أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 21 شباط 2013

غارات جوية كثيفة على مواقع المعارضة في دمشق وحلب

موسكو – رائد جبر

القاهرة، دمشق، عمان – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – تسابق الحرب التي تزداد حدة يوماً بعد يوم في سورية المساعي السياسية. ومع استمرار «حرب المطارات» التي تخوضها المعارضة في مناطق حلب للسيطرة على مطاري النيرب وكويرس، كثف الطيران السوري غاراته على حلب وريفها وعلى احياء في ريف دمشق، وادى قصف صاروخي امس الى اصابة قائد «لواء الاسلام» الشيخ زهران علوش بجراح ذكر انها خطيرة.

وتعقد الهيئة العامة لـ «الائتلاف السوري» اجتماعاً في القاهرة اليوم وغداً لكامل هيئتها العامة لمناقشة المبادرة التي سبق ان اقرتها الهيئة السياسية في الاسبوع الماضي، والتي تتضمن مبادرة سياسية من «الائتلاف» لحل الازمة في سورية.

ويترافق اجتماع «الائتلاف» مع تحذيرات اطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن «الرهان على تسوية النزاع السوري باستخدام القوة سيؤدي إلى تدمير البلاد»، معلنا استعداد موسكو لاستضافة حوار بين السوريين إذا رغبوا ومن دون أن يفرض أي طرف شروطاً مسبقة عليهم.

وقال هيثم المالح عضو «الائتلاف» السوري إن اجتماعات اليوم ستناقش الوجهة السياسية الكاملة لإسقاط النظام، والمبادرة حول مقترح لحل الأزمة. وأضاف أن المشروع المقترح سيتناول انتقال الدولة من أمنية إلى ديموقراطية، وإسقاط النظام، وتصوراً لهيئة عسكرية عليا من رموز وطنية معروفة انشقت عن النظام، وتشكيل هيئة للأمن الوطني، وهيئة قضائية في إطار العدالة الانتقالية. وقال ان من المتوقع أن تتم تسمية رئيس وزراء للحكومة الانتقالية، وليس تشكيل حكومة. واوضح المالح ان من بين الشروط التي سيشترط توافرها في رئيس الحكومة «ألا يكون قد سبق له العمل مع النظام، ولم تتلوث يداه بالدماء، وأن يكون مقبولا شعبيا، وله تاريخ نضالي ونزيه».

وذكر المالح ان اسمه طرح في السابق لترؤس هذه الحكومة غير انه رفض لأن المرحلة تحتاج الى جهد كبير كما قال. اما في شأن ترشيح رياض حجاب رئيس الحكومة السورية السابق الذي انشق عن النظام في آب (اغسطس) الماضي فاعرب المالح عن اعتقاده ان حجاب لن يكون مقبولاً شعبياً، باعتباره كان محافظاً قبل ذلك ووزيراً وضليعاً في السلطة وبعثياً قديماً.

وأجرى لافروف محادثات امس في موسكو، هي الأولى من نوعها على مستوى وزراء الخارجية، في إطار «المنتدى العربي – الروسي» حضرها بالإضافة إلى الامين العام للجامعة العربي نبيل العربي وزراء خارجية كل من مصر ولبنان والكويت والعراق. وحذر لافروف من ان استمرار النزاع العسكري يعتبر «طريقا مدمرا للطرفين»، وأعلن استعداد بلاده لاستضافة حوار بين السوريين «إذا رغبوا ومن دون أن يفرض أي طرف شروطاً مسبقة عليهم». ودعا العربي، من جهته، الرئيس بشار الأسد إلى تسليم صلاحياته لنائبه فاروق الشرع لتسهيل بدء الحوار.

وقال ديبلوماسي عربي لـ «الحياة» في موسكو إن هناك اتفاقاً على ضرورة إطلاق حوار يقود إلى حل سياسي لكن العقدة لا تزال تراوح عند الدور المفترض للأسد.

واشار لافروف الى ان تطور النزاع في سورية أثبت أنه لا تمكن المراهنة على حسم عسكري للصراع وأن الرهان على القوة سيؤدي إلى تدمير سورية. واضاف أنه سيُجري لقاء مع وفد سوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم الاثنين المقبل كما ذكر انه يجري حالياً الاتفاق على موعد زيارة رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب الى موسكو التي يحتمل أن تكون في بداية آذار (مارس) المقبل.

وعلى الصعيد الميداني، شن الطيران الحربي السوري غارة امس على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية من ريف دمشق، قتل وجرح فيها العشرات. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه لم يعرف اذا كان القتلى من المقاتلين او من المدنيين. وبعد اقل من ساعة على هذه الغارة اسقط مقاتلو المعارضة طائرة حربية كانت تقصف مناطق في الغوطة الشرقية بنيران اسلحة رشاشة ثقيلة.

وذكر متحدث باسم المعارضة ان قائد «لواء الاسلام» الشيخ زهران علوش اصيب نتيجة سقوط صاروخ على مركز لقيادة المعارضة قرب العاصمة دمشق، وقال نشطاء في المعارضة إن الهجوم وقع في الساعات الأولى من صباح امس قرب منطقة دوما في شمال دمشق. وأضافوا أن الصاروخ يحتمل أن يكون باليستيا من طراز «سكود» واحدث دماراً كبيراً في المنطقة وقتل او أصاب مقاتلين آخرين.

ورفض اسلام علوش ابن عم زهران ذكر تفاصيل عن الاصابة او عن مدى خطورتها. وقال إنه لا يمكن الكشف عن حالة الشيخ. ويخوض «لواء الاسلام» حملة منذ ثلاثة اسابيع على مواقع الجيش السوري منحت مقاتلي المعارضة موطيء قدم داخل دمشق.

وقال قائد للمعارضة يقاتل في صفوف «لواء الاسلام» انه «ستكون خسارة كبيرة اذا قتل الشيخ علوش. لان لواء الاسلام هو الأقوى على الارض والشيخ علوش هو وراء قوته.»

وفي حلب، افاد المرصد بحصول غارات جوية على عدد من احياء المدينة. كما دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في محيط مطاري النيرب وكويرس العسكريين شرق المدينة، في اطار «حرب المطارات» التي اعلنتها المجموعات المقاتلة منذ اكثر من اسبوع في محافظة حلب.

لبنان: القرار الإتهامي يطلب الإعدام لسماحة ومملوك

بيروت – «الحياة»

اخترق صدور القرار الاتهامي في حق الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، عن قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، الذي طلب لكل منهما عقوبة الإعدام بتهمة التخطيط لقتل شخصيات سياسية ودينية لبنانية بمتفجرات نقلها سماحة بسيارته من مكتب مملوك، السجال السياسي الدائر حول التصويت الذي جرى أول من أمس في اللجان النيابية المشتركة لمصلحة مشروع قانون «اللقاء الأرثوذكسي» الانتخابي، الذي قوبل برفض شديد من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وتيار «المستقبل» والمسيحيين المستقلين في قوى 14 آذار ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط والذين انضم إليهم رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، معتبراً أن «ما حصل في البرلمان يعيدنا الى العصر الحجري».

وحرص الرئيس سليمان خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أمس على الرد على المواقف التي تناولت الوضع في البحرين، ورفض الإساءة الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فأكد التمسك بأفضل العلاقات مع المنامة وأن آراء الأطراف السياسيين التي تكفلها حرية التعبير لا تُلزم الحكومة أو تبدِّل من ثوابتها المستمدة من إعلان بعبدا بالتزام الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، قاصداً بذلك تصريحات لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون عن البحرين.

واستقبل سليمان بعد ظهر أمس سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري وتناول معه العلاقات الثنائية والعلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، مكرراً «رفض لبنان الإساءة الى الملوك والرؤساء العرب، خصوصاً خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما الحرص على أفضل العلاقات مع كل دول المجلس ومن بينها مملكة البحرين».

وشكر عسيري للبنان الرسمي موقفه و «للأجهزة القضائية المعنية متابعتها»، معتبراً أن ما حصل «لا يؤثر في متانة العلاقة القائمة وفي مواقف المملكة تجاه لبنان».

وحمّل سليمان السفير السعودي تحياته الى الملك عبدالله وتمنياته له بدوام الصحة والاستقرار والازدهار.

وكان عسيري زار النائب جنبلاط الذي انتقد بعض التيارات السياسية العبثية، معتبراً أن الصور التي تسيء الى خادم الحرمين الشريفين تتغاضى عن الدعم الكبير الذي قدمته وتقدمه السعودية وسائر دول الخليج الى لبنان في أحلك ظروف الحرب الأهلية، وفي مقدمها اتفاق الطائف الذي وضع حداً للأزمة اللبنانية. وتمنى استمرار الرعاية الأخوية للبنانيين على مر العقود من قبل المملكة. ورأى أن «الأداء المراهق لبعض القوى في لبنان لم يعد مقبولاً».

أما على صعيد الموقف من قانون الانتخاب فقد تزايدت في الأروقة السياسية التوقعات بأن استمرار الخلاف على القانون وترجيح مشروع اللقاء الأرثوذكسي، هدفه الوصول بالوضع الى تأجيل الانتخابات النيابية، خصوصاً أن الرئيس سليمان سيطعن به أمام المجلس الدستوري إذا لم يرده الى البرلمان في حال إقراره مستخدماً حقه الدستوري، ما يعني أن الأمور قد تأخذ وقتاً يؤدي الى تخطي المهل القانونية لدعوة الهيئات الناخبة المحددة في قانون الستين المعمول به حالياً.

وفيما عبّر جنبلاط عن خشيته، بعد تصويت اللجان النيابية على المشروع الأرثوذكسي، من أن «تسير بنا الظروف الى إقراره دستورياً» معتبراً أن «التيارات الانعزالية تحالفت مع بعضها»، قال إنه «يفتت المجتمع اللبناني إرباً إرباً».

وزادت القناعة في وسط قوى 14 آذار بأن «الأرثوذكسي» كرّس تصدعها، وجددت الخشية لدى تيار «المستقبل» من توجهات رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتأييده هذا المشروع وعدم إصراره على التوصل الى مشروع توافقي وفق ما وعد في بداية جلسات اللجان النيابية.

كما زادت القناعة عند بعض النواب بأن الهدف تأجيل الانتخابات لأن المشروع الأرثوذكسي صيغ في 16 مادة ولا يتضمن توزيعاً للدوائر وللنواب عليها فيما قوانين الانتخاب العادية تتضمن زهاء 40 مادة وهذا يظهر أنه أعد باستعجال ومن دون دراسة.

وعلى رغم أن الرئيس بري كان أجّل مواصلة البحث فيه بعد التصويت على مادتين منه وأعطى مهلة للتوصل الى توافق على مشروع بديل قبل دعوة الهيئة العامة لمواصلة البحث، فإن مصدراً نيابياً معارضاً للمشروع رأى أن أمامه عقبات ومحطات عدة، فوضعه على جدول الأعمال يجب أن يرفق بوضع المشاريع الأخرى المعجلة المحالة الى البرلمان وبينها مشروع الحكومة وهذا أمر لا يقرره الرئيس بري وحده، بل بالاشتراك مع هيئة مكتب البرلمان. وسأل المصدر: «هل يعقد الرئيس بري جلسة غير ميثاقية إذا تغيّب عنها مكونان رئيسيان هما «المستقبل» و «جبهة النضال الوطني» النيابية بزعامة جنبلاط. وإذا صدر عن الهيئة العامة هل يوقعه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي؟ وإذا وقعه فهل أن رده من قبل رئيس الجمهورية الى البرلمان سيبت به سريعاً مجدداً وإذا بت به هل إذا طعن به سليمان بعد نشره سيؤدي بالمجلس الدستوري الى تعليق تنفيذه في انتظار إصدار الحكم في أصل الطعن، ما يؤدي الى تخطي المهل القانونية للدعوة الى الانتخابات؟».

وإذ اعتبر المصدر النيابي نفسه أن المشروع ولد ميتاً للأسباب المذكورة، قالت مصادر وزير الداخلية مروان شربل أن حصول هذا التأخير سيحول دون إجراء الانتخابات. ولاحظت ان «لا توافق على القانون. ويستحيل إجراء الانتخابات من دون توافق. وإذا كان هدف كل هذا الخلاف تأجيل الانتخابات فمن الذي سيتجرأ على طلب ذلك؟».

وكان العماد عون اجتمع أمس مع الرئيس بري وقال إن بري يعطي الوقت اللازم، أي أسبوعاً لقانون آخر يحقق العدالة وإذا لم يحصل ذلك نذهب بالقانون الأرثوذكسي. إلا أن أوساط بري أوضحت أن بري يعطي فسحة غير محددة للتوافق على قانون بديل.

وبينما نفت مصادر متعددة أن تكون الاتصالات الجارية بين الفرقاء على الصعيد النيابي أدت الى البدء في بحث مشاريع بديلة، فإن مصادر مقربة من الرئيس سليمان قالت إنه على رغم أن بري دعاه الى لعب دور في التوصل الى صيغة توفيقية بين «الأرثوذكسي» وصيغة مركبة فإن أوساط الرئاسة أبدت استعداداً، لكنها أكدت أن المسؤولية الأولى في هذا الصدد تقع على المجلس النيابي الذي ليس من صلاحيات سليمان أن يتخطاه.

وذكرت مصادر نيابية أن بري يطرح بديلاً لـ «الارثوذكسي» اقتراحه الصيغة المركبة التي تقضي بانتخاب 64 نائباً على النظام الأكثري و64 نائباً على النظام النسبي، كان «المستقبل» وجنبلاط رفضاها، فيما تقدمت «القوات» و «الكتائب» بصيغة مغايرة لها في اللجنة النيابية الفرعية. وأكدت أن «وضع معارضي الأرثوذكسي أمام خيار بين قبوله وبين مشروع بري يعني تعجيزاً لأن المشروعين يضمنان الأكثرية لقوى 8 آذار قبل حصول الانتخابات».

وبالعودة الى القرار الاتهامي الذي صدر في حق سماحة ومملوك، فهو تضمن وقائع من إفادة الأول أمام التحقيق الأولي ثم القضائي. ونقل نص القرار عن سماحة أنه نقل عن المدعو ميلاد كفوري الذي وشى به الى فرع المعلومات عن نقل المتفجرات أنه عرض عليه جمع معلومات عن عمليات تهريب سلاح وتجمعات المسلحين السوريين في عكار. كما أشار القرار الى أن سماحة نقل الى مملوك استعدادات كفوري لتلغيم طرقات ومهاجمة مخيمات مسلحين. ونسب القرار الى سماحة قوله في التحقيق الأمني معه إنه أبلغ كفوري حين سأله عن أماكن التفجير المطلوبة ما حرفيته: «عندك إفطارات، فيك تروّح نواب. الضاهر (النائب خالد الضاهر) خيّو، أحد ما من قيادات الجيش الحر». لكن سماحة أفاد أمام قاضي التحقيق بأن هذا كان غلطة وأنه لم يتداول مع مملوك والعقيد عدنان بالأهداف.

يذكر أن القرار أصدر مذكرة تحرٍ عن العقيد عدنان. وتناول مداولات مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان مع سماحة معتبراً أن لا دليل على معرفتها بالمتفجرات التي نقلها من سورية وأن اللواء جميل السيد كان معه في السيارة لكنه لم يكن على علم بنقله المتفجرات.

انفجار سيارة مفخخة في دمشق قرب مركز “البعث

دمشق – ا ف ب

وقع انفجار كبير نتج عن سيارة مفخخة قرب مركز حزب البعث في وسط العاصمة السورية دمشق في ساحة تعرف باسم “ساحة 16 تشرين وذلك قرب جامع الايمان”، في ظل معلومات عن دوي إنفجار ثان بعد وقت قصير على الأول لم يعرف سببه.

وتشير المعلومات إلى وجود مقر لحزب البعث في المكان.

“الجيش السوري الحر” يهدّد بقصف مواقع لـ”حزب الله”

لافروف يرى “مؤشرات إيجابية” والإبرهيمي يمدّد مهمته

    و ص ف، رويترز، أ ب ، ي ب أ، أ ش أ

في غياب أي مبادرة ملموسة حتى الان تضع الازمة السورية على طريق الحل، يستمر التصعيد العسكري في الداخل وينذر بالاتساع الى خارج الحدود مع تهديد “الجيش السوري الحر” قصف مواقع لـ”حزب الله” داخل الاراضي اللبنانية اذا لم يتوقف ما سماه بقصف الحزب لمواقع لمقاتلي المعارضة السورية داخل سوريا. ووجهت موسكو التي استقبلت وفداً من جامعة الدول العربية تحذيراً الى النظام والمعارضة من ان الحل العسكري سيكون “مدمراً للطرفين”.

وقال رئيس هيئة الاركان في “الجيش السوري الحر” العميد سليم ادريس ان “حزب الله يرسل مقاتلين للقتال مع نظام بشار الاسد في كل من دمشق وريف دمشق وحمص ولدينا اثباتات على ذلك. لكنه في الاسبوع الحالي والايام الماضية بدأ بنغمة جديدة وهي قصف القرى السورية من الاراضي اللبنانية”. واضاف ان الحزب “يستخدم الاراضي اللبنانية لقصف الاراضي السورية ومواقع الجيش الحر. هذا هو المتغير الجديد في نشاط حزب الله وفي دخوله على ملف الازمة السورية… اذا لم يتوقف قصف الجيش الحر وقصف قرانا من الاراضي اللبنانية، فاننا امام العالم نعلن، وهذا حقنا، حق الدفاع عن النفس، اننا سنرد على مصادر النيران… اي طلقات باتجاه القرى الحدودية السورية من الاراضي اللبنانية سنرد عليها، باذن الله”.

وأضاف ان “الجيش السوري الحر” طلب “من المسؤولين اللبنانيين، من رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ومن رئيس الوزراء (نجيب ميقاتي) ان يتدخلوا لوقف هذا العمل”، مشيراً الى انه لم يسمع اي رد، او رد فعل، وتمنى على المسؤولين اللبنانيين “ان يكونوا على قدر المسؤولية”.

وأوضح ردا على سؤال ان قصف “حزب الله” “يستهدف القرى المحيطة بمدينة القصير” في محافظة حمص، وينطلق من قرية زيتا الواقعة على الحدود اللبنانية – السورية والتي تنقسم بين لبنان وسوريا.

وحدد مهلة للحزب تنتهي اليوم للتوقف عن عمليات القصف، قائلاً: “بعد انتهاء المهلة غدا (اليوم)، اذا استمر القصف، سنكلف المجموعات التي تمتلك الاسلحة البعيدة المدى في المناطق المحيطة بالقصير او خارجها الرد على مصادر النيران”.

ورداً على سؤال لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” نفى المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء ميقاتي ان يكون حصل اي اتصال بين الاخير و”الجيش السوري الحر”.

موسكو

وصرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في موسكو: “لا يمكن أياً من الطرفين (في سوريا) ان يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. انه طريق لا يقود الى اي مكان، بل الى دمار الطرفين… آن الاوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين”.

وقال لافروف الذي سيستقبل الاثنين وزير الخارجية السوري وليد المعلم في

محاولة لايجاد حل للازمة، ان موسكو تحض على الحوار بين الطرفين. وأضاف: “نرى مؤشرات ايجابية وتوجها نحو الحوار من جانب الحكومة والمعارضة”، ويعود الى الطرفين تحديد طبيعة الحوار المحتمل وعلى اي مستوى. مشددا على ضرورة “ألا يفرض (احد) شروطا على الاخر”. واشار الى انه “حتى الآن لا يزال الطرفان يضعان شروطا مسبقة، ولكن وفقا لرؤيتنا المشتركة إن وجود الاستعداد الرئيسي المشترك لبدء حوار يجعل الاتفاق على هذه العملية مجرد عمل ديبلوماسي”. وانتقد مسارعة الجامعة العربية الى عزل سوريا، كما انتقد سحب المراقبين العرب الذين ارسلتهم الجامعة الى سوريا بعد الاشهر الاولى للازمة.

 واوضح ان زيارة رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب لموسكو ستتم على الارجح مطلع اذار، وهدفها “توفير الظروف المواتية لبدء حوار مباشر” بين النظام والمعارضة.

 وصرح العربي بعد المحادثات التي شارك فيها أيضا وزراء خارجية العراق والكويت ولبنان ومصر: “نحن نرحب بالمبادرة التي طرحها … الخطيب الذي عرض الحوار مع الحكومة وانا أعتقد أننا سنتمكن من تحقيق هذا الهدف”. وأضاف: “روسيا تربطها علاقات طيبة مع الحكومة في دمشق ونحن نأمل في أن تستخدم ذلك في اقناعها بأن هذا الصراع لا يمكن حله إلا بطريق سلمي”.

 الى ذلك، أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن الاجتماعات التي يعقدها خلال زيارته الحالية لروسيا تتركز على البحث في سبل إيجاد حلول للأزمة السورية.

   وفي نيويورك، أعلن ديبلوماسيون ان الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي وافق على تمديد مهمته ستة اشهر على الاقل. وتنتهي مهمة الابرهيمي ومدتها ستة اشهر الجمعة. وهو كان عين في هذا المنصب خلفا لكوفي انان.

 وأكد ديبلوماسي في الامم المتحدة طالبا عدم ذكر اسمه ان “الابرهيمي وافق على تمديد مهمته ستة اشهر”. وقال  ديبلوماسي آخر “لديه انطباع ان مهمته لم تنته”.

الوضع الميداني

في غضون ذلك، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 20 شخصا على الاقل قتلوا في غارة جوية على ضاحية حمورية بدمشق. وقال ناشطون ووسائل إعلام حكومية في وقت لاحق أن قذيفة هاون اصابت ملعب تشرين في وسط دمشق، فقتل لاعب من نادي الوثبة لكرة القدم ومقره حمص.

وروى ناشطون ان صاروخا سقط على مركز قيادة “لواء الاسلام” الذي يعتبر من فصائل المعارضة الرئيسية  قرب دمشق،  فأصيب قائده الشيخ زهران علوش. وكان هذا الفصيل قاد هجوماً قبل اسبوع اسفر عن تثبيت المعارضة موطىء قدم في العاصمة بعد التقدم في حي جوبر والطريق الدائري السريع الذي يربط دمشق بمناطق الشمال.

 وفي حلب، تحدث المرصد عن غارات جوية على عدد من احياء المدينة. كما تدور اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط مطاري النيرب وكويرس العسكريين شرق مدينة حلب.

روسيا والعرب: ما هو المخرج السوري؟

رند صباغ

 “الحل العسكري مدمر للطرفين” هذا ما صرح به وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فيما لا تزال بلاده تمد النظام السوري بالأسلحة حتى اللحظة، لافروف يرى “إشاراتٍ إيجابية لبدء حوار بين النظام السوري والمعارضة” بعدما فتحت موسكو ذراعيها لاحتضان الجميع.

وفي سياق نفيه لما أشيع عن لقاءٍ بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس الاتئلاف الوطني السوري معاذ الخطيب، يعتبر وزير الخارجية الروسي ان هذا الاجتماع “ليس هدفاً روسياً في الوقت الراهن، وإنما على السوريين تحقيق هذا الهدف مستقبلاً” رغم تأكيده على أن بلاده “تساعد على توفير الظروف الملائمة للحوار”، حيث سيلتقي قريباً بوفد من الحكومة السورية يرأسه المعلم ويقول: “يجري حالياً الاتفاق على موعد زيارة معاذ الخطيب زعيم الائتلاف السوري المعارض، ويحتمل أن يكون في بداية آذار المقبل”، ليعود منوهاً بأن روسيا ستتحدث “بصورةٍ مكشوفة” مع الطرفين “من أجل خلق ظروف لبداية الحوار المباشر”.

يوجه لافروف حديثه إلى دمشق بحزمٍ: “على دمشق أن تترجم استعدادها للحوار مع المعارضة، ليس فقط بالأقوال، وإنما بالأفعال”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على أن الحل عسكري، إنه طريق لا يقود إلى أي مكان”، معتبراً أن الأوان قد حان “لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين”.

 وأتت تصريحات لافروف خلال كلمته في منتدى التعاون العربي الروسي في موسكو بمشاركة وفد وزاري عربي برئاسة نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وعضوية وزراء خارجية كل من لبنان والكويت والعراق ومصر، حيث تصدر الملف السوري جدول اعمال المنتدى.

وضمن هذا السياق، اتفق الجانبان العربي والروسي على ضرورة العمل المشترك لحل الأزمة السورية، الأمر الذي أشار إليه لافروف مؤكداً “سوف نستخدم كافة إمكانيات الجامعة العربية وروسيا من أجل حصول اتصالات مباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية”، معتبراً أن ما يعيق حصول تطورات من هذه الناحية هوما تضعه الأطراف من  “شروط مسبقة لهذا الحوار”، مشيراً إلى أنه في حال موافقة الطرفين على الحوار “فإن الاتفاق على المؤشرات مسألة تخص الفن الدبلوماسي”، في إصرارٍ منه على ضرورة تحديد موعد ومكان القاء، في الوقت الذي عاد فيه إلى عرض خدمات موسكو في حال “شعر الجانبان بالراحة لبدء الحوار في موسكو فسوف نقدم لهما كافة الإمكانيات المتاحة”.

نبيل العربي كان موقفه أكثر وضوحاً، حيث دعا الأسد الى تسليم صلاحياته لنائبه فاروق الشرع وبدء الحوار مع المعارضة، آملاً في موافقة الحكومة السورية على بدء الحوار،  إلا أن العربي خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع لافروف،أثنى على “الدور الروسي في المسألة السورية” مشيراً إلى أنها “كانت لاعباً أساسياً في اجتماع جنيف” بدعوةٍ منه للاستفادة من علاقتها القوية مع النظام السوري للعمل على إقناعه بالحل السياسي، وواصفاً ما تمر به سوريا أنه قد وصل “إلى مرحلةٍ لا تطاق” مؤكداً على ضرورة “وقف نزيف الدم والتدمير في سوريا”. كما أعرب عن أسفه لانقطاع حلقة الاتصال المباشر بين دمشق والجامعة العربية.

في هذا الوقت، تعقد الهيئة الاستشارية للائتلاف الوطني اجتماعها المغلق في القاهرة لمناقشة الأوضاع السورية، في أنباءٍ عن تناول الاجتماع إمكانية طرح مبادرةٍ جديدة لحل الأزمة في البلاد، ليستمر الاجتماع حتى يوم الجمعة، بالإضافة إلى بحث تشكيل حكومة في المنفى لإدارة الشؤون العامة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة، على أن يتم إقرار رئيس للحكومة في مؤتمر صحافي الجمعة في حال تم الاتفاق بين الأطياف المجتمعة.

استهداف مدينة تشرين الرياضية واستمرار اشتباكات ريف دمشق

لقـاء روسـي ـ عربـي: فرصـة للحـل السـوري

رأت موسكو وجامعة الدول العربية، أمس، بشائر أمل في أن يبدأ طرفا الصراع في سوريا محادثات لإنهاء الأزمة القائمة منذ نحو عامين، فيما حذرت روسيا السلطات السورية والمسلحين من أن استمرار نزاعهما العسكري يعتبر «طريقاً مدمراً للطرفين».

وقال ديبلوماسيون في الأمم المتحدة إن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وافق على تمديد مهمته ستة أشهر على الأقل. وتنتهي مهمة الإبراهيمي الأولى ومدتها ستة أشهر غداً. وقال ديبلوماسي إن «الإبراهيمي وافق على تمديد مهمته ستة أشهر»، فيما أشار آخر إلى أن لدى المبعوث «انطباع أن مهمته لم تنته».

ميدانياً، تتواصل الاشتباكات

الضارية بين القوات السورية والمسلحين في مناطق مختلفة من ريف دمشق، بالإضافة الى حلب، حيث تتركز المعارك حول مطارات حلب الدولي والنيرب وكويرب العسكريين. وقتل لاعب كرة قدم سوري وأصيب عدد آخر في استهداف المسلحين «مدينة تشرين الرياضية» وسط العاصمة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا 107 اشخاص، بينهم 45 مدنياً». (تفاصيل صفحة 10)

وذكرت مواقع انترنت سورية أن «الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار حاولت اختراق الأجواء السورية من الجهة اللبنانية في منطقة دير العشاير قرب الحدود اللبنانية السورية».

لكن مصادر أمنية لبنانية قالت لـ«السفير» إن الانفجار ناتج من إطلاق القوات السورية صاروخ أرض – جو باتجاه طائرة استطلاع إسرائيلية، كانت تحلق في المنطقة، بهدف التصوير وبث المعلومات، وهي من طراز «أم. ك«. ولم تتأكد المصادر ما إذا كانت الطائرة أصيبت بالصاروخ أم لا، إنما لفتت إلى أن الأزيز الذي كان يصدره محرك الطائرة كان ما زال مسموعاً في المنطقة بعد انفجار الصاروخ، كما قبله. ولفتت إلى أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية كثفت من جولاتها في الآونة الأخيرة في أجواء المناطق القريبة من قرى ينطا ودير العشاير، في قضاء راشيا، المتاخمة للحدود اللبنانية السورية، وصولاً إلى تخوم مزرعة دير العشاير، والزبداني، وامتدادات الطريق الدولية المؤدية إلى دمشق عبر نقطة المصنع الحدودية اللبنانية.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي مشترك في ختام «المنتدى الروسي – العربي» في موسكو، إنهما متفائلان لأن الحكومة والمعارضة في سوريا أظهرتا استعدادهما للحوار.

وقال لافروف «كانت هناك دلائل على ميل إيجابي لبدء حوار، وبدأ ممثلون عن كل من الحكومة والمعارضة في التحدث عن ذلك». وأضاف «حتى الآن مازال الطرفان يضعان شروطاً مسبقة، لكن وفقاً لرؤيتنا المشتركة فإن وجود الاستعداد الرئيسي المشترك لبدء حوار يجعل الاتفاق على هذه العملية مجرد عمل ديبلوماسي».

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو الاثنين المقبل. ورجّح لافروف أن يزور رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد معاذ الخطيب موسكو مطلع آذار المقبل، مشيراً إلى أن الهدف منها «توفير الظروف المؤاتية لبدء حوار مباشر» بين النظام والمعارضة.

وقال «من المهم للغاية أن يلقى استعداد قادة المعارضة للحوار تأكيداً من جانب الحكومة على استعدادها كذلك للحوار»، مضيفاً «الآن حان الوقت لأن تؤكد الأفعالُ الأقوالَ». وأعلن انه يعود إلى الطرفين تحديد طبيعة الحوار المحتمل وعلى أي مستوى، مشدداً على ضرورة «ألا يفرض (أحد) شروطاً على الآخر، وإعلان عدم التحادث مع هذا بل ذاك».

وأعلن لافروف أن «روسيا مستعدة لتهيئة أرضية ملائمة للحوار بين المعارضة والحكومة السورية». وقال «إذا شعر الجانبان بالراحة لبدء الحوار في موسكو فسنقدم لهم الإمكانيات المتاحة كافة. نحن لم نضع مثل هذا الهدف (الحوار في موسكو) نصب أعيننا، نحن نسعى من أجل أن يبدأ الحوار ولكن أين وعلى أي مستوى، يجب أن يحدده الجانبان».

وحذر لافروف النظام السوري والمعارضة من أن استمرار النزاع العسكري بينهما يعتبر «طريقاً مدمراً للطرفين»، في وقت تستمر فيه الاشتباكات الضارية بين القوات السورية والمسلحين. وقال «لا يمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. انه طريق لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين»، مضيفاً «آن الأوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين».

وقال العربي، بعد المحادثات التي شارك فيها أيضاً وزراء خارجية لبنان عدنان منصور والعراق هوشيار زيباري والكويت صباح الخالد الحمد الصباح ومصر محمد كامل عمرو، فيما غاب وزيرا خارجية قطر والسعودية، «نحن نرحّب بالمبادرة التي طرحها الخطيب الذي عرض الحوار مع الحكومة، وأنا أعتقد أننا سنتمكن من تحقيق هذا الهدف». وأضاف «روسيا تربطها علاقات طيبة مع الحكومة في دمشق، ونحن نأمل أن تستخدم ذلك في إقناعها بأن هذا الصراع لا يمكن حله إلا بطريق سلمي».

ودعا العربي الرئيس السوري بشار الأسد إلى تسليم صلاحياته لنائبه وبدء الحوار مع المعارضة، معبراً عن أمله في أن توافق الحكومة السورية على بدء الحوار. وقال «يجب وقف نزيف الدم والتدمير في سوريا، لأن الأمور وصلت إلى مرحلة لا تطاق، فضلاً عن المعاناة التي يواجهها النازحون السوريون إلى دول الجوار». وعبر عن أسفه لعدم وجود اتصال مباشر بين الجامعة العربية والسلطات السورية.

وقال منصور، من جهته، إن لبنان يدعم موقف موسكو من الأزمة السورية التي تتفاقم يومياً وتؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا، مشيراً إلى أنه لا بديل للحوار في سوريا.

يُشار إلى أن «المنتدى الروسي – العربي» تأسس في كانون الأول العام 2009 لكن تعذر عليه الانعقاد منذ ذلك الوقت نظراً للتوتر القائم بين موسكو والدول العربية على خلفية «الربيع العربي».

ووقع لافروف والعربي على بيان وخطة العمل المشترك. وقال لافروف «عبرنا في البيان عن إصرارنا على مكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، وكذلك التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلي – العربي على أساس مبادئ القانون الدولي. وأشرنا إلى ضرورة وقف الخطوات المتخذة من جانب واحد، التي تعرقل تنفيذ قرارات هيئة الأمم المتحدة بشأن تسوية النزاع، وأولها النشاط الاستيطاني الذي تستمر به إسرائيل، منتهكة بذلك قرارات المجتمع الدولي. ونحن ندعو إلى تنفيذ القرار المتخذ بشأن خلق مناطق خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط».

وأعلن أن خطة العمل تضمنت «آليات عملنا المشترك في تطوير الحوار السياسي على مستوى الوزراء، والممثلين الخاصين والخبراء والمسؤولين الكبار. حيث تمت الإشارة إلى الإجراءات التي سنتخذها من أجل تعميق وتوسيع التعاون في مجالات الاقتصــــاد والطاقة، ومن ضمـــنها مصادرها الجديدة، والنقل والاتصالات والمياه والزراعة وكذلك في حـــماية البيئة وتوسيع الإمكانيات في مجال السياحة والتعليم».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

عشرات القتلى والجرحى في انفجار قرب مقر حزب البعث بدمشق

دمشق- (ا ف ب): سقط عدد كبير من القتلى والجرحى بين المدنيين، بحسب ما ذكر الاعلام الرسمي السوري في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة قرب مقر حزب البعث في وسط دمشق اليوم الخميس.

وفي وقت لاحق، افاد المرصد السوري عن انفجار “سيارتين مفخختين بالقرب من مراكز امنية في منطقة برزة” في شمال دمشق، من دون أن يحدد حجم الخسائر أو الاضرار.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “التفجير الارهابي (…) ادى الى وقوع عدد كبير من الضحايا والاصابات بين المدنيين واضرار مادية كبيرة في منازل المواطنين المحيطة بمنطقة التفجير”.

وقال التلفزيون السوري ان العملية ناتجة عن “تفجير انتحاري بالسيارة”.

من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته “عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين من سكان المنطقة وركاب السيارات التي كانت تمر في المنطقة”.

واشار إلى “جثث داخل سيارات محترقة”.

واضاف ان بين القتلى والجرحى “عناصر من القوات النظامية”.

وكان المرصد ذكر ان الانفجار وقع امام حاجز للقوات النظامية بالقرب من فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في حي المزرعة في وسط العاصمة.

وقال التلفزيون السوري الرسمي ان “التفجير الارهابي استهدف منطقة مكتظة بالسكان وكراج الانطلاق ومدرسة، ما ادى الى وقوع اصابات في صفوف المدنيين بينهم اطفال المدرسة”.

وبثت قناة (الاخبارية السورية) صورا لمكان الانفجار ظهرت فيها سيارة محترقة بالكامل وسيارات اخرى متضررة جراء الانفجار.

كما اظهرت الصور اشلاء بشرية ومصابين ممددين على العشب تجرى لهم الاسعافات الاولية.

وشوهد في الصور عدد من رجال الاطفاء وهم يقومون باطفاء الحريق في عدد من السيارات المشتعلة، بالاضافة الى اعمدة من الدخان الكثيف.

وذكرت صحافية في وكالة فرانس برس ان القوى الامنية اقفلت كل الطرق المؤدية الى مكان الانفجار.

وكان في الامكان سماع اصوات صفارات سيارات الاسعاف. كما سمعت رشقات من اسلحة رشاشة.

استنفار عناصر حزب الله قرب الحدود السورية

القاهرة- (د ب أ): قالت الهيئة العام للثورة السورية المعارضة إن حزب الله اللبناني، وهو حليف رئيسي للنظام السوري، يرسل تعزيزات إلى مناطق في لبنان قرب الحدود السورية.

كما أكد مصدر أمني لبناني أن حزب الله وضع عناصره في حالة استنفار بثماني بلدات لبنانية مجاورة لسورية.

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن وابلا من نيران الأسلحة الآلية وقذائف الآر بي جي أطلق من سورية وسقط داخل منطقة وادي خالد شمال لبنان ليل الأربعاء/الخميس.

وتصادف القصف مع تقارير إعلامية تفيد بأن ثلاثة من أعضاء حزب الله قتلوا أمس الأربعاء في هجوم لجبهة النصرة الإسلامية المعارضة في بلدة حدودية بين لبنان وسورية.

المعارضة السورية: الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من أي اتفاق

القاهرة- (رويترز) – أظهرت مسودة بيان يصدر عن اجتماع رئيسي للمعارضة أن الائتلاف الوطني السوري المعارض مستعد للتفاوض من أجل التوصل الى اتفاق سلام ينهي الصراع الدائر في سوريا على ألا يكون الرئيس بشار الأسد طرفا في أي تسوية.

وحذفت المسودة التي اطلعت رويترز على نسخة منها المطالبة المباشرة بعزل الأسد فيما يمثل تخفيفا لحدة مواقف سابقة أصرت على أنه يجب ان يرحل الرئيس قبل إجراء أي محادثات.

وقالت الوثيقة التي تناقش خلال اجتماع لقيادة الائتلاف المعارض يبدأ الخميس إنه يجب محاسبة الأسد والنخبة الحاكمة على إراقة الدماء وإن اي اتفاق للسلام ينبغي أن يكون تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا.

تعبئة عامة ونصب مدافع وصواريخ على الحدود.. ورئيس هيئة الاركان في ‘الحر’ يهدد بقصف مواقع للحزب في لبنان

سورية: انباء عن احتدام المعارك بين الجيش الحر وحزب الله

موسكو تحذر النظام والمعارضة من ‘طريق مدمر’ للحل العسكري

لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ عواصم ـ وكالات: اعلن ‘حزب الله’ التعبئة بين صفوف عناصره في ثماني قرى حدودية متداخلة بين لبنان وسورية، إثر هجوم شنته ‘جبهة النصرة’ على دورية للحزب، حسبما كشفت مصادر لبنانية مطلعة لمراسل وكالة ‘الأناضول’ للأنباء امس الاربعاء.

واضافت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، أن ‘حزب الله’ كان قد اتفق مع الجيش السوري الحر عبر اتصالات مباشرة، على تحييد هذه المناطق والقرى المتداخلة عن القتال الدائر في سورية’ بين القوات النظامية والمعارضة، غير أن 13 عنصراً من ‘جبهة النصرة’ الإسلامية شنوا هجوماً على دورية لحزب الله في قرية ‘زيتا’ (جنوب لبنان)؛ ما أودى بحياة ثلاثة عناصر من الحزب، وفقاً للمصادر.

وتتهم الولايات المتحدة هذه الجبهة بـ’التشدد’، ووضعتها على قائمتها لما تعتبرها ‘منظمات إرهابية’.

كما ينصب حزب الله، بحسب المصادر، ‘عدداً من المدافع والصواريخ في هذه القرى، وهي صواريخ كانت موجودة في هذه القرى قبل اندلاع الثورة في سورية’ في آذار 2011؛ للمطالبة بإنهاء 42 عاماً من حكم عائلة الأسد.

ومؤخراً، اشتعلت مناطق وقرى حدودية متداخلة بين لبنان وسورية، مع إعلان ‘الجيش الحر’ مقتل عدد من عناصر ‘حزب الله’ في اشتباكات بريف منطقة القصير السورية الأحد الماضي.

ورداً على اتهامات بوجود مقاتلين له في المناطق السورية الحدودية مع لبنان، يردد ‘حزب الله’ أن ‘أهالي هذه المناطق الشيعية يدافعون عن أنفسهم جراء مهاجمة مقاتلي المعارضة السورية لقراهم’.

إلا أن المنسق السياسي والإعلامي لـ’الجيش الحر’، لؤي المقداد، شكك في رواية حزب الله، مستنكراً، وتساءل في اتصال سابق مع وكالة ‘الأناضول’، ‘هل أبناء هذه المناطق منظمون عسكرياً لدرجة تنسيق عمليات القصف المدفعي براجمات الصواريخ ليسبق اجتياحاً برياً لقرى سورية؟ وكيف إذن ينسق هؤلاء الأهالي مع جيش النظام السوري الذي يعلم تماماً كيف يقصف القرى التي فيها جيش حر ومدنيون، ويستثني هؤلاء؟’

جاء ذلك فيما هدد رئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر سليم ادريس امس الاربعاء بقصف مواقع لحزب الله داخل الاراضي اللبنانية متهما الحزب بقصف مواقع للمقاتلين المعارضين في سورية.

وحدد رئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر مهلة للحزب تنتهي اليوم الخميس للتوقف عن عمليات القصف.

وقال ادريس في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان ‘حزب الله يرسل مقاتلين للقتال مع نظام بشار الاسد في كل من دمشق وريف دمشق وحمص ولدينا اثباتات على ذلك. لكنه في الاسبوع الحالي والايام الماضية بدأ بنغمة جديدة وهي قصف القرى السورية من الاراضي اللبنانية’.

واضاف ان الحزب الشيعي ‘يستخدم الاراضي اللبنانية لقصف الاراضي السورية ومواقع الجيش الحر. هذا هو المتغير الجديد في نشاط حزب الله وفي دخوله على ملف الازمة السورية’.

وتابع ‘اذا لم يتوقف قصف الجيش الحر وقصف قرانا من الاراضي اللبنانية، فإننا امام العالم، نعلن، وهذا حقنا، حق الدفاع عن النفس، اننا سنرد على مصادر النيران… اي طلقات باتجاه القرى الحدودية السورية من الاراضي اللبنانية سنرد عليها، بإذن الله’.

وقال ادريس ان الجيش الحر طلب ‘من المسؤولين اللبنانيين، من رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ومن رئيس الوزراء (نجيب ميقاتي) ان يتدخلوا لوقف هذا العمل’، مشيرا الى انه لم يسمع اي رد، او رد فعل، ومتمنيا على المسؤولين اللبنانيين ‘ان يكونوا على قدر المسؤولية’.

واضاف ان ‘حزب الله ينتهك سيادة لبنان عندما يقصف القرى السورية من الاراضي اللبنانية وينتهك سيادة الاراضي السورية… هذا العمل غير مبرر قانونيا ومرفوض في الشرائع الدولية والقانون الدولي وحسن الجوار’.

واوضح ادريس ردا على سؤال ان قصف حزب الله ‘يستهدف القرى المحيطة بمدينة القصير’ في محافظة حمص، وينطلق من قرية زيتا الواقعة على الحدود اللبنانية السورية والتي تنقسم بين لبنان وسورية.

وقال ‘بعد انتهاء المهلة غدا، اذا استمر القصف، سنكلف المجموعات التي تمتلك الاسلحة البعيدة المدى في المناطق المحيطة بالقصير او خارجها بالرد على مصادر النيران’.

ورأى ادريس ان القصف الذي يقوم به حزب الله هو ‘ترجمة لتهديدات’ كانت صدرت عن الرئيس السوري وعن مسؤولين ايرانيين.

وقال ‘حربنا مع المجرم الطاغية وعصاباته ولا نريد بأي شكل من الاشكال ان ينتقل القتال والعمليات القتالية الى مناطق اخرى’.

الا انه ذكر بان الاسد ‘ذكر في بدايات الثورة انه سيشعل المنطقة، وان الايرانيين يقولون ان اسقاط هذا النظام سيشعل المنطقة. ما نراه اليوم تنفيذ لهذه التهديدات’، سائلا حزب الله ان كانت معركته انتقلت من مواجهة اسرائيل الى داخل الاراضي السورية.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، نفى المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي ان يكون حصل اي اتصال بين رئيس الحكومة والجيش الحر، من دون اي تعليق اضافي.

الى ذلك تشهد روسيا، هذه الفترة حركة دبلوماسية نشطة تتناول الازمة السورية. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالقول ‘لا يمكن لاي من الطرفين (في سورية) ان يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. انه طريق لا يقود الى اي مكان، بل الى دمار الطرفين’.

واضاف ‘آن الاوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين’.

واكد لافروف الذي يستقبل الاثنين وزير الخارجية السوري وليد المعلم في محاولة لايجاد حل للأزمة ان موسكو تحث على الحوار بين الطرفين.

وقال ‘نرى مؤشرات ايجابية، وتوجها نحو الحوار من جانب الحكومة والمعارضة’، مضيفا انه يعود الى الطرفين تحديد طبيعة الحوار المحتمل وعلى اي مستوى، مشددا على ضرورة ‘الا يفرض (احد) شروطا على الاخر’.

واشار لافروف الى ان زيارة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب الى موسكو ستتم على الارجح في مطلع اذار (مارس)، مشيرا الى ان الهدف منها ‘توفير الظروف المؤاتية لبدء حوار مباشر’ بين النظام والمعارضة.

ترافق مع تزويد دمشق بالديزل وطعام لجنود الأسد وتجاهل حجاب

لقاء بوتين وعبد الله الثاني يمهد للتحول بموقف الاردن

عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين: تتوج الزيارة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ليوم واحد لموسكو الثلاثاء وقد يعقبها توقف ليوم عمل آخر في تركيا تحولا دراماتيكيا قد يصل لمستوى الانقلاب في الموقف السياسي الأردني من الملف السوري.

وهو تحول برأي نخبة من خبراء مؤسسة القرار الأردنية سبقته العديد من المقدمات وقد يقود إلى (منتج جديد) تماما في التجارة البينية السياسية التي تنشط في كواليس العلاقة الأردنية السورية وخلف الأسوار وستائر الحدث.

بوضوح شديد تحدث الخبر الرسمي الذي بثته وكالة أنباء موسكو عن بحث الزعيم الروسي بوتين مع ملك الأردن عدة ملفات كان بينها التعاون في مجال الدفاع وصناعة الأسلحة.

نظرا إلى سجل عمان المعروف في التعاون إستراتيجيا وعسكريا مع الولايات المتحدة يمكن اعتبار عبارة (التعاون العسكري) التي أشارت لها بالتوازي وكالة الأنباء الرسمية الأردنية بترا نقطة الارتكاز في تفويض أمريكي ضمني سمح للحكومة الأردنية بإطلالة محسوبة بدقة على التصور الروسي لسيناريو المشهد السوري.

ونقطة ارتكاز بهذه الإثارة تطلبت فيما يبدو حسب الوكالة الروسية عقد اجتماع مغلق (رأس برأس) وبدون مترجم بين عبدالله الثاني والرئيس بوتين، كما أشارت وكالة عمون المحلية في عمان تم تنظيمه بعدما طلب من المرافقين المغادرة وكذلك الإعلام.

طبعا لا أحد يمكنه التوثق من طبيعة الملفات التي بحثها الزعيمان سرا.

لكن نتائج ما طرح في هذا اللقاء (الهام جدا) كما وصفتها مصادر ‘القدس العربي’ بالنسبة للموضوع السوري ستظهر سريعا في العاصمة عمان وتنعكس اثارها على الحدود الأردنية السورية ،وكذلك على الوضع الاستثماري والاقتصادي الأردني حيث بحث الزعيمان أيضا ملف التعاون الاستثماري، وهي صيغة تعني بأن بوتين يظهر استعدادا (لمداخلة روسية مالية إستثمارية) قد تساعد عمان عشية صيفها المالي اللاهب.

السفير البريطاني في عمان بيتر ميلييت أكثر من مداخلاته القلقة حول مستقبل الوضع السياسي والاقتصادي في المنطقة والأردن تحديدا مؤخرا لكن في غرف مغلقة أبلغ السفير ميلييت نشطاء مدنيين بأن الأردن حصل على ما وصفها (بفرصة جيدة) مؤخرا لتسويق خياراته الإصلاحية البطيئة جدا بسبب)دور ما) تطلبته الإستراتيجية الجديدة تجاه الموضوع السوري.

الانطباع الذي أنتجه السفير ميلييت الخبير في شؤون المنطقة أشار مبكرا الى ان القمة الروسية- الأردنية السريعة والخاطفة قد تمهد لأرضية الدور المحتمل للأردن في (سورية الجديدة) التي يشرف الروس الان على صياغة تسويتها السياسية بروح مرنة وصبورة حسب المحلل الإستراتيجي المتخصص بالشؤون السورية عامر سبايلة.

وفقا لشروحات دبلوماسيين غربيين في العاصمة عمان سورية المتوقعة باختصار هي حصريا الخالية من جبهة النصرة الجهادية وتنظيم القاعدة والمتأهبة لتسوية ملف اللاجئين خصوصا في ثلاثة بلدان هي تركيا ولبنان والأردن والتي تغيب فيها عن الافاق المحتملة عبارة (إسقاط أو تقويض) نظام الرئيس بشار الأسد.

هذه العناوين الثلاثة الأساسية لمستجدات الملف السوري دفعت عمان للهرولة باتجاه طاولة مفاوضات التسوية الروسية، فالأردن طرف أساسي في ملف اللاجئين وهو المؤهل أمنيا بالمنطقة أكثر من غيره للاشتباك مع جبهة النصرة والسلفيين، وموقفه السياسي من الأزمة كان من حيث المبدأ العمل على انتقال سلمي للسلطة في دمشق.

قبل أسابيع قليلة أبلغ مسؤول أردني رفيع المستوى ‘القدس العربي’ مباشرة بأن نظام بشار لن يسقط قريبا كما يتوقع كثيرون وتحديدا في النادي الخليجي.

ونافذة بوتين الذي منحته عمان قبل فترة وجيزة الحق في دعم وإسناد مشروع إقامة كنيسة روسية بالقرب من منطقة المغطس فتحت مباشرة بعد عبارات المجاملة التي أطلقها الرئيس بشار الأسد باتجاه عمان ممتدحا أمام وفد أردني ألبسه عباءة بدوية باسم الشعب موقف الأردن المتوازن قياسا بحجم الضغط الخليجي.

لذلك يبدو لقاء (الرأسين) بين العاهل الأردني والرئيس بوتين مقدمة مهمة تتوج حالة (التحول) أو الإنقلاب في الموقف الأردني من معطيات الملف السوري، الأمر الذي يثير ضمنيا حفيظة دولة قطر ولا يجد معارضة من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي (تواصل عدة مرات) خلف الكواليس مع الأردنيين قبل إطلالتهم من نافذة بوتين.

قبل هذا الانقلاب برزت مقدمات لا يمكن إسقاطها من حساب السياسة إقليميا فقد سجل نشطاء مدنيون بكاميرا الفيديو شاحنات أردنية تنقل حمولتها من مادة الديزل وتفرغها في مخازن تابعة لقوات الجيش النظامي السوري، فيما تفيد المصادر بأن جهات أردنية زودت جنودا سوريين في أكثر من موقع على الحدود تقطعت بهم السبل بكميات من الطعام والمياه والديزل.

هذه بطبيعة الحال (لفتة إنسانية) تتساوى مع تعاون الأردن بمسألة اللاجئين الذين لا يطالب بشار الأسد بإعادتهم لبلادهم قسرا بل يوعز لحكومته بالاتصال بالأردنيين لتشكيل لجنة تضمن عودة كل مواطن سوري إلى أرضه بأمان وباتفاق مع (الأشقاء الأردنيين).

اللافت في السياق مقدمات أكثر تأثيرا فالمنشق السوري الأكبر حجما رياض حجاب إشتكى مؤخرا لشخصيات مساندة للمعارضة من توقف هاتف وزير الخارجية الأردنية ناصر جودة عن الاستجابة لاتصالاته.

وجهات أردنية ناشطة جدا في درعا تحاول التواصل مع بعض (معارضي الداخل) وتعرض استضافتهم في حوارات عمانية تضمن موقعا للأردن في سياق حوارات (التسوية السياسية).

حجاب الذي ألمح للتطنيش لم يقف عند هذا الحد بل نقلت عنه مصادر إعلامية مؤخرا القول بأن الأشقاء العرب (خذلوا) الشعب السوري في الوقت الذي تخشى فيه خلايا إسناد جبهة النصرة من السلفيين الأردنيين من أجندة أمنية أردنية توحي مؤشرات بأنها تخطط للإنقلاب على التيار السلفي وعلى الجهاد في سورية.

هذه الأجندة قفزت إلى سطح الأحداث مع تنامي التسريبات حول تعاون (إستخباري) بين عمان ودمشق منذ شهرين أسس لكل ما يجري حاليا.

بالتوازي يتعرض حلفاء الثورة السورية في الشارع الأردني وعلى رأسهم الاخوان المسلمون لضربات متلاحقة ويخف الإيقاع المناصر للثورة السورية في الشارع الأردني ويحرص السفير السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان على البقاء لأطول فترة ممكنة في حفل السفارة الإيرانية في عمان.

الأجواء في المستوى الأردني ملبدة بغيوم التحول في الموقف من زاوية متحالفة مع تكتيكات إسقاط نظام بشار العام الماضي بإسناد سعودي وقطري إلى زاوية حريصة جدا على التواصل مع بشار ومجالسة حليفه الأهم وهو الدب الروسي بل دعم تسوية تقترحها موسكو في وقت استرخاء السعودية وابتعادها عن التشنج قليلا وانحسار موجة العداء القطرية.

لذلك يمكن للقاء الرأسين عبدالله الثاني وبوتين في موسكو خلف الأضواء أن ينتهي بعد مناقشة التعاون الاستثماري والدفاعي بخارطة طريق مستجدة تحدد أدوار لاعبين أساسيين ستبقى عمان منهم عندما يتعلق الأمر دوما بالجار السوري.

لحظتها سيتكرس الانقلاب في الموقف الأردني علنا وقد يشاهد الأردنيون مجددا الرئيس بوتين او غيره وهم يمارسون الاسترخاء على شواطىء البحر الميت قبل الاغتسال بموقع مغطس السيد المسيح وري الشجيرات بجانب الكنيسة الروسية العملاقة في المكان.

كيف إستقبل بشار الأسد ضيوفه الأردنيين؟.. تفتيش واحد وبدون خلويات أو بروتوكول والإستقبال في قصر صغير

عمان ـ ‘القدس العربي’: خلافا للمعتاد في قصور الحكام العرب إلتقى أعضاء الوفد الأردني الذي زار دمشق مؤخرا بالرئيس بشار الأسد بصورة مباشرة وبدون حلقات وسيطة أو حتى بدون إنتظار أو جلوس في أي صالة إستقبال قبل إطلالة الرجل الأول في النظام السوري.

أعضاء الوفد الأردني وبينهم رئيس الوفد سميح خريس فوجئوا ببرنامج بروتوكولي في غاية البساطة قبيل التحضير للقاء الذي إستمر ساعتين مع الرئيس بشار وأثارعاصفة من الجدل والإعتراض في عمان.

وفقا لروايات قدمها المحامي خريس لنشطاء نقابيين تم الدخول إلى قاعة الإستقبال الرئيسية في المكان المخصص للقاء مع بشار بدون تعقيدات بروتوكولية وبدون وسطاء وبدون لقاءات تحضيرية تسبق بالعادة لقاءات الزعماء مع مساعدين لهم أو مستشارين.

بالنسبة للنشطاء المؤيدين لبشار الأسد تم إعتبار الإجراءات البسيطة التي رافقت رحلة الوفد من عمان إلى دمشق مؤشر على الثقة الكبيرة والأمن الذي يعيشه الرئيس بشار والحلقة القريبة.

لكن إستنادا إلى خبراء أكثر دقة وإطلاعا من الضباط السوريين الفارين من الخدمة أو منشقين إقتصار هذه الإجراءات على الحد الأدنى يؤشر على غياب الثقة ومشاعر القلق عند حلقات الرئاسة السورية المحاصرة عمليا حيث تقلص منسوب الثقة بالعاملين مع أطقم رئيس الجمهورية وإقتصر الأمر على المرافقين العسكريين وليس الأمنيين.

أعضاء الوفد الأردني الذين شاركوا في زيارة الوفد الشهيرة وتسليم بشار عباءة بدوية بإسم الشعب الأردني قدموا على هامش لقاءات إعلامية وإجتماعية رواية موحدة تقريبا عن الظروف اللوجستية للقاء مع بشار.

طبعا بدأت الرحلة بإستقبال في صالة الشرف الملحقة بمركز الحدود من الجانب السوري مع وسائل نقل حديثة الطراز ثم الإستقرار في الفندق.

قبل بدء موعد المقابلة بدون إعلام مسبق نودي أعضاء الوفد من قبل العاملين في فندق فخم وسط العاصمة دمشق متميز بحراسة مشددة.

على بوابة الحافلة التي أقلت الوفد وضع جهاز إلكتروني للتفتيش شكل عمليا نقطة التفتيش الأساسية والوحيدة كما طلب من أعضاء الوفد تسليم الهواتف الخلوية لأحد المرافقين.

تحركت الحافلة لمكان مغلق لا يعرفه النشطاء بالعادة في إحدى ضواحي دمشق حيث خلافا لتوقعات الوفد الأردني لم يجري اللقاء في قصر تشرين الجمهوري بل في قصر (صغير) على طريق محروسة جانبية.

خلافا للتوقعات فوجيء الوفد الأردني بأن باب القاعة الرئيسية في المكان فتح فورا بمجرد نزولهم من وسيلة النقل فيما كان الرئيس بشار مباشرة يتواجد في القاعة ويصافح الضيوف حيث لم يوجد إنتظار ولا وسطاء ولا ترحيبات من رجال بروتوكول وإقتصر التواجد على أشخاص بدا واضحا أنهم يشكلون حلقات الحراسة الأمنية والعسكرية فقط.

بدا واضحا الإسترخاء على الرئيس بشار حتى أن عضو الوفد الدكتورة راوية البورنو وصفته بانه (متصالح مع ذاته ومتصل بالواقع).

وبدا واضحا أن الإجراءات الأمنية بدت (غير ملموسة) ولا تنطوي على تعقيد أو تحصينات لكن مع الكثير من التضليل الأمني المقصود حتى ان بعض أعضاء الوفد من الذين تلقوا دراستهم الجامعية في دمشق لم يستطيعوا التعرف على القصر الصغير المجهول الذي إستقبل فيه بشار الأسد ضيوفه.

اصوات الحرب شوشت الحياة اليومية في سورية.. يسمع الناس اصوات الرصاص ولا يرون الهدف

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: من الغرابة بمكان، ولم يعد هناك غرابة في المشهد السوري ان تكون ‘سامع – عيان’ بدلا من ‘شاهد عيان’ على القتال الدائر منذ عامين وحصد حتى الآن اكثر من 70 الف روح. في وسط العاصمة السورية دمشق، يسمع السكان اصوات الانفجارات والطائرات التي تحوم فوقهم، ولا يعرفون الاهداف التي تضربها ومن قتل او جرح او شرد جراءها.

هذا الوضع اصبح عاديا عند الدمشقيين اي ان ‘تسمع ولا ترى’ مع ان الكثيرين من اهالي العاصمة ليسوا منفصلين عما يحدث في الضواحي فمن ليس له قريب في هذه المناطق التي تقصف لديه صديق او معرفة.

هذا ما يقوله جوناثان ستيل مراسل صحيفة ‘الغارديان’ في تقرير مطول له من العاصمة السورية، حيث رصد فيه الوضع المتغير بشكل دائم، ففي زيارته التي قام بها في شهر آب (اغسطس) العام الماضي لم تكن المدافع فوق جبل قاسيون تعمل بقوة عملها اليوم، ففي العشرة ايام التي قضاها في دمشق هذا الشهر كانت المدافع تطلق اعيرتها عدة مرات في الساعة، وفي اثناء الليل ظل ازيزها يتردد بقوة. ويضيف ان الاصوات قد تصدر من المدافع الرشاشة او البنادق. وصوتها يثير الرعب حيث يتردد صوتها في المناطق المأهولة بشكل لا يعرف ان كانت تطلق من على بعد امتار او اميال، وقد استمع لاصوات المعارك اثناء زيارة له لصديق في الحي المسيحي (القصاع) الذي لا يبعد كثيرا عن منطقة جوبر، وعرف بعد ذلك ان سبب الصوت كانت معركة بين القوات الحكومية والمقاتلين الذين كانوا يحاولون السيطرة على ساحة العباسيين التي نصب فيها الجيش المدافع والرشاشات ويحاول جاهدا ان لا تقع في يد المعارضة.

تشوشت الحياة

وفي هذه الاجواء فقد دمرت الحرب الحياة اليومية لاهالي دمشق خاصة في وسطها الذين لا تزال المعارك بعيدة عنهم ولا يزالون في مأمن منها. في المركز مظاهر حرب تثير الخوف، وتتمثل بنقاط التفتيش الدائمة والمتنقلة التي يقيمها الجيش بدون انذار لفحص الهويات، فيما اغلقت كل الشوارع التي تقود الى المباني الحكومي مما يؤدي الى اختناقات مرورية دائمة وتعرقل الحركة اليومية. ويضاف الى هذه الهموم الكفاح اليومي لتأمين الخبز والطعام، فسبب تراجع انتاج القمح الى 40 بالمئة، فهناك نقص حاد في الطحين، مما يعني طوابير طويلة امام المخابز، وهناك ايضا طوابير السيارات امام محطات الوقود حيث ينتظر السائقون ما بين 3- 4 ساعات الا في حالة دفعوا ثمنا مضاعفا لصفيحة السولار.

كما اغلقت شركة ‘بوتان’ للغاز لعدم وجود الديزل. وفي هذه الاجواء الحانقة لم تتوقف عمليات الاعتقال والتحقيق. ونقل عن صديق له قوله عن رجل لا علاقة له بالسياسة ومع ذلك اعتقل منذ شهرين لان واحدا من اصدقائه الكثر على فيسبوك وضع صورة دبابة سورية على موقعه. ويحاول والده معرفة مكان اعتقاله حيث يطارد ما بين مراكز الشرطة والمخابرات.

وينقل الكاتب صورة عن الوضع الهزلي في دمشق والمدى الذي ذهب فيه الجنود للبحث عن مبررات وذرائع للتحقيق، فقد نقل عن صديق له قوله انه كان يقود سيارته مع ابنه عندما اوقف عند نقطة تفتيش حيث نظر الجندي من الشباك وسأل الابن ان كان والده يملك بندقية مثل بندقيته اي الجندي. وعندما ضحك الاب على ما اعتقد انه ‘مزاح’ صرخ الجندي به طالبا منه السكوت وطلب الجواب من الابن. ينشغل الجنود بهذه الاسئلة في الوقت الذي انتشرت فيه عصابات الاجرام وزادت معدلات الاختطاف وانهار الامان الاجتماعي.

الفقراء للمخيمات والاغنياء لبيروت

في الوقت الذي هرب فيه ابناء القرى المحافظة والتي بدأت فيها الانتفاضة ضد الاسد هربوا الى المخيمات في الاردن وتركيا، تقضي الطبقة العلمانية من دمشق وقتها في لبنان، حيث يدير بعض من نظم التظاهرات مواقع على الانترنت اما الاخرون فيعيشون في الظل على امل ان يتغير الوضع. ويتساءل عدد ممن قابلهم ستيل عن السبب الذي دفعهم للخروج الى لبنان، وقال متظاهر سابق ان خروج المتظاهرين من ذوي التوجه العلماني امر سيىء لان من بقي في العاصمة هم من اصحاب النظرة الضيقة. ولاحظ رجل اعمال بنوع السخرية ان حزب البعث كان في بداية ظهوره يحمل رؤية اشتراكية اجتماعية تحمي الطبقات المعدمة، والساخر في الامر، ان الحزب نفسه او نظامه يقصف الفقراء والفلاحين ويهجرهم من بيوتهم اما الاغنياء والرأسماليون فيعيشون بأمن في العاصمة.

يهرب الديمقراطيون

من بين عدد من الاشخاص الذين التقاهم لم يجد الرسام يوسف عبدلكي حرجا من ان يذكر الكاتب اسمه الحقيقي، حيث عاد الرسام لسورية عام 2008 بعد حياة في المنفى، ورسم صورة عبر فيها عن حزنه من فراغ سورية من دعاة الديمقراطيين، لان خروجهم يترك البلاد للنظام والسلفيين، مشيرا ان هناك مخاطرة في البقاء هنا ولكن الذهاب لبيروت يعرض سورية للخطر. ويضيف ستيل ان اي حديث يقطعه دائما صوت القصف والتفجيرات والبؤس الذي تسببه في محاولة النظام الحفاظ على ‘دمشق المدينة’ المنطقة التي تقع داخل الطريق الدائري وفيها يعيش داعمو النظام ومؤسسات الدولة. اما خارج دمشق، ففي الشرق، سيطر المقاتلون على منطقة البساتين التي توسع فيها البناء العشوائي في العقود الماضية، والى الجنوب فالمقاتلون سيطروا على داريا ويقاتلون في مخيم اليرموك.

انواع العقاب الجماعي

وينقل التقرير عن مسؤول حكومي سابق سأل الجيش عن سبب قصفه هذه المناطق، فكان الجواب انه من اجل تعزيز معنويات الجنود وحمايتهم من الدخول راجلين الى هذه المناطق، وعندما تساءل المسؤول الذي شغل منصبا بارزا سابقا ‘اليس هذا عقابا جماعيا’ لم يردوا عليه. ولكن العقاب الذي يتلقاه السكان من الجيش على نوعين، خفيف وشديد، فالخفيف وصفه له احد سكان حي القدسية في شمال ـ غرب العاصمة، والذي شهد مظاهرات ضد الاسد في بداية الانتفاضة. ووصف ساكن الحي ما حدث في آب ( اغسطس) العام الماضي عندما قام الجيش بالقصف في الساعة الخامسة صباحا، حيث تساقطت القنابل والقذائف من حي العرين العلوي، وبعد ساعة وصل الجنود والشبيحة وانذروا السكان ان معهم ساعة واحدة للمغادرة ومن يبقى في الحي سيقتل حيث هرب الناس على الاقدام او في السيارات. وبحسب نجل الرجل الذي بقي عند عائلة درزية فقد استباح الجنود والشبيحة الحي مدة لثلاثة ايام، حيث كسروا الابواب والمحلات وسرقوا اجهزة التلفاز والادوات الالكترونية، وقاموا بحرث البنايات واعدموا عددا من الاشخاص. بعد النهب والسرقة عاد اهالي الحي او معظمهم ليبنوا حياتهم من جديد لكن الرسالة كانت واضحة، ان من يريد التظاهر عليه التوقف ومن يدخل مقاتلا الى بيته فسيعاقب، وهو نفس الدرس الذي تعلمه اهالي حي الميدان والمزة القديمة حيث الح السكان على المقاتلين فيما بعد ان يبتعدوا عن احيائهم كي يجنبوها الدمار الشامل.

عقاب مناطق المقاتلين

في الضواحي، واحياء من مثل جوبر وداريا وحرستا والقابون ودوما فالسكان هنا لا خيار لديهم حيث يتواجد المقاتلون ولهذا ترد الحكومة عليهم بوابل من القذائف التي يسمع صداها في كل وسط دمشق. ويعلق ستيل ان الاستراتيجية وان كانت عقابا جماعيا الا انها محاولة لمنع السكان من العودة للاحياء تحت حماية المقاتلين بشكل تجعلهم قادرين على الاعلان عنها كمناطق محررة.

ويشير التقرير الى ان اخر حي يتعرض لهذا النوع من العقاب الجماعي المنطقة الصناعية عدرا ‘ شمال ـ شرق دمشق، وهي غابة من المساكن الغير مكتملة والبنايات الضخمة وقد هرب اليها اكثر من 100 الف ممن شردتهم الحرب لكن الحرب لاحقتهم مرة اخرى. فلان القرية الاصلية والتي يعيش فيها 20 الفا، تقع عند قاعدة جوية، بدأ المقاتلون باستهدافها وبدأت الحكومة بقصف المكان. مما اضطر اكثر من الفي عائلة على الهروب الى المنطقة الصناعية هذه حيث ساعد عاملون في الهلال الاحمر السوري المشردين على السكن في مدارس هناك ويخشون من تعرضهم للقصف مع ان غالبيتهم من النساء والاطفال.

من سينتصر؟

ويتساءل ستيل في نهاية تقريره عن نتيجة المعركة، فعلى الرغم من الانجازات التي حققها المقاتلون في شمال شرق البلاد الا ان الحكومة تسيطر على المدن الاستراتيجية المهمة مثل حمص ودمشق التي لم يتقدم فيها المقاتلون خلال الستة الاشهر الماضية، ويقول ان الاعلام الاجنبي ومواقع الانترنت تخلق صورة كاذبة عندما يقولون ان ‘الحرب تصل الى وسط دمشق’ وان ‘المقاتلين يقتربون من العاصمة’ وهي تعبيرات تخلق حسا من ان النظام على حافة الانهيار، وحتى لو سقطت حلب فلن يكون هذا ضربة قوية للنظام. ويشير التقرير انه على الرغم من الانشقاقات الكثيرة التي حصلت في داخل الجيش ومن الرتب الدنيا وقلة من اصحاب الرتب العالية الا ان الجيش لم يتعرض لضربة معنوية كبيرة، فنسبة 60 بالمئة من جنوده هم من العلويين الموالين للنظام. ويضيف ان الصحافيين الاجانب لا يسمح لهم بالتعرف على وضع الجيش او مرافقته ولكن صحافيين لبنانيين رافقوا الجيش في قواعده او عملياته قالوا ان ولاء الجنود صلب للنظام. ومع ان الكثير من الجنود قتلوا الا ان هذا زاد من عزيمة رفاقهم على الثأر لهم ممن تصفهم الدولة بالجهاديين.

ولا تزال الحكومة تدفع رواتب الجنود وكذا الموظفين والاساتذة والاطباء حيث تصلهم رواتبهم دون تأخر، كما توفر الحكومة السكر والارز باسعار مدعومة.

لا نستطيع انهاء الحرب

ويبدو خيار المفاوضات واقعيا في ظل نقص السلاح الذي يقول المقاتلون انهم لا يستطيعون بدونه انهاء الحرب. ويقول القادة الذين توقعوا تدفقا للسلاح من الخارج ونصرا قريبا على النظام ان ما يملكونه من السلاح لا يكفي الا لحرب استنزاف طويلة الامد، كل هذا على الرغم من الانجازات التي حققوها ونقاط التفتيش والقواعد العسكرية الصغيرة التي سيطروا عليها. ونقل عن نبيل امير، المتحدث باسم المجلس العسكري لدمشق قوله انه لا توجد نهاية عملية وسريعة للازمة. ويلقي القادة في المعارضة اللوم في بطء تدفق الاسلحة على امريكا التي يقولون انها تمارس ضغوطا على دول الخليج كي تخفف من دعمها للمقاتلين. وتقول صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ ان المقاتلين في المعارضة المنقسمة اعتقدوا ان وعود التسليح جاءت لتشجيعهم على الاتحاد، حيث اجتمعوا بدعم قطري وسعودي في كانون الاول (ديسمبر) من كل انحاء سوري واعلنوا عن المجلس العسكري الاعلى. ونقلت عن عضو في المجلس وهو العقيد قاسم سعد الدين انهم تلقوا وعودا حالة اتحادهم تحت مظلة واحدة فسيتلقون الرواتب والاسلحة الثقيلة اضافة الى الاعتراف بهم، ولكنهم لم يحصلوا على شيء. ومن هنا فالمقاتلون يعانون من تردد الغرب الخائف من صعود الاسلاميين ووصول اسلحة الغرب الى الجهاديين الاكثر مراسا وعتادا في المعارك. ويقول التقرير ان شحنات من الاسلحة الخفيفة وصلت عبر تركيا الى شمال سورية ساعدت المقاتلين على تدمير دبابات الجيش والسيطرة على مناطق واسعة من حلب وادلب، وقد تم شراء الاسلحة من السوق السوداء من تركيا والعراق.

روسيا والجامعة العربية تريان فرصة لبدء حوار في سورية

اجلت المزيد من مواطنيها من دمشق

موسكو ـ رويترز: ترى روسيا وجامعة الدول العربية بشائر أمل في أن يبدأ جانبا الصراع في سوريا محادثات لإنهاء الأزمة القائمة منذ نحو عامين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي يقوم بزيارة لروسيا انهما متفائلان لأن الحكومة والمعارضة في سورية ابدتا استعدادهما للحوار.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع العربي الأربعاء ‘كانت هناك دلائل على ميل إيجابي لبدء حوار وبدأ ممثلون عن كل من الحكومة والمعارضة في التحدث عن ذلك’.

وأضاف ‘حتى الآن مازال الطرفان يضعان شروطا مسبقة لكن وفقا لرؤيتنا المشتركة فإن وجود الاستعداد الرئيسي المشترك لبدء حوار يجعل الاتفاق على هذه العملية مجرد عمل دبلوماسي’.

وكانت روسيا الحليف القديم للرئيس السوري بشار الأسد وأكبر مورد سلاح لسورية قد استخدمت حق النقض (الفيتو) لعرقلة ثلاثة قرارات لمجلس الأمن الدولي كان من شأنها الضغط على الحكومة السورية لوقف العنف الذي أودى بحياة نحو 70 ألف شخص.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو يوم الإثنين المقبل. وقال لافروف إن من المرجح أن يزور معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض روسيا في آذار (مارس) المقبل.

وكان الخطيب قد أبدى استعداده للتفاوض مع نائب الأسد لكن على أن يكون الهدف من هذه المحادثات إيجاد سبيل يتيح للرئيس خروجا آمنا من البلاد ويفتح المجال لتشكيل حكومة انتقالية.

وقال العربي بعد المحادثات التي شارك فيها أيضا وزراء خارجية العراق والكويت ولبنان ومصر ‘نحن نرحب بالمبادرة التي طرحها… الخطيب الذي عرض الحوار مع الحكومة وانا أعتقد أننا سنتمكن من تحقيق هذا الهدف’.

ورحبت الجامعة العربية ومقرها القاهرة في نوفمبر تشرين الثاني بتأسيس الائتلاف الوطني السوري لكنها لم تصل إلى حد الاعترف الكامل به كممثل للشعب السوري.

وقال العربي ‘روسيا تربطها علاقات طيبة مع الحكومة في دمشق ونحن نأمل أن تستخدم ذلك في اقناعها بأن هذا الصراع لا يمكن حله إلا بطريق سلمي.

وتطالب روسيا التي يتهمها الغرب وبعض الدول العربية بحماية الأسد بألا يكون رحيل الأسد شرطا مسبقا لمحادثات السلام وتقول إن السوريين هم الذين يجب أن يحددوا مصيرهم دون أي تدخل أجنبي.

وقال لافروف ‘من المهم للغاية أن يلقى استعداد قادة المعارضة للحوار تأكيدا من جانب الحكومة على استعدادها كذلك للحوار’.

وأضاف ‘الآن حان الوقت لأن تؤكد الأفعال الأقوال’. وخلال الصراع الذي بدأ بحملة لقمع احتجاجات حاشدة في الشوارع ضد حكم الأسد في آذار (مارس) 2011 قبل أن يتحول إلى صراع دام دعت الجامعة العربية موسكو إلى وقف بيع السلاح لدمشق. لكن هيئة التصدير الروسية قالت هذا الشهر انها ستواصل توريد السلاح للجيش النظامي.

من جهة اخرى أعلنت وزارة الطوارئ الروسية الأربعاء عن إجلاء المزيد من المواطنين الروس في سورية نظراً لاستمرار تدهور الوضع الأمني هناك.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية ‘نوفوستي’ عن متحدث باسم الوزارة قوله ان ‘طائرة آن إيل 62′ هبطت في مطار دوموديفو الروسي وعلى متنها 99 شخصاً (آتين من سورية) بينهم 29 امرأة و38 طفلاً’.

وكانت طائرتان روسيتان نقلتا أمس الثلاثاء مساعدات إنسانية إلى مدينة اللاذقية بشرق سوريا، وقال مسؤول من وزارة الطوارئ انهما ستنقلان مواطنين روس لاحقاً.

يشار إلى ان روسيا أعلنت منتصف الشهر الماضي عن إجلاء 77 مواطناً روسياً، غالبيتهم من النساء والأطفال، من سورية، وتقدر السفارة الروسية في سوريا عدد الروس هناك بحوالي 30 ألفاً.

ويذكر ان وزارة الخارجية الروسية قالت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي إنه تم وضع خطة إجلاء الرعايا الروس عن سورية وإن هذه الخطة ستأخذ طريقها نحو التنفيذ في حال صدور القرار المناسب.

ويأتي هذا التطور بعد إغلاق القنصلية الروسية العامة في حلب شمال غرب سوريا التي تشهد من منذ أشهر قتالاً شرساً بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، بينما لا تزال السفارة الروسية في دمشق مفتوحة حتى الآن في ظل احتمال تقليص عدد العاملين فيها.

وفد من المعارضة السورية يبحث بالقاهرة مبادرة الخطيب للحوار مع نظام الأسد

القاهرة ـ د ب أ: وصل إلي القاهرة الأربعاء وفد من المعارضة السورية برئاسة جورج صبرا رئيس المجلس الوطني المعارض السوري قادما من إسطنبول بتركيا في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يلتقي خلالها عددا من المسؤولين والشخصيات المصرية والسورية.

وقال أحد أعضاء الوفد لدي وصوله علي الطائرة التركية من إسطنبول إن الوفد سيبحث آخر تطورات الوضع في سورية والتحركات القادمة بالتنسيق مع المعارضة السورية وجامعة الدول العربية قبل توجه وفد من المعارضة إلي روسيا خلال الأيام القادمة للقاء عدد من المسؤولين الروس لبحث مبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد معاذ الخطيب، لإجراء حوار مع النظام السوري للخروج من الموقف الحالي .

وأضاف أن صبرا التقى خلال تواجده في تركيا مع عدد من المسؤولين الأتراك، بينهم أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية كما قام بزيارة للأراضي السورية تفقد خلالهاالأوضاع هناك لدعم قوات المعارضة في مواجهاتها مع النظام السوري .

سوريا: قتلى وجرحى في تفجير في شارع الثورة في دمشق

وقع، قبل ظهر اليوم، تفجير في شارع الثورة على أطراف حي المزرعة السكني بدمشق، ما أدى إلى وقوع أكثر من 16 قتيلاً و208 مصابين من المدنيين، بينهم أطفال وطلاب مدارس، وأضرار مادية كبيرة في منازل المواطنين المحيطة بمنطقة التفجير.

سقط «عدد كبير من القتلى» والجرحى بين المدنيين، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة قرب مقر حزب البعث في وسط دمشق، اليوم.

وأفاد موفد الوكالة السورية الرسمية «سانا» أن التفجير الذي وقع في منطقة مكتظة بالسكان وتقاطع شوارع رئيسية أوقع العديد من الشهداء والإصابات بين صفوف المدنيين وراكبي السيارات والمارة وطلاب المدارس، وأدى إلى نشوب حرائق في عدد كبير من السيارات المتوقفة والمارة في المنطقة.

وأضاف أن «التفجير الإرهابي أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بمشفى الحياة وتجهيزاته الطبية، ومدرسة عبد الله بن الزبير، وإلى احتراق عدد كبير من السرافيس المتوقفة في كاراج الانطلاق القريب من مكان التفجير».

وضبطت الأجهزة الأمنية سيارة كانت محملة بقازانات ملأى بالمتفجرات في موقع التفجير في شارع الثورة، وألقت القبض على الإرهابي الانتحاري الذي كان يقودها.

وقال مصدر في مشفيَي الهلال الأحمر ودمشق إنه «وصلت إلى المشفيين جثث عشرات الشهداء والمصابين جراء التفجير الإرهابي».

وبعد ساعات قليلة على الانفجار، أطلقت قذيفتا هاون على مبنى الأركان في وسط دمشق، بحسب ما ذكر تلفزيون «الإخبارية السورية».

وجاء في شريط إخباري عاجل على التلفزيون أن «ارهابيين يطلقون قذيفتي هاون على مبنى الأركان في دمشق وهو قيد الصيانة». وكان المبنى الذي يقع في ساحة الأمويين في وسط العاصمة قد استُهدف في السابق بتفجيرين.

(سانا، أ ف ب)

إنفجار انتحاري هز وسط دمشق ومبنى الأركان يستهدف بالهاون

أ. ف. ب.

تسبب انفجار سيارة مفخخة اليوم الخميس قرب مقر حزب البعث في وسط دمشق بسقوط العديد بين قتلى وجرحى، وأصيب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بجروح طفيفة جراء الانفجار.

 دمشق: اصيب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة الخميس بجروح طفيفة في الانفجار الذي هز وسط دمشق بالقرب من فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في منطقة المزرعة واسفر عن مقتل اكثر من ثلاثين شخصا.

وافاد مسؤول المكتب الاعلامي للجبهة رشيد قويدر وكالة فرانس برس ان حواتمة “اصيب بجروح طفيفة في وجهه ويديه نتيجة لتناثر شظايا الزجاج اثر ضغط الانفجار الذي وقع صباح اليوم فيما كان يعمل في مكتبه” الواقع على بعد 500 متر من مكان الانفجار.

اطلقت قذيفتا هاون اليوم الخميس على مبنى الاركان في وسط دمشق، بحسب ما ذكر تلفزيون “الاخبارية السورية”.

وجاء في شريط اخباري عاجل على التلفزيون “ارهابيون يطلقون قذيفتي هاون على مبنى الاركان في دمشق وهو قيد الصيانة”. وكان المبنى الذي يقع في ساحة الامويين في وسط العاصمة استهدف في السابق بتفجيرين.

وقتل 31 شخصا غالبيتهم من المدنيين في الانفجار الانتحاري الذي وقع اليوم الخميس قرب مقر حزب البعث في وسط دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان “اسفر تفجير رجل سيارة مفخخة بالقرب من فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في منطقة المزرعة عن مصرع ما لا يقل عن 31 شخصا واصابة العشرات بجروح”، موضحا ان معظم الاصابات هي بين المدنيين.

 وفي وقت لاحق، افاد المرصد السوري عن انفجار “سيارتين مفخختين بالقرب من مراكز امنية في منطقة برزة” في شمال دمشق، من دون ان يحدد حجم الخسائر او الاضرار.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “التفجير الارهابي (…) ادى الى وقوع عدد كبير من الضحايا والاصابات بين المدنيين واضرار مادية كبيرة في منازل المواطنين المحيطة بمنطقة التفجير”. وقال التلفزيون السوري ان العملية ناتجة عن “تفجير انتحاري بالسيارة”.

من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته “عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين من سكان المنطقة وركاب السيارات التي كانت تمر في المنطقة”. واشار الى “جثث داخل سيارات محترقة”.واضاف ان بين القتلى والجرحى “عناصر من القوات النظامية”. وكان المرصد ذكر ان الانفجار وقع امام حاجز للقوات النظامية بالقرب من فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في حي المزرعة في وسط العاصمة.

وقال التلفزيون السوري الرسمي ان “التفجير الارهابي استهدف منطقة مكتظة بالسكان وكراج الانطلاق ومدرسة، ما ادى الى وقوع اصابات في صفوف المدنيين بينهم اطفال المدرسة”. وبثت قناة “الاخبارية السورية” صورا لمكان الانفجار ظهرت فيها سيارة محترقة بالكامل وسيارات اخرى متضررة جراء الانفجار.

كما اظهرت الصور اشلاء بشرية ومصابين ممددين على العشب تجرى لهم الاسعافات الاولية. وشوهد في الصور عدد من رجال الاطفاء وهم يقومون باطفاء الحريق في عدد من السيارات المشتعلة، بالاضافة الى اعمدة من الدخان الكثيف.

وذكرت صحافية في وكالة فرانس برس ان القوى الامنية اقفلت كل الطرق المؤدية الى مكان الانفجار. وكان في الامكان سماع اصوات صفارات سيارات الاسعاف. كما سمعت رشقات من اسلحة رشاشة.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/794693.html

بلاك بلوك” سوري يتوعّد الاسلاميين وسماسرة الدم

بهية مارديني

كشف الناشط السوري المعارض نبيل الحوراني عن تأسيس فرقة بلاك بلوك في سوريا الثائرة على نظام الأسد، مؤكدًا أن هدف الناشطين في هذه المجموعة التصدّي للمتاجرين بدماء السوريين، وخصوصًا الاسلاميين.

بهية مارديني من اسطنبول :كشف الناشط السوري نبيل الحوراني في تصريحات لـ”ايلاف” عن وجود تنظيم لمجموعة “بلاك بلوك” على الطريقة السورية.

وقال إنّ هدفه هو “تصحيح مسار الثورة وفضح من يحاول سرقتها ومن يحاول استغلال الناس الأبرياء، اضافة الى فضح نفاق السياسيين في الغرف المغلقة والمعارضين الذين يظهرون في وسائل الاعلام”.

نحو الدولة الديمقراطية

واعتبر الحوراني أنّ ما نطمح اليه هو “الدولة الديمقراطية المدنية، ومن قوامها الشفافية”، مؤكدًا أنهم سيحاربون ” كل من يقف في وجهها”.

أضاف: ” تم تنظيم العمل بين المجموعة، وعددها بات بالمئات، إذ  يتم رصد وتقييم أداء المعارضين عبر وسائل الاعلام لئلا يشذ عن خطاب الثورة الحقيقي”.

بلاك بلوك في كافة المحافظات

وقال: ” عناصر (بلاك بلوك) ليسوا في محافظة درعا فقط، بل إن الكثير منهم في المحافظات السورية، ولا يتلقون دعمًا من أحد بل يعملون بجهودهم الذاتية”.

وخلال الاحتجاجات الأخيرة ضدّ الرئيس المصري محمد مرسي، ظهرت جماعة بلاك بلوك كمجموعة من الشبان يرتدون ثيابًا سوداء، وجوههم غائبة خلف الأقنعة.

وكانت هذه الجماعة أعلنت تأسيسها في 24 يناير/كانون الثاني عشية الذكرى الثانية للانتفاضة ضد نظام حسني مبارك عبر شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب صوّر ليلاً في الإسكندرية يظهر مجموعة من الشبان المقنعين يقولون إن مهمتهم النضال “ضد النظام المستبد والفاشي –الإخوان المسلمين- وذراعه المسلحة”.

وقد انضم أعضاء “بلاك بلوك” إلى المظاهرات الصاخبة التي شهدتها مدن مصرية عديدة، كالقاهرة والإسكندرية والمنصورة، وقال بعضهم للمتظاهرين في ميدان التحرير إنهم يريدون حماية المحتجين من عنف رجال الشرطة وانصار الاخوان.

معارضون سيُحاسبون

وألمح الناشط السوري الحوراني الى أن “هناك قائمة تضم أسماء 152 شخصًا من المعارضين السوريين على اللائحة السوداء ستتم محاسبتهم لاحقًا على ما جنوه على الشعب السوري ومنهم سماسرة الدم وتجار الاغاثة وبعض “نجوم الفضائيات”، على حدّ تعبيره.

وأعتبر “أن الاسلاميين يحاولون سرقة الثورة، وأن هذا ليس بجديد عليهم فمنذ سنين يبدو هدف الاسلاميين هو السلطة بينما نحن ضد نظام بشار الاسد لأننا نريد الحرية”.

وتساءل: “كيف يمكن أن يفرضوا على نسائنا الحجاب وعلى رجالنا طبيعة الدولة القادمة بينما نحن ننشد الحرية؟”

ويقول الناشط الحوراني إنه فقد من عائلته 12 شهيدًا من اجل اسقاط النظام، يضيف: “تبرعت بكل أموالي من أجلها، ولن اقبل بأن أستبدل بشار الأسد بدكتاتور آخر”.

واعتبر أنّ “جماعة الاخوان المسلمين في سوريا لا تختلف عن بقية الاسلاميين في المنطقة العربية فجميعهم ينهل من مصدر واحد على حدّ تعبيره.

ويختم: “على السوريين الاتعاظ مما يحدث في مصر، فالرئيس المصري السابق حسني مبارك حاكم خلال سنوات عهده أربعة صحافيين، بينما حاكم الرئيس المصري الحالي محمد مرسي 20 صحافياً خلال ستة أشهر فحسب، على حد قوله.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/794613.html

 نفي وفاة ناشطة سورية تحت التعذيب

نفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنباء ترددت عن وفاة الناشطة الإعلامية السورية فاطمة سعد تحت التعذيب، لكنها أشارت إلى أنها لا تزال “قيد الاعتقال التعسفي وتعاني من سوء المعاملة”.

وكانت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان قد أكدت في وقت سابق أن الناشطة لقيت حتفها “تحت التعذيب” في أحد مراكز الأمن بدمشق.

وبحسب بيان الرابطة، فإن الناشطة “المعروفة في أوساط الثورة والأوساط الإعلامية باسم فرح الريس” اعتقلت من قبل دورية تابعة لجهاز أمن الدولة في اللاذقية (غرب) فجر 28 يونيو/حزيران الماضي، بعد أن اقتحمت منزلها واقتادتها مع والدها وشقيقها.

وأخلت السلطات سراح والدها وأخيها بعد ساعات من التحقيق معهما، في حين بقيت الناشطة رهن الاعتقال بسبب حيازتها لعلم الثورة واكتشاف المحققين لأغنية مناهضة للنظام على الكاميرا الرقمية الخاصة بها، وكانت مجموعة من صديقاتها يغنينها معا.

وأضاف البيان أنه “نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له جسدها الغض في فرع الأمن السياسي بمدينة اللاذقية، تضرر كبدها بشكل بالغ”، مما استدعى نقلها إلى المستشفى العسكري في مشروع القلعة باللاذقية للعلاج.

تشكيل تجمع معارض لحث المسيحيين على المشاركة في الثورة

مطران الكلدان في حلب ينفي تهجيرهم رغم تعرضهم للخطر

بيروت: «الشرق الأوسط»

أكد مطران الكلدان في حلب أنطوان أودو أمس أن «مسيحيي سوريا يأملون في تحقيق (المصالحة والسلام) في هذا البلد»، نافيا «تهجير المسيحيين من بلدهم رغم تعرضهم (للخطر) بسبب تصاعد موجة العنف»، وأشار المطران الذي يرأس أيضا جمعية «كاريتاس سوريا» إلى «عدم وجود ظاهرة تهجير للمسيحيين في سوريا، لكن عندما يكون هناك عدم استقرار وضيقة عيش واضطراب، فالكل يحاول اللجوء إلى مكان آمن، وهذا ما يحصل للمسيحيين في سوريا». وأضاف أودو في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا أعتقد أن المسيحيين مستهدفون في سوريا، وهم معرضون للخطر كغيرهم نتيجة العنف والفوضى في البلد، كذلك، هناك أعداد هائلة من إخواننا المسلمين من كل الأطياف تعرضوا للحرمان والتهجير نفسه».

وتأتي تصريحات المطران أودو بعد أيام قليلة من إعلان المعارض السوري ميشيل كيلو تأسيس تجمع سياسي يضم مسيحيين معارضين للنظام السوري، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «التجمع يضم مجموعة من رجال الأعمال والمثقفين وبعض رجال الدين الذين لا يؤيدون موقف الكنيسة تجاه الوضع السوري»، ومن أبرز هؤلاء سمير صطوف وميشيل صطوف والأب إسبريدون طنوس وبسام البيطار والناشطة ربى حنا. وأوضح كيلو أن «هدف التجمع كان بالدرجة الأولى دفع أبناء الطائفة إلى المشاركة بالثورة ودعم المواقف المطالبة بالحرية والديمقراطية، وعندما علمنا بأن هناك منظمة تعمل لهذا الهدف أطلق عليها اسم (مسيحيون سوريون من أجل الديمقراطية) مسجلة وعندها إدارة مستقلة، أعلنا فورا انضمامنا إليها». وأوضح كيلو أن «أعضاء التجمع كانوا ينوون القيام بجولة في القرى السورية القريبة من الحدود مع تركيا، لكن الأجواء المتوترة عند معبر باب الهوى الذي شهد تفجيرا منذ فترة جعلتنا نصرف النظر عن هذه الخطوة لنقوم لاحقا باستقبال ممثلين عن ثوار الداخل من المحكمة الشرعية في حلب وناشطين من ريف إدلب»، وأضاف أن «أعضاء التجمع ناقشوا مع (الثوار) الوضع الميداني على الأرض وكيفية تقديم الدعم الإنساني حيث سينشط التجمع في مجالات مختلفة تتعلق بإعادة إعمار المدارس والبيوت وتوصيل المياه والأدوية وإقامة دورات دراسية للأطفال النازحين، إضافة إلى بعض العيادات المتنقلة، وذلك باسم الجمهور المسيحي في سوريا الذي نعتقد أن من واجبه المشاركة في الثورة ضد النظام السوري».

وعن الاتهامات التي وصفت التجمع بأنه «تكتل طائفي»، قال كيلو: «لو كان هذا التجمع طائفيا لكنا طالبنا بحصة المسيحيين ودافعنا عن مصالحهم الضيقة»، وتابع: «ما نسعى إليه إدخال المسيحيين في الثورة ليصبحوا جسر عبور وتواصل بين عموم السوريين»، مؤكدا أن «المسيحيين ليسوا طائفة؛ بل هم جزء من الشعب وعليهم تحمل المسؤولية واتخاذ موقف حاسم مما يجري في البلاد».

ويأتي تشكيل هذا التجمع بعد أسبوع على تنصيب البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريركا لطائفة الروم الأرثوذكس في سوريا، حيث شارك في حفل التنصيب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إضافة إلى عدد من رؤساء الطوائف المسيحية في مشهد قرأه كثيرون على أنه جرعة دعم قدمها مسيحيو المنطقة للنظام السوري.

وفي هذا الصدد، قال كيلو: «ليس كل رؤساء الدين في سوريا من مؤيدي النظام الحاكم أو منسجمين مع رؤية الكنيسة، هناك العشرات من الأسماء التي ينحاز أصحابها إلى حقوق الشعب ومطالبه»، مشيرا إلى أن «موقف الكنيسة من الوضع الحالي بدأ بتأييد النظام ثم اتخذ السادة المطارنة موقف المتجاهل مما يجري، إلى أن تطور الأمر قبل شهرين بالانحياز إلى آلام الشعب ونبذ العنف، وبذلك يكون الموقف قد صار قريبا جدا مما نطالب به»، وأضاف: «نحن نشجع الكنيسة على أن تطور موقفها نحو إدانة العنف المرتكب من جانب النظام الحاكم، لتضع نفسها في خدمة الشعب السوري بكل أطيافه وشرائحه وليس في خدمة المسيحيين فقط».

وعن إمكانية احتضان كتائب عسكرية يشكلها مسيحيون في الداخل السوري، قال كيلو: «سيتم نقاش هذا الأمر فيما لو تطور الوضع على الأرض نحو تشكيل كتائب مسيحية، ولكن في المبدأ لن تكون هناك منظمات مسيحية مسلحة لتوسيع الحرب الدائرة في البلاد». وخلص المعارض السوري إلى أن «المسيحيين في سوريا سيستقبلون إعلان تشكيل هذه الهيئة بإيجابية كبيرة لأنهم جزء من الشعب وليسوا أتباعا لنظام استبدادي قمعي»، مؤكدا أن «وقوف المسيحيين السوريين مع الحرية سيفيدهم في المستقبل، فيما الانحياز إلى جانب النظام سيضرهم كثيرا».

يذكر أن نسبة المسيحيين في سوريا تصل إلى 10% من تعداد السكان، وقد اتخذوا مواقف متباينة من الصراع الدائر في البلاد، إلا أن معظم التقارير تؤكد وقوفهم على الحياد بعد انتشار الفوضى في العديد من المناطق التي يقيمون فيها.

المعارضة تتهم نظام الأسد بالضغط على الأندية للمشاركة في الدوري الكروي

بعد مقتل لاعب كرة بسقوط قذيفتي هاون على ملعب تشرين في دمشق

بيروت: نذير رضا

قتل لاعب كرة القدم السوري يوسف سليمان أمس وجرح أربعة آخرون جراء سقوط قذيفة هاون خلف مبنى يقيم فيه اللاعبون في ملعب تشرين الرياضي في دمشق. وحملت «رابطة الرياضيين السوريين الأحرار» المعارضة أعضاء الاتحاد الرياضي العام مسؤولية مقتله، متهمة النظام السوري بالضغط على الأندية الرياضية لخوض منافسات الدوري السوري لكرة القدم، رغم الأزمة الأمنية التي تعصف بالبلاد.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بسقوط قذيفتي هاون في حديقة ملعب مدينة تشرين الرياضية بمنطقة البرامكة بدمشق، «أطلقهما إرهابيون، ما أسفر عن استشهاد أحد لاعبي فريق الوثبة وإصابة عدد من اللاعبين أثناء التدريب». بدوره، ذكر الاتحاد الرياضي العام في سوريا على موقعه الإلكتروني أن مهاجم فريق الوثبة، يوسف سليمان، قتل في الحادثة، مشيرا إلى إصابة أربعة آخرين يلعبون في فريق النواعير الحموي، هم إبراهيم وهادي المصري وبهاء الظاظا ومحمود الرحيم.

ونعى الاتحاد اللاعب سليمان، مشيرا إلى أنه من مواليد حمص 1987، وتدرج بالفئات العمرية ضمن فريق الكرامة، ولعب لموسمين في فريق الرجال وشارك معه في بطولاته الداخلية والخارجية قبل أن ينتقل إلى فريق الوثبة قبل أربعة أعوام، أحرز خلالها مع فريقه الجديد المركز الثاني في كأس الجمهورية. وذكر الاتحاد أن سليمان «متزوج ولديه طفلة عمرها أربعة أشهر واسمها (شهد)».

وقالت مصادر في الاتحاد الرياضي لـ«الشرق الأوسط» إن اللاعب سليمان «كان في غرفته في الطابق السفلي من المبنى أثناء سقوط القذيفتين، ما أدى إلى إصابته بشظية في الرأس قتلته فورا»، مؤكدة أن اللاعبين الآخرين «في حالة مستقرة». وأضافت المصادر: «إثر الحادثة، ألغيت مباراة كانت تجمع فريقي الوثبة (حمص) والنواعير (حماه) عصر اليوم (أمس)». وعما إذا كانت الحادثة أمس ستؤثر على سير مباريات الدوري، قالت المصادر: «الدوري مستمر، وتتواصل المباريات في الأيام المقبلة بحسب مواعيدها».

ويعد هذا التطور الأول من نوعه لجهة استهداف ملاعب رياضية في دمشق تجمع اللاعبين والجمهور. ورغم التوتر الأمني الذي تعيشه سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات فيها قبل عامين، بقيت النشاطات الرياضية متواصلة في البلاد، حيث تقام مباريات كرة القدم ضمن إطار منافسات الدوري السوري. وقالت مصادر رياضية سورية لـ«الشرق الأوسط» إن الأعمال العسكرية التي تعصف بالبلاد «دفعت الاتحاد إلى حصر المباريات الرياضية في ملاعب دمشق، حيث تقام المباريات على ملاعب الجلاء، وتشرين، والفيحاء».

وأشارت المصادر إلى أن اختيار ملاعب دمشق لمتابعة الدوري السوري لكرة القدم «يأتي حلا بعد تطور الأعمال الحربية في أكثر من محافظة»، لافتة إلى أن دمشق «آمنة نسبيا، وتوفر على اللاعبين مخاطر التنقل من محافظة إلى أخرى». وأضافت: «بعض المباريات تقام في ملاعب في طرطوس واللاذقية والسويداء، لكنها مباريات غير مرتبطة بالدوري». ويتهم معارضون السلطات السورية بالتضييق على الرياضيين وإجبارهم على ممارسة نشاطهم الرياضي كالمعتاد. وذكر مصدر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن بعض اللاعبين الذين يميلون إلى تأييد الثورة «لا يستطيعون الانشقاق عن أنديتهم أو الخروج من البلاد خوفا على مصير عائلاتهم». وأضاف: «النظام أجبر الأندية على لعب بطولة الدوري وفق مجموعتين في مرحلة واحدة تقام جميع مبارياتها بالعاصمة دمشق».

من جهتها قالت «رابطة الرياضيين السوريين الأحرار» المعارضة إنها حذرت مرارا من إقامة الدوري السوري في ظل الظروف الأمنية الراهنة، لافتة في بيان نشرته على صفحتها على «فيس بوك» إلى أن «الاتحاد الرياضي العام واتحاد الكرة أصرا على قرارهما تحت طائلة التهديد لجميع الأندية السورية». وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي «بغرض إيهام المجتمع الخارجي إعلاميا ورياضيا بأن الحياة في العاصمة دمشق تسير بشكل طبيعي، وبغية الحصول على المنح المالية التي تقدمها الفيفا وتم إيقافها منذ العام الماضي».

وأضافت الرابطة أنه «على الرغم من كل الضغوطات التي تعرضت لها الأندية من أجل ضمان مشاركتها ببطولة الدوري فإن ستة أندية فقط (ثلاثة منها من دمشق) التزمت ببطولة الدوري، بينما اعتذرت باقي الأندية (ثلاثة منها اعتذرت بشكل علني وهي أندية الاتحاد والحرية والفتوة)، وهو ما دفع اتحاد الكرة إلى إقامة مباريات مجموعة واحدة فقط في الوقت الذي يمارس فيه ضغوطات أكبر على باقي الأندية لضمان مشاركتها ببطولة الدوري لاحقا».

وحملت رابطة الرياضيين السوريين الأحرار أعضاء الاتحاد الرياضي العام الذي يترأسه اللواء موفق جمعة وأعضاء اتحاد كرة القدم برئاسة صلاح رمضان «المسؤولية كاملة عن استشهاد اللاعب يوسف سليمان وإصابة كل اللاعبين». وأعلن عن تأسيس «اتحاد الرياضيين السوريين الأحرار» في الدوحة في سبتمبر (أيلول) الماضي برئاسة عضو مجلس إدارة المنتدى وسفير الأمم المتحدة لمنظمة «اليونيسيف» يحيى كردي، وعضوية كل من محمد ياسر الحلاق ونزار خراط ومحمد نجار. وتجاوز عدد قتلى الثورة السورية من الرياضيين الـ110 قتلى منذ بداية الثورة السورية حتى الآن.

موسكو: العنف المستمر في سوريا لن ينهي الصراع

محلل روسي: «الجامعة» أخطأت في معالجة الأزمة وهذه فرصتنا للإيضاح.. وعضو بالائتلاف: أولويتنا هي الإغاثة

لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: أدهم سيف الدين

حذرت روسيا، أمس، من أن العنف المستمر في سوريا «لن يؤدي إلى إنهاء الصراع»، ودعت نظام الرئيس بشار الأسد إلى ترجمة استعداده للحوار إلى أفعال، بينما تجتمع في القاهرة اليوم الهيئة العامة للائتلاف الوطني لمناقشة ملفات يغيب عنها تشكيل حكمة وطنية وزيارة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب إلى موسكو المتوقعة في مطلع مارس (آذار) المقبل.

فبعد تعذر انعقاده على مدار السنيين الثلاث الماضية على خلفية الموقف الروسي من الربيع العربي، انعقد منتدى التعاون العربي الروسي بمشاركة وفد وزاري عربي برئاسة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعضوية وزراء خارجية الكويت صباح الخالد ولبنان فوزي صلوخ والعراق هوشيار زيباري ومصر محمد كامل عمر وغياب قطر والسعودية.

واستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعضاء المنتدى في مقر تابع لوزارة الخارجية الروسية، وقال للمشاركين: «فيما يتعلق بالصراع السوري يمكن أن نخلص إلى أن المراهنة على حله بالقوة من أي جانب لن تنجح، وبمرور الوقت فإن فهم ضرورة الحوار تتضح أكثر».

بدوره، أشار المحلل السياسي الروسي فيتسلاف ماتازوف في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» من لندن أن أهمية المنتدى تنبع من انعقاده في موسكو بعد موجة التغييرات السياسية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الموقف العربي «ممثلا بجامعة الدول العربية اتجاه الصراع في سوريا كان خاطئا». وأضاف أن اللقاء سيعطي القيادة الروسية الفرصة لتفسير تفاصيل الأخطاء التي وقعت بها فيما يخص معالجتها للأزمة السورية.

وحول تحفظ المملكة العربية السعودية ودولة قطر على الذهاب إلى موسكو، أكد ماتازوف، الذي عمل دبلوماسيا في الخارجية الروسية، أنه كان من الأفضل حضور ممثلين عن الدولتين للمنتدى، لكنه أشار إلى أن غيابهما لا يقلل من أهمية ما الحوار العربي – الروسي «خصوصا أن الدول العربية بالعموم ممثلة بالجامعة العربية والخليج العربي بالخصوص حاضر ويمثله وزير خارجية الكويت، بحسب وصفه.

وصدر عن المنتدى وثيقتان، هما بيان وخطة عمل مشترك. وفيما نص البيان على ضرورة مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، أكدت خطة العمل المشتركة على ضرورة حل أي مشكلة أو نزاع على أساس قوانين ومواثيق هيئة الأمم المتحدة وضمان دور فعلي ورئيس للأمم المتحدة.

من جانبها، قالت الخارجية المصرية في بيان لها إن الوزير عمرو شدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي لتلك الأزمة وفق الترتيبات التي أقرها بيان جنيف في 30 يونيو (حزيران) 2012 وذلك عبر «عملية سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة ذات صلاحية تنفيذية كاملة لتسيير المرحلة الانتقالية ونقل السلطة في إطار زمني متفق عليه».

واستبقت الخارجة الروسية الاجتماع بتحذير نظام الأسد والجهات المعارضة له من أن استمرار نزاعهما العسكري يعتبر «طريقا مدمرا للطرفين». وقال لافروف «لا يمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. إنه طريق لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين».

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حيال ما إذا كانت روسيا بصدد استخدام «الفيتو» مرة رابعة في حال طلب من مجلس الأمن إحالة الملف السوري لمحكمة الجنايات الدولية، أكد المحلل الروسي ماتازوف أن روسيا «طالبت منذ البداية باعتماد الأمم المتحدة وهيئاتها كمرجعية لحل الأزمة في سوريا»، مشيرا إلى أن بلاده لا تعارض من حيث المبدأ نقل الملف السوري إلى الجنايات الدولية عن طريق مجلس الأمن، لكنه شدد على أن موسكو لن تسمح «بأي انحراف يؤدي إلى تسييس القضية»، على حد وصفه، داعيا المنظمات الدولية إلى الكف عن الاعتماد على أرقام تصدر عن هيئات ومؤسسات سورية تتخذ موقفا سياسيا منحاز ضد نظام الأسد. يشار إلى أن لافروف أكد خلال الاجتماعات أن بلاده تعمل على ترتيب زيارة لرئيس الائتلاف الوطني الخطيب إلى موسكو، قائلا: «إننا نعمل على تحديد موعد لزيارة الخطيب إلى هنا، على الأرجح في مطلع مارس». وتابع أن الزيارة ترمي إلى «توفير الظروف المواتية لبدء حوار مباشر» بين النظام والمعارضة.

وفي هذا الصدد، أشارت مصادر من المشاركين في لقاء القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مسألة سفر الخطيب إلى موسكو وتشكيل حكومة لم يدرجا على جدول أعمال الهيئة العامة للائتلاف الوطني المعارض التي تجتمع في القاهرة اليوم.

وسيناقش أعضاء الائتلاف في اجتماعهم الدوري الشهري الخيارات المطروحة للوصول إلى رؤية سياسية موحدة إزاء أي طرح سياسي لإخراج البلاد من الأزمة التي اقتربت من كسر حاجز السنتين. وقال حارث النبهان عضو الائتلاف الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاجتماع سيبحث رؤية سياسية للائتلاف واعتماد الإطار العام للحل السياسي، التي خرجت بها الهيئة السياسية المؤقتة للائتلاف الأسبوع الماضي، وتتضمن ثماني نقاط أساسية كما سيناقش الاجتماع نقاطا مؤسساتية وتنظيمية تتعلق الائتلاف»، دون أن يتطرق للتفاصيل.

وسيعتمد الائتلاف هيكلية إدارية ولائحة مالية، بالإضافة إلى مناقشة ما يستجد من أمور سياسية وميدانية على الأرض، وما قد يقترح في الاجتماع من أفكار جديدة، من قبل أعضاء الائتلاف، بحسب النبهان.

ونفى النبهان أن يكون هناك طرح لتشكيل الحكومة المؤقتة في جدول أعمال الاجتماع، باستثناء مناقشات تكون ضمن الرؤية السياسية، وقال: «حقيقة لا يوجد بند خاص يخص تشكيل الحكومة في قائمة جدول أعمال الاجتماع، ولكن يمكن مناقشة سبل تشكيل الحكومة من خلال طرح الرؤية السياسية للائتلاف في الاجتماع».

وأوضح أن الأمور الإغاثية تحظى بأهمية كبيرة في اجتماعات الائتلاف، من النقاش والحلول المقترحة لمعالجة معاناة السوريين في الداخل والخارج بدول الجوار والذي وصل إلى ما يقارب 850 ألف لاجئ، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وساطة ميشال كيلو توقف قتالاً بين مقاتلين أكراد وعرب في مدينة رأس العين

توقفت المعارك بين المقاتلين العرب المعارضين للنظام السوري والمقاتلين الاكراد في مدينة رأس العين في شمال سوريا بعد ثلاثة أشهر من التوتر، بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بوساطة المعارض المسيحي ميشال كيلو.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين بعد دخول مقاتلين إسلاميين مدينة رأس العين ذات الغالبية الكردية في تشرين الثاني الماضي وسيطروا على معبر استراتيجي على الحدود التركية.

واستمرت المعارك تعنف حينا وتتراجع احيانا حتى اسبوع مضى.

والمدينة التي تسكنها غالبية من الاكراد كانت موطناً لنحو 55 ألف شخص من إتنيات وأديان مختلفة من بينهم عرب سنة ومسيحيون وأرمن.

ويقول ناشطون إن نحو 65% من سكان المدينة فروا بسبب القتال، ومن بقي في المدينة يعانون من نقص في الطعام والمواد الاساسية.

وبدأت المفاوضات بوساطة المعارض السوري المستقل ميشال كيلو بين الطرفين المتحاربين قبل 15 يوما وانتهت باتفاق أعلن عنه الأحد الماضي بين المجلس العسكري في المنطقة التابع للجيش السوري الحر ولجان الحماية الشعبية الكردية.

وصرح كيلو لوكالة “فرانس برس” عبر الهاتف بأن “الجيش السوري الحر وقع اتفاقاً بالنيابة عن جميع الجماعات المسلحة باستثناء جبهة النصرة التي لم تشارك في الجولة الأخيرة من القتال. ولكن جبهة النصرة شاركت في المحادثات وهي موافقة على مضمونها وهي الضامنة لعدم انتهاك الاتفاق”.

وقال كيلو إن كتيبة “غرباء الشام” التي تعد ثاني أكبر مجموعة إسلامية مسلحة بعد “جبهة النصرة” في المنطقة، تؤيد الاتفاق أيضا.

ومن أبرز النقاط الواردة في الاتفاق “إعادة انتشار القوات العسكرية وإزالة المظاهر المسلحة من المدينة”. وأكد كيلو أنه “لا يوجد حالياً سوى عدد قليل جداً من المقاتلين في رأس العين”.

واتفق المقاتلون الأكراد والمسلحون المعارضون على توحيد جهود قواتهما ضد القوات السورية النظامية.

وجاء في نص الاتفاق أن الطرفين يتعهدان بـ”التعاون والتنسيق بين الجيش السوري الحر وقوات الحماية الشعبية لتحرير المدن غير المحررة والتي ما زالت تحت سيطرة النظام” السوري، في ما سمي “معركة الكرامة ضد النظام الدموي التسلطي البغيض لبناء سوريا الحرة تتمتع كل مكوناتها بحقوقها المشروعة تحت شعار سوريا لكل السوريين”.

ومثل الجيش الحر في المفاوضات العقيد حسن العبدالله وفهد الجاعد من “جبهة النصرة”، بينما مثل الأكراد جوان ابراهيم من لجان الحماية الشعبية، ومحمد صالح عطية من المجلس الوطني الكردي فضلاً عن ممثلين عن الهيئة الكردية العليا.

وتضم شمال وشمال شرق سوريا معظم أفراد الأقلية الكردية البالغ عددهم مليوني شخص.

وشارك الأكراد بحذر في الحركة الاحتجاجية ضد رئيس النظام بشار الأسد، ولكنهم حملوا السلاح لطرد المعارضين المسلحين من مناطقهم خشية أن يجلب ذلك عليهم أعمال عنف كمعظم إنحاء البلاد.

واتهم المقاتلون المعارضون الأكراد مراراً بالتعاون مع النظام بعد انسحاب القوات النظامية من مناطقهم في بداية النزاع المسلح من دون أي مواجهات.

وقال كيلو إن اتفاق الأحد يعد خطوة مهمة على الرغم من أنه أقر بأن “أي اتفاق يمكن أن يتعرض لخروقات”.

وقبل شهر، دعا المجلس الوطني الكردي في رأس العين المعارضة السورية إلى التدخل لوضع حد للقتال الجاري في المدينة.

وقال كيلو “شعرنا بأنه يتعين علينا أن نفعل شيئا لإنهاء هذا الجنون. وأبلغنا الجانبين بأننا يمكن أن نتوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين.. ووافق جميع المقاتلين على الانسحاب من المدينة ومواجهة النظام معاً”.

وصرح ناشط كردي من رأس العين بأن الأحزاب الكردية تأمل في أن يضمن الائتلاف الوطني السوري المعارض التزام المقاتلين بالاتفاق لتبديد مخاوف السكان.

وقال الناشط الذي يقدم نفسه باسم هافيدار لوكالة “فرانس برس” عبر موقع “سكايب” الإلكتروني “انتهت العداوات بين الطرفين قبل اسبوع. ومنذ ذلك الوقت الامور هادئة.. ولم تقع مواجهات بعد الاتفاق”.

لكن المعارض الكردي البارز للنظام مسعود عكو عبر عن شك في صمود الاتفاق. وقال إن “غرباء الشام يعتقدون أن جميع الأكراد موالون للنظام وليسوا إسلاميين بالشكل الذي يرضيهم”. وأضاف بعد مشاركته في المحادثات التي أدت إلى الاتفاق “يمكن لأي من الجانبين أن ينتهك الاتفاق في أي وقت”. وتابع أن “المجلس العسكري للجيش السوري الحر ليس قويا في المنطقة، وقيادته أطلقت تصريحات متضاربة في الماضي. وفي رأيي فإن هذا الاتفاق فارغ”.

(أ ف ب)

اللاجئون السوريون إلى جنوب لبنان يواجهون تداعيات انتماءاتهم

رافـاييـل تايليـن

يجلس فادي شامية في مكتبه في وسط صيدا. وفي الخارج تهبّ عاصفة قوية تخلّف على النافذة حبات مطرها الكبيرة، بينما ينتشر ضوء الإضاءة الموجودة في السقف على مكتبه. “غالبية اللاجئين السوريين من مؤيّدي الثورة، ولذلك فهم يذهبون إلى مناطق مرحَّب بهم فيها. لكن اليوم باتت هذه المناطق ممتلئة وبدأوا الذهاب الى أماكن أخرى”، يقول شامية.

على التلفزيون، خلفه، تومض صور رمادية صامتة من تظاهرات المعارضة في أنحاء سوريا. قبضات مرتفعة، أفواه مفتوحة، وأعلام الثورة بالأخضر والأبيض والأسود. باحث الإنترنت أمامه يُظهر موقع “أخبار المستقبل”، وهو موقع إخباري موالٍ لقوى الرابع عشر من آذار. يشكّل شامية جزءًا من تعاون التجمّع الإنساني، وهي منظمة شاملة تنسّق المساعدات الإنسانية للسوريين القادمين الى جنوب لبنان، المنطقة التي لم تشهد سوى القليل من اللاجئين حتى وقت قريب.

 “نحن قلقون. لا يمكننا التعامل مع اللاجئين الذين قدموا حتى الآن، وإذا استمر القتال في دمشق، لن نستطيع تدبير الأمور”، يقول شامية.

 بدورها المنظمات العالمية تقرع جرس الإنذار. فأصلاً، يصل الى لبنان 2000إلى 3000 لاجئ كل يوم. ومع وصول أكثر من 250000 إلى لبنان حتى الآن، يستضيف لبنان أكبر عدد من اللاجئين أكثر من أي بلد آخر لديه حدود مشتركة مع سوريا. وفي الأسابيع الأخيرة، دفعت المعارضة السورية الجبهة الأمامية أقرب وأقرب من دمشق. فهذه المدينة المؤلفة من 2.5 مليون نسمة لا تبعد عن الحدود اللبنانية أكثر من 50 كلم. ومع احتدام القتال أكثر فأكثر، من المتوقّع زيادة أعداد اللاجئين السوريين.

في المناطق الحدودية اللبنانية في شرق وادي البقاع وشمال طرابلس – كما وفي جوار بيروت- تتم استضافة السوريين في منازل، ومدارس فارغة، ومواقع بناء مهجورة. ولكنّ هذه الإمكانيات باتت تنفد يوماً بعد يوم. فبلدات مثل عرسال شهدت ازدياد عدد سكانها بنسبة 30 في المئة منذ بداية اندلاع الحرب.

ومع زيادة تدفّق اللاجئين الى منطقة الجنوب ذات الغالبية الشيعية، ترتفع الضغوطات. “هناك شكاوى من سكان صور. فكل يوم لدينا قادمون جدد”، يقول أيمن الغزال، رئيس الدائرة الإدارية في بلدية صور. العائلات السورية تنام في الشارع، لحين تمكّنها من التسجيل في البلدية كلاجئين وتلقّيها مساعدة. “الوضع الاقتصادي في صور سيّئ بشكل خاص. فأعداد اللاجئين الكبيرة شكّلت صدمة”.

تشتهر المدينة بشواطئها البيضاء الطويلة وآثارها الرائعة. لكنّ السيّاح العالميين الذي كانوا مصدراً كبيراً للدخل في المدينة لا يمكن رؤيتهم في هذه الأيام. بل تزدهر أعمال النشل عوضاً عن ذلك. “ارتفع معدّل الجرائم مع قدوم اللاجئين الى هنا وهم لا يملكون شيئاً”، يقول الغزال.

تقوم حركة “أمل” الشيعية بتأمين استشارات للأطفال المصدومين، وصفوف تعليم لغة فرنسية، وتساعد في تحمّل كلفة فواتير المستشفيات. وكذلك تؤمّن وكالة اللاجئين في الأمم المتحدة المساعدة لهم. “لقد استضافنا السوريون عام 2006، وعلينا أن نقوم بذلك اليوم. لا يهمّنا إن كانوا موالين أو معارضين للثورة السورية”، يقول الغزال، الذي يعمل كمسهّل للعمل بين منظمات المساعدة واللاجئين.

في النبطية، يختلف الوضع اختلافاً بيّناً. فالسؤال عن الموالاة أو المعارضة للثورة يحوم على الدوام فوق رؤوس اللاجئين. ويكون السؤال في غالب الأحيان موجهاً لأسباب سياسية وليس دينية.

بما أنّ “حزب الله” معروف بشكلٍ عام بدعمه لنظام بشار الأسد، فأحد الأسئلة الأولى التي تُوجّه إلى اللاجئين القادمين هو حول طائفتهم، تقول إحدى الناشطات المحليات التي أرادت أن نسميها “دانا”. “الشيعة والعلويون مرحب بهم، في حين أنّ السُنّة يواجهون ضغطاً يومياً”.

تستضيف النبطية تقريباً 8000-10000 لاجئ. الموالون بينهم للثورة حكماء بما يكفي كي لا يفصحوا عن آرائهم. ووفقاً لإحدى الروايات، اضطُّرت إحدى النساء التي فقدت شقيقها، الذي كان مقاتلاً مع “الجيش السوري الحر” إلى إخفاء حزنها عليه لئلاّ تجد نفسها تعاني من عقبات إفصاحها عن ذلك.

فقد سبق للمهاجرين السنّة الذين كانوا يعيشون في الجنوب قبل الحرب أن واجهوا تداعيات انتماءاتهم. ومع احتدام القتال، واجهوا زيادة في الضغط الجسدي والنفسي عليهم. والعديد من بينهم انتقلوا الى أماكن أخرى.

مع دخول الحرب في سوريا عامها الثالث، تم تدمير مناطق واسعة من البلد. فبنايات بأكملها في المدن سُوِّيت بالأرض بفعل القصف والغارات الجوية. ووسط حلب، التي كانت أكبر مدينة في سوريا، تبدو كمدينة أشباح.

وبالعودة الى صيدا، يتنقّل شامية على موقع أخبار المستقبل الإلكتروني. “الدمار في سوريا كبير جداً، سيحتاج الأمر الى سنوات قبل أن يتمكّن اللاجئون من العودة. حتى وإن كان معظمهم من طائفتي، أريدهم أن يرحلوا. إنهم يخلقون مشاكل”.

هذا المقال هو ترجمة للنص الانكليزي الاصلي

ساهمت يارا شحيد في إعداد هذا المقال.

انفجارات تهز دمشق والطيران يواصل القصف

                                            هزت العاصمة دمشق اليوم سلسلة انفجارات قرب مقرات أمنية وحزبية في أحياء برزة والمزرعة، بينما كثفت قوات النظامالسوري قصفها لمناطق عدة في العاصمة وريفها ودرعا فجر اليوم، بعد مجزرة في الحولة بالريف الدمشقي أمس قتل فيها العشرات بينهم نساء وأطفال.

وأفادت وكالة سانا الثورة أن سيارة مفخخة انفجرت في محيط مقر حزب البعث في حي المزرعة، أعقبها انفجار سيارة مفخخة في مبنى فرع المعلوماتية الأمني 211، وآخر قرب مخفر حاميش في مساكن برزة.

وأفاد ناشطون بأن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام اندلعت في برزة عقب الانفجارات، بينما شهدت المنطقة تحليقا كثيفا للطيران الحربي.

من جهتها أعلنت وسائل إعلام سورية حكومية أن تفجيرا وصفته بالإرهابي وقع في شارع الثورة على أطراف حي المزرعة بدمشق.

وأوضح التلفزيون السوري أن وقوع الانفجار في منطقة مكتظة بالسكان وقرب تقاطع شوارع رئيسية، أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى وأضرار مادية.

وكانت قوات النظام السوري قد كثفت قصفها صباح اليوم على أحياء بدمشق وريفها ودرعا، وبث ناشطون صورا تظهر اندلاع نيران عقب قصف مدفعي على أطراف حي القابون بدمشق. كما استهدف القصف مخيم اليرموك جنوب مدينة دمشق وحي برزة غرب العاصمة.

ولليوم الثاني على التوالي، تعرضت مناطق في دمشق كانت بعيدة نسبيا عن المعارك لسقوط قذائف، من بينها مدينة تشرين الرياضية في حي البرامكة في وسط العاصمة، بعد سقوط قذيفتين الثلاثاء على مقربة من قصر تشرين الرئاسي غرب دمشق.

من جهة أخرى دارت اشتباكات الليلة الماضية بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية في حي الصالحية وسط دمشق وفي منطقة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وفق ناشطين.

يأتي ذلك بينما واصل الثوار إحكام سيطرتهم على الغوطة الشرقية وبعض الأحياء الجنوبية في دمشق. وقال ناشطون إن النظام يحاول إحكام قبضته على العاصمة عبر نشر نقاط التفتيش بشكل مكثف.

وفي السياق ذاته جددت قوات النظام السوري قصفها الصاروخي اليوم على مدينة جاسم في ريف درعا.

من جهة أخرى بث ناشطون صورا تظهر استهداف الجيش الحر لقوات النظام في محيط مدينة بصرى الحرير بريف درعا ضمن ما سموه معركة عامود حوران، في محاولة لإحكام سيطرته على المدينة.

مجزرة بحمورية

وأحصت لجان التنسيق المحلية مقتل 163 شخصا في سوريا أمس، معظمهم في دمشق وريفها وحلب ودرعا، بينهم عشرات قضوا في مجزرة إثر قصف جوي لقوات النظام على بلدة حمورية في ريف العاصمة.

وأفاد مراسل الجزيرة أحمد زيدان بأن أربعين شخصا قتلوا نتيجة القصف الجوي على منطقة حمورية، إضافة إلى عشرات المصابين. كما خلف القصف خسائر “كبيرة” في المباني والبنى التحتية.

من جهة أخرى أعلن الجيش الحر أمس أنه أسقط طائرة حربية فوق زملكا على أطراف العاصمة دمشق، وأنه اعتقل الطيار.

وأفاد ناشطون بأن الطائرة قصفت قبل دقائق من إسقاطها مباني سكنية بحمورية في ريف دمشق، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، معظمهم من الأطفال والنساء.

وبث ناشطون على موقع “يوتيوب” على شبكة الإنترنت شريطا مصورا تظهر فيه طائرة في سماء مدينة حورية -حسب ما يقول التعليق- وهي تطلق ثلاث قنابل على الأقل، قبل أن تسمع أصوات رشاشات ثم يصرخ أحدهم “اشتعلت”، وتشاهد الطائرة وقد اندلعت فيها النيران من الخلف وهي تهوي إلى الأمام نحو الأرض بسرعة هائلة.

وفي حلب (شمال)، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران السوري شن غارات جوية على عدد من أحياء المدينة. كما أفاد بوقوع اشتباكات بين الثوار والقوات النظامية في محيط مطاري النيرب وكويرس العسكريين، في إطار “حرب المطارات” التي أعلنتها المجموعات المقاتلة منذ أكثر من أسبوع في محافظة حلب.

تمديد للإبراهيمي وموسكو تدعو لحوار بسوريا

                                            المعارضة تبحث في القاهرة مبادرة جديدة

وافق الموفد العربي الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي على تمديد مهمته لستة أشهر أخرى، بينما دعت روسيا نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى التحاور مع المعارضة التي تعكف في القاهرة على بحث مبادرة حل جديدة لطرحها على المجتمع الدولي.

ونقل دبلوماسيون في نيويورك أمس الأربعاء عن الدبلوماسي الجزائري السابق -الذي ينتهي التفويض الأصلي الممنوح له غدا الجمعة- قوله إنه يشعر بأن مهمته لم تنته بعد.

وكان الإبراهيمي قد عُيّن موفدا مشتركا للجامعة العربية والأمم المتحدة في أغسطس/آب الماضي، بدلا من الموفد السابق كوفي أنان الذي فشلت مساعيه لوقف القتال في سوريا.

وقام الإبراهيمي بدوره خلال الأشهر الستة الماضية بزيارات كثيرة لدمشق وعواصم عالمية كثيرة، في محاولة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا, ونجح فقط في إبرام هدنة بين النظام والمعارضة السوريين في عطلة عيد الأضحى الماضي.

واقترح الموفد العربي الأممي المشترك الأحد الماضي عقد محادثات بين المعارضة السورية وشخصيات مقبولة من النظام السوري في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

دعوة للحوار

وتزامن الإعلان عن موافقة الإبراهيمي على الاستمرار في مهمته مع دعوة روسية لحوار بين الحكومة والمعارضة السوريتين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام أعمال منتدى التعاون العربي الروسي في موسكو بمشاركة وفد وزاري عربي إن على دمشق أن تترجم استعدادها للحوار مع المعارضة ليس فقط بالأقوال وإنما بالأفعال.

ونفى لافروف عقد لقاء على هامش المنتدى بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب، وقال إن تنظيم هذا اللقاء ليس هدفا روسيا في الوقت الراهن، وفق ما نقله مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج.

وكان لافروف قال في افتتاح المنتدى العربي الروسي بموسكو إن استمرار النزاع العسكري في سوريا يعد “طريقا مدمرا للطرفين” المتحاربين.

وصرح لاحقا بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والوزراء العرب “لقد آن الأوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين”، وتحدث لافروف عن مؤشرات إيجابية على توجه نحو الحوار من جانب الحكومة والمعارضة السوريتين.

وقال أحمد بن حلي نائب أمين عام الجامعة العربية للجزيرة إن روسيا والوفد الوزاري العربي أكدا ضرورة تضافر الجهود لحقن دماء السوريين, ودفع الحوار من خلال عملية سياسية تؤدي إلى حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة, ونقل السلطة في إطار زمني وفق ما نص عليه اتفاق جنيف في يونيو/حزيران الماضي.

وتابع أنه يعتقد بضرورة رحيل رأس السلطة في سوريا لإنهاء الأزمة, قائلا إن هناك بصيص أمل من مبادرة رئيس الائتلاف السوري التي تضمنت دعوة مشروطة للحوار.

وعرض الخطيب مؤخرا التحاور مع مسؤولين في النظام السوري لم تتلطخ أيديهم بالدماء, ووضع شروطا لذلك، منها إطلاق عشرات الآلاف من السجناء, لكن المهلة التي حددها لتنفيذ شروطه انقضت دون الاستجابة لمطالبه.

اجتماع للمعارضة

من جهة أخرى, كان متوقعا أن تعقد الهيئة السياسية الاستشارية للائتلاف الوطني السوري اجتماعا مغلقا في القاهرة الأربعاء لمناقشة الوضع في الأراضي السورية.

وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن الاجتماع سيبحث إمكانية طرح مبادرة جديدة يتعاطى معها المجتمع الدولي لحل الأزمة في سوريا.

ويعقب ذلك اجتماع للهيئة العامة للائتلاف لصياغة تلك المبادرة، وبحث إمكان تشكيل حكومة في المنفى تدير الشؤون العامة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر.

وفي حال الوصول إلى اتفاق بخصوص هذه الموضوعات سيعلن الائتلاف عن المبادرة وعن اسم رئيس الحكومة في مؤتمر صحفي.

الجيش الحر يهدد بالرد على قصف حزب الله

                                            تعزيزات للحزب بمناطق في لبنان قرب الحدود السورية

هدد الجيش السوري الحر بقصف مواقع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية إذا لم يتوقف الأخير بحلول اليوم الخميس عن قصف قرى سورية تسيطر عليها المعارضة، وقال إن لديه “إثباتات” على أن الحزب يرسل مقاتلين للقتال مع نظام بشار الأسد. في حين أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن حزب الله يرسل تعزيزات إلى مناطق في لبنان قرب الحدود السورية.

وقال رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر سليم إدريس -في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية- إن حزب الله يرسل مقاتلين للقتال مع نظام بشار الأسد في كل من دمشق وريف دمشق وحمص، وأضاف قائلا “لدينا إثباتات على ذلك”.

وأكد سليم إدريس أنه “في الأسبوع الحالي والأيام الماضية بدأ حزب الله بنغمة جديدة وهي قصف القرى السورية من الأراضي اللبنانية”. وأكد أن حزب الله “يستخدم الأراضي اللبنانية لقصف الأراضي السورية ومواقع الجيش الحر”، وأضاف قائلا “هذا هو المتغير الجديد في نشاط حزب الله وفي دخوله على ملف الأزمة السورية”.

وتعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها الجيش السوري الحر عن عمليات قصف لحزب الله من لبنان على سوريا.

وشدد إدريس في تصريحه على أنه “إذا لم يتوقف قصف الجيش الحر وقصف قرانا من الأراضي اللبنانية، فاننا أمام العالم نعلن، وهذا حقنا، حق الدفاع عن النفس، إننا سنرد على مصادر النيران.. أي طلقات باتجاه القرى الحدودية السورية من الأراضي اللبنانية سنرد عليها، باذن الله”.

وأضاف “بعد انتهاء المهلة غدا (اليوم الخميس)، إذا استمر القصف سنكلف المجموعات التي تمتلك الأسلحة البعيدة المدى في المناطق المحيطة بالقصير أو خارجها بالرد على مصادر النيران”.

وكشف رئيس هيئة الأركان في السياق ذاته أن الجيش الحر طلب من المسؤولين اللبنانيين، ومنهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، التدخل لوقف عمليات حزب الله، وأشار إلى أنه لم يسمع أي رد أو رد فعل، وأعرب عن أمله في أن يكون المسؤولون اللبنانيون على قدر المسؤولية.

غير أن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي نفى -بحسب الوكالة الفرنسية- أن يكون حصل أي اتصال بين رئيس الحكومة اللبنانية والجيش الحر.

تعزيزات

تتزامن تهديدات رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر لحزب الله مع تأكيد الهيئة العامة للثورة السورية أن حزب الله يرسل تعزيزات إلى مناطق في لبنان قرب الحدود السورية.

كما أكد مصدر أمني لبناني أن حزب الله وضع عناصره في حالة استنفار بثماني بلدات لبنانية مجاورة لسوريا.

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بدورها أن وابلا من نيران الأسلحة الآلية وقذائف آر بي جي أطلق من سوريا وسقط داخل منطقة وادي خالد شمال لبنان الليلة الماضية.

وتصادفت هذه التطورات مع تقارير إعلامية تفيد بأن ثلاثة من أعضاء حزب الله قتلوا أمس الأربعاء في هجوم لجبهة النصرة الإسلامية في بلدة حدودية.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتل السبت الماضي ثلاثة لبنانيين من الموالين لحزب الله مقيمين في سوريا في معارك مع مقاتلي المعارضة في قرى سورية على الحدود مع لبنان.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أقر في أكتوبر/تشرين الأول -وفق الوكالة الفرنسية-بأن بعض اللبنانيين المقيمين في الأراضي السورية الحدودية مع لبنان والمنتمين إلى الحزب يقاتلون “المجموعات المسلحة” في سوريا بمبادرة منهم ومن دون قرار حزبي، وذلك “بغرض الدفاع عن النفس”.

الجيش الحر يقصف موقعين لحزب الله في سوريا ولبنان

حزب الله أعلن التعبئة في صفوف عناصر في 8 قرى حدودية

دبي – قناة العربية

قالت “هيئة أركان الجيش الحر” إن “الحر” قصف موقعين لحزب الله في سوريا والهرمل بلبنان. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر لبنانية أن حزب الله أعلن التعبئة في صفوف عناصر في 8 قرى حدودية متداخلة بين لبنان وسوريا، وأنه نصب عدداً من المدافع والصواريخ ضمن هذه القرى.

وتبنى الجيش الحر قصف موقعين لحزب الله، وبحسب الناشط أبو الهدى الحمصي من حمص في حديث لـ”العربية”: فإن المعلومات عن قصف الموقعين ما زالت غير كافية، ولكنه أكد أنه بالفعل قام الجيش الحر بقصف موقعين يعودان لحزب الله.

وقال الحمصي إن المواجهات بين حزب الله والجيش الحر على القرى الحدودية لا تتوقف، خصوصاً أن عناصر حزب الله حاولت التسلل إلى ثلاث قرى جديدة.

وكان الجيش الحر قد أمهل حزب الله اللبناني 48 ساعة أمس لوقف عملياته في سوريا، مهدّداً بالرد عليه إن لم يتوقف، بحسب بيان له. وأعلنت قيادة الجيش الحر في بيانها أنها ستتولى الرد على مصادر نيران حزب الله في الأراضي اللبنانية. كما دعا البيان الشعب اللبناني للعمل على منع حزب الله من قصف الأراضي السورية، مطالباً أهالي بلدة الهرمل بالابتعاد عن أي منصة أو راجمة صواريخ تابعة لحزب الله وعن مراكزه العسكرية.

إصابة نايف حواتمة ومقتل 31 شخصا في انفجارات دمشق

استهداف مبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين بثلاث قذائف هاون

دمشق – فرانس برس

أصيب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، الخميس، بجروح طفيفة في الانفجار الذي هز وسط دمشق بالقرب من فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في منطقة المزرعة، وأسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا.

وأفاد مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة رشيد قويدر أن حواتمة “أصيب بجروح طفيفة في وجهه ويديه نتيجة لتناثر شظايا الزجاج” إثر ضغط الانفجار الذي وقع، فيما كان يعمل في مكتبه” الواقع على بعد 500 متر من مكان الانفجار.

وشهدت العاصمة السورية دمشق عدة انفجارات في حي المزرعة ومنطقة برزة أوقعت 31 قتيلاً على الأقل، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

واتهمت شبكة سانا الثورة النظام السوري بترتيب الانفجار في منطقة المزرعة والذي تسبب في مقتل أو إصابة العشرات مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف كانت تنتظر في مناطق قريبة في أحياء دمشق الشمالية.

وذكر التلفزيون السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجار سيارة مفخخة وقع، اليوم الخميس، قرب مقر حزب البعث وسط دمشق، بسقوط قتلى وجرحى.

وقالت قناة “الإخبارية” السورية في شريط إخباري عاجل: إن “التفجير الإرهابي الذي وقع على أطراف حي المزرعة في دمشق أسفر عن سقوط شهداء وجرحى”.

وأوضح أن من بين الجرحى أطفالاً، لأن الانفجار وقع بالقرب من مدرسة.

وذكر المرصد من جهته في بيان “سقط قتلى وجرحى إثر انفجار سيارة مفخخة في منطقة المزرعة أمام حاجز للقوات النظامية بالقرب من فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا”.

كما أشار إلى وقوع أضرار مادية كبيرة ومشاهدة “سيارات محطمة على بعد أكثر من 300 متر من مكان الانفجار”.

وكانت صحافية في وكالة “فرانس برس” نقلت عن عنصر أمني في محيط مكان الانفجار أن “سيارة مفخخة انفجرت في ساحة 16 تشرين قرب جامع الإيمان”، مشيرة إلى وجود مقر لحزب البعث في المكان.

وأضافت أن “سحباً من الدخان الأسود غطت، إثر الانفجار، سماء العاصمة”، فيما أقفلت القوى الأمنية كل الطرق المؤدية إلى مكان الانفجار.

وكان في الإمكان سماع أصوات صفارات سيارات الإسعاف. كما سمعت رشقات من أسلحة رشاشة.

مسودة بيان المعارضة السورية لا تدعو مباشرة إلى عزل الأسد

الائتلاف الوطني السوري: أي اتفاق للسلام يجب أن يكون برعاية الولايات المتحدة وروسيا

رويترز

لم تدعُ مسودة بيان للمعارضة السورية مباشرة إلى عزل الأسد وتقول إنه يجب محاسبة الرئيس والنخبة الحاكمة على إراقة الدماء.

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الأسد لا يمكن أن يكون طرفا في أي تسوية للصراع عن طريق المفاوضات.

ويضيف الائتلاف أن أي اتفاق للسلام يجب أن يكون برعاية الولايات المتحدة وروسيا.

عشرات القتلى في سلسلة تفجيرات بدمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

هزت سلسلة تفجيرات مناطق عدة في العاصمة السورية دمشق، الخميس، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تفجيرا وقع في حي المزرعة بالعاصمة قرب مقر حزب البعث الحاكم، وأسفر عن مقتل 30 شخصا على الأقل.

وأشارت مصادر أمنية في المكان إلى أن “سيارة مفخخة انفجرت في ساحة 16 تشرين قرب جامع الإيمان”، وأضافت أن دوي انفجار ثان سمع بعد وقت قصير من التفجير الأول.

وقال المرصد، الذي يراقب أعمال العنف في البلاد، إن التقارير الأولية تشير إلى استهداف مبنى تابع لحزب البعث.  وأفاد شهود عيان أن اشتباكات اندلعت عقب الانفجار.

وأفاد مراسل “سكاي نيوز عربية” في دمشق بوقوع إصابات نتيجة التفجير، وأن سيارات الإسعاف وسيارات الهلال الأحمر السوري هرعت إلى مكان الحادث. وقال إن عشرات السيارات احترقت في مكان التفجير، وأن جثث الضحايا مازالت داخلها.

وأضاف أن التفجير وقع على مقربة من مدرسة عبد الله بن الزبير التي تضم 800 تلميذ في المرحلة الابتدائية، ما أسفر عن إصابة عدد من الطلبة، حيث تم نقلهم إلى جامع الإيمان القريب من المكان لإسعافهم.

وأشار إلى أن التفجير وقع عند حاجز لقوات حفظ النظام القريب من فرع حزب البعث في دمشق، وقال إن مبنى الحزب تضرر بشكل كبير، وأن الدمار طال المباني التي تبعد نحو 500 متر عن مكان التفجير، وأحدث حفرة عميقة.

في السياق ذاته، أفادت مصادر خاصة لـ”سكاي نيوز عربية” عن سقوط قتلى في انفجار استهدف مبنى المخابرات السورية في منطقة القابون في دمشق، ونقلت وكالة الأنباء السورية عن وقوع سلسلة تفجيرات في أحياء برزة والبرامكة في العاصمة. ووصفت وسائل إعلام سورية حكومية التفجيرات بأنها “إرهابية”، وقالت إنها أسفرت عن وقوع خسائر بشرية.

المعارضة: يجب محاسبة الأسد

وعلى الصعيد السياسي، أظهرت مسودة بيان سيصدر عن اجتماع رئيسي للمعارضة، أن الائتلاف الوطني السوري مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الدائر في سوريا، على ألا يكون الرئيس بشار الأسد طرفا في أي تسوية.

وقالت الوثيقة التي ستناقش خلال اجتماع لقيادة الائتلاف المعارض إنه “يجب محاسبة الأسد والنخبة الحاكمة على إراقة الدماء، وإن أي اتفاق للسلام ينبغي أن يكون تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا”.

معارضون سوريون: 163 قتيلا.. و”مجزرة” بحمورية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أكد معارضون سوريون سقوط 163 قتيلا الأربعاء، معظمهم في دمشق وريفها، وخاصة بلدة حمرية، التي قالت المعارضة إنها شهدت وقوع “مجزرة” بعد قصف جوي، في حين أشارت التقارير الحكومية السورية إلى عمليات نفذها الجيش في حلب وإدلب ودمشق.

وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة، إنها استطاعت توثيق مقتل 163شخصا، بينهم 21 طفلا و11 سيدة، وتوزع القتلى بواقع 96 في دمشق وريفها، بينهم 48 في حمورية، و19 في حلب و16 في درعا و12 في حمص و12 في إدلب وثلاثة في دير الزور، إلى جانب قتيلين في كل من حماه والرقة وقتيل في القنيطرة.

وبحسب اللجان، فقد جرى توثيق 342 نقطة قصف، بينها 23 نقطة جرى قصفها بالطيران الحربي التابع للقوات الحكومية، إضافة إلى سقوط صواريخ سكود في خمس نقاط، في حين أسقط “الجيش الحر” المناهض للنظام طائرة  حربية بريف دمشق، ودمر أحد اكبر مستودعات المدفعية التابعة لقوات النظام في جبل قاسيون المطل على العاصمة.

من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، إن القوات الحكومية قضت على عدد ممن وصفتهم بـ”الإرهابيين” وعمدت إلى تدمير أوكارهم في حلب وريفي دمشق وإدلب، كما أحبطت محاولة تسلل من لبنان.

وبحسب الوكالة، فقد نفذت القوات الحكومية السورية عمليات ضد مسلحين في مزارع دوما وحرستا ومزارع الريحان وكفر بطنا في الغوطة الشرقية لدمشق، وكذلك بوداريا وعربين وزملكا.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا بشكل مستقل نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

معارضون سوريون يؤكدون انشقاق لواء عسكري بأكمله في ريف دمشق

روما (20 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد معارض سوري بارز صحة أنباء عن “انشقاق لواء بكامله” من القوات العسكرية السورية في ريف دمشق، ورأى في هذا الحدث مؤشراً على بداية “انفراط عقد الجيش النظامي” وتصاعد في قوة الجيش السوري الحر المناوئ للنظام، فيما أشار مقاتلون إلى استيلائهم على صواريخ سكود من هذا اللواء

ورأى المعارض السياسي والناشط الحقوقي السوري رضوان زيادة “إن “انشقاق اللواء 39 من الجيش السوري بأكمله في مدينة عدرا في ريف دمشق هو الأول لوحدة بأكملها في الجيش النظامي منذ بداية الثورة”، ورأى أن “تصاعد الانشقاقات بهذا المنوال يعني انفراط كامل لعقد الجيش النظامي وتصاعد في قوة الجيش الحر قدرة بشرية وعسكرية” حسب تعبيره

وكان مقاتلون معارضون سوريون قد أعلنوا الثلاثاء انشقاق نحو 800 عسكري بينهم 100 ضابط عن القوات العسكرية السوري في ريف العاصمة السورية دمشق، فيما استولى اللواء المعارض المسؤول عن تأمينهم وانشقاقهم (لواء الإسلام) على “أسلحة وعتاد بينها دبابات بالإضافة إلى مستودع لصواريخ سكود”، على حد وصفهم

ومن الصعب التحقق من صحة هذه المعلومات من مصدر مستقل لصعوبة الوصول إلى هذه المدينة في الوقت الراهن، بسبب الصعوبة الأمنية في الوصول إلى المنطقة والاشتباكات المتواصلة بين القوات النظامية وكتائب المعارضة المسلحة، فضلاً عن القصف بالأسلحة الثقيلة الذي تتعرض له المدينة وما حولها

تيرسي: سأتحدث مع كيري بشأن الدعم العسكري للثوار السوريين

روما (21 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أعرب وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي عن قناعته بضرورة “منح مزيد من الدعم العسكري للثوار السوريين، وقال “فبلادنا تتمسك بموقف الطليعة في هذا المجال”، وبهذا الصدد “سأتحدث مع نظيري الأمريكي جون كيري أثناء الإجتماع بشأن سوريا في روما” الخميس المقبل

وفي تصريحات لصحيفة (كورييري ديللا سيرا) الخميس، أضاف الوزير تيرسي أن “الأوروبيين يرون أن المساعدات العسكرية غير الفتاكة ينبغي لها أن تمتد لتشمل الدعم التقني والتدريب والإعداد، بشكل يتيح تعزيز أنشطة التحالف الملتزم بالقتال ضد حكومة دمشق”، مشيرا إلى أن “سبب الدعوة إلى عقد هذا الإجتماع يمكن في أن واشنطن شهدت الاستمرارية والإهتمام الذي التزمت به حكومتنا بالأزمة السورية لأكثر من عام” حسب قوله

وذكر رئيس الدبلوماسية الايطالية أنه “عملنا كثيرا مع المبعوث الخاص للشرق الأوسط، وقد كانت الجهود المبذولة لمساعدة المعارضة على إيجاد توليف، وقد نجحنا في ذلك” حيث “توجد هيئة ملموسة تمثل بديلا للأسد”، سواء أكان “من حيث المقترحات أم من ناحية الأشخاص”، لكن “علينا محاولة التوصل إلى حل سياسي للمذبحة، فلا يمكننا إنتظار سقوط عشرات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من اللاجئين الآخرين، والجانب الأمريكي يرى ضرورة للاستعجال في حل الأزمة” وفق ذكره

وأشار الوزير تيرسي إلى أن “رحيل الأسد مسألة تثير التمزق، نعتقد أن المفاوضات يمكن أن تبدأ حتى مع وجود نظامه وبشمل روسيا والصين فيها، مع توقع خروجه بشكل تدريجي، ليكون رحيل الدكتاتور نقطة وصول وليس انطلاق”، وبطبيعة الحال “فإنه تلزم ظروفا سياسية ملائمة، فمن الصعب بدء التفاوض مع استمرار التفجيرات والمجازر واللجوء والسجون الممتلئة”، وإختتم بالقول “هناك حاجة لإبداء الإستعداد، لذلك تُعدُّ روما مرحلة مهمة في ظل مأساوية الأزمة” على حد تعبيره

35 قتيلا في انفجار ضخم قرب مقر حزب البعث الحاكم وسط دمشق

قتل 35 شخصا وأصيب أكثر من مئتي شخص على الاقل عندما انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من المقر القطري لحزب البعث الحاكم وسفارة روسيا وسط دمشق.

هذا و أدان الائتلاف الوطني السوري المعارض التفجير “الارهابي” مشددا على أن أي هجوم يستهدف المدنيين يعد جريمة بحق الانسانية وانتهاكا لحقوق الانسان يجب ادانته بغض النظر عن من نفذه، بحسب بيان الائتلاف على صفحته على موقع فيسبوك.

و سقطت قذيفتا هاون، الاولى بالقرب من مدرسة بمنطقة المزرعة وكان معظم ضحاياها من الطلاب وسكان المنطقة.

وأفاد مراسلنا في دمشق عساف عبود أن سكانا في منطقة الحادث قالوا إن القذيفة الأولى سقطت قرب مدرسة عبدالله بن الزبير في وسط العاصمة السورية، بينما سقطت القذيفة الثانية مقابل مشفى حاميش في مساكن برزة شمال دمشق.

وقال شهود عيان من السكان لمراسلنا إن التفجير أعقبه وقوع اشتباكات بين مدخل مشفى تشرين العسكري، وبالقرب من أحد المراكز الأمنية السورية.

وقالت قناة “الإخبارية السورية” إن التفجير الذي وصفته “بالإرهابي” أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال، نظرا لوقوعه بالقرب من إحدى المدارس في المنطقة.

تدمير في سفارة روسيا

ونقلت وكالة انباء ايتار تاس الروسية عن دبلوماسي داخل سوريا أن الانفجار أسفر عن خسائر مادية كبيرة في مقر السفارة الروسية وسط العاصمة لكن لم تقع خسائر في الارواح.

كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له أن الانفجار وقع بالقرب من أحد المراكز الأمنية التابعة للقوات السورية، وأضاف البيان أنه “سقط قتلى وجرحى إثر انفجار سيارة مفخخة في منطقة المزرعة أمام حاجز للقوات النظامية بالقرب من فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سورية”.

في غضون ذلك، قال مسؤول من الجبهة الديمقرطية لتحرير فلسطين لبي بي سي ان الامين العام للجبهة نايف حواتمة اصيب اصابة طفيفة بحراح نتيجة تحطم الزجاج في مقر الجبهة في منطقة المزرعة بدمشق والتي وقع فيها الانفجار.

موقف بريطاني

على صعيد آخر، عقد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، مؤتمرا صحفيا في بيروت بعد لقائه بالرئيس اللبناني ميشال سليمان طالب فيه مرة أخرى بتنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة.

ودعا الحكومة السورية إلى قبول مبادرة الحوار التي أعلنها معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني المعارض.

وأضاف الوزير البريطاني أن بلاده ستقدم مبلغ سبعة عشر مليون دولار إضافي لمساعدة لبنان في جهود إغاثة اللاجئين السوريين، ما يرفع قيمة المساهمة البريطانية لإعانة اللاجئين السوريين في لبنان إلى ثلاثين مليون دولار.

كلام هيغ جاء أثناء زيارة له إلى مركز توزيع مساعدات للاجئين السوريين في منطقة برج حمود في بيروت.

BBC © 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى