أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 11 كانون الأول، 2012

 

أوروبا ترفع مستوى اعترافها بـ «الائتلاف» وتزيد مساعداتها للاجئين السوريين

لندن، بروكسل، انقرة بيروت – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

استقبل وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل امس زعيم «الائتلاف الوطني» السوري الجديد احمد معاذ الخطيب خلال الاجتماع الذي عقدوه في العاصمة البلجيكية لمناقشة مسألة الاعتراف بالائتلاف واتخاذ موقف اوروبي موحد من الازمة السورية. واعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلله ان استقبال الخطيب يعتبر اشارة واضحة الى اعادة النظر في وضع الائتلاف، باتجاه الاعتراف به. وكانت وزارة الخارجية الالمانية قررت امس طرد اربعة موظفين يعملون في السفارة السورية في برلين. وقال فيسترفيلله ان بلاده ترغب في خفض علاقاتها مع النظام السوري الى الحد الادنى. واضاف انه يراهن على تقوية الائتلاف السوري المعارض صفوفه، معبرا عن امله في ان «يتمكن في اسرع وقت ممكن من تشكيل مؤسسة انتقالية قادرة على العمل».

ولاحظ الخطي،ب بعد لقاء المسؤولة عن الشؤون الخارجية في الاتحاد كاثرين اشتون، ان الوزراء الـ 27 لم يتفقوا بعد على موقف موحد من الائتلاف، وما اذا كانوا سيعترفون به ممثلا شرعيا للشعب السوري او «احد ممثلي تطلعات الشعب السوري». غير ان الخطيب اشاد بقرار الاتحاد زيادة مساعداته الانسانية للاشخاص المتضررين من النزاع في سورية بمبلغ 30 مليون يورو. وبهذا المبلغ يتجاوز مجموع المساعدة التي يقدمها الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء لسورية مبلغ 310 ملايين دولار، وهو يفوق نصف اجمالي المساعدة التي تقدمها الاسرة الدولية. وستخصص المساعدة الاضافية من الاتحاد لنحو مليوني شخص في سورية ونصف مليون هربوا الى الاردن وتركيا ولبنان. وذكرت كريستالينا جورجيفا المفوضة الاوروبية للمساعدة الانسانية انه «مع فصل الشتاء والمعارك التي تحتدم في كل انحاء البلاد، يتدهور الوضع الانساني في سورية يوميا».

ويتوقع ان تحسم مسألة الاعتراف بالائتلاف في اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» الذي سيعقد في مراكش بالمغرب بعد غد الاربعاء. وذكر ديبلوماسي اوروبي في بروكسيل ان الوزراء لم يتفقوا ايضاً على مسألة احالة الرئيس بشار الاسد على المحكمة الجنائية الدولية اذ رأى البعض ان هذه الخطوة يمكن ان تأتي بنتائج عكسية لتغيير النظام في سورية.

وعلى الصعيد الميداني، ذكرت مصادر المعارضة ان المعارك احتدمت امس في المناطق المحيطة بطريق مطار دمشق الدولي، وصار الاهالي يطلقون عليها عبارة «مناطق الموت». كما اندلع قتال في حيي ركن الدين والصالحية في شمال العاصمة، بعدما حاصرت قوات النظام عدداً من المباني في هذه المنطقة. ووصف المرصد السوري لحقوق الانسان الاشتباكات في شمال دمشق بانها الاعنف في هذه المنطقة السكنية الراقية من العاصمة منذ بدء النزاع السوري قبل نحو 21 شهرا.

وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات عنيفة وتعرضت مدن الريف للقصف وخصوصاً مدن وبلدات دوما وعربين والسبينة ومحيط مبنى ادارة المركبات بين مدينتي حرستا وعربين والمعضمية وسقبا والذيابية ودير العصافير والنشابية وحزة وداريا وبيبلا ورنكوس. وهاجم مقاتلو المعارضة حواجز لقوات النظام في مزارع رنكوس.

وكان الطيران السوري شن صباحا غارات على مناطق عدة في ريف دمشق، بينها داريا والمعضمية وحرستا وعربين. وسقط تسعة من قوات النظام قتلى في معارك مع مقاتلين من «لواء جبهة ثوار سراقب وريفها» ومن «جبهة النصرة» كانوا هاجموا حواجز ومقار للقوات النظامية في البادية السورية في قرية اثريا على طريق السلمية – الرقة. كما اسر نحو 20 عنصرا من قوات النظام.

من جهة اخرى ذكر مصدر ديبلوماسي ان صواريخ «باتريوت» التي قرر الحلف الاطلسي نشرها في تركيا لن تنشر على الحدود مع سورية مباشرة وانما داخل الاراضي التركية بهدف الاثبات لروسيا انها ذات هدف دفاعي بحت. وقال: «نريد ابعاد الصواريخ عن الحدود لتجنب اي سوء فهم مع روسيا واظهار ان نشرها له هدف وحيد هو الدفاع عن الاراضي التركية». واوضح ان بطاريات الصواريخ ستثبت بالتالي «على بعد اكثر من عشرة كيلومترات من الحدود»، وستصبح جاهزة مع بداية العام المقبل على اقرب تقدير.

وتعتبر هذه الخطوة محاولة لتهدئة الانتقادات الروسية بعد ان حذرت موسكو الحلف الاطلسي من عواقب قراره. فقد اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثناء زيارة الى اسطنبول الاسبوع الماضي، ان نشر الصواريخ سيزيد من التوترات الحادة اصلا على الحدود بين تركيا وسورية.

وبحسب الحلف الاطلسي، ستقدم الولايات المتحدة والمانيا وهولندا بطاريات الصواريخ اضافة الى الجنود لتشغيلها. واعلنت الحكومة الالمانية ان 400 من جنودها سيتمركزون على الاراضي التركية خلال هذه العملية. وينص التفويض الاساسي الذي وافق عليه الحلف على نشر هذه الصواريخ لفترة سنة تنتهي في كانون الثاني (يناير) 2014، مع احتمال تمديد التفويض اذا تطلب الوضع الميداني ذلك.

أوروبا اعترفت بالائتلاف السوري “ممثلاً شرعياً

وواشنطن أعلنت “جبهة النصرة” تنظيماً إرهابياً

    واشنطن – هشام ملحم / العواصم – الوكالات

عشية انعقاد المؤتمر الرابع لـ”اصدقاء الشعب السوري” في مدينة مراكش المغربية، اعلن الاتحاد الاوروبي اعترافه بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بصفته “ممثلاً شرعياً” للشعب السوري، وأدرجت واشنطن “جبهة النصرة” الاسلامية المتشددة على لائحة التنظيمات الارهابية، وقت تمكن مقاتلو الجبهة الذين يزدادون نفوذاً في اوساط المعارضة السورية من استكمال سيطرتهم على معسكر الشيخ سليمان في ريف حلب لتصير كل المنطقة الواقعة بين غرب حلب والحدود التركية خاضعة لسيطرة المعارضة.

وفي اعلان مشترك، قال وزراء الخارجية للاتحاد الاوروبي خلال اجتماع لهم في بروكسيل انهم “يقبلون” “الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية ممثلا شرعيا للشعب السوري”.

وكان بعض الدول الاوروبية وفي مقدمها فرنسا وبريطانيا تفضل الذهاب ابعد من ذلك ووصف هذا الائتلاف الذي انشئ في 11 تشرين الثاني الماضي بأنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.

وعلى سبيل التسوية، وافق انصار التحفظ على اعتبار الائتلاف “ممثلا شرعيا للشعب السوري” وليس ممثلا “لتطلعات الشعب السوري”، كما كان يعتبر حتى الآن. واستقبل الوزراء رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب.

انتظار السلاح

ويتوقع زعماء في المعارضة السورية ورود مزيد من المساعدات العسكربة من دول الخليج العربية بعدما اعلنوا قيادة عسكرية موحدة في تركيا الاسبوع الماضي. وصرح القيادي في تنظيم “انصار الاسلام” أبو معاذ الأغا أن القيادة العسكرية الجديدة التي يغلب عليها الإسلاميون تستطيع تغيير الوضع العسكري على الارض.

وقال خلال اتصال عبر موقع “سكايب” على الإنترنت قبل أن يتوجه إلى منطقة الخليج إن ما تحتاج اليه المعارضة في الوقت الحاضر هو الأسلحة الثقيلة، وإنها تتوقع الحصول عليها بعد تشكيل القيادة، مضيفا أن المقاتلين حاليا يحتاجون إلى أسلحة مضادة للدروع ومضادة للطائرات. واشار الى أن القطريين والسعوديين قطعوا للمعارضة السورية وعودا إيجابية وأن مسؤولين من دول غربية حضروا الاجتماع في تركيا لم يذكروا شيئاً عن تسليح المقاتلين، لكنهم وعدوا بإرسال مساعدات.

ومعلوم ان القيادة العسكرية الموحدة لا تضم “جبهة النصرة” التي ترتبط بتنظيم “القاعدة” وهي من أكثر فصائل المقاتلين كفاية في سوريا.

وأفاد عضو القيادة الجديدة عبد الجبار العكيدي إن “جبهة النصرة” لها قادتها وهيكلها الخاص بها وتقاتل جنباً إلى جنب مع “الجيش السوري الحر” ولم تر المعارضة منها إلا كل خير.

واشنطن

بيد ان الولايات المتحدة صنفت امس “جبهة النصرة” تنظيما ارهابيا بسبب صلاتها بـ”القاعدة”.

ويتبين من التصنيف الرسمي لهذه الجهة ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاي كلينتون قد وقعت الوثائق الرسمية في 20 تشرين الثاني الماضي. وهذا التصنيف، الى اهميته السياسية، يمنع المواطنين والفئات الاميركيين من التعامل مع الجبهة، والاهم من ذلك ان القانون الاميركي يعاقب ويقاطع اي تنظيم آخر يتلقى مساعدات اميركية اذا تعامل معها، الامر الذي دفع بعض الفئات الناشطة في المعارضة المسلحة والتي تنسق بعض عملياتها العسكرية مع “جبهة النصرة” الى انتقاد الخطوة الاميركية حتى قبل اعلانها رسميا.

ومع ان الجبهة لا تضم عددا كبيرا من المقاتلين، الا ان مقاتليها اكثر فاعلية بفضل خبرتهم القتالية في العراق. ويعتقد ان معظم اعضاء الجبهة هم من السوريين الذين قاتلوا في العراق خلال الوجود العسكري هناك، الى مقاتلين عراقيين وليبيين.

وصرح الخبير في الشؤون السورية اندرو تابلر لـ”النهار” بان الخطوة الاميركية تهدف الى تعزيز مكانة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، وعزل القوى الاسلامية المتشددة.

واضاف ان القرار الاميركي لن يلقى صدى ايجابيا في اوساط المعارضة المسلحة الناشطة على الارض. واوضح ان “المعارضة المسلحة سوف تقول ان الرئيس اوباما مهتم بمكافحة الارهاب اكثر من اهتمامه بدعم الثورة السورية ضد النظام (الرئيس السوري بشار) الاسد، وخصوصا اذا اصرت الولايات المتحدة على ربط مساعداتها للتنظيمات السورية بعدم تعاون هذه التنظيمات مع جبهة النصرة”. ومن المتوقع ان تحذو الدول الاوروبية حذو الولايات المتحدة.

 موسكو

* في موسكو، رأت وزارة الخارجية الروسية أن التخطيط لمستقبل سوريا السياسي يجب ألا يفرض عليها من الخارج، في تأكيد لرفضها الضغوط الاجنبية التي تمارس على الرئيس السوري كي يتنحى والمساندة الغربية لتحالف المعا رضة.

 وفي بيان عن المحادثات التي اجريت الاحد بين الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي ومسؤولين روسي وأميركي، جددت الخارجية الروسية دعوتها لوقف العنف وبدء محادثات في شأن “معايير الفترة الانتقالية”.

 وقالت ان روسيا “أكدت ان القرارات الضرورية في شأن اصلاح النظام السياسي السوري… يجب ان يتخذها السوريون أنفسهم من دون تدخل من الخارج او محاولات فرض حلول معدة للتطورات الاجتماعية والسياسية” على السوريين. وكررت دعوات الى انهاء القتال فورا و”بدء حوار وطني يناقش خلاله ممثلو الحكومة السورية والمعارضة معايير لفترة انتقالية ويتفقون عليها”.

 ولمحت الى معارضة روسيا لتأييد الغرب “الائتلاف الوطني  لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي يمكن ان تعترف به الولايات المتحدة قريبا ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري.

اشتباكات ضارية في ريف دمشق وإسلاميون في قاعدة في حلب

استولى مسلحون إسلاميون، أمس، على قاعدة الشيخ سليمان العسكرية، في ريف حلب، ما يعزز سيطرة المسلحين، خصوصا الإسلاميين، على الشمال السوري، بينما تواصل القوات النظامية قصف محيط دمشق بالمدفعية والطيران، في محاولة للقضاء على تجمعات المسلحين الذين يستخدمون ريف دمشق قاعدة خلفية لهم محاولين التقدم نحو العاصمة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «سيطر مقاتلون إسلاميون من عناصر جبهة النصرة خصوصا على كل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية، بعد أسابيع من المعارك العنيفة»، لكن مدير المرصد رامي عبد الرحمن أشار إلى «استمرار وجود «وحدات تابعة للجيش في القرى المحيطة بالشيخ سليمان، وفي مركز البحوث العلمية القريب من القاعدة». وأوضح أن «هذا الانجاز حققته جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بها».

وأظهر شريط فيديو بث على شبكة الانترنت مسلحين يتقدمون في القاعدة التي خلت من الجنود، رافعين العلم الإسلامي، مشيرين إلى أنهم من «كتيبة المهاجرين». وتلا احدهم في شريط آخر «بيان تحرير» قاعدة الشيخ سليمان.

وتقع القاعدة على بعد 12 كيلومترا شمال غرب حلب، وتمتد على مسافة كيلومترين مربعين تقريبا، وهي آخر مقر مهم للقوات السورية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وادلب. وقال صحافي من وكالة «فرانس برس» كان في موقع الهجوم ان عددا كبيرا من المسلحين الذين دخلوا القاعدة هم عرب أو من القوقاز بقيادة اوزبكي.

وقال أبو جلال، قائد «لواء أحرار دارة عزة» التابعة «للجيش السوري الحر»، والتي كان لها دور فاعل في السيطرة على القاعدة، بحسب قوله، لوكالة فرانس برس «اننا نسيطر على كل القاعدة. كل المنطقة تحت سيطرتنا، كل غرب حلب بات محررا وصولا إلى الحدود التركية». وأضاف «لكننا لم نجد أي سلاح كيميائي وأي صاروخ مضاد للطيران»، مشيرا إلى أن «50 جنديا نظاميا قتلوا في الهجوم، وتم اسر حوالى 40 تسلمتهم جبهة النصرة».

وتابع المرصد «شن الطيران السوري غارات على مناطق عدة في ضواحي دمشق، حيث تجري معارك دامية منذ أسابيع. وتتركز الاشتباكات وعمليات القصف في مدينتي داريا ومعضمية الشام».

وذكر «دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومسلحين بالقرب من مسجد الحنابلة في منطقة الشيخ محيي الدين الواقعة بين حيي الصالحية وركن الدين بمدينة دمشق»، مشيرا إلى أن «القوات النظامية حاصرت عددا من الأبنية في المنطقة، ووقعت على الاثر اشتباكات هي الأعنف في المنطقة منذ بدء الثورة استمرت لعدة ساعات»، بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «القوات السورية قضت على 10 إرهابيين في حي الشيخ محيي الدين بدمشق، كانوا يقومون بأعمال اعتداء وسلب في الحي بعد مداهمة وكرهم».

وأضاف المرصد «قتل 18 شخصا في محافظة ريف دمشق، هم تسعة مسلحين وأربعة مدنيين وأربعة عناصر من قوات النظام، في اشتباكات وقصف في مدن وبلدات دوما وعربين والسبينة ومحيط مبنى ادارة المركبات بين مدينتي حرستا وعربين والمعضمية وسقبا والذيابية ودير العصافير والنشابية وحزة وداريا وبيبلا ورنكوس». وتابع «قتل 51 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا». («سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

حيرة اوروبية حول الاسد و«الائتلاف» و«الكيميائي» لقاء في بروكسل مع معاذ الخطيب لا يبدد الحذر

وسيم ابراهيم

حتى الآن، لم يستطع «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» إقناع جميع دول الاتحاد الأوروبي، لذلك فان الاعتراف الكامل به مؤجل.

مع ولادة «الائتلاف» لم يخف الأوروبيون ترددهم، وفي اجتماعهم في بروكسل أمس تقدموا خطوة مدروسة باستقبالهم رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب. الأوروبيون تحدثوا بنبرة أعلى عن إحالة الملف السوري على المحكمة الجنائية الدولية، لكنهم لم يهددوا النظام السوري بذلك بل ذكروا «كل المسؤولين» عن الجرائم. ربما لهذا علاقة بمداراة «التقدم» الحاصل، والذي ذكره بعضهم، في المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة للوصول إلى تسوية سياسية.

انه الاجتماع الرسمي الأول من نوعه لمعارضة سورية مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في مقره. كان الخطيب التقى قبل ذلك وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون في اجتماع منفصل، وخرجت منه لتتحدث عن الرغبة الأوروبية في رؤية حكومة سورية «شاملة» التمثيل للشعب السوري.

وقالت آشتون، ردا على سؤال لـ«السفير» حول الاجتماع مع الخطيب، «انها حقا فرصة له لشرح ما يفعله، وما هو النهج الذي اتخذه، بحيث تكون هناك لجميع وزراء الخارجية الفائدة، التي كانت لدى البعض سابقا، للقاء به والتحدث معه»، مضيفة «أنا متأكدة من أنهم سيكون لديهم الكثير لمناقشته».

الكثير، لكن في سياق واحد. سمع الأوروبيون الخطيب يطمئنهم بأن «الائتلاف» سيسعى لضم ممثلين عن كافة فئات ومكونات الشعب السوري. حال التردد الأوروبي حضر بوضوح عبر ما قاله الخطيب لـ «السفير» بعد الاجتماع، إذ لفت إلى أن دعم «الائتلاف» والاعتراف الكامل به مرتبطان «بمناقشات لم تنته بعد داخل المجموعة الأوروبية». لذلك، لا مزيد من «الدعم» أوروبيا، سوى تقديم 30 مليون يورو كمساعدات «إنسانية» إضافية، لكن الخطيب أضاف انه ينتظر أن يأتي «مزيد من الدعم» في اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا» في مراكش غدا.

كان الاجتماع بحد ذاته خطوة عبرت عن «نوع من الاعتراف بالائتلاف» كما قال بعض الوزراء. لكن حدود الاعتراف به بقيت في اعتبار قواه «ممثلين شرعيين للشعب السوري». ليس «الممثل» ولا «الوحيد» كما اعترفت به فرنسا وبريطانيا.

ورحب الاتحاد الأوروبي، في البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية، بجهود إعادة الهيكلة التي قام بها «الائتلاف» المعارض في القاهرة نهاية الشهر الماضي «ليكون أكثر شمولا وفعالية». وحث «الائتلاف» على مواصلة العمل على هذه الأهداف مع «جميع فصائل المعارضة وجماعات المجتمع المدني السوري»، و«ضرورة طرحه برنامجا للانتقال السياسي لجهة توفير بديل موثوق للنظام الحالي».

أن يكون تمثيل الائتلاف «شاملا» لجميع أطياف وفئات الشعب السوري هو شرط ليس فقط للاعتراف به، بل أيضا لمستقبله كما يرى بعض الأوروبيين، إذ قال وزير خارجية النمسا مايكل سبيندلينغر، ردا على «السفير»، ان ما يرغب الأوروبيون في سماعه من الخطيب هو «ما خطته للمعارضة السورية، وكيفية توحيد كل مجموعاتها المختلفة». وأضاف «أعتقد أن الجميع، كل المجموعات في سوريا اليوم، يجب أن تكون ممثلة في الائتلاف الوطني السوري، وإلا فلن يكون هناك مستقبل للائتلاف».

فرنسا اعتبرت دعوة الخطيب ثمرة لاعترافها المبكر بـ«الائتلاف». وقال وزير خارجيتها لوران فابيوس ان توجيه الوزراء دعوة للخطيب «مرحلة جديدة في الاعتراف»، مضيفا «ستكون هناك يوم الأربعاء مرحلة ثالثة» في اجتماع مراكش. ومن دون توضيح إلى ما يستند، أعلن فابيوس «آمل أن عام 2013 سيكون عام سوريا الحرة».

حرص الأوروبيون على ألا يظهروا كأنهم يهددون بتحويل ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. رفعوا نبرة الحديث عن القضية، في بيانهم المشترك، لكنهم وضعوا اهتمامهم في ذمة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكلفة بملف سوريا، وإشارتها إلى أن «العنف الواسع الانتشار والممنهج قد يعد جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب» تحت عهدة مسؤولية المحكمة الجنائية الدولية. الأوروبيون أكدوا أن «جميع المسؤولين»، لم يذكروا جهة بعينها، عن الجرائم يجب أن يحاكموا وألا يفلتوا من العقاب، وأنه في حال لم يتم الوفاء بذلك على المستوى الوطني «يجب على المحكمة الجنائية الدولية التعامل مع الوضع». ولفت البيان الأوروبي إلى أن على مجلس الأمن الدولي تحمل مسؤولياته عن الأوضاع في سوريا، بما فيها قضية الإحالة على المحكمة الجنائية.

سألنا عدة وزراء أوروبيين عن تطورات موضوع «السلاح الكيميائي» بعدما رددوا مرارا تحذير النظام من استخدامه. حول ذلك قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، لـ«السفير»، «لقد بيّنت من قبل مخاوفنا حول هذا الموضوع، وأننا شهدنا بعض الأدلة على الإعداد لاستعمال الأسلحة الكيميائية. قمنا، نحن مع بلدان أخرى كثيرة، بتسليم رسالة قوية جدا للنظام عن ذلك، بشكل مباشر للنظام، عن العواقب الوخيمة التي ستنتج عنه، ولذلك آمل حقا أنهم استلموا وفهموا هذه الرسالة»، مضيفا «آمل أننا لن نرى المزيد من الأدلة من هذا النوع».

وزير خارجية السويد كارل بيلدت قال انه ليس لديه تفاصيل عن «أدلة» كالتي تحدث عنها هيغ، لكنه عبر عن قلق مرتبط بوجود السلاح نفسه. وقال، لـ«السفير» ان «هناك بالطبع قلقا آخر وهو المخزونات، ولدي علم حول ذلك، وأعلم ما لديهم من المخزونات، وأماكن تواجدها والكميات»، مضيفا «بالطبع حالة الفوضى في سوريا أمر خطير للغاية. وإذا كانت هذه الأشياء (الأسلحة الكيميائية) ستبدأ في أن تعوم حول المنطقة، فأستطيع أن أفهم جيدا المخاوف الجدية للغاية الموجودة، وآمل أن يكون كل من النظام وقوى المعارضة متأنيا جدا في هذا الجانب بالذات».

لكن معاذ الخطيب تحدث في الاتجاه الآخر تماما. وعندما سئل بعد خروجه من الاجتماع عن مزاعم باستخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي وعن أشرطة فيديو نشرت حول هذا، قال «هذه الأمور أظن أنها تستخدم لتخويف الشعب السوري، ولن يستطيع النظام استخدامها».

وفي حين يجري الحديث عن أن سقوط النظام السوري «مسألة وقت»، سواء من الولايات المتحدة أو غيرها، تراوحت تقديرات الأوروبيين. وزير خارجية السويد قال لـ«السفير» حول هذه القضية، «من المؤكد أنها مسألة وقت. والسؤال هو: كم من الوقت، وما ستكون النتائج؟»، مضيفا «أعتقد أن هناك شيئين مهمين جدا هنا. أولا: إرسال رسالة قوية لدعم المعارضة… وأعتقد أن اجتماع اليوم (مع الائتلاف) هو في حد ذاته علامة مهمة من الاعتراف. ثانيا أيضا (أن نقدم) دعما قويا للسيد الإبراهيمي». ولفت بيلدت إلى تقدم حصل في اجتماع الإبراهيمي مع الولايات المتحدة وروسيا، موضحا أنها «ربما كانت اجتماعات بناءة أكثر من المعتاد».

أما وزير خارجية بلجيكا ديديه ريندرز فقال لـ«السفير» حول كون سقوط النظام «مسألة وقت»، «لقد حان الوقت، لكن متى؟ نحن لا نعرف»، مضيفا «لذلك علينا أن نكون مستعدين: إما سيكون هناك تطور سريع، وإما ستكون هناك حرب أهلية طويلة جدا. لهذا السبب اتخذنا مبادرات على الجانب الإنساني في حالة طال الوضع، وعلينا الاهتمام بذلك، وإذا لم يكن هذا هو الحال، فنحن على استعداد لمحاولة الإعداد لشيء آخر في سوريا، كما تعلمون فنحن لمصلحة رحيل بشار الأسد».

ريندرز كان لديه اجتماع أمس الأول مع معاذ الخطيب، عبر الهاتف إلى جانب وزراء خارجية هولندا ولكسمبورغ. ولفت إلى أنه تحدث معه في إطار المبادرة المستمرة لتقديم عون إنساني وتأمين ممرات آمنة لإيصاله عبر الطلب «إلى النظام والمعارضة» ضمن «الحد الأدنى» من معايير المساعدة الإنسانية.

واشنطن تعتزم إدراج جبهة النصرة الناشطة في سوريا على قائمتها للارهاب

واشنطن- (ا ف ب): افادت وثيقة رسمية أمريكية نشرت مساء الاثنين أن الولايات المتحدة تعتزم الاعلان هذا الاسبوع وعلى الارجح الثلاثاء عن إدراج جبهة النصرة، المجموعة الاسلامية التي تقاتل في سوريا والمتهمة بالانتماء الى تنظيم القاعدة، على قائمتها السوداء للارهاب.

وفي مذكرة ادارية بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر موقعة من وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونشرت الاثنين على موقع السجل الفدرالي للحكومة الامريكية (الصحيفة الرسمية) على الانترنت، يشار الى جبهة النصر على انها “منظمة ارهابية اجنبية”.

ونتيجة لهذا التصنيف وطبقا للاجراءات الامريكية المعتمدة في مثل هذه الحالة، يتم تجميد كل اموال جبهة النصرة في الولايات المتحدة ويحظر على اي مواطن امريكي التعامل معها.

وافادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند الاثنين أن إدارتها “ستكشف المزيد غدا (الثلاثاء) وخلال الايام المقبلة” حول جبهة النصر المنبثقة بحسب واشنطن من تنظيم القاعدة في العراق والتي انتقلت الى سوريا.

وتندد وزارة الخارجية منذ عدة أيام بالمجموعات الجهادية التي تقاتل في سوريا ولا سيما جبهة النصرة معتبرة ان هذه الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة لا تمثل إرادة الشعب السوري المعارض لنظام الرئيس بشار الاسد.

وتبدي الولايات المتحدة منذ اشهر مخاوف من ان يقوم المقاتلون الاسلاميون بـ”تحويل الثورة السورية”.

وسيطر مقاتلون اسلاميون الاثنين على كامل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية، آخر موقع محصن للجيش النظامي غرب مدينة حلب، معززين بذلك سيطرة المجموعات المعارضة ولا سيما الاسلامية منها على الشمال السوري.

وجبهة النصرة تنظيم جهادي لا يعرف الكثير عنه لان عناصره يرفضون التحدث سواء الى الصحافيين او الى السكان في سوريا.

ولم تكن الجبهة معروفة قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا في اذار/ مارس 2011 واتهمت في فترة ما بانها من صنع الاستخبارات السورية. وتبنت الجبهة معظم العمليات الانتحارية التي شهدها هذا البلد ولا سيما في حلب ودمشق ودير الزور.

واظهرت تظاهرات جرت مؤخرا في حلب وانتقدت بشكل واضح الجيش السوري الحر رغم انه طرد القوات النظامية من نصف المدينة في تموز/ يوليو، تراجع نفوذ هذا التنظيم لصالح اسلاميي جبهة النصرة الافضل تسليحا والاكثر انضباطا بحسب السكان.

تحالف دولي يضع خطة لتوفير التدريب العسكري للمعارضين في سوريا ودعمهم جواً وبحراً

لندن- (يو بي اي): كشفت صحيفة (اندبندانت) الثلاثاء، أن تحالفاً دولياً يضم بريطانيا، يعكف حالياً على وضع خطة لتوفير التدريب العسكري للمعارضين في سوريا، وتقديم الدعم لهم جواً وبحراً.

وقالت الصحيفة إن احتمال التدخل الغربي “يأتي مع قيام جماعات المعارضة في نهاية المطاف بتشكيل مظلة سياسية وهيكل قيادة لميليشياتها، فيما يرى مؤيدوهم الأجانب أن الحرب الأهلية في سوريا، التي دخلت شهرها الـ 22، وصلت إلى نقطة تحول جعلت مساعدة الثوار بالأسلحة مسألة حتمية لتمكينهم من شن الهجوم الأخير ضد النظام”.

وأضافت أن قائد القوات المسلحة البريطانية الجنرال، ديفيد ريتشاردز، ترأس اجتماعاً سرياً في لندن قبل أسابيع حضره نظراؤه من فرنسا وتركيا والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة وجنرال اميركي، وتم خلاله مناقشة استراتيجية التدخل في سوريا بشكل مستفيض، فيما عقدت دوائر حكومية بريطانية أخرى ونظراؤها من الدول نفسها اجتماعات مكثفة أيضاً بشأن هذه المسألة.

واشارت الصحيفة إلى أن اجتماع قادة جيوش دول التحالف الدولي، ووفقاً لمصادر عليا بالحكومة البريطانية، تم بناءً على طلب من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والذي تردد بأنه مصمم على أن تبذل بلاده المزيد من الجهود لوضع حد للصراع الدموي في سوريا الذي راح ضحيته حتى الآن 40 ألف شخص وشرّد الملايين.

وقالت إن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة اتفقت على عدم نشر أية قوات منها في سوريا لدعم المتمردين واقامة معسكرات لتدريبهم في تركيا، غير أن استخدام القوة الجوية والبحرية بحد ذاته مثار جدل كبير من المرجح أن يؤدي إلى اتهام الغرب بالسعي إلى تغيير النظام السوري بالقوة، كما فعل في ليبيا.

واضافت أن أي إجراء من هذا القبيل يجب أن يتم من دون تفويض من الأمم المتحدة، لأن روسيا والصين لن تدعما أي قرار بعد تجربتهما في ليبيا حين وافقتا على اقامة منطقة حظر الطيران تحولت إلى حملة قصف من قبل منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) استمرت عدة أشهر. ونسبت اندبندانت إلى مصدر وصفته بالبارز في الحكومة البريطانية، قوله “إن الجهود حتى الآن غير منسقة ومن دون أي هدف مركّز، ولكن إذا كانت هذه الجهود تستحق التنفيذ، فسيتم عندها تدريب الجيش السوري الحر وتوفير الدعم الجوي والبحري له عند الضرورة”.

واضاف المصدر أنه “من الواضح أن هناك مخاطر تنطوي على مثل هذه المهمة، ولكن هناك ما يكفي من القدرة على تحقيقها، ونحن ندرك موقف الروس ونعرف أن سوريا هي حليف استراتيجي بالنسبة لهم، بيد أنها لن تبقى حليفاً لهم إذا تولى الجهاديون السلطة بعد رحيل نظام الأسد ونحن متأكدون بأنهم يدركون هذا”.

وقال “ما زلنا نأمل أن الروس يمكن أن يقنعوا الأسد بالمغادرة والتوصل بعدها إلى اتفاق بشأن مستقبل سوريا”.

واشارت اندبندانت إلى أن هناك أيضاً اعتقاداً متزايداً بين الداعمين الغربيين للمعارضة السورية بأن أي شكل من أشكال التدخل بات ضرورياً الآن للتأثير على شكل المستقبل السياسي لسوريا، جراء انتشار الجماعات الجهادية في صفوف المتمردين وتزايد نفوذها وتأثيرها بسبب حصولها على الأموال والأسلحة من دول الخليج، الأمر الذي وضع الجماعات العلمانية في وضع لا تحسد عليه.

خبراء: استخدام دمشق للسلاح الكيماوي ممكن لكنه ليس مرجحا

المنامة ـ ا ف ب: هيمنت المخاوف من امكانية استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي على النقاشات التي استضافتها المنامة حول الامن الاقليمي واختتمت الاحد، الا ان خبراء يرون بان هذا السيناريو ليس مرجحا.

وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من استخدام دمشق للاسلحة الكيماوية والبيولوجية في النزاع الدائر في سورية، واشار الى وجود عدة ‘سيناريوهات خطيرة’ من بينها امكانية وصول هذه الاسلحة ‘الى ايدي مجموعات اخرى’.

وبدوره، اعتبر عضو مجلس الشيوخ الامريكي جون ماكين ان الولايات المتحدة والعالم العربي سيواجهان ‘قرارا صعبا جدا وهو قرار حول ما اذا كان يجب فعل شيء ما، وماذا يجب فعله بالتحديد لمواجهة خطر قيام بشار الاسد بتجميع اسلحة دمار شامل’.

من جهته ايضا، قال نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو الذي حضر بدوره ‘حوار المنامة’ الذي ينظمه المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، ان المخاوف حقيقية ‘لان النظام السوري فقد كل عقلانية وشرعية’.

وكثف المجتمع الدولي في الايام الاخيرة التحذيرات من لجوء نظام الرئيس بشار الاسد الى الاسلحة الكيماوية.

وافاد مسؤولون امريكيون طلبوا عدم الكشف عن اسمهم ان الجيش السوري قام بتحميل قنابل بغاز السارين لالقائها بواسطة طائرات.

الا ان دينا اسفندياري الباحثة في شؤون مكافحة انتشار التسلح ونزع السلاح في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، دعت الى توخي الحذر ازاء هذه المعلومات.

ويرى خبراء آخرون ان الحركة التي تم رصدها لا تعني بالضرورة انه تم تحميل قنابل بالسلاح الكيماوي، بل ان النظام قد يكون يقوم بنقل مخزونات الى مناطق تخضع لسيطرته.

وقالت اسفندياري ‘بالرغم من انه من غير المرجح ان يلجأ الاسد الى السلاح الكيماوي، لكن لا يمكن استبعاد ذلك تماما’.

وبحسب الباحثة، فان اكثار النظام من التصريحات حول الموضوع ‘يحضر الارضية لاستخدام السلاح الكيماوي، الا ان ذلك لا يعني بان النظام سيلجأ بالفعل لهذا السلاح’.

واضافت ‘اعتقد انه اذا ما قام المجتمع الدولي برسم خطوط حمراء واضحة فان النظام السوري لن يستخدم السلاح الكيماوي’.

وكانت دمشق اعترفت للمرة الاولى في 23 تموز (يوليو) بامتلاك اسلحة كيماوية.

والسبت، اكدت السلطات السورية ان قواتها لن تلجأ ابدا الى هذه الاسلحة، وحذرت المعارضة المسلحة من استخدام هذه الاسلحة في النزاع.

وروسيا التي تستمر بمساندة النظام السوري، اكدت من جانبها بانه ليس لدى دمشق ‘اي نية’ باللجوء الى الاسلحة الكيماوية لمواجهة تقدم الجيش السوري الحر على الارض.

من جانبه، اشار الباحث في مركز كارنيغي للشرق الاوسط يزيد صايغ ان النظام السوري يملك اسلحة كيماوية الا انه لا يملك اسلحة بيولوجية.

وقال صايغ ان النظام السوري الذي يتحصن في معاقله الاخيرة يلوح بورقة الاسلحة الكيماوية كما لوح بورقة القاعدة ‘لتوجيه رسالة رادعة الى العالم الخارجي’، وهو يريد ان يقول انه ‘صمام الامان’ للامن في المنطقة.

الا ان استخدام السلاح الكيماوي في النزاع ‘لن يغير المعادلة’.

وبحسب صايغ، فان السلاح الكيماوي ‘هو قبل كل شيء سلاح نفسي للترهيب’، وهو يسبب في حال استخدامه ‘حالة هلع لدى المدنيين’.

واضاف ‘ان الفائدة الحقيقية من هذا السلاح في الحرب محدودة جدا، لانه لا يمكن استخدامه في مناطق تشهد انتشارا لقوات معارضة وتضم مدنيين يؤيدون النظام، كما لا يمكن استخدامه ضد مدنيين معارضين في منطقة تنتشر فيها قوات نظامية’.

واضافة الى ذلك، لا يمكن استخدام السلاح الكيماوي الا من قبل بعض الوحدات الخاصة، كما ان استخدامه يتطلب ‘استخداما مكثفا للاسلحة الكيماوية في مكان واحد’ من اجل خلق ‘غيمة كثيفة’، وهذه الغيمة معرضة لعوامل الطبيعة مثل الرياح.

والمعلومات المتوفرة حول البرنامج الكيماوي السوري محدودة.

واطلق البرنامج في السبعينات بمساعدة مصر والاتحاد السوفياتي، وهو بحسب اسفندياري ‘اكبر برنامج اسلحة كيماوية في الشرق الاوسط واقيم في الاساس لمواجهة البرنامج النووي الاسرائيلي’.

وذكرت اسفندياري ان المعلومات المهمة حول البرنامج جمعت بعد انشقاق عدد من الضباط بينهم الجنرال عدنان سيلو، المدير السابق لبرنامج الاسلحة الكيماوية السورية، الا ان ‘هذه المعلومات ليست كاملة اطلاقا’.

روسيا ترفض فرض ‘حلول’ سياسية على سورية من الخارج

ستواصل دعم جهود الإبراهيمي لتسوية النزاع

موسكو ـ رويترز: قالت روسيا الإثنين إن التخطيط لمستقبل سورية السياسي يجب ألا يفرض عليها من الخارج في تأكيد لرفضها الضغوط الاجنبية التي تمارس على الرئيس السوري بشار الاسد حتى يتنحى والمساندة الغربية لتحالف المعارضة.

وفي بيان عن المحادثات التي جرت الاحد بين الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي ومسؤولين روس وأمريكيين كررت الخارجية الروسية دعوتها لوقف العنف وبدء محادثات حول ‘معايير الفترة الانتقالية’.

وقال البيان ان روسيا ‘أكدت على ان القرارات الضرورية بشأن اصلاح النظام السياسي السوري… يجب ان يتخذها السوريون أنفسهم دون تدخل من الخارج او محاولات فرض حلول معدة للتطورات الاجتماعية والسياسية’ على السوريين.

وتضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الاطلسي من أجل رحيل الاسد في اطار الجهود لوقف اراقة الدماء في سورية لكن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرارات في مجلس الامن التابع للامم المتحدة كانت تستهدف الضغط على الرئيس السوري.

وكررت وزارة الخارجية الروسية دعوات بانهاء القتال فورا و’بدء حوار وطني يناقش خلاله ممثلو الحكومة السورية والمعارضة معايير لفترة انتقالية ويتفقون عليها’.

ويستهدف بيان الخارجية فيما يبدو التأكيد على التزام روسيا بمساعدة الابراهيمي على التوصل الى حل للصراع المستمر منذ 21 شهرا يشمل اجراء محادثات بشأن انتقال سياسي لكنه يواصل معارضته لتنحي الاسد كشرط مسبق.

ويسعى الابراهيمي للتوصل الى اتفاق يستند الى اعلان صدر في 30 حزيران (يونيو) عقب محادثات دولية في جنيف دعت الى تشكيل حكومة انتقالية.

وتعثر الاقتراح في ذلك الوقت بسبب مسألة مصير الاسد. وقالت واشنطن ان الاعلان بعث برسالة واضحة بشأن ضرورة رحيله بينما تقول روسيا انه لم يتضمن شيئا من هذا القبيل.

ولمح البيان الروسي امس أيضا الى معارضة روسيا لتأييد الغرب للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة الذي يمكن ان تعترف به الولايات المتحدة قريبا كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.

مقاتلون اسلاميون يستولون على آخر قاعدة عسكرية للجيش السوري غرب حلب

دول الخليج تضغط على اوروبا وامريكا لتسليح المعارضة

اشتباكات في قلب دمشق وتكثيف الغارات الجوية على ريفها

دارة عزة ـ دمشق ـ بيروت ـ انقرة ـ وكالات: استولى مقاتلون اسلاميون الاثنين على كامل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية، آخر موقع محصن للجيش النظامي غرب مدينة حلب، في الوقت نفسه، افيد الاثنين عن اشتباك في منطقة آمنة اجمالا في وسط دمشق، في وقت تواصلت العمليات العسكرية في محيط العاصمة حيث تحاول القوات النظامية القضاء على تجمعات المقاتلين المعارضين الذين يستخدمون ريف دمشق قاعدة خلفية محاولين التقدم نحو العاصمة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ‘دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة بالقرب من مسجد الحنابلة في منطقة الشيخ محي الدين الواقعة بين حيي الصالحية وركن الدين بمدينة دمشق’.

وسيطر مقاتلون اسلاميون من عناصر جبهة النصرة خصوصا الاثنين على كل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غرب سورية كما افاد صحافي في وكالة فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك بعد اسابيع من المعارك العنيفة.

وقال ابو جلال، قائد ‘لواء احرار دارة عزة’ التابعة للجيش الحر والتي كان لها دور فاعل ايضا في السيطرة على القاعدة، بحسب قوله، لوكالة فرانس برس ‘اننا نسيطر على كل القاعدة، كل المنطقة تحت سيطرتنا، كل غرب حلب بات محررا وصولا الى الحدود التركية’.

واكد ابو جلال ان رجاله يسيطرون ايضا على ‘مركز البحوث العلمية’ الذي كان يخشى وجود اسلحة كيميائية فيه، مؤكدا انه لم يتم العثور على مثل هذا السلاح في القاعدة التي غنم منها المقاتلون ذخيرة ومتفجرات واسلحة خفيفة.

ورأى مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان المعارضة المسلحة حققت ‘تقدما نوعيا’، مؤكدا ان الانجاز ‘حققته جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بها’.

وتقع القاعدة على بعد 12 كلم شمال غرب حلب، وتمتد على مسافة كيلومترين مربعين تقريبا، وهي آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وادلب وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.

وافاد صحافي من وكالة فرانس برس كان في موقع الهجوم الاحد ان عددا كبيرا من المقاتلين الذين دخلوا القاعدة هم عرب او من القوقاز، وان احد قادتهم رجل اوزبكي يطلق على نفسه اسم ابو طلحة.

من جهتها أفادت صحيفة ‘فايننشال تايمز’ الإثنين، أن المعارضة السورية والدول الخليجية الداعمة لها ستضغط على الحكومات الغربية هذا الأسبوع لتزويد المتمردين في سورية بالأسلحة، بحجة أنها احرزت تقدماً كبيراً لتوحيد الجماعات المسلحة وإخضاعها للسيطرة المدنية.

وقالت الصحيفة إن زعماء المعارضة السورية ومسؤولين خليجيين يرون أن وقت التدخل العسكري الخارجي المباشر انقضى، وأن مطالب المتمردين تقتصر على امدادات الأسلحة وخاصة الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، مع استعداد مجموعة ‘أصدقاء سورية’ لعقد اجتماعها بمدينة مراكش في المغرب الأربعاء المقبل.

وأضافت أن ياسر طبارة، المتحدث باسم الإئتلاف الوطني السوري المعارض، أكد أن المتمردين الذين حققوا تقدماً عسكرياً كبيراً في الأسابيع الماضي ‘قادرون على فرض منطقة حظر الطيران من تلقاء أنفسهم إذا ما تم تزويدهم بأسلحة مضادة للطائرات’.

دبلوماسيا، اعتبر الاتحاد الاوروبي الاثنين الائتلاف الوطني للمعارضة السورية ‘ممثلا شرعيا’ للشعب السوري في ختام لقاء مع رئيسه احمد معاذ الخطيب ووزراء الخارجية الاوروبيين الـ27.

وفي اعلان مشترك، قال الوزراء الاوروبيون انهم ‘يقبلون’ ‘الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية ممثلا شرعيا للشعب السوري’.

وكان بعض البلدان الاوروبية وفي طليعتها فرنسا وبريطانيا تفضل الذهاب ابعد من ذلك ووصف هذا الائتلاف الذي انشىء في 11 تشرين الثاني/نوفمبر بأنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.

وعلى سبيل التسوية، وافق انصار التحفظ على اعتبار الائتلاف ‘ممثلا شرعيا للشعب السوري’ وليس ممثلا ‘عن تطلعات الشعب السوري’، كما كان يحصل حتى الان.

من جهة اخرى تجتمع مجموعة ‘أصدقاء الشعب السوري’ غدا الاربعاء في المغرب للمرة الاولى منذ انشاء الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية الذي حصل على اعتراف عدد من الدول العربية والغربية، ويفترض ان يبحث المجتمعون في زيادة ‘الدعم الانساني والسياسي’ للمعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

فتفت يستغرب زيارة عباس ابراهيم الى المملوك في دمشق

القضاء اللبناني يطلب الاستماع الى بثينة شعبان كشاهدة في قضية متفجرات نقلها سماحة

بيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: في خطوة متقدمة على محور التحقيق في ملف الوزير السابق الموقوف ميشال سماحة بتهمة نقل متفجرات من سورية الى لبنان، طلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر في مطالعة فرعية من قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا ابلاغ المدعى عليهما اللواء السوري علي مملوك والعميد عدنان المجهول باقي الهوية، لاستجوابهما والاستماع الى افادة مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان كشاهدة، واعاد الملف الى ابو غيدا.

وقد علّق وكيل سماحة المحامي صخر الهاشم، على المطالعة الفرعية للقاضي صقر، فقال: ‘في ضوئها يقتضي تطبيق الأصول القضائية المتبعة بين لبنان وسورية إستناداً إلى الإتفاقيات الموقعة بين البلدين، وبالتالي لا يمكن إصدار قرارات قضائية للأشخاص المطلوبين، إلا إذا جرى إبلاغهم شخصياً ما لم يحضروا إلى لبنان في تاريخ الجلسة، ويستوجب إبلاغ المدعى عليهم، إما بواسطة وزارة العدل أو وزارة الخارجية أو المجلس الأعلى اللبناني – السوري، ولا يمكن إبلاغهم لصقاً، إلا بعد إعادة التبليغ بعدم الحضور’، ورأى أن ‘الملف كان يسير مساره الطبيعي قبل إحالته إلى المطالعة بعد ختم التحقيق’.

الى ذلك، إستغرب عضو كتلة ‘المستقبل’ أحمد فتفت في بيان، ما ذكرته أحدى وسائل الإعلام من أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم قد زار دمشق قبل ظهر السبت الماضي بتكليف رسمي والتقى اللواء علي المملوك’ للبحث معه في المعطيات حول مقتل عدد من الشبان الطرابلسيين في كمين تلكلخ’، وقال ‘إن مدعاة الإستغراب يكمن في أن اللواء المملوك مطلوب للعدالة اللبنانية، فهل هذا من ضمن مهمة اللواء إبراهيم الرسمية؟ وهل استغل إبراهيم زيارته لمعرفة إسم والدة اللواء المملوك وكامل هوية المسمى العقيد عدنان؟ نحن بانتظار توضيح هذا الأمر’.

دمشق مدينة الياسمين لم تعد كما كانت.. خوف وترقب من معركة قد تدمرها وتاريخها العريق

العلويون وابناء الاقليات يخشون ان طار الاسد ان يطيروا معه

لندن ـ ‘القدس العربي’: الكل يحضر لمرحلة ما بعد دمشق، ويبدو الجميع متفقين على ان ايام الاسد بالفعل باتت معدودة، وانه لن يبقى في العاصمة سوى اسابيع وبعض المسؤولين يتكهنون ابعد من اسابيع ويقولون انه قد يظل متشبثا بالسلطة حتى الصيف المقبل.

ولكنهم متأكدون انه لن يكون في الحكم في نهاية العام المقبل. ونذر النهاية تبدو في كل شيء، المقاتلون يقولون ومنذ اسابيع انهم يحضرون للمعركة الفاصلة، واشنطن تحاول جر روسيا واقناعها بأن رهانها على الاسد سيكلفها الكثير بعد رحيله، المعارضة اختارت مجلسا عسكريا، والمعارضة تجتمع في القاهرة وتحضر لحكومة انتقالية ولاجتماع مجموعة ‘اصدقاء سورية’ في المغرب يوم غد الاربعاء، والامر الاكثر اهمية هو تدفق السلاح للمقاتلين وحديث الدول الغربية عن تسليحهم بعد ان ترددت كثيرا في هذا، ويظل التدخل العسكري رهنا بالسلاح الكيماوي الذي كثر الحديث عنه في الايام الماضية.

ومن هنا ايضا كثرت التسريبات عن الاستخبارات الغربية التي تتواجد الآن في سورية ومن كل انحاء العالم، ‘سي اي ايه’، وموساد وقوات خاصة بريطانية، وقوات خاصة ودبلوماسيون فرنسيون، فالوضع في سورية يذكرنا في ليبيا اثناء الحرب التي انهت حكم اربعين عاما لبشار الاسد. هي اسئلة كثيرة وجهود محمومة تدور والعاصمة دمشق تبدو بعيدة عن كل هذا، فهي معزولة واغلق الجيش السوري مداخلها، فيما انتشرت نقاط التفتيش في كل مكان، وحس الهدوء الذي عاشته العاصمة لم يعد موجودا.

استراتيجية الجيش

والسؤال القائم هو عن ولاء العاصمة للرئيس الاسد، بعض التقارير تقول انها فعلا لا تزال موالية، وآخرون يقولون ان نسبة الولاء والمعارضة متساوية. ولان العاصمة مركز الحكم وسقوطها يعني النهاية، فاستراتيجية النظام تقوم على تأمين المناطق التي يستطيع الاحتفاظ بها. ويقول دبلوماسي غربي يقيم في العاصمة ان هجوم المقاتلين على العاصمة فشل في تحقيق انتصارات محذرا من ان الحرب سيطول امدها اكثر مما توقع الكثيرون. ويقول الدبلوماسي ان القوات السورية تبنت استراتيجية جديدة تقوم على الانسحاب من القواعد التي لا يمكن الدفاع عنها من اجل حشد قواته في دمشق وبقية المدن. وقد اعطى الانسحاب الجيش السوري مساحة كي يشن هجوما مضادا وناجحا في الاسبوع الماضي، مما خفف الضغط على العاصمة وحسن وضع الجيش للتحرك. ونقل باتريك كوكبيرن عن محلل في العاصمة قوله ان ‘الحكومة اتخذت قرارا بعدم الدفاع عن المواقع الصغيرة’ مما يعني كما جاء في التقرير الذي نشرته صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية التخلي عن معظم الاراضي للمقاتلين خاصة في الشمال والغرب. فبتركيز القوات في المناطق الاهلة بالسكان سيكون بمقدور النظام الصمود لمدة اطول.

انطباع غير صحيح

ويشير التقرير ان خطة الانسحاب المقصودة ربما كانت وراء الانطباع لدى المقاتلين والعالم الخارجي ان الانجازات التي حققها المقاتلون الشهر الماضي جاءت بسبب ضعف الجيش السوري.

ويقول الدبلوماسي ان قادة الجيش الحر يعترفون في احاديثهم الخاصة ان هجومهم على دمشق لم يسر حسب المخطط له، بل وتعرضوا لخسائر كبيرة، ولكن هذا لا يعني ان لا يحاول المقاتلون الهجوم مرة اخرى. ولا يزال الخطر على النظام قائما، فالطريق الى المطار لا يزال مقطوعا في جزء منه، ولا يستطيع المسافرون المرور منه، ونقل كوكبيرن عن سائق حاول المرور انه تلقى وابلا من الرصاص مما جعله يرجع. ووصف سائق طريق للمطار لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ بانه ‘شارع الموت’. وشاهد السائق جثث الجنود والمقاتلين على جانبي الشارع، فيما رأى كلبا يأكل جثة جندي. وكاشارة عن تراجع الضغط عن العاصمة هو انخفاض عدد قنابل الهاون التي تسقط على مركز العاصمة، وكل القنابل والقصف يخرج من العاصمة حيث يتم استهداف المناطق المدنية التي يقول النظام ان المقاتلين يختبئون فيها. وبسبب حصول المقاتلين على صواريخ مضادة للطائرات قلل النظام من اعتماده على المروحيات.

قدر من الدعم

ويشير التقرير انه في حالة صمود جيش النظام في دمشق فستكون امامه فرصة واسعة للتفاوض، خاصة ان العاصمة مزدحمة بالسكان الذين زاد عددهم بسبب المشردين من المدن والقرى الاخرى، ويحتلون كل مكان، فالبيوت التي سكنها العراقيون اثناء الحرب الاهلية ما بين 2005 ـ 2007 تم تأجيرها للسوريين باسعار زهيدة. وتعيش في البيت الصغير ست عائلات او اكثر. وبسبب عدم توفر المال للكثيرين للسفر خارج البلاد فالاماكن العامة والكراجات اتخذها اللاجئون الغرباء. وتشهد شوارع العاصمة يوميا اختناقات مرورية بسبب نقاط التفتيش، وفي العادة ما تختفي الحركة في الشوارع مع حلول الظلام.

وعلاوة على ذلك، فالنظام لا يزال يتمتع بقدر من الدعم كما في مدينة حلب. ويقول التقرير ان واحدا من ملامح ضعف استراتيجية النظام في الماضي انه كان قادرا بالتفوق العسكري استعادة المناطق التي سيطر عليها المقاتلون لكن لم تكن لديه القوة البشرية لتأكيد سلطة الدولة فيها، ولهذا تقوم الحكومة الان بانشاء لجان محلية تواصل عمل الدولة، فيما تم جرف الاحياء الشعبية حول العاصمة والتي يتوقع ان تدعم المقاتلين.

ويسود حس من الاجهاد في العاصمة بسبب استمرار القتال، اضافة للمعاناة اليومية ونقص الماء والكهرباء والمواد الاساسية، ولم تعد الحكومة تتحدث عن انجازات في مدينة حلب المقسمة بين النظام والمقاتلين، اضافة ان بعض اجزاء حمص وحماة يسيطرعليها المقاتلون. واصبحت الآن لدى المعارضة مناطق واسعة لادارتها ولهذا يقول المعارضون ان فكرة التدخل العسكري فات اوانها، فالمقاتلون فرضوا الحظر الجوي بدون تدخل اجنبي، وقد ادت هذه التطورات بالمعارضة المسلحة للاعلان عن قيادة اركان جديدة، ولوحظ ان الجماعات الجهادية التي تلعب دورا مهما في القتال لم تدع الى الاجتماع الذي عقد في مدينة انطاليا التركية. ولن يعرف مدى تأثير المجلس الجديد على الارض الا في حالة بدء دعم المقاتلين بالاسلحة، ويبدو ان قرارا دوليا بدعم المعارضة عسكريا مما سيؤدي الى قلب موازين القوى داخل صفوف المعارضة فلطالما اشتكى مقاتلون في فصائل الجيش الحر قلة السلاح والمال مقارنة مع ذلك الذي تمتلكه الفصائل الاسلامية.

انتهى عهد الهدوء

ما يمكن تأكيده هو ان عهد الامان في العاصمة قد انتهى، فقد اصبح سماع صوت الانفجارات والقصف والطائرات امرا عاديا. وفي الليل وبعد ان تهدأ حركة الشوارع وتختفي اصوات السيارات لا يسمع في انحاء دمشق الا الرصاص، وهو امر اصبح يؤرق نوم الاهالي. وتنقل صحيفة ‘ديلي تلغراف’ عن سيدة تعيش في المدينة قولها انه حتى في المناطق التي كانت عادة هادئة يسمع فيها اطلاق النار. ومع ان المقاتلين اقتربوا من العاصمة وبعد 20 شهرا من الحرب واكثر من 40 الف قتيل، فالاسد لم يخرج من السلطة كما حدث لبقية الديكتاتوريين العرب في مصر وليبيا وتونس، وهناك سبب في استمرارية الاسد ويعود الى ان الرئيس لا يزال يتمتع بقاعدة دعم واسعة في بعض مناطق العاصمة وترفض والحالة هذه السماح للمقاتلين الدخول اليها. ومع ذلك يحاول المقاتلون قطع خطوط الامداد عن النظام حيث حددوا المطار الدولي كواحد من اهم الاهداف العسكرية لانهم بسيطرتهم عليه سيوقفون وصول الاسلحة من روسيا وايران. وترى الصحيفة ان الدعم للرئيس الاسد مرتبط بالخوف من البديل عنه.

فالاقلية المسيحية وابناء طائفة الرئيس العلويون يخشون من تحولهم الى مواطنين من الدرجة الثانية واسوأ من هذا تعرضهم لقتل واضطهاد. وبحسب علوي يعيش قرب السيدة زينب ‘فبشار الاسد لا يمكنه الرحيل الآن، ولكنه ان طار طرنا معه’ اي انتهينا. ويقوم سمير وهذا اسمه كل يوم بقيادة حافلة تنقل اللاجئين الذين يتدفقون الى الحدود اللبنانية. وفي الوقت الذي قال فيه متحدث باسم المقاتلين ان النظام يبدو قويا وصد هجوم المعارضة لكنه ‘نمر من ورق’.

نخاف من الطرفين

وعلى خلاف ما يقوله المقاتلون، فالنظام يبدو في بعض مناطق دمشق قويا ولا يمكن الانتصار عليه بهجوم من المعارضة، ويقول سمير انه لا توجد ادلة في العاصمة التي يعيش فيها 1.7 مليون نسمة على انها ستسقط قريبا. ويبدو ان سمير وهو العلوي يتحدث عن بقية العلويين الداعمين للنظام حيث يقول ان هناك دعما قويا للنظام، وان الحي الذي يعيش فيه لا يعاني من مشاكل، الكهرباء والماء متوفران. ويضيف ان الجيش الحر ان كان متواجدا في العاصمة فهو مختبىء من الجيش. اضافة لذلك فالائتلاف الوطني السوري فشل في بناء قاعدة له او طرح رؤية تطمئن اهالي العاصمة، وبحسب محلل سياسي في دمشق ‘وعد الاتئلاف في الاونة الاخيرة بالعفو عن كل من لم تتلوث يداه بالدم، اشرح من فضلك، لماذا يحتاج من لم يرتكب جريمة العفو’. ويتهم هذا المحلل المعارضة بانها لا تملك الرؤية، مضيفا ان ‘الاف الجنود المدججين بالسلاح والمدربين اضافة للمدنيين سيقاتلون حتى الموت في صف الحكومة لانهم لا يعرفون اين سيذهبون ان سقط النظام’.

استراتيجية المقاتلين

وتتفق صحيفة ‘نيويورك تايمز’ من ان المزاج العام في العاصمة قد تغير حيث اصبح السكان محبوسين في بيوتهم، حيث يترقبون معركة طويلة ستجلب الدمار على مدينة تعايش فيها المسيحي والمسلم، الشيعي والسني. ويقول محمود واصفا دمشق التي تعتبر مهد التاريخ ‘دمشق مدينة الياسمين’ و’لم تعد المدينة التي كنت اعرفها قبل اسابيع’، مشيرا الى الازدحام والسيارات المفخخة ونقاط التفتيش، والقنابل التي تنطلق من جبل قاسيون الذي كان مقصد الزائرين الذين يريدون مشاهدة دمشق. ويضاف الى الترقب والخوف، المتاعب اليومية، حيث يقول محمود انه لم يعد قادرا على الحصول على غاز الطبخ ودواء لزوجته. وفي كل مرة يذهب فيها للبقال يعطيه هذا الاخير محاضرة عن نقص المواد الغذائية وارتفاع الاسعار. ولعل حس الخوف والرهاب لدى الكثير من الدمشقيين انهم لا يعرفون مكانا اخر يذهبون اليه. وينقل مراسل الصحيفة عن قائد ميداني يقول ان المعارضة تسيطر على معظم حي القابون باستثناء ثلاث مناطق يعيش فيها العلويون. وقال ان الاخيرين قد اجبروا السنة على ترك بيوتهم لاستقبال العلويين القادمين من مناطق اخرى

نظام الأسد يتحصن في معاقله الأخيرة ملوّحًا بورقة الكيماوي

أ. ف. ب.

كثر الحديث في الأونة الأخيرة عن الأسلحة الكيميائية لدى النظام السوري والمخاوف بشأن  استخدامها، إلا أنّ خبراء يؤكدون أنّ فائدة هذا السلاح في الأزمة السورية محدودة بسبب انتشار مجموعات كبيرة من معارضي الأسد في في مناطق تنتشر فيها قوات نظامية.

المنامة: هيمنت المخاوف من امكانية استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي على النقاشات التي استضافتها المنامة حول الأمن الاقليمي، إلا أنّ خبراء يرون بان هذا السيناريو ليس مرجحا.

وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من استخدام دمشق للاسلحة الكيماوية والبيولوجية في النزاع الدائر في سوريا، وأشار إلى وجود عدة “سيناريوهات خطيرة” من بينها إمكانية وصول هذه الاسلحة “الى ايدي مجموعات اخرى”.

وبدوره، اعتبر عضو مجلس الشيوخ الاميركي جون ماكين ان الولايات المتحدة والعالم العربي سيواجهان “قرارا صعبا جدا وهو قرار حول ما اذا كان يجب فعل شيء ما، وماذا يجب فعله بالتحديد لمواجهة خطر قيام بشار الأسد بتجميع اسلحة دمار شامل”.

من جهته ايضا، قال نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو الذي حضر بدوره “حوار المنامة” الذي ينظمه المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، ان المخاوف حقيقية “لان النظام السوري فقد كل عقلانية وشرعية”.

وكثف المجتمع الدولي في الايام الاخيرة التحذيرات من لجوء نظام الرئيس بشار الأسد الى الاسلحة الكيماوية. وافاد مسؤولون اميركيون طلبوا عدم الكشف عن اسمهم ان الجيش السوري قام بتحميل قنابل بغاز السارين لالقائها بواسطة طائرات.

إلا أنّ دينا اسفندياري الباحثة في شؤون مكافحة انتشار التسلح ونزع السلاح في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، دعت الى توخي الحذر ازاء هذه المعلومات.  ويرى خبراء آخرون إن الحركة التي تم رصدها لا تعني بالضرورة انه تم تحميل قنابل بالسلاح الكيماوي، بل ان النظام قد يكون يقوم بنقل مخزونات الى مناطق تخضع لسيطرته.

وقالت اسفندياري “بالرغم من انه من غير المرجح ان يلجأ الأسد الى السلاح الكيماوي، لكن لا يمكن استبعاد ذلك تماما”. وبحسب الباحثة، فان اكثار النظام من التصريحات حول الموضوع “يحضر الارضية لاستخدام السلاح الكيماوي، الا ان ذلك لا يعني بان النظام سيلجأ بالفعل لهذا السلاح”.

واضافت “اعتقد انه اذا ما قام المجتمع الدولي برسم خطوط حمراء واضحة فان النظام السوري لن يستخدم السلاح الكيماوي”. وكانت دمشق اعترفت للمرة الاولى في 23 تموز (يوليو) بامتلاك اسلحة كيماوية.

والسبت، اكدت السلطات السورية ان قواتها لن تلجأ ابدا الى هذه الاسلحة، وحذرت المعارضة المسلحة من استخدام هذه الاسلحة في النزاع. وروسيا التي تستمر بمساندة النظام السوري، اكدت من جانبها بانه ليس لدى دمشق “اي نية” باللجوء الى الاسلحة الكيماوية لمواجهة تقدم الجيش السوري الحر على الارض.

من جانبه، اشار الباحث في مركز كارنيغي للشرق الاوسط يزيد صايغ ان النظام السوري يملك اسلحة كيماوية الا انه لا يملك اسلحة بيولوجية. وقال صايغ ان النظام السوري الذي يتحصن في معاقله الاخيرة يلوح بورقة الاسلحة الكيماوية كما لوح بورقة القاعدة “لتوجيه رسالة رادعة الى العالم الخارجي”، وهو يريد ان يقول انه “صمام الامان” للامن في المنطقة.

الا ان استخدام السلاح الكيماوي في النزاع “لن يغير المعادلة”. وبحسب صايغ، فان السلاح الكيماوي “هو قبل كل شيء سلاح نفسي للترهيب”، وهو يسبب في حال استخدامه “حالة هلع لدى المدنيين”.

واضاف “ان الفائدة الحقيقية من هذا السلاح في الحرب محدودة جدا، لانه لا يمكن استخدامه في مناطق تشهد انتشارًا لقوات معارضة وتضم مدنيين يؤيدون النظام، كما لا يمكن استخدامه ضد مدنيين معارضين في منطقة تنتشر فيها قوات نظامية”.

واضافة الى ذلك، لا يمكن استخدام السلاح الكيماوي الا من قبل بعض الوحدات الخاصة، كما ان استخدامه يتطلب “استخداما مكثفا للاسلحة الكيماوية في مكان واحد” من اجل خلق “غيمة كثيفة”، وهذه الغيمة معرضة لعوامل الطبيعة مثل الرياح.

والمعلومات المتوفرة حول البرنامج الكيماوي السوري محدودة. واطلق البرنامج في السبعينات بمساعدة مصر والاتحاد السوفياتي، وهو بحسب اسفندياري “اكبر برنامج اسلحة كيماوية في الشرق الاوسط واقيم في الاساس لمواجهة البرنامج النووي الاسرائيلي”.

وذكرت اسفندياري ان المعلومات المهمة حول البرنامج جمعت بعد انشقاق عدد من الضباط بينهم الجنرال عدنان سيلو، المدير السابق لبرنامج الاسلحة الكيماوية السورية، الا ان “هذه المعلومات ليست كاملة اطلاقا”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779260.html

هكذا سيتصرف حزب الله مع تطوّر الاحداث في سوريا

ريما زهار

قد يطلب حزب الله ان يصار الى طائف 2 في حال تطورت الاحداث في سوريا دراماتيكيًا، وقد تحصل احداث امنية في المنطقة في حال قررت الدول الكبرى تغيير الرئيس السوري بشار الاسد.

بيروت: تؤكد فاديا كيوان (مديرة معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف) ان مسألة تطور الاحداث في سوريا واحتمال سقوط النظام السوري القريب فيها الكثير من “الاخذ والرد”، وهذا تكهن او ربما جزء من حرب نفسية، وتضيف في حديث ل”إيلاف” :”نأسف استمرار الصراع في سوريا، لان البلد يُدمَّر والضحايا تُقتل، وهناك بصيص نور من قبل المبادرة الدولية الذي يقودها الاخضر الابراهيمي، وفي حال سقوط النظام، اعتقد ان حزب الله لديه حل من اثنين الاول التطرف مع وضع شروط كبيرة للدخول في سياق الدولة، واتوقع يومًا ما ان يطالب حزب الله بالهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية والنظر بها من اجل تسليم السلاح واعتبار نفسه جزءًا من الدولة.

وتضيف كيوان:” انها ورقة سياسية يمكن ان يُطلب من خلال ان يصار الى طائف 2 في لبنان، في ضوء المتغيرات والاحداث التي حصلت، وربما مع تعبير من قبل حزب الله بعدم ثقتهم بالدولة، اذا لم يكن لديهم حضورًا فاعلاً فيها.

من جهة اخرى يمكن ان تحصل احداثًا امنية، لا نعرف من الجهة التي تفتعلها، وفرضية انهيار النظام في سوريا يمكن ان يخلق شعورًا بالانتصار والغلبة، وتندلع احداثًا في لبنان، لا نعرف كيف تتطور، وذلك من خلال ثلاث حلقات ضعيفة، اولها طرابلس في جبل محسن وباب التبانة، وكل مرة تندلع الاشتباكات لا نسأل من بدأها نعرف ان هناك استحكامات والجميع جاهز للحرب.

ثانيها موضوع المخيمات الفلسطينية، وثالثها الحدود فمن الممكن ان تختار اسرائيل اللحظة التي تعتبر فيها ان حزب الله خسر حليفًا استراتيجيًا له وتقوم بعمل ضده.

من هذه الخيارات يطرح ايضًا امكانية افتعال 7 ايار/مايو جديدة؟ تجيب كيوان:” هذا جزء من الحرب النفسية التي يقوم بها فريق ضد الآخر، ان الخطابين خطيران، لان الشعور بالغلبة، او المراهنة على الخارج من اجل الغلبة، ادى الى حوادث كارثية وعدنا الى الطاولة ولم يتغلب احد على الآخر، ليتنا نتعلم دروسًا من الماضي.

اليوم قوى 14 آذار/مارس ترفض اي تسوية مع حزب الله خارج اتفاق الطائف والدستور، ما موقف حزب الله من المعارضة في حال تطورت الاحداث في سوريا، تجيب كيوان :” حزب الله قد يقول انه لا يعترف بالطائف، لانه لم يأت على ذكر المقاومة ولا الاحتلال الاسرائيلي، ولا اي موضوع يشكل حيثية عند حزب الله، وقد يتوجه الى الشركاء في الوطن بالقول تفضلوا الى الطاولة من اجل طائف 2.

سقوط النظام تحدده الدول الكبرى

النائب عبد المجيد صالح ( التنمية والتحرير) يتساءل في حديثه ل”إيلاف” ماذا تستفيد المعارضة من تطور الاحداث في سوريا، اذا كان هذا الانهيار يشكل تفتيتًا لسوريا واشتعال ازمات في المنطقة مذهبية وطائفية واتنية.

ان يُدمَّر الشرق الاوسط، لكي يستعيدوا السلطة، رغم ان سياسة النأي بالنفس تخرق يوميًا، واكبر دليل من حرّض الشباب في تلكلخ، وقتلوا لانهم لا يعرفون طبيعة المنطقة، ولا خبرة لديهم، اما الحديث عن سقوط النظام السوري فهذا تحدده الدول الكبرى والعظمى، ليس التدخل اللبناني في الشأن السوري هو الذي سيسقط النظام، اذا كان هناك من سقوط لهذا النظام في الاساس.

عن امكانية افتعال حرب مع اسرائيل لاثبات ان محور الممانعة لا يزال فاعلاً، ما مدى جدية هذا الخيار؟ يجيب صالح:” ان اسرائيل افتعلت حربًا في غزة، مضى على الاحداث السورية ما يقارب العشرين شهرًا وهذا السيناريو لم يوضع في خدمة النظام، وهذا الحديث هو محاولة لحرب نفسية، لان ما يجري في سوريا معقد جدًا، في سوريا العديد من المعارضات، وتدمير ممنهج.

هل يسلِّم حزب الله سلاحه في حال تطورت الاحداث سوريًا؟ يجيب صالح:” لولم يكن في غزة عدد محدود من قواعد الصواريخ، من كان سيحميها؟ سلاح حزب الله في مواجهة سرائيل، وفي مرحلة جهوزية دائمة، الى جانب الجيش اللبناني الذي يتم ارباكه في الداخل.

سلاح حزب الله هو في مواجهة التوطين وعامل فاعل في الضغط على اسرائيل والكثير من الانظمة التي تريد ان تستبيح ساحاتنا لتمرر المشاريع التي تريد ومن ضمنها التوطين الفلسطيني.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779246.html

تحالف دوليّ يسعى لتدريب ثوار سوريا ودعمهم جوًّا وبحرًا

أ. ف. ب.

يسعى تحالف دوليّ، لبريطانيا دور أساسي فيه، إلى وضع خطط لتدريب الثوار السوريين وتقديم دعم جوي وبحري لهم. وتباحث مسؤولون عسكريون فرنسيون واردنيين واتراك وقطريين واماراتيين بالاضافة الى جنرال اميركي، طرق تفعيل خطط دعم المعارضة السورية.

لندن: تشكل بريطانيا جزءا من تحالف دولي يعمل على وضع خطط لتدريب المتمردين السوريين وتقديم دعم جوي وبحري لهم، حسب ما ذكرت صحيفة الانديبندنت على موقعها الالكتروني الاثنين.

وقالت الصحيفة البريطانية ان الجنرال ديفيد ريتشاردس، قائد القوات البريطانية، اجرى مؤخرا محادثات في لندن مع مسؤولين عسكريين فرنسيين واردنيين واتراك وقطريين واماراتيين بالاضافة الى جنرال اميركي.

وخلال هذا اللقاء الذي عقد بمبادرة من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اجرى المسؤولون العسكريون محادثات استراتيجية مفصلة حول وسائل مساعدة المتمردين الذي يقاتلون النظام السوري بقيادة بشار الاسد.

واضافت الصحيفة ان المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة تعهدت بعدم التدخل على الارض السورية لمساعدة المتمردين ما يعني انه يتوجب على تركيا بدون شك استقبال معسكرات التدريب.

ولم تشأ وزارة الدفاع البريطانية تأكيد هذه المعلومات وكررت التزامها بايجاد حل دبلوماسي للازمة مع اقرارها باجراء اتصالات مع “شركائها بمن فيهم الولايات المتحدة”.

وقال متحدث باسم الوزارة “نريد التوصل الى حل دبلوماسي للازمة في سوريا يضع حدا للعنف ويؤدي الى عملية حقيقية للانتقال السياسي”.

واضاف “في ظل غياب حل سياسي ودبلوماسي، لا نستبعد اي خيار طبقا للقانون الدولي من شأنه ان ينقذ ارواحا بريئة في سوريا”.

واوضح “نواصل اجراء محادثات حول سلسلة خطط طارئة مع شركائنا بمن فيهم الولايات المتحدة” ولكنه لم يعط تفاصيل اضافية.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779222.html

الاكوادور: نقبل لجوء الأسد إلينا إن تقدّم بطلب

أ. ف. ب.

أبدت الاكوادور إستعدادًا لقبول الرئيس السوري بشار الاسد كلاجئ على أراضيها في حال طلب هو ذلك. وقال الرئيس الاكوادوري غنه مستعد ليدرس طلبا محتملا للجوء الاسد في حال تقدّم به.

ساو باولو: اعلن الرئيس الاكوادوري رافاييل كوريا الاثنين للصحافة البرازيلية ان بلاده ستدرس طلبا محتملا للجوء الرئيس السوري بشار الاسد الى بلاده في حال قدم الاخير الطلب. وقال “اي شخص يطلب اللجوء الى الاكوادور سندرس طلبه بالتأكيد اذ ياتي من كائن بشري ينبغي احترام حقوقه”.

واضاف ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قام بزيارة كويتو قبل 15 يوما لكنه نفى المعلومات التي نشرتها الصحف البرازيلية بانه بحث معه احتمال لجوء الرئيس السوري بشار الاسد وعائلته الى الاكوادور.

واوضح كوريا في تصريحه على هامش قمة مجموعة “ميركوسور” الجمعة في برازيليا ان “هذه المحادثات لم تحصل ابدا”. واكد ان المقداد جاء الى كويتو لشكر الاكوادور على “موقفها الموضوعي” حول النزاع في سوريا. وزار المقداد ايضا كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا خلال جولته في اميركا اللاتينية.

واشار كوريا الى ان “الاكوادور لم تؤيد ابدا العنف (…) هل يمكن ان نصدق كل هذه الاخبار حول مجازر الديكتاتور؟ فلنتذكر ما قيل حول العراق، اسلحة الدمار الشامل. ومع هذا، ما تم القيام به كان من اجل قتل العراقيين بهدوء”.

وكان وزير الخارجية الاكوادوري ريكاردو باتينو نفى الاسبوع الماضي ان تكون بلاده عرضت اللجوء السياسي على الرئيس الاسد.

من جهتها، ذكرت صيحفة “استادو” في ساو باولو الاحد ان بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري قامت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بزيارة سرية الى ساو باولو وريو دي جانيرو وبوينس ايرس.

وقالت ان زيارتها كانت شخصية والتقت رجال اعمال سوريين في ساو باولو وبحثت معهم “امكانية نقل اشخاص وكميات كبيرة من الاموال من سوريا الى البرازيل”، بحسب الصحيفة.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779201.html

ديبلوماسيو إيران ينتقدون دعم بلادهم لنظام “ساقط لا محالة

لميس فرحات

ينتقد عدد من الدبلوماسيين السابقين والمحللين الأكاديميين الإيرانيين دعم دولتهم الأعمى للحكومة السورية. لكن لديهم القليل من التأثير، إن وجد، على صانعي السياسات الإيرانية، وهم في الغالب من أصحاب النظريات الجامدة غير القابلة للنقاش أو التعديل.

لميس فرحات: عندما وصل وزير الزراعة السوري، صبحي أحمد عبد الله، إلى العاصمة الإيرانية في زيارة خلال الأسبوع الماضي، تمسك الجميع بالسيناريو المعتاد، فكانت هناك احتفالات الترحيب، والمصافحات أمام الكاميرات واللقاءات الثنائية.

ناقش المسؤولون الإيرانيون والسوريون “توسيع العلاقات الاقتصادية والزراعية”، ووقعوا عقداً لإنتاج مشترك للقاحات تمنع أمراض الفم والقدم. وبقيت الاضطرابات في سوريا “على الهامش”، إذ إنها بالكاد ذُكرت من قبل نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا رحيمي، الذي قال إن بلاده واثقة من انتصار قوات الحكومة السورية في “معاركها المتقطعة مع الإرهابيين التي بعثت بهم دول المنطقة”.

الصراع تحت السيطرة

مراسم اللقاء المتفائلة المحيطة بزيارة السيد عبد الله توضح كيف ينظر القادة الإيرانيون إلى الصراع الدموي، الذي اجتاح حليفهم الرئيس في العالم العربي. وبينما يحذر عدد كبير من الديبلوماسيين الإيرانيين السابقين والأكاديميين والمحللين من أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على حافة الانهيار، يصرّ قادة البلاد على أن الصراع تحت السيطرة، وسينتهي في مصلحة إيران.

“نحن نقول إن بشار الأسد، أو على الأقل حكومته، هي الرهان الأكثر أماناً بالنسبة إلى الاستقرار والأمن في سوريا”، قال أمير محبيان، المحلل السياسي، الذي نُنشر مقالاته على موقع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وأضاف: “إذا تولى المرتزقة الأجانب الحكم، سيكون هناك حمّام دم في سوريا”.

“من الواضح أنه ليس هناك بديل حقيقي لبشار الأسد وحكومته في سوريا”، قال محبيان، مشيراً إلى أن الحكومة وافقت على الإصلاحات، وأن يكون هناك نظام تعددي حزبي في البلاد، لذا ينبغي على البلدان الأجنبية وقف تسليح الإرهابيين، والسماح للشعب السوري بتقرير مصيره بنفسه”.

على حافة الانهيار

“الجيش السوري على حافة الانهيار التام، وسقوط الأسد أمر لا مفر منه”، كتب إبراهيم يازدي، وزير الخارجية الإيرانية السابق، وعضو في المعارضة، في صحيفة “اعتماد”، التي تنتقد الحكومة الإيرانية، مشيراً إلى أن “قادة سوريا استجابوا للمطالبة بالإصلاحات بالحملات الدموية ومستقبلهم كئيب جداً”.

هذا الرأي يشابه موقف ما شاء الله شمس الواعظين، وهو محلل في شؤون الشرق الأوسط، سُجن سابقاً لتورّطه في حركة المعارضة في إيران، والذي قال: “في الواقع، سوريا ستكون في حالة اضطراب لسنوات مقبلة. سوف نفقد جبهتنا المعادية لإسرائيل”.

نظمت ايران مؤتمرين لما تسمّيه “المعارضة السورية الحقيقية”، التي تدعو إلى تغييرات سياسية متواضعة، تليها الانتخابات الرئاسية في العام 2014 على الصعيد الوطني، على أساس أنها الحل الوحيد لوقف القتال.

التضحية بالأسد واردة من أجل مستقبل إيران

بعيداً عن الضوضاء الإعلامية، يلمّح مسؤولون إيرانيون في بعض الأحيان إلى الأسد، باعتباره رمزاً يمكن التضحية به من أجل رؤية إيران المستقبلية للبلاد. لكنهم يصرّون على أن جهازه السياسي والأمني ينبغي أن يظل في السلطة، لقيادة سوريا في سياستها المعادية لإسرائيل.

ضرورة الحفاظ على دمشق المقاومة وقد نتدخل

“نحن نسعى إلى حل سلمي، يكمن في أن تنفّذ الحكومة السورية الإصلاحات المطلوبة”، قال حميد رضا تراغي، وهو سياسي مقرب من قادة إيران. وأضاف “لكن مهما كان الثمن، نحن نريد الحفاظ على سوريا في المجموعة المقاومة لإسرائيل”.

وقال تراغي إن إيران على استعداد للقيام “بكل ما يلزم” للحفاظ على سوريا كحليف، مشيراً إلى أن الحكومة السورية لم تطلب حتى الآن مساعدة عسكرية من إيران، لكن إذا حدث ذلك، ستضطر إيران للتدخل بموجب معاهداتها مع سوريا.

لكن هناك مؤشرات إلى دور عسكري إيراني في سوريا، إذ قال موقع “تابناك” الإيراني على الانترنت إن مستشارين عسكريين إيرانيين، إلى جانب الروس، يعملون إلى جانب القوات الحكومية في سوريا، وينصحون الجيش السوري بتنفيذ هجوم استباقي على قوى المعارضة، على خلفية أنها تخطط لمهاجمة دمشق من أربع جبهات.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني للعلوم، محمد مهدي نجاد، إن بلاده أرسلت طائرات بدون طيار إلى سوريا، لكنه لم يذكر تفاصيل عن عددها.

خلال مؤتمر نظمه ديبلوماسيون سابقون في طهران حول الأزمة السورية في الأسبوع الماضي، صدم صادق زيباكلام، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران، الحضور من خلال انتقاده علناً دعم إيران للحكومة السورية.

“أي نوع من السياسة الخارجية لدينا، بحيث إننا ندعم نظاماً سوف يسقط خلال شهر أو اثنين؟” تساءل زيباكلام، مضيفاً أن السياسة الخارجية يجب أن تعتمد على المصالح الوطنية، وليس على العقيدة.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779093.html

العاهل الأردني يزور لندن لاجراء محادثات حول الوضع في سوريا

أ. ف. ب.

عمان: توجه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الثلاثاء الى لندن حيث يبحث مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الاوضاع في الشرق الاوسط و”خصوصا المستجدات على الساحة السورية”، وفقا لبيان للديوان الملكي.

وبحسب البيان فان الملك غادر الاردن في “زيارة عمل” الى لندن يلتقي خلالها كاميرون ووزير خارجيته وليام هيغ لبحث “تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط خصوصا المستجدات على الساحة السورية”.

كما سيبحث الملك “سبل تحريك جهود السلام استنادا الى حل الدولتين والدور الاوروبي في احياء العملية السلمية وتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة”. وقال الجيش الاردني في بيان الجمعة ان احد افراده جرح اثر سقوط قذائف وطلقات خفيفة من الجانب السوري داخل الحدود الاردنية، وانه قام ب”الرد المناسب” على مصدرها.

ويعبر مئات السوريين يوميا الشريط الحدودي مع الاردن بشكل غير شرعي، هربا من القتال الدائر بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة والذي اسفر عن اكثر من 42 الف قتيل منذ اذار/مارس 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويستضيف الاردن نحو 250 الف لاجىء سوري نزحوا منذ اندلاع الازمة في سوريا المجاورة شمالا.

 http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779274.html

الاشتباكات تصل إلى أحياء دمشق الشمالية للمرة الأولى

الجيش الحر يصل إلى تخوم قصر الروضة.. واشتباكات عنيفة في الصالحية

لندن: «الشرق الأوسط»

استيقظ سكان الأحياء الشمالية في العاصمة دمشق أمس، ولأول مرة على أصوات اشتباكات عنيفة وقصف بالهاون مع تحليق لطيران الميغ، في منطقة الصالحية وفي أحياء الشيخ محيي الدين والحنابلة والشركسية وسوق الجمعة وجبل الأربعين وحارة الشعار حتى ركن الدين، ولأول مرة منذ بدء الاشتباكات بين قوات النظام وكتائب الجيش الحر، وبحسب ناشطين قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل برصاص قناص.

ويتصل حي الصالحية بحي المهاجرين الواقع على سفح جبل قاسيون، كما أن مكان الاشتباكات على مسافة قريبة من قصر الروضة الرئاسي في حي أبو رمانة والذي يضم أيضا الكثير من المقرات الأمنية والعسكرية والرسمية، وقال ناشطون في الصالحية: «إن اشتباكات غير مسبوقة في هذه المنطقة بدأت عند الساعة السابعة صباحا، واستمر لأكثر من خمس ساعات، تخللها ضرب بقذائف الهاون، وإطلاق نار من قبل قناصين نشرتهم قوات النظام على جبل قاسيون، حيث سقط ثلاثة قتلى من المدنيين بينهم طفل كان عائدا من المدرسة».

وروعت تلك الأنباء سكان وسط العاصمة الذين اعتادوا سماع أصوات الإطلاق المدفعي من الجبل نحو الأحياء الجنوبية وريف دمشق، لكن لأول مرة يوجه القصف إلى أحياء الصالحية المتصلة بحي أبو رمانة حيث قصر الروضة الرئاسي.

وقامت إدارات المدارس في منطقة الصالحية بإبلاغ الأهالي للمجيء واستلام أولادهم من المدارس على الفور، وشوهد آباء وأمهات يهرعون إلى المنطقة في حالة ذعر شديد لأخذ أولادهم حيث أصيب كثير منهم بحالة رعب هستيرية جراء أصوات الانفجارات الضخمة بالقرب منهم، وأصوات سيارات الإسعاف تسارع إلى المكان. في الوقت الذي أغلقت فيه قوات النظام المنطقة بأكملها وشنت حملة اعتقالات طالت العشرات.

وقال الناشط أحمد الدمشقي لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن تقوم بحملات دهم واعتقال في المنطقة منذ نحو أسبوع، وتوصلت عبر التحقيق مع المعتقلين إلى معلومات تفيد بأماكن وجود الجيش الحر وتخزين أسلحة تمهيدا للقيام بعمليات في حي الصالحية، فقامت صباح أمس بمداهمة منزل فيه 10 مقاتلين من الجيش الحر، وحصلت اشتباكات عنيفة استمرت عدة ساعات، استخدم فيها الجانبان مختلف أنواع الأسلحة خفيفة ومتوسطة. كما استخدمت قوات النظام مدافع الهاون وطيران الميغ.

وأطلق الناشطون صيحات تحذير لأهالي الصالحية بالتزام المنازل، خشية التعرض لرصاص القناصة المنتشرين بكثافة على سفح قاسيون المطل على حي الصالحية وكل الأحياء المحيطة، والذين قاموا بإطلاق النار على كل شيء يتحرك، وقد قتل ثلاثة أشخاص مدنيين بينهم طفل، في حين قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «الجهات المختصة قتلت عشرة إرهابيين في حي الشيخ محيي الدين بدمشق كانوا يقومون بأعمال اعتداء وسلب في الحي بعد مداهمة وكرهم»، ونقلت «سانا» عن مصدر مسؤول قوله: أنه «تمت مصادرة قواذف (آر بي جي) ورشاشات وبنادق حربية آلية كانت بحوزة الإرهابيين».

وبالتزامن مع ذلك تواصلت الاشتباكات العنيفة على أحياء العاصمة الجنوبية العسالي ومخيم اليرموك بالترافق مع قصف عنيف، كما شهد حيا برزة والقابون انفجارات عنيفة وإطلاق نار كثيفا. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن «قوات النظام واصلت قصف حي الحجر الأسود بدمشق براجمات الصواريخ وقذائف الهاون وسط انقطاع للتيار الكهربائي والاتصالات عن غالبية الحي ووضع إنساني سيئ للغاية نتيجة توقف مخابز الحي عن العمل منذ ما يزيد عن الشهر وحرمان الحي من وقود التدفئة والغاز».

وفي مخيم اليرموك أفادت الهيئة بوقوع «اشتباكات بين الجيش الحر وعناصر من السرايا التابعة لأحمد جبريل في مخيم اليرموك بدمشق» وفي القلمون بريف دمشق تعرضت قرية حوش عرب «لقصف مدفعي عنيف وسط انقطاع الكهرباء والاتصالات عن المنطقة» كما سقط «أكثر من عشر قذائف على بلدة مديرا براجمات الصواريخ».

من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن وحدة من قوات النظام وعناصر حراسة مشفى تشرين الواقع بين حيي القابون وبرزة، «اشتبكت مع مجموعة إرهابية حاولت الاعتداء على المشفى»، وأشار مصدر مسؤول إلى أن «الاشتباك أسفر عن إيقاع أفراد المجموعة الإرهابية بين قتيل وجريح». بحسب «سانا» التي أفادت بمقتل «عدد من أخطر الإرهابيين في بلدة الذيابية بريف دمشق». ونقلت عن مصدر مسؤول أنه «تم القضاء على 45 إرهابيا مقابل مشفى الخميني بالذيابية».

«الحر» يسيطر على الفوج «111» في حلب ويتهم النظام باستخدام «الفسفور الأبيض»

الحمود لـ «الشرق الأوسط» : فرار جماعي من ثكنات الجيش

بيروت: نذير رضا

أعلنت المعارضة السورية أمس سيطرتها على الفوج 111 الكائن في منطقة الشيخ سليمان في ريف حلب والذي يعد آخر معاقل النظام الاستراتيجية في مدينة حلب، مؤكدة «تحريره بعد حصار دام ثلاثة أشهر». وجاء هذا التطور في يوم أحصت فيه لجان التنسيق المحلية أكثر من 45 قتيلا في مناطق متفرقة من البلاد.. بينما اتهم قادة عسكريون في الجيش السوري الحر القوات النظامية بقصف المناطق المأهولة بالفسفور الأبيض الذي يعتبر استخدامه جريمة حرب وفقا لاتفاقية جنيف.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «كتائب النصرة أو المرتبطة بها سيطرت على مقر قاعدة الشيخ سليمان العسكرية بعد أسابيع من المعارك العنيفة للسيطرة عليها»، بينما شدد رئيس عمليات «تجمع شهداء سوريا» العقيد عارف الحمود على أن السيطرة على مقر الفوج «تمت بجهد مشترك بين جميع الكتائب الثائرة، من ضمنها الإسلاميون». وأشار في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «جميع فصائل الثوار في ريف حلب شاركوا في حصار المقر الذي دام ثلاثة أشهر، وتحريره».

وفي فيديو بثه ناشطون على الإنترنت، تلا أحد المسلحين «بيان تحرير» قاعدة الشيخ سليمان. وقال: «نحن لواء أحرار دارة عزة جند الله، قمنا بفضل الله وعونه بالتعاون مع كتائب ومجموعات أخرى بتحرير الفوج 111 المكون من عدة كتائب، كتيبة دفاع جوي، وكتيبة بحوث علمية ومستودعات معامل الدفاع».

وتقع ثكنة الفوج 111 التابع للجيش على بعد 12 كلم شمال غربي حلب، وتمتد على مسافة كيلومترين، وهي آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وإدلب وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.

وأكد الحمود أن «القطعات العسكرية النظامية في ريفي حلب وإدلب، تتهاوى واحدة تلو الأخرى»، لافتا إلى أنه «بسقوط الفوج 111 يزول خطر القصف عن القرى الثائرة المحيطة بالمنطقة، لكون القطع العسكرية النظامية في شمال سوريا تحولت إلى ثكنات مدافع وغير فاعلة من الناحية الهجومية، وتتلقى القصف والهجوم تلو الآخر من قبل القوات الثائرة». وأكد أن الغاية من احتلالها بعد حصار دام ثلاثة أشهر «هي تقنين القصف على المدنيين، لأن هذه القطعة كانت تقوم بمهمة القصف العشوائي فقط على الأحياء والقرى، وتدافع عن نفسها ضد أي هجوم يشنه الجيش السوري الحر». وكشف أن غنائم الجيش الحر من الفوج «تنوعت بين مدافع 57 ملم، و23 ملم مضادة للطائرات، فضلا عن الحصول على بنادق آلية وذخائر من عياري 14.5 و12.7، وهي الأهم بالنسبة إلينا».

وفي سياق متصل، أكد الحمود أن القواعد العسكرية النظامية في سوريا «تشهد يوميا عمليات فرار جماعية وفردية للقوات النظامية، تحصى بالعشرات، في ظل الحصار الذي تواجهه قطعهم العسكرية، ونقص الإمداد، والهجوم المتواصل عليها».

إلى ذلك، ذكرت مواقع المعارضة السورية على الإنترنت أن الجيش الحر «سيطر على سد تشرين في ريف حلب والذي يقع على نهر الفرات ويحتوي على محطات مولدات كهربائية»، وهو السد الذي تحول مؤخرا إلى مركز وملجأ للقوات النظامية.

في هذا الوقت، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط عشرة قتلى وعشرات الجرحى في قصف قوات النظام على حي الشيخ مقصود في حلب، مشيرة إلى قصف استهدف منطقة مساكن هنانو في المدينة، وقصف طال منطقة الباب في الريف، بالتزامن مع استعداد الجيش الحر الذي يسيطر على حي بستان الباشا للزحف باتجاه حي الميدان.

وفي إدلب، ذكر المجلس الوطني السوري أن لواء جبهة ثوار سراقب وريفها سيطر على حاجزي منطقة أثريا على طريق السلمية – الرقة، مشيرا إلى أسر 25 عسكريا من جيش النظام، والاستيلاء على كل الذخيرة في الحاجزين. وأفادت اللجان بسقوط قتلى جراء القصف على معرة النعمان.

وفي دير الزور، أشارت شبكة «شام» إلى أن القوات النظامية شنت حملة دهم للمنازل واعتقالات عشوائية في حيي الجورة وطب الجورة، بينما أفادت لجان التنسيق بقصف حيي الجبيلة والعمال، وباشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر في دوار غسان عبود.

بدورها، ذكرت لجان التنسيق أن منطقة الحولة في حمص تعرضت للقصف بالقنابل العنقودية، بينما أشار ناشطون إلى أن القوات النظامية داهمت أحياء الصليبة ومرتقلا وشارع «8 آذار» في اللاذقية وسط انتشار أمني.

وفي القنيطرة، أكدت «سانا الثورة» أن الجيش الحر دمر مفرزة الأمن وقصف الحواجز المحيطة بها، واقتحم مدينة البعث.

أما في درعا، فأشارت لجان التنسيق إلى قصف على أنخل وحيي أم الميادن والصنمين، وإطلاق نار كثيف في الحي الشرقي.

أطباء ولاجئون سوريون يحلمون بمستقبل جديد لمدينتهم عند الحدود التركية

يخططون لإقامة مجالس بلدية ومحاكم وقوات شرطة ومستشفيات تستقبل حتى مقاتلي الأسد

ريهانلي (تركيا): كارول موريللو*

يجري تجهيز غرف العمليات ووحدات العناية المركزة في مبنى مهجور للجمارك، على بعد أمتار قليلة من الحدود السورية، في معبر باب الهوا الذي يسيطر عليه الثوار.

يتوافد على المدينة مقاتلون من الثوار ومدنيون يعانون من إصابات بالغة بصورة يومية، في حاجة ماسة إلى العلاج. وعلى الرغم من قصف الطائرات الحربية التابعة للجيش السوري المنطقة القريبة، وتحذير مسؤولي استخبارات أجنبية من إمكانية احتواء هذه القنابل على رؤوس حربية كيماوية، قال منصور يازجي، طبيب الأمراض الباطنية السوري والأطباء الذين يعملون معه إنهم عازمون على افتتاح مشفاهم الذي يسع 60 مصابا في القريب العاجل.

وقال يازجي، الذي قضى قرابة 20 عاما في الولايات المتحدة ويرأس جمعية الإغاثة الطبية السورية ومقرها تركيا: «نحن في المرحلة النهائية من انهيار النظام وينبغي أن نكون مستعدين منذ اليوم الأول».

وأضاف أن المستشفى ستتبرأ من كل ما يمثله بشار الأسد، وهو ما يعني أنها ستعالج كل أسرى القوات الأمنية الذين حاربوا الثوار لدعم حكومة الأسد، ذات الحكومة التي اعتقلت وعذبت وقتلت الأطباء الذين قدموا المساعدة الطبية للمتظاهرين وقوات الثوار على مدار 20 شهرا من القتال.

وأضاف يازجي، متحدثا من مكتبه الواقع في بناية في ريهانلي على الجانب التركي من الحدود: «نحن لسنا مثلهم».

المدينة معلقة بين الحرب والسلام، فهي مليئة بالحالمين الذين يضعون الخطط لمستشفيات جديدة ومجالس بلدية ومحاكم أهلية وقوات للشرطة وحتى جمع القمامة، في أنحاء شمال غربي سوريا التي يسيطر عليها الثوار، لكنها في الوقت ذاته مكان يفيض بالألم، فمئات المصابين السوريين جاءوا عبر الحدود طلبا لرعاية متخصصة غير متوافرة، حتى الوقت الراهن.

يسكن المدينة 60,000 من العرب السنة وتربطهم روابط عائلية وثيقة بالسوريين الذين يعيشون على الجانب الآخر من الجبل، خلف الأسلاك الشائكة التي تفصل بين البلدين. وقد استقبلت المدينة 15,000 سوري يطلبون الحماية – في تناقض صارح مع المدن التركية ذات الأغلبية العلوية التي خرجت فيها المظاهرات المؤيدة للرئيس السوري.

غض المسؤولون المحليون الطرف عن السوريين الذين يبيعون السيارات المستعملة المشكوك في مصادرها والتي تحمل لوحات بلغارية، في قطعة أرض فضاء قريبة من مركز لإعادة التأهيل. واستقبلت المدينة أيضا أكثر من 20 منظمة إنسانية دولية تبحث عن وسائل آمنة للتبرع بالأدوية والغذاء للسوريين دون محاولة لجذب الانتباه لأن هذه المنظمات ليست جميعها مسجلة لدى الحكومة التركية.

ويقول أحد العاملين في منظمة غير حكومية طلب عدم ذكر اسم المنظمة: «قدمنا بتأشيرات سياحية، وأجرينا بعض الاتصالات هنا.. ثم كان علينا أن نتعرف على بعض الأشخاص الذي يعملون عبر الحدود، وإذا ما قبلوا، فسوف يسمحون لك بالقيام بعملك، فالأمر كله مسألة شخصية».

في الوقت ذاته يجني السكان المال من اللاجئين، حيث رفع الكثير من مالكي المنازل الإيجارات إلى خمسة أضعاف ووضع التجار لافتات في واجهات المحلات باللغة العربية لجذب اللاجئين الذي لا يملكون سوى حفنات قليلة من المال.

ويصل إلى هذه المدينة الحدودية ما بين 10 إلى 20 شخصا ما بين أطفال مصابين برصاص في الجمجمة ورجال مسنين تورمت أقدامهم بسبب الجروح العميقة، وشباب مصابين بشلل نصفي بسبب الشظايا أو الرصاص.

تكتظ مراكز إعادة التأهيل الثلاثة في ريهانلي بالأطباء السوريين، الكثير منهم تركوا وطنهم خشية الاعتقال لعلاجهم الثوار والمتظاهرين المدنيين. غالبية هؤلاء الأطباء لا يحملون تراخيص لتقديم أكثر من رعاية بدائية، ويخشون التعذيب والموت إذا ما عادوا إلى سوريا.

وقال الدكتور يازجي، الذي يرأس الاتحاد السوري لمنظمات الإغاثة الطبية الذي يقوم بزيارات دورية إلى المدن السورية المحاصرة: «هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها حكومة أطباء». وأشار إلى أن ما يقرب من 50 طبيبا سوريا اعتقلوا وقتلوا منذ بداية الانتفاضة. وكانت علامات التعذيب واضحة على أجسادهم عندما أعيدوا إلى عائلاتهم. الكثير من المساعدات الإنسانية في ريهانلي مدعومة بالتبرعات الأثرياء السوريين في الخارج. فأحد المستشفيات الصغيرة، على سبيل المثال، تتلقى تمويلا من مالك قناة «أورينت تي في» – الشخصية السورية المعارضة الذي تبث شبكته من دبي.

ينتاب اللاجئون بعض الغصة بسبب تأخر المساعدات الدولية، ويقول ياسر سعيد، المحامي السوري الذي يدير مركزا لإعادة التأهيل يسع 80 سريرا في المدينة: «نحن نتفهم السبب وراء عدم إرسال الأسلحة، لكن ما ذنب المستلزمات الطبية؟».

وقد أعد حسين المصطفى، الجراح الذي فر من محافظة حلب شمال غربي سوريا خشية الاعتقال لمساعدته المتظاهرين، لائحة باحتياجات المستشفى، التي حصلت على جهاز للأشعة، لكنه كان عتيقا حتى إن الأطباء لم يتمكنوا من العثور على فيلم له. ولا يمكن للمركز الحصول على دواء كليكسان الذي يمنع تكوين جلطات الدم، وهناك عدد محدود للغاية من الكراسي المتحركة وما يكفي لأسبوع واحد من مسكن الآلام غابابنتين لخمسة وعشرون مريضا بحاجة إليه.

وفي الغرفة التي طليت باللون الأخضر الفاتح، رقد صلاح حسين غياري في السرير وقد ثبتت شريحتان من المعدن في عموده الفقري وأخرى في عينه اليمنى التي فقدت البصر، ويعاني من شلل الأطراف السفلى.

قال صلاح الذي يحب كرة القدم ويتمنى أن يصبح طبيبا، إنه كان في طريقه إلى السوق في قريته أبو ذور القريبة من إدلب عندما سقطت قذيفة مدفعية بالقرب من منه. وقد حمله الجيران إلى تركيا لعلاجه هناك.

كان اثنان من إخوته الذين انضموا إلى قوات الثوار قد عادا لرعايته، وقال لهم الأطباء إن صلاح بحاجة إلى رعاية متخصصة لإزالة الشظايا المتبقية من جسده. وسأل الأخ أحد الزائرين «هل يمكنك اصطحابه إلى خارج البلاد؟».

أكد يازجي أنه سينقل مقر منظمته إلى مستشفى معبر باب الهوا الحدودي حالما يفتح. ويعتقد أن نظام الأسد سينهار خلال أسابيع، لا شهور. وقال لزوجته إنه سيلقاها لكن المرة المقبلة ستكون في سوريا.

ويعتقد وسيم طه، رئيس المنظمة السورية للاجئين، أن ذلك سيتطلب وقتا أطول. لكنه يخطط أيضا للمستقبل وحول تركيزه من تنسيق المساعدات إلى بناء المؤسسات. وأشار طه الذي تحدث من مكتبه المزود بجهازي حاسب محمول ومكتب إلى وجود أكثر من ثلاثين مجلسا محليا في الشمال السوري تقوم على توزيع التمويلات وتقديم الخدمات الأخرى. ويحاول الحصول على محامين لإقامة محاكم مدنية والحصول على الأموال لدفع رواتب المحامين والقضاة وقوات الشرطة. وأكد طه أن الكثير من الحكومات الأوروبية دعما ماليا لبناء مؤسسات مدنية، لكن الولايات المتحدة لم تقدم أي نوع من الدعم.

وقال طه، مصمم الأزياء السابق المنخرط في المعارضة منذ عدة سنوات: «إذا استغرق ذلك وقتا طويلا فسوف يقبض المتطرفون على مقاليد الأمور، وهو ما قد يدمر سوريا».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»

سوريا ستنفق احتياطيات النقد الأجنبي بأكملها مع نهاية العام المقبل

معهد التمويل الدولي قال إن اقتصادها سينكمش بنسبة 20%

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

قال معهد التمويل الدولي أمس إن اقتصاد سوريا المتضرر من الحرب سينكمش بمقدار الخمس في 2012 ويمكن أن يتم إنفاق احتياطيات النقد الأجنبي بأكملها بنهاية العام المقبل.

وأضاف المعهد أن معدل التضخم ارتفع إلى 40 في المائة وهبط سعر الصرف الرسمي لليرة السورية أمام الدولار 51 في المائة، وذلك منذ اندلاع الاحتجاجات التي تحولت إلى حرب أهلية في مارس (آذار) 2011. وقال مصرفيون في دمشق إنه بالإضافة إلى تمويل الحرب أنفقت حكومة الرئيس بشار الأسد مليارات الدولارات من احتياطيات النقد الأجنبي على الأجور ودعم الوقود والليرة. ونقلت وكالة «رويترز» عن المعهد، ومقره واشنطن، أن الاحتياطيات يمكن أن تستنفد بنهاية 2013. ويقدر نشطاء معارضون أن نحو 40 ألف شخص قتلوا في سوريا مع تصاعد القتال بين الثوار والجيش في جميع المدن تقريبا وامتداده الآن إلى ضواحي العاصمة دمشق. وأثرت أيضا الإجراءات الدولية للضغط على الأسد لترك الحكم على الاقتصاد.

وقال جاربيس إيراديان نائب مدير إدارة أفريقيا والشرق الأوسط بالمعهد: «تعني العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية في أواخر 2011 إضافة إلى العقوبات الأميركية والأوروبية في سبتمبر (أيلول) 2011 مزيدا من الصعوبات الاقتصادية لعامي 2012 و2013». ولم تعلن سوريا بعد بيانات اقتصادية لعام 2012 لكن وزارة المالية قالت إن نمو الناتج المحلي الإجمالي سيكون إيجابيا.

باريس: دمشق تمتلك ألف طن من الغازات السامة موزعة على 31 موقعا

تتوقع مزيدا من الدعم السياسي في مؤتمر مراكش للائتلاف السوري واعترافا أميركيا

باريس: ميشال أبو نجم

تعول باريس على مؤتمر مراكش لـ«أصدقاء الشعب السوري»، الرابع من نوعه بعد تونس وإسطنبول وباريس، لتوسيع دائرة الدول التي تعترف بـ«التحالف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة» ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري وحتى اليوم، اقتصر هذا الاعتراف على دول الخليج وفرنسا وبريطانيا وتركيا. كذلك، تراهن باريس على قيام المجلس العسكري الجديد لتوفر مزيدا من المصداقية لدعوتها من أجل رفع الحظر المفروض على إيصال السلاح إلى المعارضة السورية، وهو ما ناقشه أمس وزراء الخارجية الأوروبيون. غير أن البدء بتسليم المعارضة السلاح لن يتم قبل مرور ثلاثة أشهر تنتهي بنهاية فبراير (شباط)، أي بعد أن سعت بريطانيا وفرنسا إلى مد الحظر إلى ثلاثة أشهر «بدل العام» كإشارة سياسية إلى المعارضة والنظام لسوري على السواء.

وتقول المصادر الفرنسية إن مهلة الأشهر الثلاثة ستكون مفيدة، من جهة، لدفع البلدان الأوروبية المترددة إلى أن تحذو حذو بريطانيا وفرنسا سياسيا وعسكريا، ومن جهة أخرى لتقوم البنية العسكرية التي يمكن التعاون معها ومدها بالسلاح المتطور، مع توفير الضمانات اللازمة بأنه لن يقع في أيدي الأصوليين الجهاديين. وقال وزير الخارجية الفرنسي، في تصريحات صحافية ليل الأحد/الاثنين، إن النقطة الأخيرة «حالت حتى الآن» دون تقديم السلاح للمعارضة. لكنه رأى، في المقابل، أنه «كلما طالت الحرب، استقوى الجهاديون المتطرفون». وبحسب فابيوس، فإن المقاومة المسلحة «تقوم بعمل رائع ميدانيا». غير أن النظام «ما زال يملك 550 طائرة» عسكرية. وتساءل الوزير الفرنسي: «هل نترك الأسد يتصرف على هواه أم أن الساعة ستحين حتى نقدم السلاح للمقاومة؟» وتعتبر باريس، وفق ما قاله فابيوس، أن الائتلاف السوري «يمكن أن يكون غدا بديلا عن نظام الأسد»، وهي تتوقع أن تخطو الولايات المتحدة الأميركية خطوة كبرى باتجاه الاعتراف به بعد أن ضغطت بقوة من أجل قيامه.

غير أن موضوع السلاح الكيماوي السوري يبقى اليوم «الشاغل الأهم» للغربيين بعد المعلومات التي سربها الجانب الأميركي في الأيام الأخيرة.

وأفاد الوزير الفرنسي بأن النظام يملك ألف طن من الغازات السامة، بينها غاز السارين وغاز VX، وهي موزعة على 31 موقعا. وردا على الشكوك التي تثار هنا وهناك والتي تتخوف من أن يكون الأميركيون بصدد اختراع الأخبار عن الأسلحة الكيماوية السورية مثلما اخترعوا المعلومات عن السلاح النووي العراقي لتبرير الهجوم على بغداد، اعترف فابيوس بأنه لم يحصل على «تأكيدات محددة» حول هذه النقطة، ورافضا الكشف عما وفرته الأجهزة الفرنسية من معلومات حول هذه النقطة بالذات. غير أن الوزير الفرنسي رأى أنه يتعين النظر للمعلومات التي تتحدث عن احتمال لجوء النظام إلى استخدام الأسلحة الكيماوية بـ«جدية»، مشيرا إلى وجود «مدرستين»: الأولى ترى أن النظام يمكن أن يفعل ذلك «منذ الآن»، باعتبار أن النظام «ديكتاتوري» وأنه «يذبح شعبه»، والثانية ترى أنه قد يلجأ إلى هذا السلاح «غدا أو بعد غد» في حال شعر بأنه سيسقط.

وكشف فابيوس عن أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا «وجهت تحذيرا للأسد تقول فيه إياك» واللجوء إلى السلاح الكيماوي. وتحاشى الوزير الفرنسي الدخول في «تفاصيل التدابير التقنية» التي سيتم اللجوء إليها، علما بأن الدول الغربية حذرت من رد فعل قوي، بينما تحدثت فرنسا عن رد فعل «فوري وهائل».

وفي سياق متصل، نفى فابيوس أن تكون القوات الفرنسية الخاصة على أهبة التدخل في سوريا، وهو الخبر الذي نشره الأسبوع الماضي موقع مجلة «لو بوان» الإلكتروني، الذي أشار إلى وجود وحدات خاصة فرنسية وبريطانية وأميركية جاهزة للدخول إلى الأراضي السورية للسيطرة على المواقع الكيماوية. وكشف الموقع ما سماه «خطة تدخل» تقوم على ضربات جوية وصاروخية تعقبها عملية «تأمين الموقع الكيماوية قبل إخراج الغازات السامة منها».

اتفاق أوروبي على مزيد من الدعم للمعارضة السورية

30 مليون يورو للسوريين.. وألمانيا تطرد 4 موظفين في السفارة السورية ببرلين

بروكسل: عبد الله مصطفى

اتفق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على ضرورة منح مزيد من الدعم للمعارضة السورية، والمساهمة في البحث عن حل سياسي للأزمة في هذا البلد، وظهر ذلك واضحا من تصريحات رؤساء الدبلوماسية الأوروبية على هامش اجتماعات لهم انطلقت ببروكسل أمس، وفي الوقت نفسه أكد الوزراء على قلقهم من إمكانية استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، محذرين القيادة السورية من مغبة اللجوء إلى مثل هذا التصرف.

وقالت ايراتو ماركوليس وزيرة خارجية قبرص التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن لقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على غداء عمل مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الجديد للمعارضة السورية شكل فرصة للاستماع إليه بشأن ما لديه من خطط للتحرك، وفي ظل تأكيد من الجانب الأوروبي على ضرورة أن يكون الائتلاف يمثل كل فئات الشعب السوري. وقالت مصادر أوروبية ببروكسل إن الخطيب شارك في الاجتماعات في إطار سعيه لانتزاع مزيد من الاعتراف الدولي بالائتلاف والحصول على دعم أفضل للمعارضة.

ومن جانبها شددت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون على ضرورة الإقرار بأن ما يجري في سوريا أمر رهيب، وقالت: «نحن نؤكد أن الرئيس السوري بشار الأسد يتحمل المسؤولية الكبرى عما يحدث في البلاد في فظائع، وسبق وقلنا إنه لا مستقبل له في سوريا»، وأكدت على ضرورة أن تعمل كل الأطراف السورية على الشروع بمرحلة انتقالية شاملة تأخذ في الحسبان تطلعات كل أطياف الشعب السوري، فـ«نحن نريد مساعدة السوريين في البحث عن حل، ولكن سوريا بلدهم بالدرجة الأولى»، ولمحت إلى أن الخطيب جاء إلى بروكسل لاطلاع الوزراء على ما لديه من خطط للتحرك المستقبلي، وأشارت إلى أنه اللقاء الثاني لها مع الخطيب، فقد سبق والتقت به في القاهرة قبل أسابيع.

وقررت المفوضية الأوروبية تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 30 مليون يورو لمساعدة المواطنين السوريين المنكوبين بسبب الأزمة الحادة في بلادهم.

وبدوره قال الخطيب في تصريحات عقب محادثاته مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إن اللقاء عرف استعراضا للتطورات الأخيرة والاستعداد لمؤتمر أصدقاء سوريا.

وحول احتمال استعمال النظام السوري للأسلحة الكيماوية قال إن مثل هذه الأنباء تستخدم «لتخويف الشعب السوري، فالنظام لا يستطيع أن يستخدم مثل هذه الأسلحة».

وأضاف أن لقاءه مع المسؤولين الأوروبيين تمخض عن دعم للمعارضة، حيث «حصلنا على دعم إضافي بقيمة 30 مليون يورو، ونتوقع مزيدا من الدعم في مراكش».

وفي غضون ذلك، دعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو المجموعة الدولية إلى التدخل لإنهاء النزاع في سوريا، معتبرا إياه «وصمة» على الضمير العالمي، وذلك أثناء حفل تسلمه جائزة نوبل للسلام في أوسلو أمس باسم الاتحاد الأوروبي.

وقال باروزو، أحد 3 شخصيات كلفت تسلم جائزة نوبل التي منحت للاتحاد الأوروبي، إن «الوضع الحالي في سوريا يشكل وصمة على الضمير العالمي، والمجموعة الدولية لديها التزام أخلاقي بمعالجته»، وذلك أمام عشرين رئيس دولة وحكومة حضروا الحفل.

وفي تطور ذي صلة، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أمس طرد أربعة موظفين في السفارة السورية في برلين. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في بيان إنه عبر قرار طرد أربعة موظفين من السفارة السورية في برلين «إنما نعطي إشارة واضحة على رغبتنا في خفض علاقاتنا مع نظام الأسد إلى الحد الأدنى»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه يراهن على «تقوية الائتلاف السوري» المعارض صفوفه، معبرا عن أمله في أن «يتمكن في أسرع وقت ممكن من تشكيل مؤسسة انتقالية قادرة على العمل».

وأوضحت الوزارة في بيانها أنه أمام الموظفين الأربعة «مهلة حتى الخميس لمغادرة مناصبهم»، دون تحديد مناصب الموظفين.

وفي 29 مايو (أيار) الماضي أعلنت برلين طرد السفير السوري لدى ألمانيا ردا على مجزرة الحولة التي أدت إلى مقتل نحو 108 أشخاص بينهم 49 طفلا.

روسيا تجدد رفض فرض حلول سياسية «خارجية» على سوريا

أكدت تمسكها باتفاقيات جنيف.. ودعم مهمة الإبراهيمي

موسكو: سامي عمارة

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها تعارض وضع أي شروط مسبقة لإجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة وأن التخطيط لمستقبل سوريا السياسي يجب ألا يفرض عليها من الخارج.

وكررت الوزارة دعوات بإنهاء القتال وبدء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة وقالت، إن «روسيا ترفض محاولات فرض حلول معدة للتطورات الاجتماعية والسياسية، في سوريا».

كما أعلنت عن دعم روسيا للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الراهنة في سوريا. وأشارت الخارجية في بيان أصدرته أمس حول اللقاء الثلاثي الذي جرى في جنيف بين ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية، وويليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأميركية، والأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا، إلى أن مشاركة روسيا في هذا اللقاء جاءت انطلاقا من قلقها العميق تجاه تدهور الأوضاع في سوريا.

وقالت إن المشاركين في لقاء جنيف اتفقوا في الرأي حول أن النزاع المسلح في سوريا يكتسب أبعادا تهدد بأخطار كبيرة ما ينذر بوقوع المزيد من الضحايا بين السكان المدنيين إلى جانب الأضرار الهائلة التي تلحق بالبنية التحتية والآثار الثقافية التاريخية. وخلص المشتركون في اللقاء إلى قناعة مشتركة تقول بضرورة العمل من أجل الحيلولة دون عسكرة النزاع والتحول إلى مجرى الحوار السياسي.

وأشار البيان إلى أن روسيا الاتحادية كانت طوال مراحل هذا النزاع ولا تزال تقف إلى جانب تضافر الجهود الدولية من أجل تأمين التسوية السياسية. وفي هذا الإطار أكد ميخائيل بوغدانوف يقين الجانب الروسي تجاه أن ما توصل إليه الاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال حول سوريا الذي عقد في جنيف في 30 يونيو (حزيران) من تفاهمات مشتركة يظل الأرضية التي لا بديل لها للتوصل إلى حل سلمي للنزاع السوري. وقال إن المهمة التي لا تحتمل أي إبطاء تظل تنحصر في ضرورة سرعة التوصل إلى وقف أي إراقة للدماء ولكل العمليات القتالية والبدء في الحوار السياسي الذي قال إن ممثلي الحكومة السورية والمعارضة يجب أن يناقشوا خلاله معايير المرحلة الانتقالية.

ومضى البيان الصادر عن الخارجية الروسية ليؤكد مجددا على أن القرارات الأساسية حول إصلاح النظام السياسي في سوريا كدولة موحدة مستقلة ذات سيادة يجب أن تصدر عن السوريين أنفسهم من دون أي تدخل خارجي أو أي محاولات لفرض وصفات جاهزة للتطور السياسي الاجتماعي، وخلص البيان إلى أن روسيا سوف تنطلق من هذه المعايير المبدئية في تأييدها لمهمة الأخضر الإبراهيمي.

اشتباكات عنيفة شمال دمشق ورئيس الإكوادور سيدرس إمكان منح الأسد اللجوء “إذا طلبه

لندن ـ مراد مراد

ووكالات

دخل مصطلح جديد إلى لغة الاتحاد الأوروبي الرسمية أمس بعد اجتماع مجلس خارجيته في بروكسل، حيث خلص المجتمعون الى “القبول” بالائتلاف الوطني للثوار وقوى المعارضة ممثلاً شرعياً للشعب السوري.

وفي خطوة لافتة استقبل وزراء خارجية الاتحاد زعيم الائتلاف الجديد أحمد معاذ الخطيب الذي حضر بعد ظهر أمس اجتماع الوزراء.

وأعلن رئيس الإكوادور رافاييل كوريا أن بلاده سوف تدرس إمكان منح الرئيس السوري بشار الأسد حق اللجوء السياسي “إذا طلب منها ذلك”.

وفي دمشق انتقل القتال من جنوب العاصمة حيث الأحياء الفقيرة المتاخمة لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، إلى الأحياء الراقية شمال العاصمة حيث سجلت أمس أعنف الاشتباكات منذ اندلاع الانتفاضة قبل نحو 21 شهراً، في حين استمرت مقاتلات النظام بقصف أحياء من العاصمة وريفها تمكن الثوار من إحكام السيطرة عليها.

وفي الاقتصاد، قال معهد التمويل الدولي أمس إن سوريا سينكمش اقتصادها بمقدار 20 بالمئة في 2012، وسيرتفع معدل التضخم إلى 40 في المئة بعد هبوط سعر الصرف الرسمي لليرة السورية أمام الدولار 51 في المئة على الأقل منذ اندلاع الانتفاضة في آذار 2011.

وفي عودة إلى الاتحاد الأوروبي الذي خلص مجلس خارجيته في بروكسل الى “القبول” بالائتلاف الوطني للثوار وقوى المعارضة ممثلاً شرعياً للشعب السوري، فقد لفتت استخدام فعل “قبل” او “رضي” لأول مرة بدلاً من فعل “اعترف” في مثل هذا السياق.

ووجه وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ نداء الى جميع دول العالم ناشدها فيه الإعتراف بشرعية الإئتلاف بديلاً عن نظام الأسد.

وخلص المجتمعون في بروكسل الى بيان ختامي خاص بسوريا تضمن 8 فقرات:

اولاً: عطفاً على بياناته السابقة، ان الوضع المستمر في التدهور في سوريا يبقى مروعاً للإتحاد الاوروبي، نظراً بالدرجة الاولى الى العنف غير المسبوق الذي يستخدمه النظام ضد شعبه. يدين الاتحاد الاعتداءات التي تعرضت لها قوات حفظ السلام الدولية على الحدود الاسرائيلية – السورية وادت الى اصابة اربعة جنود منها بجروح. الوضع لم يعد يحتمل خاصة وانه لا يسمح بحماية المدنيين ولا سيما المجموعات الاقلوية والدينية. الاتحاد الاوروبي قلق جدا من التقارير عن نقل اسلحة كيميائية واحتمال استخدامها ويذكر النظام والاطراف الاخرى بأن اي استخدام لهذه الاسلحة سيعرض فاعليه الى المحاسبة. الاتحاد قلق جدا لتوسع دائرة العنف الى البلدان المجاورة ويؤكد التزامه بسيادة سوريا واستقلالها.

ثانياً: يؤكد الاتحاد الاوروبي دعمه الكامل لجهود السلام التي يبذلها الموفد العربي الدولي المشترك الاخضر الابراهيمي لحل الازمة على اساس اتفاقية جنيف التي نصت في 30 حزيران الماضي. وقد احطنا علماً بالنقاط التي اثارها الابراهيمي في تقريره الاخير في مجلس الامن في 29 تشرين الثاني الماضي. ويجدد الاتحاد نداءه الى جميع الدول الاعضاء في مجلس الامن كي تتحمل مسؤولياتها لإنهاء الازمة.

ثالثاً: يرحب الاتحاد بالفرصة التي جمعته اليوم (امس) مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني للثوار وقوى المعارضة السورية الذي يقبل به (الائتلاف) الاتحاد ممثلاً شرعياً للشعب السوري. يرحب الاتحاد بالتقدم الذي احرزته المعارضة في اجتماعاتها في القاهرة في 28 و29 تشرين الثاني الماضي لجهة تنظيم صفوفها وقدرتها على التحرك. يشجع الاتحاد الائتلاف على المضي قدماً في مساره مع الالتزام دائماً باحترام حقوق الانسان والديموقراطية وتوسيع دائرة ارتباطه لتشمل جميع اطياف المعارضة ومكونات الشعب السوري. يبدي الاتحاد الاوروبي استعداده لتقديم المزيد من الدعم للائتلاف في مساعيه وفي علاقاته مع الاسرة الدولية.

رابعاً: يتطلع الاتحاد الى اللقاء المقبل لمجموعة اصدقاء سوريا في مراكش بعد غد (غدا) لممارسة المزيد من الضغوط على نظام الاسد واعادة التأكيد على دعم تطلعات الشعب السوري الديموقراطية.

خامساً: يعيد الاتحاد الاوروبي توجيه نداءاته الى جميع الاطراف كي يسهلوا عملية ايصال الاغاثات الانسانية بما يتماشى مع القانون الانساني الدولي. وان يسعى الجميع الى حماية ارواح الاطباء والعمال الانسانيين وعدم التعرض لهم. وان يتم السماح للمدنيين بالتنقل الى اماكن آمنة ولا سيما النساء والاطفال. ويواصل الاتحاد دعمه المادي لجهود الاغاثة الدولية للمنكوبين داخل سوريا والنازحين الى الدول المجاورة ويدعو جميع دول العالم الى التبرع بالمزيد من الدعم المادي والانساني لجهود الاغاثة.

سادساً: يرحب الاتحاد الاوروبي بقرار لجنة الامم المتحدة الاخير حول وضع حقوق الانسان في سوريا. ويذكر بوجوب احترام حرية الاتصالات والاعلام داخل سوريا ولا سيما شبكة الانترنت التي لا ينبغي اقفالها مجدداً. الاتحاد الاوروبي قلق جدا من تقارير جرائم الحرب وانتهاك حقوق الانسان وجرائم التعذيب والاعتقال التي تسود في سوريا. ويدعو مجلس الامن الدولي الى الاضطلاع بمسؤولياته في ما يتعلق بإحالة هذه الجرائم التي قد ترقى الى مستوى جرائم ضد الانسانية الى محكمة الجنايات الدولية للنظر فيها وجلب الجناة الى العدالة.

سابعاً: يؤكد الاتحاد دعمه للمجتمعات المدنية والمناطقية في سوريا. ويشدد على اهمية دعم مثل هذه الكيانات المناطقية لما تلعبه من دور في تسريع عملية اعادة بناء سوريا بعد انتهاء الصراع.

ثامناً: يواصل الاتحاد الاوروبي عمله مع شركائه الدوليين لضمان التعاون بشكل كامل مع سوريا المستقبل بمجرد انطلاق المرحلة الانتقالية. وسيكون الاتحاد على اهبة الاستعداد للتعاون الكامل على جميع الصعد مع سوريا الديموقراطية.

وطردت ألمانيا أمس 4 دبلوماسيين سوريين يعملون في سفارة سوريا ببرلين لإرسال رسالة واضحة إلى نظام الأسد مفاداها تقليص العلاقات معهم إلى أدنى حد ممكن.

وقال وزير الخارجية الألمانية غويدو فسترفيله في بيان “إننا نعول على اكتساب التحالف الوطني المزيد من التماسك وعلى قدرته في أسرع وقت ممكن لبناء مؤسسة انتقالية قادرة على العمل”.

وأعلن رئيس الاكوادور رافاييل كوريا أن بلاده سوف تدرس إمكانية منح الرئيس السوري حق اللجوء السياسي إذا طلب منها ذلك.

وذكرت قناة “فرانس 24” الإخبارية الفرنسية أن رئيس الاكوادور أوضح أن الاكوادور تبحث عادة طلب أي شخص اللجوء إليها نظرا لكونه انساناً يتعين احترام حقوقه الانسانية.

وقال كوريا في مقابلة صحافية نشرت أمس، في صحيفة ” فولا دي ساو باولو”، “إن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري زار بلاده منذ نحو أسبوعين”، نافيا أن يكون المسؤول السوري بحث خلال هذه الزيارة إمكانية لجوء بشار الاسد وعائلته إلى الاكوادور.

اقتصادياً، قال معهد التمويل الدولي أمس، إن اقتصاد سوريا المتضرر من الحرب سينكمش بمقدار 20 بالمئة في 2012 ويمكن أن يتم إنفاق احتياطيات النقد الأجنبي بأكملها بنهاية العام القادم.

وأضاف المعهد أن معدل التضخم ارتفع إلى 40 في المئة وهبط سعر الصرف الرسمي لليرة السورية أمام الدولار 51 في المئة على الأقل منذ اندلاع الانتفاضة في آذار 2011.

ويقول مصرفيون في دمشق إنه بالإضافة إلى تمويل الحرب أنفقت حكومة بشار الأسد مليارات الدولارات من احتياطيات النقد الأجنبي على الأجور ودعم الوقود والليرة.

وقال المعهد ومقره واشنطن إن الاحتياطيات يمكن أن تستنفد بنهاية 2013.

ويقدر نشطاء معارضون أن نحو 40 ألف شخص قتلوا في سوريا مع تصاعد القتال بين المعارضين والجيش في جميع المدن تقريبا وامتداده الآن إلى ضواحي العاصمة دمشق ولا سيما شمال العاصمة حيث الأحياء الراقية.

وقتل مقاتلان معارضان وطفل أمس في اشتباكات في شمال دمشق هي الاعنف في هذه المنطقة السكنية الراقية من العاصمة منذ بدء النزاع السوري قبل نحو 21 شهرا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى اشتباكات ايضا في الاحياء الجنوبية من دمشق.

وقال المرصد في بيان “دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة بالقرب من مسجد الحنابلة في منطقة الشيخ محيي الدين الواقعة بين حيي الصالحية وركن الدين بمدينة دمشق”.

واشار الى ان القوات النظامية حاصرت صباحا عدداً من الابنية في المنطقة ووقعت على الاثر “اشتباكات هي الاعنف في المنطقة منذ بدء الثورة استمرت لعدة ساعات”.

ونقل عن شهود عيان مقتل ثلاثة مواطنين هم طفل قضى برصاص عشوائي خلال الاشتباكات ومقاتلان معارضان. وسجل انتشار امني كثيف في المنطقة بعد توقف الاشتباكات.

كما افاد المرصد عن اشتباكات في حي العسالي في جنوب دمشق التي تستمر مقاتلات النظام السوري في قصفها وقصف مناطق من ريف العاصمة يسيطر عليها الجيش السوري الحر.

وسيطر الثوار أمس على كامل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية شمال البلاد بعد سقوط معظمها أمس الاول بيدهم.

وسقط امس 118 شهيداً برصاص قوات الأسد.

دعم أوروبي وأميركي للمعارضة السورية

                                            تعهد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل بتقديم دعم سياسي ومالي أكبر للمعارضة السورية، في حين أكدت واشنطن أنها ستستمر في العمل مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وتعتبره ممثلاً مهماً للمعارضة في سوريا.

فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي التزموا خلال اجتماعهم الاثنين في بروكسل بتقديم مزيد من الدعم السياسي والمالي والإنساني للمعارضة السورية، لكنهم قرروا إرجاء البحث في مسألة تخفيف حظر السلاح لمساعدة مقاتلي المعارضة إلى لقاءات مقبلة.

وشارك في الاجتماع الأوروبي رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة معاذ الخطيب.

وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قرروا رفع المكانة السياسية لائتلاف المعارضة السوري.

وجاءت هذه التصريحات لفسترفيله بعد لقاء عقده وزراء خارجية الاتحاد مع رئيس ائتلاف المعارضة السوري معاذ الخطيب، لكن  الوزير الألماني قال إنه لم تتحدد بعد الصياغة الدقيقة لهذه الخطوة.

وكان الاتحاد الأوروبي وصف المعارضة السورية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأنها “ممثل شرعي لآمال الشعب السوري”. وأوضح فسترفيله أنه يجري حاليا تعزيز هذه الصيغة.

وقال فسترفيله إن “القرار الخاص بتعزيز التعاون (مع المعارضة) قرارٌ صائب، وأعتقد أن توقيته هو الأفضل، إذ إننا نستفيد حاليا من الوضع على الأرض (في سوريا)، كما أعتقد أن هذا إجراء مهم للمساعدة في زيادة تآكل النظام السوري”.

من جهته قال معاذ الخطيب ردا على سؤال عن اعتراف دول الاتحاد بالائتلاف ممثلا للشعب السوري، “إن هذا الأمر لا يزال قيد البحث وإن الجواب النهائي سيكون في اجتماع مراكش”.

دعم أميركي

في هذه الأثناء، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن واشنطن ستستمر في العمل مع مجلس المعارضة السوري وتعتبره ممثلاً مهماً للمعارضة في سوريا.

وأوضح كارني في حديث إلى الصحافيين أن أميركا قامت بالكثير من العمل مع شركائنا الدوليين لمساعدة المعارضة في سوريا، وقد زودنا الشعب السوري والمعارضة بمساعدات إنسانية وغير قاتلة، وأشدنا ونستمر بالعمل مع مجلس المعارضة السوري ونعتبره ممثلاً مهماً للمعارضة السورية.

من جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن الولايات المتحدة الأميركية ورغم دعمها لمهمة المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي لتسوية الأزمة السورية، فإنها لا تعتبر ذلك بديلا عن خططها لتعزيز المعارضة السورية الخارجية والداخلية، وذلك للقيام بدور سياسي داخل سوريا وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

تسليح المعارضة

وقبيل الاجتماع، حث وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ دول العالم على الاعتراف الكامل بائتلاف المعارضة السورية، وقال “أعطينا اعترافا كاملا لهم، ونأمل أن تقوم الدول الأخرى خلال اجتماع أصدقاء سوريا في مراكش بالاعتراف بهم”.

ولم يستبعد هيغ رفعا جزئيا لحظر توريد الأسلحة لدعم المعارضة السورية عندما يحين موعد التجديد خلال ثلاثة أشهر، ولكنه أشار إلى أن هذه الخطوة تتطلب تفكيرا حذرا.

وفي الأثناء، أفادت صحيفة فايننشال تايمز أمس بأن المعارضة السورية والدول الخليجية الداعمة لها ستضغط على الحكومات الغربية هذا الأسبوع لتزويد الثوار بالأسلحة، وذلك بعد التقدم الكبير في توحيد الكتائب المسلحة وإخضاعها للسيطرة المدنية.

وأضافت الصحيفة أن مطالب المعارضة تقتصر على إمدادات الأسلحة وخاصة مضادات الدبابات والطائرات دون حاجة للتدخل المباشر، وسيبحث ذلك في اجتماع مراكش بالمغرب الأربعاء المقبل.

ونقلت فايننشال تايمز عن وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية قوله إن اجتماع مراكش يجب أن يسمح للسوريين بالدفاع عن أنفسهم ومواجهة القوة الجوية لنظام الأسد.

وكان رئيس المفوضية الأوروبية دعا المجتمع الدولي إلى التدخل لإنهاء النزاع في سوريا، معتبرا إياه “وصمة” على الضمير العالمي، وذلك أثناء تسلمه جائزة نوبل للسلام باسم الاتحاد الأوروبي.

وقال جوزيه مانويل باروسو، في حفل تسلمه الجائزة في أوسلو والتي منحت للاتحاد الأوروبي، إن “الوضع الحالي في سوريا يشكل وصمة على الضمير العالمي، وإن المجموعة الدولية لديها التزام أخلاقي بمعالجته” وذلك أمام عشرين رئيس دولة وحكومة حضروا الحفل.

 120 قتيلا بسوريا والنظام يقصف بالفوسفور

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 120 شخصاً قتلوا على يد قوات الأمن في حلب ودمشق وريفها، وبينما يستمر حصار الجيش الحر لإدارة المركبات العسكرية في ريف دمشق، اقتحم مقاتلوه المعهد الفني التابع للإدارة واستولوا على عتاد عسكري ضخم، في حين بث ناشطون صورا عدة توثق استخدام النظام للفوسفور الأبيض المحرم دوليا في قصف المدن.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن استمرار النظام في قصف دوما وحرستا والمعضمية ومديرة والزبداني ويبرود ومزارع رنكوس في ريف دمشق.

وفي كل من دير الزور ومعرة النعمان وبلدتي دوما وجسرين في ريف دمشق، التقطت عدسات الناشطين صورا لأسلحة كيماوية غريبة تسببت في حرائق عجز الأهالي عن إطفائها، كما وثقت عدساتهم انفجار قنابل الفوسفور الأبيض في أجواء المناطق السكنية، وهو ما يعدّ حسب اتفاقية جنيف 1980 جريمة حرب.

سيطرة ومعارك

من جهة أخرى، أعلن الجيش السوري الحر أنه سيطر على المعهد الفني في إدارة نقل المركبات في حرستا بريف دمشق، واستولى على عتاد عسكري ضخم، كما يواصل حصار الإدارة من كافة مداخلها.

وفي ريف دمشق، تواصل القتال في محيط مطار دمشق الدولي المغلق أمام حركة الطيران منذ نحو أسبوعين، كما اندلعت معارك عنيفة في بلدة حران العواميد ومدينة داريا، وفي حيي ركن الدين والصالحية بدمشق.

وفي الأثناء، تواصلت المعارك بين الجيش النظامي والثوار الذين يحاصرون مدرسة المشاة في حلب، وبث الثوار صورا تظهر استهدافهم للمدرسة بالدبابات والهاون وراجمات الصواريخ. وقالوا إن المعركة أسفرت عن تدمير ثلاث آليات عسكرية ومبنيين كان جنود النظام يتحصنون فيهما، كما أكدوا حصول عدة انشقاقات داخل المدرسة تبعتها اشتباكات بين المنشقين وجيش النظام.

وقالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة وقعت في بلدة صيدا بدرعا، كما اقتحم الجيش الحر مطار دير الزور وتمكن من أسر عدد من عناصر جيش النظام، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة داخل المطار.

قصف واقتحام

وذكرت شبكة شام أن انفجارا قويا يعتقد أنه ناتج عن سيارة مفخخة وقع مساء أمس في حي ركن الدين بدمشق، وقد شوهدت سيارت الإسعاف تتجه إلى المكان.

وأضافت الشبكة أن قصفا مدفعيا شمل حيي ركن الدين والصالحية بالتزامن مع الاشتباكات، وأن القصف براجمات الصواريخ تواصل على حيي الحجر الأسود والعسالي، في حين شن جيش النظام حملات دهم واعتقالات بحي برزة.

وفي ريف دمشق قصفت قوات النظام مدن داريا ومعضمية الشام وحرستا وعربين ومديرا وبلدات ببيلا والسبينة وزملكا والزبداني ومزارع رنكوس وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.

ومن جهتها، قالت رابطة الرياضيين السوريين الأحرار إن بطل سوريا لسبع مرات في لعبة الكيك بوكسينغ أحمد السيد أحمد قد قتل الاثنين بعد انضمامه للجيش الحر دفاعا عن مدينته المعضمية في ريف دمشق.

وفي حمص، قصفت راجمات الصواريخ والمدفعية مدينة القصير وبلدة الفرحانية، كما قصف الطيران المروحي والحربي مدينتي تلبيسة والحولة وبلدة عقرب.

أما حماة فشهدت قصفا بقذائف الهاون على المنطقة الواقعة بين قريتي الدقماق والحميدية في سهل الغاب، كما تعرضت بلدات حيان ومعارة الأرتيق في حلب لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.

وفي الأثناء، تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على حي طريق السد بدرعا المحطة وعلى عدة أحياء بدرعا البلد، وكذلك على مدينة طفس وبلدة القنية.

وأكدت شبكة شام تواصل القصف العنيف من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة على أحياء الموظفين والحميدية والشيخ ياسين في دير الزور، بالتزامن مع حملة اعتقالات شنها جيش النظام بحي الجورة.

كما تحدث ناشطون عن قصف على بلدتي الهبيط والبارة ومدينة معرة النعمان في إدلب، وعلى منطقة السباهية في ريف الرقة، وقرى المريج ومجدل كيخيا ومنطقة مصيف سلمى بريف اللاذقية.

ووثق ناشطون أيضا اقتحام قوات الأمن حي الصناعة القديم باللاذقية وقريتي أم باطنة وجبا بالقنيطرة، حيث شنت حملات دهم واعتقال.

التسلل لسوريا ليس حكرا على “الجهاديين

محمد النجار-عمان

لم تعد أخبار تسلل المنتمين إلى التيارات الإسلامية الجهادية وخاصة “التيار السلفي الجهادي” من الأردن إلى سوريا، حكرا على الراغبين في القتال مع قوات المعارضة السورية ضد الجيش النظامي، لكن الجديد في الأخبار أن أطباء وممرضين وعاملين بالإغاثة باتوا ضمن قوائم المتسللين إلى الداخل السوري.

وحسب قيادات سلفية جهادية فإن نحو 300 أردني تمكنوا من التسلل إلى سوريا منذ اندلاع الثورة هناك في مارس/آذار 2011.

وتعرفت الجزيرة نت على أكثر من حالة لأطباء وممرضين أردنيين تسللوا إلى سوريا، بعضهم تمكن من الدخول والعودة إلى الأردن، في حين قبض على آخرين قبل تسللهم أو بعده.

وتكشف عائلة الطبيب الأردني حسن ضيف الله (35 عاما) عن اعتقاله من قبل قوات الأمن منذ فبراير/شباط الماضي عندما كان يحاول التسلل مع شبان أردنيين إلى سوريا، رغبة منه في الانضمام إلى الجهود الطبية في إغاثة الشعب السوري.

وتحدث أيمن، شقيق الطبيب حسن للجزيرة نت أن شقيقه دخل إضرابا عن الطعام منذ نحو 14 يوما في سجن الهاشمية بالزرقاء، احتجاجا على احتجازه منذ عشرة أشهر دون توجيه أي تهم له أو إحالته إلى أي محكمة.

وذكر أن شقيقه اعتقل أثناء محاولته التسلل إلى سوريا مع شبان آخرين ربما كانوا يودون الجهاد، لكن لا علاقة بينهم وبين حسن. وتابع “لم يكن مع شقيقي أي شيء سوى حقيبة معدات طبية، حيث كان عازما على التسلل إلى سوريا والانضمام إلى المشافي الميدانية بعدما شاهد في وسائل الإعلام مدى معاناة الأشقاء في سوريا والنقص الحاد في الكوادر الطبية”.

وفي مقابل حالة الدكتور ضيف الله، برزت حالة الطبيب الأردني صلاح عناني الذي تمكن من التسلل إلى سوريا عبر الحدود الأردنية والعمل في مشافي ميدانية مدة شهرين ونصف قبل العودة إلى الأردن إثر إصابة نتيجة قصف المستشفى الميداني الذي كان يعمل فيه.

عناني -وهو أحد نشطاء التيار السلفي الجهادي في معان جنوب الأردن- تحدث للجزيرة نت عن تجربته التي بدأت بدخول سوريا مطلع أغسطس/آب الماضي وانتهت في آخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي حيث عاد مصابا.

وتابع قائلا “تسللت إلى سوريا مع أناس لا أعرف ما هي غايتهم من دخول سوريا، واخترت هذه الطريقة لعلمي أن السلطات الأردنية لن تسمح لي بالدخول بشكل رسمي، إضافة إلى مخاطر هذا الدخول من جهة النظام السوري”.

وقال عناني إنه شارك من خلال وزارة الصحة الأردنية في العمل بالمستشفى الميداني الأردني في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، وأضاف “لو كنت أعرف طريقا رسميا مضمونا للدخول إلى سوريا لما لجأت إلى التسلل”.

وعن الوضع الطبي في سوريا، قال عناني إنه “كارثي ولا يعلم به إلا الله، وهناك استهداف للنقاط الطبية المتحركة أو الثابتة، وقد قصف أحد المستشفيات الميدانية التي عملت بها مرات عديدة، وفي إحداها داهمت قوات الجيش التابعة للرئيس بشار الأسد المستشفى وأحرقوه بما فيه من معدات وأدوية”.

وأضاف “هنالك نقص حاد في الكوادر الطبية التى إما استهدفت بالقتل أو الاعتقال أو نزحت إلى خارج سوريا، وقد التقيت ممرضين أردنيين يعملان متطوعين”.

ولفت الطبيب الأردني إلى أنه نجح مع أطباء آخرين في تدريب كوادر على بعض المهام الطبية المساعدة”.

الجهد الإنساني

ويتحدث الخبير في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية عن تاريخ الجماعات الجهادية مع العمل الإغاثي والطبي.

وقال للجزيرة نت إن “الشيخ عبد الله عزام توجه إلى باكستان قبل نحو ثلاثة عقود لفتح مكتب لخدمات المجاهدين يعنى بتأمين الإغاثة الطبية وغيرها للمجاهدين والمشردين، وهذا سبب الخلاف بينه وبين الشيخ أسامة بن لادن الذي طور الأمر إلى الانخراط في القتال”.

وأشار أبو هنية إلى أن هناك معلومات موثوقة عن دخول متطوعين لشؤون طبية وإغاثية من جنسيات عربية ومن الأتراك وغيرهم إلى سوريا لإسناد الجهد الإنساني المتدهور.

وتابع أن “معظم التنظيمات التي أعلن الأردن اعتقالها خلال تسعينيات القرن الماضي وحاكم المتهمين فيها ممن عادوا من أفغانستان، لم يكونوا مقاتلين بل عاملين في المجال الإغاثي، لكن الأردن حاكمهم فيما عرف وقتها بالاستثمار في الإرهاب”.

وبحسب أبو هنية، فإن منظر التيار السلفي الجهادي في الأردن أبو محمد المقدسي يقضي الآن مدة سجن لخمس سنوات لأنه حاول نقل مبلغ بسيط من المال منحه إياه الأستاذ الجامعي إياد القنيبي كزكاة مال لفقراء حركة طالبان.

وخلص الباحث إلى القول “لا يمكن تصنيف كل الجهاديين على أنهم مقاتلون، فمنهم من يقوم بأعمال الإغاثة الإنسانية الصرفة، لكن وجودهم في ساحات أو تقديمهم المساعدات لجمهور حركات وبلدان تصنف بالإرهابية، هو ما يدفع إلى زجهم بالسجون والمساواة بين المقاتل والعامل في المجال الإنساني”.

ضابط سوري منشق: جيش الأسد طائفي

حسين جلعاد-حلب

قال منشق عن الجيش النظامي بسوريا إن نظام بشار الأسد قد أفرغ المؤسسة العسكرية الرسمية من محتواها الوطني وجاء بتنظيم طائفي قائم على التمييز والتخوين. وأكد الضابط الذي يقود الآن إحدى مجموعات الجيش السوري الحر أن “الثورة ستنتصر” وأن السوريين سيبنون “دولة الحق والعدل”.

وأوضح النقيب المنشق أبو المجد النعيمي بحديث للجزيرة نت أنه انشق عن الجيش النظامي بعد أن تأكد له ولكثير من زملائه الضباط والجنود أن نظام الأسد غير جاد في الإصلاح، وقال “لقد قطعنا الأمل من أي إمكانية لإصلاح سياسي واجتماعي حقيقي”.

ووصف النعيمي ما كان يجري داخل الجيش النظامي قبل الانشقاق بقوله “صرنا نعاني في القطعات العسكرية من التمييز حسب المناطق للأسف. تم تهميش الطائفة السنية في المؤسسة العسكرية، وشاع التجريح والاتهام بالخيانة والتعاطف مع الإرهابيين، حسب ما يصفهم الجيش النظامي”.

أما عن تركيبة الجيش النظامي، فقال النعيمي إن 85% من الضباط علويون، أي من طائفة بشار الأسد، وهم يتحكمون بمركز صنع القرار، وأضاف -وهو يتجول مع جنوده بأحد أحياء حلب- أن هؤلاء الضباط كانوا يتهمون الشعب كله إما بأنه عصابات إرهابية مسلحة أو بكونه حاضنة اجتماعية لها، وتابع “طبعا الحكم في هذه الحالة واحد، سواء على العصابة أو الحاضنة، وهو القصف والتدمير”.

القمع والنهب

ولفت الضابط المنشق إلى أن تلك التركيبة الطائفية للجيش قد انعكست في تعامل الجنود الذين تصدوا لمظاهرات حلب، فقال إن عناصر الجيش التي انتشرت على الحواجز الأمنية كانت شديدة القمع للناس، كما قاموا بسرقة البيوت والمحال التجارية، واستغلوا الصلاحيات المطلقة الممنوحة لهم فسطوا على السيارات العامة والخاصة.

وأكد النعيمي أن قوات النظام كانت تطلق النيران في الشارع دون أي رقابة أو خوف من عقاب، وأنهم كانوا “يقتلون أي شخص يشتبهون به، أو حتى لا يعجبهم شكله. ولم يكونوا يحمون الوطن، بل كانوا يسرقون ويبطشون بالناس”.

ولخص الضابط المنشق حال الجيش النظامي خلال الثورة بقوله “للأسف منذ تجييش الأزمة، تدخل الجيش النظامي بطريقة خاطئة تدل على عنصريته وطائفيته من حيث استهداف مناطق محددة تشكل أكثر من 80% من الأرض السورية، فيما يعيش ما تبقى من الوطن السوري حياة طبيعية. الطائفية ظهرت بشكل كبير في الجيش خلال الأزمة”.

وتبدو مسألة الانشقاق في ظروف كهذه صعبة جدا، فالاعتقالات تجري على الشبهة، ويسجن الضباط في سجن صيدنايا، وفق النعيمي، وقد سجن بعض الجنود والضباط فقط لانتمائهم إلى محافظات أو بلدات ثائرة ضد النظام.

كما أن تهديد الضباط بأهاليهم سياسة متبعة لدى النظام لمنع الانشقاقات داخل المؤسسة العسكرية، ويلفت النعيمي إلى أن ملاحقة أهالي المنشقين تتدرج من الاعتقال الأمني وصولا إلى قصف البيوت والإعدامات الميدانية للأهالي.

معركة حلب

وخلال إجرائنا هذا اللقاء، كانت تسمع طلقات على خط الجبهة بمنطقة كرم الجبل داخل حلب، وحين سألنا النقيب عن حسم المعركة الدائرة بالمدينة منذ خمسة أشهر، قال إن الحسم يحتاج إلى سلاح نوعي وخصوصا المضاد للطيران، مضيفا أنهم حصلوا على بعض تلك المضادات من خلال “الغنائم” وأسقطوا بها عدة طائرات للنظام بالأسابيع القليلة الماضية.

وأكد النعيمي أن قيادات الجيش الحر تعقد اجتماعات مكثفة بشأن تحرير حلب بالكامل، وأوضح “سيتم حسم معركة حلب قريبا جدا، وإن شاء الله سوف تتحرر المدينة في غضون أسابيع قليلة”.

ولا تقتصر أعمال الجيش الحر على المهمات القتالية بالمناطق الخاضعة له، فقد شهدنا قيام مجموعات تنظم شؤون الإغاثة بعد أن قطع النظام الماء والكهرباء والطحين عن المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر.

كما يجري تنظيم عمل المشافي الميدانية في “المناطق المحررة” بعد أن توقفت المستشفيات العامة والخاصة عن العمل جراء استهدافها بالقصف.

ويبدو الأمل عنوانا للثوار الذين يتحركون بمدينة مظلمة مع استمرار انقطاع الكهرباء، فمستقبل البلاد ذاهب إلى النور بعد “التحرير”، و”الشعب السوري لن يتراجع بعد أن قدم عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من المعتقلين” وفق النعيمي.

ويختم النقيب حديثه بالقول “الشعب قام من أجل العدالة والكرامة، الثورة ستنتصر بإذن الله، ولن تتراجع قبل تحقيق أهدافها في إقامة مجتمع الحق والعدالة”.

725 فلسطينيا قتلوا بسوريا منذ الثورة

جهاد أبو العيس-بيروت

 وثّق تقرير لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا مقتل 725 فلسطينيا بنيران القوات السورية في مخيمات اللجوء وخارجها منذ بدء الثورة السورية.

وقال التقرير الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه إن الحصيلة مرشحة للزيادة يوميا، وإن المجموعة توثق أعداد القتلى بالاسم الكامل والمكان والزمان.

وجاء فيه أن آخر القتلى هو عماد زغموت فلسطيني الجنسية من سكان مخيم اليرموك لقي حتفه في منطقة الحجر الأسود بدمشق، مشيرا إلى وجود آلاف المعتقلين وعشرات المفقودين من الفلسطينيين بسوريا.

وأضاف التقرير أن عمليات القصف المتكررة للمخيمات شملت مقرات ومدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في أكثر من مخيم، مشيرا إلى أن مخيم درعا بات مدمرا كليا أو جزئيا بنسبة 70%.

أما مخيم اليرموك, فيقع الآن تحت الضغط الإنساني والتهديد الأمني، خاصة مع دخول أعداد متزايدة من النازحين السوريين والفلسطينيين إليه هربا من الاشتباكات، وفقا للتقرير الذي أحصى أكثر من ستين ألف عائلة نزحت إلى مخيم اليرموك بدمشق, وهو ما يفاقم من الأزمة الإنسانية.

 وفيما يخص أهالي مخيم النيرب, أشار التقرير إلى أنهم ما زالوا يعانون أزمة خانقة بسبب البرد، وانعدام مواد التدفئة، إضافة لارتفاع الأسعار حيث قفز سعر ربطة الخبز إلى مائة ليرة سورية (دولارين).

أوضاع مزرية

وقال عضو مجموعة العمل ورئيس تحرير موقع “لاجئ نت” في لبنان ياسر علي إن أوضاع المخيمات الفلسطينية في سوريا تزداد سوءا، كما أن أعداد الضحايا والمعتقلين في ارتفاع، مشيرا إلى أن تلك المخيمات باتت عرضة للقصف والاستهداف مثل الأحياء السكنية.

 وقال للجزيرة نت إنه يأسف لاقحام جهات فلسطينية المخيمات في المواجهات مخالفة بذلك الإجماع الفلسطيني بعدم التدخل في الشؤون الداخلية حفاظا على الفلسطينيين هناك.

وانتقد علي التقصير الإعلامي تجاه مأساة الفلسطينيين في سوريا, قائلا إن الضغط الذي يتعرضون له تولّد من التجاهل الإعلامي، ورفض المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الاعتراف بهم بحجة تبعيتهم لوكالة أونروا.

مسؤولية متفاوتة

وكان منسق عام المجموعة طارق حمود حمل النظام السوري النصيب الأكبر من المسؤولية عن قتل الفلسطينيين في سوريا، وقال إن الفلسطيني “أصبح الحلقة الأضعف في أي صراع أو أزمة داخلية عربية بحكم هشاشة مرجعياته الوطنية، وانعدام الحماية الدولية القانونية له كلاجئ”.

وأضاف في مقال له في مجلة العودة الفلسطينية “نوع القتل الذي يمارس ضد الفلسطينيين لا يستطيع أن يمارسه سوى النظام، فالقصف حتى وقت قصير كان حكرا على القوات النظامية، والاعتقال في أقبية الأمن والتعذيب والموت تحت التعذيب تتحمله جهة واحدة هي النظام نفسه”.

بيد أنه حمل أيضا المعارضة السورية نصيبا من المسؤولية عن مقتل الفلسطينيين. وتوجد في سوريا عشرة مخيمات معترف بها من “أونروا”, يضاف لها مخيمات أخرى غير معترف بها.

وينحدر معظم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من شمالي فلسطين (الجليل الأعلى)، خاصة من مدن وقرى صفد وحيفا ويافا، وتقدر أعدادهم بأكثر من نصف مليون.

الحرب السورية.. سيناريوهات مقلقة

قالت صحيفة واشنطن بوست إن بعض المسؤولين بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما يصفون سوريا اليوم بأنها أشبه ما تكون بصومال أخرى، وأنها تمتلك ثالث أكبر مخزون للأسلحة الكيميائية في العالم.

وتكهن مسؤول أميركي بأن تتحول “الحرب الأهلية” في سوريا من صراع ثنائي الفرقاء إلى حرب شاملة بالمستقبل القريب تصارع فيها القوى السنية الأكراد، ويقاتل الطرفان فيها فلول جيش بشار الأسد “العلوي” ويسيطر فيها فرع تنظيم القاعدة المعروف باسم (جبهة النصرة) على أجزاء واسعة من البلاد، ويشرئب منها خطر استخدام الأسلحة الكيميائية ليس من قبل النظام فحسب بل ومن أية قوة أخرى تحكم قبضتها على مستودع لتلك الأسلحة.

وأفصح مسؤول فرنسي بواشنطن، الأسبوع المنصرم، عن رؤيته الخاصة لسيناريو الحرب السورية، بأن الأسد وقواته بعد خسارتهم معركة دمشق سيبدؤون انسحابا من مرحلتين، الأولى إلى قلب مدينة حمص وأريافها المحاذية للحدود مع لبنان، ثم كملاذ أخير إلى معقل العلويين على طول الساحل الشمالي لسوريا.

واستدرك المسؤول الفرنسي قائلا إن ذلك قد لا يحدث في غضون أسابيع لكنه قد يقع خلال أشهر على الأرجح.

أما كيف يمكن الحيلولة دون حدوث ذلك، فإن الولايات المتحدة وفرنسا ومعهما عدد قليل من الحلفاء العرب والأوروبيين يعقدون مؤتمرا دبلوماسيا هذا الأسبوع في مراكش بالمغرب، ويحدوهم الأمل في دعم تحالف المعارضة السياسي الذي ساعدوا في تأسيسه، وهو الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن إدارة أوباما قد تعترف بالائتلاف باعتباره الحكومة الشرعية.

ومع ذلك فإن لا أحد مقتنعا بأن من شأن هذه المساعي أن تحول دون أن تقوم لتلك السيناريوهات “المرعبة” قائمة. وذلك لسبب واحد هو أن الائتلاف لم يتمكن حتى الآن من إقامة روابط راسخة مع عشرات الوحدات القتالية التابعة “للمتمردين” بأرجاء سوريا، دعك من قيادتها أو إخضاعها لسيطرته. هذا على الرغم من أن تشكيل مجلس عسكري جديد للمتمردين مطلع هذا الأسبوع يعتبر -في نظر واشنطن بوست- بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح.

ومضت الصحيفة إلى القول إن نظرة الولايات المتحدة للكيفية التي ستؤول إليها إستراتيجيتها ستعتمد على تداعي الأحداث بصورة غير مواتية. ويتمثل ذلك في أن يحكم الائتلاف الوطني سيطرته أولا على معظم قوات المتمردين قبل أن تجبر روسيا أو المنشقون العلويون الأسد على التنحي. ثم تنعقد مفاوضات تفضي إلى اتفاق حول تشكيل حكومة انتقالية.

ثمة سيناريو آخر أكثر ترجيحا، وهو أن يكون الحظ إلى جانب الغرب فينهار نظام الأسد قريبا في دمشق. وفي ظل الفراغ الذي سيتبع ذلك يحصل الائتلاف على اعتراف العالم الخارجي، غير أن أغلب قوات المتمردين ومعها سوريا الدولة ستمضي في ذات المسار المتأرجح الذي طرقته ليبيا حيث توجد حكومة ضعيفة تعايشت مع تشكيلة من التنظيمات المسلحة بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة.

وتساءلت واشنطن بوست: كيف سيتسنى للولايات المتحدة وحلفائها حماية مصالحهم إذا أخذت الحرب السورية مسارا من تلك المسارات المحتملة؟ وتجيب الصحيفة بالقول إنه لا يبدو أن للمسؤولين أي خطة سوى التذرع بالأمل كي لا يتحقق أي من السيناريوهات التي تدور في خلدهم.

المصدر:واشنطن بوست

الإكوادور تدرس منح اللجوء للأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن الرئيس الإكوادوري رافاييل كوريا الاثنين للصحافة البرازيلية أن بلاده ستدرس طلبا محتملا للجوء الرئيس السوري بشار الأسد إلى بلاده في حال قدم الأخير الطلب وذلك وفقا لفرانس برس.

وقال كوريا إن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قام بزيارة كويتو قبل 15 يوما لكنه نفى المعلومات التي نشرتها الصحف البرازيلية بأنه بحث معه احتمال لجوء الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته إلى الإكوادور.

وأوضح الرئيس الإكوادوري في تصريحه على هامش قمة مجموعة “ميركوسور” الجمعة في برازيليا إن “هذه المحادثات لم تحصل ابدا”.

وأكد أن المقداد جاء إلى كويتو لشكر الإكوادور على “موقفها الموضوعي” حول النزاع في سوريا. وزار المقداد أيضا كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا خلال جولته في أميركا اللاتينية.

وأشار كوريا إلى أن “الإكوادور لم تؤيد أبداً العنف .. هل يمكن أن نصدق كل هذه الأخبار حول مجازر الديكتاتور؟ فلنتذكر ما قيل حول العراق، أسلحة الدمار الشامل. ومع هذا، ما تم القيام به كان من أجل قتل العراقيين بهدوء”.

وكان وزير الخارجية الإكوادوري ريكاردو باتينو نفى الأسبوع الماضي أن تكون بلاده عرضت اللجوء السياسي على الرئيس الاسد.

من جهتها، ذكرت صيحفة “استادو” في ساو باولو الأحد أن بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري قامت في نهاية نوفمبر بزيارة سرية إلى ساو باولو وريو دي جانيرو وبوينس آيرس.

وقالت إن زيارتها كانت شخصية والتقت رجال أعمال سوريين في ساو باولو وبحثت معهم “امكانية نقل اشخاص وكميات كبيرة من الأموال من سوريا إلى البرازيل”، بحسب الصحيفة.

“الحر”: بدأت معركة الحسم بإدلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون بأن 12 شخصا قتلوا الثلاثاء في مناطق سورية عدة، بينما أعلن الجيش الحر عن بدء معركة في إدلب بهدف السيطرة على عدد من القرى الحدودية مع تركيا.

وذكرت شبكة شام السورية أن قصفا مدفعيا استهدف منطقة السباهية بمدينة الرقة، بالتزامن مع قصف عنيف براجمات الصواريخ على الأحياء الجنوبية من دمشق وريفها.

ووردت أنباء عن سقوط جرحى جراء القصف المدفعي العنيف من قبل قوات النظام على أحياء الحصن و التركمان والسرايا بمحافظة حمص.

وقتل الاثنين 142 شخصاً في مناطق سورية مختلفة باشتباكات بين الجيشين السوري والحر، في الوقت الذي أعلنت إحدى كتائب الجيش الحر السيطرة على كتيبة للدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان، ما جعل المعارضة المسلحة تسيطر على الجزء الشمالي الغربي لمحافظة حلب.

وقال عضو تجمع حماة الثورة المقدم الركن مسعف الصبوح لسكاي نيوز عربية “تمت السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي التابعة للفوج 111 المتمركزة في منطقة الشيخ سليمان شمال شرق حلب، والأهمية الاستراتيجية للكتيبة كبيرة، خاصة بعد سقوط الفوج 46 للقوات الخاصة”.

أصدقاء سوريا.. تسليح المعارضة وتشريعها

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تسعى الدول المشاركة في اجتماع أصدقاء سوريا المقرر عقده في مدينة مراكش المغربية، الأربعاء، إلى دعم الاعتراف الدولي بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية وتوسيع دائرته، في وقت تأمل هذه الدول من المعارضة السورية تشكيل حكومة انتقالية “تمثل الشعب السوري وتلبّي تطلعاته”.

وتعقد أكثر من 100 دولة عربية وغربية ومنظمات دولية وكذلك ممثلين عن المعارضة السورية اجتماعها في ظل تغير الظروف العسكرية والسياسية للمعارضة، لا سيما بعد تشكيل الائتلاف الوطني وإعلان هيكل جديد للقيادة العسكرية بهدف توحيد صفوف المعارضة المسلحة.

كما يتزامن هذا الاجتماع مع تحقيق فصائل المعارضة المسلحة مكاسب ميدانية في أنحاء سوريا، في وقت كشفت صحيفة الأندبندنت البريطانية عن خطة لدعم المعارضة السورية عسكريا، ويتم التحضير للخطة من قبل تحالف دولي يضم بريطانيا.

وفي هذا الإطار، قالت الصحفية إن رئيس الأركان البريطاني استضاف قبل أسابيع اجتماعا سريا في لندن شارك فيه قادة عسكريون من فرنسا وتركيا والأردن وقطر والولايات المتحدة، بهدف تشكيل تحالف دولي يعمل على وضع خطط لتدريب المعارضين السوريين، وتقديم دعم جوي وبحري لهم.

إلا أن هذا المشروع يصطدم بمخاوف غربية إزاء المنظمات المتشددة التي تشارك في القتال ضد القوات الحكومية، خاصة بعد أن كشفت وثيقة رسمية أميركية أن واشنطن تعتزم الإعلان قريبا عن إدراج جبهة النصرة، المجموعة الاسلامية التي تقاتل في سوريا، والمتهمة بالارتباط بتنظيم القاعدة، على قائمتها السوداء للإرهاب.

أما على الصعيد السياسي، ورغم أن وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، ألغت مشاركتها في مؤتمر مراكش لـ”أسباب صحية”، فمن المتوقع أن يعلن مساعد وزيرة الخارجي، وليام بيرنز، خلال المؤتمر اعتراف واشنطن رسميا بالائتلاف الوطني السوري، كما سبق أن فعلت بريطانيا وفرنسا.

وفي ما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، وبعد تأكيد دعمه لائتلاف المعارضة السوري،أرجأ الاتحاد الاعتراف الكامل به إلى حين انعقاد المؤتمر، حيث يتوقع أن يتخذ قرارا بشأن ما إذا كان سيعترف بالائتلاف باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري.

وفي هذا السياق، قال رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب، عقب مغادرته اجتماع وزراء الخارجية الاتحاد الأوروبي “هذا قيد البحث، لأن كل دولة أوروبية لها وجهة نظر خاصة، وهم يناقشون هذه المسألة.. سيقدمون الرد النهائي في مراكش”.

بدورها، أكدت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، لعد لقاء الخطيب أن الحكومة الانتقالية التي تبحث قوى المعارضة السورية تشكيلها في مراكش يجب أن تمثل الشعب السوري وتلبي تطلعاته.

ويساهم تشكيل الحكومة الانتقالية التي تهدف إلى إدارة “المرحلة المقبلة”، وتشكيل قيادة عسكرية جديدة من شأنها أن تشرف على أغلب فصائل المعارضة المسلحة، في تشجيع “أصدقاء سوريا” لتقديم مزيد من الدعم للمعارضة.

كما سيكون من بين أهداف الدول “الصديقة للشعب السوري” زيادة المساعدات الإنسانية، مع دخول فصل الشتاء، وذلك بعد أن قرر الاتحاد الأوروبي زيادة مساعداته للنازحين السوريين بمقدار 30 مليون يورو (39 مليون دولار) إضافية، ما يرفع مساهماته الكلية إلى 310 ملايين يورو.

أما منظمة التعاون الإسلامي، فأعربت عن أملها في أن يصل المجتمع الدولي إلى التوافق اللازم في اجتماع أصدقاء سوريا بشأن الترتيبات اللازمة للمرحلة القادمة.

وقال أمين عام المنظمة، أكمل الدين إحسان أوغلو، إن اتفاق المجتمع الدولي من شأنه أن يوضح الصورة الملتبسة للأزمة السورية، في ضوء اقترابها من تطورات مفصلية، الأمر الذي يتطلب يقظة دولية تحول دون تفاقم التداعيات.

السوريون يموتون يومياً في طوابير انتظار الخبز

أزمة إنسانية تهدد معظم المدن والنظام يقصف الأفران ويقتل طوابير الناس

دمشق – جفرا بهاء

يقول بعض السوريين: “اللي ماتوا ارتاحوا”، وإن كانت الجملة من القسوة، بحيث إنها تهدد إنسانية شعب، فإن المراقب للطابور الطويل الذي وقف إلى جانب حائط المقبرة في حلب ليحصل على رغيف خبز ربما يصل لجواب حول مدى واقعية تلك الجملة.

الأحياء يحسدون الأموات، ومن لم يمت بالقصف سيموت من الجوع، حيث تعيش المدن السورية أزمة تكاد تكون الأصعب والأكثر إذلالاً من القصف نفسه.

اللاذقية، ودمشق وحلب والرقة والريف الدمشقي جميعها دخلت متاهة انتظار الخبز وعدم الحصول عليه، وبدأت حمص بالاعتماد على الخبز الفاسد بحسب ما نقلت فرانس برس.

وفي حلب وصل سعر ربطة الخبز إلى حوالي الثلاثة دولارات، أي قرابة عشرة أضعاف السعر الرسمي لها، ومضاعفة السعر بطريقة جنونية لا يعني توفر المادة الأساسية للحياة في الأفران.

في دمشق تعمل غالبية الأفران من الساعة الـ6 صباحاً حتى الساعة الـ8 مساءً في ظل ازدحام شديد عليها وتعتبر فترة الظهيرة ذروة الازدحام، حيث يمتزج ازدحام السير وانصراف طلاب المدارس والموظفين ويحتاج المواطن ثلاث ساعات انتظار ليحصل على الخبز.

وبلغ سعر كيلو الطحين غير المغلف من محلات البزورية 70 ليرة، أما المغلف فوصل سعره إلى 80 ليرة.

قبل يومين كان أحد الأشخاص يقف على دور الخبز وقبل أن يصل دوره بقليل صرخ بصوت عالٍ: من يشتري الدور؟؟!! فأتى شخص إليه من نهاية الصف.. دفع له 50 ليرة ووقف مكانه.

يمتزج الدم بالرغيف

ويرجع الناشطون الأزمة إلى أن معظم الأفران الحكومية توقفت عن العمل في المناطق الساخنة بسبب عدم توفر المازوت ولا الطحين، واضطرار الأفران الخاصة لشرائه من السوق السوداء ما يعني ندرة الخبز وارتفاع ثمنه.

بالإضافة إلى ذلك استهداف النظام للعديد من الأفران والطوابير ليمتزج رغيف الخبز بدم الناس.

ويبقى على من استطاع أن يبقى حياً إلى الآن أن يتجهز لإمكانية الموت بانتظار الخبز، لتتآمر البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية التي يتحدثون عنها مع رغيف الخبز وتتفنن كلها في طريقة موت السوري.

الاتحاد الأوروبي يعترف بالائتلاف الوطني السوري ممثلاً شرعياً

بروكسل – فرانس برس

خطا الاتحاد الأوروبي، الاثنين، خطوة إضافية باتجاه الائتلاف الوطني السوري المعارض عبر وصفه بـ”الممثل الشرعي” للشعب السوري واستقباله رئيسه أحمد معاذ الخطيب.

وفي إعلان مشترك، قال الوزراء الأوروبيون الـ27 إنهم “يقبلون الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية ممثلاً شرعياً للشعب السوري”.

وكانت بعض الدول الأوروبية وفي طليعتها فرنسا وبريطانيا تفضل الذهاب أبعد من ذلك عبر وصف هذا الائتلاف الذي أنشئ في 11 نوفمبر/تشرين الثاني بأنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.

وعلى سبيل التسوية، وافق أنصار التحفظ على اعتبار الائتلاف “ممثلاً شرعياً للشعب السوري” وليس ممثلاً “عن تطلعات الشعب السوري”، كما كان يحصل حتى الآن.

واستقبلت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، صباح الاثنين أحمد معاذ الخطيب.

واعتبر وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أن استقبال الخطيب “إشارة واضحة لإعادة تقييم وضع الائتلاف السوري”.

وستبحث هذه المسألة في اجتماع الأربعاء في مراكش لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري”.

من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه زاد مساعدته الإنسانية الى المتضررين من النزاع السوري الى 30 مليون يورو. وستخصص المساعدة الإضافية إلى حوالي مليوني شخص في سوريا إضافة الى نصف مليون آخرين فروا من البلاد الى الأردن وتركيا ولبنان.

ومن دون الذهاب حتى مطالبة مجلس الأمن الدولي بإحالة الجرائم التي ارتكبها الرئيس السوري بشار الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية، فإن الوزراء يدعون المجلس الى التعامل “بصورة عاجلة مع الوضع في سوريا في كل أوجهه بما فيها هذا الأمر”.

وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، جدد الاتحاد الأوروبي لثلاثة أشهر عقوباته على النظام السوري بما فيها الحظر على الأسلحة. وسيعيد النظر فيها مبدئياً في الأشهر المقبلة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أعمال العنف أوقعت أكثر من 42 ألف قتيل منذ بداية النزاع في مارس/آذار 2011.

رئيس ائتلاف المعارضة السورية لـ آكي: مؤتمر مراكش سيكون تتويجاً للدعم السياسي والاقتصادي للمعارضة

روما (10 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال رئيس ائتلاف المعارضة السورية إن مؤتمر أصدقاء سورية الذي سيُعقد في مراكش بالمغرب في الثاني عشر من الشهر الجاري، سيكون التتويج النهائي للدعم السياسي والاقتصادي للمعارضة السورية، وأوضح إن قيادة الائتلاف تضع في أولويتها تأمين الإغاثية الغذائية والإنسانية والطبية للسوريين، منوّهاً بالمساعدات التي تقدّمها إيطاليا بهذا المجال.

وحول توقعاته من مؤتمر (أصدقاء سورية) الذي سيُعقد بعد غد الأربعاء في المغرب، قال معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “نتوقع فيه المزيد من الاعتراف بالائتلاف الوطني المعارض”، وأضاف “سيكون مؤتمر مراكش هو الوضع الختامي للدعم السياسي والاقتصادي” حسب قوله.

وأثنى الخطيب على الاتفاق الذي توصل له قادة المجالس العسكرية في الجيش السوري الحر لتوحيد القيادة والتنسيق، وشدد على أن الأمر الملح حالياً هو “تأمين الوقود والطحين وأسباب التدفئة، ويجري العمل السريع جداً عليه”، وأضاف الخطيب “هناك عمل على تأمين العلاج الطبي للمصابين بحالات تستدعي عمليات جراحية، كما تقوم رابطة العلماء بحملة لتأمين كرافانات للمبيت، ولكن ما يزال المطلوب أكثر للمهجرين في الخارج والداخل والذين يعانون من أزمة كبيرة في أغلب مستلزماتهم” وفق تأكيده.

وأثنى على ما تقدّمه الحكومة الإيطالية بهذا المجال وقال “لقد قدمت الحكومة الايطالية مساعدة عاجلة إضافة إلى جهات متطوعة ولكن تبقى الحاجة كبيرة جداً” حسب قوله

وكانت إيطاليا قد أرسلت السبت الماضي شحنة جوية إنسانية عاجلة إلى مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن تحمل مواداً غذائية أساسية بقيمة 100 ألف يورو بهدف سد احتياجات اللاجئين السوريين الذين يواجهون قسوة الشتاء، كما تساهم بمبادرات متعددة الأطراف واحدة عن طريق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لصالح الأطفال السوريين في مخيمات اللاجئين في الأردن تصل قيمتها إلى 250 ألف يورو، وأخرى مع منظمة الصحة العالمية بحوالي 900 ألف يورو، وأخرى مع برنامج الغذاء العالمي بحوالي 800 ألف يورو

الاتحاد الأوروبي يقترب من الاعتراف الكامل بالمعارضة السورية

بروكسل (رويترز) – اقترب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا مع زعيم المعارضة السورية يوم الاثنين من الاعتراف الكامل بائتلاف المعارضة السورية الجديد قبل لقاء دبلوماسي يرمي إلى تعزيز المساعدات لقوات المعارضة التي تحارب الرئيس السوري بشار الأسد.

ولم يقدم الاتحاد الأوروبي على الاعتراف الكامل بالائتلاف الوطني السوري كما فعلت بريطانيا وفرنسا وذلك مرجعه جزئيا المخاوف من وجود إسلاميين متطرفين في صفوف قوات المعارضة. ودعا الاتحاد الأوروبي أيضا الائتلاف إلى أن يكون أكثر اشتمالا.

لكن الاتحاد الأوروبي عرض “مواصلة العمل مع الائتلاف ودعمه” لأنه عمل على اقامة “بديل يحظى بمصداقية لنظام (الأسد) الحالي.”

وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله للصحفيين في بروكسل حيث اجتمع وزراء الخارجية “هذا هو الوقت المناسب لتطوير الائتلاف الوطني السوري اليوم.”

وأضاف “نعتقد أنه سيكون وسيلة مهمة لتعزيز عملية تآكل نظام الأسد.”

وأظهرت الخطوات التي اتخذت في الآونة الأخيرة نحو الاعتراف الكامل بالائتلاف السوري كيف ساعد توحيد المعارضة السورية على تعزيز الدعم الخارجي.

وكان معاذ الخطيب -وهو داعية من دمشق يحظى بشعبية- في بروكسل قبيل اجتماع أصدقاء سوريا المقرر عقده يوم الاربعاء في مدينة مراكش المغربية.

ومن المتوقع أن تعلن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن دعم واشنطن للائتلاف السوري الجديد في هذا الاجتماع.

وقال الخطيب انه يتوقع أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا يوم الأربعاء بشأن ما اذا كان سيعترف بالائتلاف باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري.

وقال للصحفيين عقب مغادرته اجتماع وزراء الخارجية “هذا قيد البحث لأن كل دولة أوروبية لها وجهة نظر خاصة وهم يناقشون هذه المسألة… سيقدمون الرد النهائي في مراكش.”

وذكر الاتحاد الأوروبي الخطيب بمسؤولياته في بيان لوزراء الخارجية جاء فيه “يشجع الاتحاد الأوروبي الائتلاف … على أن يظل ملتزما باحترام مبادئ حقوق الإنسان والاشتمال وعدم الإقصاء والديمقراطية والتعامل مع جميع فصائل المعارضة وجميع قطاعات المجتمع المدني السوري.”

واشار وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إلى أن الخطيب اعطاهم “بعض التأكيدات الواضحة جدا بشأن الطابع الاشتمالي للائتلاف الوطني.”

وقال هيج إن هذه التأكيدات شملت رغبة الائتلاف في تمثيل جميع الناس الذين يعيشون في سوريا وتضمنت إشارات إلى الأكراد والمسيحيين الذين يعيشون هناك.

وقال هيج “دعوته مجددا إلى توضيح التزام الائتلاف الوطني بجميع الأشياء التي لا يلتزم بها نظام الأسد.” وأضاف أن هذا يعني التزامات “بحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي والديمقراطية والحرية للشعب السوري.”

وقرر الاتحاد الأوروبي بضغط من بريطانيا في نهاية نوفمبر تشرين الثاني مراجعة العقوبات على سوريا كل ثلاثة أشهر بدلا من كل عام لتسهيل عملية مساعدة المعارضة في المستقبل.

وتشمل العقوبات حظرا على توريد الأسلحة إلى البلاد لمنع تدفق الأسلحة إلى قوات الأسد. وستتيح فترة المراجعة الجديدة للاتحاد الأوروبي النظر في إدخال تعديلات على الحظر ربما للسماح بتوريد معدات غير قاتلة للمعارضة السورية.

وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي إن الوزراء ناقشوا الإمدادات المحتملة يوم الاثنين لكن اليونان قالت إنها ستعارض أي خطوة من هذا القبيل.

وقال الاتحاد الأوروبي في الماضي انه سيدعم اتخاذ إجراءات ضد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا بالمحكمة الجنائية الدولية. ومع ذلك قال الدبلوماسي إن الوزراء قرروا يوم الاثنين أن مثل هذه الخطوة قد تعقد عملهم مع المعارضة الجديدة في الوقت الراهن.

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير محمد عبد العال)

من جوستينا باولاك وسباستيان موفيت

مقابلة- وكالة الاسلحة الكيماوية “مستعدة” بشأن سوريا

جنيف (رويترز) – قالت نائبة رئيس منظمة حظر الاسلحة الكيماوية يوم الاثنين إن المفتشين الدوليين يمكن ان ينتشروا بسرعة على حدود سوريا اذا اطلق اي من جيرانها تحذيرا من استخدام دمشق اسلحة كيماوية.

ولم تقدم جريس اسيرواثام دليلا على ان قوات الرئيس بشار الاسد ربما تكون تعد -حسب تأكيدات القوى الغربية- لاستخدام الاسلحة المحظورة ضد مقاتلي المعارضة كملاذ اخير لكنها قالت ان الفريق جاهز للمساعدة اذا طلب منه ذلك.

واضافت لرويترز في مقابلة في جنيف “نكثف قدرتنا. نحن مستعدون.”

ورفضت سوريا التوقيع على المعاهدة التي انشأت المنظمة قبل 15 عاما لذلك ليس للمنظمة سلطة عليها. لكنها قد تلعب دورا في ارسال الخبراء واجهزة حماية متخصصة الى الاردن او تركيا او لبنان او العراق اذا خشي الجيران من ان تشكل المواد السامة السورية تهديدا لحدودها. ولم ترسل اي دولة طلبا حتى الآن وتنفي سوريا امتلاكها اي اسلحة كيماوية.

وقالت اسيرواثام إن منظمة حظر الاسلحة الكيماوية التي تعمل مع الامم المتحدة ومقرها لاهاي كثفت عملها بعدما قال المسؤولون الأمريكيون والغربيون إن لديهم دليلا سريا على استعدادات سوريا للحرب الكيماوية. وحذر الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الاسد الاسبوع الماضي من ان استخدام مثل هذه الاسلحة سيكون “جريمة شائنة”.

وقالت اسيرواثام “نتابع الوضع ونحن قلقون ايضا بشأن الوضع. غير اننا لا نستطيع الدخول الى البلاد لانه ليس لدينا تفويض لفعل ذلك.”

وقالت عن الاتهامات الغربية للاسد والتي اثارت المقارنة مع تلك التي وجهت للرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبل عشر سنوات انه “بدون التحقق من هذه المعلومات واجراء فحص مادي على الارض فسيكون من الصعب جدا بالنسبة لنا قول اي شيء بشأن هذه التقارير.”

وتتهم سوريا اعداءها بالبحث عن مجرد ذريعة للهجوم وتقول انها لن تستخدم الاسلحة الكيماوية ضد شعبها حتى لو كانت تملكها. ويعتقد العديد من الخبراء الاجانب ان دمشق لديها مواد يمكن استخدامها لنشر غازات الاعصاب مثل غاز السارين الذي قد يمتد عبر حدود سوريا.

غير ان اسيرواثام قالت ان سوريا ملتزمة وفقا لبروتوكول جنيف لعام 1925 بألا تستخدم الاسلحة الكيماوية حتى اذا لم تكن موقعة على معاهدة 1993 التي تحظر استخدامها. واضافت “لا يستطيعون استخدام الاسلحة الكيماوية. الامر ليس خيارا بالنسبة لهم.

“نعتقد ان الحكومة السورية ستحترم التزاماتها تجاه بروتوكول جنيف وميل المجتمع الدولي للتخلص من الاسلحة الكيماوية.”

غير انها قالت انه اذا طلب اي من الدول الاربعة المجاورة لسوريا الاعضاء في المنظمة المساعدة فستكون فرق من 30 الى 40 من العاملين الدائمين البالغ عددهم 150 مفتشا على استعداد للانتشار على الحدود. وتابعت “في حالة استخدام الاسلحة الكيماوية او حتى اذا شعروا بأن التهديد باستخدامها جاد فسنكون قادرين على تزويدهم بوسائل الحماية والمساعدة.”

لكنها شددت على ان اي طلب يجب ان يكون مدعوما بدليل صحيح عن تهديد استخدام الاسلحة الكيماوية.

ووقعت إسرائيل الجارة الخامسة لسوريا على المعاهدة لكن لم يصدق عليها البرلمان. ويقول مسؤولون هناك ان إسرائيل لا ترى تهديدا عاجلا من الاسلحة الكيماوية السورية.

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

من ستيفاني نيبيهاي

تضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية بصلاحيات كاملة:هيئة التنسيق تكشف عن تفاصيل اتفاق بين روسيا وأمريكا حول سورية

منذر خدام ( رئيس المكتب الاعلامي لهيئة التنسيق ) : فيس بوك

تفيد المعلومات أن روسا وأمريكا على طريق الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية بصلاحايات كاملة ترأسها شخصية معارضة بارزة تقود المرحلة الإنتقالية التي سوف تمتد حتى موعد الانتخابات الرئاسية القادمة في 2014. من ملامح هذه التسوية عدم ترشح الرئيس لولاية ثالثة، والحفاظ على مؤسسات الدولة وخصوصا الجيش، وإطلاق سراح الموقوفين جميعا والبدء بعملية مصالحة وطنية شاملة وإصدار عفو شامل عن جميع المعارضين السوريين والبدء بعمليات الاعمار..وتهيئة الظروف لاعداد دستور جديد وقوانين مكملة له مثل قانون الأحزاب وقانون الاعلام وقانون الانتخابات وغيرها..وأجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في عام 2014….

ويتضمن التوافق بنودا حول كيفية محارية المجموعات الارهابية ومنع خروها من سورية…

هل اقترب الحل فعلاً،؟!..

ربما الأيام القادمة توضح ذلك من خلال مؤتمر أصدقاء سورية في مراكش!!!!…

بعد سنوات من سيطرة “القومي” عليها: الحمرا تسترجع عافيتها وتنوّعها

شاب وفتاة يتبادلان القبل على أحد الأرصفة، بجانبهما رجل ملتح يمشي. حولهما عجقة ناس من كافة الأعمار والأشكال والبيئات والإنتماءات. أشخاص يتبضّعون من محالها التجارية، وآخرون يجلسون في مقاهيها، يتحدّثون أو يصمتون أو يقرأون أو يكتبون. لا أحد ينتبه بالضرورة الى ما يفعله أو يرتديه الآخر. شوارعها ملوّنة بألوان ناسها وروّادها المتنوّعين والمختلفين”.

هكذا يصف هيثم منطقة “الحمرا” التي انتقل إليها مع أهله عام 1975 وبقي فيها حتى اليوم. وهو شهد المراحل العديدة التي مرّت بها هذه المنطقة منذ سنوات الحرب الأهلية اللبنانية والتحوّلات التي طرأت على “معالمها”. لكنّ ما هو ثابت فيها بالنسبة إليه، جوّها التعدّدي والمنفتح الذي يمنع سيطرة طرف واحد ولون واحد عليها.

عن جوّها هذا، يقول مختار رأس بيروت، ميشال بخعازي، بالكثير من الحبّ والحماسة، إن “أبناء وسكّان الحمرا متنوّعون دينياً وطائفياً وثقافياً وعرقياً. لا أحد يشعر أنه غريب فيها. وجود الجامعة الأميركية والجامعة اللبنانية الأميركية كما العديد من المدارس، أعطاها، إضافة الى البعد التربوي والغنى الثقافي، طابعاً شبابياً وحيوياً متنوّعاً، زاد منه وجود المقاهي والمطاعم”.

محاولة الهيمنة

واحدة من تداعيات أحداث 7 أيار 2008 ، عندما قرّر حزب الله استخدام سلاحه في الداخل، فاقتحم ومعه حركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي شوارع بيروت وبعض مناطق الجبل، كانت محاولة تغيير طابع الحمرا هذا، عبر بسط نفوذ الحزب القومي عليها والسعي للتحكّم بها.

“المظاهر المسلّحة أصبحت معمّمة وقتها. أُقيمت حواجز على الهوّية، وهدّد عناصر مسلّحون بعض المقيمين في المنطقة كما بعض روادّها الذين يختلفون سياسياً معهم لتخويفهم ومنعهم من التواجد فيها. ملأت الأعلام الحزبية شوارعها، محدثة تبدّلاً حزيناً في روح المنطقة”، يُخبر هيثم.

يقول خالد، الذي كان يعمل في الحمرا وانتقل للسكن فيها قبل هذه الأحداث، إنها “أصبحت  في هذه المرحلة من أسوأ المناطق في بيروت. لم يعد هناك إحساس بالأمان، وكأنك تسكن عند المخابرات السورية”. وقد شهدت تلك الفترة حركة نزوح كثيفة، بمعظمها من الحمرا باتجاه الأشرفية. ترك خالد بيته هناك واستأجر غرفة في قريطم.

وما زاد الوضع سوءاً في كانون الأول 2008 كان فتح مقرّ سفارة “النظام السوري” في شارع مقدسي. “كانت مرحلة سوداء من تاريخ الحمرا”، يقول هيثم، اذ تضاعفت مظاهر “العسكرة” وازدادت محاولات القمع والتهويل لمعارضي النظام السوري.

ومع اندلاع الثورة السورية منذ ما يقارب الـ20 شهراً، ووجِهت الاعتصامات التي نُظّمت في الحمرا تضامناً مع الشعب السوري بالتخوين والترهيب والقمع. “تعرّض العديد ممّن شاركوا في الوقفات التضامنية الأولى مع الشعب السوري الى الاعتداء بالضرب، وسُجّلت حالات خطف لناشطين سوريين. ولعبت سفارة النظام وقتها دوراً أساسياً في توقيف الشباب”، يقول خالد. اضطرّ هيثم عام 2011، تحت وطأة التهديد وانفلات الوضع الأمني، الى ترك بيته “العزيز” والانتقال الى مكان أكثر أماناً.

لكن الوضع تبدّل منذ فترة، يلاحظ الشابان. فقد “صعُب على أي طرف إخضاع المنطقة له”، يقول هيثم. “هناك جوّ من اللامبالاة واجه به سكّان الحمرا وروّادها مظاهر العسكرة والتسلّط. وكأنهم بذلك كانوا يعبّرون عن رفضهم لما يحصل”.

عودة الروح

خلال العامين الماضيين، شهدت الحمرا فتح 40 الى 50 مقهى ومطعماً جديداً، وفقاً للمختار بخعازي. وهذا أعاد الحياة والموسيقى والحركة اليها. ويذكّر المختار أن عودة المقاهي كانت قد بدأت منذ فترة “بسبب الاعتصامات التي جرت في وسط البلد (في الفترة التي تلت اغتيال الرئيس الحريري)، والتي دفعت العديد من المقاهي الى الاقفال هناك، والانتقال لاحقاً الى الحمرا”.

من جهة أخرى، يشير خالد الى أن تطوّرات الثورة السورية والحملات الإعلامية التي شُنّت بعد كل عملية خطف وعنف كانت تُمارس ضد الناشطين السوريين في الحمرا وضغط المجموعات الحقوقية،  فرضت معادلة جديدة. كما وأن جرأة المعارضين السوريين وإصرارهم على النزول الى الحمرا بالرغم من التهويل، كسرا حاجز الخوف الذي سعى الحزب القومي الى بنائه. “أصبحت بعض مقاهي الحمرا ملتقى للسينمائيين السوريين وللناشطين. هناك مقهى، صاحبه ينتمي الى حزب الله، يعمل فيه 15 موظفاً من دير الزور. أصبح السوريون يسمّونه “إستراحة دير الزور”، يجتمعون فيه، يتناقشون في السياسة ومش فارقة معهم!”.

“تواجد الحزب القومي لا يزال واضحاً”، يضيف خالد، لكن الأدوار يبدو أنها انقلبت. “حلفاء النظام السوري هم الخائفون الآن بالرغم من كل المظاهر التي يتّبعونها للإيحاء بعكس ذلك”.

من هذه المظاهر مثلاً، الاحتفالات التي نظّمها بعض القوى إحياءً لذكرى “عاشوراء” هذه السنة. إذ كانت المرّة الأولى التي يُقام فيها مجلس عزاء في سينما “مونتي كارلو”، بهذا الصخب وبطريقة “الفرض” التي تمّت. “شباب بثياب سوداء كانوا واقفين على مدخل السينما، حاملين أجهزة وواضعين السمّاعات. ممنوع لأيّ كان أن يركن سيارته. ترافق ذلك مع انتشار أمني كثيف”، يقول هيثم.

ويصف خالد الأصوات العالية جداً للأناشيد العاشورائية التي كان يضعها صاحب محلّ صغير لبيع الجرائد والمجلّات في آخر شارع الحمرا، وشاب يمرّ بسيارته في الشارع، بأنها دلّلت الى أن المعنيّين “لم يُريدا سماع الأناشيد، بل أرادا فرضها على الآخرين بالقوة”.

هذه الممارسات ومثلها رفع صوَر أو شعارات داعمة للأسد هي دليل على حالة “القلق” التي تعيشها الأطراف الموالية للنظام السوري في لبنان، بحسب هيثم وخالد. “هناك تقاطع لشعورين، شعور بالغلبة وبفائض القوّة من جهة، وآخر بالاستضعاف والخطر من جهة أخرى. وهذا يولدّ توتّراً كبيراً، يضيف خالد.

كأن الثورة السورية أعادت للحمرا بعضاً من ألوانها عقب الفترة القاتمة التي مرّت بها.

“تبني الأماكن تاريخها الجديد” يقول خالد، ولعل التعليق الذي كُتب على “فايسبوك”: “قوم كزدر بشارع الحمرا … بتعرف دغري أنو هنا دمشق”، يعبّر عن هذا المزاج الجديد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى