاعاتها على الحدود السورية. كما أشاد بما وصفه «ضبط النفس» الذي ابدته تركيا على رغم حادث الطائرة «المأساوي للغاية.»
وكانت قيادة القوات المسلحة التركية اعلنت امس إنها نشرت ست مقاتلات من طراز «إف-16» في ثلاث حالات مختلفة ردا على اقتراب طائرات هليكوبتر سورية من الحدود اول من امس.
وهذه هي المرة الثانية في يومين التي تنطلق فيها طائرات تركية ردا على تحليق طائرات هليكوبتر سورية قرب الحدود وتأتي بعد اسقاط سورية لطائرة استطلاع تركية في اواخر الشهر الماضي.
وفي باريس اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس ان روسيا والصين لم تردا بعد على الدعوة للمشاركة في اجتماع مجموعة «اصدقاء الشعب السوري» الذي يعقد الجمعة في باريس. وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو «ان الصين وروسيا مدعوتان كسائر الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي الى هذا الاجتماع. والى اليوم لم نتلق اي توضيح بشأن مشاركتهما». وتضم مجموعة «اصدقاء الشعب السوري» اكثر من مئة دولة عربية وغربية ومنظمات دولية اضافة الى ممثلين عن المعارضة السورية، وسبق ان اجتمعت في العاصمة التونسية في شباط (فبراير) وفي اسطنبول في نيسان (ابريل). وقاطعت موسكو وبكين الاجتماعين.
الاسد يأسف لاسقاط قواته مقاتلة تركية
ا ف ب
اعرب الرئيس السوري بشار الاسد عن اسفه لاسقاط قواته مقاتلة تركية في 22 حزيران/يونيو، مؤكدا في مقابلة مع صحيفة تركية نشرت الثلاثاء ان الطائرة كانت تحلق في مسار استخدمته في السابق طائرات اسرائيلية.
وقال الاسد لصحيفة جمهورييت ان “الطائرة كانت تحلق في ممر جوي سبق للطيران الاسرائيلي ان استخدمه ثلاث مرات”، مبديا اسفه “مئة بالمئة” لهذا الحادث الذي ادى الى تأجيج التوتر بين انقرة ودمشق.
كما اعرب الاسد عن اسفه للاتهامات التركية بان الدفاعات الجوية السورية اسقطت الطائرة وهي من طراز “اف-4” عمدا بينما كانت تقوم بمهمة تدريبية فوق المتوسط.
وقال ان “الدولة التي تكون في حالة حرب تتصرف على هذا النحو، الطائرة كانت تحلق على علو منخفض جدا واسقطتها الدفاعات الجوية التي اعتقدت انها مقاتلة اسرائيلية… الجندي عند الدفاعات لم يكن لديه رادار وبالتالي لم يعلم الى اي دولة تنتمي الطائرة”.
وقدم الاسد تعازيه لاسر الطيارين اللذين لم يعثر عليهما منذ اسقاط الطائرة. واضاف “لو اسقطت الطائرة في المجال الدولي (كما تقول تركيا) لما كنا ترددنا في تقديم اعتذارنا”.
انشقاق عدد من الجنود السوريين بينهم ضابط كبير ولجوؤهم الى تركيا
ا ف ب
فر عدد كبير من الجنود السوريين بينهم ضابط كبير من النزاع الدائر في بلدهم ولجأوا الاثنين الى تركيا، كما ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية.
وقالت الوكالة نقلا عن السلطات المحلية ان بين العسكريين ال85 الذين انشقوا ايضا ثلاثة ضباط برتب عالية و18 ضابطا اخر. وبذلك يرتفع الى 14 عدد الضباط الكبار الذين فروا الى تركيا.
واضافت الوكالة ان العسكريين دخلوا الى تركيا في ريحانلي (جنوب) داخل مجموعة تضم ما مجموعه 293 شخصا بينهم نساء واطفال.
وتؤوي تركيا اكثر من 35 الف لاجىء سوري ومنشق من الجيش السوري في مخيمات في عدد من الحافظات على الحدود بين تركيا وسورية.
ومنذ اسقاط سوريا لاحدى طائرات تركيا الحربية في 22 حزيران/يونيو، ازداد التوتر بين البلدين الجارين اللذين كانا حليفين في ما مضى.
ومنذ ذلك الوقت، عززت تركيا حدودها وتقوم طائرات حربية بالاقلاع بعدما حلقت مروحيات سورية فوق الحدود ين البلدين.
المعارضة السورية التقت لوضع خطة تحرك
بيلاي: النزاع يتحول طائفياً باطراد
نيويورك – علي بردى
العواصم – الوكالات :
التقى أمس في القاهرة اكثر من 250 شخصاً يمثلون مختلف أطياف المعارضة السورية لتوحيد المواقف والاتفاق على خطة تحرك، بينما اعلن “الجيش السوري الحر” مقاطعته لهذا المؤتمر، واصفاً اياه بـ”المؤامرة”، وسط تواصل اعمال العنف التي توزعت في انحاء عدة من سوريا موقعة 30 قتيلا على الاقل. وهدف مؤتمر المعارضة الذي ينهي اعماله اليوم توحيد المواقف للخروج برؤية مشتركة للازمة التي تعصف بالبلاد.
واعلنت تركيا ان ست مقاتلات من طراز “ف 16″ انطلقت قرب الحدود رداً على ثلاثة حوادث منفصلة اقتربت فيها طائرات هليكوبتر سورية منها. وأفادت وكالة ” الاناضول” التركية شبه الرسمية ان 85 عسكرياً سورياً انشقوا بينهم ثلاثة ضباط ذو رتب عالية و18 ضابطا اخر.
وبثت محطة “تي ار تي” للإذاعة التركية الحكومية في موقعها على الانترنت، إن لواء هو بين المنشقين، الذين كانوا يتمركزون في حمص. وقالت ان المنشقين وصلوا الى معسكر ابايدين في إقليم هاتاي التركي.
ونقلت وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة عن مصدر عسكري روسي ان روسيا تملك معلومات دقيقة تؤكد ان الطائرة التركية التي اسقطتها سوريا في 22 حزيران الماضي خرقت فعلاً المجال الجوي السوري. وقال ان الطائرة المقاتلة التركية دخلت بالتأكيد المجال الجوي لسوريا وان موسكو تملك المعلومات الكاملة عن مسار الطائرة قبل اسقاطها. واضاف: “لدينا معطيات عن المسار الدقيق للطائرة التابعة لسلاح الجو التركي الى حين اسقاطها بالدفاعات الارضية السورية”. واوضح “ان هذه المعطيات تؤكد من دون لبس ان الطائرة انتهكت المجال الجوي السوري”.
ورأت وزارة الخارجية الروسية بعد لقاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والسفير السوري لدى موسكو رياض حداد، ان الوثيقة النهائية لمجموعة العمل حول سوريا الذي انعقد في جنيف تفتح الباب لتسوية الأزمة السورية.
بيلاي
وفي نيويورك امتنعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية عن عرض أي مشروع قرار في شأن الأزمة السورية على مجلس الأمن خشية عودة خلافاتها العلنية مع روسيا والصين اللتين ترفضان وضع مقررات مؤتمر جنيف لمجموعة العمل حول سوريا تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وفضلت التريث في انتظار الإستماع مجدداً الى المبعوث الخاص المشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان على الأرجح قبل نهاية الأسبوع الجاري.
وإذ رجح ديبلوماسيون أن يؤدي المأزق الراهن الى خفض مستوى مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا “أنسميس” التي ينتهي تفويضها الراهن في 20 تموز الجاري، ظهرت مؤشرات لهذه الخلافات الدولية خلال جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن واستمع خلالها الى احاطة من المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، التي حذرت من أن النزاع في سوريا “يتحول طائفياً باطراد”. وإذ أشارت الى أن المئات لا يزالون محاصرين في دير الزور والمدينة القديمة من حمص، أكدت أن طائرات الهليكوبتر تستهدف بلدات في ريف دمشق وحمص ودرعا. وقالت إن “توفير الأسلحة للحكومة السورية ومعارضيها يغذي المزيد من العنف”، وأن “ثمة خطر تصعيد” للقتال الذي صار “نزاعاً مسلحاً غير دولي”، وهذا هو الوصف القانوني للحرب الأهلية بمعايير اتفاقات جنيف الخاصة بالنزاعات المسلحة. وأضافت أنه يبدو أن الطرفين ارتكبا جرائم حرب، بيد أن “المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الحكومة”.
واعتبرت بيلاي أن “وجود أنسميس في البلاد لا يزال حيوياً”. لكن المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جيرار آرو قال إن أعضاء مجلس الأمن يناقشون الخيارات في شأن “أنسميس”، مرجحاً “خفض” مستواها، علماً أنها تتألف حالياً من 300 مراقب من العسكريين غير مسلحين وزهاء مئة موظف مدني. وأضاف أن اتفاق جنيف “هو أكثر ما تمكنا من الحصول عليه بسبب خلافات المجتمع الدولي”.
الرياض
¶ في مدينة جدة السعودية، نقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” عن بيان عقب الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء السعودي جاء فيه ان المملكة “جددت مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ اجراءات حاسمة لوقف المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري وانهاء ما يتعرض له من مذابح جماعية ومصائب انسانية تتفاقم يوما بعد يوم”.
ودعت الحكومة السعودية المجتمع الدولي الى “جهد أكبر في التعامل مع هذه الازمة على نحو يلزم النظام السوري الوقف الفوري لتلك المجازر والتطبيق الكامل لخطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الهادفة للوصول الى حل سياسي للأزمة يستجيب لتطلعات الشعب السوري دون انتقائية وفي زمن محدد”.
الأسـد يصـدر قوانيـن مكافحـة الإرهـاب
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، ثلاثة قوانين حول مكافحة أعمال العنف والإرهاب كان البرلمان اقرها الاسبوع الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان الأسد اصدر قانوناً «يقضي بأن يسرح من الخدمة في الدولة من تثبت إدانته بحكم قضائي بالقيام باي عمل إرهابي، سواء كان فاعلا او محرضا او متدخلا او شريكا، او قدم اي عون مادي او معنوي للمجموعات الارهابية باي شكل من الاشكال».
واصدر الأسد قانوناً آخر يقضي بالمعاقبة «بالاشغال الشاقة من عشر الى 20 سنة وبالغرامة من خطف بالعنف او بالخداع شخصاً بقصد طلب فدية».
كما أصدر قانوناً ثالثاً يتعلق «بمكافحة الارهاب». وعرف القانون «العمل الارهابي على انه كل فعل يهدف الى ايجاد حالة من الذعر بين الناس، أو الاخلال بالأمن العام، او الإضرار بالبنى التحتية او الاساسية للدولة، ويرتكب باستخدام الأسلحة او الذخائر او المتفجرات، مهما كان نوع هذه الوسائل او باستخدام اي اداة تؤدي الغرض ذاته».
ويعد القانون «تمويل الارهاب كل جمع او إمداد، بشكل مباشر او غير مباشر، بالأموال او الأسلحة او الذخائر او المتفجرات او وسائل الاتصال او المعلومات او الأشياء الأخرى بقصد استخدامها في تنفيذ عمل ارهابي يرتكبه شخص او منظمة ارهابية». وعرّف المنظمة الارهابية على انها «جماعة مؤلفة من ثلاثة اشخاص او اكثر بهدف ارتكاب عمل ارهابي او اكثر».
واشار القانون الى معاقبة «المؤامرة التي تهدف الى ارتكاب اي جناية من الجنايات المنصوص عليها في هذا القانون بالأشغال الشاقة المؤقتة»، وبالاشغال الشاقة من 10 الى 20 سنة بالنسبة الى «انشاء او ادارة او الانتماء الى منظمة ارهابية». وتشدد العقوبة اذا كان القصد من انشاء «المنظمة الإرهابية» تغيير نظام الحكم في الدولة او كيان الدولة. وتفرض بحسب القانون عقوبة الإعدام اذا رافق هذه الأفعال «الإرهابية» قتل شخص أو إحداث عجز به.
ويعفى من العقاب من اشترك بإحدى «الجرائم المنصوص عليها» في القانون وأخبر السلطة عنها قبل البدء بأي فعل تنفيذي. ويستفيد من العذر المخفف الذي يتيح للسلطة القبض على المجرمين المتوارين ولو بعد مباشرة الملاحقة.
(«سانا»، ا ف ب)
تسلح النظام السوري من وجهة نظر روسية
«الإيديولوجيا السياسية لا المصلحة المادية هي الدافع الأساسي وراء استمرار روسيا في تسليح النظام السوري». هذا ما قاله المحلل الروسي المستقل ألكسندر غولتز، وهو ذاته ما حاول تقرير «التايم» تسليط الضوء عليه، عبر مقاربته لتسليح روسيا للسوريين، من وجهة نظر روسية لا غربية تهويلية، كما جرت العادة. كلام كثير تناول دعم موسكو لدمشق، وحاول تفنيد أسبابه بين الحرص على المصالح المادية والإستراتيجية وبين استعادة النفوذ في المنطقة وصولاً إلى التصدي للدور الأميركي الذي يحاول تخريب المصالح الروسية. في المقابل، يؤكد الروس أن بوتين ما زال يرى العالم من منظار السياسة الواقعية التي طغت على فكر الحرب الباردة، حيث كان يجلس الطرفان على رقعة الشطرنج ويحركان القطع كما يشاءان.
وفي هذا السياق، يستعيد التقرير ما حصل في المعرض الروسي الأول للأسلحة في مطار جوكوفسكي. هناك كان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يتجول برفقة بوتين أمام دبابة «تي 90» حينما قال له الأخير «هذا ما عليك أن تبتاعه». يستشهد التقرير بهذا المثال لتأكيد أن الهدف من الكلام لم يكن تحقيق مكسب مادي، بل تعزيز النفوذ الروسي في المنطقة والتصدي للمخططات الأميركية، وهنا يعلّق غولتز قائلاً إن «صفقة الأسلحة ليست مجرّد عملية بيع وشراء. هي تتطلّب من الشاري والبائع نسج علاقات متماسكة وثابتة، تتضمن الحفاظ على الأسلحة وإصلاحها وتوفير الذخيرة والتدريب… وهو ما يعدّ دعماً جدياً».
في التقرير، يؤكد المسؤولون أن روسيا متمسكة بدعمها للأسد، لا سيما بعد الضربتين اللتين وجهتهما لها أميركا في اليمن وليبيا، وتنتقل المجلة لتنقل مشهداً من داخل معرض للسلاح الروسي، حيث يتجول وفد من السوريين ليعاين الأسلحة التي يود أن يحملها معه عائداً إلى بلاده. هناك يتم تعريف الوفد بخصائص كل سلاح، حيث يقول البائع مثالاً إن «هذا السلاح مثالي للمعارك داخل الأزقة الضيقة وفي البيوت». يمضي الوفد السوري، المؤلف من ثلاثة أشخاص، ساعات في الحديث مع بائع الكلاشنكوف أندريه فيشنياكوف، وهو مدير التسويق في الشركة التي اخترعت «أك 47». جولة الوفد كانت في معرض الأسلحة الروسي الذي افتتح الأسبوع الماضي، بحضور ممثلين عن إيران وزمبابوي والبحرين وباكستان وأوغندا، أما الحضور السوري فكان الأكثر بروزاً. ومع ذلك، وفقاً للمجلة، يبدو من الصعب معرفة الصفقات التي تخرج عن زيارات مماثلة، فهي تتم في ظروف من السريّة التامة. يُذكر أن التكنولوجيات الروسية موزعة اليوم على 600 شركة وآلاف المصانع، حيث تنتج كل شيء من السيارات إلى الطائرات وصولاً إلى المعدات العسكرية، ولكن أهمها هي «روزوبورون اكسبورت»: الشركة الوحيدة المخولة إتمام صفقات بيع الأسلحة بطريقة شرعية. يُذكر أنه خلال العام الماضي، باعت الشركة أكثر من 11 مليار دولار من الأسلحة حول العالم، من بينها أسلحة لسوريا بـ4 مليارات دولار، ما جعل روسيا ثاني أكبر مصدر للأسلحة بعد الولايات المتحدة.
وتنقل المجلة عن المدير المسؤول في الشركة أناتولي إزايكين، وهو صديق قديم لبوتين وضابط سابق في الاستخبارات الروسية، قوله إن محاولات الغرب تصوير شركته على أنها شريكة في الدم الروسي ليس سوى جزء من اللعبة السياسية، وكل المحاولات لإيقاف روسيا عن بيع الأسلحة لسوريا، ليست إلا تنافسا غير عادل.. فخسارة روسيا لسوق معينة، تعني فوزا تلقائيا لمنافسيها.. وهذا ما قد تكون عليه الحال في سوريا لو تراجعنا».
(«السفير»)
الأمم المتحدة تحذر من الطابع الطائفي للنزاع في سوريا
مؤتمر القاهرة يجاهد لتوحيد المعارضة ومرسي يرفض التقسيم والتدخل الخارجي
كشف اليوم الأول من مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة، أمس، عن خلافات جوهرية بين المعارضين، خاصة بين العلمانيين والإسلاميين الذين يرفضون الفصل الكامل بين الدين والدولة، فيما اعتبرت موسكو، التي تستقبل وفدين سوريين معارضين والمبعوث العربي والدولي إلى سوريا كوفي انان خلال الأيام المقبلة، أن وثيقة «مؤتمر الاتصال حول سوريا» الذي عقد في جنيف السبت الماضي «تفتح الباب أمام تسوية الأزمة السورية».
إلى ذلك، تنشر صحيفة «جمهورييت» التركية اليوم أول مقابلة لصحيفة تركية مع الرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الأحداث في سوريا وتأزم العلاقات بين البلدين، أجاب فيها الأسد على عدد من الأسئلة حول علاقته بتركيا وقادتها السياسيين، ومؤتمر جنيف الذي عقد السبت الماضي.
وطغى تشرذم المعارضة السورية على افتتاح مؤتمرها الاكبر والذي ضم اكثر من 250 شخصا، برعاية الجامعة العربية، في القاهرة أمس، فيما انتقد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الخطة الجديدة التي قدمها انان حول عملية انتقالية في سوريا، معتبرا أنها أقل من توقعات الجامعة العربية، حيث إنها لم تقدم مهلة زمنية «واضحة لانتقال» السلطة.
وفي اول مبادرة في السياسة الخارجية، وجه الرئيس المصري الجديد محمد مرسي رسالة الى المؤتمر تلاها وزير خارجيته محمد كامل عمر، أشار فيها الى عمق العلاقات التاريخية بين مصر وسوريا، وأكد دعم مصر الكامل لكفاح الشعب السوري، داعيا المعارضة السورية إلى الاتحاد و«بلورة رؤية موحدة لسوريا الجديدة الديموقراطية التي تطمئن كل أطياف الشعب السوري»، مشددا على أن «المطلوب هو حل سياسي يحقق مطالب الشعب السوري، ويجنب سوريا التقسيم والتدخل الخارجي، ويؤسس لمصالحة وطنية حقيقية». (تفاصيل صفحة 13)
وأعلن ديبلوماسيون ومسؤولون، حضروا المؤتمر الذي غاب عنه رئيس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني وقيادات في «الجيش السوري الحر»، أنهم لا يتوقعون التوصل إلى اتفاق مهم بين المعارضين لكنهم يأملون حصول بعض التقدم. وقال مصدر في الجامعة العربية لوكالة «رويترز»، «نحن لا نتوقع أن تتحد المعارضة اليوم بعد ما رأيناه في الاجتماعات السابقة. إنهم دائما ما يتقاتلون خلف أبواب مغلقة، لكن هناك دائما فرصة أن تتغير الأمور إلى الأفضل».
وحتى بعد أن بدأت المحادثات ظهرت انقسامات بين الإسلاميين والعلمانيين، وكذلك بين المعارضين الآتين من داخل سوريا وشخصيات معارضة مقيمة في الخارج. وقال إسلاميون إنهم يعترضون على من يدعون إلى الفصل التام بين الدين والدولة في سوريا الجديدة. وقال آخرون إن أي اتفاقات يتم التوصل إليها في القاهرة لن تكون مؤثرة بالضرورة داخل سوريا.
وقال معارضون سوريون في محادثات القاهرة إنهم لن يناقشوا تشكيل حكومة في المنفى، لكنهم سيعملون على صوغ رؤية واحدة. وأعلن ديبلوماسيون ومسؤولون عرب إنهم لا يتوقعون الكثير لكنهم يأملون حل بعض الخلافات.
وتشارك في المحادثات 10 جماعات معارضة، بينها «المجلس الوطني السوري» الذي يعاني هو نفسه من الانقسامات في صفوفه، بالإضافة إلى نشطاء وشخصيات سورية أخرى. وقال العضو في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا خضر السوطري إن «في صدارة الوثيقة التي يفترض الاتفاق عليها وتوقيعها بندا يدعو إلى الفصل التام بين الدين والدولة وهو ما لا توافق عليه جماعته»، رغم انه شدد على أن جماعته لا تسعى إلى إقامة دولة دينية.
وقال عضو «المجلس الوطني» أديب الشيشكلي إن من أكبر التحديات سد الفجوة بين المعارضين في الخارج والداخل، موضحا أن المشكلة الأساسية هي الانقسام بين جماعات المعارضة داخل سوريا وخارجها وهو أمر حاسم، لان السوريين في الداخل عليهم أن يقوموا بدور كبير في أي بناء مؤسسي.
موسكو
واعتبرت الخارجية الروسية أن وثيقة «مؤتمر الاتصال حول سوريا» الذي عقد في جنيف السبت الماضي «تفتح الباب أمام تسوية الأزمة السورية».
وذكرت الوزارة، في بيان، «ان رأينا هو أن الوثيقة النهائية تفتح الآفاق أمام مساعدة دولية فعّالة لتسوية سلمية في سوريا»، مضيفة أن «التسوية في سوريا ممكنة إن تفاوضت الأطراف بشأن الخطوات والإجراءات اللازمة لتطبيق خطة (مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا) كوفي أنان كاملة، وإن دعمت جهوده لإطلاق عملية سياسية يديرها السوريون أنفسهم».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي التقى السفير السوري في موسكو رياض حداد، أن وفدا من المعارضة السورية سيبدأ زيارة إلى موسكو غدا تستمر يومين لإجراء محادثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية. وقال «إننا نعتقد أن الوفد السوري برئاسة ميشيل كيلو الذي يشارك في مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة سيصل موسكو بعد غد، فيما سيزور رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا موسكو بعد 10 تموز الحالي». وكشف مصدر ديبلوماسي روسي إن أنان سيزور روسيا منتصف تموز الحالي.
واعتبرت واشنطن أن الخطة الدولية التي تم تبنيها في جنيف تقدم للمعارضة «ضمانات صلبة» حيال عدم مشاركة الأسد على الإطلاق بحكومة مقبلة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن خطة أنان تتضمن بنداً يشير إلى أنه يتعين قبول أعضاء هذه الحكومة الانتقالية المقبلة على أساس «تفاهم متبادل».
ودعت الحكومة السعودية المجتمع الدولي الى «إلزام النظام السوري بالوقف الفوري للمجازر» التي ترتكب في سوريا. ودعت الحكومة، في بيان بعد اجتماعها برئاسة الملك عبد الله في الرياض، المجتمع الدولي الى «جهد أكبر في التعامل مع هذه الازمة على نحو يلزم النظام السوري بالوقف الفوري لتلك المجازر والتطبيق الكامل لخطة المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الهادفة للوصول الى حل سياسي للازمة يستجيب لتطلعات الشعب السوري دون انتقائية وفي زمن محدد».
بيلاي
وأعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي ان الحكومة السورية وقوات المعارضة مسؤولة عن انتهاكات جديدة «خطيرة» لحقوق الإنسان طالت حتى المستشفيات.
وكررت بيلاي، في تصريح صحافي، بعد ان قدمت إحاطة أمام ممثلي الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن دعوتها الى إحالة النزاع السوري أمام المحكمة الجنائية الدولية «لأنني أعتقد بوجود إشارات عن جرائم ضد الانسانية»، مع إقرارها بأن هذا الامر يتطلب قرارا «سياسيا».
واعتبرت بيلاي ان «هناك احتمالا للتصعيد»، مضيفة ان «تزويد الحكومة والمعارضة بالسلاح يؤجج العنف ويجب تجنب زيادة عسكرة النزاع بأي ثمن». وقالت ان النزاع في سوريا يكتسي «طابعا طائفيا أكثر فأكثر». ودعت الى ان يقوم مجلس الامن الدولي «بتعزيز مهمة المراقبين بما يسمح لهم بأن ينقلوا بفعالية ما يحصل في مجال وضع حقوق الانسان» في سوريا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيانات، «قتل ٧٠ شخصا في أعمال عنف وقصف واشتباكات في حمص وريف دمشق ودير الزور وحلب وادلب ودرعا وحماه».
وذكرت إذاعة «تي ار تي» التركية أن 85 جندياً سورياً، بينهم لواء، دخلوا تركيا أمس.
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب،
ا ب، رويترز، ا ش ا)
دول عربية وتركيا تدعو المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها
القاهرة- دمشق- (د ب أ): دعت حكومات عربية وتركيا يوم الاثنين فصائل المعارضة السورية التي تناقش خطة بشأن توحيد الصف في القاهرة إلى تجاوز خلافاتها التي ألقت بظلال من الشك حول استعدادها لقيادة البلاد.
وقال عضو المجلس الوطني السوري وليد البني لوكالة الأنباء الألمانية إنهم ناقشوا في اليوم الأول سبل توحيد الرؤى المختلفة بين أعضاء جماعات المعارضة كي تستطيع الإطاحة بالنظام السوري “الوحشي” وقيادة البلاد إلى الديمقراطية والحرية.
وقاطع الجيش السوري الحر، الذي يقاتل من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، المحادثات التي ترعاها الجامعة العربية في القاهرة والتي تجرى على مدار يومين.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في كلمته بمستهل اجتماع المعارضة السورية الذي تستضيفه القاهرة يومي الاثنين والثلاثاء: “أمام مؤتمر المعارضة السورية اليوم فرصة يجب المحافظة عليها، وأقول وأكرر من غير المسموح إضاعة هذه الفرصة بأي حال من الأحوال، فتضحيات الشعب السوري أكبر منا جميعا وأغلى من أية خلافات أو مصالح فئوية أو حزبية ضيقة”.
وكان المجلس الوطني السوري، وهو الفصيل المعارض الرئيسي، رفض يوم الأحد خطة وافقت عليها القوى العالمية لإنهاء الأزمة المستمرة منذ 16 شهرا، ودعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل المعارضة وكذلك أعضاء من نظام الأسد.
وقال المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفى عنان، الذي دعا إلى اجتماع جنيف يوم السبت الماضي، إن عدم التحرك الآن سيحول الصراع إلى أزمة إقليمية أو دولية. ولم يتم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في نيسان/ أبريل الماضي.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو “إن وجود معارضة منقسمة يصب في صالح الطرف الآخر”، داعيا المعارضة السورية إلى تكوين جبهة موحدة ضد نظام الأسد.
وأضاف: “يجب (على المعارضة) أن تبعث رسالة قوية بأنها متحدة. سنلتقى قريبا في دمشق”.
وتصاعدت التوترات بين سورية وتركيا عقب قيام الجيش السوري بإسقاط طائرة حربية تركية قالت دمشق إنها دخلت المجال الجوي للبلاد. ودعت تركيا، التي تدعم المعارضة، الأسد إلى الرحيل قائلة إنها بصدد تغيير قواعد الاشتباك على الحدود بين الدولتين.
وقال جورج صابرا ، المتحدث باسم المجلس الوطني السوري لوكالة الأنباء الألمانية إنه يتوقع النجاح للمحادثات التي يشارك فيها 250 مندوبا، والإعلان عن خطة تحدد الفترة الانتقالية للبلاد.
وقال بيان للجيش السوري الحر إنه قرر مقاطعة اجتماع الجامعة العربية لأن المعارضة فشلت في تأمين “إقامة مناطق فاصلة تخضع لحماية المجتمع الدولي وفرض حظر جوي وتسليح المعارضين”.
يذكر أن المعارضة كثفت من حملتها العسكرية ضد القوات النظامية ووصلت بمقاومتها المسلحة إلى العاصمة دمشق.
ودخل فريق من الصليب الأحمر بلدة دوما على مشارف دمشق، والتي تتعرض للقصف والحصار من قبل القوات الحكومية منذ أسابيع. وتقع البلدة على بعد نحو 15 كيلومترا شمال شرق دمشق.
وقال نشطاء إن حصيلة قتلى يوم الاثنين بلغت 90 قتيلا، معظمهم من محافظة حمص وسط البلاد، حيث تقاتل القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على المناطق التي استولى عليها المعارضون.
وفي محافظة ادلب شمالي البلاد قرب الحدود التركية، قال نشطاء إن أكثر من مئة جندي انشقوا عن الجيش السوري، بينهم ضباط من ذوي الرتب العالية.
وقالت سوسن غوشه، المتحدثة باسم بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سورية، إن رئيس البعثة الجنرال روبرت مود عاد يوم الاثنين إلى دمشق بعد زيارة إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف، وسيراقب الوضع في البلاد عن كثب. وكانت البعثة الأممية علقت أنشطتها الشهر الماضي بسبب استمرار العنف في سورية.
ودعت غوشه كافة الأطراف إلى إنهاء العنف والحفاظ على أرواح المدنيين.
وأكدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافى بيلاى على مطالبتها لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين بإحالة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت بيلاي بعد إعداد تقرير لمجلس الأمن “من وجهة نظري، تورطت القوات النظامية وقوات المعارضة المسلحة في أعمال أضرت بالمدنيين، ويجب محاسبة المسئولين عن الهجمات ضد المدنيين”.
وأضافت “تشير الأدلة إلى وقوع جرائم ضد الإنسانية”.
وتقول المعارضة السورية إن الاضطرابات التي اندلعت في سورية في آذار/ مارس 2011 خلفت أكثر من 14 ألف قتيل، في حين تشير بيانات الأمم المتحدة إلى حوالي تسعة آلاف قتيل.
تصعيد عسكري تركي على الحدود.. والامم المتحدة تطالب بوقف دخول الاسلحة
المعارضة السورية تحاول انهاء تشتتها باجتماع القاهرة
‘الجيش الحر’ قاطع واعتبره ‘مؤامرة’.. مناع: اغلب المشاركين ‘تلفزيونيون’
لندن ـ ‘القدس العربي’: بيروت ـ القاهرة ـ دمشق ـ وكالات: قصفت طائرات هليكوبتر حربية سورية إحدى ضواحي دمشق الاثنين، وقالت تركيا إن طائرات حربية تركية انطلقت قرب الحدود السورية في الوقت الذي دخل فيه الصراع المستمر منذ 16 شهرا طورا أشد عنفا وباءت فيه الجهود الدبلوماسية بالفشل على ما يبدو، فيما هون الامين العام لحلف شمال الاطلسي أندريس فوغ راسموسن من خطر وقوع مواجهة عسكرية بين تركيا وسورية وقال ان انقرة محقة في تعزيز دفاعاتها على الحدود السورية.
وسئل راسموسن في مؤتمر صحافي إن كان يشعر بالقلق بخصوص الحشد العسكري التركي، وإن كان ثمة احتمال ان يؤدي الى مواجهة عسكرية مع سورية فقال ‘كلا بالعكس.. أنا أشيد بتركيا لما أبدته من ضبط للنفس برغم حادث الطائرة المأساوي للغاية’.
ووصل القتال الذي تستعر ناره في شتى أنحاء البلاد إلى أبواب العاصمة في الأسابيع الأخيرة حيث تأخذ المعركة الرامية للاطاحة بالرئيس بشار الأسد على نحو متزايد طابع حرب أهلية شاملة تؤججها كراهية طائفية.
جاء ذلك فيما بدأ معارضون سوريون الاثنين اجتماعا في القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية يهدف الى بلورة رؤية مشتركة لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الاسد وذلك بعد ان رفضوا خارطة طريق دولية تنص على حكومة انتقالية.
ويهدف اجتماع المعارضة السورية الى الخروج بوثيقتين الاولى وثيقة العهد الوطني وهي بمثابة مشروع دستور للدولة السورية الديمقراطية والوثيقة الثانية تتضمن سبل التعامل مع الازمة التي تشهدها سورية وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية.
ويشارك في الاجتماع الذي يختتم اليوم الثلاثاء نحو 250 من اطياف المعارضة السورية من الداخل والخارج حيث يناقش المؤتمر تشكيل مظلة جامعة للمعارضة السورية أو توسيع المجلس الوطني المعارض ليصبح هو المظلة الجامعة.
وقال جورج صبرا المتحدث باسم المجلس الوطني السوري ابرز جبهات المعارضة السورية، ان الهدف هو ‘التوصل الى رؤية موحدة بشأن المرحلة الانتقالية ومستقبل سورية’.
في المقابل اعلن الجيش السوري الحر مقاطعته المؤتمر، واصفا اياه بـ’المؤامرة’ في وقت يتواصل القصف العنيف على احياء مدينة حمص المحاصرة في وسط سورية وريف دمشق.
ووصفت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل مؤتمر المعارضة في القاهرة بانه ‘مؤامرة’، مشددة على ان الهدف ليس تنحية الرئيس السوري بشار الاسد بل ‘اسقاط النظام برمته’.
واضاف البيان ان مؤتمر القاهرة يأتي ‘عقب المقررات الخطيرة لمؤتمر جنيف التي تصب كلها في خانة انقاذ النظام والدخول في حوار معه وتشكيل حكومة مشتركة مع قتلة أطفالنا وأبنائنا من حكومة الحرب التي أنشأها المجرم بشار الاسد’.
من جانبه انتقد هيثم مناع من هيئة التنسيق الوطنية حضور اكثر من 70 بالمئة من معارضات الخارج فيما تم تهميش معارضة الداخل، واضاف مناع في اتصال هاتفي مع ‘القدس العربي’، ‘الحضور كانوا تلفزيونيين ليس لديهم اي تأثير على الداخل السوري، وكان يجب ان تتم دعوة الاغلبية او على الاقل النصف من داخل سورية’.
واضاف مناع حول التوقيع على وثيقة العهد الوطني المتوقع صدورها مساء اليوم الثلاثاء، ‘اعتقد انه يجب على الجميع ان يوقع هذه الوثيقة، العالم ينتظر توحد المعارضة السورية، وان يكون هناك هيكل واحد يمثل السوريين جميعا، بعد ان فشل المجلس الوطني السوري في ذلك، ليس لدينا بديل الا ان ننجح، لنصل الى صيغة الحد الادنى لنبني برنامج المرحلة الانتقالية’. وتمنى مناع في نهاية حديثه لـ’القدس العربي’ ان لا ينسحب احد قبل التوقيع على وثيقة العهد الوطني.
ومن جهتها اعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الاثنين ان الحكومة السورية وقوات المعارضة مسؤولتان عن انتهاكات جديدة ‘خطيرة’ لحقوق الانسان طالت حتى المستشفيات.
وكررت بيلاي في احاطة امام ممثلي الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن دعوتها الى احالة النزاع السوري امام المحكمة الجنائية الدولية، مع اقرارها بأن هذا الامر يتطلب قرارا ‘سياسيا’.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي الاثنين إن الحكومة السورية والمعارضين يتلقون المزيد من الاسلحة مما يؤجج العنف، واضافت بيلاي ‘استمرار تزويد الحكومة السورية ومعارضيها بالاسلحة يؤجج العنف… يجب تجنب أي تسليح للصراع بأي ثمن’.
ودعت الحكومة السعودية في ختام اجتماع لها الاثنين المجتمع الدولي الى ‘الزام النظام السوري بالوقف الفوري للمجازر’ التي ترتكب في سورية.
وعلى الصعيد الميداني قتل ثلاثون شخصا في اعمال عنف في سورية الاثنين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت تستمر الاشتباكات والعمليات العسكرية في مناطق عدة من البلاد.
وافاد المرصد عن مقتل مواطنين اثنين جراء القصف الذي تتعرض له بلدة الرستن في ريف حمص.
القاعدة تتبنى اقتحام مقر قناة ‘الإخبارية‘
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: تبنّت ‘جبهة النصرة’ احد أجنحة تنظيم القاعدة في بيان أصدرته أمس الأثنين، الهجوم على مباني قناة ‘الاخبارية السورية’، وقالت الجبهة في بيانها ‘الحربَ التي أعلنها النظامُ على سورية قد طالتْ كل شيء، وان النظام استخدم فيها كل شيء، ومما استخدمه إعلام الدولة الذي دفع الناس ثمن معداته، وكلفة أبنيته، وفواتير استمراره’.
وقالت الجبهة ولفتت إلى أن هذا الاعلام كان جزءاً من الشبيحة والجنود القتلة وأنّ قناة الإخبارية السورية كانت ‘إحدى أذرع النظام الضاربة وأنها كذّبت واخترعت وأجرمت وفق ما ادعى بيان جبهة النصرة.
وبخصوص تفاصيل الهجوم على مقر قناة الإخبارية قالت جبهة النصرة انه تم اختيار الهدف ورصده واستطلاع حركات عناصره، ومداخل مبنى القناة ومخارجه، وأنه وفي الساعة الرابعة فجراً من يوم الأربعاء الفائت 27-6-2012م، تم اقتحام المبنى من قبل مقاتلي الجبهة فاشتبكوا مع عناصر حماية المبنى فقتل من قتل، وجرح من جرح، وأُسر من أُسر، ثم أكمل المقاتلون تدمير الإدارة والمكاتب والاستوديوهات بالعبوات الناسفة.
وكان ثلاثة إعلاميين يعملون في الإخبارية السورية سقطوا نتيجة هجوم تعرضت له القناة فجر الأربعاء الماضي كما أسفر الهجوم عن أسر 11 عنصراً من عناصر حماية المبنى.
وأشارت سانا حينها إلى أن المهاجمين قاموا بزرع عبوات ناسفة في مبنى القناة لقتل أكبر عدد من الاعلاميين العاملين فيها، وأشارت إلى أنّ الجهات المختصة تلاحق ‘عناصر المجموعات الارهابية’ التي هاجمت مبنى قناة الإخبارية السورية.
في سياق آخر قالت مصادر إعلامية سورية ان القوات السورية حددت مكان وجود الضابطين اللواء الطيار فرج شحادة المقت والعميد الركن في فرع فلسطين أحمد منير الشليبي، اللذين كانا قد اختُطفا في وقت سابق من قبل مسلحي ما يُعرف بـ ‘الجيش الحر’، وأفادت مصادر أن القوات السورية فرضت طوقاً محكماً حول المكان الذي اقتيد إليه الضابطان بعد اختطافهما.
وكانت السلطات السورية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن قيام مجموعة إرهابية مسلحة باختطاف اللواء الطيار فرج شحادة المقت من منطقة العدوي، بعدها قامت مجموعة تابعة للجيش الحر ببث مقطع فيديو يظهر اللواء المقت ومعه العميد الركن أحمد الشليبي وقد تعرضا للضرب وظهرت كدمات على وجهيهما، وهما يجلسان وسط مجموعة من المسلحين.
ونفت المصادر أي فكرة للتفاوض حول استرجاع الضابطين عبر أي شكل من المقايضة وفق ما تحدثت مصادر إعلامية.
مرسي يدعو المعارضة السورية إلى بلورة رؤية موحّدة لسورية ‘الجديدة الديمقراطية‘
القاهرة ـ يو بي آي: أعلن الرئيس المصري محمد مرسي، الإثنين، دعم بلاده الكامل للشعب السوري، داعياً المعارضة السورية إلى بلورة رؤية موحدة لسورية الجديدة الديمقراطية.
وقال مرسي، في كلمة وجهها إلى مؤتمر المعارضة السورية الذي بدأ أعماله بالقاهرة تحت رعاية جامعة الدول العربية، ‘إن الشعبين المصري والسوري يربطهما تاريخ طويل ونضال ومصير مشترك’، وأردف ‘هكذا حررنا بيت المقدس، وتصدينا للغزو المغولي، وخضنا حرب تشرين الأول (أكتوبر) ‘1973.
وأضاف ان سورية ‘هي امتداد للأمن القومي المصري والعكس، فاستقرار سورية وحرية شعبها في قلب اهتمامات مصر’، مشيراً إلى أن ‘مصر وسوريا كانتا معا دولة واحدة وشعبًا واحداً’.
وقال مرسي ‘أن الشعب السوري يناضل ببسالة مبهرة ويدفع الثمن في مواجهة آلة قمع لا تستثني طفلاً ولا امرأة وذلك للمطالبة بالحرية والديمقراطية، ومن يفهم هذه المطالب مثل الشعب المصري، الذي خرج بها في 25 يناير في ثورة سلمية’.
واعتبر ‘أن وقفة الشعب المصري إلى جانب الشعب السوري هي واجب وليس فقط مسألة أمن قومي’، رافضاً ما أسماه ‘القمع الوحشي’ إيماناً ‘بثورة 25 يناير فقط، وتأييداً لحقوق الشعب السوري’.
بيروت… مدينة آمنة لمقاتلي المعــارضة السورية
لم يعد وجود مقاتلي المعارضة السورية يقتصر على مناطق الشمال اللبناني. وصل هؤلاء إلى العاصمة بيروت. هنا يتنقلون بحرية، بينهم ناشطون إلكترونيون وباحثون عن بيوت آمنة. وهناك، أيضاً، الباحثون عن استراحة محارب
زياد الزعتري
ألِف المعارضون السوريون الإقامة في لبنان. ذهب خوفهم. ورغم اتهامهم أجهزة الاستخبارات بمطاردتهم، باتوا يتحركون بحرية تشوبها بعض الاستثناءات المناطقية. كثيرون يتصرفون على اساس انهم في بلاد يُعد جزءٌ منها معسكر نصرة لـ«الثورة السورية».
بين الحمرا والسوديكو، تلتقي بعضهم. كذلك في أنطلياس. ورغم أن بعض مناطق البقاع والضاحية الجنوبية شبه محرّمة عليهم، إلا أن ما خلا ذلك مباح. لا يمكنك تمييزهم من هيئتهم الخارجية. لحىً مشذّبة وأحياناً ذقونٌ حليقة. تتحرّك قلّة منهم بسيارات زجاجها مزوّد بحاجب للرؤية، فيما يتنقل آخرون من دون وجل بسيارات لبنانية مستأجرة.
ينتشرون في المطاعم والمقاهي. يتناقشون في السياسة والأمن. يعقدون صفقات ويُزايدون بعضهم على بعض في موعد سقوط النظام. يُحددون ساعات الصفر حيناً ويندبون «شهداءهم» أحياناً مستذكرين مآثرهم. يُحلّلون في السياسة الدولية والاستراتيجيا. يحكون عن روسيا واميركا وتركيا. و«عن سوريا الجديدة ومرحلة ما بعد بشار الأسد». كل ذلك، ليس فيه محظور. لكن أن تجد بينهم مقاتلين متمرّسين فذلك يستدعي التساؤل، لا سيما أن المعلومات تفيد بأن عدداً من المقاتلين الذين شاركوا في أعمال قتل قدموا إلى بيروت لقضاء فترة نقاهة واستجمام، علماً أن عدداً منهم يعاني نكسات نفسية لهول ما شاهد أو اقترف.
في مقهى في شارع الحمرا، يُخبر أحدهم عن المرة الأولى التي نفّذ فيها حُكم إعدام ذبحاً بحق «عوايني عميل للنظام»، في منطقة تلكلخ. يستفيض المقاتل المعارض في الشرح عن الحاجز الذي كسرته التجربة الأولى، مشيراً إلى أنه بعد المرة الأولى تُصبح العملية آلية ومجرّدة من الشعور.
إذاً، وصل مقاتلون سوريون إلى العاصمة بيروت. تحرّكٌ ليس مفاجئاً، لا سيما أن متابعة مسار انتشار نشطاء المعارضة السورية على الرقعة اللبنانية تكشف عن مراحل عدة مرّت فيها قبل الانتهاء في شوارع العاصمة ومقاهيها. المرحلة الأولى شهدت انتشاراً محدوداً لهم في مناطق وادي خالد وعرسال ومشاريع القاع. حصر هؤلاء أنفسهم ضمن هذه البقعة الجغرافية، لكن المرحلة هذه تميّزت بحفاظهم على توخّي الحيطة والحذر حرصاً على السرية في تحركاتهم. كان هؤلاء مرصودين من جهاز استخبارات الجيش. المرحلة كانت لتبقى طي الكتمان، لولا تصريح وزير الدفاع فايز غصن عن وجود تنظيم «القاعدة» في جرود عرسال. وقد جاء ذلك على خلفية توقيف عناصر من استخبارات الجيش للمطلوب حمزة ق.، وما أعقبه من حيلة أدت إلى إطلاقه بعد محاصرة مجموعته التكفيرية لعناصر الجيش وتهديدهم بالقتل وانتزاع بندقياتهم منهم وتخريب سياراتهم.
عقب ذلك، بدأ المناهضون للنظام السوري بالتمدد. كان ذلك يجري على إيقاع الأحداث في سوريا واشتدادها، باعتبار أن معظم القرى السورية الحدودية المحاذية للبنان كانت خاضعة لسيطرة معارضي النظام. هذه كانت المرحلة الثانية. وترافقت مع احتضانٍ سياسي منقطع النظير لاقوه شمالاً. أسفر ذلك عن وصولهم إلى عاصمة الشمال طرابلس. حجمهم المتعاظم دفع بالبعض إلى تسميتها «مدينة الثورة السورية»، لا سيما ان شخصيات سياسية وفّرت مظلة حماية للبارزين منهم، الذين يتنقّلون حاملين معهم أسلحتهم الفردية خشية تعرضهم لـ«خطف من جهات موالية لحزب الله». مع الإشارة هنا إلى المعلومة المتداولة والموثقة لدى أكثر من جهاز أمني تفيد بأن قيادياً بارزاً في قوات المعارضة السورية، من ذوي الميول الإسلامية المتشددة، رُصد أكثر من مرة يتنقل في سيارة تحمل لوحة مجلس النواب، بمواكبة سيارة تقل مسلّحين. فضلاً عن المعلومات الموجودة عن تنقّل قادة من «الجيش السوري الحر» تحت حماية شخصيات سياسية لبنانية.
ورغم الاحتضان الذي توفّر لهؤلاء، إلا أن الخيط الرفيع الذي كان يحافظ عليه المعارضون السوريون لم ينقطع إلا مع حادثة توقيف شادي المولوي وإطلاق سراحه تحت الضغط السياسي والشعبي. آنذاك، كُشف النقاب عن مرحلة جديدة وأُسدل الستار على ما سبقها. فالمرحلة الجديدة قوامها «حصانة سياسية» ركيزتها «منع أي جهاز أمني من توقيف أي ناشط سوري مهما كان جرمه». هنا تنفّس هؤلاء الصعداء، ليبدأ دبيبهم في مختلف المناطق. الغطاء الأمني صار مشاعاً. ترافق ذلك مع غض نظر غير مسبوق من قبل فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي تجاه مختلف الأنشطة السياسية وحتى العسكرية التي تتعلّق بالأحداث في سوريا. فقد نأى فرع المعلومات بعناصره عن هذا الاستحقاق. وقد سبق ذلك كفّ السياسة ليد الأمن العام واستخبارات الجيش على هذا الصعيد. عند هذه النقطة، لم يعد يجرؤ أيّ من القيّمين على هذه الأجهزة على توقيف أي ناشط في المعارضة السورية المسلحة، لافتقادهم الغطاء السياسي.
الخلاصة السابقة باتت معمّمة لدى معظم المعارضين السوريين الذين باتوا يعلمون أن توقيفهم محرّم في وطن الأرز. ورغم ذلك، يؤكد أحدهم أن هناك مسائل يحتاطون عند تنفيذها، لا سيما مسألة نقل السلاح. وبما أنهم «يعلمون أن أجهزتهم الهاتفية وتحركاتهم مرصودة من قبل رجال حزب الله، فإنهم يأخذون ذلك في الحسبان».
قاطع رؤوس في شارع الحمرا
شابٌ لا يتجاوز الثلاثين من عمره يجلس في أحد المقاهي المعروفة في شارع الحمرا الرئيسي. يأخذ مكانه بين رجلين، أحدهما لبناني. يبرر وجوده في بيروت بطلب الراحة النفسية. يتحدث عن الفظائع التي شهدها. يسرد روايات لجرائم يقول إن النظام ارتكبها. يسرح قليلاً ثم يعود ليتحدث عن المرة الأولى التي ذبح فيها إنساناً. يصف رؤيته الخوف في عيني الرجل الذي «لم يبد أي مقاومة. فقط كان يتلفّظ بالشهادة». يقول إن زميله ناوله سكيناً طالباً إليه تنفيذ حُكم الإعدام به، زاعماً أن صديقه نفّذ عدة عمليات قبله لتشجيعه. يذكر أنه أمسك السكين بيدين مرتجفتين ثم أمسك بشعر الرجل. يغوص في التفاصيل، فيذكر أنه داس على ظهر ضحيته قبل ذلك ثم شدّ الرأس إلى الأعلى قبل أن يغرز السكين في رقبته بتشجيع من صديقه الذي كان يصيح: «الله أكبر». يذكر أن السكين علقت في رقبة الرجل، لكنهم تمكن من اقتلاع رأسه. يقول إنه لم يستطع النوم لثلاث ليالٍ متتالية. فقد كان كلّما يُغمض عينيه يسترجع مشهد الرجل المذبوح الذي كان في أواخر الأربعينيات.
القوات السوريّة تعبر الحدود
روبير عبد الله
عكار | منذ انتهاء حادثة الخطف المتبادل بين وادي خالد وسهل عكار الشهر الماضي، خفت ضجيج السياسة في المنطقة. كأن شيئاً تغيّر آنذاك: لم يرحب أهالي الوادي بزيارات الشيخ أحمد الأسير، ولا بزيارة جو ليبرمان، وحتى الحماسة لاستقبال قادة 14 آذار لم تعد كما كانت. مظاهر التغيّر واضحة للعيان: انعدمت حركة الشاحنات باتجاه الوادي، تراجع عدد فانات نقل الركاب، والقليل الذي بقي قلّ عدد ركابه.
ويُروى في الوادي أن مردود تهريب السلاح كان مرتفعاً لكن قلة من أهل الوادي استفادت منه، فيما شملت تداعياته جميع أهالي الوادي، سواء في الحصار الذي فرض على الوادي أو في الأعمال العسكرية التي طالت حدوده. وقد تعرض الوادي لمخاطر أمنية، بفعل الانتشار الكثيف للجيش السوري على كامل الحدود، والذي أصبحت تهديداته بالرد على أي إطلاق نار عليه واضحة من دون لبس. لذلك، يقول العلي، إن أهالي الوادي «رفعوا الغطاء نهائياً» عن أي شخص يحاول الاقتراب من الحدود بنيّة تهريب السلاح أو إطلاق النار باتجاه سوريا. ورفع الغطاء معناه، في نظر العلي، نقلاً عن وجهاء العائلات والعشائر، «سقوط حق أهله بالرد» في حال قتله على الحدود «من أجل حماية بلدنا».
وكان أهالي الوادي قد تراجعوا عن فكرة تشكيل لجان أمنية لحماية الحدود، خشية عدم التمكّن من ضبط حركة اللجان، وآثروا القيام بتبليغ القوى الأمنية بالخروقات على الجانب اللبناني، إضافة إلى تبليغهم النازحين السوريين في حال تكرار حوادث إطلاق النار «بعدم استقبال غير النساء والأطفال والعجّز».
وفي وقت سابق، استقبلت مديرية استخبارات الجيش في الشمال وفداً من رؤساء بلديات ومخاتير ووجهاء وادي خالد والجوار، وأبلغتهم توجيهاتها بالتشدّد في قمع الخروقات الأمنية عبر الحدود. ولكن ترجمة تلك التوجيهات تباينت على أرض الواقع في الوادي: بينما اكتفى فريق من أهل الوادي بالمراقبة والتبليغ، شكلت المناطق ذات الوجود الكثيف لعشيرة الغنّام، لجاناً أمنية، تكفّلت بحراسة الحدود.
هكذا يقول مختار الهيشة محمد الأحمد، الذي تابع حادثة الدخول السوري المحدود قرب مركز الأمن العام على جسر قمار أمس. ويشير إلى إنه تلقّى اتصالاً من ضباط سوريين يبلغونه فيه عزمهم على قصف الأماكن التي أطلقت منها قذيفتا «آر بي جي» باتجاه مركز الهجرة والجوازات، وأن وابلاً من الرصاص رافق عملية إطلاق القذيفتين، الأمر الذي أدى إلى إصابة عنصرين من المركز المذكور. وأشار الأحمد إلى أنه بذل جهوداً مضنية لإقناع الضباط السوريين بالامتناع عن الرد بقصف الأماكن التي انطلقت منها النيران، والتي حددها السوريون بمحطة محروقات ومنازل معيّنة. وأشار إلى سعيه بالمقابل إلى إقناع أهالي الوادي بضرورة ضبط الحدود المقابلة لقراهم وبلداتهم، مع العلم، يضيف الأحمد، «بأن عشيرة الغنّام تسهر على حماية الحدود في المنطقة الممتدة من جسر الأسود حتى معبر شهيرة على مسافة تقارب الخمسة عشر كيلومتراً». وينقل الأحمد عن الضباط السوريين أن إطلاق النار عليهم دفعهم إلى الرد على مصادر النيران والاندفاع في تعقّب المسلحين حتى مركز الأمن العام القديم. وفي طريق العودة اعتقل الجيش السوري عنصرين من الأمن العام اللبناني وأخذهما إلى مسافة أمتار قليلة ضمن الأراضي اللبنانية باتجاه الحدود، لكن لم يلبث آمر الفرقة العسكرية السورية أن أصدر أمراً بإطلاق سراحهما.
من جهته، رأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن اجتياز وحدة عسكرية سورية الحدود اللبنانية واحتجاز عنصرين من الأمن العام اللبناني وتركهما لاحقاً، أمر مرفوض يخالف القوانين والأعراف الدولية من جهة، ويتجاوز مبدأ التنسيق الواجب بين البلدين على طول الحدود. بدوره، دان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي احتجاز الجيش السوري العنصرين. وتلقى ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، الذي أبدى تفهم بلاده «لموقف لبنان بتطبيق سياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا».
مقاتلو إدلب يصبحون أكثر تجهيزاً وقوة يوماً بعد يوم
لميس فرحات
في وقت ترتفع حدة العنف في سوريا وتزداد الضغوط الدولية على نظام الأسد، تتحدث تقارير جديدة عن أن مقاتلي الجيش الحر أصبحوا أكثر تجهيزاً وقدرة على مقارعة القوات الحكومية.
رافقت صحيفة الـ “تليغراف” عدد من مقاتلي الجيش الحر في محافظة إدلب حيث راقبت التحضيرات السابقة للعمليات الهجومية، وعادت باستنتاج مفاده أن الثوار يصبحون أكثر تسليحاً وقوة وعدداً يوماً بعد يوم.
“ميشو” اسم حركي لمقاتل من إدلب، وهو عامل ميكانيكي سابق يقاتل اليوم في صفوف الجيش السوري الحر. انضم إلى القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد بعد أن عجز عن احتمال الأعمال الوحشية التي تقوم بها القوات الحكومية ضد الشعب. كما يقول.
ويضيف: “النظام يقتل نساءنا وأطفالنا، لقد أثر ذلك على حياتنا وعلى الآخرين أيضاً. أنا أقاتل كي أستطيع أن أنام في يوم من الأيام بأمان مع عائلتي”.
يروي العديد من الشباب المقاتلين في إدلب الكثير من القصص عن تدمير بيوتهم واعتقال أصدقائهم وتعذيب أفراد عائلاتهم ومقتل بعضهم وجرح الآخرين منهم.
ويقول أحدهم: “مع قتل كل طفل من أطفالنا ينمو لدينا الحافز أقوى من أجل قتال هذا النظام”.
وأشارت الصحيفة إلى الفارق في العدة وفي الخطط بين المراحل السابقة للمقاتلين في إدلب وبين المرحلة الحالية، معتبرة أنهم باتوا أكثر تنظيماً وتسليحاً من ذي قبل، فثوار ادلب يحصلون على كميات كبيرة من السلاح، معظمها يأتي من تركيا.
بدأت كميات كبيرة من الاسلحة بالتدفق إلى سوريا من تركيا. ويقول أحد الثوار ان شحنتين من السلاح، مدفوعة من قبل قائد من “أصدقاء في الخليج”، بالتعاون مع وسيط لبناني كبير، قد تم تسليمها لمجموعات تابعة لجماعة الاخوان المسلم السورية.
قبل ثلاثة أشهر كان الثوار يقولون إن “المافيا” في تركيا توقفت عن تزويدهم بالسلاح بعد أن تلقت ما يسموه “تعليمات” بعدم بيع الأسلحة.
الآن، يقول قائد كبير في محافظة ادلب، إن المقاتلين يستطيعون الحصول على قذائف صاروخية وأسلحة أخرى من تلك المصادر ذاتها. ويضيف:”نعتقد أن المصدر أعطي الضوء الأخضر من قبل الغرب”.
وحتى “لواء شهداء إدلب” الذي لم يحصل على دعم عسكري من الخارج قبلاً، يبدو الآن أفضل تجهيزاً بسبب الورش العسكرية التي أقامها لصناعة السلاح وتحديداً العبوات الناسفة والقنابل البدائية التي تحتوي على مسامير تفتك بالهدف.
يخشى الثوار أن أساليبهم القتالية قد تؤدي إلى النظر إليهم على أنهم مجموعات إرهابية. لكنهم يقولون إن من يواجه دبابات الحكومة والمدفعية، ليس لديه خيار سوى اتخاذ إجراءات متطرفة.
يقول عمر، أحد المقاتلين من إدلب: “نحن نصنع العبوات الناسفة، لأننا نفتقر إلى الموارد الكافية، لأنه لا يوجد دعم خارجي. الناس يذبحون ولا أحد يساعدنا”.
في واحدة من العمليات التي خطط لها الثوار، أرادوا استدراج القوات الحكومية في فخ من خلال إقامة نقطة تفتيش تابعة للثوار بالقرب من قاعدتهم حتى تقترب ويقومون بتفجيرها.
قام عمر بوضع قنبلة على حافة الطريق المؤدي من القاعدة ورفع علم الثوار، ثم بدأ بوقف حركة المرور معتمداً على أن يقوم أحد المارة بإبلاغ القوات الحكومية.
لكن عندما أتى الجيش، اختار الجنود الاتجاه المعاكس ولم يسلكوا الطريق التي وضعت فيها العبوات الناسفة. فر المقاتلون تحت نيران الاسلحة الآلية الثقيلة والدبابات، بعد أن اصبح سلاحهم عديم الفائدة لوجوده في المكان الخطأ.
كانت المناوشة بين الطرفين قصيرة، لكنها أظهرت أن المقاتلين لا يزال لديهم الكثير لتعلمه، كما أظهرت أيضاً قدرة الجيش المحدودة على الرد.
تسيطر المعارضة اليوم على مساحات شاسعة من الأراضي المتاخمة في أجزاء من الشمال. ويبدو أن القوات الحكومية غير قادرة على السيطرة على أرض المعركة لأنها تضطر إلى اللحاق بالثوار في معارك متنقلة تمنعها من السيطرة بحزم على كل المناطق.
واعتبرت الـ “تليغراف” أن الثوار أصبحوا أفضل تجهيزاً ويملكون الخبرة والدافع أكثر من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن الاجتماعات الأولى للثوار كانت عبارة عن بعض الافراد. أما اليوم فيتجمهر المئات من المقاتلين في مكان سري في إدلب، قريب من كروم الزيتون المغبرة.
الثوار يتسلحون بالقنابل والبنادق والرصاص، ويحملون مسدسات وسكاكين تربط في الأحزمة أو محشوة في جيوبهم. كانوا قد تجمعوا لإطلاق واحدة من أكبر الهجمات على نقطة تفتيش للجيش وقاعدة عسكرية في بلدة أرمناز.
باسل أبو عبده هو قائد المجموعة الذي يتمتع بكاريزما عالية استطاع من خلالها توحيد الجماعات المتباينة من المقاتلين في تنظيم متماسك، وهو “كتائب شهداء ادلب” الذي يضم أثر من 1600 مقاتل.
تجمهر نحو 400 رجل لتنفيذ العملية، وانتقل باسل فيما بينهم لإعطاء التعليمات، وضمان توزيع الأسلحة بالتساوي، وتنظيم المقاتلين إلى فرق الهجوم البري، ومجموعات الدعم والوحدات الدفاعية.
ما ان توجهوا لتنفيذ العملية، أطلق فريق واحد النار قبل الأوان، فتنبه الجيش السوري إلى وجودهم. علا الصراخ وأزيز الرصاص بسرعة وفرّ الثوار عبر بستان الزيتون، في الشوارع والأزقة.
توقف أحد المقاتلين وانحنى على ركبة واحدة ليطلق قذيفة آر بي جي. وسرعان ما خرج من سحابة من الغبار والدخان وهو يصرخ: “الله اكبر ..الله أكبر”.
بعد أن فقد الثوار عنصر المفاجأة الذي يعتبر أساسياً في معاركهم، أجبروا على التراجع. لكن ما حدث أثبت أن المزاج العام لدى الثوار أصبح أكثر تفاؤلاً وثقة.
على الرغم من أنهم يعانون من قلة الانضباط وسوء التنظيم وقلة التجهيز، إلا أنهم يعتقدون الآن أنهم منتصرون.
في الأسبوع الماضي، قال الرئيس بشار الأسد للمرة الأولى أن سوريا في “حالة حرب حقيقية”. على الأقل، يتفق الثوار والرئيس على هذه النقطة.
كاتب سعودي: قصف حمص بسبب الحقد على (السنّة) والانتقام من التأريخ
هذه أسباب هجمة النظامين السوري والإيراني الشرسة على مدينة حمص وعلى الحيين فيها: بابا عمرو والخالدية. لديهم كره لحمص لأن فيها قبور الصحابة بما فيهم خالد بن الوليد وعمرو بن معد يكرب، وسكانها اليوم هم الأبطال أحفاد أولئك الصحابة الأجلاء العظام…
إيلاف: يسمي الكاتب عبدالله السلطان الحرب في سوريا بأنها (قادسية الثأر في سوريا) ،معتبرا ان سقوط النظام السوري هزيمة كبرى لإيران التي تسعى مع النظام نحو “إيجاد دويلة ذات لون طائفي على البحر الأبيض” ، عبر ” تأجيج حرب أهلية -طائفية كوسيلة لتحقيق الهدف”. وبحسب السلطان فان هناك اسبابا مهمة وراء تركيز قوات النظام السوري على قصف حمص ، جعل من البيوت والاحياء هدفا للصواريخ والهجمات.أهم هذه الاسباب بحسب السلطان هو ان “حمص تضم مقبرة (الكتيب)، و قبور (400) من أصحاب الرسول.”
قصف قبر خالد بن الوليد
وكان قبر الصحابي الشهير، خالد بن الوليد، اهتز بسبب سقوط صورايخ عند مدخل مسجد معروف باسمه في مدينة حمص، كما أصيبت مأذنة المسجد وبعض جدرانه بالرصاص بحسب ماأوردته وسائل الاعلام .
يتابع السلطان منوها الى اسباب طائفية وراء ” تركيز الضربات على حي «بابا عمرو» وحي الخالدية في حمص” ، حيث يذكّر السلطان ” بعد أن توفي الصحابي الجليل عمرو بن معد يكرب في حمص تم دفنه في المنطقة التي فيها مسجده، وبابان من أبواب هذا المسجد يطلان على المنطقة التي سميت باسمه: حي بابا عمرو ، وحي الخالدية سمي نسبة للصحابي الجليل، سيف الله المسلول، خالد بن الوليد، وفيه قبره ومسجده وكثير من أولاده وأحفاده”.
ومسجد خالد بن الوليد، أشهر ما في حمص، يعود ببنائه الحديث الى زمن العثمانيين، وتحديدا الى عهد السلطان عبد الحميد، الذي قرر بناءه طبق الأصل، عن جامع السلطان أحمد الشهير في اسطنبول.
وكتب المؤرخ اللبناني فيليب حتي ” إن خالد بن الوليد انزوى من الحياة العامة في حمص، ومات فيها، ولقد بني مدفنه ومسجده في سنة 1908 على الطراز التركي، وكانت زوجته قد دفنت الى جانبه” .
القادسية.. شتيمة وتحديا
ويعرج السلطان على التاريخ فيقول ” بالنسبة لعمرو بن معد يكرب، ومعه طليحة بن خويلد، فقد أرسلهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب للعراق استجابة لطلب قائد جيش المسلمين، سعد بن أبي وقاص، الذي طلب منه المدد قبل بدء معركة القادسية الفاصلة. فكتب عمر في رسالته لسعد: إنني أمددتك بألفي رجل ( عمرو بن معد يكرب عن ألف مقاتل، وطليحة بن خويلد عن ألف مقاتل ). وقد أبلى عمرو بن معد يكرب بلاء حسنا في معركة القادسية وشجع المسلمين على القتال وهو في وسط المعركة يقاتل، مما رفع حماستهم للقتال حتى انهار جيش الفرس وانهزم شر هزيمة. ومجرد ذكر معركة القادسية للفارسي تعتبر شتيمة وتحديا.”
تيمورلنك وخالد
ويستطرد السلطان ” بالنسبة لخالد بن الوليد فقد طرد بجيشه الفرس من جنوب العراق في خلافة أبي بكر ، وانتصاراته الإسلامية على جيوش الأعداء قد خلدها التاريخ.. ويروى أن (تيمورلنك)، عندما وقف على قبر خالد بن الوليد، قال : «إنني سأترك حمص كرامة لك ولن أستبيحها» “
ويختتم السلطان مقاله الذي نشرته صحيفة عكاظ السعودية ” هذه أسباب هجمة النظامين السوري والإيراني الشرسة على مدينة حمص وعلى الحيين فيها: بابا عمرو والخالدية. لديهم كره لحمص لأن فيها قبور الصحابة بما فيهم خالد بن الوليد وعمرو بن معد يكرب، وسكانها اليوم هم الأبطال أحفاد أولئك الصحابة الأجلاء العظام ، فهل من عبرة وعظة من هذا الحقد، المبني على أحداث تاريخية عفى عليها الزمن ؟.. جيل اليوم ليس مسؤولا عما حدث قبل 1400 سنة، وفي القرآن الكريم «ألا تزر وازرة وزر أخرى» ( النجم 38، الأنعام 164، الإسراء 15، فاطر 18، الزمر 7 )، لكن المؤكد أن كرههم للعرب جعلهم لا ينسون، بدليل أنهم قاموا بتنفيذ ما يمكن تسميته قادسية مضادة في سوريا، قادسية الثأر”.
وكان خالد بن الوليد، يقيم بعيدا أقل من كيلومترين تقريباً خارج مدينة حمص حين وفاته وهو بعمر 50 سنة في العام 21 هجرية، أي بعد 4 سنوات من عزله عن قيادة الجيش.
التقارب العقائدي
ويتحدث الكاتب حمد سالم المري بانه مع مرور أكثر من عام على اندلاع الثورة السورية وتحولها من مظاهرات مدنية الى صراع مسلح بين الجيش الحر المنشق وبين القوات الحكومية “حاول النظام البعثي السوري صبغ هذا الصراع بصبغة طائفية حتى يعمم الصراع ويصدره الى المنطقة خاصة بعد موقف دول الخليج العربية المؤيد للثورة السورية وقد استعانت دمشق في صراعها الحالي بايران والعراق لتأييدها سياسيا وحزب الله اللبناني لتأييدها عسكريا وذلك بسبب التقارب العقائدي بين هذه الجهات”.
ويرى المري ان هناك محاولات من قبل النظام السوري لتحويل الصراع في بلده الى صراع طائفي باعلانه أكثر من مرة ان المجازر التي تحدث في حمص ودير الزور وحماة وغيرها من مناطق لا علاقة لجيشه بها كون من قام بها بزعمه مجموعات متطرفة مسلحة ويقصد بذلك جماعات سنية طبعا لأن سكان هذه المناطق من السنة.
تصدير الحرب الى لبنان
وبحسب المري فان ” النظام حاول تصدير هذا الصراع المصبوغ بصبغة طائفية الى جمهورية لبنان المجاورة بعد ان قام حزب الله المؤيد له والمدعوم ماليا وعسكريا من ايران باطلاق النار على بعض الشباب اللبناني من الطائفة السنية في البقاع وبالتحديد في النصف الشرقي منه وسط القرى السنية التي استقبلت اللاجئين السوريين وقدمت المساعدات الاغاثية لهم بزعم أنهم يهربون السلاح الى الجيش السوري الحر عبر الحدود علما ان النصف الغربي من البقاع الشمالي هو معقل لحزب الله ولهذا فهو المسيطر الفعلي على هذه الحدود ومن غير المعقول ان ينجح هؤلاء الشباب بتهريب الأسلحة وهو غافل عنهم”.
ويرى المري في مقاله الذي نشرته صحيفة الوطن السعودية ، انه حتى في الكويت ” حاول بعض مؤيديه اظهار الصراع هناك على أنه صراع طائفي فقام بجمع التبرعات المالية له بزعم مساندة الحكومة السورية لمواجهة الجماعات التكفيرية المسلحة التي تعيث فسادا في أرضه ، كرد فعل على ما قام به أبناء القبائل والعوائل الكويتية بجمع التبرعات لاغاثة اللاجئين السوريين في كل من لبنان والأردن وتركيا”.
الثأر للحسين
وبحسب المري فان “ياسر الحبيب المطلوب أمنيا لدولة الكويت والمقيم حاليا في بريطانيا اصدر فتوى تجيز قتل أطفال الأسر السورية السنية في بيانه المنشور والذي جاء فيه «علينا ألا تأخذنا الرحمة تجاه أطفالهم قبل كبارهم ونسائهم من أراد رحمتهم فليذهب اليهم، لكن عليه ان يتذكر الرضيع عبدالله ابن الحسين سلام الله عليه، يوم ان طلب الحسين سلام الله عليه شربة ماء له فأرداه الناصبي بسهم ذبحه ما بين وريديه، من أذنه الى أذنه، فاعتنق أباه بيديه يرفرف بروحه حتى فاضت الى العلي الأعلى..ان قتل الناصبي السني وطفله وزوجته ونسله حلال يبيح دخول الجنة»”.
وينوّه المري الى ان النظام السوري ومعه ايران يسعون الى كسب تعاطف الشيعة في دول الخليج فصوروا الصراع على أنه حرب طائفية وليست مجزرة.
القتال يشتد على أبواب دمشق.. ودعوة لتحويل الملف السوري إلى «لاهاي»
المعارضة السورية تعتمد وثيقة «عهد وطني» و«خريطة طريق لما بعد الأسد» * زيباري: السوريون يعانون كما عانى العراقيون
القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة لندن «الشرق الاوسط»
في وقت أكدت فيه مصادر المعارضة السورية اشتداد القتال على أبواب دمشق، حيث تواصل قوات النظام السوري قصفها لمناطق دوما وزملكا، وجهت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي امس، دعوة بتحويل الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، متهمة الحكومة السورية وقوات المعارضة بالمسؤولية عن انتهاكات جديدة و«خطيرة» لحقوق الانسان طالت حتى المستشفيات.
وقالت بيلاي في تصريح بعد أن قدمت إحاطة أمام مجلس الأمن «أعتقد بوجود إشارات عن جرائم ضد الإنسانية»، مع إقرارها بأن هذا الأمر يتطلب قرارا «سياسيا». وقالت إن النزاع الذي دخل شهره السادس عشر، يكتسي «طابعا طائفيا اكثر فأكثر».
إلى ذلك اعتمدت المعارضة السورية أمس وثيقة «عهد وطني» و«خريطة طريق للمرحلة الانتقالية» ما بعد الأسد، في اجتماعها بمقر الجامعة العربية في القاهرة أمس.
وأكد أغلو حرص بلاده على دعم الثورة السورية، لافتا إلى أن الشعب السوري قطع شوطا كبيرا نحو إقامة سوريا الجديدة، بينما أشار هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي، الى ان الشعب السوري يعاني مثلما عانى العراقيون في السابق. واعلنت وكالة الانباء التركية مساء أمس انشقاق 85 عسكرياً سورياً، بينهم 8 ضباط احدهم برتبة جنرال. وأفادت وكالة «رويترز» بأن اغلبهم كانوا منتشرين في حمص ولجأوا الى تركيا.
منافسة فرنسية ـ روسية لتوصيف حلول الأزمة السورية
كلينتون: روسيا قد لا تملك النفوذ الكافي لتقول للأسد وعائلته ونظامه «ارحل».. والعالم فشل في إبرام اتفاق لإنهاء الصراع
باريس: ميشال أبو نجم موسكو: سامي عمارة واشنطن: هبة القدسي
بعد انتهاء أعمال مؤتمر جنيف حول الأزمة السورية السبت الماضي إلى وثيقة تم التوافق حولها، وإن اختلفت تفسيرات الأطراف المختلفة حول طبيعة وجود ودور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة المقبلة.. تستعد العاصمتان الفرنسية والروسية لاستقبال مؤتمرين منفصلين خلال الأيام القادمة لإيجاد مخرج للأزمة السورية العالقة، ورغم إعلان باريس وموسكو عن دعوة أطراف متعددة إلى كل مؤتمر، فإن الواضح أن كلا منهما يسعى لإيجاد حل يناسب «تفسيره الخاص» لوثيقة مؤتمر جنيف.
وتستضيف باريس يوم الجمعة القادم مؤتمر «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» على المستوى الوزاري، وهو الثالث من نوعه بعد تونس واسطنبول. غير أن الجهة الداعية (فرنسا) ارتأت أن تتوسع في توجيه الدعوات وتعزيز الحضور الدولي في المؤتمر الموعود ساعية عبر ذلك، كما قال وزير الخارجية لوران فابيوس يوم الأحد، إلى «زيادة الضغوط» على الرئيس السوري بشار الأسد وتشديد الطوق العازل المضروب حوله دبلوماسيا وسياسيا.
ووجهت باريس ما يزيد على 150 دعوة لدول ومنظمات وهيئات، بما فيها روسيا والصين. غير أنه حتى يوم أمس، لم تكن موسكو وبكين قد ردتا على الدعوة. ولا تتوقع المصادر الفرنسية حضورهما، علما أنهما قاطعتا المؤتمرين السابقين.
وحتى لقاء جنيف، كان الغرض الأول لـ«مجموعة الأصدقاء» توفير الدعم للمعارضة السورية التي حضرت بقوة المؤتمرين السابقين عبر المجلس الوطني السوري. وحتى أمس، لم تكن باريس قد حددت هوية الجهات المعارضة التي دعتها، علما أن الطرف الفرنسي الذي وقف بقوة إلى جانب المجلس الوطني السوري يشعر بـ«خيبة كبيرة» – كما تقول مصادره – من استمرار انقسام المعارضة وعجزها عن الحديث بلغة واحدة.
وتسعى باريس من خلال المؤتمر إلى أن تظهر المعارضة السورية بـ«وجه موحد» وكذلك «لتوحيد الصفوف»، وهو ما أصبح حاجة ملحة، لأن أحد بنود اتفاق جنيف يقضي بأن تعين المعارضة، كما النظام، شخصية يتفاوض معها كوفي أنان المكلف وضع اتفاق جنيف موضع التنفيذ.
وللتدليل على الأهمية التي توليها باريس للمؤتمر، فإن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيتولى شخصيا افتتاحه من خلال خطاب يلقيه صباح الجمعة، سيحدد فيه أهداف المؤتمر والنتائج المرجوة منه.
ومن المتوقع أن يؤيد المؤتمر ويدعو إلى تطبيق «وثيقة جنيف»، رغم الغموض التي يحيط بها والتفسيرات المختلفة التي راجت حولها، خصوصا بالنسبة لمصير الرئيس الأسد ودوره (أو غيابه) عن عملية الانتقال السياسي. وبحسب المفهوم الفرنسي، فإن وثيقة جنيف كما أكد وزير الخارجية لوران فابيوس «تدعو ضمنيا إلى رحيل الأسد».
ورغم أن مصادر دبلوماسية فرنسية ترى أن الوثيقة «لا تلبي» الطموحات، بسبب غموض نصها الذي يستطيع النظام السوري اللعب عليه من جانب وغياب «الآلية التنفيذية» للخطة من جانب آخر. فإن فرنسا ترى أمورا إيجابية في المؤتمر، أهمها أنها المرة الأولى التي يتوفر فيها «إجماع دولي» على قيام حكومة انتقالية تقود إلى التغيير السياسي في سوريا، وهو الأمر الذي لم يسبق لروسيا أو الصين أن قبلتاه في وثيقة رسمية.
كما تنتقد مصادر فرنسية أخرى الوثيقة في أنها لا تفرض سلفا أن تضع قوات النظام حدا لعلميات القمع والعنف التي تقوم بها منذ 15 شهرا، إذ كيف يمكن إقناع المعارضة بالسير في العملية الانتقالية إذا كان معدل القتلى اليومي يزيد على المائة؟ وأخيرا، فإن أحد التحفظات هو المهلة الطويلة التي أشار إليها أنان للعمل بالوثيقة (سنة كاملة) ما سيعني المزيد من القتلى والضحايا. وفي أي حال، لا تتوقع باريس أن يكون السير بورقة جنيف بمثابة «نزهة»، ولذا تعتبر أنه من الضروري الاستمرار في الضغوط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية لدفع النظام السوري لقبول الانتقال السياسي، مع الحاجة لتعاون روسيا التي سيكون من الصعب الحصول على حل سياسي من غير مساهمتها «الحقيقية»، والتي لن تتوافر «طالما لم تحصل موسكو على ضمانات بشأن مصالحها في سوريا والمنطقة».
وعلى الجانب الآخر، كشفت المصادر الروسية الرسمية عن احتمالات عقد اللقاء الثاني لـ«مجموعة العمل الوزارية بشأن سوريا» في موسكو في القريب العاجل، ونقلت المصادر عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسية المسؤول عن ملف البلدان العربية قوله إن عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني السوري، سيزور موسكو بعد 10 يوليو (تموز) الجاري.
وأشار بوغدانوف إلى أن موسكو وجهت الدعوة إلى الرئيس الجديد للمجلس، معربا عن أمله في تلبيته للدعوة في الموعد الذي أشار إليه. وأكد أن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قد يلتقي سيدا خلال زيارته لموسكو.
وأشارت صحيفة «كوميرسانت» نقلا عن مصادر دبلوماسية روسية إلى أن تقديرات وزارة الخارجية لما جرى في جنيف كانت «إيجابية في مجملها». وقالت إن هذه المصادر «أكدت أن المطلوب الآن، وحسب اعتقادها، مواصلة العمل الدؤوب في اتجاه تسوية المشكلة السورية»، موضحة أن موسكو ترى ضرورة تركيز الجهود نحو إقناع المعارضة بضرورة التحاور مع السلطات السورية، فيما كشفت عن بعض الإجراءات التي تنوي الخارجية الروسية القيام بها، وفي مقدمتها «دعوة وفود تمثل مختلف أطياف المعارضة إلى موسكو من جديد لإجراء مزيد من المشاورات، إلى جانب العمل من أجل توسيع دائرة المشاركين في اجتماعات (مجموعة العمل الخاصة بسوريا)».
ومن هذا المنظور يصبح من المتوقع، حسب قول هذه المصادر، مشاركة المملكة العربية السعودية وإيران في اللقاء المرتقب في موسكو، بعد أن غابا عن لقاء جنيف. وقالت المصادر إن «روسيا تعتبر مشاركة طهران والرياض في التسوية السورية أمرا ضروريا نظرا لمدى تأثيرهما على مجريات الأمور في هذا البلد». وأكدت الصحيفة، نقلا عن ذات المصادر التي لم تكشف عنها، أن «موسكو ستعمل على حث الرئاسة السورية على الشروع في تأليف حكومة وحدة وطنية ذات طابع انتقالي، وفق توصية مجموعة العمل، وعلى ضوء ما اتخذه بشار الأسد من خطوات على طريق استمالة شخصيات معروفة من صفوف المعارضة إلى قوام الحكومة السورية». مؤكدة أن «روسيا تعتزم مواصلة التعاون مع سوريا، بما في ذلك في المجالات العسكرية التقنية، ولو بشكل محدود»، وأن موسكو «تفاهمت» مع واشنطن حول ضرورة إتمام تنفيذ صفقتها المتعلقة بإصلاح طائرات هليكوبتر سورية، سبق وأن اشترتها سوريا من الاتحاد السوفياتي وروسيا في وقت سابق.
وكانت لجنة دعم الثورة في روسيا قد عقدت اجتماعا في العاصمة الروسية تناول استعراض جوانب الأوضاع الراهنة في سوريا. وفي هذا الاجتماع طالب محمود الحمزة، عضو المجلس الوطني السوري ورئيس لجنة دعم الثورة في روسيا، القيادة الروسية «بوقف كل أشكال التعاون والدعم للنظام السوري، وأن تقف على الحياد حيال الوضع في سوريا». مؤكدا قناعة المعارضة «بأن روسيا يمكنها أن تلعب دورا فعالا وإيجابيا في تحقيق تطلعات الشعب السوري، الصديق التاريخي للشعب الروسي، في التخلص من الظلم والاستبداد، وفي تحقيق التحولات الديمقراطية في سوريا المستقبل».
واستطرد الحمزة ليؤكد على أهمية تكثيف الجهود السياسية والإعلامية في الساحة الروسية، «لإقناع أكبر عدد في المجتمع الروسي، وخاصة النخبة الروسية، بعدالة الثورة السورية ومشروعيتها، وبأن ما يجري في سوريا ليس مؤامرة، وإنما ثورة شعبية».
وفي غضون ذلك، أشارت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى أن «الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد قد تراجع»، وأن دمشق تشعر بالصدمة بعد أن وقعت روسيا والصين على «وثيقة جنيف»، والتي تتضمن موافقة على دعم عملية انتقالية لا تشمل الأسد.
وقالت كلينتون في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية: «الروس ملتزمون بمحاولة إقناع الأسد، وأقروا بأنهم قد لا يكون لهم النفوذ الكافي للقول، ليس لرجل واحد فقط بل لعائلة بأكملها ونظام، بأن وقتهم قد انتهى»، وأضافت «لكن المهم أننا استطعنا حملهم على نفس المسار ليقوموا بجهودهم الخاصة، وأعتقد أنها خطوة كبيرة إلى الأمام في الجهود التي نبذلها لإنهاء الصراع، وإعطاء الشعب السوري فرصة للتقدم نحو مستقبل مختلف».
كما اعترفت كلينتون أن العالم قد فشل في إبرام اتفاق لإنهاء الصراع في سوريا، وقالت: «ليس هناك ضمانات بأن الخطة ستنجح، وأنا أكره أن أقول ذلك».. مؤكدة وجود تعقيدات في الخطة، لكنها أشارت إلى «خبرات سابقة مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي ظل لسنة يقول إنه سيغادر منصبه دون أن يفعل ذلك، لكن مع مواصلة الضغط تحقق الأمر».
بيلاي تطالب بإحالة الملف السوري إلى «الجنائية الدولية».. والضحايا تعدوا 16500 قتيل
الأمم المتحدة تندد بالانتهاكات «الخطيرة» لحقوق الإنسان واستمرار تدفق الأسلحة على طرفي الصراع في سوريا
لندن: «الشرق الأوسط»
بينما أعلن أمس أن الصراع السوري المستمر منذ أكثر من عام أسفر عن سقوط ما يزيد عن 16500 ضحية، أعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس أن الحكومة السورية وقوات المعارضة مسؤولتان معا عن انتهاكات جديدة «خطيرة» لحقوق الإنسان طالت حتى المستشفيات، مطالبة بإحالة ملف النزاع إلى المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك وقف تسليح طرفي النزاع بأي ثمن.
وكررت بيلاي في إحاطة أمام ممثلي الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن دعوتها إلى إحالة النزاع السوري أمام المحكمة الجنائية الدولية، مع إقرارها بأن هذا الأمر يتطلب قرارا «سياسيا».
وأشارت بيلاي إلى أن الحكومة السورية والمعارضين يتلقون المزيد من الأسلحة، مما يؤجج العنف في الصراع المستمر منذ 16 شهرا، والذي تقول الأمم المتحدة إنه قتل أكثر من عشرة آلاف شخص.
وقالت بيلاي في تصريحات مكتوبة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ونقلتها «رويترز»: «استمرار تزويد الحكومة السورية ومعارضيها بالأسلحة يؤجج العنف.. يجب تجنب أي تسليح للصراع بأي ثمن».
ولم تذكر بيلاي من أين تأتي الأسلحة رغم أن روسيا وإيران بين الموردين الرئيسيين للحكومة السورية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه أمس عن وصول عدد الضحايا إلى أكثر من 16500 شخص في أعمال العنف الدائرة في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في منتصف مارس (آذار) 2011، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة الصحافة الفرنسية أمس. وقال المرصد إن 16507 أشخاص قتلوا في الاضطرابات بينهم 11486 مدنيا. كما قتل 870 عنصرا منشقا و4151 من عناصر القوات النظامية.
ويدرج المرصد في عداد المدنيين المقاتلين الذين حملوا السلاح إلى جانب الجنود المنشقين ضد النظام.
وشهدت الأسابيع الماضية تصعيدا كبيرا في وتيرة العنف في سوريا، خصوصا في عمليات القصف العنيف والمعارك بين القوات النظامية والمجموعات المسلحة المعارضة.
وتوقفت الأمم المتحدة عن إعطاء حصيلة لضحايا العنف في سوريا منذ الأشهر الأولى للنزاع، بسبب صعوبة التحقق مما يجري على الأرض. وتعداد الضحايا المتوافر يصدر عادة عن مجموعات الناشطين المعارضين المختلفة. وغالبا ما تكون حصيلة هذه المجموعات أكبر من تلك الصادرة عن المرصد السوري.
الروس والسوريون.. تحالف تاريخي وتقارب عبر الزواج
الترابط بين دمشق وموسكو أبعد من المصالح السياسية
موسكو: إيلين باري*
في واحد من هذه المجموعة من المنازل التي يظللها الياسمين، في ميناء اللاذقية السوري، تسكن ناتاليا على بعد ثلاثة منازل من نينا، وعلى بعد منزلين من أولغا، عبر حارة ضيقة من تاتيانا، وعلى مسافة قريبة من إيلينا وفانيا وناديزهدا. جميعهن نساء من الاتحاد السوفياتي السابق تزوجن برجال سوريين. تنتشر هذه الزيجات في جميع ربوع سوريا لترفع عدد الزوجات إلى 20 ألف روسية، لتمثل إرثا إنسانيا لتحالف الحرب الباردة الذي مزج، بداية من الستينات من القرن الماضي، نخبة الشباب في أماكن النوم والفصول الدراسية السوفياتية.
تقدم هذا الجالية الاستثنائية نظرة متعمقة للعلاقة المتشعبة بين الدولتين، التي تجعل الكرملين مترددا في التخلي عن الرئيس السوري، بشار الأسد، حيث تحتفظ روسيا بمصالح استراتيجية في سوريا، بما في ذلك عقود سلاح تصل قيمتها إلى 700 مليون دولار، وميناء صغير على البحر الأبيض المتوسط يمثل قاعدتها العسكرية الأخيرة خارج الاتحاد السوفياتي السابق.
لكن هناك عامل إنساني أيضا، بدأ قبل 50 عاما عندما نشأت روابط اجتماعية بين الشباب الذين التقوا في الجامعات. ويكفي الدخول إلى أروقة الوزارات الحكومية أو مقرات الشركات السورية لتدرك أن بعض الأفراد قضوا فترة العشرينات من أعمارهم في روسيا، فالكثير منهم عادوا بزوجاتهم إلى بلادهم وأنجبوا أطفالا خلال وجودهم في روسيا.
وتقول نينا سيرغييفا، التي كانت ترأس حتى وقت قريب مؤسسة للمغتربين الروس من منزلها في مدينة اللاذقية: «إنهن زوجات النخبة، اللاتي يتمتعن ببعض التأثير، لكنه تأثير ناعم. فقد كانت النخبة في سوريا، من الرجال، يميلون بشكل كبير تجاه روسيا».
وفي وقت يستعصي فيه الصراع في سوريا على التوصل إلى حل دبلوماسي يعيش ما يقرب من 30 ألف مواطن روسي في سوريا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب تقديرات مسؤولين حكوميين روس. هذه قضية واجهتها روسيا في الشرق الأوسط في وقت سابق عندما تساقطت الحكومات الموالية للسوفيات التي تركت المواطنين الروسي بمفردهم وقد انقطعت بهم السبل. لكنها لم تواجه مثل هذا الكم في وقت يمكن أن تشكل فيه العرقية الروسية إحراجا جادا لموسكو.
وقالت يلينا سوبونينا المحللة السياسية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط في موسكو: «بناء على تجارب سابقة لإجلاء المواطنين الروس من لبنان وفلسطين في السنوات الأخيرة، دائما ما تنشأ المشكلات – على الرغم من أننا لم نكن نتحدث عن عشرات الآلاف بل المئات من الأفراد». سيكون إجلاء المواطنين الروس من سوريا أصعب 100 مرة.
وجود المواطنين الروس في سوريا هو نتاج لتجربة بدأت عام 1963، مع صعود حزب البعث الاشتراكي إلى السلطة، حيث فتح الاتحاد السوفياتي أبواب مدارسه أمام الطلبة النوابغ من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وألقت بهم إلى جانب زملائهم الروس في لواء العمل وأمسيات الصداقة.
كان الهدف تشكيل نخبة فكرية موالية للاتحاد السوفياتي، وكانت النتيجة الآنية حالات الزواج. وهاجرت الكثير من الشابات كزوجات لأطباء وأساتذة جامعات ومسؤولين. وتقول ناتاليا كريلوفا، المؤرخة التي نشرت كتبت بشكل مكثف عن المواطنين الروسي في أفريقيا: «ودعهم الاتحاد السوفياتي وسلمتهم إلى الضياع».
كان الزيجات السورية – الروسية هي الأكثر شيوعا – وليست لأسباب جيوسياسية فقط، بحسب تصريحات الأزواج والزوجات في المقابلات التي أجريت معهم. فقد شعر الكثير من السوريين بتحول حقيقي خلال وجودهم في روسيا، وقد سعوا أيضا إلى تجنب دفع المهر الذي ينتشر في الشرق الأوسط. ويقول محمود الحمزة، الذي التقى زوجته نادزهدا، في متنزه موسكو عام 1971، إنه كي تتزوج سورية فأنت بحاجة إلى تأثيث شقة ودفع المهر وشراء الذهب، أما المرأة الروسية فأنت لست بحاجة سوى إلى خاتم زواج.
تملك النساء السوفياتيات من الأسباب ما يدفعهن إلى الزواج بالسوريين – الذين لا يشربون الخمور، والذين تمكنوا بفضل الروابط مع حزب البعث بالشيوعيين، من السفر بحرية من وإلى الاتحاد السوفياتي. وظهرت موجة جديدة من المهاجرين بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، حيث سعت النساء الشابات إلى البحث عن سبيل للهروب من الفوضى الاقتصادية.
وتقول روكسانا دزهنيد، التي تزوجت وائل، رجل أعمال في عام 2000، وتعيش معه في موسكو: «فليعلم العالم أجمع، أن الرجال الروس، ربما ليس جميعهم، لكن أكثر من نصفهم بلا عقل». وأشارت إلى أن زوجها استفاد أيضا من الهرب من الروابط العائلية المكثفة التي ترتبط بالزوجة السورية.
وقالت: «إذا تشاجرنا، فما الذي يمكن أن تفعله المرأة الروسية؟ سوف تصرخ. وأقصى ما يمكنها فعله هو أن تتوجه إلى صديقتها وتقول (إنه كذا وكذا)، وما الذي تفعله المرأة العربية؟ ستحشد جمعا من أقربائها وربما تهرول إلى منزل والدة أو أخت زوجها خلال الليل وتبدأ في البكاء».
ويقول طه عبد الواحد، صحافي متزوج من روسية ويعيش خارج دمشق، إن هذه الظاهرة باتت أكثر وضوحا خلال السنوات الأخيرة، حتى الشباب الذين لم تطأ أقدامهم روسيا من قبل بدأوا في الاتصال بنا ويطلبون منا المساعدة في الزواج من روسية.
علقت الأسر الروسية – السورية في نزاع مرير قبل 16 شهر، عندما بدأت قوات الأسد حملتها القمعية ضد المتظاهرين المعارضين للحكومة. ومنذ ذلك الحين تحولت المعارضة إلى تمرد مسلح. وتلقي روسيا باللوم على عناصر خارجية بإراقة الدماء وتؤيد بقوة خلف الحكومة، مواصلة تزويد سوريا بالأسلحة ومنع الجهود الدولية لإسقاط نظام الأسد.
وقد دافعت الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية عن حكومة الأسد العلمانية، مؤكدة على أنها تحمي الأقليات الدينية وأنها بمثابة حصن ضد التطرف الإسلامي.
وبعد رفض روسيا قرار مجلس الأمن، في فبراير (شباط) برحيل الأسد، شكا ممثل الكنيسة الأرثوذوكسية في سوريا لوكالة إنترفاكس الروسية بأن أبناء كنيسته آخذون في التضاؤل مع رحيل العائلات الروسية عن سوريا، وإغلاق السفارة لمدرستها. وقال: «تتعرض النساء لإهانات في بعض المناطق من دمشق».
وقال مسؤول بالقنصلية الروسية تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، إن هناك ما يقرب من 9,000 روسي مسجلون رسميا في السفارة، رغم الاعتقادات بأن هناك ما يزيد على 30,000 روسي في سوريا. وأشار إلى أنه لا توجد خطط حاليا لإجلاء المواطنين الروس، لكن إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك فسوف يتم إرسال حافلات إلى المدن لنقل المواطنين الروس إلى مناطق آمنة.
مثل هذه العملية ستكون صعبة بسبب هذا العدد الضخم من الزوجات المغتربات القادمات من أوكرانيا وبيلاروسيا ومولدوفا، التي ستتوجه على الأغلب إلى روسيا لمساعدة مواطنيها. وتقول سبونينا إنها تعرف عشرات العائلات التي فرت بهدوء إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة، وأن المسؤولين يولون أهمية قصوى لهذه المسألة.
وأضافت: «يمكنك انتقادهم لحدوث بعض الأخطاء، لكنهم رغم ذلك يدركون في موسكو منذ وقت طويل أن هذا سؤال مؤلم للغاية».
من بين الجوانب الشائكة هي أنه بعد 50 عاما من الزيجات المتداخلة، بات الخط الذي يفصل بين الروسي وغير الروسي صعب التعرف عليه، هذا إن كان من موجودا من الأساس.
تشير ستيفلانا زايتسيفا، التي تحدثت عبر الهاتف من منزلها في مدينة طرطوس، إلى أنها كانت في التاسعة عشرة عندما التقت زوجها، طالب علم اللغويات الذي كان يعيش في نفس السكن فيما كان يعرف آنذاك باسم ليننغراد.
وأشارت إلى أنها وصديقاتها لم يكن لديهن أدنى فكرة عن الحياة في الدول الأخرى. ففي الاتحاد السوفياتي «كان الأمر بمثابة أن العالم بأسره أصدقاؤنا وأشقاؤنا ورفاقنا» وأضافت: «بعد ستة أشهر من التقائنا أدركنا لن نستطيع العيش دون بعضنا البعض».
وأردفت: «بعد هذه التجربة ينبغي علي القول إن من الأفضل أن يتزوج الإنسان من بلده».
لكن هذا القرار فات أوانه منذ وقت طويل بالنسبة لزايتسيفا التي تبلغ من العمر الآن 62 عاما، وصارت أما لثلاثة أبناء وجدة لأربعة أحفاد. وتعرب عن أملها في أن يتوقف الصراع، لكن حتى وإن تصاعد الموقف إلى حرب لا تملك سوى البقاء في سوريا حتى انقضاء أجلها.
وقالت: «لا يمكنني القيام بغير ذلك، لقد صرنا جزءا من هذا المكان. أبناؤنا وأحفادنا هنا لأنهم مواطنون سوريون، وكل شيء هنا ملك لنا».
* شارك فيكتور كليمنكو وآن كودرنسكي في الإعداد لهذا التقرير.
* خدمة «نيويورك تايمز»
المعارضة السورية تعتمد وثيقتي «العهد الوطني» و«خريطة الطريق للمرحلة الانتقالية» ما بعد الأسد
مؤتمر القاهرة يقرر تشكيل لجنة متابعة للتنسيق بين كل الأطراف
القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة
تضمنت وثائق مؤتمر المعارضة السورية، الذي بدأ أعماله بالقاهرة أمس، إشارات واضحة من نتائج مؤتمر جنيف وقد بدا ذلك في كلمة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي الذي أكد وجود إجماع دولي على خطوات واضحة لانتقال السلطة في سوريا، والتي تشمل حكومة انتقالية يشارك فيها جميع أطياف المجتمع السوري.. كما اعتمدت المعارضة السورية وثيقتي «العهد الوطني» و«خريطة الطريق للمرحلة الانتقالية» (ما بعد الأسد).
وكان مؤتمر المعارضة السورية قد بدأ أعماله صباح أمس بمشاركة أكثر من 250 شخصية من قوى المعارضة ووزراء خارجية مصر والعراق والكويت وقطر وتركيا وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. كما وجه الرئيس المصري محمد مرسي كلمة إلى المؤتمر ألقاها وزير الخارجية المصري محمد عمرو تؤكد على الدعم الكامل لشعب سوريا باعتباره امتدادا للأمن القومي المصري وركز على إيمان مصر الثورة بمستقبل سوريا الحرة، موضحا أن باب مصر مفتوح لأبناء سوريا في كل الميادين.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في افتتاح الاجتماع إن هذا المؤتمر «يمثل فرصة يجب المحافظة عليها»، محذرا من إضاعتها وداعيا المعارضين السوريين إلى «الارتفاع إلى مستوى تضحيات الشعب السوري والإسراع بالتوحد والسمو على أي خلافات حزبية»، كما أكد على «ضرورة وضع تصور لنظام تعددي ديمقراطي لا يميز بين السوريين».
وأشار العربي إلى أن «الحكومة السورية لم تلتزم بتعهداتها للجامعة العربية، ولجأت للخيارات العسكرية مما دفع البعض للدفاع المشروع عن النفس» مؤكدا أنه «لا يمكن المساواة بين ما تقوم به القوات الحكومية وما تقوم به بعض المعارضة فالقوات الحكومية هي التي تبدأ وتستخدم الأسلحة الثقيلة».
من جهته، أكد أحمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا حرص بلاده على دعم الثورة السورية والعمل على إخراج الشعب السوري من القمع الشديد الذي يتعرض له، لافتا إلى أن الشعب السوري قطع شوطا كبيرا نحو إقامة سوريا الجديدة.
وقال في كلمته أمام المؤتمر إن تركيا أكدت منذ بداية الأزمة السورية على أن الحل يجب أن يكون ذا صبغة إقليمية ومن قلب الجامعة العربية، مؤكدا أن التنسيق بين بلاده والجامعة العربية أدى إلى بلورة رؤية مشتركة من أجل تحقيق المطالب المشروعة للشعب السوري. وطالب المعارضة بتوحيد مواقفها وأن تتحدث بصوت واحد، مؤكدا أن نتائج الاجتماع ستعرض على مؤتمر باريس في اجتماع الجمعة المقبل.
وأوضح أوغلو أن عملية التغيير ليست عملية سهلة، ولا بد من المثابرة والكفاح، وقال إنه لا أحد يلوم الشعب على ثورته وبما يحدث على الأرض و«نحن نعمل على مساعدته وخدمته، والشعب السوري هو الذي يحدد مستقبله ووجهته»، وأشار إلى أن العالم كله لا يقبل باستمرار هذا الوضع الراهن، لافتا إلى أن بلاده احتضنت 35 ألفا من اللاجئين السوريين الذين يحاولون النجاة من قمع النظام، وأن بلاده ترحب بهم دون تمييز عرقي أو طائفي.
من جانبه دعا الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، جميع المشاركين إلى «تحمل المسؤولية التاريخية في هذه اللحظة العصيبة التي يمر بها الشعب السوري والعمل على تحقيق وحدة الصف».
وأعرب عن الأمل في أن يخرج هذا الاجتماع بـ«وثيقة تتفق عليها كافة قوى المعارضة السورية لتشكيل رؤية مشتركة تحدد الأولويات وتعطي رسالة اطمئنان إلى الشعب السوري في الداخل وإلى المجتمع الإقليمي والدولي من أن المرحلة الانتقالية في سوريا سوف تستجيب لتطلعات الشعب السوري وآماله».
كما دعا ناصر القدوة مساعد المبعوث الدولي لسوريا كوفي أنان المعارضة السورية إلى التوحد مؤكدا أن هذا «ليس خيارا ولكن ضرورة إذا ما أرادت المعارضة أن تكسب ثقة الشعب في سوريا».
بينما أعرب هوشيار زيباري وزير خارجية العراق، أن المعارضة السورية تمر بمرحلة صعبة ودقيقة من تاريخها، وقال: «لم يكن الشعب السوري في انتفاضته وثورته المستمرة بعيدا عن ما حصل في العالم العربي من تمرد على الظلم والطغيان وهدر كرامة الإنسان أسقطت فيه الشعوب العربية حكامها وأنظمتها الديكتاتورية وهي تسعى لبناء أنظمتها الديمقراطية بملء حريتها وإرادتها».
وأكد على أن هدف توحيد المعارضة والتوصل إلى اتفاقات ورؤى مشتركة هو مسؤولية وطنية عليا تتعالى على الاهتمامات الفئوية والشخصية وتسمو على الانتماءات العرقية والمذهبية، من أجل أن تتمكن من توجيه رسالة واحدة إلى العالم أولا، ومن أجل تقديم بديل ذي مصداقية قادر على تحمل مسؤولية إخراج سوريا من أزمتها الحالية وبناء الدولة السورية الديمقراطية التي تضع الإنسان وكرامته في مقدمة اهتماماتها.
وقال زيباري: «أقف أمامكم الآن تتداعى الخواطر أمامي إلى ما قبل أكثر من عقد من الزمان، حيث كانت المعارضة العراقية تجتمع كما تجتمعون أنتم الآن للتوصل إلى رؤية مشتركة في كيفية التخلص من الحكم الشمولي الذي حكم العراق لأكثر من ثلاثين عاما، وبناء الدولة العراقية الحديثة التي تعتمد مبدأ التداول السلمي للسلطة». وأضاف: «بعد مرور ما يقارب الـ10 سنوات من تجربتنا الفتية بنجاحاتها وإخفاقاتها، التي علمتنا كيف نتغلب على مشكلاتنا وكيف تصغر المطامح الفئوية أمام المصالح الوطنية العليا للبلد»، مشيرا إلى أنه «من خلال تجربة العراق، ندرك جيدا ماذا يعني التصدي والمجابهة لأنظمة القمع الشمولية».
سيدا: ننتظر من مؤتمر أصدقاء سوريا نتائج جديدة.. لنحقق ما أخفقنا فيه بجنيف
رئيس المجلس الوطني السوري قال لـ«الشرق الأوسط»: الوضع لا يحتمل الحسابات السياسية
القاهرة: سوسن أبو حسين
قال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس أصدر بيانا رسميا حول مؤتمر جنيف والمتناقضات التي أثيرت حوله، لكنه أشار إلى الجانب الإيجابي في هذا المؤتمر وهو أنه لأول مرة توافق روسيا على دراسة فقرة مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد. واعتبر سيدا أنه «بشكل عام مؤتمر جنيف لم يرتق إلى المستوى المطلوب خاصة في الداخل السوري حيث القتل المنهجي المستمر والمذابح في كل مكان ولذلك شعبنا كان يتطلع إلى قرارات أكثر حسما وأكثر وضوحا وتأكيدا خاصة أن النظام بدأ في استخدام كل أنواع الأسلحة الثقيلة بما في ذلك الطائرات والدبابات والمدفعية الثقيلة مما يزيد من حجم المذابح والخسائر البشرية». وأضاف: «من هنا كان من المفترض أن تكون قرارات المؤتمر على مستوى التحديات».
وأما بالنسبة لمؤتمر المعارضة السورية في القاهرة المنعقد منذ أمس، فقال: «نحن متفائلون لأن المشاركة شاملة لكل ممثلي المجتمع السوري والقوى السياسية المعارضة المختلفة وبإشراف الجامعة العربية والأمم المتحدة وهذا أمر مطلوب». وحول الأجندة التي يبحثها مؤتمر المعارضة، أوضح: «نركز الحديث على وثيقتين أساسيتين هما العهد الوطني وخريطة الطريق للمرحلة الانتقالية».
وحول القراءات المختلفة للبيان الصادر عن اجتماع جنيف يوم السبت الماضي، قال سيدا: «يبدو أنه حدث نوع من المساومة حيث كان الموقف الروسي مختلفا تماما عن الدول الغربية والأوروبية ولكن في اللحظة الأخيرة حدث توافق سياسي، ووقع الجميع على الوثيقة وهذا يعد تقدما سوف يتم البناء عليه في المستقبل القريب – ولكن – باعتبار أننا نعيش حالة ثورة والمجازر مستمرة وفي كل مكان ومن ثم فالوضع لا يحتمل الحسابات السياسية وإنما نحتاج إلى حلول واضحة وحاسمة وسريعة لأن الوضع صعب بكل المقاييس».
وردا على سؤال حول ماذا بعد مؤتمر جنيف، قال سيدا: «بعد يومين لقاء في باريس خاص بمجموعة أصدقاء سوريا ونأمل أن تصدر قرارات عن هذا اللقاء تلبي الاحتياجات الحقيقية التي ينتظرها الشعب السوري».
وعما إذا كان تصعيد تركيا مع سوريا على الحدود قد ينعكس بالإيجاب على دعم الشعب السوري رأى سيدا أن «هذه حالة ليست في صالحنا أو ضدنا والمسألة لا تقاس بالتصعيد ولكن الوضع في سوريا من دون شك إذا تطور واندفع نحو المجهول في ظل غياب المعالجة الدولية الجذرية للموقف فإن الآثار لن تكون مقتصرة على الداخل الوطني السوري بل سوف تمتد إلى الجوار الإقليمي ومن هنا نرى أن ما حدث بالنسبة للطائرة التركية يندرج في سياق الوضع العام السائد في المنطقة».
وحول اللقاء مع الرئيس المصري محمد مرسي قال سيدا: «هو لقاء للتهنئة بهذا الإنجاز المصري العظيم والذي تم بإرادة المصرين الأحرار.. والرئيس المنتخب يمثل دلالة مهمة للثورة العظيمة». وأضاف: «مصر سوف تستعيد دورها الإقليمي الفاعل وستكون هناك مساندة فاعلة للثورة السورية ونأمل أن تكون العلاقات لصالح شعبي البلدين». وتابع: «سوف نطلب من الرئيس محمد مرسي مساعدة فاعلة للشعب السوري على مختلف المجالات».
خيارات دولية لتطبيق «النموذج المصري» في سوريا
القاهرة: سوسن أبو حسين
ذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك تفاهمات دولية خاصة مع روسيا لحسم الأزمة في سوريا وفق النموذج المصري، بمعنى أن يقوم الجيش السوري بدور كبير في دعم الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا، من دون إراقة المزيد من الدماء.
وقالت المصادر إن النموذج المصري أصبح عنوان المرحلة في الحل السوري، وإن روسيا باتت مقتنعة بأن يرحل الأسد ولكن مع بقاء المؤسسات السورية بعيدا عن الانهيار، خاصة الجيش وباقي مؤسسات الدولة غير المتورطة في إسالة دماء الشعب السوري.
ولم تستبعد المصادر أن تتم مناقشة النموذج المصري في مجلس الأمن بنيويورك خلال الأيام المقبلة، وكذلك في مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في باريس بعد يومين. ورغم وجود هذه الفكرة للدراسة والمناقشة، لكن مسودة «وثيقة العهد» السورية التي أعدتها المعارضة خلصت إلى الخطوات التالية:
1- حل سلمي يبدأ برحيل بشار الأسد عن السلطة وعن سوريا ومعه كل أفراد أسرته والشركاء من أقربائه.
2- الإطاحة بالنظام عسكريا من دون تأخير وعلى التوازي مع الحل السلمي.
3- أي حل أو مفاوضات يجب أن تقوم منذ اليوم الأول على مبدأ التغيير الكامل للنظام، وخلال فترة لا تتجاوز السنة من دون تفكيك الدويلة الطائفية والحزبية، وذلك لإعادة التوازن لتركيبة جميع مؤسسات الدولة وصولا إلى مؤسسات تعتمد على مبدأ الكفاءة والمواطنة.
4- أي حل يجب أن يقوم على مبدأ كل الأجهزة الأمنية وتغييرها بشكل جذري، وأن يكون الولاء للدولة وليس للنظام.
5- أن مبادرة أنان فيها الكثير من المراوغة وعدم الحسم في كثير من الملفات.
6- العدالة هي بديل الانتقام، لذلك يجب أن تطبق المحاسبة.
7- التنسيق بين المعارضة في الداخل والخارج.
8- سوريا المستقبل تقوم على مبادئ متلازمة أولها الحقيقة والتسامح.
كما تحدثت مسودة الوثيقة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها عن مراحل المرحلة الانتقالية، والتي تتمثل في أربع مراحل: المرحلة الأولى رحيل الأسد، والمرحلة الثانية تمتد إلى أسبوع واحد يتم خلالها تسليم السلطة من قبل شخصيات لها مصداقية لدى أنصار النظام ولم تتلطخ أيديها بالدماء أو الفساد، والمرحلة الثالثة تمتد من أسبوعين إلى ثلاثة يجري خلالها إجراء مفاوضات ما بين المجلس الانتقالي التي ستكون المعارضة في الداخل والخارج قد شكلته بأغلبية 80 في المائة من الداخل و20 في المائة من الخارج، والمرحلة الرابعة تمتد إلى ستة أشهر كمرحلة انتقالية لتنفذ المهام التالية:
– حل الأجهزة الأمنية.
– وضع الجيش تحت قيادة مشتركة من الطرفين مع إعادة هيكلة الجيش.
– تأسيس أجهزة أمنية جديدة وتطهير مؤسسات الدولة ووضع دستور جديد.
كما تضمنت وثيقة المعارضة التي تبحثها في مؤتمر القاهرة خطة سلام أنان ونص المبادرة العربية الأولى كنقاط استرشادية وبنود إيجابية.
93 قتيلا في سوريا.. وحمص ما زالت تحت الحصار
«جبهة النصرة» تتبنى الهجوم على «الإخبارية السورية».. والأسد يصدر قوانين تتعلق بمكافحة الإرهاب
بيروت: بولا أسطيح
أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أمس عن سقوط 93 قتيلا بمختلف الأنحاء السورية، في الوقت الذي استمرت فيه الاشتباكات والعمليات العسكرية في عدد من المدن. في الوقت الذي أعلنت فيه جبهة النصرة الإسلامية تبنيها لعملية الهجوم الذي تعرضت له قناة «الإخبارية السورية» منذ 5 أيام، ما أدى لمقتل 3 من الإعلاميين العاملين فيها.. وذلك بالتزامن، مع إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر 3 قوانين تتعلق بمكافحة أعمال العنف والإرهاب.
وأوضحت «جبهة النصرة»، التي تبنت في وقت سابق تفجيرات في دمشق وحلب ودير الزور، أنه «وبعدما طالت الحرب التي أعلنها النظام على سوريا، وبعد استخدامه فيها كل شيء، ومنها إعلام الدولة الذي دفع الناس ثمن معداته، وتكلفة أبنيته، وفواتير استمراره، وما يزالون يدفعون»، قرر جنود الجبهة أن «يذيقوه كأس العذاب».
وبينما ترفض قوى المعارضة السورية والجيش السوري الحر الاعتراف بوجود هذه الجبهة، ويتهمون النظام السوري بالوقوف وراء هذه التفجيرات «لإقناع الرأي العام العالمي بأن الجماعات المتطرفة خرقت الساحة السورية»، أكد رئيس جمعية «اقرأ» السلفية الشيخ بلال دقماق أنه «ونتيجة طول الأحداث السورية وارتفاع منسوب العنف الذي يمارسه النظام، دخلت الكثير من الجماعات والحركات الأصولية على خط الثورة لتثبت أنها الوحيدة القادرة على تنفيذ العمليات النوعية والضخمة، كونها تعتمد ثقافة الموت من أجل الحياة.. ما يشكل عاملا أساسيا لنجاح هذه العمليات».
ولفت دقماق إلى أنه «وبعكس ما يشاع، فإن الثورة باتت تستفيد من هذه الجبهة باعتبار أنها قادرة على ضرب قلب العاصمة دمشق؛ وهو ما يعجز عنه مقاتلو المعارضة في الداخل»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كنا في وقت سابق نفينا وجود حركات أصولية تعمل على الساحة السورية، أما الآن فقد تغير الوضع بعد إمعان النظام بإجرامه، في ظل اكتفاء دول العالم بالاستنكار والمراقبة».
وبالتزامن، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر 3 قوانين تتعلق بمكافحة أعمال العنف والإرهاب. فقضى القانون الأول بأن «يسرح من الخدمة في الدولة من تثبت إدانته بحكم قضائي بالقيام بأي عمل إرهابي، سواء كان فاعلا أو محرضا أو متدخلا أو شريكا، أو قدم أي عون مادي أو معنوي للمجموعات الإرهابية بأي شكل من الأشكال»، فيما نص القانون الثاني على المعاقبة «بالأشغال الشاقة من عشرة إلى عشرين سنة وبالغرامة، من خطف بالعنف أو بالخداع شخصا بقصد طلب فدية». أما القانون الثالث فيعاقب بالأشغال الشاقة من عشر سنوات إلى عشرين سنة «كل من أنشأ أو نظم أو أدار منظمة إرهابية، وكل من اقترف فعلا يهدف إلى إيجاد حالة من الذعر بين الناس أو الإخلال بالأمن العام أو الإضرار بالبنى التحتية أو الأساسية للدولة، ويرتكب باستخدام الأسلحة أو الذخائر أو المتفجرات أو المواد الملتهبة أو المنتجات السامة أو المحرقة أو العوامل الوبائية أو الجرثومية، مهما كان نوع هذه الوسائل أو باستخدام أي أداة تؤدي الغرض ذاته».
ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل مواطنين جراء القصف الذي تتعرض له بلدة الرستن في ريف حمص. كما قتل مواطن برصاص قناص على طريق حمص الشام وآخران برصاص قوات النظام في حيي كفرعايا وباب هود في مدينة حمص حيث قتل أيضا مقاتل معارض، فيما استمر القصف على أحياء عدة في المدينة.
وقال ناشط قدم نفسه على أنه خالد التلاوي لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال عبر «سكايب» أن «الكثير من أحياء حمص ما زالت تحت الحصار. ومن الصعب علينا تأمين الغذاء والدواء»، مضيفا أن «الأطباء الميدانيين يقومون ببتر أطراف المصابين لأنهم يفتقرون إلى المعدات اللازمة لعلاجهم».
وأكد أن أهالي المناطق المحاصرة «لا يمكنهم الخروج»، مشيرا إلى أن «الأحياء تتعرض للقصف ومحاصرة بالدبابات».
وكان المرصد أعلن الأسبوع الماضي أن أكثر من ألف عائلة محاصرة في حمص وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة خصوصا الخبز والمحروقات والأدوية. وفشلت حتى الآن كل جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر للدخول إلى حمص بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري من أجل إجلاء المصابين.
وأعلنت لجان التنسيق عن تعرض بلدة تلكلخ في محافظة حمص إلى قصف مدفعي عنيف بقذائف الهاون والدبابات وراجمات الصواريخ، وسط انقطاع للتيار الكهربائي والمياه عن البلدة. كما يطال القصف، بحسب ناشطين، بلدة القصير في المحافظة.
في محافظة ريف دمشق، قتل ثلاثة أشخاص في مدينة دوما «التي تشهد انتشارا لقوات النظام»، بحسب المرصد، والتي بقيت تحت القصف لمدة شهر كامل قبل اقتحامها قبل أيام. كما قتل شخص في بلدة المعضمية في ريف دمشق.
وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن مزارع حمورية في الريف الدمشقي تتعرض لليوم الثالث على التوالي إلى قصف عنيف من قوات الأمن وجيش النظام.
في حين ذكرت لجان التنسيق المحلية أن «قصفا عنيفا بالطائرات الحربية» يستهدف مدينة داريا حيث تدور اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام.
من جهة ثانية، أفاد ناشطون عن مقتل 15 شخصا في قرية دوما الصغيرة في محافظة حماه، بـ«أيدي الشبيحة». وأكد المرصد السوري وقوع الحادث، إلا أنه أشار إلى عدم حصوله على لائحة بأسماء القتلى، موضحا أن العملية جاءت بعد مقتل ثلاثة أشخاص «موالين للنظام» في المنطقة الأحد.
من جهة ثانية، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا في زملكا في ريف دمشق السبت إلى 65 جراء قصف بالهاون من القوات النظامية طال موكب تشييع، بعد توثيق كل الأسماء
قوة سورية تقتحم مركزا حدوديا لبنانيا بعد استهداف مسلحين لإحدى نقاطها
الأمن العام اللبناني: عنصرا الأمن تم «اصطحابهما» لفترة إلى داخل سوريا
بيروت: ليال أبو رحال
أطلق مسلحون مجهولون فجر أمس قذيفة من الأراضي اللبنانية على مركز حدودي سوري مقابل معبر البقيعة الحدودي، ما تسبب بإصابة عنصرين سوريين بجروح. وردّ الجانب السوري بإطلاق نار باتجاه لبنان تبعه اقتحام قوة سورية مركز الأمن اللبناني، معتقلة عنصرين منه إلى الداخل السوري، قبل أن تطلق سراحهما في وقت لاحق.
وأفادت المديرية العامة للأمن العام اللبناني عن «تعرض مركز أمن عام البقيعة الحدودي في الشمال لإطلاق نار أثناء ملاحقة قوة من الجيش العربي السوري لمسلحين أطلقوا من الأراضي اللبنانية قذيفة على مركز الهجرة والجوازات السوري في المنطقة، أدت إلى إصابة عنصرين من المركز المذكور».
وأشارت إلى أنه «أثناء العملية وصلت القوة السورية إلى مركز أمن عام البقيعة واصطحبت عنصرين من المركز إلى داخل الأراضي السورية ثم أطلقت سراحهما»، مشيرة إلى أنها «تقوم بإجراء التحقيقات اللازمة بعدما أحيط وزير الداخلية مروان شربل علما بالحادث من قبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم».
ولاقت الحادثة، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها رسميا عن إطلاق نار من الأراضي اللبنانية باتجاه الأراضي السورية منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل أكثر من 15 شهرا، استنكارا لبنانيا رسميا. واعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أنَّ «اجتياز وحدة عسكرية سوريا الحدود اللبنانية واحتجاز عنصرين من الأمن العام اللبناني وتركهم لاحقا، أمر يخالف القوانين والأعراف الدولية من جهة ويتجاوز مبدأ التنسيق الواجب بين البلدين على طول الحدود»، آملا في «إجراء التحقيقات اللازمة وتحديد المسؤوليات لعدم تكرار مثل هذه الأعمال وحرصا على عدم تعكير العلاقات الثنائية القائمة على احترام سيادة كل من البلدين واستقلاله».
وفي حين أشار وزير الداخلية والبلديات مروان شربل إلى وجوب أن «يبحث هذا الأمر في مجلس الوزراء»، أوضح الأستاذ في القانون الدولي الدكتور سامي نادر لـ«الشرق الأوسط» أن «ما جرى في البقيعة هو تعدّ على السيادة اللبنانية، ولا يندرج تحت منطق القانون الدولي ولا الاتفاقيات الثنائية بين لبنان وسوريا»، مشددا على أن «تعبير (اصطحب) الوارد في بيان المديرية العامة للأمن العام ليس واردا في أي اتفاق حتى تلك الأمنية الموقعة بين البلدين والتي سقطت مفاعيلها بعد عام 2005 (تاريخ انسحاب الجيش السوري من لبنان)». وأعرب نادر عن اعتقاده أن «أجهزة الأمن اللبنانية تنأى بنفسها كما الحكومة اللبنانية عن احترام السيادة اللبنانية والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية». واعتبر أن «ما جرى من الناحية السياسية هو محاولة سورية جديدة لجر لبنان إلى المستنقع السوري اليوم، وفتح الساحة اللبنانية لتوسيع المشكلة وإرباك المجموعة الدولية، لا سيما أنها تتحرك اليوم لوضع حدّ للمأساة السورية التي يبدو أنها مستمرة». وشدد نادر على أن «هيبة الدولة اللبنانية مضروبة، وهي تبدأ بوفاق وطني غير متوفر أصلا».
وفي إطار التعليق على حادثة البقيعة، جدد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي المطالبة بـ«ضرورة فصل الحدود»، وأوضح أنه «على الجانب السوري احترام الحدود الموجودة وحتى لو لم تكن الحدود واضحة»، مشددا على أنه «لا مبرر في أي ظرف من الظروف للخروقات ولخطف الأشخاص».
واعتبر النائب في كتلة «المستقبل» معين المرعبي أن «الدولة اللبنانية لا تقوم بعملها بحماية الحدود اللبنانية – السورية، وعلينا طلب قوات للأمم المتحدة إلى هذه الحدود من أجل تأمين الحماية للمواطنين»، مشيرا إلى أنه «لا يوجد ما يبرر ما قامت به القوات السورية وأن الجيش اللبناني أصبح بحاجة إلى حماية على حدود». واتهم المرعبي «الدولة بأنها متآمرة وتتلكأ عن القيام بواجبها في حماية سيادة الوطن»، داعيا إلى أن «يكون هناك توجه للأمم المتحدة لتقديم شكوى ولعدم السكوت عن هذا الخرق، وعلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور التحرك بهذا الصدد».
مرسي: التزامنا الأخلاقي وواجبنا القومي
يحتمان علينا الوقوف إلى جانب الشعب السوري
ترجم الرئيس المصري محمد مرسي المنتخب حديثاً عواطفه تجاه الشعب السوري “المجاهد” إلى نقاط واضحة في خطاب أكد فيه بعض مبادئ سياسته العربية، متوجهاً في كلمته إلى المعارضة السورية المجتمعة في القاهرة، بأن وقفة الشعب المصري إلى جانب الشعب السوري التزام أخلاقي وواجب قومي في مواجهة آلة قمع لا تستثني طفلاً ولا أمرأة، مؤكداً أنه لا بد من محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم في إشارة مباشرة إلى الرئيس السوري بشار الأسد وكبار مسؤولي النظام السوري.
دولياً، اعتبرت الولايات المتحدة أمس، أن الخطة الدولية التي تم تبنيها في جنيف أخيراً حول عملية انتقالية سياسية في سوريا، تقدم للمعارضة “ضمانات صلبة” حيال عدم مشاركة الرئيس السوري على الإطلاق في حكومة مقبلة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن خطة الموفد الدولي كوفي أنان تتضمن بنداً يشير الى أنه يتعين قبول أعضاء هذه الحكومة الانتقالية المقبلة على أساس “تفاهم متبادل”.
وفي القاهرة، أكد الرئيس المصري الجديد في كلمته أمام مؤتمر المعارضة السورية أمس، دعم القاهرة الكامل لكفاح الشعب السوري، داعياً المؤتمر إلى التوحد وبلورة رؤية موحدة لسوريا الجديدة الديموقراطية التي تطمئن كل أطياف الشعب السوري.
ووجه مرسي في رسالة إلى المشاركين في المؤتمر الذي تنظمه جامعة الدول العربية تلاها وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، التحية للشعب السوري المجاهد، مؤكداً أنه يربطنا به تاريخ طويل ونضال ومصير مشترك.
وقال إن سوريا لمصر امتداد للأمن القومي المصري والعكس، فاستقرار سوريا وحرية شعبها في قلب اهتمامات مصر، مشيراً إلى أن مصر وسوريا كانتا معاً دولة واحدة وشعباً واحداً. وأضاف أن الشعب السوري يناضل ببسالة مبهرة ويدفع الثمن في مواجهة آلة قمع لا تستثني طفلاً ولا أمرأة للمطالبة بالحرية والديموقراطية.
وأكد مرسي أن وقفة الشعب المصري إلى جانب الشعب السوري هي واجب وليست فقط مسألة أمن قومي، وأكد أن التزامنا الأخلاقي وواجبنا القومي يحتمان علينا الرفض القاطع لقمع الشعب السوري، مشيراً إلى أن هناك جرائم تُرتكب ضد مدنيين عزل ولا بد من محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم ويجب أن نترجم عواطفنا إلى سياسات واضحة.
وعرض عدداً من المبادئ التي تحدد موقف مصر من الأزمة السورية وأولها الحفاظ على الوحدة والسلامة الإقليمية للدولة السورية وتجنب سقوطها في هوة التقسيم أو الصدام الطائفي إذ إن قوة الأمة في وحدة سوريا، فوحدة سوريا خط أحمر لا يقبل المساومة.
وأضاف الرئيس المصري الجديد ان الأولوية لوقف القتل والعنف ضد المدنيين والحفاظ على الشعب السوري بكل أطيافه، وتابع أن مصر لا تقبل استمرار حمام الدم في سوريا واستمرار القمع الوحشي للمدنيين بما في ذلك النساء، ولا تقبل أن يرتبط الوضع في سوريا بحسابات قوى دولية تسجل نقاطاً في مواجهة قوى أخرى.
وقال إن المطلوب هو حل سياسي يحقق مطالب الشعب السوري ويجنب سوريا التقسيم والتدخل الخارجي ويؤسس لمصالحة وطنية حقيقة معرباً عن الأمل في أن تسهم نتائج اجتماع جنيف في توفير حل للأزمة السورية.
وقال الرئيس المصري فى رسالته إن الطريق لحل الأزمة السورية يمر عبر محطات أساسية أولها توفير الدعم الكامل غير المنقوص لمبادرة المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي أنان بغية وقف العنف وتمكين الشعب السوري وتأمين كل سوري في التعبير عن حريته بمأمن عن آلة القمع الوحشية.
وأضاف أن المحطة الأخرى هي بناء موقف دولي جامع وحاسم يرفض العدوان والقمع ويتخذ كل ما يلزم من إجراءات لوقف نزيف الدم في سوريا الشقيقة، مشيراً إلى المسؤوليات الأخلاقية لمجلس الأمن والأمم المتحدة.
ولفت إلى أن بعض مكونات الشعب السوري لديها مخاوف حول مستقبلها، معتبراً أن اتفاق المعارضة على رؤية واضحة من شأنه أن يشعر كل الشعب السوري بالاطمئنان في التحول للديموقراطية وأنه حق محفوظ في الدولة السورية.
واختتم الرئيس المصري رسالته بالقول “وعد من أشقائكم في الكفاح في مصر دعم كفاحكم”.
دولياً، أعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس أن الحكومة السورية وقوات المعارضة مسؤولتان عن انتهاكات جديدة “خطيرة” لحقوق الإنسان طالت حتى المستشفيات.
وكررت بيلاي في تصريح صحافي بعد أن قدمت إحاطة أمام ممثلي الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، دعوتها الى إحالة النزاع السوري أمام المحكمة الجنائية الدولية “لأنني اعتقد بوجود إشارات عن جرائم ضد الإنسانية”، مع إقرارها بأن هذا الأمر يتطلب قراراً “سياسياً”.
وبحسب بيلاي، فإن الامم المتحدة لاحظت “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قبل القوات الحكومية ومن قبل المعارضة على حد سواء”، لأن الطرفين مسؤولان “عن أعمال تسيء الى المدنيين”. واعتبرت بيلاي أن “هناك احتمالاً للتصعيد”، مضيفة ان “تزويد الحكومة والمعارضة بالسلاح يؤجج العنف ويجب تجنب زيادة عسكرة النزاع بأي ثمن”.
وبحسب نسخة من خطابها أمام المجلس قالت بيلاي إن النزاع في سوريا الذي دخل شهره السادس عشر، يكتسي “طابعاً طائفياً أكثر فأكثر”. وقالت إن مئات المدنيين لا يزالون عالقين في دير الزور وفي المدينة القديمة في حمص (وسط) “بسبب الاستخدام المتزايد للأسلحة الثقيلة وعمليات القصف المدفعي والمناوشات المسلحة”.
وقالت بيلاي للمجلس أيضاً إن مروحيات أطلقت النيران “عشوائياً” على مدنيين في دير الزور موقعة عدداً من الضحايا.
وأثناء تفصيلها التجاوزات التي يمارسها الطرفان، قالت بيلاي إن الحكومة مسؤولة عن “قصف المناطق المدنية بطريقة عشوائية واستخدام القتل المحدد الأهداف لأنصار المعارضة” إضافة الى أعمال تعذيب واعتقالات تعسفية و”هجمات ضد مستشفيات وعيادات طبية”.
وفي جانب المعارضة، نددت بيلاي بـ”اغتيال الأشخاص المشبوهين بأنهم مخبرون أو متعاونون” مع الحكومة. وأعلنت أيضاً أن هناك “معلومات ذات صدقية مفادها أن مجموعات مسلحة استولت على مؤسسة طبية واحدة على الأقل” لاستخدامها “لدواعٍ عسكرية”.
ميدانياً، ارتفعت حصيلة شهداء أمس الى 113 شهيداً برصاص قوات الأمن وجيش النظام، قالت هيئة الثورة السورية إن معظمهم في ريف دمشق وحماة وادلب بينهم 3 شهداء تحت التعذيب و3 جنود منشقين بالإضافة إلى طفلين وسيدتين.
وقال ناشط ومصادر في الجيش السوري الحر أمس، إن لواء من فرقة مدفعية وسبعة ضباط سوريين كانوا بين عشرات العسكريين ومعظمهم من العاملين في حمص، انشقوا وفروا إلى تركيا بعد ظهر أمس.
وقالت محطة الإذاعة التركية الحكومية (تي.ار.تي) على موقعها على الانترنت، إن 85 جندياً سورياً بينهم لواء بين الذين أرسلوا الى معسكر ابايدين في إقليم هاتاي في تركيا.
وفي تركيا كذلك، قالت قيادة القوات المسلحة أمس، إنها نشرت ست مقاتلات تركية من طراز “إف-16” في ثلاث حالات مختلفة رداً على اقتراب طائرات هليكوبتر سورية من الحدود أول من أمس.
وهذه هي المرة الثانية في يومين التي تنطلق فيها طائرات تركية رداً على تحليق طائرات هليكوبتر سورية قرب الحدود وتأتي بعد إسقاط سوريا لطائرة تركية في أواخر الشهر الماضي.
(ا ف ب، ا ش ا، رويترز)
الهيئة العامة للثورة السورية تعلن انسحابها من مؤتمر القاهرة
أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية اليوم إنسحابها من مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة الذي يجمع 250 شخصية تمثل مختلف الاتجاهات ويهدف إلى توحيد الرؤى بشأن مستقبل البلاد برعاية جامعة الدول العربية، مبررة قرارها برفضها “الدخول في التجاذبات السياسية التي تتلاعب بمصير شعبنا وثورتنا وفق رؤى وأجندات تسمح بوضع ثورتنا بين سندان التجاذبات والصراعات الدولية ومطرقة نظام الاجرام في سوريا”.
واعتبرت أنه في ظل “التصعيد الذي يمارسه نظام (الرئيس السوري) بشار الاسد بارتكاب المجازر بحق شعبنا الثائر” و”في ظل عجز دولي، عبر عنه مؤتمر جنيف الاخير” يصبح “الحديث عن وحدة المعارضة السورية مجرد كلام لتمويه هذا العجز”، مشددة على أن “الأهمية القصوى الآن هي الاستمرار في تعزيز الوحدة الوطنية لقوى الثورة السورية وبشكل أساسي مع الجيش الحر في الداخل وتأمين الدعم لهذا الخيار بكل السبل”.
(أ.ف. ب.)
الأسد: لا نريد حربا مع تركيا
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن بلاده لا تريد أن يتطور التوتر بين بلاده وتركيا -الذي نشب بعد إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة تركية الشهر الماضي- إلى حرب.
وأضاف الأسد في مقابلة نشرتها اليوم الثلاثاء صحيفة جمهوريت التركية أنه تمنى لو أن الدفاعات السورية لم تسقط الطائرة التركية يوم 22 يونيو/حزيران الماضي.
وأكدت أنقرة أن الطائرة أُسقطت بنيران السوريين فوق المياه الدولية, في حين أكدت دمشق في المقابل أنها أُسقطت فوق المياه الإقليمية السورية.
لا معركة مفتوحة
وفي المقابلة التي أجرتها معه الصحيفة التركية, قال الرئيس السوري إن الطائرة التركية أُسقطت بينما كانت تحلق في مسار حلقت فيه من قبل طائرات حربية إسرائيلية في ثلاث مناسبات.
ووفقا للأسد فإن القوات السورية لم تعلم بأن الطائرة تركية حيث لم يكن هناك رادار يمكنه تحديد هوية الطائرة المستهدفة, وإنما استهدفتها على أساس توقع أنها إسرائيلية. وتابع أن دمشق كانت ستعتذر بلا تردد لو أن الطائرة أُسقطت فعلا في المجال الدولي.
وبعد إبداء نوع من الأسف على إسقاط الطائرة التركية, قال الأسد إنه لا يريد للتوتر القائم بين دمشق وأنقرة أن يتحول إلى معركة مفتوحة.
وقال الرئيس السوري إن بلدا في حالة حرب -في إشارة إلى بلده- يتصرف دائما بمثل ما تصرفت به القوات السورية في استهدافها للطائرة التركية, مضيفا أن بلاده قدمت العزاء في الطيارين التركيين اللذين فقدا بعد الحادثة.
وكانت دمشق قد قالت عقب إسقاط الطائرة التركية مباشرة إن قواتها كانت في حالة دفاع ولم تتصرف مطلقا بشكل عدائي تجاه تركيا.
وأعلنت قيادة القوات المسلحة التركية أمس أن ست مقاتلات تركية نفذت في الأيام الماضية طلعات جوية من قاعدتين في جنوب البلاد ردا على اقتراب مروحيات عسكرية سورية من الحدود المشتركة.
وقبل هذا لوح مسؤولون أتراك بارزون برد حاسم على إسقاط الطائرة, لكنهم شددوا في المقابل على أن ذلك لن يبلغ حد مهاجمة سوريا.
معلومات روسية
في الأثناء, قال مصدر عسكري روسي اليوم إن لدى بلاده معلومات دقيقة تؤكد أن الطائرة التركية خرقت بالفعل المجال الجوي السوري.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن المصدر ذاته قوله إن موسكو تملك كامل المعلومات عن مسار الطائرة قبل إسقاطها. وأضاف “هذه المعطيات تؤكد من دون لبس أن الطائرة انتهكت المجال الجوي السوري”.
وقبل يومين أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لدى موسكو معلومات عن مسار الطائرة التركية, وأنها مستعدة لتقاسمها. ولم تستبعد تقارير صحفية غربية أن تكون روسيا ساعدت السوريين على إسقاط الطائرة التركية.
المراقبون يشترطون وقف العنف لاستئناف العمل
114 قتيلا وقصف وانشقاقات بسوريا
واصل الجيش النظامي في سوريا قصفه المدفعي والمروحي الليلة الماضية وفجر اليوم للمناطق في ريف دمشق ودرعا وحمص ودير الزور واللاذقية، بعد يوم دام أوقع 114 قتيلا بنيران قوات النظام معظمهم في ريف دمشق وحماة وحمص.
وقد قال ناشطون ومصادر بالجيش الحر إن ضابطا برتبة لواء من فرقة مدفعية كان بين عشرات العسكريين انشقوا وفروا إلى تركيا، في حين أبدى فريق المراقبين الدوليين في سوريا استعداده لاستئناف عمله إذا التزمت الأطراف بوقف العنف.
ووثقت لجان التنسيق المحلية مع نهاية يوم الاثنين سقوط 114 قتيلا بنيران قوات النظام، وأشارت اللجان إلى سقوط 34 قتيلا في ريف دمشق، و27 في حماة و23 في حمص، إضافة إلى 13 قتيلا في دير الزور وستة في إدلب وأربعة في كل من حلب ودرعا واثنين في دمشق وواحد في اللاذقية.
في غضون ذلك أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بتجدد القصف المدفعي لقوات النظام فجر اليوم على عدة قرى وبلدات في درعا نتج عنه سقوط عدة قتلى, بينهم عائلة كاملة مكونة من خمسة أشخاص في بلدة عاصم في منطقة اللجاة هم الأب والأم وأولادهم الثلاثة.
كما أشارت شبكة شام إلى سقوط خمسة قتلى وجرح عشرة آخرين ثلاثة منهم في حالة خطيرة جراء القصف المتواصل على بلدة إعزاز بريف حلب، وذلك في وقت تواصل فيه القصف العنيف على قرى جبل الأكراد في اللاذقية، وأحياء في حمص ومدينة تلبيسة في نفس المحافظة (وسط)، إضافة للقصف المستمر منذ 12 يوما على التوالي على أحياء بمدينة دير الزور شرقا.
ويواصل الجيش النظامي قصف العديد من مناطق ريف دمشق، حيث أفادت الهيئة العامة وشبكة شام بتعرض مدينة دوما بالريف الدمشقي التي استباحها الجيش السوري مساء الجمعة لقصف عنيف، واقتحم مناطق فيها مجددا بالدبابات من عدة محاور. وأفاد ناشطون أن جثثاً وجدت متفحمة ومتحللة فيها جراء القصف العنيف وعدم التمكن من سحب الجثث من الشوارع في الأيام الماضية.
ويبدي ناشطون تخوفهم من وقوع “مجزرة جديدة” في دوما التي تعيش مع سقبا وحرستا وحمورية وعربين ومسرابا ومدْيَرا أوضاعا صعبة في ظل حصار خانق وقصف يومي وتزايد لأعداد اللاجئين الذين فروا إلى البساتين المحيطة بمدنهم.
مدينة أشباح
ولا تزال حمص على حالها “مدينة أشباح” كما يقول ناشطون فيها، فقد تعرض حي دير بعلبة الجنوبي للقصف واقتحم للمرة الخامسة الحي بالدبابات وكانت حصيلة أمس فيه نحو عشرين قتيلا وأكثر من ستين جريحا مع تدمير كامل للبنى التحتية من كهرباء وماء.
ولم تكن أحياء الخالدية والقصور وجورة الشياح بمنأى عن القصف، فقد صار لازمة شبه يومية كما تفيد تقارير النشطاء، وتعرضت مدينة القصير في محافظة حمص لقصف مروحي، وقالت شبكة شام إن مراسليها أحصوا أكثر من 15 صاروخا أطلقت على المدينة.
اشتباكات وانشقاقات
وأفادت شبكة شام بأن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والشبيحة من جهة ومقاتلين من الجيش الحر اندلعت مساء أمس الاثنين في حي العسالي بدمشق، كما شهدت مدينة داريا بريف دمشق اشتباكات مماثلة، وتحدث شهود عيان عن انفجارات هزت المدينة.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن “قصفا عنيفا بالطائرات الحربية” يستهدف مدينة داريا حيث تدور اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام.
وفي نفس السياق شهدت قرية الجبلي بمحافظة الرقة شمال شرق البلاد اشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي حول مركز شرطة الطرق وفق شبكة شام.
وفي تطور متصل قال ناشطون ومصادر بالجيش الحر إن ضابطا برتبة لواء من فرقة مدفعية و21 ضابطا سوريا آخرين كانوا بين عشرات العسكريين معظمهم من العاملين في حمص انشقوا وفروا إلى تركيا أمس الاثنين.
وقالت محطة الإذاعة التركية الحكومية (تي آر تي) في موقعها على الإنترنت إن 85 جنديا سوريا بينهم لواء أرسلوا إلى معسكر أبايدين في إقليم هاتاي في تركيا، في حين أشارت وكالة أنباء الأناضول إلى أن هناك ثلاثة ضباط برتب عالية إضافة إلى 18 ضابطا آخر.
وضع المراقبين
في غضون ذلك قالت المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بعد عودة رئيس الفريق الجنرال روبرت مود إلى دمشق، إن فريق المراقبين مستعد لاستئناف عمله إذا التزمت الأطراف بوقف العنف.
لكن السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار أرو اعتبر الاثنين أنه سيكون على مجلس الأمن أن يقرر ما إذا كان سيخفض أو ينهي مهمة المراقبين في سوريا إذا لم يطلق النظام والمعارضة بسرعة عملية انتقالية سياسية، في حين تنتهي مهمة بعثة المراقبة الأممية في العشرين من يوليو/تموز.
وسيطرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الثلاثاء توصياته حول مصير بعثة المراقبين الدوليين في سوريا على أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر. وبحسب دبلوماسيين، فإن البعثة قد تصبح مجرد مكتب اتصال مع تقليص فعاليته.
في تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش
التعذيب بسوريا “جريمة ضد الإنسانية”
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، إن النظام السوري ينتهج سياسة التعذيب ضد المدنيين إلى درجة وصفتها بأنها “جريمة ضد الإنسانية”، مما يستوجب إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأوضحت المنظمة في تقرير أصدرته اليوم الثلاثاء أن عددا من المعتقلين السابقين والمنشقين عن قوات النظام تمكنوا من تحديد المواقع والجهات المسؤولة وأساليب التعذيب المستخدمة، كما حددوا في كثير من الأحيان أسماء المسؤولين عن 27 من مراكز الاعتقال التابعة لأجهزة المخابرات السورية المختلفة.
ومن جهته، قال الباحث في قسم الطوارئ في المنظمة الحقوقية أوليه سولفانج -وهو متخصص في الشأن السوري- إن أجهزة المخابرات تدير شبكة مراكز تعذيب موزعة في جميع أنحاء البلاد.
وقالت المنظمة -التي تتخذ من نيويورك مقرا لها- إن أبشع حالات التعذيب كانت تحدث في مراكز الاعتقال التي تديرها أجهزة المخابرات الرئيسية الأربعة في البلاد، وهي “شعبة المخابرات العسكرية” و”إدارة الأمن السياسي” و”إدارة المخابرات العامة” و”إدارة المخابرات الجوية”.
وأشارت المنظمة إلى أن تقريرها -الذي جاء في 81 صفحة- يستند إلى أكثر من 200 مقابلة أجرتها منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مارس/آذار 2011، حيث تحدث الشهود عن تجاربهم الخاصة أو عما شاهدوه من حالات تعذيب لآخرين أثناء اعتقالهم.
وتشمل أساليب التعذيب الواردة في التقرير حالات الضرب لمدد طويلة والتي كثيرا ما تستخدم فيها أدوات كالعصي والأسلاك، إضافة لتثبيت المعتقلين في أوضاع مجهدة ومؤلمة لفترات طويلة، واستخدام الكهرباء، والإحراق بالحامض، والاعتداء والإذلال الجنسي، وانتزاع الأظافر، والإعدام الوهمي.
يذكر أن معظم الشهود الذين أجرت هيومن رايتس ووتش معهم هذه المقابلات كانوا ذكورا ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، إلا أن صفوف الضحايا كانت تضم أيضا أطفالا ونساء ومسنين.
وكانت المنظمة قد ذكرت في تقرير سابق صدر في أبريل/نيسان الماضي أن الأطفال يحتجزون في نفس المرافق والظروف التي يعيشها الكبار، ويتعرضون لضرب وحشي ولمختلف أشكال الإساءة دون اعتبار لصغر سنهم.
الجيش الحر يقاطع وينتقد أهداف المؤتمر
المعارضة السورية تبحث المرحلة الانتقالية
يواصل 250 شخصية تمثل أطياف المعارضة السورية اليوم في القاهرة مؤتمرا بدأ أمس ويستغرق يومين لبحث رؤية موحدة لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد وتوحيد صفوفها. وقد دعت حكومات عربية وتركيا المعارضة السورية إلى التوحد وتجاوز خلافاتها، لكن الجيش السوري الحر سارع إلى إعلان مقاطعته المؤتمر ووصفه بالمؤامرة.
وفي بداية اجتماعات مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة -الذي تنظمه الجامعة العربية- أمس حثت دول عربية وتركيا المعارضة السورية المنقسمة على توحيد صفوفها وإيجاد كيان جدير بالثقة بديلا عن حكومة الأسد، لكن وكالة رويترز أشارت إلى أنه سرعان ما تبدت الخلافات في المحادثات.
ونقلت رويترز عن خضر السوطري من جماعة الإخوان المسلمين إشارته إلى أن في صدارة الوثيقة التي يفترض الاتفاق عليها وتوقيعها بندا يدعو إلى الفصل التام بين الدين والدولة، وهو ما لا توافق عليه جماعته رغم تأكيده أنها لا تسعى إلى إقامة دولة دينية.
في حين اعتبر أديب الشيشكلي عضو المجلس الوطني السوري أن من أكبر التحديات سد الفجوة بين السوريين في الخارج والثوار في الداخل، معتبرا أن السوريين في الداخل عليهم أن يقوموا بدور كبير في أي بناء مؤسسي.
وقال المعارض وليد البني إن اللقاء يهدف إلى تشكيل لجنة تنسيق لن تقود المعارضة لكنها ستنفذ القرارات الجماعية وتكون واجهة أمام العالم، لكن رويترز نقلت أيضا عن البعض معارضتهم منح مثل هذه اللجنة دورا كبيرا.
وقال رئيس رابطة الكتاب السوريين نوري الجراح للوكالة إنهم ضد أن تكون للجنة المتابعة المقترحة صلاحيات لتنفيذ القرارات.
من جانبه قال عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية في القاهرة خالد الناصر للجزيرة إن تنحي الأسد وإسقاط أركان نظامه ينبغي أن يسبق العمل السياسي الممهد للدولة السورية الحديثة.
في المقابل أعلن الجيش السوري الحر مقاطعته مؤتمر القاهرة وعدّه مؤامرة، وقال في بيان مشترك مع ناشطين معارضين إنه لا سبيل إلى التفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد. واتهم البيان المشاركين في مؤتمر القاهرة برفض جملة من المطالب في مقدمتها التدخل العسكري الخارجي وتسليح الجيش الحر والمناطق العازلة والممرات الإنسانية.
كما اتهم البيان القائمين على المؤتمر بالسعي إلى منح فرصة أخرى لخطة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان كي يناور مجددا لإقناع الأسد بتطبيق خطته.
وأعلن البيان رفض قيادة الجيش الحر والناشطين الموقعين على البيان نفسه القرارات “الخطيرة” الصادرة عن اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف, معتبرا أن تلك القرارات ترمي إلى إنقاذ النظام السوري.
سقف التوقعات
وقد اعتبر دبلوماسي من جامعة الدول العربية أن فشل المعارضة السورية في توحيد صفوفها يقوي موقف الأسد ويزيد من صعوبة تصدي المجتمع الدولي للأزمة فيما يتباين مع الطريقة التي تمكن بها معارضو العقيد الليبي الراحل معمر القذافي من توحيد صفوفهم.
ونقلت رويترز عن الدبلوماسي قوله “إنهم يفتقرون تماما إلى الوحدة خلافا للمجلس الوطني الليبي الذي كان منظما وعلى الأرض، الأمر الذي مكننا من تقديم دعم أكبر له. المعارضة السورية بعيدة عن الشعب وغير منظمة”.
وفي هذا السياق قال مصدر بجامعة الدول العربية “لا نتوقع أن تتوحد المعارضة اليوم بعد ما شاهدناه في الاجتماعات السابقة، إنهم يتصارعون دوما خلف الأبواب المغلقة لكن هناك دائما فرصة لتغير الأوضاع إلى الأفضل”.
وقبيل افتتاح المؤتمر, قال المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا لوكالة الأنباء الألمانية إنه يتوقع نجاحه. وأضاف صبرا أنه ستصدر عن المؤتمر وثيقتان مهمتان، الأولى بعنوان “وثيقة العهد الوطني” والثانية بعنوان “خطوات المرحلة الانتقالية”.
من جهتها, قالت الناطقة باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا ريما فليحان إن المؤتمر يسعى إلى وضع خريطة طريق للمرحلة القادمة. وأضافت أن جهدا قد بُذل كي يمثل المؤتمر بأكبر قدر ممكن أطياف المعارضة السورية.
دعوات عربية
وافتتح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي المؤتمر, ويشارك فيه وزراء خارجية العراق (رئيسة القمة العربية) ومصر والكويت (رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية) وقطر (رئيس اللجنة العربية الخاصة بسوريا), كما دعي إليه وزراء خارجية فرنسا وتركيا وتونس والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والموفد الأممي العربي كوفي أنان.
وقال نبيل العربي في افتتاح المؤتمر إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر صاغت وثائق وتمكنت من تجاوز العديد من نقاط الخلاف.
واعتبر العربي أن أمام مؤتمر المعارضة السورية اليوم فرصة يجب المحافظة عليها، “وأقول وأكرر من غير المسموح إضاعة هذه الفرصة بأي حال من الأحوال، فتضحيات الشعب السوري أكبر منا جميعاً وأغلى من أية خلافات أو مصالح فئوية أو حزبية ضيقة”.
واتفق المسؤولون الذين تحدثوا في افتتاح مؤتمر القاهرة على ضرورة توحّد المعارضة السورية وعلى اتهام دمشق بعدم الإيفاء بتعهداتها.
فقد قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن معاناة الشعب السوري لن تنتهي إلا إذا بدأت مرحلة انتقالية تحقق تطلعات الشعب السوري. وأضاف “نسعى من أجل رؤية موحدة لشعب سوريا ومصيره”, قائلا إن النظام السوري لم يف بالوعود التي أطلقها.
وصدرت دعوات مماثلة لتوحيد صفوف المعارضة السورية عن وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.
من جهته شدد الرئيس المصري محمد مرسي -في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية محمد كامل عمرو- على ضرورة وقف حمام الدم في سوريا, وأعلن رفضه لأي تدخل عسكري خارجي فيها, قائلا إن وحدة سوريا خط أحمر.
ويأتي مؤتمر القاهرة بعد يومين فقط من اجتماع جنيف الذي قالت أطراف سورية معارضة بينها المجلس الوطني إنه لم يخرج بآليات واضحة أو جدول زمني لنقل السلطة، رغم أنه دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية سورية تضم عناصر من نظام الأسد.
الأسد يأسف لإسقاط قواته مقاتلة تركية
الدولة التي تكون في حالة حرب تتصرف على هذا النحو
العربية.نت
أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن أسفه لإسقاط قواته مقاتلة تركية في 22 حزيران/يونيو، مؤكدا في مقابلة مع صحيفة تركية أن الطائرة كانت تحلق في مسار استخدمته في السابق طائرات إسرائيلية، كما نقلت وكالة فرانس برس.
وقال الأسد لصحيفة جمهورييت إن “الطائرة كانت تحلق في ممر جوي سبق للطيران الإسرائيلي أن استخدمه ثلاث مرات”، مبديا أسفه “مئة بالمئة” لهذا الحادث الذي أدى إلى تأجيج التوتر بين أنقرة ودمشق.
كما أعرب الأسد عن أسفه للاتهامات التركية بأن الدفاعات الجوية السورية أسقطت الطائرة وهي من طراز “اف-4” عمدا، بينما كانت تقوم بمهمة تدريبية فوق المتوسط.
وقال إن “الدولة التي تكون في حالة حرب تتصرف على هذا النحو، الطائرة كانت تحلق على علو منخفض جدا وأسقطتها الدفاعات الجوية التي اعتقدت أنها مقاتلة إسرائيلية.. الجندي عند الدفاعات لم يكن لديه رادار وبالتالي لم يعلم إلى أي دولة تنتمي الطائرة”.
وقدم الأسد تعازيه لأسر الطيارين اللذين لم يعثر عليهما منذ إسقاط الطائرة.
وأضاف “لو أسقطت الطائرة في المجال الدولي كما تقول تركيا، لما كنا ترددنا في تقديم اعتذارنا”.
الهيئة العامة للثورة بسوريا تنسحب من مؤتمر القاهرة
جعارة: بعض الأطراف المشاركة صنعت في أروقة المخابرات السورية
العربية.نت
أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية انسحابها من مؤتمر القاهرة. وقالت في بيان لها: إن الأهمية القصوى الآن هي الاستمرار في تعزيز الوحدة الوطنية لقوى الثورة السورية، وبشكل أساسي مع الجيش الحر في الداخل وتأمين الدعم لهذا الخيار بكل السبل، وأشار البيان إلى أن هذا الخيار وحده ما يؤمن للثورة النصر الأكيد ويغير المعادلة الداخلية والدولية.
وألمح البيان إلى عدم رغبة الهيئة بالدخول في التجاذبات السياسية التي قال إنها تتلاعب بمصير الشعب وثورته المباركة.
المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة في أوروبا بسام جعارة قال لـ”العربية” إن الانسحاب تم بالتنسيق مع الجيش الحر.
هذا واتهم جعارة بعض الأطراف المشاركة في مؤتمر القاهرة بأنها معارضة صنعت في أروقة المخابرات السورية.
داودأوغلو يتحدث لـ”سكاي نيوز عربية“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال وزير الخارجية التركي أحمد داودأوغلو، في مقابلة خاصة مع سكاي نيوز عربية، الثلاثاء، إن الحكومة الانتقالية المرتقبة في سوريا ستكون “بصلاحيات كاملة دون أي نقصان”.
وأضاف داودأوغلو في حوار أجراه معه يوسف الشريف: “في المرحلة القادمة ستكون هناك حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة، وهذه الحكومة سيتم تشكيلها من خلال التوافق المتبادل، وهذا يعني أن أي شخص تعترض عليه المعارضة، فإنه لن يشارك في الحكومة، وهذا أمر مهم للغاية”.
إلا أنه استدرك قائلا: “بالطبع، لا يتم هنا البحث عن مصير بشار الأسد. هناك ضبابية في هذا الشأن، لكن في حال تشكيل هذه الحكومة فإنه لن يقبل أن يكون فوقها أي قوة أو سلطة”.
وتابع: “إذا قبلنا التعامل مع سلطة أعلى من الحكومة، فسنخل حينها بالبند القائل بأنها كاملة الصلاحيات، ولا يمكن القبول باستمرار سلطة بشار الأسد بعد تشكيل هذه الحكومة”.
وأوضح أن “السوريين وحدهم يقررون من سيحكمهم، ولا يمكن لبشار الأسد أن يقرر من سيحكم سوريا، ونحن نثق في إدراك وحسن اختيار الشعب السوري”.
وقال إن المجتمعين في جنيف كانوا طرفين، “نحن وجامعة الدول العربية في الطرف الذي يؤكد على ضرورة اتخاذ موقف حازم وقوي ضد النظام السوري الذي يستخدم العنف ضد شعبه، وفي الطرف الآخر كانت روسيا والصين، وهما متحفظتان على هذا التوجه”.
ودعا اجتماع جنيف الذي عقد السبت بمشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول عربية، إلى صيغة معدلة من خطة المبعوث الدولي كوفي أنان، تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية في سوريا، تكون لها سلطات تنفيذية كاملة، لكنها لم تتطرق إلى إقصاء الرئيس بشار الأسد من التسوية.
نقاش “طويل وصعب”
ووصف داودأوغلو النقاش في جنيف بأنه كان “طويلا وصعبا”، وقال: “أحيانا ارتفعت حدة النقاش، وأحيانا غلب التوافق”. وأكد على أن البيان الختامي للاجتماع نص على أن “المرحلة الانتقالية هي مرحلة تغيير”، مضيفا أن روسيا والصين عارضتا كلمة “تغيير”.
وأوضح أن هذه الجملة هي أهم ما جاء في البيان، “لأنها تؤكد أن المرحلة الانتقالية يجب أن تشهد تغييرا وإنهاء الوضع القائم، وهذا يعني أننا وصلنا إلى قناعة أن النظام القائم حاليا أصبح عاجزا عن الحكم وبلا شرعية”.
وقال: “إن المجتمعين في جنيف أطلقوا على أنفسهم اسم مجموعة عمل، لسنا مجموعة مراقبين ولا مجموعة اتصال”، مشددا على أن “الشعب السوري لن يتحمل المزيد من الوعود الفارغة أو المهل الزمنية الجديدة، فالدم السوري يراق يوميا وعلى المجتمع الدولي أن يحترم هذا الدم”.
وأضاف أنه “تم تفويض كوفي أنان بأن يضع تفاصيل المرحلة القادمة وكيفية إنجازها، ومن غير بعد الممكن بعد الآن السكوت عن أي تأخير أو مماطلة في تنفيذ النظام السوري لتعهداته، وإلا فإن مجلس الأمن سيكون أمام اختبار لأخلاقه وقيمه والتزامه”.
واعتبر داودأوغلو مشاركة القوى الكبرى الخمس مع الدول الإقليمية في الاجتماع، “اعتراف بأن المسألة السورية هي مسألة تخص منطقتنا أولا، وليست مسألة يتجاذبها أعضاء مجلس الأمن وفق مصالحهم”.
الحديث مع المعارضة
وحول ما إذا كان تحدث مع المعارضة للمشاركة في الحكومة، قال داودأوغلو “مهمتنا ليست الضغط على المعارضة أو إقناعها، المعارضة الموحدة هي صاحبة قرارها، وهي التي تمثل الشعب السوري، ونحن لا نقبل أن يفضي هذا المسار إلى بقاء بشار الأسد أو نظامه في الحكم ولو بطريقة غير مباشرة، والمفاوضات مع المعارضة سيجريها كوفي أنان وليس بشار الأسد، ولذلك أعتقد أن قبول المعارضة بيان جنيف سيكون أمرا إيجابيا”.
وعن كيفية التعامل مع مجموعة أصدقاء سوريا التي عقدت اجتماعها الأول في تونس بمشاركة 83 دولة أوضح أن مجموعة أصدقاء سوريا تم إنشاؤها بناء على الحاجة، وطالما استمرت الظروف التي أدت إلى تشكيلها فان المجموعة ستستمر في العمل والانعقاد ولن تتوقف”.
وأكد داودأوغلو أنه “لو لم تكن هناك مجموعة أصدقاء سوريا لما ولدت مجموعة العمل في جنيف، ولربما كان من الصعب الوصول إلى صيغة البيان الذي خرج في جنيف. أصدقاء سوريا ومجموعة العمل هما مساران متممان لبعضهما وليس بينهما أي تعارض”.
التوتر على الحدود
واتهم وزير الخارجية التركي سوريا بخلق التوتر على الحدود مع بلاده، قائلا: “نحن لم نرغب أبدا في اندلاع حرب في منطقتنا، لكن النظام هو من قام بجريمة عندما أسقط طائرتنا بدون سابق إنذار في الأجواء الدولية، وهذه الجريمة لن تمر دون عقاب، ولا يجب أن يعتقد أحد غير ذلك”.
وأضح أن تركيا تعاملت مع الحادثة “بهدوء ورباطة جأش”، مضيفا: “في نفس الوقت قمنا بتغيير قواعد الاشتباك على الحدود مع سوريا، وأصبحنا نعتبر أي حركة عسكرية سورية بالقرب من الحدود تهديدا مباشرا لأمننا، فأي طائرة هليكوبتر أو عربة عسكرية سورية ستقترب من الحدود، فإن طائراتنا ستقوم بالرد عليها بالطريقة المناسبة”.
وقال إن “أي اعتداء على حدود تركيا يعتبر اعتداء على الناتو بأكمله”، موضحا أن تركيا مازالت إلى الآن تعالج المسألة بشكل ثنائي. وأضاف: “تركيا لديها القدرة على رد أي اعتداء على أراضيها، ويجب ألا يختبرنا أحد في هذا الشأن”.
مصر “مخ العرب”
وعن انتخاب محمد مرسي رئيسا لمصر، أوضح داودأوغلو أن المصريين حققوا ثورة كبيرة، ليس فقط ثورة ميدان التحرير، الذي تحول إلى ماركة عالمية للتعبير عن الضمير الإنساني، وإنما ثورة إجراء الانتخابات الرئاسية بنزاهة وشفافية، وانتخاب رئيس مصري”.
ووصف مصر بأنها “مخ العرب”، قائلا: “بدون أن تعيش مصر ما حدث من عنف في سوريا أو ليبيا استطاعت أن تتجاوز المرحلة وأن تنتخب رئيسها”.
وقال إن انتخاب رئيس لمصر “ليس نهاية الأمر، ولا بداية النهاية، وإنما نهاية البداية”، مضيفا أن هذه الطريق أما المصريين مازال طويلا.
وثمن داودأوغلو “الرسائل التي بعثها الرئيس مرسي فور انتخابه”، معربا عن أمله في أن تكون خطواته العملية في هذا الاتجاه ذاته أيضا.
وطالب داودأوغلو حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين “التصرف بعقلانية واحتضان جميع مكونات الشعب المصري، وهذا أمر غاية في الأهمية”.
وقال “إن المهم أن يثق الشعب في النظام، وأن تكون عملية تبادل السلطة شفافة، وأنا مؤمن بأن قيادات حزب الحرية والعدالة تدرك أهمية اعطاء هذه الرسالة وهذه الضمانة للشعب”.
وأكد أن “الديمقراطية ستجلب الاستقرار والرفاهية إلى مصر وشعبها”، معربا عن استعداد تركيا “للقيام بما في وسعها من أجل دعم مصر وشعبها، وقال: “أرسلني رئيس الوزراء السيد رجب طيب أردوغان، وأمرني أن أوقع على بياض على أي شيء يطلبه الشعب المصري أو حكومته”.
وتبث سكاي نيوز عربية المقابلة كاملة، الثلاثاء، الساعة الواحدة والنصف ظهرا بتوقيت أبوظبي (09:30 ت غ)
98 عسكريا سوريا ينشقون ويلجأون لتركيا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
انشق 98 عسكريا سوريا، بينهم ضابط كبير، ولجأوا الاثنين إلى تركيا، حسب ما أفاد مراسل “سكاي نيوز عربية” في إسطنبول، نقلا عن مصادر خاصة بوزارة الخارجية التركية.
وكانت وكالة أنباء الأناضول التركية قالت نقلا عن السلطات المحلية، إن بين العسكريين الذين انشقوا 3 ضباط برتب عالية و18 ضابطا آخر. وبذلك يرتفع إلى 14 عدد الضباط الكبار الذين فروا إلى تركيا.
وأفاد مراسلنا أن العسكريين دخلوا إلى تركيا عبر منطقة ريحانلي (جنوب) مع عائلاتهم، داخل مجموعة تضم 293 شخصا بينهم نساء وأطفال.
وتؤوي تركيا أكثر من 35 ألف لاجئ سوري ومنشق من الجيش السوري، في مخيمات في عدد من الحافظات على الحدود بين تركيا وسوريا.
ومنذ إسقاط سوريا لإحدى طائرات تركيا الحربية في 22 يونيو، ازداد التوتر بين البلدين الجارين اللذين كانا حليفين في ما مضى.
ومنذ ذلك الوقت، عززت تركيا حدودها، وتقوم طائرات حربية بالإقلاع، بعدما حلقت مروحيات سورية فوق الحدود بين البلدين.
هيئة الثورة السورية تنسحب من القاهرة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية انسحابها من مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة، الذي انعقد الاثنين ويستمر لمدة يومين.
وقالت الهيئة في بيان حصلت “سكاي نيوز عربية” على نسخة منه إن “الهيئة لن تسمح لنفسها بالدخول في التجاذبات السياسية التي تتلاعب بمصير شعبنا وثورتنا. تعلن الهيئة انسحابها من مؤتمر القاهرة وأن الأهمية القصوى الآن هي الاستمرار في تعزيز الوحدة الوطنية لقوى الثورة.
وكان رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون، أكد في حوار له مع “سكاي نيوز عربية” أن المرحلة الانتقالية ستتم على مراحل أساسية، يتمثل أهمها في رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ثم إقامة مؤتمر وطني موسع يشارك فيه الشعب السوري بمختلف أطيافه.
جاء ذلك خلال مؤتمر القاهرة بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية التركي أحمد داودأوغلو، وعدد من وزراء الخارجية العرب.
وأكد غليون أن المعارضة السورية تسعى لإعداد وثيقة تعبر عن رؤيتها للمرحلة الانتقالية.
وأوضح المعارض السوري أن هذا المؤتمر الوطني سيفضي إلى إنشاء برلمان مؤقت، يعمل على تشكيل حكومة انتقالية تمهد لانتخابات شعبية ديمقراطية لاختيار الرئيس المقبل.
وقال غليون إن المجتمع الدولي مازال منقسما حيال رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا طالبت الأسد بالتنحي مرارا، فيما قالت روسيا إن إنهاء الأزمة السورية لا يتعلق برحيل الرئيس السوري.
وأضاف: “رحيل الأسد مرتبط بالأحداث الميدانية التي يعيشها الشارع السوري، لا بالمجتمع الدولي وآرائه”، مشيرا إلى أن “كفة القوى في الميدان ستميل قريبا لصالح الشعب السوري، وهو الأمر الذي سيدفع الأسد للرحيل”.
وأوضح غليون أن المعارضة السورية ستستمر بالعمل مع المجتمع الدولي، لحثه على زيادة الضغوط على الحكومة السورية.
وشارك غليون في الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر المعارضة السورية الذى بدأ أعماله الاثنين بالقاهرة.
وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، ووزير خارجية مصر الدولة المضيفة محمد كامل عمرو، ووزراء خارجية الكويت، والعراق، وقطر، وتركيا، وناصر القدوة نائب المبعوث العربي الأممي كوفي أنان.
كما شارك في الاجتماع نحو 250 من أطياف المعارضة السورية من الداخل والخارج، حيث يناقش المؤتمر تشكيل مظلة جامعة للمعارضة السورية، أو توسيع المجلس الوطني المعارض ليصبح هو المظلة الجامعة.
مهمة مراقبي سوريا “قد يتم إنهاؤها“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اعتبر السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار أرو الاثنين أنه سيكون على مجلس الأمن الدولي أن يخفض – وحتى أن ينهي – مهمة المراقبين الدوليين في سوريا إذا لم تطلق السلطة والمعارضة بسرعة عملية انتقالية سياسية.
وقال أرو للصحفيين: “إذا لم تحصل عملية انتقالية سياسية، لن يكون في إمكاننا الاكتفاء بترك المراقبين في مكانهم”.
وقد علق المراقبون العسكريون غير المسلحين الـ300 دورياتهم بسبب المعارك، في حين تنتهي مهمة بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في العشرين من يوليو الجاري.
وأوضح السفير أرو أن “المسألة هي معرفة ما إذا كنا سنسحب كل أعضاء البعثة أو جزءا منهم أو الإبقاء عليهم في المنطقة أو في دمشق”.
وأضاف: “إذا اطلقت عملية سياسية فإن المراقبين سيكونون مفيدين وحتى ضروريين، وإذا لم يحصل ذلك سيكون علينا أن نفكر بخيارات تذهب من خفض العدد إلى إنهاء المهمة”.
وسيطرح الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون الثلاثاء توصياته حول مصير بعثة المراقبين الدوليين في سوريا على أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ 15.
وبحسب دبلوماسيين، فإن البعثة قد تصبح مجرد مكتب اتصال مع تقليص فعاليته.
وكان أعضاء مجموعة العمل حول سوريا التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) وتركيا ودولا تمثل الجامعة العربية، اتفقوا السبت في جنيف على مبادئ لعملية انتقال سياسي في سوريا.
وينص الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية يمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة “يتم تشكيلها على قاعدة التفاهم المتبادل بين الأطراف”، مشيرا إلى وجوب تمكين “جميع مجموعات وأطياف المجتمع السوري من المشاركة في عملية الحوار الوطني”.
وأكد أرو: “يجب أن نمارس الضغط على النظام السوري لكي يقبل بعملية انتقالية”.
لكن ردا على سؤال حول مشروع قرار يتضمن التهديد بفرض عقوبات ضد دمشق، والذي أثاره الغربيون مرارا، أجاب: “في الوقت الراهن، يجب أولا أن نرى إذا طبقت خطة جنيف. ننتظر أولا أن يقول لنا أنان ما نحن بحاجة إليه”.
وحول فكرة نقل النزاع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، كوسيلة ضغط أخرى، قال السفير الفرنسي إن باريس “تؤيد ذلك”، لكن بسبب فقدان التفاهم في مجلس الأمن الدولي، أقر بالقول “لم نصل إلى تلك المرحلة حتى الآن”.
وكررت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي الاثنين في تصريح صحفي بعد أن قدمت إحاطة أمام ممثلي الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، دعوتها إلى إحالة النزاع السوري أمام المحكمة الجنائية الدولية “لأنني أعتقد بوجود إشارات عن جرائم ضد الإنسانية”، مع إقرارها بأن هذا الأمر يتطلب قرارا “سياسيا”، كما قالت.
هيومن رايتس ووتش توثّق مراكز التعذيب والمسؤولين عنها في الفروع الأمنية السورية
روما (3 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تقرير لها صدر الثلاثاء، إن عدداً من المعتقلين السابقين والمنشقين تمكنوا من تحديد المواقع، والجهات المسؤولة، وأساليب التعذيب المستخدمة، وفي كثير من الأحيان أسماء القادة المسؤولين عن 27 مركزاً من مراكز الاعتقال التي تديرها المخابرات السورية بفروعها المختلفة
والتقرير المكون من 81 صفحة والمعنون “أقبية التعذيب: الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري في مراكز الاعتقال السورية” منذ بدء الثورة في سورية قبل نحو عام ونصف، يؤكد على أن “النمط الممنهج من إساءة المعاملة والتعذيب يمثل جريمة ضد الإنسانية” يرتكبها النظام في سورية،
ويستند التقرير إلى أكثر من 200 مقابلة منذ بداية المظاهرات المناهضة للحكومة في سورية ويشتمل على خرائط تحدد مواقع مقرات الاحتجاز، وشهادات مسجلة في مقاطع فيديو من معتقلين سابقين، ورسوم توضيحية لأساليب التعذيب، وصوراً بالأقمار الصناعية لبعض مراكز التعذيب هذه وخاصة في دمشق ودرعا وحمص وإدلب وحلب واللاذقية، ورجّحت المنظمة أن يكون عدد مراكز التعذيب التي تستخدمها أجهزة المخابرات أكثر من التي وثقتها بكثير
وقال أوليه سولفانغ، باحث قسم الطوارئ في المنظمة التي تعد إحدى المنظمات العالمية المستقلة الأساسية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن “أجهزة المخابرات تدير شبكة مراكز تعذيب متناثرة في كافة أنحاء سورية، ونحن حين ننشر مواقعها ونصف أساليب التعذيب ونحدد هوية المسؤولين عنها فإننا نرسل إلى هؤلاء المسؤولين إخطاراً بأن عليهم تحمل مسؤولية هذه الجرائم البشعة” حسب قوله
وذكر التقرير 20 طريقة ووسيلة للتعذيب تستخدمها أجهزة الأمن والمخابرات بما فيها الضرب لمدة طويلة بالعصي والأسلاك واستخدام الكهرباء والإحراق بالأسيد والاعتداء والإذلال الجنسي وانتزاع الأظافر والإعدام الوهمي وغيرها من طرق التعذيب الوحشية، وأشار إلى تعرض أطفال ونساء وكبار السن للتعذيب أيضاً، وأن أبشع حالات التعذيب كانت تحدث في مراكز الاعتقال التي تديرها أجهزة المخابرات الرئيسية الأربعة في سورية وهي (شعبة المخابرات العسكرية، إدارة الأمن السياسي، إدارة المخابرات العامة، إدارة المخابرات الجوية)، كما أشار إلى ظروف الاعتقال السيئة التي “لا ترقى للمعايير القانونية الدولية”، كإساءة المعاملة، والاكتظاظ الشديد، وعدم كفاية الطعام، والحرمان من المساعدة الطبية الضرورية
وشددت المنظمة على أن الأفراد “الذين نفذوا جرائم ضد الإنسانية أو أمروا بها يتحملون المسؤولية الجنائية الفردية بموجب القانون الدولي، كما يتحملها الرؤساء الذين ارتكب تابعوهم جرائم وكانوا على علم بها أو يجب عليهم أن يعلموا بها وأخفقوا في منعها أو المعاقبة عليها. وتنطبق هذه المسؤولية القيادية ليس فقط على المسؤولين المشرفين على مراكز الاعتقال، بل أيضاً على رؤساء أجهزة المخابرات وأعضاء الحكومة، ورأس الدولة الرئيس بشار الأسد” وفق تعبيرها
ولكن، ولأن سورية لم تصدق على نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، فإن المحكمة لا يكون لها اختصاص إلا إذا قام مجلس الأمن بتبني قرار يحيل الوضع في سورية إلى المحكمة، ووجهت المنظمة نداءً إلى مجلس الأمن بإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وسبق لروسيا والصين أن عرقلتا جهود مجلس الأمن للضغط من أجل المحاسبة
فرار ضباط وجنود سوريين الى تركيا وسط تصاعد العنف في سوريا
تقول تركيا ان العسكريين دخلوا من منطقة ريحانلي جنوب تركيا ضمن مجموعة لاجئين
ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية أن عددا كبيرا من العسكريين السوريين بينهم ضابط كبير فروا من النزاع الدائر في بلدهم ولجأوا الاثنين الى تركيا، وسط تواصل اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا قتل فيها نحو سبعين شخصا حسب افادة ناشطين معارضين.
وقالت الوكالة نقلا عن السلطات المحلية إن بين العسكريين الـ 85 الذين انشقوا ايضا ثلاثة ضباط برتب عالية و18 ضابطا اخر، وانهم ارسلوا الى معسكر ابايدين في اقليم هاتاي التركي.
ونقلت وكالة رويترز عن ناشط ومصادر بالجيش السوري الحر أن ضابطا برتبة لواء من فرقة مدفعية وسبعة ضباط سوريين كانوا بين عشرات العسكريين الذين انشقوا ولجاوا الى تركيا ومعظمهم من العاملين في حمص.
واضافت الوكالة التركية ان العسكريين دخلوا من منطقة ريحانلي جنوب تركيا ضمن مجموعة لاجئين تضم ما مجموعه 293 شخصا بينهم نساء واطفال.
وتقول تركيا انها تؤوي اكثر من 35 الف من اللاجئين السوريين والمنشقين من الجيش السوري في مخيمات في عدد من المحافظات الحدودية التركية.
وكانت قيادة القوات المسلحة التركية اعلنت الاثنين عن أنها نشرت ست مقاتلات من طراز (إف-16) ردا على اقتراب طائرات هليكوبتر سورية من الحدود.
وقد تصاعد التوتر بين البلدين منذ اسقاط سوريا لاحدى طائرات تركيا الحربية يقول السوريون انها اخترقت مجالهم الجوي في 22 حزيران/يونيو.
الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني افاد المركز السوري لحقوق الانسان بسقوط نحو 70 قتيلا في اعمال العنف والاشتباكات والعمليات العسكرية المتواصلة في مختلف انحاء البلاد.
واوضح المرصد ان 13 شخصا قتلوا في محافظة ريف دمشق، احدهم من بلدة التل قضى تحت التعذيب وثلاثة في بلدة دوما واخر قتل برصاص القوات الحكومية في المعضمية. فضلا عن مقتل اربعة مواطنين في داريا، واربعة اخرين اثر القصف على المنطقة بين مسرابا وحمورية.
ونقلت وكالة رويترز عن ناشط فر من بلدة دوما قبل يومين واختبأ في مكان قريب منها قوله “استمر قصف دوما اليوم باستخدام طائرات الهليكوبتر. دخل بعض الناشطين المدينة اليوم ورأوا ما لا يقل عن سبع جثث متحللة في الشوارع تحت الشمس. ومن بين القتلى رجل أعدم داخل منزله”.
كما اشار المرصد في بيانه الى مقتل شخصين في الرستن في ريف حمص وثمانية اشخاص في دير الزور، وستة اشخاص في قصف بمحافظة حلب، وسبعة اخرين في محافظة ادلب، وعشرة اشخاص في محافظة درعا، واربعة اشخاص برصاص القوات الحكومية في محافظة حماة.
وفي حماة ايضا افاد ناشطون معارضون عن مقتل 15 شخصا في قرية دوما الصغيرة على ايدي من قالوا انهم “شبيحة”.
واكد المرصد السوري وقوع الحادث، الا انه اشار الى عدم حصوله على لائحة باسماء القتلى، موضحا ان العملية جاءت بعد مقتل ثلاثة اشخاص “موالين للنظام” في المنطقة الاحد.
ويصعب التأكد من صحة هذه الارقام من جهة مستقلة للصعوبات التي تكتنف عمل الاعلام او المنظمات الدولية المستقلة والقيود المفروضة على وسائل الاعلام في سوريا.
حضر المؤتمر اكثر من مئتي شخص يمثلون مختلف اطراف المعارضة السورية
وضيفت الجامعة العربية اجتماعا اكثر من مئتي شخص يمثلون مختلف اطراف المعارضة السورية في القاهرة في محاولة لتوحيد المواقف ولم شتات المعارضة السورية التي تمزقها الخلافات والصراعات الداخلية.
واعلن الجيش السوري الحر مقاطعته لهذا المؤتمر واصفا اياه بـ “المؤامرة”، ومؤكدا في بيان اصدره على ان هدفه ليس تنحية الرئيس السوري بشار الاسد بل “اسقاط النظام برمته”.
ووصف الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي المؤتمر في كلمة القاها بافتتاحه بأنه “يمثل فرصة تجب المحافظة عليها”.
وحذر فرقاء المعارضة السورية قائلا “من غير المسموح إضاعة هذه الفرصة بأى حال من الأحوال. فتضحيات الشعب السورى أكبر منا جميعاً وأغلى من أية خلافات أو مصالح فئوية أو حزبية ضيقة”.
ومن جانبه قال الرئيس المصري الجديد محمد مرسي في كلمة وجهها للمؤتمر ان “التزامنا الاخلاقي وواجبنا القومي يحتم علينا الرفض القاطع لقمع الشعب السوري”.
وحضر جلسة الافتتاح وزراء خارجية مصر وتركيا والعراق والكويت.
ويهدف مؤتمر المعارضة السورية الذي ينهي اعماله الثلاثاء الى توحيد مواقف اطراف المعارضة التي تمزقها الخلافات، والى الخروج برؤية مشتركة تخرج البلاد من دوامة العنف والازمة الطاحنة التي تعصف بها.
BBC © 2012
مصادر: فرار لواء وجنود سوريين منشقين إلى تركيا
أنطاكية (تركيا) (رويترز) – قال نشط ومصادر بالجيش السوري الحر لرويترز إن لواء من فرقة مدفعية وسبعة ضباط سوريين كانوا بين عشرات العسكريين ومعظمهم من العاملين في حمص انشقوا وفروا إلى تركيا بعد ظهر يوم الاثنين.
وقالت محطة الإذاعة التركية الحكومية (تي.ار.تي) على موقعها على الانترنت إن 85 جنديا سوريا بينهم لواء بين الذين ارسلوا الى معسكر ابايدين في إقليم هاتاي في تركيا.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
المعارضة السورية تطالب أمريكا بتسليحها وتجاوز مخاوفها من الإسلاميين
طالبت بعض فصائل المعارضة السورية الولايات المتحدة الأحد بالبدء بتسليحها “لإظهار الرغبة بالتخلص من نظام الرئيس السوري بشار الأسد”، وحضتها على “تجاوز مخاوفها” من وجود إسلاميين على الأرض قالت إنهم يقاتلون في صفوف المعارضين.
فقد نقلت وكالة رويترز للأنباء عن معارضين سوريين وقادة في “الجيش السوري الحر” المعارض قولهم إن مقاتلي المعارضة “يحتاجون إلى أسلحة، كالصواريخ المضادة للدبابات وطائرات الهليكوبتر التي يستخدمها الأسد في إخماد الانتفاضة، ويمكن للولايات المتحدة أن تقدم أسلحة لأجنحة من المعارضة تقبلها واشنطن بدرجة أكثر من الإسلاميين”.
وأشاروا إلى أن “الإسلاميين يمثلون أحد المكونات الأكثر تأثيرا ضمن مقاتلي المعارضة، وأن على واشنطن أن تعرف أنهم يختلفون كثيرا عن الجهاديين على النمط الأفغاني، رغم تبنيهم رؤية محافظة للإسلام”.
وقال المعارض فواز تللو من مدينة اسطنبول التركية إن المعارضة السورية “ظلت تستجدي الولايات المتحدة وبقية دول العالم طوال الـ 16 شهرا الماضية للتدخل، والآن، وبعد أن أهدر الأسد دماء الجميع في سوريا، تبدي الولايات المتحدة دهشة من أن القاعدة قد تكون موجودة في البلاد”.
وقال تللو إن الولايات المتحدة لها عملاء مخابرات على الأرض السورية، ويمكنها من خلال الإدارة الذكية أن تعطي السلاح للأشخاص المناسبين، لكن عليها في البداية أن تعطي إشارة واضحة بأنها تريد بالفعل “إنهاء الدولة الأمنية في سوريا وليس فقط إنهاء حكم الأسد.”
كما نقلت الوكالة أيضا عن شخصيات سورية معارضة أخرى تأكيدها أن الولايات المتحدة “قد أمدَّت المعارضة السورية حتى الآن “بكميات لا تُذكر من المساعدات غير المميتة، كأجهزة الاتصال اللاسلكية التي تم تهريبها عبر الحدود اللبنانية”.
مخاوف
وأشاروا إلى أن واشنطن تعارض تسليح المعارضة “لأنها تفتقر إلى القيادة الموحدة، وبسبب مخاوف من إمكانية وقوع الأسلحة المتطورة في أيدي الإسلاميين”.
وقال مهيمن الرميض الطائي، عضو “جبهة ثوار سوريا”، إن واشنطن “لا تدرك الاختلاف بين الثوار الإسلاميين في سوريا وبين طالبان التي تقاتل القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، وأن الإسلاميين في سوريا ليسوا مناهضين للولايات المتحدة”.
وأضاف أن الولايات المتحدة “لا تدرك أن المقاتلين الإسلاميين من بين أكثر المقاتلين تأثيرا في سوريا، وأنهم ليسوا متشددين ولا جهاديين بالمفهوم الأفغاني، وأن السوريين بطبيعتهم مسلمون محافظون، لكنهم ليسوا متشددين”.
شعارات إسلامية
من جانبه، قال سامح الحموي، وهو معارض سوري ينشط على الحدود السورية مع تركيا، إن بعض جماعات المعارضة المسلحة “تتبنى شعارات إسلامية، لكن الإسلام السياسي ليس متجذرا في صفوف المعارضة السورية”.
وقال الحموي: “إن الولايات المتحدة تجمع فيما يبدو معلومات استخباراتية عن المعارضة السورية المسلحة، لكنها في الوقت نفسه لا تقدم لها المساعدة”.
وأردف قائلا: “يجتمع الناشطون معهم (أي الأمريكيين) على أمل الحصول على مساعدات طبية، ثم يبدأون بالسؤال عن معلومات عن الجيش السوري الحر. يبدو أن الولايات المتحدة لا يهمها مدى ما يقوم به الأسد من إراقة للدماء حتى يرهق الشعب تماما كي يقبل أي اتفاق تريده واشنطن.”
وأضاف أن أخطاء الأسد وحدها هي التي تنفع المعارضة المسلحة، مشيرا إلى أن إسقاط السوريين الشهر الماضي لمقاتلة تركية دفع أنقرة إلى إرسال قواتها إلى الحدود مع سوريا، مما زاد الآمال في صفوف المعارضة في إمكانية إقامة حظر جوي بحكم الأمر الواقع.
وقال: “لحسن الحظ، إن الأسد يرتكب أخطاء قاتلة، فمن كان يتصور أن النظام بالغباء الذي يجعله يسقط طائرة تركية، وهو ما جدد رغبة تركيا بدعم الثورة؟”
كما قال عقيد انشق أخيرا عن الجيش السوري النظامي وأصبح قائدا للمعارضة المسلحة في محافظة حماة إنه على حد علمه “لا يملك أحد في منطقته أي معدات أمريكية”.
وأضاف العقيد المذكور خلال زيارة قصيرة له إلى تركيا اجتمع خلالها مع ضباط منشقين آخرين يتمركزون على الحدود بين البلدين: “لقد تُركنا لوحدنا، بينما تسلح طهران وموسكو الأسد، ولديه خط إمداد مفتوح عبر العراق.”
وقال مصطفى الشيخ، وهو عميد انشق عن الجيش السوري النظامي وانضم إلى “الجيش السوري الحر” الذي يقوده العقيد المنشق رياض الأسعد، إن واشنطن يمكنها إعطاء السلاح للمعارضين الذين تثق بهم وتساعد على ضمان الاستقرار في سوريا بعد سقوط الأسد”.
مخزونات الأسلحة
لكنه أضاف أنه أصبح أكثر اقتناعا بأن السبيل الوحيد للحصول على السلاح هو “الاعتماد على المخزونات داخل سوريا، وعلى الفساد المتفشي في صفوف الجيش السوري النظامي”.
وقال إن المعارضة المسلحة تستولي على السلاح أثناء عملياتها ضد القواعد الموالية للأسد، مضيفا أنه غير مقتنع بالأسباب التي تسوقها واشنطن لعدم تسليح المعارضة.
وأضاف أن الولايات المتحدة وإسرائيل تخشيان أن يحل نظام أكثر حزما محل نظام الأسد، مشيرا إلى أن جبهة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل ظلت هادئة خلال العقود الأخيرة في ظل حكم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ونجله الرئيس الحالي بشار الأسد.
وقال الشيخ، الذي يقيم في معسكر أقامته تركيا للضباط المنشقين على الجانب التركي من الحدود، “إن الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرهما من القوى الدولية حسبت مصالحها في المنطقة خلال العقود الخمسة الماضية بناء على حكم الأقلية العلوية في سوريا”.
وأردف قائلا: “إن واشنطن لا تريد المغامرة بالصعود السني عن طريق دعم الثورة السورية، حتى مع استمرار الأسد في إراقة الدماء، وحصوله على المزيد من الدعم من إيران.”
من جانب آخر، كشف معارضون سوريون آخرون أنهم اجتمعوا أخيرا مع دبلوماسيين أمريكيين لمناقشة مسألة المساعدات، وأن واشنطن تبحث عن سبل تزويد المعارضة بوسائل الحصول على خدمات الإنترنت والهاتف المحمول من دول مجاورة.
وقالوا إن من شأن هكذا خطوة أن تساعد المعارضة في تفادي استخدام خدمة الإنترنت السورية التي تراقبها الدولة بمساعدة روسية، و”هو ما يؤدي إلى القبض على آلاف الناشطين وتعذيبهم”.
استخبارات أمريكية
وذكر مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن روسيا “أمدت القوات النظامية السورية بأنظمة دفاع جوي متطورة وطائرات هليكوبتر هجومية، بينما قدمت إيران وحزب الله اللبناني مساعدات فتاكة وغير فتاكة، مثل الأسلحة الصغيرة ومعدات الاتصال وأدوات مكافحة الشغب”.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن بلادهم “تزيد من حجم مساعداتها غير الفتاكة للمعارضة السورية”.
ونقلت رويترز عن أحد هؤلاء المسؤولين قوله: “ندعم بقوة جهد إطاحة الرئيس الأسد. إنه خطر على الشعب السوري الذي عانى وحشية رهيبة على أيدي نظامه. والإشارات إلى أننا لا نشجع المقاومة للنظام السوري ببساطة غير صحيحة.”
وذكر مسؤولو مخابرات أمريكيون آخرون “أن السلاح الذي يدفع ثمنه متعاطفون في السعودية وقطر يعبر الحدود اللبنانية ليصل إلى المعارضين المسلحين، وأن أغلب هذه الأسلحة هي أسلحة صغيرة، كبنادق الكلاشنيكوف وبعض الذخائر الموجهة المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية”.
وتأتي مطالبة المعارضة السورية للولايات المتحدة بتسليحها وبتجاوز وجود الإسلاميين في صفوف المسلحين لإطاحة نظام الأسد قبل يوم من انعقاد مؤتمر لعدد من فصائل المعارضة السورية في العاصمة المصرية القاهرة الاثنين والثلاثاء من أجل توحيد صفوفها واستراتيجيتها المستقبلية.
كما تأتي أيضا بعد يوم على اتفاق الدول الكبرى على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا وإطلاق حوار بين الحكومة والمعارضة بغية وضع حد للصراع الذي راح ضحيته أكثر من 10 آلاف شخص بين مدنيين وعسكريين.
[عن موقع “البي بي سي”.]