أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2015

المعارضة تتقدم في اللاذقية…. و «داعش» يتراجع في الحسكة

لندن، موسكو، واشنطن، القاهرة – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

استعادت فصائل سورية معارضة أمس قرى كانت قوات النظام قد سيطرت عليها في الأيام الماضية، في مؤشر جديد إلى هشاشة المكاسب التي يحققها الجيش الحكومي تحت غطاء جوي روسي. وفي وقت وقعت مواجهات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي، حيث حقق الطرف الأخير تقدماً مهماً في اليومين الماضيين، سُجّل نجاح «القوات السورية الديموقرطية» المدعومة من الأميركيين في السيطرة على عدد من القرى والبلدات في ريف الحسكة في إطار هجوم يهدف، كما يبدو، إلى طرد «داعش» من هذه المحافظة في شمال شرقي سورية وقطع طريق مهم للإمداد مع شمال العراق.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية أن سلاح الجو الروسي نفذ 131 غارة جوية وضرب 237 هدفاً في سورية خلال اليومين الماضيين. وقالت الوزارة إن سلاح الجو ضرب أهدافاً في محافظات حماة واللاذقية وحمص ودمشق وحلب والرقة، فيما أعلن الجيش الأميركي أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن عشر غارات على أهداف لـ «داعش» في سورية الأحد و17 في العراق في إطار تصعيد لعملياته في سورية وسط تفاقم الوضع الميداني.

وذكرت قوة المهام المشتركة في بيان أن المقاتلات شنّت ست غارات على مقربة من مدينة المعرة دمرت ثلاثة مواقع قتالية ومخزن ذخيرة وثلاثة مبان تابعة للتنظيم المتشدد. وأشار البيان إلى أن غارتين استهدفتا مركبة وثلاثة من عناصر التنظيم قرب معقل التنظيم في الرقة، في حين استهدفت كل غارة مقاتلين قرب الهول والحسكة.

وكان موقع «الدرر الشامية» أفاد بأن الفصائل المقاتلة «فرضت سيطرتها بالكامل على قرية غمام في جبل التركمان في هجوم مضاد، بعدما استولت قوات الأسد على عدد من النقاط المهمة في القرية (أول من) أمس». ونقل الموقع عن المكتب الإعلامي للفرقة الثانية الساحلية أن المعارضة قتلت 15 من قوات النظام، إضافة إلى العديد من الجرحى في معارك جبل التركمان التي تركزت على محور غمام. ونشر المكتب صوراً لبعض قتلى النظام، في حين أفيد بمقتل اثنين من عناصر الفرقة الثانية. وكانت القوات النظامية، بالتعاون مع «حزب الله»، شنت هجوماً عنيفاً صباح الأحد على محور غمام وحققت تقدماً فيه، وهو ما روّجت له وسائل إعلام موالية وصفت المنطقة بأنها «عاصمة الاستخبارات التركية». لكن المعارضة شنت هجوماً مضاداً واستعادت قرية غمام، وهو ما أكده العديد من المصادر السورية.

وكان الأمر ذاته قد حصل في الأيام الماضية في ريف حلب الجنوبي، حيث تقدمت قوات النظام تحت غطاء جوي كثيف من الطيران الروسي قبل أن تستعيد الفصائل معظم الأراضي التي خسرتها. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في هذا الإطار، إلى استمرار الاشتباكات بين «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية ومقاتلة من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات عربية وغير عربية من جانب آخر، على عدة محاور بريف حلب الجنوبي «ترافق مع قصف جوي مكثف من الطائرات الحربية الروسية على مناطق الاشتباكات»، متحدثاً عن قصف جوي استهدف بلدات الوضيحي والشقيدلة والعيس بالريف الجنوبي. وتابع أن «اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط جبل البنجيرة وتلة البقارة، بريف حلب الجنوبي، ومعلومات عن تقدم للطرف الأخير في المنطقة»، وهو أمر أكدته أيضاً مواقع معارضة عدة قالت إن المعارضة استعادت السيطرة على جبل البنجيرة بعد أقل من يوم من استيلاء النظام عليه. وقال المرصد، في الإطار ذاته، إن المعارضين استهدفوا بصاروخ «تاو» آلية لقوات النظام في محيط الحاضر وبصاروخ آلية أخرى في محيط قرية القراصي بريف حلب الجنوبي،

كما أفاد المرصد بأن طائرات حربية قصفت بلدة تادف التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» بريف حلب الشرقي. وتابع المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، على طريق أثريا – خناصر بريف حلب الجنوبي الشرقي وفي محيط قرية الشيخ احمد وبلدتي تل عرن وتل حاصل، وفي محيط تلة وقرية طعانة بريف حلب الشرقي و «معلومات عن تقدم للتنظيم وسيطرته على القرية والتلة الواقعة جنوب شرق المدينة الصناعية».

 

أما في محافظة الحسكة (شمال شرق سورية)، فقد تحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة مستمرة في عدة قرى في المنطقة الواقعة بين بلدتي تل حميس والهول بريف الحسكة الشرقي بين قوات سورية الديموقراطية المؤلفة من وحدات حماية الشعب الكردي ووحدات حماية المرأة وجيش الثوار وفصائل غرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع ألوية الجزيرة والمجلس العسكري السرياني من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» من جهة أخرى، وسط تقدم لقوات سورية الديموقراطية وسيطرتها على مناطق جديدة، ومعلومات عن خسائر بشرية نتيجة الاشتباكات وقصف طائرات التحالف على تمركزات التنظيم في المنطقة».

أما المركز الإعلامي لحزب الاتحاد الديموقراطي (الذي تتبع له وحدات حماية الشعب)، فقد أورد أن «القوات السورية الديموقراطية باشرت حملة ضد أماكن تمركز مرتزقة داعش جنوب بلدة تل براك بتمام الساعة الـ 03.00 فجراً، وحررت قرية خراب العطال الواقعة جنوب بلدة تل براك بحوالى 10 كيلومترات، (ثم) حررت… قرية خراب علي الصغيرة… وقرية رينس»، مشيراً إلى أن هذه القوات تمكنت خلال هجومها «من تحرير مساحة قدرها أكثر من 15 كيلومتراً من مرتزقة داعش». وأوضح الحزب أيضاً أن «القوات السورية الديموقراطية هاجمت أماكن تمركز مرتزقة داعش في الريف الجنوبي للحسكة، وتمكنت من تحرير 9 قرى في هذه الجبهة».

وفي محافظة ريف دمشق، قال المرصد إن 6 مواطنين بينهم 3 أطفال قُتلوا نتيجة قصف قوات النظام صباح أمس مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية والتي تعرضت في الفترة الأخيرة لحملة قصف جوي وصاروخي عنيف أوقع مئات القتلى والجرحى.

وفي محافظة حمص (وسط سورية)، تحدث المرصد عن تنفيذ طائرات حربية «يُعتقد أنها روسية» قرابة 10 غارات على مناطق في مدينة تدمر بالريف الشرقي، والخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، في حين أشارت «شبكة شام» الإخبارية إلى «اشتباكات مستمرة» بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في صحراء الريف الغربي لمدينة تدمر وحول حقول النفط في منطقة شاعر وأطراف مطار التيفور بعد تمكن «داعش» من قطع الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرة النظام وسعيه إلى قطع أوتوستراد حلب – دمشق بعد سيطرته على بلدة مهين ومحاولته الوصول إلى الأوتوستراد الدولي في قارة، وفق «شبكة شام».

وكان «داعش» شن الأحد هجوماً شرساً بدأ بتفجير سيارتين ملغومتين قبل أن ينتزع السيطرة على بلدة مهين جنوب غربي محافظة حمص. وقال المرصد إن نحو 50 مقاتلاً في صف القوات الحكومية قتلوا، بينما استعرت المعارك بعدها على مشارف بلدة صدد القريبة التي تسكنها غالبية مسيحية. وأصدر التنظيم بياناً يزعم فيه تقدمه الذي وضعه على بعد 20 كيلومتراً من الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بحمص وحماة وحلب. ولم تشر وسائل الإعلام الحكومية السورية إلى الهجوم، لكن «داعش» نشر فيديو وصوراً لبلدة مهين بعد سيطرته عليها.

وفي إطار مرتبط، ذكرت «شبكة شام» أن منطقة الدوة الواقعة غرب مدينة تدمر بـ 15 كيلومتراً، شهدت أمس «اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في محاولة لقوات النظام التقدم وفتح طرق إمدادها وأنباء عن مقتل العديد» من قوات النظام و «داعش».

وفي درعا بجنوب البلاد، قال المرصد أن قوات النظام قصفت تل عنتر والسهول المحيطة ببلدة كفرشمس بريف درعا الشمالي الغربي والسهول المحيطة ببلدة ام العوسج بريف درعا. أما في محافظة القنيطرة المجاورة، فقد قصف النظام بلدات مسحرة وام باطنة والصمدانية الغربية والحميدية بالقطاع الأوسط بريف القنيطرة، وفق المرصد.

الظواهري

ودعا أيمن الظواهري زعيم تنظيم «القاعدة» الجماعات الجهادية إلى الوحدة والوقوف صفاً واحداً لمواجهة «العدوان الأميركي الروسي» على سورية والعراق في أحدث تسجيل اقترح فيه وحدة أكبر بين «القاعدة» وتنظيم «داعش».

وقال الظواهري في تسجيل صوتي بث على شبكة الانترنت «إن الأميركيين والروس والايرانيين والعلويين وحزب الله ينسقون حربهم ضدنا، فهل عجزنا عن أن نوقف القتال بيننا حتى نوجه جهدنا كله ضدهم؟» ولم يتضح متى تم تسجيل الشريط، لكن الإشارة إلى الضربات الجوية الروسية على سورية توحي بأنه تم تسجيله بعد أن قامت روسيا وهي حليف للرئيس بشار الأسد بشن هجمات على جماعات معارضة وتنظيم «داعش».

وفي تسجيل سابق، رفض الظواهري الاعتراف بشرعية تنظيم «داعش» وزعيمها أبو بكر البغدادي، غير أنه قال إنه لو كان في العراق أو سورية لتعاون معهما ضد التحالف الذي يقوده الغرب. وأضاف الظواهري: «إخواني المجاهدين في كل مكان وفي كل المجموعات يا أهل الجهاد من كل فئات المجاهدين إننا نواجه اليوم عدواناً أميركياً اوروبياً روسياً رافضياً نصيرياً… فعلينا أن نقف صفاً واحداً من تركستان الشرقية حتى مغرب الإسلام في وجه الحلف الشيطاني المعتدي على الإسلام وأمته ودياره.»

 

«داعش» يقترب من فصل دمشق عن حلب… والساحل

باريس – رندة تقي الدين ؛ طهران – محمد صالح صدقيان ؛ بيروت، لندن، واشنطن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

اقترب تنظيم «داعش» مسافة نحو عشرة كيلومترات من الطريق الدولي بين دمشق من جهة وحلب والساحل معقل النظام السوري من جهة أخرى، بعد سيطرته «بسهولة» على بلدة مهين في ريف حمص إثر تفجير سيارتين و «انسحاب» الجيش النظامي من البلدة. في غضون ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» في باريس ان تركيز الطيران الروسي غاراته على المعارضة يؤدي إلى تقدُّم «داعش» على الأرض وليس قوات الجيش السوري، فيما انتقد مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي «ان تجتمع بلدان وتقرر مصير نظام ورئيسه» في إشارة الى بشار الأسد. وأشار وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقائه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الى «أهمية» بيان فيينا، مع استغرابه عدم تناول البيان «الإرهاب».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «تنظيم داعش سيطر بسهولة على بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، إثر تفجيرين انتحاريَّين واتفاق مع مسلحين في البلدة شنّوا هجوماً من الداخل» ليخرقوا هدنة مطبّقة منذ نحو سنتين مع قوات النظام. وقال مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس»: «إثر تفجير سيارتين على حواجز للجيش عند المدخلين الشرقي والغربي للبلدة، اندلعت اشتباكات بين الطرفين استمرت ساعتين، بالتزامن مع انسحاب تدريجي للجيش» النظامي.

وتطل بلدة مهين على طريق حمص – تدمر المقطوعة منذ سيطرة «داعش» على تدمر في 21 أيار (مايو). وبعد دخول بلدة مهين «تقدم داعش باتجاه قرية صدد التاريخية ذات الغالبية المسيحية والتي تبعد نحو 14 كيلومتراً من طريق دمشق – حلب الدولي، ودارت في محيطها اشتباكات مع قوات النظام»، وفق «المرصد» الذي أشار لاحقاً إلى دوي انفجار عند أطراف بلدة صدد. وفي حال سيطر «داعش» على هذه المناطق، يعزل دمشق عن حلب ثاني أكبر مدينة في سورية ومدن الساحل السوري، معقل النظام والطائفة العلوية.

 

أقفاص

وأفادت صفحة «المجلس البلدي لمدينة دوما» على «فايسبوك» أمس بأن «الثوار وضعوا الأسرى من الذين وقعوا في أيديهم في عملياتهم السابقة، في أقفاص نشروها في المناطق السكنية التي تتعرض للقصف دائماً، وذلك استجابةً لمطالب أهالي الغوطة» الشرقية لدمشق. وأضافت: «نشر الثوار في الغوطة منذ أمس مئة قفص، في كل منها حوالى 7 أشخاص، والخطة ماضية لصنع ألف قفص ونشرها في الغوطة الشرقية». ونبّهت إلى أن هذه الخطة تلت تعرُّض دوما لقصف عنيف، آخره الجمعة الماضي حين جرح وقتل أكثر من 600 شخص.

في باريس، قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» إن القيادة الروسية تعترف لمحاوريها بأن هدف تدخلها العسكري في سورية هو دعم الأسد وحماية قاعدتها البحرية العسكرية في طرطوس، ومصالحها العسكرية وإعادة دفع نفوذها في الشرق الأوسط. وتابعت ان مشكلة تدخل موسكو أن الروس لا يقاتلون «داعش» بل المعارضة وهذا يؤدي إلى تقدُّم التنظيم على الأرض في سورية، لا تقدُّم قوات الجيش النظامي. وزادت ان من المبكر القول إن الروس باتوا في مستنقع، لكنهم سيصبحون في مأزق عسكري.

في طهران، قال خامنئي بعد يومين على اجتماع فيينا بمشاركة سبعة عشر بلداً وغياب أطراف النزاع السوريين: «ان تجتمع بلدان وتقرر مصير نظام ورئيسه، فهذه سابقة خطرة، أي سلطة في العالم لا تقبل بذلك». وأضاف أن «اجراء انتخابات هو الحل، لذلك يجب وقف المساعدات المالية والعسكرية للمتمردين. فالحرب والاضطراب يجب ان يتوقفا أولاً، حتى يتمكن السوريون من ان يختاروا من يريدون في اجواء هادئة».

إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الوزير المعلم أعرب خلال لقائه دي ميستورا في دمشق عن «أهمية» العديد من النقاط الواردة في بيان فيينا، لكنه أبدى استغرابه لأن البيان «لم يتضمن إلزام الدول المعروفة بدعمها للإرهاب» بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب، كي تصبح جهود مكافحته «فعالة» و «يصبح الحديث عن اي وقف للنار مجدياً».

 

روسيا تقصف تدمر… و «داعش» يتراجع في الحسكة

لندن، الرياض، موسكو، واشنطن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

شن الطيران الروسي أمس للمرة الأولى غارات على منطقة مدينة تدمر الأثرية التي يسيطر عليها «داعش»، وسط معارك بين التنظيم وقوات النظام السوري في ريف حمص المجاور، في وقت تراجع «داعش» أمام مقاتلين أكراد وعرب شرق سورية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركا. وحض وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا على العمل للوصول إلى حل سياسي وعدم الاكتفاء بدعم الرئيس بشار الأسد، فيما لوحت طهران بالانسحاب من المفاوضات الدولية – الإقليمية حول سورية، مكررة انتقاداتها الدعم السعودي لنظام الأسد. وألمح قائد «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال محمد علي جعفري إلى احتمال «عدم تطابق» موقفي روسيا وإيران حول مصير الأسد. (للمزيد)

وأعرب مجلس الوزراء السعودي عن أمله في أن يتوصل المشاركون في اجتماع فيينا خلال محادثاتهم المقبلة إلى اتفاق في الرؤى وتوحيد للصف والكلمة، بما يضمن لسورية مستقبلاً أفضل. واستعرض المجلس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال جلسته في الرياض أمس مستجدات الأحداث وتطوراتها في المنطقة ونتائج الاجتماعات والمشاورات الدولية في شأنها، واطلع في هذا السياق على البيان المشترك الصادر في فيينا حول إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية، الذي اتفقت عليه 17 دولة، وما تم التوصل إليه من تفاهم مشترك حول عدد من النقاط.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن مقاتلاتها دمرت «موقعاً دفاعياً» و «بطاريات مضادة للطائرات» للتنظيم في منطقة تدمر، وقالت إنها قصفت 237 هدفاً في اليومين الأخيرين، فيما أعلن الجيش الأميركي أن التحالف الذي تقوده أميركا شن عشر غارات على أهداف لـ «داعش» الأحد. وذكر أن غارتين استهدفتا مركبة وثلاثة من عناصر التنظيم قرب الرقة، في حين استهدفت الغارات الأخرى مقاتلين قرب الهول والحسكة، شرق سورية.

واستفادت «القوات السورية الديموقراطية» التي تضم عرباً وأكراداً من غارات التحالف الدولي في التقدم في ريف الحسكة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة دارت في المنطقة الواقعة بين بلدتي تل حميس والهول بريف الحسكة الشرقي، وسط تقدم لقوات سورية الديموقراطية وسيطرتها على مناطق جديدة».

سياسياً، قال كيري خلال زيارته لـ «رابطة الدول المستقلة» في نص مقابلة صدر عن وزارة الخارجية الأميركية: «الأمر يتوقف فعلاً في شكل كبير على الاختيارات التي تقوم بها روسيا، سواء بالبحث عن حل سياسي أو الاكتفاء بدعم نظام الأسد. لو أن الأمر يتعلق فقط بالنظام… فهناك مشكلة».

في طهران، نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني، قوله أن بعض الدول لعب في اجتماع فيينا «دوراً سلبياً وغير بناء ولن تشارك إيران إن لم تكن المحادثات مثمرة» ونفى إرسال إيران أي قوات مقاتلة إلى سورية. لكنه قال «إنهم مستشارون عسكريون ذهبوا بناء على طلب النظام السوري لمحاربة الإرهاب… إيران عززت وجودها في سورية في الأسابيع الأخيرة». وقال جعفري: «جارتنا الشمالية (روسيا) تساعد في سورية، لكنها ليست سعيدة بالمقاومة الإسلامية. وفي أيّ حال، تقدّم المساعدات على أساس المصالح المشتركة، ولكن ليس واضحاً أن مواقف روسيا تتطابق مع (رأي) إيران في شأن الأسد». واعتبر أن «توحيد قلوب شعوب العراق وسورية وإيران يعني تشكيل الأمّة الواحدة، وهذا الأمر يمهّد لظهور الإمام المهدي».

إلى ذلك، أفادت صفحة موالية للنظام على موقع «فايسبوك» بأن «الاستخبارات الروسية رصدت احتمال أن تقوم طائرة من التحالف الدولي أو غيرها بالإغارة على قصر الشعب حيث يسكن الأسد، وتم تكليف سرب سوخوي 34 الجبارة بالإقلاع فوراً وإسقاط أي طائرة تقصف قصر الشعب من دون المراجعة».

 

الظواهري يحض الجماعات المتشددة على الوحدة ضد روسيا في سورية

القاهرة – رويترز

دعا زعيم تنظيم “القاعدة” ايمن الظواهري اليوم (الأحد)، الجماعات المتشددة إلى الوحدة والوقوف صفاً واحداً لمواجهة “العدوان الاميركي الروسي” على سورية والعراق، في احدث تسجيل يقترح وحدة اكبر بين “القاعدة” وتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

وأعلن التنظيم المتطرف الخلافة في أجزاء واسعة من العراق وسورية خاضعة لسيطرته، وسعى إلى توسيع نفوذه في الشرق الاوسط وأصبح يمثل خطرا أمنيا أكبر من خطر تنظيم “القاعدة” في المنطقة.

وقال الظواهري في تسجيل صوتي بث على شبكة الانترنت “إن الاميركان والروس والايرانيين والعلويين وحزب الله ينسقون حربهم ضدنا، فهل عجزنا ان نوقف القتال بيننا حتى نوجه جهدنا كله ضدهم؟”.

ولم يتضح متى تم تسجيل الشريط، ولكن الاشارة إلى الضربات الجوية الروسية على سورية توحي بأنه تم تسجيله بعدما قامت روسيا وهي حليف للرئيس السوري بشار الأسد بشن هجمات  في سورية في الثلاثين من أيلول (سبتمبر) الماضي.

وفي تسجيل صدر في أيلول (سبتمبر)، رفض الظواهري الاعتراف بشرعية تنظيم “داعش” وزعيمها أبو بكر البغدادي، غير أنه قال إنه لو كان في العراق أو سورية لتعاون معهما ضد التحالف الذي يقوده الغرب.

وأعلنت جماعة متشددة في مصر مرتبطة بـ “الدولة الإسلامية” وتسمي نفسها “ولاية سيناء” في بيان أنها أسقطت طائرة روسية يوم السبت، ردا على الضربات الجوية الروسية لمواقع التنظيم في سورية.

 

أوباما: نشر قوات في سورية لا يخالف التعهد عدم نشر قوات على الأرض

واشنطن – رويترز

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس (الاثنين) إن خطة نشر عشرات من أفراد القوات الخاصة الأميركية في سورية لتقديم المشورة إلى قوات المعارضة التي تقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، لا تخالف تعهده عدم نشر “قوات على الأرض” في الصراع السوري. وأوضح أوباما في مقابلة مع برنامج “أن بي سي نايتلي نيوز” في أول تصريحات تتعلق بنشر القوات منذ الاعلان عنها يوم الجمعة الماضي: “ضع في الاعتبار أننا قمنا بعمليات خاصة بالفعل وهذا في حقيقة الأمر مجرد امتداد لما نحن مستمرون في القيام به”، مضيفاً “نحن لا نضع قوات أميركية على الجبهات لقتال تنظيم الدولة الإسلامية. كنت متسقا دوما في أننا لن نقاتل كما فعلنا في العراق من خلال الكتائب والغزو. هذا لا يحل المشكلة”. وعند إعلان عملية النشر، قال البيت الأبيض إن القوات ستكون في مهمة “للتدريب وتقديم المشورة والمساعدة”، وإن العدد سيكون أقل من 50 فرداً. ويمثل نشر قوات أميركية على الأرض تحولاً بعد أكثر من عام على اقتصار المهمة الأميركية في سورية على الضربات الجوية ضد “داعش”.

يذكر أن أوباما الذي يعارض إرسال قوات لخوض حروب في الشرق الأوسط، كان استبعد سابقاً إرسال قوات برية أميركية إلى سورية، إذ وخلال خطاب تلفزيوني للأمة في أيلول (سبتمبر) 2013، قال أوباما: “لن ارسل قوات أميركية على الأرض في سورية”، كما أكد الأمر ذاته العام الماضي أيضاً. وتتعرض إدارة أوباما إلى ضغوط من أجل تكثيف الجهود الأميركية ضد “داعش” لاسيما بعدما استولى التنظيم المتشدد على مدينة الرمادي العراقية في أيار (مايو) الماضي، وعقب اخفاق برنامج الجيش الأميركي في تدريب وتسليح الآلاف من المعارضة السورية. وعززت روسيا وإيران تواجدهما العسكري دعما للرئيس السوري بشار الأسد في قتاله للمعارضة المسلحة، في إطار الحرب الأهلية المستمرة منذ أربعة أعوام ونصف العام.

 

«لجنة الشؤون الخارجية» البريطانية رفضت شن البلاد ضربات جوية في سورية

لندن – أ ف ب،رويترز

أعربت “لجنة الشؤون الخارجية” في البرلمان البريطاني اليوم (الثلثاء) عن رفضها شن البلاد ضربات جوية في سورية، معتبرة في تقرير أنه يتوجب على لندن التركيز على الجهود الدبلوماسية لاحلال السلام.

وقال أعضاء اللجنة في تقريرهم: “نعتقد بانه لا يجوز ان يتوسع العمل العسكري البريطاني في سورية من دون استراتيجية دولية متناسقة تكون لها فرص واقعية لدحر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ووضع حد للحرب الأهلية في سورية”.

ويشن الجيش البريطاني حاليا ضربات ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في العراق، في إطار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ويرغب رئيس الحكومة ديفيد كاميرون في توسيع هذه الضربات الى سورية، لذا يشكل ذلك انتكاسة له خصوصاً انه يحاول حشد التأييد داخل حزبه لتوسيع نطاق الضربات الجوية، كما ويريد تجنب تكرار ما حدث في 2013 عندما رفض البرلمان خططاً لتوجيه ضربات جوية بريطانية ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال رئيس اللجنة النائب المحافظ كريسبين بلانت إنه “هناك التزامات عسكرية عدة غير منسقة بين عدد كبير من الفاعلين الدوليين في العراق وسورية، ما جعل الوضع العسكري اكثر تعقيدا”، لافتاً إلى أن “من شأن ذلك ان يحرفنا عن الهدف الرئيس وهو انهاء الام الشعب الذي يعاني من هذه الايديولوجية الخطيرة والوحشية والمتخلفة”.

واوصى التقرير الحكومة بالتركيز على الجهود الدبلوماسية الهادفة الى احلال السلام.

 

آشورية عائدة من أسر «داعش» في الحسكة: الأكراد سهلوا دخول التنظيم قرانا

بيروت – أمندا برادعي

عائلة كاكو واحدة بين مئات العائلات الآشورية المسيحية التي تنوي الهجرة من لبنان إلى أستراليا بعد اجتياح تنظيم «داعش» محافظة الحسكة السورية في 23 شباط (فبراير) الماضي وخطف 230 شخصاً من الطائفة الآشورية بينهم أطفال، قبل أن يفرج عن 46 منهم على دفعات، غالبيتهم من المسنّين ويعانون من أمراض صحيّة. وتقيم البطريركية الآشورية وتنظيم الدولة الإسلامية مفاوضات للإفراج عن البقية (184) في مقابل فدية مالية قدرها 9 ملايين دولار كما يقول اسحق ايشو كاكو لـ «الحياة». وهو شقيق شميران (60 سنة) من قرية تل جزيرة التي أفرج عنها بعد 6 أشهر على خطفها وأتت إلى لبنان قبل شهرين. ويتابع اسحق الذي نزح وعائلته إلى لبنان قبل سنة خوفاً من اقتحام المسلّحين القرى المسيحية، القضية، إذ لا يزال لديه 4 أشقاء بينهم 3 نساء مخطوفين مع أولادهم.

لا تختلف شميران عن اسحق والنازح آشور كفركيس، فالوجع واحد ورواية رحلة الهروب من قراهم في الحسكة إلى لبنان متشابهة، إلا أن الاختلاف هو في ظروف كل واحد منهم مع ألف عائلة مسيحية نازحة من العراق وسورية الى قضاءي المتن وبعبدا والتي لا يطرق أحد بابها إلا الأهالي الذين تقول العائلات عنهم «إنهم من الطيّبين».

بعد الإفراج عن شميران كاكو التي تعاني من مرض السكري أوصلها مسلّحون إلى مطرانية كنيسة المشرق الآشورية في الحسكة في «فان» مقابل بدل نقل حيث استقبلها أقارب لها واستضافوها عندهم في قرية تل تمر بعد إصابتها بصدمة نفسية ورؤية منزلها في تل جزيرة مدمَّراً بالكامل.

كانت كاكو متمسِّكة بأرضها وبمنزلها على رغم نزوح أشقاء لها إلى لبنان قبل اقتحام «داعش» القرى، مؤمنة كل الإيمان بأن عائلتها ستعود إلى سورية، ومستبعدة فكرة هروبها من الأرض التي اعتاشت منها إذ كانت عائلتها تعمل بالزِّراعة. لكنها قررت ترك ممتلاكاتها وسط أنقاض بيتها والالتحاق بشقيقها اسحق. رحلة كاكو إلى لبنان كانت سهلة فانتقلت ومعها أوراقها الثبوتية من الحسكة إلى مطار القامشلي ومنه إلى دمشق ثم إلى نقطة المصنع اللبنانية الحدودية.

قبل ثمانية أشهر، ذاقت شميران للمرة الأولى، مرارة الحياة. تروي شميران لـ «الحياة» تفاصيل «احتيال» تنظيم «داعش» على أهالي تل جزيرة لخطف عدد منهم ويومياتها خلال 6 أشهر من احتجازها في جبل الشدادي – معقل التنظيم جنوب محافظة الحسكة.

وتقول: «يوم 23 شباط عند العاشرة صباحاً، جاء 4 مسلّحين بلباس الأكراد إلى القرية ووقفوا أمام منزل جيراننا، التمّ أهل الضّيعة الصغيرة لمعرفة ما يحدث حولهم لأننا كنا نسمع أصوات رصاص حولنا وأبلغنا المسلحون أنهم جاؤوا لتهريبنا وإلا يدخل مسلحو «داعش» علينا، وبعد أن كثر عددنا أقنعونا بوجوب الانتقال من نهر الخابور الذي يفصل القرى الآشورية عن بعضها بعضاً إلى جبل عبدالعزيز، ونقلوا كل 4 أشخاص بزورق مطاطي في النهر واحتجزنا في مشروع تابع للدولة قرب المقابر مقابل الضيعة حتى السابعة مساء وهناك أبلغونا أننا رهائن لدى تنظيم داعش ثم انتقلنا إلى جبل الشدادي – معقل التنظيم».

وتضيف: «وزّعونا (230) على ثلاث غرف فوضعوا النساء في غرفتين وحشروا الرجال في غرفة واحدة، أذكر أيضاً أنهم أخذوا خمس فتيات تتراوح أعمارهن بين 20 و 23 سنة وأعادوا بعد ساعتين 4 منهن وأبقوا على الخامسة، وأخبرتنا الفتيات أن المسلحين أجبروهن على حفظ آيات قرآنية وأبقوا على فتاة لتدريسها مع أخريات»، مشيرة إلى أنه «لو اعتدى المسلحون عليهن كنَّ اعترفن». وتقول: «على رغم أنهم كانوا كل يوم يسألوننا عن اعتناق الدين الاسلامي إلا أن معاملتهم معنا كانت جيّدة ولم يهددوننا بالقتل، فلم نشهد أي عملية اغتصاب. فقط سلبوا منا ذهباً وصلباناً». وتزيد: «أكلت اللحم مرتين خلال فترة خطفي، لكنّهم كانوا يقدمون لنا الرز والعدس والكوسى والبندورة لنطبخ ونقدّم الطعام إلى الرجال المخطوفين».

كانت النساء يتبادلن الرسائل مع أزواجهن عبر حارس الغرفة التي تقول شميران عنه أنه كان «يحسن التصرّف وكان يسمح لنا بالنوم بعبايات على فرش خارج الغرفة لكثرة الحرّ».

وفيما كانت دانيالا كاكو ابنة أخ شميران تساعدها، مستعينة بجهاز «آيباد» يحوي صوراً تذكارية، على تذكّر يومياتها خلال فترة خطفها والتي كانت سردتها لها فور وصولها إلى لبنان، عجزت شميران عن محو صورة احتفال النساء داخل الغرفة بقداس عيد الفصح من ذهنها في نيسان الماضي، إذ تشاركن الصلوات والتراتيل وناولن بعضهن بعضاً الخبز الممزوج بالماء.

وتنتظر دانيالا التي كانت تعمل بالأشغال اليدوية في قريتها تأشيرات السفر مع عائلتها إلى استراليا بعد إجراء مقابلات في مكاتب السفارة في لبنان، لكن شميران تصر على البقاء في لبنان حتّى الإفراج عن أشقائها.

وترى عائلة كاكو إضافة إلى شادي يوخنا (شقيق زوجة شقيقها اسحق) وآشور كفركيس الذي نزح إلى لبنان الثلثاء الماضي من القامشلي (التي تستقبل الهاربين من الحسكة في المنازل والأديرة) خوفاً من المسلّحين، في تصريحات الكنيسة الأرثوذكسية الروسية حول «الحرب المقدسة» التي يخوضها الجيش الروسي في سورية قراراً سياسياً.

ويقول يوخنا لـ «الحياة» إن «الأكراد الذين يدّعون حمايتنا في محافظة الحسكة خانونا، وأخبرني أحد الأصدقاء الذي تمكن من الهروب أن الأكراد الذين ادعوا تطويق القرى لحمايتنا فسحوا المجال أمام مسلحي «داعش» الذين أتوا عبر نهر الخابور لخطفهم، فلم يأتِ أحد منهم لنجدتهم، وبعد أن تمّت عملية الخطف سرق الأكراد المنازل والكنائس قبل أن يعود المسلّحون ويدمروا القرى». أما كفركيس الموظّف في إحدى الدوائر الحكومية في سورية، والذي يعاني من مرض السرطان فيقول لـ «الحياة» إنه قام بتهريب ابنه إلى تركيا خوفاً من قيام الأكراد بتجنيده في صفوفهم. وقال: «يأخذون شبابنا من الشارع من طريق الصدفة»، مشيراً إلى مقتل ابن شقيقه البالغ من العمر 21 سنة بعدما نصب عناصر «داعش» مكمناً لهم في الحسكة.

حال آشور كحال عدد كبير من العائلات الآشورية النازحة إلى لبنان من العراق وسورية التي لا يزال أمامها رحلة واحدة وهي إما إلى كندا أو ألمانيا أو أستراليا التي فتحت أبوابها لـ12 ألف نازح إلى تركيا والأردن ولبنان حتى حزيران (يونيو) المقبل بحسب خادم رعية كنيسة مار جاورجيوس الآشورية في لبنان الأب سرجون زومايا. ويقول لـ «الحياة»: «من لديه أقارب هناك يمكنهم أن يكفلوه». وأضاف: «أن يتركوا الكنيسة شيء مؤسف لكن ليس لدينا بديل لتأمين مبلغ 650 دولاراً بدل ايجار منازلهم».

 

دو ميستورا يدعو السوريين إلى هدنة كيري: الحل الوحيد رحيل الأسد

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

 

وقت يتمدد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في ريف حمص الشرقي بسيطرته على بلدة مهين وشنه هجمات على بلدة صدد مما يهدد بقطع الطريق الدولي بين دمشق وحمص، أغارت المقاتلات الروسية للمرة الأولى على مواقع للتنظيم الجهادي في منطقة تدمر.

ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا الى وقف جديد للنار، للبناء على الجهود الديبلوماسية المبذولة في فيينا لانهاء النزاع الذي يمزق البلاد منذ نحو خمس سنوات. ولوحت إيران بالانسحاب من محادثات فيينا وسط خلاف متفاقم مع السعودية.

وصرّح دو ميستورا للصحافيين في ختام زيارة لدمشق اطلع خلالها المسؤولين السوريين على محادثات فيينا: “ما نحتاج اليه أيضاً هو بعض الوقائع على الأرض، بعض وقف للنار وخفض للعنف”. وأضاف: “من شأن ذلك أن يحدث فارقا كبيراً لاعطاء الشعب السوري انطباعاً أن اجواء فيينا لها تأثير عليهم”.

وأوضح أنه ناقش خلال لقاءاته في دمشق “جوانب محادثات فيينا لأن الحكومة السورية لم تكن حاضرة (الجمعة الماضي) ولا المعارضة”، معتبراً أنه “من المهم جداً أن يكون كل سوري مشاركاً ومطلعاً على هذا الموضوع. من واجبي القيام بهذه المهمة وأنا أقوم بها”.

ثم قال: “نتجه الى إطلاق مجموعات العمل الخاصة التي ستكون كما تعرفون أحد جوانب متابعة محادثات فيينا، واعتقد أن الوزير (وليد) المعلم أعلن في الجمعية العمومية (للأمم المتحدة) أنهم (الحكومة السورية) سيكونون جزءاً منها”.

 

كيري

ورأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مقابلة مع قناة “مير” التابعة لرابطة الدول المستقلة في سياق جولته في آسيا الوسطى، أن الطريق الوحيد لإنهاء الحرب في سوريا يتطلب رحيل الرئيس بشار الأسد، لكنه أفاد أن واشنطن تسعى الى توسيع التعاون مع موسكو في سياق التسوية السورية.

وسئل هل تخطط واشنطن للتنسيق مع روسيا لدى إرسال عسكريين الى سوريا، فأجاب: “طبعاً، إننا نريد تنسيق خطواتنا مع روسيا، لكننا لا نريد أن نكتفي بهذا القدر فقط، بل نريد تعاوناً أوسع، لكن هذا الأمر مرتبط بروسيا والقرارات التي تتخذها في سياق الإجراءات السياسية لإحلال السلام”.

وكشف أن روسيا والولايات المتحدة تمكنتا خلال اجتماعات فيينا الأسبوع الماضي من إحراز تقدم في موضوع التسوية السورية، واصفاً المحادثات بأنها كانت مثمرة للغاية. لكنه حذر من أنه “إذا كان الهدف الوحيد لروسيا يكمن في دعم نظام الأسد، فمن المستحيل التوصل الى حل”، وربط هذه الاستحالة بموقف تركيا وقطر والسعودية والمعارضة السورية “الذين لن يتوقفوا عن حربهم ضد الأسد”. وشدد على أن “السبيل الوحيد لإنهاء الحرب يكمن في دعوة السيد الأسد الى عدم المقاومة لتشكيل الحكومة الجديدة، إذ يمكنه أن يساعد بذلك لإنقاذ بلاده”. واعتبر أن “وجود روسيا من أجل دعم النظام فقط يؤدي الى ظهور قضايا جديدة في المنطقة”.

وفي هذا السياق، أعلن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون السياسة الخارجية بن رودز أن مهمة القوة العسكرية التي تخطط واشنطن لإرسالها الى سوريا، ستكمن في “المساهمة في تعزيز قدرات الشركاء” وليس في “المناوبة القتالية”.

وقال إن العسكريين الأميركيين سيقدمون لهؤلاء الشركاء المشورة، وسيساعدونهم في المسائل التنظيمية.

 

إيران

في غضون ذلك، حذّرت طهران من أنها ستنسحب من محادثات السلام الخاصة بسوريا إذا وجدتها غير بناءة واتهمت السعودية “بدور سلبي” في أحدث تطورات الخلاف بين الخصمين يمكن أن يؤثر على جهود تخفيف التوتر في الشرق الأوسط. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية “ايسنا” عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان: “في الجولة الأولى من المحادثات لعب بعض الدول وخصوصاً السعودية دوراً سلبياً وغير بنّاء… لن تشارك إيران إن لم تكن المحادثات مثمرة”.

وفي انتقادات شخصية غير معتادة بدا كأن الرئيس الإيراني حسن روحاني يوبخ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي انتقد طهران السبت لما وصفه بالتدخل في بلدان في المنطقة. ونقلت عنه وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء “ارنا”: “لن يصل شاب قليل الخبرة في أحد بلدان المنطقة الى أي شيء حين يتحدث بوقاحة أمام من يكبرونه سناً”. ولم يذكر روحاني “الشاب” الذي يقصده بالاسم ولكن يعتقد أنه كان يقصد الجبير.

والتقت في فيينا الجمعة الماضي قوى عالمية وإقليمية بينها إيران والسعودية لمناقشة حل سياسي للحرب السورية، لكنها فشلت كما كان متوقعاً في التوصل الى توافق على مصير الأسد.

واتهم الجبير إيران بمحاولة تهريب أسلحة الى البحرين والسعودية وبالتدخل في لبنان وسوريا والعراق واليمن وهو أمر قال الوزير السعودي إنه يؤثر سلباً على العلاقات الايرانية – السعودية. وأضاف: “دول الخليج… مدت يداً ودودة إلى إيران”، وأن الرياض أوضحت مراراً سعيها الى علاقات جيدة مع طهران. و”الآن الكرة في ملعب إيران”، مشيراً الى أن تحديد ما اذا كانت تريد إقامة علاقات مع السعودية تقوم على حسن الجوار أم تريد علاقات مليئة بالتوتر في أيدي الإيرانيين.

 

المقاتلات الروسية أغارت على 237 هدفاً “إرهابياً” في سوريا واستهداف مواقع لـ”داعش” في منطقة تدمر للمرة الأولى

المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)

اعلن الجيش الروسي ان مقاتلاته أغارت للمرة الاولى على منطقة تدمر في ريف حمص حيث سيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) على بلدة مهين القريبة مما شكل تهديداً بقطع الطريق الدولي بين دمشق وحمص.

جاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أن المقاتلات الروسية دمرت “موقعاً دفاعياً” و”بطاريات مضادة للطائرات” للتنظيم المتطرف في منطقة تدمر، مشيراً أيضاً الى قصف 237 هدفاً “ارهابياً” في سوريا في اليومين الأخيرين.

وكان التلفزيون السوري بث مطلع تشرين الاول ان الطيران الروسي وجه ضربات الى مواقع “داعش” في تدمر وحولها قبل صدور نفي عن وزارة الدفاع الروسية.

وقد استولى تنظيم “الدولة الاسلامية” في 21 ايار على مدينة تدمر في محافظة حمص على مسافة 205 كيلومترات شرق دمشق، بعد ان طرد منها القوات الحكومية. كما قام التنظيم الجهادي بعمليات قتل وتدمير في هذه المدينة الاثرية المصنفة على قائمة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الأونيسكو” للتراث العالمي للبشرية.

الى ذلك، أفادت وزارة الدفاع الروسية ان الطائرات الروسية نفذت 131 طلعة خلال يومين وقصفت اهدافا في محافظات حماه وحمص واللاذقية وحلب والرقة وفي ريف دمشق.

وقالت ان طائرة “سوخوي- 34″ دمرت معسكراً يستخدم لتدريب مقاتلين أتوا من الخارج في ضاحية مدينة حلب، فيما قصف مستودع قذائف في حرستا الواقعة على مسافة 10 كيلومترات شمال شرق دمشق.

وفي بلدة سلمى بمحافظة اللاذقية التي سبق لها ان تعرضت لقصف الطيران الروسي مراراً، قال الجيش الروسي انه قصف مركز قيادة لـ”جبهة النصرة ” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة” يستخدم خصوصاً لتشويش اتصالات الراديو للقوات النظامية.

كذلك قصفت طائرة “سوخوي- 25” موقعا تتمركز فيه آليات عسكرية في كفرنبودة بمحافظة حماه.

ومند بدء تدخلها في سوريا أواخر ايلول، تقول موسكو إنها استهدفت حصراً “داعش” وتنظيمات “ارهابية” بطلب من نظام دمشق.

على صعيد آخر، نفى الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف في مؤتمر صحافي قصف المقاتلات الروسية مبنى المشفى في سرمين، وعرض على الصحافيين صوراً جوية التقطت في 31 تشرين الأول تبين أن مبنى المشفى سليم، دحضاً لاتهامات وسائل إعلام غربية بأن المقاتلات الروسية أغارت عليه. وعلق على ذلك قائلاً: “كما ترون، فإن المبنى سليم… وهذه صورة التقطناها في 31 تشرين الاول 2015. كما ترون أيضا فإن جميع المباني والمنشآت التي كانت عام 2014، موجودة اليوم أيضا في الصورة الملتقطة أول من أمس”.

وذكر بأن “وسائل إعلام غربية زخرت منذ أسبوع نقلاً عن المجتمع الطبي الأميركي – السوري المُسجل في الولايات المتحدة، بكيل الاتهامات لنا، زاعمة قصف المقاتلات الروسية مشافي في بلدات سكنية مثل العيس والخضر واللطامنة وسرمين وغيرها”. واضاف ان “كل ذلك لا أساس له من الصحة وقدم دون أي مواد عملية (تثبته) إلا تسجيل فيديو يزعم أنه لمشفى سرمين في ريف إدلب مدمر”. وأوضح أن وسائل الإعلام الغربية زعمت أن القصف الروسي أودى بحياة 12 شخصاً وأصاب نحو 30 آخرين، قائلا: “درسنا هذه المعلومات، فتبين أن هناك فعلاً مشفى في سرمين وحدها، بينما هو غير موجود في باقي البلدات”.

 

مخاطر السيطرة على مهين

وشكلت سيطرة “داعش” على بلدة مهين جنوب محافظة حمص تطوراً مهماً على صعيد تغيير قواعد الميدان، فللمدينة أهمية كبيرة إذ تبعد نحو 20 كيلومتراً عن الأوتوستراد الدولي الذي يصل دمشق بحلب مروراً بحمص وحماه. وبدأ الهجوم انطلاقا من القريتين التي يسيطر عليهما التنظيم منذ آب الماضي، بتفجير سيارتين مفخختين عند حاجز الأعلاف في مدخل البلدة الجنوبي وسرعان ما تمت السيطرة على مهين وحوارين.

وشكلت هذه العملية مفاجأة للجيش السوري الذي بدأ عقب العملية ضرب ستار عسكري في محيط البلدة للحيلولة دون توسع التنظيم نحو بلدة صدد ذات الغالبية المسيحية.

 

إنقاذ أكثر من 1400 مهاجر في بحر إيجة ‏ وآلاف يتدفقون على الحدود بين سلوفينيا والنمسا

‏عدد من اتجهوا منهم إلى أوروبا في الشهر الماضي يعادل تقريبا إجمالي 2014 كله ‏

عواصم – وكالات : أعلن خفر السواحل اليوناني امس الاثنين أنه تم إنقاذ أكثر من 1400 مهاجر ولاجئ على مدار الثلاثة أيام الماضية في ‏بحر إيجة فيما تدفق آلاف اللاجئين على الحدود بين سلوفينيا والنمسا بينما عادل اجمالي عدد المهاجرين الذين وصلوا الى اوربا الشهر الماضي اجمالي عام 2014.

وقد لقى 19 شخصا ،بينهم عدة أطفال ، حتفهم في المياه ما بين اليونان وتركيا . ‏وذكرت تقارير إعلامية أن قارب صيد على متنه 200 شخص ، جنح عند جزيرة روديس اليونانية في وقت مبكر من ‏امس.وقد شكل السكان سلسلة بشرية وهرعوا للبحر للمساعدة في إنقاذ امن كانوا على متن القارب . ‏

ويذكر أن 5000 شخص وصلوا السبت الماضي إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، التي تعد البوابة الرئيسية لأوروبا بالنسبة ‏للذين يقومون بهذه الرحلة البحرية الخطيرة ، عقب فرارهم من الصراعات في الشرق الأوسط وإفريقيا .‏ وصول آلآف المهاجرين الى الحدود بين سلوفينيا والنمسا ‏

وبحلول ظهر امس وصل قطار يحمل نحو 1200 مهاجر الى محطة قطار مؤقتة تقع عبر الطريق من مخيم لاجئين في بلدة ‏سنتيل بسلوفينيا قادما من الحدود مع كرواتيا.ورافقت قوات من الشرطة والجيش المهاجرين بعد ذلك الى المخيم حيث قُدم لهم ‏طعام وماء.‏

ومن هناك فان المسافة قصيرة تقطع سيرا على الاقدام حيث تبلغ بضع مئات من الامتار الى الحدود النمساوية فيما اصطف ‏عدة الاف في طابور للسماح لهم بالعبور.ويسمح الجيش النمساوي الذي يسيطر على المنطقة لخمسين شخصا بالعبور كل ‏عشر دقائق.‏

وفي بعض الاوقات يضطرون الى مطالبة الحشود بعدم التدافع والالتزام بالهدوء لكن بصفة عامة فان المزاج جيد بين ‏الوافدين الجدد.وقال رجل يدعى أمين من سوريا «سعيد.. سعيد.. سعيد للغاية وأنا الان سعيد للغاية. ربما بعد المخيم أذهب ‏الى السويد وألمانيا ثم الى السويد.»وقال نور الله البالغ من العمر 15 عاما إنه قام بالرحلة الخطيرة عبر سبع دول من بلده ‏أفغانستان مع صديقه الصغير فقط.وهو يأمل في ان يتمكن من الذهاب الى أوروبا للدراسة وفي نهاية الامر تتمكن عائلته من ‏الانضمام اليه هناك.وأضاف «اذا منحوني الجنسية فان هذا سيكون أمرا جيدا جدا وسوف أبقى … ستكون هذه فرصة جيدة ‏لنا ان يمنحونا الجنسية».‏

وقال فولفجانج براونسار المتحدث باسم ولاية ستيريا في جنوب النمسا «في الوقت الراهن المهاجرون في حالة مزاجية جيدة. ‏كل شئ يحدث بطريقة منظمة لكن بالطبع تعتبر المسألة دائما تحديا عندما لا يمكن نقل الناس. وعندئذ يصبح المهاجرون ‏غير مستقرين وهو ما يعني انه يجب على المرء ان يتأكد من انه سيجري نقلهم بسرعة ثم يدرك المهاجرون ان الاشياء ‏تمضي ويلزمون الهدوء».ومن التحديات الرئيسية التي تواجه السلطات في سبايلفيلد نقل المهاجرين داخليا.‏

وقالوا ان لديهم 150 حافلة جاهزة لنقل الناس لكن في بعض الأوقات لا يصبح بمقدورهم نقل أي شخص لأن ملاجئ ‏الطوارئ في أنحاء البلاد كاملة العدد.‏

في سياق متصل قال متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين امس الاثنين إن عددا شهريا قياسيا بلغ 218394 ‏مهاجرا ولاجئا وصلوا إلى أوروبا عن طريق البحر في تشرين الأول / اكتوبر ارتفاعا من 172843 مهاجرا في ‏أيلول / سبتمبر.‏

وأضاف أدريان إدواردز «يمثل هذا أعلى إجمالي لأي شهر حتى الآن وقرابة الإجمالي نفسه عام 2014 بأكمله» وكانت ‏المفوضية قالت إن نحو 219 ألفا وصلوا إلى أوروبا بحرا عام 2014.‏

وقال «إنه يظهر أيضا العدد الهائل من الوافدين في بضعة أيام خلال الشهر. وبلغ التدفق خلال الشهر ذروته ‏عند 10006 (في اليونان وحدها) في يوم واحد هو 20 من أكتوبر»‏. وسافر أغلبية المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا عبر تركيا واليونان وهو تحول عن المسار الأفريقي المفضل فيما مضى ‏عبر ليبيا إلى إيطاليا.

وكان السوريون يؤلفون أكبر حصة من المهاجرين بنصيب 53 في المئة وذلك نتيجة للحرب ‏الأهلية التي تسببت في هروب مئات الآلاف من ديارهم.وحل الأفغان في المركز الثاني بنسبة 18 في المئة.‏

وارتفع عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط ليسجل رقما قياسيا في تشرين أول / أكتوبر الماضي،ايضا بسبب سياسة الترحيب باللاجئين التي تتبعها ألمانيا، والتي تعد أحد أسباب الزيادة.

وكان الرقم القياسي السابق منذ بدء الازمة السورية عام 2011 ، قد سجل في أيلول / سبتمبر الماضي، إذ كان العدد وقتها 172 ألفا و800 شخص قاموا برحلات بحرية من شمال أفريقيا وتركيا إلى جنوب أوروبا.

بدوره قال وليام سبيندلر، المتحدث باسم المفوضية: «حقيقة أن ألمانيا لديها سياسة لجوء سخية جدا كانت جزءا من العوامل».

وأخبر اللاجئون موظفي المفوضية أنهم كانوا خائفين من احتمال أن تصبح سياسات ألمانيا أكثر تقييدا قريبا، لذا فهم ينتقلون بسرعة إلى أوروبا. وأضاف أن الكثيرين يقومون الآن أيضا برحلات بحرية خطيرة، لأنهم يخشون من تدهور الطقس أثناء أشهر الشتاء.

كما أن الشعور المتزايد باليأس بين اللاجئين السوريين الذين يعيشون في دول الشرق الاوسط – مثل لبنان والاردن حيث يواجه اللاجئون تكاليف معيشة مرتفعة وانعداما للأمن الغذائي وبطالة وبيروقراطية ونقصا في فرص التعليم – يعد سببا كبيرا آخر.

في سياق متصل أعرب نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس عن أمله في الاستفادة من تحقيق دمج ناجح ‏للاجئين في أوروبا لصالح الاقتصاد الأوروبي. ‏

وقال امس الاثنين في تصريحات لإذاعة لاتفيا: «من الممكن أن يسفر ذلك (نجاح دمج اللاجئين) عن تأثير إيجابي؛ لأن ‏الكثير من الدول الأوروبية مثل لاتفيا تواجه نقصا في القوى العاملة». ‏

وفي الوقت ذاته حذر دومبروفسكيس الذي كان يتولى منصب رئيس وزراء لاتفيا سابقا من مواجهة صعوبات أخرى ، إذا ‏لم يتم النجاح في تحقيق دمج اللاجئين. وأشار نائب رئيس المفوضية الأوروبية إلى أن الدمج يعد عملية تستمر لأعوام. ‏

وتابع أن استقبال اللاجئين سوف يسفر عن أعباء إضافية لميزانيات الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي على المدى القصير. ‏وأشار إلى أن هذه الأعباء تحدث بصفة خاصة للدول الأكثر تضررا من أزمة اللجوء مثل دول جنوب شرق أوروبا وكذلك ‏ألمانيا. ‏

 

ضحية جديدة في سجون «جيش الإسلام» والقتل بحسب الانتماء في الغوطة الشرقية

يمنى الدمشقي

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: بينما تغص الغوطة الشرقية بضحايا قصف قوات النظام السوري وتسجل في يومين ما يزيد عن مئة شهيد، يستقبل الأهالي ضحايا آخرين. لكن وفاتهم لم تكن على يد قوات النظام، بل تحت التعذيب في سجون «جيش الإسلام»، إذ سلمت جثة الشاب أبو علاء أسامي (35 سنة) من أهالي حي جوبر، إلى المكتب الطبي في الحي وعليها آثار تعذيب وصعق بالكهرباء وكدمات واضحة على جسده مع تعرضه للضرب على رأسه بأدوات حادة وعلامات شبح على يديه، وثقوب في أكواعه مع رضوض زرقاء في كامل جسده، بعدما تم اعتقاله يوم الثلاثاء الماضي مع أربعة من رفاقه بشكل تعسفي في الحي من قبل عناصر من «جيش الإسلام» بدون أي تهمة توجه إليه.

وتحدث عطاء الله سلام، وهو ناشط في حي جوبر وأحد أصدقاء أبو علاء، عن أنه شخص مدني لم ينتم إلى أي فصيل عسكري. لكنه في الآونة الأخيرة تطوع ليرابط مع حواجز «فيلق الرحمن» في الغوطة الشرقية بقصد أن يأخذ أجور رباطه على الحواجز ويؤمن قوت يومه، إضافة إلى عمله بجمع الخشب والبلاستيك من الأراضي وبيعه. وفي اليوم الذي اعتقل فيه أبو علاء كان يجمع البلاستيك والخشب من إحدى النقاط القريبة لـ»جيش الإسلام» وشوهد هناك من قبل عناصر الجيش وهم يلتقطون البلاستيك وحصلت مشاداة كلامية بين الطرفين اقتيد على إثرها الشاب أبو علاء ورفاقه إلى السجن. وأعيد يوم الجمعة جثة هامدة إلى المركز الطبي الذي سلمه لذويه، بينما بقي مصير أصدقائه مجهولاً حتى اللحظة ويعتقد أنهم في سجن التوبة.

ويقول عطاء الله سلام أن أبو علاء هو الضحية الثانية من حي جوبر بعد شاب قتل منذ ثمانية أشهر من عائلة جحا في سجون «جيش الإسلام» أيضاً، حسب تعبيره.

وقد تم إخبار المكتب الطبي بأن أبو علاء اعترف بأنه مبايع لتنظيم الدولة ووجهت إليه تهم الشذوذ وسرقة ذخيرة. وبعد أن تم التحقيق معه أصيب بجلطة قلبية أدت إلى وفاته، وهو الأمر الذي أنكره أقارب وأصدقاء أبو علاء. وتعجب هؤلاء من موقف الهيئة الشرعية مما حدث التي لم تصدر أي بيان متهمين إياها بالتبيعة الكاملة لـ»جيش الإسلام».

أما «جيش الإسلام» نفسه فحتى الآن لم ينشر أي بيان رسمي بشأن الحادثة، إنما اقتصر الحديث عنها على عناصر تابعة للجيش، بأن أبو علاء كان من عناصر» جيش الإسلام» وترك اللواء بلا براءة ذمة وشكل مع أصدقائه عصابة تسرق وتنهب ليعلن لاحقاً بيعته لتنظيم الدولة ويتورط معهم إضافة إلى تورطه بعمليات اغتيالات وسرقة. وبعد تأكد «جيش الإسلام» من هذه المعلومات أرسل قوة عسكرية لاعتقاله مع مجموعته لكنهم قاوموا بالذخيرة الحية التي معهم، وحاولوا الاعتداء على عناصر «جيش الإسلام» بالضرب ومحاولة الهروب لكن العناصر تمكنوا منهم، واقتيدوا جميعاً إلى التحقيق وبعد ساعات توفي أبو علاء، معلنين أن قتله كان بالخطأ.

واستنكر أقارب الضحية ما تم الحديث عنه من رواية «جيش الإسلام» مؤكدين أن علامات التعذيب على الجثة كانت واضحة وخاصة آثار الصعق بالتيار الكهربائي. وتساءلوا: «كيف يتم قتل إنسان بهذا الشكل؟ وبدون أي حكم قضائي أو مذكرة اعتقال رسمية صادرة بحقه، ولماذا ترسل دورية عسكرية لاقتياده؟»

يتابع عطاء الله سلام حديثه: «هذه التهم توجه إلى كل من يعارض سياسة «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية والتي تتمثل بالاعتقالات التعسفية والهمجية التي يقوم بها بحق الأهالي من دون الرجوع للقضاء ومن دون وجود مذكرة قضاء، حتى وصل الأمر إلى اعتقال بعض النساء بتهمة مبايعة «تنظيم الدولة»، أو بتهمة أن أزواجهن مبايعين للتنظيم فيتم احتجاز النساء ريثما يسلم الأزواج أنفسهم». وأكد سلام أن في الغوطة سجنا خاصا بالنساء ويغص بالعشرات منهن. أما سجون الباطون والكهف والتوبة والتي بات الأهالي يطلقون عليها المخابرات الجوية فهي مخصصة للرجال خصوصاً من وجهت لهم تهمة الانتماء إلى «تنظيم الدولة».

ويضيف أن «أشهر طرق التعذيب عندهم فهي الكهرباء والشبح والضرب، وأن هناك العشرات من رموز الثورة في الغوطة الشرقية اعتقلوا على يد زهران بلا أي تهمة توجه إليهم ولازال مصيرهم منذ سنة وشهرين مجهولاً، وهم معتقلون بلا محاكمة ومنهم أبو هارون من حي جوبر، وأبو زيد حوران، وأبو بشار سقبا، وأبو عدنان سعد الدين، وهؤلاء يمثلون قيادات كبيرة في الغوطة الشرقية».

لا توجد حتى الآن إحصائية دقيقة لعدد الضحايا في سجون «جيش الإسلام» الذين قتلوا تحت التعذيب نظراً لأن مصير البعض لازال مجهولاً، بينما يخشى أهالي هؤلاء الضحايا من فضح ممارسات «جيش الإسلام» بحق أولادهم تخوفاً من أن يتم اعتقالهم في الغوطة الشرقية

 

الإنتخابات التركية: انقلاب سياسي خيب آمال المعلقين الغربيين وكذب تنبؤات الاستطلاعات… أردوغان أفضل سياسي في تركيا اليوم

نجاح لاستراتيجيته وخطابه القومي وتعبير عن حنين الشارع للإستقرار

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: جاء فوز حزب العدالة والتنمية التركي «المدهش» ليؤكد الخط الديمقراطي المحافظ الذي اختطه الرئيس التركي لبلاده منذ وصوله للسلطة قبل 13 عاما.

وجاء بعد فشل للحزب في تحقيق الغالبية الساحقة في البرلمان تؤهله للإنفراد بالسلطة بعد انتكاسة انتخابات حزيران / يونيو هذا العام إذ تركه تحت رحمة الأحزاب القومية والحزب الكردي الصاعد «حزب الشعوب الكردية»، وهو ما أدخل البلاد في مرحلة من الفوضى السياسية عندما رفضت القوى السياسية تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب العدالة والتنمية وانهار فيها اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) وشهدت البلاد حالة من التفجيرات التي حمل «تنظيم الدولة» مسؤوليتها وكان آخرها الهجوم على محتجين في أنقرة أدى لمقتل 102 شخص يعتبر الأسوأ منذ سنوات طويلة.

ورغم عدم حصول الحزب على الغالبية العظمى التي تؤهله للدعوة لاستفتاء عام لتعديل الدستور يعطي الرئيس صلاحيات تشبه صلاحيات الرئيس الفرنسي إلا أن انتصار حزب العدالة والتنمية الأخير يؤكد رؤية الرئيس التركي طيب رجب أردوغان التي ترى أن تركيا تظل في وضع أحسن عندما يحكمها حزب لوحده بدلا من إئتلاف حكومي.

وخيبت الحصيلة الأخيرة توقعات الإستطلاعات التي قالت إن الحزب سيحصل على نسبة 30 -33% من أصوات الناخبين وسارع الكثير من المعلقين في الغرب لكتابة أردوغان ونهاية حقبته السياسية وهو ما لم يحدث.

بل وتسمح الإنتخابات لأردوغان بالبقاء على رأس السلطة بل المحرك الفعلي للقرار في السنوات المقبلة ويوسع من دوره الرئاسي ذي الطبيعة الإسمية.

وزادت حصيلة الحزب بـ 8% من الأصوات عن تلك التي حققها في بداية الصيف الماضي إذ حصل على 49.3% أخذ معظمها من الحركة القومية التي تعتبر اكبر الخاسرين، بالإضافة إلى حزب الشعوب الكردي والذي وإن تجاوز نسبة 10% التي تؤهله لدخول البرلمان إلا أنه فقد أكثر من مليون صوت و40 مقعدا.

 

كذب التكهنات

 

وتعلق صحيفة «نيويورك تايمز» بالقول إن النتائج تعتبر فشلا ذريعا للإستطلاعات الوطنية التي توقعت نتائج على غرار النتائج التي نظمت في حزيران / يونيو وحرمت حزب العدالة والتنمية من الغالبية منذ أكثر من عقد.

وترى الصحيفة أن النتائج تثبت صحة استراتيجية أردوغان الذي تبنى خطابا قوميا واتخذ موقفا متشددا من المتمردين الأكراد في جنوب- شرق تركيا مضيفة أن النصر تحقق على حساب الحزب القومي المتشدد حزب الحركة القومية إذ تحول الناخبون عنه وصوتوا لحزب العدالة والتنمية.

ونقلت عن سوات كينكل أوغلو، المدير التنفيذي لمركز الإتصالات الإستراتيجية، قوله إن «مقامرة يبدو أنها نجحت».

وقال كينكل أوغلو وهو نائب سابق عن الحزب إذ أصبح من أشد ناقدي أردوغان: «هذا نجاح كبير لحزب العدالة والتنمية».

ونقلت عن المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية نيغار غوسكل قولها إن نتائج الإنتخابات تعكس «حنينا للاستقرار ونهاية للمصير المجهول» الذي كانت تعيشه تركيا. وبرز هذا في خطاب رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو الذي دعا للعمل «من أجل إنهاء النزاع والتوتر والاستقطاب وبناء تركيا يحيي الجميع فيها بعضهم البعض بسلام». وكان رد أوغلو على النصر بتغريدة على التويتر «الحمد لله».

وتعلق الصحيفة أيضا بأن البلاد تعود لحزب الحكم الواحد بشكل يتحقق من خلاله الاستقرار وتجنبت إمكانية ظهور تحالف هش، مضيفة أن الحكومة التي سيشكلها حزب العدالة والتنمية لن تكون قادرة على توحيد البلد الذي يعيش حالة استقطاب ويعارض نصف سكانه أردوغان وحزبه.

ورغم تأكيد الصحيفة على صعود الأكراد في السياسة التركية، إلا أن شعبيتهم تراجعت، فحزب الشعوب الديمقراطية تراجع من نسبة 13% في انتخابات حزيران / يونيو إلى 10% في انتخابات يوم الأحد إذ تحول عدد من الأكراد المتدينين إلى حزب العدالة والتنمية. وتشير الى أن احتفالات الأكراد هذه المرة جاءت هادئة بسبب خسارة الأصوات والحرب المستمرة في الجنوب بين الجيش والمتمردين الأكراد.

وتؤكد الإنتخابات في النهاية مخاوف الأتراك من الفوضى التي تعاني منها البلاد إذ صارت تشبه أي بلد في الشرق الأوسط يعاني من الحرب والفوضى وتراجعت حظوظها الإقتصادية بدلا من أن تكون نموذجا للديمقراطية الإسلامية. ولهذا السبب استردت الليرة التركية عافيتها واستعادت قيمتها بنسبة 3.1% مما زاد في ثقة المستثمرين.

 

رسالة الحزب

 

ومن هنا جاءت رسالة الحزب الإنتخابية واضحة أن البلاد في طريقها للعودة من جديد لسنوات التسعينيات من القرن الماضي وهو عقد اتسم بسلسلة من التحالفات الضعيفة والعنف. وكان أردوغان الذي صوت في حي إسكندر بالجزء الأسيوي من اسطنبول قد قال: «آمل أن تختار الأمة الإستقرار وعلينا جميعا أن نحترم إرادة الشعب».

ونقلت الصحيفة عن بيرتان أيدن، وهو سائق تاكسي، قوله:»سأصوت لحزب العدالة والتنمية لأننا بحاجة في هذا الوضع من الفوضى لحكومة قوية».

وتشير «نيويورك تايمز» إلى أن الأتراك تعبوا من الإنتخابات. فقد صوتوا العام الماضي لاختيار الرئيس وفي الإنتخابات المحلية وصوتوا للبرلمان مرتين.

 

فشل المعارضة

 

وتعلق أيضا قائلة إن الإنتخابات عززت من فرص حكم حزب العدالة والتنمية لسنوات قادمة، ففي حزيران / يونيو صوت قطاع من داعمي الحزب لأحزاب أخرى على أمل التشارك في السلطة ولكن التجربة فشلت وعاد هؤلاء من جديد وصوتوا لحزب العدالة.

ويرى كينكل أوغلو أن النتائج صادمة للكثير من الناس «ونحاول استيعاب النتائج الآن». ولم تنجح المعارضة في إنهاء أردوغان إذ حاولت استغلال الأصوات الليبرالية وتظاهرات الشوارع في عام 2013 وسلسلة من الفضائح التي اتهم فيها بعض المسؤولين في حكومة حزب العدالة والتي اتهمت جماعة فتح الله غولن بترتيبها.

ومن هنا ترى الصحيفة أن تراجع سيطرة الحزب على السلطة التي عولت عليها المعارضة أوقفتها انتخابات الأحد.

وترى «واشنطن بوست» أن الفوز يعتبر «انقلابا سياسيا» للرئيس أردوغان الذي يقود بلاده منذ 13 عاما وهو ما يقوي حكمه أكثر.

وأشارت الصحيفة إلى فشل الاستطلاعات في التكهن بنتائج الإنتخابات إذ توقعت بدلا من ذلك برلمانا معلقا. ولهذا السبب تقول الصحيفة إن نتائج الإنتخابات فاجأت الخبراء.

ونقلت عن بولنت علي رضا، الباحث في المركز الدولي للدراسات، قوله: «كانت الإنتخابات استفتاء على أردوغان».

وتقول إن مقامرة أردوغان بدأت بعد انتخابات الصيف حيث فشل أوغلو بتشكيل حكومة ائتلاف وطني وهو ما أثر على اقتصاد البلاد وزاد من مخاطر الفوضى بسبب الحرب مع الأكراد وعمليات تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي الوقت الذي نسب فيه نقاد أردوغان الفوضى إلى الطريقة الديماغوغية التي يحكم بها البلاد، فإن الرئيس اعتبر ان السبب هو غياب الحزب الحاكم الواحد الذي يعتبر ضمانا لأمن واستقرار البلاد.

وهو شعار آمن به على ما يبدو الناخبون الأتراك الذين همهم استقرار البلاد والاقتصاد أكثر من الحقوق وحرية التعبير وغيرها من الامور حسب كينكل أوغلو. وتعلق الصحيفة بأن أردوغان بدا قبل أيام من الإنتخابات كرئيس فقد الطريق في متاهته ولكنه كان أذكى من خصومه.

 

لم يمت الرئيس

 

وتنقل «واشنطن بوست» عن تشيرن كينار، وهو صحافي تلفزيوني تركي قوله: «لا أتذكر كم هي عدد المقالات التي قرأتها وتحدثت عن نهاية أردوغان».

وأشار كينار للصحافة الدولية، المتشككة في قدرة الرئيس التركي على البقاء، مضيفا: «ومع ذلك فقد أثبت أردوغان أنه لاعب مهم في السياسة التركية».

وتشير الصحيفة الى أن موهبة أردوغان في مجال الحسابات الاستراتيجية رافقتها شخصية جذابة.

وفي هذا السياق يقول علي رضا: «يعتبر أردوغان بدون أدنى شك أحسن سياسي تركي. فهو يشبه كلينتون في قدرته للتأكيد والتواصل مع الناخبين». ولم يكن ظل أردوغان غائبا عن رسالة أحمد داوود أوغلو الذي مخاطبا الجماهير من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية قائلا إن «تركيا الحديثة ستبنى تحت قيادة الرئيس أردوغان».

وتشير الصحيفة لجاذبية أردوغان بين الأتراك: «أنا أحب أردوغان»، تقول نيرفي يلماز. وتضيف الطالبة من اسطنبول أنها «لو شاهدته فستجهش بالبكاء».

وهناك من يكره الرئيس ويصفه بالديكتاتور كما يقول الكاتب نيسي تشينز «ويجب أن لا يكون هناك حزب واحد في تركيا».

ومع ذلك فازت استراتيجية أردوغان، التي تقوم على «أردوغان الرجل القوي هو من يستطيع حمايتكم»، كما يعلق سونير تشاغباتي من «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى». وعليه ستواجه أحزاب المعارضة واقعا يتسيده حزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان. وهي بالضرورة تدفع ثمن عجزها عن بناء جبهة موحدة ضد حزب العدالة والتنمية.

ويرى الخبراء أن قدرة الحزب على الحكم منفردا من خلال الغالبية المطلقة قد تدفعه لتبني سياسات تصالحية خاصة مع الأكراد. ويقول كينكل أوغلو: «لقد أنجزت المهمة، وفازوا في الإنتخابات» و»أرى عودة لسياسة التصالح».

 

الديمقراطية المحافظة

 

وترى مجلة «تايم» الأمريكية أن العودة المفاجئة لحزب أردوغان ستؤكد استمرار تسيد نموذجه من «الديمقراطية المحافظة» السياسية في تركيا ومواصلة حكمه للبلاد منذ 13 عاما». وقالت إن الرئيس والحزب سيواجهان مع ذلك سلسلة من القضايات الحيوية. فالحكومة تواجه رأيا عاما منقسما وتحديات عميقة للاقتصاد التركي وقضايا أمنية خطيرة ومشاكل استراتيجية نابعة من دول الجوار التركي خاصة الدور الذي تلعبه انقرة في سوريا.

ونقلت عن نيغار كوغسيل قولها: «ستكون غير مريحة» وإنه «سيكون من الصعوبة على حزب العدالة الحاكم بسبب الإستقطاب الذي تشهده كل الأطراف، ولن تتغير في وقت سريع لأن الثقة في حكم القانون ضعيف».

ويقول بيرم بالتشي، من «وقفية كارنيجي للسلام الدولي» إن السؤال يظل قائما حول «قدرة حزب العدالة والتنمية على جمع مجتمع تركي يعيش حالة من الاستقطاب». إلا أنه قال إن الانتصار الذي حققه حزب العدالة قد يعطيه القدرة على التفاوض مع جماعات الأكراد المسلحة.

وأضاف: «أنا متفائل من أن النصر الواضح لحزب العدالة والتنمية سيساعده على لعب دور أقل انقساما». وقال إن «النزعة السلطوية التي شاهدناها جاءت في جزء منها لأن حزب العدالة والتنمية وتحديدا أردوغان كانا في وضع خطير، وسيعطيهما هذا النصر المجال لتبني سياسات أكثر اعتدالا».

وأشارت المجلة لظهور الأكراد كقوة جديدة في السياسة التركية وبالتحديد حزب الشعوب الكردية بزعامة صلاح الدين دمرطاش إذ انضم للبرلمان بعد تجاوزه نسبة 10% من الأصوات الضرورية.

والحزب هو تحالف يضم عددا من القوى الكردية والأقليات الأخرى وينظر لدخولها البرلمان كعلامة على تحول في السياسة التركية وربما نهاية لحقبة أردوغان.

وانتهت هذه الآمال عندما فشلت الأحزاب التركية الأربعة بالتوصل لصيغة مشتركة للحكم. وزاد من صعوبة التعاون الانفجارات التي شهدتها البلاد، وضرب واحد منها مجموعة يسارية كانت في طريقها للقتال في سوريا والآخر ضرب تجمعا في العاصمة أنقرة وأدى لمقتل 102 شخص. واعتبر هذا التفجير الأكثر بشاعة في تاريخ تركيا الحديث.

وأدت التفجيرات لنشر القلق حول الأمن والإستقرار في البلاد. وترى المجلة أن الغارات ضد حزب العمال الكردستاني أسهمت في زيادة الوضع الجيوسياسي الملغز تعقيدا، لكنها أسهمت بطريقة أخرى لنشر القلق بين الأتراك حول ثمن الإستقرار.

وترى «غوسكيل» أن أحد الأسباب للتغير في مزاج الرأي العام «هو النزاع مع بي كـا كا.. سـياسة اليد الحديدية مع بي كـا كـا ونزع الشرعية عن حزب الشعوب الديمقراطي» الذي ربط بي كي كي إذ حمل الحزب مسؤولية العنف الذي دار في البلاد.

 

قرار صحيح

 

وبنفس السياق تقول صحيفة «فايننشال تايمز» إن «النتائج تحدت كل الاستطلاعات التي توقعت برلمانا معلقا وأثبتت صحة قرار أردوغان بالذهاب إلى صناديق الإقتراع باكرا بعد منافسة حزيران / يونيو شوشت على حكم الحزب الواحد الذي يقوده الحزب المتجذر إسلاميا منذ 13 عاما».

ونقلت الصحيفة عن سنان أولغين، الزميل الزائر لوقفية كارنيجي- أوروبا قوله إن «مراهنة أردوغان على إعادة الانتخابات أعطته نتائج مثمرة.. وهو انتصار لأردوغان أولا ومن ثم لحزب العدالة والتنمية، ويرى الناس أن أردوغان في مقعد القيادة».

وتعلق الصحيفة بالقول إن حلفاء تركيا الأجانب، وإن عبروا عن قلقهم من طريقة الحكم ونزعة اردوغان السلطوية، إلا أنهم يعبرون عن أملهم من يعمل الفوز على تعزيز استقرار قوة سياسية واقتصادية رئيسية في المنطقة.

ويتطلع كل من الاتحاد الأوروبي والناتو إلى تركيا للتعامل معها لمواجهة الحرب في سوريا ووقف عشرات الألوف من المهاجرين السوريين الذين لا يزالون يحاولون الوصول إلى أوروبا.

 

ثمن

 

وفي النهاية لم يستمع الشعب التركي لنصائح المعلقين الخارجيين. فقبل يوم من الإنتخابات دعت مجلة «إيكونوميست» البريطانية الناخب التركي لعدم انتخاب أردوغان أو حزبه. ونفس الأمر ظهر طوال التحضير للانتخابات البرلمانية في الصحافة الغربية. ولهذا لم يجد سايمون تيسدال، المعلق في صحيفة «الغارديان»، أي شيء يفسر به فوز حزب العدالة إلا بالقول إن «سياسة الخوف والتي اتهم أردوغان وحزبه باستخدامها نجحت».

أما الصحيفة نفسها فقد قالت في افتتاحيتها: «حصل أردوغان على انتصار ولكن بلاده تضررت». ورأت أن المثل التركي الذي يقول إن المصارع المغلوب عادة ما يحن لجولة ثانية يصلح على حزب العدالة والتنمية.

وتعترف الصحيفة بدهاء وذكاء أردوغان الذي قدم برنامجا يجذب التقليديين والحداثيين في بلاده ويلبي طموحات الغالبية والأقلية. وترى أن سياسات أردوغان – الذي تقول إنه لا يحب كلمة «لا» – أدت لفشل الائتلاف الذي كان سيعطي البلاد قوة واستقرارا. وهي إن وافقت على إخراج الجيش من السياسة، إلا أنها اتهمت الرئيس بتسييس القضاء وقوى الأمن وبأنه قضى على منافسه الصامت فتح الله غولن، بل وأسكت المعارضة داخل حزبه بالإضافة للتضييق على حرية التعبير والتظاهر وأكثر. من هذا فقد استأنف الحرب مع حزب العمال الكردستاني حسب الصحيفة.

وتقول إن أردوغان حصل على الغالبية لكن على حساب بلاده: فقد تضررت مؤسساتها ودستورها والعلاقة مع الأقليات خاصة الأكراد. وتعتقد أن الإنتخابات لن تؤدي إلى عودة المياه إلى مجاريها في تركيا.

 

سوريون يبدون إرتياحهم لفوز «حزب العدالة والتنمية» في الانتخابات البرلمانية التركية

منار عبد الرزاق

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: أبدى عدد كبير من السوريين في الداخل السوري ودول الشتات ارتياحهم لما أفرزته الانتخابات البرلمانية التركية من نتائج، والّتي أسفرت عن فوز غير متوقع لـ»حزب العدالة والتنمية» بـ49.4% من الأصوات، ما يجعل الحزب قادراً على تشكيل حكومة بنفسه، ويُبقيه للمرة الرابعة على التوالي كحزب حاكم للبلاد. وغصت مواقع التواصل الاجتماعي بالتهنئة والمباركة للرئيس التركي أردوغان على فوز حزبه بالأغلبية النيابية في البلاد.

يقول محمد عامر، وهو لاجئ سوري في مدينة عنتاب، لـ «القدس العربي»: «أتمنى أن تقوم الحكومة التي سيقوم بتشكيلها حزب العدالة والتنمية، بإعطائنا إذن عمل، بالإضافة لمساواتنا في العامل التركي من ناحية الأجور والتأمين، وأن تضع حد لتصرفات أصحاب المعامل المتمثلة في الطرد التعسفي للعامل السوري».

من جهته يرى محمود الحسن أن على الحكومة التركية الجديدة تنظيم شؤون اللاجئين السوريين على أراضيها، ومنحهم تشريعات قانونية تكون قادرة على حمايتهم في المستقبل، لا أن تبقى معتمدة على القرارات العاطفية من قبل أصحاب القرار التركي، ويبقى مستقبل السوري في تركيا مرتهنا بحزب أو شخص.

وفي السياق طالب عدد من النشطاء السوريين الحكومة التركية الجديدة بفتح المعابر بين سوريا وتركيا لتأمين سهولة العبور ومنع استغلال السوريين من قبل السماسرة والمهربين. ويقول المدرس أسامة عبد الرزاق، من مدينة إدلب، لـ «القدس العربي» ان على الحكومة التركية القادمة «تسهيل عبور المواطن السوري إلى تركيا وفق ضوابط لتجنب أخطاء 2013».

وتمنى عبد الرزاق أن يقوم الأتراك بمساعدة اﻹدارة المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، عن طريق استشاريين في اﻹدارة، لاستنساخ ترميم ما تبقى من مؤسسات، بالإضافة لتسهيل وتأمين الدعم اللوجيستي الخليجي بدون مراجعة الولايات المتحدة، فضلاً عن الثبات على تنحي بشار الأسد في أي تسوية سياسية قادمة.

ورأى المدّرس أسامة عبد الرزاق، الذي يدّرس مادة الرياضيات في إدلب المدينة والذي هو على احتكاك يومي بفضائل المعارضة السورية في المدينة، أن الانتخابات التركية الأخيرة أثبتت أن نجاح التنمية والعدالة اليوم هو نجاح لفكرة اﻹدارة الحكيمة التي تجبر الشعب على الالتفاف حول روادها، لافتاً إلى أنّ الواقع في المشرق من الصعب أن يتغير، «فنحن إما إسلام معتدل، أو خضوع كامل للغرب، ما ينتج ردة فعل إسلام متشدد متعدد الدرجات»، على حد وصفه.

ولفت عضو المجلس المحلي في بلدة أطمة الحدودية بريف إدلب، عبد الوهاب عبد الوهاب، إلى أنّ نتائج الانتخابات التركية ستجلب المزيد من الدعم للشعب السوري ، ما سيقوي عضد الثّورة في الداخل بوجود حكومة تركية تدعم تطلعاته في الحرية والكرامة.

وعبّر الأكاديمي السوري، أحمد شيخ حسين من مدينة كيليس التركية، لـ «القدس العربي» عن فرحته بفوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية بالقول: «والله فرحت كأنه بشار خسر هاﻻنتخابات»، لافتاً إلى أنّ «المهم في الوقت الحالي هو الاستقرار التركي، ومن بعده تأتي المطالب والانجازات».

ولم تقتصر مظاهر الارتياح لما أفرزته الانتخابات البرلمانية التركية على المواطنيين السوريين، بل تعدتها للانعكاس الإيجابي على عدد من فصائل المعارضة السورية المسلحة، التي أبرقت مهنئة الرئيس التركي، ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو. وكان من أبرز الفصائل المهنئة فصيلا «أحرار الشام» و»جيش الإسلام» فضلاً عما يزيد عن 16 فصيلاً آخر من الشمال والجنوب السوري.

وتحدث القيادي في «حركة أحرار الشام»، أبو النور الشامي، لـ «القدس العربي» عن سروره بنتائج الانتخابات التركية، مشيراً إلى تلك النتائج سيكون لها انعكاسات إيجابية على الثّورة السورية، «لكن مستوى تلك الانعكاسات ، سيكون من المبكّر الحديث عنه».

وفي السياق ذاته: عبر عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي ياسر اليوسف» عن سعادته بفوز حزب العدالة و التنمية في الانتخابات التركية، مشيراً إلى أنّ انتصار الحزب في الانتخابات التركية، يعني انتصارا للثّورة السورية، منوهاً إلى أنّ الفصائل العسكرية المعارضة تنتظر من الحكومة المقبلة حزمة من القرارات المؤجلة المتعلقة بالشأن السوري على الصعيدين السياسي والعسكري.

وتمنّى على حزب العدالة والتنمية، «بعد أن منَّ الله عليه بملء صناديق الاقتراع أصواتاً لصالحه، أن يملأ الحزب الحالكم لفصائل المعارضة صناديق الذخيرة «، في إشارة منه إلى الدعم العسكري المتوقع للمعارضة.

ورأى المحرر الصحافي في جريدة «ريفرنس المحلية» والتي تصدر من مدينة عينتاب، فراس ديب، أن نتائج الانتخابات كانت مفاجئة، لكنها في الوقت ذاته مطمئنة للسوريين المقيمين على الأراضي التركية.

وبحسب ديب فإنّ ثلاثة عوامل هي ما اكسب «حزب العدالة والتنمية» التفوق في الانتخابات الحالية، وهي: «الانزياح الكبير بالأصوات من طرف التيار القومي التركي، نظرا للقصور في أداء حزب الحركة القومية خلال الاحداث الأخيرة في تركيا، وكذلك، عزوف قسم كبير من الأكراد في تركيا عن دعم حزب الشعوب الديمقراطية – أيضاً لفشل الحزب في احتواء سلاح حزب العمال الكردستاني – بالإضافة لعامل الخوف المتولد لدى شريحة من الشعب التركي والتي تجعله يميل الى الاستقرار السياسي المتمثل بالحزب الواحد».

ومما لا شك فيه فإن السوريين، من لاجئين في الداخل التركي والداخل السوري، ينتظرون من الحكومة التركية القادمة مزيداً من التسهيلات والمساعدات، بالإضافة لما ترتكز عليه فصائل المعارضة العسكرية في سوريا، من وعود بدعم أكبر من الحكومة التركية المقبلة، والّتي كانت سياستها وكان سياسيوها من أبرز الداعمين لهم وللقضية السورية خلال السنوات الخمس الماضية.

 

المعارضة تواجه النظام جنوبي حلب و”داعش” شمالها

رامي سويد

تواصل قوات النظام السوري تقدّمها البطيء على حساب قوات المعارضة في ريف حلب الجنوبي، مع استفادتها من الغطاء الجويّ الروسي، الذي مكّن قوات النظام من التقدم حتى الآن بمساحة واسعة نسبياً بريف حلب الجنوبي، نحو أوتوستراد حمص ـ حلب الدولي، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية جنوبي حلب.

بالتزامن، تتواصل الاشتباكات بين قوات “سورية الديمقراطية”، التي تمّ تشكيلها الشهر الماضي وقوات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بريف الحسكة الشرقي، شرقي سورية، كما تتواصل الاشتباكات المتقطعة بين قوات المعارضة وقوات “داعش” بريف حلب الشمالي.

ويكشف الناشط عبدالله محمد في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أن “قوات النظام تمكنت من السيطرة على جبل البنجيرة، الذي يُعتبر أعلى قمة بريف حلب الجنوبي، ويطلّ على بلدتي الحاضر وزيتان، اللتين تسيطر عليهما المعارضة في المنطقة. كما تجري الاشتباكات بين قوات النظام وقوات المعارضة في قرية كفر حداد، بعد سيطرة قوات النظام خلال الأسبوع الأخير على ست قرى بريف حلب الجنوبي، وهي مريمين والمشرفة وجميمة والصبحية والحميدي وحميدية”.

 

وتستفيد قوات النظام من عشرات الغارات الجوية، التي ينفذّها الطيران الروسي يومياً على نقاط تمركز قوات المعارضة في بلدات الوضيحي والشقيدلة والعيس، في ريف حلب الجنوبي، بالتزامن مع مواصلة التمهيد الناري العنيف الصاروخي والمدفعي.

 

ولا يبدو هدف قوات النظام من هذا التقدم واضحاً، ذلك لأنها تحاول التقدم في عمق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بريف حلب الجنوبي، وصولاً إلى ريف إدلب. إلا أن خبراء عسكريين من قوات المعارضة، عبّروا عن اعتقادهم لـ”العربي الجديد” عن أن “قوات النظام تسعى للوصول إلى اوتوستراد حلب ـ دمشق الدولي، الذي باتت تبعد عنه 15 كيلومتراً فقط، قبل التقدّم غرباً باتجاه مناطق سيطرة المليشيات الموالية للنظام، في بلدتي الفوعة وكفريا، اللتين تحاصرهما قوات المعارضة بريف إدلب الشمالي”.

 

وسيعني ذلك في حال تمّ، تحقيق قوات النظام خرقاً كبيراً في مناطق سيطرة المعارضة، شمالي سورية. ويشير أيضاً إلى أن تحولاً ما طرأ أخيراً، كون المعارضة نجحت في صدّ هجمات قوات النظام، بريفي حماة الشمالي واللاذقية الشمالي، منذ بدء التدخل الروسي، أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

 

وتمكنت قوات المعارضة، أمس الاثنين، من استعادة السيطرة على قرية غمام بريف اللاذقية الشمالي، بعد يوم واحد من سيطرة قوات النظام عليها. وذلك إثر اشتباكات عنيفة بين الجانبين بعد هجوم قوات المعارضة المعاكس، الذي أسفر عن مقتل ستة عناصر لقوات النظام في القرية، قبل انسحابها منها، وفقاً لمصادر الفرقة الساحلية الأولى، التابعة للجيش السوري الحر.

 

كما تتواصل الاشتباكات بشكل متقطع من جانب آخر في ريف حلب الشمالي بين قوات المعارضة السورية وقوات “داعش”. وذلك بعد أن شنّت قوات المعارضة هجمات صاروخية على نقاط تمركز التنظيم في بلدة حربل، التي يسيطر عليها التنظيم، قرب مدينة مارع التي تسيطر عليها المعارضة.

وجاءت الهجمات بعد يوم واحد فقط من الهجوم الذي شنّته قوات المعارضة على نقاط تمركز “داعش” في قريتي حرجلة ودحلة بريف حلب الشمالي، بإسنادٍ جويّ من الطيران التركي، يحصل للمرة الأولى. ونتج عن القصف خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف التنظيم.

 

في سياق آخر، تواصل قوات “سورية الديمقراطية”، التي تم تشكيلها الشهر الماضي، شمالي سورية، محاولتها للتقدم على حساب قوات “داعش” بريف الحسكة الشرقي، أقصى شمال شرق سورية. وشنّت هذه القوات هجمات بالرشاشات المتوسطة والثقيلة على نقاط تمركز التنظيم في المناطق الواقعة بين بلدتي تل حميس والهول.

 

وتتألف قوات “سورية الديمقراطية” من وحدات “حماية الشعب الكردية” ووحدات “حماية المرأة الكردية” و”جيش الثوار” وفصائل غرفة عمليات “بركان الفرات” و”قوات الصناديد” و”تجمّع ألوية الجزيرة” و”المجلس العسكري السرياني”. وتحظى بدعمٍ من التحالف الدولي لمحاربة “داعش” الذي يقدم غطاءً جوياً لها.

 

سورية: تجّار داعمون للأسد يحظرون منتجات تركيا

إسطنبول – عدنان عبد الرزاق

عمّمت غرفة تجارة دمشق، مساء أول من أمس الأحد، قراراً بمنع الاستيراد أو شراء القطاع الخاص السوري، أو قبول أي عرض يتضمن أي مواد أو بضائع أو تجهيزات ذات منشأ تركي، وذلك بعد أيام من استثناء وزارة الاقتصاد السورية القطاع الخاص من قرار حظر التعامل مع المنتجات التركية.

وقال مصدر خاص في غرفة دمشق، لـ”العربي الجديد”، إن القرار صدر عن غرفة دمشق بالتنسيق مع اتحاد غرف التجارة السورية، ما يعني أنه يطاول كل القطاع الخاص والتجار السوريين.

وأضاف المصدر: “من يستورد أية سلع تركية أو يدخل في مكوناتها منتج تركي، فهو المسؤول أمام قرارات الحكومة واتحاد غرف التجارة”.

وقال المحلل الاقتصادي السوري حسين، لـ”العربي الجديد”، إن القطاع الخاص السوري سيتأذى من قرار الغرفة، خاصة المنشآت الصغيرة التي كانت تستورد مكونات إنتاجها من تركيا، واستمرت عبر لبنان حتى بعد الثورة، وعلى الرغم من العراقيل التي وضعها نظام الأسد بوجه السلع التركية.

وأوضح أن قرار الغرفة جاء نسخاً عن قرار الحكومة الذي يوقف الصفقات التجارية التي تتضمن مواد أو بضائع أو تجهيزات يدخل في تركيبها أي مكوّن تركي، وذلك في المناقصات وطلبات العروض التي تجري لتأمين احتياجات الجهات العامة وفي القطاع المشترك.

وكان رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي قد أصدر في 17 سبتمبر/أيلول الماضي قراراً طلب خلاله من الوزارات والجهات العامة والقطاع المشترك عدم استيراد أي مواد أو بضائع أو تجهيزات ذات منشأ تركي، وهو ما رآه مراقبون تتمة لـ”الحرب الاقتصادية” التي أعلنها الرئيس بشار الأسد في 29 مارس/آذار الماضي بعدما أصدر قراراً بفرض رسوم بنسبة 30% على كل البضائع والمواد ذات المنشأ والمصدر التركيين والمستوردة إلى سورية.

 

سورية: المعارضة تحبط محاولة النظام التقدم شمال حمص

وفا مصطفى ــ العربي الجديد

 

أعلنت قوات المعارضة السورية، مساء اليوم الإثنين، عن إفشال مقاتليها محاولة تقدم للنظام شماليّ حمص وسط البلاد، في وقت استعادوا فيه، سيطرتهم على منطقتين في ريف حلب الجنوبيّ.

 

وقالت حركة “أحرار الشام الإسلامية” عبر حساب “الجبهة الإسلامية” في تويتر، إنّ مقاتلي المعارضة “أحبطوا اليوم، محاولة قوات النظام ومليشياتها، التقدم لقطع الطريق بين منطقة الحولة وقرى ريف حمص الشمالي، وقتلوا عدداً من عناصرها”.

كذلك، أكد ناشطون محليون، لـ “العربي الجديد”، أنّ “منطقتي الدوة (15 كيلومتراً غربيّ مدينة تدمر شرقيّ حمص)، ومحيط حقل جزل النفطي، شهدتا اليوم، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تزامناً مع تجديد الطيران الروسيّ، قصفه على قلعة تدمر الأثرية”.

 

أمّا في حلب، فأوضح تجمّع “فاستقم كما أمرت” عبر صفحته الرسمية في فيسبوك، أنّ “قوات النظام، مدعومة بالطيران الروسي، شنّت هجمة شرسة باتجاه المحور الجنوبي الشرقي لجبل عزان، بهدف السيطرة على الحاضر ومن خلفها جبل العيس، حيث استطاعت التقدم في أكثر من موقع، حتى وصلت إلى مشارف الحاضر، بالاعتماد على استراتيجية السيطرة على التلال”.

 

وجاء ذلك، وفق التجمع، قبل أنّ يتمكن مقاتلو المعارضة، من إيقاف تقدّم النظام قرب قرية دادين، حيث استعادوا سيطرتهم على تلتي البكارة وبنجيرة الاستراتيجيتين.

 

وأضاف المصدر، في سياق متصل، أنّ “تنظيم الدولة، استغلّ هجوم النظام على ريف حلب الجنوبيّ، ليحشد قواته ويوزّعها تحضيراً للسيطرة على مدينة مارع في الريف الشمالي، ما دفع غرفة عمليات مارع، لتنفيذ هجوم استباقي على قرية حربل جنوب مارع، حيث قصفوا تجمعات التنظيم وأوقعوا عشرات القتلى والجرحى في صفوفه، كما دمّروا بعض آلياته، وتمركزوا في نقاط متقدمة على أطراف القرية”.

 

في المقابل، واصلت الطائرات الحربية الروسية، قصف أحياء مدينة حلب، لتطاول غاراتها أحياء الطراب وقاضي عسكر وجمعية الزهراء والميسر، ما خلّف أضراراً مادية.

 

إلى ذلك، ذكر “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، أنّ مقاتليه صدّوا اليوم، محاولة قوات النظام التقدم في جبهة الدير سلمان والبلالية في منطقة المرج بريف دمشق الشرقيّ، ليوقعوا نحو 12 قتيلاً وبعض الجرحى في صفوفها، ويعطبوا دبابة T72 بعد استهدافها بمضاد دروع.

 

وتأتي هذه الخسائر، بحسب الفصيل العسكري، بعد محاولة تقدم فاشلة للنظام، ضمن قوة عسكرية مكونة من دبابات وعربات تحمل رشاشات متوسطة، وسط قصف عنيف على الجبهة من المدفعية الثقيلة والطيران الحربي.

 

النظام يتقدم في الغوطة..و”جيش الإسلام” يستخدم الاسرى العلويين دروعاً

عمر بهاء الدين

قامت قوات النظام والمليشيات الطائفية، الأحد، بالتقدم في منطقة قطاع المرج الواقع في المنطقة الشمالية من غوطة دمشق الشرقية. واستطاعت تلك القوات السيطرة على بلدة نولة وعلى أراض بعدها متقدمة باتجاه بلدة مرج السلطان، وباتت تبعد عنها كيلومترين تقريباً.

 

وقد تم هذا التقدم بعد ما يقارب الشهر من المعارك مع قوات المعارضة التي بدأت تضطر إلى الانسحاب أمام الدبابات والمدرعات المحصنة في أراضي تلك المنطقة المكشوفة مع غياب وجود مضادات الدروع لديهم.

 

وقد عبر بعض المقاتلين المنسحبين من تلك الجبهة أن السلاح المتاح لديهم لا يعينهم على الصمود في وجه قوات النظام، متأملين أن تصل صواريخ “تاو” التي وعدوا بها قريباً. وأكدوا على خطورة إمكانية اختراق النظام للغوطة من تلك المنطقة وتضييق الحصار عليها أكثر من الحصار الخانق الذي تعانيه.

 

وقد شهدت المنطقة نزوحاً كبيراً للسكان باتجاه البلدات الأقل خطراً بعدما تعرضت بلداتهم لحملات قصف لم تتوقف منذ بدء المعارك الدائرة في محيطهم. وقد قُتل كثير من المدنيين جراء قصف الطيران الروسي وسلاح مدفعية النظام.

 

ويُعد سلاح الطيران الروسي الذي يؤازر قوات النظام في معاركها أهم سبب للتقدم الأخير الذي أحرزته. فمع دقة الأهداف التي يحققها الطيارون الروس، وطلعاتهم على ارتفاعات عالية يجعل من سماع صوت الطائرات صعباً، واستخدامهم لصواريخ موجهة غير تلك التي كانت تستخدمها طائرات النظام، جعل من محاولة تجنبها أمراً صعباً، علاوة على قوتها التدميرية الكبيرة.

 

وترافقت معارك منطقة المرج مع قصف شديد استمر أياماً على مدينة دوما من قبل الطيران الروسي ومدفعية قوات النظام، ما تسبب في وقوع 94 قتيلاً بين المدنيين، نصفهم تقريباً من الأطفال والنساء.

 

وقد قام “جيش الإسلام”، الأحد، بإخراج الأسرى الذين يقول إنهم “علويون تابعون لقوات النظام”، وبينهم أطفال ونساء وشيوخ، ووضعهم في أقفاص معدنية على أسطح الأبنية في مدينة دوما مع نشر صورهم. وقال الإعلامي التابع لـ”جيش الإسلام” براء عبد الرحمن، عن هذه الخطوة: “أعلم تماماً أن النظام لن يردعه شيء للدفاع عن ضباطه الذين أسرهم مجاهدونا. وسيبقى النظام يقتل الأطفال والنساء، هو والروس والإيرانيون. لكن العبرة أننا اليوم لن نبكي لوحدنا فقط! لن نتألم على أحبتنا لوحدنا! لن نفقد أطفالنا لوحدنا!”. وقد أظهرت الصور نساءً يقول “جيش الإسلام” إنهن من الطائفة العلوية، مرتديات “اللباس الشرعي” الذي لا ترتديه نساء الطائفة العلوية عادة، ما يوحي بإجبارهن عليه، ومن بينهن طفلة صغيرة لا تتجاوز العاشرة ترتدي الحجاب والجلباب الأسود الطويل.

 

كما قام “جيش الإسلام”، الجمعة، بحملة اعتقالات لأكثر من عشرة ناشطين في مدينة دوما، معروفين بمعارضتهم لسياسات “جيش الإسلام”. وقد تمت هذه الحملة بعد ساعات قليلة من المجزرة التي راح ضحيتها، أكثر من سبعين مدنياً. الأمر الذي أثار غضب عدد من الأهالي والناشطين، لكن الخوف من بطش “جيش الإسلام” حال دون أي احتجاج معلن ضد ما حدث.

 

وقد توج “جيش الإسلام” أعماله الأخيرة بقتل شاب تحت التعذيب، يعرف باسم أبو علاء طالب، وهو من حي جوبر الدمشقي، وذلك بعد يومين من استدعائه من قبل أحد الفروع الأمنية التابعة لـ”جيش الإسلام”. وقد قام “جيش الإسلام” بتسليم جثته التي تظهر عليها آثار التعذيب إلى أهله، مصرحاً أن القتل تم عن طريق الخطأ. وقد أثارت هذه الحادثة غضب أهالي حي جوبر خلال عزاء الشاب، وندد كثير من الناشطين في صفحات التواصل الاجتماعي بهذه الحادثة معتبرين أن هذا الفعل يذكِّر بقيام أجهزة أمن النظام بتسليم جثث المعتقلين لديها إلى ذويهم، مرفقة بشهادات وفاة إثر سكتة قلبية أو مرض.

 

من جهته، قال “جيش الإسلام” إنه قام بفتح تحقيق في الحادثة، لكن الناشطين يقولون إن سبب القتل هو قيام القتيل بتسريب مذكرة استدعائه إلى مواقع التواصل الاجتماعي. فقد أظهرت صورة الاستدعاء أن هناك أرقاماً لفروع “جيش الإسلام” الأمنية، ما يُذكر بفروع أمن النظام وأساليبه.

 

لقاء بين لافروف ودي ميستورا الأربعاء في موسكو

بغية استكمال بحث إقامة حوار حقيقي بين دمشق والمعارضة

إيلاف- متابعة

يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مبعوث الامم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا الاربعاء في موسكو لمواصل بحث اقامة “حوار حقيقي” بين دمشق والمعارضة السورية.

 

موسكو: صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا للصحافيين “غدا (الاربعاء) سيتم لقاء بين سيرغي لافروف و(ستافان) دي ميستورا، وموضوعها الرئيس هو العملية السياسية في سوريا وانشاء حوار حقيقي بين دمشق والمعارضة السورية”.

 

وصرح المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف ان المبعوث الاممي “اجرى اخيرا اتصالات مع دمشق. نامل الاطلاع على نتائج زيارته” الى سوريا، على ما نقلت وكالة تاس الروسية.

 

وزار دي ميستورا دمشق الاثنين، حيث دعا الى وقف لاطلاق النار، فيما يكثف الغرب والروس ودول الشرق الاوسط الجهود الدبلوماسية سعيا الى انهاء حرب مدمرة مستمرة منذ اربع سنوات ونصف في البلاد. واضاف الدبلوماسي ان ممثلي النظام والمعارضة السوريين “سيدعون في الاسبوع المقبل الى موسكو لاجراء مشاورات”.

 

واوضح “ليست هناك مشكلة من طرف الحكومة، فقد وافقت منذ زمن طويل. حاليا نحن على اتصال مع ممثلي مختلف منظمات المعارضة السورية كي تفد الى موسكو”. وبطلب من نظام ،الذي تشكل روسيا حليفته الرئيسة، تنفذ موسكو منذ اواخر ايلول/سبتمبر حملة غارات جوية في سوريا تستهدف بحسبها مجموعات “ارهابية” من بينها تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد.

 

لكن المعارضين السوريين وداعميهم في الخارج يتهمون موسكو باستهداف المجموعات المعارضة التي تهدد مواقع قوات النظام، قبل اي شيء. بالموازاة مع الحملة العسكرية تقوم روسيا بمشاورات من اجل حل سياسي للنزاع.

 

وانعقد مؤتمر بحضور الجهات المعنية بالازمة كافة، باستثناء ممثلي النظام والمعارضة السوريين، الجمعة في فيينا. وسرعان مع تعرقلت المفاوضات بسبب نقاط عدة، منها مصير الرئيس السوري بشار الاسد، واتفق المشاركون على لقاء جديد في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر.

 

دعوة لبنان إلى لقاء فيينا إعتراف بدوره الإقليمي

المؤتمر خرج بلغة جديدة للأزمة السورية

ريما زهار

خرج مؤتمر فيينا حول سوريا بلغة جديدة في التعاطي مع الأزمة السورية، ويعتبر البعض أن دعوة لبنان إلى هذا اللقاء إنما تشكل إعترافًا بدوره الإقليمي والمهم في المنطقة.

 

ريما زهار من بيروت: لبنان الرسمي ينأى بنفسه عن أحداث سوريا، رغم ذلك لبّى دعوة إلى لقاءات فيينا. ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك في حديثه لـ”إيلاف” أن “الدعوة وجّهت للبنان إلى حضور لقاءات فيينا، وكان هذا من مطلق دعوة روسية إلى ضرورة إشراك جميع الأطراف المعنيين في المنطقة، لذلك لاحظنا للمرة الأولى إيران تشارك في هذه الإجتماعات، وللمرة الأولى يلتقي وزير الخارجية الإيراني بنظيره السعودي”.

 

يضيف مالك “رغم طول اجتماعات فيينا الماراتوني، لم يكن من المنطقي توقّع ظهور نتائج تخترق الوضع العام في المنطقة، غير أن الاجتماعات بحد ذاتها، والمداولات التي جرت في اجتماعات فيينا، يُلاحظ من بنود تسعة خلالها أنها خرجت بلغة جديدة في التعاطي مع الأزمة السورية، ويجري التأكيد على وحدة الدولة السورية، على علمانيتها، وكأن هذا الكلام يرفض الطروحات التي تصرّ من هنا وهناك على تأزم الوضع السوري.

 

ويوضح أن “رغم أنه لم يتم الوصول إلى حلول في أسلوب التعاطي مع القضية السورية، لأن الأفكار لا تزال متباعدة، غير أن السلام الآتي ذات يوم إلى سوريا اتخذ مسارًا جديدًا، لكنه لم يبلغ حتى الآن عبر لقاء فيينا أي ملامح حل نهائية للأزمة السورية”.

 

ووفق معلوماتي المتواضعة، يضيف مالك، “أمكن تحقيق إنجاز، ولو مبدئيًا، فللمرة الأولى تلتقي كل الأطراف المتباعدة على طاولة واحدة، إضافة إلى تحديد موعد اجتماع آخر خلال أسبوعين، حيث تلتئم كل تلك الدول من جديد في فيينا للمتابعة، ما يعني من الناحية التحليلية أن هناك بحثًا جديًا للمرة الأولى مع فرقاء متباعدين حول القضية السورية، وقد آن الآوان للبحث في كيفية تنفيذ الحل السياسي للأزمة السورية، وفيينا كانت بداية لمسار طويل شائك ومعقد. رغم أن السلام الموعود به في سوريا قد يكون أصعب بكثير من الحل العسكري الذي يجري حاليًا في المنطقة”.

 

مشاركة لبنان

ما هي أهمية مشاركة لبنان في لقاء فيينا في وقت كان لبنان الرسمي ينأى بنفسه عن أحداث سوريا؟، يلفت مالك إلى أن مشاركة لبنان رمزية، ولكن روسيا أرادت أن تدعو كل الأطراف المتأثرة بالأحداث السورية، ولكون لبنان يحتوي على مليون و200 ألف لاجئ سوري، فهو معني بالحل السوري، ويجد فريق من اللبنانيين أن مجرد دعوة لبنان إلى هذه الإجتماعات هو اعتراف بدوره على الصعيد الإقليمي، علمًا أن الموقف الرسمي في لبنان لا يريد فتح باب التفاوض مع سوريا، ومعروفة رواسب الأزمة بين لبنان وسوريا.

 

يضيف مالك أن لبنان في الآونة الأخيرة منهمك بمشكاله الداخلية. أما على الصعيد الدولي فليس له موقع متقدم، من هذا المنطلق حضور لبنان مداولات فيينا قد يكون رمزيًا أكثر منه من الناحية الفعلية، إضافة إلى ذلك يقع لبنان بين خيارات عدّة، وكل فريق في لبنان لديه وجهة نظر مختلفة عن الفريق الآخر، وقضية سوريا يتناولها العديد من اللبنانيين بطريقة مختلفة، كما إن وحدة موقف المعارضة السورية غير متوافرة حتى الآن.

 

يتابع مالك “لبنان في الوقت الحاضر منهمك بأزماته الداخلية، ولكن إذا ما أدرك صنّاع القرار مدى أهمية إغتنام هذه الفرصة للبحث عن النقطة الجوهرية الأساسية،، أي المسارعة في انتخاب رئيس للجمهورية وتحريك الهيئات الفعلية في مجلس النواب، فلبنان يستطيع أن يستفيد من لقاء فيينا، غير أننا ننطلق من احتقان إلى آخر، فلم نستطع أن نحل مشكلة النفايات حتى الآن”.

 

هولاند: ترشح الأسد في انتخابات مستقبلية غير وارد

أ. ف. ب.

باريس: اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يمكن ان يترشح في الانتخابات المقبلة في سوريا، مضيفا ان “الحل الوحيد” للنزاع المستمر يقوم على تنظيم انتخابات. وصرح هولاند لاذاعة اوروب1 ان “الحل الوحيد هو اجراء انتخابات في وقت ما، طبعا بعد احلال الامن لكن من دون ان يترشح الاسد في هذه الانتخابات”.

 

واضاف ان مشاركة الاسد في اي انتخابات جديدة ستكون بمثابة “اقرار بعجزنا عن التوصل الى حل.. فقد اعيد انتخاب الاسد في اقتراع صوري في العام 2014 وحاول الروس والايرانيون جرنا في هذا الاتجاه، الا انه تبين انه طريق مسدود افضى الى مزيد من الحرب ومزيد من الارهاب”.

 

وفرنسا من الدول التي تتبنى موقفا واضحا ان التوصل الى حل للنزاع المستمر في سوريا منذ العام 2011 لا يمكن ان يتم مع بقاء الاسد في الحكم. وتصر ايران وروسيا في المقابل على ان يكون له دور في اطار عملية انتقالية. وبدات محادثات بمشاركة وفود من 17 دولة الجمعة في فيينا ومن المفترض ان تستانف في اواسط تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.

 

وفي بيان نشر الجمعة، اتفق المشاركون على اجراء انتخابات باشراف من الامم المتحدة وبمشاركة “كل السوريين بمن فيهم الموجودون في الخارج”. وافاد بيان فيينا بان العملية السياسية هذه ستكون “بإدارة سورية ويعود الى الشعب السوري ان يقرر مستقبل بلاده”، على ان يعمل المشاركون مع الامم المتحدة على “اكتشاف سبل التوصل الى وقف لاطلاق النار في كل انحاء سوريا وتطبيقه، وتحديد تاريخ البدء به بالتوازي مع انطلاق العملية السياسية الجديدة”.

 

والمح هولاند من جهة اخرى الى امكان اتخاذ قرار الخميس حول شن غارات فرنسية جديدة في سوريا ضد معسكرات تدريب لتنظيم الدولة الاسلامية. وقال هولاند “كل مرة تصلنا معلومات حول معسكرات تدريب فيها جهاديون وارهابيون يمكن ان يشكلوا تهديدا لبلادنا في اي وقت، سنشن غارات. ساعقد اجتماعا لمجلس الدفاع حول الموضوع اعتبارا من الخميس”. ينعقد مجلس الدفاع برئاسة هولاند ومشاركة وزير الخارجية والدفاع خصوصا وكبار القادة العسكريين الفرنسيين.

 

قائد «الحرس الثوري» الإيراني: روسيا تبحث عن مصالحها ولا يهمها «الأسد»

شكك القائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني الجنرال «محمد علي جعفري» في موقف موسكو تجاه مستقبل رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، متهما روسيا التي وصفها بالرفيق الشمالي، بالبحث عن مصالحها في سوريا، الأمر الذي يظهر الخلاف بين أهم دولتين تحميان الحكومة السورية.

 

وكان «جعفري» تحدث، الإثنين، في أول تجمع ضد الولايات المتحدة بعد الاتفاق النووي، عقد تحت عنوان «لقد ولى زمن الضربات» في جامعة طهران، حسب وكالة «فارس» للأنباء القريبة من «الحرس الثوري».

 

وزعم «جعفري» أن أغلبية الشعب السوري موالية لـ«الأسد»، مضيفا أن «الرفيق الشمالي الذي جاء مؤخرا إلى سوريا للدعم العسكري بحث عن مصالحه، وقد لا يهمه بقاء الأسد كما نفعل نحن، ولكن على أية حال إنه موجود الآن هناك وربما مجبر على البقاء حرجا أو لأسباب أخرى».

 

وقال «جعفري» إن إيران لا ترى أي بديل لـ«الأسد»، مؤكدا أن هذا الموقف هو موقف المرشد الأعلى و«الحرس الثوري»، مضيفا: «البعض لا يفهم هذا فيتحدث عن بديل للأسد».

 

وشدد «جعفري» على تكرار الحديث حول «جبهة الممانعة»، واصفا «الأسد» بالشخص الذي يؤمن حقا بجبهة المقاومة والتصدي للاستكبار العالمي والغرب، موضحا أن إيران لن تقبل بمن يأتي بعده بقوله «نحن لا نرى شخصا يأتي بعده».

 

وساوى «جعفري» الذي كان يتحدث أمام جموع من الطلاب الموالين للنظام، بين ما اعتبرها المقاومة السورية و«الأسد»، قائلا: «لهذا السبب يطلب العدو منا أن نوافق على رحيل الأسد ليعطينا بالمقابل ما نريده وأن نقبل بشخص ما بعده».

 

وأكد «جعفري» أن بلاده تدعم «الأسد» بقوة عبر تقديم الاستشارة له، ملمحا لاتخاذ بعض الإجراءات التي لا يمكن الحديث عنها هنا.

 

وتعتبر تصريحات «جعفري» الأقوى في الدفاع عن «الأسد» والإصرار على عدم رحيله على لسان مسؤول إيراني رفيع المستوى منذ فترة، كما أن هذه التصريحات تظهر الخلاف بين حليفتي «الأسد» روسيا وإيران حول مستقبله.

 

طهران مستاءة من مواقف الرياض.. وموسكو

60 جنرالاً إيرانياً قتلوا في سوريا

لا يبدو وضع إيران سورياً بخير، ولا وضع روسيا إيرانياً بخير، سواء عسكرياً أو سياسياً، ففي الأول تزداد خسائر طهران من نخبة عسكرييها الذين بلغ عددهم 60 من كبار ضباط النظام الإيراني، وفي الثاني تشكيك القائد العام للحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري في موقف موسكو تجاه مستقبل بشار الأسد، متهماً روسيا بالبحث عن مصالحها، الأمر الذي يُظهر الخلاف بين أبرز دولتين تحميان الأسد.

 

وفي السياسة شن الزعيم الإيراني علي خامنئي أول من أمس هجوماً شرساً على اجتماع فيينا الأخير، وتبعه أمس هجوم على السعودية والولايات المتحدة من الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولين إيرانيين كبار، مع تهديد طهران بالانسحاب من المفاوضات، ما يشير كذلك إلى عدم ثقتها بـ»حليفها» في الكرملين.

 

وفي آخر الخسائر الإيرانية في الحرب السورية، ما نقلته وكالة «آكي» الإيطالية أمس عن مصادر قيادية في «حزب الله» أن إيران خسرت في سوريا «ستين جنرالاً رفيع المستوى» في الحرب الدائرة منذ أربع سنوات ونصف، وقالت إن طهران لم تُعلن رسمياً سوى أسماء 18 منهم من المقربين من القيادة الروحية الإيرانية.

 

فقد نقلت «آكي» عن المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها، قولها إن «ضحايا الحرس الثوري الإيراني شأن إيراني سري، ولا يُسمح بتداوله في وسائل الإعلام الإيرانية، ويتم التكتم عن الخسائر البشرية في سوريا بشكل خاص، ووفق ما وثّق الحزب هناك 60 جنرالاً إيرانياً قتلوا في سوريا خلال مساندتهم الجيش السوري بصفة مستشارين أو مخططين عسكريين».

 

وأعربت هذه المصادر عن استيائها من هذا العدد الكبير من الضحايا، وأرجعت السبب إلى «ضعف الجيش السوري وتنوع الميليشيات وعدم التزامها بالخطط التي يضعها الإيرانيون بالتعاون مع كبار ضباط الجيش السوري»، على حد تعبيرها.

 

وقالت «هذا العدد الكبير من الجنرالات ضحايا الحرب في سوريا دفع إيران لتخفيف عدد الجنرالات رفيعي المستوى وزيادة عدد ضباط الصف في مساندتهم للجيش السوري».

 

ومن بين الإيرانيين القتلى أصحاب الرتب العسكرية الرفيعة التي اعترفت بهم إيران في سوريا وجميعهم من الحرس الثوري (الباسدران) وقوات التعبئة الشعبية (الباسيج) الجنرالات: علي أصغري، وحسن شاطري (حسام خوش نويس)، ومهدي خراساني، وحسين بادبا، وأصفر شيردل، وجبار دريساري، ومحمد علي الله دادي، وعباس عبداللهي، وعلي مرادي، ومحمد صاحب كرم أردكاني، وعلي رضا توسلي، وإسماعيل حيدري، وعبدالله إسكندري، ومحمد جمالي، وحميد طبطبائي ميهر، وأمير رضا علي زادة، وداد الله شيباني، ورضا حسين موقدديم.

 

والأحد لقي قيادي بالحرس الثوري مصرعه خلال مواجهات مع المعارضة السورية في محافظة حلب شمال سوريا. وافادت وكالة «مشرق نيوز»، الإيرانية أمس أن «حميد فاطمي من قيادات الحرس الثوري الإيراني من مدينة كلانشهر التابعة لمحافظة الأهواز جنوب إيران ذات الغالبية العربية، قتل في مواجهات مع المعارضة السورية في مدينة حلب». ولم توضح الوكالة الرتبة العسكرية التي يحملها حميد فاطمي واكتفت بالقول إنه «قيادي بالحرس الثوري«.

 

وبمقتل حميد فاطمي يبلغ عدد قتلى الحرس الثوري من محافظة الأهواز عشرين شخصا بين قيادي وعنصر بارز من «الباسيج«.

 

وكشفت إحصائية نشرت السبت، عن ارتفاع عدد القتلى العسكريين من الحرس الثوري الإيراني في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى ثلاثين قتيلا من مختلف الرتب والمناصب العسكرية بينهم جنرالات.

 

وذكر موقع «تير برس» الإيراني، أن الحصيلة الكلية لعدد قتلى الحرس الثوري تخطى حاجز 420 قتيلا منذ بدء الصراع في سوريا.

 

وبعد سقوط هذا العدد من جنرالاته وعناصره، قال قائد ميليشيا فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، إن المستشاريين الايرانيين في سوريا «لا يدافعون فقط عن مرقد السيدة زينب والسيدة رقية وانما عن الاسلام وحرم آل البيت والانسانية«، وذلك في مسعى لرفع معنويات عناصر الميليشيات الايرانية المقاتلة في سوريا.

 

قال سليماني في جمع من المقاتلين، إن «كل من يشارك في هذا الجمع لا بد ان يفتخر، بسبب انكم تتمتعون بمميزات عظيمة، اولا انكم تهاجرون الى الله، ومن يهاجر الى الله لو توفي في الطريق فإنه شهيد، وحتى ان لم يستشهد في ميدان الحرب فهو ايضا شهيد«، مضيفا «وثانيا انكم مجاهدون ولقد اتيتم من اجل الجهاد، وهو له اجر عظيم، وهو امر ما لا يمكن لاحد تعيينه«.

 

سياسياً، شكك القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري في موقف موسكو تجاه مستقبل بشار الأسد متهماً روسيا التي وصفها بالرفيق الشمالي بالبحث عن مصالحها في سوريا، الأمر الذي يظهر الخلاف بين أهم دولتين تحميان الحكومة السورية.

 

وكان جعفري تحدث الاثنين في أول تجمع ضد الولايات المتحدة بعد الاتفاق النووي عقد تحت عنوان «لقد ولى زمن الضربات» في جامعة طهران حسب وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري.

 

وزعم جعفري أن أغلبية الشعب السوري موالٍ للأسد مضيفاً «أن الرفيق الشمالي الذي جاء مؤخراً إلى سوريا للدعم العسكري بحث عن مصالحه وقد لا يهمه بقاء الأسد كما نفعل نحن، ولكن على أية حال إنه موجود الآن هناك وربما مجبر على البقاء «حرجاً« أو لأسباب أخرى«.

 

وقال جعفري إن إيران لا ترى أي بديل للأسد مؤكداً أن هذا الموقف هو موقف المرشد الأعلى والحرس الثوري مضيفاً: «البعض لا يفهم هذا فيتحدث عن بديل للأسد«.

 

وعرج جعفري إلى تكرار الحديث حول «جبهة الممانعة» واصفاً الأسد بالشخص الذي يؤمن حقاً بجبهة المقاومة والتصدي للاستكبار العالمي والغرب موضحاً أن إيران لن تقبل بمن يأتي بعده بقوله «نحن لا نرى شخصاً يأتي بعده«.

 

وساوى جعفري الذي كان يتحدث أمام جموع من الطلاب الموالين للنظام بين ما اعتبرها المقاومة السورية وبشار الأسد فأردف يقول: «لهذا السبب يطلب العدو منا أن نوافق على رحيل الأسد ليعطينا بالمقابل ما نريده وأن نقبل بشخص ما بعده«.

 

وأكد جعفري أن بلاده تدعم بشار الأسد بقوة عبر تقديم الاستشارة له، ملمحاً إلى اتخاذ بعض الإجراءات التي لا يمكن الحديث عنها هنا.

 

وتعتبر تصريحات جعفري الأقوى في الدفاع عن الأسد والإصرار على عدم رحيله على لسان مسؤول إيراني رفيع المستوى منذ فترة كما أن هذه التصريحات تظهر بجلاء بين حليفتي الأسد روسيا وإيران حول مستقبله.

 

وقالت إيران أمس إنها ستنسحب من محادثات السلام الخاصة بسوريا إذا وجدتها غير بناءة، متهمة السعودية بلعب «دور سلبي».

 

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني انه «لا ينبغي الشك في امكانية ايجاد حلول سياسية للمشاكل الراهنة في سوريا واليمن والبحرين عبر التعاطي البناء». وأضاف روحاني، في كلمته امام ملتقى كوادر وزارة الخارجية والسفراء ومسؤولي البعثات الديبلوماسية الايرانية المعتمدين خارج البلاد أمس، «لو ان نظرة السعودية الى التطورات في المنطقة تقترب من الواقع وتتخلى عن التدخل في الشؤون الداخلية فانه بالامكان، في ظل الظروف الجديدة، حل الكثير من المشاكل ومنها في مجال العلاقات». واعتبر ان «عودة الرياض عن الطريق الخاطئ سيفتح الباب امام التعاون»، لافتا، في إشارة إلى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى ان «بعض الشبان قليلي التجارب في احد بلدان المنطقة يتطاولون في تصريحاتهم امام الكبار لكنهم لن يحققوا اي هدف باستخدام هذا الاسلوب».

 

كما نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله «في الجولة الأولى من المحادثات لعبت بعض الدول وخاصة السعودية دورا سلبيا وغير بناء.. لن تشارك إيران إن لم تكن المحادثات مثمرة«. وحذر الجبير من مغبة اختبار صبر إيران. ولم يذكر المزيد.

 

واتهم الجبير إيران بمحاولة تهريب أسلحة إلى البحرين والسعودية وبالتدخل في لبنان وسوريا والعراق واليمن وهو أمر قال الوزير السعودي إنه يؤثر بالسلب على العلاقات الإيرانية – السعودية. وقال الجبير «دول الخليج.. مدت يدا ودودا إلى إيران»، مضيفا أن الرياض أوضحت مرارا سعيها لعلاقات جيدة مع طهران. وقال «الآن الكرة في ملعب إيران»، مشيرا الى أن إقامة علاقات مع السعودية تقوم على حسن الجوار ام علاقات مليئة بالتوتر، بيد الإيرانيين.

 

وفي واشنطن وزعت وزارة الخارجية الأميركية نص مقابلة مع الوزير جون كيري أمس، دعا فيها موسكو إلى البحث عن خيارات للحل بعيداً عن بشار الأسد، وقال إن «الأمر يتوقف فعلا بشكل كبير على الاختيارات التي تقوم بها روسيا سواء بالبحث عن حل سياسي أو الاكتفاء بدعم نظام الأسد. لو أن الأمر يتعلق فقط بالنظام.. فهناك مشكلة«.

(آكي، إرنا، أورينت نت، العربية.نت، رويترز، أ ف ب)

 

روسيا.. تحالف مع الأسد وتضييق على اللاجئين  

افتكار مانع-موسكو

 

تمثل قصة عائلة السوري حسن عبدو التي احتجزتها السلطات الروسية في مطار “شيريميتوفا” شاهداً على ما يلقاه اللاجئون السوريون من معاملة سيئة في روسيا، حيث لاقى ما تعرضت له العائلة المكونة من الأب حسن والزوجة كولستان مع أطفالهما الأربعة، تفاعلاً واسعاً في وسائل الإعلام الروسية والأجنبية.

فقد ظلت عائلة حسن السورية محتجزة أكثر من شهر في مطار بموسكو، بتهمة عبور الحدود بصورة غير شرعية وبوثائق مزورة، دون التشكيك في صحة التأشيرة التي حصلوا عليها من السفارة الروسية في العراق.

 

واحتجزت الأجهزة الأمنية جميع أفراد العائلة في منطقة الترانزيت بالمطار، دون أن توفر لهم السلطات أدنى مقومات العيش، باستثناء ما قدمه لهم بعض محامي منظمة المساعدة المدنية من أغطية ووجبات غذائية، حتى كان منظرهم عندما مثلوا أمام المحكمة مثيراً للشفقة.

 

وفي أولى جلسات المحاكمة طالب الادعاء بالتحفظ على الأطفال في دار رعاية الأيتام واحتجاز الوالدين في السجن، إلا أن صراخ الأطفال وبكاءهم حال دون ذلك، فقد رفضت القاضية الموافقة على طلب الادعاء وقررت إطلاق سراحهم مقابل كفالة مالية بلغت نحو ألف دولار مع بقائهم رهن الإقامة الجبرية. وبإسهام من الخيرين تم نقلهم للإقامة في فندق المطار، مع بقائهم تحت الحراسة.

 

لاجئون بالجملة

الباحث في أكاديمية العلوم الروسية قسطنطين سوكولوف أكد أن روسيا استقبلت ما يزيد عن 2.5 مليون لاجئ أوكراني منذ بداية الأزمة في دونباس، إضافة إلى وجود الملايين من العمال غير الشرعيين من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، وبذلك تكون روسيا قد استوفت حصتها في استضافة اللاجئين.

 

وأضاف سوكولوف في حديثه للجزيرة نت أن روسيا تدخلت في سوريا بعد أربع سنوات من الأزمة “كان يمكن خلالها إيجاد حلول، وظلت روسيا طوال تلك المدة تنادي بضرورة حل الأزمة سلمياً، مع السعي لجمع أطراف النزاع خلف طاولة المفاوضات”.

 

في المقابل يتهم ممثلو منظمات حقوق الإنسان في روسيا السلطات بالمساواة في التعامل بين طالبي اللجوء وبين الوافدين والعمال الأجانب، وفقاً للقوانين المحلية وليس وفقاً لمواثيق الأمم المتحدة التي تعطي الحق للمدنيين في ظروف الحرب باللجوء إلى الدول الأخرى، وتلزم هذه الدول بتقنين أوضاعهم وتقديم المساعدة لهم.

وصمة عار

وأكدت رئيسة منظمة المساعدة المدنية سفيتلانا غانوشكينا أن روسيا مطالبة من الناحية الأخلاقية بالقيام بدور أكبر في التخفيف من المآسي التي يتعرض لها السوريون، معتبرة أن ما حدث مع العائلة السورية “وصمة عار في جبين روسيا التي تضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقيات الدولية التي تكفل حق اللجوء لكل من يتعرض للأذى، سواء من حرب أو كوارث وما شابههما”.

 

وأضافت غانوشكينا في حديث للجزيرة نت أن روسيا مطالبة بالإسهام أكثر من غيرها في خدمة اللاجئين، أولاً لعلاقة التحالف والصداقة القديمة بينها وبين سوريا، وثانياً لأنها باتت سبباً في تفاقم هذه المشكلة بعد تدخلها المباشر في الحرب.

 

ولا تتجاوز أعداد من استطاع دخول الأراضي الروسية من اللاجئين السوريين منذ قمع نظام بشار الأسد للثورة السورية وتحولها إلى حرب أهلية، نحو 1500 لاجئ يعيشون في مخيمات تدعى “سوفسيكي” في ظروف أشبه بالاعتقال، وفي ظل تهديدات بالطرد والإبعاد إلى سوريا.

 

وتتمثل المشكلات الأساسية التي تواجه اللاجئين السوريين بروسيا، في توفير مقاعد دراسية لأبنائهم في المدارس الروسية، وفي إيجاد فرص عمل توفر لهم الحد الأدنى من سبل العيش الكريم، ولهذه الأسباب ينظر غالبية اللاجئين إلى روسيا باعتبارها دولة عبور إلى أوروبا لا وجهة نهائية.

 

الحريري.. طبيب سوري نصر الثورة فقتل النظام عائلته  

حسن الحريري، طبيب نذر نفسه لعلاج ضحايا بطش النظام السوري منذ بداية الثورة، فاستهدفه النظام في أهله وماله وعيادته، في المرة الأولى قصف بيته فانتقل إلى بيت آخر، أما في المرة الثانية فقتلت عائلته.

 

والدكتور حسن من قرية بصرى الحرير من الريف الشرقي لمحافظة درعا، التحق بصوف الثورة السورية منذ الأيام الأولى، حيث عمل هو ومجموعة من الأطباء على إسعاف الجرحى والمتظاهرين.

 

ويروي الطبيب قصة استشهاد عائلته، فيقول إنه أثناء معركة “قطع الوتين” في محافظة درعا، تم إخباره بأنه تم قصف المنطقة المحيطة ببيته من قبل الطيران الحربي المروحي، فانطلق هو ومجموعة من الشباب إلى المكان، بينما لم يخبره أحد بحقيقة ما حصل مع إحساسه “بوجود شيء”.

 

وعندما وصل إلى البيت أخبروه بأن أبناءه جميعا قد استشهدوا، فقال “الحمد لله رب العالمين”. ولما دخل أخبروه بأنهم قد دفنوهم جميعا، ولكن بقيت طفلة من أبنائه لم يتمكنوا من العثور على جثتها لدفنها، فدلهم الطبيب على مكانها، ثم دفنوها.

 

وبالرغم من عظيم مصابه، فإن الحريري ما زال يعمل طبيبا متنقلا بين ساحات المعركة والمشافي الميدانية.

 

ويذهب الحريري كل يوم لبيته المهدم وينظر فيه وما تبقى من أغراض أبنائه وحقائبهم وألبستهم، مما يزيده إصرارا، ويقول الطبيب إنه خسر كل شيء، لكنه لم يخسر كرامته، مؤكدا عزمه الاستمرار في مسيرته حتى الموت.

 

رغم الضربات الروسية.. #داعش يتقدم في سوريا !

الطيران الروسي يقصف مواقع داعش في تدمر الأثرية للمرة الأولى

دبي – قناة العربية

يشهد ريف حمص معارك عنيفة بين قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي وبين تنظيم “داعش”، الذي يرى مراقبون أنه يسعى لقطع إمدادات قوات النظام في حمص بالسيطرة على القرى والبلدات الواقعة على الطريق الدولي.

فمدينة تدمر الأثرية في ريف حمص أحد معاقل تنظيم “داعش” هدفٌ للطيران الروسي الحربي للمرة الأولى، حيث أورد بيان لوزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الروسية دمرت موقعاً دفاعياً وبطاريات مضادة للطائرات لـ”داعش”.

فيما قال سكان محليون إن الغارات الروسية استهدفت الطرف الغربي للموقع الأثري، لكنهم لم يتمكنوا من التحقق من حجم الأضرار.

وفي أعقاب سيطرة “داعش” على بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، وفي محاولة لوقف تقدم “داعش” باتجاه قرية صدد التاريخية ذات الغالبية المسيحية، شن الطيران الروسي غارة جوية على مدينة القريتين الخاضعة لسيطرة التنظيم ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.

فيما صد تنظيم “داعش” محاولات قوات النظام لاستعادة السيطرة على تلال الحزم المحيطة ببلدة صدد.

كما دارت اشتباكات عنيفة بين التنظيم وقوات النظام على أطراف بلدة البريج الواقعة على طريق أوتوستراد حمص – دمشق.

ريف حمص الشمالي شهد اشتباكات متقطعة بين كتائب الثوار وقوات الأسد على جبهات تيرمعلة والدار الكبير، فيما قصفت قوات النظام بقذائف الهاون والدبابات مدن وقرى تلبيسة والحولة وأم شرشوح، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

كذلك استهدفت الفصائل المقاتلة مدفعاً رشاشاً لقوات النظام في محيط منطقة المنصورة بسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، بينما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي.

إلى ذلك ارتفع إلى 12 عدد البراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات النظام المروحية على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، في حين تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في محيط منطقة المرج.

 

ماهر الأسد على نار حامية والخوف على شقيقه ترويجٌ له

العربية.نت – عهد فاضل

عادت صورة ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري، الى الظهور مجددا، في مواقع أنصارهما، وسط ترحيب منقطع النظير وعبارات التمجيد التي “تفنّن” بها كل موقع على حدة، تسابق فيها كل موقع موالٍ لإطلاق صفات تندر في أي أحد، إلا أنها متوفرة بكثرة في صاحب الصورة، والذي مُنِح، هذه المرة، ملامح غير قتالية، عبر نصف ابتسامة تخفي نصفاً آخر منها، كما أخفت الصورة الموزّعة، النصق الآخر للرجل.

فلم ير منه إلا ملامح الوجه كما لو أنها صورة خاصة بجواز السفر أو لوضعها على البطاقة الشخصية.

المصوّر الذي التقط الصورة، يُسمّى في أدبيات الموالاة بـ”مصوّر الأسدين” نظراً لكونه يصوّر بشاراً وشقيقه ماهراً، بترخيص يسمح له بتصوير أبنائهما أيضاً. ومع أن تاريخ الصورة الأخيرة لماهر، لم يتضح، إلا أن ملتقطها وناشريها، تعاملوا معها بصفتها صورة جديدة، مع جديد آخر يتمثل بوضع صورته هو مكان صورتهم الشخصية، تعبيرا عن “ولاء” يصل حد التنازل عن صورهم هُم.

لكن البعض ممن روجوا للصورة، كتبوا “ماهر حافظ الأسد في أحدث صورة التقطت له”.

“ستاند باي” وسط شائعات قصف قد يتعرض له مقرّ بشار الأسد

ويترافق نشر الصورة الحديثة لماهر الأسد، مع أخبار يتداولها أنصار شقيقه رئيس النظام السوري، بأن هناك إمكانية لأن يتعرض مقر إقامته لقصف جوي، بقصد اغتياله. وهو الخبر الذي تم الترويج له، في الأصل، من مواقع قريبة من ماهر الأسد، وتسمّت باسمه على مواقع التواصل الاجتماعي.

علماً أن الصفحة التي نشرت خبر إمكانية تعرض مقر رئيس النظام السوري لقصف جوي، وسعي الرئيس الروسي لحماية مقر إقامة بشار الأسد بشبكة صواريخ، هو الموقع الذي يحمل اسم “العميد ماهر الأسد مكتب الأمن والمعلومات” على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. ثم هي الصفحة الآن التي تروّج لماهر الأسد، في اليوم التالي لنشرها خبر “مخاطر محدقة بحياة بشار الأسد”.

مما أعطى انطباعاً لأنصار الرجلين، بأن إعادة التذكير بوجود ماهر الأسد، بأنه نوعٌ من “البديل” أو الشخصية الجاهرة “ستاند باي” للحلول مكانه في حال تعرض الدكتور للقصف، فينوب مكانه العميد.

وعلى الفور سارعت التعليقات بالدعوات له بطول العمر والحماية والأمن. كما أن ناشري الصورة، عمدوا الى كتابة أوصاف تمنح الرجل مواصفات “البديل” الجاهز، من مثل “عميد الوطن” و”أنت الوطن وأنت الشرف والاخلاص” و”نار على الغزاة وسيف الحق على الإرهاب”.

وإن كان إطلاق هذه الأوصاف “روتينياً” في الشارع الموالي، إلا أنه اكتسب مدلولات خاصة، بعد ترويج خبر إمكانية تعرض بشار الأسد لعملية اغتيال عن طريق القصف الجوي.

رفع معنويات لأنصار النظام السوري

إلى ذلك، فأن يقوم موقعٌ موالٍ لآل الأسد، بنشر خبر يتضمن إمكانية أن يتعرض رئيس النظام لعملية اغتيال، ومهما كان الدافع وراء نشر مثل ذلك “التوقع” فإن من شأنه أن يزعزع الشارع الموالي، ويعطي انطباعاً بخطر داهم. وبالتالي، كما يرى مراقبون، فإن إعادة تعويم ماهر الأسد، بصفته واسمه، لا تعني إلا أن هناك من يعمل على الرجل “بديلا” من أخيه رئيس النظام.

ويستند هؤلاء إلى أن نشر صورة جديدة لماهر الأسد، ترافق مع خبر إمكانية تعرض رئيس النظام لعملية اغتيال عبر قصف جوي. ثم قيام نفس المواقع التي روّجت للخبر، بإعادة طرح ماهر الأسد بصفته هو “الوطن” و”السيف على الغزاة” وسوى ذلك، يؤكد الترابط مابين الخبرين، وهو وضع شقيق الرئيس السوري “على نار حامية” بانتظار حدث مفاجئ ما سبق وتوقع حصوله أنصار الرجلين.

خصوصا أن هناك تعليقات أشارت الى أن حياة رئيس النظام السوري مهددة، من أكثر من طرف، وأحدها من حلفائه هو. باعتباره “انتهى دوره عند هذا الحد” وأن حلفاء النظام “حققوا مايريدونه من حليفهم”.

يشار إلى أن “القلق” على حياة رئيس النظام السوري، عُبّر عنه فقط في الصفحات الموالية له. ولم تقم المواقع المعارضة بمنح الموضوع أي اهتمام، إلا بشكل جزئي. مااعتبره مراقبون بأنه “تسريب من داخل النظام نفسه” انتهى بإعادة تعويم الشقيق ماهر. وأن الوضع الداخلي السوري، قد يشهد تغيرا مفاجئاً في أي لحظة. على مانتهى اليه المراقبون السابقون.

 

اجتماع محتمل بين نظام الأسد والمعارضة الأسبوع المقبل

موسكو – رويترز

نقلت وكالة “تاس” للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي قوله، اليوم الثلاثاء، إن اجتماعاً قد يعقد في موسكو الأسبوع المقبل بين أعضاء في الحكومة السورية وجماعات سورية معارضة.

 

الخارجية الإيرانية: السعودية لعبت “دوراً سلبياً وغير بناءً” بمحادثات سوريا

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- قال نائب وزير الخارجية الإيراني، أمير عبداللهيان، إن مشاركة بلاده المستمرة في المحادثات بشأن الصراع السوري مع القوى الغربية والإقليمية تتوقف على كون الاجتماعات بناءة، وأن المملكة العربية السعودية قد لعبت “دوراً سلبياً وغير بناءً.”

 

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إنسا”، شبه الرسمية، عن عبداللهيان قوله: “في أول جولة للمحادثات، بعض الدول، وتحديداً المملكة العربية السعودية، لعبت دوراً سلبياً وغير بناءً.. وأرادت بعض الجهات أن تتورط في شؤون قرارها في الأساس للشعب السوري، ونحن لا نؤيد أحداً يود أن يأخذ القرار نيابة عنهم.”

 

وأضاف: “إذا كانت هذه الاجتماعات للعرض فقط، ومكان لبث المواقف التي تقوض حقوق الشعب السوري، والتغاضي عن الحقائق في سوريا.. إذاً ليس الجمهورية الإسلامية فحسب، وإنما العديد من البلدان الأخرى التي يحكمها المنطق، لن ترحب بمحادثات لا طائل منها.”

 

وجدد المسؤول الإيراني التأكيد على موقف بلاده بأنه “لا يوجد حل عسكري أو أمني للوضع في سوريا.”

 

جاءت تصريحات عبداللهيان بعد يوم من قول الزعيم الإيراني، علي خامنئي، إن الحل في سوريا سيكون من خلال تصويت الشعب بالانتخابات في بيئة سلمية وآمنة، والذي لن يكون ممكناً إلا إذا توقفت المعارضة عن تلقى الدعم العسكري والمالي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى