أحداث الثلاثاء 16 آب 2016
ثلاثة مبادئ روسية – تركية – إيرانية للحل السوري
طهران، لندن، أنقرة، موسكو، بيروت – محمد صالح صدقيان، «الحياة»، رويترز، أ ف ب
يعرض نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف على معارضين سوريين ليس بينهم «الهيئة التفاوضية العليا» في الدوحة اليوم نتائج محادثاته في طهران ورؤياه عن توصل روسيا وتركيا وإيران إلى اتفاق على ثلاثة مبادئ لحل الأزمة السورية بينها تشكيل «حكومة وحدة وطنية موسعة» و «ترك الشعب السوري يقرر مصيره»، في وقت حض وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو واشنطن على التزام وعدها والطلب من المسلحين الأكراد الانسحاب من ريف جلب إلى شرق نهر الفرات بالتزامن مع إعلان تحالف كردي – عربي نيته بالسيطرة على مدينة الباب لتعزيز وجوده قرب حدود تركيا بعد طرد «داعش» من مدينة منبج في ريف حلب.
وقال معاون وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري أنه سيزور أنقرة للتشاور مع المسؤولين الأتراك حول سورية بعد محادثاته أمس مع بوغدانوف والتصورات التي طرحها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته الأخيرة إلى أنقرة الجمعة. وقال أنصاري أن معاون وزير الخارجية التركي أوميت يالتشين سيزور طهران للتشاور «بين اللاعبين المؤثرين في الأزمة السورية بما يساهم في خلق أجواء ضرورية للخروج من هذه الأزمة».
وأوضح أن زيارة ظريف أنقرة أسفرت عن اتفاق على الإطار العام لحل الأزمة السورية وهو «الحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة الوطنية السورية وتشكيل حكومة وطنية موسعة وإعطاء الفرصة للشعب السوري لتقرير مصيره»، مشيراً إلى أن الاتفاق على هذه الخطوط العريضة يساهم في خلق بيئة مناسبة لحل الأزمة السورية. وكان بوغدانوف التقى يالتشين لأربع ساعات في 8 الشهر الجاري قبل قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان. كما أنه وضع ظريف «في إطار التصورات الروسية والمشاورات التي أجراها الجانب الروسي مع الجانب التركي». وأعربت مصادر الخارجية عن الارتياح لتسلم «الملف السوري» بعد تسلم أنصاري منصبه خلفاً لمعاون وزير الخارجية للشؤون العربية من سلفه أمير عبد اللهيان الذي كان محسوباً على «الحرس الثوري».
من جهته، قال بوغدانوف لوكالة الإعلام الروسية إنه سيجتمع مع ممثلين للمعارضة السورية في الدوحة اليوم، لاطلاعهم نتائج المحادثات الروسية – التركية – الإيرانية.
وقال الناطق باسم «الهيئة التفاوضية» المعارضة رياض نعسان آغا أمس أن «لا علم للهيئة» بلقاء مع بوغدانوف وهي «غير معنية به ولا تعرف بالضبط من هي المعارضة التي سيلتقيها» المسؤول الروسي. لكن مصادر أخرى رجحت لقاء بوغدانوف مع رئيس «الائتلاف الوطني السوري» السابق معاذ الخطيب.
في أنقرة، قال وزير الخارجية التركي إن أنقرة تتوقع انسحاب «وحدات حماية الشعب» إلى شرق نهر الفرات بعدما استعادت ضمن «قوات سورية الديموقراطية» مدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على منبج من «داعش». وقال: «الولايات المتحدة، بل حتى (الرئيس الأميركي باراك) أوباما بنفسه وعدنا أن عناصر الاتحاد الديموقراطي الكردي في قوات سورية الديموقراطية سيعودون إلى شرق الفرات بعد انتهاء عملية منبج». وتابع: «على الولايات المتحدة أن تفي بوعدها. هذا ما نتوخاه»، علماً أن واشنطن لم تؤكد إن كانت فعلاً قطعت هذا التعهد. لكن «قوات سورية» أعربت أمس عن نيتها ربط منبج بعفرين والسيطرة على مدينة الباب، حيث جرى أمس تشكيل «مجلس الباب العسكري» تمهيداً لتكرار العملية التي جرت في منبج ضد «داعش»، الأمر الذي يثير قلق أنقرة التي تخشى ربط الأقاليم الكردية شرق نهر الفرات وغربه وقيام «كردستان سورية» ما يشجع أكراد تركيا على فعل الأمر نفسه.
إلى ذلك، تبنى «داعش» تفجيراً انتحارياً استهدف عناصر من الفصائل المقاتلة عند معبر أطمة شمال سورية على الحدود التركية أسفر عن مقتل 32 معارضاً. وأفاد البيان أن الانتحاري واسمه «أبو اليمان الشامي» فجر سترته الناسفة بعناصر من فصيلي «فيلق الشام» و»نور الدين زنكي» في معبر أطمة في ريف إدلب الشمالي، وذلك «لدى استعدادهم للتوجه لقتال داعش في ريف حلب الشمالي». وأفيد أمس بأن فصائل معارضة خاضت معارك ضد «داعش» في بلدة الراعي شمال حلب.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات دارت بين القوات النظامية ولواء القدس الفلسطيني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، في أطراف المحلق الرابع بحي جمعية الزهراء غرب حلب، ترافق مع قصف القوات النظامية على مناطق الاشتباكات»، لافتاً إلى أن القوات النظامية صدت هجوماً لفصائل معارضة وإسلامية في معمل الإسمنت جنوب غربي حلب مساء أول من أمس.
موسكو: عمل عسكري وشيك مع الأميركيين في حلب
موسكو – رويترز
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله اليوم (الإثنين)، إن روسيا والولايات المتحدة على وشك البدء في عمل عسكري مشترك ضد المتشددين في مدينة حلب السورية.
ونقل عن شويغو قوله «نحن الآن في مرحلة نشطة للغاية من المفاوضات مع زملائنا الأميركيين»،وأضاف «نقترب خطوة بخطوة من خطة، وأنا أتحدث هنا عن حلب فقط، ستسمح لنا حقاً بالبدء في القتال معاً لإحلال السلام بحيث يمكن للسكان العودة إلى ديارهم في هذه المنطقة المضطربة».
وقال شويغو إن زهاء 700 ألف شخص لا يزالون يعيشون في حلب، وإن الذين يعيشون في الجزء الشرقي من المدينة «رهائن للجماعات المسلحة».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض في وقت سابق اليوم، تمديد ساعات الهدنة في حلب وحولها حالياً، نظرا لاحتمال أن يستغلها المقاتلون في إعادة تنظيم صفوفهم والحصول على أسلحة.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مدينة إيكاترينبرغ الروسية انه يدرك أن اتفاقات وقف القتال «لفترات وجيزة يومياً المعمول بها حالياً للسماح بدخول المساعدات ومغادرة المدنيين غير كافية». لكنه أضاف أنه «من الصعب تمديد ساعات التهدئة حالياً، نظرا لاحتمال أن يستغلها المقاتلون في إعادة تنظيم أنفسهم والحصول على أسلحة».
وتسيطر قوات النظام السوري والميليشيات الداعمة لها على أحياء في حلب ومنها الأحياء الغربية، فيما تسيطر فصائل المعارضة السورية المسلحة والممثلة بـ «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً بعد فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، وحركة أحرار الشام الإسلامية، وفصائل أخرى» على أجزاء واسعة من جنوب وشرقي حلب.
من جهة ثانية، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة الإعلام الروسية اليوم، إنه سيجتمع مع ممثلين للمعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة غداً 16 آب (أغسطس) الجاري.
موسكو لـ «نضال مشترك» … مع واشنطن في حلب
موسكو، واشنطن، نيويورك – رائد جبر، جويس كرم، «الحياة»
قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن روسيا والولايات المتحدة على وشك إطلاق «نضال مشترك» في مدينة حلب بالتزامن مع بدء الأسطول الروسي تدريبات عسكرية في البحر المتوسط قبالة سورية مستخدماً بوارج مزودة صواريخ بعيدة المدى لـ «مكافحة الإرهاب»، لكن مسؤولاً أميركياً أكد لـ «الحياة» عدم حصول أي اتفاق بعد حول حلب، لافتاً إلى استمرار المحادثات بين واشنطن وموسكو حول الهدنة والمساعدات الإنسانية.
وأعلن شويغو في مقابلة تلفزيونية أمس أن بلاده تخوض «مرحلة نشطة للغاية من المفاوضات مع الزملاء الأميركيين. ونقترب خطوة خطوة من خطة، وأنا أتحدث هنا عن حلب فقط، ستسمح لنا بالبدء في «النضال» معاً لإحلال السلام بحيث يمكن للسكان العودة إلى ديارهم في هذه المنطقة المضطربة». وزاد أن المحادثات تدور في جنيف وعمان و»نحن على اتصال دائم مع واشنطن لتحقيق هذه الغاية».
وكشف شويغو أن روسيا «أحبطت خطة أطلسية لتوجيه ضربات صاروخية قاسمة ضد مواقع سورية» بعد استخدام دمشق السلاح الكيماوي ضد مدنيين في ريف دمشق في 2013، مشيراً إلى أن «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) جهز لضرب منشآت بـ624 صاروخاً مجنحاً. وأوضح: «كانت الصواريخ جاهزة للإطلاق عندما توصلنا إلى اتفاق حول الترسانة الكيماوية، الفارق الزمني كان يوماً واحداً، ماذا كان سيحدث لو فشلنا؟ كان من الصعب جداً إعادة بناء هياكل الدولة السورية بعد ضربة شاملة كهذه».
وندد باتهامات الغرب لروسيا بأنها تحاصر حلب مع القوات الحكومية، وزاد: «هناك قوافل إنسانية تدخل حلب باستمرار. ونعمل على إصلاح محطات ضخ المياه وأنابيب الصرف الصحي وتم نشر مستشفيات ميدانية في كل معبر في حلب، وهم يقولون: إنه حصار، لا يوجد أي حصار، نحن فتحنا الأبواب كافة ونقول: اخرجوا».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض في وقت سابق أمس، تمديد ساعات الهدنة في حلب وحولها، وعزا موقف بلاده إلى «احتمال أن يستغل المسلحون الهدنة لإعادة تنظيم صفوفهم والحصول على أسلحة». وزاد أن «العصابات الإرهابية تمنع المدنيين من مغادرة المدينة». وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مدينة يكاترينبرغ الروسية إن أنقرة تدرس فرض رقابة دولية على الحدود مع سورية. وأن هذا الموضوع طرح خلال المحادثات الروسية – التركية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن «مجموعة بوارج بدأت تدريبات تكتيكية في شرق البحر المتوسط. تهدف هذه التدريبات إلى اختبار قدرة القوات البحرية على معالجة الأزمات ذات الطبيعة الإرهابية». ويشارك في التدريبات طرادان من طراز «بويان» هما من أحدث النماذج في الأسطول الروسي، إضافة إلى بوارج تتمركز في شكل دائم في المنطقة. والبوارج مزودة أنظمة صواريخ بعيدة المدى من طراز «كاليبر»، سبق أن استخدمت في توجيه ضربات إلى مواقع المتطرفين في سورية العام 2015.
من جهته، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» أمس أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق مع روسيا في هذا الوقت حول حلب، وقال: «رأينا التقارير الإعلامية حول تصريحات وزير الدفاع الروسي وليس لدينا ما نعلنه في هذا الوقت». وقال: «نتحدث باستمرار مع المسؤولين الروس حول سبل تقوية اتفاق وقف الأعمال العدائية وتحسين المنافذ الإنسانية وإيجاد الظروف الضرورية للوصول لحل سياسي للنزاع». وعكست الأجواء الأميركية استمرارية للمحادثات مع موسكو من دون أي تغيير عما كانت عليه الأسبوع الماضي.
في نيويورك، جددت الأمم المتحدة الدعوة إلى إعلان هدنة يومين في حلب لإدخال المساعدات الضرورية إلى المدينة بشطريها الشرقي والغربي. وقال الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق أمس إن الوضع في حلب «سيء للغاية حيث يعيش نحو ٢٧٥ ألفاً محاصرين في القسم الشرقي منها منذ إغلاق طريق الكاستيلو، فيما يعاني نحو مليون و22 ألفاً في قسمها الغربي أيضاً جراء استمرار عمليات القتال العنيف». وقال حق إن المنشآت الطبية من شطري المدينة تتعرض للقصف مشيراً إلى أن الحاجة ملحة لإعلان هدنة في شكل عاجل.
مقتل 19 مدنياً بينهم أطفال في غارات «مكثفة» على حلب
بيروت – أ ف ب
قتل 19 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال اليوم (الثلثاء) في غارات مكثفة على حييْن خاضعين لسيطرة المعارضة في مدينة حلب شمال سورية، حسبما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «قتل 19 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال وأصيب العشرات بفعل غارات نفذتها طائرات لم يعرف ما إذا كانت سورية أم روسية على حيي طريق الباب والصاخور» شرق حلب، متحدثاً عن «غارات مكثفة» تستهدف المدينة.
قاذفات روسية تنطلق من إيران وتقصف أهدافاً في سورية
دبي، موسكو – «الحياة»، رويترز
قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم (الثلثاء) إن قاذفات تابعة لسلاح الجو الروسي استهدفت مواقعاً لتنظيمي «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) الإرهابييْن في سورية، وذلك بعدما نشرت روسيا طائرات قاذفة بعيدة المدى للمرة الأولى في إيران.
وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شامخاني تعليقاً على هذا الإجراء الروسي: إن «التعاون الإيراني الروسي في محاربة الإرهاب في سورية تعاون استراتيجي ونحن نشارك بإمكاناتنا ومنشآتنا في هذا المجال».
وذكر الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» نقلاً عن البيان أن «طائرات قاذفة بعيدة المدى من طراز (تو-22 إم3)، وقاذفات من طراز (سو – 34) أقلعت اليوم من مطار همدان الإيراني ووجهت ضربات مكثفة إلى مواقع التنظيمي الإرهابييْن في محافظات حلب ودير الزور وإدلب».
وأكد البيان أن «الغارات دمّرت خمسة مستودعات للأسلحة والمتفجرات والمحروقات، تابعة للإرهابيين في محيط مدن سراقب والباب وحلب ودير الزور، إضافة إلى ثلاثة مراكز للقيادة في محيط مدينتي الجفرة ودير الزور، فضلاً عن تصفية عدد كبير من المسلحين».
وأوضحت الوزارة أن مقاتلات من طرازي «سو-30»، و«سو-35» انطلقت من قاعدة حميميم في سورية، وقامت بمرافقة القاذفات الروسية أثناء أداء مهمتها. وفي وقت سابق كشفت وسائل إعلام عن أن طائرات قاذفة من طراز «توبوليف» (تو-22 إم 3) تابعة لسلاح الجو الروسي وصلت إلى مطار همدان الإيراني، للمشاركة في توجيه ضربات إلى مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية.
وكانت قناة «روسيا – 24» ذكرت أن نشر الطائرات الحربية الروسية في الأراضي الإيرانية يتيح الفرصة لتقليص زمن التحليقات بنسبة 60 في المئة، مشيرة إلى أن القاذفات «تو-22 إم 3» كانت تستخدم مطارا عسكريا يقع في جمهورية أوسيتيا الشمالية جنوب روسيا، وأن قاعدة حميميم السورية ليست مناسبة لاستقبال هذا النوع من القاذفات التي تعد من الأضخم في العالم.
تأتي هذه الخطوة العسكرية غداة زيارة لمعاون وزير الخارجية مبعوث الرئيس الروسي في الملف السوري ميخائيل بوغدانوف لطهران أمس، والتي أجرى فيها محادثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره حسين جابري أنصاري معاون وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية المسؤول عن الملف السوري في الخارجية الإيرانية
وكان «معهد البحوث العسكرية» الروسي ذكر في تقرير سابق أن قيمة كل طلعة جوية لقاذفات «توبوليف» تبلغ 5.5 مليون روبل روسي. ويُذكر أن العملية العسكرية الروسية في سورية التي شارفت على نهاية عامها الأول، تكلّف 3.3 مليون دولار يومياً.
عبد الله الثاني يدعو إلى حل سياسي يمثل جميع السوريين
عمان – محمد خير الرواشدة
أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن قرار إغلاق المناطق الحدودية الشمالية والشمالية الشرقية واعتبارها مناطق عسكرية مغلقة جاء «بعد تحذيرات أردنية متعددة من وجود عناصر متطرفة ضمن تجمعات اللاجئين السوريين التي تقترب من تلك الحدود»، مشدداً على عدم السماح بـ «تشكيل مواقع لعصابة داعش الإرهابية أو بؤر للتهريب أو الخارجين عن القانون قرب حدودنا».
وشدد عبد الله الثاني في حوار مع صحيفة» الدستور» الأردنية نشر أمس، على أن «العالقين على الحدود جاؤوا من مناطق تنتشر وتسيطر عليها عصابة داعش الإرهابية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى استعداد بلاده «لتسهيل عبور هؤلاء العالقين لأي دولة تبدي استعدادها لاستضافتهم»، مؤكداً: «لن نسمح لأحد بالمزاودة علينا أو ممارسة الضغوط فأمننا الوطني في مقدمة الأولويات وفوق كل الاعتبارات».
وفيما اعتبر العاهل الأردني أن ما تشهده سورية من عنف وتدمير يدفع ثمنه الإنسان السوري، وأن استمرار الأزمة هناك يهدد استقرار المنطقة ووحدة سورية، أعاد التذكير بموقف المملكة بأن «الحل الوحيد للأزمة السورية هو حل سياسي شامل، تتمثل فيه جميع مكونات الشعب السوري وتتوافق عليه جميع الأطراف، ينهي المعاناة ويحافظ على وحدة الأراضي السورية ويطلق إصلاحات واسعة تضمن التعددية والديموقراطية والمصالحة وعودة اللاجئين إلى بلدهم».
وأمام تفاؤله أن يساعد التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في وقف الأعمال العدائية في سورية واستئناف المحادثات في جنيف للوصول إلى الحل السياسي الشامل، اعتبر عبد الله الثاني أن غياب هذا الحل «سيؤجج الصراع الطائفي على مستوى الإقليم، وستبقى العصابات المتطرفة والإجرامية تهدد الأمن والاستقرار العالميين».
وأكد الملك الأردني أن ما تقدمه بلاده للاجئين، سواء أكانوا أشقاءنا السوريين أو غيرهم، عجزت عنه دول كبرى ولا يستطيع أحد «المزاودة على الدور الإنساني النبيل الذي يقوم به بلدنا بهذا الخصوص، وأيضاً ما تحمله أبناء وبنات شعبي، الذين ضربوا للعالم بأسره أروع الأمثلة، وهم يتقاسمون لقمة العيش مع أشقائهم السوريين». مشدداً على أن الأردن «يتحمل مسؤولية غاية في الأهمية على مستوى الإقليم، نيابة عن العالم أجمع، لكننا نعيد التأكيد على أننا وبالفعل قد وصلنا إلى حدودنا القصوى في التحمل».
وإذ عبر عن تقدير على ما قدمته بعض الدول الشقيقة والصديقة للأردن من دعم هام، أكد عبدالله الثاني أن «التداعيات الناجمة من اللجوء السوري تتفاقم والتحديات تتزايد»، مطالباً «المجتمع الدولي أن يكون على الأقل شريكاً كاملاً في تحمل المسؤولية فهذه أزمة ومسؤولية دولية، وعلى المجتمع الدولي أن يقوم بواجبه المطلوب».
وكشف الملك الأردني أن ما قدمه المجتمع الدولي من دعم، طوال السنوات الماضية من استضافة المملكة للاجئين، لم يتجاوز الـ35 في المئة من كلفة استضافتهم، وأن العجز الناجم عن ذلك تتحمله المملكة، وهذه الكلفة تستنزف أكثر من ربع الموازنة، الأمر الذي زاد من المديونية، وانعكس سلباً على قدرتنا على المضي قدماً في تنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية والتنموية وتوفير فرص العمل، وتحسين واقع الخدمات المقدمة للمواطنين.
وحول قراءته لمستقبل الحرب على الإرهاب، أعاد عبدالله الثاني التأكيد على أن جهود مواجهة عصابة «داعش: وأشكالها من العصابات الإرهابية، تتطلب حرباً أمنية وفكرية، وأن هذه الحرب طويلة الأمد وميادينها تتطلب استمرار التعاون والتنسيق، في إطار استراتيجية شمولية، للقضاء على هذه العصابات والوقاية من عودة ظهورها مستقبلاً.
وشدد على أن الحرب على الخوارج هي حربنا كعرب ومسلمين بالدرجة الأولى، فهم يسعون لتشويه ديننا الحنيف، وزرع الكراهية والفتن في مجتمعاتنا، معرباً عن تفاؤله بـ»التقدم الميداني الملموس في تطويق داعش واستمرارية الجهود العسكرية»، على أن يوازيها «مسار سياسي تنموي في المناطق التي عانت من فظائع داعش، ولا بد في جميع الأحوال من منظومة فكرية سياسية اجتماعية متكاملة تحمي وتحصّن مجتمعاتنا كافة من الغلو والتطرف، ولعلّ ذلك هو التحدي الأكبر في زمننا».
معاذ الخطيب يكشف لـ”القدس العربي”: المعارضة السورية ستقدم لبوغدانوف رؤية واضحة لحل سياسي وتؤكد على إيقاف قصف حلب
الدوحة ـ القدس العربي ـ من سليمان حاج إبراهيم ـ كشف معاذ الخطيب الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض في تصريح خاص لـ”القدس العرب” أن أطراف المعارضة السورية تطرح على نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، رؤية شاملة لحل سياسي للأزمة السورية يساهم في إيجاد حل عادل لقضية شعبها.
وأضاف الخطيب أن المعارضة السورية التي تلتقي ممثل الإدارة الروسية ستؤكد على ضرورة الالتزام بنقطة محورية وأساسية وهي وجوب إيقاف قصف المدنيين في حلب وباقي المدن السورية. وجاء حديث الخطيب المقتضب الذي قال لـ”القدس العربي” أنه جدا مضغوط ولديهم يوم طويل وشاق من اللقاءات والمناقشات خلال اللقاء الذي يجمع أطراف من المعارضة السورية مع بوغدانوف الذي حل في الدوحة في إطار جولة في المنطقة لاستعراض جهود بلاده في حلحلة عدد من القضايا. ويعد الخطيب من أبرز السياسيين السوريين الذين يملكون نظرة عميقة للأزمة التي تشهدها بلاده وعرف بأفكاره التي يعتبر فيها أنه من الضروري التوجه مباشرة إلى الطرف الذي لديه مفاتيح أية تسوية مستقبلية.
وانتخب الخطيب وهو من مواليد دمشق رئيسًا للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة بالتزكية في 2012، قبل أن يعلن استقالته 24 آذار 2013 نتيجة وصول الأمور إلى “الخطوط الحمراء”، بحسب توصيفه.
وجاء هذا الحراك الذي تشهده العاصمة القطرية الدوحة حول الأزمة السورية بعد تصريحات أعلنها نائب وزير الخارجية الروسي لوسائل إعلام بلاده مؤكدا أنه “سيجتمع مع ممثلين عن المعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة”. وتزامن هذا الإعلان مع تصريح لوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أكد فيه أن بلاده والولايات المتحدة باتتا قريبتين من بدء العمل المشترك في سورية، وأن التعاون بينهما “محدد ومنظم جدا”.
وقال شويغو، في مقابلة مع قناة “روسيا-24″: “إننا دخلنا مرحلة نشطة من المفاوضات مع الشركاء الأميركيين في جنيف وعمان، كما أننا على اتصال دائم مع واشنطن”.
وأضاف “نحن نقترب خطوة بعد أخرى من صيغة، وأنا أتحدث هناك فقط عن حلب، ستسمح لنا بأن نبدأ النضال سوياً من أجل استعادة السلام على هذه الأرض، لكي يتمكن الناس من العودة إلى بيوتهم”.
من جانبه كشف نزار الحراكي سفير جمهورية سوريا لدى قطر عن عقد مباحثات بين المعارضة السورية والجانب الروسي في الدوحة في إطار مساعي حل الأزمة السورية. وقال “إن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي يعقد لقاءً مفاجئا مع ممثلين للمعارضة”، وشدد على أن “الهدف من زيارة بوغدانوف في هذا التوقيت قد يكون طمأنة العالم بأن هناك حلولا أو سيناريوهات مقبولة من المعارضة”.
ويعد هذا اللقاء الثاني لمسؤولين روس مع أقطاب المعارضة السورية حيث سبق وأن كشفت وزارة الخارجية الروسية في أبريل/نيسان، تعليقا على لقاء بين بوغدانوف وأحمد معاذ الخطيب، أنه تم فيه التشديد على عدم وجود أي بديل للتسوية السياسية للأزمة المطولة في سوريا عن طريق عملية تفاوضية سورية-سورية تجري على أساس أحكام القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
وبحسب التصريحات السابقة فإن الطرفين أكدا على أن قرار القيادة الروسية سحب الجزء الأساسي من القوة التابعة للقوات الجوية والفضائية الروسية في سوريا، وفّر مقدمات ملائمة لمثل هذا العمل السياسي والدبلوماسي.
وتأتي هذه التحركات في سياق التقارب الروسي التركي تتويجا لزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان لنظيره فلادمير بوتين وحديث عن وجود تفاهمات وما يشبه صفقة بين الطرفين تشمل عددا من القضايا التي تدور حولها الخلافات السابقة بينهما وخاصة في سوريا وملف الأكراد الذي يؤرق ساسة تركيا ويسعون جاهدين للحصول على أي دعم لتطويق الملف.
ولم تتحدد حتى الآن ملامح الصفقة الروسية التركية وتداعياتها على الملف السوري وإن كانت الملابسات تظهر تدريجيا من خلال معالجة تفاصيل عدة.
ونقلت وسائل إعلام عدة نقلا عن الهيئة العليا للمفاوضات السورية عمها بهذا اللقاء، وقال الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا رياض نعسان آغا إن الهيئة لا علم لها بما أعلن عنه بوغدانوف، وأضاف أنها غير معنية بهذا الاجتماع ولا تعرف بالضبط من هي المعارضة التي سيلتقيها بوغدانوف في الدوحة، حسب قوله.
بوتين: نرغب في استعادة العلاقات الكاملة مع تركيا
موسكو – د ب أ – أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الثلاثاء ، رغبة بلاده في استئناف العلاقات مع تركيا وتطويرها.
ونقلت وكالة الانباء الروسية (سبوتنيك) عن بوتين قوله خلال اجتماعه مع رئيس جمهورية كازاخستان، نور سلطان نزاربايف: “نسعى جاهدين إلى استعادة العلاقات الكاملة مع تركيا الصديقة”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن روسيا وتركيا “نشأت بينهما في وقت سابق علاقات التعاون والتعاضد”.
وأضاف بوتين أن “زيارة الرئيس التركي (رجب طيب) أردوغان الأخيرة لروسيا أكدت تصميم البلدين على استئناف العلاقات وتطويرها”.
وكانت روسيا وضعت قيوداً على التعامل مع تركيا، بعدما هاجم الطيران الحربي التركي طائرة عسكرية روسية فوق الأراضي السورية في تشرين ثان/نوفمبر الماضي.
سوريا: 19 قتيلاً مدنياً على الأقل في غارات على الأحياء الشرقية في حلب
بيروت – أ ف ب – قتل 19 مدنياً على الأقل، بينهم ثلاثة اطفال الثلاثاء جراء غارات مكثفة على حيين تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، “قتل 19 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال وأصيب العشرات الثلاثاء جراء غارات نفذتها طائرات لم يعرف اذا كانت سورية ام روسية، على حيي طريق الباب والصاخور” في شرق حلب، متحدثاً عن “غارات مكثفة” تستهدف المدينة.
تركيا: حلّ الأزمة السورية اقترب… وإيران تتحدث عن توافق مع أنقرة
طالبت واشنطن بسحب القوات الكردية من منبج
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن حل الأزمة السورية قد اقترب، لافتاً إلى وجود ثلاث خطوات لتحقيق ذلك.
وأضاف في لقاء مع صحيفة «قرار» التركية «لقد اقتربنا من حل الأزمة السورية»، موضحاً أن «الحل يشمل حماية الحدود وعدم السماح بإقامة دولة يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وعودة اللاجئين في دول الجوار إلى بلدهم بعد تحقيق الحل النهائي».
وأكد يلدريم أن بلاده ستعمل على تخطي المشاكل بالتعاون مع اللاعبين في المنطقة. وقال إن حل الأزمة السورية «يستند إلى عدة مبادئ هي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وهذا يعني عدم إقامة دولة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، كما أن البناء الهيكلي للدولة لن يقوم على تفوق أحد الكيانات المذهبية والعرقية والإقليمية في المرحلة الجديدة، وهذا يعني أن الرئيس بشار الأسد لن يكون موجوداً على المدى الطويل».
وأعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين جابري أنصاري، أن هناك توافقا عاما بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركيا بشأن سورية.
وبعد محادثاته في طهران أمس الاثنين مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، قال جابري أنصاري، حول نتائج زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأخيرة إلى أنقرة واحتمال انضمام تركيا إلى التحالف الإيراني الروسي في المنطقة: «إن تركيا دولة مهمة ومؤثرة في المنطقة»، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية .
وأضاف: «إنه طيلة الأزمة في سورية، أجرينا باستمرار مشاورات مكثفة مع الحكومة التركية لتسوية هذه الأزمة، وخلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني إلى انقرة تم تبادل الآراء حول هذا الموضوع.
وتابع أنه تم خلال هذه الزيارة، التوصل إلى توافق عام بين البلدين حول المبادئ الرئيسية المشتركة التي يهتمان بها لتسوية الأزمة في سوريا، خاصة صون وحدة التراب والسيادة الوطنية السورية.
واستطرد قائلا: «كما اتفق الجانبان في الراي حول بلورة حكومة وطنية شاملة عبر تصويت الشعب السوري».
وأوضح:» رغم ان هذه المبادئ عامة، إلا أن الاتفاق حولها من شأنه أن يكون مقدمة للترتيبات والخطوات اللاحقة لترجمة هذه المبادئ العامة في الأزمة السورية».
وأعلن انه سيزور تركيا قريبا تلبية لدعوة من نظيره التركي اوميت يالتشين، حيث سيجري خلالها محادثات أكثر تفصيلا بشأن قضايا المنطقة، مضيفا أن المشاورات بين الدول واللاعبين المؤثرين في أزمات المنطقة انطلاقا من المبادئ المشتركة من شأنها ان تمهد للترتيبات الضرورية للتحرك في مسار الخروج من الأزمة الراهنة.
وشدد على أن استمرار الأزمة الراهنة لا يصب في مصلحة أي من دول المنطقة وشعوبها. ورأى أن استمرار هذه الأزمة سيكون خطيرا أيضا على اللاعبين الدوليين الذين يتصورون أن استمرار الوضع الحالي يصب في مصلحتهم.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ما لا يقل عن 32 من فصائل المعارضة جراء انفجار استهدفهم داخل الحدود التركية، عند معبر أطمة الحدودي مع لواء إسكندرون.
وقال المرصد في بيان، أمس الاثنين، إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة.
وأشار المرصد إلى أن المخابرات التركية على معبر أطمة، أبلغت مقاتلين أن عنصراً من تنظيم «الدولة» فجر نفسه بحزام ناسف الأحد في المعبر من طرف لواء إسكندرون مستهدفاً الحافلة التي تقل المقاتلين، فيما وردت معلومات عن مقتل عسكريين أتراك في التفجير ذاته.
وذكرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم، أمس الاثنين، أن مصدرا أمنيا صرح لها بأن مقاتلا من تنظيم «الدولة الإسلامية» فجر سترته الناسفة في تجمع لعناصر»الجيش الحر» بمعبر أطمة في ريف إدلب وأوقع نحو 50 قتيلا منهم.
وقالت مصادر محلية إن الحافلة كانت تقل مقاتلين من جماعات معارضة مدعومة من الخارج.
وتبنى تنظيم «الدولة» الاثنين العملية وفق بيان تناقلته مواقع جهادية. وأفاد البيان أن الانتحاري واسمه «ابو اليمان الشامي» فجر سترته الناسفة بمقاتلين من فصيلي «فيلق الشام» و»نور الدين زنكي» في معبر أطمة في ريف ادلب الشمالي، وذلك «لدى استعدادهم للتوجه لقتال الدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي».
وقتل بحسب بيان التنظيم الجهادي «قرابة الخمسين» مقاتلا فضلا عن عشرات المصابين.
واستهدف التفجير الانتحاري المقاتلين أثناء توجههم بحافلة من محافظة إدلب عبر معبر أطمة إلى الأراضي التركية ومنها إلى معبر باب السلامة للعودة مجددا إلى سوريا والتوجه الى مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، إذ أنه من الصعب القيام بذلك عبر الأراضي السورية لتفادي المرور في مناطق تسيطر عليها قوات النظام او الأكراد.
وتدور اشتباكات متقطعة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة ثانية في ريف حلب الشمالي.
وبلغت المعارك بين الطرفين أوجها في نهاية أيار/مايو الماضي عندما شنّ التنظيم المتطرف هجوما على مناطق واقعة تحت سيطرة الفصائل، وتمكن من التقدم قبل أن يطرده المقاتلون المعارضون مجددا في حزيران/ يونيو.
وأظهرت صور نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يتسن التحقق من مصداقيتها، بقايا محترقة للحافلة ومسعفين يعالجون الجرحى.
وذكر تلفزيون (سي.ان.ان ترك) أن الانفجار وقع عند مدخل مخيم أطمة للاجئين في سوريا وبالقرب من المعبر الحدودي.
وتعد محافظة إدلب حيث تقع أطمة حصنا كبيرا للمعارضة السورية المدعومة من تركيا.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو أمس الاثنين إن أنقرة تتوقع انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية شرقي نهر الفرات بعد أن استعادت مع قوات أخرى مدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على بلدة منبج من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب جماعة إرهابية على صلة بحزب العمال الكردستاني المحظور الذي خاض تمردا استمر ثلاثة عقود في جنوب شرق البلاد. وتقول أنقرة إن واشنطن أكدت لها أن عملية منبج ستتشكل في الأساس من مقاتلين سوريين عرب.
مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يطالب بإعطاء أسلحة متطورة للمعارضة السورية
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: طالب مايك موريل مدير وكالة الاستخبارات المركزية، الإدارة الأمريكية بتسليح المعارضة السورية بأسلحة متطوره للتصدي للطائرات الروسية وللإيرانيين في سورية وكذلك لنظام الأسد.
وأضاف في مقابلة على التلفزيون الأمريكي العام «بي بي اس» ان هذا يجب ان يتم بسرية كاملة وألا تعلن وزارة الدفاع (البنتاغون) عن ذلك مؤكداً «ولكن يجب ان يدرك الروس والإيرانيون اننا نزودهم بهذه الأسلحة المتطورة حتى يدفعا ثمن تورطهم في الدفاع عن الأسد، ولقد قام الإيرانيون بتسليح المليشيات الشيعية في العراق عندما كانت القوات الأمريكية في العراق».
كما أشار موريل إلى انه يجب شن هجمات ضد القاعدة الأساسية التي تحمي الأسد، «فمثلاً يجب ضرب الحرس الجمهوري للأسد وضرب مكاتب الأسد في منتصف الليل وتدمير طائرته الرئاسية وطائرة الهليوكبتر التي يتنقل بها وجعله يشعر بالخوف، وان هذه الخطوات ضد الأسد والروس والإيرانيين ستدفعهم للقبول بالحل الدبلوماسي في سوريا». ويبدو ان هذا الاقتراح يأتي بعد حديث اوباما عما يمكن ان يقوم به لإنهاء النزاع في سوريا.
ضابط مسيحي من جيش النظام السوري وقع في أسر المعارضة يناشد روسيا وبابا الفاتيكان والكنائس فك أسره
عبد الرزاق النبهان
حلب ـ «القدس العربي»: ناشد ضابط مسيحي من جيش النظام السوري، كان قد أسره مقاتلو «كتائب أبو عمارة» للمهام الخاصة في حلب يوم الجمعة الماضي، روسيا وبابا الفاتيكان وجميع الكنائس للتدخل وفك أسره، وذلك بعد مشاركته في محاولة قوات النظام للسيطرة على حي الراموسة بحلب.
وقال الملازم أول في القوات السورية الخاصة «جهاد الست»، في تسجيل مصور تداوله ناشطون مؤخراً، أنه مسيحي من مدينة حمص ويقاتل إلى جانب قوات النظام ضمن مجموعة مؤلفة من 23 عنصراً من القوات الخاصة.
وأضاف الضابط أنه وقع مع مجموعة من زملائه بالأسر في معمل الغاز (سادكوب) في حي الراموسة جنوبي مدينة حلب، بعد تسلله مع المجموعة التي أوكلت إليها مهمة الدخول إلى المعمل، حيث كانت سرايا أبو عمارة قد نصبت كميناً قتل خلاله عدد من عناصر المجموعة.
وقال مهنا جفالة قائد كتائب أبو عمارة العاملة في مدينة حلب لـ «القدس العربي»: إن مجموعات من مليشيات النظام السوري قامت بالتسلل إلى قطاع السادكوب بحي الراموسة وتمركزت في نقاط عدة، حيث تصدى مقاتلو «أبو عمارة» لمكان تمركزها وتمكنوا من قتل عناصر عدة من هذه المجموعات بينهم صف ضابط، بالإضافة إلى أسر قائد المجموعة الضابط «جهاد الست».
وحول إظهار كتائب أبو عمارة للشريط المصور للضابط الأسير قال: نشر هذا الشريط هو لإيصال رسالتين، الأولى إلى الرأي العام للتأكيد على أن الثوار يحترمون حقوق أسرى الحرب وأنهم ليسوا مثلما يدعي النظام السوري بأنهم عصابات إرهابية مسلحة، وإنما هم أبناء هذا الشعب الذي عانى الويلات من هذا النظام الذي يقتل المدنيين تحت مسميات عدة، أما الرسالة الثانية فهي للقائمين والمهتمين بشؤون أبناء المكون المسيحي الذي يدعي النظام بأنه يحميه وباقي الأقليات، بينما يزج بابنائهم في القتل وعند وقوعهم أسرى يتخلى عنهم.
وأوضح جفالة أن كتائب أبو عمارة أجرت عمليات تبادل أسرى في وقت سابق، إلا أن النظام عادة ما يتعنت ويماطل وقد يعطل صفقات لأسباب غير مقنعة سوى عدم اهتمامه بمقاتليه.
يذكر أن جبهة الراموسة جنوب حلب تشهد معارك عنيفة ومحاولات متكررة من قبل قوات الأسد لاستعادة المنطقة، وذلك بعيد سيطرة فصائل المعارضة عليها مؤخراً حيث تعتبر هذه الجبهة طريق العبور الوحيد باتجاه أحياء حلب الشرقية، بعد تمكن المعارضة من فك الحصار عنها، والذي كانت فرضته قوات النظام خلال شهر تموز/يوليو الفائت.
«معركة حلب»… الروس يستدركون ويضربون خطوط الخلف والمدينة على صفيح ساخن
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي»: سيكون من الصعب على التنظيمات الإسلامية التي اقتحمت الكليات والمواقع العسكرية جنوب غرب حلب الثنات لمدة طويلة فيها. لسببين رئيسيين: الأول الغزارة النارية التي ستتعرض لها تلك المواقع والكليات قصفاً من الجو والأرض من وسائط الجيش السوري وحلفائه، والثاني لكون تلك المواقع غير سكنية فلا صعوبات بشرية تمنع قساوة القصف وعليه فإنه وبحسب المصدر ستكون استعادة تلك المواقع التي فقدها الجيش السوري أمراً محسوماً.. والكلام لمصدر عسكري ميداني في جبهة حلب الجنوبية الغربية اتصلت به «القدس العربي».
زحف التنظيمات المتحالفة: جبهة النصرة، جيش الفتح، الحزب التركستاني توقف على أسوار المشروع السكني المعروف باسم مشروع الـ 1070 حصل اختراق هنا وتمكن مقاتلو تلك التنظيمات من السيطرة على بعض الأبنية وعلى مدرسة الحكمة في الطرف الغربي من هذا الحي لكنهم لم يستطيعوا التقدم أكثر.
قاذفات السوخوي 24 المتطورة التي يقودها «طيارون سوريون» نفذت غارات ناجحة وفتاكة خلال الساعات الماضية على جبهة حلب…، إمكانيات الاشتباك البشرية والنارية التي يملكها الجيش السوري وحلفاؤه في جبهة حلب لم يحصل فيها ضرر أو تغيُّر يُذكَر… على الأرض ما تزال هناك فرصة ميدانية جيدة لاستدراك الخسارة الجغرافية التي تكّبدها الجيش السوري خلال الأيام الماضية.
تمكن مقاتلو التنظيمات الإسلامية من فتح ثغرة تربط غرب حلب في أحياء حلب الشرقية وحصل كسر للطوق العسكري الذي يفرضه الجيش السوري على المقاتلين الموجودين في حلب الشرقية، لكنها ثغرة صغيرة وهشة لا تسمح بعبور الآليات، فقط يمكن للأفراد التحرك عبرها وقد يجري إغلاقها في أي هجوم يشنه الجيش السوري هناك.
غارات الطيران الروسي جرى تكثيفها بشكل غير مسبوق، التركيز الروسي ليس على جبهة حلب الجنوبية الغربية حيث مسرح الاشتباكات وإنما على عمق الخطوط الخلفية للتنظيمات الإسلامية، مئات الغارات الجوية الروسية والسورية استهدفت مقرات ومراكز قوة المقاتلين الإسلاميين في إدلب وريفها حيث مناطق أبو الظهور وسراقب وتفتناز وأريحا، هذا الأمر ترك أثره في الخطوط الأمامية في جبهة حلب.
عنصر القوة الرابح والمؤثر لدى التنظيمات الإسلامية هو اعتمادها على عشرات الانغماسيين والعربات التي يقودها الانتحاريون والتي تصنع فرقاً ملحوظاً في سياق المعركة.
تنظيم «الدولة» يتبنى محاولة اغتيال الناشط الفلسطيني عبد الله الخطيب بحجة الترويج لمشاريع «كافرة»
يمنى الدمشقي
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: تعرض الناشط الفلسطيني وعضو الرابطة الفلسطينية لحقوق الإنسان عبد الله الخطيب لمحاولة اغتيال فاشلة من قبل تنظيم «الدولة» في منطقة جنوب دمشق مؤخراً، وكانت هذه المحاولة هي الثانية بينما كانت الأولى في مخيم اليرموك في دمشق وعلى يد تنظيم «الدولة» أيضاً.
وتحدث في اتصال خاص لـ «القدس العربي» عن تفاصيل عملية الاغتيال قائلاً «تمت العملية من خلال إطلاق النار من قبل شخصين على دراجة نارية من رشاش روسي ووصل عدد الرصاصات إلى خمس واحدة فقط أصابتني، والاستهداف تم على باب منزلي في يلدا، وقد تبنى تنظيم «الدولة» لاحقاً هذه العملية على لسان أميره «أبو صياح فرامة» المقيم في الحجر الأسود وفي جلسة خاصة في ديوان الخلافة الخاص بتنظيم «الدولة»، وجاءت محاولة الاغتيال بعد حملة ممنهجة قادها تنظيم «الدولة» على مجموعة من الناشطين بمن فيهم أنا شخصياً حيث تم هدر دمي، واتهامي بالترويج لمشاريع علمانية كافرة وقاموا بتعميم اسمي على مساجد المخيم والحجر الأسود، كما طالبوا الأهالي بمنع أطفالهم من الذهاب إلى المعهد التعليمي أو نادي صديق الطفل أو مركز التدريب والتنمية المشرف عليهم
بينما يعتقد عبد الله أن الأسباب الحقيقية لمحاولة استهدافه من قبل تنظيم «الدولة» أو «جبهة فتح الشام»، «النصرة سابقاً» ومعهم النظام السوري هي التقارير الإعلامية التي تنقل حقيقة الوضع في جنوب دمشق وخاصة المتعلقة بالحصار، بينما يكن التنظيم العداء الشديد له بسبب وقوفه في وجه مشاريعهم التي تدعو لتنجنيد الأطفال وتقييد الحريات العامة والخاصة.
ويضيف «بسبب شح الناشطين الموجودين في جنوب دمشق وقلة الكفاءات، أعمل ورفاقي في مجالات مختلفة، حيث نمارس نشاطنا مع مؤسسة بصمة الخيرية الاجتماعية، كما نعمل على رفع مستوى الوعي لدي الأهالي هناك وتنمية نشاطاتهم من خلال مشاريع زراعية وتعليمية، إضافة إلى عملنا في مركز وتد للتدريب والتنمية على دعم الأطفال والتدريب على مفاهيم متنوعة كالمشاركة والتخطيط والإدراة والإعلام، بالإضافة لعملنا في التصوير ومونتاج الفيديو وصناعة الأفلام القصيرة.
أما نشاطنا الأهم في الجنوب بالتعاون مع فريق ملهم التطوعي فهو التركيز على التعليم وتنمية المهارات من خلال اللعب، كما أننا نقدم دروساً باللغة العربية والانكليزية والفرنسية، وتحفيظ القرآن الكريم، بالإضافة للسباحة والرسم والموسيقى والكورال، وهذا المشروع بالذات تعرض لمحاربة شديدة من قبل تنظيم «الدولة»، ولعله الأهم باعتبار أن الأطفال في الجنوب باتوا محاصرين بشكل حقيقي فالحصار لم يعد يعني الحرمان من الطعام أو الشراب، بل بات يعني أن يحرم الأطفال من أبسط حقوقهم في الحياة وهي ممارسة هذه النشاطات، لم تكن الفرحة تفارق وجوههم طيلة اليوم الذي يلعبون ويسبحون ويتعلمون فيه، إلا أن ذلك ربما لم يرق للتنظيم حتى أهدر دمي».
ونفى الخطيب كل الادعاءات بإخلاء جنوب دمشق من التنظيم وأكد أن الأخير لازال موجوداً في جنوب دمشق خاصة في أحياء التضامن والحجر الأسود ومخيم اليرموك على عكس ما تم الترويج له من أنه انتقل للرقة.
أما عن النشطاء الذين بستهدفهم التنظيم فقال الخطيب: «التنظيم يستمر بحملته في استهداف كل شخص لا ينتمي إليه، لكن طريقة الاستهداف تختلف من شخص لآخر، فالمناطق التي يسيطر عليها يتم فيها استهداف الناشطين من خلال اعتقالهم ثم استجوابهم، لكن وبما أنني في منطقة لا يسيطر عليها التنظيم كانت هناك محاولة لاغتيالي، ولعل أبرز ما يواجهنا كموثقين هو محاولة إفشال أي نشاط أو مشروع نقوم به».
ويعتقد عبد الله ان هناك علاقة قوية بين تنظيم «الدولة» والنظام الذي ربما يكون قد طلب من التنظيم تصفية عبد الله، وبهذا تكون قد تلاقت مصلحة طرفين في التخلص منه أحدهم يراه كافراً والآخر يراه موثقاً لانتهاكاته ومن الضروري التخلص منه، ولم يعد الاغتيال يتم بواسطة إطلاق رصاص أو استهداف بسلاح، بل بات معنوياً أيضاً من خلال تشويه صورة عبد الله في المساجد وخطب الجمعة وتحريض الأهالي ضده، إلا أن الأهالي ورغم كل موجات التحريض ضد عبد الله لازالوا يدافعون عنه ويرفضون إلحاق أي أذى قد يمسه.
إيران تفتح منشآتها أمام روسيا لقصف سورية
طهران – العربي الجديد
أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اليوم الثلاثاء، أن “طهران فتحت منشآتها أمام موسكو في مجال محاربة الإرهاب”، عقب وصول قاذفات روسية بعيدة المدى من طراز “تو – 22 إم 3” إلى مطار همدان في إيران لتنفيذ طلعات في سورية.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، عن شمخاني: “التعاون الإيراني الروسي في محاربة الإرهاب في سورية، تعاون استراتيجي، ونحن نشارك بإمكانياتنا ومنشآتنا في هذا المجال”.
وقال شمخاني إنّ “بعض المجموعات التي تسمي نفسها بأسماء مختلفة لا تلتزم بأي من التعهدات لوقف إطلاق النار في سورية”، داعياً إلى الوقوف بوجه ما سماه “استغلال المدنيين” من المجموعات المعارضة عبر توجيه “ضربات قاسية للإرهاب”، على حد وصفه.
وأكد شمخاني، أنّ بلاده لن تتردد بدعم الدول التي تعاني من “خطر الإرهاب”، وستواصل إرسال مستشاريها إلى هناك.
وتطرّق شمخاني إلى الشأن اليمني، بحيث اعتبر أنّ تشكيل “برلمان وطني” هو الذي سيساعد على إنهاء الأزمة هناك، قائلاً إنّ “دعم هذا البرلمان من الأطراف المعنية والخارجية يمثل اختباراً حقيقياً لنواياهم”.
وادّعى المستشار العسكري الأعلى للمرشد الإيراني، يحيى صفوي، أنّ “أعداء إيران في العالم يعملون على تحريك أطراف عربية للتدخل ولإثارة البلبلة جنوب شرقي إيران، ولدعم مجموعات تحاول دخول البلاد”.
ونقلت وكالة “مهر” عن صفوي، خلال تفقده “قاعدة قدس” العسكرية التابعة للحرس الثوري جنوب شرقي إيران: “إنّ هناك تحديات داخلية وخارجية تواجه إيران يجب مواجهتها ورصدها عن كثب”.
وأعلنت موسكو، اليوم أن قاذفات أقلعت من إيران، شنّت غارات على مواقع في سورية، وذلك بعد الكشف عن نشر قاذفات “توبوليف – 22” روسية، في قاعدة همدان الإيرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: “أقلعت القاذفات بعيدة المدى “تو – 22 إم 3” والجبهوية “سو – 34” مع حمولة كاملة من القنابل، من مطار همدان، وشنت ضربة طيران جماعية على مواقع للتنظيمين الإرهابيين داعش وجبهة النصرة في محافظات حلب ودير الزور وإدلب”، على حدّ تعبيرها.
60 قتيلاً بغارات لطيران النظام وروسيا بحلب ودير الزور
أحمد حمزة
قصف طيران النظام الحربي، ظهر اليوم الثلاثاء، منطقة سكنية في حي العمال الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) بمدينة دير الزور شرق سورية، ما أدى لسقوط ضحايا من المدنيين.
وقال الناشط الإعلامي، عامر هويدي، لـ”العربي الجديد”، إن “عشرة قتلى سقطوا، كحصيلة أوّلية، للغارة التي استهدفت مخبر النور في حي العمال”.
ومن جهته أكّد “مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور” استهدافَ الطيران الحربي للمخبز، ناقلاً عن شهود عيان أن “طائرة خضراء اللون استهدفت المخبز في الحي”.
وفي وقت سابق اليوم، قُتل تسعة عشر شخصاً وجُرح العشرات، إثر غاراتٍ للطيران الحربي استهدفت حي طريق الباب، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية في مدينة حلب، كما قُتل سبعة عشر آخرون، على الأقل، بغارةٍ روسية استهدفت حافلةً مدنية عند الطريق الرئيسي في حي الراموسة جنوب المدينة.
وقال الناشط الإعلامي، منصور حسين، لـ”العربي الجديد”، إن “3 غارات استهدفت حي طريق الباب، ظهر اليوم، وأدت، حتى الآن، إلى سقوط 19 قتيلاً من المدنيين، وإصابة العشرات”، مشيراً إلى أن طيران النظام الحربي وسلاح الجو الروسي لم يغادرا سماء المحافظة، منذ صباح اليوم.
وشهدت حلب، أيضاً، ظهر اليوم، مجزرةً راح ضحيتها 17 مدنياً، إذ نقل “مركز حلب الإعلامي” عن مصادر طبية في المدينة قولها إن “سبعة عشر مدنياً قتلوا جراء استهداف الطيران الحربي حافلة كانت تقلّهم على طريق الراموسة”.
وفي سياق متصل، قالت شبكة “سورية مباشر” الإخبارية، إن “ستة مدنيين قتلوا، وأصيب آخرون، جراء قصف من الطيران الحربي الروسي على حي الصاخور في مدينة حلب”،
مضيفة أن مروحيات النظام ألقت برميلاً متفجراً على حي المشهد، ما أدى إلى مقتل مدني واحد.
وكانت غاراتٌ أخرى طاولت مناطق عديدة في حلب، اليوم، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، إذ قُتل مدنيان بالقصف الجوي في بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي، كما قُتل وجرح آخرون في غاراتٍ استهدفت بلدة الأتارب.
وطاول القصف الجوي، هذا اليوم كذلك، مناطق أخرى شمال ووسط البلاد؛ إذ قالت مصادر محلية في إدلب، لـ”العربي الجديد”، إن “غارة لطيران النظام تسببت في مقتل وإصابة عدد من المدنيين في قرية معرة مصرين” بريف إدلب الشمالي. كما أكد المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي”، محمد السباعي، لـ”العربي الجديد”، سقوط “عدد من الجرحى المدنيين إثر الغارات الجوية على بلدة تير معلة، والقصف المدفعي على بلدة الغنطو”، متحدثاً عن استهداف قوات النظام “سيارة الإسعاف أثناء توجهها لنقل الجرحى”.
“سوريا الديموقراطية” إلى الباب.. وانتهاكات في منبج
عبيدة أحمد
تتطلع “قوات سوريا الديموقراطية”، بعد سيطرتها على مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، للسيطرة على مدينة الباب، إلى الشرق من حلب بمسافة 50 كيلومتراً، وذلك بعد إعلانها الأحد عن تشكيل “مجلس عسكري” لمدينة الباب، على غرار “مجلس منبج العسكري”.
وجاء الإعلان عن تشكيل “مجلس مدينة الباب العسكري” في ريف منبج الغربي، في ريف حلب الشمالي الغربي، باستخدام أسماء لفصائل عسكرية لم تكن موجودة سابقاً، وكذلك بأسماء اشخاص لا يعرفها أهل الباب ولم يعهدوها من قبل. وصُمِّمَت راية “المجلس” على غرار أعلام “وحدات حماية الشعب” الكردية المكون الرئيس لـ”قوات سوريا الديموقراطية” والذراع العسكري لحزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي، الفرع السوري لحزب “العمال الكردستاني”. ويتكون “مجلس الباب العسكري” من فصائل “جبهة ثوار مدينة الباب” و”لواء شهداء قباسين” و”لواء السلاجقة” و”كتائب شهداء ريف الباب” و”كتيبة أحرار عريمة” و”لواء الشهيد سلو الراعي” و”لواء شهداء الكعيبة”.
في المقابل، أصدر “المجلس المحلي والثوري لمدينة الباب وريفها” التابع للمعارضة السورية، بياناً، الثلاثاء، يستنكر فيه إعلان “قوات سوريا الديموقراطية” تشكيل “مجلس عسكري” في الباب، مؤكدأ وجود “مجلس عسكري” تم تشكيله سابقاً، ويضم أبناء مدينة الباب. وأوضح المتحدث في البيان، أن “المجلس العسكري” المُشكّل من قبل “قسد”، هو شكل لا قيمة له، ولا مشروعية لوجوده، وشخصياته مجهولة على الصعيد السياسي والإجتماعي والعسكري، تمّ إعلانه في ظروف غامضة.
“المجلس العسكري لمدينة الباب”، بفصائله الوهمية، عيّن جمال موسى رئيساً له. وموسى من بلدة قباسين ذات الغالبية الكردية، شرقي مدينة الباب، وكان يقيم في الباب، فيما بقية عناصر وفصائل “المجلس” من أكراد ريف الباب، ومن بلدتي تل حاصل وتل عرن في ريف حلب الجنوبي.
العملية ذاتها، تم تنفيذها سابقاً في معركة منبج، عندما ضمّ “مجلس منبج العسكري” فصائل عربية شكلية، في مسعى لتهدئة مخاوف العرب السنّة من الحضور الكردي الهائل في “قسد”. حتى أن القيادي في “مجلس منبج” عدنان أبو أمجد، الذي ادعت “قسد” في البداية أنه عربي، ثبت أنه كردي، وكذلك معظم قيادات “مجلس منبج العسكري”.
وبحسب ما قالت مصادر من مدينة الباب، لـ”المدن”، فإن الأسماء المذكورة للفصائل وللأشخاص، غير معروفة، وهي تدل على رغبة “قسد” بالتوسع غربي الفرات، بغرض وصل كانتوني كوباني وعفرين، الكرديين المعلنين “إدارات ذاتية” من قبل “الإتحاد الديموقراطي”، عبر الاستيلاء على مناطق العرب السنّة الواصلة بينهما.
ويطرح توجه “قسد” إلى مدينة الباب، والتخلي عن مدينة جرابلس الإستراتيجية، تساؤلات عن خطة “الإتحاد الديموقراطي” لوصل مدينتي عفرين ومنبج، وتجاوز خطوط تركيا الحمراء بما يخص المدن الحدودية كجرابلس.
وتسعى “قسد” للوصول إلى مدينة الباب، عبر محورين عسكريين؛ من منبج شرقاً، ومن عفرين غرباً، وتفصل بين مناطق سيطرة “قسد” حوالى 40 كيلومتراً. وبحسب مصادر “المدن”، ستقوم “قسد” بتطويق الشمال السوري؛ من مدينة منبج مروراً بمدينة الباب وصولاً إلى قرية حربل، ومن ثم إلى عفرين. وحتى تتمكن من التحرك بسهولة، اختارت “قسد” أن تدير ظهرها لقوات النظام في ريف حلب الشرقي، ومواجهة “الدولة الإسلامية” شمالاً. كما أنها تُفضّلُ عدم الاصطدام، لا مع فصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي، ولا مع الجيش التركي على الحدود. وذلك في خطة أولية، قد تتغير لاحقاً، لضرب فصائل المعارضة السورية، في محيط مدينة إعزاز شمالي حلب.
تشكيل مجلس وهمي لمدينة يُشكل فيها العرب، مرة أخرى، غالبية ساحقة، يدل بطريقة أو بأخرى على النزعة التوسعية لـ”قسد” وسط سياسة باتت مكشوفة في إحداث تغيير ديموغرافي للمنطقة. الأمر الذي سيصبح علنياً في ما لو تمكنت “قسد” من الوصول إلى عفرين غرباً. عندها سيكون “الاتحاد الديموقراطي” قد وصل مناطق سيطرته في كامل الشمال السوري، من القامشلي إلى عفرين، مروراً بعين العرب “كوباني”.
ويبدو أن مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، أصبحت الكعكة التي يسعى الكل لقضمها، إلا أن النصيب الأكبر بات بيد “قسد” التي تحظى بدعم كبير من “التحالف الدولي”. ويُشكّل حزب “الاتحاد الديموقراطي”، نقطة توافق نادرة في الحرب السورية بين أميركا وروسيا، ويتنافس الطرفان على دعمه، رغم الاتهامات التركية له بأنه الفرع السوري من حزب “العمال الكردستاني”، المصنف عالمياً كتنظيم إرهابي.
في المقابل، لا تحصل فصائل المعارضة السورية العسكرية، على دعم مماثل، رغم أنها تقاتل “داعش” في ريف حلب الشمالي، ومعظم أبناء مدينتي منبج والباب في صفوف الجيش الحر الأولى، لقتال التنظيم بغرض استعادة مناطقهم من التنظيم. إلا أن “الخطط الدولية” أصبحت واضحة، وسط سعي حثيث لتقسيم سوريا، وإعطاء الأكراد فرصة لإنشاء دولة قومية لهم، على حساب العرب في الشمال السوري.
وفي كل مرة تسيطر “قسد” على مناطق كانت تحت سيطرة “داعش”، يبدأ مسلسل الانتهاكات بحق المدنيين. وآخر تلك الانتهاكات ظهرت في منبج، بعدما باشرت “قوات سوريا الديموقراطية” بنقل الحبوب المُخزّنة في صوامع منبج، إلى مدينة عين العرب “كوباني”. إضافة إلى طلبها مبالغ مالية من المدنيين، لتخليصهم من الألغام التي زرعها التنظيم في المدينة. هذا عدا عن عمليات السرقة لمئات المنازل وإعتقال العشرات بتهم “الدعشنة”.
ويبقى ريف حلب الشرقي، تحت رحمة “التحالف الدولي” و”قسد” و”داعش”، في احتكار غير مفهوم للمعركة بينهم، التي تُمنع فيها مشاركة الجيش الحر والمعارضة السورية. بل إن معارك المعارضة مع “داعش” لا تحظى بدعم حقيقي من “التحالف الدولي” وتترك الفصائل في مواجهة التنظيم من دون حماية جوية أو معلومات استخبارية، أو ذخيرة كافية على عكس “قسد”. و”داعش” يُدرك هذا الأمر، وصار كلما اشتد الضغط عليه من “قسد” يبحث عن انتصار ضد المعارضة السورية. ويفر مقاتلو “داعش” من المدن والأرياف، أمام “قسد”، باتفاقات ضمنية بينهما، ولكن فقط بعد تدمير مناطق العرب السنة، وتحويلها أكواماً من التراب.
“الاتحاد الديموقراطي” الكردي.. قائد للدولة والمجتمع
سعيد قاسم
اعترضت قوات “الأسايش”، الذراع الأمني لحزب “الاتحاد الديموقراطي”، الإثنين، موكب تشييع لجثمان حبيب قدري محمد، أحد مقاتلي قوات “بيشمركة روج”، على طريق المالكية–القامشلي، قادماً من إقليم كردستان العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي.
و”بيشمركة روج” هي الجناح العسكري لـ”المجلس الوطني الكردي” المنضم للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. ويتألف قوام “بيشمركة روج” من 10 إلى 15 آلاف مقاتل كردي سوري معظمهم من المنشقين عن قوات النظام، ويتلقى الدعم والتدريب من “وزارة البيشمركة” في إقليم كردستان، ويشارك مع قوات بيشمركة الإقليم في القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
بوصول جثمان قدري، الذي قُتِلَ الأحد في اشتباكات جرت مؤخراً على محور الخازر جنوبي الموصل بين البيشمركة و”داعش”، يكون عدد ضحايا “بيشمركة روج” في العمليات القتالية ضد التنظيم قد وصل إلى 39 قتيلاً، نُقلت جثامين معظمهم إلى الأراضي السورية. وهذه هي المرة الأولى التي تعترض قوات “الأسايش” موكب تشييع لجنازة مقاتل من “بيشمركة روج”، فمنعت مروره عبر حواجز سيطرتها، ليقوم المشيعون بعبور الحواجز من بلدة معبدة إلى بلدة الجوادية، مشياً على الأقدام، قبل أن يسلك الموكب طريقاً ترابياً متوجهاً إلى القامشلي. رحلة الموكب استغرقت أكثر من تسع ساعات، لعبور مسافة يفترض ألا تستغرق أكثر من ساعتين.
قوات “الأسايش” لم تكتف بذلك، بل اعتقلت عدداً من النشطاء الإعلاميين الذين قاموا بتغطية الموكب، بالإضافة إلى أغلب القيادات السياسية لـ”المجلس الوطني الكردي” التي رافقت الموكب، سواء أثناء التشييع أو بعد عودتهم إلى منازلهم. ومن أبرز المُعتقلين سكرتير “المكتب السياسي” للحزب “الديموقراطي الكردستاني–سوريا” محمد اسماعيل، وعضو “المكتب السياسي” نائب سكرتير حزب “يكيتي الكردي” حسن صالح.
القيادي في “الديموقراطي الكردستاني–سوريا” عبد الكريم محمد، أكد لـ”المدن” أن قوات “الأسايش” قامت باعتقال أغلب القيادات الكردية في القامشلي والمالكية، موضحاً بأن هذه الممارسات من قبل “الاتحاد الديموقراطي”، هي نتيجة فشله السياسي على المستويين الداخلي والخارجي.
وأوضح محمد، أن معركة منبج كشفت بأن “الاتحاد الديموقراطي” أصبح أداة دولية وإقليمية، ورّطت الدم الكردي، في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، مؤكداً أن “الاتحاد الديموقراطي” من خلال ممارساته تلك، يسعى للهرب من أزماته الداخلية، وهو الذي يعاني في الآونة الأخيرة من عدم تجاوب جماهيره معه، في الحروب التي يخوضها في منبج و الباب وغيرهما.
معركة منبج التي استمرت أكثر من شهرين، وفقد فيها “الاتحاد الديموقراطي” أكثر من 1000 مقاتل بحسب أرقام “الاتحاد الديمقراطي” الرسمية، خلقت أزمة داخلية في الحزب، وأثارت استياءً عاماً لدى جماهيره. ويحاول “الاتحاد الديموقراطي” الهرب من تلك الأزمة، عبر التوجه إلى خلق صراع مع معارضيه، بدأه قبل أيام، بإصدار بيان دعا فيه إلى محاكمة “المجلس الوطني الكردي” بتهمة الخيانة.
بعد ذلك، تهجّم عناصر “الإتحاد” على مكاتب “المجلس الوطني الكردي” في القامشلي ورأس العين، وألحقوا أضراراً بها، وكتبوا عبارات تخوين بحق المجلس وأعضائه، وبحق الشعارات والأعلام الكردية على جدران تلك المكاتب.
“الاتحاد الديموقراطي” قام أيضاً باعتقال رئيس “المجلس الوطني الكردي” ابراهيم برو، مساء السبت، ونفاه إلى إقليم كردستان، مهدداً إياه بتقطيع جسده إن حاول العودة، بحسب تصريحات برو إلى “فضائية كردستان 24”. برو أكد أن ذلك لن يثنيه عن العودة.
وحاول “المجلس الوطني الكردي” مواجهة التصعيد الذي قام به “الاتحاد الديموقراطي” بالأساليب النضالية السلمية، فاعتصم المئات بعد اعتقال رئيس المجلس، أمام مكتبه في القامشلي، منددين بنفي برو، وممارسات “الأسايش” بحق معارضي “الاتحاد الديموقراطي”.
“الاتحاد الديموقراطي” عاد وصعّد من ممارساته القمعية، فأصدر قراراً، الإثنين، يمنع بموجبه وسائل الإعلام من تغطية أي نشاط سياسي يقوم به “المجلس الوطني الكردي” أو أي جهة سياسية تعارض سياساته، تحت مسمى “منع تغطية أي نشاط سياسي غير مرخص”. وقامت “الأسايش” باعتقال مدير تحرير صحيفة “بوير” المحلية مع عدد من النشطاء، بعد تغطيتهم موكب تشييع جنازة حبيب قدري محمد.
قرار “الاتحاد الديموقراطي” قرأه الإعلاميون الأكراد، بأنه تطور في انتاج “البعث الكردي”، وقال مدير تحرير موقع “آرانيوز” مجيد محمد، في تعليق في مواقع التواصل الإجتماعي، بالقول إن “حزب الاتحاد الديموقراطي قائد للدولة والمجتمع”، في إشارة إلى التوصيف الشهير لحزب “البعث العربي الإشتراكي”. فيما تساءل الصحافي آلان حسن، “إن كانت التفجيرات التي تحصل في منطقة الجزيرة مرخصة أم غير مرخصة”.
من جهته، أوضح نقيب صحافيي كردستان سوريا عمر كوجري، لـ”المدن”، بأن الاستبداد والشمولية من صلب سياسات “الاتحاد الديموقراطي” التي لا تتقبل الرأي الآخر. وأكد كوجري، أن سجل “الاتحاد” حافل بالانتهاكات بحق الإعلاميين، سواء بالسجن أو الضرب أو بالنفي.
وأشار كوجري إلى أن السياسة الداخلية لـ”الاتحاد الديموقراطي” سواء مع معارضيه أو مع المؤسسات الإعلامية في مناطق سيطرته، تتناسب عكساً مع تحسن علاقاته الدولية؛ فكلما حقق تقدماً عسكرياً أو ديبلوماسياً خارجياً، كثرت أدواته القمعية. وأضاف بأن أي نجاح سياسي لـ”الاتحاد الديموقراطي” على مستوى الاعتراف الإقليمي أو الدولي بـ”الإدارة الذاتية” التابعة له، ستكون نتيجته تعليق مشانق المعارضين في شوارع القامشلي.
“المجلس الوطني الكردي” يحاول الوقوف في وجه سياسات “الاتحاد الديموقراطي” بحقه، فدعا جماهيره إلى تظاهرة عصر الثلاثاء في مدينة القامشلي، للتنديد بممارسات “الاتحاد الديموقراطي”. ويُرجح نشطاء، أن يتم التعامل مع المظاهرة، بمنطق التلويح بحرب أهلية، إذ سيُخرج “الاتحاد الديموقراطي” أنصاره في تظاهرة مضادة.
الإعلام الألماني يهاجم موسكو: مسؤولة عن كارثة حلب!
تحت عنوان “أجهزة الإعلام الألمانية غاضبة من نتائج لقاء لافروف- شتاينماير”، نشرت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، الثلاثاء، مقتطفات من الصحف والمواقع الألمانية، تشن فيها حملة انتقادات واسعة للموقف الروسي من معركة حلب.
صحيفة “Frankfurter Allgemeine Zeitung” قالت في مقالة بعنوان “تهكم الكرملين”، إن عذابات السكان المدنيين في حلب “لا تجبر موسكو على تغيير نهجها الذي يهدف إلى تعزيز نظام حليف روسيا الأسد”، وذلك في إشارة إلى رفض وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، تمديد ساعات الهدنة في حلب، بحجة أن “الإرهابيين” يستفيدون من الهدنة.
أما صحيفة “Süddeutsche Zeitung”، فقد اعتبرت أن شتاينماير فشل في محاولة إقناع موسكو بتغيير شروط الهدنة في حلب. ونقلت الصحيفة أقوال الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت، التي ألقى فيها على دمشق وموسكو، المسؤولية عن الوضع الكارثي للمدنيين السوريين.
وتقول نوفوستي، إن صحيفة “Deutsche Welle” نشرت مقالة بعنوان “روسيا تتخلى عن وقف إطلاق النار في حلب”، مع العلم أن موسكو تدعم جهود إقامة هدنة. وتنقل عن “Die Welt” إن “النضال ضد الإرهاب في سوريا، ليس سوى حجة بالنسبة لموسكو”.
تركيا تطلب مساعدة واشنطن لحل عقدة أكراد سوريا
أنقرة – بعد أيام على إعلان “قوات سوريا الديمقراطية” سيطرتها على مدينة منبج، أعلنت أنقرة وعلى لسان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تنتظر وفاء الولايات المتحدة بوعودها بشأن انسحاب عناصر منظمة “ب ي د”، المنضوية تحت “قوات سوريا الديمقراطية”، من مدينة منبج، شمالي سوريا، بعد تحرير المدينة من قبضة تنظيم داعش.
واعتبر مراقبون أتراك أن أوغلو تقصّد إعلان ذلك عقب زيارة أجراها لزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، وفي مقر الحزب بالعاصمة أنقرة، ليعطي انطباعا بأن الأمر يمثّل مطلبا تركيا مُجمعا عليه من كافة المشارب السياسية التركية.
وذكّر الوزير التركي بأن “هناك وعودا قطعتها الولايات المتحدة ورئيسها باراك أوباما بشأن انسحاب عناصر ب ي د (الجناح السوري لمنظمة بي كا كا في تركيا حسب تصنيفات أنقرة) المنضوية تحت “قوات سوريا الديمقراطية” من منبج إلى شرقي نهر الفرات عقب انتهاء العمليات، وننتظر من الولايات المتحدة أن تفي بوعدها، ونواصل اتصالاتنا بهذا الخصوص”.
ووضع دبلوماسيون غربيون تصريحات الوزير التركي في إطار السجال العلني والضمني الجاري حاليا بين أنقرة وواشنطن منذ المحاولة الانقلابية في تركيا، وأنها تأتي تمهيدا لسلسلة لقاءات تركية أميركية في أنقرة، أعلن عنها أوغلو على هامش تصريحاته، مع وفد أميركي يضم مسؤولين من وزارتي العدل والخارجية الأميركيّتين ما بين 23 – 24 أغسطس الحالي ومع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي سيزور تركيا في 24 أغسطس بدلا من وزير الخارجية جون كيري.
وتضيف هذه الأوساط أن ما جرى في منبج غيّر من الخرائط السياسية في شمال سوريا، وأكد الأمر الواقع الذي تفرضه “قوات سوريا الديمقراطية” ذات الخليط الكردي العربي بأرجحية تقودها القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بقيادة صالح مسلّم، وأن الانتصار الذي تحقق بتحرير المدينة من تنظيم داعش جرى برعاية أميركية سياسية وعسكرية، بما يعني أن ملف الـ”ب ي د” بات ملفا أميركيا بامتياز.
ويرى مراقبون أن تطوّرات منبج شكّلت ردا على الموقف التركي الإيراني المشترك إزاء الحراك الكردي في المنطقة، وأن روسيا التي واكبت موقف البلدين المدافع عن “وحدة الأراضي السورية”، ليست بوارد مجاراتهما في العداء ضد القوى التي تعمل ميدانيا لطرد داعش، خصوصا أنها تعمل تحت المظلة الأميركية في الشمال السوري.
ورأت مصادر تركية أن أنقرة التي هددت مرارا بضرب أي تحركات كردية شرق الفرات لم تفعل ذلك حين انتقلت قوات الـ”ب ي د” علنيا لتحرير منبج، فيما تروّج أوساط كردية سورية أن الهدف التالي سيكون مدينة عفرين على الطريق لتحرير مدينة الرقّة.
ورأت هذه المصادر أن الوضع الكردي الجديد في شمال سوريا يتطوّر غير آبه بالتقارب الروسي التركي الذي كرسته قمة أردوغان– بوتين، ولا بالتقارب التركي الإيراني الذي أوحت به زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أنقرة.
ولفت نواف خليل، مدير المركز الكردي للدراسات بألمانيا في تصريح لـ”العرب”، إلى أن وزير خارجية تركيا يقرّ بتصريحه هذا، بأن “وحدات حماية الشعب” التي سبق وأن اتهمها بالإرهاب، هي من حررت منبج بالتعاون مع قوات أخرى والتحالف الدولي، كما يقر بأن “من قاد عملية التحرير هو مجلس منبج العسكري بدعم أساسي من قوات سوريا الديمقراطية، والقوة الأساسية هي وحدات حماية الشعب”.
ويرى باحثون متخصصون في الشؤون الكردية أن الأكراد في سوريا يسيرون على منوال الأكراد في العراق من حيث تثبيتهم لأمر واقع على الأرض وفرضه على كافة الفرقاء المحليين والإقليميين والدوليين، وأن المنابر الدولية تميل إلى الإصغاء لمطالبهم، لا سيما ضمّهم إلى مفاوضات جنيف، خصوصا وأن خطاب حزب الاتحاد الديمقراطي يتحدث عن خيار فيدرالي داخل سوريا.
وتلاحظ هذه الأوساط أن واشنطن أجادت التعامل مع الحالة الكردية في الشمال السوري بتغييب أي اعتراف سياسي وإظهار تنسيق كامل على المستوى العسكري بين “وحدات حماية الشعب” والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لقتال “داعش”، بما في ذلك زيارة قام بها مبعوث التحالف بريت ماكغورك إلى الأقاليم التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
ويؤكد خليل في رفضه لتصريحات أوغلو أن “هذه المسألة هي مسألة سورية داخلية لا علاقة لتركيا بها ولا تستطيع تركيا أن تفرض على قوات سوريا الديمقراطية إلى أي منطقة يمكن أن تذهب إليها داخل الحدود السورية”.
ورأى خليل أن هذه القوات ستبقى ضمن هذه الحدود وستتحرك “وفق الأجندة الخاصة بها والمتعلقة بسوريا ومستقبل سوريا والسوريين عموما وليس للوزير التركي أن يفرض عليها أن تبقى أو تنسحب”.
ويستبعد مراقبون أن تسبب تصريحات وزير الخارجية التركي أي إرباك لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، ذلك أنها باتت تعمل وفق الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، وأن واشنطن تعتمد على هذه القوى وتدعمها، لا سيما بعد أن أثبتت فعاليتها في تحقيق إنجازات عسكرية واضحة ودقيقة وفق الخطط العسكرية للجنرالات الأميركيين.
جدل كبير بعد تصريحات بوغدانوف
معارضون سوريون: لا علم لنا بلقاء مع الروس في الدوحة
بهية مارديني من لندن
ساد جدل كبير في الأوساط السورية المعارضة، بعد تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أنه سيلتقي معارضين سوريين في الدوحة. وفيما أكدت مصادر لـ”إيلاف” أن بوغدانوف سيلتقي معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض، نفت الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف الوطني السوري أي علم لهما بالاجتماع، وأكدا أنهما ليسا طرفًا فيه ولا يعلمان من هم أطرافه.
إيلاف من لندن: تعليقًا على إعلان بوغدانوف لقاء ممثلين عن المعارضة السورية في الدوحة الثلاثاء، قال الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات الدكتور رياض نعسان آغا، إن الهيئة لا علم لها بهذا اللقاء.
الهيئة غير معنية
أضاف في تصريح نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، أن “الهيئة غير معنية به، ولا تعرف بالضبط من هي المعارضة التي سيلتقيها بوغدانوف في الدوحة”، كما أكد أعضاء في الائتلاف ذلك. وكان بوغدانوف قال لوسائل إعلام روسية، إنه سيجتمع مع ممثلين للمعارضة السورية في الدوحة.
وتوقع مصدر معارض تحدث لـ”إيلاف”، أن تلتقي الدبلوماسية الروسية بمختلف الأطراف المعارضة في هذه المرحلة، بهدف استئناف العملية السياسية بالشكل الذي يمكن تحقيقه للوصول إلى الحل السياسي.
لكنّ مصدرًا مطلعًا نفى لـ”إيلاف” ذلك، وقال إنه رغم لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وتقليص الخلاف الروسي التركي، الا ان بعض المعارضين السوريين يصعّدون إعلاميًا ضد روسيا، مما يجعل التواصل صعبًا، إن لم يكن مستحيلًا.
وضرب المصدر مثلًا على دأب هؤلاء المعارضين السوريين، الذين أشار إليهم وصف روسيا بـ”الاحتلال”، وما تسميه “محاربة الإرهاب” بـ”المجازر””.
لقاءات متعددة لبوغدانوف
وقال بوغدانوف لوكالة نوفوستي، “أتوجّه إلى الدوحة، وستكون هناك لقاءات مع الفلسطينيين والمعارضة السورية وممثلين قطريين. ثم سأتوجّه إلى الأردن، وآمل أن تجري هناك لقاءات مع مسؤولين أردنيين والرئيس الفلسطيني محمود عباس”.
جاءت تصريحات بوغدانوف بالتزامن مع مباحثاته التي أجرها الاثنين في طهران مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره حسين جابري أنصاري معاون وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية المسؤول عن الملف السوري في الخارجية الإيرانية.
وكان بوغدانوف وصل طهران مساء الأحد لوضع الإيرانيين في إطار المباحثات التي أجراها الرئيس التركي مع نظيره الروسي، وليستمع من طهران إلى التصورات التي ناقشها ظريف مع المسؤولين الأتراك خلال الزيارة التي قام بها في الأسبوع الماضي لأنقرة وخلال التواصل السابق بين أنقرة وطهران.
برسم المفاوضات
من جانب آخر، وفي تسريب لمحضر الاجتماع بين مايكل راتني المبعوث الأميركي وأعضاء الائتلاف الوطني المعارض، ورد أهم ما قاله المبعوث الأميركي إلى سوريا: “نحن لا علاقة لنا مع الـ PYD وإنّما لنا علاقة عسكريّة مع YPG وهي شراكة عسكريّة لقتال داعش، كنّا نرغب في أن يكون لنا شركاء من الجيش الحر، لكن الجيش الحر يريد قتال الأسد بالتزامن مع قتال داعش، والمشكلة أنّ قتال الأسد عسكريًا ليس ضمن خطّتنا حاليًا، ونحن لا يمكننا أن ننتظر ذلك. ونحن نريد شريكاً قويّاً على الأرض، والـ YPG شريك قوي”.
ووجه راتني النصح الى الائتلاف قائلًا: “ننصحكم أن تتحدّثوا مع PYD فهم مكوّن سوري، والـPYD لن تختفي من الساحة السّوريّة”. أضاف راتني “أريد أن أذكر أنّه لا شراكة سياسيّة بيننا وبين PYD، نحن لا نعترف بمصطلح “روج آفا” ولا ندعمه سياسيّا، وهم يريدون الاعتراف بهم، وقلنا لهم إنّ طاولة المفاوضات هي التي تحدد شكل الدولة السوريّة”.
خشية سيناريو ليبي
وأشار الى أن حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD قد لا يتوافق معكم أو مع أصدقائكم، ولكن “هم جزء من بلدكم ونحن لا نريد أن يحصل تقاتل بين الـ YPG وبين الجيش الحر”. وكشف راتني “لقد قمنا بنقاشات مع الروس في ما يخص الحل السياسي، الروس مقتنعون أنّه لو رحل الأسد ستكون سوريا مثل ليبيا”.
وقال “أنتم بنظر الروس مجانين وإرهابيون، فقال لهم جون كيري وزير الخارجية الأميركي، وقلت لهم أنا، إننا نتحاور معكم، فقال لنا لافروف لماذا لا يأتون إلينا ويناقشوننا ويحاوروننا، وذلك (في رد على سؤال حول ضغط الأميركيين على جيش سوريا الجديد للتعاون مع الحشد الشعبي العراقي) قال: نحن لم نضغط أبدًا لكي يتعاونوا مع أحد”.
ثقة مفقودة
وشدد على: “نحن نريد الحرب ضد النصرة بطريقة ذكيّة، والروس يحاربونها بطريقة غبيّة، الفرق بيننا وبين الروس أنهم مستعدون لعمل أي شيء يخدم النظام السوري، أمّا نحن فلن نفعل معكم الشيء نفسه”. واعتبر المبعوث الاميركي أن “حديثنا مع الروس أدّى إلى تبريد ملفات كثيرة”.
ولفت إلى “نحن لا نثق بالروس، وهم لا يثقون بنا، نحن نريد نهاية الحرب، وهم يريدون شرعية الأسد”. و”الروس يريدون التعاون العسكري معنا، ولكنه سياسيًا تعاون باهظ الثمن، وقلنا لهم انه لا يمكن التقدم بالأوضاع الحالية”. ووجّه تأنيبًا إلى الائتلاف “هذا الصراع استمر خمس سنوات، وقد يستمر 15 أو 20 سنة أخرى، وانتم (الائتلاف) ما زلتم تقومون بعملكم بالطريقة نفسها، وتتوقعون نتائج مختلفة؟”. وقال أيضًا “نحن (الأميركيين) مصرّون على سوريا جديدة من دون بشار الأسد”.
وكان عدد من أعضاء الائتلاف أكدوا ما تم ذكره في وسائل الاعلام حول النصائح الأميركية الثلاث للائتلاف بخصوص حلب وحزب الاتحاد الكردي والتواصل مع الروس، فيما قال موقع “كلنا شركاء” الذي نشر التفاصيل السابقة، إن “ذلك الاجتماع حضره رئيس الائتلاف ونائبته وكبار اعضاء الهيئة السياسية، ومن الطرف الاميركي رافق مايكل راتني الديبلوماسيون: ماكس مارتن، جيل هتشينغز، كارين ديريك، باتريك بولاند، وإن وسائل الإعلام نقلت اشياء مجتزأة”.
قالت إن مقاتلاتها شنت ضربات جوية ضد (داعش)
بريطانيا تعلن رسمياً: ساعدنا بتحرير منبج
نصر المجالي من لندن
أعلنت بريطانيا رسمياً أنها ساعدت بتحرير مدينة منبج السورية من سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي، وذلك عبر توجيه ضربات جوية ضده، وذلك خلال المعارك التي استمرت عدة أسابيع، وشارك فيها تحالف “قوات سوريا الديمقراطية”.
نصر المجالي من لندن: قال غاريث بايلي، ممثل بريطانيا الخاص لسوريا، إن هزيمة (داعش) في مدينة منبج السورية هي الأحدث في سلسلة الهزائم التي يتعرض لها، مشيرًا إلى أن بريطانيا ساعدت قوات سوريا الديمقراطية عبر توجيه ضربات جوية استهدفت داعش في منبج.
وأضاف بايلي أن “هزيمة داعش في مدينة منبج السورية هي الأحدث في سلسلة الهزائم التي ألحقت بهذا التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، وقد كانت الهزيمة على يد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية بقيادة وحدات عربية سورية وبدعم من التحالف الدولي.”
وقال بايلي: ” قدمت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني الدعم الجوي لقوات سوريا الديمقراطية من خلال الهجمات بصواريخ هيلفاير على مقاتلي داعش وقدمت أيضًا المساعدة الجوية لقوات التحالف. “وأضاف المسؤول البريطاني: “آمل أن تسمح الظروف الآن في المدينة بعودة أبناء منبج إلى مدينتهم فورًا وبظروف أمنية ميسرة وبكرامة.”
مواطنون بعد تحرير منبج من داعش
قوات معتدلة
وأشار بايلي إلى أن “بريطانيا مستعدة للمساعدة حيث يمكنها ذلك في المناطق السورية التي تخضع لسيطرة قوات معتدلة.” وتحررت منبج قبل أيام من تنظيم “داعش”، بعد أشهر من القتال ومعارك الكر والفر مع مقاتلي “سوريا الديمقراطية”، المدعومة من الولايات المتحدة، وكان التحالف، الذي يضم مقاتلين عرباً وأكراداً، أكد تحرير ألفي شخص، كان مسلحو تنظيم الدولة قد استخدموهم كـ”دروع بشرية” أثناء فرارهم من المدينة.
واستغرقت المعارك 73 يومًا، بحسب تحالف قوات سوريا الديمقراطية، لتحرير المدينة التي استولى عليها تنظيم الدولة منذ عامين، وتحظى منبج بأهمية استراتيجية إذ أنها تقع على خط إمداد مهم للتنظيم يمتد من الحدود التركية إلى معقله بمدينة الرقة.
ماذا تعني استعادة العلاقات التركية الروسية بالنسبة إلى الشرق الأوسط؟
ترجمة وتحرير أسامة محمد – الخليج الجديد
ربما لا شيء يجسد العلاقة التي صارت أكثر راحة بين روسيا وتركيا أفضل من طعام الغداء الذي جمع الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» والرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، وصور المصافحة بينهما. ويبدو أن الضربات المشتركة المحتملة للبلدين ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» صارت أكثر قربا.
بدأت تركيا وروسيا يوم الخميس اجتماعاتهما في سانت بطرسبرغ، وركزت بشكل خاص على كيفية معالجة الصراع السوري في إطار «آلية ثلاثية» تشمل دمشق.
إيران أيضا تسعى للحصول على دور. حيث عقد وزير الخارجية الإيراني «جواد ظريف» لقاءا مع نظيره التركي والرئيس «أردوغان» يوم 12 أغسطس/آب في أنقرة، و تنتشر الشائعات بأن الحوار بين إيران وروسيا وتركيا يمكن أن يتوسع قريبا أيضا ليشمل سوريا بشكل مباشر.
تعد إمكانية عقد صفقة مع تركيا في الحرب الأهلية السورية فرصة ذهبية لدمشق وحلفائها. تلعب تركيا دورا محوريا في دعم الثوار الذين يقاتلون حكومة «الأسد». ومن دون دعم تركيا سيكونون أضعف بكثير في مواجهة هجمات الموالين لإيران وروسيا.
ليس بإمكان تركيا فقط أن توقف مساعدة الثوار، ولكن نظرا لموقعها يمكنها أيضا وقف تدفق المساعدات للثوار من داعمين آخرين من قطر والمملكة العربية السعودية. في الواقع، إذا كانت دمشق قادرة على إقناع الحكومة التركية بتغيير سياستها بشأن سوريا، فإنه سيكون بمثابة ضمانة للفوز. ومع ذلك، فإن هذا النوع من المبادلة مع تركيا، مستبعد جدا.
ولكن حتى لو كانت تركيا لن تتخلى عن دعم الثوار السوريين، فإنها قد تتعامل مع إيران وروسيا بشأن الأهداف المشتركة، بما في ذلك الحرب على «الدولة الإسلامية» والأكراد المتمردين. ونظرا لوجود قوى دولية ومحلية تعمل ضد الحكومة التركية في الوقت الراهن، فمن المنطقي بالنسبة لتركيا وضع خلافاتها مع روسيا وإيران بشأن بعض جوانب الصراع السوري جانبا من أجل التعاون في المصالح المشتركة. على سبيل المثال، تركيا، مثل روسيا، لديها بالفعل علاقات اقتصادية كبيرة مع إيران: في 10 أغسطس/آب، أعلن وزير الجمارك التركي أنه منذ رفع العقوبات ضد إيران في يناير/ كانون الثاني كان هناك زيادة بنسبة 30% في التجارة بين البلدين. الجميع يرغب في الاستمرار في تعزيز هذه العلاقات.
اللعبة السورية
على الرغم من أن تركيا لن تتخلى تماما عن الثوار أو جدول أعمالها المتعلق بتوسيع النفوذ السني في سوريا، لكنها قد تغير استراتيجيتها في البلاد لاسترضاء إيران وروسيا. «أردوغان» ينظر إلى «بوتين» للاسترشاد: روسيا صورت نفسها على أنها الممثل العملي في المفاوضات مع الولايات المتحدة حتى في الوقت الذي استهدفت في المقام الأول قوات الثوار المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا. وبالمثل، يمكن للأتراك أن يعقدوا صفقة مع الروس والإيرانيين دون توقيف دعمهم للثوار. في الواقع، إذا ساعدت تلك الصفقات تركيا على اكتساب القدرة في ساحة المعركة السورية، فإن أنقرة قد تنشر قواتها الجوية في شمال سوريا ضد «الدولة الإسلامية» ووحدات حماية الشعب الكردي.
من المرجح جدا أن تقدم تركيا تنازلات لإيران وروسيا بشأن سوريا. وقال وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» أنه لا يوجد حل ممكن في سوريا من دون الدعم الروسي، وأن المفاوضات بشأن سوريا يجب أن تبدأ من أرضية مشتركة. وعلاوة على ذلك، أشارت تركيا أنها مستعدة لإعادة النظر في معارضتها للضربات الروسية في سوريا إذا كانت لا تستهدف سوى المتمردين الأكثر تطرفا.
إن إغلاق تركيا مؤخرا لمعبر باب الهوى، حتى وإن كان مؤقتا، يمكن أن يكون تنازلا قدمته تركيا بالفعل إلى روسيا. وبطبيعة الحال، إذا كان من الممكن التوصل إلى أي اتفاق، فإن «الدولة الإسلامية» ستكون هي الهدف المشترك.
في أي مفاوضات، فإن جميع الأطراف المعنية تسعى إلى تعزيز مصالحها الخاصة. في التصالح مع روسيا، تريد تركيا مسح العقبات في شمال سوريا ومنع توسع «الدولة الإسلامية» والميليشيات الكردية. من خلال اقتراح شن ضربات مشتركة مع روسيا ضد «الدولة الإسلامية»، فإن تركيا تريد أن تقلل من خطر النفوذ الروسي في سوريا على مصالحها.
روسيا، (وإيران) أيضا، على الرغم من أنها عازمة على الحفاظ على رقابة مشددة على ساحة المعركة السورية، يمكنهما أن تستفيدا من التحالف مع تركيا، حليف الولايات المتحدة والعضو في حلف الناتو، لجعل الأمر يبدو كما لو أن الولايات المتحدة هي لاعب ناشز ووحيد في سوريا.
لذلك تبدو مصالح روسيا تتعارض مع بعضها البعض. لكن روسيا تستجيب لاقتراحات تركيا، وسوف يشترك البلدان في تحديد مسار الصراع السوري.
الوساطة الإيرانية
بنفس القدر من الأهمية، ستكون الاجتماعات المقررة بين الحكومتين التركية والسورية بتسهيل من إيران. على الرغم من أن تركيا من غير المرجح أن تدعم الرئيس السوري «بشار الأسد»، لكن قد تقرر أن تتحدث مباشرة معه أو تدعم حكومة انتقالية تضمه. وبالنسبة لإيران، فإن دعم «الأسد» جزء هام من استراتيجيتها الإقليمية. شيء واحد يمكن أن تتفق عليه تركيا وسوريا هو معارضة تزايد نفوذ الوحدات الكردية.
قد يبدو أنه مع استعداد تركيا الجديد للتفاوض، فإن كل شيء صار ممكنا. ولكن تركيا أيضا يجب أن تكون حذرة دبلوماسيا مع روسيا وإيران حتى لا تأتي الأمور بنتائج عكسية. إذا أصبحت تركيا صديقة جدا مع أي بلد منهما، فإن علاقتها مع الثوار السوريين يمكن أن تتعرض للانهيار. في الواقع، فإن بعض الجماعات المتمردة تنأى بأنفسها بالفعل عن أنقرة.
الأمر الأكثر أهمية هو الضرر المحتمل لعلاقة تركيا المتوترة بالفعل مع الولايات المتحدة وشركائها في حلف شمال الأطلسي الأخرى. إن عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي حاسمة لكل من أنقرة والتحالف، وستكون تركيا حذرة في كيفية تطوير علاقات جديدة مع روسيا وإيران، وهما من خصوم منظمة حلف شمال الأطلسي.
في نهاية المطاف، على الرغم من أن تركيا لا تتحدى الولايات المتحدة تماما قبل أن تصبح أكثر ودية مع الحلفاء الإقليميين الذين ينظر إليهم عادة على أنهم من معارضي واشنطن.
يبدو النزاع في سوريا معقدا ومستعصيا على الحل. إلا أنه من المنطقي أن تقوم البلدان المعنية باستكشاف الخيارات المتاحة أمامهم، والاستعداد لتقديم تنازلات تكتيكية، حتى إذا ظلت مصالحهم الاستراتيجية في تعارض جذري.
المصدر | ستراتفور
63 قتيلا بغارات روسية وسورية بحلب وحمص وإدلب
قال مراسل الجزيرة إن 63 شخصا قتلوا في سوريا بغارات للنظام وروسيا على حلب وأرياف حمص وإدلب ودير الزور، بينما قُصف حي الزبدية شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة بمادة الفسفور الحارق المحرم دوليا.
وأضاف أن حرائق كبيرة اندلعت في منازل المدنيين وممتلكاتهم إثرَ هذا القصف. ومن جانبه ذكر الدفاع المدني في حلب أن عمليات إخماد الحرائق دامت عدة ساعات، وأشار ناشطون ميدانيون إلى أن أكثر من 55 غارة جوية شنت على حلب وريفها منذ الصباح.
وأفاد المراسل بمقتل مدنيين وإصابة آخرين في غارات روسية وأخرى للنظام على بلدة تقاد في ريف حلب الغربي، كما قتل شخصان وأصيب آخرون في دارة عزة في ريف حلب الغربي جراء ست غارات روسية وسورية بالصواريخ الفراغية.
وأضاف أن عشرات المدنيين أصيبوا إثر قصف آخر للطائرات الروسية والنظام على أحياء سيف الدولة والميسر وغيرها في مدينة حلب، وعلى مدينة عندان في الريف، كما استهدفت غارات بـالقنابل العنقودية مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي.
وفي ريف حلب الجنوبي، قتل وجرح العشرات من قوات النظام والمليشيات المساندة لها، إثر تصدي كتائب المعارضة لمحاولة تقدم فاشلة باتجاه تلة المحروقات وقرية العامرية جنوب مدينة حلب، بينما تعرض طريق حلب الراموسة لقصف جوي ومدفعي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
حمص وإدلب
وفي محافظة حمص وسط البلاد، قتل خمسة أشخاص جراء قصف مدفعي على ريفها الشمالي، بينما شن الطيران الحربي التابع للنظام غارات جوية استهدفت قرية تيرمعلة في الريف الشمالي للمحافظة.
وقتل ثلاثة أطفال جراء غارات جوية على مدينة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي، كما سقط عدد من الإصابات.
وشن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت أحياء الجبيلة والحويقة بمحافظة دير الزور مما أدى لسقوط عدد من الضحايا المدنيين، ورد تنظيم الدولة الإسلامية بقصف حي الجورة بقذائف الهاون.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها نشرت قاذفات “توبوليف 22” في قاعدة جوية بمدينة همدان الإيرانية، ونقلت مراسلة الجزيرة عن الوزارة أن هذه القاذفات شنت بالفعل غارات اليوم على مواقع لتنظيم الدولة في سوريا.
وكانت هذه القاذفات تنطلق من مطار عسكري بجمهورية أوسيتيا الشمالية جنوب روسيا للقيام بعمليات في سوريا، وذلك لأن قاعدة حميميم السورية ليست مناسبة لاستقبال هذا النوع من القاذفات التي تعد من أضخم الطائرات في العالم.
الخيارات القادمة في سوريا بعد معركة حلب
قال الباحث في المركز العربي للأبحاث حمزة مصطفى إن فهم ما جرى في حلب وتداعياته يستلزم في البداية معرفة مخطط النظام السوري وحلفائه، الذي بدأ نهاية العام 2013 عبر معركة إستراتيجية سماها “دبيب النمل” بهدف استعادة المناطق التي خسرها في حلب ومحيطها خطوة خطوة ودون تحقيق حسم عسكري شامل.
وأضاف مصطفى خلال مشاركته في حلقة (8/8/2016) من برنامج “في العمق”، أن تلك المعركة بدأت بالسيطرة على بلدة خناصر، ثم استطاع النظام منتصف العام 2014 تأمين الطريق من خناصر عبر صفيرة إلى أحياء حلب الشرقية بعدما حصّن أحياء الراموسة وأحياء حلب الجنوبية، كما تقدم شمالا لمحاصرة الأحياء المحررة فاستطاع السيطرة على حي الشيخ نجار والمنطقة الصناعية، واستمر في التقدم تدريجيا حتى وصل إلى طريق الكاستيلو.
وأشار إلى أنه على هامش هذه المعركة حدثت معركتان رئيسيتان: الأولى في ريف حلب الشمالي عندما أطلقت روسيا حملة عسكرية لمعاقبة تركيا على إسقاط مقاتلة روسية بمشاركة إيران ووحدات الحماية الكردية بهدف فصل الحدود السورية التركية بشكل كامل، حيث وصلت المليشيات الكردية إلى مشارف إعزاز، مما أدى إلى تدخل تركي محدود عبر القصف المدفعي أوقف التقدم الكردي.
أما المعركة الثانية فقد شنتها إيران ومليشياتها المختلفة في ريف حلب الجنوبي، وكانت تهدف إلى إجهاض تجربة جيش الفتح بعد سيطرته على إدلب من ناحية، وأيضا السيطرة على طريق حلب-إدلب الرئيسي، وفك الحصار عن نبل والزهراء.
ورأى أن المعارضة تمكنت من قلب المعادلة بعدما نجحت في إيقاف تقدم إيران بريف حلب الجنوبي، ومن ثم استعادت بلدة خان طومان الإستراتيجية وبالتالي حماية إدلب، مضيفا أنه بعد حصار طريق الكاستيلو جرى التحضير لعملية تحرير حلب التي تنطلق من إدلب حيث يوجد الزخم العسكري والإمدادات المتوافرة لجيش الفتح.
وشدد مصطفى على أن الزخم السياسي والمعنوي بعد فك الحصار دفع جيش الفتح وفصائل المعارضة المسلحة إلى التخطيط لاستكمال تحرير أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام، وبدأت عمليات في الحمدانية ومشروع ثلاثة آلاف شقة، معربا عن اعتقاده بأن الهدف الإستراتيجي كان السيطرة على الأكاديمية العسكرية، خصوصا في ظل الاستنزاف الكبير الذي يعاني منه النظام بعد معركة الكاستيلو أو معركة فك الحصار.
فتح الشام
وحول الدور المستقبلي لجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) أوضح مصطفى أن الجبهة لعبت دورا كبيرا في تحرير إدلب، كما لعبت دورا هاما باسمها الجديد في عملية فك الحصار عن حلب، مشيرا إلى أنها فكت ارتباطها بالقاعدة وغيرت اسمها بعد ضغوط شعبية كبيرة لاسيما بعد اتفاق روسيا وأميركا مؤخرا على استهدافها بشكل مكثف، بما يعني ضمنيا استهداف جميع فصائل المعارضة المسلحة.
من جانبه وصف الرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري برهان غليون ما جرى في حلب بأنه إنجاز سياسي وعسكري بكل معنى الكلمة، ومنعطف للحرب التي تجري على الأرض السورية، قائلا “إذا نظرنا إلى الخمسة أشهر التي سبقت المعركة فقد كان هناك مخطط من قبل النظام والإيرانيين والروس لحصار حلب والسيطرة على الأحياء المحررة بهدف سحق الثورة السورية والقضاء على المقاومة المسلحة وفرض الأمر الواقع على السوريين بكل معنى الكلمة”.
وشدد غليون على أن هذا النصر ثمرة تعاون الثوار على الأرض، وارتفاع حلفائهم إلى مستوى المسؤولية، مشيرا إلى أن مخطط النظام دفع فصائل المعارضة إلى التوحد لأن مصيرهم بات مهددا، كما ساهمت أزمة تركيا مع أميركا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في جعل أنقرة لا تتقيد بالقرارات الأميركية وزادت من دعمها للمعارضة المسلحة حتى لا تخسر هذه المعركة.
وحول مدى تغير الموقف الدولي أشار غليون إلى أن الموقف الدولي يتوقف أساسا على ميزان القوى على الأرض، وما حدث في معركة حلب هو ضربة معنوية هائلة في العمق لمليشيات النظام وحلفائه، حيث أظهرت مدى ضعفهم لأنهم مكثوا عامين كاملين للاستيلاء على مربع الكاستيلو، بينما استطاع تحالف المعارضة في سبعة أيام كسر الحصار وفي طريقه إلى تحرير أحياء جديدة.
وأوضح أن غالبية دول العالم كانت تعتقد أن سوريا بها قوتين رئيسيتين هي النظام وحلفاؤه وتنظيم الدولة الإسلامية الذي يحتل أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، وأن الثوار والجيش الحر قوة ضعيفة لا يحسب لها حساب، أما اليوم فقد برزت قوة عسكرية ذات وزن كبير قادرة على ضرب النظام وداعش.
أما الناطق باسم جيش الإسلام إسلام علوش فأكد أن الانتصار الذي حدث في معركة حلب لم تحرزه قوات الثورة السورية منذ مدة طويلة، فقد اشتركت جميع الفصائل والتشكيلات المسلحة في محافظات حماة وإدلب واتجهت إلى حلب، كما شاركت الفصائل الموجودة داخل أحياء حلب المحاصرة.
ورأى أن ما حدث سيساهم في تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين الفصائل العسكرية، لافتا إلى أنه منذ بداية الثورة السورية كان عدد الفصائل المسلحة نحو 800 فصيل، والآن هم أقل من 100 فصيل، بعد أن توحدت غالبية الفصائل أو اندمجت في كيانات مشتركة.
رئيسة “أنقذوا الأطفال” لـCNN: نحتاج لـ48 ساعة على الأقل في حلب
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قالت هيلي ثورنينغ-شميدت الرئيسة التنفيذية لمنظمة “انقذوا الأطفال” الدولية إن مهلة الساعات الثلاث في مناطق بسوريا والتي جرى الحديث عنها الأسبوع الماضي لا تكفي.
وأوضحت ثورنينغ- شميدت في مقابلة حصرية مع CNN: “كان هناك حديث عن وقف لإطلاق النار لمدة ثلاث ساعات وهذا لا يكفي، لا يمكن الدخول إلى سوريا والذهاب إلى حلب وإدلب ومناطق أخرى وتوزيع ما تريد توزيعه وإخراج المصابين من هناك كل ذلك في ثلاث ساعات، لا يمكن انجاز ذلك ابدا.”
وتابعت قائلة: “نحن بحاجة إلى 48 ساعة على الأقل ولأكون صريحة فلن يكون هذا الوقت كافيا وما نريده هو ضغط حقيقي على الدول في مجلس الأمن لوقف هذه الأعمال الوحشية من قبل كل الأطراف.”
وأضافت: “ما يجري في تلك المناطق لا يجب أن يحدث في العام 2016 وما نحتاجه من مجلس الأمن قو وضع المزيد من الضغوط.. نتحدث عن العديد من الأطفال المصابين هنا، ولا يوجد أي خبراء طبيين يمكنهم مساعدتهم.”
أمريكا تتجنب الرد على عملية مشتركة مع روسيا بحلب والمعارضة: الأسد أصيب بهستيريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تجنبت الخارجية الأمريكية التعليق على ما أدلى به وزير الدفاع الروسي حول تعاون مقبل في الصراع الدائر بحلب، في حين نفت المعارضة السورية صلتها بلقاء مرتقب مع وفد روسي بالدوحة، منددة بنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي قالت إنه أصيب بـ”هستيريا” بعد معارك حلب.
وقالت إليزابيث ترودو، مديرة المكتب الصحفي في الخارجية الأمريكية: “تابعنا التقارير الصحفية وما نقلته عن لسان وزير الدفاع الروسي وليس لدينا شيء لنعلن عنه حاليا. نحن نتحدث بشكل دوري مع الروس حول طرق تدعيم وقف الأعمال العدائية وتحسين طرق وصول المساعدات الإنسانية وتوفير الظروف الضرورية للتوصل إلى حل سياسي للصراع.”
من جانبه، رد الائتلاف الوطني السوري المعارض على التصريحات الروسية حول لقاء قريب مع وفد روسي في قطر بتأكيد “عدم صلته بأي اجتماع جرى التحدث عنه عبر وسائل الإعلام” نافيا وجود اتصالات أو ترتيبات سابقة بهذا الخصوص.
وهاجم الائتلاف في بيان آخر له قوات النظام السوري والقوى المتحالفة معها قائلا إنها اصيبت بـ”هيستيريا” بعد معارك حلب، ما دفعها لشن حملة قصف أدت لمقتل 400 مدني خلال أسبوع. وقال الائتلاف إن نظام الأسد وحلفاؤه استخدموا في تصعيدهم العسكري “الصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية وقنابل النابالم والبراميل المتفجرة، إضافة إلى الغازات السامة” وفقا للبيان.
أما في العاصمة الإيرانية، طهران، فبرز موقف لمساعد مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، حسين جابري أنصاري، إن المباحثات التي أجراها مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف في طهران تناولت التطورات في المنطقة، وقال، ردا على سؤال حول حلب والحلف الذي يجمع إيران وروسيا وسوريا وحزب الله إن “مساعي إيران وروسيا تصب في مجال إنهاء معاناة أهالي حلب ووضع حد للأزمة الإنسانية هناك” على حد تعبيره.
كتل المعارضة السورية الأساسية تنفي وجود لقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 16 أغسطس 2016
روما-نفى الائتلاف الوطني والهيئة العامة للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، وجود أي لقاء مرتقب بين أي منهما مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. وشدد الطرفان على أنهما غير معنيين بما قاله المسؤول الروسي، ولا يسعيان له.
وكانت وسائل إعلام نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي، قوله إنه ينوي لقاء معارضين سوريين في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الثلاثاء.
وقال القيادي في الائتلاف عقاب يحيى لـوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بالنسبه لنا، لا علاقة للائتلاف بالموضوع، لم نطلب اللقاء من الروس، ولم يتم أي اتصال معنا، وقد أصدر الائتلاف تصريحًا ينفي فيه أيه علاقة بأي لقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي”.
وقالت الهيئة العليا في بيان لها مساء أمس الاثنين على لسان الناطق الرسمي باسمها، رياض نعسان آغا، التأكيد على عدم وجود أي لقاء مع المسؤول الروسي، وأن الهيئة لا علم لها بهذا اللقاء، وهي غير معنية به، ولا تعرف بالضبط من هي المعارضة التي سيلتقيها بوغدانوف في الدوحة.